العظات

الأشتياق لله

” كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله .. عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي .. متى أجئ وأتراءى قدام الله .. صارت لي دموعي خبزاً نهاراً وليلاً إذ قيل لي كل يومٍ أين إلهك .. هذه أذكرها فأسكب نفسي عليَّ لأني كنت أمُرُّ مع الجماع أتدرج معهم إلى بيت الله بصوت ترنمٍ وحمدٍ جمهورٍ مُعيِّدٍ .. لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ارتجي الله لأني بعد أحمدهُ لأجل خلاص وجههِ يا إلهي نفسي مُنحنية فيَّ لذلك أذكرك من أرض الأردن وجبال حرمون من جبل مِصعر .. غمر يُنادي غمراً عند صوت ميازيبك .. كل تياراتك ولُججك طمت عليَّ .. بالنهار يُوصي الرب رحمته وبالليل تسبيحة عندي صلاة لإله حياتي .. أقول لله صخرتي لماذا نسيتني .. لماذا أذهب حزيناً من مُضايقة العدو .. بسحقٍ في عظامي عيَّرني مُضايقيَّ بقولهم لي كل يومٍ أين إلهك .. لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ترجي الله لأني بعد أحمدهُ خلاص وجهي وإلهي “ ( مز 42 ) ” كما تشتاق الإيل إلى جداول المياه “ .. الإيل هي الغزلان .. معروف عن الغزلان أنها تجري بسرعة كبيرة جداً .. وتُسرِع في أمرين هما أولاً عندما تهرب من مطاردة وعندها قُدرة فائقة أن تجري بسرعة على الجبال المُرتفعة .. وثانياً تجري بسرعة عالية جداً نحو مجرى المياه لتشرب .. ويُقال أن الغزلان حيوان حار أي دورته الدموية نشيطة أي جسده ساخن هذا أمر يُزيد عطشه أكثر .. ولديها وجبة مُحببة جداً هي الحيات لكن للأسف بعد هذه الوجبة تشعر بعطش غير مُحتمل وهي أصلاً حيوان يميل للعطش لذلك تجري بسرعة رهيبة للماء للشرب .. داود النبي في البرية يرى هذا المشهد غزلان تجري بشدة وسرعة للماء .. المشهد جَذَبه فقال يارب نفسي مُشتاقة إليك كاشتياق الأيائل للمياه من يجري للصلاة ومن يشتاق يعطي وقته لك في جلسة يومية .. من لديه رغبة لله مثل الأيائل للماء ؟ دائماً الحية تُشير في الكتاب المقدس إلى الشيطان .. عندما تغلب النفس حيل عدو الخير يزداد اشتياقها لله .. الإشتياق يزداد عندما تأكل الحيات .. إذاً الإشتياق يتوقف على الجهاد الروحي في أحد الأيام جلست فتاة مع أبونا بيشوي كامل جلسة اعتراف وكانت هذه الفتاة مرتبطة بشاب لم توافق عليه الأسرة لكنها كانت مُصرَّة على ذلك الشاب لأنها ارتبطت به عاطفياً فكانت تبكي في اعترافها وتقول لأبونا بيشوي أنها تحب الشاب جداً ولن تستطيع أن تتركه أو تبتعد عنه .. ولأن أبونا بيشوي رجل روحاني عندما رأى حال الفتاة هكذا وبخ نفسه قائلاً كيف ارتبطت هذه الفتاة بالشاب وأحبته لهذه الدرجة بينما أنا لا أعرف كيف أحب الله مثلما أحبت هي الشاب ؟! لو أحببت يسوع مثلها لن أتركه أبداً !هل أنا مشتاق لله وأحبه وأُسرِع إليه ؟ هل لحظات الصلاة ثقيلة أم لذيذة ؟ صوت الله في الإنجيل مُفرِح ومُشبِع أم غير مفهوم ؟ عدم الفهم يأتي من عدم التفاهم ومن الفجوة .. والفهم يأتي من العِشرة .. أستطيع أن أفهم الإنجيل من عِشرتي مع الله .. أنا مشتاق لك يا الله .. وكلما جاهدت كلما غلبت الحيات ” تطأ الأفعى وملك الحيات وتسحق الأسد والتنين “ ( مز 90 ) .. عندما غلبت حب العالم داخلي وروح الحقد والإستهتار و أستطيع أن أغلب الحية وأشتاق لله الغزلان تُراقب الحية حتى تخرج من جُحرها وتأكلها .. هكذا أراقب نفسي ومداخلها ومخارجها لأغلب عدو الخير ويزداد اشتياقي لله .. وإن لم تخرج الحية من جحرها تملأ الغزلان فمها بالماء وتدفعه بقوة نحو جُحر الحية فتخرج الحية وتلتهمها الغزلان .. وإن لم تخرج الحية من هذا الموقف تستطيع الغزلان أن تُصدِر صوت قوي بنفخة قوية جداً فتضطر الحية للخروج .. هكذا لابد أن يكون لدينا أفكار لطرد الحيات .. عدو الخير يحاربني من خلفي ومن أمامي أو من حفره أو ..... وهو يرى الوقت المناسب للحرب .. علينا أن نرصُده وكلما قاومناه كلما ازداد اشتياقنا لله وكلما اتحدنا بالخطية كلما قل اشتياقنا لله تقول أنا لا أتلذذ بالقداس ولا أستمتع بالصلاة ولا أفهم الإنجيل و...... أسألك هل جاهدت ؟ كلما ازداد جهادك ازداد اشتياقك لله .. الغزلان كلما غلبت الحيات وأكلتها كلما ازداد عطشها كلما ازداد اندفاعها نحو ينابيع المياه .. ينابيع الحق .. وكلما ازداد الجهاد أكثر كلما ازداد الإشتياق كلما غلب الإنسان وانتصر ويصل إلى درجة ” أما أنا فصلاة “ ( مز 109 : 4 ) يحكي المتنيح الأنبا بيمن عن المتنيح أبونا ميخائيل إبراهيم أنه كان يأتي إلى الإسكندرية كل عام وكان أولاده يأتون إليهِ للإعتراف .. وفي أحد المرات كان الأنبا بيمن يبيت مع أبونا ميخائيل وقَلَقْ أثناء الليل فوجد أبونا ميخائيل يصلي ودعاه ليصلي معه .. وبعد الصلاة ذهبا للقداس وفيما هما ذاهبان وقف أبونا ميخائيل عند باب البيت وقال للأنبا بيمن لنصلي دقائق .. وعند باب العمارة قال له لنصلي دقائق .. وفي الطريق قال له لنصلي دقائق استعداد للقداس .. وعند باب الكنيسة طلب أيضاً أن يُصليا .. وعند الأيقونات وعند باب الهيكل و صلاة .. صلاة في كل لحظة وكل مكان وكل الظروف اشتياق الإنسان لا يكتسب هذه الخبرة في لحظة بل بالإختبار تتولد في القلب حرارة روحية تُنمي الإشتياق .. ” أن العالم كله يُصبح كنيسة لمن يُصلي “ كان أبونا ميخائيل إبراهيم يدعو بالبركة ويصلي لكل من يُقابله سواء يعرفه أو لا يعرفه .. بائع .. أُم تحمل طفلها .. طالب .. عامل .. مشغول بالناس .. إنسان يُبارك كل أحد .. أما نحن فإن رأينا شاب نقول أنه منحرف والبائع غاش و...... نلعن كل من نراه .. لا .. القلب المُحب لله يُبارك .. هذا لا يأتي في لحظة .. والصلاة لا تبدأ مع بداية الصلاة بل تبدأ قبل الصلاة .. جيد أن نحيا حضور الله الدائم” عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي .. متى أجئ وأتراءى قدام الله “ .. داود النبي كتب هذا المزمور وكان المسبيين يُرددونه يسألون الله متى نُفَك من نير الأسر .. متى رباطاتي العاطفية والناس وخطاياي تنحل عني ؟ كلما انحلت رباطات العالم عني كلما ازدادت رباطاتي بالله .. كلما أفرغت مكان لمحبة الله في قلبي كلما مَلَك عليَّ أكثر كما قال أحد الآباء ” اخلِ المكان ليسوع “ .. أحياناً يود الله أن يجلس معنا ويفرح بنا لكن للأسف لا نسمح له ولا نُخلِ مكان له في قلبنا لأننا مشغولون بأمور عالمية وصانعين عالم لأنفسنا فلا يجد لنفسه مكان عندنا .. وفي نهاية اليوم قد نتذكره بعد أن نكون قد تعبنا فلا نستطيع حينئذٍ أن نجلس معه لابد أن يكون الله بالنسبة لنا شهوة كما يُقال ” نحن عُشَّاق ليسوع “ .. نحب أن نجلس معه ونتعامل معه .. المتنيح أبونا بيشوي كامل كان يتفق مع المعترفين على قراءة الإنجيل بالوقت وليس بعدد الإصحاحات أي يقرأ ساعة ساعتين .. ليشبع من يسوع ” كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله .. عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي “ .. عطشت .. أي إنسان مُتلهف شغوف أن يجلس مع الله .. الإنسان الروحاني يسعى بنشاط للصلوات بينما الإنسان الجسداني تدفعه للصلاة وكأنك تدفعه للجَلد .. اقصِر نفسك ودربها على التغصب وقل لنفسك مادُمتِ تعيشين بالجسد ستندمين قومي الآن .. ” لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ارتجي الله “ .. لماذا أنتِ كئيبة .. لماذا أنتِ حزينة يا نفسي ؟ ترجي الله .. لماذا الناس مهمومة ؟ لأنهم بعيدون عن الله .. يقولون لك ” قل لنا عن سبب يُبهِج الحياة “ .. الإرتباط ؟ الدراسة ؟ العمل ؟ كل هذه الأمور فرحها مؤقت ولا تُشبِع .. لا يوجد شئ مُشبع حتى لو مركز عظيم فإنهُ يُدخِلَك في صراعات جديدة .. الغِنَى والثروة تُزيد عطشك للمال ويُزيد التطلعات .. دائرة لا تنتهي .. الشبع في الله فقط كما يقول القديس أوغسطينوس ” من اقتفى آثارك لن يضل قط ومن امتلكك شبعت كل رغباته “ .. كفايتنا من الله .. الذي يحيا مع الله يعيش سعيد مُكتفي شابع .. عندما تشبع بالله يزيدك الله وترحم اخوتك الغزلان تسير في مواكب ويسيرون مسنودين على بعضهم البعض .. وعندما تتعب الغزالة المتقدمة الموكب تعود إلى خلف الموكب وتستند على أخرى لتستريح .. هكذا مواكب هجرة الطيور أكثر طير يتعب في الهجرة هو المتقدم الموكب لأنه يعمل تفريغ للهواء أمامهم ليُسهِّل لهم هجرتهم لذلك لابد أن يكون أقواهم كما يقول الكتاب ” اِحملوا بعضكم أثقال بعضٍ “ ( غل 6 : 2 ) .. ليت الله يستخدمني ليضع آخر رأسه عليَّ ويستريح جلست فتاة تحكي لصديقتها مشكلة أحزنتها وكانت الأخرى تهوِّن عليها أمر المشكلة وفي النهاية طلبت الفتاة من صديقتها أن تسند رأسها على كتف صديقتها لتستريح .. الذي يحمل الآخر يُريحه لأنه يشعر به يقول داود النبي ” صارت لي دموعي خبزاً نهاراً وليلاً “ .. لا يكفي الإشتياق بالقول .. لا يكفي أن نجوع ونعطش بل لابد أن نأكل ونرتوي .. أي أحب الله من رغباتي الخاصة وألتصق بالسماء فتصغُر الأرض في عينيَّ .. لكن مادمت مذلول لرغباتي لن أستطيع أن أحب الله ولن تصغُر الأرض ورغباتي لا .. لتصغُر الأرض ورغباتي حتى أصل إلى درجة ” من لي في السماء ومعك لا أُريد شيئاً في الأرض “ ( مز 73 : 25 ) .. أفضل شئ يُلهِب قلوبنا أمام الله أن نقف أمامه بمشاعر مُتجمعة ونُعبِّر عن ذُلنا بدموع أمامه .. ” اجعل أنت دموعي في زقك “ ( مز 56 : 8 ) قل له أنا يارب أحبك وأريدك وقد أكون ضعيف لكن ليس معنى ذلك إني أرفضك .. لا .. أريد الإقتراب إليك وأشتاق إليك .. يقول مارإسحق ” محبة الله غرَّبتني عن كل البشر والبشريات “ .. محبة الله تعطي الكفاية .. يقول أحد الآباء القديسين لله ” قد جرحت نفسي أيها الحبيب .. أنا لا أقوى على ضبط لهيبك .. سأجري مُسبِّحاً إياك “ .. جروحك جرحتني لأني بها أدركت محبتك وأدركت طول أناتك لذلك أحب الجلوس معك وأريد أن يكون بيني وبينك خفاء وعِشرة وعمق .. وأشكو لك ضعفي وأقول لك أن آمالي وضعفاتي وطموحاتي وثقتي هي فيك عواطف الإنسان واشتياقاته إلى أين تأخذه ؟ صعب نعيش مع الله بدون اشتياق وصعب نتحدث عن كيف نحيا مع الله بدون أن نكون مشتاقين له .. اشتياق أي مشاعر ولنرى أشواق القديسين .. مكسيموس ودوماديوس يتركان المُلك ليبحثا عن الله في البراري وسارا مسافات طويلة حتى تعبا من السير بحثاً عن القديس أبو مقار وفقدا قوَّتهما على المسير فأكملا الطريق إلى أبو مقار زحفاً حتى وصلا إليه وقد أعياهما التعب جداً .. وعندما رآهما أبو مقار شعر أنهما مُرفهان وخاف أن لا يحتملا طريق الرهبنة فقال لهما أنتما أولاد ملوك لن تحتملا طريق الرهبنة .. فقالا له جربنا .. ولما رأى ثبات عزمهما فرح بهما .. وكان لسان نار يخرج من فم مكسيموس عندما يصلي متجهاً إلى السماء وكان الذباب يحوطه لكن لا يستطيع أن يغلبه .. اشتياق من عمق القلب الإشتياق يفرَّح الإنسان ويجعله مفطوم عن العالم .. قد تقول نحن نحيا وسط العالم ولنا بيوت وأُسَرْ وأولاد و نعم .. لكن جيد أن يشترك الله معك في همومك وكلما عجزت عن حل أمر كلما كان الوقت الأفضل لله لأن الأمر يخصه .. خطايانا هو قادر عليها .. وضعفاتنا .. ومشاكلنا هذه كلها أمور هو قادر عليها .. ضعفاتك هي وقود حبك لله ولا تُضعِفَك .. نعم عدو الخير يستخدمها ليبعدك عن الله .. لكن لا .. إجعلها سبب انسحاق أمام الله لتشعر بقوة الله فيك .. لولا شعورك بضعفك ما كنت تحتاج للقوة .. إختبر أن تقف أمام الله صامت مُفكراً في حسابات الله معك وعمله معك .. فكَّر في عشرة أمور جيدة فعلها الله معك .. هل شكرته على كونك مسيحي وإنه أعطاك أسرة تحب الله وتشجعك على الكنيسة ؟ هذه كلها أمور من الله عطايا منه تستحق الحب .. لو بحثت في حياتك تجد عطايا كثيرة أعطاها الله لك .. عقل .. صحة .. أسرة .. كنيسة .. عمل .. بيت .. أمور كثيرة الشيطان يطمسها لأنه ليس في صالحه أن تقترب لله فيغلبك بهمومك .. لا .. جيد أن يعيش الإنسان محبة الله مهما كانت ظروفه صعبة وأن يجعل ظروفه سبب لاقترابه لله أكثر ” لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ارتجي الله “ .. كثيرون يرفضون حياتهم وأُسَرِهِمْ وظروفهم و........ العيب ليس في الأسرة والحياة و......... بل فينا نحن .. الذي يحب الله يعرف كيف يتجاوز حزنه .. ترجى الله .. الحل ليس في تغيير الحياة أو الأسرة أو الظروف .. لا .. الحل في المسيح هل هو موجود في حياتك أم لا ؟ لو موجود في حياتك ستكون أفضل .. ضع همومك في يده واسعى إليه باشتياق وقف أمامه بشوق عالي كما تشتاق الإيل إلى جداول المياه قال له أحد الآباء القديسين أنا متعجب منك يا الله كيف ظلَّ الأنبا أنطونيوس معك وحدك عشرون سنة ولم يَمِلْ أو يتضايق .. وكيف ظل الأنبا بولا سبعون سنة لم يرى فيها وجه إنسان ولم يكتئب ؟ لأن فيك يا الله الكفاية وتعزيات الناس تقل في حياة الإنسان الذي يشبع بالله .. عندما يملأ الله حياة إنسان لن يشعر بفقدان شئ قال أحد الآباء القديسين عندما تلتقي النفس بالله لن تشعر بحزن أو حرمان .. وقال أيضاً لله أنا أشتاق للقاءك كلقاء يعقوب بابنه يوسف ووقع على عنقه زمان .. تخيل لهفة اللقاء بين أبينا يعقوب وحبيبه يوسف الذي كان في نظره ميت أو أكلهُ وحش .. وقال لله ” ليقبلك ضميري كما قبل يعقوب حبيبه يوسف .. جميع ما بداخلي ليكن مشغول بمحبتك وكل أعضائي فلتُبارك اسمك القدوس .. ليس من أخذك في حضنه إلاَّ وقد عبرت رائحتك في ثيابه واستمرت بها حتى بُلِيَت .. ليس من قبلك بمحبة واحتمل البُعد عنك .. ليس من سمع لكلامك ولم يتقد في قلبه شِبه جمر نار ولم يشتاق لأنسى كلامك .. ليست من دفنت حبيبها ونظرت وجهك وذكرت في قلبها أن لها ميت .. لقاءك يُزيل كل الأحزان ونورك يحل كل الصعوبات وصوت كلامك يقلع الأوجاع من القلب .. ليس من نظر وجهك ولم يكن قلبه كل ساعة عطشاناً لنظرك .. كل ناظريك كانوا مُبتهجين بنظرك .. الصبيان يحترقون بالمحبة .. الشبان بنظرك يمتلكون سروراً .. الشيوخ بنظرك يتحركون بالتمجيد .. العذارى بنظرك كن يمتلئن عفة .. كل الطغمات مع الرياسات بنظرك كانوا يتزودون بكل التعزيات .. من رآك واحتمل قلبه ألاَّ يراك “ يقول له ليتني أقع على عنقك زمان لأني مشتاق إليك كاشتياق أبينا يعقوب لحبيبه يوسف .. وكل من اقترب منك وتلامس معك استمرت معه رائحتك لأنها أقوى من الثياب .. وعندما يقرأ آية من كلامك تتحول داخله نار تُلهِب قلبه بحبك .. ومن هي التي دفنت حبيب لها واقتربت منك وتذكرت أن لها ميت ؟ هذا ليس عدم أمانة منها لمن دفنته لكن لقاءك المُعزِّي يُزيل كل الأحزان ويُنسي كل الأمور المُحزنة لأنه لقاء مُفرح .. الذي ينشغل بالله يشبع فلا تحركه أي أمور حتى عواطفه لأنك تُشبِع وتملُك وتجعل الإنسان يفطم نفسه عن محبة من حوله باختياره وإرادته الإشتياق لله موضوع عمرنا كله نقف أمامه ونتأمل غفرانه واحتماله وصليبه وفداءه و عندما تزداد هذه الأمور داخلنا يزداد اشتياقنا .. لذلك ختم داود مزموره ” لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ترجي الله لأني بعد أحمدهُ خلاص وجهي وإلهي “ .. لأني تعلمت أن أترجى وجهك فلن أحزن .. ” واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس وجهك يارب أطلب “ ( مز 27 : 4 ، 8 ) .. داود النبي لم يكن راهب مُتفرغ لله بل كان رجل متزوج وملك لكن قلبه مشغول بالله .. كثيراً ما يكون إنسان ظروفه صعبة ويعيش مع الله وآخر حياته مُستريحة ولا يعيش مع الله .. الظروف لا تصنع علاقة مع الله بل القلب .. فكَّر كثيراً في محبة الله وستره وفداءه وغفرانه وسَنَده وربنا يُزيد اشتياقنا إليه ويُعطينا نعمة نغلب بها عدو الخير ويُلهب قلوبنا بشوقه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

الخطية أثارها وعلاجها

نِقرَا مَعاً يَا أحِبَّائِي الأصْحَاح السَّابِع مِنْ رِسَالِة مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول إِلَى أهل رُومية 7 : 14 – 25 { فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأمَّا أنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الخَطِيَّةِ . لأِنِّي لَسْتُ أعْرِفُ مَا أنَا أفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أفْعَلُ . فَإِنْ كُنْتُ أفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أًصَادِقُ النَّامُوسَ أنَّهُ حَسَنٌ . فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أفَعْلُ ذلِكَ أنَا بَلِ الخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ . فَإِنِّي أعْلَمُ أنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ . لأِنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأمَّا أنْ أفْعَلَ الحُسْنَى فَلَسْتُ أجِدُ لأِنِّي لَسْتُ أفْعَلُ الصَّالِحٌ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَُّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أفْعَلُ . فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أفْعَلُهُ أنَا بَلِ الخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ . إِذاً أجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أنْ أفْعَلَ الحُسْنَى أنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي . فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ البَاطِنِ . وَلكِنِّي أرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الخَطِيَّةِ الكَائِنِ فِي أعْضَائِي . وَيْحِي أنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ . مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا المَوْتِ . أشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ المَسِيح رَبِّنَا . إِذاً أنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أخْدُمُ نَامُوسَ اللهِ وَلكِنْ بِالجَسَدِ نَامُوسَ الخَطِيَّةِ }نِعمة الله الآب تَحِل عَلَى أروَاحنَا آمِين سَنَتَكَلَّم اليَوْم عَنْ :-

حياة الفرح

فِى إِنجيل مُعلّمِنا يُوحنا البشير إِصحاح 16 ربِنا يسُوعَ يقُول كده[00 سأراكُمْ أيضاً فتفرح قُلُوبكُمْ وَ لاَ ينزعُ أحد فرحكُمْ مِنكُمْ ] ( يو 16 : 22 ) فِى الحقيقة نشعُر أنّ إِحنا مُحتاجين جِدّاً إِنْ إِحنا نسمع عَنْ الفرح ، مِش بس نسمع لكِنْ نعيش الفرح لإِنْ إِحنا فِى عصر مليان ضغُوط ، وَ مليان ضِيقات وَ تجارُب وَ أوجاع ، وَ مليان خطايا ، وَ ما أسهل إِنْ الإِنسان يفقِد فرحة ، وَ ما أسهل إِنْ الإِنسان يعيش الكآبة وَ الحُزن ، لِذلِك عايِز أقول إِنْ لو أنا عايش مِش فرحان أوْ لو أنا عايش فِى حُزن أو كآبة أعرف إِنْ أنا فىَّ حاجة فِى حياتِى مَعَْ ربِنا غلط العايش مَعَْ ربِنا صح عُمره ما يُبقى حزِين وَ لاَ مُكتئِب وَ لاَ مهمُوم وَ لاَ حزِين أبداً [ سأراكُمْ أيضاً فتفرح قُلُوبكُمْ وَ لاَ ينزعُ أحد فرحكُمْ مِنكُمْ ] ( يو 16 : 22 ) ،أحِب أنْ أتكلّم معاكُمْ فِى نُقطتين :-

عمل الراعى

في تذكارات الآباء البطاركة تعودنا الكنيسة على قراءة إنجيل الراعي الصالح .. الكنيسة تؤمن أن ربنا يسوع المسيح هو راعي قطيعه أي الكنيسة .. وإن كان في الكنيسة رعاة كثيرون فهم مجرد وكلاء على رعية المسيح فالراعي الوحيد للكنيسة هو ربنا يسوع المسيح لكنه يقيم رعاة .. هنا يقول ﴿ ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها والخراف تتبعه لأنها تعرف صوته ﴾ ( يو 10 : 4 ) .. اليوم نتكلم عن مهام الراعي .. وما بين راعي الخراف وراعي الخراف الناطقة الذين هم رعية المسيح وشعبه . عمل الراعي : 1. الراعي يقود . 2. الراعي يقود للمراعي الخضر .. يأخذهم لمراعي خضراء ليتغذوا منها . 3. الراعي يؤدب .. معه عصا يوجه بها الغنم وقد يستخدمها لضرب الغنم المشاكس . 4. الراعي يحمي القطيع من الإختلاط مع القطعان الأخرى .. أيضاً يحفظ القطيع من أن يهرب أو يخطف . 5. الراعي يحفظ القطيع من الذئاب الخاطفة . 1/ الراعي يقود : راعي الخراف مهمته أن يسير أمام خرافه وهي خلفه .. هذا رأيناه في ربنا يسوع المسيح .. ربنا يسوع كان دائماً قائد الكنيسة .. هو قائد الإثني عشر .. هو قائد السبعين .. هو قائد وهم ورائه .. نقول له ﴿ يقودنا في موكب نطرته ﴾ ( 2كو 2 : 14) .. جيد أن يشعر الإنسان أنه عضو في هذا القطيع وعينه على صاحب القطيع ولا تتحول عنه أبداً .. الراعي في الكنيسة الله يقيمه لكي يكون قائد ليعرفهم الطريق ويرشدهم .. الراعي عمله أن كل الجماعة تسير معاً .. الراعي عمله أن لا يجعل غنمه تسير وحدها .. الراعي لا يترك الناس لفكرها الخاص بل يقول الآن صوم يصوم الكل .. يقول يجب أن نتحلى بالفضيلة نتحلى بها ونعيش كلنا بفكر واحد ومنهج واحد . 2/ الراعي يقود لمراعي خضر : الراعي عندما يقود خرافه يكون دارس المنطقة ويفهمها لأنه لا يليق أن تكون الخراف في حالة جوع وعطش والراعي مازال يبحث لهم عن طعام .. لا .. الراعي يكون دارس المنطقة ويعرف إلى أين يذهب بقطيعه .. ﴿ لمراعي خضر يربضني ﴾ ( مز 23 ) .. يسير بالغنم حتى يجد مرعى أخضر كبير فيجلس في جانب ليستريح ويترك الخراف .. ماذا تفعل الخراف ؟ الخراف تأكل وتتغذى فتكون في منتهى السعادة .. ﴿ لمراعي خضر يربضني ﴾ . يقول الآباء ما هي المراعي الخضر ؟ هي الكنيسة .. ربنا يسوع ظل يقودنا حتى أتى بنا إلى الكنيسة وبذلك هو إستراح وسطنا ونحن نتغذى .. كل غنمه فينا أتت إلى الكنيسة تأكل وتشبع وترتوي وتخزن طعام .. ترتوي من ينابيع الروح .. الكنيسة غنية .. سواقيه ملآنة ماء والمرعى خصيب والأكل شهي .. إفتح فمك وهو يملأه .. إشبع .. ليكن لك سعي عالي واشتياق عالي وهو يعطي .. هذا هو المرعى .. القائد يقود إلى مراعي خضر .. كل عمل الخادم أن يربط المخدوم بالكنيسة .. يقول لكم عيشوا أسرار الكنيسة .. تعالوا للتناول .. إعترفوا وتوبوا .. إسمعوا كلمة الله .. مراعي خضر . 3/ الراعي يؤدب : لو غنمه شتت أو غنمه مستهترة الراعي يعلم خطورة هذا الأمر .. أنه مجرد أن يغفل عن الغنمه إما تضيع أو تخطف أو تختفي وكثيراً ما إختبر أن غنم ضاع منه لذلك هو يقظ جداً .. قيل عن أبينا يعقوب عندما إختلف مع لابان خاله أراد أن يترك العبودية عند لابان قال له لابان لنتحاسب .. فقال له يعقوب كنت بالنهار يأكلني الحر وبالليل يأكلني البرد ( تك 31 : 40 ) .. كنت أسهر على الغنم لو غنمه خطفت أو سرقت كنت تخصمها مني .. الراعي يكون يقظ لأنه يعلم أنه قد يضيع غنم أو يسرق أو يؤكل أو يفقد .. لأنه يعلم أن قطيعه قد يتعرض للخسارة لذلك يؤدب . دور الكنيسة أن توجه أولادها وإن لم يستجيبوا للتوجيه تؤدب .. بولس الرسول يقول ﴿ وبخ انتهر عظ ﴾ ( 2تي 4 : 2 ) .. أي أنت تمسك العصا للتأديب .. جيد .. لكن لا تستعملها إلا عند اللزوم .. أي لو غنمه مصممة على الشرود إضربها .. معلمنا بولس الرسول عندما وجد أن البعض يحاول تفتيت وحدة الكنيسة وآخرون مصرين على أن يضلوا قال ﴿ لا يحمل السيف عبثاً ﴾ ( رو 13 : 4 ) .. عمل الراعي أن يؤدب وينذر ويوبخ .. معلمنا بولس الرسول يقول ﴿ الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف ﴾ ( 1تي 5 : 20 ) .. لا تترك الأمور تسير بحسب أهواء الناس .. لذلك قال ربنا يسوع المسيح للتلاميذ في أحد المرات خذوا معكم عصا .. ومرة أخرى قال لا تأخذوا عصا .. لأن قديماً كانت العصا تفهم بمعنيان .. توجد عصا للحماية الذاتية والقتال والحرب وتوجد عصا للرعاية .. عندما قال لهم خذوا معكم عصا كان يقصد الرعاية وهذا تقليد مازال في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية .. تجد الأسقف والبطريرك يحمل عصا .. قد تتعجب وتقول لماذا يمسك الأب البطريرك أو الأب الأسقف عصا ؟ يقول هذه عصا الرعاية . ومن الأمور الجميلة أن عصا الرعاية نؤمن أنها لربنا يسوع المسيح لذلك نجد أبونا البطرك يمسك عصا الرعاية خارج الهيكل لكن عندما يدخل الهيكل لا يمسكها .. لماذا ؟ لأنه نعم هو الراعي للكنيسة لكن في الهيكل هناك الراعي الأعظم .. الراعي الصالح للكنيسة لذلك يقول الأب البطريرك أنا لا أحمل العصا في وجود راعي الرعاة ربنا يسوع المسيح ولأننا نؤمن أن القطيع كله هو قطيع ربنا يسوع .. حتى أننا نرى أنه إن وُجد أب بطريرك في مكان ودخل أب أسقف المفروض أن الأسقف لا يدخل بعصاه .. أي يوجد في المكان عصا رعاية واحدة فقط .. عمل الخادم أن يوجه لأنه راعي . 4/ الراعي يحمي القطيع من الإختلاط والسرقة والنهب : الخراف وجدت مرعى أخضر تجري نحوه لتتغذى ثم جاء قطيع آخر ليأكل من نفس المرعى .. كيف يعرف الراعي خرافه من خراف القطيع الآخر ؟ بشيئان : أ‌- كل قطيع يكون عنده تمييز عالي جداً لصوت راعيها .. فبعد أن تأكل وتشرب وتلعب مجرد أن ينادي كل راعي خرافه تذهب له لذلك قال ربنا يسوع ﴿ خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني ﴾ ( يو 10 : 27 ) .. تميز صوت راعيها . ب‌- يميز القطيع بلون مميز كعلامة لكل قطيع .. لنفرض أن شخص خطف غنمه لذلك يميز كل قطيع بلون خاص كعلامة مميزة . ربنا يسوع عندما أرسلنا إلى العالم خشى علينا من الإختلاط بالقطعان الأخرى التي للعالم فقال إتبعوني بصوتي .. لكن صوتي لا يكفي لذلك سأضع لكم علامة .. علامة صليبه ختمنا بها .. لذلك نحن في المعمودية دهنا بالميرون علامة فينا وليست موجودة في أهل العالم .. يقول الذي له العلامة يأتي في جانب واحد هكذا نحن أصحاب العلامة .. لذلك قال ﴿ ربنا يسوع المسيح قد أعطى علامة لعبيده الذين يخافونه ﴾ ( إبصالية واطس ليوم الجمعة ) .. نحن لنا العلامة .. لذلك يكلمنا في سفر الرؤيا عن الذين لهم سمة على جباههم ( رؤ 9 : 4 ) .. أي لنا العلامة .. أنا مميز عن سائر القطعان .. نعم العالم كله يشبه بعضه لكن يوجد فرق بين قطيع وقطيع .. وراعي وراعي .. وطباع غنم وطباع غنم .. فالراعي مهمته أن يحمي قطيعه من الخلطة مع القطعان الأخرى .. يحمينا من أن نتشكل بطباعهم أو أشكالهم .. أو لا يكون فينا شئ يميزنا عنهم . 5/ الراعي يحمي من النهب : الراعي يحمي من الذئاب الخاطفة أو من السرقة .. السرقة فهي من فعل شخص لكن الأشرس الذئب لأنه يلتهم .. الراعي يقظ عينه على القطيع كله ويعرف متى يأتي الذئب ومن أين يأتي وكيف يأتي وكيف يخطف في ثانية ويجري والفريسة بين أنيابه .. عمل الراعي أنه سهران .. لذلك من ضمن صلوات الأب الكاهن على المذبح أن يقول ﴿ إحفظ قطيعك وغنم رعيتك ﴾ .. يقول هذا في سر الإبركسيس .. أنت يارب تحرسهم مِن مَن ؟ من الذئاب الخاطفة .. لذلك قال ﴿ أنا هو الراعي الصالح ﴾ .. ماذا يفعل ؟ ﴿ يبذل نفسه عن الخراف ﴾ ( يو 10 : 11) .. يأتي الذئب ليخطف يجد الراعي واقف له بعصاه فيخيفه بها والذئب يخاف العصا .. لنفرض أن الذئب لم يخف من العصا وانقض على الراعي ؟ يقول الراعي حتى إن أكلني الذئب لا يهم المهم أن لا تضيع غنمه من يدي .. هذا هو عمل الراعي . الراعي عمله أن يبذل نفسه عن الخراف .. ربنا يسوع عندما قال ذلك وجدناه لا يقول فقط بل ويعمل .. بذل نفسه عن الخراف .. عندما قال أنه أحبنا إلى المنتهى ( يو 13 : 1) لم يكن كلام بل فعل .. أحبنا إلى المنتهى .. قال سأسلم نفسي للذئب حتى وإن أكلني المهم أن لا يأكلكم .. أموت أنا لتحيوا أنتم .. هذا عمل الراعي .. الراعي يسلم نفسه لحروب شرسة في مقابل أن يكون الشعب في اطمئنان .. يريد أن يدافع عن أولاده ويمتص كل صدمة وكل ضربة لكي يعيش شعبه في اطمئنان .. ربما أمور كثيرة مزعجة يعرفها ولا يريد أن يزعج بها شعبه بل يريدهم في فرح متمتعين بالمراعي الخضراء . لذلك عمل ربنا يسوع معنا في الكنيسة عمل عجيب .. كل يوم نراه يقود لمراعي خضر .. كل يوم نراه يؤدب ويحمي .. كل يوم نراه يبذل نفسه عن الخراف .. ما أجمل وأنا من قطيع الغنم أن أكون فرحان به جداً ومطمئن جداً وأعيش سعيد بحياتي معه .. لنفرض إني بدأت أفقد إحساسي بأنه راعي ليَّ ؟ بالتأكيد أبدأ أعيش في خوف وهم وأبدأ أنظر للذئب وبالطبع أنا لست في قوة الذئب ومعروف أن الذئب سيأكلني .. أبدأ أبحث عن مراعي خضر لأتغذى ومعروف أن الصحراء شاسعة فأبدأ أتوه وأجوع وأموت .. لذلك يا أحبائي قال الكتاب ﴿ طوبى لجميع المتكلين عليه ﴾ ( مز 2 – من مزامير باكر ) .. ونحن نقول له ﴿ نحن شعبك وغنم رعيتك ﴾ ( مز 79 : 13) .. نحن خراف قطيعك .. نحن لك قودنا وارعانا .. نحن عيوننا إليك ونميز صوتك ولنا العلامة التي تجعلنا نتبعك ولا نقبل الإختلاط بأهل العالم ولا تكون فينا عوائدهم أو شكلهم .. بل نحن حريصين أن تكون لنا علامتك وفخورين بعلامتك لأنك أنت الراعي الصالح ولن نجد من يشبهك . ربنا يمتعنا برعايته لكي نحيا كل ملء الفرح برعايته ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

الامانة فى حياة يوسف

يوسف الصديق ابن مُدلل من أمه راحيل وأبوه يعقوب وجاء له بعد عشرة أولاد من زوجته الأخرى – ليئة – والجواري .. اشترى له قميص ملون مصنوع بالأيدي .. وكان إخوته يرعوا الغنم ويذهبوا طول الموسم ليرعوا الغنم .. وعندما قلق عليهم أبيهم يعقوب أرسل لهم أخوهم يوسف ليُطمئنه عليهم .. ورغم أن يوسف كان مُدلل ولكنه لم يرفض الذهاب .. فهو مُدلل ولكنه مسئول وأمين .. ذهب ولكنه لم يجدهم .. فسأل عليهم وعرف إنهم ذهبوا إلى مكان آخر فذهب إليهم لينظر سلامة إخوته وسلامة الغنم ويرد إلى أبوه ويخبره . هذه هي رسالة لكل واحد فينا .. « انظر سلامة إخوتك وسلامة الغنم ورُد لي خبراً » ( تك 37 : 14) .. عندما ذهب يوسف إلى إخوته أخذ معه خير من عند أبيه – أبوه السماوي – وذهب ليفتقد إخوته . جميل أن تذهب برسالة من الآب السماوي بإنه يحبك ويعتني بك .. إن يوسف لم يعتذر لأبوه ويأتي بأكثر من سبب ولكنه لم يفعل بل ذهب وهو مُحمَّل بكل خيرات أبيه . في حياتي كإنسان مسيحي أمانتي لا تتوقف على من هم أمامي .. لكنها تتوقف على الرسالة التي أنا مُحمَّل بها .. أنت غير مسئول عن رد الفعل ولكنك مسئول عن الفعل وهو المحبة .. ما أجمل كلمة يوسف لأبيه « هأنذا » ( تك 37 : 13) . وحدث ما حدث وباعوه إخوته ووصل إلى فوطيفار وزوجته ولكنه لم يخون الأمانة مطلقاً رغم كل الإحباطات والظروف النفسية لم يتخلى عن الأمانة .. فالظروف هي اختبار لأمانتنا . كان يوسف أمين مع فوطيفار إلى أقصى درجات الأمانة حتى إنه جعله مسئول على كل شئ حتى بيته .. أيضاً كان أمين مع رئيس السجن .. ومع امرأة فوطيفار .. ومع كل شخص وجد في عينه نعمة .. الأمانة هي فِعْل داخلي .. الأمانة ليست هي ما يقوله الناس عني ولكن هي ما يقوله الله عني .. أحد الآباء القديسين يقول « يوسف زيَّن العبودية بجمال بهاء فضائله .. واختار السجن مكان لذيذ لأن يوسف فيه » . وعندما فسَّر يوسف الحلم لفرعون أعطاه الختم الخاص به ووكَّله على كل ما يملُك في بيته وفي المدينة لأنه عرف أمانته التي بلا حدود وتعلُّقه بإلهه .. ووجدنا أن أمانته أنقذت كل البلدان من حوله .. وهذا ما رأيناه عندما جاء إخوته من كنعان .. وعندما كان يخطط للمجاعة كان أمين ودقيق ولم يفكر في فترة المجاعة فقط ولكنه نظر لما بعد ذلك .. فعندما كان يأتي من يطلب طعام كان يأخذ منهم مقابل ذلك أغنام .. حقول .. عبيد .. ثم بدأ بعد المجاعة يطلب منهم أن يعملوا لدى فرعون للحصول على كل ما باعوه من قبل .. حتى لا تتعود الشعوب على الجلوس بلا عمل وحصولهم على الطعام بلا مقابل وتخرب هذه البلاد . وظهرت أمانته أيضاً في موقفه مع إخوته .. فإنه عرفهم ولكنهم لم يعرفوه .. فقال لهم إنه يوسف وأن الرب أرسله إلى هنا لاستبقاء حياة .. فأنتم أردتم لي شراً ولكن الله أراد أن يفعل بي خيراً ( تك 45 : 5 ) . ربنا يعلمنا الأمانة ويستخدمنا في كل مراحل حياتنا ونكون أمناء له لا الظروف والمتغيرات ولا عدم محبة الناس ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

بركات التجسد الالهى فى حياة ابينا أدم

في أفراح التجسد الالهي أحب القي الضوء علي حياة أبونا أدم وعلاقتها بالبركة التي أخذناها بالتجسد أدم كان يحمل صورة الله ومجد الله وبهاء الله وكانت توجد داله عميقه بين أدم وبين الله فقد هئ له الله كل شئ .. واعد له كل شئ ووضعه في جنه عدن لأنه أحبه جداً حتي انه يقال ان ملامح أدم كانت جميله جداً .. كانت النعمه تشع من كل كيانه كان الله يري ادم فيفرح .. هكذا ايضاً كان ادم يفرح لدرجة كانت ادم طريقة غذائه في وجود الله فلما كان يأكل وهو شاعر ان هذا الاكل من يد الله كانت محبته لربنا تزيد وكان يؤل لعشره اعمق وأجمل .. وهذا هو الهدف الاساسي والحقيقي من خلقة الانسان ان الانسان يكون في شركة ووحده وحب وتمتع لعطايا الله ورأي الله ان كل شئ حسن واما الانسان فرأه حسن جداً .. وميز الله ادم بالنطق والحريه والعقل والتفكير والابداع والتسلط علي الطبيعه .. ادم هو من سمي الحيوانات وزرع الارض .. وكان ادم حكيماً جدا فقد سمي امراته حواء وقال لأنها ام كل حي ودعاها امرأه لأنها من امرء أخدذت واستخدم حكمته في الارض وربنا كان يسعد بخلقه ادم وكانت هي الصوره التي ارادها الله للإنسان وطبعا القداسه والبر والعباده كل هذا يحقق صورة ربنا جوه الانسان فتجد أدم في قمة التمتع .. وربنا خلق الانسان لأنه يحبه ولكي يشترك معاه ويكون في عباده وربنا يسلطه علي الارض .. لأن العباده تحقق انسانية الانسان ولما جاءت الخطية .. فقد فسد كل هذا .. الوحدة أصبحت فرقة .. العباده حصل فيها شرخ .. المحبة حصل فيها ابتعاد.. الصوره حصل فيها تشوه.. السلطان علي الطبيعه أصبح ناقص .. لأنها كانت خاضعه للإنسان قبل الخطيه .. ولكن بعد الخطيه حتي الطبيعة تمردت علي الانسان فشوهت الصوره وتعقدت القداسه وأصبحت الاراده تفكر في إرضاء نفسها بدلاً من ارضاء الله وأصبح الله حضوره ثقيل ... و بدأ ادم يختبأ من الله لذلك لابد ان تراجع ذاتك في اي حالة انت ..حالة ماقبل السقوط ام حاله ما بعد السقوط .. لذلك كان كل هدف التجسد ان يرجعك للحاله الفردوسية .. في المحبة والسيادة والعبادة أدم كان يسود علي الطبيعه .. لم يكن خائف من الحيوانات و لا من شئ بل كانت كل العطايا تقربة من الله اكثر لكن الخطية صنعت هذا الانفصال .. فالوحدة انشرخت فقال الله كل فرقة حصلت بين ادم وبيني سأوحدها ولكن بطريقة اجمل.. لأن ادم كان علي صورة الله واما ربنا يسوع المسيح فهو رسم جوهره .. بهاء مجده وحامل كل قدرته فأصبح المجد الذي لنا في ادم الثاني اكثر من ادم الاول قبل السقوط.أدم كانت وحدته مع الله شركة وحب لكن وحدة ادم الثاني تأتي من الاقنوم والجوهر مع الله فأننا اذ ولدنا من الاب والام نأخذ فساد أدم ولما نتعمد نأخذ ميلاد سمائي .فإذا كان ادم مخلوق علي صورة الله ، فإن المسيح هو صوة الله.كل ما اخذه ادم كنعمه .. موجود في المسيح كحقيقة كل ما اخذه ادم كنعمه حتي ما يبدو لنا انه لا يستحقه .. اخذناها من ربنا يسوع المسيح لأنها نعمه خاصه به هو أدم كان له سلطان علي الطبيعه .. والمسيح جاء واظهر سلطانه علي الطبيعه .. يأمر الرياح والبحر والارواح النجسه .. له سلطان علي الموت اذ يقول " لعازر هلم خارجاً" وايضاً " يا امرأه كوني محلوله من ضعفك " ولو تاملنا في معجزات ربنا يسوع لوجدنا انه كان يعلن فيها سلطانه علي كل الامور التي تمردت علي الله .. فإخراج الشياطين ليعلن ان له سلطان علي الشياطين معجزه شفاء الابرص ليعلن ان له سلطان علي روح النجاسة التي دخلت الي العالم معجزة شفاء اليد اليابسه ليعلن ان له سلطان علي الاراده معجزه اسكات الرياح ليعلن ان له سلطان علي الطبيعه إذاً معجزاته كانت لها معاني أعمق وأعلي من مجرد الحدث نفسه ليرجع بهذاسلطان ادم ويعلن سلطان الله الجديد.ادم كان له معرفه وحكمه وربنا يسوع مذخر فيه كل كنوز الحكمه والنعمه ربنا قبلما يخلق ادم اعد له الكون كله .. وربنا ايضاً هيئ العالم كله بنوات لإستقبال المسيح ادم كل المجد فقده وعصي الله اما ربنا يسوع المسيح ف " ان افعل مشيئتك يا الهي سررت" ان كان ادم قد قدم عصيانفالمسيح قدم طاعه " مع كونه ابناً تعلم الطاعه" و " لتكن لا ارادتي بل ارادتك "لدرجة ان احد الاباء يقول " مباركه هي سقطة ادم التي جلبت علينا كل هذه البركات" اذ كان ادم قد ادخل الموت الي العالم فالمسيح امات الموت بموته ادم وقع في الكبرياء والمسيح كان في قمة الاتضاع ليعالج كبرياء ادم ادم اشتهي مجد الالوهيه فتعري من مجد البشريه لكن ربنا يسوع المسيح وجدناه منتهي الوداعه والاتضاع ووجدناه اخر الكل .. معري ومطرود ليقول لنا لا تأخذوا من ادم غرور وعصيان بل خذوا امني تواضع ووداعه ادم فقد القداسه واما ربنا يسوع فمملوء قداسه وبر ادم فقد الصوره وشوهها واما ربنا يسوع فورثنا مجد الألوهيه وجعلنا ابناء ورثه ورعية مجد الله لذلك في فتره اعياد التجسد الالهي لابد ان نعرف ماحدث لأدم لكي ندرك ماذا قد رد الله لنا بتجسده فقد رد لنا الصوره والاراده والقداسة والحياه والبر والطاعه لذلك في المسيح قد تحقق الوعد بالخلاص فيا احبائي.. ان كنا مازلنا نعاني من الخطيه فنحن اذا لم نتمتع ببركات التجسد ولكن .. نحن من نور ولسنا من ظلمه .. اخذين منه كل بر وقداسه وعدل .. تلك هي النعمه التي انسكبت علينا في بنوتنا للمسيح نحن مولودين حسب الروح لنرث كل بركه ونعمه افرح في تلك الفتره بما فعله المسيح من اجلك اسأل نفسك هل انت شاعر بذلك؟تخيل ان كان المسيح قد اعطانا كل هذا وورثنا كل ماله واعطانا الحق والصوره وفي النهايه وجدنا نحن مكتئبين وحزاني !!!كلها افكار من عدو الخير فلا للعوده لأدم وفكر السقوط.. لأن نحن لنا فكر المسيح فلنقل بشجاعه " اخذ الذي لنا واعطانا الذي له.. نسبحه ونباركه ونزيده علواً الي الابد "الله يكمل نقائصنا ويكمل كل ضعف فينا بنعمته له المجد الدائم امين

شَخْصِيَات تَرْمُز إِلَى الْمَسِيح -إِبْرَاهِيم أبُو الأبَاء

كُل شَخْصِيَّة فِي الكِتَاب المُقَدَّس تَحْمِل صِفَات وَاضِحَة لِلْمَسِيح لَهُ المَجْد .. لَمْ يُوْجَد شَخْص تَكَلَّمْ عَنْهُ الكِتَاب لأِنَّهُ أُعْجِبَ بِهِ بَلْ لِكَيْ نَسْتَخْرِج مِنْهُ لَمْحَة مِنْ صُورِة شَخْص رَبِّنَا يَسُوع لِذلِك عِنْدَمَا تَجِدٌ الكِتَاب يَصِف بَعْض صِفَات شَخْص مُعَيَّنْ تَعْرِف أنَّهُ يَرْمُز لِرَبِّنَا يَسُوع . أبُونَا إِبْرَاهِيم : ================== ﴿ وَقَالَ الرَّبُّ لأِبْرَآم إِذْهَبْ مِنْ أرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أبِيكَ إِلَى الأرْضِ الَّتِي أُرِيكَ .. فَأجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكُكَ وَأُعَظِّمُ اسْمَكَ وَتَكُونُ بَرَكَةً .. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنُكَ ألْعَنُهُ .. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأرْضِ .. فَذَهَبَ أبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ وَكَانَ أبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ ﴾ ( تك 12 : 1 – 4 ) .. بَيْنَمَا نَحْنُ نَقْرأ نَضَعْ فِي أذْهَانِنَا الرَّبُّ يَسُوع .. هذِهِ الآيَة تُشِير لِلتَجَسُّد .. رَبِّنَا يَسُوع أتَى إِلَيْنَا وَتَرَكَ مَجْدُه .. ﴿ أخْلَى نَفْسَهُ آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ ﴾ ( في 2 : 7 ) .. تَرَكَ غِنَى أبُوه وَذَهَبَ غَرِيب إِلَى الأرْض الَّتِي يُرِيه إِيَّاهَا .. عِنْدَمَا حَدَثِت ضِيقَة ذَهَبَ إِبْرَاهِيم إِلَى أرْض مِصْر .. هكَذَا رَبِّنَا يَسُوع عِنْدَمَا حَدَثِت الضِّيقَة هَرَبَ إِلَى أرْض مِصْر .. إِذاً هُنَاك تَقَارُب .. فَكَانَ الله يُكَلِّمْنَا عَنْ يَسُوع فِي العَهْد القَدِيم مُسْتَخْدِماً أشْخَاص مِثْل أبِينَا إِبْرَاهِيم .. مُوسَى النَّبِي .. يُوسِف .. ﴿ فَانْحَدَرَ أبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ ﴾ ( تك 12 : 10) .. أبُونَا إِبْرَاهِيم ذَهَبَ إِلَى مِصْر لِيَتَغَرَّب هُنَاك .. ذَهَبَ مَعَهُ سَارَة وَلُوط أي مَعَهُ عَائِلَة .. هكَذَا رَبِّنَا يَسُوع أتَى إِلَى مِصْر مَعَ العَائِلَة المُقَدَّسَة . عِنْدَمَا سُبِيَ لُوط فِي مَعْرَكِة كَدَرْلَعَوْمَر لأِنَّهُ كَانَ يَسٍْكُن فِي سَدُوم وَكَانَت هُنَاك مُشْكِلَة فِي الضَّرَائِب فَحَارَبُوا المَلِك الَّذِي يَجْمَع الضَّرَائِب فَغَلَبْهُمْ المَلِك وَسَبَاهُمْ فَأتَى أبُونَا إِبْرَاهِيم وَحَارَب المَلِك وَغَلَبَهُ وَأعَادَ لُوط مِنْ السَبْي وَأتَى بِغَنَائِم .. هذِهِ هِي حَرْب رَبِّنَا يَسُوع مَعَ الشَّيْطَان وَأعَادَ المَسْبِيِين .. كَدَرْلَعَوْمَر الَّذِي كَانَ يَجْمَع الضَّرَائِب وَأذَلَّ الشَّعْب يَرْمُز لِلشَّيْطَان الَّذِي أذَلَّ الإِنْسَان .. وَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح الَّذِي تَحَدَّى المُوْت .. ﴿ أيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ .. أيْنَ غَلْبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ ﴾ ( 1كو 15 : 55 ) .. نَزَلَ إِلَى الجَحِيم وَسَبَى سَبْياً وَأعْطَى عَطَايَا . بَعْد مَعْرَكِة كَدَرْلَعَوْمَر عَرَضَ مَلِك سَدُوم عَلَى أبِينَا إِبْرَاهِيم هَدَايَا وَغَنَائِم فَقَالَ إِبْرَاهِيم لَنْ آخُذ شِئ مِثْل رَبِّنَا يَسُوع الَّذِي لَمْ يَكُنْ مُحِبْ لِلمُمْتَلَكَات وَلَيْسَ لَهُ أيْنَ يَسْنِد رَأسُه وَهُوَ قَالَ ﴿ مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا العَالَم ﴾ ( يو 18 : 36 ) .. وَعِنْدَمَا صَنَعَ المُعْجِزَات أتُوا لِيَخْتَطِفُوه وَيُقِيمُوهُ مَلِكاً هَرَب . أبُونَا إِبْرَاهِيم بَعْد الحَرْب وَسَبْي السَبَايَا جَلَسَ حَزِين فَرَأى رُؤيَا فَقَالَ لَهُ الله هَات عِجْل وَعَنْزَة وَكَبْش وَيَمَامَة وَحَمَامَة .. شُق كُلٍّ مِنْ العِجْل وَالعَنْزَة وَالكَبْش نِصْفِين أمَّا اليَمَامَة وَالحَمَل فَتَظِل كَمَا هِيَ .. وَكَانَت العَادَة قَدِيماً فِي إِقَامِة المُعَاهَدَة بَيْنَ الشُّعُوب أنْ تُحْضِر ذَبِيحَة وَتُشَقُّ نِصْفَيْن وَيَمُر المُتَعَاهِدِين بَيْنَ نِصْفَيْهَا عَلاَمِة أنَّ مَنْ يَنْقُض العَهْد يَشُقُّه الله مِنْ وَسَطُه .. العِجْل وَالعَنْزَة وَالكَبْش يَرْمُزُون لِلإِنْسَان الجِسْدَانِي الَّذِي فِي حَيَاتُه إِنْقِسَام وَاليَمَامَة وَالحَمَامَة تَرْمُزَان لِلإِنْسَان الرُّوحَانِي الَّذِي فِي حَيَاتُه وِحْدَة وَتَكَامُل . وَعِنْدَمَا أتَتْ الجَوَارِح عَلَى الذَّبَائِح ظَلَّ إِبْرَاهِيم يَزْجُرْهَا .. هذِهِ الذَّبَائِح تَرْمُز لِنِفُوس المُؤمِنِينْ الَّتِي يَنْهَشْهَا عَدُو الخِير وَرَبِّنَا يَسُوع الرَّاعِي الصَّالِح يَطْرُدُه عَنْهَا .. الجَوَارِح تَأكُل لَحْم الذَّبَائِح وَعَدُو الخِير يَنْهَش لَحْمِنَا .. النَّفْس الجِسْدَانِيَّة تُعْطِي فُرْصَة أكْبَر لِلجَوَارِح أنْ تَنْهَشْهَا بَيْنَمَا النُّفُوس الرُّوحَانِيَّة لاَ تُعْطِي عَدُو الخِير فُرْصِة نَهْشَهَا لأِنَّ اليَمَام وَالحَمَام يَطِير كَمَا أنَّ الرُّوحَانِي لاَ يَسْتَطِيع عَدُو الخِير أنْ يَمْتَلِكُه لأِنَّ الله يُعْطِيه أجْنِحَة رُوحَانِيَّة فَيَنْتَصِر عَلَى عَدُو الخِير . الجَوَارِح عَنِيفَة وَإِبْرَاهِيم عَرَّض نَفْسُه لِلجُرُوح وَرَبِّنَا يَسُوع عَرَّض نَفْسُه لِلإِهَانَات وَالسُّخْرِيَة وَالصَلْب .. حَتَّى أنَّ أبُونَا إِبْرَاهِيم مِنْ تَعَبُه نَام فَرَأى رُؤيَا .. رَأى مَنْظَر ظَلاَم ﴿ وَإِذَا رُعْبَةٌ مُظْلِمَةٌ عَظِيمَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ ﴾ ( تك 15 : 12) .. مَا هُوَ السُبَات الَّذِي وَقَعَ عَلَى إِبْرَاهِيم ؟ وَمَا هِيَ الرُعْبَة العَظِيمَة ؟ هِيَ لَحْظِة إِسْلاَم الرُّوح فِي الْمَسِيح عَلَى الصَّلِيب .. هُنَا رَمْز لِلصَّلِيب .. وَقْت السَّاعَة السَّادِسَة صَرَخَ يَسُوع وَتَشَقَّقَتْ الصُّخُور وَتَفَتَّحَت القُبُور وَصَارَت ظُلْمَة عَلَى الأرْض لَحْظِة تَسْلِيمُه الرُّوح ( مت 27 : 51 – 52 ) . ثُمَّ رَأى إِبْرَاهِيم أبُو الأبَاء رُؤيَا جَمِيلَة .. رَأى تِنُّور دُخَّان وَمِصْبَاح نَار يَعْبُرَان بَيْنَ شِقَّي الحَيَوَانَات المَذْبُوحَة .. أي عَمُود دُخَّان وَمِصْبَاح نَار يَمُرَان بَيْنَ شِقَّي الذَّبِيحَة الَّتِي قَدَّمَهَا إِبْرَاهِيم إِشَارَة لِعَمَل الله فِي إِتْمَام الخَلاَص وَظُهُور رَبِّنَا يَسُوع بَعْد القِيَامَة وَتَمَّ الصُلْح بِالسُبَات العَظِيم .. السُبَات العَظِيم عَمَلَ صُلْح بِدَلِيل أنَّ تُنُّور الدُّخَان وَمِصْبَاح النَّار مَرَّان بَيْنَ شِقَّي الذَّبَائِح وَكَأنَّ رَبِّنَا يَسُوع يَقُول أنَا * أمُر بَيْنَ شِقَّي الذَّبِيحَة كَيْ أدْخُل فِي عَهْد مَعَك حَتَّى وَإِنْ كُنْت لَسْتَ مَعِي فَأنَا الأمِين الَّذِي يُقِيمُ العَهْد * . شَفَاعِة أبُونَا إِبْرَاهِيم فِي سَدُوم وَعَمُورَة .. قَالَ الله ﴿ هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أنَا فَاعِلُهُ ﴾ ( تك 18 : 17) .. كَلاَم كَبِير عَلَى إِبْرَاهِيم .. إِذاً هذَا نَفْهَمُه فِي الْمَسِيح يَسُوع .. ضَعْ رَبِّنَا يَسُوع بَدَلاً عَنْ أبِينَا إِبْرَاهِيم نَجِد أنَّ كُل مَا يَعْمَلَهُ الآب يَعْمَلَهُ الإِبْن وَكُل مَا يَعْمَلَهُ الإِبْن يَعْمَلَهُ الآب ( يو 5 : 19) .. هذَا هُوَ أمر الخَلاَص الَّذِي تَمَّمَهُ الإِبْن .. أبُونَا إِبْرَاهِيم يَتَشَفَع وَيَقُول لله لَوْ وَجَدْ خَمْسُون شَخْص لاَ تُهْلِك سَدُوم وَعَمُورَة .. وَلَمْ يَجِد فَيَعُود وَيَقُول لَوْ وُجِدَ خَمْسَة وَأرْبَعُونَ بَار لاَ تُهْلِك .. وَلاَ يَجِد ثُمَّ أرْبَعُون وَثَلاَثُون وَعُشْرُون وَ .... شَفَاعَة .. مَنْ الشَّفِيع ؟ هُوَ رَبِّنَا يَسُوع الشَّفِيع الأمِين .. ﴿ صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَأعْطَانَا خِدْمَةَ المُصَالَحَة ﴾ ( 2كو 5 : 18) .. شَفَاعِة أبِينَا إِبْرَاهِيم شَفَاعَة تَوَسُلِيَّة وَشَفَاعِة رَبِّنَا يَسُوع شَفَاعَة كَفَّارِيَّة . أعْطَى الله أبُونَا إِبْرَاهِيم الوَعْد بِإِبْن وَظَلَّ عُشْرُونَ عَاماً يَنْتَظِر الوَعْد حَتَّى تَمَّمَهُ الله .. هذَا إِشَارَة إِلَى مِلْء الزَّمَان الَّذِي أتَى فِيهِ رَبِّنَا يَسُوع بِالجَسَد عَلَى الأرْض بَعْد الوَعْد بِالنُبُّوَات أنَّهُ سَيَأتِي وَيُخَلِّص .. غَابَ الوَعْد حَتَّى تَحَقَّقٌ الخَلاَص فِي مِلْءُ الزَّمَان .. وَإِبْرَاهِيم غَابَ عَنْهُ الوَعْد حَتَّى صَارَ عُمْرُه فَوْقَ المَائَة عَام .. ﴿ وَافْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ ﴾ ( تك 21 : 1) .. وَكَانَ إِبْرَاهِيم إِبْنُ مَائَة سَنَة حِينَ أعْطَاهُ الله إِسْحَق .. ﴿ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ أرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِن امْرَأةٍ مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ ﴾ ( غل 4 : 4 ) .. إِبْرَاهِيم أعْطَاهُ الله إِسْحَق فِي مِلْء الزَّمَان . أيْضاً بَذَلَ إِبْنَهُ الوَحِيد إِشَارَة لِلآب الَّذِي أرْسَل إِبْنَهُ يَسُوع فِي مِلْء الزَّمَان وَبَذَلَهُ عَنَّا .. يَا أبُونَا إِبْرَاهِيم إِبْنَك إِسْحَق وَحِيدَك وَبِالطَبْع هُوَ أغْلَى مَا عِنْدَك فَكَيْفَ تُقَدِّمَهُ ذَبِيحَة ؟ يَقُول أبُونَا إِبْرَاهِيم لَيْسَ هُنَاك مَا هُوَ غَالِي أمَام الله .. وَلِنَرَى إِبْرَاهِيم فِي كُل أُمور حَيَاتُه فِي تَرْكُه لِعَشِيرَتُه وَتَقْدِيم إِبْنَهُ الوَحِيد ذَبِيحَة وَمُحَارَبَتُه لِكَدَرْلَعَوْمَر وَ ....... كُل هذَا نَرَى فِيهِ الْمَسِيح . مَا أجْمَل أنْ تَقْرأ العَهْد القَدِيم وَتَرَى الْمَسِيح أمَام عَيْنَيْكَ .. رَبِّنَا يَسُوع هُوَ حَجَر الزَّاوِيَة بَيْنَ العَهْدَيْنِ .. المُتَنَيِح أبُونَا بِيشُوي كَانَ يَقُول نِيجَاتِيڤ الْمَسِيح كَانَ فِي العَهْد القَدِيم وَالَّذِي يَعْرِف الْمَسِيح جَيِّداً يَرَى النِيجَاتِيڤ الَّذِي لَهُ فِي العَهْد القَدِيم .. وَلِنُلاَحِظ بَعْض الكَلِمَات مِثْل * جَبَّار البَأس * .. * إِنَّهُ الله * .. * خَلَّص بِهِ شَعْبُه * .. * خَلَّص مِنْ مَجَاعَة * .. هذَا يَرْمُز لِلْمَسِيح فَيَبْتَهِج الإِنْسَان جِدّاً عِنْدَمَا يَكْتَشِف الْمَسِيح فِي العَهْد القَدِيم .. لِذلِك قَالَ ﴿ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِل الأرْضِ ﴾ ( أع 3 : 25 ) .. كَلِمَة كَبِيرَة عَلَى أبُونَا إِبْرَاهِيم لكِنْ الله يَقُول لَيْسَ قَصْدِي إِبْرَاهِيم فَقَطْ بَلْ الْمَسِيح الَّذِي أتَى مِنْ نَسْل إِبْرَاهِيم وَزَكَرِيَّا الكَاهِن كَانَ قَدِير قَالَ ﴿ وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ المُقَدَّسَ .. القَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أبِينَا ﴾ ( لو 1 : 72 – 73 ) .. إِنَّهُ قَالَ لَهُ تَتَبَارَك فِيك جَمِيع قَبَائِل الأرْض أي لَمْ يَقْصِد اليَهُود فَقَطْ بَلْ كُل قَبَائِل الأرْض .. لِذلِك يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول الله بَارَك إِبْرَاهِيم قَبْل الخِتَان وَبِالتَّالِي بَارَك فِيهِ كُل قَبَائِل الأرْض وَلَيْسَ اليَهُود فَقَطْ .. ضَعْ الْمَسِيح أمَام عَيْنَيْكَ تَجِد إِنَّنَا أخَذْنَا كُلِّنَا مِنْ إِبْرَاهِيم البُنُّوَة وَالبَرَكَة وَالطَّاعَة .. أخَذْنَا مِنْ الْمَسِيح مِنْ خِلاَل إِبْرَاهِيم . كَانَ يُطْلَق عَلَى رَبِّنَا يَسُوع * إِبْن إِبْرَاهِيم وَإِبْن دَاوُد * .. أفْضَل شَخْصِين لَدَى اليَهُود * إِبْرَاهِيم وَدَاوُد * حَتَّى لاَ يَرْفُضُوه .. نَحْنُ فِي إِيمَانَنَا بِإِبْرَاهِيم آمَنَّا بِالْمَسِيح وَأخَذْنَا كُل العَطَايَا .. ﴿ فَإِنْ كُنَّا أوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أيْضاً ﴾ ( رو 8 : 17) .. أخَذْنَا البَرَكَة فِي إِبْرَاهِيم وَصِرْنَا مِنْ نَسْل الْمَسِيح لَهُ المَجْد .. إِذاً كَانَ إِبْرَاهِيم صُورَة وَرَمْز لِرَبِّنَا يَسُوع . أبُونَا إِبْرَاهِيم رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح + خَرَجَ مِنْ أرْضُه وَعَشِيرْتُه + خَرَجَ مِنْ عِنْد الآب لِيَفْتَقِدْنَا فِي بَشَرِيَتْنَا + عَاشَ غَنِي لكِنَّهُ لَمْ يَمْتَلِك شَيْء + رَبِّنَا يَسُوع غَنِي وَصَارَ فَقِير مِنْ أجْلِنَا + كَانَ يَسْكُن الخِيَام + لَمْ يَكُنْ لَهُ أيْنَ يَسْنِد رَأسُه + هَرَبَ إِلَى مِصْر بِسَبَبْ المَجَاعَة وَمَعَهُ عَائِلَة + هَرَبَ إِلَى مِصْر مِنْ وَجْه هِيرُودِس وَمَعَهُ عَائِلَة + غَلَبَ كَدْر لَعُومَر وَسَبَى سَبْي + غَلَبَ عَدُو الخِير وَسَبَى سَبْي + رَأى السُبَات وَالرُّعْبَة العَظِيمَة + صَارَت الرُّعْبَة وَالسُبَات عَلَى الصَّلِيب + رًَأى تِنُّور دُخَّان وَمِصْبَاح نَار يَمُرَّان بَيْنَ شِقَّي الذَّبَائِح + دَخَلَ فِي عَهْد مَعَنَا + كَانَ شَفِيع عَنْ سَدُوم وَعَمُورَة + كَانَ شَفِيع عَنَّا لَدَى الآب + أعْطَاهُ الله إِبْن فِي مِلْء الزَّمَان + أتَى الْمَسِيح الإِبْن الوَحِيد فِي مِلْء الزَّمَان + قَدَّم إِبْنَهُ ذَبِيحَة لله + الآب قَدَّم إِبْنَهُ الوَحِيد يَسُوع الْمَسِيح ذَبِيحَة عَنَّا رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

قوة الحق عند القديس يوحنا المعمدان

فِى بِداية السنة القبطيّة الكنيسة تُعيّد بِتذكار القديس العظيم يوحنا المعمدان ، لِذلك قصدت الكنيسة أنّ أول إِسبوع مِن السنة القبطيّة يُقرأ فيهِ فصل مِن إِنجيل مُعلّمنا لوقا الّذى يقول " أنّهُ ليس أحد فِى مواليد النساء أعظم مِن يوحنا المعمدان " القديس يوحنا المعمدان تجمّع فِى شخصيتهُ أمور كثيرة : + الحُب لله + التقوى وحياة البِر + حياة الخفاء + حياة الوحدة والنُسك ومع هذا كُلّهُ إِلاّ أنّ القديس يوحنا يتميّز بأمور عديدة أُخرى ، سوف نأخُذ منها حاجة واحدة فقط لأنّ الكلام عن يوحنا المعمدان كثير وجميل ، مِن الحاجات التّى تجذِب الإِنتباه فِى شخصيّة يوحنا المعمدان هى : قوة الحق : القديس يوحنا المعمدان قد لا يطيق أن يرى الشر وكان يُوبّخ المُتهاونين بِقوّة ، وكان يُنادىِ بالتوبة للجميع ، وكان صوتهُ قوىِ ، لِذلك قيل عنهُ " صوت صارِخ فِى البرّيّة " مِن المُميّزات الشخصيّة لدى القديس يوحنا أنّهُ كان صوتهُ قوىِ ، فعندما يُوبّخ كان يُوبّخ بإِنتهار وبِجبروت فكانت الناس تهابه وظهرت قوّة الحق عِند القديس يوحنا المعمدان فِى الموقف الّذى تسبّب فِى إِستشهادهُ ، إِنّهُ سمع أنّ الملك هيرودس تزوّج مِن إِمرأة أخيهِ وهذهِ مِن الأمور المحظورة ولمْ يستطع أحد أبداً أن يفتح فمهُ أمام هيرودس ، لكِن القديس يوحنا وجدناهُ يصرُخ فِى هيرودس بِنفَس القوّة التّى تعوّدناها منهُ أنّهُ لا يحِلّ لك أن تتخِذّ هيروديّا إِمرأة أخيك زوجة لك مِن أين تأتىِ قوّة الحق : ================================================== قوّة الحق لا تأتىِ إِلاّ مِن قناعة داخِليّة نابعة مِن داخِل الإِنسان 0 لا تأتىِ إِلاّ لمّا يكون الإِنسان عايشها 0 يجب أن يكون الإِنسان مُرتبِط بِها 0 يجب أن يكون الإِنسان شاهِد لها أولاً فِى داخِل نفسه 0 لِذلك لا تجِد إِنسان بيحِب الحق إِلاّ وأن يكون هو عايش الحق 0 لِذلك نجِد مِن ضِمن ألقاب السيّد المسيح أنّهُ قال عن نفسهِ " أنا هو الطريق والحق00" ، وأيضاً السيّد المسيح قال " أنّهُ مِن علامات مجيئه هى أن تعرِفون الحق والحق يُحرّركُم " ، بِمعنى إِذا أنتُم عِشتُم مع المسيح هتعرفوا الحق وساعِتها الحق هيحرّركُم 0 معرِفة الحق وحياة الحق هو جُزء مِن تكوين الإِنسان الروحىِ ، الإِنسان الّذى يعيش مع ربنا يكون قوىِ وحُجّتهُ قويّة ويكون ثابت كالصخرة والتهديدات لا تنفع معهُ 0 قوّة الحق داخِل الإِنسان تجعل الحق يشهِد لنفسه وتجعلهُ إِنسان قوىِ جبّار مِن داخلهُ ولا يستطيع أحد أن يُثنيه عن حُبّه للحق أو عن حياة الحق الّتى يعيشها 0 حياة الحق وسلوك الحق تجعِل مِن الإِنسان فِى إِحترام وتقدير مِن الجميع ، قيل عن هيرودس بالنسبة لموقفهِ مِن يوحنا المعمدان أنّهُ كان يهابه 0 لو تنظُر للقديس يوحنا المعمدان تجِدهُ منظر مُحتقر ، إِنسان عايش فِى البرّيّة لابِس وبر الإِبِل لكِن عِنده مهابة ، المهابة هذهِ مِن داخلهُ لأنّهُ عايش الحق ومُقتنع بهِ ، ومِن قوّة الحق المُعلنه بِداخلهُ أحد القديسين يقول عنهُ " أنّهُ فضلّ أن يكون بِلا رأس عن أن يكون بِلا ضمير " ، وأيضاً التقليد يقول " أنّ بعدما قُطِعت رأس يوحنا صرخت وقالت أنّهُ لا يحِلّ لك أن تأخُذ هيروديّا إِمرأة أخيك زوجة لك " هذهِ شِهادة حق قويّة كان مُمكِن القديس يوحنا يتنازل عن رأيهُ فِى هذا الموقف مِن أجل حياتهُ ، لكِن لا00فضّل الموت عن أن يكون بِلا ضمير الإِنسان المُتمسّك بالحق تجِد عِندهُ مبادىء قويّة أساسيّة لا يستطيع أن يتنازل عنها ، لا يتقلّب ولا يتغيّر ولا يتراجع ولا يخاف أبداً ، عِندما يكون الإِنسان عايش مِن داخلهُ الصِعاب فلا يخاف مِن الصعب لأنّهُ عايش هذهِ الحياة ولا يخاف 0 لكِن الخوف مِن إِنسان يُحِب أن يُدلّل نفسه ، الخوف على الإِنسان الّذى يعيش حياة الإِستهتار مِن الداخِل ، هذا عِندما يُمتحن فِى الخارِج يسقُط ، لأنّ الّذى لا يعرِف أن يشهِد للحق أمام نفسه لا يعرِف أن يشهِد للحق مِن خارِج نفسه 0 الّذى لا يستطيع أن يغلِب نفسه مِن الداخِل لا يعرِف أن يغلِب نفسه مِن الخارِج ، الّذى لا يعرِف أن يقف أمام نفسه لا يستطيع أن يقف أمام الناس 0 صوت يوحنا المعمدان صوت يُصّحىِ الضمائر ، صوت يُصّحىِ الكسالى ، صوت يُصّحىِ الناس التّى لا تُحِب الحق وتُحِب الباطِل والظُلمة ، صوت يُبكّت الخُطاه ، صوت يوقظ الضمائر0 لِذلك نحنُ فِى إِحتياج لصوت الحق هذا ، نحنُ فِى إِحتياج لنشهِد للحق بِلا خوف ، مُحتاجين أن يكون عِندنا قوّة القناعة التّى تجعِل الإِنسان لا يُكمِلّ شهواته داخِل نفسه ولكِن يكون مُطاوِع للحق داخِلهُ 0 محتاج الإِنسان أن يقول لِنفسه الأول لا يحِلّ لك ، وقتها يعرِف يتكلّم مع الخارِج ويقول لا يحِلّ لك ، الإِنسان أكثر حاجة تغلِبه هى نفسه ، لِذلك يقول أحد القديسين " تعّود ألاّ يكون لك عدواً إِلاّ ذاتك " ، عايز يقول لا يكون عدو لك إِلاّ ذاتك وتُريد أن تكره إِكره خطيّتك 0 المسيح وصّانا وقال لازِم تُبغِض نِفَسك ، النِفَس التّى تُدلّلِ نفسِها والتّى لا تكره خطيّتها تجِدها عايشة فِى صُلح مع الخطايا بِتاعِتها ، خُذ مِن النِفَس ديّه توانىِ و كسِل وتتغيّر مع كُلّ جيل ومع كُلّ لون وكُلّ مُجتمِع ، تجِدها تعيش هُنا بِشكل وهُناك بِشكل 0 قوّة الحق لمْ تُعلن فِى داخِلها ، لا يعرِف أن يقول لِنفسه لا يحِلّ لك ، الإِنسان مُحتاج أن ينجح أولاً مع نفسه ، لِذلك يقول الإِنسان الّذى يُجاهِد فِى مخدعهُ لا يتعب فِى الخارِج ، الإِنسان الّذى يخاف على نفسه ومركزه وكرامته تجِدهُ يتغِلِب بِسهولة ، إِجعِل كنزك فِى الداخِل0 أيضاً تجِد أنّ السيّد المسيح عِندما لقّب الكنيسة لقّبها " بِعمود الحق وقاعِدتهُ " ، شاهِدة الحق هى الكنيسة ، سفكت دم أولادها مِن أن أجل أن تشهِد للحق ، حق المسيح 0 القديس يوحنا ذهبىّ الفم حكوا لهُ عن أنّ الإِمبراطورة ظلمِت إِمرأة ، نجِدهُ لمْ يسكُت وبّخها وأنذرها وكان شديداً معها ، نجِد الإِمبراطورة أنّها سمعِت مِن يوحنا كلام لمْ تتعّود أن تسمعهُ أبداً ، وقالت مَنْ هذا الّذى يفعِل هكذا معىِ ، قالوا لها هذا البطرك ، فقالت مَنْ هو هذا البطرك ! أنا سوف أؤّذيه ، وأتت بِقرار نفيه 0شِهادة الحق التّى بِداخلهُ عِندهُ إِستعداد أن يتحمِل نفقتها حتى وإِن كانت مؤلِمة وإِن كانت صعبة ، لِدرجة أنّهُ يقول " أنّ كلِمة الحق لمْ تُبقىِ لى أصدقاء " 0 القديس أثناسيوس الرسولىِ نجِدهُ يُدافِع عن الإِيمان بِقوّة رغم أنّ أعداؤه كُتار " آريوس كان مكّار وكان عِندهُ موهِبة فِى الخطابة وكان بيعمل أشعار للناس ويستميلهُم ويُثبّت الإِيمان بِتاعه هو " 00ولمّا يجى أثناسيوس يتكلّم الناس تقول أنّ آريوس صح وأنت خطأ 0 كان مُمكِن أن يقول أنّ آريوس صح ويمشىِ الموضوع ، لكِن قوّة الحق عِندهُ أكبر بكثير مِن أعداؤه ، قوّة الشِهادة بالحق للسيّد المسيح جعلتهُ يُعادىِ كُلّ الناس مِن أجل شِهادتهُ للحق0 ومِن أجل شِهادة أثناسيوس للحق قال عنهُ القديسين " لولا شِهادة أثناسيوس لصار العالم كُلّهُ آريوسياً " ، " الناس قالت العالم ضِدّك يا أثناسيوس قال وأنا ضِدّ العالم " ، الإِنسان الّذى بِداخلهُ شِهادة ضمير صالِحة 00الّذى بِداخلهُ قوّة حق 00تجِدهُ عِندهُ إِستعداد أن يكون ضِدّ العالم 0 لِذلك فِى المزمور الخمسين الّذى نُصلّيه كُلّ يوم نقوله " لأنّك هكذا أحببت الحق " ، القديس عِندما يعيش مع ربنا ويقرّب مِن ربنا نجِدهُ يكتسِب جُرءه وشجاعة ، النِفَس التّى يكون فيها قوّة عمل الله مِن الداخِل لا تعرِف الخوف 0 أمثِلة لِقديسين شهدوا للحق :0 =========================================================== مارِجرجس الّذى وقف أمام المنشور وكان السبب فِى إِستشهاده ، لِشهادتهُ بالحق القديسة دميانة التّى لعنت الرِسالة وكاتبها وقارئها ، التّى كانت تستميلها إِلى التبخير لأبولّون القديس إِيليّا النبىِ الّذى وقف أمام آخاب الملك وقال لهُ " حىّ هو الرّبّ أن لا يكون طلّ ولا مطر إِلاّ عِند قولىِ " ، شِهادة للحق ولا يهمّهُ ماذا سوف يفعِل بهِ الملِك طول ما يوجِد يوحنا وإِيليّا طول ما يوجِد هيرودس وآخاب ، هيرودس وآخاب مُقاوِمين للحق وإِيليّا ويوحنا شُهداء للحق ، نحنُ فِى عالم ومُجتمع يكثُر فيهِ هيرودس وآخاب ويندُر فيهِ إِيليّا ويوحنا الكنيسة تُريد أن تقول ينبغىِ أن يكون فيكُم إِمتداد للآباء والأنبياء ، ينبغىِ أن يكون فيكُم قوّة حق مُعلنة للكُلّ ، ينبغىِ أن تشهدوا أمام الجميع بالتوبة والخلاص وبِعمل الله عِندما يتكلّم عن ربنا يسوع المسيح فِى العهد القديم يقول " هوّذا فتايا الّذى أحببتهُ ، حبيبىِ الّذى سُرّت بهِ نفسىِ ، أضع روحىِ عليه لِيُخبِر الأُمم بالحق " 00قال عليهِ أنّهُ يُخرِج الحق إِلى النُصرة وأنّهُ يُخبِر الأُمم بالحق لِذلك عِندما صلّى ربنا يسوع المسيح فِى الصلاة الوداعيّة قال " قدّسهُم فِى حقّك " ، إِجعلهُم أن يكونوا مُقدّسين للحق كيف للإِنسان أن يعيش فِى المُجتمع بِدون ما يؤثّر عليه ؟ أن تكون قوّة الحق بِداخلهُ قويّة ، أنا لىِ منهج مُعيّن ، لىِ حياة ، لىِ رجاء ، أنا مُتمسّك بوصايا ، أنا الإِنجيل يحكُمنىِ ، جميل العِبارة التّى قيلت عن دانيال النبىِ " وضعت فِى قلبىِ ألاّ أتنجّس بأطايب المِلك ولا بِخمر مشروبه " قوّة الحق التّى بِداخِل الإِنسان تجعلهُ غالِب لِنفسه مُتخطّىِ ضعفاته ، هو ده عمل نعمة ربنا التّى تعمل فيهِ كيف للإِنسان وسط شر كثير أن يكون شمعة تنّور وتُضىء للحق ، بولس الرسول وقف أمام فيلِكس الوالىِ ومكث يتكلّم معهُ عن البِر والدينونة والتعفُفّ وجعل فيلِكس الوالىِ يرتعِد ، شِهادة للحق فِى أى وقت النِفَس التّى حبّتِ أطماع العالمْ الكثيرة الإِيمان هُنا يضعُف النِفَس عِندما تكون مربوطة بالأرض الإِيمان يضعُف مُعلّمِنا بولس الرسول قال " حاشا لىِ أن أفتخِر إِلاّ بِصليب ربنا يسوع المسيح " ، إِوعى تِخجِل مِن إِسمك ، أو صليبك ، بل بالعكس أنا لا أستحِق أن أحمِل صليبك ، دا إِنت أعطيتنىِ مجد وكرامة لا أستحِقها ربنا يُعطينا أن يكون الحق فِى قلوبنا وضمائرنا وعقولنا ، أن نكون مُحبين للحق ، أن نكون أدوات للحق ، نُعلِن الحق فِى كُلّ مكان ربنا يُكمِلّ نقائصنا ويسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمتهُ لإِلهنا المجد دائماً أبديا امين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل