العظات
المسيح في شخصيه هابيل الصديق
بسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
درسنا في الحلقة الماضية شخصية المسيح في آدم وسندرس لاحقا المسيح فى شخصية هابيل ونوح وملكى صادق وابونا ابراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف وموسي في العليقة ويشوع وايوب ، كل هذه الشخصيات موجود فيها السيد المسيح مخبأ فيها هناك عبارة جميلة تقول ( أن السيد المسيح مخبأ فى العهد القديم ومعلن فى العهد الجديد ) وكما ذكرنا سابقا ان هناك اربع محاور لاعلان الابن فى العهد القديم:-
1 - المحور الاول (الظهورات) هناك نماذج لظهورات الابن فى العهد القديم مثل ظهوره لابونا
ابراهيم - يعقوب - موسى - هاجر- جدعون- يشوع.
2 - المحور الثاني (النبوات) توجد نبوات كثيرة عن مكان ميلاد المسيح و طبيعة ميلاده وحياته
وصلبه موته وقيامته وصعوده وحلول الروح القدس و معجراته .
3 - المحور الثالث (الرموز) وقد درسنا ١٣ حلقة عن رموز مسيانة المسيح فى شجرة الحياة
وخروف الفصح والمن وفى عمود السحاب وفى التقدمات والاعياد والذبائح المسيح موجود فى
رموز كثيره جداً فى العهد القديم.
4 - المحور الرابع (الشخصيات) موضوع دراستنا حاليا سلسلة فى دراسة المسيح فى
الشخصيات ،وسبق ذكرنا أن المسيح أعظم من ان يوفيه شخص واحد ان يرمز اليه ، لكن في
مجموع اباءنا أنبياء وابرار العهد القديم مجتمعين كحزمة يكونوا لنا صورة ولو باهته عن
شخص ربنا يسوع المسيح المخلص في دراستنا لشخصية في الكتاب المقدس يجب ان نعرف؛-
1 - معنى الاسم، وأهم اعماله، وظيفته ،القابه ،والشواهد الكتابية عنه فى العهد القديم و العهد
الجديد.
2 - نبداً ربط ما بين الشخصية وصفاتها واعمالها واسمها وما اتسمت به،نربطها بالسيد
المسيح.
+ ونتعجب يا أحبائى اننا نجد ربنا يسوع المسيح مخفى فى كل هولاء الاشخاص. سواء فى
صفة أو فى عمل أو نبوة نجد المسيح ويشار اليه .
ملحوظة مهمة جدا
+ احيانا نجد القاب كبيرة أكبر مما يحتمل الطبع أو الضعف البشرى ، مثل ما يقال عن شخص
انه كاملا و بار، او يقال عنه انه جبار، او انه مخلص، مثل ما ذكر عن ابونا ابراهيم " وَبِنَسْلِكَ
تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ". (أع ٣ : ٢٥ )، آو مثل ما قيل عن يوسف انه مخلص العالم .
+ عندما نجد صفة كبيرة اكبر من الامكانيات البشرية المحدودة نعرف ان هذا اللقب لا يخص
الشخص وحده لكنه يخص المسيا ربنا يسوع المسيح المخلص .
في الحلقة السابقة:-
- درسنا المسيح فى آدم ورآينا ان آدم بكر الخليقة والمسيح بكر الخليقة الجديدة ، أن آدم أخذ
سلطان من الله على الطبيعة والسيد المسيح كان له سلطان ،رأينا أن آدم مجد الله - لكنه للاسف
فسد بالخطية - لكن جاء المسيح وأصلح الفساد وصار بكر لخليقة جديدة .
- ومثل ما اخذنا فى آدم الموت اخذنا فى السيد المسيح الحياة ،اخذنا من آدم اللعنة واخذنا فى
المسيح البركة ورفع عنا اللعنة، قد قيل لآدم الارض تنتج لك شوك وحسك ووضعت علي راس
المسيح كإكليل شوك ليرفع لعنة وخطيه آدم عنا .
ثانيا : شخصية السيد المسيح في هابيل
* هابيل: اسم سامی معناه نسمة أو بخار او نفخة أو بطل ، كل هذه العلامات تدل على شخص يسوع المسيح فى تكوين 4 يذكر: "ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ. وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِيًا لِلْغَنَمِ، وَكَانَ قَايِينُ عَامِلاً فِي الأَرْضِ."(تك ٤ : ٢ )
هابيل الراعي :
+ دائما ربنا يختار الناس التى ترمز اليه ويميزهم بكلمة (رعاة) لانه سيأتي فى ملء الزمان ويذكر عن نفسه "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ" (يو ١٠ : ١١ )
+ دائما من صفات راعى الغنم أن يكون حنون ، ويثبت عينيه على الغنم ، ويضع الغنم أهم من نفسه ،وكثيرا ما يضحى براحته من اجل الغنم و أحيانا يضحى بحياته من أجل الغنم يهمه جدا ان يعيشوا في آمان ويحميهم من الذئاب الخاطفة وأن يأكلوا ويشربوا و يفرحوا و يكونوا مرتاحين كل هذه الصفات فى الراعى ربنا يسوع المسيح.
فى يوحنا ١٠ شبه الرب يسوع نفسه بالراعي "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ" ( يو ١٠ : ١١ )
هابيل و ذبيحته:
"وقدم هابيل ذبيحه لله مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، ( تك ٤ : ٤ )
- هل كان غرض هابيل من تربية الغنم البيع او الربح ؟
- نلاحظ أن فى ذلك العصر لم يكن الغرض من تربية الغنم أكل لحمها آو البيع ، كان هابيل يربيها ليقدم منها تقدمات وذبائح لله.
- بالتالي هابيل كان عمله عمل سماوی والهى ، لا ينتظر أجر أو ربح بشرى بذلك يكون رمز لربنا يسوع المسيح اللى أتى الى العالم لكى يصنع مشيئة الله " أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلهِي سُرِرْتُ،". ( مز ٤٠ : ٨ ) لم يأتي المسيح من أجل الربح الارضي اوالزمني، هو القائل"مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ ". ( يو ١٨ : ٣٦ ) جاء ليكون له نصيب وميراث سماوی.
- نرى هابيل يقدم من ابكار غنمه ومن سمانها ،أظهرهابيل بتقدمته مقدار كرامة الله بالنسبة له .
- أراد ان يقدم لله من أجود ما يملك من سمان غنمه من أبكارها ، كل ما هو غالى فى عينيه وثمين !! ما أجمل أن الانسان يضع ربنا فى اولوية حياته!! ، لذلك وجدنا فى هابيل رمز لبر المسيح ،هابيل الذي كان فكره كله الهى وسماوي واهم اولوياته أرضاء الله.
- ويذكرفي تكوين 4 " فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ،" (تك ٤ : ٤ ) ومعني ذلك أن هابيل أهم من قربانه، فالله ينظر إلى قلبك اكثر مما ينظر إلى عطاياك ،وكأن الله يرى شكل القلب والفكر والمشاعر في العطاء، لذلك يقول الكتاب "المُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ."( ٢كو ٩ : ٧)، يمكن أن أنسان يقدم ١٠ وأنسان آخر يقدم ١٠ أيضا لكن الاول يقدم بفرح و مسرة و سرور.
وهذا ما عاتب به معلمنا بولس الرسول اهل كورنثوس عندما وجدهم فكروا فكر خاطىء في الموضوع بالنسبه لله ،ان يقدموا عطايا مادية كواجب وكأنهم يقولون لربنا اننا نؤدي ما علينا ! لكن الله لا يريد مالك بل اياك ، و معلمنا بولس قال لهم ذلك "لأَني لَسْتُ أَطْلُبُ مَا هُوَ لَكُمْ بَلْ إِيَّاكُمْ."( ٢كو ١٢ : ١٤ ) بالنسبة لله الاهم الانسان وليس العطية.
قتل هابيل:
"وَكَلَّمَ قَايِينُ هَابِيلَ أَخَاهُ وَحَدَثَ إِذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَت لَهُ".(تك ٤ : ٨ )
- لماذا قتل قايين اخاه ؟
لان الله رآى ذبيحة هابيل وقبلها لكن ذبيحة قايين رفضها، فهنا اغتاظ قايين فقال لآخيه تعالى نذهب للحقل وقام على هابيل وقتله في تكوين 4 فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: "أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟" فَقَالَ: "لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟ ( تك ٤ : ٩ ) هذه بدايه شر و بدايه خطية في متى 23 يقول " لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصديقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ". ( مت ٢٣ : ٣٥ ) في عبرانيين 11 يقول " بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلِذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ وَبِهِ،وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ!" (عب ١١ : ٤ ) لان قرابين هابيل كانت من قلب فرح في عبرانين 12 يقول "وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَش يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ " (عب ١٢ :24 )
ما هذا الدم الذي يتكلم افضل من هابيل ؟؟؟ سنراه في المقارنة بين هابيل وبين شخصيه ربنا
يسوع المسيح .
ما النقاط التي تجمع ما بين هابيل والسيد المسيح ؟؟؟ سنرى في شخصية هابيل كم كان رمزا لشخص ربنا
يسوع المسيح في اعمال كثيره ، وفي تقدمته اللي قدمها وفي مشاعره اللي قدمها، وأن قتله في الحقل بيداخوه كانت كلها رموز لشخص ربنا يسوع المسيح المبارك .
قيل عن هابيل الصديق
أَنَّ شَرِيعَةُ الْحَقِ كَانَتْ فِي فِيهِ، وَإِثْمٌ هَابِيلَ بَرِيءَ وَوَدِيعٌ لَمْ يُوجَدْ فِي شَفَتَيْهِ حَسَدَهُ إِخْوَهُ لأَنَّهُ
لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَدًا. (مت ٢٧ : ١٨ )
لَمَ يُقَاوِمُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. ( إش ٥٣ : ٧ ،) ذَبِيحَتَهُ ذَبِيحَةً مَقْبُولَةً .
مقارنة بين شخصية هابيل وشخصية ربنا يسوع المسيح
1 - بار:
اولا ذكرعن هابيل انه كان بارا وكان راعيا للغنم وربنا يسوع المسيح هو المذخر فيه كل نعمة،
هو برنا في اعمال 3 :"وَلكِنْ أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ،" ( أع ٣ : ١٤ )، فكلمه بار مثل ما تقال عن هابيل، تقال عن ربنا يسوع المسيح فهو رئيس الابرار في دانيال 9 :هو البار" لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَنَا بَارٌّ فِي كُل أَعْمَالِهِ الَّتِي عَمِلَهَا"( دا ٩ : ١٤ ) ونلاحظ حديث زوجة بيلاطس عندما قالت لبيلاطس "إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ".( مت ٢٧ : ١٩ )
2 – راعي(عمل سماوي):
في تكوين 4 : "وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِيًا لِلْغَنَمِ" ( تك ٤ : ٢ ) وربنا يسوع المسيح هو الراعي الصالح
"وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ". (يو ١٠ : ١١ ) هابيل راعي والسيد المسيح راعي ، هابيل بار والسيد المسيح بار هابيل عندما كان يربي الغنم وكان غير مسموح بأكل اللحوم، فكان يربي الغنم لتقدم ذبائح لله فكان عمله عمل سماوي، وربنا يسوع المسيح كان رسالته سماويه، وقال لنا "اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ". ( مت ٦ : ٣٣ ) مثل ما كان هابيل بار وراعي وعمله عمل سماوي ،فالسيد المسيح بار وراعي وعمله عمل سماوي وهذا ما سنراه أن المسيح مخبأ في هذه الشخصيات، وكيف أنه يريد ان يعلن لنا عن بره ومحبته ورحمته وشخصه وصفاته من خلال اشخاص في تكوين 4 : " فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ،" ( تك ٤ : ٤ ،)
اولا الله ينظر للقلب وليس للتقدمة نفسها ، لذلك السيد المسيح كان مقبولا من الاب، يذكر عنه
"دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا." ( عب ٩ : ١٢ ).
3 - حسده اخوه (قتله في الحقل):
نجد حدث عجيب جدا عندما يذكر ان هابيل كان في الحقل واخوه حسده وابغضه " فَاغْتَاظَ قَايِينُ
جِدًّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ". (تك ٤ : ٥)، وقتله في الحقل "وَحَدَثَ إِذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى
هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَتَلَهُ". (تك ٤ : ٨ )، اخوه حسده وابغضه لذلك يقال عن المسيح "أنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ
حَسَدًا". (مت ٢٧ : ١٨) واخوه قايين هو الامة اليهودية الامة اليهوديه اخوته اسلموه حسدا، وهم الذين تأمروا على صلبه وقتلوه في حقل ،وهو البستان (بستان جثسيماني) هو الذي قيل عنه "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ". (مت ٣ : ١٧ ) هو الذي قيل عنه "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ". ( يو ١ : ١١ ) وصلبوه ودفنوه ووضعوه في قبر في بستان هذا هو الحقل الذي قتله فيه اخوه.
ماذا فعل هابيل ؟؟؟ هو بريء ، و المسيح أيضا بريء.
ما سبب هياج قايين على هابيل؟
كان اخوه رجلا حلوا، وبارا، وقدم تقدمة جميلة لما لم يتعلم منه ؟ لانه حسده،
ونتيجة حسده قتله ليتخلص منه، وهذا ما فعلته الامة اليهودية قالوا "خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ
عَنِ الشَّعْبِ".( يو ١٨ : ١٤ ) ،اعتبروا انهم عندما يتخلصوا من المسيح يستريحوا، لذلك قتلوه
في الحقل .
4 - قدم (ذبيحة دموية):
هابيل يرمز للسيد المسيح هابيل قدم ذبيحة دموية، وكانت تقدمة قايين من ثمار الحقل، ذبيحة
ارضية، ذبيحه من ثمر الارض، ليست ذبيحه إلهية لكن ربنا يسوع المسيح قدم نفسه ذبيحة على الصليب في عبرانين 9 :"فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَألَّمَ مِرَارًا كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ' (عب ٩ : ٢٦ ) هابيل قدم ذبيحة دموية، والمسيح قدم ذبيحة نفسه،
5 - دم هابيل (صرخ) :
دم هابيل صرخ من الارض،وقيل "صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ". ( تك ٤ : ١٠)والسيد المسيح دمه بيصرخ !! معلمنا بولس قال "دَمِ رَش يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ". )عب ١٢ : 24)
ما معني يتكلم افضل من هابيل ؟
دم هابيل كان يصرخ بالانتقام، لكن دم المسيح لم يصرخ بالانتقام،دم يتكلم افضل من هابيل،
ما الكلام الافضل من هابيل ؟
لانه دم لم يتكلم بالانتقام ، لكن دم يتكلم بالبر، صراخ دم ربنا يسوع المسيح من اجلنا ليشفع
فينا، هو دم يبررنا، هو دم ذبيحة ذبحت نيابة عنا، "دَمِ رش يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ" فهذه كلمة
تخص السيد المسيح.
6- هابيل (البكر):
من الاكبر قايين أو هابيل؟ في الحقيقة الاكبر قايين وهابيل الاصغر نلاحظ في الكتاب المقدس ان
دائما ما يكون الوعد والبر للاصغر وليس للاكبر، للثاني وليس للاول . لماذا ؟
في الحقيقه الكتاب المقدس يوضح لنا ويشير ان راس الخليقه آدم لكنه ليس مخلصها ، مخلصها
هو آدم الثاني، هو السيد المسيح. فأدم الاول كان به اللعنة، آدم الثاني اللي كان به الخلاص،فقايين كان به لعنة، لكن هابيل به الخلاص، الثاني وليس الاول ، لذلك نجد يعقوب وعيسو،عيسو البكر، لكن البركة في يعقوب، نجد أن كثيرا ما تاتي البركة من التاني، فيذكر الكتاب المقدس شارحا " الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ ". ( رو ٨ : ٢٩ ) قد صار هابيل ببره هو البكر، هو الذي فيه البركة "الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُل خَلِيقَة". ( كو ١ : ١٥ ) هكذا صارت البكوريه لهابيل وليس لقايين،رغم انه قد مات لكن هو البار "وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدمًا فِي كُل شَيْءٍ." ( كو ١ : ١٨ ) في عبرانيين 1 : يقول لك "وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ "وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ"(عب ١ : ٦ ) البكر الى العالم، المسيح صار بكرنا، صار بركتنا، صار هو الاول رغم انه هو الثاني لكن صار الاول
7 - قبول الذبيحة:
في جزء قبول ذبيحة هابيل،لو سألنا هابيل ؟ لماذا تقدم ذبيحة من سمان غنمك؟ لقال في الحقيقة قلبي متعلق بالله جدا،واريد ارضاؤه واقدم له تقدمة كأنني أقدم له نفسي،والسيد المسيح قدم ذاته من اجلنا، هل توجد اغلى من ذبيحه الابن!!!
عندما قدم هابيل من اجود واجمل ومن سمان غنمه، فان ذبيحة هابيل استقبلها الله بسرور كبير جدا
في فيلبي 4 :عن قبول الذبيحه يقول معلمنا بولس "وَلكِني قَدِ اسْتَوْفَيْتُ كُلَّ شَيْءٍ وَاسْتَفْضَلْتُ قَدِ
امْتَلأْتُ إِذْ قَبِلْتُ مِنْ أَبَفْرُودِتُسَ الأَشْيَاءَ الَّتِي مِنْ عِنْدِكُمْ، نَسِيمَ رَائِحَةٍ طَيبَةٍ، ذَبِيحَةً مَقْبُولَةً مَرْضِيَّةً
عِنْدَ اللهِ"(فى ٤ : ١٨ ) وكأن الله قبل ذبيحة هابيل انها نسيم رائحه طيبة ذبيحة مقبولة مرضيه عنده في الحان الكنيسة نقول - هذا الذي اصعد ذاته ذبيحة مقبولة فاشتمه ابوه الصالح وقت المساء
ذبيحة مقبولة امام الله.
وفي كولوسي 1 : يقول "لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ" ( كو ١ : ١٩ ) يربط بين السيد المسيح وبين ذبيحة وتقدمة هابيل، نستطيع ان نقول ان هابيل رغم انه كان الابن الثاني لآدم وحواء، وهو رابع البشر في الخليقه،بعد ادم وحواء وقايين أراد الله ان يجعله رمز للسيد المسيح يذكر ان قايين كان عاملا في الارض ( فلاح)، قايين قدم من ثمار الارض قربان، تقدمه قايين كان يمكن أن تكون مقبوله، لكن في الحقيقة مشاعره ليست مثل مشاعر هابيل،فالآمر ليس من مادة القربان، او القيمة الماديه لها، وبرغم انه كان معروفا أن التقدمات الحيوانية في الامة الاسرائيلية هي الافضل، افضل جدا من التقدمات النباتية، وناموس موسى امر بتقديم النوعين من القرابين، لكن كان هابيل اعلى من ناموس موسى، وكان يعلم ان الذبيحة الدموية هي الافضل عند الله فقدمها .
في العبرانين 11 : "بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلِذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ
اللهُ لِقَرَابِينِهِ". (عب ١١ : ٤ )
+ رآي الله قرابين هابيل كما رآي تقدمة الابن "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ"(مت ٣
: ١٧ ) "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ
تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّة "( يو ٣ : ١٦ ) ، قدمه ذبيحة عن العالم كله يوحنا يقول " لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ مِنَ الشريرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِريرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ" (١يو ٣ : ١٢ )
اذن : أمران هابيل مقبول وقايين غير مقبول ليس لآجل الذبيحة فقط، بل كانت مرآه لما بداخلهم ، الذبيحة صورة معبرة عن ما بداخلك ،لآجل ذلك احبائي تقدماتنا لربنا تبين ما بداخلنا تجاه الله، هل أقول لله فعلا ان مديون لك، "لأَنَّ مِنْكَ الْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ." ( ١أخ ٢٩ : ١٤ )، هل انا أعطي واقول له يا رب اقبل مني الذبيحة، واجعلها تكون مسر ة قدامك ، والا افتخر، والا اقدمها بندم لذلك يقول ولم يكن قلب قايين نقيا، الله لا ينظر الى التقدمات في ذاتها ولا الى الظواهر بل الى
القلب، في صموئيل الاول اصحاح 16 و في امثال 23 ، يذكر لنا كيف تكون الذبيحة مقبولة
بحسب قلب الذي يقدمها لم يكن قلب قايين نقيا كان نزاع للشر وحسد اخوه وقتله،وقد وصل به
الامر انه سلم نفسه لمشاعر البغضه ليقتل اخاه، فالشخص الشرير لا يطيق ان يرى الصلاح مثل الامة اليهودية لم تستطيع ان تري المسيح، ظلوا يطاردونه ويحاولوا ان يصطادوه بكلمة
كانوا يفكروا كيف يتخلصوا منه هكذا فعل قايين بسبب الحسد ويذكر في اشعياء انهم اسلموه
حسدا كان طريق قايين طريق الانسان الشرير الذي لا يطيق ان يرى الصلاح في الاخر ،وهذا رمز
للشخص الجسدي الترابي الطبيعي، الذي لا يحاول ان يرضي الله باعماله ، يريد أن يغش الله هابيل كان العكس، شخص يريد أن يرضى الله غير مهتم بارضاء الناس شهد وشهيد للبر بالايمان، وكان دمه أمام الله دم غالي جدا جدا، فالاخوين قايين وهابيل رمزين ممثلين لنوعين من البشر ،والتناقض الصارخ بين الشر والبر.
جاء المسيح يفضح الشر بحياته، تخيل معي ان هابيل ليس له وجود وقايين قدم ذبيحتة من ثمار الارض، كان يمكن ان الامر يمر ويعدي ما الذي وبخ اعمال قايين؟؟؟
جاء السيد المسيح ليوبخ اعمال الظلمة، قال عنها معلمنا بولس الرسول "وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِ وَبخُوهَا" (أف ٥ : ١١ ) الذي وبخ اعمال قايين ووجع قلبه وجعله يشعر بالخزي؟ أعمال هابيل .
هكذا عمل السيد المسيح جاء لنرى النور لئلا نسير في الظلمة ، جاء يرشدنا للبر لئلا نستعبد للخطية "لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّ بِ ( أف ٥ : ٨ )"أَنْتُمْ شَعْبُ اللهِ الَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ، وَأَمَّا الآنَ فَمَرْحُومُونَ" (١بط ٢ : ١٠ ) ، كنتم قبلا غير محبوبين اما الان محبوبين انتم كنتم قبلا تحبون الشر الان تحبون البر، "الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ" ( كو ١ : ١٣ ) ، هذا عمل المسيح جاء المسيح ليوبخ كبرياء ورياء الكتبة والفريسيين وقال لهم "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَريسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ ! " ( مت ٢٣ ) جاء المسيح لآجل توبيخ الخطاة قائلا "إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ" (لو ١٣ : ٣ )
جاء المسيح ليحتضن الخاطيء الذي يريد أن يرجع ، مثل ما فعل مع المرآة الخاطئة التي ادانها الجميع اما هو فقال لها "وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا" ( يو ٨ : ١١ ) البر يفضح الشر، البر يقاوم الشر، والشر يقاوم البر ونجد في مواضع كثيرة ،الاشرار لا يطيقون الابرار والجسد لا يطيق الروح "لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ،وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ" (غلا ٥ : ١٧ )
رآينا أن المسيح موجود داخل هابيل وبره وداخل وظيفته انه راعي للغنم، وداخل صلاح قلبه وشهوته ان يرضى الله بتقديم ذبيحة مقبولة جميلة، يقدم من اجمل ما لديه ربنا يسوع المسيح بذل ذاته من اجلنا قدم نفسه ذبيحة مقبولة،رآينا قايين الذي يحسد اخاه،و يتآمر عليه ،ويقتله في حقل ،رآيناه قادم من وراءه بخيانه وكأنه يقول لاخاه تعالى انا اريدك ويقتله وهذه هي المؤامرة التي فعلها اليهود مع الرومان، انهم حاولوا انهم يصطادوا المسيح بكلمة، وحاولوا ان يلتفوا عليه ويتأمروا ويحضروا شهود زورا عليه ،لآجل ان يتخلصوا منه اخيرا . هذا مما فعله قايين بسبب الحسد في اخيه !!
مثل الامة اليهوديه كانت اخواته، فالمسيح مخفى في شخصية هابيل ،ودمه الذي يصرخ رمزا
لدم المسيح الذي يصرخ بغفران الخطايا "دَمِ رَش يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ" (عب ١٢ : ٢٤ )
رآينا المسيح في هابيل، في وظيفته ،في عمله في ذبيحته،في حقد اخوه عليه ،في حسد اخوه عليه ، في قتله ، في دمه في انه وهو الثاني ولكنه صار الاول، مثل ربنا يسوع المسيح هو الثاني وبكر الخليقه برغم ان ادم هو البكر لكن صار المسيح هو البكر نرى المسيح في الشخصية ونقول له: المجد لك يا رب ،انت تريد ان تعلن لنا ذاتك ،وتحضرنا لك، وتريدنا نخضع لك،و نراك من بدايه ابونا ادم،و نراك في هابيل.
سندرس بنعمه ربنا الحلقة القادمة المسيح في نوح، نوح البار الذي بنى الفلك، والذي خلص
العالم وخلص خليقة جديده من الهلاك ربنا يعطينا ان نتمتع بالدراسه ونربطها ببعض ونقرا الكلام الذي يقال ونذاكره ونفرح به،ويقولوا لنا الاباء ان لما بنشوف المسيح في العهد القديم بتدخل لنا فرحة اكثر من فرحة الفردوس اتمنى ان تدخل لكم الفرحه دي، اتمنى لكم انتم مش تسمعوا بس تفتحوا انجيلكم ،والايات تجيبوها بالشواهد وتخططواعليها، ويبقى لكم فرحة مع كلمه ربنا ونلتقي ان شاء الله في الحلقه القادمه مع المسيح في شخصية نوح لالهنا المجد دائما ابديا امين .
المسيح في شخصيه آدم
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
الشخصيات التي سيتم تناولها في الدراسة الحالية
سيتم دراسة احدى عشر شخصية
1 – شخصية المسيح في ادم
2 – شخصية المسيح في هابيل
3 – شخصية المسيح في نوح
4 – شخصية المسيح في إبراهيم
5 – شخصية المسيح في اسحق
6 – شخصية المسيح في يعقوب
7 – شخصية المسيح في موسى
8 – شخصية المسيح في يشوع
9 – شخصية المسيح في أيوب
10 – شخصية المسيح في ملكي صادق
11 – شخصية المسيح في يوسف
هل السيد المسيح شخصيته موجودة في كل هؤلاء الأشخاص ؟
بالطبع موجود ولم تكتمل صورته في شخص واحد فقط ،كلهم معا يقدمون صورة وان كانت ضعيفة في شخص الرب يسوع المسيح .
أولا : شخصية السيد المسيح ف ي آدم
القديس لوقا في الاصحاح الثالث يشير الي نسل ربنا يسوع المسيح حيث انه :
1 - من ناحية النسب الجسدي :
أبن آدم أبن الله فهو أبن متوشالح ، أبن أخنوخ أبن يارد أبن مهلئيل أبن قنان أبن أنوش أبن شيس أبن آدم أبن الله . وبالتالي المسيح بالنسبة لادم فهو ابن لله بالتبني.
2 – من ناحية الطبيعة :
اما السيد المسيح في طبيعته فهو أبن الله بالطبيعة فهو
1 – واحد مع الاب في الجوهر
2 – واحد مع الاب في اللاهوت
3 – واحد مع الاب في الازلية
فكما قيل عنه في يوحنا الاصحاح الأول ان الله لم يره أحد قط ، الأبن الوحيد الذى في حضن أبيه هو خبر ،وبالتالي ابونا ادم هو اب للجنس البشري ( اب للخليقة القديمة ) وكما ذكر في (اعمال 17 ) " وصنع من دم واحد كل أمة من الناس يسكنون على كل وجه الأرض " والمقصود بالدم الواحد هو نسل ادم الذي هو رئيس الخليقة أو رأس الخليقة بحسب الجنس البشري اما المسيح فهو كما قيل في رسالة كولوسي الاولي : " هو بكر كل الخليقة الذى هو صورة الله غير المنظور " وفي رسالة رومية 8 "أنه بكرا بين إخوة كثيرين "، وبالتالى آدم هو بكر الخليقة القديمة ،السيد المسيح هو بكر الخليقة الجديدة اما نحن بحسب الجسد ، وفقا للولادة الطبيعية ، نحن أبناء ادم ، وبالتالي نحن جسديون و نحمل طبي عة آدم وكما ذكر القديس بولس في كورنثوس الاولى 15 : الانسان الأول من الأرض ترابى أي ان الانسان في شخص أبونا آدم الذي خلقه الله من تراب الأرض و نفخ فيه نفخه حياة اما في المسيح يسوع فنحن أبناء ادم الجديد بالولادة الجديدة بالمعمودية وكما ذكر في انجيل يوحنا اصحاح 3 قال : " المولود من الجسد جسد هو " ( أي المولود من ادم ) والمولود من الروح ، هو الروح الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله ولد ، اللى هو في يوحنا واحد " وبالتالي نحن شركاء الطبيعة الالهية ، لاننا سمائيون ولسنا أبناء آدم ، بل أبناء المسيح .
كيف نأخذ هذه الولادة ؟
تؤخذ من المعمودية فعندما يأتي الطفل يأتي الي المعمودية ابن لآدم اي ابن لأبيه و امه وعندما يتم تغطيسه فيها وبالتالي يأخذ ولادة جديدة يأخذ ولادة جديد ة بدليل الدفن ، وبالتالي الكنيسة تقول على المعمودية انها بطن المعمودية أو رحم الكنيسة الذي يولد من خلاله لله بنين ولاده جديدة وبالتالي يولد من المعمودية ابن للمسيح فكان الأول خليقة قديمة ، يأخذ الان الخليقة الجديدة وكان ابن للأرض بقى اصبح للسماء ،وكان ابن للخطية اصبح ابن للبر ،وكان ابن لآدم اصبح ابن للمسيح .
وكنصيحة للآباء و الأمهات عند تعميد طفل ضرورة الاحتفاظ بأمرين :
1 - تاريخ معمودية الطفل
2 - و صورة للمعمودية حتي يتذكر الطفل مثل هذا اليوم الذي كان فيه ابن للإثم واصبح فيه ابن المسيح ،وأيضا انه كان ابن للأرض واصبح ابنا للسماء وكان ابنا للخطية اصبح ابن للبر وبالتالي حصل علي ولادة جديدة كما نقول بالقداس انعم علينا بالميلد الفوقاني بواسطة الماء والروح
كأنه حصل على ولادة جديدة مثلما نقول في القداس الإلهي : انعم علينا بالميلاد الفوقانى بواسطة الماء و الروح .
كيف خلقت حواء ؟
من جنب آدم عندما قال : " هذه الآن عظم من عظامي و لحمة من لحمي " وبالتالي يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا وهو ما ذكر فى تكوين الاصحاح الثاني أي ان الله وضع تدبير الرجل و المرأة من بداية الخليقة اما بالنسبة لربنا يسوع المسيح فقد ترك أباه السماوى والسماء أخلى نفسه أخد صورة عبد صائرا في شبه الناس و ترك أمه الارضية مريم ليتلصق بعروسه ، التي هي الكنيسة صار معها جسدا واحدا الذي يقول عنها معلمنا بولس في رسالة افسس الاصحاح الخامس " لاننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه " فكما اخذت حواء من جنب ادم ومن نفس ضلع ادم هكذا الكنيسة اخذت من المسيح ومن نفس المسيح لذلك نقول نحن أعضاء جسده
من الذي اتى بآدم "
آدم لم يأتى من زرع بشر آدم لم يرث طبعا فاسدا من طبيعة سابقة عليه ولكنه اخطأ فصار فيه
الفساد لكن المسيح لم يات أيضا من زرع بشر ولم يرث الخطية مثل ادم ، لكن المسيح هو الوحيد بل خطية فلم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش اما الخطية دخلت الي ادم ودخل الفساد الي ادم .
اما المسيح فليس فيه فساد فهو حمل خطايانا وضعفاتنا وهو بار بل خطية ، وكما قيل كده الذى
لم يعرف خطية ،صار خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه
الإرادة :
خلق آدم حر الارادة وقال له : شجرة معرفة الخير و الشر ، فل تأكل منها لأنك يوم تأكل منها
موتا تموت ، والمسيح أيضا هو حر الارادة ، لكن إرادة ادم للأسف استخدمها استخدام خاطئ ،
اما المسيح بإرادته ، قبل الآلام بإرادته ، و قال ليس أحد يأخذها منى ، بل أضعها أنا من ذاتي ، لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان آخذها أيضا وهذا هو الفرق بين طبيعة ادم وطبيعة السيد المسيح .
السلطان :
قبل السقوط كان لآدم سلطان على الطبيعة ،وقال الرب : نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا ،
فيتسلطون على سمك البحر ،على طير السماء ، على البهائم و على كل الارض و على جميع
الدبابات التى تدب على الارض ( تكوين 1 ) لكن ربنا يسوع المسيح كان له سلطان على الطبيعة ، ولم يتم استخدام هذا لسلطان بشكل خطأ،ولم يستخدمه للخطية علي العكس اتضع جدا واخذ هذا السلطان و انتهر الرياح ، فصار هدوء عظيم ، كما ان معجزات كتير من معجزات ربنا يسوع المسيح
تؤكد على إن له سلطان على الطبيعة .
كبداية للخليقة :
كان آدم الأول خليقة الله فقيل : " جبل الرب الاله آدم ،تراب الارض ، ونفخ في نفس في أنفه
نسمة حياة ، فصار آدم نفسا حية " . ( تكوين 2 ) اما السيد المسيح ، السيد المسيح هو الابن الوحيد المولود من الأب ، وهو مولود غيرمخلوق ، كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله وكل من يحب الوالد يحب المولود منه ايضا علي الرغم من ان ادم أول الخليقة ، لكن المسيح هو الابن الوحيد الازلى الذي في حضن ابيه الذي خبرنا بالآب .
الخطية وفساد الطبيعة
آدم على الرغم من انه رأس الخليقة ، لكن كانت الخطية عن طريقه ، فدخل الينا الموت عن طريقه دخل لنا الفساد وفي رومية 5 – 12 قام معلمنا بولس بعمل مقارنة بين ادم والمسيح من أجل ذلك ، كأنما بأنسان واحد دخلت الخطية الى العالم ( ادم ) ، بالخطية الموت وهكذا ،اجتاز الموت إلى جميع الناس ، إذ أخطأ الجميع ( لأننا ورثان الخطية والفساد والموت ) ، إذ أخطأ الجميع ، ولكن ليس كالخطية ، هكذا أيضا الهبة لأنه إن كان بخطية واحد ، مات الكثيرون ( ادم ) ، فبالاولى كثيرا نعمة الله ، و العطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد ( المسيح)، قد ازدادت للكثيرين ، يبقى آدم كان بيه الخطية لأنه كما بمعصية الانسان الواحد جعل الكثيرون خطاه ( ادم ) ، هكذا أيضا بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبرار فالمسيح هو برنا ،آدم تسبب في فساد الجنس البشرى ، الجنس كله بشرى و الجميع زغوا اما المسيح فاصلح هذا الفساد فصار آدم الجديد ،لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع .
اللعنة :
لعنت الأرض بسبب ادم ، قال له ملعونة الارض بسببك ، ( تكوين 3 - 17 ) في ( تثنية 21 - 23 ) المعلق ( الذي هو المصلوب معلق ) ملعون من الله فآدم جلب اللعنة على الارض ، اما المسيح حمل اللعنة ،لأنه علق على الصليب ( غلاطية 3 ) المسيح افتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة وبالتالي آدم جلب اللعنة اما المسيح فرفع اللعنة ، آدم جلب لنا الفساد ، المسيح ادخلنا البر ، آدم تمت غوايته من الشيطان ، المسيح غلب الشيطان ونتيجة ثمرة الخطية بالتعب تأكل منها ، ( تكوين 3 ) ، اما المسيح فقد حمل التعب واللعنة
فأوجاعنا حملها أحزاننا ده حملها أوجاعنا تحمل ونحن حاسبناه مضروبا من الله ومذلولا ، هو
مجروح لأجل معصينه مسحوق لأجل أثامنا تأديب سلامنا عليه بحبره شفينا أي بجراحاته شفينا
( اشعياء 3 – 4 ، 5 ).
الشوك والحسك
وقال له الرب ( تكوين 3 - 18 ) الأرض شوكا وحسكا ،تنبت لك والمقصود بالشوك هو الشيء الغير نافع والضار فالشوك الذي صنعه العسكر وقت الصليب وضفروه وكان في شكل اطار و الشوك الذي كان يخرج من الأرض خارج من الأرض ده اللى كان سبب لعنة لأبونا آدم ، لكن المسيح حملها
ووضعت علي راسه كإكليل شوك حتى يرفع اللعنة التي أخدها أبونا آدم عننا وبالتالي تتضح شخصية السيد المسيح في آدم ، فكيف كان ادم في بداية الخليقة ، لكننا نرتجي خليقة جديدة ،وعلي الرغم من ان ادم جلب لنا السقوط والخطية واللعنة والموت والهلاك والفساد وحمل ابونا ادم كل هذا واعطانا ادم الجديد ، فآدم كان صورة مقدمة للمسيح عن بداية جنس بشرى جديد خليقة جديدة ، خليقة تعطى حياة ، خليقة تعطى مجد ، خليقة تعطى خلص .
سمر خوفك فى لحمى
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين.
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مارلوقا عن تذكار الشهداء، يقول لنا "لا تخافوا من الذين يقتلون جسدكم بعد ذلك ليس لهم أن يفعلوا شيء أكثر بل أعلمكم ممن تخافوا، خافوا من الذي بعد ما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم نعم أقول لكم من هذا خافوا" مرة قال لا تخافوا ومرة أخرى قال خافوا لا تخافوا من الذي يقتل الجسد نحن كنا نظن أنه يقول لنا لا تخافوا مثلاً من الزحام لا تخافوا من الظلام لا تخافوا أنه لا يوجد طعام أو شراب لا فهو قال لنا لا تخافوا من الذين سوف يقتلوا جسدكم فهذا أكثر شيء يمكن أن يخيف في الحياة هل هناك شيء يخيف أكثر من ذلك؟! لا يوجد شيء يخيف أكثر من ذلك بمعنى أن أكثر أمر يمكن أن يخيف في هذه الدنيا فإن الكتاب المقدس والسيد المسيح قال لا تخافوا منها أي أمور في هذه الدنيا لا تخفنا ليس العمل أو الناس أو الخطر أو .. إلخ، لا شيء يخيفك لكن عندما تريد أن تخاف فعليك أن تخاف من الذي له سلطان أن يلقي في جهنم أي خوف آخر ممنوع لكن الخوف الذي من المفترض أن يغرس فينا هو مخافة الله مخافة العقاب الأبدي قال لنا "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" ما هذا؟!، قال نعم هذا الذي يجب أن نخاف منه تصور أن الانسان لا يوجد شيء أبدا يمكن أن يجعله يتوب ويرجع عن خطيئته إلا الخوف،وفي الحقيقة نحن نحتاج أن نخاف كثيراً جداً نعلم أن الله جميل ورؤوف وطويل البال ومتأني رحيم،و... إلخ،فنحاول أن نلغي فكرة أنه يعاقب أقول لك نعم هو جميل وطيب ومتأني لكن هناك وقت يأتي فيه ويعاقب لابد أن نعلم هذا أي أنني لابد أن أقول له يارب أنا قصرت كثيراً قصرت كثيراً لكن لابد أن أضع الأبدية أمامي،ولابد أن يكون داخلي خوف الكنيسة تعلمنا أننا كل يوم نقول لله"هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوب ومرتعب من كثرة ذنوبي لأن العمر المنقض في الملاهي يستوجب الدينونة" فالكنيسة تذكرني كل يوم هل تعرفون معنى كلمة "عتيد" في اللغة العربية؟ معناها "قريباً أكيد"، أي"هوذا أنا قريبا أكيد"، ما أجمل عندما يشعر الإنسان أنه عن قريب أكيد سوف يقف أمام الله فهذا الشعور ماذا يفعل به؟! يجعله يتراجع عن أشياء كثيرة يشعر الإنسان أن العمر المنقضي في الملاهي يستوجب الدينونة الانسان المتراخي في حياته والمتهاون في حياته ويرى أن كل الناس تفعل الخطايا،ويرى أن الخطية سهلة،ويرى أنه لا يبالي بشيء إذا فعل الخطية فهذا يحتاج أن يقول لله سمر خوفك في لحمي المخافة مهمة جداً يا أحبائي أن الانسان يكون على علم أنه سيأتي يوم ويقف أمام الله،ويفحص الأعمال وتكشف الأفكار في صلاة الستار يقول "أية إدانة تكون إدانتي أنا المضبوط بالخطايا من يطفئ لهيب النار عني إن لم ترحمني أنت يارب؟"مثلما يقول لك هذا المتهم ضبط متلبساً بالجريمة أية إدانة تكون إدانتي أنا المضبوط بالخطايا؟ من يطفئ لهيب النار عني إن لم ترحمني أنت يارب ما أجمل الإنسان الذي يظل يقول هذا الكلام الآن أفضل من أنه عندما يأتي يوم الدينونة ويفاجئ أنه قد انتهى الأمر، تقول لي أهكذا انتهى الأمر؟! أقول لك نعم هكذا، فهناك وقت قال لك "أغلق الباب" فقال له أفتح لنا فقال له انتهت أغلق الباب انتهت ليست رحمة لمن لم يستعمل الرحمة طالما أنا لم استعمل الرحمة الآن هنا لم أظل اصرخ واقول له ارحمني فليس لي رحمة فوق في السماء،ولكن نحن لم نأخذ هذه الفكرة عن الله أقول لك لا لابد أن تنتبه جيداً جداً لابد أن تعرف ما الذي يخيفك نحتاج أن نخاف نحتاج إلى أن مخافة الله تتسمر داخلنا لكي لا يكون لدينا استهتار،ولا يكون لدينا تهاون،ونظل نقول ليس الآن بعد قليل ليس الآن لا لابد أن يكون هناك مخافة انتبه يظل الله يتحايل على الانسان يتحايل على الانسان لكن يأتي وقت ويقول لك انتهى الأمر انتهى أنظر ماذا تريده أنت؟! الله يريدك أن تختار طريق النجاة قال لك هناك طريقين ها أنا قد وضعت أمامك طريق الحياة وطريق الموت اختار الحياة لتحيا لاحظ أنه لذلك الكاهن في القداس يقول أكلت بإرادتي أنا الذي أكلت بإرادتي وتكاسلت عن وصاياك أنا جلبت على نفسي حكم الموت إذن الإنسان يحتاج أن يقول لله ارحمني يارب ارحمني ارحمني ارحمني أحداث الحياة يا أحبائي لا تظنوا أنها صدفة هل الحروب التي تدور حولنا ألا تعلمنا شيء؟! تعلمنا أن حياة الإنسان يمكن أن تنتهي في لحظة الزلازل البراكين المجاعات الغلاء الاضطراب الوباء هل كل هذه الأشياء لا توجه لنا أي رسالة لا هناك رسالة تقول لنا انتبه الحياة التي تعيشها غير آمنة غير مستمرة غير مستقرة ارفع عينك إلى فوق انتبه لأن الانسان من شعوره الزائد بالاطمئنان وشعوره بأنه يملك هذه الحياة يبدأ يتأذى ملك الحياة ليس لنا نحن بل هو ملك الحياة الأمان من عنده الثقة والرجاء فيه هو نحن لا نعرف أن نعطي لأنفسنا رجاء في شيء لذلك قال لنا من هذا أريكم ممن تخافوا أنا أقول لكم الأمور التي من المفترض أن تخافوا منها المفترض أنني أذكر نفسي كثيراً بالدينونة المفترض أنني أغمض عيني هكذا واتخيل نفسي أمام الديان العادل وأرى،وأشاهد يقول لك تطرح الأفكار وتكشف الأسرار تنكشف الأسرار وتنكشف أفكاري الخفية وتنكشف أعمالي وانتظر ماذا يفعل معي الرب على سبيل المثال قديسة من القديسات جميلة جداً وانسانة ممتلئة تقوى اسمها الأم سارة كانت تقول أنا لا أضع رجلي على السلم وأرفعها على الدرجة التي تليها إلا بعدما أفكر أن حياتي يمكن أن تنتهي ما بين درجة والدرجة التي تليها تظن أن حياتها يمكن أن تنتهي الآن أحياناً الإنسان يظن أن حياته طويلة جداً،ويظن أنه لايزال لديه وقت طويل جداً أقول لك لا انتبه فالكاهن وهو يصلي يقول لهن لا تجعل عدو الخير ألا يضغينا بواسع الأمل أنه يجعلك تقضي العمرمثلما يقولوا عليه تسويف العمر باطل،وتظل كل مرحلة تقول ليس بعد عندما أتقدم قليلاً في العمر،وتظل منشغل خطورة شديدة جداً إن الإنسان يقضي حياته في انشغال أقول لك عن ثلاثة مراحل في حياة الإنسان :
١- مرحلة الطفولة إلى سن حوالي ١٥سنة : في هذه المرحلة الإنسان يعيش ويكون لديه صحة ولديه وقت لكن ليس لديه مال .
٢- من ٢٠سنة إلى ٦٠سنة : الإنسان يكون لديه صحة ومال لكن ليس لديه وقت وهذه المرحلة التي أنتم فيها الآن، لديكم صحة ومال لكن ليس لديكم وقت بل منشغلين.
٣- مرحلة ما بعد الستين سنة : المرحلة الأخيرة في الحياة، لديه مال ولديه وقت لكن ليس لديه صحة، يقول لك أتمنى لو عرفت هذه الفكرة من البداية .
أقول لك إذن انتبه فالحياة تحتاج إلى وعي، يحتاج الإنسان يعرف أن هذه الدنيا ليست دائمة، لابد أن يفعل للأبدية ولابد أن يؤمن مستقبله الأبدي،ولابد أن يخاف لابد أن يخاف ولابد أن تكون مخافة الله داخل قلبه وداخل افكاره هناك أشياء عندما تفكر أن تفعلها تقول لا مخافة الله لا يليق لا فماذا أقول لله عندما أقف أمامه؟! لا أنا لابد أن أتوب ولابد أن ارجع الآن فأنا لست ضامنا فمن الممكن أن يكون اليوم هو آخر يوم في حياتي أقول لك على شيء، كثيراً عندما أرى صور لأشخاص في اجتماعات أو صور في قداسات أقصد صور لتجمعات صدقني بعدما ترى هذا التجمع تأتي في السنة القادمة لتراه تجد فيه نسبة من الأشخاص ليست موجودة نفس الصورة تجد هناك بعض الأشخاص وقد وصلوا إلى السماء،وتتعجب وتقول إن فلان،وفلان كانوا شباب! نعم تأتي لتحصر العدد تجد دائمًا نسبة من ٥٪ إلى ١٠٪ ليسوا بموجودين فهذه طبيعة الحياة طبيعة الحياة أن كلنا لا نظل موجودين طول الدهر الله يقصد ذلك إذن طالما أن الحياة غير مستمرة فأنا ماذا أفعل؟ أفوق انتبه لذلك معلمنا بطرس قال كلمة قوية جداً أختم بها كلامي وهي في الحقيقة كلمة صعبة ليست سهلة أن يقولها قال "إنما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا" تعقلوا لكني اعتقد أنني إذا قلت لأي شخص فيكم كلمة اعقل فتكون عيبة جداً أليس كذلك؟! إذا شخص قال لي اعقل تكون عيب فهذه إهانة فهل أنت تراني مجنون؟! عندما يقول لكم كلمة تعقلوا نعم نحن نحتاج أن نسمع كلمة اعقلوا يا جماعة اعقلوا، القديس العظيم الأنبا انطونيوس قال عن الخطية هي الجنون لماذا جنون؟ قال لك لأنها تعبر عن شخص يبيع الغالي بالرخيص يبيع الحياة الأبدية باللذة الأرضية فهي زائلة هي ليست شيء تبيع أبديتك ميراثك في الملكوت الذي يقول لك "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل تأسيس العالم" أنتم أولادي انا أعطيتكم مكان في السماء تعالوا خذوا مكانكم،وأنظر أجد نفسي أنا الذي أضعت هذا المكان بتهاون واستهتار ربنا يعطينا أن مخافته تكون متسمرة داخل قلبنا وداخل عقلنا قبل أن نفكر في أي شيء قبل أن الخطية تتملك علينا بالأكثر فالمخافة عندما تتسمر فينا تكون مانعة لنا عن أي شر ربنا يحفظنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .
المسيح في شخصية أبينا إبراهيم - الجزء الثاني
أولا : شفاعة أبينا إبراهيم.
١- شفاعة أبينا إبراهيم في أهل سدوم وعمورة ( تك 18 )
في الإصحاح الثامن عشر من سفر التكوين نجد ربنا يسوع بيتكلم مع أبونا إبراهيم. "هل أخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله؟" وهذه العبارة كبيرة جدا على أبونا إبراهيم معقولة ربنا يستأذن حد من البشر عشان يعمل أمر ما؟ وهنا لازم نعرف ان لما نلاقي عبارة أكبر من البشر إذن هي تخص السيد المسيح زي ما درسنا في شخصية ملكيصادق لما قيل عنه إنه مشبه بابن الله، وهي عبارة كبيرة على بشر كمان لما ربنا قال لأبونا إبراهيم بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض، ودي عبارة كبيرة جدا على أبونا إبراهيم، إذا ما المقصود بها؟ المقصود هو السيد المسيح، وليس فقط أبونا إبراهيم خاصة انه قال كلمة ( في نسلك) وليس (في أنسالاك) أي إنه يعني شخص واحد، أي أن المقصود هو السيد المسيح إذن فإن عبارة "هل أخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله ؟ " لا نفهمها إلا في السيد المسيح، لأنه الابن والابن هو الذي يعرف كل شيء فالأب في الابن والابن في الآب والاثنان لهما مشيئة واحدة صحيح أن القصة حقيقية لكنها تشير إلى الابن المسيح ثم نجد أبونا إبراهيم يتشفع في أهل سدوم وعمورة ثم قَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا » وأبونا إبراهيم فكر في لوط كيف يخرجه من المدينة، مع إنه من وقت معركة كدر لعومر التي كانت من 20 سنة تقريبا لم يُذكر لوط أبدا ولا حتى ليشكر عمه إبراهيم وإنما انخرط في أهل سدوم وعمورة وتعايش معهم لهذا تشفع فيهم أبونا إبراهيم من أجل خاطر لوط
خد بالك شفاعة أبونا إبراهيم في أهل سدوم وعمورة ليس لأنهم أبرارا أو صالحين، لكن لأن أبونا إبراهيم هو بار صالح لا يريد هلاك أحد وهي دي شفاعة السيد المسيح ليس لأننا أبرار، أو لصلاح فينا، لكن من أجل صلاحه هو لدرجة أن أبونا إبراهيم يقول كلمة كبيرة جدا، وصعبة جدا جدا أديان كل الأرض لا يصنع عدلا( تك 18 : 25) دالة عجيبة جدا بين أبينا ابراهيم وبين الله الآب وكأنه هو السيد المسيح الذي يشفع فينا لدى الآب ويكمل أبونا إبراهيم ويطلب من أجل أهل مدينة سدوم وعمورة لو فيها 50 بار يا ربي لا تهلكها لكن لم يجد فيها 50 بار. كمان يكمل أبونا إبراهيم وقال شرعت ان اكلم المولى وأنا تراب ورماد يارب لو كان فيها 45 طب لو فيها 40 وجادل أبونا إبراهيم ربنا ست مرات يالا شفاعتك يا أبونا إبراهيم يالا دالتك لدى الله كم تكون شفاعتك؟
حتى ان الله يقبل المجادلة منه، ويقبل شفاعته، لأنه إنسان له دالة لدى الله شفاعته توسلية مقبولة أمام الله، فكم تكون الشفاعة الكفارية؟
خد بالك فيه فرق بين الشفاعة التوسلية، و الشفاعة الكفارية
التوسلية: هي شخص بار يشفع.
الكفارية هي شخص بار ليس فقط يشفع، وإنما أيضا يدفع الحق شفاعة السيد المسيح مقبولة لأنه مساوي للآب ومحبوب لدى الآب يشفع بدمه ذبيحة نفسه يشفع كل حين وليس مؤقتا "بروح أزلي يشفع فينا" شفاعة ربنا يسوع المسيح هي في كل البشر المسيح صالحنا لنفسه ووحدنا به " إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا. " (1 يو 2: 1 ، 2) شفاعة ابونا إبراهيم كانت مقبولة، لكن لأن أهل سدوم كان شرهم أكبر فلم تنفعهم شفاعته شفاعة ربنا يسوع المسيح قوية ومقبولة نصلي يارب ارحمني يا رب أنقذني يا رب اتدخل يا رب إنت اللي تديني البر من عندك شفاعته مقبولة لأنها بدمه بذبيحة نفسه أمام الأب الآباء القديسين قالوا لنتمسك بالاسم الحلو الحسن.
٢- شفاعة أبينا إبراهيم في ابيمالك (تك 20 ) :
لما نزل أبينا إبراهيم إلى منطقة جرار وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي» فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ - وبالمناسبة لقب ابيمالك هو لقب مثل رئيس أو فرعون وليس اسم شخص - وهنا ظهر الله لابيمالك في حلم ومنعه من الاقتراب من سارة ولكي يحيا أمره الله أن يطلب من إبراهيم أن يصلي من أجله ويشفع فيه كانت شفاعة أبونا إبراهيم في ابيمالك من أجل الشفاء هكذا شفاعة المسيح فينا من أجل الشفاء التمسك بشفاعة ربنا يسوع المسيح لتشفى ولن تخزى "والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم"
ثانيا: في ملء الزمان (تك (21) :
افتقد الله ابونا ابراهيم وأتم وعده كما قال له سيكون لك نسل ووقتها كان عنده 100 سنة ورقم 100 بيرمز لكمال أمر ما أو لنهاية أمر ما أذن رقم 100 يعني أنه في كمال الزمن نفذ الله وعده لإبراهيم وهو نفس ما قاله معلمنا بولس الرسول " وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّي"(غلا 4: 4) "وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ" (تك 5:21) هذا هو ملء الزمان ملء التاريخ المحدد الذي يأتي فيه المسيح الذي جاء بوعد و نبوات ورموز ابونا ابراهيم هو رمز للثمر الذي يأتي يفتقدنا وينجينا و يخلصنا .
ثالثًا: تقدمة أبونا إبراهيم ابنه اسحاق (تك (22):
قال الله لابراهيم «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدُهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ». (تك 2:22) إشارة لتقدمة الآب للأبن وحيده حبيبه ليقدمه محرقة للنهاية حتى أسلم الإبن الروح الذي اجتاز الألم للنهاية أبينا ابراهيم خرج بابنه وهو عالم بكل ما سيأتي عليه وربنا قاله أنا عارف إنه ابنك حبيبك الذي أخذت به الوعد وهذا الأمر صعب جدا.
ازاي يارب اللي أخذت به الوعد اقدمه محرقه؟ ازاي اللي تقال عنه في نسلك تتبارك جميع قبائل الأرض ربنا يطلبه محرقة؟
عشان كده هذا الأمر هو رمز لشخص السيد المسيح نفسه في الحقيقة، زكريا الكاهن أدرك بالروح هذا الرمز لما قال" لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ، الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لِإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا" (لو 1: 72 ، 73) أبينا إبراهيم هنا هو رمز للطاعة لله الآب، وهو رمز لطاعة المسيح للمشيئة الإلهية يعني نقدر نقول إن العهد الذي لأبونا إبراهيم هو اختيار الله لواحد مدعو من جنس البشر، ليمثل الله وسط البشر وده رمز لربنا يسوع المسيح الذي به تتبارك جميع قبائل الأرض، وهذا الذي سيكون أمة عظيمة، إذا هذا هو المسيح في الحقيقة، هذا الذي سيكون له النسل كما يقول ربنا يسوع المسيح" لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم"( يو38:8) شخصية أبونا إبراهيم شخصية غنية، ولما نتعمق فيها ناخد نصيب كبير، معلمنا بولس الرسول يعلن لليهود أن البركة لم تكن فقط لأهل الختان، أي اليهود وقال لهم لما ربنا وعد إبراهيم بالبركة، هل كان وقتها في الختان أم في الغرلة؟ هل بعد الختان؟ أم قبله؟ في الحقيقة إنه قبله ربنا وعد إبراهيم بالبركة وهو ما زال في الغرلة إذا فإن وعد البركة ليس شرط له الختان، معلمنا بولس استخدم الجزء ده ليثبت أن البركة كانت لنسل كل الأمم وليس لليهود فقط.
أخيرًا تلخيص شخصية ابراهيم كرمز لحياة ربنا يسوع المسيح في نقاط محددة
١- الطاعة
ابينا ابراهيم بالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. (عب 8:11)
ربنا يسوع المسيح إِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّليب (في 2 :2)
٢- غريبا
ابينا ابراهيم غريبا عاش بين الخيام
ربنا يسوع المسيح عاش غريبا لم يكن له أين يسند رأسه
٣- الفقر الاختياري
ابينا ابراهيم افتقر بالرغم من غناه الشديد ولم يكن عنده مكان ليدفن زوجته سارة واشترى مغارة مكفيلة من الحثيين اي انه لم يشتري أي شيء إلا مقبرة لانه "ليس لنا هنا مدينة باقية"
ربنا يسوع المسيح لما مات المسيح بالجسد لم يكن له مكان يدفن فيه وجاء يوسف ونيقوديموس ووضعوه في قبر جديد
٤- المذبح
ابينا ابراهيم كان ملازما لابينا ابراهيم المذبح في كل مراحل حياته ما أجمل أن يكون لنا علاقة بالمذبح في كل مكان وفي كل وقت كان أبينا إبراهيم رجل المذبح والخيام.
ربنا يسوع المسيح المذبح في حياة ربنا يسوع هو الصليب الذي كان ملازما له منذ ميلاده وحتى موته - قيل للعذراء "يجوز في نفسك سيف" - قيل ليوسف البار " قم خذ الصبى واهرب" - قال يسوع لأمه "ينبغي أن أكون فيما لأبي" - وايضا في عرس قانا الجليل "لم تأتي ساعتي بعد" خرج وهو عالم بما سيأتي عليه حين تكلم مع موسى وايليا عن خروجه العتيد.
٥- يهود وأمم.
أبينا ابراهيم تزوج بسارة اولا ثم هاجر. ربنا يسوع المسيح اقترن بكنيسة من اليهود والأمم
٦- الشفاعة
ابينا ابراهيم شفع في أهل سدوم وعمورة
ربنا يسوع المسيح يشفع فينا المسيح بدمه الطاهر من أجل صلاحه
٧- الاتضاع والخدمة
ابينا ابراهيم استقبل ضيوفه وغسل أرجلهم اتكئهم تحت شجرة عمل لهم وليمة عظيمة
ربنا يسوع المسيح غسل أرجل تلاميذه ضلل عليهم بالصليب (الشجرة) اعطانا جسده ودمه الكريمين (طعام حياة)
٨- البداية
ابينا ابراهيم كان هو بداية لنسل يعبد الله
ربنا يسوع المسيح هو البداية لجنس بشري يسيروا ورائه وصار لكل الذين يطيعونه خلاص ابدي.
صار لنا في حياة إبراهيم معنى جديد هو المسيح ذاته الذي جاء ليدافع عنا " ونحن بعد خطاة جاء المسيح لأجلنا " وجاء ليعرض نفسه للخطر كما إبراهيم في معركة كدر لعومر جاء ليرد لنا ما قد سبي جاء ليرد لي ما هو حقي وما هو ميراثي وما هو نصيبي جاء العدو ليسلبنا ميراثنا ومجدنا وفخرنا وحريتنا فجاء المسيح ليعيدها لنا ولا يطلب الا ان نكون في محبة وفرح وسلام كما كان أبونا إبراهيم محب لسارة التي ترمز للبشرية وللكنيسة هكذا ترى المسيح في البر و الحب والترك والبذل ابونا ابراهيم تعب من أجل سارة وحزن عليها وقت موتها واشترى مغارة لدفنها هكذا المسيح أمينا على النفس البشرية وحريصا أن يكون لها نصيب سماوي لا ينقطع شخصية أبينا إبراهيم شخصية غنية مخبأ فيها رموز السيد المسيح و لإلهنا المجد دائما أبديا آمين