العظات

القداسة وتيارات العالم

هذَا الموضُوع مُهِمْ وَعَمَلِي لِحياتنا لأِنَّ كَثِيراً نَقُول أنَّ العصر الَّذِي نَعِيشه مَلِئ بِتيارات شروَلاَ نستطِيع أنْ نَتَكَيَّف معهُ وَنُرضِي رَبِّنَا فِيه .. سَوفَ أقرأ معكُمْ مِنْ إِنجِيل مُعَلِّمنَا يُوحَنّا أصحاح 16 : 20 – 24 [ الحَقَّ الحَقَّ أقُولُ لَكُمْ إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنَوُحُونَ وَالعالمُ يفرحُ أنْتُمْ سَتحزنُونَ وَلكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ . المرأةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأِنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ وَلكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الفَرَحِ لأِنَّهُ قَدْ وَلِدَ إِنْسَانٌ فِي العالم . فَأنْتُمْ كَذلِك عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ . وَلكِنِّي سَأرَاكُمْ أيضاً فَتَفْرَحُ قَلُوبُكُمْ وَلاَ ينزع أحَد فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ . وَفِي ذلِكَ اليومِ لاَ تَسْألُونِي شيئاً . الحَقَّ الحَقَّ أقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسمِي يُعْطِيكُمْ . إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شيئاً بِاسمِي . اُطْلُبُوا تأخُذُوا لِيَكُون فَرَحُكُمْ كَامِلاً ] تيارات العالم لَهَا قُوَّة لَهَا سُلطان لَهَا إِغرَاءات مُتَجَدِّدة بِحسب العصر بِتُقَدِّم وَسَائِل جَذَّابة .. أكِيد كُلَّ هذَا بِسَمَاح مِنْ الله وَلكِنْ بِسُلطان مِنْ عدو الخِير لِكي يِبعِد النَّاس عَنْ حياتهُمْ الأبَدِيَّة وَعَنْ خَلاَصهُمْ وَمَسِيحهُمْ وَعَنْ فرحهُمْ .. يِربِك حياتهُمْ الزَمَنِيَّة وَيِضَيَّع حياتهُمْ الأبَدِيَّة .. حِيلِة عدو الخِير الَّتِي يُحَارِبنَا بِهَا مُنْذُ الأزل .. سَوفَ أتَحَدَّث معكُمْ فِي نُقطِتِين هُمَا :-

صوم الحواس

الصُوم فِترة مُقَدَّسة الهدف مِنْهَا أنَّ الإِنسان يُضبُط نَفْسه وَفِكره وَشَهَوَاته كُلَّهَا عِندما نبدأ الصُوم نَقُول لإِنَفُسَنَا هُناكَ أشياء لاَ نأكُل مِنْهَا رغم أنَّ هذِهِ الأشياء مِنْ المُمكِنْ أنْ نَكُون نُحِبَهَا .. وَهذَا معناه أنَّنَا نُحِب رَبِّنَا أكثر مِنْ شهواتنا .. أنَّنَا نُحِب رَبِّنَا أكثر مِنْ أنَفُسَنَا أنَّنَا نُحِب رَبِّنَا أكثر مِنْ أي شِئ آخر .. فِعلاً إِنَّنَا نُحِب أنْ نأكُل أشياء كَثِيرة لَكِنْ مِنْ أجل رَبِّنَا نِضَحِّي وَنَقُول لِرَبِّنَا أنَّنَا نُحِبَّه أكثر مِنْ أي شِئ آخر وَأنَّ رَبِّنَا قبل نَفْسِي وَقبل شهوِتِي وَهُناكَ نِقاط مُهِمَّة جِدّاً وَهيَ أنَّ الصُوم هُوَ لَيْسَ مُجرَّد الصُوم عَنْ الأكل لأِنَّ الصُوم عَنْ الأكل هُوَ أمر سهل مِنْ المُمكِنْ أي شخص يفعله .. فَمَثَلاً هُناكَ أشخاص نباتِيين أي هُمْ الَّذِينَ لاَ يأكُلُوا اللحُوم .. فَهَذَا لاَ يعنِي أنَّهُمْ صَائِمُون .. فَمِنْ المُمكِنْ يَكُون يُمارِس رِجِيم أوْ خَائِف عَلَى صِحِتَّه مِنْ الدُهُون الَّتِي بِاللُحُوم .. أوْ هُناكَ مواد وَعناصِر بِاللُحُوم تُؤذِي القلب وَالصِحَّة وَالشرايين فَلِهذَا يأكُل الأكل النباتِي .. فَهَذَا لاَ يعنِي أنَّهُ صَائِم فَهُناكَ إِختِلاف فَالموضُوع لَيْسَ موضُوع أكل يمتنِع عنه وَيِعَوَّض عنه بِأنواع أُخرى .. فَالموضُوع هُوَ أعلى وَأعمق بِمَرَاحِل .. فَالصُوم هُوَ عمل رُوحانِي قبل مَا يُصبِح عمل جسدِي .. فَالصُوم لاَبُد أنْ يَكُون فِيهِ أنَّ الجسد يصُوم وَمَعْهُ خمس حاجات تصُوم أيضاً مَعْهُ .. فَالصُوم أوَّلاً بِالجسد وَمَعَ الجسد يصُوم أيضاً :-

الشباب والكنيسة

القديس يوحنا يقول ” كتبت إليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير “ ( 1يو 2 : 14 ) أجمل ما في الكنيسة الشباب فهُم عِماد الكنيسة .. فالبابا شنودة يقول ” كنيسة بلا شباب .. كنيسة بلا مستقبل “ .. نريد أن نقول أن الشباب في الفكر الروحي ليس أيام ولكنه حالة .. ليس عُمر ولكنه قلب .. لذلك يقول الكتاب المقدس ” يُجدد مثل النسر شبابك “ ( مز 103 : 5 ) .. الإنسان الروحي يتجدد في إنسانه الداخلي فلا يشعلا أبداً بشيخوخة إذا تأملنا في سِيَر الآباء القديسين في الكنيسة نجدهم غالبية شُبان تم استشهادهم وهم في متوسط العُمر .. فالكنيسة ليست قِباب ومنارات وأيقونات لكنها أعضاء فعَّالة وحية .. لذلك نجد في الكنيسة أطفال وشيوخ ولا نجد الفئة العُمرية ( الشبابية ) لأنَّ العالم أخذهم هناك أربعة أسباب تجعل مستقبل الكنيسة في الشباب :-

خطايا الشباب وعلاجها

مِنْ سِفْر الأمْثَال الأصْحَاح الخَامِس .{ يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى حِكْمَتِي . أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى فَهْمِي لِحِفْظِ التَّدَابِيرِ وَلِتَحْفَظَ شَفَتَاكَ مَعْرِفَةً لأِنَّ شَفَتَيِ الْمَرْأَةِ الأجْنَبِيَّةِ تَقْطُرَانِ عَسَلاً وَحَنَكُهَا أَنْعَمُ مِنَ الزَّيْتِ . لكِنَّ عَاقِبَتَهَا مُرَّةٌ كَالأَفْسَنْتِينِ } الْمَرْأَةِ الأجْنَبِيَّةِ فِي الكِتَاب المُقَدَّس لَيْسَتْ المَرْأة الإِنْجِلِيزِيَّة بَلْ هِيَ المَرْأة الغَرِيبَة عَنْ الإِيمَان .. وَكَلِمَة أجْنَبِي تَعْنِي الغَرِيب عَنْ الإِيمَان .. " الأفْسَنْتِينْ " هُوَ نَبَات مُرْ .. { حَادَّةٌ كَسَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ . قَدَمَاهَا تَنْحَدِرَانِ إِلَى الْمَوْتِ . خَطَوَاتُهَا تَتَمَسَّكُ بِالهَاوِيَةِ . لِئَلاَّ تَتَأمَّلَ طَرِيقَ الْحَيَاةِ تَمَايَلَتْ خَطَوَاتُهَا وَلاَ تَشْعُرُ } .. يَقُول الحَكِيم كَلاَم يَتَلاَمَسْ مَعَ مَوْضُوعْنَا وَهُوَ" العَادَات الرَّدِيئَة " فَيَقُول .. { اِشْرَبْ مِيَاهاً مِنْ جُبِّكَ وَمِيَاهاً جَارِيَةً مِنْ بِئْرِكَ . لاَ تَفِضْ يَنَابِيعُكَ إِلَى الْخَارِجِ سَوَاقِي مِيَاةٍ فِي الشَّوَارِعِ . لِتَكُنْ لَكَ وَحْدَكَ وَلَيْسَ لأِجَانِبَ مَعَْكَ . لِيَكُنْ يَنْبُوعُكَ مُبَارَكاً وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ } ( أم 5 : 1 – 6 & 15 – 18 )مَجْداً لِلثَّالُوث الأقْدَس .

معوقات التغيير ج1

مِنْ رِسَالَة بُولُس الرَّسُول لأِهل رومِيَةَ 12 : 2 [ تغيَّرُوا عَنْ شِكَلِكُمْ بِتجدِيد أذهانِكُمْ ] ما هِى أسباب عدم التغيير ؟ وَإِذا سِرت فِى الطرِيق أرجع أكثرمِمَّا تقدَّمت لِماذا ؟ هل لأِنِّى مُتلذِذه بِما أنا فِيه ؟ أم لِسهولة حياة العالم ؟ أم عدم الجِدِيَّة ؟أم مُحاربات عدو الخِير ؟لَوْ نظرنا لِحياتنا لوجدنا أنَّ هُناكَ خمس نِقاط تُعطِل نمونا الرُّوحِى وَتغييرنا :- 1- عدم الإِقتناع بِالتغيير :- متى أشعُر بِرغبة فِى تغيير شئٍ ما ؟ عِندما أشعُر بِملل مِنْه00هكذا عِندما أشعُر بِملل مِنْ الخطِيَّة أوْ مِنْ طرِيقة وَاسلُوب حياتِى أرغب فِى التغيير00القدِيس أُوغسطِينُوس فِى بِدايِة عِلاَقته بِالله إِقتحمت النِّعمة قلبه وَلكِنَّه عاش فِى صِراع بين العالم وَالشهوات وَالخطايا وَبينَ البِرّ وَالتقوى حَتَّى أنَّهُ قَالَ لله [ إِنِّى أجِد فِى الخطِيَّة لذَّة عنْكَ ]00لأِنَّها تُعطِيه حُرِّيَّة وَفرح حَتَّى أنَّهُ قَالَ [ إِنِّى أُرِيد أنْ أتوب وَلكِنْ ليسَ الآنَ ]00لأِنَّ الخطِيَّة مازالت فِى نظره ألذ مِنْ الحياة مَعَْ الله أحياناً النَّفْسَ تكُون غير مُقتنِعة بِرداءة الحياة فِى الشهوات وَبِجمال الحياة مَعَْ الله ما الَّذِى يجعلنِى أخلع هذا وَألبِس تِلَكَ ؟ ذلِكَ عِندما يقِل إِقتناعِى بِما أنا لابِسه فأطلُب تغييره00أحياناً الإِنسان لاَ يستحسِن الحياة مَعَْ الله وَتكُون فِى نظره كُلَّها كآبة وَصوم وَصَلاَة00كُلَّها أشياء ضِد النَّفْسَ فترفُضها النَّفْسَ وَتُصبِح داخِل النَّفْسَ حجر صدمة مُعطِل نمونبتِة العِلاَقة مَعَْ الله مِثلما نزرع بِذرة وَلكِنْ تحت التُربة حجر يُعطِل نموهاهذا الحجر عِبارة عَنْ مجموعة أمور مُعطِلَة عِلاَقتِى بِالله إِحذرِى مِنْ محبَّة الإِنسان العتِيق وَالدخُول معهُ فِى عهد00تخيَّلوا أنَّ الشَّعْب القدِيم أحبَّ آشور أكثر مِنْ الله حَتَّى أنَّهُمْ لمَّا قالُوا خلَّصتنا مِنْ السبى لَمْ يرجع مِنْهُمْ إِلاَّ القلِيل ،7000 نَفْسَ مِنْ 3 مليُون نَفْسَ هذِهِ الدُفعة القلِيلة هِى الَّتِى أحبَّت أُورُشلِيم أكثر مِنْ آشور وَكَانَ الرُجوع عَلَى ثَلاَثَ دُفعات بعد ذلِكَ يوجد إِنسان عايِش فِى خطاياه لكِنْ عِنده إِشتياق لِلتوبة وَيرفُض حياة الخطِيَّة وَيوجد آخر يتلذَّذ بِالخطِيَّة00[ لَمْ يستحسِنُوا أنْ يُبقُوا اللهَ فِي معرِفتِهِمْ ] ( رو 1 : 28 ) يعنِى رفضوا الله فتركهُمْ مُمكِنْ أكُون لَمْ أصِل لِدرجِة القناعة الكافية لِمحبِّة البِرّ وَأنْ يكُون عِندِى العطاء أكثر مِنْ الأخذ أوْ أنْ أبِيع كُلّ أموالِى أوْ أنْ يكُون مبدأىِ الملكُوت00لِذا أوِل مرحلة تصطدِم بِها الفضِيلة هِى العقل وَعدم الرغبة فِى التغيير وَرفض العقل لها وَيظِل سنوات فيُرسِل الله تجرُبة أوْ مُشكِلَة تجعله يصرُخ لله أجلِس مَعَْ نَفْسِى وَاسألها هل عندها رغبة فِى التغيير أم لاَ ؟00مُمكِنْ تكُون عِندِى الرغبة وَلكِنْ ضعِيفة لابُد أنْ أقوِّيها00يوجد أُناس عِندهُمْ عار المسِيح أفضل مِنْ غِنى مِصْرَ وَيوجد أُناس عِندهُمْ غِنى مِصْر أفضل00تحبِّى المظهر الخادِع وَالاَّ المظهر العادِى وَلكِنْ مجده الدَّاخِلِى أكبر يوجد مَنْ يقتنِع بِالتسامُح وَيوجد مَنْ لاَ يقتنِع بِالحِشمة وَيوجد مَنْ يستحسِن الأخذ أكثر مِنْ العطاء وَ لِذلِكَ يقُول [ تغيَّرُوا عَنْ شِكَلِكُمْ بِتجدِيد أذهانِكُمْ ]00أينَ تُرِيدِى أنْ تذهبِى ؟ إِذا وجدتِى نَفْسِك تبتعِدِى إِرجعِى00كما قَالَ القدِيس أُوغسطِينُوس[ إِلَى أى مدِينة أنتَ تنتسِب ]00[ أُنظُر إِلَى الحُب الَّذِى بِداخِلِكَ تعرِف إِلَى أى مدِينة أنتَ تنتسِب ]0 2- الخطايا المحبُوبة :- خطايا مُصِر عليها وَيعتبِرها مصدر فرحُة وَعدو الخِير يأخُذ فِى النَّفْسَ مراكِز لَهُ لِكى يتأصَّل داخِلها فيأخُذ نُقط الضعف الَّتِى فِى الإِنسان كمركز لَهُ وَيعمل داخِل النَّفْسَ قِلاَع وَيجعل عملِيِة التغيير بِالنِسبة لِلنَّفْسَ صعبة فِى حدِيث الله مَعَْ قايين [ فعِند البابِ خطِيَّة رابِضة وَإِليكَ اشتياقُها ]( تك 4 : 7 )00أحياناً نسعى لِلضعف بِحُب وَهذا أمر صعب كيف تعمل النِّعمة فِى وجوده ؟ يقُول القِدِيسِين [ أنَّ النِّعمة مُستعِده دائِماً ]00مُستعِده لِمَنْ ؟ لإِنسان مُتكاسِل ؟!!أوْ إِنسان يسعى لِلخطِيَّة ؟!!00لِذا تحتاج الخطِيَّة المحبُوبة لِصلوات وَلابُد أن تُقال فِى الإِعتراف الخطِيَّة المحبُوبة خطِيَّة ربط بِها عدو الخِير الإِنسان00وَمهما كَانَ سُلطان الخطِيَّة المحبُوبة النِّعمة قادِرة أنْ تنزعها مِنْ الإِنسان00القدِيسة مريم المصرِيَّة كَانَ لها خطايا محبُوبة ظلَّت تُجاهِد ضِدَّها 17سنة00الأمر غير هيِّن أوْ سهل00الخوف مِنْ الأهواء يأتِى بعد ذلِكَ00الَّذِى خرج مِنْ أرض مِصْر لَمْ يدخُل كنعان مُباشرةً00القدِيس مارِأفرآم يقُول [ إِقترِب إِلَى نَفْسِى فُكَّها ] إِذا كانت كلِمة الله بِالنِسبة لِلإِنسان كالرُصاص صلبه وَليسَ لها صَدَى إِحساس داخِلَه يكُون هُناكَ خطِيَّة محبُوبة يسعى لها وَيُحييها وَعدو الخِير يبنِى حصونه داخِل النَّفْسَ0 3- صعوبة الإِستمرار :- أنا جرَّبت إِنِّى أُقاوِم خطاياى قلِيلاً قلِيلاً00سقطت ثُمَّ قُمت ثُمَّ سقطت ثُمَّ قُمت00وَهكذا فيكُون عذاب الضمِير أكبر00صعوبة الإِستمرار فِى الطرِيق لأِنَّ فِى القناعة وَالخطايا المحبُوبة كُنت ضعِيف جِدّاً00قناعتِى بِجمال الحياة مَعَْ الله لَمْ تكُنْ كامِلة الخطايا المحبُوبة مؤجَّله وَليستَ ملغِيَّة00إِذا أردتِ التغيير لابُد مِنْ قطع الخطايا مِنْ داخِلِى وَقطع رباطاتها وَ لاَ أترُك مُسمار جُحا00لَوْ تركت ذِيل لِلخطِيَّة أجِدها تُحارِبنِى بينَ الحِينَ وَالآخر00الإِنسان تركِيبه صعبة00مُخ وَعِين وَفِكر وَحواس إِذا إِتحدوا معاً يُصبِحوا قوَّة هائِلة الطرِيق يكُون صعب عَلَى الَّذِينَ مازالَ قلبِهِمْ فِى مَصْر00زوجة لُوط خرجت مِنْ سدوم وَعمورة وَقلبها كَانَ داخِلهُما لِذا خروجها لَمْ يكُنْ خرُوج00الله يسنِد الضعف لكِنْ مَعَْ المُستهتِر وَالمُتهاوِن ماذا يفعل ؟ عدم الإِستمرار جاء مِنْ أنَّ دوافعِى كانت غير كاملةأوْ غير كافية الرُّوح يشتهِى ضِد الجسد وَالجسد ضِد الرُّوح00لابُد أنْ أكُون مُقتنِعة تماماً بِسُلطان الرُّوح لِذلِكَ مُمكِنْ واحِد يكُون بيتوب وَيطِيع أب إِعترافه وَعنده إِستعداد لِلتعب" ملكُوت الله لاَ يُؤخذ بِراحة " 00كيف آخُذ لمحة مِنْ السَّماء فِى جسدِى وَأنا جسدِى مائِت ؟لابُد مِنْ التعب وَالتعب يحتاج لِلقناعة كثِير مِنْ النَّاس رجعوا00كثِيرُون بدأوا بِالرُّوح وَأكملوا بِالجسد00كثِيرُون تابوا وَلكِنْ تركوا بذُور الخطِيَّة فِى القلب وَالفِكر00هل الإِنسان الَّذِى يكره أخاه وَلكِنْ لاَ يستطِيع أنْ يصنع معهُ شئ فيصمُت يُعتبر تائِب ؟00لاَ00أسباب الخطِيَّة إِنزعها مِنِّى عدو الخِير يأتِيكِ بِأفكار قائِلاً كفى إِحباط كفى تعب بِلاَ فائِده00أحد القِدِيسِين يقُول[ ليسَ لِى قُدره عَلَى القِيام وَليست لِى مسرَّة بِالسقُوط ]00النَّفْسَ لَوْ وضعت أمام الله إِشتياقها الله يُنَّمِيها00أحد القِدِيسِين يقُول لله إِنَّهُ إِحتار فِى نَفْسَه حَتَّى أنَّهُ قَالَ [ أنا صِرت كَمَنْ يُرِيد أنْ يجمع الماء فِى مِندِيل أوْ كَمَنْ يصعد لِلسَّماء عَلَى قدميهِ ]00أنت الَّذِى هدَّأت الرِيح قادِر أنْ تُعطِينِى عزاء وَقوَّة عِوض أفعالِى الأثِيمة القدِيسة سارة تقُول [ أنَّ تعباً كثِيراً ينتظِر المُبتدِئِين فِى الطرِيق ]00وَشبَّهتهُمْ كَمَنْ يوقِد حطب يجمعه أوَّلاً ثُمَّ يضع الوقُود وَفِى البِداية يكُون دُخان حَتَّى تنتظِم النَّار00نحنُ واقِفُون عَلَى بِدايِة الطرِيق وَعِندما نجِد بعض الصعوبات نتراجع تعالِى عَلَى نَفْسِكَ وَصَلِّى وَاقرأىِ مزامِير00إِحضرِى قُدَّاسات كثِيرة وَسترِى ثمر هذِهِ الجِدِيَّة وَالجِهاد00تعزِيَّات كثِيرة تنتظِرنا فِى الصلوات00سماء مفتوحة تنتظِرنا فِى القُدَّاسات00إِفتحِى قلبِك لِموضوع رُوحِى تسمعِيه وَحوَّلِيه لِصَلاَة00طبِيبنا طبِيب رحِيم لاَ يُكلِّفنا فوق مُستوانا00هل مِنْ المعقُول أنَّهُ ليسَ لدىَّ وَلَوْ نِصف ساعة أعطِيها لله وسط مشغُولِياتِى وَأهوائِى ؟!!القِدِيس أبو مقار يقُول [ يا أولادِى ها أنَّ البِئرَ عمِيقة وَلكِنْ ماءها حلو وَلذِيذ ]00صحِيح أنَّها تحتاج مِنْكِ تعب لكِنْ عِندما ترتوِى مِنْ ماءها ستنسِى كُلّ التعب لأِنَّ ماءها حلو [ ها أنَّ الطرِيق ضيِّق وَكرب لكِنْ المدِينة ملآنة أفراح وَسرُور ]00القِدِيسِين قدِّموا أتعاب فوق أتعاب لأِنَّهُمْ رأوا أنَّ الَّذِى أخذوه وَيأخُذوه أكثر كثِيراً مِمَّا يعطوه يدفعوا الرخِيص لِكى يأخُذوا الغالِى00يبِيعوا الحقل لِيقتنوا الجوهرة0 4- الوسط المُحِيط :- صعب عَلَى نَفْسَ أنْ تتغيَّر فِى وسط ردِئ00لِذا أرادَ الله أنْ يُخرِج لُوط مِنْ سدُوم وَقَالَ لَهُ اُخرُج وَاعتزِل الوسط المُحِيط يشِع بروده فِىَّ أوْ يشِع حرارة فِىَّ00عاشِرِى أطهار يشِعُّوا عليكِ طهارة عاشِرِى مُسَّبِحِين لِسانِكَ يُسَّبِح00عاشِرِى مُتهاوِنِين تتهاونِى بُطرُس الرَّسُول قَالَ [ أنتَ هُوَ المسِيحُ ابنُ اللهِ الحيِّ ] ( مت 16 : 16) عِندما كَانَ فِى قيصرِيَّة وسط التلامِيذ00لكِنْ عِندما كَانَ وسط المُحاكمة أنكره هُوَ هُوَ نَفْسَ الشخص لكِنْ الوسط يتغيَّرلِذا نجِد القِدِيسِين يحِبُّوا يعاشروا بعض وَالمُستهتِرِين يعاشروا بعض00إِذا كُنت أُحِب القداسة أختار وسط بِهِ قداسة أوْ عَلَى الأقل أختار وسط لاَ يُؤذِينِى00كثِيرُون بِسبب الوسط المُقدَّس نموا وَأحبُّوا الصَلاَة00وَكثِيرُون بِسبب الوسط الفاتِر فتُرت قُلُوبهُمْ لأِنَّهُمْ عاشروا عالمِيين00لأِنَّ الإِنسان ضعِيف كثِيرُون نموا لأِنَّهُمْ إِرتبطوا بِآخرِين مُحِبِين لِلمسِيح وَلِلخِدمة وَالتسبِيح فيبدأ النُور يدخُل حياتِهِمْ إِختارِى الوسط المُحِيط بِعِناية00القدِيس أُوغُسطِينُوس يحكِى عَنْ أصحابه قبل توبته وَقَالَ أنَّهُ لاَ يتخيَّل أنَّهُ لَوْ كَانَ بِمُفرده ما كَانَ يُفكِّر فِى عمل هذِهِ الخطايا00كانُوا يسرقوا لِيتباهوا أمام بعضِهِمْ البعض بِالسرِقة00كَانَ يخشى الفضِيلة لأِنَّها كانت تجلِب لَهُ العار مَعَْ أصحابه00وَكَانَ يفتخِر بِشرُور لَمْ يكُنْ يعرِفها وَلَمْ يرتكِبها وَالسبب هُوَ الوسط وَعِندما ماتَ أحد أصحابه وَبدأت النِّعمة تعمل فِيهِ ندمَ عَلَى عُمره السابِق وَحزِنَ عَلَى أصحابه00إِنتبهِى لأِصدقاءِك فِى العمل وَالمنزِل وَالكنِيسة وَاتخِذِى لَكِ أصدِقاء يرفعُوكِ0 5- عدم الجِدِيَّة :- مِنْ أكثر الأشياء الَّتِى تجعل حياتنا نحنُ بِالذَّات المُرتبِطِين بِالكنِيسة وَبِربِّنا غير مُتمتِعِين بِهِ هُوَ عدم الجِدِيَّة00كُلّ شئ بِإِستهتار وَكُلّ شئ نرِيد أنْ نأخُذه بِراحة وَلَوْ يوجد بعض التعب نرفُضه الإِبن الضال رجع بِكلِمة واحِدة00[ أقُوم وَأذهبُ إِلَى أبِي ] ( لو 15 : 18 )00 جِدِيَّة00" أقُوم الآن " بِها مُحفِزات أعطته قُوَّة لِلقِيام وَكما الخِصى الحبشِى قَالَ لِفِيلُبُّس[ هُوذا ماء0ماذا يمنعُ أنْ أعتمِدَ ] ( أع 8 : 36 )00وَأنتِ هكذا هُوذا مذبح وَهُوذا كهنُوت ماذا يمنع أنْ تتغيَّرِى00[ لنا مذبح لاَ سُلطان لِلَّذِينَ يخدُِمُونَ المسكن أنْ يأكُلُوا مِنْهُ ]( عب 13 : 10)00أعطانا غُفران وَحياة أبدِيَّة00ما فِى شئ طلبناه وَلَمْ يُعطِه لنا حَتَّى لَوْ نوِيت أعترِف أجِد إِعترافِى شكلِى00لَوْ حضرت قُدَّاس أحضره بِتوانِى لَوْ نَفْسِى فِيها قُوَّة النِّعمة لقُلت [ سبقت عيناي وقتَ السَّحر لأتلو فِي جمِيع أقوالك ]( القِطعة الثَّانِية مِنْ صَلاَة باكِر )00ناس تأخُذ الحياة بِحزم وَجِدِيَّة مِثْل مارِأفرآم الَّذِى منعَ نَفْسَه عَنْ قلِيل مِنْ الماء لِيتمتَّع بِالعطش مَعَْ الله عَلَى الصلِيب00لِذا يقُول الإِنجِيل [ كُونُوا رِجالاً ]( 1كو 16 : 13) لابُد أنْ يكُون عِندنا رُوح جِدِيَّة يُقال عَنْ راعُوث أنَّها وَهِى تعمل فِى الحقل كانت نشِيطة جِدّاً وَتعمل بِجِدِيَّة وَعِندما رآها بُوعز سأل عنْها00هكذا الله عِندما يجِد إِنسان جاد يقُول لَهُ أُرِيدك عرُوس لِنَفْسِى وَيفتح لَهُ سماه وَيُعطِيه عطايا المُهِمْ أنْ يجِد جِدِيَّة فِى الحقل00لمَّا سألَ بُوعز عَنْ راعُوث قالُوا لَهُ أنَّها تعمل وَقلِيلاً ما لبِثَتْ فِى البيت ( را 2 : 7 )00الوقت كُلّه تعمل نحميا وَالَّذِينَ معهُ لَمْ يكُنْ عِندهُمْ وقت لِتغيير ملابِسِهِمْ00نجِد داوُد النَّبِى يقُول[ إِنِّي لاَ أدخُلُ إِلَى مسكن بيتِى ، وَ لاَ أصعدُ عَلَى سرِير فِراشِي0 وَ لاَ أُعطِي نوماً لِعينيَّ ،وَ لاَ نُعاساً لأِجفانِي ، وَ لاَ راحةً لِصدغِى0 إِلَى أنْ أجِد موضِعاً لِلرَّبَّ ، وَمسكناً لإِلَه يعقُوب ] ( مز 131 مِنْ مزامِير صَلاَة النُوم )00إِنسان لَنْ ينام إِذا لَمْ يُصَلِّى00لَنْ يرتاح حَتَّى يجِد موضِعاً لِلرَّبَّ فِى قَلبه ربِّنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً أمِين.

مَا بَيْنَ القَنَاعْة وَالطَمْع

مِنْ سِفر التَّكْوِين 13 : 10 – 13 { فَرَفَعُ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأى كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ أنَّ جَمِيعَهَا سَقْيٌ قَبْلَمَا أخْرَبَ الرَّبُّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ كَجَنَّةِ الرَّبِّ كَأرْضِ مِصْرَ . حِينَمَا تَجِئُ إِلَى صُوغَرَ فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ وَارْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقاً . فَاعْتَزَلَ الوَاحِدُ عَنِ الآخَرِ . أبْرَامُ سَكَنَ فِي أرْضِ كَنْعَانَ وَلُوطٌ سَكَنَ فِي مُدُنِ الدَّائِرَةِ وَنَقَلَ خِيَامَهُ إِلَى سَدُومَ . وَكَانَ أهْلُ سَدُومَ أشْرَاراً وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدّاً } مَا هُوَ الطَّمَعَ ؟ هُوَ أنْ يَنْظُر الوَاحِد إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ .. الطَّمَعَ هُوَ أنَانِية .. هُوَ أنْ لاَ يَنْظُر الوَاحِد لِلآخَر .. هُوَ مَحَبَّة لِلنَصِيب الأكبر .. هُوَ مَحَبَّة لِلأخذ وَلَيْسَ العَطَاء .. لِذلِك نَجِد الإِنْسَان الطَمَّاع سهل أنْ يَخْسر مَنْ حَوله .. مَنْ كَانَ الأكبر لُوطٌ أم إِبْرَام ؟ بِالطبع كَانَ إِبْرَاهِيم بِمَثَابِة أب لِلُوط .. عِنْدَمَا خَرَجَ إِبْرَاهِيم مِنْ أرْض حَارَان أخَذَ مَعَهُ لُوطٌ كَإِبن لَهُ وَعِنْدَمَا حَدَثِت المُخَاصَمة قَالَ إِبْرَاهِيم لِلُوطٌ نَحْنُ أخَوَان إِنْ أخذت أنْتَ يَمِيناً أنَا آخُذ شِمَالاً كَانَ يَجِب عَلَى لُوط أنْ يَقُول لَهُ إِخْتر أنْتَ أوَّلاً لكِنْ لِلأسف لُوطٌ هُوَ الَّذِي إِخْتار أوَّلاً لِنَفْسِهِ .. لُوطٌ فَضَّل الشِئ عَلَى الشخص وَهذَا هُوَ الطَّمَع .. بينَمَا إِبْرَاهِيم إِخْتَار الشخص لاَ الشِئ الطَّمَع يَجْعل الإِنْسَان يَخْسر أخوه .. يَنْظُر لِنَفْسه وَلاَ يَنْظُر لِغيره معرُوف أنَّ الإِنْسَان بِئر لِلرَغَبَات يَطْلُب وَلاَ يَشْبع هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ لُوطٌ عِنْدَمَا أخذ الأرْض شَبْع ؟ بِالطَبْع لاَ .. لَمْ يَشْبع .

كيف تتعامل مع الجنس الأخر

كَيْفَ نَتَعَامل مَعَ الجِنْس الآخر ؟ وَمَا هِيَ حِدُود هذِهِ المُعَاملات وَمَا هِيَ قَوَاعِدهَا ؟يَقُول مُعَلِّمنَا بُطرُس فِي رِسَالته الأُولى أصحاح 3 : 7 [ كَذلِكُمْ أيُّهَا الرِّجَالُ كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأضْعَفِ مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً كَالوَارِثَاتِ أيضاً مَعَكُمْ نِعْمَةَ الحَيوةِ لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ ] لِكَي تِعرف كَيْفَ تَتَعَامل مَعَ الجِنْس الآخر يوجد أربعة مَفَاتِيح :-

معوقات التغيير

نقرا جُزء مِنَ رِسالة مُعلّمِنا بولس الرسول إلى أهل رومية إِصحاح 12 عدد 1 : 5 بركاته على جميعنا آمين :[ فأطلُب إِليكُم أيّهُا الإِخوة بِرأفِة الله أن تُقدّموا أجسادكُم ذبيحةً حيّة مُقدّسة مرضيّة عِند الله ، عِبادتكُم العقليّة 0 ولا تُشاكِلوا هذا الدهر ، بل تغيّروا عن شكلكُم بتجديد أذهانكُم ، لِتختبِروا ما هى إِرادة الله : الصّالِحة المرضيّة الكامِلة 0 فإِنّىِ أقول بالنعمِة المُعطاة لِى ، لِكُلّ مَنْ هُوَ بينكُمْ : أنْ لاَ يرتئىِ فوق مَا ينبغىِ أن يرتئىِ ، بل يرتئىِ إِلَى التّعقّل ، كما قسم الله لِكُلّ واحِدٍ مِقداراً مِنَ الإِيمان 0فإِنّهُ كما فِى جسدٍ واحِدٍ لنا أعضاء كثيرة ، ولكِن ليس جميع الأعضاء لها عمل واحِد ، هكذا نحنُ الكثيرين : جسد واحِد فِى المسيح ، وأعضاء بعضاً لِبعضٍ ، كُلّ واحِدٍ للآخرِ ] 0 ( رو 12 : 1 – 5 ) فلتحِلّ علينا نعمِته وبركِته مِنَ الآن وكُلّ أوان وإِلَى الأبد آمين فِى دعوة مِنَ الله بالروح القُدس أنّنا نتغيّر ، فالحياة التّى للإِنسان كُلّها قائِمة على التغيير ، مثلاً فِى الدراسة ننتقل مِنَ إِبتدائىِ إِلَى إِعدادىِ إِلَى ثانوى إِلَى جامعة ، الجسد يتغيّر النمو يتغيّر وخلايا الجسم تتغيّر ، كذلِك دم الجسم يتغيّر فلهُ دورة مُعيّنة فِى الجسم فالدم يتجدّد خِلال 5 أو 6 شهور 000وهكذا ينمو الجسم فتنمو الملامح وتتغيّر ، فإِذا كان هُناك تغيير على مُستوى الجسد فيليق أن يكون هُناك تغيير على مُستوى الروح والنِفَس ، فإِن كان الجسد يتغيّر فالنِفَس لابُد أيضاً أن تتغيّر ، فإِذا تخيّلنا عِند التغيير على مُستوى كُلّ الأمور إِلاّ مُستوى الروح والنِفَس فأكون ناضِجاً وأنتقِل مِنَ سنة لأُخرى وأتغيّر مِنَ طِفل إِلَى شاب إِلَى شيخ فكُلّ هذا يحدُث لهُ تغيير إِلاّ على مُستوى الروح والنِفَس ، فعِند التغيير على مُستوى الجسد لابُد مِنَ التغيير على مُستوى الروح ، لو أحببت أن أتغيّر فما هى مُعّوقات التغيير ؟ وما هى الأمور التّى تجعلنىِ واقِف بِلا تقدّم ؟ 1- عدم مُحاسبة النِفَس 0 2- التساهُل والأعذار والتأجيل 0 3- الخطايا المحبوبة 0 4- قساوة القلب 0 ذات يوم جاء شاب للجلوس مع راهِب فِى الدير لكنّهُ ليس أب إِعترافه ، وأثناء حديث الشاب مع الراهِب كان صامِتاً فتعجّب الشاب مِنَ صمت الراهِب وقال لهُ لِماذا لا تُجيبنىِ ؟ فأجابهُ الراهِب مُنذُ فِترة طويلة وأنا لمْ أراك ، فردّ الشاب مُنذُ سنتين تقريباً ، فأجابهُ وقال مُنذُ سنتين وأنت كسابِقك فيجِب علينا التغيير ، فيُقال [ إِلَى أن نصِل إِلَى مِلء قامة المسيح لِكى تمتلِئوا إِلَى مِلء الله ] 0 1- عدم مُحاسبة النِفَس التاجِر الّذى لا يجرِد متجرهُ بإِنتظِام والّذى لا يُراجِع نِفَسه وحِساباته فهو قريب مِنَ الخِسارة وبالعكس للتاجِر الناجِح الّذى يجرِد بإِنتظام ليرى مدى مكسبه أجلِس مع نِفَسىِ فأحصُرها وأُحاصِرها وأراجِع نِفَسىِ وأُقيّمِها ، ومُحاسِبة الحواس كالعين والقلب والأفكار والسلوك ، أمور كثيرة تحتاج إِلَى وقفة حازِمة فكُلّ هذا يتكشّف بِمُحاسبة النِفَس فيقول فِى مراثىِ أرميا [ يجلِس وحدهُ ويصمُت ] ، وتتساءل إِلَى متى تظل مربوط بالخطايا وإِلَى متى تكون فِى صِراعات مع نِفَسك ، فالّذى يعرِف ضعفه قريب مِنَ البرء ، فجِلوسك مع نِفَسك فِى ضوء عمل نعمة الله يُمكّنك مِنَ تشخيص مرضك وتقييم أمورك ، فعندئِذٍ تعرِف الخطأ والصواب ماهى السلبيات التّى تحتاج الحد منها ؟ والإِيجابيات التّى تحتاج أن تُنمّيها ؟ فسِرّ رِجوع الإِبن الضال كلِمة [ ورجِع إِلَى نِفَسه وقال كم مِنَ أجير عِند أبىِ يفضل عنهُ الخُبز وأنا هُنا أهلك جوعاً ] ، وأنا مِثله عِندما أعيش الخطيّة لكِن الله منحنىِ نِعمة العقل والتسبيح والشُكر ، فأنا لىِ أن أصير مِثل الملائكة ، لىِ أن أُسبّح وأُمجّد الله ، ولىِ أن أُكرِم الله فِى جسدىِ وأعضائىِ ، فهذهِ هى رسالتىِ وهذا هو عملىِ لِمعرِفة فائدة الجلوس مع النِفَس فإِنّك تعرِفها مِنَ حروبها ومِنَ أكثر الأمور التّى تُحارب بها هى الصلاة بل وأكثر جِلوسك مع نِفَسك ، يقول أحد الآباء القديسين[ أنّهُ سهل عليك أن تشقىِ وتعرق بالجسد مِنَ أن تجلِس مع نِفَسك ] ، فبِمقدار تأجيلك لِجلوسك مع نِفَسك يكون تغييرك بطيئاً أو يكاد يكون غير موجود ، يقول القديس مارِإِسحق [ اليوم الّذى لا تجلِس فيهِ مع نِفَسك ولو إِلَى ساعة لا تحسِبهُ مِنَ عِداد أيام عُمرك ] 0 2- التساهُل والتأجيل والأعذار مرض مِنَ أخطر الأمراض التّى تكثُر فِى هذا الجيل ، فبوجود المُلحدين فِى صِراع شديد بين الخير والشر أنكروا الخير وعاشوا للشر ، فكانت أفكارهُم أنّ للإِنسان أن يُرضىِ دوافِعه لأنّ الله الّذى أعطاها للإِنسان ، ولكِن إِن كان الله قد خلق فينا الجِديّة فقد خلقها مِنَ أجل خلاص أنفُسنا أبانا إِبراهيم إِدّعى عن سارة أنّهال أُخته وعِندما علموا حقيقتها سألوه لِماذا ؟ فأجابهُم : إِنّىِ علمت إِنّىِ فِى مكان ليس فيهِ خوف الله ، فإِنّهُ كذب ووجد عُذراً لِكذبه فِى قصة صاحب الوزنة الواحدة لمْ يُتاجِر بِها ووجد لِنِفَسه عُذراً أنّ الرجُل صاحِب الوزنات قاسىِ وإِذا تأمّلنا فِى قصة القديسة مارينا الراهبة نجِدها أخفت حقيقتها كإِمرأة مُتخِذة زى الرِجال وعِند إِتهامهُم لها صمتت ولمْ تُدافِع عَنَ نِفَسها وقالت : إِنّىِ شاب وقد أخطأت ، وطُرِدت مِنَ الدير ثلاث سنوات مُعتنِيّة بالطفل حتى عادت ولكِن مع تنفيذ أحقر الأعمال وإِكتشفوا حقيقتها يوم نياحتها فخطأ كبير أن أمنح لِنِفَسىِ الأعذار ، ألِمْ يكُن يوسِف الصدّيق بأصعب الظروف ، وبالمِثل مارِجرجس ودانيال ، ألِمْ يكُنْ كُلّ هؤلاء بأصعب الظروف ، والكنيسة بِكُلّ نماذِجها أيضاً فهل كُلّ هؤلاء ضيوف شرف ؟فكثيراً ما نجِد نماذِج تُوبّخ الإِنسان مِثل متى العشّار الجالِس على مكان الجِباية فيمُر يسوع ويقول لهُ إِتبعنىِ فللوقت ترك كُلّ شىء وتبِعهُ ، وكذلِك بُطرُس ويعقوب حينما تركا شِباكهُما وتبِعاه يُقال على الخِصى الحبشىِ أنّهُ كان يقرأ الإِنجيل بِعدم فهم قائِلاً[ مِثل شاه تُساق للذبح وكنعجة صامِتة أمام جازيها ] ،فمرّ فيلُبّس الرسول وسألهُ [ عمنّ يتكلّم عَنَ نِفَسه أم عَنَ آخر ؟ ] ، وشرح لهُ أمور الكِتاب المُقدّس مِن التجسُدّ وحتى الصليب ، فبِبساطة أجابهُ [ هُوذا ماء ماذا يمنع أن أعتمِد الآن ؟ ] 0 3- الخطايا المحبوبة هى التّى تربُط الإِنسان وتجعله يظُن أنّهُ حُر فهى تزّل الإِنسان وسببها داخِل القلب وليست فِى الظروف المحُيطة فهى تُعطّل النمو وتُشبه الحجر الّذى يُعطِلّ نمو النبات ، فلابُد مِنَ الصلاة مِنَ أجلها ، فهذا أكبر دليل يُثبِت الكُره للخطيّة ، فمِنَ أين لىِ أن أعرِف الشىء إِلاّ عِند طلبه ؟ ومِن أين لىِ أن أعرِف ضرورته إِلاّ عِند طلبه كثيراً ؟ فكثيراً ما تكون الخطايا المحبوبة مُعطِلة للنمو ، [ هُناك خطيّة رابِضة عِند الباب وإِليك إِشتياقها ] القديس أوغسطينوس كانت الخطايا محبوبة لديه أكثر مِنَ الله لكِن بدموع أُمّه وصوت الله بدأ يتحرك قلبه وكلّم الله قائِلاً [ إِنّىِ أجد فِى الخطيّة لذّة عَنَ أن أحيا معك ] ، فهذهِ مرحلة مِنَ مراحِل توبتنا 0 4- قساوة القلب القساوة هى جدار عازِل يعوق التأثُر ودخول أى كلِمة للقلب ، فإِجعل قلبك مُتحرِك يحس بالكلِمة ومُستمِر فِى تقديم التوبة مِنَ أقوال البابا شنوده فِى قصيدة سوف أنسى [ إِنّ قلبىِ صار فِى صدرىِ مِثل صخر بل وكان أقصى ] ، [ إِن سمعتُم صوتهُ فلا تُقسّوا قلوبكُم ] فِى قصة القديسة بائيسة نجِد أنّها كانت مُطيعة لِصوت الله ولكِن بعد موت والديها أقنعها الآخرين أن تُحِولّ بيتها إِلَى بيت شر فلمْ يحتمِل القديس يحنِس القصير وذهب إِليها فظنّتهُ أنّهُ جاء لِيفعل الشر معها فجلس وقال لها[ لِماذا أهنتِ المسيح الّذى أحبِك ] وبكى وبكت بِجواره وتابت وقدّمت توبة عميقة وأخذ الله نِفَسها فِى ذات الليلة فنحنُ أيقونات الله الحيّة لِنسمع ونعمل ، فالكنيسة أنجبِت الكثير مِنَ القديسين ولازالت تُنجِب ، فلا تجعل قلبك قاسياً وأستجيب لِكُلّ ما تسمع ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمِته ولإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل