العظات

السماء ج 1

مُهِم جِدّاً تعلُّم إِقتناء الحياة الأبديّة ، فمثلاً إِنجيل العشيّة عَنْ الرجُل وكيل الظُلم الّذى لمّا وجد أنّهُ مُمكِن يُطرد مِنْ عملهُ فأراد أنْ يُؤّمِنْ مُستقبلهُ فنجِدهُ بدل ما يجِد إِنسان مديُون لهُ بِعشرة فيقُول لهُ إِجعلهُمْ خمسة ، وَالّذى عليه 100 يجعلهُمْ 80 ، حتَّى إِذا طُرِد مِنْ عملهُ يقبلهُ هؤلاء ، السيِّد المسيح يمدح هذا العمل لأنّهُ رجُل نظر للأمام وَ لَمْ ينظُر لِلحظتِهِ فقط ، أىّ عمل للحياة الآتية هكذا حياتنا بِدُون التفكير فِى السَّماء تتعِبنا لأنّ السَّماء هى الأمل الّذى نحيا بِسببهِ ،ما سبب جعلِنا نتقّبل قمع الجسد وَأىّ تعب وَ ألم ؟ لِماذا نقبل أىّ لُون مِنْ ألوان الحرمان ؟ نحنُ نحيا قابِلين أىّ ضغط وَ حرمان مِنْ أجل السَّماء ، وَ إِذا لَمْ تُوجد سماء فلِماذا نقبل كُلّ هذا ؟ لِذلِك مِنْ أجمل تعاليم الكنيسة التعليم عَنْ السَّماء وَالسَّماويات ، وَالأخرى وَالأخراويّات ، حتَّى أنّ آباء الكنيسة جعلوهُ عِلم واسِع وَأسموه " عِلم الأسخاتُولُوجِى " ، أىّ عِلم الأخراويّات ، لأنّهُ ليس مِنْ المعقُول أنْ نُجاهِد هذا الزمن وَنحنُ لاَ نعلِم إِلَى أين نذهب ، ليس مِنْ المعقُول أنْ يُسافِر إِنسان لِمسافة طويلة وَيتحّمل فِى هذا السفر مشقّات كثيرة وَيسألوه أين أنت ذاهِب ؟ يقُول لاَ أعلم ، لِماذا تتحّمل المشقّات ؟ يقُول لاَ أعرِف ، هل المكان الّذى أنت ذاهِب إِليه فِيهِ لذّة وَ مُفرِح ؟ يقُول لاَ أعلم مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [00 نحنُ واثِقُون كُلَّ حِينٍ وَعالِمُونَ أنَّنا وَنحنُ مُستوطِنُون فِى الجسد فنحنُ مُتغرِّبُون عَنْ الرّبّ ] ( 2 كو 5 : 6 ) ، مادُمنا فِى الجسد نكُون مُتغرِّبين عَنْ الرّبّ ، نحنُ نئِن مُشتاقين أنْ نخلع هذا الجسد لِكى نستوطِن عِند الرّبّ ، وَ مادُمنا مُستوطنين فِى الجسد لاَ نستطيع أنْ نستوعِب السَّماء ، الّذى يمنعنا عَنْ معرِفة الحياة الأبديّة هُوَ الجسد ، نحنُ مُشتاقين لِخلع الجسد معرِفة السَّماء تُرِيح الإِنسان وَترفعهُ فوق الهّم وَالضيق ، معرِفة السَّماء تجعل رجاء الإِنسان يزيد وَيقبل الألم ، وَمادام الإِنسان يجهل السَّماء يخُور فِى الطريق لِذلِك السَّماء وجدت نصيب كبير فِى تعاليم المسيح وَالإِنجيل ، حتَّى أنّ مُعظم أمثلته يقُول فِيها " يُشبِه ملكُوت السَّموات عشر عذارى 00" ، يتكلّم عَنْ الحقيقة الجميلة ، الّذى يحتاج أنّ أولاده يتأثّرُون بِها حقيقة الملكُوت لِذلِك يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول[ فنثِقُ وَ نُسرُّ بِالأولى أنْ نتغرَّبَ عَنِ الجسدِ وَنستوطِنَ عِندَ الرَّبِّ ] ( 2 كو 5 : 8 ) ، نُريد أنْ نتغرّب عَنْ الجسد لِكى نسكُن مَعَْ الله ، أىّ يكُون وطننا عِندهُ ، مُستقرّنا عِندهُ ، لِذلِك وعدنا السيِّد المسيح وَقال [ فِى العالم سيكُونُ لكُمْ ضِيقٌ0وَلكِنْ ثِقُوا0أنا قَدْ غلبتُ العالمَ ]( يو 16 : 33 ) ، سيكُون لنا فِى العالم ضيق لكِنْ ثِقتنا أنّ لنا السَّماء بعد العالم تجعلنا نتحّمل الأتعاب ، وَتهُون علينا المشقّات وَكما يقُول أحد الآباء القديسين أنّ كُلّ أتعاب وَ كُلّ ضيقات العالم الحاضِر ستُنسينا إِيَّاها لحظة واحِدة مِنْ الأبديّة ، لحظة واحِدة مِنْ الأبديّة ستُنسينا كُلّ أتعاب الأرض ، وَ يقُول أيضاً العكس كُلّ مجد العالم وَملذّات الأرض لحظة واحِدة مِنْ الجحيم تُنسينا إِيَّاها ، أكيد الإِنسان الّذى فِكره أنّ ملذّات العالم تُشبِع لحظة واحِدة مِنْ الجحيم تُنسيه أين كان وَمَنْ هُوَ ، وَأيضاً لحظة واحِدة مِنْ المجد تُنسينا كُلّ أتعابنا ، لِذلِك يقُول القديسُون[ طوبى للّذين يعملُون الآن بِكُلِّ قوّتهُمْ فإِنّ لحظة واحِدة فِى هذا المجد تُنسيهُمْ كُلّ أتعابهُمْ ] لِذلِك عِندما لاَ نتعرّف على السَّماء نُشبِه إِنسان لاَ يعرِف أين يذهب وَ ما هُوَ هدفه ، وَإِذا واجهتهُ ضِيقات لاَ يعرِف كيف يُواجِهها ، لِذلِك لابُد أنْ نتعرّف على السَّماء لأنّها معرِفة مُعزّية ، مُفرِحة ، تنقِلنا مِنْ حياة التعب لِحياة الفرح لِكى تجعل إِنسان يقبل أىّ ضيق كلّمه عَنْ المُكافأة ، نحنُ نتكلّم عَنْ الأتعاب وَ الجِهادات وَ لَمْ ننظُر إِلَى المُكافأة ، لِذلِك الجِهاد ثقيل لأنّنا لاَ نعرِف أين نذهب ، جهدِنا شحيح ، لكِنْ إِذا نظرنا لِلمُكافأة نتعب وَنشقى مِنْ أجلها ، كما قال مُعلّمِنا داوُد النبِى [عطّفت قلبِى لأصنع برَّك مِنْ أجل المُكافأة ] ( مز 119 ) ، أنا عطّفت قلبِى لأصنع برَّك أىّ جعلت قلبِى يميل ناحية البِر مِنْ أجل المُكافأة أحِب أنْ أتكلّم معكُمْ فِى نُقطتين :-

يوم الرب فى سفر يوئيل

هُوَ السِفْر الوَحِيد الَّذِي تَكَلَّمَ بِوُضُوح عَنْ عَطِيِة الرُّوح القُدُس لَمَّا قَالَ { وَيَكُونُ بَعْدَ ذلِكَ أنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى } ( يؤ 2 : 28 ) . الأصْحَاحُ الثَّالِثُ :0 ======================== يَوْم الدَيْنُونَة =============== الله يُكَلِّم شَعْبُه وَيَحِثَّهُمْ عَلَى التَوْبَة ثُمَّ يُنْذِرَهُمْ أنَّهُ مُمْكِنْ يُؤدِّبَهُمْ بِشُعُوبٍ أُخْرَى .. ثُمَّ قَالَ إِنْ شَعَرْت أنَّ هذِهِ الشُّعُوب سَتَقْوَى عَلَى شَعْبِي أرْفُض ذلِك وَأقُول لِهذِهِ الشُّعُوب أنَا مَنْ سَمَحْت لَكُمْ بِسَبي شَعْبِي وَلَيْسَت قُوَّتِكُمْ وَإِنْ أرَدْتُمْ مَعْرِفَة إِنِّي مُحَرِّكَكُمْ فَإِنِّي سَأجْعَل شَعْبِي يَغْلِبَكُمْ وَكَمَا أذْلَلْتُمْ شَعْبِي سَأجْعَلَهُ يُذِلُّكُمْ .. لِذلِك الأصْحَاح الثَّالِث يَتَكَلَّم عَنْ يَوْم مَجِئ الرَّبَّ أي يَوْم الدَيْنُونَة . الله يَتَمَجَّد بِكَسْر كِبْرِيَاء الأُمَم الَّذِينَ إِفْتَخَرُوا أنَّهُمْ قَادِرِين عَلَى مَذَلِّة شَعْب الله وَيُكْرِم وَيُمَجِّد شَعْبُه فِي نَفْس الوَقْت خَاصَّةً وَأنَّهُمْ إسْتَجَابُوا لِنِدَاء التُوْبَة .. { قَدِّسُوا صَوْماً نَادُوا بِاعْتِكَافٍ اجْمَعُوا الشُّيُوخَ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ .... } ( يؤ 1 : 14) .. { اِجْمَعُوا الشَّعْبَ قَدِّسُوا الْجَمَاعَةَ ...... } ( يؤ 2 : 16 ) .. { مَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ ...... } ( يؤ 2 : 13 ) .. تَابَ الشَّعْب وَالله يُذِل الأُمَم { لأِنَّهُ هُوذَا فِي تِلْكَ الأيَّامِ وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ عِنْدَمَا أَرُدُّ سَبْيَ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ أَجْمَعُ كُلَّ الأُمَمِ وَأُنَزّلُهُمْ إِلَى وَادِي يَهُوشَافَاطَ } ( يؤ 3 : 1 – 2 ) .. كُلَّ أُمَّة ظَنَّتْ أنَّهَا أقْوَى مِنْ شَعْبِي وَافْتَخَرَت بِقُوَّتِهَا أجْمَعُهَا فِي وَادِي يَهُوشَافَاط .. " يَهُوشَافَاط " تَعْنِي " يَهوه يَدِين " أي وَادِي الدَيْنُونَة .. الله يُرِيدَك أنْ تَعْرِف أنَّ الحَرْب لِلرَّبَّ وَإِنْ كَانَ قَدْ سَمَحَ بِمَذَلَّة فَهُوَ الَّذِي سَمَحَ . { وَأُحَاكِمُهُمْ هُنَاكَ عَلَى شَعْبِي وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ بَدَّدُوهُمْ بَيْنَ الأُمَمِ } ( يؤ 3 : 2 ) .. الله لَهُ حُكْمه .. هذِهِ مُحَاكَمِة الأُمَم أوْ مُحَاكَمِة الأشَّرَار .. يَهُوشَافَاط أي يَهوه يَدِين .. هذَا الوَادِي كَانَ شَرْق أُورُشَلِيم .. الله سَيَجْمَع فِيهِ الأُمَم لِيَدِينَهُمْ ثُمَّ يُمَجِّد شَعْبُه .. الله يَقُول سَأجْعَلَكُمْ تَحْضَرُون الدَيْنُونَة حَتَّى أنَّ الآبَاء يَقُولُون أنَّ يُوْم يَهُوشَافَاط هُوَ يُوْم الصَّلِيب .. أنَّ الله أدَانَ الخَطِيَّة فِي الجَسَد وَأذَلَّ مَمْلَكِة العَدُو وَكِبْرِيَاء الشَّيْطَان .. هذَا يُوْم الدَيْنُونَة .. يُوْم رَدَّ لَنَا المَلَكُوت .. يُوْم المَحَبَّة البَاذِلَة . الله يَقُول كُلَّ يُوْم دَعْوَة إِلهِيَّة لِلذِهَاب إِلَى وَادِي يَهُوشَافَاط وَهُنَاك يَحْدُث شَيْئَان هُمَا دَيْنُونِة الأُمَم وَتَمْجِيد شَعْب الله وَهذَا مَا يَحْدُث فِي الصَّلِيب إِدَانِة الخَطِيَّة وَقُوَّات الظُلْمَة وَمَجْد وَبِر لأِوْلاَد الله .. دَعْوَة إِلهِيَّة مُتَجَدِّدَة لِلذِهَاب إِلَى وَادِي يَهُوشَافَاط كَي تَهْزِم عَدُو الخِير وَتَنْطَلِق إِلَى أُورُشَلِيم وَكَمَا يَقُول بُولِس الرَّسُول { فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ } ( عب 13 : 13) .. نَخْرُج إِلَى وَادِي يَهُوشَافَاط .. لِذلِك يُوْم الدَيْنُونَة لَيْسَ يُوْم تَارِيخِي بَلْ كُلَّ أيَّام حَيَاتَك تُحَاكِم فِيهِ كُلَّ قُوَى الشَّر .. لِتَغْلِب فِيهِ العَدُو بِكُلَّ قُوَّاتُه .. يُوْم طَرْد العَدُو وَكُلَّ جُنُودُه .. الله يَقُول أوْلاَدِي غَالِبِين وَلأِنِّي سَلَّمْتَهُمْ لَكُمْ تَخَيَّلْتُمْ أنَّهُمْ غِير غَالْيِين عَلَيَّ .. لاَ .. هُمْ غَالْيِين جِدّاً عِنْدِي لِذلِك سَأُخْضِع كِبْرِيَاءَكُمْ . { وَأُحَاكِمُهُمْ هُنَاكَ عَلَى شَعْبِي وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ بَدَّدُهُمْ بَيْنَ الأُمَمِ } .. أنَا سَآخُذْ ثَأرَ شَعْبِي وَأرُدّ كَرَامِة شَعْبِي .. كَمَا سَيَقُول لِلأُمَم { أَرُدُّ عَمَلَكُمْ عَلَى رُؤُوسِكُمْ } ( يؤ 3 : 4 ) .. لِمَاذَا يَارَبَّ ؟ { لأِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ فِضَّتِي وَذَهَبِي وَأَدْخَلْتُمْ نَفَائِسِي الْجَيِّدَةَ إِلَى هَيَاكِلِكُمْ } ( يؤ 3 : 5 ) .. نَحْنُ نَفَائِس الله .. أحَدٌ الآبَاء يَقُول { لَيْسَ لَكَ خِسَارَة سِوَى هَلاَكِنَا } .. وَهُوَ يَقُول { لَذَّاتِي مَعَْ بَنِي آدَمَ } ( أم 8 : 31 ) .. أنْتُمْ أغْلَى شِئ عَنْدِي لِذلِك سَأرُدّ عَمَلِهِمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ .. الذَّهَب يُشِير إِلَى الحَيَاة السَّمَاوِيَّة وَالفِضَّة تُشِير إِلَى كَلِمَة الله أي أنَّهُ يَقُول لِلأُمَم أنْتُمْ أخَذْتُمْ أغْلَى شِئ عِنْدِي .. أخَذْتُمْ الغَالِي لِي وَوَضَعْتُمُوهُ فِي هَيَاكِلَكُمْ الَّتِي لِلأصْنَام . { وَبِعْتُمْ بَنِي يَهُوذَا وَبَنِي أُورُشَلِيمَ لِبَنِي الْيَاوَانِييِّنَ لِكَيْ تُبْعِدُوهُمْ عَنْ تُخُومِهِمْ } ( يؤ 3 : 6 ) .. " الْيَاوَانِييِّنَ " هُمْ قَوْم يَشْتَرُون العَبِيد .. أي الأُمَم تَعَامَلُوا مَعَ أوْلاَدِي بِالهَوَان مَعَ فِضَّتِي وَذَهَبِي لِذلِك أرُدّ عَلَيْهِمْ عَمَلِهِمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ .. جَمِيل أشْعِيَاء النَّبِيّ لَمَّا فَهَمَ الدَرْس وَقَالَ وَكَأنَّ الله إِسْتَخْدِم مُنْشَار لِقْطع قِطْعِة خَشَب .. الفَضْل لِمَنْ لِلمُنْشَار أم اليَدْ المُسْتَخْدِمَة لِلمُنْشَار ؟ بِالطَبْع لِليَدْ .. الأُمَم هُمْ المُنْشَار وَالله هُوَ اليَدْ المُسْتَخْدِمَة .. إِنْ كُنْتُمْ كَالمُنْشَار فَأنَا أسْتَخْدِمَكُمْ فَلاَ تَفْتَخِرُوا عَلَيَّ لأِنِّي سَأرُدّ حُرِّيَة شَعْبِي . نَحْنُ نَصِيب الله وَمِيرَاثُه أغْلَى شِئ عِنْدُه لِذلِك صَعْب عَلَى الله أنْ يَرَى أوْلاَدُه يُبَدَّدُون وَيُسْتَعْبَدُون بِأرْخَص الأثْمَان لِلخَطِيَّة وَيَبِيعُوا الأبَدِيَّة بِالتُرَاب لِذلِك يَقُول أنَا لِي مُحَاكَمَة فِي ذلِك الأمر .. الهَيَاكِل هِيَ مَلَذَّات العَالَم .. نَحْنُ نَصِيب الله وَنَفَائِسَهُ { إِنَّ قِسْمَ الرَّبِّ هُوَ شَعْبُهُ . يَعْقُوبُ حَبْلُ نَصِيبِهِ } ( تث 32 : 9 ) .. قَدِيماً كَانُوا يَقِيسُون مُمْتَلَكَاتِهِمْ بِالحَبْل .. الله لَهُ نَصِيب لَيْسَ أرْض بَلْ أوْلاَد أنْتُمْ يَعْقُوب حَبْل نَصِيبُه .. لِذلِك أرَادَ أنْ يَرُدْ لأِوْلاَدُه كَرَامَتِهِمْ المَسْلُوبَة لاَ يَدْخُلُونَ بِهَا إِلاَّ لِهَيْكَل الله وَلَيْسَ هَيَاكِل الوَثَنْ . { هَأَنَذَا أُنْهِضُهُمْ مِنَ الْمَوْضِع الَّذِي بِعْتُمُوهُمْ إِلَيْهِ وَأَرُدُّ عَمَلَكُمْ عَلَى رُؤُوسِكُمْ . وَأبِيعُ بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ بِيَدِ بَنِي يَهُوذَا لِيَبِيعُوهُمْ لِلسَّبَائِييِّنَ لأُِمَّةٍ بَعِيدَةٍ لأِنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ } ( يؤ 3 : 7 – 8 ) .. كَمَا فَعَلْتُمْ بأوْلاَدِي أفْعَلُ بِكُمْ بِأوْلاَدِي .. هُمْ يَدِينُوكُمْ لِذلِك لَكُمْ الدَيْنُونَة وَلأِوْلاَدِي الحُرِّيَّة لأِنَّ الأشْرَار سَيُدَانُون بِوَاسِطَة الأبْرَار .. { نَادُوا بِهذَا بَيْنَ الأُمَمِ . قَدِّسُوا حَرْباً } ( يؤ 3 : 9 ) .. الله يُرِيد تَقْدِيس حَرْب بَيْنَ مَمْلَكَتِهِ وَمَمْلَكِة الظُّلْمَة .. بَيْنَ أوْلاَد الله وَشَعْب الأرْض . { قَدِّسُوا حَرْباً أَنْهِضُوا الأبْطَالَ لِيَتَقدَّمْ وَيَصْعَدْ كُلُّ رِجَالِ الْحَرْبِ . اِطْبَعُوا سِكَّاتِكُمْ سُيُوفاً وَمَنَاجِلَكُمْ رِمَاحاً } ( يؤ 3 : 9 – 10 ) .. هَات كُلَّ قُوِّتَك .. وَكَأنَّ الله دَخَلَ تَحَدِّي مَعَ شُعُوب الأرْض .. هَات كُلَّ رِجَالَك .. كُلَّ مَنْ عِنْدُه سِكِّين يُحَوِلْهَا إِلَى خَنْجَر وَكُلَّ مَنْجَل لِلعُشْب حَوِّلَهُ إِلَى رُمْح .. هَات كُلَّ إِمْكَانِيَاتَك الحَرْبِيَّة .. { لِيَقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أَنَا . أَسْرِعُوا وَهَلُمُّوا يَا جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ وَاجْتَمِعُوا . إِلَى هُنَاكَ أَنْزِلْ يَارَبُّ أَبْطَالَكَ . تَنْهَضُ وَتَصْعَدُ الأُمَمُ إِلَى وَادِي يَهُوشَافَاطَ لأِنِّي هُنَاكَ أَجْلِسُ لأُِحَاكِمَ جَمِيعَ الأُمَمِ } ( يؤ 3 : 10 – 12 ) . مَاذَا يَفْعَل الله يُوْم الدَيْنُونَة ؟ سِر الغَلْبَة لَيْسَ فِي الإِنْسَان أوْ فِي سِلاَحُه بَلْ فِي مَعِيِّة الله .. يَقُول أنْتُمْ إِتَكَلْتُمْ عَلَى ذَوَاتِكُمْ وَإِمْكَانِيَاتَكُمْ لكِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ مَنْ أقْوَى أنَا أم إِمْكَانِيَاتِكُمْ .. إِحْذَر أنْ تَرَى نَفْسَك ضَعِيف وَسَطْ العَدُو .. أنْتَ قَادِر .. لِيَقُل الضَّعِيف بَطَلٌ أنَا .. كَثِيراً مَا يَفْقِدَنِي العَدُو ثِقَتِي فِي الله لِذلِك أشْعُر بِضَعْف وَيَغْلِبَنِي إِحْسَاس الضَّعْف فَيُبَدِّد كُلَّ القُوَى .. لاَ .. يَجِب أنْ أتَمَسَّك بِإِلهِي وَأثِق فِيهِ .. مَا أجْمَل قَوْل دَاوُد النَّبِي عِنْدَمَا قَالَ { الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ فَتُحْنَى بِذِرَاعَيَّ قَوْسٌ مِنْ نُحَاسٍ } ( مز 18 : 34 ) .. نَعَمْ هُوَ يُعَلِّمَنِي لِذلِك يَقُول " لِيَقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أَنَا " .. تَشَدَّد لأِنَّهُ وُجِدَ شَدِيداً ( مز 46 : 1 ) لأِنَّ الله يَعْمَل فِي ضَعْفَك وَكَمَا قَالَ بُولِس الرَّسُول { حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ } ( 2كو 12 : 10 ) .. { أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي } ( في 4 : 13 ) .. لِذلِك يَأخُذْ الإِنْسَان قُوَّتَهُ مِنْ الله . { أَرْسِلُوا الْمِنْجَلَ لأِنَّ الْحَصِيدَ قَدْ نَضَجَ . هَلُمُّوا دُوسُوا لأِنَّهُ قَدِ امْتَلأَتِ الْمِعْصَرَةُ . فَاضَتِ الْحيَاضُ لأِنَّ شَرَّهُمْ كَثِيرٌ } ( يؤ 3 : 13 ) .. إِرْسِل المِنْجَل وَسَتَرَى جَنْي الله .. الله يَجْنِي الأبْرَار وَالأشَّرَار .. { جَمَاهِيرُ جَمَاهِيرُ فِي وَادِي الْقَضَاءِ لأِنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَرِيبٌ فِي وَادِي الْقَضَاءِ . الْشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَظْلُمَانِ وَالنُّجُومُ تَحْجُزُ لَمَعَانَهَا } ( يؤ 3 : 14 – 15 ) .. قَدْ جَاءَت النِّهَايَة وَأعْلَنْتُ غَضَبِي .. أعْلَنْت الحَرْب عَلَى الأُمَمِ لأِنَّهُمْ أهَانُوا أوْلاَدِي وَبَاعُوهُمْ وَأخَذُوا فِضَّتِهِمْ وَذَهَبِهِمْ .. لله يَوْم حَرْب يَوْم ظُلْمَة يَخْتَفِي فِيهِ كُلُّ شَيْءٍ .. يَوْم الصَّلِيب حَدَثِت ظُلْمَة . { وَالرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ يُزَمْجِرُ وَمِنْ أُورُشَلِيمَ يُعْطِي صَوْتَهُ فَتَرْجُفُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ } ( يؤ 3 : 16) .. لاَ تَتَخَيَّلُوا إِنِّي سَأظَلُّ حَنَّان دَائِماً لكِنِّي أحْيَاناً أكُون كَأسَدٌ .. فِي يُوْم الدَيْنُونَة سَتَرَى الْمَسِيح فِي هَيْئَة أُخْرَى فِي بَهَاء وَمَجْد حَتَّى أنَّ الأشَّرَار لَنْ يَحْتَمِلُوا رُؤيَتَهُ .. هُوَ يُزَمْجِر لِدَيْنُونِة الأشَّرَار وَيَخْتَفِي الأبْرَار فِي شَخْصُه وَتَرْتَجِف أمَامه كُلَّ الخَلِيقَة .. { وَلكِنَّ الرَّبَّ مَلْجَأٌ لِشَعْبِهِ وَحِصْنٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ . فَتَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ سَاكِناً فِي صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مُقَدَّسَةً وَلاَ يَجْتَازُ فِيهَا الأَعَاجِمُ فِي مَا بَعْدُ } ( يؤ 3 : 16 – 17 ) .. أنْتُمْ طَمَعْتُمْ فِي أوْلاَدِي وَفِي أُورُشَلِيم .. لاَ .. إِنْ كُنْتُ قَدْ سَمَحْت لَكُمْ أنَا لكِنْ هذِهِ لَيْسَت قُوَّتِكُمْ وَلَنْ تَكُون أُورُشَلِيم لَكُمْ .. الله يَسْكُنْ وَحْدَهُ فِي أُورُشَلِيم وَإِنْ دَخَلِت الخَطِيَّة لاَ تَجْتَازُ فِيهَا .. لاَ تَجْعَل الخَطِيَّة تَجْتَاز قَلْبَك وَلاَ تَدْخُلَهُ مَحَبَّة غَرِيبَة تَأخُذٌ إِهْتِمَامَاتَك وَلاَ يَجْتَاز فِيك شَرْ .. الله يُرِيدْنَا جِبَال مُقَدَّسَة لَهُ .. مِلْكُه . { وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الْجِبَالَ تَقْطُرُ عَصِيراً وَالتِّلاَلُ تَفِيضُ لَبناً وَجَمِيعُ يَنَابِيعِ يَهُوذَا تَفِيضُ مَاءً } ( يؤ 3 : 18) .. مَا هذَا كُلَّهُ ؟ عَطَايَا الرُّوح .. يَقُول أنَّ الجِبَال سَتُعْطِي عَصِير .. هَلْ يُعْقَل ذلِك ؟!! نَعَمْ نَحْنُ جِبَال الله .. الكِنِيسَة جَبَلْ الله المُقَدَّس الَّذِي يَتَجَلَّى عَلِيه يَوْمِياً وَيَفِيض عَصِير أي عَطَايَا الرُّوح وَتِلاَل مَحَبَّتِهِ تَفِيضُ لَبَناً أي غِذَاء .. وَكَأنَّ الله يَقُول سَأتَوَلاَّكُمْ أنَا .. أنَا غِذَاءَكُمْ . { وَمِنْ بَيْتِ الرَّبِّ يَخْرُجُ يَنْبُوعٌ وَيَسْقِي وَادِي السَّنْطِ } ( يؤ 3 : 18 ) .. وَادِي السَّنْط وَادِي جَاف جِدّاً كَيْفَ يَكُونُ فِيهِ يَنْبُوع ؟ هذَا عَمَلْ رُوح الله فِي كَنِيسَتَهُ أنَّهَار مَاء .. رُوح مُتَجَدِّدَه بِاسْتِمْرَار .. يَنَابِيع الرُّوح تَبْدأ دَائِماً بِالمَاء أي المَعْمُودِيَّة .. مَاء يَسْقِي وَادِي السَّنْط أي النِفُوس الجَافَّة البَعِيدَة عَنْ مَاءه تَرْتَوِي مِنْ خِلاَل مَاء السَّنْط .. المَعْمُودِيَّة تُحَوِّل الحَيَاة مِنْ جَفَاف وَانْعِدَام ثَمَر إِلَى حَيَاة رُوحِيَّة مُثْمِرَة . { مِصْرُ تَصِيرُ خَرَاباً وَأَدُومُ تَصِيرُ قَفْراً خَرِباً مِنْ أَجْلِ ظِلْمِهِمْ لِبَنِي يَهُوذَا الَّذِينَ سَفَكُوا دَماً بَرِيئاً فِي أَرْضِهِمْ } ( يؤ 3 : 19 ) .. مِصْر .. أدُوم هذِهِ أقْوَى الأُمَم فِي هذَا الوَقْت .. فِي وَقْت كَانَتْ بَابِل وَوَقْت آخَر كَانَتْ أشُور .. وَكَانَتْ أدُوم فِي وَقْتٍ آخَر .. فِي هذَا الوَقْت كَانَتْ مِصْر هِيَ القُوَى العُظْمَى فِي العَالَم وَالله يَقُول سَأجْعَلُهَا خَرَاب .. شِئ صَعْب .. { وَلكِنَّ يَهُوذَا تُسْكَنُ إِلَى الأَبَدِ وَأُورُشَلِيمَ إِلَى دُوْرٍ فَدَوْرٍ . وَأُبَرِّئُ دَمَهُمُ الَّذِي لَمْ أُبَرِّئْهُ } ( يؤ 3 : 20 – 21 ) .. أنَا كُنْتُ نَاظِر لِكُلَّ ظُلْم وَكُلَّ مَذَلَّة لِذلِك أنَا أحَامِي عَنْكُمْ .. أنَا رَأيْت الدَّم البَرِئ المَسْفُوك وَأنَا سَأرُّد لَكُمْ حَقُّكُمْ . { الرَّبُّ يَسْكُنُ فِي صِهْيَوْنَ } ( يؤ 3 : 21 ) .. هذَا مَكَانَهُ .. جَيِّد هُوَ الإِنْسَان المُطْمَئِنْ أنَّ الله دَاخِلُه .. جَيِّد أنْ نَرَى أنَّ الله مُسْتَخْدِم الظُّرُوف وَهُوَ مُحَرِّك الأُمَم وَهُوَ السَّامِح بِالنُصْرَة وَالهَزِيمَة .. يَعْقُوب أحَبَّ نَصِيبَهُ .. كِنِيسْتُه هِيَ نَصِيبُه وَإِنْ كَانَ سَمَحْ لَهَا وَسَطْ العَالَم بِاضْطِهَاد فَهُوَ المُحَامِي عَنْهَا وَلِنَرَى كَيْفَ مَرَّ شَعْبُه بِضِيقَات وَكَيْفَ كَانَ يُعَظِّمَهُمْ بِوَاسِطَة هذِهِ الضِيقَات .. وَإِنْ كَانَ سَمَح بِالعَشَرْة ضَرَبَات لِيَتَعَظَّمْ هُوَ .. وَإِنْ كَانَ سَمَحْ بِاضْطِهَاد فَلِكَي يُمَجِّدَك . رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيَسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

الصليب في سفر اشعياء

الصليب فى سفر أشعياء دعى إشعياء : "النبى الأنجيلى"، ودعى سفره : "إنجيل إشعياء" أو "الإنجيل الخامس". من يقرأه يظن أنه أمام أحد أسفار العهد الجديد، وأن الكاتب أشبه بشاهد عيان لحياة السيد المسيح وعمله الكفارى خاصة "الصليب"؛ يرى صورة حية للفداء وأسراره الإلهية العميقة قال عنه أحد الآباء: [إنه أكثر من أى كتاب نبوى آخر، يحوى أكمل النبوات المسيانية التى وجدت فى العهد القديم، يشهد بطريقة أكيدة عن آلام المسيح وما يتبعها من أمجاد] + "هلم نتحاجج يقول الرب : إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، وإن كانت كالدودى تصير كالصوف" (إش 1 : 18). هذه دعوة صريحة تعلن عن شوق الله نحو خلاص كل إنسان يقبل الشركة مع القدوس خلال الصليب. الله يطلب من الإنسان أن يدخل معه فى حوار .. ليته لا ييأس أحد من نفسه حتى وإن بلغ أقصى الشر، حتى وإن عبر إلى التعود على صنع الشر، حتى وإن حمل طبيعة الشر نفسها لا يخف .. عظيمة هى قوة التوبة + لأنشدن عن حبيبى نشيد محبى لكرمة .. كان لحبيبى كرم على أكمة خصبة .. وبنى برجا فى وسطه، ونقر فيه معصرة، فانتظر أن يصنع عنبا فصنع عنبا رديا ( بريا ) " (إش 5 : 2) يسكن صاحب الكرم فى هذا البرج لحراسته .. البرج هو مذبح الرب الذى يقام داخل النفس، والمعصرة لعصر العنب وعمل خمر الحب الذى يقدم للفرح الروحى. ما هذه المعصرة إلا صليب ربنا يسوع المسيح الذى اجتاز المعصرة وحده ولم يكن معه أحد من الأمم ( إش 63 : 3 ). قدم دمه المبذول خمر حب يفرح كل قلب مؤمن. انتظر الرب أن يجتنى حبا مقابل الحب، وتوبة وندامة مقابل غفران خطاياه، لكنه وجد قلوبا متحجرة لا تصنع ثمارا تليق بالتوبة. الكل زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله، لذا كان يليق بكلمة الله أن ينزل إلينا ككرم جديد، هو وحده يغرسنا فيه فنأتى بثمر كثير ( يو 15 : 5 ) . + أش 9 المولود العجيب جاء إبن الله متأنسا ليحمل نير الصليب بإسمنا فيهبنا كل امكانيات الخلاص. إذ يقول النبى : "لأنه يولد لنا ولد ونعطى إبنا، وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى إسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسى داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن وإلى الأبد، غيرة رب الجنود تصنع هذا" ( إش 9 : 6 ، 7 ). كانت البشرية المؤمنة تترقب التجسد الإلهى حيث يأتى إبن الله الذى هو الخالق واهب الحياة ومجدها ليقيم طبيعتنا الميتة الفاسدة إلى صلاحها الذى خلقت عليه، بإعادة خلقتها وتجديدها المستمر فيهبها استمرارية الحياة مع الفرح والحرية. "وتكون الرئاسة على كتفه"، فقد ملك على خشبة كقول المرتل، خشبة الصليب التى حملها على كتفه بكونها عرش حبه الإلهى. سلام بين الشعوب : أ – جاء السيد المسيح ليقيم ملكوته من كل الأمم والشعوب، واهبا سلاما للمؤمنين الحقيقيين "ويكون فى ذلك اليوم أن أصل يسى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجدا" ( إش 11 : 10 ). "ويكون محله مجدا" جاء فى الترجمة اليسوعية "يكون مثواه مجدا"، لعله يقصد أن صليبه الذى كان عارا صار بقيامته مجدا، إذ صار قبره الفارغ مقدسا للمؤمنين فيه يدركون حقيقة مسيحهم واهب الحياة والقيامة وتقول فى ذلك اليوم: أحمدك يارب لأنه إذ غضبت على ارتد غضبك فتعزينى" (إش 12 : 1) . تبدأ الترنيمة الجديدة التى ينطق بها كل من يتمتع بعمل السيد المسيح الخلاصى بالكلمات : " وتقول فى ذلك اليوم " . أى يوم هذا ؟ إنه يوم الصليب أو يوم الكفارة العظيم الذى فيه نحمد الرب الذى حول الغضب إلى خلاص وتعزية ومجد . لقد تجسم الغضب الإلهى على الخطية التى نرتكبها بصلب السيد المسيح – كلمة الله المتجسد – ليرفعنا من الغضب إلى المجد . + يهوه سر خلاصنا وقوتنا وفرحنا : "هوذا الله خلاصى فأطمئن ولا أرتعب، لأن ياه يهوه قوتى وترنيمتى، وقد صار لى خلاصا، فتستقون مياها بفرح من ينابيع الخلاص" ( إش 12 : 2 ، 3 )اقتبست الكنيسة القبطية جزءا من هذه التسبحة لتنشدها للرب المصلوب فى يومى خميس العهد وجمعة الصلبوت، وهو: " قوتى وتسبحتى ( ترنيمتى ) هو الرب، وقد صار لى خلاصا. الله هو سر قوتنا وتسبيحنا وخلاصنا ! فى وسط مشاركة الكنيسة عريسها آلامه تسبح وتنشد؛ أما تسبحتها أو أنشودتها فهو المسيح نفسه، هو كل شىء بالنسبة لها بالمسيح المصلوب عرفنا الهتاف ( مز 89 : 15 )؛ هتاف الغلبة على إبليس وأعماله الشريرة ! هتاف الخلاص الذى به ننتقل من الشمال إلى اليمين ننعم بشركة الملكوت السماوى المفرح بالصليب تفجر ينبوع دم وماء من الجنب المطعون لنتقدس ونتطهر، ولكن نشرب ونفرح، إذ وجدنا ينبوع خلاصنا الأبدى. + أش 52 :10 قد شمر الرب عن ذراع قدسه أمام عيون كل الأمم فترى كل أطراف الأرض خلاص إلهنا وهذا ما حدث فى الصليب مد الرب يده على خشبة الصليب أمام عيون جميع الأمم وأعلن حبه ورحمته وخلاصه للبشريه كلها لينقذ كل أطراف الأرض من عبوديتها ومذلتها + أش 53 المسيح المصـلوب يعتبر هذا الإصحاح من أروع الإصحاحات المحببة لدى المؤمنين لأنه يكشف عن سر الصليب وقوته، حيث بسط الرب يديه بالحب العملي ليخلص البشرية، كما سبق فقال: "وأخلصكم بذراع ممدودة" خر6:6. 1- الصليب سّر فائق 2- الصليب عار وخزي 3- الصليب فداء وخلاص 1- الصليب سّر فائق: يفتتح النبي حديثه عن الصليب قائلا: "من صدق خبرنا؟! ولمن استعلنت ذراع الرب؟!" إش 53: 1. يبقى موضوع استعلان ذراع الرب أو تجسد كلمة اللَّه موضوع دهش الخليقة السماوية والأرضية، كيف يصير الكلمة جسداً‍؟! 2- الصليب عار وخزي: جاء الرب المخلص كغصن ينبت قدام إسرائيل وكجذر من أرض يابسة لذلك استخف به الشعب، وخاصته لم تقبله. "نبت قدامه كفرخ" ( إش53: 2 )، إذ جاء من نسل داود كنبتة صغيرة، كغصن وهو خالق الكرمة وموجدها. جاء مختفياً، في اتضاع، لذا رُمز إليه بالعليقة الملتهبة ناراً التي تبدو نباتاً ضعيفاً لا قوة له، لكنه بلاهوته نار متقدة!جاء "قدام" إسرائيل بكونه الراعي الذي يتقدم قطيعه! "وكعرق من أرض يابسة" ( إش 53: 2 )؛ جاء ظهوره بطريقة غير متوقعة، فقد ظن اليهود أن يروا المسيا ملكاً عظيماً ذا سلطان، قادراً أن يحطم الإمبراطورية الرومانية ويقيم دولة تسود العالم؛ أما هو فجاء كجذرٍ مختفٍ في أرض جافة لا يتوقع أحد أنه ينبت ويأتي بثمر. جاء من أرض يابسة إذ ولد من القديسة مريم المخطوبة ليوسف النجار، وكان كلاهما فقيرين؛ "افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره" 2كو8، 9. جاء السيد المسيح كعْرقٍ من أرض يابسة، إذ كان اليهود في ذلك الحين في حالة جفاف شديد، جاء وسط اليبوسة ليقيم من البرية فردوساً. قالت عنه العروس: "كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين" ( نش2: 3 ). 3- الصليب فداء وخلاص: بعد أن تحدث عن الصليب من الخارج دخل بنا إلى الأعماق لنكتشف سره وقوته كذبيحة اثم وكفارة عن خطايانا، إذ يقول: "لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها، ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من اللَّه ومذلولاً" ( إش 53: 4 ). + لقد سُحق وجُرح لكنه شَفى كل مرض وكل ضعف(529). القديس غريغوريوس النزنيزي "ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه" (إش 53: 7) يتحدث النبي هنا في صيغة الماضي وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم [هذه هي عادة الأنبياء في القديم أن يتحدثوا عن المستقبل كما عن الماضي(536)]. + بالتأكيد تتحدث النبوة بأكثر وضوح عن الرب يسوع عندما قيل "مثل حمل سيق إلى الذبح" ( إش53: 7 ) (بكونه فصحنا). لقد مُسحت جبهتك بعلامة (دمه) وأيضاً القائمتان، إذ حمل كل المسيحيين ذات العلامة. القديس أغسطينوس(537) + عندما دخل (بيلاطس ورجال الدين) في حوار الواحد مع الآخرين كان في سلامة، محققاً قول النبي: "لم يفتح فاه، وفي اتضاعه انتزع حكمه" إش 53: 7، 8 (الترجمة السبعينية). القديس يوحنا الذهبي الفم + لاق به أن يكون صامتاً أثناء آلامه، ولكنه لا يكون صامتاً في الدينونة.

الليتورجية والعقيدة

سوف نتكلّم عن الحياة الكنسية ( الليتروجية ) وأهميتها0 الليتروجية الليترو شعب جية عمل أى عمل شعبى أو جماعى0 الكنيسة قائمة على الأعمال الجماعية ، الفكر البروتستنتى ينبع من العمل الفردى أمّا الفكر الأرثوذكسى فينبع من العمل الجماعى ( كان كل شىء بينهُما مشترك ) فالليتروجية أى العمل الجماعى ، العبادة الجماعية ، القلب الواحد والفكر الواحد ، روح الشركة أى ناس موكب نُصرة كقول معلمنا بولس : ناس قلوبهم واحدة وعبادتهم واحدة وأفكارهم متحّدة فهذا الفكر يكون به روح العبادة ماذا صنعت الليتروجية فى الكنيسة ؟ إنها صنعت أشياء كثيرة منها حفظت العقيدة سليمة: إنّ المصدر الأمين لحفظ العقيدة التى تسلّم من جيل إلى جيل الليتروجية وكل حقائق الخلاص فى كلمات الليتروجية0 & إذا كنت تريد أن تفهم لاهوت صحيح إفهم الليتروجية 00إفهم العبادة00فأول ما تفهم العبادة سوف تتعرّف عن اللاهوت ، فالليتروجية مصدر أمين لحفظ اللاهوت بعيد عن الفردية بعيد عن مهارة المُعلّمين فتجد الأجيال سلّمت بعدها العقيدة صح من خلال الليتروجية فتجد عقائد كثيرة جداً حفظتها الليتروجية0 & الكنيسة التى لنا تؤمن بالثالوث القدوس وتؤمن بتساوى الثالوث القدوس 00تجد أنها تقول " لأنّ لك المجد والإكرام والعزة والسجود مع أبيك الصالح والروح القدس " فبهذه تختم بها كل عبارات الصلاة التى لها ، فتجد مثلاً لا يوجد شىء يفُعل فى الصلوات الطقسية فى الكنيسة إلاّ بالثلاث رشومات0 & أبونا لمّا يرشم التوانى والشمامسة يقول الثلاث رشومات – ولمّا يبدأ يفرش المذبح ليفك اللفافة التى بها عدّة المذبح بها 3 عُقد من فوق وعقتدان من تحت يقول الآب الوحيد الجنس والإبن والروح القدس المعُزّى : } أف إزماروؤوت إنجى إفنوتى بى بان طوكراطور { } الآب { } أف إزماروؤوت إنجى بيف مونوجينيس إنشيرى إيسوس بى إخريستوس { } الإبن { } أف إزماروؤوت إنجى بى إبنفما إثؤواف إمباراكليتون { } الروح القدس المعزّى { 3 رشومات يقولها أبونا 0 & يقولها عندما يختار الحمل ، إختار حمل واحد قال الحمل المختار ، يقف به قدّام الهيكل ويعلن مجد وإكرام ومجداً للثالوث المقدّس الآب والإبن والروح القدس ، كل هذا للثالوث فهى كنيسة تبذل مجد الثالوث ويردّ الشماس على أبونا بالمجد للثالوث فكلّنا نمجّد الثالوث0 & ثم بعد ذلك يذهب أبونا إلى المذبح مرة أخرى ويمسك الحمل والشماس يمسك الأباركة ومعه الماء المختارة وأيضاً يقول هذه الرشومات0 & كل هذا لكى تحفظ الكنيسة العقيدة فجعلتها فى الليتروجية0 & إذا عرفتك فعلّمتك مرة عن التوبة ومرة عن المحبة ومرة عن العطاء لكنّنا نريد أن نحفظ تراث على مر الأجيال ليس كل شماس إتجاه نحو كذا والآخر نحو كذا ، فيحفظ التراث فى الليتروجية فتجد أنّ الكنيسة إستودعت فيها أدق وأجمل عبارتها العقيدية واللاهوتية0 & الذى لا يمكن أن تجده فى مكان ، أبونا لمّا يحب يعطى البركة يقول " محبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد وشركة وموهبة وعطية الروح القدس فلتكن مع جميعكم " فبهذا القول يصرف به الكاهن الشعب 0 & كل شىء فى الكنيسة عقيدة مهمة تؤكد عليها الكنيسة من خلال الليتروجية ، إذا أراد أبونا أن يبارك بعض الماء يرشم عليها الثلاث رشومات فبهذا تصير الماء تحمل قوة الثالوث0 & إذا إثنين واحد وواحدة يريدوا أن يرتبطوا فيعطوا لأبونا دبلتين فيرشم عليهما الثلاث رشومات فتُقدّس هذه الدبل ويضع رسهم هم الأثنين ويرشمهم بالثالوث الآب والإبن والروح القدس فيتقدّس هذا الأرتباط فيكون سر حلول الروح القدس يتم بالثالوث فيضع رسهم الأثنين ويقول : " كملّهم بالمجد والكرامة أيها الآب أمين 00باركهما أيها الإبن أمين00قدّسهما أيها الروح القدس أمين " أى الآب والإبن والروح القدس فيتم الإكليل بالثالوث 0 & أبونا لمّا يعطى حل للخدّام يقول من فم الثالوث الأقدس الآب والإبن والروح القدس ، فنحن نبارك ونحالك ونختم صلواتنا بالثالوث0 & عِشرة الثالوث للكنيسة تقدّمها لنا من خلال الليتروجية لكى تحفظها دائماً لكى تكون أمر دائم لذلك كل عقيدة هامة فى الكنيسة حافظتها الكنيسة بالليتروجية0 & لو تلاحظ ما من صلاة طقسية فى الكنيسة إلاّ أن يوضع فيها قانون الإيمان 00أى صلاة لكى أنت أثناء العشية تقول هليللويا وأثناء رفع بخور باكر تقول هليللويا وأثناء القدّاس تقول هليللويا مرتين وبعد صلاة الأجبية قبل تقديم الحمل وفى بداية ليتروجية الأنافورا التى للقدّاس قبل صلاة الصلح تقول قانون الإيمان ذلك لأنّ الكنيسة بتؤكد لأنّ أنت الذى تقف وتصلّى معانا لا تعزل عن قانون الإيمان الذى للكنيسة بل إنك جزء من المسيح فتعلن معانا قانون الإيمان ( حقائق وركائن الإيمان ) فتشترك معنا فى فكر العقيدة ، لو حضرت إكليل أو معمودية أو صلاة مسح مرضى أو جنازة أو صلاة طشت تقول قانون الإيمان أى صلوة طقسية فى الكنيسة تبدأ بقانون الإيمان فهو باب لا يمكن إنك لا تدخل من الباب وتجلس معى بل يجب أن تدخل من الباب ، لذلك تجد مزج فى الكنيسة بين الليتروجية وبين العقيدة وآئمن طريقة لحفظ العقيدة هى الليتروجية ومازالت0 نريد أن نعلن عن عقيدة التجسّد نقول : " تجسّد وتأّنس وعلّمنا طريق الخلاص " أو نعلن عن حقيقة القيامة : " وقام من الأموات " 00الصعود : " وصعد إلى السماء وجلس عن يمين أبيه " 00والدينونة : " هذا الذى يأتى فى مجده ليدين الأحياء والأموات 00 " 0 فكل حقائق الإيمان الرئيسية موجودة فى الليتروجية لدرجة أنّ الكنيسة تعمل ذكصولوجيات تجعل أبسط رجل يعرف لاهوت من القداس حتى إذا كان هذا الرجل فلاّح أو عادى ، لذلك إستخدمت الكنيسة عبارتها الليتروجية للحفاظ على عقيدتها أو تثبيتها0 & واحد من البطاركة ( البابا غبريال ) كان يصلّى قدّاس مع رهبان برية شيهيت وأثناء وهو يقول الإعتراف الأخير كان إتفق مع الأساقفة على عبارة يردّوا بها على ( نسطور ) لمّا قال أنّ الآب إنفصل عن الإبن 00فإتفقوا أن يصنعوا عبارة فى الإعتراف الأخير فقال : " وجعله واحداً مع لاهوته " ليردّوا على نسطور الذى شقّ الإبن بالآب فيقول أنّه لمّا قال هذه العبارة ( جعله واحداً مع لاهوته " إعترض الرهبان ووقفوا فى القدّاس فكانوا خائفون أنّ هذه العبارة تُدخلهم فى بدعة أخرى قالها ( أوطاخى ) بدل إثنين و إنشقّوا قال هم إثنين وبقوا واحد بس بناسوت ذاب فى اللاهوت أى إبتلع من اللاهوت مثل نقطة خل فى بحر فداب ، فأنت كلمة " جعلهُ واحداً مع لاهوته " ممكن تدّخلنا فكر أوطاخى فماذا سوف نفعل ؟ نقولها بس عندنا تُحفظ نقولها بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير جعله واحد ولكن لا نخلطه ببعض ، إذاً الكنيسة من خلال العبارة تُقدّم فكر لاهوت لكى فى الإعتراف الأخير الذى للقدّاس لمّا تضعه على قانون الإيمان أو على عبارات القداس تجد أنت لم يعوزك شىء من فهم أى أمر لاهوتى 00لمّا تضعهم قصاد بعض كافيين جداً للإعلان اللاهوتى عن حقائق الإيمان وحقائق الخلاص الهامة جداً0 فالليتروجية أى العبادة الجماعية الكنيسة إعتبرتها مستودع لحفظ الإيمان عن طريق ترديد العبارات من أجل تثبيت الإيمان لذلك تركّز على تقديمها بنفس الإسلوب لكى يرّوجوا لندائهم يعملوها بصور أغانى أو ترانيم لخاطر أنّ الناس تختلط عليها الأمور فالكنيسة سّلمت ولادها حقائق الإيمان فى صورة عبارات تبعهم0 ممكن أنت لمّا تجيب جزء من القداس تثبت به عقيدة أتعامل معها كأنّه نص إنجيلى تجد " لاهوتة لم يفارق ناسوتة لحظة واحدة ولا طرفة عين " كأنّه قالى آية رغم انّه لا توجد آية تقول ذلك فالكنيسة نجحت على مر الأجيال أن تجعل الناس الليتوروجى التى تلفت مصدّقة الإنجيل طبع عجيب وقوة هايلة جداً خط دفاع جميل جداً أنّ الكنيسة تجعل العقائد مُظفرّة فى الحياة الطقسية أمر مهم جداً0 & تجد الكنيسة تُصلّى أى صلوة ، تطلب الرحمة تطلبها من الثالوث القدوس 00تجد الكنيسة أن تؤكد على حقيقة المجىء الثانى تتكلّم فى العبادة التى لها عن الدينونة وعن الكنيسة الواحدة وعن غفران الخطايا بالجسد والدم ، لاحظ أنّ جزء كبير من الذين كانوا يحضروا القداس كانوا جزء موعوظين أى يحتاجوا لتعليم لاهوتى ويحتاجوا يعرفوا وكأنّ القداس ( أو الليتروجية ) حاجات يمكن أن تكون غايبة عنك فنقول " أنه وضع لنا هذا السر العجيب الذى للتقوى " تقولك إنك لا تعرف حاجة خالص ، ده ربما تكون مش مسيحى ( لأنّه فيما هو كائن أن يسلّم نفسه عن خلاص العالم أخذ خبزاً على يديه الطاهرتين 000إلخ ) فتحكى لك الحكاية عشان ممكن تكون أنت لا تعلم ولو كنت لا تعرف الحكاية فهى تعرّفها لك ولو كنت عارفها يبقى تذكرها وتثبتها ( وقسّم وأعطى 00خذوا كلوا منها كلكم ، جسدة للعهد الجديد يعطى عنّا خلاص وغفران للخطايا00إصنعوا هذا لذكرى00وهكذا الكأس00) أى الحكاية كلها ماحدث بالفعل0 & الكنيسة تحضر لك الآن كواقع زى ما تقول إن الكنيسة حية أنّ ذلك شرّف تلاميذه فى مائدة العهد هو بذاته الذى يشرّف ويبارك مائدتنا الآن هو هو ، لذلك عندما تأتى الكنيسة على سر حلول الروح القدس وتقديس الأسرار تجد لحظة صمت والشماس يقول : " إسجدوا لله بخوف ورعدة " وأبونا يقول صلاة سريّة من عمق قلبه يحضر المسيح بذاته لكى المسيح بذاته يبارك ويقدّس ويحوّل الأسرار " نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر أن تحل روحك القدوس علينا وعلى هذه القرابين الموضوعة ويقدّسها وينقلها ويُظهرها قدساً للقديسين " ويرشم علامة الثالوث القدوس ويقول " وهذا الخبز يجعله جسداً مقدّساً له ، وهذه الكأس000إلخ " أى هو الذى يجعلة ، فالكنيسة تقدّم المسيح والعقيدة لكل إنسان ممكن تكون العقيدة عنده غابت عنه أو عن فكرة لذلك الإنسان الكنسى إنسان عقيدتة تجدها أصيلة ، تجد عقيدتة متأصّلة ومفهومة ومتعاشة وتمشى معه فى عروقه ودمه ومختلطة بأنفاسة يكلّمك عن التعليم الأرثوذكسى أنفاس الله ، أنفاس القديسين ، أنفاس أى جوهر حياة ومركز جواهر الحياة فأهم حاجة فى الإنسان النفس طالع وداخل أم لا ؟ فإذا لم يكن النفس طالع يصبح ميتاً ، أنفاس الله حياة الله أى جوهر وجودة0 ربنا أعطى لنا أنفاسة فى العقيدة فى الكنيسة لكى يبقى هو حاضر معنا بأستمرار بشخصه القدوس المبارك ، حاول أن تفّكر فى هذا كثير وترى أد إيه الكنيسة نجحت فى المزج بين العقيدة والطقس ، أى فكرة تتحّول إلى وجدان ثم ممارسة فتتحّول لعقيدة0 فكرة وجدان ممارسة = عقيدة ممارسة فكرة = طقس + حركة طقسية تعبّر عن مشاعر تحوّل إلى فكرة & العقيدة فكرة عقدت عليها فكرى وأمنت بها ولكن نزلت إلى وجدانى فلم تتحمّل أن أعرفها وأحبها فمارستها0 & الطقس ممارسة تعبّر عن وجدان تعبّر عن فكرة0 + هذه هى العقيدة والطقس فى الكنيسة ، العقيدة تعبّر عن طقس والعكس0 + أى عقيدة مشروحة فى الطقس = الجسد والدم – يسوع فى الخلاص – التجسّد – المجيىء 00كل ذلك مشروح فى الطقس0 + تحب الثالوث القدوس يجب أن ترشمة فالرشمة حركة طقسية تعبّر عن حب ووجدان تعبّر عن فكرة وهذه الفكرة لم أحب أن تكون مجرد فكرة بل أحب أن تكون ممارسة لذلك أرشم الثالوث0 + الصوم والقداس نفسه وعقيدة التناول تمارست لأنك تحبها لأنك مقتنع بها ، الثلاثة ( الممارسة – الفكرة – الوجدان ) مع بعض ، فالكنيسة مشروحة بالطقس وكل طقس فى الكنيسة مشروح بالعقيدة0 + الكنيسة تريد أن تقول لنا أن نكون موجودين لله أن نكون أبنائه ، ورثة للمجد والميراث وعقيدة الروح فهى فكرة وصبتّها فيبقى تتعهّد لتكون إبن الله فيغطس الطفل 3 مرات حركة طقسية تعبّر عن الميلاد الفوقانى بالماء والروح ، فيعتبر إننا مدفونين معه فى المعمودية 0 + فلا يوجد حركة فى الكنيسة تُعمل بدون فكر أو بدون معنى ، ولا فى فكرة الكنيسة لا تمُارسها بل كل فكرة تمُارسها وتعلّمك كيف تمارسها 0 + فى الفترة السابقة قبل حلول الروح القدس المفروض إن الكنيسة فى العشرة أيام بين الصعود وحلول الروح القدس لا تصنع دورة للقيامة لأنّ الكنيسة تعتبر أنّ الهيكل الذى لها هو منطقة أورشليم و صحن الكنيسة كنعان فنثبت أنّ أبونا يبخّر فى الهيكل ثم يخرج للكنيسة ويرجع إلى الهيكل ثانى ، فبولس كرز فى العالم ورجع إلى أورشليم أى كأّن بولس رجع إلى أورشليم = الهيكل بخور الأبركسيس الأباء الرسل لم يرجعوا أورشليم بل قُتلوا خارج أورشليم فأبونا يخرج خارج الهيكل من أورشليم عند باب الهيكل ولا يرجع يدخل إلى الهيكل قبل أن يقول : " يا الله الذى قبل الآلام من أجلنا وتجسّد بناسوت إلهنا " فبولس دخل ولكن فى الأبراكسيس لا يدخل وذلك لأنّ الكنيسة تتعامل أنّ الهيكل هو أورشليم حقيقياً لذلك أبونا يبخّر بخور البولس ويدخل الهيكل ولا يخرج ليبخّر الأبراكسيس إلاّ بعد ما ينتهى الجزء الذى للبولس والكاثوليكون لأنّ الأبراكسيس يمثّل عمل الرسل وهو بعد عطية الروح القدس فهنا لمّا قال لهم لا تبرحوا أورشليم ، الكاهن لا يعمل بخور للأبراكسيس ولا يخرج خارج الهيكل إلى أورشليم إلاّ لمّا يطلع ، إنّ العطية إعتياد ولا يدخلون ثانى إلى الهيكل إلاّ لمّا ينتقل خارج أورشليم لذلك الكنيسة لا تصنع دورة فى 10أيام ما بين الصعود وحلول الروح القدس فلا تصنع دورة فى صحن الكنيسة لأنّ ربنا أوصانا أن لا نبرح أورشليم فتحتّم علينا دورة فى الهيكل فهى حركة طقسية ولكنها تعبّر عن فكرة فليست مجرد حركة خارج خارجاً قبل ذلك بسبب فترة الظهورات كانت فى كل مكان فهى غير محدودة ليست فى أورشليم فى 40 يوم بل 10 أيام كان فى أورشليم ولكن التلاميذ ليسوا من أورشليم فهم سامعين بذلك ولكن مسبّلين ، فكان المفروض أنّه لمّا كان يعيّد العيد فى أورشليم أن يرجع فقالوا له لا ترجع خليك ، إلى أين لم يعرف ( و لا تبرحوا إلى أن أؤمركم ) فكل مكان فى الكنيسة له معنى وكل حدث له قيمة وكأنّ الكنيسة تقول لك عايز تدخل الكنيسة تذكّر أبائك الرسل وتذكّر المسيح ، تذكّر الأردن 00تذكّر بيت لحم ، تذكّر الجلجثة00تذكّر أورشليم00تذكّر العالم ، ها كل الأمور أمامك الأن0 الجلجثة المذبح أورشليم الهيكل العالم الكنيسة بيت لحم مكان القربان نهر الأردن أبونا وهو يعمّد الحمل0 + كل أحداث الخلاص أمامك تجد قديس يبقى تفتكره ، كما فى السماء كذلك على الأرض ، مجد00فالكنيسة كل أسرارها وغناها وضعته فى الممارسات الليتروجية ، تخيّل إنك لم يكن لنا علاقة ليتروجية منظمّة جماعية ، لكن إحنا تحس إن الأمور تحكمنا 00تحس الأمور موحدّانا فهى موحدّة أفكارنا صوم الرسل تذكار كرازة الأباء الرسل صائمين فيها لنعيش معهم بنفس الفكر بنفس المذهب ، هذه الكنيسة حفظت الكون كمخلوقات لأنّ الإنسان لمّا إنفصل عن الله بالخطية لم يعد كاهن للخليقة ولكن لمّا حدث الفداء رجع الإنسان بقى كاهن للخليقة ويشفع فيها ويقول لله " أصعدها كمقدارها كنعمتك وفرّح وجه الأرض " ذلك لأنّ الصلح تمّ فأصبح ممكن للإنسان أن يشفع فى الخليقة مثل قبل السقوط ولكن قبل ذلك لم يكن ممكن فآدم قبل السقوط كان يحُضر له الله الكائنات ليسّميها آدم بأسمائها فكان آدم تاج الخليقة وكان كاهنها ورأسها فما قاله فالخطية أحدثت الإنفصال ولكن بالتجسّد والفداء رجع الصلح مرة أخرىفتجد اليوم الكنيسة هى شفيعة فى الخليقة والكاهن هو كاهن على الخليقة كلها يطلب عن كل المخلوقات ربنا يعطينا فهم أفضل لعبادتنا ولليتروجيتنا ويحفظنا بما له 00لإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين

التغييرمع بطرس الاحد الثانى من بابه

التغييرمع بطرس تقرأ اليوم الكنيسة علينا فصل من إنجيل معلمنا مار لوقا البشير الإصحاح الخامس .. جزء دعوة معلمنا بطرس ليكون صياداً للناس .. معلمنا بطرس ويعقوب ويوحنا كانوا شركاء في الصيد فكل فرد منهم كان يصطاد ولهم مركب فكان من عادة الصيادين يقوموا ليلاً ليصطادوا ولكن هذا اليوم كان يوم غريب .. كان يوم عجيب لم يصطادوا شيئاً فهم رجعوا من الصيد شاعرين بإحباط وبفشل .. فوقفوا عند الشط ليغسلوا الشباك من الزفارة وبقايا الصيد ولكن كان في داخلهم تساؤلات كثيرة .. وهي لماذا هذا اليوم ؟ فكانوا متضايقين .. فوجدوا يسوع جاء إلى الشط فازدحم المكان – حينما يكون المسيح تكون الزحمة – فاجتمع عليه الجموع ليسمعوا كلام الله .. فضغطوا عليه من كثرتهم وهو كان لم يراهم فدخل السفينة لكي تكون هناك مسافة بينه وبينهم فيراهم كلهم وهم يروه . فطلب سفينة بطرس ولكن بطرس في داخله كان يقول * لا تطول .. أنا تعبان .. أنا متضايق ..لن أسمعك كثيراً .. أنا حاكون سرحان * .. وربما يكون قال له إتفضل خجلاً .. فالسيد المسيح أخذ السفينة كمنبر ليعظ الناس ويكلمهم من عليه .. أما بطرس الرسول ربما يكون سمع أو ربما لم ينتبه لكلمة من الوعظ فكان معلمنا بطرس يفكر في الفشل الذي أصابه من سهره وعدم إصطياده لشئ . فجميل إن ربنا يسوع إنه يعلم والناس تسمع بانجذاب عجيب .. فربنا يعلم بنفسه الكلمة .. بنفسه يتكلم .. كم تكون الإستجابة ؟ كم يكون الإنصات ؟ فقديماً كان يتكلم الأنبياء أما الآن بنفسه يتكلم .. فأي حاجات من الطبيعة تنجذب إلى أصلها .. فأصل الوجود نفسه الذي هو السيد المسيح هو الذي يتكلم فهو عرف كيف يخاطب الإنسان فيكون مسحوب ومنجذب ناحية الكلام الذي يُقال .. قال لسمعان ﴿ ابعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ ( لو 5 : 4 – 5 ) .. فإنَّ النهار ظهر والسيد الرب يقول له أُدخل إلى العمق !! في عُرف الصيادين وعادتهم لا يكون هناك صيد في النهار أو حتى في العمق بل يكون الصيد في الليل .. ليل في العمق .. فما قاله السيد الرب هو عكس المنطق الطبيعي لخبرة الصياد . فقال له بطرس ﴿ تعبنا الليل كله ﴾ .. أحياناً الإنسان يعتمد على الخبرة السابقة في غياب الله ..في غياب من النعمة .. تجاهد كثير ولكن ليس على سند قوي .. في غياب روح الإتضاع .. في غياب روح المحبة الحقيقية .. فتتعب ولم تصطاد شيئاً مثل الكتبة والفريسيين فهم يتعبوا في تدقيق الناموس ولكن متكلين على ذواتهم .. فالنعمة لم تمكث عندهم .. جهاد بدون نعمة يجعلنا نعيش بدون اصطياد . ﴿ الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم ﴾ ( مت 6 : 2 ) .. فهم صنعوا أشياء كثيرة بحسب الشكل من أجل إرضاء الضمير .. فيمكن إن إنسان يتعب كثيراً من أجل بيته ولم يصطاد شيئاً فهو يضيعه وذلك بسبب الأنانية .. العصبية .. فهناك أفراد تتعب ولم تصطاد شيء .. فيقول أنا بتعب ولكن لم أصطاد شيء .. فهو لايعرف ويسأل لماذا نحن غير مترابطين ؟ لماذا نحن بعيدين عن ربنا ؟ وذلك لأنَّ الهدف ليس واضح . فأحياناً الإنسان يجب أن يسأل نفسه هل هذا التعب من أجل الله ومع الله ؟ في سفر حجي يقول الرب ﴿ زرعتم كثيراً ودخلتم قليلاً تأكلون وليس إلى الشبع تشربون ولا تروون تكتسون ولا تدفأون والآخذ أُجرةً يأخذ أُجرةً لكيسٍ منقوبٍ ﴾ ( حج 1 : 6 ) .. فيقول ﴿ تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ﴾ .. فمحبة الخطية جذورها في الأعماق من الداخل فالجهاد يكون في غياب المسيح فالجهاد يتم بشكل روتيني .. فهناك تعب من أجل الذات وليس من أجل الله .. فهناك تعب باطل وهناك تعب بناء .. سليمان الحكيم يقول ﴿ باطل الأباطيل الكل باطل ....... ولا منفعة تحت الشمس ﴾ ( جا 1 : 2 ؛ 2 : 11) .. تعبنا ولم نصطاد شيء .. ولكن معلمنا بطرس لم يستمر في النقاش كثيراً مع ربنا ولم يركز على النقطة السلبية ولكنه قال ﴿ على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ .. فكان هناك مركبتين ولكن لأنه ليس واثق في أنه يمكن أن يصطاد شئ فدخلت مركب واحدة .. من أجل الطاعة دخلت . * كلمتك * هي الوصية .. الوصية حينما تأتي في فكرنا فنكون عاجزين عن طاعتها .. الوصية ضد المنطق .. ضد الجسد .. ضد الذات .. فهل أضيف إلى فشلي فشل جديد ؟ فأنا تعبت وقت الصيد ولم أصطاد شئ فهل سأصطاد في وقت الراحة ووقت ليس فيه صيد ؟ فربنا يوصلنا لدرجة إنه يجعلنا غير نافعين .. غير قادرين فيجعلنا نقول * أنا مش قادر .. فأنت تقود ؛ أنا غير نافع .. فاستخدمني أنت ؛ أنا لا أستطيع .. فأنت تصنع بي * .. فالوصية تتخطى العقل .. الوصية تتخطى المنطق .. الوصية تتخطى القدرة .. فيجب أن أُعد ذهني البشري لا لعمل المنطق .. أن أقول ليس بقدرتي .. وأن أقول حاضر فهنا تعمل النعمة فأطاوع الإنجيل . بطرس دخل مسنود على كلمته – كلمة ربنا – الجهاد المسنود على الإنجيل غير الجهاد المسنود على عقلي أنا .. فالوصية أطيعها ليس من أجل لذاتي بل أطيعها لأن بها روح ..بها سند فهي تحمل في داخلها قوة استجابتها .. فنقول حنحب .. حنبذل .. حنخدم .. ولا أشعر في كل ذلك إنه إهدار لكرامتي أو لوقتي .. فمعلمنا داود يقول ﴿ كلامك أحيني ﴾ ( مز 119 : 154) ..﴿ سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي ﴾ ( مز 119 : 105) .. فحياته مقادة بالروح حسب كلمة الإنجيل .. الآباء القديسين يقولوا ﴿ لا تعمل عملاً إلا ويكون لك شاهد من الإنجيل ﴾ . هناك الكثير من الأفراد يقول * أنا لو صنعت ذلك فإني لن أبيع أو أشتري * .. ولكن كلمة ربنا هي التي تعينك فيمكن أنَّ كثيراً تتعب وتجمع قليلاً فلا تصطاد شئ .. فيُقال مثلاً * أنا بكسب كتير ولكن ليس في بيتنا سلام .. ليس في قلوبنا محبة * .. ﴿ تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ .. فربنا يعطيك مع القليل حب .. يعطيك مع القليل سلام .. يعطيك مع القليل نعمة .. يعطيك مع القليل قناعة .. ﴿ فعلى كلمتك ﴾ جميل أن يعيش الإنسان حسب الكلمة .. إفعل ذلك فتحيا فكلمة الإنجيل تجعلك تتخطى نفسك . حاضر حنطرح الشباك .. فقال لهم بطرس ريحوا واستريحوا أنتم وسأذهب أنا لكي أرى وأجرب فدخل إلى العمق بسفينة واحدة .. ﴿ ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شبكتهم تتخرق فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم ﴾ ( لو 5 : 6 – 7 ) .. فأحياناً الإنسان يكون واقف مشاهد على وصية ربنا .. فالذي يطاوع يمسك كثيراً فيقول له تعال ويدعو الآخرين ويقول تعال لن تخسر .. لن تندم .. فكلما ذوقت أنت تدعو الآخرين لكي يذوقوا ويجربوا فيلتهب قلبه على كل من حوله ويدعوه ويقول هذا خير ربنا .. هذه نعمة ربنا .. فتبدأ النعمة التي بداخلي تزيد فربنا يريد يفرحنا كلنا به .. فالخلاص لا ينتهي .. الفضيلة لا تنتهي .. النعمة لا تنتهي .. فالنعمة ليس لها حدود بل حدودها أنت وليس هي .. فهي تملأك على قدر سعيك .. على قدر خضوعك ..على قدر اشتياقك .. فهي تملأ كل كيانك حتى تقول كفانا كفانا .. حتى تقول تكاد السفينة أن تتخرق .. ﴿ فصارت شبكتهم تتخرق ﴾ . فالنعمة ليس لها أي حدود .. ليس لها نهاية .. فهم رفضوا حتى أنفسهم .. رفضوا الثوب المدنس .. رفضوا السلطة .. الجاه .. المال .. فتركوا العالم كله فهناك نعمة إمتلأت .. ﴿ فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق ﴾ ( لو 5 : 7 ) .. فهذا هو سخاء ربنا يسوع فهناك يكون بعد فشل كبير يكون هناك نجاح ليس متوقع .. ما أجمل هذا الإختبار .. فهناك نعمة كبيرة تملأ حياتك فأعيش بكلمتك .. فأحياناً نقول * أنا فشلت كتير وأصبح الفشل ملازم ليَّ * ولكن ﴿ على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ .. أنا يارب ضعيف جداً وعاجز جداً ولكن أنت يارب قُل كلمة لتبرأ نفسي .. فربنا يريد أن يُدخلنا في هذا الإختبار .. إختبار كلمته .. إختبار محبته .. إختبار الخضوع له .. فيملأ حياتك بكل بهجة وخير . ﴿ فلما رأى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلاً اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطئ ﴾ ( لو 5 : 8 ) .. ما علاقة الصيد بأن يقول بطرس أنا خاطئ ؟ فهذه نصيحة غالية .. أنا متشكر .. شكراً جداً .. فنحن لا نسمي هذه المعجزة معجزة اصطياد السمك بل إنها مهمة أكبر فهي معجزة تغيير بطرس فالرب يسوع أتى ليأخذ ممتلكات بطرس .. فهو يغيرك إنت عن طريق السمك فهل ستتلهي في الصيد وتتركني أنا ؟ فليس هناك معجزة يصنعها ربنا يسوع إلا ويكون هدفها هو خلاصي .. فمعجزة التجلي هدفها خلاصي .. الأمور العقيدية هدفها خلاصي .. قيامة لعازر هدفها قيامة الخاطئ .. فإنك تتجاوز هذه المرحلة وتتقابل مع هذه القدرة التي لا نهائية فتخر وتسجد له فلم ينسب النجاح لنفسه أو لأنه طاوع بل مركز ذهنه على المسيح فتكون في سجود في حياتك .. فعيش مشاعره .. فهو كان محبط .. فهو كان فاشل ولكن ربنا أعطاني نعمة وملأ قلبي ونفسي سلام . فالسجود هو انفعال .. هو حركة إنفعال قلبية .. حركة إنفعال لا إرادية فهي إعلان عن فرح .. إعلان عن شكر .. هذا هو السجود بالروح .. فلذلك حاول أن تجرب هذا الإحساس .. أن تخضع لعمل نعمته .. أن تدرك أمام من أنت واقف ؟ فعندما الإنسان يحس بعظمة الله يتضاءل هو ويصغر جداً .. فعندما يتفاعل هو يخر ساجداً .. فالإنسان عندما يشعر أنَّ الذي أمامه كبير جداً فهو يصغر جداً أمام نفسه فيسجد إلى ربنا الذي هو كله عظمة وقدرة وأنا الخاطئ . فالسجود هو إنفعال من الداخل .. أشعياء النبي يقول ﴿ رأيت السيد جالساً على كرسيٍ عالٍ ومرتفعٍ وأذياله تملأ الهيكل ...... فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين ﴾ ( أش 6 : 1 ؛ 5 ) .. فلم يسعه أن يفعل شئ إلا السجود .. السجود هو شعور بضعفي الشرير وبر الله الذي أنا واقف أمامه .. كذلك أيضاً يعقوب ويوحنا إبني زبدي اللذان كانا شريكي سمعان فقال يسوع لسمعان لا تخف .. من الآن تكون تصطاد الناس .. ﴿ ولما جاءوا بالسفينتين إلى البر تركوا كل شيءٍ وتبعوه ﴾ ( لو 5 : 11) .. فالحكاية تحولت عن السمك فهم لم يفرزوا السمك و يبيعوه .. فالهدف الأول كان السمك ولكن في النهاية تركوا كل شئ وباعوه فهم وجدوه هو الأجمل .. هو الأحلى .. ولكن أنت ماذا تفعل في عمرك ؟ فإن كنت محبط .. مضايق فقل يكفيني أن أكون معه .. يكفيني أن أحيا معه .. هو فرحي .. هو كفايتي .. هو بهجتي .. فهو إذا كان عمل معي كل ذلك الآن فهو يدبر كل أمور حياتي فأدركت أنه يقدر أنه يستطيع . فمعلمنا بطرس يقول لنا لا تجعل شغلك يأخذ كثير فأنا جربت ذلك لذلك ضع قلبك في كلمته .. ضع قلبك في المسيح فهو الغني وليس شغلك فأصبح صياد للناس فيرمي مثلاً الشبكة في يوم الخمسين فيصطاد حوالي ثلاثة آلاف نفس .. فاختبر قدرة ربنا في حياته الشخصية وبذلك استطاع أن يجذب النفوس بلا كلل .. بلا تعب .. فكان يقول ﴿ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ﴾ ( مز 34 : 8 ) .. فمعلمنا بولس يقول لتلميذه ﴿ اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ وبخ انتهر عظ بكل أناةٍ وتعليمٍ ﴾ ( 2تي 4 : 2 ) .. فاحضر كل إنسان .. إرمي الشبكة .. إحضر كل إنسان في المسيح يسوع .. فإحكي عن يسوع .. إحكي عن خبرتك معاه فأن تُخبر بما رأيت وبما سمعت . فربنا حول هذه المعجزة من موضوع اصطياد السمك إلى اصطياد أربعة أعمدة فهو قام باصطياد بطرس ويوحنا وأندراوس ويعقوب .. يا لجلالك يارب فهو يختارنا بنفسه .. يستخدمنا لإسمه .. يغير حياتنا لنفوز بملكوته .. فهو يريد أن نسجد .. أن نسبح .. أن نخدم .. أن نعيش بهدف أبدي . ربنا يغيرنا ويجعلنا نعيش له ومن أجل إسمه ويجعلنا نتعب من أجله وأن نعرف أنَّ بدونه نتعب ولا نصطاد شيء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

بسوع محور الكتاب المقدس

[ فتِشُوا الكُتُب لأِنَّكُمْ تظِنُّون أنَّ لَكُمْ فِيها حيوةً أبديَّةً0 وَهِي الَّتِي تشهُد لِي ] ( يو 5 : 39 ) عِندما تقابل السيِّد المسِيح مَعَْ تلمِيذىّ عمواس قَالَ لهُما [ أيُّها الغبيان وَالبطِيئا القلُوب فِي الإِيمان بِجمِيع ما تكلَّم بِهِ الأنبياءُ0أمَا كَانَ ينبغِي أنَّ المسِيح يتألَّمُ بِهذا وَيدخُل إِلَى مجدِهِ ثُمَّ ابتدأ مِنْ مُوسى وَمِنْ جمِيع الأنبياء يُفسِّرُ لَهُما الأُمُور المُختصَّةَ بِهِ فِي جمِيع الكُتُب ] ( لو 24 : 25 – 27 )0 المسِيح مِحور الكِتاب بِعهديهِ00قِيل أنَّهُ لَوْ أردت أنْ تعرِف الإِبن ستجِده فِى العهد الجدِيد فقط لكِنَّنا نقُول لَهُمْ وَسنجِده أيضاً فِى العهد القدِيم00وَنتعرَّف عَلَى الإِبن فِى العهد القدِيم مِنْ خِلال : 1- المسِيح لَهُ ظُهورات حقِيقيَّة فِى العهد القدِيم 2- المسِيح لَهُ نُبُّوات فِى العهد القدِيم عَنْ كُلّ تفاصِيل حياته 3- المسِيح لَهُ مرموزات ترمُز إِليهِ فِى كُلّ تفاصِيل حياته مِثل المَنَ وَخرُوف الفِصح وَ هذِهِ ثلاث محاوِر مُهِمّة فِى الكِتاب المُقدَّس عَنْ المسِيح00أخطر شئ يجعلنا لاَ نستوعِب الثَّالُوث أنَّنا نشعُر أنَّ الإِبن إِبتدأ بِالتجسُّد نقُولَ لاَ هُوَ كَانَ موجُود فِى حضنِهِ الأبوىّ وَلَهُ صِفة أزليِّة الآب لِذلِكَ أعلن عَنْ وجوده فِى العهد القدِيم -1- ظُهورات حقِيقيَّة لِلمسِيح فِى العهد القدِيم : =========================================================== إِنجِيل يُوحنا يقُول [ الله لَمْ يرهُ أحد قطُّ الاِبنُ الوحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضنِ الآبِ هُوَ خبَّرَ ] ( يو 1 : 18 ) ظُهورات الله فِى العهد القدِيم كانت لِلإِبن فَنرى : 1 / ظُهوره لأبِينا إِبراهِيم فنجِد فِى سِفر التكوِين 18 [ ظهر لَهُ الرَّبُّ عِند بلُّوطات ممرا ] ( تك 18 : 1 ) وَمعرُوف فِى العهد القدِيم أنَّهُ قَالَ [ الإِنسانَ لاَ يرانِي وَيعِيشُ ] ( خر 33 : 20 ) فكيف ظهر لإِبراهِيم ؟ الإِبن هُوَ الَّذِى ظهر وَرآه إِبراهِيم وَكلّمهُ هذا تمهِيد لِلتجسُّد يُرِيد أنْ يقُول غير المُحوى وَغير المفحُوص وَغير المرئِى صار مرئِى حَتَّى لَمَّا يتجسَّد يكُون تجسُّدهُ أمر مُصدَّق لأِنَّهُ ظهر قبل ذلِكَ لإِبراهِيم [ فرفع عينيهِ وَنظر وَإِذا ثلثةُ رِجالٍ واقِفُون لديهِ0 فلمَّا نظر ركض لاِستقبالِهِمْ مِنْ بابِ الخيمة وَسجد إِلَى الأرضِ ] ( تك 18 : 2 ) كَانَ يُعلِن وَيُمّهِد الأذهان وَالقلُوب أنَّهُ سيتجسَّد وَأنَّهُ لَمَّا يأتِى سيسكُن فِى وسطكُم فَلاَ تتعجبُّوا لكِنَّهُمْ لَمْ يُصّدِقوه وَإِلَى الآنَ لاَ يُصّدِقُون تجسُّدِهِ رغم أنَّهُ مهد لَهُمْ مِنْ بِدايِة الخلِيقة 2 / ظُهوره لأبِينا لوط ظهر لَهُ اللهُ الإِبن وَقَالَ لَهُ [ أُهرُب لِحياتك لاَ تنظُر إِلَى ورائكَ ] ( تك 19 : 17 ) 3 / ظهر لِهاجِر وَكلَّمها عِندما هربت مِنْ وجه سارة جاءها ملاك الرَّبِّ عَلَى عين ماء فِى البرَّيَّة وَقَالَ لها إِرجعِى إِلَى مولاتِك 4 / ظهر لأبِينا يعقُوب عِندما تصارع يعقُوب مَعَْ رجُل حَتَّى طلُوع الفجر فَمَنْ كَانَ ذلِكَ الرجُل ؟ كَانَ هُوَ الله الإِبن كَانَ مِنْ ضِمن إِعلانات التجسُّد أيضاً وَيعقُوب فِى طرِيقه إِلَى لابان خاله رأى سُلَّم مرفُوع إِلَى السَّماء قَالَ عنْهُ الكِتاب [ وَهُوذا الرَّبُّ واقِف عليها فَقَالَ أنا الرَّبُّ إِلهُ إِبرهِيم أبِيك وَإِلهُ إِسحق ] ( تك 28 : 13 )00كيف يراه يعقُوب وَهُوَ الَّذِى لاَ يراهُ أحد ؟ الله يُعِد أنفُسنا لِنقبل حقِيقة التجسُّد فيقُول أنا ظهرت لإِبراهِيم وَيعقُوب وَ أنا أعِدَّكُمْ لِلرِسالة إِنِّى سآتِى بِرِسالة الآب هُوَ خبَّرنا عَنْ الآب 5 / ظهر لِمُوسى النبِى ظهر لَهُ الله مَنَ ؟ أُقنُوم الإِبن [ وَظهر لَهُ ملاكُ الرَّبِّ بِلهِيبِ نارٍ مِنْ وسط عُلَّيقةٍ ] ( خر 3 : 2 ) ثُمَّ نقرأ فِى سِفر الخرُوج مرَّات كثِيرة [ وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسى ] مَنَ هُوَ الرَّبَّ ؟ الإِبن الَّذِى يصنع مشيئة الآب مُنذُ الأزل [ أتى وَحلَّ فِى الحشاء البتولِى غير الدنِس ، ولدتهُ وَهِي عذراء وَبتوليتِها مختُومة ] ( قِسمِة عِيد المِيلاد ) فِى مِلء الزمان كلِمة " أرسل " أى كَانَ مُنذُ الأزل ثُمَّ جاء وقت الإِرساليَّة أى التجسُّد 6 / ظهر لِيشُوع بن نون قَالَ لَهُ الرَّبُّ [ انظُر قَدْ دفعتُ بِيَدِكَ أرِيحا وَمَلِكها جبابِرةَ البأسِ ] ( يش 6 : 2 )0 7 / ظهر لِجدعُون عِندما طلب جدعُون مِنْ الله أنْ يجعل الأرض جافَّة وَالجزَّة رطِبة ففعل لَهُ الله طلبه ثُمَّ طلب ثانِى يوم العكس الأرض رطِبة وَالجزَّة جافَّة فَقَالَ لَهُ الرَّبَّ سأدفعُ المديانيين لِيَدِكَ 8 / ظهر لِمنُوح وَزوجتهُ والِدىَّ شمشُون ظهر لِصَمُوئِيل وَقَالَ لَهُ سأصنع أمر كُلّ مَنْ يسمع بِهِ تطِنُّ أُذُناه ظهر لِكثِيرين أُقنُوم الإِبن كُلّ ظُهورات الله فِى العهد القدِيم كانت لِلإِبن [ الاِبنُ الوحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضنِ الآبِ هُوَ خبَّرَ ] ( يو 1 : 18 )00كُلّ رسائِل الله كانت لِلشَّعْب مِنْ خِلال الإِبن لأِنَّهُ صانِع مشيئة الآب لأِنَّ إِرادتهُ هِى إِرادة الآب لأِنَّهُ وَالآب واحِد لِذلِكَ عِندما يظهر فِى الجسد لاَ تتعجبُّوا لأِنَّهُ ظهر لِيعقُوب فوق السُلّم وَجاء فِى زِيارة كملاك لإِبراهِيم وَكرجُل محسُوس لِيعقُوب وَضربهُ فِى حُق فخذِهِ وَكأنَّ الله قَدْ أعطاهُ علامة عَنْ وجوده فِى جسدِهِ فجعلهُ يعرُج باقِى عُمره -2- نبُّوات العهد القدِيم عَنْ المسِيح : =============================================== 1 / مُنذُ سقُوط آدم وَقَالَ لَهُ الله هذِهِ النبُّوة [ هُوَ يسحقُ رأسكِ وَأنت تسحقِين عقبهُ ] ( تك 3 : 15 ) مَنَ هُوَ ؟ نسل المرأة مُنذُ السقُوط أخذنا الوعد بِنسل المرأة أى إِنسان إِذاً الله تجسَّد ليس إِنسان عادِى بَلْ مُرسل مِنْ السَّماء نسل مرأة المرأة سبب الغواية مِنْ نسلها يأتِى الخلاص00كما أغويتِ يا حيَّة المرأة سأجعل نسلها يسحقُكِ إِذاً يُمّهِد مُنذُ السقُوط أنَّ مِنْ نسل المرأة يسحقُ رأس الحيَّة سِتَّة آلاف سنة بين هذِهِ النبُّوة وَالتجسُّد سيأتِى يوم مِنْ الأيَّام وَالمرأة سبب الغواية ستكُون سبب الخلاص وَقَدْ كَانَ فِى العذراء 2 / قَالَ الله لإِبراهِيم [ فَأجعلك أُمَّةً عظِيمةً وَأُبارِكُكَ وَأُعظِّمُ اسمك وَتكُونُ بركةً وَأُبارِكُ مُبارِكِيك وَ لاَعِنُكَ ألعنُهُ وَتتباركُ فِيكَ جمِيعُ قبائِلِ الأرضِ ] ( تك 12 : 2 – 3 ) جاء المسِيح مِنْ نسل يهُوذا يعقُوب وَهُوَ يُبارِك أولاده قَالَ بِالرُّوح لِيهُوذا إِبنه [ لاَ يزُولُ قضِيبٌ مِنْ يهُوذا وَمُشترِع مِنْ بين رِجليهِ حَتَّى يأتِي شِيلُونُ وَلَهُ يكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ ] ( تك 49 : 10 ) مَنَ هُوَ ؟ المسِيح سيكُون لَهُ خُضُوع الشَّعُوب وَهُوَ مِنْ نسل يهُوذا رغم ذلِكَ عِندما يسمع العالم عَنْ التجسُّد يستهزِئون كيف وَهُوَ مهَّد الأذهان 3 / المسِيح نسل داوُد00تقُول النبُّوة [ وَيخرُجُ قضِيبٌ مِنْ جِذعِ يَسَّى وَينبُتُ غُصنٌ مِنْ أُصُولِهِ ] ( أش 11 : 1 ) مَنَ هُوَ يَسَّى ؟ يَسَّى هُوَ أبو داوُد يخرُج قضِيب مِنْ جِذع يَسَّى النسل مِنْ يهُوذا وَمِنْ إِبراهِيم وَيتبارك فِيهِ جمِيع قبائِل الأرض وَسيأتِى مِنْ نسل داوُد لأِنَّهُ يُدعى إِبن داوُد 4 / لِذلِكَ المسِيح هُوَ حجر زاوية الكِتاب [ الحجرُ الَّذِي رفضهُ البنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رأسَ الزَّاوِيةِ ] ( مر 12 : 10 ) عِندما كانُوا يبنُون قدِيماً شكل نِصف دائِرة لَمْ يكُن لديهِمْ مواد تربُط الطُوب بِبعضِهِ فكانُوا يعتمِدُون عَلَى مهارتهِمْ فِى ترتِيب الطُوب فتتماسك00لكِنْ فِى شكل نِصف الدائِرة كانُوا يُرّتِبُون الطُوب معاً وَيعتمِدُون عَلَى حجر واحِد فِى الوسط تُعشِّق الإِتجاهين معاً بحيثُ إِنْ سحبتها ينهدِم المبنى كُلّه0 هذا هُو حجر الزَّاوِية قَدْ رفضهُ البنَّاؤُون لأِنَّ شكلهُ عجِيب عَنْ باقِى المبنى لكِنْ البُناء لاَ يفهم أنَّهُ الحجر الَّذِى يربُط الزَّاوِية00المسِيح رُفِض لأِنَّهُ غرِيب عَنْ باقِى العالم00كُلّ العالم جاء مِنْ نسل رجُل وَإِمرأة لكِنْ المسِيح مِنْ نسل مرأة فقط 00سلُوكه غرِيب عَنْ العالم موته غرِيب صعُوده غرِيب فرفضهُ العالم أيضاً نحنُ يرفُضنا العالم لأِنَّنا غُرباء عنهُ 5 / تكلَّمت النبُّوات عَنْ أدق تفاصِيل مِيلاده مِنْ عذراء كما تكلَّم أشعياء قبل المِيلاد بـ 750سنة [ ها العذراءُ تحبلُ وَتلِدُ ابناً وَتدعُو اسمهُ عِمَّانُوئِيلَ ] ( أش 7 : 14 ) هذا هُوَ كلامُ التوراه الَّذِى يحفظهُ اليهُود وَرغم ذلِكَ رفضُوا المسِيح00تخيَّل ؟ لأِنَّ النَّاس مُتخيِّلة أنَّ التوراه جُزء مِنَّا نحنُ فقط00نعم هُوَ جُزء مِنَّا لكِنّهُ خاص بِاليهُود وَهُمْ يكرهُونا وَيرفُضُون المسِيح0 لِذلِكَ هذا كلام ليس مِنَّا فقط بَلْ مِنْ اليهُود الَّذِينَ صلبوه حَتَّى إِسمه ذكرته النبُّوات صراحةً مِنْ قبلِ مِيلاده بـ 750سنة وَقَالَ عنهُ أشعياء يُدعى إِسمهُ عجِيب وَهُوَ فِعلاً عجِيب [ لأِنَّهُ يُولدُ لنا ولد وَنُعطى ابناً وَتكُونُ الرِّياسةُ عَلَى كتِفِهِ وَيُدعى اسمُهُ عجِيباً مُشِيراً إِلهاً قدِيراً أباً أبدِيّاً رئِيسَ السَّلاَمِ ] ( أش 9 : 6 ) الَّذِى يقرأ هذا مِنْ أشعياء النبِى يقُول لَهُ عَنْ مَنْ تتكلَّم وَأنت كُنت فِى عصرٍ مُظلِم الَّذِى يقرأ أشعياء يقرأ تفاصِيل حياة المسِيح حَتَّى صلِيبه وَكأنَّهُ واقِف تحت الصلِيب رُبما كَانَ قَدْ عاين الصلِيب أكثر مِنْ يُوحنا الحبِيب لِذلِكَ يُسمّى سِفر أشعياء " الإِنجِيل الخامِس " الإِنجِيل يُمّهِد لِمجِئ المسِيح مُتجسِّد مُنذُ بِدايِة الخلِيقة00وَهذِهِ هِى عظمِة الكِتاب00الكِتاب يُرِيدنِى أنْ أتقبلَّ أنَّ الله سيأتِى كإِنسان لأِنَّهُ يعلم إِنِّى ضعِيف وَصعب أنْ أستوعِبه فيقُول لِى سأُهيئ لَكَ ذلِكَ بِظهوراتِى لِلعهد القدِيم وَسأشرح لَكَ كُلّ تفاصِيل حياتِى فِى النبُّوات أشعياء يقُول [ ليتكَ تشُّقُّ السَّمواتِ وَتنزِلُ ] ( أش 64 : 1 ) وَقَدْ كَانَ وَنزل بِالتجسُّد 6 / دانيال النبِى تكلَّم عَنْ زمن مجِئ المسِيح بِكُلِّ دِقَّة فَقَالَ [ سبعُون أُسبُوعاً قُضِيتْ عَلَى شعبِكَ وَعَلَى مدِينتِكَ المُقدَّسةِ لِتكمِيلِ المعصية وَتتمِيمِ الخطايا وَلِكفَّارةِ الإِثمِ وَلِيُؤتى بِالبِرِّ الأبدِي وَلِختمِ الرُّؤْيا وَالنُّبُوَّةِ وَلِمسحِ قُدُّوسِ القُدُّوسِينَ ] ( دا 9 : 24 ) " مسح قُدُّوس القُدُّوسِين " أى " المسِيح " يُقال لِنفرِض أنَّ اليوم عِند الله بِسنة سبعُون إِسبُوع أى 7 x 70 = 490 سنة وَقَدْ ثبت أنَّهُ مِنْ زمن دانيال النبِى وَحَتَّى التجسُّد 490 سنة أى سبعُون إِسبُوع ألِهذِهِ الدرجة النبُّوات حدَّدت زمن تجسُّدِهِ وَمِنْ مَنَ وَمِنْ نسل مَنَ وَمتى يُولد وَأين يُولد ؟ نعم وَرغم ذلِكَ رفضهُ اليهُود 7 / مِيخا النبِى قَالَ فِى سِفره [ أمَّا أنتِ يا بيتَ لحمِ أفراتة وَأنتِ صغِيرة أنْ تكُونِي بين أُلُوفِ يهُوذا فمِنكِ يخرُجُ لِي الَّذِي يكُونُ مُتسلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمخارِجهُ مُنذُ القدِيم مُنذُ أيَّامِ الأزلِ ] ( مى 5 : 2 ) مَنَ هذا ؟ هُوَ المسِيح مخارِجهُ مُنذُ أيَّام الأزل00مكان مِيلاده بيت لحم00وَالَّذِى يدرِس فلسطِين أيَّام المسِيح يجِد أنَّهُ مِنْ أحقر مُدُن فلسطِين بيت لحم وَ لاَ نتوقَّع أنَّ لها وجُود لأِنَّها صغِيرة جِدّاً وَمنسيَّة جِدّاً وَفقِيرة جِدّاً وَقَدْ يكُون سُكَّان أُورُشلِيم لاَ يعرِفونها وَقَدْ لاَ يسمعُون عنها00تحدَّد مكان مِيلاده قبل تجسُّدِهِ بـ 350سنة تقرِيباً كُلّ ما يلزمنا أنْ نعرِفهُ عَنْ المسِيح عرفناه قبل مجِيئه مُتجسِّد لأِنَّهُ حجر زاوِية الكِتاب 8 / تقُول النبُّوة [ مُلُوكُ ترشِيش وَالجزائِر يُرسِلُونَ تقدِمةً0 مُلُوكُ شبا وَسبإٍ يُقدِّمُون هدِيةً0 وَيسجُدُ لَهُ كُلُّ المُلُوكِ كُلُّ الأُممِ تتعبَّدُ لَهُ ] ( مز 72 : 10 – 11 )00نبُّوة عَنْ مجِئ المجُوس لَهُ وَهُمْ أُمم أى غُرباء لَوْ عملنا دِراسة فِى سِفر المزامِير عَنْ المسِيح سنأخُذ وقت طوِيل لأِنَّهُ واضِح جِدّاً فِيها وضُوح الشَّمس حَتَّى أنَّهُ يُقال عَنْ مزمُور " 22 " أنَّهُ مزمُور الصلِيب وَكأنَّنا نرسِم الصلِيب بِكُلِّ دِقَّة حَتَّى أنَّهُ قَالَ [ أُحصِي كُلَّ عِظامِي وَهُمْ ينظُرُون وَيتفرَّسُون فِيَّ0 يقسِمُونَ ثِيابِي بينهُمْ وَعَلَى لِباسِي يقترِعُون ] ( مز 22 : 17 – 18 )0 أدق تفاصِيل الصلِيب قِيلت فِى مزمُور " 22 " لَوْ وقفت عَلَى بُعد أمتار مِنْ الصلِيب لَنْ تراها لكِنْ داوُد رآها بِالرُّوح قبل المسِيح بِألف سنة أيضاً يُقال عَنْ هذا المزمُور أنَّهُ برنامِج الآلام مُنذُ أنْ رُفِع عَلَى الصلِيب حَتَّى مات مُنكَّس الرأس أيضاً كُون أنَّ المسِيح يتألَّم وَيصنع مُعجِزات وَيُصلب وَيموت وَيقُوم وَيصعد وَ000هذا كُلّه موضِع النبُّوات حَتَّى لاَ نعثُر فِيهِ عِندما يتجسَّد0 -3- رمُوز عَنْ المسِيح فِى العهد القدِيم : =================================================== رمُوز كثِيرة مِنها : 1 / فُلك نُوح الفُلك الَّذِى إِحتوى مَنَ خلصُوا نحنُ يحتوِينا المسِيح وَنحيا فِى المسِيح يسُوع فنخلُص إِذاً المسِيح هُوَ الفُلك وَنحنُ داخِلهُ محفوظِين مِنْ تيارات العالم المسِيح هُوَ المُخلِّص وَالفُلك هُوَ المُخلِّص المسِيح رفعنا مِنْ العالم إِلَى السَّماء وَالفُلك كَانَ داخِل الماء لكِنّهُ حفظ المُخلَّصِين مِنْ الماء المسِيح حفظنا مِنْ العالم وَرفعنا لِلسَّماء أيضاً الفُلك لَهُ باب مِنْ جانِبِهِ وَكُلّ الحيوانات وَكُلّ عائِلة نُوح دخلت مِنهُ لِماذا ؟ لأِنَّهُ جنب المسِيح الَّذِى دخلنا كُلِّنا مِنْ خِلاله كَانَ مُمكِنْ نُوح يصنع أكثر مِنْ باب لِلفُلك لِتسهِيل دخُول الحيوانات بِسُرعة لكِنّهُ عمل باب واحِد فقط وَجعل الحيوانات تدخُل الفُلك فِى سبعة أيَّامٍ ثُمَّ دخل هُوَ وَعائِلته لأِنَّ الحيوانات بطِيئة فأدخلها فِى سبعة أيَّامٍ مِنْ باب واحِد00لأِنَّهُ جنب المسِيح [ وَفُتِح جنبهُ بِالحربة كى ندخُل إِليهِ وَنسكُن فِى عرش نعمتِهِ ]0 لِماذا تدخُل الحيوانات فِى سبعة أيَّام ؟ لأِنَّها ترمُز لِلحياة الزمنيَّة الَّتِى نأخُذ فِيها إِنذارات التوبة وَبعدها يدخُل وَيُغلِق عليهُمْ الباب00إِذاً الإِنذارات قَدْ إِنتهِت عِندما كَانَ الفُلك يُبنى كَانَ إِنذارات بِالتوبة وَالمسِيح عَلَى الأرض كَانَ يُنذِر وَيُوّبِخ وَكَانَ سبب بِر لِلبعض وَدينُونة لِلبعض الآخر هكذا الفُلك كَانَ سبب لِبِر نُوح وَعائِلته وَدينُونة لِلعالم كُلّ شئ فِى الكِتاب يُشِير لِلمسِيح بِقوَّة كى يقُول لَكَ أنا هُوَ تعال وَتلامس معِى 2 / العُلِّيقة شجرة خضراء تشتعِل00معرُوف أنَّها لابُد أنْ تُحرق وَيُذبل ورقها وَيتفحَّم وَتموت وَتنتهِى وَتُصبِح فحم00لكِنْ العُلِّيقة كانت مُتوّهِجة بِالنَّار وَالشجرة خضراء كما هِى0 هكذا التجسُّد طبِيعة بشريَّة كامِلة مُتحِدة بِطبِيعة لاهوتيَّة كامِلة وَالشجرة لَمْ تؤذِى أى الطبِيعة البشريَّة لَمْ تتأذّى00يقُول لنا الله سآتِى فِى صورة إِنسان مُتحِد بِاللاهُوت وَإِنْ كُنت لاَ تفهم أُنظُر إِلَى العُلِّيقة كى تفهم ذلِكَ 3 / خرُوف الفِصح كُلّ تفصِيل دقِيق فِى خرُوف الفِصح يُشِير لِلمسِيح عُمره سنة أى فِى قِمّة نُضجه وَالمسِيح أُخِذ فِى قِمّة شبابه00يُوضع الخرُوف تحت الحِفظ أربعة أيَّام وَالمسِيح عِندما دخل أُورُشلِيم دخلها يوم الأحد لِيُقدَّم لِلذبحِ يوم الجُمعة نَفْسَ توقِيت حِفظ خرُوف الفِصح حَتَّى إِنْ كَانَ معِيب أوْ مرِيض يُرفض أيضاً أسلُوب طهيه وَأكله عَلَى أعشاب مُرَّة وَيؤكل بِعجلة وَالمسِيح تألَّم وَصُلِب بِسُرعة وَعجلة لَمْ يأخُذ كِفايتهُ فِى المُحاكمات00بِيلاطُس يُرسِلهُ لِحنَّان الآنَ ثُمَّ يعُود لِبيلاطُس الآنَ أيضاً ثُمَّ يُصلب بِسُرعة00عَجَلَة وَتحقِيق خرُوف الفِصح فِيهِ00الأعشاب المُرَّة وَالشوى يُشِير لآلام المسِيح00ما مِنْ شئ حدث فِى حياة المسِيح إِلاَّ وَأشار إِليهِ الرُّوح قبل مجِيئه0 4 / المن مُستدِير وَحلو المذاق وَيُجمع فِى الصَّباح وَإِنْ بات يُفسد00يُشِير لِلمسِيح مُستدِير أى ليس لَهُ بِداية وَ لاَ نِهاية أى أبدِى أزلِى00حلو المذاق لأِنَّ المسِيح حلقة حلاوه وَكُلّه مُشتهيات وَمُشبِع لأِنَّ المسِيح مُشبِع00يُجمع كُلّ صباح أى لابُد أنْ نراه جدِيد كُلّ صباح وَ لاَ يبِيت لِثانِى يوم أى لابُد أنْ تكُون عِبادتك مُتجدِّده وَالمسِيح مُتجدِّد معك كُلّ يوم00المسِيح يُظهِر نَفْسَه لنا مِنْ خِلال الأُمور غير العاقِله 5 / الصخرة الَّتِى ضربها مُوسى فأخرجت ماء مُعلّمِنا بولس الرسُول فهم أنَّها المسِيح [ لأِنَّهُمْ كانُوا يشربُون مِنْ صخرةٍ رُوحيَّةٍ تابِعتهُمْ وَالصَّخرة كانتِ المسِيحَ ] ( 1 كو 10 : 4 ) حَتَّى مِنْ خِلال الجماد أعلن نَفْسَه لنا صخرة أخرجت ماء وَالمسِيح لمَّا طُعِن بِالحربة أخرج جنبهُ دم وَماء 6 / الحيَّة النُحاسيَّة حيَّة نُحاسيَّة تُعلَّق وَأى إِنسان يُلدغ مِنْ الحيَّات ينظُر لها بِإِيمان فيُشفى00هذا هُوَ المسِيح [ وَأنَا إِنِ ارتفعتُ عَنِ الأرضِ أجذِبُ إِليَّ الجمِيعَ ] ( يو 12 : 32 )00كى كُلّ مَنَ ينظُر إِلَى الصلِيب بِإِيمان يُشفى مِنْ سُم الخطيَّة معقُول حيَّة تُعطِى شِفاء مِنْ حيَّة ؟ معقُول مُجرِم مصلُوب يُخلِّص ؟ هُوَ فِى نظر اليهُود مُجرِم هل مُجرِم يُخلِّص مُجرِم ؟ نعم كما خلَّصت حيَّة مِنْ حيَّة المسِيح المُعلَّق كمُجرِم وَمُذنِب وَأثِيم هُوَ الَّذِى يُخلِّصنِى وَيرفع عنِّى جُرمِى وَذنبِى وَإِثمِى 7 / خيمة الإِجتماع وَتابُوت العهد التابُوت فِى كُلّ بُعد وَكُلّ مادَّه وَكُلّ رسم فِيهِ يرمُز لِلمسِيح بِقوَّة00ما بِداخِلهُ مِنْ لوحىّ العهد وَقِسط المن وَعصا هارُون يرمُز لِلمسِيح حافِظ الشرِيعة وَمُعطِى غِذاء وَحياة جدِيدة لِذلِكَ عِندما يقُول الكِتاب [ عظِيم هُوَ سِرُّ التَّقوى اللهُ ظهر فِي الجسدِ ] ( 1 تى 3 : 16 )00نجِد أنَّهُ مهَّد لِهذا السِر مُنذُ سقُوط آدم وَمِنْ نسل المرأة سيأتِى وَسيُصلب وَسيسحق رأس الحيَّة أُربُط الكِتاب مَعَْ بعضه بِعهديهِ وَكما يقُول الآباء الَّذِى يربُط الكِتاب وَيرى بِهِ المسِيح تغمُرهُ فرحة تفُوق فرح الفردُوس وَلمَّا جاء المسِيح المُعلن عنهُ فِى الكِتاب فرحنا بِهِ لأِنَّهُ مُخلِّص العالم ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين

موت وحياة الأحد الرابع من أبيب

موت وحياة اليوم هو الأحد الرابع من شهر أبيب .. وشهر أبيب في بدايته تذكار استشهاد بطرس وبولس .. قراءات شهر أبيب تدور حول رِبح ملكوت السموات .. فنجد الأحد الأول ← كرازة الرسل واختيار ربنا يسوع للسبعين رسول لينادوا أنه قد اقترب ملكوت السموات . الأحد الثاني ← شرط دخول ملكوت السموات أن تكون طفل ” إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات “ ( مت 18 : 3 ) . الأحد الثالث ← يُقرأ إنجيل البركة وكأنه يقول كلمة الله قادرة أن تُغنيك وتسندك وتُشبِعك وتعطيك ميراث ملكوت السموات . الأحد الرابع ← إنجيل إقامة لعازر ( يو 11 ) .. لعازر الميت تقابل مع كلمة الله وكلمة منه أعطته حياة .. ” لعازر هلم خارجاً “ ( يو 11 : 43 ) .. إن أردت رِبح الملكوت عِش الوصايا .. الوصية تقيم وقادرة أن تنقل من حالة نتن كامل إلى حالة حياة كاملة . هذا قصد قراءات آحاد شهر أبيب .. رِبح الملكوت .. وكرازة الآباء الرسل كانت تُختصر في كلمة واحدة ” توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات “ ( مت 3 : 2 ) .. كانوا يدخلون مدينة لا يعرفون فيها أحد فينادوا توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات .. كان البعض يلتفت لكلامهم والبعض لا يلتفت وكانوا ينادوا في الشوارع بأعلى الأصوات لأن قديماً لم يكن هناك وسائل للإعلام فكانت هناك ساحات وأماكن عامة يجلس فيها الشعراء والتجار و..... فكان الرسل يذهبون لهذه الأماكن وينادوا فيها ويتكلم مع مجموعة أو اثنين أو ...... ما هي أكثر الأمور التي تشغلنا الآن ؟ إن الملكوت قريب وإننا نريد أن نربحه وإننا نشتاق له . اليوم تقرأ لنا الكنيسة إنجيل إقامة لعازر .. لتقول لنا الكنيسة إن أردنا رِبح ملكوت السموات فربنا يسوع قادر أن يُقيمنا ويعطينا ميراث الحياة الأبدية ويحولنا من ميت منتن إلى حياة جديدة .. هذه هي الحياة الأبدية والملكوت .. وبشارة يوحنا بشارة فريدة تركز على لاهوت ربنا يسوع وعلى قوة لاهوت المسيح لذلك هو الذي انفرد بمعجزة تحويل الماء إلى خمر ومعجزة المولود أعمى والمقعد منذ " 38 " سنة وإقامة لعازر . معجزات فائقة تدل على قدرة إلهية .. أنا موضع هذه القدرة الإلهية وهذه القدرة هي من أجلي وهذا رجائي أنا المشلول وخمري فرغ وأنا الذي فقدت بصري بل وليس لي بصر أصلاً .. أنا رجائي في ربنا يسوع . لذلك إنجيل اليوم إنجيل رائع يعطينا وقفة مع أنفسنا .. يقول ” كان إنسان مريضاً وهو لعازر من بيت عنيا من قرية مريم ومرثا أختها “ ( يو 11 : 1) .. يسوع كان يحب مريم جداً لأنها كانت تجلس تحت أقدامه تسمع وتتأمل .. يقول ” من قرية مريم “ .. كان المفروض يقول ” من قرية بيت عنيا “ .. لكن لأن مريم كانت محبوبة لديهِ فكأن القرية مميزة بوجود مريم فيها .. ممكن لأنك تُرضي الله في بيتك تُنسب المدينة التي تسكنها إليك .. يسوع يرى بيتك أجمل بقعة في هذه المدينة وقلبك أجمل قلب في المدينة وبدل ما يقول المدينة بإسمها يقول مدينة فلان .. أي تستطيع أن تقدس بلد بأكملها وتُسمى باسمك لأنك أجمل قلب فيها .. مدينة مريم .. أكثر إنسان يُكرم الله في هذه المدينة . عاد يقول ” وكانت مريم التي كان لعازر أخوها “ .. نَسَب كل الناس لها قال مريم ومرثا أختها ثم قال لعازر أخوها .. المفروض نقول مريم أخت لعازر أي هي تُنسب له .. لكن هنا قال لعازر أخو مريم .. أي ممكن أكون محور تركيز من حولي في عين الله .. أنا أكون وسطهم والله يراني أنا ويقول له انتبه هذه المدينة كلها مسئوليتك .. لعازر أخو مريم ومرثا أختها والمدينة على اسم مريم .. ممكن يكون لنا إرضاء الله الذي يجعل المدينة كلها في قلبنا ونحن مسئولين عمن حولنا . ماريوحنا له جمل اعتراضية وسط إنجيله لها أسرار .. ويقول بقصد أن لعازر أخو مريم ومرثا أيضاً أختها .. ثم يقول أكيد أنت متعجب إني أقول ” قرية مريم “ لذلك أقول لك ” وكانت مريم ..... هي التي دهنت الرب بطيبٍ ومسحت رجليهِ بشعرِها “ .. جملة بين قوسين .. وكانت هناك كثيرات دهنَّ قدمي الرب بالطيب من ضمنهن مريم أخت لعازر .. يسوع كان يحب يستريح عندهم . ربنا يسوع كان في أورشليم وأورشليم رفضته لذلك أراد أن يكون خارج أورشليم .. وكان أي مكان يذهبه خارج أورشليم كان يستريح خلاله في بيت عنيا لأنها كانت تبعُد عن أورشليم 2كم .. فاستراح عند لعازر ثم ذهب إلى عبر الأردن مسافة سَفَر يومين تقريباً لأنه كان عندهم وقال لهم أين سيذهب .. وبعدما تركهم تعب لعازر وفي المساء إزداد تعبه فأرسلوا شخص إلى المسيح في عبر الأردن قل له ” هوذا الذي تُحبه مريض “ .. وذهب الرجل إلى ربنا يسوع وقال له ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ ماريوحنا قال أنه مجرد أن سمع بتعب لعازر ” مكث حينئذٍ في الموضع الذي كان فيه يومين “ . ظلَّ ربنا يسوع في عبر الأردن يومين ثم إنه في خلال سفر الشخص الحامل الرسالة ليسوع كان لعازر قد مات وكان ربنا يسوع يعلم ذلك لكن الرجل لم يكن يعلم وظلَّ ربنا يسوع يومين وقال لتلاميذه ” هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به “ .. ظلَّ يومين ثم عاد كان بذلك لعازر ميت له أربعة أيام .. الرجل الحامل الرسالة ذهب في يوم وظلَّ ربنا يسوع هناك يومين ثم عاد لبيت عنيا في يوم بذلك كان لعازر ميت له أربعة أيام . ذهب لبيت عنيا وكان الحال قمة الحزن وفي الوفاة كان أهل القرية يجتمعون كلهم وقالت له مرثا ” لو كنت ههنا لم يمُت أخي “ .. كعتاب تقول له أنت تركتنا أو نحن حزانى على موت أخونا الوحيد .. لكن الجميل أن مرثا أظهرت إيمان عالي ” فلما سمعت مرثا أن يسوع آتٍ لاقتهُ وأما مريم فاستمرت جالسة في البيت “ .. ربما من شدة الحزن لم تترك مريم البيت أو ربما لم تعرف أن يسوع قد جاء .. مرثا عرفت فذهبت بسرعة إليه ” فقالت مرثا ليسوع يا سيد لو كنت ههنا لم يمُت أخي لكنني الآن أيضاً أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه .. قال لها يسوع سيقوم أخوكِ “ .. كل ما تطلبه يعطيه لك الله .. جيد أن يقف الإنسان مع قدرة الله الفائقة ويتأملها ويأخذ نصيبه منها .. لنا نصيب في قوة الله لأن قوته ليست لنفسه بل وهبها لنا نحن . جيدة الرسالة التي أرسلوها .. ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ .. كان ممكن يقولون يا سيد هوذا الذي يحبك مريض .. هل يوجد فارق بين الجملتين ؟ نعم فرق بين ” الذي تحبه “ و ” الذي يحبك “ .. هنا يقولون له نحن نُذكِرك بحبك له .. أنا أُذكرك بأن الشخص الغالي والعزيز لديك جداً مريض .. الآباء يقولون أن هناك عبارات في الكتاب المقدس تعتبر صلاة سهمية .. مثلاً عبارة مثل هذه ممكن أصلي بها اليوم كله بل والعمر كله أقول له ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ .. أي أنا مريض بالخطية .. لما أقول له ” الذي تحبه “ هذه جملة تُقيم دالة بيني وبينه وتُذيب الفواصل .. أنا ميت لكنك تحبني .. أنا مريض لكنك تحبني .. لن أتكلم عن محبتي لك لأنها ضعيفة ومتقلبة لكني أُذكِرك بمحبتك إنت لي .. ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ .. عبارات كثيرة في الكتاب نعتبرها صلاة قصيرة . مثلاً عبارة السيدة العذراء ” ليس لهم خمر “ ( يو 2 : 3 ) تُعتبر صلاة لأن الخمر في الكتاب يشير للحب والتسبيح .. أنا ليس لي في حياتي حب كافي لله ولا تسبيح فأقول له ليس لي خمر .. ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ .. جيد أن أقول له ” يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني “ ( مت 8 : 2 ) .. إن أردت .. ما رأيك أن تشعر بالخصوصية مع أحداث الكتاب .. ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ .. هذا وصف لحالي أنا .. أنا المرض تملَّك مني وأشرفت على الموت وليس لي سوى أن أصرخ لك ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ . أُرسل لك الآن رسالة ليست مع رسول لكني أكلمك في صلاتي وأتضرع إليك والذي يرفع لك صلاتي هو الروح القدس الذي هو خير رسول وخير سفير يوصَّل لك أنَّاتي .. يشفع فينا بأنَّات لا يُنطق بها . ما رأيك في إنسان يقف بقلب منكسر أمام الله يقول له ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ .. بالطبع سيسمع ويتراءف حتى لو أجِّل الأمر قليلاً .. حوِّل كلمات الكتاب إلى كلمات حياة مُغيِّرة فاعلة ولا تكن مجرد نصوص أو كلام بل تداريب عملية لك .. ليتك تكتشف مقدار محبة يسوع لك مجرد أن تكتشفها عندئذٍ ستطلب منه بدالة ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ .. وكأنه يقول له هل يرضيك أن حبيبك يمرض الذي أنت تُحبه ؟! ربنا يسوع مكث يومين في عبر الأردن .. لماذا يارب مادمت تحب لعازر ؟ لماذا لم تُسرع ؟ أنت تحب مريم وتسمع بمرض أخيها وتتأخر يومين ؟ يقول لكي يتمجد ابن الله .. لله مقاصد قد يتأخر في الإستجابة رغم إننا محبوبين لديه .. لماذا تأخر ؟ يقول هناك أمور لا تعرفها .. ما رأيك أنه لعازر مرض وأتى يسوع في نهاية اليوم وصلى له وشفاه .. ما قيمة المعجزة هل ستكون مثلما يُقيمهُ من الموت ؟ بالطبع لا .. هل تكون بقيمة إقامته له بعد أربعة أيام ؟ بالطبع لا . في الكتاب عدة درجات لإقامة الموتى صنع منهم ربنا يسوع ثلاثة : 1.إقامة ابنة يايرس كانت مازالت في حجرتها . 2.إقامة ابن أرملة نايين كان قد وُضِع في النعش وفي طريقه للقبر . 3.إقامة لعازر كان له أربعة أيام في القبر . أيهم أعظم ؟ لعازر .. أي أنت يا الله تأخرت لكي تتعظم قدرتك في أعين من حولك ويُعلن مجد لاهوتك أم لكي يحزنوا ويتعبوا ؟ يقول لا لكي يُعلن مجد لاهوتي أكثر ويمجدوني أكثر .. سأتأخر من أجل إعلان مجد وتدبير .. قد لا يستوعبوه .. كم طِلبة نطلبها ونجد الله كما يقول ” مكث هناك يومين “ .. يتأخر .. يارب أسرع وأعني .. يقول أُطلب أنت وأنا سآتي في الوقت المناسب .. كما يقول أحد الآباء ” في كثير من الأحوال تكون عدم استجابة طِلبتنا هي استجابتها “ .. أي الله يرى ذلك أن الأمر يستمر أكثر . لماذا يارب لعازر مريض ؟ والآن قد مات .. لقد فقدنا الرجاء .. يقول سآتي وأنت فاقد رجاءك لكي تتعظم قدرتي .. ونجد ربنا يسوع يحب يتدخل في اللحظات الأخيرة .. في الهزيع الرابع السفينة تغرق بالتلاميذ وهم يصرخون وهو يتدخل في الهزيع الرابع .. أخر جزء من الليل لأن الليل أربعة أقسام : من الساعة 6 – 9 مساءً الهزيع الأول . من الساعة 9 – 12 مساءً الهزيع الثاني . من الساعة 12 – 3 فجراً الهزيع الثالث . من الساعة 3 – 6 صباحاً الهزيع الرابع . متى يأتي هو ؟ يأتي في الرابع .. لماذا ؟ امتحان إيمان .. وليرى طول أناتك وصبرك وتحمُّلك .. ليرى اشتياقك .. ليرى تصديقك للمواعيد .. في مَثَل العذارى الحكيمات والجاهلات هو تأخر لكن الأمر في أنه تأخر أن نتركه ؟ لا .. هو تأخر لكي يرى مقدار ثباتك وتحمُّلك ومدى اشتياقك له وصبرك واستعدادك .. فلا تقُل هو تأخر .. بل أنا مللت .. أو أنا صبري قليل وإيماني ضعيف . لذلك يقول مكث هناك يومين .. وعاد مرة أخرى وذهبت له مرثا ولنرى إيمانها قالت له أنا أعلم أنك قادر وكل ما تطلبه من الله يعطيك .. هذا الكلام تقوله وأخوها في القبر وليس مازال مريض .. لا .. ميت وفي القبر له أربعة أيام .. جيد أن يكون هناك اختبارات لإيماننا تُظهِر جوهره ومعدنه .. هل إيماني أن الله قادر يُعينني ويُقيمني ؟ هل أعلم أن كل ما يطلبه من الله يعطيه ؟ ما درجة إيماني وتصديقي بقدرة الله في حياتي ؟ أحياناً عدو الخير يقول لي ستظل كما أنت والله عندما يريد أن يفعل سيفعل فلا تطلب أنت .. وتظل كما أنت .. لا .. قل له سأخرج للقاءهِ .. مريم لما خرجت له لم تخرج للقائهِ فقط بل سجدت له .. هنا مرثا تعلن إيمانها .. ومريم داخلها إيمان عميق . ويأتي السيد ويقول لهم ” أين وضعتموه “ ؟ .. لم يدخل البيت .. يارب يسوع أنت أتيت لتُعزيهم .. يقول لا .. أنا لن أدخل البيت ” أين وضعتموه “ ؟ أنا ذاهب إلى القبر .. ” لم يكن يسوع قد جاء إلى القرية بل كان في المكان الذي لاقتهُ فيه مرثا .. ثم إن اليهود الذين كانوا معها في البيت يُعزونها لما رأوا مريم قامت عاجلاً وخرجت تبعوها “ .. المسيح كان بعيد .. واليهود الذين كانوا في البيت يعزون خرجوا لما وجدوا أصحاب العزى يخرجون .. إلى أين ؟ للقاء يسوع .. كل الذين كانوا في البيت خرجوا وحضروا المشهد واللقاء مع يسوع . ” مريم لما أتت إلى حيث كان يسوع ورأته خرت عند رجليهِ قائلةً له يا سيد لو كنت ههنا لم يمُت أخي “ .. الناس لما خرجت مريم أين تخيلوا إنها ذاهبة ؟ تخيلوا إنها ذاهبة عند القبر .. لكنها كانت ذاهبة ليسوع .. جروا وراءها وجدوها تسجد ليسوع .. لما رآها يسوع سألها لماذا تبكين ثم قال ” أين وضعتموه “ ؟ .. ” قالوا له يا سيد تعال وانظر “ .. وذهب إلى القبر وهناك ” بكى يسوع “ .. لماذا بكى ؟ لأن لديهِ مشاعر .. كان يُحقق إنسانيته هو إنسان بشر شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية . أي لديهِ مشاعر .. لم يكن لاهوت بدون ناسوت .. لا .. كان ناسوت كامل يجوع ويعطش وله أصدقاء و...... لذلك قال الكتاب ” بكى يسوع “ .. وقالت الجموع ” انظروا كيف كان يُحبه “ . مشاعر يسوع بالنسبة لنا ليست مشاعر بشرية .. لا .. بل مشاعر تُقيم من الموت .. بماذا تُترجم لي محبتك يا الله ؟ أعطنا مال وقطعة أرض وحِل مشاكلي هذا يُبرهن حبك لي .. يقول لا .. الذي يُبرهن محبتي لك إني أُقيمك من الموت .. هل تقبل ؟ هذه هي الهدية التي يريد أن يعطيها لنا ولا يستطيع أحد أن يعطينا إياها .. المال ممكن نأخذه لكن الذي نحتاجه فعلاً أنه يُقيمك . بالفعل ” ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضاً لا يموت “ .. مازال إيمانهم ضعيف وكأنهم يقولون أنه كان قادر أن يفعل أي شئ لكن قبل أن يموت لكن الآن إنتهى لا يستطيع ..” فانزعج يسوع أيضاً في نفسه وجاء إلى القبر وكان مغارة وقد وُضِع عليهِ حجر .. قال يسوع ارفعوا الحجر “ .. جيد أن تتأمل في موقف يسوع وموقف الناس وموقف لعازر : موقف يسوع كُلي القدرة . موقف الناس أحياناً لديهم إيمان وأحياناً لديهم شك وأحياناً لديهم نقد وأحياناً أتوا للمشاهدة كأنه مُهرج . كثيرون حول يسوع لكن ما هي قلوبهم ؟ داخلهم مريم ومرثا ومعهم أحباء والتلاميذ ومعهم يوحنا .. تفاصيل إنجيل يوحنا تُعلن أنه كان حاضر المشهد ورآه بعينه .. مرثا خرجت ثم مريم .. شخص رأى المشهد .. تخيل نفسك في المشهد ربنا يسوع أمام القبر ولعازر داخل القبر ونحن نقف ونشاهد .. ما مدى إيماننا ؟ تخيل أنه أنت داخل القبر قل له أمور كثيرة تحجبني عنك وصرت غير قادر أن أراك أو ألمسك .. أنا ميت .. يفصلني عنك أمور كثيرة .. حجر كبير .. أكفان ولفائف .. موت .. رائحة نتنة .. ظلمة .. نهايتي .. أنا كثير ما يفصلني عنك أمور صعبة .. هو قادر أن يُزيل كل ذلك .. يقول أنا قادر أن أُزيل الحجر والأكفان وأغيَّر موتك لحياة وأغيَّر الرائحة النتنة إلى رائحة ذكية عطرة .. وأحوِّل ظلمتك إلى نور .. قادر أن أغيَّر الموت لحياة .. ” لعازر هلم خارجاً “ .. كلمة الله مُغيِّرة مُحيية . كل مرة تقرأ فيها الإنجيل تعامل معه على أنك الميت الذي يُحييه .. تخيل المشهد لما يقول ” فخرج الميت “ .. كان يمكنه أن يُقيم الميت والحجر موجود .. لكنه قال لهم إرفعوا الحجر لكي يراه لكي يكون المشهد كامل ويشترك معه الجموع بأيديهم لأن الذين رفعوا الحجر رأوا الميت داخل القبر في حالة موت .. الله يحب يستخدم شهود على عمله والجميل أن لعازر يقوم .. يا للمجد .. المجد لك يارب .. كثيراً ما نحتاج أن نلمس قدرة الله في حياتنا فعلياً .. الموت تسلط علينا بالكامل ونَتَن كامل .. موت كما قال القديس أثناسيوس الموت مد أنيابه للإنسان ونهشه وتسلط عليه جداً .. هذه هي الخطية هي نتانة وظلمة .. هو قال أُزيل كل هذا .. خرج لعازر . تخيل لعازر بعد القيامة ؟ شخصيته اختلفت كثيراً صار يرى الحياة كلها من خلال يسوع الذي أقامني وأحياني .. حياتنا الآن صارت ليست لنا بل للمسيح .. تعيش لترضيه لأن حياتي هي مِلكُه ولا نَفَسْ فيَّ إلا له وأكبر شاهد على عمل المسيح هو لعازر . لو أراد أحد أن يؤمن بقدرة يسوع نأتي له بلعازر .. لن يعظ لعازر بل مجرد أن يقف أمامه ونقول هذا كان ثم أصبح .. هل تريد أن تشهد للمسيح ؟ إشهد بتوبتك هذه هي أعظم معجزة .. الأنبا باخوميوس أب الشركة يقول ” كثيراً ما نركز على المعجزات التي تمس الجسد .. إنسان مريض أو محتاج عملية جراحية .. لكن لا توجد معجزات أعظم وهي أن ينتقل إنسان من عمق أعماق الخطية إلى عمق البر .. هذا ميت قام “ . يقول لك إن أردت أن تصنع معجزات تستطيع .. ” لو قلت لإنسان كلمة الله ونقلته من خطية إلى حياة أنت أقمت ميتاً .. إن ساعدت إنساناً وعلَّمت إنساناً أن ينتقل من عمق الغضب إلى عمق الهدوء والوداعة أنت أخرجت شيطاناً .. إن علِّمت إنسان بخيل متمسك بحب المال حب العطاء أنت قد شفيت يداً يابسة .. إن علِّمت إنسان الرحمة والعطاء أنت شفيت يداً يابسة .. إن أنرت عيون إنسان إلى الإيمان أنت قد فتَّحت عيني أعمى “ .. إذاً توجد معجزات أعظم من شفاء المرض . إن أردت أن تتمتع بنصيبك اليوم خذ كلمة الله داخلك تنقلك من الموت إلى الحياة وتصير أعظم شاهد على عمل الله . الله الذي أقام لعازر يُقيمنا يصرخ داخلنا ” لعازر هلم خارجاً “ .. نخرج ونشهد له ونعيش له واثقين أن حياتنا الآن ليست لنا بل هو أقمنا وأعطانا حياة جديدة فصارت حياتنا هذه كما قال القديس بولس ” هو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام “( 2كو 5 : 15) . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

الله أب يغفر لنا

فِي رِسَالِة مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول إِلَى أهل كُولُوسِّي الأصْحَاح الأوَّل عَدَد 13 نِقْرَا كَلِمَات جَمِيلَة { الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا } نِعْمَة الله الآب تَحِل عَلَى أرْوَاحْنَا جَمِيعاً آمِين مَوْضُوعْنَا اليُوْم عَنْ أبُونَا السَّمَاوِي الَّذِي يَغْفِر لَنَا لأِنَّنَا فِي الحَقِيقَة أحْياناً يَكُون لَدَيْنَا عَدَم ثِقَة فِي غُفْرَان أبُونَا السَّمَاوِي لِينَا وَبِالتَّالِي عَدَم قُدْرِتِي عَلَى القُدُوم إِلَيْهِ لأِنِّي خَاطِئ وَمَرْفُوض وَمَرْذُول وَلَنْ تُقْبَل تَوْبَتِي وَبِالتَّالِي لاَ دَاعِي لِلتُوبَة وَأظِل بَعِيد بَلْ أكْثَر مِنْ ذلِك أنَّنِي أسْتَمِر فِي الإِبْتِعَاد لأِنَّ هذِهِ الفِكْرَة ثَبَتِت فِي ذِهْنِي .. وَهذِهِ الفِكْرَة هِيَ مِنْ أكْبَر خِدَاعَات عَدُو الخِير لِلإِنْسَان وَالَّذِي بِهَا يُقْنِع الإِنْسَان بِأنَّهُ لَيْسَ لَهُ تُوْبَة وَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَة وَمُسْتَحِيل أنْ يَقْبَلَهُ الله لِكَثْرِة خَطَايَاه تَخَيَّل وَاحِد زَي الإِبْن الضَّال يِفَكَّر وَيَقُول " أرُوح وَاقُولُّه أنَا غِلِطْت " وَبَعْدِين تِيجِي لُه فِكْرِة " غِلِطْت إِيه ؟ .. دَه إِنْتَ عَمَلْت مُخَالْفَة رَهِيبَة .. دَه إِنْتَ مَوِّت أبُوك قُلْت لُه أعْطِينِي قِسْمِتِي مِنْ المَال .. لاَ .. فِكْرَك يِقْبَلَك ؟!!! فِكْرَك يِكُون لِيك رَجَاء .. لاَ .. خَلِّيك هِنَا وَخَلاَص مَضِّي عِشْتَك فِي الهَوَان وَالعُبُودِيَّة لكِنْ لاَ تَضَعْ نَفْسَك فِي هذَا المَوْقِف إِنْ إِنْت تِرُوح وَتِتْرِفِض " الإِبْن دَه فَكَّر صَح قَال أنَا أرُوح وَأعْتَذِر وَأقُولُّه حَتَّى { لَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَىَ لَكَ ابْناً . اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ } ( لو 15 : 19) .. " أنَا أخْطِيت " .. لَمَّا خَدٌ القَرَار دَه إِبْتَدَى يِفَكَّر صَح .. عَدُو الخِير يِحَاوِل يَاخُدٌ مِنْ خَطَايَاي فَاصِل يِفْصِلْنِي عَنْ رَبِّنَا بِالخَطِيَّة وَيِفْصِلْنِي عَنْ رَبِّنَا بِنَتَايِج الخَطِيَّة وَيِكَبَّر حَجْم الفَجْوَة الَّلِي بِينِي وَبِين رَبِّنَا بِحِيث إِنْ أنَا أشْتِرِك فِي الآيَة الَّلِي قَالْهَا مُعَلِّمنَا دَاوُد النَّبِي { قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ لَيْسَ إِله } ( مز 14 : 1) مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يِقُول { الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ } نَقْلَه كِبِيرَة مِنْ سُلْطَان الظُلْمَة إِلَى مَلَكُوت إِبْن مَحَبَّتِهِ { الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا }نِتْكَلِّم فِي مَوْضُوع الغُفْرَان الأبَوِي فِي 3 نُقَط :0

اللجاجــة فى الصلاة

إنجيل هذا المساء يا أحبائى فصل من بشارة معلمنا مارلوقا الإصحاح {18:1-8} , فيقول إنه أعطاهم مثل لكى يُعلمهم كيف يقفوا للصلاة و عدم الكلل أثناء الصلاة ,فقال لهم , كان فى المدينة قاضي لا يخاف الله و لا يستحى من الناس } قاضى آسي , قاضي ظالم , أكثر شئ يجعلك تضمن الإنسان الذى أمامك أن يكون خائف الله , فإذا كان إنسان لا يخاف الله , فسيعمل حساب الناس , فقال لا هذا و لا هذا { لا يخاف الله و لا يستحى من الناس,و كان فى تلك المدينة أرملة } خذ بالك تشبيهات ربنا يسوع تشبيهات بديعة جدا , أريد لك أن تضع لى صورة فى ذهنك عن رجل قاسى ظالم لا يخاف الله و لا يخاف الناس و فى مقابلها صورة مرأة أرملة غلبانة ضعيفة , ليس لها أحد , تخاف من الله و تخاف من الناس , ثم يُكمل { و أتت إليه قائلة : نتقم لى ممن ظلمنى "إنصفنى من خصمى "من الواضح إنها أيضا واقعة مع خصم يُشبه القاضى , فلها الآن قاضى و خصم أيضا لا يستحى من الله أو الناس , فالإثنين مُتعظمين عليها , و هى أرملة ضعيفة , فرجائها الوحيد , بإنها تتحايل على الخصم و ثم تجده صعب جدا فتقول من الممكن أن أذهب إلى القاضى , ولكن عندما تذهب إلى القاضى تجد أصعب , فقالت لا أنا أظل مع القاضى أهون , لأن الخصم مهما كان فهو خصم , فتظل تذهب إلى القاضى و تتحايل عليه و تبكى له و تصرخ له , و تقول له " إنتقم لى ممن ظلمنى "ثم يقول لك عن القاضى " و لم يكُن يشاء إلى زمان ", فهذا يُعنى إنه يعرف إنها مظلومة و يقول عن القاضى إنه بعد ذلك قال فى نفسه " إن كنت لا أخاف الله و لا أستحى من الناس فمن أجل إن هذة المرأة الأرملة تُتعبنى " فهو بدأ أن يحل لها مشكلتها , ليست لأنها هى مشكلتها و لكن لزنها و لكن فى الحقيقة هو لا يريض أن يُساعدها و لا تفرق معه إذا كانت هذة المرأة مظلومة أو ليس مظلومة و لكن فى الحقيقة هو أحب أن يريح نفسه من زنها فقال :{أنتقم لها لكى لا تأتى دائما و تُتعبنى } , { ثم قال الله اسمعه ماذا يقول قاضى الظُلم , أفلا ينتقم الله لمختاريه الذين يصرخون إليه النهار و الليل و هو مُتمهل عليهم }, فما عذا العجب يا رب , فليس من المعقول ,إنك تضع لنا نفسك فى مثل هذا التشبيه . فكأن الرب يريد أن يقول لك , إذا أنت طلبت منى طلب و أنا لم أُصغى إليك , فهذا لا يُعنى إنك لا تطلب مرة ثانية , لا, أطلب ثانية , أحيانا أنت تعتقد إننى ضدك و لكن فى الحقيقة , لكن فلنفترض إننى فى الحقيقة ضدك , لتفترض إنك لا تُهمنى و لكن إلحاحك علىّ سوف يجعلنى أستجيب لا من أجلك أنت بل من أجل إلحاحك , فترى كيف إن الله كلى الحق كل الثبات كلى القدرة , يجعل نفسه فى تشبيه عيب , حتى يُبرز لنا , كم إن هذة اللجاجة عظيمة و مهمة و كيف إن الإنسان لابد أن يتمسك بلجاجته كل حياته , العجيب أن غذا أحد المخلع و هذا المخلع ظل يجلس بجانب البركة 38 سنة , فالكنيسة تربُط لنا بين إنجيل العشية {القلضى و الرملة }وبين أحد المخلع و مزمور العشية يقول لنا { إستمع صلاتى إصغى إلى طلبتى } يا رب أنا أقف أمامك و أقول لك , إستمع صلاتى و تضرعى و إنصت إلى دموعى و لا تسكت عنى . مرة مُعلمنا داود كان يقول لله { لا تتسامر من جهتى} و كأن الله يُريد أن يقول لنا إن الصلاة ة الجاجة أثناء الصلاة هى مُفتاح لباب المراحم , هل عندك ضيق أومشكلة , فما المانع إذا وضعتها أمام الله ؟؟, و لكن المشكلة يا أحبائى إن الواحد من الممكن أن يصرخ فقط فى مرض الجسد , لا يصرخ أبدا للروح. فنحن نتعجب كثيرا فى معجزة الرجل المفلوج , و نكون متهليلين عندما نرى يسوع يقول له " كم إحمل سريرك و امشى" فكم جمال هذا المنظر , و لكن فى الحقيقة بالفعل , شفاء الروح اهم بكثير , فكم واحد مربوط سنين من خطيةمكتفاه و لا يستطيع أن يتخلص منها فالخلاص من خطية , أحسن من شفاء الجسد , فالنفس باقية و لكن الجسد إلى زوال , يقول لك , تعجب من شفاء نفسه و لم يتعجب من شفاء الروح , فالمعجزة الحقيقية هى التوبة و الرجوع إلى الله و تغيير العقل و القلب و السلوك , المعجزة الحقيقية , إن يد تُرفع لتصلى , القديس باخوميوس قال " أنت إذا علمن واحد كيف يرفعيده إلى الصلاة , فأنت قد شفيتيدا يابسة" , يقول" و أنت إذا علمت إنسان العطاء , فأنت قد شفيت رجل أعثم " فالأعثم لا يستطيع أن يمشى ثم يُكمل و يقول " و أنت إذا نقلت إنسان من الخطية , فأنت قد شفيت ميتا و ن أنرن عين إنسانا لمعرفة و قراءة الكتاب المقدس فأنت قد أبصرت عين إنسانا و إن نقلت إنسانا من الضب إلى الوداعة , فأنت قد أخرجت شيطانا " و كأنه يريد أن يقول إن معجزة النفس فى الحقيقى أهم كثير كثير بمت لا يُقاس , فإذا كان الإنسان عندما تكون قطعة متألم منها فى جسمه , يظل يصرخ غلى الله و ماذا عن الروح ؟؟! و ما فائدة اصوم يا احبائى, لناذا وضعت لنا الكنيسة هذةالفترات للصوم , ولماذا الكنيسة واضعة لنا الآن " إستمع صلاتى وتضرعى إنصت إلى دموعى " . أُريدك أن تتخيل معى إنسان صائم و يظل يزرف فى دموع توبة حتى يتحنن الله و يعمل ميطانية و يشتكى نفسه من ثقّل خطاياه , فالله لا يرفع لا يتحنن!! "فقال له لا تسكت عنى " و هنا يقول لك رجل قاضى طالم لا يخشى الناس و لا يهاب الله , لكن هذة الأرملة الضعيفة التى ليس لها أية سلاح سوى اللجاجة و الإلحاح , فهذة تُمثل النفس البشرية , فالخطية سلبتها كل شئ و لكن معها شئ واحد فقط , الخطية لا تقدر أن تسلبها منها أبدا و هى لجاجتها مع الله بل بالعكس كلما تشد الخطية على الإنسان أكثر فمن المفترض أن يزادا هو فى لجاجته أكثر , كلما يتألم الإنسان كلما يأن . فيقول , و لكن أنت فى الحقيقة ذهبت له قبل ذلك و لم يفعل لك شئ , فمرة كرشك و مرة لم يُكلمك و مرة لم تجده , فهل ستذهب مرة ثانية ؟؟!! نعم بالطبع إذهب , فلا يوجد أحد يذهب له الله و يكرشه , فهل مرة وقفت أمام الله و شعرت بالرفض منه ؟؟ فقول لى ممكن .. و لكن أنا أقول لك لا , أنت فى الحقيقة إنك مقبول و لكن من الممكن أن تكون طلبتك رُفضت . فتقول لو و ما الفرق إذا ؟؟ أقول لك الإبن الذى يعيش مع أبوه من الممكن ان يطلب طلب فيؤخذ أو لا يؤخذ و لكن لا يطرده الأب من المنزل , فالأب برى إن هذا الموضوع من الممكن أن يأتى الآن أو من الممكن أن لا يأتى الآن , أحيانا من الممكن أن نطلب شئ ليس من صالحنا أن نأخذها الآن , مثلما قال الآباء القديسيين : "أحيانا تكون إستجابة الصلاة هى عدم إستجابتها " أحيانا يود الله أن يُعطى لنا شئ و لكن ليس هذا وقتها فتخيل أنت عندما نجد أب يوعد إبنه و يقول له إذا أخذت البكاليريوس , سوف أحضر لك سيارة , ولكن تخيل أنت هذا الولد نجح فى الإبتدائية و قال له, إين وعدك إذا إين السيارة , فيقول له لا الوقت لم يأتى بعد و و لكن ما رايك إذا سمع الأب كلامه و أحضر له سيارة و هو فى إبتدائى أو إعدادى , هل هذا يكون أب حكيم ؟؟ فتقول , لكن فى الحقيقة السيارة جيدة و تنفع و هكذا و هكذا و لكن فى الحقيقة , هذا ليس وقتها , الولد يجب أن ينضج و يجب أن يعرف أن يقود السيارة , فهكذا الله , من الممكن أن أطلب من الله فضيلة و لكنه يرى إننى لا أستطيع أن أصونها , من الممكن الآن أن يكون هناك شئ فى حياتى يمنع تقدمى , متأنى علىّ و ساكت علىّ و لهذا هنا قال له " لا تسكت عن دموعى " قف أمام الله بإحساس هذة المر أة المسكينة , قيا ليتنا نتعلم منها هذة الصرخة الجميلة " إنصفنى من خصمى " فمن هو خصمى ؟؟ و أنا خصومى كثير , خصمى جسدى و ذاتى و العالم و العدو و الموت و الشر و الشرير , فأنا لى خصوم كثير جدا , تصور أنت عندما يجلس الإنسان و يُفكر عن خصوم له فى الحياة , فنسأل من هم خصومك؟؟ تقول لى واحد يكرهنى أقول لك لا يا سيدى لا تشغل بالك به كثيرا , فالمشكلة الحقيقية فى خصمك الحقيقى , الذى يُريد أن يُسلبك نفسك و حياتك الأيدية و وقتك , خصمك الحقيقى هو جسدك . واحد من القديسيين كان يقول " ليس لى عدو إلا ذاتى و لا أره إلا خطاياى " و الذى يجعلنى أحيانا أعادى الناس هو ذاتى و ليس الناس , الذى يجهلنى لا أحب هو ذاتى و ليس الناس , لأن عندما أكون أنا ملئ بالمحبة أحب الكل , فواحد يصرخ و يقول أنصفنى من خصمى و هو لا يشاء إلى زمان , فما الذى أفعله أنا الآن , أقول لك تظل تصرخ , تقول لى و لكنه لم يسمع لى , أقول لك فى يوم من الأيام سوف يسمع إذا لم تكن أنت لك إستحقاق فسيسمع للجاجتك , إذا قرأت فى سفر أرميا سوف تجد أرميا فى مرة قال لله :" لا تلح علىّ"فعندما يقول لك واحد لا تتحايل علىّ فمعناهل إنه يأتى بالمُحايلة و بعد ذلك يقول له " حتى و لو أتى موسى و صموئيل إلىّ" . فهناك شيئان من الممكن أن أتى برحمة ربنا بهما , اللجاجة و الوسطاء ,و من هؤلاء الوسطاء؟؟ الله أعطى لما أجمل وسيط بداخلنا هو الذى يتوسل إلينا , فهو الروح القدس . الروح القدس هو الذى يُنقل طلباتنا إلى الله , الروح القدس الذى هو فى قلب الإنسان الذى يُنظف الذى يُقظ . فإذا وقفت فى صلاتك و شعرت بعمل الروح القدس بداخلك , فأنت تكون بدأت أن تعرف بعمل الروح القدس بداخلك , إذا وقفت أمام الله و شعرت بشئ يتحرك بداخلك و أنت لا تعرف أن تُعبر عنها , فهذة هى الروح , الروح الذى يشفع فينا بانات لا يُنطق بها , فتعرف ماذا يعنى بأنات لا يُنطق بها ,فإن واحد قال آه , فماذا تُعنى كلمة آه ؟؟ إنها لها معانى كثيرة جدا , معناها متألم , معناها لا أستطيع أن أحتمل ,معناها أشياء كثيرة جدا فقال أنات لا يُنطق بها , فما الذى يجعل بداخلك الأنين ؟؟ الروح القدس هو الذى يجعل بداخلك هذا الأنين , فإذا الله وضع فينا الوسبط المضمون و لم يجعله بعيد , فلا نبعث نستدعيه و يأتى لنا بحلول مرة كل مُناسبة و لكن فى الحقيقة إنه بداخلنا , و هذا الروح يريد أن يشفع فيك و يريد أن يُعلمك الأنين و يُريد أن يُعلمك الصراخ , وقفة الصلاة يا أحبائى تعرف أنها نقبولة عندما تشعر إنك بدأت تدخل فى مرحلة من عجز الكلام و بدأت تأنفقط , قال هذا لا تسكت عن دموعى . فهذة الأرملة إنسانة مسكينة , العالم و المُجتمع و التجارب سلبتها كل حقوقهاو سلبتها كل قواها ز سارت ضعيفة جدا و مسكينة جدا و مُحتقرة جدا , و القاضى لأنه يرى إنها إمرأة مسكينة و ليس لها أحد فمن الممكن أن يكون لا مبالى بها بالأكثر لأنها ليس لها أحد , فقال لها حتى إذا كان القاضى قاضى ظالم لهذة الدرجة , هو من الممكن أن يُنصفها من أجل لجاجتها و لا من أجل لجاجتها أيضا و لكم من أجل إنها لا تُزعجه . فقال إذا كان البشر من الممكن أن يفعلوا هذا , "أفلا ينصف الله مُختاريه الذين يصرخون إليه نهارا و ليلا " فهل الله لا ينصف مُختاريه ؟؟ , فيقولوا عن يوسف عندما أتى له أخوته , فيقول أخذ رُكن و بكى , لم يحتمل أن يرى إخوته يسجدون له و لكنهم ظلموه و باعوه و إفتروا عليه و جلسوا يأكلوا و يضحكوا , فبعد كل هذا يبكى فمن المفترض أن يغلق عليهم سجن و يجلس هو يضحك و يأكل و لكنه فى الحقيقة بكى عليهم لأنهم مساكين. و لكننى خاطئ و عملت الكثير من التعديات و أغضبت الله منى و لكنى الآن عائد له , فما الذى يفعله ؟؟ يبكى عليك و هو الذى يفتح لك حُضنه و هويقول لك أفلا ينصف الله مُختاريه الذين يصرخون إليه نهارا و ليلا . فشاهد كم هى الأبواب التى يريد أن يفتحها لنا الله , أبواب الرحمة و السلام و الخير , و أنا أغلقها على نفسى بيدي , متى؟؟ عندما أقول إننى صليت ضلوتين أو ثلاثة و لكننى لم أشعر بشئ و الله لم يشعر بشئ , يقول لك بهذة الطريقة " أغلقت على نفسك باب خير كبير " خلاص نفسك ثمين , و الشاعر الرحية لا يوجد أجمل منها فى الحياة كلها , يظل يبحث الإسان يا أحبائى عن بهجة فيغير فى أكله و يريد أن يأتى و يذهب و يريد أن يجمع ناس وحوله و يُكلم ناس و يريد أن يغير منزله , و لكن لا يوجد أى شئ يا أحبائى يسوى لحظة وجود مع الله حقيقية , جرب وعندما تُجرب سوف تشعر بالحقيقة إنك أسعد إنسان فى الدنيا , عندما تختبر سوف تشعر إن هذا العالم صغير و إن حياتك أصبحت لها رؤية جديدة و الناس تُعاملهم بقلب مفتوح أكثر , و فى هذا الوقت تزيد شفقتك على الناس الضعفاء و لا تحتقر و لا تُدين و لا تلوم أحد , بل بالعكس سلمهم بإنك وضعت يديك على كنز , فهذا هو هدف الصوم و الفصول التى وضعتها لنا الكنيسة , فتقول لنا تعلموا اللجاجة , تعلم أن تقول له " إستجب إلى صلاتى " " لا تسكت عن دموعى " " إنصت إلى دموعى و لا تسكت عنى" تعلم إنك حتى إن كانت صلاتك لا تُسمع و لا تُستجاب ,لا تترك صلاتك ,المخلع ظل يجلس بجانيب البركة و يرى إنه فى كل مناسبة واحد يُشفى و ناس تحمله و يفرحوا كثيرا به و يكون هذا الرجل الذى شُفى , أتى قبله ب20 سنه و لكن معه 10 يحملوه يكونوا شُداد بعض الشئ , فما مشاعر المخلع إيناذاك , فما الذى يقولوا لله , يقول له :" هل هذا حق ؟!! لا إنه ظلم .و لكن هل نتيجة هذا الكلام إنه نرك المكان ؟؟ لا لم يترك المكان , و هل تعتقدوا إن هذا الموقف حدث معه مرة أو إثنين و لكنه فى الحقيقى بالتأكيد , حدث مرات ومرات كثيرة و هو مازال يمكُث و لكن عندما أتى يسوع و دخل هذة البركة , هو يتجه إلى هذا الرجل و كأن هذا الرجب أخذأكبر نعمة شفاء فى كل الذين نالوا الشفاء قبل ذلك , لأن كل الذين نالوا الشفاء قبل ذلك كان عن طريق البركة و المياه و لكن هذا نال الشفاء بيسوع المسيح نفسه ,فأتارى كل هذة الفترة كانت له و ليس عليه و حتى يتعظم الله فيه و له و لتعليمنا نحن و حتى تُعلم الإنسان كيف إنه يثبُت أمام مراحم الله و يثق إن الله سيهب و سيعُطى و سيشفى . ربنا يُعطى لنا يا أحبائى فى هذة الفترة القليلة المُتبقية , الواحد يتعجب من سُرعة أيام الصوم , فهى سريعة جدا , تُريد مننا أن نُمسك بها حتى نأخذ قوتها و عافيتها , الفترة القادمة الله , يُعطى لنا فيها روح لجاجة و روح طلبة حتى نصرخ لكيما نتأكد إننا سوف لا نخرج إلا و نحن حاملين سريرنا , سوف لا نخرج إلا و نحن شاعرين إنه أعطى لنا إنصاف من خصمنا . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل