العظات

ابونا إسحق كرمز للمسيح ج2

الإبن الوحيد الحبيب : ====================== يقول سفر التكوين .. ﴿ وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم فقال له يا إبراهيم . فقال هأنذا . فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك . فبكر إبراهيم صباحاً وشدَّ على حماره وأخذ اثنين من غلمانه معه وإسحق إبنه وشقق حطباً لمحرقةٍ وقام وذهب إلى الموضع الذي قال له الله . وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيدٍ . فقال إبراهيم لغلاميه إجلسا أنتما ههنا مع الحمار . وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما . فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحق إبنه وأخذ بيده النار والسكين . فذهبا كلاهما معاً . وكلم إسحق إبراهيم أباه وقال يا أبي . فقال هأنذا يا ابني . فقال هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمحرقة . فقال إبراهيم الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني . فذهبا كلاهما معاً . فلما أتيا إلى الموضع الذي قال له الله بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط إسحق إبنه ووضعه على المذبح فوق الحطب . ثم مدَّ إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح إبنه . فناداه ملاك الرب من السماء وقال إبراهيم إبراهيم . فقال هأنذا . فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً . لأني الآن علمت أنك خائف الله فلم تُمسك إبنك وحيدك عني . فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه مُمسكاً في الغابة بقرنيه . فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضاً عن إبنه . فدعا إبراهيم إسم ذلك الموضع يهوه يرأه . حتى إنه يُقال اليوم في جبل الرب يُرى . ونادى ملاك الرب إبراهيم ثانيةً من السماء وقال بذاتي أقسمت يقول الرب . أني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تُمسك إبنك وحيدك أباركك مباركةً وأُكثِّر نسلك تكثيراً كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر . ويرث نسلك باب أعدائه . ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض . من أجل أنك سمعت لقولي . ثم رجع إبراهيم إلى غلاميه . فقاموا وذهبوا معاً إلى بئر سبعٍ . وسكن إبراهيم في بئر سبعٍ ﴾ ( تك 22 : 1 - 19) – قصة – لكن كلها أسرار ورموز .. تتكلم عن المسيح أكثر جداً مما تتكلم عن إسحق .. يبدو إسحق أنه بطل القصة لكن حقيقةً ربنا يسوع الفادي والراعي هو بطل القصة .. بالطبع هي ليست قصة لكنها واقع . ﴿ خذ ابنك وحيدك الذي تحبه ﴾ .. من هو وحيدك حبيبك ؟ هو الإبن الحبيب للآب .. الإبن الوحيد الجنس .. الذي في حضن الآب هو خبر .. الإبن المحبوب .. هذا صوت أتى من السماء ليعلن لنا ﴿ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ﴾ ( مت 3 : 17 ) .. وقال عنه يوحنا الحبيب ﴿ الآب يحب الإبن ﴾ ( يو 3 : 35) أنه الإبن المحبوب من الآب .. ﴿ الإبن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر ﴾ ( يو 1 : 18) . ﴿ أصعده هناك محرقة ﴾ .. " محرقة " أي تأخذ حطب ونار وتضع إبنك في النار وتشعله مع الحطب بالنار وتتركه حتى يحترق بالكامل .. ما هذا ؟ هذه ذبيحة الصليب .. الإبن عُلق على الصليب حتى أسلم الروح – هذه محرقة – أي يمر بمراحل الألم كمراحل المحرقة .. حتى متى ؟ حتى آخر نفس حتى أسلم الروح .. النار لن تنتهي قبل أن ينتهي هو .. الألم لن ينتهي قبل أن ينتهي هو .. هذه هي المحرقة .. هذا هو الصليب .. محرقة الصليب .. لم يقل له خذ إبنك وحيدك حبيبك فقط لي وصمت بل وقال وقدمه لي محرقة . إسحق القائم في المسيح : ====================== ذهب إلى جبل المريا الذي قلنا أنه جبل الجلجثة وبنى عليه الهيكل .. ﴿ وذهب إلى الموضع الذي قال له الله وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيدٍ . فقال إبراهيم لغلاميه إجلسا أنتما ههنا ﴾ .. واضح أن إبراهيم رأى شئ في اليوم الثالث حتى أنه تشدد قلبه وتكلم مع غلاميه وإبنه بجدية .. ماذا رأى ؟ رأى الموضع من بعيد .. ﴿ وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما ﴾ .. كيف يرجع كليهما والله قال لأبينا إبراهيم قدمه لي محرقة .. ماذا رأى ؟ رأى القيامة .. الموضع هناك من بعيد .. القيامة أمامه في اليوم الثالث .. ﴿ إبن الإنسان يُسلم إلى أيدي الناس فيقتلونه وبعد أن يُقتل يقوم في اليوم الثالث ﴾ ( مر 9 : 31 ) – إيمان – نرجع إليكما .. لذلك معلمنا بولس الرسول جعل أبونا إبراهيم في قمة رجال الإيمان ليس لأنه قدم إبنه ذبيحة بل لأنه أيقن أنه سيعود به .. ﴿ بالإيمان قدم إبراهيم إسحق وهو مجرب .. قدم الذي قبل المواعيد وحيده ﴾ ( عب 11 : 17) . الله قال له بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض ( أع 3 : 25) وكان إسحق وقت تقديمه ذبيحة لم يتزوج بعد فكيف إذاً يكون له نسل ويُبارك ؟ ﴿ قدم الذي قبل المواعيد وحيده الذي قيل له إنه بإسحق يدعى لك نسل إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضاً﴾ ( عب 11 : 17 – 19) .. لذلك قال ( في اليوم الثالث ) .. ماذا حدث ؟ حدث أنه إنفتحت بصيرته الداخلية ورأى روح القيامة فأيقن إبراهيم أن إبنه سيعود له .. لو ربطنا الأحداث نجد ربنا يسوع يقول ﴿ أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي ﴾ ( يو 8 : 56 ) .. ما هو يومه ؟ ﴿ أبصر الموضع من بعيدٍ ﴾ .. رأى القيامة .. رأى وتهلل .. بهجة القيامة .. إذ حسب أن الله قادر على القيامة .. رأى وحسب إبنه هو المسيح القائم .. لما رأى الموضع شعر أن أمر مهم سيحدث لذلك لا يليق أن يراه الغلامين لأنهما لن يستوعباه .. ﴿ فقال إبراهيم لغلاميه إجلسا أنتما ههنا مع الحمار وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما ﴾ .. من هما الغلامين ؟ من هما الغلامين الذين رأيا ترتيب كل هذه الأمور وعند اللحظة الحاسمة قال لهما إنتظرا ههنا ؟ هما الأمة اليهودية التي رأت كل النبوات لكن لحظة الصليب والقيامة والتجسد لم يستوعبوها لذلك قال لهما لتكونا بعيدين . بعد تمام الأمور ورجوع أبينا إبراهيم بإسحق إبنه وجد الغلامان ينتظران .. ﴿ ثم رجع إبراهيم إلى غلاميه . فقاموا وذهبوا معاً إلى بئر سبعٍ ﴾ .. هذه هي عودة اليهود إلى المسيح في النهاية سيعرفوه بعدما رفضوه .. الذين لمسوا أحداث الصليب لكن لم يؤمنوا به سيعودون له في نهاية الأيام .. ﴿ القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤ الأمم ﴾ ( رو 11 : 25) .. نحن الأمم دخلنا في الإيمان بالمسيح واليهود لم يدخلوا حتى الآن لكنهم سيدخلون الإيمان في نهاية الأيام . تركه الجميع لكن الآب لم يتركه : ================================== الكل تركوا أبينا إبراهيم وظل هو وإسحق فقط في وقت الذبيحة .. هذا رمز لربنا يسوع الذي تركه الجميع حتى تلاميذه ساعة الصلب .. ﴿ تأتي ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونني وحدي وأنا لست وحدي لأن الآب معي ﴾ ( يو 16 : 32 ) .. هذا إبراهيم وكأن إسحق هو الذي يتكلم ويقول ستتركوني وحدي ولكني لست وحدي بل أبي معي .. ( ذهب كلاهما معاً ) .. ثم يقول أبونا إبراهيم ( نرجع إليكما ) .. كثيراً ما تكررت عبارة * كلاهما معاً * . بعض الهراطقة قالوا أن اللاهوت إنفصل عن الناسوت وقت الصليب .. لكن هذا رد الإنجيل أن اللاهوت لم يفارق الناسوت حتى وقت الصليب بل .. كلاهما معاً .. مثل الحديد المتحد بالنار إذا طرقناه يتأثر الحديد بالطرق وليس النار لكن كلاهما لا ينفصل عن الآخر .. هكذا تألم الناسوت واللاهوت لم يفارقه .. الآب لم يفارق الإبن لذلك لا نفصل ذبيحة الآب عن ذبيحة الإبن .. ﴿ هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ﴾ ( يو 3 : 16) .. لذلك قال معلمنا بولس الرسول ﴿ الذي لم يشفق على إبنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيئ ﴾ ( رو 8 : 32 ) .. إذاً ذبيحة الآب هي ذبيحة الإبن والإبن أطاع . كلنا نعرف أن أبونا إبراهيم كان عمره مائة وعشرون سنة تقريباً وكان عمر إسحق خمسة وعشرون أو ثلاثون سنة تقريباً أي كان في سن الشباب وبقوته .. عندما يجد أبيه يقيده ويقدمه محرقة كان يمكنه أن يهرب ولن يستطيع إبراهيم أن يلحق به لأنه شخص مُسن .. لكن إسحق أطاع طاعة كاملة وترك أبيه يقيده بحب .. هذه ذبيحة المسيح ذبيحة حب كاملة .. أسلم ذاته مثل شاة تُساق للذبح لذلك عندما ربطه ووضعه على المذبح كان إشارة لربنا يسوع الذي ترك رجليه ويديه للمسامير . حمل خشبة الصليب : ===================== وحمل إسحق الحطب .. ﴿ فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحق إبنه﴾ .. كان يمكن أن يقول إبراهيم أن إسحق سيُقدم محرقة يكفيه هذا وأحمل أنا عنه الحطب .. لكن لا .. حمل إسحق الحطب لأنه رمز للمسيح الذي حمل الصليب حمل آثام شعبه لذلك قال أشعياء النبي ﴿ وتكون الرياسة على كتفه ﴾ ( أش 9 : 6 ) .. لم تكن رياسة كما نتخيل بل كانت رياسة حمل خطايا لذلك الكهنوت في الكنيسة كهنوت رعاية أكثر من كرامة .. يحمل مسئولية . حديثه مع الآب : ================= جيد أن إسحق دخل في حديث مع إبراهيم أبيه .. ﴿ وكلم إسحق إبراهيم أباه وقال يا أبي . فقال هأنذا يا ابني . فقال هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمحرقة ﴾ .. هذا يذكرنا بحديث ربنا يسوع مع الآب في بستان جثسيماني ﴿ إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك ﴾ ( لو 22 : 42 ) .. لذلك قال معلمنا بولس الرسول ﴿ سُمع له من أجل تقواه ﴾ ( عب 5 : 7 ) .. أي الإبن كان رمز للبشرية وكأنه يحمل آلام الجنس البشري كله الماضي والحاضر والمستقبل فسمع له من أجل تقواه .. لذلك إسحق رمز للمسيح في قوته وشبابه وطاعته حتى الموت وفي الغلامين الأمة اليهودية . القيامة من الموت : ================= في النهاية القيامة رجع إسحق حي .. أي بعد أن كان في خطوة التسليم للموت عاد حي .. ﴿ فناداه ملاك الرب من السماء وقال إبراهيم إبراهيم . فقال هأنذا . فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً . لأني الآن علمت أنك خائف الله فلم تُمسك إبنك وحيدك عني . فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه مُمسكاً في الغابة بقرنيه ﴾ .. هذا الفداء .. الخروف عِوض إسحق .. تقدمة إبراهيم عِوض إسحق .. يُشير الآباء أحياناً إلى إسحق أنه رمز للمسيح وأحياناً أنه النفس البشرية .. الله لم يطلب من أبينا إبراهيم مال أو أرض أو عبيد أو .... بل طلب أمر صعب طلب إبنه والوصية تقول ﴿ تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ﴾ ( مت 22 : 37 ) .. قدم لله إسحاقك أي أجمل ما في حياتك .. الله يريد إسحق كل نفس .. أجمل ما فينا نقدمه له .. لذلك لا تتخيل أن أي تقدمة لله ليس لها قيمة بل هي مقبولة وكما يقول الآباء ﴿ ليس العطاء أن تعطي ما أحتاجه بل ما أنت تحتاجه ﴾ .. هذا هو العطاء الحقيقي .. أن تعطي أغلى ما عندك .. إعطي إسحق . القيامة كانت بإسحق أنه رجع حي رمز للمسيح القائم .. الموت لم يقدر أن يمسكه .. ﴿ أين شوكتك يا موت .. أين غلبتك يا هاوية ﴾ ( 1كو 15 : 55 ) .. لذلك نقاط كثيرة كان يمكن أن تُقال عن الربط بين إسحق والمسيح .. عندما يقول إسحق يُربط فكَّر في المسيح .. إسحق يحمل الحطب فكَّر في المسيح .. إبراهيم مد يده بالسكين ليذبح إسحق ( الآب سُرَّ أن يقدمه محرقة ) .. كان إسحق بلا ذنب وحدث له ذلك هكذا ربنا يسوع لم يفعل خطية لكنه صار خطية لأجلنا ( 2كو 5 : 21) . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

ابونا إسحق كرمز للمسيح ج1

يقول سفر التكوين عندما حدث الظهور الإلهي لأبينا إبراهيم عندما ظهر له ملاكين ليعلنا له هلاك سدوم وعمورة .. ﴿ وقالوا له أين سارة امرأتك .. فقال ها هي في الخيمة .. فقال إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك إبن .. وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه .. وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء .. فضحكت سارة في باطنها قائلةً أبعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ .. فقال الرب لإبراهيم لماذا ضحكت سارة قائلةً أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت .. هل يستحيل على الرب شيء .. في الميعاد أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة إبن فأنكرت سارة قائلةً لم أضحك لأنها خافت .. فقال لا بل ضحكتِ ﴾ ( تك 18 : 9 – 15) . هنا يدخل الملاكان بقصة سدوم وعمورة وينتهي الإصحاح بعد مفاوضة أبونا إبراهيم مع الله .. ثم يبدأ الإصحاح التاسع عشر ويحكي قصة هلاك سدوم وعمورة .. ﴿ دخان الأرض يصعد كدخان الأتون ﴾ ( تك 19 : 28 ) وتحولت إمرأة لوط إلى عمود ملح .. ثم يبدأ الإصحاح العشرون ويحكي أن أبونا إبراهيم سكن جرار وأرسل أبيمالك ملك جرار ليأخذ سارة ثم تعود لأبينا إبراهيم . ثم يأتي الإصحاح الحادي والعشرون ويقول ﴿ وافتقد الرب سارة كما قال وفعل الرب لسارة كما تكلم .. فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابناً في شيخوخته .. في الوقت الذي تكلم الله عنه .. ودعا إبراهيم إسم إبنه المولود له الذي ولدته له سارة إسحق .. وختن إبراهيم إبنه وهو ابن ثمانية أيامٍ كما أمره الله .. وكان إبراهيم إبن مائة سنةٍ حين ولد له إسحق إبنه .. وقالت سارة قد صنع إليَّ الله ضحكاً .. كل من يسمع يضحك لي .. وقالت من قال لإبراهيم سارة تُرضع بنين حتى ولدت إبناً في شيخوخته .. فكبر الولد وفُطم وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحق ﴾ ( تك 21 : 1 – 8 ) . قصة تبدو وكأنها تمس شخص لكن لا .. الله يريد أن يقول هذا تحقيق لميعاد .. هو إبن الموعد .. دارت أحداث كثيرة ثم تم الوعد .. هكذا ربنا يسوع أخذنا به الوعد ودارت أحداث كثيرة ثم وُلد يسوع بالتجسد .. هكذا أبونا إبراهيم ظل فترة طويلة حتى أن سارة قالت له تزوج هاجر وولدت له إسماعيل .. لكن هذا ليس إبن للوعد بل إبن للجسد .. تحقق الوعد بعد عشرون عام .. إن كنت يا الله تريد أن تعطيه إبن كنت أعطيته إياه منذ أن وعدته ولا تتركه عشرون عام ينتظر تحقيقه .. لكن الله يقول لأن هناك زمان الحياة .. ﴿ إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ﴾ .. كلمة كبيرة على أبونا إبراهيم . هناك كلمات ترفعنا فوق الحدث .. في سدوم وعمورة قال الله لأبينا إبراهيم ﴿ هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله ﴾ ( تك 18 : 17) .. كلمة أيضاً فوق مستوى أبينا إبراهيم بل هي عبارة بين الآب والإبن .. الإبن أُعطيَ الحكم كله أُعطيَ ما يفعله الآب هذه عبارة مسيانية .. هكذا عبارة * زمان الحياة * عبارة مسيانية .. * زمان الحياة * أي زمن الخلاص زمن ما بعد الموت .. زمن البداية زمن التجسد .. ﴿ ويكون لسارة امرأتك إبن ﴾ .. هذا ما يقال بحسب تعبير الكتاب .. في رسالة معلمنا بولس الرسول لأهل غلاطية ﴿ ملء الزمان ﴾ ( غل 4 : 4 ) لماذا ؟ الله سمح أن تنقطع عن سارة عادة النساء لأن الوعد أخذه أبونا إبراهيم وسارة عمرها سبعون عام وتم تحقيق الوعد وعمرها تسعون عام .. أمر غير منطقي في الوعد وتحقيقه .. أمر يفوق الخيال .. عندما تقول لشخص أن المسيح تجسد يضحك كما ضحكت سارة .. لكن ﴿ هل يستحيل على الرب شيء ﴾ ؟ .. قال الله هذه العبارة وكأنه يزجرها .. هل الله بحسب فكرِك الصغير يا سارة ؟ ﴿ وافتقد الرب سارة كما قال وفعل الرب لسارة كما تكلم فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابناً في شيخوخته في الوقت الذي تكلم الله عنه ﴾ .. زمن الحياة أي زمن الخلاص .. زمن دبر فيه الله للبشرية مجيئه .. نعم الوعد موجود لكن متى تحقق ؟ كما يشاء الله .. هكذا فعل مع أبينا إبراهيم . الله إستخدم أبونا إبراهيم وسارة لإتمام مقاصده .. هكذا في التجسد الله إستخدم السيدة العذراء ويوسف البار والمذود والرعاة لإتمام مشيئته .. حرك الزمن حسب مشيئته .. قد نقول له أن الوعد في الأصل غير منطقي وعندما تأخر تحقيق الوعد زاد عدم تصديق .. لكن الله يقول لنا أنا أدبر أموري .. لماذا تأخر التجسد خمسة آلاف سنة ؟ منذ سقوط آدم وأنت يارب تقول ﴿ نسل المرأة يسحق رأس الحية ﴾ .. كم عام يتأخر الوعد ؟ سنة ؟ خمس سنوات .. عشر سنوات .. عشرون .. ؟ لكن لو تأخر مائة سنة قد تنسى البشرية بل وقد لا تراه .. لكن هو إنتظر ملء الزمان أي ظل يملأ الزمن حتى صار غير محدود .. أرسل إبنه غير المحدود لما جاء ملء الزمان .. إنتظرت الخليقة زمن طويل مترقبة النسل الذي يسحق رأس الحية . الله يدبر أنبياء ونبوات ورموز وحكمة و ..... تجد ترتيب عجيب وظهورات لله .. هل يظهر الله ؟ نعم ليمهد الأذهان .. تقابل مع يعقوب وصارعه .. يظهر لموسى ويسمعه .. يسكن وسط شعبه من خلال الخيمة رمز للتجسد .. ثم أتى الأنبياء والرموز والأحداث والأشخاص حتى أن أشعياء النبي قال ﴿ يُولد لنا ولد ونُعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويُدعى إسمه عجيباً مُشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام ﴾ ( أش 9 : 6 ) .. عندما نسمع أشعياء النبي نقول أن الأمر قد إقترب لكن متى ؟ قال له أشعياء النبي ﴿ ليتك تشق السموات وتنزل ﴾ ( أش 64 : 1) .. يقول له الله إنتظر قليلاً .. متى يارب ؟ يقول له إنتظر وقت قليل .. وكان الوقت القليل سبعمائة سنة .. ما هذا ؟ هذا هو الوعد وتحقيقه .. إسحق إبن وعد قال الله لإبراهيم سيكون لسارة إبن .. هكذا ظل الله يرتب للتجسد حتى عندما يأتي ملء الزمان يتجسد .. لما كبرت سارة حبلت وولدت إبن .. إبن الوعد لا يأتي بطريقة عادية طبيعية . قال معلمنا بولس الرسول ما الفرق بين ميلاد إسماعيل وميلاد إسحق ؟ ميلاد إسماعيل ليس بوعد بل بشطارة فكر .. ﴿ الذي من الجارية وُلد حسب الجسد وأما الذي من الحرة فبالموعد ﴾ ( غل 4 : 23 ) .. لذلك إسحق إسمه إبن الموعد .. إبن ليس بحسب الجسد بل بحسب الروح .. أي يؤكد أنه بحسب الروح .. أي نضع علامة على إبراهيم وسارة لأنه ليس إبن بحسب القدرة والفكرة الجسدية بل بحسب الوعد .. لذلك ربنا يسوع هو إبن وعد ويكون للبشرية من يسحق رأس الحية .. يكون للبشرية آدم جديد .. أعطيك إبن تتحقق فيه المواعيد هكذا إنتظرت البشرية ربنا يسوع ليحقق الوعد بسحق رأس الحية . إذاً ميلاد إسحق المعجزي يمثل ميلاد ربنا يسوع المعجزي .. ربنا يسوع له ميلادان الميلاد الأزلي وكان له أب وليس له أم .. والميلاد الزمني ولم يكن يحتاج فيه لأب لأنه موجود فكان له أم وليس له أب .. في الزمن ميلاده إحتاج أم لذلك جاء بوعد .. متى ؟ نحو زمان الحياة . جيد أن تضحك سارة وإسم إسحق معناه * ضحك أو بهجة أو سرور * .. إن كنا نقول إسحق = سرور وبهجة وضحك .. أيضاً المسيح = بهجة وسرور – مسرة – .. ﴿ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ﴾ ( مت 3 : 17) .. نزع الكآبة عن البشرية .. تخيل كمية البهجة التي دخلت إبراهيم وسارة بميلاد إسحق حتى أنه أقام له حفل ختان وفطام عظيمة والكتاب ركز على وليمة فطام إسحق .. ﴿ فكبر الولد وفُطم وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحق ﴾ .. هذا يُشبه للمخلص لأنه غيَّر الزمن هكذا المسيح بهجة الخليقة لأنه أدخل المسرة للبشرية وقال عنه ﴿ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ﴾ .. قيلت هذه العبارة عن المسيح في ميلاده وعماده فكما كان إسحق سبب بهجة والديه هكذا المسيح بهجة الآب لأنه إبن الوعد .. لأنه إبن لم يأتي بحسب الجسد بل جاء بمعاناة . صفات إسحق : ================= كان هادئ جداً .. عكس طبع إسماعيل الذي كان شرس .. إسحق كان مُسالم حتى مع أعدائه .. كان هادئ روحاني .. يجلس عند الحقل في الغروب .. لذلك الله يقدس كل طبع .. كل شخص له بصمته في طبعه .. عليك أن تقدس طبعك ولا تغيره .. نمي طبعك وقدسه .. إسحق هادئ .. جيد أن يظل هادئ ليس هدوء الكآبة بل هدوء الوداعة .. كان إسحق يميل للعزلة حتى أنه عندما أرادوا أن يزوجوه قال لهم ما ترونه جيد إفعلوه .. وعندما رأى رفقة كان جالس في الحقل وقالوا له هذه زوجتك فدخل بها خباءة أمه – وداعة بهدوء – عكس الإنطواء لأنه سلبي .. المنعزل شخص ليس سلبي بل حوَّل حياته صعيدة لله .. إسحق كان يقدس الوقت كان مطيع لإبراهيم هكذا كانت شخصيته .. حتى في طاعته عندما قدمه أبوه ذبيحة كان رمز للمسيح الذبيح . جبل المُريا : ============== ﴿ إذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة ﴾ ( تك 22 : 2 ) .. إسحق والمسيح شخصية مطيعه مسالمة سيقدم نفسه ذبيحة .. أرض المريا لها سلسلة في الكتاب .. تبدأ من سفر التكوين وتنتهي في الجلجثة لأن المريا هي نفس المنطقة التي صُلب فيها المسيح أي الجلجثة .. ووسط هذه الفترة أرض المريا هي الأرض التي بُنيَ عليها الهيكل .. إذاً المريا هي قصة تقديم ذبائح لله بدايةً من إسحق ونهايةً بالمسيح مروراً في الوسط بالهيكل .. إذاً الذبيحة هي أمر في فكر الله .. قال له على جبل المريا .. هي نفس الأرض التي صُلب عليها المسيح هي جبل خارج أورشليم وهو نفس الجبل الذي بُنيَ عليه هيكل أورشليم .. بل هو نفس الجبل الذي تقابل فيه إبراهيم بعد رجوعه من معركة كدرلعومر مع ملكي صادق وقدم ذبيحة خبز وخمر .. ﴿ وشرع سليمان في بناء بيت الرب في أورشليم في جبل المريا حيث تراءى لداود أبيه ﴾ ( 2أخ 3 : 1) .. هكذا يقول أنا أُهيئ جبل لي لأقدم ذبيحتي المقبولة المرضية .. أُهيئ قلبك وأريك عليه أروع المشاهد مشهد ملكي صادق ومشهد ذبح إسحق ومشهد الهيكل لترى مشهد ذبح المسيح . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

ابونا ابراهيم كرمز للمسيح ج2

إبراهيم يقع في سُبات ورعبة عظيمة : ================================================= أبونا إبراهيم وقع عليه سُبات وكان الله قال له سأقيم معك معاهدة لذلك طلب منه أن يأتي بكبش وعجل وعنزة ويمامة وحمامة ويشق الحيوانات وكان أبونا إبراهيم يزجر الجوارح التي نزلت على الحيوانات المشقوقة لكن أبونا إبراهيم كان يزجرها وهذا رمز للراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف . (أ) السُبات رمز لتسليم الروح : ==================================== ظل أبونا إبراهيم يزجر الجوارح حتى الغروب وتعب ووقع ونام .. ما معنى يقع ينام ؟ ﴿ ولما صارت الشمس إلى المغيب وقع على أبرام سُبات ﴾ .. الشمس غابت وإبراهيم نام هذه إشارة للحظة تسليم الروح على الصليب .. ﴿ وإذا رعبة مظلمة عظيمة واقعة عليه ﴾ (تك 15 : 12) .. عندئذٍ أفاق أبونا إبراهيم من سُباته ورأى ﴿ وإذا تنور دخان ومصباح نارٍ يجوز بين تلك القطع ﴾ ( تك 15 : 17) .. حدث سُبات أي موت صغير .. فقد وعي .. إغماء أي موت صغير .. رعبة مظلمة عظيمة واقعة عليه وكأنه يصف مشهد صلب المسيح .. ﴿ ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة ﴾ ( مت 27 : 45 ) . (ب) الدفن : ============ ﴿ وأما أنت فتمضي إلى آبائك بسلامٍ وتُدفن بشيبة صالحة ﴾ ( تك 15 : 15) .. هذا مشهد الفداء .. مشهد تحطيم مملكة العدو وانتصار المسيح على الموت وقهر الموت .. إبراهيم وقع عليه سُبات ورعبة عظيمة .. قيل أنه رأى المستقبل وأنه سيكون أمة عظيمة – إذاً نشكرك يارب – لكن بعد ذلك قيل له أن هذه الأمة ستُستعبد في أرض مصر ربعمائة سنة .. تخيل عندما يعرف شخص مستقبل أولاده أنهم سيذلوا ويُستعبدوا ثم يتحرروا .. يقول الآباء من حكمة الله أنه لا يُرينا المستقبل لأنه بالتأكيد هناك أحداث صعبة سنمر بها وبالتالي سنخاف إن عرفناها .. لكن عندما تأتي الشدة ويعطينا الله نعمة تسندنا فيها وتمر ثم تأتي شدة أخرى ويرسل الله نعمة تسندنا سنتحمل لكن أن نرى شدائد حياتنا دفعة واحدة فهذا صعب جداً .. لذلك نشكره أنه يجعلنا نحيا اليوم ونفرح اليوم لكن إن عرفنا أنه ستأتي شدة بعد عشرة سنوات سنعيش في خوف عشر سنوات . (ج) الظلمة رمز لإختفاء شمس البر عن الأرض : ========================================================== أبونا إبراهيم وقع عليه رعبة وظلمة وسُبات ونتيجتهم مصالحة .. ﴿ ثم غابت الشمس فصارت العتمة ﴾ ( تك 15 : 17) .. الشمس هي رئيس الحياة .. هذه فترة إختفاء المسيح بالجسد في القبر .. فترة لم يحتملها التلاميذ وخافوا وأغلقوا أبواب العلية عليهم . (ء) تنور الدخان ومصباح النار : ===================================== ثم ﴿ وإذا تنور دخان ومصباح نارٍ يجوز بين تلك القطع ﴾ هذه هي القيامة .. لأن من علامات المعاهدة قديماً أن يمر المتعاهدين ممسكين بأيدي بعضهما البعض وسط الحيوانات المشقوقة ليعلنوا أنه إن خالف أحدهما المعاهدة يشقه الله من وسطه مثل هذه الحيوانات المشقوقة وهذه العبارة قالها ربنا يسوع عن العبد البطال لأنه خائن .. لم تستمر الظلمة بل صار عمود تنور دخان ومصباح نار .. النار والدخان رمزان للحضور الإلهي لأن هذا التشبيه الإلهي يستطيع البشر أن يحتمله .. الدخان كثيف والنار مرعبة وكما قال الكتاب ﴿ إلهنا نار آكلة ﴾ ( عب 12 : 29 ) . عندما تحدث المعاهدة كان يجب أن يمر أبونا إبراهيم وسط الحيوانات المشقوقة .. لكن مع من ؟ هل مع كدرلعومر ؟ الله يقول لا .. معي أنا .. بل سأمر وحدي لأن عهدي يتوقف على بري وصلاحي أنا .. لأني أنا أمين ولن أجعل أمانتي تتوقف عليك يا إبراهيم لذلك سأمر وحدي .. صليبي عهد يرفع كل شخص والذي يخون سيظل عهدي معه .. عهدي مع كل خاطئ مهما خان وستظل ذراعاي مفتوحتان لكل البشر .. إذاً عهدي مع الله يتوقف على صلاح الله وليس على بري أنا .. الله يقول سأجوز وحدي في الوسط .. تنور دخان .. الدخان والنار تبدد الظلمة هكذا حلول ربنا يسوع يبطل الخطية .. والحيوانات المشقوقة رمز للكنيسة والمسيح يحل في وسطها .. هذا أيضاً رمز لما حدث مع التلاميذ في العلية حيث جاء المسيح وسطهم والأبواب مغلقة . الفداء له شقان شق رعبة وظلمة وشق نار ودخان .. العتمة والظلمة خطوة رئيسية لظهور التنور والدخان .. الموت والقيامة متعاقبان والإثنان يخدمان خدمة الفداء .. ﴿ الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا ﴾ ( رو 4 : 25 ) .. عجباً يا الله الذي صنعت خلاص وسط الأرض كلها عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب لذلك تصرخ كل الأمم المجد لك يارب .. أنت تريد إقامة عهد معنا عهد به دم .. مشاهد قد تبدو غامضة لأنها تحققت في المسيح .. رعبة .. ظلمة .. سُبات .. غياب الشمس .. كل هذا بدون وضع الصليب أمامي سيصير الأمر غامض .. إن لم أضع الصليب أمامي سأقول يؤجل فهمها لأنها إشارة للخلاص . 7/ شفاعة إبراهيم : ====================== قال الله ﴿ هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله ﴾ ( تك 18 : 17) .. لن أفهم هذه العبارة إلا في المسيح يسوع .. نعم إبراهيم هو حبيب الله وخليله لكن لن أفهمها إلا في المسيح يسوع .. هذه تشير لمعرفة الإبن لكل شئ .. الآب في الإبن والإبن في الآب والإثنان مشيئة واحدة .. الله يريد أن يستشير أبونا إبراهيم .. نعم هي قصة حقيقية لكن عبارة ﴿ هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله ﴾ تشير للإبن المسيح .. جيد أن نتشفع بأبينا إبراهيم ونقول له ﴿ من أجل إبراهيم حبيبك ﴾ .. الله أعلن لأبينا إبراهيم ﴿ إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جداً ﴾ ( تك 18 : 20 ) .. أبونا إبراهيم قال لله لن أخالف رأيك .. قال الله سأرسل ملاكين لأحرق المدينة .. لكن لوط في المدينة .. ترك لوط إبراهيم ولم نسمع عنه إلا في معركة كدرلعومر عندما سُبيَ وفي سدوم وعمورة .. وكان الأمر قد مر عليه عشرون عام ولوط قاطع العلاقة مع أبينا إبراهيم ولم يشكره على ما فعله معه .. يبدو أن الأمر كان فيه مشكلة .. كان لوط وأسرته في سدوم وعمورة وتشفع إبراهيم عنهم لله .. هنا يعلن أن شفاعة المسيح لا تتوقف على برنا بل على صلاحه هو . أبونا إبراهيم يقول لله ﴿ أديان كل الأرض لا يصنع عدلاً ﴾ ( تك 18 : 25 ) – دالة – يقول له إن كان في المدينة خمسون شخص بار .. ولم يجد .. جادل مع الله لو كان بها خمسة وأربعون بار .. أربعون بار .. حتى وصل العدد إلى خمسة أبرار .. أبونا إبراهيم جادل مع الله ستة مرات – شفاعة – إن كانت شفاعة أبونا إبراهيم إلى هذه الدرجة إذاً لنفرح لأن شفاعة الإبن كم تكون ؟!! إن كان الله يوافق أبونا إبراهيم فكم تكون شفاعة المسيح الإبن ؟!! جيد أبونا إبراهيم عندما يقول لله ﴿ إني قد شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد ﴾ ( تك 18 : 27 ) .. جيد أن تتكلم مع الله بهذه الآية .. أفضل شئ يعطي الإنسان دالة عند الله هو الإنسحاق الخارج من أعماق الإنسان .. أُسجد له وقل له أنا تراب ورماد .. داود النبي يحنن قلب الله ويقول له ﴿ أعمال يديك يارب لا تتركها ﴾ ( مز 137 – من مزامير النوم ) .. أنا عملك لا تتركني . أبونا إبراهيم يستمر في شفاعته حتى يصل العدد إلى عشرة أبرار والله يسمع له لكن لم يكن هناك عشرة أبرار .. إن كانت شفاعة أبينا إبراهيم التوسلية مقبولة أمام الله فكم تكون شفاعة الإبن يسوع الكفارية ؟!! ربنا يسوع شفاعته قوية لأنه مساوي للآب ومحبوب ويتشفع بدم نفسه يشفع كل حين عنا .. شفاعة دائمة وليست مؤقتة مثل شفاعة إبراهيم بل شفاعة بروح أزلي .. الله قبل شفاعة إبراهيم حتى أنه وصل إلى عشرة أبرار .. بينما شفاعة ربنا يسوع عن كل البشر .. ﴿ إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً ﴾ ( 1يو 2 : 1 – 2 ) .. صالحنا لنفسه .. وحد .. شفاعة أبينا إبراهيم في سدوم وعمورة كانت مقبولة والله سمع له لكن لم يجد العشرة أبرار .. بينما شفاعة الإبن يسوع لدى الآب أقوى ومقبولة فتمسك به وبشفاعته ومادمت أنت داخله لن يقدر أحد أن يفصلك عنه . في أحد المرات كنت لدى سيدنا البابا لأنال بركته وكان الزحام شديد وكان هناك سيدة مريضة بمرض خطير وتريد نوال بركته هي أيضاً لكن كان لابد من تصريح للدخول وعندما رأتني تمسكت بي جداً لتدخل معي وكأننا واحد وهي جزء مني .. وبالفعل حاولت حتى دخلنا وأخذنا بركته معاً .. هكذا تمسك بالمسيح جداً وكن جزء منه لتضمن أن تدخل معه وكأنكما واحد .. ﴿ يثبت فيَّ وأنا فيه ﴾ ( يو 6 : 56 ) .. وعندما تقف أمام الآب ليس لك دالة أو بر ولكن وأنت داخل إبنه تأخذ كل ثقتة وقبوله أمام الآب .. تمسك بالإسم الحلو المملوء مجد الجوهرة كثيرة الثمن .. لنا شفيع . 8/ شفاعة لأبيمالك لصلاة إبراهيم : ======================================== بعد كل هذا نجد إبراهيم ولأنه بشر نزل جرار وكذب وقال عن سارة أنها أخته لأن أبيمالك أراد أن يأخذها .. وأبيمالك ليس هو إسمه وإنما لقبه مثل * فرعون * – لقب – وقال الله لأبيمالك لا تقترب إلى سارة .. وصلى أبونا إبراهيم عن أبيمالك وزوجته وجواريه .. ﴿ لأن الرب كان قد أغلق كل رحمٍ لبيت أبيمالك بسبب سارة إمرأة إبراهيم ﴾ ( تك 20 : 18) .. تمسك بشفاعة ربنا يسوع فتُشفى ولن تُخزى .. يصلي لك فتشفى ولترى معجزات المسيح .. ﴿ المحتاجون إلى الشفاء شفاهم ﴾ ( لو 9 : 11) .. كل من لمسه شُفيَ . 9/ ملء الزمان : ================== أيضاً الوعد الذي أعطاه له بالنسل .. الله إفتقد إبراهيم وعمره مائة سنة .. والمائة رمز للملء والنهاية لأن بعد رقم مائة نجد مائة وواحد مائة وإثنان و ..... أي نحتفظ برقم المائة وتظل معنا .. حتى عند رقم المائتان وما بعدها نجد أننا نحتفظ فيها بالمائة لأن المائتان مضاعف للمائة فتقول مائتان وواحد مائتان وإثنان و ...... المائة سنة هي ملء الزمان .. يارب كان يمكنك أن تعطيه النسل قبل المائة سنة بكثير .. يقول نعم لكني إنتظرت ملء الزمان .. هذا هو ملء الزمان الذي أرسل فيه إبنه مولود من إمرأة .. ظل يعد لمجيئه حتى أتى في ملء الزمان هذا هو الملء أي الإعداد لمجيئه .. ﴿ وكان إبراهيم إبن مئة سنة حين وُلد له إسحق إبنه ﴾ ( تك 21 : 5 ) .. ملء الزمان الذي أعد الله فيه ملء التاريخ وملء الزمان ليأتي إسحق .. هكذا ملء الزمان والتاريخ ليأتي ربنا يسوع أعده الله بالوعود والنبوات واللغة والأحداث والرموز و ....... ليأتي المسيح . 10/ الطاعة الباذلة : ======================= قال الله لأبينا إبراهيم ﴿ خذ إبنك وحيدك الذي تحبه إسحق واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة ﴾ ( تك 22 : 2 ) .. هذه إشارة لتقدمة الآب للإبن إبنه الوحيد حبيبه محرقة .. أي يحرق للنهاية .. الآب جعل الإبن يتألم للنهاية حتى تسليم الروح أي محرقة أي يحرق للنهاية وربنا يسوع إجتاز ألم وألم و ...... والآب يقدم الذبيحة .. أبونا إبراهيم كان يعلم ماذا سيفعل في إسحق لذلك أبونا إبراهيم يظهر فيه ربنا يسوع بقوة ولذلك قال له ﴿ وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض ﴾ ( تك 12 : 3 ) .. يبارك فيك وفي نسلك .. نسله يبارك الشعوب .. أي المسيح .. زكريا الكاهن أدركها بالروح وقال ﴿ ويذكر عهده المقدس القَسَم الذي حلف لإبراهيم أبينا ﴾ .. أي الأمر أتى من فوق قَسَمُه لإبراهيم .. ﴿ ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس القَسَم الذي حلف لإبراهيم أبينا ﴾ ( لو 1 : 72 – 73 ) يذكره بالوعد . معلمنا بولس الرسول لا يترك هذا الأمر بل يعلن لليهود أن البركة ليست لأهل الختان فقط .. أهل الختان يقولون أن إبراهيم هو أبونا نحن فقط لكن معلمنا بولس بمهارة يقول لهم هل أخذ إبراهيم الوعد بالبركة قبل الختان أم بعده ؟ قالوا قبل الختان .. إذاً البركة لنسل كل الأمم وليس لليهود فقط .. لأنه إن كان الأمر هو بركة جسد فكان بالأولى أن يأخذها إسماعيل لأنه إبن لإبراهيم أيضاً بالجسد ولكن لأنها بركة روح فكانت لإبن الوعد إسحق وليس لكل أولاد إبراهيم .. إذاً ليس كل أولاد إبراهيم هم أولاده .. ﴿ لا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعاً أولاد ﴾ ( رو 9 : 7 ) .. ﴿ لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم ﴾ ( يو 8 : 39 ) .. شخصية أبينا إبراهيم شخصية غنية ومفرحة .. أدخل داخلها وخذ نصيبك منها للإشتراك في بركته لأنك نسله بالحق . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

ابونا ابراهيم كرمز للمسيح ج1

شخص ربنا يسوع مرسوم في الكتاب عبر الأحداث والشخصيات والرموز وهذه من الأساليب الرائعة لدراسة الكتاب المقدس .. تدرس الشخصية لتجد المسيح داخلها .. أي لو درست الشخصيات فهذا مجال دراسة لكن لكي ترى ربنا يسوع داخلها فهذا مجال آخر .. أول شخصية نبدأ بها دراستنا أبونا إبراهيم . أبونا إبراهيم شخصية محبوبة لدى كل البشر .. كلنا نعلم مكانه أبونا إبراهيم عند اليهود ومكانته عند إخوتنا المسلمين ومكانته عندنا نحن المسيحيون .. شخصية محبوبة من الكل .. ربنا يسوع تكلم عن أبينا إبراهيم وقال ﴿ أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي ﴾ ( يو 8 : 56 ) .. والكتاب المقدس لكي يقرب شخصية ربنا يسوع لليهود قصد معلمنا متى الرسول أن يأتي بنسب المسيح من نسل أبونا إبراهيم ليقول لهم أن المسيح ليس بغريب عنكم هو أيضاً إبن لإبراهيم .. أبونا إبراهيم شخصية متعددة الجوانب حتى أنه قيل عنه ﴿ خليل الله ﴾ ( يع 2 : 23 ) أي صديق لله .. وكُتب عنه أن الله كان يتكلم مع إبراهيم كمن يكلم صاحبه – شئ جميل – .. تخيل أن إبراهيم صديق لله !! هل إلى هذه الدرجة ؟ هل وصل الود بين الله وإبراهيم إلى هذا الحد أن الله يقول سأفعل شئ لا أستطيع أن أخفيه عنك ؟ .. حتى أن الكنيسة تتكلم عن أبينا إبراهيم وتقول ﴿ من أجل إبراهيم حبيبك وإسحق عبدك وإسرائيل قديسك ﴾ .. إختارت لإبراهيم لقب * حبيبك * فهو حبيب الله لبره ولتقواه . لذلك من أعظم شخصيات الكتاب على الإطلاق بل وعلى مستوى التاريخ كله أبونا إبراهيم قيل عنه ﴿ إبراهيم خليلي ﴾ ( أش 41 : 8 ) .. * خليل * تعني * المختار * .. علاقة قوية جداً أن الله أحبه واختاره وصادقه ولا يُخفي عنه شئ بل ويخبره بكل ما في داخله .. يهوشافاط الملك عندما كان في أزمة قال لله من أجل إبراهيم خليلك ( 2أخ 20 : 7 ) .. إذاً شفاعة أبونا إبراهيم قوية عند الله .. لذلك الكنيسة في أواخر السنة يوم 28 مسرى تقيم تذكار للآباء البطاركة إبراهيم وإسحق ويعقوب .. وعندما ينتقل شخص تقول الكنيسة أنه ذهب إلى حضن إبراهيم وإسحق ويعقوب .. أيضاً في مثل الغني ولعازر يقول ﴿ حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم ﴾ ( لو 16 : 22 ) .. وكأن إبراهيم هو رمز للتقوى وكل من يحيا البر والتقوى يكون مكانه بجوار أبونا إبراهيم . جيد أن نتأمل في شخصية أبونا إبراهيم حتى أنه في سفر أشعياء يقول ﴿ أنظروا إلى الصخر الذي منه قطعتم ..... أنظروا إلى إبراهيم أبيكم ﴾ ( أش 51 : 1 – 2 ) .. كأن الله يقول أريدك أن تنظر إلى أبيكم إبراهيم كثيراً .. الله يريدنا أن نتأمل في شخصية إبراهيم لذلك دُعي أب لجميع المؤمنين .. وقال له ﴿ بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض ﴾ ( أع 3 : 25 ) . هناك نقاط كثيرة في حياة أبينا إبراهيم : ============================================== 1/ الترك والإخلاء : ====================== في سفر التكوين 12 ﴿ وقال الرب لأبرام إذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك ....... فذهب أبرام كما قال له الرب ...... فأتوا إلى أرض كنعان ﴾ ( تك 12 : 1 – 5 ) .. أترك أرضك وعشيرتك .. إبراهيم ترك أرضه وبيته وتغرب في أرض كنعان .. هذا رمز لربنا يسوع في حالة الإخلاء والترك أنه ترك السماء ونزل إلى الأرض .. الله الآب قال ليسوع أترك السماء وانزل إلى الأرض .. لماذا ؟ لكي تفتقد الإنسان .. فترك مجد السماء وأخلى ذاته آخذاً شكل عبد .. فكان ترك أبونا إبراهيم أول إشارة للمسيح في تركه عندما جاء ووُلِد في أرض يهوذا في أرض كنعان التي تغرب فيها أبونا إبراهيم . علامات سرية في الكتاب في الأسماء والمدن والأماكن والطبائع .. هنا يقول له إذهب إلى كنعان لذلك في رسالة فيلبي يقول له ﴿ الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس ﴾ ( في 2 : 6 – 7 ) .. مبدأ الإخلاء .. أبونا إبراهيم في تركه لأهله وبلده وعشيرته ومجده كان صورة لإخلاء ربنا يسوع لمجده السماوي وظهوره في شكل عبد . جاء ربنا يسوع لا يجد أين يسند رأسه وأبونا إبراهيم عاش وسط العالم كغريب .. أبونا إبراهيم عاش في العالم كغريب ليس له أين يسند رأسه وكلنا نعلم أن أبونا إبراهيم لم يكن له مكان يعيش فيه بل كان يعيش في خيام .. لماذا لم يكن لك بيت يا أبونا إبراهيم وأنت لك كل هذا الغنى والغنم و ...... ؟ يقول لأني أنتقل من مكان لمكان .. نقول له أنت غني إتخذ لك بيت في كل مكان تذهب إليه .. يقول لك أنت لا تعلم أنا بالحقيقة أحقق رمز لشئ لا أعرفه وهو أن أحيا غريب لا أجد أين أسند رأسي .. أي أبونا إبراهيم يقول لك أنا أحقق حياة المسيح على الأرض لأنه يوجد تطابق بيني وبين المسيح .. وأنا أتيت لتفهم أنه من الممكن أن يوجد إنسان غني لكنه لا يجد أين يسند رأسه ولا يجد مكان يعيش فيه .. من هذا ؟ هذا هو المسيح الذي أتى من سماه وترك مجد الآب وعاش في العالم كغريب وفقير لا يجد أين يسند رأسه .. أبونا إبراهيم حقق صورة المسيح الذي أتى في الجسد .. أول نقطة تراها بين أبونا إبراهيم وربنا يسوع المسيح هي الترك والإخلاء والغربة .. ليس له أين يسند رأسه .. يترك أرضه وعشيرته ويتغرب .. يحقق صورة المسيح في شخصه . 2/ النزول إلى مصر : ======================== ﴿ وحدث جوع في الأرض فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك ﴾ ( تك 12 : 10) .. هذا يذكرنا بهروب المسيح لأرض مصر .. الجوع الذي كان يحدث في الأرض كان يحصد موتى .. ليس مجرد أناس جوعى بل أناس تموت .. فإنحدر لمصر إشارة لربنا يسوع الذي كان في خطر موت يحيط به فهرب لأرض مصر .. ﴿ لأن الجوع في الأرض كان شديداً ﴾ .. نزول إبراهيم لأرض مصر ليتغرب هناك إشارة لنزول المسيح لأرض مصر وهروبه من وجه هيرودس الذي كان مزمع أن يطلب نفسه .. حياة الأنبياء ورموز الكتاب المقدس وأحداث الكتاب لا تتكلم عن نفسها بل عن شخص المسيح .. ونحن نقرأ قصة الحية النحاسية نجد أنها لا تتكلم عن نفسها بل تتكلم عن المسيح . موسى النبي عندما رفع يديه غلب عماليق .. كان بذلك لا يتحدث عن نفسه بل كان يتكلم عن المسيح له المجد .. الحدث نفسه غير مفهوم لكن القصد منه واضح لو فهمت أنه الصليب الذي يعطي نصرة ستفهمه .. لذلك نزول أبونا إبراهيم إلى مصر الحدث نفسه غير مفهوم لكن لو سألته يقول لك إني مقاد بالروح القدس أنا سالك بالروح وأحقق المسيح في حياتي .. المسيح مرسوم منذ قبل تأسيس العالم والآن أمهد ذهنك للمسيح كما قال يوحنا المعمدان ﴿ من له العروس فهو العريس ﴾ .. قالها على لسان كل الأنبياء .. ﴿ وأما صديق العريس ﴾ ( يو 3 : 29 ) .. إذاً لدينا الآن ثلاثة شخصيات عريس وعروس وصديق العريس .. العريس هو المسيح والعروس هي نحن وصديق العريس هم الأنبياء .. الأنبياء كل عملهم ليس أن يظهروا بل أن يفرحوا بالعريس والعروس . عمل أبونا إبراهيم أن يقربنا لله .. عمله أن يحقق المسيح في نفسه .. عمله أن يجعلنا نعرف كيف نتمتع بالمسيح ونحن بعد في الجسد .. العجيب أن أبونا إبراهيم عندما نزل إلى مصر كان معه عائلتة سارة زوجة ولوط إبن أخيه .. وهم معاً صورة للعائلة المقدسة يوسف البار والعذراء مريم وسالومي وكأن ربنا يسوع يقول أن الطفل يسوع والعذراء مريم ويوسف البار وسالومي الذين كانوا في الرحلة إلى أرض مصر كان يرمز لهم أبونا إبراهيم وسارة ولوط في هروبهم إلى مصر .. إتفق مع فكر الإنجيل . 3/ إبراهيم ينتصر على كدرلعومر : ======================================== أبونا إبراهيم كان متغرب وانفصل عنه لوط وكان هناك ملك إسمه كدرلعومر ملك ظالم عمله أن يستولى على الأمم .. عمله أن يسبي .. عمله أن يأخذ جزية .. فكان يأخذ جزية من كل البلدان المحيطة به .. فإتفقت هذه البلدان المحيطة على محاربة كدرلعومر حتى لا يأخذ منهم جزية فحاربوه لكنه للأسف إنتصر وسباهم وكسرهم .. أبونا إبراهيم عرف أن لوط إبن أخيه كان من ضمن السبايا فأخذ معه 318 من أفضل غلمانه وحارب كدرلعومر لكي يرد لوط ومن له ليس فقط لوط بل وكل المسبيين . ﴿ فلما سمع أبرام أن أخاه سُبي جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاث مائة وثمانية عشر وتبعهم إلى دان وانقسم عليهم ليلاً هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التي عن شمال دمشق واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطاً أخاه أيضاً وأملاكه والنساء أيضاً والشعب ﴾ ( تك 14 : 14 – 16) .. كدرلعومر يمثل الشيطان الذي سبى أولاد الله وأذلهم وفرض عليهم الجزية وجعلهم يعيشون بدون كرامة وأخذ أملاكهم .. رمز لعدو الخير الذي عمله أن يأخذ منا السلام والقداسة والطهارة والبر ويفقدنا عشرتنا مع الله .. عمله أن يأخذ منا ضريبة بدون وجه حق فأعطيه وقت ومشاعر و ...... حتى أنه لا يريد أن يأخذ إلا عمري وهذه ضريبة بدون وجه حق .. يسبيني نفسياً وأدبياً وجسمانياً .. هو كدرلعومر عدو شرس بطال .. ما هو حقه ؟ ليس له أي حق .. ما حق عدو الخير فينا ؟ ليس له أي حق .. مجرد سيطرة .. إذاً ؟ يقول الله لا تخف سأردك .. الله هو الذي يردك لكن هنا يحققه أبونا إبراهيم .. ﴿ انقسم عليهم ليلاً هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التي عن شمال دمشق واسترجع كل الأملاك ﴾ .. من الذي إسترجع كل الأملاك ؟ هو يسوع . حارب كدرلعومر وكانت معركة محسومة وانتصر على عدو الخير ورد أبانا آدم وبنيه إلى الفردوس وأخذ الأملاك .. أخذ كل ما قد سباه وتحدى الموت وكما أخذ كدرلعومر لوط وزوجته وأولاده وكل ممتلكاته وأبونا إبراهيم رده هو وكل ماله .. في الصليب أيضاً نزل ربنا يسوع إلى الجحيم وسبى سبياً وأعطى عطايا وأعاد السبايا .. تعالوا كل شخص فُقد منه شئ سأرده له .. كل إنسان إستعاد كرامته .. الإنسان الذي طُرد من حضرة الله رجع إلى الفردوس .. الإنسان الذي سُلبت كرامته الأولى أعادها الله له وجعله مع الملائكة جعله يسبح ويمجد .. أدخله إلى الفردوس مرة أخرى .. ﴿ صعد إلى العلاء سبى سبياً وأعطى الناس عطايا ﴾ ( أف 4 : 8 ) . معركة كدرلعومر ورد السبي ورد الأملاك كانت إشارة واضحة لمعركة الصليب بين ربنا يسوع والشيطان التي فيها إسترد ربنا يسوع المسبيين والتي فيها يسوع جرد الرياسات والسلاطين وأظهرهم ظافراً بالصليب .. قال لكدرلعومر ليس لك حق في أولادي لماذا تأخذهم أنا سأردهم وآخذهم .. ما حقك فيهم ؟ هم أولادي وقد دُعي إسمي عليهم .. لكن كدرلعومر محترف حرب وظالم ألا تخاف منه يا أبونا إبراهيم ؟ يقول كيف أخاف منه ؟!! تقول له لكنك يا أبونا إبراهيم ليس لك أدوات حرب .. يقول لا كيف تقول ذلك ؟ أنا معي أدوات حرب لكن ليست كأدواته . ربنا يسوع تسأله كيف ستحارب الشيطان وهو محترف حرب ؟ يقول سأحاربه على الصليب .. الشيطان لا يحتمل الإتضاع ولا يحتمل من يحتمل الإهانات بفرح .. لا يحتمل الإنسان الذي يحب أعدائه سأغلبه بكل ذلك .. سأغلبه بأسلحة مختلفة عن التي في أذهانكم .. أبونا إبراهيم حارب كدرلعومر دون أن يحسب حسابات نفقة لأنه كان واثق من الإنتصار .. ﴿ تبعهم إلى دان وانقسم عليهم ليلاً هو وعبيده ﴾ .. عندما رد أبونا إبراهيم الأملاك أخذ كل شئ أي إنتصر على كدرلعومر بطريقة جعلته لا يأخذ أي شئ من إبراهيم .. ما هذا ؟ هذه عظمة الإنتصار .. عندما رد الأملاك من كدرلعومر من ضمن الناس الذين رد أملاكهم ملك سدوم . 4/ إبراهيم يرفض الأملاك : =============================== أراد ملك سدوم أن يرد الجميل لإبراهيم فقال له لك كل الأملاك أنت خلصتني من السبي وخلصت الرجال مع النساء والأطفال لذلك لك كل الذهب والأملاك .. لكن أبونا إبراهيم رفض وقال له في تك 14 ﴿ رفعت يدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض لا آخذن لا خيطاً ولا شراك نعلٍ ولا من كل ما هو لك ﴾ ( 22 – 23 ) .. * شراك نعل * هو الخيط الذي يخاط به الحذاء .. حتى الخيط لن آخذه .. قديماً كانوا يحاربون من أجل الغنائم كما كان عماليق محترفي حرب لكي يعيش على الغنائم .. لكن إبراهيم لم يأخذ شئ فقد كان ملك سدوم يتخيل أنه محترف حرب لكن إبراهيم لم يكن كذلك . لماذا يا أبونا إبراهيم لم تأخذ شئ ؟ يقول ﴿ فلا تقول أنا أغنيت أبرام ﴾ ( تك 14 : 23 ) .. هنا أبونا إبراهيم رمز للمسيح الذي يقول مملكتي ليست من هذا العالم .. أنا سأولد في مذود .. نقول له لماذا يارب لتدخل بيت قيصر ؟ يقول لا لن يكون لي بيت ولا حتى أين أسند رأسي ولا قوت يوم واحد .. كان يقطف السنابل ليأكل أو يقطف تين عندما يجوع .. ولا شراك نعل .. ﴿ مجداً من الناس لست أقبل ﴾ ( يو 5 : 41 ) .. ﴿ مملكتي ليست من هذا العالم ﴾ ( يو 18 : 36 ) .. سأُصلب عُريان لكي تعلم إني سأصلب العالم من أجلك .. كلما أحب الإنسان الله عرف كيف يغلب من داخله .. أبونا إبراهيم غلب من داخله غلب المقتنيات .. أمامه أمور مغرية ذهب وفضة وأملاك لكنه شخص غالب حقق رمز للمسيح الذي أتى للعالم لكنه ليس من هذا العالم .. أتى ليعيش فترة ومتى إرتفع يجذب إليه الجميع .. أبونا إبراهيم أعطانا نموذج وصورة لعدم محبة القنية والفقر والغلبة كما كان المسيح له المجد . يقول القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ هو وخاصته لم يكن له قوت يوم واحد أما نحن فنطلب رزق لسنين عديدة .. هو لم يكن له أين يسند رأسه أما نحن فنطلب مجالس مزينة ﴾ .. أبونا إبراهيم كان غريب في كل مكان .. تخيل شكل أبونا إبراهيم ولغته وملابسه وعُملاته .. نحن ملامحنا تظهر موطننا أي بلد هو هكذا الملامح والزي والشكل واللغة والعملات تعلن دائماً أن أبونا إبراهيم شخص غريب عن كل مكان عاش فيه وبذلك حقق مبدأ مهم جداً أن العالم ليس له .. الله إختاره دون قبائل الأرض كلها ليصنع معه عهد لأنه وجد فيه صفات يريدها الله .. كان العالم يعيش في ظلمة وظلام والله أضاء أبونا إبراهيم شمعة وسط هذه الظلمة .. هو بداية النسل المبارك ﴿ يتبارك في نسلك جميع أمم الأرض ﴾ ( تك 22 : 18) .. أنت تتحقق فيك شخص المسيح . 5/ إبراهيم يزجر الجوارح : =============================== عندما غلب أبونا إبراهيم في معركة كدرلعومر قلق هل سيصمت كدرلعومر أم يحاول أن يعاود الحرب مع أبينا إبراهيم ؟ تخيل أن كدرلعومر سيدبر حرب أخرى ضده فقلق لكن الله طمأنه وقال له ﴿ لا تخف يا أبرام أنا ترس لك ﴾ ( تك 15 : 1) .. الله يعلم ضعف البشر فأقام مع أبينا إبراهيم عهد .. قديماً كان من عادة الشعوب عندما تقيم عهد بينها أن يأتوا بحيوانات تُشق في وسطها مثلاً خروف .. ماعز .. عجل تُشق هذه الحيوانات ويمر وسطها المتعاهدين عهد سلام أبدي من يخونه يُشق من الوسط .. فمنظر الشق والدم يجعل الخيانة بعيدة .. الله قال لأبينا إبراهيم هات عِجلة ثلثية وكبش ثلثية وعنزة ثلثية ويمامة وحمامة تشق الكل من الوسط ماعدا الحمامة واليمامة .. اليمامة والحمامة رمز للشخص الروحاني لأنه شخص لا ينقسم بينما العِجلة والكبش والعنزة رمز للشخص الجسداني المنقسم على ذاته .. أبونا إبراهيم شق الحيوانات من الوسط وانتظر الطرف الآخر للمعاهدة الذي سيمر معه وسط الحيوانات المشقوقة وهو لا يعرفه هل هو كدرلعومر ؟ كيف وهو شخص لا يحبني ولا أحبه ؟ تُرى من يكون ؟ بالطبع الحيوانات المشقوقة تنزف وأتت الجوارح تحوم حولها لتأكلها فظل أبونا إبراهيم يزجر الجوارح حتى تعب ونام . زجر الجوارح .. الجوارح رمز لعدو الخير والحيوانات المشقوقة والطيور رمز للإنسان الجسداني واليوناني المعرضين لحرب عدو الخير الذي يريد أن يجعل النفس لا تشعر بإطمئنان ولا يريد المعاهدة مع الله تتم كما قال الله لقايين ستعيش خائف .. أبونا إبراهيم لا يستطيع أن يتمم المعاهدة وحده فكان يزجر الجوارح الصعبة التي تريد أن تأكل الحيوانات .. إبراهيم رمز لربنا يسوع الذي يريد أن يدخل في معاهدة مع الإنسان لكن عدو الخير يهيج على الإنسان والرب يزجره .. ﴿ أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف ﴾ ( يو 10 : 11) .. يبذل نفسه عنها ويزجرها .. الأجير يرى الذئب فيترك الخراف ويهرب .. كان يمكن لإبراهيم أن يترك الجوارح تأكل الحيوانات .. لا .. لأنه ليس أجير لذلك كان يزجر الجوارح . ربنا يسوع لما تكلم عن مثل الإستعداد قال عندما تأخر السيد عن الخادم صار الخادم يأكل ويشرب ويسكر وجاء سيده جعل نصيبه مع عديمي الإيمان ويشقه من وسطه .. هذه فكرة من ينقض العهد يُشق من وسطه بينما الأمين الحكيم يقيمه سيده على ماله .. أبونا إبراهيم لما نزل لأرض مصر كان إشارة للمسيح ولما ترك أرضه وعشيرته كان إشارة للمسيح .. ولما غلب كدرلعومر كان رمز للمسيح ولما رفض الأملاك كان رمز للمسيح لأن مملكته ليست من هذا العالم . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

شَخْصِيَات تَرْمُز إِلَى الْمَسِيح -إِبْرَاهِيم أبُو الأبَاء

كُل شَخْصِيَّة فِي الكِتَاب المُقَدَّس تَحْمِل صِفَات وَاضِحَة لِلْمَسِيح لَهُ المَجْد .. لَمْ يُوْجَد شَخْص تَكَلَّمْ عَنْهُ الكِتَاب لأِنَّهُ أُعْجِبَ بِهِ بَلْ لِكَيْ نَسْتَخْرِج مِنْهُ لَمْحَة مِنْ صُورِة شَخْص رَبِّنَا يَسُوع لِذلِك عِنْدَمَا تَجِدٌ الكِتَاب يَصِف بَعْض صِفَات شَخْص مُعَيَّنْ تَعْرِف أنَّهُ يَرْمُز لِرَبِّنَا يَسُوع . أبُونَا إِبْرَاهِيم : ================== ﴿ وَقَالَ الرَّبُّ لأِبْرَآم إِذْهَبْ مِنْ أرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أبِيكَ إِلَى الأرْضِ الَّتِي أُرِيكَ .. فَأجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكُكَ وَأُعَظِّمُ اسْمَكَ وَتَكُونُ بَرَكَةً .. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنُكَ ألْعَنُهُ .. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأرْضِ .. فَذَهَبَ أبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ وَكَانَ أبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ ﴾ ( تك 12 : 1 – 4 ) .. بَيْنَمَا نَحْنُ نَقْرأ نَضَعْ فِي أذْهَانِنَا الرَّبُّ يَسُوع .. هذِهِ الآيَة تُشِير لِلتَجَسُّد .. رَبِّنَا يَسُوع أتَى إِلَيْنَا وَتَرَكَ مَجْدُه .. ﴿ أخْلَى نَفْسَهُ آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ ﴾ ( في 2 : 7 ) .. تَرَكَ غِنَى أبُوه وَذَهَبَ غَرِيب إِلَى الأرْض الَّتِي يُرِيه إِيَّاهَا .. عِنْدَمَا حَدَثِت ضِيقَة ذَهَبَ إِبْرَاهِيم إِلَى أرْض مِصْر .. هكَذَا رَبِّنَا يَسُوع عِنْدَمَا حَدَثِت الضِّيقَة هَرَبَ إِلَى أرْض مِصْر .. إِذاً هُنَاك تَقَارُب .. فَكَانَ الله يُكَلِّمْنَا عَنْ يَسُوع فِي العَهْد القَدِيم مُسْتَخْدِماً أشْخَاص مِثْل أبِينَا إِبْرَاهِيم .. مُوسَى النَّبِي .. يُوسِف .. ﴿ فَانْحَدَرَ أبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ ﴾ ( تك 12 : 10) .. أبُونَا إِبْرَاهِيم ذَهَبَ إِلَى مِصْر لِيَتَغَرَّب هُنَاك .. ذَهَبَ مَعَهُ سَارَة وَلُوط أي مَعَهُ عَائِلَة .. هكَذَا رَبِّنَا يَسُوع أتَى إِلَى مِصْر مَعَ العَائِلَة المُقَدَّسَة . عِنْدَمَا سُبِيَ لُوط فِي مَعْرَكِة كَدَرْلَعَوْمَر لأِنَّهُ كَانَ يَسٍْكُن فِي سَدُوم وَكَانَت هُنَاك مُشْكِلَة فِي الضَّرَائِب فَحَارَبُوا المَلِك الَّذِي يَجْمَع الضَّرَائِب فَغَلَبْهُمْ المَلِك وَسَبَاهُمْ فَأتَى أبُونَا إِبْرَاهِيم وَحَارَب المَلِك وَغَلَبَهُ وَأعَادَ لُوط مِنْ السَبْي وَأتَى بِغَنَائِم .. هذِهِ هِي حَرْب رَبِّنَا يَسُوع مَعَ الشَّيْطَان وَأعَادَ المَسْبِيِين .. كَدَرْلَعَوْمَر الَّذِي كَانَ يَجْمَع الضَّرَائِب وَأذَلَّ الشَّعْب يَرْمُز لِلشَّيْطَان الَّذِي أذَلَّ الإِنْسَان .. وَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح الَّذِي تَحَدَّى المُوْت .. ﴿ أيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ .. أيْنَ غَلْبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ ﴾ ( 1كو 15 : 55 ) .. نَزَلَ إِلَى الجَحِيم وَسَبَى سَبْياً وَأعْطَى عَطَايَا . بَعْد مَعْرَكِة كَدَرْلَعَوْمَر عَرَضَ مَلِك سَدُوم عَلَى أبِينَا إِبْرَاهِيم هَدَايَا وَغَنَائِم فَقَالَ إِبْرَاهِيم لَنْ آخُذ شِئ مِثْل رَبِّنَا يَسُوع الَّذِي لَمْ يَكُنْ مُحِبْ لِلمُمْتَلَكَات وَلَيْسَ لَهُ أيْنَ يَسْنِد رَأسُه وَهُوَ قَالَ ﴿ مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا العَالَم ﴾ ( يو 18 : 36 ) .. وَعِنْدَمَا صَنَعَ المُعْجِزَات أتُوا لِيَخْتَطِفُوه وَيُقِيمُوهُ مَلِكاً هَرَب . أبُونَا إِبْرَاهِيم بَعْد الحَرْب وَسَبْي السَبَايَا جَلَسَ حَزِين فَرَأى رُؤيَا فَقَالَ لَهُ الله هَات عِجْل وَعَنْزَة وَكَبْش وَيَمَامَة وَحَمَامَة .. شُق كُلٍّ مِنْ العِجْل وَالعَنْزَة وَالكَبْش نِصْفِين أمَّا اليَمَامَة وَالحَمَل فَتَظِل كَمَا هِيَ .. وَكَانَت العَادَة قَدِيماً فِي إِقَامِة المُعَاهَدَة بَيْنَ الشُّعُوب أنْ تُحْضِر ذَبِيحَة وَتُشَقُّ نِصْفَيْن وَيَمُر المُتَعَاهِدِين بَيْنَ نِصْفَيْهَا عَلاَمِة أنَّ مَنْ يَنْقُض العَهْد يَشُقُّه الله مِنْ وَسَطُه .. العِجْل وَالعَنْزَة وَالكَبْش يَرْمُزُون لِلإِنْسَان الجِسْدَانِي الَّذِي فِي حَيَاتُه إِنْقِسَام وَاليَمَامَة وَالحَمَامَة تَرْمُزَان لِلإِنْسَان الرُّوحَانِي الَّذِي فِي حَيَاتُه وِحْدَة وَتَكَامُل . وَعِنْدَمَا أتَتْ الجَوَارِح عَلَى الذَّبَائِح ظَلَّ إِبْرَاهِيم يَزْجُرْهَا .. هذِهِ الذَّبَائِح تَرْمُز لِنِفُوس المُؤمِنِينْ الَّتِي يَنْهَشْهَا عَدُو الخِير وَرَبِّنَا يَسُوع الرَّاعِي الصَّالِح يَطْرُدُه عَنْهَا .. الجَوَارِح تَأكُل لَحْم الذَّبَائِح وَعَدُو الخِير يَنْهَش لَحْمِنَا .. النَّفْس الجِسْدَانِيَّة تُعْطِي فُرْصَة أكْبَر لِلجَوَارِح أنْ تَنْهَشْهَا بَيْنَمَا النُّفُوس الرُّوحَانِيَّة لاَ تُعْطِي عَدُو الخِير فُرْصِة نَهْشَهَا لأِنَّ اليَمَام وَالحَمَام يَطِير كَمَا أنَّ الرُّوحَانِي لاَ يَسْتَطِيع عَدُو الخِير أنْ يَمْتَلِكُه لأِنَّ الله يُعْطِيه أجْنِحَة رُوحَانِيَّة فَيَنْتَصِر عَلَى عَدُو الخِير . الجَوَارِح عَنِيفَة وَإِبْرَاهِيم عَرَّض نَفْسُه لِلجُرُوح وَرَبِّنَا يَسُوع عَرَّض نَفْسُه لِلإِهَانَات وَالسُّخْرِيَة وَالصَلْب .. حَتَّى أنَّ أبُونَا إِبْرَاهِيم مِنْ تَعَبُه نَام فَرَأى رُؤيَا .. رَأى مَنْظَر ظَلاَم ﴿ وَإِذَا رُعْبَةٌ مُظْلِمَةٌ عَظِيمَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ ﴾ ( تك 15 : 12) .. مَا هُوَ السُبَات الَّذِي وَقَعَ عَلَى إِبْرَاهِيم ؟ وَمَا هِيَ الرُعْبَة العَظِيمَة ؟ هِيَ لَحْظِة إِسْلاَم الرُّوح فِي الْمَسِيح عَلَى الصَّلِيب .. هُنَا رَمْز لِلصَّلِيب .. وَقْت السَّاعَة السَّادِسَة صَرَخَ يَسُوع وَتَشَقَّقَتْ الصُّخُور وَتَفَتَّحَت القُبُور وَصَارَت ظُلْمَة عَلَى الأرْض لَحْظِة تَسْلِيمُه الرُّوح ( مت 27 : 51 – 52 ) . ثُمَّ رَأى إِبْرَاهِيم أبُو الأبَاء رُؤيَا جَمِيلَة .. رَأى تِنُّور دُخَّان وَمِصْبَاح نَار يَعْبُرَان بَيْنَ شِقَّي الحَيَوَانَات المَذْبُوحَة .. أي عَمُود دُخَّان وَمِصْبَاح نَار يَمُرَان بَيْنَ شِقَّي الذَّبِيحَة الَّتِي قَدَّمَهَا إِبْرَاهِيم إِشَارَة لِعَمَل الله فِي إِتْمَام الخَلاَص وَظُهُور رَبِّنَا يَسُوع بَعْد القِيَامَة وَتَمَّ الصُلْح بِالسُبَات العَظِيم .. السُبَات العَظِيم عَمَلَ صُلْح بِدَلِيل أنَّ تُنُّور الدُّخَان وَمِصْبَاح النَّار مَرَّان بَيْنَ شِقَّي الذَّبَائِح وَكَأنَّ رَبِّنَا يَسُوع يَقُول أنَا * أمُر بَيْنَ شِقَّي الذَّبِيحَة كَيْ أدْخُل فِي عَهْد مَعَك حَتَّى وَإِنْ كُنْت لَسْتَ مَعِي فَأنَا الأمِين الَّذِي يُقِيمُ العَهْد * . شَفَاعِة أبُونَا إِبْرَاهِيم فِي سَدُوم وَعَمُورَة .. قَالَ الله ﴿ هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أنَا فَاعِلُهُ ﴾ ( تك 18 : 17) .. كَلاَم كَبِير عَلَى إِبْرَاهِيم .. إِذاً هذَا نَفْهَمُه فِي الْمَسِيح يَسُوع .. ضَعْ رَبِّنَا يَسُوع بَدَلاً عَنْ أبِينَا إِبْرَاهِيم نَجِد أنَّ كُل مَا يَعْمَلَهُ الآب يَعْمَلَهُ الإِبْن وَكُل مَا يَعْمَلَهُ الإِبْن يَعْمَلَهُ الآب ( يو 5 : 19) .. هذَا هُوَ أمر الخَلاَص الَّذِي تَمَّمَهُ الإِبْن .. أبُونَا إِبْرَاهِيم يَتَشَفَع وَيَقُول لله لَوْ وَجَدْ خَمْسُون شَخْص لاَ تُهْلِك سَدُوم وَعَمُورَة .. وَلَمْ يَجِد فَيَعُود وَيَقُول لَوْ وُجِدَ خَمْسَة وَأرْبَعُونَ بَار لاَ تُهْلِك .. وَلاَ يَجِد ثُمَّ أرْبَعُون وَثَلاَثُون وَعُشْرُون وَ .... شَفَاعَة .. مَنْ الشَّفِيع ؟ هُوَ رَبِّنَا يَسُوع الشَّفِيع الأمِين .. ﴿ صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَأعْطَانَا خِدْمَةَ المُصَالَحَة ﴾ ( 2كو 5 : 18) .. شَفَاعِة أبِينَا إِبْرَاهِيم شَفَاعَة تَوَسُلِيَّة وَشَفَاعِة رَبِّنَا يَسُوع شَفَاعَة كَفَّارِيَّة . أعْطَى الله أبُونَا إِبْرَاهِيم الوَعْد بِإِبْن وَظَلَّ عُشْرُونَ عَاماً يَنْتَظِر الوَعْد حَتَّى تَمَّمَهُ الله .. هذَا إِشَارَة إِلَى مِلْء الزَّمَان الَّذِي أتَى فِيهِ رَبِّنَا يَسُوع بِالجَسَد عَلَى الأرْض بَعْد الوَعْد بِالنُبُّوَات أنَّهُ سَيَأتِي وَيُخَلِّص .. غَابَ الوَعْد حَتَّى تَحَقَّقٌ الخَلاَص فِي مِلْءُ الزَّمَان .. وَإِبْرَاهِيم غَابَ عَنْهُ الوَعْد حَتَّى صَارَ عُمْرُه فَوْقَ المَائَة عَام .. ﴿ وَافْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ ﴾ ( تك 21 : 1) .. وَكَانَ إِبْرَاهِيم إِبْنُ مَائَة سَنَة حِينَ أعْطَاهُ الله إِسْحَق .. ﴿ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ أرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِن امْرَأةٍ مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ ﴾ ( غل 4 : 4 ) .. إِبْرَاهِيم أعْطَاهُ الله إِسْحَق فِي مِلْء الزَّمَان . أيْضاً بَذَلَ إِبْنَهُ الوَحِيد إِشَارَة لِلآب الَّذِي أرْسَل إِبْنَهُ يَسُوع فِي مِلْء الزَّمَان وَبَذَلَهُ عَنَّا .. يَا أبُونَا إِبْرَاهِيم إِبْنَك إِسْحَق وَحِيدَك وَبِالطَبْع هُوَ أغْلَى مَا عِنْدَك فَكَيْفَ تُقَدِّمَهُ ذَبِيحَة ؟ يَقُول أبُونَا إِبْرَاهِيم لَيْسَ هُنَاك مَا هُوَ غَالِي أمَام الله .. وَلِنَرَى إِبْرَاهِيم فِي كُل أُمور حَيَاتُه فِي تَرْكُه لِعَشِيرَتُه وَتَقْدِيم إِبْنَهُ الوَحِيد ذَبِيحَة وَمُحَارَبَتُه لِكَدَرْلَعَوْمَر وَ ....... كُل هذَا نَرَى فِيهِ الْمَسِيح . مَا أجْمَل أنْ تَقْرأ العَهْد القَدِيم وَتَرَى الْمَسِيح أمَام عَيْنَيْكَ .. رَبِّنَا يَسُوع هُوَ حَجَر الزَّاوِيَة بَيْنَ العَهْدَيْنِ .. المُتَنَيِح أبُونَا بِيشُوي كَانَ يَقُول نِيجَاتِيڤ الْمَسِيح كَانَ فِي العَهْد القَدِيم وَالَّذِي يَعْرِف الْمَسِيح جَيِّداً يَرَى النِيجَاتِيڤ الَّذِي لَهُ فِي العَهْد القَدِيم .. وَلِنُلاَحِظ بَعْض الكَلِمَات مِثْل * جَبَّار البَأس * .. * إِنَّهُ الله * .. * خَلَّص بِهِ شَعْبُه * .. * خَلَّص مِنْ مَجَاعَة * .. هذَا يَرْمُز لِلْمَسِيح فَيَبْتَهِج الإِنْسَان جِدّاً عِنْدَمَا يَكْتَشِف الْمَسِيح فِي العَهْد القَدِيم .. لِذلِك قَالَ ﴿ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِل الأرْضِ ﴾ ( أع 3 : 25 ) .. كَلِمَة كَبِيرَة عَلَى أبُونَا إِبْرَاهِيم لكِنْ الله يَقُول لَيْسَ قَصْدِي إِبْرَاهِيم فَقَطْ بَلْ الْمَسِيح الَّذِي أتَى مِنْ نَسْل إِبْرَاهِيم وَزَكَرِيَّا الكَاهِن كَانَ قَدِير قَالَ ﴿ وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ المُقَدَّسَ .. القَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أبِينَا ﴾ ( لو 1 : 72 – 73 ) .. إِنَّهُ قَالَ لَهُ تَتَبَارَك فِيك جَمِيع قَبَائِل الأرْض أي لَمْ يَقْصِد اليَهُود فَقَطْ بَلْ كُل قَبَائِل الأرْض .. لِذلِك يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول الله بَارَك إِبْرَاهِيم قَبْل الخِتَان وَبِالتَّالِي بَارَك فِيهِ كُل قَبَائِل الأرْض وَلَيْسَ اليَهُود فَقَطْ .. ضَعْ الْمَسِيح أمَام عَيْنَيْكَ تَجِد إِنَّنَا أخَذْنَا كُلِّنَا مِنْ إِبْرَاهِيم البُنُّوَة وَالبَرَكَة وَالطَّاعَة .. أخَذْنَا مِنْ الْمَسِيح مِنْ خِلاَل إِبْرَاهِيم . كَانَ يُطْلَق عَلَى رَبِّنَا يَسُوع * إِبْن إِبْرَاهِيم وَإِبْن دَاوُد * .. أفْضَل شَخْصِين لَدَى اليَهُود * إِبْرَاهِيم وَدَاوُد * حَتَّى لاَ يَرْفُضُوه .. نَحْنُ فِي إِيمَانَنَا بِإِبْرَاهِيم آمَنَّا بِالْمَسِيح وَأخَذْنَا كُل العَطَايَا .. ﴿ فَإِنْ كُنَّا أوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أيْضاً ﴾ ( رو 8 : 17) .. أخَذْنَا البَرَكَة فِي إِبْرَاهِيم وَصِرْنَا مِنْ نَسْل الْمَسِيح لَهُ المَجْد .. إِذاً كَانَ إِبْرَاهِيم صُورَة وَرَمْز لِرَبِّنَا يَسُوع . أبُونَا إِبْرَاهِيم رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح + خَرَجَ مِنْ أرْضُه وَعَشِيرْتُه + خَرَجَ مِنْ عِنْد الآب لِيَفْتَقِدْنَا فِي بَشَرِيَتْنَا + عَاشَ غَنِي لكِنَّهُ لَمْ يَمْتَلِك شَيْء + رَبِّنَا يَسُوع غَنِي وَصَارَ فَقِير مِنْ أجْلِنَا + كَانَ يَسْكُن الخِيَام + لَمْ يَكُنْ لَهُ أيْنَ يَسْنِد رَأسُه + هَرَبَ إِلَى مِصْر بِسَبَبْ المَجَاعَة وَمَعَهُ عَائِلَة + هَرَبَ إِلَى مِصْر مِنْ وَجْه هِيرُودِس وَمَعَهُ عَائِلَة + غَلَبَ كَدْر لَعُومَر وَسَبَى سَبْي + غَلَبَ عَدُو الخِير وَسَبَى سَبْي + رَأى السُبَات وَالرُّعْبَة العَظِيمَة + صَارَت الرُّعْبَة وَالسُبَات عَلَى الصَّلِيب + رًَأى تِنُّور دُخَّان وَمِصْبَاح نَار يَمُرَّان بَيْنَ شِقَّي الذَّبَائِح + دَخَلَ فِي عَهْد مَعَنَا + كَانَ شَفِيع عَنْ سَدُوم وَعَمُورَة + كَانَ شَفِيع عَنَّا لَدَى الآب + أعْطَاهُ الله إِبْن فِي مِلْء الزَّمَان + أتَى الْمَسِيح الإِبْن الوَحِيد فِي مِلْء الزَّمَان + قَدَّم إِبْنَهُ ذَبِيحَة لله + الآب قَدَّم إِبْنَهُ الوَحِيد يَسُوع الْمَسِيح ذَبِيحَة عَنَّا رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

شخصيات ورموز للمسيح فى أسفار موسى الخمسة ج2

بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين كُنَّا بَدَأنَا مَعَ بَعْض نِدْرِس فِي شَخْصِيَات وَرُمُوز تَرْمُز لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي العَهْد القَدِيم .. وَأخَذْنَا المَرَّة اللِّي فَاتِتْ بَعْض شَخْصِيَات .. إِبْتَدِينَا مِنْ أبُونَا آدَم وَقُلْنَا إِنْ آدَم دَه بِدَايِة الخَلِيقَة وَرَبِّنَا يَسُوع هُوَ بِدَايِة الخَلِيقَة الجِدِيدَة .. إِتْكَلِّمْنَا عَنْ نُوح وَقُلْنَا إِنْ نُوح دَه كَانْ يُعْتَبَر أعْطَى خَلاَص لِلشَّعْب أوْ أعْطَى خَلاَص لِجِيلُه .. إِتْكَلِّمْنَا عَنْ مَلْكِي صَادِق قُلْنَا إِنْ دَه مَلِك وَكَاهِن وَبِلاَ أب وَبِلاَ أُم .. بِلاَ نَسَبْ قَدِّم ذَبِيحَة خُبْز وَخَمْر .. فَكُل دَه مَفِيش حَاجَة مُمْكِنْ تُشَار إِلِيه إِلاَّ بِالسَيِّد الْمَسِيح .. إِتْكَلِّمْنَا عَنْ أبُونَا إِسْحَق الإِبْن الوَحِيد المَحْبُوب اللِّي أطَاع أبِيه وَاللِّي رِجِعْ حَي إِشَارَة لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللِّي أطَاع الآب حَتَّى مُوْت الصَّلِيب وَرِجِعْ حَي بِالقِيَامَة .. وَإِتْكَلِّمْنَا عَنْ يُوسِف الإِبْن المَحْبُوب لأِبُوه اللِّي أُرْسِل مِنْ أجْل إِفْتِقَاد إِخْوَاتُه وَإِخْوَاتُه رَفَضُوه .. كُلَّ دَه يَنْطَبِق عَلَى الْمَسِيح اللِّي أُلْقِيَ فِي الجُب .. اللِّي إِتْوَضَع فِي السِّجْن .. اللِّي نِزِل الجَحِيم .. اللِّي أعْطَى خَلاَص لِمِصْر كُلَّهَا إِنْ هُوَ أعْطَاهُمْ نَجَاة عَنْ طَرِيق إِنْ هُوَ إِدَّخَر القَمْح .. اللِّي إِخْوَتُه فِي الأخِر رِجْعُوا سَجَدُوا لَهُ .. اللِّي إِشَارَة لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. اللِّي كُلَّ الأُمُمْ فِي النِّهَايَة هَا تُسْجُد لَهُ . نِتْكَلِّمْ النَّهَارْدَة عَنْ شَخْصِيِة مُوسَى النَّبِي اللِّي بِينْهَا وَبِينْ الْمَسِيح .. نِقْرَا جُزْء مِنْ سِفْر العَدَد إِصْحَاح 11 بَرَكَاتُه عَلَى جَمِيعْنَا آمِين .. ﴿ وَكَانَ الشَّعْبُ كَأنَّهُمْ يَشْتَكُونَ شَرّاً فِي أُذُنَيِ الرَّبِّ وَسَمِعَ الرَّبُّ فَحَمِيَ غَضَبُهُ . فَاشْتَعَلَتْ فِيهِمْ نَارُ الرَّبِّ وَأحْرَقَتْ فِي طَرَفِ المَحَلَّةِ . فَصَرَخَ الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى فَصَلَّى مُوسَى إِلَى الرَّبِّ فَخَمِدَت النَّارُ ﴾ ( عد 11 : 1 – 2 ) .. يِرْجَع هِنَا يِقُول لِينَا كِدَه إِنْ الشَّعْب تَذَمَّر عَلَى مُوسَى .. فِي سِفْر العَدَد إِصْحَاح 14 يِقُول ﴿ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أرْضِ مِصْرَ أوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هذَا القَفْرِ . وَلِمَاذَا أتَى بِنَا الرَّبُّ إِلَى هذِهِ الأرْضِ لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ . تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأطْفَالُنَا غَنِيمَةً . ألَيْسَ خَيْراً لَنَا أنْ نَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ ﴾ ( عد 14 : 2 – 3 ) .. مَجْداً لِلثَّالُوث الأقْدَس الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس . مُوسَى النَّبِي مِنْ بِدَايِة مَا اتْوَلَد يِقُول إِنْ كَانَ الصَّبِي حَسَن جِدّاً .. كَانْ شَكْلُه حِلْو .. وَالشِئ اللِّي خَلَّى بِنْت فِرْعُون تِمِيل إِلِيه إِنْ شَكْلُه حِلْو .. فَإِنْ كَانْ قِيلَ عَنْ مُوسَى إِنْ شَكْلُه حِلْو فَقِيلَ عَنْ يَسُوع أنَّهُ أبْرَع جَمَالاً مِنْ بَنِي البَشَر ( مز 45 : 2 ) .. مُوسَى لَمَّا إِتْوَلَد إِتْحَطْ فِي سَلْ فِي المَيَّة وَاتْسَاب فِي السَّلْ اللِّي فِيه مَيَّة وَهُوَ طِفْل صُغَيَّر .. وَبِنْت فِرْعُون لَمَّا لاَقِتُه أخَدِتُه مِنْ المَيَّة .. وَمَعْنَى إِسْم * مُوسَى * * المُنْتَشِل مِنْ المَاء * .. دِي كَانِتْ إِشَارَة لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللِّي دَخَل جُوَّا المُوْت وَطِلِعْ مِنُّه حَيّ .. زَي مُوسَى مُنْتَشَل مِنْ المَاء رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللِّي تِقْدَر تِقُول عَلِيه بِالمُوْت غَلَبْ المُوْت . مُوسَى النَّبِي أوِّل لَمَّا إِتْوَلَد إِتْوَلَد فِي ظُرُوف إِنْ هُمَّ كَانُوا بِيِقْتِلُوا كُلَّ أطْفَال الذُّكُور العِبْرَانِييِّن بِأمر فِرْعُون .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا إِتْوَلَد كَانْ فِيه أمر بِقَتْل كُلَّ أطْفَال بِيتْ لَحْم مِنْ إِبْن سَنَتِينْ فَمَا دُون ( مت 2 : 16) .. وَكَأنَّ رَبِّنَا عَايِز يُشِير إِلِينَا إِنْ مُوسَى مُخَلِّص وَإِنْ يَسُوع مُخَلِّص .. وَالخَلاَص لاَزِم يِحْصَل بِمُوت وَالمُوْت سَيُعْطِي خَلاَص وَمِنْ هُنَا لَقِينَا إِنْ فِي أطْفَال مَاتُوا فِي عَصْر مُوسَى وَفِي أطْفَال مَاتُوا فِي عَصْر رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. زَي مَا أطْفَال العِبْرَانِييِّن إِتْقَتَلُوا أطْفَال بِيتْ لَحْم إِتْقَتَلُوا .. مُوسَى إِتْرَبَّى فِي قَصْر فِرْعُون وَكَانَ مُدَلَّل جِدّاً وَكَانَ مُكَرَّم جِدّاً بَسْ يِقُول لِينَا كِدَه إِنُّه لَمَّا كِبِر وَابْتَدَى يُدْرِك يِقُول ﴿ خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أثْقَالِهِمْ ﴾ ( خر 2 : 11) .. فَلَمَّا إِبْتَدَى يُنْظُر أثْقَال شَعْبُه إِبْتَدَى يَتَعَاطَفْ مَعَ شَعْبُه فَتَخَلَّى عَنْ مَجْدُه وَتَخَلَّى عَنْ كَرَامْتُه كَإِبْن لِفِرْعُون وَتَرَك هذَا المَجْد مِنْ أجْل أنْ يَحْيَا كِعِبْرَانِي .. مِنْ أجْل أنْ يَتَحَمَل قَضِيِة خَلاَص شَعْبُه . الكَلاَم دَه بِالنَّص مُمْكِنْ نِطَبَقُه عَلَى رَبِّنَا يَسُوع .. تَخَلَّى عَنْ مَجْدُه مِنْ أجْل خَلاَص شَعْبُه .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح أخْلَى ذَاتُه آخِذاً شَكْل العَبْد صَائِراً فِي الهَيْئَة كَإِنْسَان .. طَاعَ حَتَّى المُوْت مُوْت الصَّلِيب ( في 2 : 7 – 8 ).. تَخَلَّى عَنْ مَجْدُه .. تَخَلَّى عَنْ كَرَامْتُه .. فِي يُوحَنَّا 17 يِقُولُّه ﴿ مَجِّدْنِي أنْتَ أيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ العَالَمِ ﴾ ( يو 17 : 5 ) .. رَجَّعْنِي تَانِي لِمَجْدِي .. أصْل أنَا كُنْت فِي حَالِة إِخْلاَء مِنْ أجْل إِتْمَام تَدْبِير الخَلاَص . مُوسَى النَّبِي قَبَل أنْ يَتَخَلَّى عَنْ مَجْد المُلْك مِنْ أجْل تَدْبِير خَلاَص شَعْبُه .. كذَلِك رَبَّ المَجْد يَسُوع اللِّي وُجِدَ فِي هَيْئِة إِخْلاَء وَتَرَك مَجْد مِنْ أجْل إِنْقَاذ الشَّعْب .. مُوسَى تَرَك مَجْدُه مِنْ أجْل إِنْقَاذ الشَّعْب .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح تَرَك مَجْدُه مِنْ أجْل إِتْمَام تَدْبِير الخَلاَص .. مُوسَى فَضَل قَاعِد فِي أرْض البَرِّيَّة 40 سَنَة وَرَبِّنَا بِيْعِدُّه لِمُهِمِّة الخَلاَص .. وَلَمَّا مَات فِرْعُون رَبِّنَا قَالُّه إِرْجَع عَشَان فِي فِرْعُون جِدِيد .. أنَا هَا أمُرَك بِالخَلاَص لِلشَّعْب .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَعَد فِتْرَة هَرْبَان فِي أرْض مِصْر لِغَايِة مَا مَات اللِّي بِيُطْلُب نَفْس الصَّبِي ( مت 2 : 19 – 23 ) .. هِيرُودِس مَات قَالُّه إِرْجَعْ .. مُوسَى النَّبِي فِرْعُون مَات رَبِّنَا قَالُّه إِرْجَعْ . كِلاَهُمَا تَغَرَّبَا إِلَى بِدْء زَمَان خَلاَص .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح تَغَرَّبْ فِي أرْض مِصْر إِلَى بِدْء زَمَان خَلاَص .. مُوسَى النَّبِي تَغَرَّب فِي البَرِّيَّة إِلَى بِدْء زَمَان خَلاَص .. لِدَرَجِة إِنْ رَبِّنَا قَالْ لِمُوسَى النَّبِي أنَا هَا جْعَلَك إِلهاً لِفِرْعُون ( خر 7 : 1) .. بِمَعْنَى مُسَيْطِراً قَادِراً وَمُقْتَدِراً فِعْلاً .. شُوفْنَا فِرْعُون كَانَ يَهَاب مُوسَى النَّبِي ..كَذلِك شُوفْنَا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَسُلْطَانُه عَلَى حُكَّام زَمَانُه وَسُلْطَانُه عَلَى الكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّين وَسُلْطَانُه عَلَى مُعَلِّمِي اليَهُود بَلْ وَسُلْطَانُه عَلَى الشَّيْطَان أي سُلْطَانُه عَلَى العَالَمْ أجْمَع .. زَي مَا قَالُّه أنَا هَا خَلِيك إِلهاً لِفِرْعُون . شُوفْنَا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يِقُولَّك كَانَ يُعَلِّمْ بِسُلْطَان وَلَيْسَ كَالكَتَبَة ( مت 7 : 29 ) .. شُوفْنَاه أثْنَاء فِتْرِة وُجُودُه عَلَى الأرْض كَانَ يَحْمِل رِسَالِة السَّمَاء وَإِنْ كَانْ مَوْجُود فِي الهَيْئَة كَإِنْسَان .. يَعْنِي مُوسَى النَّبِي اللِّي شَكْلُه رَاجِل بِتَاع بَرِّيَّة وَرَاعِي غَنَمْ يُبْقَى هُوَ إِله فِرْعُون .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللِّي وُجِد فِي الهَيْئَة كَإِنْسَان .. اللِّي شَكْلُه بَسِيط .. اللِّي إِتْقَال عَنُّه إِنْ هُوَ مِنْ النَّاصِرَة .. اللِّي إِتْقَال عَنُّه إِنْ هُوَ دَه مِشْ إِبْن النَّجَار ؟!! .. يَسُوع اللِّي وُجِدَ فِي الهَيْئَة بَسِيط جِدّاً إِلاَّ أنَّهُ كَانَ يَحْمِل قُوَّة الآب . نِقْدَر نِقُول إِنْ مُوسَى النَّبِي أعْطَى الخَلاَص لِلشَّعْب عَنْ طَرِيق تَسَلُّطُه عَلَى فِرْعُون .. رَبَّ المَجْد يَسُوع أعْطَى خَلاَص لأِوْلاَدُه عَنْ طَرِيق سُلْطَانُه عَلَى إِبْلِيس .. مُوسَى النَّبِي أخْرَج الشَّعْب بِذِرَاعٍ رَفِيعَة .. رَبَّ المَجْد يَسُوع أعْطَانَا خَلاَص بِقُوَّة وَاقْتِدَار .. مُوسَى النَّبِي أخَذَ الوَصَايَا عَلَى جَبَل .. رَبِّنَا فَضَلْ يِدِّي لُه فِي الوَصَايَا عَلَى جَبَلْ سِينَاء قَالُّه أنَا عَايِز الشَّعْب يِعِيشُوا بِشَرِيعَة .. لاَزِم يُحْكُمْهُمْ قَوَانِينْ .. فَرَبِّنَا طَلَّعْ مُوسَى النَّبِي عَلَى جَبَلْ وَفَضَّل يِدِّي لُه الشَّرِيعَة .. لَقِينَا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا حَبْ يِدِّي الشَّعْب الشَّرِيعَة إِدَّاهَا لُهُمْ عَلَى جَبَلْ وَادَّانَا شَرِيعِة العَهْد الجَدِيد عَنْ طَرِيق المَوْعِظَة عَلَى جَبَل اللِّي مَوْجُودَة فِي بِشَارِة مُعَلِّمْنَا مَتَّى إِصْحَاح 5 ؛ 6 ؛ 7 .. أُعْطِيَتْ عَلَى جَبَلْ وَلكِنْ كَانَ هُنَاك فَرْق بَيْنَ مُوسَى وَالْمَسِيح . مُوسَى كَانَ يَسْتَلِمْ مِنْ الله وَيَقُول لِلشَّعْب .. أمَّا رَبَّ المَجْد يَسُوع فَهُوَ مُذَخَر فِيهِ كُلَّ كُنُوز المَعْرِفَة وَالحِكْمَة .. مِشْ مِسْتَنِّي رَبِّنَا يِقُولُّه ﴿ طُوبَى لِلْمَسَاكِين بِالرُّوح ﴾ ( مت 5 : 3 ) .. يِرُوح يِقُول ﴿ لأِنَّهُمْ يُعَايِنُونَ الله ﴾ ( مت 5 : 8 ) .. لأ .. مِشْ كُلَّ تَعْلِيمْ يِتْقَال كَانْ يِتْمَلاَّه لأِنْ هُوَ نَفْسُه إِسْمُه * كَلِمَة الله * .. مُوسَى النَّبِي كَانَ نَاقِل لِكَلِمَة الله لكِنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح نِقُول عَنُّه ﴿ فِي البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة ﴾ ( يو 1 : 1) .. هُوَ الكَلِمَة نَفْسَهَا .. مُوسَى النَّبِي كَانْ يِتْقَال لُه .. أنَا أقُولَّك وَإِنْتَ تِقُول لِلشَّعْب . فِي سِفْر العَدَد إِصْحَاح 7 يِقُول ﴿ فَلَمَّا دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الإِجْتِمَاع لِيَتَكَلَّمَ مَعَْهُ كَانَ يَسْمَعُ الصَّوْتَ يُكَلِّمُهُ مِنْ عَلَى الغِطَاءِ الَّذِي عَلَى تَابُوتِ الشَّهَادَةِ مِنْ بَيْن الكَرُوبَيْنِ فَكَلَّمَهُ ﴾ ( عد 7 : 89 ) .. كَانْ رَبِّنَا يِكَلِّمُه فَكَانَ يُعَلِّمْ الشَّعْب بِالحَاجَة اللِّي رَبِّنَا قَالْهَا لُه .. لكِنْ رَبَّ المَجْد يَسُوع هُوَ نَفْسُه إِسْمُه كَلِمَة الآب .. هُوَ اللِّي نُور إِعْلاَن لِلأُمَمْ ( لو 2 : 32 ) .. هُوَ اللِّي يِقُول لِينَا كِدَه ﴿ اللهُ بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأنْبِيَاءِ قَدِيماً بِأنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأيَّامِ الأخِيرَةِ فِي إِبْنِهِ ﴾ ( عب 1 : 1 – 2 ) .. الأوِّل كَانْ رَبِّنَا بِيكَلِّمْنَا عَنْ طَرِيق نَاس لكِنْ فِي أخِر الأيَّام كَلِّمْنَا فِي إِبْنِهِ لأِنْ هُوَ كَلِمَة الآب . مُوسَى النَّبِي لَمَّا أخَذْ الوَصَايَا عَلَى الجَبَل صَام 40 يُوم .. لَقِينَا رَبَّ المَجْد يَسُوع حِينَ أُصْعِدَ عَلَى الجَبَل صَامَ 40 يَوم وَ40 لَيْلَة .. أوْجُه كَثِيرَة جِدّاً بَيْنَ مُوسَى وَالْمَسِيح .. مُوسَى النَّبِي كَانَ شَفِيعاً فِي الشَّعْب .. نِقْرَا إِنْ الشَّعْب غِلِطْ مِين اللِّي يِتْحَمِّل الغَلْطَة ؟ مُوسَى .. مِين اللِّي يُصْرُخ ؟ مُوسَى .. مِين يِتْشَفَع ؟ مُوسَى .. الجُزْء اللِّي قَرِنَاه مِنْ سِفْر العَدَد إِصْحَاح 11يِقُولَّك ﴿ فَصَرَخَ الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى فَصَلَّى مُوسَى إِلَى الرَّبِّ فَخَمِدَت النَّارُ ﴾ ( عد 11 : 2 ) .. كَانِتْ شُغْلاَنِه مُوسَى إِنْ هُوَ يِسْمَع صُرَاخ الشَّعْب فَيُصْرُخ هُوَ لله بَسْ لأِنْ هُوَ مَحْبُوب لَدَى الله فَكَانَ الله يَسْمَع إِلَى صُرَاخُه .. يِقُولَّك كِدَه ﴿ فَصَرَخَ الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى فَصَلَّى مُوسَى إِلَى الرَّبِّ فَخَمِدَت النَّارُ ﴾ .. طَيِّبْ لِيه الشَّعْب مِشْ بِيْصَلِّي لِرَبِّنَا عَلَى طُول ؟ يِقُولَّك مُوسَى لُه دَالَّة .. مُعَلِّمْنَا يُوحَنَّا يِقُول ﴿ إِنْ أخْطَأ أحَدٌ فَلَنَا شَفِيعُ عِنْدَ الآبِ يَسُوعُ الْمَسِيحُ البَارُّ ﴾ ( 1يو 2 : 1) .. مِين الشَّفِيع دَه ؟ شَفَاعَة أفْضَل مِنْ شَفَاعِة مُوسَى .. إِذَا كَانِتْ شَفَاعِة مُوسَى كَانِتْ مَقْبُولَة لِلدَّرَجَة إِنُّه كَانْ يُطْلُب مِنْ رَبِّنَا الطَلَبْ وَكَانْ رَبِّنَا يِلَبِّيه لُه .. لكِنْ إِحْنَا دِلْوَقْتِي لِينَا شَفِيع أفْضَل . فِي مَوْقِف تَانِي .. لَمَّا رَبِّنَا بَعَتْ الجَوَاسِيس عَشان يِتْجَسِّسُوا أرْض المِيعَاد بَعَتْ 12 وَاحِد فَلَمَّا بَعَتْ 12 وَاحِد رِجْعُوا ألـ 12 .. عَشْرَة مِنْهُمْ قَالُوا دِي أرْض حِلْوَة وَجَمِيلَة لكِنَّهَا أرْض تَأكُل سُكَّانْهَا .. دِي أرْض صَعْب جِدّاً نَاخُدْهَا .. لِيه ؟ لأِنْ لَقِينَا فِيهَا نَاس جَبَابِرَة بِتُوع حَرْب إِحْنَا حَا نْرُوح فِين ؟ فِيِقُول ﴿ فَأشَاعُوا مَذَمَّة الأرْض ﴾ ( عد 13 : 32 ) .. فَأوِّل لَمَّا أشَاعُوا مَذَمَّة فِي الأرْض الشَّعْب كُلُّه هَاج .. إِيه دَه ؟ إِحْنَا بَقَى لْنَا 40 سَنَة .. إِحْنَا طَلْعِين مِنْ أرْض مَصْر عَشَان نُدْخُل الأرْض دَي وَفِي الأخِر مِشْ هَا نَخُدْهَا ؟!! حَاجَة تِجِيب إِحْبَاط فَتَذَمَرُوا عَلَى رَبِّنَا فَلَمَّا تَذَمَرُوا عَلَى رَبِّنَا رَبِّنَا غِضِبْ عَلِيهُمْ .. مُوسَى النَّبِي إِتْدَّخَل كَانْ رَبِّنَا عَايِز يِفْنِيهُمْ وَيِمَوِتْهُمْ بِالوَبَأ فِي لَحْظَة .. ﴿ وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى حَتَّى مَتَى يُهِينُنِي هذَا الشَّعْبُ وَحَتَّى مَتَى لاَ يُصَدِّقُونَنِي بِجَمِيعِ الآيَاتِ الَّتِي عَمِلْتُ فِي وَسْطِهِمْ .. إِنِّي أضْرِبُهُمْ بِالوَبَأ وَأُبِيدُهُمْ وَأُصَيِّرُكَ شَعْباً أكْبَرَ وَأعْظَمَ مِنْهُمْ ﴾ ( عد 14 : 11 – 12) .. مُوسَى صَلَّى لِرَبِّنَا يِقُولُّه دَه إِنْتَ طَوِيل البَال .. إِنْتَ كَثِير الإِحْسَان .. إِنْتَ طَوِيل الرُّوح .. إِنْتَ كَثِير الرَّحْمَة تِغْفِر الذَّنْب وَالسَيِّئَة إِصْفَح يَارَب عَنْ ذَنْب هذَا الشَّعْب كَعَظَمِة نِعْمِتَك .. وَكَمَا غَفَرْت لِلشَّعْب مِنْ مَصْر إِلَى ههُنَا ( عد 14 : 19) – شَفِيع – .. أوِّل لَمَّا مُوسَى صَلَّى ﴿ فَقَالَ الرَّبُّ قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ ﴾ ( عد 14 : 20 ) .. لِلدَّرَجَة دِي ؟ سَيِّدْنَا البَابَا يِقُولَّك عِبَارَة جَمِيلَة قَوِي عَلَى مُوسَى النَّبِي ﴿ مُوسَى النَّبِي كَانَ رَجُلاً حَلِيماً جِدّاً جِدّاً حَتَّى نَسْتَطِيع أنْ نَقُول عَنْهُ أنَّهُ كَانَ يُهَدِّأ غَضَبْ الله ﴾ .. تَخَيَّلُوا وَاحِد وَصَلْ لِدَرَجِة إِنُّه يِهَدِّي رَبِّنَا ؟!! رَبِّنَا قَالْ أنَا هَا فْنِيهُمْ .. هَا بِيدْهُمْ .. فَيِقُولَّك ﴿ قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ ﴾ – شَفَاعَة – .. لكِنْ الشَّفِيع بِتَاعْنَا أفْضَل مِنْ شَفَاعِة مُوسَى .. لِيه ؟ لأِنْ رَبِّنَا بَعْد مَا قَالُّه * صَفَحْت * قَالُّه صَفَحْت عَنْ إِيه ؟ قَالُّه إِنْ أنَا مِشْ هَا مَوِتْهُمْ دِلْوَقْتِي .. بَسْ رَبِّنَا رِجِعْ تَانِي وَقَالْ إِنُّهُمْ مِشْ هَا يُدْخُلُوا الأرْض .. عَشَان خَاطْرَك يَا مُوسَى مِشْ هَا مَوِتْهُمْ دِلْوَقْتِي بَسْ هُمَّ هَا يمُوتُوا هَا يمُوتُوا .. هَا يمُوتُوا بَسْ بِالتَّدْرِيج .. فَيِقُولَّك كِدَه ﴿ لأفْعَلَنَّ بِكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ فِي أُذُنَيَّ .. فِي هذَا القَفْرِ تَسْقُطُ جُثَثُكُمْ جَمِيعُ المَعْدُودِينَ مِنْكُمْ حَسَبَ عَدَدِكُمْ مِن إِبْن عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً الَّذِينَ تَذَمَّرُوا عَلَيَّ ﴾ ( عد 14 : 28 – 29 ) .. كَانْ رَبِّنَا فِي الأوِّل عَايِز يِبِيدْهُمْ بِالوَبَأ فِي لَحْظَة لكِنْ دِلْوَقْتِي يِقُول لُهُمْ ﴿ لَنْ تَدْخُلُوا الأرْضَ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي لأُسْكِنَنَّكُمْ فِيهَا مَا عَدَا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ ﴾ ( عد 14 : 30 ) .. ﴿ يَحْمِلُونَ فُجُورَكُمْ حَتَّى تَفْنَى جُثَثُكُمْ فِي القَفْرِ ﴾ ( عد 14 : 33 ) .. يَعْنِي إِنْتُمْ هَا تمُوتُوا فِي القَفْر فِي مُدِّة 40 سَنَة .. مُوسَى تَشَفَعْ لَدَى الله فَقَالَ لَهُ ﴿ قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ ﴾ .. فَلَمْ يَبِيدْهُمْ بِوَبَأ فِي الحَال وَلكِنْ تَرَكَهُمْ لِلمُوْت . أمَّا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح شَفَاعْتُه شَفَاعَة أقْوَى مِنْ مُوسَى وَأجْمَل مِنْ مُوسَى .. لَمَّا رَبِّنَا يَسُوع بِيِتْشَفَع فِي كِنِيسْتُه وَوِلاَدُه مَهْمَا كَانْ تَعَدِيَاتْهُمْ يِقُولَّك ﴿ دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ إِبْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلَّ خَطِيَّةٍ ﴾ ( 1يو 1 : 7 ) .. لِينَا شَفِيع أجْمَل مِنْ مُوسَى دِلْوَقْتِي .. أقْوَى مِنْ مُوسَى .. زَي مَا يِقُولَّك إِنْ لِينَا دَم يِتْكَلِّمْ أفْضَل مِنْ هَابِيل ( عب 12 : 24 ) .. عَارْفِين إِيه * دَم يِتْكَلِّمْ أفْضَل مِنْ هَابِيل دِي * ؟ .. فَاكْرِين لَمَّا رَبِّنَا قَالْ لِقَايِين لَمَّا قَتَلْ أخُوه قَالُّه ﴿ صَوْتُ دَمِ أخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأرْضِ ﴾ ( تك 4 : 10) .. يَعْنِي إِيه ؟ عَايِز يِقُولُّه إِنْتَ أهْدَرْت دَم بَرِئ الدَّم دَه بِيِتْكَلِّمْ فَكَأن الدَّم دَه بِيقُول لِرَبِّنَا يَارَب خُدْ لِي تَارِي .. فَكَانْ صُوْت دَم هَابِيل يُصْرُخ وَيِتْكَلِّمْ بِإِدَانِة قَايِين .. أمَّا دَم يَسُوع الْمَسِيح فَهُوَ يَتَكَلَّمْ وَيَصْرُخ وَلكِنْ لاَ يَتَكَلَّمْ وَلاَ يَصْرُخ بِإِدَانِة الخُطَاة وَلكِنْ يَتَكَلَّمْ أفْضَل مِنْ هَابِيل .. يَعْنِي إِيه ؟ يَتَكَلَّمْ بِنَجَاة الخُطَاة .. يَتَكَلَّمْ بِخَلاَص الخُطَاة .. إِذَا كَانْ هَابِيل بِيْقُول لِرَبِّنَا إِنْتَقِمْ لِي مِنْ دَم قَايِين أخُويَا اللِّي قَتَلْنِي فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِيْقُول لِرَبِّنَا يَارَب مِنْ أجْل دَمِّي إِصْفَح عَنْ الَّذِينَ يُخْطِئُونَ فِيَّ . كذَلِك شَفَاعِة الْمَسِيح بِالنِّسْبَة لِشَفَاعِة مُوسَى .. لِينَا شَفِيع أفْضَل مِنْ مُوسَى .. فَمُوسَى كَانَ شَفِيع وَشَفَاعْتُه كَانِتْ قَوِيَّة وَمَقْبُولَة .. جَمِيل لَمَّا مُوسَى يُقَفْ يِدَافِعْ عَنْ الشَّعْب يِقُولُّه * إِصْفَح يَا سَيِّد * .. رَبِّنَا يَسُوع يِقُول ﴿ لَسْتُ أسْألُ أنْ تَأخُذَهُمْ مِنَ العَالَمِ بَلْ أنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ ﴾ ( يو 17 : 15) .. وَكَأنْ رَبِّنَا عَايِز يِقُولُّه إِيه مَوِتْهُمْ وَاخْلَص دِي نَاس رَفْضَة الوَصِيَّة .. قَالُّه لأ أنَا مِشْ بَقُولَّك عَشَان تِعْمِل كِدَه .. ﴿ لَسْتُ أسْألُ أنْ تَأخُذَهُمْ مِنَ العَالَمِ بَلْ أنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ ﴾ .. ﴿ إِحْفَظْهُمْ فِي إِسْمَك ؛ قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ ﴾ ( يو 17 : 11 ؛ 17) .. إِجْعَل فِيهُمْ الحُب الَّذِي أحْبَبْتَنِي بِهِ ( يو 17 : 26 ) .. مُوسَى شَفِيع وَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح شَفِيع . نُقْطَة تَانْيَة جَمِيلَة جِدّاً فِي مُوسَى النَّبِي .. مُوسَى مَرْفُوض رَغْم كُلَّ الأعْمَال اللِّي بِيِعْمِلْهَا مِنْ أجْل نَجَاة شَعْبُه إِلاَّ إِنْ مُوسَى مَرْفُوض .. نِقْرَأ فِي سِفْر العَدَد إِصْحَاح 14 يِقُولَّك ﴿ لِمَاذَا أتَى بِنَا الرَّبُّ إِلَى هذِهِ الأرْضِ لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ .. تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأطْفَالُنَا غَنِيمَةً .. ألَيْسَ خَيْراً لَنَا أنْ نَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ ﴾ ( عد 14 : 3 ) .. بَعْد مَا خَرَّجْتُكُمْ بِذِرَاع رَفِيعَة .. بَعْد مَا إِتْحَدِّت فِرْعُون .. بَعْد مَا دَخَلْت مَعَاه فِي مُفَاوَضَات هذَا عَدَدْهَا جَايِينْ تِقُولُوا نِرْجَع تَانِي مَصْر ؟!! .. شُوف بَقَى الكِلْمَة اللِّي جَايَة دِي أدْ إِيه جَارْحَة يِقُولَّك ﴿ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ نُقِيمُ رَئِيساً وَنَرْجِعُ إِلَى مِصْرَ ﴾ ( عد 14 : 4 ) .. عَاوِز يِقُولَّك سِيبَك مِنْ مُوسَى دَه .. عَاوْزِينْ يِقُولُوا مُوسَى دَه غَرَّقْنَا .. بِالرَّغْم مِنْ إِنُّه أنْقَذْهُمْ مِنْ الغَرَق .. * نُقِيم رَئِيسَاً وَنَرْجِعُ إِلَى مِصْرَ * .. هُوَ مِشْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح كَانَ مَرْفُوض مِنْ إِخْوَاتُه وَإِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتَهُ لَمْ تَقْبَلُه ( يو 1 : 11) .. مِشْ هُوَ أعْلَنْ نَفْسُه مُخَلِّص عَنْهُمْ وَكَانْ المَفْرُوض إِنْ هُمَّ يِتْبَعُوه لِلنِّهَايَة وَلكِنْ هُمَّ تَرَكُوه وَحْدُه . .. أدِي مُوسَى المَرْفُوض .. مُوسَى اللِّي ضَحَّى بِكُلَّ شِئ مِنْ أجْل خَلاَص شَعْبُه وَمَعَ كِدَه مَرْفُوض .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللِّي أخْلَى ذَاتُه وَتَرَك المَجْد مِنْ أجْل خَلاَص شَعْبُه وَمَعَ كِدَه مَرْفُوض .. يِقُول رَفَضُونِي أنَا الحَبِيب بِحَسَبْ تَعْبِير مُعَلِّمْنَا دَاوُد النَّبِي .. تِلاَقِي الشَّعْب أوِّل لَمَّا يَاكُل وَيِشْرَب وَيِنْبِسِطْ وَيِغْلِبْ فِي حَرْب يُبْقَى جَمِيل مُوسَى .. أوِّل لَمَّا يِجُوعُوا شِوَيَّة يِجِيبُوا الحِكَايَة كُلَّهَا عَلَى مُوسَى .. فِي سِفْر العَدَد إِصْحَاح 11 ﴿ فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أيْضاً وَبَكَوْا وَقَالُوا مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْماً ﴾ ( عد 11 : 4 ) .. قَالُوا لَهُ ﴿ وَالآنَ قَدْ يَبِسَتْ أنْفُسُنَا ﴾ ( عد 11 : 6 ) .. قَالُوا لَهُ ﴿ أخَذْتَنَا لِنَمُوت فِي البَرِّيَّة ﴾ ( خر 14 : 11) .. إِنْتَ جَايِبْنَا هِنَا عَشَان نِمُوت ؟!! .. لَيْسَ لَنَا خُبْز .. لَيْسَ لَنَا طَعَام نَأكُل .. لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أرْض مَصْر .. تَذَمَرُوا وَرَفَضُوا مُوسَى وَرَفَضُوا خَلاَص مُوسَى اللِّي قَدِّمُه لُهُمْ .. كَمَا رَفَضُوا خَلاَص الْمَسِيح وَرَفَضُوا شَخْص رَبِّنَا يَسُوع وَرَفضُوا أعْمَال الْمَسِيح . حَاجَة تَانْيَة مُهِمَة جِدّاً مُرْتَبِطَة بِينْ مُوسَى وَالْمَسِيح .. مُوسَى كَانَ رَجُل آيَات وَعَجَائِب .. كذَلِك كَانَ رَبَّ المَجْد يَسُوع صَاحِبْ آيَات وَعَجَائِب .. آيَات عَظِيمَة وَعَجَائِب عَظِيمَة صَنَعْهَا مُوسَى .. نَفْس الأمر حَصَل مَعَ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِنُّه كَانْ صَاحِبْ آيَات وَعَجَائِب .. وَجَمِيل جِدّاً إِنْ مُوسَى لَمْ يَصْنَع هذِهِ العَجَائِب مِنْ أجْل مَجْدُه الشَّخْصِي وَلكِنْ لِيُعْلِنْ مَجْد الله .. تِلاَقِي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي الآيَات وَالعَجَائِب اللِّي عَمَلْهَا لَمْ يَقْصِد أنْ يُعْلِنْ نَفْسُه بَطَل .. أبَداً .. لكِنْ قَاصِد إِنُّه يُعْلِنْ مَجْد الله . مُوسَى لَمَّا إِقْتَرَن بِالمَرْأة الكُوشِيَّة .. الكُوشِيَّة دِي نَاس زَي الأحْبَاش .. نَاس سُمْر قَوِي وَنَاس غُرَبَاء عَنْ شَعْب الله .. فِي سِفْر العَدَد إِصْحَاح 12﴿ وَتَكَلَّمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُون عَلَى مُوسَى بِسَبَبِ المَرْأةِ الكُوشِيَّة الَّتِي اتَّخَذَهَا لأِنَّهُ كَانَ قَد اتَّخَذَ امْرَأةً كُوشِيَّةً .. فَقَالاَ هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ .. ألَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أيْضاً .. فَسَمِعَ الرَّبُّ .. وَأمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً جِدّاً أكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ ﴾ ( عد 12 : 1 – 3 ) .. رَبِّنَا دَافِعْ عَنْ مُوسَى وَضَرَب مَرْيَم بِالبَرَص .. إِيه قِصِّة المَرْأة الكُوشِيَّة دِي ؟ دِي مَرْأة غَرِيبِة الجِنْس تَزَوَجْهَا مُوسَى .. الآبَاء القِدِّيسِينْ يِقُولُوا إِنْ المَرْأة غَرِيبِة الجِنْس اللِّي تَزَوَجْهَا مُوسَى دِي هِيَّ كِنِيسِة العَهْد الجَدِيد اللِّي غِير مَقْبُولَة وَمِشْ مِنْ شَعْب الله لكِنْ مُوسَى تَزَوَجْهَا .. فَلَمَّا تَزَوَجْهَا مُوسَى إِيه اللِّي حَصَلْ ؟ طَبْعاً إِخْوَاتُه رَفَضُوا .. لَمَّا لَقِينَا كِنِيسِة العَهْد الجِدِيد بِتُدْخُل الإِيمَان أوِّل نَاس رَفَضُوا اليَهُود .. قَالُوا مِينْ دُول اللِّي يُدْخُلُوا مَعَانَا ؟ عَشَان كِدَه يِقُولَّك ﴿ نُور إِعْلاَن لِلأُمَمْ ﴾ .. أنَّ الأُمُمْ شُرَكَاء فِي المِيرَاث .. رَبِّنَا أعْطَاهُمْ الحَيَاة وَأعْطَاهُمْ الخَلاَص .. نَفْس الخَلاَص اللِّي مِتْمَتَع بِه كِنِيسِة العَهْد القَدِيم .. دِي المَرْأة الكُوشِيَّة . فَكَانْ إِقْتِرَان الْمَسِيح بِكِنِيسِة العَهْد الجِدِيد إِشَارَة لُه فِي العَهْد القَدِيم إِقْتِرَان مُوسَى بِالكُوشِيَّة .. وَزَي إِخْوَاتُه – الأُمَّة اليَهُودِيَّة – رَفَضِتْ هذَا الإِقْتِرَان لَقِينَا رَبِّنَا هُوَ اللِّي دَافِعْ وَطَرَد مَرْيَم أُخْت مُوسَى وَضَرَبْهَا بِالبَرَص .. وَالعَجِيب نِلاَقِي مِينْ اللِّي إِتَّشَفَع فِيهَا ؟ مُوسَى .. يِقُولَّك ﴿ فَحَمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمَا وَمَضَى .. فَلَمَّا ارْتَفَعَت السَّحَابَةُ عَن الخَيْمَةِ إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلْجِ .. فَالْتَفَتَ هَارُون إِلَى مَرْيَم وَإِذَا هِيَ بَرْصَاءُ .. فَقَالَ هَارُون لِمُوسَى أسْألُكَ يَا سَيِّدِي لاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا الخَطِيَّة الَّتِي حَمِقُنَا وَأخْطَأنَا بِهَا .. فَلاَ تَكُنْ كَالمَيْتِ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِلَ نِصْفُ لَحْمِهِ .. فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً اللَّهُمَّ اشْفِهَا ﴾ ( عد 12 : 9 – 13) .. مُوسَى الكَلاَم عَلِيه وَهُوَ اللِّي بِيِتْشَفَع . رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِقْتَرَنْ بِكِنِيسِة الأُمُمْ وَقَبَلْهَا إِنَّهَا تُدْخُل الإِيمَان .. كِنِيسِة اليَهُود إِعْتَرَضُوا فَلَمَّا إِعْتَرَضُوا قَالُّهُمْ خَلاَص حَا تِفْضَلُوا مَرْفُوضِينْ .. لكِنْ هُوَ اللِّي إِتَّشَفَع فِيهُمْ عَشَان يِجِيبْهُمْ تَانِي .. عَشَان كِدَه يِقُول ضَرَبْهَا بِالبَرَص وَخَلاَّهَا تُخْرُج خَارِج المَحَلَّة 7 أيَّام .. * المَحَلَّة * المَكَان اللِّي بِيُسْكُنُوا فِيه .. البَرَص مَعْنَاه نَجَاسَة فَطَالَمَا جَالْهَا بَرَص تُخْرُج خَارِج المَحَلَّة 7 أيَّام .. بَعْد مَا خِلْصُوا السَّبْعَة أيَّام رَاح دَخَّلْهَا تَانِي .. دِي إِشَارَة لإِيه ؟ يِقُولُوا دِي كِنِيسِة اليَهُود اللِّي إِتَطَرَدِت مِنْ حَضْرِة رَبِّنَا سَبْعَة أيَّام .. * سَبْعَة أيَّام * اللِّي هِيَّ إِيه ؟ أيَّام غُرْبِة العُمْر .. أيَّام الزَّمَنْ .. فِي أخِر السَّبْعَة أيَّام هَا تِيجِي مَرْيَم تَانِي تُدْخُل وَتُضَمْ لِلجَمَاعَة .. فِي أخِر الأيَّام كِنِيسِة اليَهُود هَا تِيجِي تُدْخُل وَتُضَمْ لِلجَمَاعَة وَالكِنِيسْتِينْ هَا يَخْلُصُوا مَعَ بَعْض فِي أخِر الأزْمَان .. ﴿ لأِنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُوماً ﴾ ( أف 2 : 18) .. * كِلَيْنَا * اللِّي هُمَّ الكِنِيسْتِينْ العَهْد القَدِيم وَالعَهْد الجِدِيد . فَقَالَ ﴿ تُحْجَزُ سَبْعَةَ أيَّامٍ خَارِجَ المَحَلَّةِ وَبَعْدَ ذلِكَ تُرْجَعُ ﴾ ( عد 12 : 14) .. وَكَأنْ رَبِّنَا دِلْوَقْتِي اللِّي عَمَلُه مَعَ اليَهُود كِدَه بِالظَّبْط .. إِيه يَارَبَّ مِشْ حَا تِقْبَل لِيه اليَهُود ؟ دُول أصْحَاب الأنْبِيَاء .. دُول يَارَبَّ اللِّي أخَدُوا الوَصَايَا .. دُول اللِّي قَدِّمُوا ذَبَائِح .. قَالَّك لأ دُول هَا يُحْجَزُوا سَبْعَة أيَّام وَبَعْد كِدَه يُدْخُلُوا .. هُمَّ دِلْوَقْتِي فِي زَمَان الحَجْز بَرَّه وَفِي أخِر الأيَّام هَا يِرْجَعُوا تَانِي .. قَالَّك ﴿ فَحُجِزَتْ مَرْيَمُ خَارِجَ المَحَلَّةِ سَبْعَةَ أيَّامٍ وَلَمْ يَرْتَحِل الشَّعْبُ حَتَّى أُرْجِعَتْ مَرْيَم ﴾ ( عد 12 : 15) . نِقْدَر نِقُول إِنْ أُمور كَثِيرَة جِدّاً تَرْتَبِط بَيْنَ العَهْدِين وَلكِنْ فِي العَهْد الجِدِيد تِتْكِشِفْ لِينَا الأسْرَار .. عَلَى رَأي أبُونَا المُتَنَيِح بِيشُوي كَامِل إِنْ العَهْد القَدِيم الصُورَة النِيجَاتِيڤ بِتَاعِتْ العَهْد الجِدِيد .. بَسْ الوَاحِد لَمَّا يِكُون عَارِف الصُورَة الحَقِيقِيَّة يِعْرَف النِيجَاتِيڤ .. إِحْنَا دِلْوَقْتِي عَرَفْنَا الْمَسِيح لَمَّا بِنْشُوف الْمَسِيح فِي النِيجَاتِيڤ بِتَاع العَهْد القَدِيم بِنِكْشِفُه عَلَى طُول .. نِقُول مُوسَى دَه بِيِتْشَفَع دَه الْمَسِيح .. مُوسَى جَمِيل دَه الْمَسِيح .. مُوسَى بِيِصْنَع آيَات وَعَجَائِب دَه الْمَسِيح .. مُوسَى مُخَلِّص دَه الْمَسِيح .. مُوسَى مَرْفُوض دَه الْمَسِيح .. مُوسَى بِيَاخُد الوَصَايَا دَه الْمَسِيح .. مُوسَى اللِّي إِتْجَوِز المَرْأة الكُوشِيَّة دِي العَهْد الجَدِيد .. مُوسَى اللِّي أعْطَاهُمْ المَنْ خُبْز الحَيَاة دَه الْمَسِيح اللِّي أعْطَانَا جَسَدُه وَدَمُّه .. يِقُولَّك المَنْ دَه كَانْ مِدَوَر .. كَانْ طَعْمُه حِلْو وَكَانْ يِجِي لُهُمْ كُلَّ صَبَاح دَه الْمَسِيح .. إِذاً الْمَسِيح مَوْجُود بَسْ عَايِز عِينْ مُنْقَادَة بِالرُّوح عَشَان تِكْتَشِفُه . لَمَّا مُوسَى النَّبِي بَعَتْ 12 وَاحِد يِتْجَسِّسُوا الأرْض فَيِقُول ﴿ وَأتَوْا إِلَى وَادِي أشْكُولَ وَقَطَفُوا مِنْ هُنَاكَ زَرْجُونَةً بِعُنْقُودٍ وَاحِدٍ مِنَ العِنَبِ وَحَمَلُوهُ بِالدُّقْرَانَةِ بَيْنَ اثْنَيْنِ مَعَ شَيْءٍ مِنَ الرُّمَّانِ وَالتِّينِ ﴾ ( عد 13 : 23 ) .. جَابُوا عَنْقُود عِنَبْ كِبِير حَطُّوه عَلَى عَمُود خَشَبْ كِبِير وَالعَمُود فِي النُّص وَنَاس شَالِتُه .. نَاس شَالُوه مِنْ قُدَّام وَنَاس شَالُوه مِنْ وَرَا وَالعَنْقُود فِي النُص .. النَّاس اللِّي شَايْلِينُه مِنْ قُدَّام ظَهْرُهُمْ لِلعَنْقُود وَالنَّاس اللِّي مِنْ وَرَا شَايْلِينُه وَشَايْفِينُه .. الآبَاء القِدِّيسِينْ يِقُولُوا دَه العَهْد القَدِيم وَالعَهْد الجِدِيد .. العَهْد القَدِيم قُدَّام شَايْلِينُه بَسْ مِشْ شَايْفِينُه .. وَرَاهُمْ فِي ظَهْرُهُمْ وَإِنْ كَانُوا شَايْلِينُه .. العَهْد الجِدِيد إِحْنَا اللِّي جِينَا بَعْدِين بَقَى شَايْلِينُه وَشَايْفِينُه .. العَهْد القَدِيم حَصَلْ مَعَاهُمْ كُلَّ الأُمور اللِّي تُشِير لِلْمَسِيح وَلِلأسَفْ مِشْ شَايْفِينُه . المَرَّة الجَايَّة هَا نِتْكَلِّمْ عَنْ أُمور تَرْمُز لِلْمَسِيح .. يَعْنِي مَثَلاً فُلْك نُوح .. فُلْك نُوح دَه الْمَسِيح .. سُلَّم يَعْقُوب دَه الْمَسِيح .. خَرُوف الفِصْح دَه الْمَسِيح .. العُلِّيقَة دَه الْمَسِيح .. المَنْ دَه الْمَسِيح .. الصَّخْرَة دَه الْمَسِيح .. الحَيَّة النُّحَاسِيَّة دَه الْمَسِيح .. الأعْيَاد الْمَسِيح .. خِيمِة الإِجْتِمَاع الْمَسِيح .. كُلَّ دَه كَانُوا شَايْلِينُه وَمِشْ فَاهْمِينُه لأِنُّه كَانْ فِي ظَهْرُهُمْ . إِحْنَا النَّهَارْدَة لَمَّا نِتْكَلِّمْ عَنْ المَنْ نِقُول دَه الْمَسِيح .. لَمَّا نِتْكَلِّمْ عَنْ خِيمِة الإِجْتِمَاع نِقُول دَه الْمَسِيح .. نِتْكَلِّمْ عَنْ الفُلْك نِقُول دَه الْمَسِيح .. نِتْكَلِّمْ عَنْ مُوسَى نِقُول دَه الْمَسِيح .. نِتْكَلِّمْ عَنْ يُوسِف نِقُول دَه الْمَسِيح .. كَانْ صَاحِبْ القِصَّة كُلَّهَا بِتِحْصَل مَعَاه أحْدَاث مِسْكِينْ وَلاَ يُدْرِكْهَا .. مَعْقُولَة مُوسَى النَّبِي كَانْ يُقْعُد يِتْشَفَع لِرَبِّنَا فِي الشَّعْب وَفَاهِمْ إِنْ هُوَ هِنَا بِيمَثِّل الْمَسِيح ؟ أبَداً .. كَانْ هُوَ عَلَى الجَبَل بِيَاخُد الوَصَايَا وَمِشْ فَاهِمْ إِنْ هُوَ إِشَارَة لِلْمَسِيح اللِّي بِيِدِّي وَصَايَا عَلَى الجَبَل .. يُونَان النَّبِي جُوَّا بَطْن الحُوْت وَمِشْ فَاهِمْ إِنْ هُوَ إِشَارَة لِلْمَسِيح اللِّي فِي القَبْر ثَلاَث أيَّام .. يُوسِف الصِّدِّيق جُوَّا الجُب وَمِشْ حَاسِس إِنْ هُوَ إِشَارَة لِلْمَسِيح اللِّي فِي القَبْر .. أبُونَا إِسْحَق مَرْبُوط عَلَى المَذْبَح عَشَان يِدِّبِح وَمِشْ فَاهِمْ إِنْ دَه الصَّلِيب .. شَايْلِينُه وَمِشْ شَايْفِينُه .. إِحْنَا شَايْلِينُه وَشَايْفِينُه .. عَشَان كِدَه الكَلِمَة اللِّي بِتِتْقَال إِنَّ أنْبِيَاء وَأبْرَار كَثِيرِين إِشْتَهَوْا أنْ يَرَوْا مَا أنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا وَأنْ يَسْمَعُوا مَا أنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا ( مت 13 : 16 – 17) .. أمَّا أنْتُمْ فَطُوبَى لِعُيُونَكُمْ لأِنَّهَا تُبْصِر وَلآِذَانِكُمْ لأِنَّهَا تَسْمَع . رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل