العظات
الله يعرفني جيدا
أحياناً ينتاب الإنسان شك في أن هل الله يعرفني بإسمي ؟ هل يعلم كل شئ عني ؟ هل أنا موضع إهتمام الله أم أنا واحد من ضمن عدد من المليارات من البشر أي أنا نقطة أو قطرة في بحر ؟ هل الله يتذكرني أم ينساني ؟ هل يعلم ظروفي وضعفاتي واشتياقاتي وكل أحوالي ؟ هو قال ﴿ دعوتك باسمك أنت لي ﴾ ( أش 43 : 1) .. هل بالفعل يعرف إسمي ؟ كثيراً ما كلم الله أُناس بأسمائها .. قال يا مريم ( يو 20 : 16) .. يا سمعان بن يونا أتحبني ( يو 21 : 17) .. لعازر لعازر هلم خارجاً ( يو 11 : 43 ) .. مرثا مرثا أنتِ تهتمين بأمور كثيرة ( لو 10 : 41 ) .. كثيرون ناداهم الله بأسمائهم إذاً أنا معروف بإسمي وصفاتي واهتماماتي وخطاياي وضعفاتي وإيجابياتي وكل ما فيَّ معروف لدى الله .. الإنجيل يريد أن يعرفنا أن الله يعلم ما لا أعلمه عن نفسي .. ﴿ أنت تعرف أفكاري وتفحص كليتيَّ ﴾ .. لأن الكلية حساسة لذلك وضعها الله في جزء عميق مختبئ في جسد الإنسان .. الله يفحص كليتي أي يعرف أعماقي الحساسة .
عدو الخير يجتهد في أن يجعلني أشعر إني كم مُهمل وكيف يتذكرني الله ؟ هل ليس لديه سواي ؟ وعندما أتعامل مع الله على إني شئ غير معروف يضعُف إيماني وتتبلد إشتياقاتي فأتعامل مع إله مجهول .. يوجد طفل صغير كان عندما يصلي كان لا يعرف ماذا يقول فكان يقول لله أنا إسمي چون أتعرفني ؟!! وفي الصباح يقول يارب چون يقول لك صباح الخير .. وفي أحد الأيام مرض والد چون فصلى له وسمع صوت يقول له يا چون يسوع يقول لك صباح الخير .. الله لذته في الإنسان .. الإنسان محبوب جداً لله هو أغلى قيمة لدى الله لذلك الله يعلم عنا :0
(1) إشتياقاتنا (2) ضعفاتنا (3) ظروفنا
(4) إمكانياتنا (5) أعمالنا
(1) الله يعرف إشتياقاتي :
==============================
أنا أشتاق للتوبة هو يعلم ذلك .. أشتاق للسماء وأشتاق أن أتخلص من خطية معينة .. أتمنى أن أعيش في رضاه وأتمنى أن أهزم خطاياي ولا أُغلب منها .. إشتياقات والله يعلمها جيداً لذلك عندما أقف أمامه لابد أن أُعبِّر له عن إشتياقاتي لأنه يعلم حتى الذي لا يسمعه مني لكن الأجمل أن أُعبِّر له عما بداخلي .. داود النبي كان يقول ﴿ أحبك يارب يا قوتي ﴾ ( مز 18 : 1) .. الإنجيل هو تعبير عن إشتياقاتنا لله كذلك القداس والصلاة والترانيم و ...... أيضاً هل يعلم أن لي إشتياقات للعالم وللخطية وكرهِ لشخص معين ؟ وهل يعلم أين تذهب إشتياقاتي وطموحاتي ؟ نعم هو يعلم .
إذاً أنا معروف عنده جيداً هو فاحص القلوب .. قد يرسل لي إشتياقات لا أعرف كيف أُعبِّر عنها .. أحياناً نصل إلى الصمت الذي يتحدث وتتحرك إشتياقات القلب من داخله كما فعلت حنة النبية .. الله يعلم الدوافع والأعماق لذلك إشتياقاتنا محفوظة عند الله ولها كرامة في عينيه تصل إلى أن يقول الآباء إن أردت أن تقتني فضيلة إشتاق لها فيُحسب الإشتياق إلى الفضيلة فضيلة .. هذه أول خطوة .. من يعرف هذا الإشتياق ؟ الله فاحص الإشتياق بدوافعه وجهاده .
(2) الله يعرف ضعفاتي :
============================
الله يعلم ضعفاتي والأفكار الشريرة داخلي .. فكري الذي لم أبوح به لأحد هو يعلمه .. الله يعلم إني ممسك بخطية معينة مثل الكذب أو الإدانة أو ..... يعرف أنواع خطاياي وأسبابها .. هل تعلم يا الله إني أشتاق للتوبة عن خطية معينة وهناك خطية أخرى مازلت أتفاوض معها ؟ .. نعم .. الله يقول أنا أعرف الخطايا التي أنت تقاومها والتي لا تقاومها .. الخطايا التي تسعى لها والخطايا التي لا تسعى لها .. التي تسقط فيها بضعف والتي تسقط فيها بجهل .. صور الأشعة الطبية القديمة كانت معتمدة على التصوير فكانت تصور ما بداخل جسد الإنسان .. الآن تقدم العلم حتى وصل الفحص بالأشعة إلى الموجات الكهرومغناطيسية التي تصور دقائق الأمور داخل الجسد بثلاثة أبعاد للعضو .. إن كان الطب قد عرف كيف يفحص خفايا الجسد ألا يعلم الله خفايا قلبي ؟ هو عنده أشعة سماوية يصل إلى أنه يعرف تصورات المخادع .. أي حتى أحلامي يعرفها التي قد أنساها عندما أستيقظ .. لا شئ مخفي عنه حتى الذي لا نقوله في الإعتراف .. أنا أعلم أن هناك خطايا في حياتك لم تدركها بعد نعم هي خطايا لكني منتظر لأن لكل شئ وقت وستكون أفضل في المستقبل .. ﴿ في المستقبل يتأصل يعقوب ﴾ ( أش 27 : 6 ) مادمت تجاهد .
(3) الله يعرف ظروفي :
===========================
الله يعلم إني تربيت في بيت مسيحي وأن البيت كان حريص أن أذهب إلى الكنيسة وإني مولود في مدينة بها نشاط كنسي وبها مدارس وبها تعليم .. الله يعلم أنه أعطاني جسد جيد بصحة جيدة وعقل جيد وإبن من ومن هم إخوتي و ..... الله يعلم كل شئ لذلك الله ينظر لكل شخص حسب ظروفه .. هل ينظر لشخص يعيش في بيئة وثنية مثلما ينظر لشخص في بيئة مسيحية ؟ بالطبع لا لأن الله ينظر لكل شخص حسب ظروفه .. في أحد الأيام دخل شخص إلى الكنيسة وظل يبكي فلما سأله من فيها عن سبب بكائه قال أن له ثلاثة سنوات لم يدخل كنيسة لأنه كان في باكستان .. هل الذي لا يستطيع أن يذهب إلى الكنيسة مثل شخص الكنيسة قريبة منه ووقته يسمح له بالتواجد فيها ؟ هل الله يتعامل مع هذا الشخص الذي ظل محروم من الكنيسة ثلاثة سنوات وينظر له مثلما يتعامل معي وينظر لي أنا الذي وُلدت بالكنيسة وتواجدت فيها منذ صغري ؟ بالطبع لا .
توجد قرى ليس بها كنائس فيجتمعون في أحد المنازل ليسمعوا كلمة الله .. هل هؤلاء مثلنا نحن الذين نحيا في نشاط كنسي رائع ؟ نعم الخطية هي الخطية لكن الله يعلم الظروف وأين هي نقطة الضعف حتى عندما يُقيِّم الشخص يُقيِّمه بعدل .. قديماً كانت ظاهرة بيع العبيد كثيرة وكانت هناك طفلتان توأم في سفينة مع عائلتهما ولظروفٍ ما بيعت الطفلتان واحدة منهن بيعت لعائلة تقية فتعلمت الصلاة والحياة الروحية والأخرى بيعت لعائلة شريرة إستخدموها في الشر .. إذاً ظروف هذه غير ظروف تلك .. هل يتعامل الله معهما مثل بعضهما أم كلٍ منهما حسب ظروفها ؟ الله عادل يتعامل مع الشخص حسب ظروفه واشتياقاته و ...... الله يعلم هل بيتي مهيأ لنمو روحياتي وظروفي مهيأة أم لا ؟
(4) الله يعرف إمكانياتي :
=============================
هو يعلم أنه أعطاني عطايا جيدة وأعطاني عقل سليم ونطق وأسرة متدينة ومواهب وكتاب مقدس وكنيسة و .... كل هذه إمكانيات الله يعلمها .. إذاً الله ينظر لي نظرة شاملة بما فيها إمكانياتي .. يعلم إني أشتاق للتوبة لكني في كسل .. قد نتساءل هل الله يعلم أنه سمعني صوته كثيراً ولم أتُب ؟ يقول نعم .. إذاً هل تعلم يا الله إن كانت لي قدرة على التوبة أم لا ؟ يقول أعلم أن لك قدرة على التوبة وأنك قادر أن تقوم .. قد يقول شخص ليتني أقرأ الكتاب المقدس لكني لا أعرف القراءة .. الله يعلم ما هو في طاقتي وما هو فوق طاقتي .
الله يعلم إمكانيات بطرس ويوحنا وبولس و ...... وأرسل كل واحد منهم لرسالة معينة .. هكذا نحن الله يعلم شخصية كلٍ منا ويرسل كل واحد منا لرسالة حسب إمكانياته .. لذلك لابد أن نقدم إمكانياتنا في يده لأنه أعطاها لنا .. ليس لأنفسنا بل له لذلك نضعها في يده لأننا أخذناها لأنفسنا .. لا الله أعطانا العقل له والنطق لنسبحه والحب له والعاطفة له و ..... كل إمكانياتي هي عطايا منه وأنا أقدمها له .
(5) الله يعرف أعمالي :
===========================
الأعمال هي محصلة النقاط الأربعة السابقة .. إشتياقاتي + إمكانياتي الإيجابية + ظروفي الإيجابية – ضعفاتي – ظروفي السلبية – إمكانياتي السلبية = أعمالي
أي أهداف الإنسان + إمكانياته – ضعفاته = أعماله
من يعلم كل هذا ؟ الله .. إذاً لابد أن أكون أمامه أمين وإن كان لي تقصير فالله يعلم ضعفاتي وإمكانياتي السلبية .. أي قد يسقط إثنان في خطية معينة والله ينظر لكلٍ منهما بطريقة مختلفة عن الآخر .. أيضاً إثنان أبرار والله ينظر لكلٍ منهما نظرة مختلفة عن الآخر .
إذاً لا أستطيع أن أقول أن كل هادئ متواضع أو كل غني سخي أو كل فقير يدخل السماء .. الله يعلم دقائق وخفايا كل شخص وبالتالي يعرف أعمالي .. ﴿ أنا عارف أعمالك ﴾ ( رؤ 2 : 13) .. الله يعرف الذي يتكلم كثيراً عن الكنيسة والذي يُعلم بأمانة والذي يحب بأمانة والذي له صورة التقوى و...... لذلك جيد أن أتعامل مع الله الذي يفحصني ويعلم كل شئ ومتأني عليَّ بأمانة .. هو يقول أنا مترفق بك حتى تزداد إشتياقاتك وتقل ضعفاتك وتصير ظروفك للأفضل لأنه كلما إزدادت الإيجابيات نقُصت السلبيات .. ولتعلم أن الله لا يقف لك بالمرصاد .. الله يعلم أهدافك واشتياقاتك وأيضاً ضعفاتك وفي النهاية يقول أنا أعرفك بإسمك حتى شعور رؤوسكم محصاة عندي وأعلم كل ما تتخيل أنه غير معروف ومنتظرك .. جيد في سنك هذا أن تعرف ذلك فتبدأ علاقة مفرحة مع الله حتى أن القديس أوغسطينوس شعر أن الله لم يُوجد أحد في هذه الخليقة سواه فقال ﴿ أنت تحتضن وجودي برعايتك وكأني موضوع حبك ﴾ .. هل لهذه الدرجة نشعر بإحساس الخصوصية في علاقتنا بالله ؟ نعم نشعر بأن ﴿ أنا لحبيبي وحبيبي لي ﴾ ( نش 6 : 3 ) .. ﴿ الله الذي لي ﴾ .. وكلما أُدرك محبتة كلما أدركت أنه لي أنا .
الله الذي يعلم كل هذه الأمور عني هو الذي سيدينني في النهاية
وبالتالي ستكون دينونته عادلة جداً وأمينة جداً
بحسب أمانتي تكون دينونته لصالحي
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين
يَصْنَع مَعَنَا أكْثَر مِمَّا نَسْأل
أحِبَّائِي الطَلَبَة وَالطَّالِبَات .. إِذْ تَقْتَرِب فِتْرِة الإِمْتِحَانَات رُبَّمَا تُرَاوِدْنَا أفْكَار قَلَق أوْ خُوْف أوْ شَك فِي ضَعْف قُدْرِتْنَا وَإِمْكَانِيَاتْنَا .. وَكَثْرِة المَعْلُومَات المَطْلُوب مِنَّا مُذَاكْرِتْهَا وَإِتْقَانْهَا وَصُعُوبِة الإِمْتِحَانَات .. وَكذَلِك ضِيق الوَقْت وَفِي وَسَطْ هذِهِ الأحَاسِيس يُطَمْئِنَّا مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه لأِهْل أفَسُس ﴿ القَادِرُ أنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أوْ نَفْتَكِرُ بِحَسَبِ القُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا ﴾ ( أف 3 : 20 ) .. فَإِلَهْنَا إِله قَوِي وَقَادِر أنْ يَفْعَل مَعَنَا أكْثَر مِمَّا نَطْلُب أوْ نَسْأل أوْ حَتَّى نَفْتَكِر .. الإِنْسَان مِحْتَاج لِشِئ وَلكِنْ الله يَعْمَل مَعَهُ الكَثِير وَبِدُون طَلَبْ أوْ سُؤال مِنْ جَانِب الإِنْسَان .. وَهُوَ أيْضاً أب مُحِبْ يَعْلَم إِحْتِيَاجَات أوْلاَدُه وَيُعْطِيهُمْ الصَّالِح دُونَ أنْ يَطْلُبُوا .. وَنَرَى عَمَل الله مَعَنَا وَاضِح جِدّاً فِي عِدِّة أُمور : (1) عَمَل الله مَعَنَا فِي الخَلِيقَة وَالفِدَاء (2) عَمَل الله مَعَ أشْخَاص ( شَخْصِيَات الكِتَاب المُقَدَّس ) (3) عَمَل الله مَعَنَا فِي المُعْجِزَات (4) عَمَل الله فِي مُسْتَقْبَل الإِنْسَان
(1) عَمَل الله مَعَنَا فِي الخَلِيقَة وَالفِدَاء :
=======================================================
فِي بِدَايِة الخَلِيقَة :
==========================
يَقُول سِفْر التَّكْوِين ﴿ وَقَالَ الله لِيَكُن نُورٌ فَكَانَ نُورٌ .. وَرَأى اللهُ النُّورَ أنَّهُ حَسَنٌ وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ .. وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً .. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً .. وَقَالَ اللهُ لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ .. وَلِيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ .. فَعَمَلَ اللهُ الجَلَدَ وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الجَلَدِ .. وَكَانَ كَذلِكَ وَدَعَا اللهُ الجَلَدَ سَمَاءً .. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً ثَانِياً .. وَقَالَ اللهُ لِتَجْتَمِع الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ وَلِتَظْهَر الْيَابِسَةُ ......... وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أرْضاً وَمُجْتَمَعَُ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَاراً .. وَرَأى اللهُ ذلِكَ أنَّهُ حَسَنٌ ....... وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً ثَالِثاً .. وَقَالَ اللهُ لِتَكُنْ أنْوَاراً فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَتَكُونُ لآِيَاتٍ وَأوْقَاتٍ وَأيَّامٍ وَسِنِينٍ .. وَتَكُونُ أنْوَاراً فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأرْضِ وَكَانَ كَذلِكَ ......... وَقَالَ اللهُ لِتَفِض الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ وَلِيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ .. فَخَلَقَ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ وَكُلَّ ذَوَاتِ الأنْفُسِ الْحَيَّةِ الدَّبَّابَةِ الَّتِي فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأجْنَاسِهَا وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جِنَاحٍ كَجِنْسِهِ ............ وَرَأى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنْ جِدّاً .. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً سَادِساً ﴾ ( تك 1 : 3 – 31 ) .
هَلْ كُنَّا نَتَوَقَعْ مِنَ الله أنْ يَفْعَل مَعَنَا كُل مَا فَعَلَهُ ؟ الله هَيَّأ كُل إِحْتِيَاجَات الإِنْسَان قَبْل أنْ يَخْلِقَهُ كَيْ يَكُون الكُون كُلُّه مُهَيَّأ .. فِي سِتَّة أيَّام خَلَقَ الله الكُون كُلُّه .. خَلَقَ الشَّمْس وَالقَمَر .. اللَّيْل وَالنَّهَار .. البِحَار وَالأرْض .. الزُرُوع وَالكَائِنَات وَ ....... وَفِي النِّهَايَة خَلَقَ الإِنْسَان .. مَا الَّذِي كَانَ يُمْكِنْ أنْ نَكُون مُحْتَاجِين إِلِيه وَلَمْ يَفْعَلَهُ الله ؟ بِالطَبْع لاَ شِئ .. هَلْ عَطَشَ الإِنْسَان فَطَلَبْ مِنْ الله أنْ يَشْرَب فَخَلَقَ لَهُ المِيَاه ؟ هَلْ جَاعَ الإِنْسَان فَطَلَبْ مِنْ الله الطَّعَام فَخَلَقَ لَهُ الزُرُوع ؟ .. لاَ .. الإِنْسَان لَمْ يَطْلُب شَيْئاً لكِنْ الله أعْطَانَا أكْثَر جِدّاً مِمَّا نَطْلُب لأِنَّنَا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الَّذِينَ نَطْلُب فَمَاذَا نَطْلُب ؟ لكِنْ الله أعْطَانَا كُل إِحْتِيَاجَاتْنَا .. لَمْ يَطْلُب آدَم مِنْ الله مُعِين نَظِيرَهُ لكِنْ الله أعْطَاهُ حَوَّاء .. ﴿ وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لَيْسَ جَيِّداً أنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ فَأصْنَعَ لَهُ مُعِيناً نظِيرَهُ ﴾ ( تك 2 : 18 ) .
الله قَادِر أنْ يَفْعَل مَعَنَا .. لَيْتَ ثِقَتْنَا تَزْدَاد بِهِ أنَّهُ لَنْ يَنْسَانَا قَطْ .. قَدْ نَتَخَيَّل أنَّ الله سَيُقِيم مَعَنَا حِسَاب عَنْ خَطَايَانَا الأنْ .. لاَ .. الَّذِي لاَ تَتَوَقَعْ أنْ يَفْعَلَهُ لَك هُوَ يَفْعَلَهُ بَلْ وَأكْثَر مِنْهُ كَمَا خَلَقَ الخَلِيقَة كُلَّهَا مِنْ أجْلَك .. هُوَ إِله يَعْلَم الإِحْتِيَاجَات وَيُدَبِّرْهَا دُونَ طَلَبْ مِنْ الإِنْسَان .
الفِدَاء :
===========
هَلْ قَالَ الإِنْسَان لله كَيْ تُخَلِّصْنِي يَجِبْ أنْ تَتَجَسَد وَتُولَد فِي مِذْوَد وَتَعِيش مَعَنَا عَلَى الأرْض وَتُصْلَب ؟ لاَ يَسْتَطِيع أحَدٌ أنْ يَطْلُب ذلِك مِنْ الله لكِنَّهُ فَعَلَ أكْثَر مِمَّا نَتَوَقَعْ .. هَلْ كُنَّا نَتَوَقَعْ أنَّهُ يُعْطِينَا الغُفْرَان ؟!! فِي العَهْد الجَدِيد هَلْ كُنَّا نَتَوَقَعْ أنَّهُ سَيُعْطِينَا جَسَدُه وَدَمُّه ؟ هَلْ خَطَر بِبَال أحَدٌ أنْ يَطْلُب مِنْهُ قِطْعَة مِنْ لَحْمُه أوْ يَأخُذ مِنْ دَمُّه ؟!! لكِنُّه يُعْطِي مَا لاَ نَطْلُبُه .. يُعْطِي أكْثَر مِمَّا نَتَوَقَعْ فِي الخَلِيقَة .. فِي الفِدَاء .. فِي الغُفْرَان ..... لِذلِك تَدَابِيرُه كُلَّهَا تَفُوق العُقُول وَفِي صَالِح الإِنْسَان .. كُون أنَّهُ يَتَجَسَد وَيَفْدِي وَيُعَلِّم وَيَعْلَم الإِحْتِيَاج قَبْل أنْ نَطْلُب وَيُعْطِي بِدُون حُدُود .. صَنَعَ الخَلِيقَة كُلَّهَا لِكُل البَشَر .. ﴿ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأشْرَار وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ ﴾ ( مت 5 : 45 ) .. نَعَمْ هُوَ بِالفِعْل الله القَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب .
(2) عَمَل الله مَعَ أشْخَاص :
=====================================
أبُونَا إِبْرَاهِيم أبُو الأبَاء :
===============================
يَقُول سِفْر التَّكْوِين أنَّ الله قَالَ لإِبْرَاهِيم ﴿ خُذ إِبْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَقَ وَاذْهَبْ إِلَى أرْض المُرِيَّا وَأصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أحَدِ الْجِبَالِ ﴾ ( تك 22 : 2 ) .. بِالفِعْل أطَاعَ أبُونَا إِبْرَاهِيم وَأخَذَ إِسْحَق إِبْنَهُ وَصَعَدَ إِلَى الجَبَل لِيُقَدِّمَهُ مُحْرَقَة لله وَرَفَعَ السِّكِّين لِيَذْبَح إِسْحَق .. لكِنْ قَالَ لَهُ الله ﴿ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئاً .. لأِنِّي الآنَ عَلِمْتُ أنَّكَ خَائِفٌ اللهَ فَلَمْ تُمْسِك إِبْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي .. فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكاً فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ .. فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأخَذَ الْكَبْشَ وَأصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضاً عَن إِبْنِهِ ﴾ ( تك 22 : 12 – 13) .. هَلْ كَانَ أبُونَا إِبْرَاهِيم يَتَوَقَعْ أنَّهُ عِنْدَمَا يَأخُذ إِسْحَق لِيُقَدِّمَهُ مُحْرِقَة لله أنَّ الله سَيُرْسِل خَرُوف لِيُنْقِذ إِسْحَق ؟!! لكِنُّه فَعَلْ أكْثَر مِمَّا يَتَوَقَعْ .. قَالَ لَهُ لاَ تَمُدَ يَدَك إِلَى الغُلاَم وَأرْسَل كَبْش عِوَض إِسْحَق وَيَقُول لَهُ لأِنِّي رَأيْت إِيمَانَك وَمَحَبَّتَك .
أبُونَا يَعْقُوب :
==================
خَرَجَ مِنْ بَيْت إِسْحَق أبِيهِ هَارِب مِنْ وَجْه عِيسُو .. هَلْ كَانَ يَتَوَقَعْ أنَّهُ سَيَعُود مَرَّة أُخْرَى ؟!! هَلْ كَانَ يَتَوَقَعْ أنَّهُ سَيَعُود بِكُل هذَا الغِنَى وَالأوْلاَد وَالثَّرْوَة ؟ .. لاَ .. لِذلِك قَالَ لَهُ ﴿ صَغِيرٌ أنَا عَنْ جَمِيعِ ألْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى عَبْدِكَ .. فَإِنِّي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هذَا الأُرْدُنَّ وَالآنَ قَدْ صِرْتُ جَيْشَيْنِ ﴾ ( تك 32 : 10) .. لِذلِك عِنْدَمَا أقِفْ أمَام الله أقُول لَهُ أعْطِنِي مِنْ عَطَايَاك .. مِثْل طِفْل يَقِفْ أمَام بَائِع حَلْوَى فَيَقُول لَهُ البَائِع خُذْ بِيَدَك مَا تُرِيدْ لكِنْ يُجِيب الطِّفْل بِذَكَاء أعْطِنِي أنْتَ .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّ يَدْ البَائِع أكْبَر مِنْ يَدْ الطِّفْل .. هكَذَا نَحْنُ طَلَبَاتْنَا قَلِيلَة جِدَّاً بِالنِّسْبَة لِعَطَايَا الله الَّتِي يُعْطِيهَا لَنَا بِسَخَاء .. لِذلِك أُتْرُكُه يُعْطِيك مَا يُرِيدْ هُوَ .
يَشُوع بْن نُون :
===================
هَلْ تَخَيَّل يَشُوع أنَّ الشَّمْس تَدُوم يُوْم كَامِل دُونَ أنْ تَغِيب ؟ لاَ يُمْكِنْ أنْ نَتَخَيَّل أنَّ الله يُطِيل النَّهَار .. ﴿ حِينَئِذٍ كَلَّمَ يَشُوعُ الرَّبَّ يَوْمَ أسْلَمَ الرَّبُّ الأمُورِيِّينَ أمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقَالَ أمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أيَّلُونَ .. فَدَامَت الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى إِنْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أعْدَائِهِ ﴾ ( يش 10 : 12 – 13) .. قَدْ نَكُون فِي فَتَرَات الدِّرَاسَة وَوَقْت الإِمْتِحَانَات الحَرَج وَالضِيق وَنَطْلُب مِنْ الله أنْ يُعْطِينَا الوَقْت الكَافِي وَيُطِيل النَّهَار .. هَلْ يُعْقَل أنْ يَفْعَل الله مَعَ يَشُوع أكْثَر مِمَّا فَعَلَ مَعَ مُوسَى النَّبِي ؟ يَشُوع بْن نُون كَانَ يَشْعُر أنَّهُ صَغِير جِدّاً أمَام مُوسَى النَّبِي لكِنْ الَّذِي يَفْعَلَهُ مُوسَى فَعَلَهُ يَشُوع .. أدْخَل شَعْب الله أرْض المَوْعِد .. الله يَعْمَل مَعَ الضُعَفَاء .. قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب .
دَانِيَال :
=========
هَلْ تَخَيَّل أنَّهُ سَيَخْرُج مِنْ جُب الأُسُود حَي ؟ .. ﴿ إِلهِي أرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي لأِنِّي وُجِدْتُ بَرِيئاً قُدَّامَهُ وَقُدَّامَكَ أيْضاً أيُّهَا الْمَلِكُ لَمْ أفْعَلْ ذَنْباً ﴾ ( دا 6 : 22 ) .. أكِيد عِنْدَمَا جَاءَ وَقْت إِلْقَائِهِ فِي الجُب أنَّهُ كَانَ خَائِف مُغْمَض العَيْنَيْن يَتْلُو جَمِيع الصَّلَوَات الَّتِي كَانَ يَحْفَظْهَا مِثْلَ سَائِر اليَهُود فِي هذَا الوَقْت .. وَإِذْ بِهِ فِي الجُب وَالأُسُود تَقِفْ فِي جَانِبْ بَعِيد عَنْهُ هَادِئَة .. هَلْ كَانَ يَتَوَقَعْ مِنْ الله أنْ يُرْسِل مَلاَكُه لِيَسِد أفْوَاه الأُسُود ؟ لَمْ يَتَخَيَّل أنْ يَقُول لَهُ يَا الله إِخْرِجْنِي مِنْ الجُب سَلِيم مُعَافَى .. إِذاً لَمْ يَطْلُب لكِنْ الله فَعَلْ .
الثَّلاَثَة فِتْيَة :
==================
هَلْ تَخَيَّلُوا أنَّهُمْ يَخْرُجُون مِنْ الأتُون أحْيَاء ؟ إِنْ كَانَ الجُنُود الَّذِينَ ألْقُوهُمْ مِنْ بَعِيد فِي الأتُون إِحْتَرَقُوا مِنْ قُوَّة النَّار وَاللَهِيب فَكَيْفَ خَرَجُوا هُمْ أحْيَاء مِنْ دَاخِل الأتُون ؟ قَالَ المَلِك ﴿ هَا أنَا نَاظِرٌ أرْبَعَةَ رِجَالٍ مَحْلُولِينَ يَتَمَشَّوْنَ فِي وَسَطِ النَّارِ وَمَا بِهِمْ ضَرَرٌ وَمَنْظَر الرَّابِعِ شَبِيهٌ بِإِبْنِ الآلِهَةِ .. ثُمَّ اقْتَرَبَ نَبُوخَذْ نَصَّرُ إِلَى بَابِ أتُّونِ النَّارِ المُتَّقِدَةِ وَأجَابَ فَقَالَ يَا شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو يَا عَبِيدَ اللهِ العَلِيِّ أُخْرُجُوا وَتَعَالُوا .. فَخَرَجَ شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو مِنْ وَسَطِ النَّارِ .. فَاجْتَمَعَت الْمَرَازِبَةُ وَالشِّحَنُ وَالوُلاَةُ وَمُشِيرُو الْمَلِكِ وَرَأوْا هؤُلاَءِ الرِّجَالَ الَّذِينَ لَمْ تَكُنْ لِلنَّارِ قُوَّةٌ عَلَى أجْسَامِهِمْ وَشَعْرَةٌ مِنْ رُؤُوسِهِمْ لَمْ تَحْتَرِقْ وَسَرَاوِيلُهُمْ لَمْ تَتَغَيَّرْ وَرَائِحَةُ النَّارِ لَمْ تَأتِ عَلَيْهِمْ ﴾ ( دا 3 : 25 – 27 ) .. لَمْ يَحْتَرِقُوا بِالأتُّون لأِنَّهُ صَارَ مَعَهُمْ الشَّبِيه بِإِبْن الآلِهَة .. لأِنَّ يَدْ الله فَوْقَ أيْدِينَا .. فَوْقَ إِسْتِيعَابْنَا وَخَرَجُوا أحْيَاء .
يُونَان النَّبِي :
=================
هَلْ تَوَقَعْ أنَّهُ سَيَنْجُو مِنْ الغَرَق فِي البَحْر عِنْدَمَا ألْقُوه البَّحَارَة فِي مِيَاه البَحْر ؟ بِالطَبْع كَانَ مُتَخَيِّل أنَّهُ سَيَمُوت لكِنْ تَدْبِير الله فَوْقَ تَدْبِيرْنَا .. ﴿ أمَّا الرَّبُّ فَأعَدَّ حُوتاً عَظِيماً لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ .. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَة أيَّامٍ وَثَلاَثَة لَيَالٍ ﴾ ( يون 1 : 17 ) .. ﴿ وَأمَرَ الرَّبُّ الْحُوتَ فَقَذَفَ يُونَانَ إِلَى الْبَرِّ ﴾ ( يون 2 : 10) .. وَكَأنَّ الله يَقُول لِيُونَان إِنْزِل إِلَى البَحْر وَسَأحْفَظَك لَيْسَ يُوْم وَلاَ إِثْنِين بَلْ ثَلاَثَة أيَّامٍ وَسَأرُدَّك وَسَتَفْعَل مَا أرْسَلْتَك مِنْ أجْلِهِ .. الله قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَسْأل .. أحْيَاناً نَضَعْ حَدّاً لِقُدْرَات الله كَأنَّهُ فِي مُسْتَوَانَا وَقَدْ نَقُول لَهُ لاَ تَسْتَطِيعْ أنْ تَفْعَل مَا نَطْلُب فَيَتْرُكْنَا الله .. لاَ تَتَعَامَل مَعَ الله عَلَى أنَّهُ ضَعِيف لأِنَّ هذَا أمر يُحْزِنَهُ .. فِي السَّامِرَة لَمْ يَسْتَطِعْ يَسُوع أنْ يَفْعَل شِئ بِسَبَبْ عَدَم إِيمَانِهِمْ .. لكِنَّنَا نَقُول لَهُ أنْتَ قَادِر أنْ تَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب .
بَنِي إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّة :
=================================
الشَّعْب فِي البَرِّيَّة كَانُوا ثَلاَثَة مَلاَيِين شَخْص .. مَنْ يَتَوَقَعْ أنَّ الله يَعُول ثَلاَثَة مَلاَيِين شَخْص لِمُدِّة أرْبَعِينَ سَنَة فِي البَرِّيَّة ؟ عِنْدَمَا تُقِيم وَلِيمَة لِعَدَد مِنْ الأشْخَاص 8 – 9 أشْخَاص تَتَحَمَّل المَسْئُولِيَة بِصُعُوبَة .. لكِنْ الله دَعَا بَنِي إِسْرَائِيل لِوَلِيمَة مِنْ ثَلاَثَة وَجَبَات لِمُدِّة أرْبَعِينَ سَنَةٍ لِثَلاَثَة مَلاَيِين شَخْص .. وَالعَجِيب أنَّهُمْ تَذَمَّرُوا عَلَى الله لأِنَّهُمْ يُرِيدُونَ لَحْم حَتَّى أنَّ مُوسَى النَّبِي قَالَ لله أنَّ كُل حَيَوَانَات البَرِّيَّة لاَ تُطْعِم ثَلاَثَة مِلْيُون شَخْص .. لكِنْ الله قَادِر وَأرْسَل السَلْوَى .. أعْطَاهُمْ أيْضاً عَمُود سَحَاب وَعَمُود نُور لِيَقُودَهُمْ فِي البَرِّيَّة .. لأِنَّهُ قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب فَلاَ تَجْعَلَهُ فِي مَوْقِفْ الضَّعِيف .
دَاوُد النَّبِي :
================
هَلْ تَوَقَعْ دَاوُد وَهُوَ فَتَى صَغِير أنْ يَقْتُل أسَد وَدُب ؟ هَلْ تَوَقَعْ أنَّهُ يَقْتُل جُلْيَات ؟ ﴿ وَقَالَ دَاوُدُ الرَّبُّ الَّذِي أنْقَذَنِي مِنْ يَدِ الأسَدِ وَمِنْ يَدِ الدُّبِّ هُوَ يُنْقِذُنِي مِنْ يَدِ هذَا الْفِلِسْطِينِيِّ ﴾ ( 1صم 17 : 37 ) .. ﴿ فَتَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاَعِ وَالْحَجَرِ وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّ وَقَتَلَهُ ﴾ ( 1صم 17 : 50 ) .. الله قَادِر أنْ يَصْنَع مَعَنَا .
(3) عَمَل الله مَعَنَا فِي المُعْجِزَات :
================================================
مُعْجِزَات كَثِيرَة صَنَعَهَا يَسُوع دُونَ أنْ يَطْلُب مِنْهُ أحَدٌ عَمَلْ المُعْجِزَة
مُعْجِزِة إِشْبَاع الجُمُوع :
================================
لَمْ يَطْلُب مِنْهُ أحَدٌ أنْ يُطْعِم الجُمُوع بَلْ طَلَبَ مِنْهُ التَّلاَمِيذ أنْ يَصْرِف الجُمُوع لِيَذْهَبُوا لِلقُرَى المُحِيطَة وَالحُقُول لِيَأكُلُوا .. وَهُوَ قَالَ لِتَلاَمِيذُه أُعْطُوهُمْ أنْتُمْ لِيَأكُلُوا .. فَقَالَ التَّلاَمِيذ ﴿ لَيْسَ عِنْدَنَا أكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ أرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ ﴾ ( لو 9 : 13) .. كَانَتْ هذِهِ وَجْبِة طِفْل لكِنُّه عَمَلْ المُعْجِزَة بِهذِهِ الوَجْبَة الصَّغِيرَة .. ﴿ فَأخَذَ الأرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَهُنَّ ثُمَّ كَسَّرَ وَأعْطَى التَّلاَمِيذَ لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ .. فَأكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعاً ثُمَّ رُفِعَ مَا فَضَلَ عَنْهُمْ مِنَ الْكِسَرِ إِثْنَتَا عَشْرَةَ قُفَّةً ﴾ ( لو 9 : 16 – 17) .. هَلْ وَجْبِة طِفْل تُطْعِمْ خَمْسَة آلاَف رَجُلٍ غَيْر النِّسَاء وَالأطْفَال بَلْ وَيَفِيض عَنْهُمْ * 12 * قُفَّة مَمْلُوءَة ؟!! نَعَمْ لأِنَّ الله قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب .
فِي عُرْس قَانَا الجَلِيل :
================================
هَلْ تَوَقَعْ أهْل العُرْس أنْ يُعْطِيهُمْ كُل هذَا الخَمْر مِنْ المَاء ؟ سِتَّة أجْرَان مَاء حَوَّلَهَا إِلَى خَمْر .. ﴿ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ إِمْلأُوا الأجْرَانَ مَاءً .. فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ .. ثُمَّ قَالَ لَهُم إِسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ .. فَقَدَّمُوا .. فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أيْنَ هِيَ .. لكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَد اسْتَقُوا الْمَاءِ عَلِمُوا ﴾ ( يو 2 : 7 – 9 ) .. يُقَال أنَّ اليَهُود لَمْ يَكُنْ المَاء مُتَوَفِر لَدَيْهِمْ فَكَانُوا يَمْلأُون سِتَّة أجْرَان مَاء كُل جُرْن يَكْفِي أفْرَاد الأُسْرَة كُلُّهُمْ يُوْم كَامِل مِنْ طَعَام وَشَرَاب وَاسْتِحْمَام وَ ...... الله حَوَّل السِّتَّة أجْرَان مَاء إِلَى خَمْرٍ .. قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب .
إِقَامِة وَحِيد الأرْمَلَة :
=============================
رَأى يَسُوع نَعْش وَسَأل عَنْ هذِهِ الجَنَازَة فَقَالُوا لَهُ هِيَ لِفَتَى صَغِير وَإِبْن لأِرْمَلَة وَهُوَ وَحِيدَهَا .. ﴿ فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ إِبْنٌ وَحِيدٌ لأُِمِّهِ وَهيَ أرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنْ الْمَدِينَةِ .. فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا لاَ تَبْكِي .. ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ .. فَقَالَ أيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أقُولُ قُمْ .. فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ ﴾ ( لو 7 : 12 – 15) .. أوْقَفْ المَوْكِب وَلَمَسَ النَّعْش وَأقَامَ الشَّاب المَيْت .. الأرْمَلَة لَمْ تَطْلُب مِنْهُ أنْ يُقِيم وَحِيدَهَا مِنْ المَوْت لكِنَّهُ فَعَل .. هُوَ يَعْلَمْ الإِحْتِيَاج وَيُعْطِي قَبْل أنْ نَطْلُب .
المِخَلَع :
===========
بَائِس فَاقِد الرَّجَاء لَهُ ثَمَانِيَة وَثَلاَثُونَ سَنَة مُقْعَد لاَ يَتَحَرَّك وَلَنْ يُشْفَى .. يَذْهَب لَهُ يَسُوع وَيَقُول لَهُ ﴿ أتُرِيدُ أنْ تَبْرأ ؟ أجَابَهُ الْمَرِيضُ يَا سَيِّدُ لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ .. بَلْ بَيْنَمَا أنَا آتٍ يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ .. قَالَ لَهُ يَسُوعُ قُم إِحْمِلْ سِرِيرَكَ وَامْشِ .. فَحَالاً بَرِئَ الإِنْسَانُ وَحَمَلَ سِرِيرَهُ وَمَشَى ﴾ ( يو 5 : 6 – 9 ) .. يُجِيب المِخَلَع يَسُوع لَيْسَ لِي إِنْسَان يُلْقِينِي فِي البِرْكَة .. هُنَا يَنْظُر لَهُ يَسُوع وَكَأنَّهُ يَقُول لَهُ هَلْ تَرَى إِنِّي لاَ أسْتَطِيع أنْ أشْفِيك ؟ يَقُول المِخَلَع الأمر مِحْتَاج لأِكْثَر مِنْ شَخْص لِيَحْمِلْنِي وَيُلْقِينِي فِي المَاء – الأمر صَعْب – وَيَشْفِيه يَسُوع دُونَ أنْ يُلْقِيه فِي البِرْكَة .. قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب .
مُعْجِزِة صِيد السَّمَك :
===============================
خَرَجَ التَّلاَمِيذ لِيَصْطَادُوا وَلَمْ يَجِدُوا شِئ وَعَادُوا وَشِبَاكُهُمْ فَارِغَة وَقَالَ لَهُمْ يَسُوع ﴿ إِبْعِد إِلَى الْعُمْق وَإِلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ ﴾ ( لو 5 : 4 ) .. قَالَ لَهُ سَمْعَان بُطْرُس ﴿ يَا مُعَلِّمُ قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأخُذْ شَيْئاً وَلكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ ﴾ ( لو 5 : 5 ) .. وَيَدْخُل التَّلاَمِيذ لِلعُمْق وَيَجِدُوا صَيْد كَثِير .. هُوَ قَادِر .. أنَا أثِق فِيهِ وَلاَ أثِق بِقُدْرَاتِي .
(4) عَمَل الله فِي مُسْتَقْبَل الإِنْسَان :
=================================================
الله يُدَبِّر مُسْتَقْبَل الإِنْسَان .. هُوَ قَادِر أنْ يُعْطِينَا مَوَاهِب الرُّوح القُدُس الَّتِي تَعْمَل فِينَا أكْثَر مِمَّا نَتَوَقَعْ .. هَلْ يَتَخَيَّل الإِنْسَان أنْ يَصِير قِدِيس ؟ هَلْ تَخَيَّل الإِنْسَان أنَّهُ يَعْمَل مُعْجِزَات ؟ أنْ يَنْطِق بِكَلِمَات .. أنْ يِتَوِب ؟ هُوَ قَادِر .. بُطْرُس الرَّسُول النَّاكِر وَعَظْ عِظَة وَاحِدَة آمَنْ فِيهَا ثَلاَثَة آلاَف نَفْس .. ﴿ فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ وَاعْتَمَدُوا وَانْضَمَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ ﴾ ( أع 2 : 41 ) .. يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَسْأل .
بُطْرُس الرَّسُول فِي السِّجْن وَكَانَ يَعْلَم أنَّهُ سَيَتِمْ إِعْدَامُه غَداً .. لكِنْ الله أرْسَل لَهُ مَلاَك لِيُنْقِذُه .. ﴿ وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أقْبَلَ وَنُورٌ أضَاءَ فِي الْبَيْتِ .. فَضَرَبَ جَنْبَ بُطْرُسَ وَأيْقَظَهُ قَائِلاً قُمْ عَاجِلاً .. فَسَقَطَت السِّلْسِلَتَانِ مِنْ يَدَيْهِ .. وَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ تَمَنْطَقْ وَالْبِسْ نَعْلَيْكَ .. فَفَعَلَ هكَذَا .. فَقَالَ لَهُ إِلْبِسْ رِدَاءَكَ وَاتْبَعْنِي .. فَخَرَجَ يَتْبَعُهُ .. وَكَانَ لاَ يَعْلَمُ أنَّ الَّذِي جَرَى بِوَاسِطَةِ الْمَلاَكِ هُوَ حَقِيقِيٌّ بَلْ يَظُنُّ أنَّهُ يَنْظُرُ رُؤْيَا .. فَجَازَا الْمَحْرَسَ الأوَّلَ وَالثَّانِي وَأتَيَا إِلَى بَابِ الْحَدِيدِ الَّذِي يُؤدِّي إِلَى الْمَدِينَةِ فَانْفَتَحَ لَهُمَا مِنْ ذَاتِهِ فَخَرَجَا وَتَقَدَّمَا زُقَاقاً وَاحِداً وَلِلْوَقْتِ فَارَقَهُ الْمَلاَكُ ﴾ ( أع 12 : 7 – 10) .. الله يَعْمَل فِي مَوَاهِبْنَا وَشَخْصِيَاتْنَا أكْثَر مِمَّا نَتَوَقَعْ أوْ نَطْلُب .
يُوسِف العَفِيف .. هَلْ تَوَقَعْ أنَّهُ فِي يَوْمٍ مَا سَيَكُون أكْبَر شَخْص فِي مِصْر ؟ الله هُوَ الضَّامِن لِمُسْتَقْبَلْنَا .. هُوَ يُدَبِر حَيَاتْنَا أفْضَل مِمَّا نَتَخَيَّل .. كُل وَاحِد مِنَّا لَهُ تَخَيُّل لِحَيَاتُه وَيَطْلُب مَا يَتُوق أنْ يَكُون عَلَيْهِ مُسْتَقْبَلَهُ .. لكِنْ قُلْ لله لِتَكُنْ إِرَادَتَك لاَ إِرَادَتِي .. وَكُل مَا يَفْعَلَهُ لَك سَيَكُون أفْضَل مِمَّا تَطْلُب أنْتَ .. هُوَ يَفْعَل كُل الخِير وَالصَّلاَح .. قُلْ لَهُ أنْتَ أوْجَدْتِنِي قَبْل أنْ أكُون فَمَاذَا أطْلُب إِذاً ؟ لاَ أطْلُب شِئ سِوَى أنْ تُعْلِن يَدَك فِي حَيَاتِي وَأنْ أشْعُر أنَّكَ تَمْلُك عَلَى كُل كَيَانِي فَدَبِّر أنْتَ مَا تُرِيدْ لِيَّ .
إِنْ نَظَرْت إِلَى سِيَر القِدِّيسِينْ تَجِد أنَّ القِدِيس مَا هُوَ إِلاَّ إِنْسَان بَسِيط ضَعِيف لكِنْ الله يَعْمَل مَعَهُ .. هَلْ تَوَقَعْ البَابَا كِيرِلُس السَّادِس أنْ يَكُون بِهذِهِ القَدَاسَة وَأنْ يَفْعَل هذِهِ المُعْجِزَات ؟ لكِنْ الله قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر جِدّاً مِمَّا نَطْلُب .. يُحَرِّك الأمر بِأُسْلُوب أبْدَع مِمَّا تَتَخَيَّل .. الله قَادِر أنْ يَجْعَل الأُمور المُعْوَجَّة مُسْتَقِيمَة .. قَادِر أنْ يَمْسِك يَدِنَا وَيَقُودَنَا حَيْثُمَا يَشَاء هُوَ وَلَيْسَ نَحْنُ .. هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ الله سَيَتْرُكْنَا ؟ .. لاَ .. هُوَ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَتَخَيَّل .. وَمَا لاَ نَسْتَوْعِبُه هُوَ قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِنْهُ دَائِماً وَلَيْسَ فِي مَوْقِف أوْ إِثْنِين بَلْ فِي كُل مَرْحَلَة فِي حَيَاتْنَا يُعْلِن وُجُودُه لكِنُّه أحْيَاناً يَتْرُكْنَا لِحُلُولْنَا حَتَّى يَقِف الأمر وَنَعْجَز عَلَى حَلْ الأمر عِنْدَئِذٍ يَتَدَخَّل وَيَقُول أُتْرُك الأمر لِيَدِي وَسَتَرَى خَيْرَك وَمَا هُوَ صَالِح لَك أكْثَر مِمَّا تَتَوَقَعْ أوْ تَتَخَيَّل .. ثِق بِالله وَبِقُدْرِة يَدِهِ وَسَتَرَى عَمَلُه فِي حَيَاتَك .
رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
أما أنا فخير لي الإلتصاق بالرب
قول داود النبي في مزمور 73 ﴿ وأما أنا فخير لي الإلتصاق بالرب ﴾ ( مز 73 : 28 ) .. نتحدث عن الرجوع إلى الله .. وأولاً نريد أن نتحدث عن خطورة الإنفصال .
أولاً : خطورة الإنفصال :
=============================
الله هو الحياة والإنفصال عنه هو إنفصال عن الحياة والإنفصال عن الحياة = الموت .. ومن لا يعيش مع الله هو شخص ميت .. من ينفصل عنه ينفصل عن كل ما لله .. إرادته .. وقداسته .. وروحه .. من يترك الله قلبه .. فكره .. عواطفه بعيدة أيضاً عن الله .. ويحكم على نفسه أنه يعيش بمفرده ويُصبح مثل ورقة الشجرة المقطوعة وتُصبح بمفردها تعيش ولكن للحظات فقط بعدها تزبُل وتموت .. في سن معين يعتقد الفرد أن الحياة مع الله ثقيلة .. حياة خسارة .. قيود .. فينفصل عن الله بفكره وقلبه .
محبة العالم عداوة لله ومن يعيش معه يعيش في نور .. سعيد بعمله وإرادته .. لهذا يجب أن يكون هناك شركة مع الله .. متحد معه .. أنا جزء منه وهو يعطينا كل عطاياه .. وإذا ابتعدنا بهذا ننقض الشركة معه .. وفي هذه الحالة يقول الله ﴿ لا أعرفكم ﴾ ( لو 13 : 25 ) .. الخطية إنفصال عن الله .. إغلق الباب كما حدث وقت الطوفان .. عند غلق الباب يوجد من في الداخل ويوجد من في الخارج .. رغم وجود قليلين في الداخل إلا أنهم مع الله لأن الغالبية في العالم الذي سيهلك .. نحن أيضاً ونحن في الكنيسة نكون في الفلك مطمئنين لأننا في الداخل نجلس في الفلك .. نحن نحب الداخل لأن من في الخارج مساكين .. لا يجب أن نغار من أهل العالم .
لهذا يُقال عن الإبن الضال أنه ذهب إلى كورة بعيدة جداً .. ومن يبعد عن الله يتوه في العالم ويحتويه صدقات رياء .. يجوع .. يحتاج .. يُذل .. يخسر .. أبونا آدم قبل الخطية كان فرحان وكل يوم يتحدث إلى الله ولكن مع الخطية إختبأ .. إذا سألت كاهن عن أكثر الناس الذي يأتي منها القلق يقول الذين لم يحضروا الكنيسة .. يونان عندما رفض كلام الله هرب ليذهب إلى مكان بعيد وكما تقول الترنيمة :
رحت أدور على راحتي بعيد وكنت فاكر حبقى سعيد
نتذكر أبونا نوح أنه رأى من شباك الفلك أنه لم يعُد هناك مطر ولكنه خاف أن يخرج فأرسل غراب ولم يرجع لأنه شاهد جثث الموتى .. بعدها أرسل حمامة فرجعت له لأنها لم تجد لها مستقر .. نحن كذلك عندما نخرج إلى العالم فينا دعوة ومحبة المسيح ورائحته .. لنا رسالة للعالم ولكن نحب الكنيسة ونريد أن نستقر في الفلك .. يقول في المثل الخاص بالغني ولعازر * قيل للعازر تعال .. فإن لعازر رفض وقال أن هناك فرق كبير بيننا وبينكم * .. إن أحببت العالم ولا ترغب في العيش بالقرب من الله فهذا خطر .. إختبر الله كأب .. صديق .. أخ .. راعي .. فادي ومُخلص فإنه مُشبع لكل إحتياجاتك .. تخيل صورة الإبن الضال عندما رجع ملابسه مقطعة .. وجه مشوه .. إنسان بلا كرامة ومع ذلك أحبه أبوه .. يُقال أن أبوه جري ووقع على عنقه وقبَّلهُ ( لو 15 : 20 ) .
ثانياً : الرجوع إلى الله :0
============================
رجوع بالقلب والفكر والتوبة .. ولهذا يقول لنا ﴿ إرجعوا إليَّ بكل قلوبكم ﴾ ( يؤ 2 : 12) .. وداود يقول ﴿ وأما أنا فخير لي الإلتصاق بالرب وأجعل على الرب إتكالي ﴾ .. الرجوع إليه من داخل الإنسان .. بالرجوع تسترد كل ما خسرته وسرقه العدو .. القديس أغسطينوس عندما رجع إلى الله وكان من قبل يعرف إمرأة شريرة .. يُقال عن المرأة أنها كانت تأتي إليه رغم علمها بأنه رجع إلى الله .. وتقول له * إفتح إني أنا * .. فقال لها * ولكني لست أنا .. أغسطينوس الذي تعرفينه قد مات * .. عند رجوعه يقول للرب ﴿ أنت كنت معي ولكن أنا بشقاوتي لم أكن معك ﴾ .. الله يبحث عنا .. نحن نتركه تماماً كما يحدث في الظلام لأن الأرض تترك الشمس وأما الشمس ثابتة والأرض تتركها وتدور .
ثلاث أشياء بها يرجع الإنسان إلى الله :
1. التوبة .
2. الصلاة .
3. ظروف الحياة .
التوبة هي تغيير الإتجاة أو تغيير الطريق الخطأ واعلم أن الإتجاهات الخطأ لا تُشبع ولا تُفرح لأني يجب أن أرجع .. تغيير القلب والإتجاة والسلوك .. التوبة هي تعويض كل إهانة في إلهي الحبيب .. ولكي تحدث توبة عليك بفحص الذات كثيراً وتتساءل هل تسير في الطريق الصحيح أم لا ولماذا ؟
الصلاة كثيراً للرجوع إليه .. من ينجح في صلاته ينجح في توبته وينجح في الرجوع إلى الله .. التحدث إلى الله كثيراً واشتِكوا من الخطايا واطرحوا ضعفاتكم أمام الله .. لهذا نقول ﴿ لتدخل طلبتي إلى حضرتك ﴾ ( مز 119 : 170) .. الآباء القديسين يقولوا ﴿ الذي يظن أن له باب آخر إلى التوبة غير الصلاة هو مخدوع من الشيطان ﴾ .. نقوا أنفسكم من شوائب الأصدقاء أو وسائل الإعلام أو أي ضغط خارجي .
ظروف الحياة المقصود بها وعلى سبيل المثال ( الفقر ) .. مثلاً المقصود به ( الفقر ) الرجوع إلى الله .. الله يريد الإنسان حتى إن كان فقير .. الله يسمح أن تجربة ما هي التي تُرجعه إليه .. الله يستخدم كل ظروف الحياة لخيرنا ولصالحنا لأنه ليس لديه أصعب من خطيتنا وليس لديه أهم من توبتنا .. يقول أحد الآباء القديسين ﴿ أنت يا الله ليس عندك خسارة إلا هلاكنا ﴾ .. يجب أن أستفيد من الظروف التي يريد منها إرجاعي .
الله يريدنا حتى لو لم نشأ نحن ذلك ولكنه يريد .. أجمل ما يفرح الإنسان هي التوبة .. ممكن يُظلم أحد فيصرخ إلى الله .. أو يتألم فيصرخ إليه ويرجع .. أي يسمح الله بالضيقات ليقربنا إليه .. يسمح باضطهاد لخيرنا وسلامنا .. الله يشتاق لرجوعنا .. يقول لنا في سفر ملاخي آية جميلة ﴿ إرجعوا إليَّ أرجع إليكم ﴾ ( ملا 3 : 7 ) .. جميل جداً في أي كنيسة عندما يُفتح سِتر الهيكل توجد منطقة مجوفة ويسوع جالس على العرش لكي ندخل نحن إليه فإنه ينتظر أن أقول له خير لي أن ألتصق بالرب .
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين
قَدِّمُوا فِي إِيمَانَكُمْ فَضِيلَة
﴿ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً وَفِي الفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً وَفِي المَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أخَوِيَّةً وَفِي المَوَدَّةِ الأخَوِيَّةِ مَحَبَّةً ﴾ ( 2بط 1 : 5 – 7 ) .
مُعَلِّمْنَا بُطْرُس الرَّسُول يُعْطِينَا سِلْسِلَة جَمِيلَة .. يَقُول ﴿ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ ﴾ .. مَاذَا نَتَوَقَعْ أوِّل شِئ نُقَدِّمُه ؟ يَقُول ﴿ فَضِيلَةً وَفِي الفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً وَفِي المَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً ﴾ .. هِيَ دَائِرَة لاَ يُمْكِنْ أنْ نَفْصِل مِنْهَا جُزْء .. أيْضاً أُسْلُوب مُعَلِّمْنَا بُطْرُس رَائِع فَيَقُول ﴿ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً وَفِي الفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً وَفِي .... ﴾ .. وَلَمْ يَقُلْ * قَدِّمُوا إِيمَان ثُمَّ فَضِيلَة ثُمَّ مَعْرِفَة ثُمَّ ..... * .. قَالَ * فِي * وَلَيْسَ * ثُمَّ * .. أي سِلْسِلَة مُتَدَاخِلَة فِي بَعْضَهَا وَلَيْسَتْ مُتَتَالِيَة .. وَلاَ يُمْكِنْ أنْ يَكُون هُنَاك إِيمَان بِدُون كُل هذِهِ السِّلْسِلَة فَضِيلَة وَمَعْرِفَة وَصَبْر وَ ...... لِذلِك تَجِد أنَّ الَّذِي لَدَيْهِ إِيمَان عِنْدُه فَضِيلَة وَعِفَّة وَمَعْرِفَة وَمَحَبَّة وَصَبْر وَ .... وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ إِيمَان لاَ تَجِد عِنْدُه فَضِيلَة وَمَعْرِفَة وَعِفَّة وَ .....
هُنَاك أُمَهَات لِلفَضَائِل كَمَا يَقُول سَيِّدْنَا البَابَا .. صَعْب يِكُون عِنْدَك رَذِيلَة وَتَعِيش فِي فَضَائِل وَمَحَبَّة .. قَدْ تَقُول أنَا لاَ أُحِبْ فُلاَن – أي لَيْسَتْ لَدَيَّ مَحَبَّة – وَبِالتَّالِي لَيْسَ لَدَيَّ فَضِيلَة وَمَعْرِفَة وَتَقْوَى وَمَوَدَّة أخَوِيَّة .. بَيْنَمَا الَّذِي يُحِب أعْدَائُه يَكُون عِنْدُه مَوَدَّة أخَوِيَّة وَبِالتَّالِي عِنْدُه مَحَبَّة وَمَعْرِفَة وَفَضِيلَة وَ .... عِنْدَمَا تَأخُذ شِئ مِنْ السِّلْسِلَة الله يُعْطِيك سَائِر السِّلْسِلَة كُلَّهَا .. نَعَمْ يَنْمُو لكِنْ الكُل مُرْتَبِطْ مَعاً .. فِي الإِيمَان فَضِيلَة وَفِي الفَضِيلَة مَعْرِفَة وَ ..... الكُل مُرْتَبِطْ بِكَلِمَة * فِي * وَلَيْسَ * ثُمَّ * .
الإِيمَان :
===========
الإِيمَان هُوَ البِدَايَة لأِنَّ بِدَايِة كُل صَلاَح هُوَ الإِيمَان .. بِدَايِة كُل فَضَائِل إِيمَان .. فَكَيْفَ تُسَامِح إِنْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْكَ إِيمَان بِالتَّسَامُح ؟ .. كَيْفَ تَعْبُد الله إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِيمَان بِالله .. الصَّلاَة وَالعِبَادَة وَالفَضَائِل وَ .... ؟ كُل هذِهِ أسَاسْهَا إِيمَان .. لِذلِك تَمَسَّك بِالإِيمَان .. أحْيَاناً يَكُون إِيمَانُنَا إِيمَان نَظَرِي .. تُؤمِنْ بِالتَّجَسُد .. بِالثَّالُوث .. بِسِر التُوْبَة وَالإِعْتِرَاف .. بِسِر الإِفْخَارِسْتِيَا ... ؟ نَعَمْ .. لكِنْ هَلْ تُمَارِس ذلِك الإِيمَان عَمَلِي ؟ مُعْظَمْ مُمَارَسَتْنَا تَكُون نَتِيجَة لإِيمَان ضَعِيف .. لاَ .. لاَبُدْ أنْ أشْعُر وَأُؤمِنْ أنَّ الله دَاخِلِي يَكْشِف أعْمَاقِي وَكُل أعْمَالِي .. لِذلِك لاَبُدْ أنْ يَكُون إِيمَانَنَا إِيمَان مُثْمِر فَعَّال .
الإِيمَان شِئ دَاخِلِي يَظْهَر خَارِجِياً فِي صُورِة فَضَائِل .. إِذاً الفَضِيلَة هِيَ ثَمَرِة الحَيَاة الدَّاخِلِيَّة .. هَلْ لَدَيْكَ إِيمَان أنَّ الله مَحَبَّة ؟ إِنْ كَانَ لَكَ هذَا الإِيمَان عَمَلِي سَتُحِب كُل النَّاس .. هَلْ لَكَ إِيمَان أنَّ المَحَبَّة تَسْتُر كَثْرَة مِنْ الخَطَايَا ( 1بط 4 : 8 ) .. وَأنَّ المَحَبَّة تَتَأنَّى وَتَرْفِق وَلاَ تَحْسِد وَلاَ تَظُنُّ السُّؤ وَ ...... ؟ ( 1كو 13 : 4 – 5 ) .. هذَا يَجْعَلَك تَسْلُك المَحَبَّة لأِنَّ الإِيمَان إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَضِيلَة تُظْهِرُه سَيَكُون إِيمَان مَيِّتٌ .. ﴿ إِيمَان بِدُون أعْمَالٍ مَيِّتٌ ﴾ ( يع 2 : 20 ) .
إِنْ كَانَتْ هُنَاك جُثَّة لِشَخْصٍ مَا وَنَقُول هذَا هُوَ فُلاَن .. نَسْأل أيْنَ هُوَ ؟ هُوَ مَات إِذاً الجُثَّة لاَ تَعْنِي شَيْء مَادَامَ الشَّخْص مَيِّتٌ .. هكَذَا قَدِّم فِي إِيمَانَك فَضِيلَة .. لِذلِك إِنْ أرَدْت أنْ تُعْلِن إِيمَانَك الْمَسِيحِي إِعْلِن عَنْ إِيمَانَك بِفَضَائِل وَأعْمَال .. أي يَكُون إِيمَانَك حَي .. أسَاس كُل الفَضَائِل إِيمَان بِقَنَاعَة كَامِلَة .. كَيْفَ أُعْطِي العُشُور بِفَرَح إِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي إِيمَان بِقَنَاعَة أنَّ الله يُبَارِك فِيمَا بَيْنَ يَدِي بَعْد أنْ أُعْطِي العُشُور ؟!! كَذلِك لَنْ أعِيش الطَّهَارَة إِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي إِيمَان بِقَنَاعَة أنَّ جَسَدِي هُوَ هَيْكَل الله .
الفَضِيلَة وَالمَعْرِفَة :
=============================
الفَضَائِل هِيَ أعْمَال لكِنْ بِمَعْرِفَة .. المَعْرِفَة هِيَ الإِفْرَاز .. أي لاَبُدْ أنْ يَكُون لَكَ سَنَد كِتَابِي لِلفَضِيلَة .. هَلْ تُرِيدْ أنْ تَصُوم ؟ صُمْ بِمَعْرِفَة .. هَلْ تُرِيدْ أنْ تُمَارِس فَضِيلِة الصَمْت ؟ مَارِس الصَمْت بِمَعْرِفَة .. لاَ يأتِي إِنْسَان وَيَقُول سَأصُوم فِي فِتْرِة الخَمَاسِين حَتَّى الثَّالِثَة ظُهْراً وَفِي فِتْرِة الصُوم الكِبِير يَأكُل وَيَقُول لأِنِّي أشْعُر بِالجُوع .. هَلْ تُرِيدْ أنْ تُمَارِس أي فَضِيلَة ؟ مَارِسْهَا بِمَعْرِفَة وَبِسَنَد أب الإِعْتِرَاف .. وَهذَا مَا يُسَمِّيه مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول الجِهَاد القَانُونِي .. أي بِمَعْرِفَة .
كَانَتْ فِي أحَد الأدْيُرَة رَاهِبَة مُبْتَدِئَة تُرِيدْ أنْ تَصُوم ثَلاَثَة أيَّام ثُمَّ تَتَنَاوَل وَجْبَة وَاحِدَة .. فَقَالَت لَهَا الأُم الرَّئِيسَة قَانُون تَأكُل فِيهِ وَجْبِتِين يَوْمِياً .. وَعِنْدَمَا لَمَسَتْ فِيهَا الأُم الرَّئِيسَة الكِبْرِيَاء طَلَبَتْ مِنْهَا أنْ تَأكُل ثَلاَثَة وَجَبَات يَوْمِياً .. فَأرْسَلَتْ الرَّاهِبَة الصَّغِيرَة رِسَالَة لأِب إِعْتِرَافْهَا تَسْتَغِيث بِهِ مِنْ الأُم الرَّئِيسَة وَتَقُول لَهُ * أنْتَ كُنْت تِشَجَّعْنِي عَلَى الصُوم وَالنُسْك بَيْنَمَا هُنَا فِي الدِير لَيْسَ كَذلِك * .. وَكَأنَّهَا تَصِف الدِير أنَّهُ أقَلْ رُوحَانِيَّة مِنْ مُسْتَوَاهَا الرُّوحِي .. فَقَالَتْ لَهُ فِي رِسَالَتْهَا أنَّ الأُم الرَّئِيسَة تَمْنَعْنِي مِنْ الإِرْتِفَاع .. فَأجَابَهَا أب الإِعْتِرَاف * هِيَ تَمْنَعِك مِنْ الإِرْتِفَاع كَيْ تَحْفَظِك مِنْ الإِرْتِفَاع * .. قَدِّم الفَضِيلَة بِوَعْي وَمَعْرِفَة .. وَالَّذِي يَرْشِدَك فِي ذلِك أنَّكَ تَعْرِف أنَّكَ تَعِيش الإِنْجِيل .
قَرَّر أحَد الشَّبَاب أنْ يَحْيَا حَيَاة الرَّهْبَنَة فَإِجْتَمَعِت حَوْلَهُ العَائِلَة لِتُعَرْقِل الفِكْرَة وَقَالُوا لَهُ أنْتَ تَعْلَمْ أنَّكَ وَحِيد لأِبَوَيْكَ اللَذَان تَعَبَا لأِجْل تَعْلِيمَك وَهُمَا الآنْ يَحْتَاجَان لَك لِتَحْمِل مَعْهُمَا عِبْء الأُسْرَة وَأنْتَ بِذلِك تَتَخَلَّى عَنْ المَسْئُولِيَّة .. وَقَالَ الشَّاب لأِب إِعْتِرَافُه أنَّهُ كَانَ يَتَصَبَّبْ عَرَقاً وَلاَ يَعْرِف كَيْفَ يُجِيبَهُمْ .. لكِنَّهُ فِي النِّهَايَة قَالَ لَهُمْ جَمِيع مَا قُلْتُمُوهُ صَحِيح لكِنِّي أطِيع الإِنْجِيل الَّذِي قَالَ لِي ﴿ مَنْ أحَبَّ أباً أوْ أُمّاً أكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي .... ﴾ ( مت 10 : 37 ) .. وَ ..... وَظَلَّ يُعْطِيهُمْ آيَات مِنْ الكِتَاب تُدَعِمْ مَوْقِفُه فَصَارُوا هُمْ مَنْ يَتَصَبَبُون العَرَق .. لأِنَّهُ يَفْعَل الفَضِيلَة بِمَعْرِفَة .
قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً وَفِي الفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً وَ ......أي كُل مَا تَفْعَلُه يَكُون بِسَنَد إِنْجِيلِي وَيِفَرَّحَك الإِنْجِيل وَتَكُون بِذلِك مُسْتَرِيح .. وَكَمَا عَلَّمَنَا الآبَاء أنَّ الفَضِيلَة لاَبُدْ أنْ تَكُون مَصْحُوبَة بِمَعْرِفَة .. لِذلِك حَتَّى الإِتِزَان الرُّوحِي فِي الجِهَاد مَطْلُوب حَتَّى أنَّهُمْ يَقُولُون ﴿ أنَّ النُّوم بِمَعْرِفَة خَيْر مِنْ السَّهَر بِغَيْر مَعْرِفَة .. الأكْل بِمَعْرِفَة خَيْر مِنْ الصَوْم بِغَيْر مَعْرِفَة ﴾ .
هُنَاك دِيَانَات أُخْرَى تُعَذِّب الجَسَد بِدُون مَعْرِفَة فَمِنْهُمْ مَنْ يَنَام عَلَى مَسَامِير لِتَعْذِيب الجَسَد وَ ...... هذِهِ فَضِيلَة لكِنْ بِدُون مَعْرِفَة لأِنَّهُ يَعْتَبِر أنَّ الجَسَد شَر وَلاَبُدْ مِنْ الإِنْتِقَام مِنْهُ .. لاَ .. الجَسَد لَيْسَ شَر .
التَّعَفُّف :
=============
يَقُول ﴿ وَفِي المَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً ﴾ .. مَا هُوَ التَّعَفُّف ؟ لَيْسَ هُوَ عِفِّة الجَسَد فَقَطْ بَلْ هُوَ مَنْ عَفَّ عَنْ الشِئ أي إِرْتَفَعَ عَنْهُ .. وَالتَّعَفُّف مِنْ ثِمَار الرُّوح القُدُس .. أي تَفْعَل الشِئ وَأنْتَ مِنْ دَاخِلَك مُقْتَنِع بِالقُرْب مِنْهُ أوْ البُعْد عَنْهُ .. لأِنَّهُ قَدْ يَفْعَل إِنْسَان فَضِيلَة لكِنْ بِدُون عِفَّة .. أي قَدْ يَقُول أنَّهُ قَدْ سَامَح شَخْص أخْطَأ فِي حَقُّه لكِنُّه مِنْ دَاخِلُه لَدَيْهِ رَغْبَة فِي الإِنْتِقَام .. أي أنَّهُ غِير مُتَعَفِّف عَنْ البُغْضَة .. آخَر يُعْلِن عَنْ طَهَارَتِهِ وَهُوَ مِنْ دَاخِلُه غِير مُتَعَفِّف عَنْ الشَّر .. التَّعْفُّف هُوَ البُعْد عَنْ الشِئ دُونَ حِرْمَان مِنْهُ بَلْ بِرِضَى كَامِل .
فِي الصُوْم فَتَرَات إِنْقِطَاع .. صُمْ وَأنْتَ فِي فَرَح مَعَ كُل الكِنِيسَة الَّتِي تَشْتَاق لِلصُوْم المُقَدَّس وَهُوَ فِي نَظَرْهَا شَهْوَة جَمِيلَة .. قَدْ يَتَخَيَّل البَعْض أنَّ الصُوْم المُقَدَّس هُوَ فِتْرَة مُنْغَلِقَة .. لاَ .. بَلْ هُوَ أفْضَل فِتْرَة تَبْنِي لأِنَّ بِهِ مَعْرِفَة وَتَعَفُّف يَرْفَع الإِنْسَان .. فِيهِ يَبْتَعِد الإِنْسَان عَنْ أُمور مَسْمُوح بِهَا .. كَيْفَ تَتَعَفَّف ؟ بِالإِيمَان .. وَالإِيمَان يُعْطِي فَضِيلَة .. وَالفَضِيلَة بِمَعْرِفَة تُؤدِّي إِلَى التَّعَفُّف .. حَلَقَات مُتَصِلَة .
الصَبْر :
===========
جَيِّد هُوَ الإِنْسَان الَّذِي فِي جِهَادُه ثَابِت دَائِم فِي حَيَاتُه مَعَ الله .. يَنْتَظِر وَيَتَوَقَع بِسُكُوت خَلاَص الرَّبَّ .. مُشْكِلِتْنَا أنَّنَا مُتَعَجِلِين دَائِماً فِي الرُّوحِيَات .. أُرِيدْ أنْ أخْرُج مِنْ التَنَاوُل مَلاَك .. وَأخْرُج مِنْ الإِعْتِرَاف مَلاَك وَ ..... لاَ .. الأمْر يَحْتَاج صَبْر .. ﴿ هُنَا صَبْرُ القِدِّيسِين ﴾ ( رؤ 14 : 12) .. هؤُلاَء حَفِظُوا الإِيمَان وَصَبْر يَسُوع .. الله أطَالَ أنَاتُه عَلَيْنَا جِدّاً بَيْنَمَا نَحْنُ لاَ نُطِيل أنَاتْنَا عَلَى أنْفُسْنَا وَنَقُول نَحْنُ بِلاَ فَائِدَة .. هَلْ لاَحَظْ أحَد نَفْسُه وَهُوَ يَنْمُو ؟ هَلْ هُنَاك أُم تَزِن طِفْلَهَا بَعْد كُل وَجْبَة كَيْ تَعْرِف قَدْر نُمُو إِبْنَهَا ؟ .. حَقِيقَةً أنَّنَا نَكْبَر لكِنْ بِطَرِيقَة غِير مَلْحُوظَة .
لاَبُدْ أنْ يَكُون لَنَا طُول أنَاة عَلَى الآخَر وَعَلَى أنْفُسْنَا .. لِذلِك الَّذِي عِنْدُه مَعْرِفَة فِي جِهَادُه يَعْرِف أنَّهُ مَرَاحِل لأِنَّ الطَّفَرَات فِي الحَيَاة الرُّوحِيَّة لَهَا مَخَاطِر .. القِدِيس مُوسَى الأسْوَد عِنْدَمَا بَدَأ الحَيَاة الرَّهْبَانِيَّة وَاعْتَرَف لِلقِدِيس إِيسِيِذُوروس دَخَل مَعَ الرُّهْبَان الَّذِينَ كَانَتْ لَهُمْ خِبْرَة بِالرَّهْبَنَة فَكَانَتْ وَجْبَتِهِمْ مِنْ الطَّعَام بَسِيطَة .. فَقَالَ لِلقِدِيس إِيسِيذُوروس فِي الإِعْتِرَاف أنَّهُ يَجُوع وَلاَ يَشْبَع مِنْ هذِهِ الوَجْبَة الصَّغِيرَة لأِنَّهُ كَانَ قَبْل الرَّهْبَنَة شَخْص أكُول .. فَأعْطَاه أب إِعْتِرَافُه تَدْرِيب وَهُوَ أنْ يُحْضِر فَرْع شَجَرَة وَيَأكُل بِوَزْنُه يَوْمِياً وَجْبَة وَيَسْتَمِر عَلَى ذلِك .. وَبِالفِعْل مَارِس هذَا التَّدْرِيب لكِنْ لِنُلاَحِظ أنَّ فَرْع الشَّجَرَة بِالأيَّام يَجِفْ وَيَتَسَاقَطْ وَرَقُه وَبِالتَّالِي يَقِل وَزْنُه تَدْرِيجِياً وَبِالتَّالِي يَقِل وَزْن الطَّعَام الَّذِي يَأكُلُه مُوسَى الأسْوَد بِنَفْس التَّدْرِيج إِلَى أنْ وَصَل لِمَا يَأكُلُه رُهْبَان الدِير .. لَمْ يَقُل لَهُ القِدِيس إِيسِيذُوروس أنَّنَا هُنَا فِي الدِير صَوَّامُون فَلْتَصْبِر عَلَى الجُوع وَنَتَنَاوَل وَجْبِتْنَا البَسِيطَة يَوْمِياً وَتَعَلَّم النُسْك .. لاَ .. هذَا لاَ يَلِيق .
جَيِّد أنْ تَعْرِف أنَّ الفَضِيلَة تُقْتَنَى بِالصَبْر .. هَلْ تُرِيدْ أنْ تَتَعَلَّم الصَّلاَة ؟ بِالصَبْر .. يُعْطِي الآبَاء تَدْرِيب لِلصَّلاَة وَهُوَ أنْ تَصْبِر عَلَى نَفْسَك بِأمَانَة أرْبَعِينَ يَوْماً .. لِنَفْرِض أنَّ إِنْسَان يُرِيدْ أنْ يُصَلِّي صَلاَتَان فِي اليُّوْم .. يُدَرِّب نَفْسُه عَلَى ذلِك وَيُرَاقِبْهَا أرْبَعِينَ يَوْماً .. بِذلِك يَقْتَنِي مَعْرِفِة الصَّلاَة أي يَكُون عِنْدُه عَادِة الصَّلاَة .. إِنْ فَعَلَ ذلِك بِأمَانَة تَرْفَعُه النِّعْمَة لِمَعْرِفَة الصَّلاَة نَفْسَهَا – أي كَيْفَ يُصَلِّي – .. وَيَقُول الآبَاء إِنْ لَمْ تَقُمْ بِالتَّدْرِيب يُوم خِلاَل الأرْبَعِين يُوم تَخْصِم مِنْهَا عَشْرَة أيَّام مُقَابِل ذلِك اليَّوْم أي وَكَأنَّكَ قُمْتَ بِالتَّدْرِيب ثَلاَثِينَ يَوماً فَقَطْ .. أُصْمُد أرْبَعِينَ يَومَاً مُتَوَاصِلَة لِتَكُون عِنْدَك عَادِة الصَّلاَة ثُمَّ أرْبَعِينَ يَومَاً أُخْرَى لِتَعْرِف كَيْفَ تُصَلِّي .. وَلِتَثْبُت لِتَدْخُل فِي أرْبَعِين يَومَاً أُخْرَى تُعَرِّفَك فيهَا النِّعْمَة صَلاَة القَلْب وَمِنْهَا تَرْفَعَك النِّعْمَة إِلَى صَلاَة الرُّوح وَكَمَا يَقُول الكِتَاب ﴿ أُرْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا ﴾ ( 1كو 9 : 24 ) .. إِنْ لَمْ تَكُنْ لَكَ فِتْرَة مُعَيَّنَة ثَابِتَة مَعَ الله لَنْ تَنْمُو .. لَنْ تَنْمُو بِدُون صَبْر .. قَدْ نَجِد أنْفُسْنَا نَصْمُد بَعْد الإِعْتِرَاف أيَّام قَلاَئِل ثُمَّ نَعُود لِحَالِتْنَا الأُولَى .. أي أيَّامْنَا مَعَ الله قَلِيلَة وَغَالِباً تَضِيع لأِنَّهُ يَتَخَلَلْهَا شَهَوَات وَعَثَرَات .
التَّقْوَى :
=============
مَعَ الصَبْر تَقْوَى أي تَتَقِي الله أي تَخَاف الله .. أي أثْنَاء الفَضِيلَة تَحْيَا مَخَافِة الله .. ﴿ عَظِيم هُوَ سِرُّ التَّقْوَى الله ظَهَرَ فِي الجَسَد ﴾ ( 1تي 3 : 16) .. عَظِيم هُوَ الله الَّذِي يَخَافُه النَّاس وَهُوَ جَاءَ لَهُمْ وَالَّذِينَ كَانُوا يَخَافُونُه إِتَّقُوه أكْثَر .. تَقْوَى أي أشْعُر بِمَهَابِة الله .. عِنْدَمَا يَدْخُل الله كَيَان الإِنْسَان يُرَتِبُه .. مِثْل فَصْل بِدُون مُدَرِس تَجِد فِيهِ كُل مَا تَتَوَقَعُه وَمَا لاَ تَتَوَقَعُه .. لكِنْ عِنْدَمَا يَدْخُلُه المُدَرِس تَجِد أُمُورُه مُرَتَبَة جِدّاً .. هكَذَا الله يَدْخُل كَيَان الإِنْسَان فَيُرَتِبُه وَيَجْلِب لَهُ وَقَار وَتَقْوَى وَيَعْرِف الإِنْسَان أنَّ هُنَاك مُجَازَاة وَمُكَافَأة وَفَرَح .
التَّقْوَى تَجْلِب مَخَافِة الله وَتُعِين الإِنْسَان فِي جِهَادُه .. عِنْدَمَا يَكُون لِلإِنْسَان صَبْر وَتَقَوْى تَجْلِب لَهُ مَخَافِة الله .. عِنْدَمَا أُصَلِّي فِي بِيتِي وَأشْعُر أنَّ الله يَرَانِي هذَا يَجْلِب لِي تَقْوَى .. عِنْدَمَا أشْعُر أنَّ الله مَوْجُود فِي كُل مَكَان هذَا الأمر يَجْلِب تَقْوَى .. لكِنْ التَّقْوَى أسَاسْهَا الإِيمَان .
مَوَدَّة أخَوِيَّة :
=====================
أي شَخْص وَدُود .. أي مُحِب عَطُوف لَطِيف .. لاَ يُمْكِنْ أنْ يَعْمَل الله فِي إِنْسَان وَتَجِدُه قَاسِي القَلْب .. لاَ يُمْكِنْ لإِنْسَان يَخْتَبِر صَلاَح الله وَتَجِدُه قَاسِي بَلْ بِبَسَاطَة تَخْرُج مِنْهُ كَلِمَات تَشْجِيع مُفْرِحَة تُجَامِل .. مَوَدَّة أخَوِيَّة أي تَجْعَل الآخَر يَشْعُر بِمُسْتَوَى رُوحَانِي .. فَضِيلَة .. لِذلِك مِنْ ثِمَار الرُّوح القُدُس لُطْف .. جَيِّد أنْ يَكُون عِنْدَك ثَمَر اللُطْف .. أحْيَاناً نَكُون غِير مُرِيحِين .. المَوَدَّة الأخَوِيَّة مُسْتَوَاهَا عَالِي لأِنَّ أسَاسْهَا الإِيمَان .. أحْيَاناً يَكُون وِدِّنَا نَحْو أصْدِقَائْنَا فَقَطْ .. لاَ .. تَعَامَل مَعَ الكُل بِنَفْس مُسْتَوَى المَوَدَّة وَكَأنَّ الإِنْجِيل يُحَوِّلْنَا كُلِّنَا إِخْوَة عَلَى مُسْتَوَى عَالِي .
مَحَبَّة :
===========
هُنَاك خُوف أنْ تَكُون مَوَدَتْنَا الأخَوِيَّة مَجَرَّد شَكْلِيَات أوْ مُجَامَلاَت إِجْتِمَاعِيَّة فَقَطْ فَقَالَ مُعَلِّمْنَا بُطْرُس الرَّسُول لاَبُدْ أنْ تَكُون المَوَدَّة الأخَوِيَّة مَشْحُونَة بِالمَحَبَّة .. المَحَبَّة الصَّادِقَة مِنْ قَلْب طَاهِر بِشِدَّة يَشْعُر بِهَا الآخَرُون لِذلِك المَحَبَّة الغَاشَّة وَاضِحَة .
هُنَا كَأنَّ بُطْرُس الرَّسُول يَقُول الَّذِي بِهِ إِيمَان بِهِ شَجَرَة لَهَا كُل هذِهِ الفُرُوع وَتَأخُذ مِنْهَا غِذَائْهَا وَتُعِيد لَهَا نُمُو زِيَادَة وَتُعْطِي ثَمَر .. نَحْنُ أفْرُع هذِهِ الشَّجَرَة أي خَلَلْ فِي أحَد حَلَقَات هذِهِ السِّلْسِلَة يُسَبِّبْ خَلَلْ فِي كُل الحَلَقَات وَبِالتَّالِي لاَ تُكَمِّل بَعْضَهَا .. أي تَكُون غِير مُسْتَمِرَة مِثْل نَهْر مُتَدَفِق وَصَنَعْنَا بِهِ سَد سَيَنْتُج عَنْ ذلِك جَفَاف لكِنْ الفَضَائِل تَجْلِب بَعْضَهَا .. فَضِيلَة بِالإِيمَان وَالرُّوح تَجْلِب مَعْرِفَة تَجْلِب صَبْر .. تَجْلِب مَحَبَّة .
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
سلوكنا ودعوتنا
يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أهْل أفَسُس ﴿ أَسْألَكُمْ أَنَا الأسِيرَ فِي الرَّبِّ أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ إِلَيْهَا بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَوَدَاعَةٍ وَبِطُولِ أَنَاةٍ ﴾ ( أف 4 : 1 – 2 ) .. نَحْنُ دُعِينَا مَسِيحِيِينْ .. الله إِخْتَارْنَا مِنْ كُلَّ قَبَائِل وَشُعُوب العَالَمْ وَقَالَ أُرِيدَكُمْ أنْتُمْ أوْلاَدِي وَعِنْدَمَا إِخْتَارْنَا أرَادَ أنْ يَخُصِنَا بِصِفَات تُمَيِّزْنَا وَأرَادَ أنْ يَكُون إِسْمِنَا أوْلاَدٌ الله .. أبْنَاء المَلَكُوت .. أرَادَ مِنَّا أنْ نَدْعُوه أبَانَا .. أرَادَ أنْ يَكُون هُوَ أبُونَا وَوَرَثْنَا كُلَّ صِفَاتُه لِذلِك لَمْ نَصِر مِثْل سَائِر شُعُوب العَالَمْ بَلْ صِرْنَا مُمَيَّزِينْ وَسَطْ العَالَمْ .. لكِنْ لِلأسَفْ تُهْنَا وَسَطْ العَالَمْ وَدَخَلْ إِلَيْنَا مِنْ المُجْتَمَعْ أشْيَاء غَرِيبَة عَنَّا .
أنَا لَسْتُ مِثْل العَالَمْ بَلْ أنَا إِبْن لِلْمَسِيح .. أنَا عَابِد فِي الكَنِيسَة .. أنَا صَدِيقٌ لِلقِدِّيسِين .. أنَا وَارِث لِلسَّمَاء .. أنَا صَدِيقٌ لِلإِنْجِيل .. هذَا مُلَخَص إِخْتِلاَفِي عَمَّنْ حَوْلِي .. مَنْ لَهُ الْمَسِيح أب ؟! مَنْ لَهُ الإِنْجِيل بِكُنُوزُه وَوَصَايَاه ؟!! مَنْ لَهُ الكَنِيسَة بِأسْرَارْهَا ؟!! مَنْ لَهُ سَحَابِة شُهُودٌ قِدِّيسِين وَيَعِيش عَلَى رَجَاء الأبَدِيَّة فَهُوَ مُمَيَّز .. لِذلِك عِنْدَمَا أشْعُر بِمُمَيِزَاتِي سَأُفَكِّر بِطَرِيقَة مُخْتَلِفَة لِذلِك قَالَ مَارِبُولِس الرَّسُول ﴿ أَسْألَكُمْ أَنَا الأسِيرَ فِي الرَّبِّ أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ إِلَيْهَا ﴾ .. لِذلِك لاَبُد أنْ أكُون :
1) أمِينْ لِلْمَسِيح (2) أعِيش لِلإِنْجِيل (3) عَابِد فِي الكِنِيسَة (4) صَدِيقٌ لِلقِدِّيسِينْ (5) مُشْتَاقٌ لِلأبَدِيَّة
(1) أمِينْ لِلْمَسِيح :
======================
مَنْ هُوَ الْمَسِيح بِالنِّسْبَة لِيَّ ؟ الْمَسِيح بِالنِّسْبَة لِيَّ هُوَ رَاعِي وَفَادِي وَمُخَلِّص وَأب عَاشَ فِي الجَسَد كَيْ يَقْتَرِبْ لِي وَلاَ يَكُون بِالنِّسْبَة لِيَّ خَيَال بَلْ حَقِيقَة .. عِنْدَمَا أُنَادِي إِسْمُه أشْعُر بِهِ وَعِنْدَمَا أحْتَاجُه أطْلُبُه فَأجِدُه بِجَانِبِي وَصِرْت أنَا لِلْمَسِيح وَالْمَسِيح لِي وَكَمَا قَالَ بُولِس الرَّسُول ﴿ أَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ ﴾ ( غل 2 : 20 ) .. فَصِرْت أنَا أُسَاوِي صِفْر وَصَارَ الْمَسِيح فِيَّ هُوَ الكُلَّ وَتَوَحَدْت بِهِ وَصِرْت مَعَهُ وَاحِدٌ وَهذَا مَا طَلَبَهُ الْمَسِيح لَهُ المَجْد مِنْ الآب أنَّهُ كَمَا كَانَ هُوَ وَالآب وَاحِدٌ هكَذَا نَحْنُ وَالْمَسِيح وَاحِدٌ .. مَا هُوَ الْمَسِيح بِالنِّسْبَة لِيَّ ؟ هُوَ وَاقِعْ وَلَيْسَ مَعْلُومَة لَمَّا دُعِيَ إِسْمِي مَسِيحِي ؟ إِذاً إِسْمُه مَدْعُو عَلَيَّ لِذلِك لاَبُد أنْ يَكُون سُلُوكِي هُوَ سُلُوكُه وَفِكْرِي فِكْرُه وَكَمَا يَقُول الكِتَاب﴿ إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ ﴾ ( 1بط 4 : 11) .. ﴿ بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ ﴾ ( أع 17 : 28 ) .
كَلِمَة رَائِعَة كَتَبْهَا القِدِيس أثَنَاسْيُوس عَنْ الأنْبَا أنْطُونْيُوس وَهيَ ﴿ كَانَ أنْطُونْيُوس يَتَنَفَس الْمَسِيح ﴾ .. أي عَاش وَدُنْيَاه كُلَّهَا الْمَسِيح وَالْمَسِيح تَخَلَّل خَلاَيَاه .. لِذلِك لاَبُد تَكُون عِلاَقْتِي بِالْمَسِيح عِلاَقَة حَقِيقِيَّة .. عِلاَقَة صَمِيمِيَّة .. عِلاَقِة وِحْدَة وَلَيْسَتْ وَهْم .. وَعِنْدَمَا تَنْزِل عِينِي عَنْ الْمَسِيح أُمور كَثِيرَة تَسْقُط لأِنَّهُ كَمَا قَالَ الكِتَاب﴿ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً ﴾ ( 1يو 2 : 6 ) .. مِنْ تَدَابِير الله لِلتَّجَسُّد أرَادَ أنْ يُشْعِرْنَا بِهِ فَأكَل وَشَرَبْ وَنَام وَتَعَامَل مَعَ أتْقِيَاء وَمَعَ أشْرَار .. كُلَّ مَا نَجْتَازُه فِي الحَيَاة إِجْتَازُه الْمَسِيح لَهُ المَجْد عَاشَ مَعَ أحْبَاب وَمَعَ أعْدَاء .. إِجْتَاز عِلاَقَات أُسَرِيَّة وَعِلاَقَات صَدَاقَة وَتَعَامَل فِي المَادِيَّات وَ ..... وَهذَا مَا نَجْتَازُه فِي الحَيَاة .. تَعَامَل مَعَ كُلَّ نَوْعِيَات البَشَر حَتَّى أنَّ الإِنْسَان الشِّرِّير يَقِفْ أمَامُه يَتَطَهَّر .
مَا السِّر الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسِيح ؟ هَلْ هُوَ قُدْوِتِي وَالنَمُوذَج الَّذِي أحْيَا بِهِ ؟ عِنْدَمَا دَخَلْ حَيَاتِي تَشَبَّعْت بِهِ وَتَشَبَّعْ فِكْرِي بِهِ فَصَارَت حَيَاتِي حَيَاتُه وَسُلُوكِي سُلُوكُه .. هُوَ إِخْتَارْنَا وَدَعَانَا مَسِيحِيِينْ .. نَحْنُ أوْلاَدُه نَعِيش وَسَطْ العَالَمْ حَتَّى أنَّ كُلَّ مَنْ يَرَانَا يَرَى الْمَسِيح وَصَارَ كُلٍّ مِنَّا مَسِيح صَغِير .
اليَوْم نَحْتَفِل بِإِسْتِشْهَادٌ القِدِّيسَان قُزْمَان وَدِمْيَان .. كَانَا شَابَّان طَبِيبَان مَارَسَا الطِّبْ كَيْ يَتَمَجَّد الْمَسِيح .. كَانَا يُصَلِيَان بِجَانِبْ المَرِيض حَتَّى وَإِنْ كَانَ وَثَنِي وَيَطْلُبَان عَنْهُ بِدُمُوع لِيُشْفَى بِإِسْم الْمَسِيح وَيُعْطِيَانَهُ العِلاَج وَلاَ يَأخُذَان أجر عَنْ عَمَلْهُمَا لِذلِك دُعِيَا (( مُبْغِضِي الفِّضَّة )) .. كَثِيرُونَ ذَهَبُوا لَهُمَا لِلعِلاَج وَمَجَّدَا الله فِي حَيَاتَهُمَا .. لِذلِك لاَبُد أنْ يَظْهَر الْمَسِيح فِي حَيَاتِي وَسُلُوكِي .. الْمَسِيح لَهُ المَجْد لَيْسَ قِصَّة وَانْتَهَتْ أوْ خَيَال بَلْ هُوَ فِينَا هُوَ مَجْدِنَا أرَادَ أنْ يَأخُذ جَسَدْنَا وَيَحْيَا حَيَاتْنَا لِنَسْلُك مِثْلَهُ .
(2) أعِيش لِلإِنْجِيل :
========================
أنَا مَسِيحِي وَلَدَيَّ إِنْجِيل وَلاَبُد أنْ أحْيَا أمِين لَهُ وَأدْخُل فِي صَدَاقَة بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَأُحَوِّلَهُ إِلَى حَيَاة لأِحْيَا عِشْرَة بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسِيح .. وَيَكُون أمَامِي الإِنْجِيل وَسَطْ كُتُبِي وَلاَبُد أنْ أقْرَأُه وَأسْتَخْرِج آيَة وَأحْفَظْهَا وَأعِيشْهَا .. أمر مُهِمْ أنْ يَكُون الإِنْجِيل لِي حَيَاة وَأصِير إِنْجِيل مُعَاش .. وَعِنْدَمَا أبْتَعِد عَنْ الإِنْجِيل يَمْتَلِئ قَلْبِي بِالعَالَمْ لاَ الْمَسِيح لأِنَّهُ سَيَنْسَحِبْ مِنْ قَلْبِي لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول﴿ فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ ﴾ ( في 1 : 27 ) – فَقَطْ – .
الإِنْجِيل يُحَكِّمْنِي وَيُسَاعِدْنِي عَلَى التَوْبَة وَيُعْطِينِي رَجَاء .. الإِنْجِيل يُوَبِخْنِي وَفِي نَفْس الوَقْت يَرْفَعْنِي .. يَكْشِفْ لِي خَطَايَاي وَيُعَلِّمْنِي التَوْبَة وَيُشَجِعْنِي لِذلِك يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيِّ الفَمْ ﴿ إِنَّ الجَهْل بِالكِتَاب المُقَدَّس هُوَ عِلِّة جَمِيعْ الشُّعُوب ﴾ .. الجَاهِل بِالوَصِيَّة يَحْيَا الشَّر لاَ يَعْرِف كَيْفَ يُحِب أوْ كَيْفَ يَحْفَظ فِكْرُه وَنَفْسُه مِنْ العَالَمْ .. لكِنْ الَّذِي يَعْرِف الإِنْجِيل عِنْدَمَا يُخْطِئ يَجِد الوَصِيَّة أمَامُه قُوَّة رَادِعَة .. الوَصِيَّة تُحْصِر الإِنْسَان وَتُعْطِيه نِعْمَة لِيَحْيَا الفَضَائِل .. لِذلِك عِش بِحَسَبْ الإِنْجِيل .. ﴿ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَياةٌ ﴾ ( يو 6 : 63 ) .. يَا لِسَعَادِة الإِنْسَان الْمَسِيحِي لأِنَّ لَهُ إِنْجِيل .. إِنْجِيل مَعْنَاه صِمَام أمَان وَإِرْشَادٌ .. ﴿ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي ﴾ ( مز 119 : 105) .. وَلاَ نَنْسَى الآيَة الَّتِي كَانَ المُتَنَيِح البَابَا كِيرلُس يَسْألْهَا لِلشَبَاب ﴿ بِمَاذَا يُقَوِّم الشَّاب طَرِيقُه ؟ ﴾ عِنْدَمَا يُجِيبُه شَاب ﴿ بِحِفْظُه أقْوَالَك ﴾ ( مز 119 : 9 ) يَعْرِف أنَّ لَهُ عِلاَقَة بِالإِنْجِيل .
نُشْكُر الله أنَّ الأنَاجِيل مُتَوَفِرَة لَدَيْنَا الأنْ .. مُنْذُ حَوَالِي مَائَة عَام لَمْ تَكُنْ هُنَاك طِبَاعَة فَكَانَ الإِنْجِيل مَخْطُوطَات وَلِذلِك كَانَ الَّذِي يَقْتَنِي سِفْر مِنْ الإِنْجِيل يُعْتَبَر أنَّ لَدَيْهِ كِنْز وَكَانُوا يَتَبَادَلُونَ الأسْفَار مَعاً .. وَكَانَ الأبَاء فِي الأدْيُرَة يَتَنَاوَبُوا عَلَى الإِنْجِيل وَيَسْهَرُون عَلَى قِرَاءَتِهِ .. الإِنْجِيل لَدَيْكَ كِنْز إِقْرَأُه بِشَغَفْ وَحُبْ وَعِشْقٌ وَقُل أشْكُرَك يَا إِلهِي .
(3) عَابِد فِي الكِنِيسَة :
=============================
يَسُوع يَقُول أنَا عِشْت بِالجَسَد وَبَارَكْت الكُلَّ وَصَعَدْت لِلسَّمَاء لِذلِك أُعْطِي بَديل يَعْمَل نَفْس عَمَلِي .. أُعْطِي كَيَانِي .. هذَا البَدِيل هُوَ الكَنِيسَة وَكَأنَّ الكَنِيسَة هِيَ حُضْن الْمَسِيح كُلَّ مَنْ يَدْخُلْهَا يَدْخُل حُضْن يَسُوع .. رَسَمْ شَاب الكَنِيسَة عَلَى أنَّهَا جَسَد الْمَسِيح فَجَعَل الهَيْكَل هُوَ رَأس الْمَسِيح وَالكَنِيسَة هِيَ جَسَدَهُ .. لِذلِك الكَنِيسَة هِيَ جَسَد الْمَسِيح وَالقُرْبَان هُوَ أيْضاً جَسَد الْمَسِيح .. وَلِنَتَسَاءَل مَنْ مِمَّنْ حَوْلَنَا يَحْيَا هذِهِ الأسْرَار البَدِيعَة ؟ مَنْ نَالْ هذِهِ الأُمور الرُّوحِيَّة مِثْلَنَا ؟ الَّذِينَ حَوْلَنَا يَأكُلُون وَيَشْرَبُون وَيَحْيُون بِدُون هَدَفْ .
نَحْنُ إِخْتَارْنَا لِنَأخُذ حَيَاة وَلَيْسَتْ أُمور مَلْمُوسَة لأِنَّنَا أخَذْنَا نِعْمَة لِنَعِيش وَسَطْ العَالَمْ لكِنَّنَا لَسْنَا مِنْ العَالَمْ بَلْ نَحْنُ مِنْ فَوْق لِذلِك لاَبُد أنْ نَحْيَا فِي الكَنِيسَة لِنَجِد أنْفُسْنَا فِي الْمَسِيح وَفِي الكَنِيسَة الَّتِي هِيَ جَسَدَهُ .. لاَبُد أنْ تَشْعُر أنَّكَ أنْتَ وَأخِيك وَأُخْتَك وَ...... جَسَد الْمَسِيح .. القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيِّ الفَمْ قَالَ ﴿ إِحْذَر أنْ تَأتِي إِلَى الكَنِيسَة وَتَتْرُك جُزْء مِنْ جَسَد يَسُوع مُعَرَّى ﴾ .. نَحْنُ غِطَاء يَسُوع .. لِذلِك إِدْعُ إِخْوَتَك إِلَى الكَنِيسَة كَيْ يُكْتَمَل جَسَد يَسُوع وَيُغَطَّى .. الكَنِيسَة تُقَدِّم لِي بِر وَفَضِيلَة وَإِنْجِيل .. عِنْدَمَا أخْرُج خَارِجْهَا أجِدٌ عَثَرَات وَأفْكَار لكِنْ بِالكَنِيسَة نَحْيَا الفَضِيلَة .
لَوْ عِشْنَا خَارِج الكَنِيسَة تَتَرَاكَمْ خَطَايَانَا لأِنَّ الله أعْطَانَا نِعْمَة .. دَاخِل الكَنِيسَة أسْرَار تَغْسِل كُلَّ تَعَدِيَاتْنَا .. تَنَاوُل وَاعْتِرَاف وَتَعَالِيمْ مِنْ خِلاَل المَنْجَلِيَّة حَتَّى أنَّ الأبَاء يُلَقِبُون المَنْجَلِيَّة ﴿ فَمْ الْمَسِيح ﴾ .. أيْضاً أعْطَانَا آبَاء كَهَنَة إِمْتِدَاد لِلرُّسُلٌ يَحْمِلُون سُلْطَان غُفْرَان الخَطَايَا .. هُوَ قَالَ نَحْنُ جِنْسٌ مُخْتَارٌ ( 1بط 2 : 9 ) لِذلِك يَحْفَظْ قَدَاسَتْنَا لأِنَّنَا مُخْتَلِفِينْ عَنْ العَالَمْ وَإِنْ كُنَّا نَأخُذ شَكْلُه لكِنْ نَحْنُ أبْنَاء المَلَكُوت .
لكِنْ لِلأسَفْ قَدْ تَتَحَوَّل الكَنِيسَة إِلَى أُمور إِجْتِمَاعِيَّة وَنَقِفْ دَاخِلْهَا بِإِسْتِهْتَار وَتَهَاوُن .. لاَ .. لاَبُد أنْ يَكُون لَك رُؤيَة لِمَا فَعَلَهُ الْمَسِيح لأِجْلَك .. قُلْ لَهُ عَلِّمْنِي أنْ آتِي لِلكَنِيسَة بِأمَانَة .. لاَبُد أنْ أعْرِف أنَّ الكَنِيسَة هِيَ بَيْت المَلاَئِكَة لكِنْ تَخَيَّل أنَّ لِلمَلاَئِكَة حَقٌ التَّسْبِيح فِي الكَنِيسَة مَادُمْنَا غِير مَوْجُودِينْ بِهَا لكِنْ عِنْدَمَا نَتَوَاجَدٌ دَاخِلْهَا الله يُسْكِتْ المَلاَئِكَة لِيَسْمَعْ تَسْبِيحْنَا نَحْنُ .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّ المَلاَئِكَة عَدِيمِة الأجْسَادٌ أمَّا نَحْنُ فَلَنَا أجْسَاد أي نَحْنُ أضْعَفْ لِذلِك الله يَفرَح بِتَسْبِيح الأضْعَفْ فَيَفْرَح بِتَسْبِيحْنَا .. مِثْل طِفْل صَغِير يَحْضَر إِجْتِمَاع لِلكِبَار وَيَنْتَبِه لِمَا يُقَال وَيُكَرِّرُه نَجِد أنَّ مَا يَقُولُه جَمِيلٌ فَنُسْكِتْ الكِبَار كَيْ نَسْمَعُه لأِنَّ قُدْرَاتُه بَسِيطَة لكِنَّهُ عَرَفَ الكَثِير .. هكَذَا نَحْنُ قُدْرَات أجْسَادْنَا ضَعِيفَة لِذلِك عِنْدَمَا نُسَبِّحُه وَنَتَوَاجَدٌ فِي الكَنِيسَة يَفْرَح بِنَا .. تَعَالَ إِلَى الكَنِيسَة لِتَنَال نِعْمَة وَلِذلِك يُطْلِقٌ الأبَاء عَلَى التَّسْبِيح (( سِبَاحَة )) لأِنَّ فِي السِّبَاحَة المَاء يَحْمِلَك فَتَسْتَمْتِعْ وَتَرْتَفِعْ وَأيْضاً يَغْسِلَك .
(4) صَدِيقٌ لِلقِدِّيسِين :
============================
هؤلاَء شُفَعَاء عَنَّا وَأصْدِقَاء لَنَا .. نَتَعَلَّمْ مِنْهُمْ الفَضَائِل .. أُطْلُب شَفَاعِة القِدِيس عَنَّك لِتَتَعَلَّمْ مِنْهُ فَضَيلَة فَإِنْ أرَدْت أنْ تَتَعَلَّمْ الصَّلاَة تَعَلَّمْهَا مِنْ الأنْبَا بِيشُوي وَالأنْبَا أنْطُونْيُوس .. وَإِنْ أرَدْت أنْ تَتَعَلَّمْ العَطَاء فَتَعَلَّمُه مِنْ الأنْبَا إِبْرَآم وَالأنْبَا صَرَابَامُون أبُو طَرْحَه .. هَلْ تُرِيد أنْ تَتَعَلَّمْ الإِنْجِيل ؟ هَلْ تُرِيد أنْ تَتَعَلَّمْ فَضِيلَة ؟ صَادِقٌ القِدِّيسِينْ فَتَتَعَلَّمْ مِنْهُمْ .
تُوْجَدٌ ظَاهِرَة وَهيَ إِسْتِخْدَام القِدِّيسِينْ .. نَحْنُ نَسْتَهْلِك القِدِّيسِينْ لِمَصَالِحْنَا وَلكِنْ لاَ نَقْتَدِي بِهُمْ وَلاَ نَطْلُب شَفَاعِتْهُمْ مِنْ أجْل فَضِيلَة نَتَعَلَّمْهَا .. فَتَجِد مَنْ يَتَكَلَّمْ عَنْ أبُونَا عَبْد المِسِيح وَمُعْجِزَاتُه وَلكِنْ إِنْ سَألْتُه عَنْ سِيرْتُه وَتَقْوَاه تَجِدُه لاَ يَعْرِف .. نَتَشَفَعْ بِهُمْ لِمَصْلَحَة خَاصَّة وَكَأنَّنَا نَسْتَهْلِك القِدِّيسِينْ .. لاَ .. لاَبُد أنْ تَعْرِف أنَّهُمْ قُوَّة فِي حَيَاتْنَا .. كُلَّ إِنْسَان كَسُول فِي جِهَادُه الرُّوحِي يَتَشَفَعْ بِقِدِيس لِيُقَوِيه فِي التُوبَة .. تَشَفَعْ بِالقِديس مُوسَى الإِسْوِد .. هَلْ تُرِيد أنْ تَتَعَلَّمْ الصُوْم الرُّوحَانِي ؟ تَشَفَعْ بِالقِدِيس أبُو مَقَّار .. القِدِّيسِينْ هُمْ صِمَام أمَانْ وَقُوَّة تَسْنِدْنَا لِذلِك الكَنِيسَة تَضَعْ أيْقُونَاتِهِمْ وَتَقُول لَنَا أنْتُمْ لَسْتُمْ بَعِيدِينْ عَنْ القِدِّيسِينْ بَلْ هُمْ سَبَقُوكُمْ وَأنْتُمْ وَرَاءِهِمْ تَلْحَقُونَ بِهِمْ .. جِيلْنَا بِهِ قِدِّيسِينْ وَالأجْيَال الَّتِي بَعْدِنَا سَيَكُون بِهَا قِدِّيسِينْ وَمَنْ قَبْلِنَا كَانَ قِدِّيسِينْ لِذلِك تَقُول الكَنِيسَة فِي القُدَّاس ﴿ لَمْ تَزَل كَلِمَة الله تَنْمُو وَتَزْدَاد ﴾ ( مَا يَقُولُه الشَّمَاس فِي خِتَامٌ الإِبْرَكْسِيس ) .. وَنَجِد بَعْدَهَا مُبَاشَرَةً السِنِكْسَار لِنَعْلَمْ أنَّ كَلِمَتِهِ تَنْمُو وَتَزْدَاد حَتَّى الأنْ وَإِلَى النِّهَايَة .. رُوح القَدَاسَة لَنْ تَنْتَهِي .. وَلْتَسْأل نَفْسَك هَلْ تَسْلُك مِثْل القِدِّيسِينْ أم العَالَمْ غَيَّر أفْكَارَك ؟
(5) مُشْتَاقٌ لِلأبَدِيَّة :
========================
أنَا أعِيش كَيْ أذْهَبْ بَعْد حَيَاتِي عَلَى الأرْض لأِسْعَدٌ بِالأبَدِيَّة .. هذَا جَمَال الهَدَف الَّذِي نَحْيَا مِنْ أجْلِهِ .. نَحْنُ نُجَاهِد فِتْرَة كَيْ نَرْبَح الأبَدِيَّة .. الله أرْسَلْنَا إِلَى العَالَمْ كَيْ نَشْهَدٌ لَهُ ثُمَّ نَعُودٌ لَهُ فِي الأبَدِيَّة مَرَّة أُخْرَى وَكَمَا قَالَ رَبَّ المَجْد يَسُوع ﴿ أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ . الْعَمَلُ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَِعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ . وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ ﴾ ( يو 17 : 4 – 5 ) .. الأبَاء كَانُوا يَقُولُون كَلِمَات بِأُسْلُوب الدُّعَابَة لَمْ نَكُنْ نَسْتَوْعِبْهَا .. مِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَقُول (( عَايِز أرَّوَح )) لأِنَّ السَّمَاء هِيَ وَطَنَنَا الأصْلِي .. وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَتَسَاءَل (( هِيَّ السَّاعَة كَام ؟ )) لأِنَّ إِشْتِيَاقٌ الأبَدِيَّة لَمْ يُفَارِقَهُمْ .. أحَدٌ الأبَاء كَانَ دَائِماً يَقُول (( زَمَانُه جَاي )) .. مَهْمَا تِسْألُه أي سُؤَال يُجِيبَك بِنَفْس الكَلِمَة وَعِنْدَمَا إِقْتَرَبِتْ لَحْظِة إِنْتِقَالُه مِنْ العَالَمْ وَجَدُوه يَبْتَسِمْ وَيَقُول (( أهُو جِه )) .. وَكَأنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُه بِإِشْتِيَاقٌ .
لاَبُد أنْ نَحْيَا بِفِكْر الأبَدِيَّة وَأنَّهُ لَوْ أبْقَانِي الله فِتْرَة عَلَى الأرْض فَلِكَيْ أسْتَعِد لِلِقَاءُه لأِنِّي مِنْ السَّمَاء وَسَأعُودٌ إِلَيْهَا .. وَيَوْم أنْ أفْقِد هَدَفِي سَيَصِير الصُوْم ثَقِيل وَالغُفْرَان أثْقَل فَلِمَاذَا أغْفِر لِغَيْرِي ؟ تَخَيَّل لَوْ قِيلَ لَك سَتُلْغَى الإِمْتِحَانَات وَسَتُغْلَقٌ الجَامِعَات وَلَنْ يُوجَدٌ تَعْلِيمْ .. فَلِمَاذَا تَسْتَذْكِر إِذاً ؟ أنْتَ تَتْعَبْ لأِنَّ لَكَ هَدَفْ .. هكَذَا كَانَ الأبَاء القِدِّيسُون لَهُمْ السَّمَاء هَدَفْ يَتْعَبُون مِنْ أجْلَهَا .. وَيُوْم أنْ يُهَدَّدُوا بِالمَوْت كَانُوا يَفْرَحُون لأِنَّهُمْ بِالمَوْتِ يَقْتَرِبُون إِلَى الأبَدِيَّة .. الأبَدِيَّة دَائِماً فِي فِكْرُهُمْ .. أنَا أيْضاً مَدْعُو لِلأبَدِيَّة .. ﴿ لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَِنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيكُمُ الْمَلَكُوتَ﴾ ( لو 12 : 32 ) .. نَحْنُ نَحْيَا لِلسَّمَاء وَلَنَا فِكْر أسْمَى مِنْ الأرْضِيَات .. لَنَا أبَدِيَّة وَلَنَا حَيَاة جَدِيدَة لِذلِك نَقُول ﴿ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ ﴾ ( مت 6 : 10 ) .. ﴿ إِهْدِنَا إِلَى مَلَكُوتُكَ ﴾ ( مَا يَقُولُه الكَاهِن فِي مُقَدِمِة القِسْمَة ) .. لِذلِك إِنْ سَمَحَ الله لأِحَدٌ أحِبَّائْنَا بِالإِنْتِقَال نَشْعُر أنَّهُ قَدْ صَارَ لَنَا شَفِيعْ فِي السَّمَاء وَنَتَعَلَّمْ الإِسْتِعْدَادٌ لأِنَّهُ سَيَأتِي دُورِي فِي أحَدٌ الأيَّام .. كُلٍّ مِنَّا لَهُ دُور لِلإِنْتِقَال مِنْ العَالَمْ الله حَدَّدٌ مِيعَادُه لِذلِك لِنَسْتَعِدٌ لِلِقَائِهِ حَتَّى نَجْتَمِعْ كُلِّنَا مَعاً فِي عَشَاء عُرْسٌ الخَرُوف ( رؤ 19 : 9 ) .. لِذلِك عِش الأبَدِيَّة لأِنَّكَ إِبْن الأبَدِيَّة .
عِنْدَمَا نَحْيَا هذِهِ الأفْكَار الخَمْسَة بِأمَانَة سَنَعِيش وَنُمَارِس كُلَّ أُمور الحَيَاة لكِنْ بِفِكْر مُخْتَلِفْ .. الله خَلَقْنَا لِرِسَالَة لِنَعِيشْهَا وَعِنْدَمَا نُفَكِّر فِي عَطَايَا الله لَنَا نَفْرَح وَنَعِيش بِفِكْر إِرْتِقَاء .. نَعَمْ الحَيَاة بِدُون هذِهِ الأفْكَار الخَمْسَة لَيْسَ لَهَا مَذَاقٌ بَلْ وَثَقِيلَة جِدّاً لِذلِك نَجِد أهْل العَالَمْ يَعِيشُون رَفَاهِيِة الحَيَاة وَيَقْتَنُون كُلَّ شِئ لكِنَّهُمْ غِير فَرِحِينْ لأِنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُون الْمَسِيح لِذلِك ﴿ ْ أُسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ إِلَيْهَا ﴾ .
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً أمِين
لا تخف لأنى معك
يَقُول سِفْر أشْعِيَاء ﴿ لاَ تَخَفْ لأَِنِّي مَعَْكَ .. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَِنِّي إِلهُكَ ﴾ ( أش 41 : 10) .. أحْيَاناً عَدُّو الخِير يَسْتَغِل ظُرُوفْنَا سِوَاء الدِّرَاسِيِّة أوْ الحَيَاة العَامَّة وَيَضَعْ فِينَا رُوح الخُوف فَنَعِيش فِي قَلَقٌ وَخُوْف وَنَتَسَاءَل أي جَامِعَة نَلتَحِقٌ بِهَا ؟ .. مَا هُوَ مُسْتَقْبَلْنَا ؟ وَقَدْ نَشْعُر بِالخُوف حَتَّى مِنْ سِيرْنَا فِي الطَّرِيقٌ .. خُوف مِنْ المُسْتَقْبَل .. مِنْ المَجْهُول .. لِذلِك سَنَتَكَلَّمْ عَنْ :
خُطُورِة الخُوف
عِلاَج الخُوف
ضَرُورِة الإِجْتِهَادٌ فِي الحَيَاة
1/ خُطُورِة الخُوف :
=====================
الخَوف غَرِيزَة طَبِيعِيِّة .. الله وَضَعْ فِي الإِنْسَان غَرَائِز هَدَفْهَا حِفْظ نُوع الإِنْسَان .. مِنْ ضِمْن هذِهِ الغَرَائِز الخُوف .. الطَّعَام .. حُبْ الحَيَاة .. الشَّهْوَة .. وَقَدْ سَمَحَ الله أنَّ حَيَاة الإِنْسَان تَسْتَمِر عَنْ طَرِيقٌ الغَرَائِز .. لِذلِك الخُوف غَرِيزَة طَبِيعِيِّة .. وَإِنْ لَمْ نَشْعُر بِخُوف قَدْ نَتَهَوَرٌ وَنَتَعَرَّض لأِخْطَار كَثِيرَة .. لكِنْ الله وَضَعْ الخُوف لِيَقِينَا مِنْ الأخْطَار .. لكِنْ عِنْدَمَا يَتَحَوَّل الخُوف إِلَى عَدَم إِيمَان وَفُقْدَان سَلاَمٌ يَكُون خُوف مَرَضِي وَبَدَلاً مِنْ أنْ يَكُون لِلسَّلاَمَة يَكُون لِلإِضْطِرَاب وَهذَا يُدَمِر الإِنْسَان وَيَنْزَع مِنْهُ الثِّقَة فِي الله وَفِي نَفْسُه وَفِي النَّاس .. لِذلِك هُنَاك خَطَر شِدِيد مِنْ الخُوف الزَّائِد .
نَحْنُ فِينَا نِسْبَة فِي الثَّانَوِيَّة العَامَّة يَشْعُرُون بِخُوف مِنْ المَجْمُوع .. مِنْ الجَامْعَة .. مِنْ المُسْتَقْبَل .. الخُوف فِي حَدٌ ذَاتُه عَدَم إِيمَان .. نَحْنُ لاَ نُرِيد أنْ نَتَغَافَل الخُوف بَلْ نُرِيد أنْ نِلاَشِيه .. الخُوف يُدَمِر حَيَاة الإِنْسَان .. وَالْمَسِيح نَفْسُه عَاتِب التّلاَمِيذ عِنْدَمَا تَعَرَّضُوا لِلخَطَر وَخَافُوا وَقَالَ لَهُمْ ﴿ مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا ﴾ ( مر 4 : 40 ) .. الإِيمَان لاَ يَجْتَمِع أبَداً مَعَ الخُوف .. الخُوف يُدَمِر النَّفْس وَيَجْعَل الإِنْسَان عَاجِز عَنْ مُوَاجَهِة الصُعُوبَات .. فَإِنْ كُنَّا نِمْتِحِنْ فَلْنَمْتَحِنْ .. وَإِنْ كُنَّا نَسْتَذْكِر فَلْنَسْتَذْكِر وَنَحْنُ فِي يَدْ الله .. الخُوف يَتَسَلَّل لِلحَيَاة مِثْل لِص تَسَلَّل إِلَى بَيْتَك وَيَسْرِق كُلَّ مَا فِيهِ هكَذَا الخُوف يَسْرِق كُلَّ الطَّاقَات .. يَسْرِق أغْلَى مَا عِنْدَك دُونَ أنْ تَدْرِي لِذلِك وَضَعَ يَسُوع مِنْ ضِمْن شُرُوط دُخُول السَّمَاء أنْ لاَ يَكُون بِهَا خَوَافِينْ .. هُوَ قَالَ ﴿ لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ ﴾ ( يو 14 : 27 ) .. ﴿ أَنَا هُوَ لاَ تَخَافُوا ﴾ ( يو 6 : 20 ) .. الله يُرِيدَك أنْ تَعِيش فَرْحَان .. الخُوف يُدَمِر الإِنْسَان وَيَفْصِلُه عَنْ الله .
لاَبُدْ أنْ نَعْلَمْ أنَّ الخُوف هُوَ ثَمَرِة الخَطِيَّة .. قَبْل سُقُوط أبِينَا آدَم كَانَ لاَ يَعْرِف الخُوف حَتَّى أنَّهُ عَاش مِتْصَالِحٌ مَعَ كُلَّ الخَلِيقَة بِمَا فِيهَا الحَيَوَانَات الشَرِسَة لكِنْ مُجَرَّدٌ أنْ دَخَلِتْ الخَطِيَّة أحْدَثِتْ تَغْيِير فِي كَيَان الإِنْسَان فَتَسَلَّطِتْ الغَرِيزَة عَلَى الإِنْسَان وَصَارَ يَحْمِي نَفْسُه بِنَفْسُه بَدَلاً مِنْ أنْ يَحْمِيه الله .. فَخَاف وَتَوَتَّر .
2/ عِلاَج الخُوف :
===================
عِلاَج الخُوف هُوَ الإِيمَان وَالثِّقَة وَأنْ تَشْعُر أنَّ الله مَوْجُودٌ .. جَيِّدٌ أشْعِيَاء النَّبِي عِنْدَمَا يَقُول ﴿ هُوَذَا اللهُ خَلاَصِي فَأَطْمَئِنُّ وَلاَ أَرْتَعِبُ ﴾ ( أش 12 : 2 ) .. الخُوف لاَ يَجْتَمِع مَعَ الإِيمَان وَمِنْ ألْقَاب الله * مُحِب البَشَر الصَّالِحٌ * .. نَحْنُ عَمَل يَدِيه فَهُوَ الَّذِي دَبَّر كُلَّ إِحْتِيَاجَاتْنَا بِغِنَى يَتْرُكْنَا لِغِيرُه ؟ كَيْفَ يَتْرُكْنَا لِغِيرُه ؟!! نَحْنُ فِي يَدْ الله حَبِيبْنَا الَّذِي * يَصْنَع مَعَنَا أكْثَر مِمَّا نَسْأل أوْ نَفْهَمْ * ( مَا يَقُولُه الكَاهِن فِي مُقَدِّمَة القِسْمَة ) .. الله غِير قَاسِي وَلاَ يُرِيدْ أنْ يَهْدِمْنِي بَلْ هُوَ وَسِيلِة فَرَحٌ وَإِيمَان بَلْ قُلْ لَهُ دَبِّر حَيَاتِي كَمَا تَشَاء وَثِقٌ أنَّهُ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب .
لكِنْ أحْيَاناً نِعِيش مَعَ الله بِشُرُوط .. لاَ .. إِجْتَهِدٌ وَإِنْتَ مِسَلِّم لُه كُلَّ أُمُورَك .. الله يُرِيدْ أنْ يِفَرَّحَك .. هُوَ رَاعِي صَالِحٌ .. المُدَبِر كُلَّ أُُمور حَيَاتْنَا مِنْ كِسَاء وَغِذَاء وَطَبِيعَة وَشَمْس وَ ...... هَلْ لاَ يُدَبِر سَائِر أُمور حَيَاتْنَا ؟!! يُحْكَى عَنْ تِلْمِيذ وَمُعَلِّمُه كَانَا فِي زِيَارَة لِعَمَل هَام وَكَانَ المُعَلِّم قَلِقٌ جِدّاً بَيْنَمَا التِّلْمِيذ كَانَ نَائِم وَمُطْمَئِنْ وَكُلَّمَا إِسْتَيْقَظْ وَجَدٌ مُعَلِّمُه غِير نَائِم وَقَلِقٌ جِدّاً .. فَقَالَ التِّلْمِيذ لِمُعَلِّمُه يَا أبِي هَلْ تَثِقٌ أنَّ الله يُدَبِر الخَلِيقَة مِنْ يُوم خَلِيقَتِهِ ؟ أجَابَ المُعَلِّم نَعَمْ .. قَالَ التِّلْمِيذ إِذاً دَعَهُ يُدَبِرْهَا اليُّوم وَنَام .
سَيِّدْنَا البَابَا شِنُودَة الثَّالِث لَهُ كَلِمَات جَمِيلَةٌ هِيَ * رَبِّنَا مَوْجُودٌ * .. * مِسِيرْهَا تِنْتِهِي * .. عِنْدَمَا يُحَاوِل عَدُّو الخِير أنْ يَزْرَع فِينَا رُوح الخُوف وَالقَلَقٌ قُلْ لَهُ * رَبِّنَا مَوْجُودٌ وَمِسِيرْهَا تِنْتِهِي * .. الله يُرِيدْ أنْ يَتْرُك لَك تِذْكَار جَمِيلٌ أنَّهُ أخْرَجَك مِنْ الشِّدَّة فَتَنْسَى الشِّدَّة وَتَتَذَكَّر يَدَهُ الحَانِيَة .. وَأيْضاً عِنْدَمَا يَدْخُل فِينَا رُوح الخُوف يُعَاتِبْنَا الله وَيَقُول ﴿ تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو .. لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ ﴾ .. فَتَتَغَذَّى وَتَنْمُو فَهَلْ أنْتَ لأِنِّي أعْطَيْتَك عَقْل تُفَكِّر بِهِ تَقْلَقٌ وَتَخَاف ؟ هذِهِ الزَّنَابِق جَمِيلَةٌ جِدّاً حَتَّى أنَّ الله قَالَ ﴿ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا ﴾ ( لو 12 : 27 ) .. وَأجْمَل فَنَّان هُوَ مَنْ يَعْرِف أنْ يَرْسِم وَرْدَة تَبْدُو حَقِيقِيَّة .. الَّذِي يُبْدِع يَقْتَرِب مِنْ الزُّرُوع وَالطَّبِيعَة كَيْ يُبْدِع .. فَكَيْفَ نَخَاف نَحْنُ ؟
بُولِس الرَّسُول يَقُول ﴿ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ ﴾ ( في 4 : 7 ) .. السَيِّد الْمَسِيح لَهُ المَجْد بَعْد القِيَامَة وَجَدٌ التَّلاَمِيذ خَائِفِين فَقَالَ لَهُمْ ﴿ سَلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ .. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ ﴾ ( يو 14 : 27 ) .. حَيَاتَك فِي يَدْ الله وَلَيْسَتْ فِي يَدْ آخَر غَيْرُه .. الَّذِي يُرِيدْ أنْ يُؤذِيك لَنْ يُؤذِيك إِلاَّ بِسَمَاح مِنْ الله .
يُحْكَى أنَّ القِدِيس أبُو مَقَّار كَانْ رَافِع يَدِيه لِلصَّلاَة .. وَحَاوِل عَدُّو الخِير أنْ يُحَارِبُه بِالكَسَل أوْ التَّعَبْ أوْ الفِكْر كَيْ يَتَرَاجَعْ عَنْ الصَّلاَة لكِنَّهُ لَمْ يَنْجَح فَظَهَرَ لَهُ وَمَعَهُ سِكِّين وَاتَجَهَ نَحْوَهُ بِسُرْعَة مُتَظَاهِر أنَّهُ سَيَقْطَعْ يَدَيْهِ المَرْفُوعَة لَعَلَّهُ يَخَاف وَيُخْفِض يَدَيْهِ .. لكِنْ أبُو مَقَّار قَالَ لَهُ بِثَبَات وَعُذُوبَة * تَفَضَّل إِقْطَعْهَا .. إِنْ كَانَ الله سَمَحَ لَك أنْ تَقْطَعْهَا فَلْتَقْطَعْهَا وَإِنْ لَمْ يَسْمَح لَك فَلَنْ تَسْتَطِيعْ * .
أنْتَ تَسْتَذْكِر وَتُفَكِّر فِي مُسْتَقْبَلَك أوْ فِي أي شِئ يُقْلِقَك .. قُلْ لِعَدُّو الخِير إِنْ سَمَحَ الله بِذلِك فَلْيَسْمَح وَإِنْ لَمْ يَسْمَح فَلَنْ يَحْدُث شِئ مِمَّا يُقْلِقْنِي .. الله يَسْمَح لَنَا بِتَجَارُب وَضِيقَات كَيْ تَكُون فُرْصَة لأِخْتِبَار مَحَبِّتُه وَقُوِتُه لِنَخْرُج بِرَصِيد إِيمَان وَثِقَة فِي قُدْرِتُه .. أرْمِيَا النَّبِي كَانَ إِنْسَان حَسَّاس وَيَخَاف .. هذِهِ طَبِيعَة فِيهِ لكِنْ الله يُقَدِّس كُلَّ الطِبَاع الهَادِئ وَالخَوَّاف وَالمُتَهَوِر وَالمُنْدَفِع وَ ....... الكُلَّ بُولِس وَيُوحَنَّا وَأنْدَرَاوِس وَفِيلُبُّس وَتُومَا وَبُطْرُس وَ ........ قَالَ الله لأِرْمِيَا النَّبِي ﴿ فَيُحَارِبُونَكَ وَلاَ يَقْدُِرُونَ عَلَيْكَ لأَِنِّي أَنَا مَعَْكَ يَقُولُ الرَّبُّ لأُِنْقِذَكَ ﴾ ( أر 1 : 19) .. هُوَ فِي يَدْ الله .
يَقُول الكِتَاب أنَّ شَاوُل المَلِك كَانَ مُهْتَز نَفْسِياً وَقَدْ تَعَرَّض دَاوُد النَّبِي مِنْهُ لأِخْطَار كَثِيرَة .. تَخَيَّل شَاوُل المَلِك يَتْرُك كُلَّ أُمور المَمْلَكَة وَالأعْدَاء وَرَوَاتِبْ العَامِلِينْ فِيهَا وَالأُمور السِيَاسِيَّة وَالإِقْتِصَادِيَّة وَ ....... وَيَنْظُر لِدَاوُد !! بَلَدْ بِجِيشْهَا تُطَارِدٌ شَخْص وَاحِدٌ هُوَ دَاوُد .. كَيْفَ يَكُون حَالُه ؟ لَوْ إِنْسَان وَاحِدٌ يِطَارْدُه .. لَوْ عِصَابَة تِطَارْدُه .. يِخَاف .. لكِنْ دَاوُد يِقُول ﴿ فِي هذَا أَنَا مُطْمَئِنٌ ﴾ ( مز 27 : 3 ) .. أنَا وَاثِق أنَّ حَيَاتِي لَيْسَتْ فِي يَدْ شَاوُل وَإِنْ سَمَح لَهُ الله فَلْيَكُنْ .. حَتَّى أنَّ الله بِالفِعْل حَفَظَهُ وَقَالَ أنَّ حَيَاتُه مَحْفُوظَة فِي حِزْمِة الحَيَاة ( 1صم 25 : 29 ) .
قِصِّة يُوسِف العَفِيف تَبْدُو فِيهَا حَيَاتُه أنَّهَا فِي يَدْ إِخْوَتُه لكِنَّهَا كَانَتْ فِي يَدْ الله وَلَمْ يَتْرُكُه الله .. يَدْخُل السِّجْن وَيَتَقَابَلْ مَعَ رَئِيس السُّقَاة وَيُفَسِّر لَهُ حِلْمُه وَيَقُول لَهُ أُذْكُرْنِي أمَام فِرْعُون وَيَنْسَى رَئِيسُ السُّقَاة .. يَقُول يُوسِف لله لِمَاذَا نَسَى رَئِيسُ السُّقَاة ؟ يُجِيبُه الله إِنْتَظِر .. وَبِالفِعْل يُحَوِّل لَهُ الله الشَّر إِلَى خِير .. حَيَاتُه فِي يَدْ الله وَلَيْسَتْ فِي يَدْ أحَدٌ .. ثِقٌ أنَّك حَتَّى وَإِنْ كُنْت فِي ضِيقَة فَلَنْ يَتْرُكَك الله .
تَحْكِي الكِنِيسَة تِذْكَار أُعْجُوبَة صَنَعْهَا الله لِلقِدِيس أثَنَاسْيُوس الرَّسُولِي فِي فِتْرِة حُكْم إِبْن المَلِك قُسْطَنْطِينْ – وَكَانَ آرْيُوس – وَيَعْرِف أنَّ أثَنَاسْيُوس ضِدٌ آرْيُوس فَحَاوِل أنْ يَقْتُلُه لكِنْ الجَمِيع حَذَّرَهُ لأِنَّ أثَنَاسْيُوس كَانَ لَهُ أتْبَاع كَثِيرُون .. وَكَانَ لِقُسْطَنْطِينْ المَلِك إِبْنَان آخَرَان مُلُوك وَمِنْهُمَا مَنْ يَتْبَع أثَنَاسْيُوس وَإِنْ حَاوِل قَتْل أثَنَاسْيُوس قَدْ تَنْقَلِب مَمَالِك عَلَى بَعْضَهَا .. فَإِهْتَدَى فِكْرُه إِلَى فِكْرَة عَجِيبَة .. وَضَعْ أثَنَاسْيُوس فِي قَارِب صَغِير وَتَرَكَهُ فِي المُحِيط بِدُون مَاء أوْ طَعَام لَعَلَّهُ يَمُوت إِمَّا بِالجُوع أوْ العَطَش أوْ الغَرَق لأِنَّ القَارِب كَانَ صَغِير عَلَى قُوِّة مِيَاه المُحِيط .. لكِنْ أثَنَاسْيُوس لَمْ يَخَاف بَلْ كَانَ يَثِقٌ بِالله فَسَاقَ الله رِيح إِتَّجَهَتْ بِالقَارِب إِلَى الأسْكَنْدَرِيَّة مَرْكَز كُرْسِي القِدِيس أثَنَاسْيُوس .. تَخَيَّل النَّاس تَرَى قَارِب صَغِير يَقْتَرِب بِهِ أثَنَاسْيُوس رَافِعْ يَدَيْهِ يُصَلِّي مُطْمَئِنْ .
نَحْنُ لَسْنَا فِي يَدْ بَشَر أوْ ظُرُوف بَلْ نَحْنُ فِي يَدْ الله المُدَبِرَة كُلَّ أُمور حَيَاتْنَا .. قَدْ تَتَحَوَّل مَرْحَلِة الدِّرَاسَة فِي حَيَاتْنَا إِلَى مَرْحَلَة جَمِيلَةٌ لأِخْتِبَار سَلاَمٌ الله .. إِنْ كَانَ الشَّعْب قَدْ حَزَنْ لأِنَّ البَابَا أثَنَاسْيُوس قَدْ يَمُوت فِي القَارِب وَسَطْ المُحِيط إِلاَّ أنَّهُ كَانَ يَشْعُر أنَّهُ فِي يَدْ الله وَأنَّ يَدْ الله تَحْرُسُه فِي القَارِب وَتَحُوطُه وَكَمَا يَقُول الكِتَاب ﴿ فَوْقَ الْعَالِي عَالِياً يُلاَحِظُ وَالأَعْلَى فَوْقَهُمَا ﴾ ( جا 5 : 8 ) .
الَّذِينَ عَاشُوا فِي البَرَارِي وَسَطْ وُحُوشْهَا فِي تَجَانُس مَعَهَا هَلْ كَانُوا يَشْعُرُون بِخُوف ؟ .. لاَ .. كَانُوا فِي يَدْ الله وَكَمَا قَالَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء ﴿ هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ .. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ ﴾ ( لو 1 : 38 ) .. العَبْد يَصْنَعْ مَشِيئِة سَيِّدُه .. قُلْ لَهُ أنَا عَبْدَك .. جَيِّدٌ أنْ تَضَعْ إِرَادَتَك فِي يَدْ الله وَتُسَلِّم كُلَّ أُمورَك لِيَدُه ..عِنْدَمَا أمَرَ الله أبُونَا إِبْرَاهِيم بِذَبْح إِسْحَق سَلِّم وَسَلِّم أيْضاً إِسْحَق وَإِنْ كَانَ الأمر صَعْب لكِنْ هُنَاك ثِقَة فِي يَدْ الله .
عَدُّو الخِير يسْتَثْمِر الخُوف فِينَا لِنَحْيَا فِي إِضْطِرَاب وَنِبْعِد عَنْ الله وَيَنْزَع سَلاَمْنَا وَنَنْحَصِر فِي دَائِرَة فِكْرِنَا وَقُدْرَاتْنَا .. لكِنْ الله يُرِيدْنَا أنْ نَنْظُر لِقُدْرَاتُه هُوَ .. البَابَا كِيرِلُس السَّادِس لَهُ مَقُولَة جَمِيلَة هِيَ ﴿ كُنْ مُطْمَئِنْ جِدّاً جِدّاً وَلاَ تُفَكِّر فِي الأمر بَلْ دَع الأمر فِي يَدْ صَاحِب الأمر ﴾ .. وَعِنْدَمَا كَانَتْ تُوَاجِهَهُ مَشَاكِل كَانَ يُوَزَعْهَا عَلَى القِدِّيسِين .. مُشْكِلَة سَرِيعَة يَدَعْهَا لِمَارِجِرْجِس .. مُشْكِلَة هَادِئَة يَدَعْهَا لِلسَيِّدَة العَذْرَاء .. جَيِّدٌ أنْ تَكُون حَيَاتَك فِي يَدْ الله .
3/ ضَرُورِة الإِجْتِهَادٌ فِي الحَيَاة :
====================================
نَحْنُ نَقُول أنْ لاَ نَخَاف لَيْسَ لِلإِسْتِهْتَارٌ بَلْ لِنَطْمَئِنْ لكِنْ لاَبُدْ أنْ نَكُون أُمَنَاء .. نِتْعَبْ وَنَحْنُ مُطْمَئِنِينْ .. الله يُرِيدْ أنْ يَرَى أمَانَتِي وَقَدْرٌ مَا أُعْطِيه .. الله يَقْبَل أي تَقْدِمَة مَادَامَتْ عَلَى قَدْر طَاقَتَك .. فِي مُعْظَم مُعْجِزَات السَيِّد الْمَسِيح كَانَ يَنْتَظِر دُور مِنْ الإِنْسَان وَلَوْ بَسِيط .. إِنْسَان يَدُه يَابِسَة يَسْألُه يَسُوع مُدٌ يَدَك ( مت 12 : 13) .. كَيْفَ يَا الله يَمِدَّهَا وَهيَ يَابِسَة ؟ لَوْ كَانَتْ مُتَحَرِكَة لِمَا ذَهَبَ لِيَسُوع .. المَفْرُوض أنْ يَشْفِيه أوَّلاً ثُمَّ يَقُول لَهُ مُدٌ يَدَك .. لاَ .. الله يُرِيدْ دُور مِنْ الإِنْسَان .. عِنْدَمَا يُقِيم لِعَازَر مِنْ المُوت يَقُول لَهُمْ إِرْفَعُوا الحَجَر ( يو 11 : 39 ) .. يَا الله الَّذِي يُقِيم مَيْتٌ قَادِرٌ أيْضاً أنْ يَرْفَع الحَجَر .. لكِنَّهُ يُرِيدْ مِنَّك دُور .. تِشَارْكُه فِي العَمَل .
أنْتَ مِدٌ يَدَك وَهُوَ يِكَمِل .. أنْتَ تِرْفَع الحَجَر وَهُوَ يُقِيم المَيْتٌ .. أنْتَ تُقَدِّم الخَمَس خُبْزَات وَالسَّمَكْتِينْ وَهُوَ يِشَبَّعْ .. المَوْلُودٌ أعْمَى يَضَعْ الله عَلَى عَيْنَيْهِ طِين وَيَقُول لَهُ إِذْهَب إِغْتَسِل ( يو 9 : 7 ) .. كَانَ يُمْكِنُه أنْ يَعْمَل المُعْجِزَة كَامِلَة وَلاَ يَطْلُب مِنْهُ أنْ يَذْهَب لِيَغْتَسِل لكِنْ الله يَقُول أنَا أفْعَل جُزْء وَهُوَ يَفْعَل جُزْء .. الله يُحِبْ أنْ أُشَارِكُه العَمَل .. فَعِش فِي تَدْقِيقٌ وَأمَانَة وَثِقَة أنَّ الله يَعْمَل وَلَيْسَ أنْتَ .. مَنْ الأهَمْ الله أم نَحْنُ ؟ أم .. نَحْنُ أم الله ؟ .. عِنْدَ عُبُور نَهْر الأُردُن قَالَ الله لَهُمْ أُعْبُرُوا الأُردُن .. وَهُمْ يَقُولُونَ لَهُ شُقَّ لَنَا المَاء أوَّلاً ثُمَّ نَعْبُر نَحْنُ .. وَهُوَ يَقُول لَهُمْ أُعْبُرُوا أنْتُم أوَّلاً .. يُقَال أنَّ الأُردُن لَمْ يَنْشَقٌ قَبْل دُخُول أرْجُلَهُمْ فِيهِ أوَّلاً .. الله يَقُول لَك ضَعْ قَدَمِيك وَأنَا سَأعْمَل .. بَعْدَكُمْ مِنْ الخَطَوَات سَتَشُقٌ المَاء ؟ يَقُول لَيْسَ لَك أنْ تَعْرِف لكِنْ ثِقٌ أنَّهُ مُنْتَظِر عَمَلَك وَإِنْ سَمَح أنَّكَ تَعْبُر سَتَعْبُر وَإِنْ سَمَح أنَّكَ تِغْرَق سَتَغْرَق بِأمرُه .. المُهِمْ أنْ نَتَقَدَّم لِلعَمَل بِثِقَة وَاطْمِئْنَان وَهُوَ يَشُقٌ أوْ لاَ يَشُقٌ الأُرْدُن فَهذَا عَمَلُه .
الله يُحِبْ أنْ يَرَى مِنَّا ثِقَة وَعَمَل .. الله يَعْمَل مَعَ الضُّعَفَاء وَالغِير قَادِرِينْ لكِنْ لاَ يَعْمَل مَعَ الكَسَالَى وَعَدِيمِي الإِيمَان .. الله يُعْطِينَا خِبْرَة جَمِيلَةٌ مِنْ خِلاَل ضَعْفِنَا وَقَالَ لَهُ أتُؤمِنْ ؟ قَالَ أُؤمِنْ يَا سَيِّد فَأعِنْ ضَعْف إِيمَانِي ( مر 9 : 23 – 24 ) .. أنَا دُورِي ضَعِيف لكِنْ أنْتَ تَعْمَل يَا الله .. الله يُرِيدْ أنْ يُحَوِّل أنْظَارْنَا إِلِيه .. أي رُوح خُوف تِدْخُلَك تَذَكَّر آيَة أوْ عَمَل مِنْ الله .. هُوَ قَالَ سَلاَماً أتْرُكُ لَكُمْ سَلاَمِي أنَا أُعْطِيكُمْ ( يو 14 : 27 ) .. التَّذَكُّر بِمَوَاعِيد الله أكْثَر شِئ يِفَرَّحْنَا وَيُخْزِي أفْكَار العَدُّو .. تَذَكَّر أنَّ الله حَافْظَك وَحَافِظْ كُلَّ شُعُور رُؤُوسْنَا وَحَيَاتْنَا فِي يَدُه .
يُحْكَى عَنْ المُتَنَيِح أبُونَا بِيشُوي كَامِل أنَّهُ فِي نِهَايِة حَيَاتُه كَانَ مَرِيض وَكَانَ العِلاَج يَجْعَل شَعْرُه يَتَسَاقَطْ وَكَانَتْ زَوْجَتُه تَحْزَنْ وَتَمْنَعُه أنْ يَمُدٌ يَدُه نَحْو ذَقْنُه حَتَّى لاَ يَتَسَاقَطْ الشَّعْر كَمَا تَخَيَّلَتْ .. وَفِي أحَدٌ الأيَّام وَضَعَ يَدَهُ عَلَى ذَقْنُه فَسَقَطَتْ كِمِيِّة شَعْر كِبِيرَة فَحَزِنَتْ زَوْجَتُه وَبَكَتْ .. فَقَالَ لَهَا هَلْ تَرِينَ هذَا الشَّعْر المُتَسَاقِطْ وَلاَ شَعْرَه مِنْهُمْ سَقَطَتْ إِلاَّ بَعْد أنْ إِسْتَأذِنِتْ .. نَحْنُ فِي كُلَّ أُمور حَيَاتْنَا نَسِير بِإِذْن مِنْ الله وَهيَ فُرْصَة يَضَعْهَا الله لِيَزِيدْ مِنْ قُوِّة إِيمَانَنَا .. قُلْ لله أنَا فَرِح بِكُلَّ أُمورِي لأِنِّي أخْتَبِر يَدَك فِي حَيَاتِي .
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
الخطية وكيف نغلبها
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِدٌ آمِين
فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الأنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
رَبِّنَا يَسُوع قَالَ لَنَا كَلِمَة أنَّ مَنْ يَفْعَل الخَطِيَّة هُوَ عَبْدٌ لِلخَطِيَّة ( يو 8 : 34 ) .. لِذلِك سَنَتَكَلَّمْ عَنْ ثَلاَثَة نِقَاط :
(1) مَا هِيَ الخَطِيَّة ؟
=======================
الخَطِيَّة جَايَة مِنْ كَلِمَة خَطَأ .. وَخَطَأ يَعْنِي غَلَط .. فَالخَطِيَّة هِيَّ الغَلَط .. وَالغَلَط عَكْس الصَّح .. يُبْقَى الخَطِيَّة هِيَّ الغَلَط .. وَالغَلَط دَه فِي مِين ؟ الغَلَط دَه فِي ثَلاَث حَاجَات :0 أ/ ضِدٌ رَبِّنَا ب/ ضِدٌ نَفْسِي ج/ ضِدٌ الكِنِيسَة
لأِنْ أنَا لَمَّا بَغْلَط فِي رَبِّنَا يُبْقَى بَغْلَط فِي الكِنِيسَة لأِنْ الْمَسِيح هُوَ رَأس الكِنِيسَة .. فَلَوْ أنَا غِلِطْت فِي الرَّأس يُبْقَى غِلِطْت فِي الجِسْم .. يُبْقَى الخَطِيَّة هِيَ الخَطَأ .. يُبْقَى الخَطِيَّة ضِدٌ نَفْسِي وَضِدٌ رَبِّنَا وَضِدٌ الكِنِيسَة .. يِقُولُوا كِدَه إِنْ اللِّي يِعْمِل الخَطِيَّة يِعْمِل التَّعَدِّي ( 1يو 3 : 4 ) .. وَالتَّعَدِّي يَعْنِي مُخَالْفَة " وَاحِدٌ تَعَدَّى حَاجَة يَعْنِي خَالِفْهَا " .. وَالتَّعَدِّي أيْضاً يَعْنِي إِنْ الوَاحِدٌ تَجَاوَز حُدُودُه وَهذِهِ هِيَ الخَطِيَّة .
الخَطِيَّة يَعْنِي الإِنْسَان بِيِعْمِل الخَطَأ .. يَعْنِي الإِنْسَان بِيِغْلَط فِي نَفْسُه وَفِي رَبِّنَا وَفِي الكِنِيسَة .. الخَطِيَّة هِيَّ التَّعَدِّي .. لَمَّا الوَاحِدٌ بِيِعْمِل الخَطِيَّة بِيَتَعَدَّى عَلَى رَبِّنَا فَلَّمَا يِتْعَدَّى عَلَى رَبِّنَا بِيِنْفِصِل عَنْ رَبِّنَا .. وَلَمَّا يِنْفِصِل عَنْ رَبِّنَا وَرَبِّنَا هُوَ الحَيَاة يُبْقَى هُوَ بِيْمُوت .. يُبْقَى الخَطِيَّة هِيَّ المُوت .. وَالخَطِيَّة هِيَّ التَّعَدِّي .. يَعْنِي الإِنْسَان الخَاطِي هُوَ فِي الحَقِيقَة مَيْتٌ لكِنْ شَكْلُه عَايِش بَسْ هُوَ مَيْتٌ .. مَيْتٌ لِيه ؟ لأِنُّه لَمَّا غِلِط إِنْفَصَل عَنْ رَبِّنَا .. وَلَمَّا إِنْفَصَل عَنْ رَبِّنَا وَرَبِّنَا هُوَ رَئِيس الحَيَاة .. مَصْدَرٌ الحَيَاة .. لَمَّا إِنْفَصَل عَنْ رَبِّنَا اللِّي هُوَ مَصْدَرٌ الحَيَاة فَرَاحٌ هُوَ مَات .. زَي بَالظَّبْط كِدَه جِبنَا فَرْع شَجَرَة قَطَفْنَاه مِنْ شَجَرَة لَمَّا قَطَفْنَاه يِمُوت .. اللِّي بِيِعْمِل الخَطِيَّة بِيِنْفِصِل عَنْ رَبِّنَا وَلَمَّا بِيِنْفِصِل عَنْ رَبِّنَا بِيْمُوت .. هذِهِ هِيَ الخَطِيَّة .. الخَطِيَّة تَعَدِّي .. الخَطِيَّة مُوت .. الخَطِيَّة إِنْفِصَال عَنْ رَبِّنَا .. الخَطِيَّة بَغْلَط فِي نَفْسِي .. وَبَغْلَط فِي رَبِّنَا .. وَبَغْلَط فِي الكِنِيسَة .. الخَطِيَّة عُبُودِيَّة .
(2) إِزَّاي بِنُقَعْ فِي الخَطِيَّة ؟
================================
نُقَعْ فِي الخَطِيَّة بِأكْثَر مِنْ طَرِيقَة .. الإِنْسَان رَبِّنَا خَلَقُه عَلَى صُورْتُه وَمِثَالُه .. فِي القَدَاسَة .. فِي الحَقَّ .. فِي الحُرِّيَّة .. فِي الحُبْ .. فِي الطَّهَارَة .. فِي كُلَّ حَاجَة رَبِّنَا خَلَقٌ الإِنْسَان عَلَى صُورْتُه وَمِثَالُه .. فِي كُلَّ شِئ .. عَشَانْ كِدَه الإِنْسَان فِي الخَطِيَّة بِيَفْقِد هذِهِ الصُّورَة .. بِتَتَشَوَه المَعَالِمْ .. الإِنْسَان بِيِغْلَط إِزَّاي ؟ فِي جُوَّانَا بَعْض مُيُول عَطِيهَا لِينَا قَصْدُه بِهَا يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا .. زَي الأكْل عَشَانْ خَاطِر رَبِّنَا يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا حَبِّنَا إِنْ إِحْنَا نَأكُل فَحَبْ لَمَّا نَأكُل يَكُون عَنْدِنَا دَافِعْ مِنْ جُوَّانَا إِنْ إِحْنَا نَأكُل هذَا الدَّافِعْ إِسْمُه غَرِيزَة .. فَرَبِّنَا عَشَانْ بِيحِبِّنَا أعْطَانَا غَرِيزِة الأكْل عَشَانْ نَأكُل وَيِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا فَجَعَلْ فِينَا غَرِيزِة الأكْل .
فَرَبِّنَا سَمَحٌ مِنْ كَثْرِة مَحَبِّتُه عَشَانْ يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا جَعَلْ الطُّرُقٌ اللِّي يِحَافِظْ بِهَا عَلَى حَيَاتْنَا مُرْتَبِطَة بِالغَرَائِز .. فَرَبِّنَا سَمَحٌ أنْ تَكُون الحَاجَات اللِّي تِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا مُرْتَبِطَة بِالغَرِيزَة .. فِيهَا لَذَّة ( حَاجَة لَذِيذَة ) نَمِيل لَهَا .. فَرَبِّنَا عَشَانْ يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا رَبَطْ حَيَاتْنَا بِغَرَائِز تِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا وَجَعَل كُلَّ غَرِيزَة مُرْتَبِطَة بِلَذَّة عَشَانْ خَاطِر نَلْجَأ إِلَيْهَا عَشَانْ نِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا .. لأِنْ لَوْ الإِنْسَان لاَ يُوْجَدٌ عَنْدُه مِيل أوْ لَذَّة إِنُّه يَأكُل وَيُرْفُض الأكْل مَعَ مُرُور الأيَّام يِمُوت .. فَرَبِّنَا جَعَلْ الغَرِيزَة مُرْتَبِطَة بِالحَيَاة مُرْتَبِطَة بِلَذَّة .
كذَلِك الخُوف غَرِيزَة رَبِّنَا عَطِيه لِينَا عَشَانْ نِحَافِظْ بِه عَلَى حَيَاتْنَا .. فَجَعَلْ الإِنْسَان عَنْدُه لَذَّة وَرَغْبَة فِي إِنُّه يِدَافِعْ عَنْ حَيَاتُه .. وَجَعَلُه يِمِيل إِلَى أنَّهُ يُبْقَى عَنْدُه غَرِيزِة الخُوف اللِّي يِحْفَظْ بِهَا حَيَاتُه مِنْ أي خَطَر .. لِذلِك بِالرَّغْم مِنْ إِنْ الخُوف شِئ مُخِيف إِلاَّ أنَّهُ فِيهِ لَذَّة .. زَي مُمَارَسَة الإِنْسَان لِلألْعَاب المُرْعِبَة مَثَلاً بِالرَّغْم مِنْ إِنْ فِيهَا رُعْب لكِنْ فِيهَا لَذَّة .. فَرَبِّنَا جَعَلْ كُلَّ غَرِيزَة يِحَافِظْ بِهَا عَلَى حَيَاتْنَا مُرْتَبِطَة بِلَذَّة حَتَّى الخُوف .. كذَلِك الشَّهوَة .. رَبِّنَا عَطِينَا الشَّهوَة غَرِيزَة يِحَافِظْ بِهَا عَلَى الحَيَاة .. عَشَانْ رَبِّنَا جَعَلْ الغَرِيزَة فِيهَا شَهْوَة يِحَافِظْ بِهَا عَلَى الحَيَاة جَعَلْ فِيهَا لَذَّة .
كُلَّ غَرَائِز الإِنْسَان رَبِّنَا عَطَاهَا عَشَانْ يِحَافِظْ بِهَا عَلَى الإِنْسَان وَحَيَاتُه تَسْتَمِر فَجَعَلْهَا مَرْبُوطَة بِغَرِيزَة وَمَرْبُوطَة بِلَذَّة .. مَنْ الَّذِي إِسْتَغَل هذِهِ اللَذَّة ؟ الشَّيْطَان .. فِمِسِك الشَّيْطَان الإِنْسَان مِنْ الأكْل وَمِنْ الشَّهْوَة وَمِنْ الخُوف وَفِضِل يِحَارِب الإِنْسَان رَغْم إِنَّهَا حَاجَات رَبِّنَا أعْطَاهَا لَهُ لأِنَّهُ بِيحِبُّه وَعَايِز يِحَافِظْ عَلِيه .. وَاسْتَغَل الشَّيْطَان نَفْس المُيُول اللِّي جُوَّه الإِنْسَان بَدَل مَا يِحِبْ بِهَا رَبِّنَا أكْثَر وَيُشْكُر رَبِّنَا أكْثَر أجْعَل الإِنْسَان يِبْعِد عَنْ رَبِّنَا أكْثَر وَيُحَارِب رَبِّنَا أكْثَر .. وَهذِهِ هِيَ الخَطِيَّة .
إِذاً مَا هِيَ الخَطِيَّة ؟ الخَطِيَّة فِيه حَاجَة جُوَّايَا أنَا مُرْتَبِطَة بِالغَرِيزَة أوْ مُرْتَبِطَة بِأكْل أوْ مُرْتَبِطَة بِشَهْوَة أوْ مُرْتَبِطَة بِخُوف .. الحَاجَة اللِّي جُوَّايَا دِي رَبِّنَا عَطِيهَا لِيَّ لِهَدَفْ كُوَيِس .. عَدُو الخِير يِحَاوِل يِحَوِّل الهَدَفْ دَه إِلَى هَدَفْ خَطَأ أوْ خَطِيَّة أوْ شَر .. فَنَفْس الحَاجَة اللِّي رَبِّنَا عَطِيهَا لِيَّ عَشَانْ يِحِبِّنِي بِهَا عَدُو الخِير يِحَوِّلْهَا عَشَانْ الحَاجَة دِي تُبْقَى بِينِي وَبِينْ رَبِّنَا فَجْوَة وَيِفْصِلْنِي عَنْ رَبِّنَا .. زَي مَا عَمَل مَعَ أبُونَا آدَم رَبِّنَا عَطِيه الأكْل عَشَانْ يِعِيش بِه يِقُوم الشَّيْطَان يِحَارْبُه بِالأكْل عَشَانْ يِمُوت بِه .. رَبِّنَا أعْطَى الإِنْسَان الأكْل عَشَانْ يَأكُل وَيَشْكُر رَبِّنَا وَيِحِبْ رَبِّنَا .. الشَّيْطَان عَايْزُه يَأكُل عَشَانْ يِبْعِد عَنْ رَبِّنَا مِشْ عَشَانْ يُشْكُر رَبِّنَا لكِنْ عَشَانْ يِتْمَرَّدٌ عَلَى رَبِّنَا .. هذَا هُوَ الشَّيْطَان .
بِنُقَعْ فِي الخَطِيَّة بِسَبَبِينْ .. سَبَبْ مِنْ جُوَّانَا .. وَسَبَبْ مِنْ بَرَّانَا .. مِنْ جُوَّانَا إِنْ فِينَا مُيُول رَبِّنَا عَطِيهَا لِينَا حِلْوَة الشَّيْطَان بِيحَاوِل يِسْتَخْدِمْهَا تُبْقَى غَلَطْ .. وَالشَّيْطَان يِغْوِينِي مِنْ بَرَّه وَمِنْ جُوَّه .. مِنْ بَرَّه يِحَاوِل يِشَكِّل لِيَّ الخَطِيَّة بِشَكْل مُغْرِي .. يوَرِّينِي مَنَاظِر كِدَه تِكُون نَاس هِيَّ أسَاساً بِتِعْمِل خَطَايَا وَشُرُور لكِنْ يِجِيبْهَا فِي صُورِة نَاس شَكْلُهُمْ جَمِيلٌ .. يِلْبِسُوا لِبْس عَلَى المُوْضَة .. بِيُرْقُصُوا .. بِيْغَنُّوا .. بِيِعْمِلُوا حَرَكَات تِغْرِينِي .. شَكْل جَمِيلٌ .. ألْوَان جَمِيلَةٌ .. مُوسِيقَى تَجْعَل الوَاحِدٌ يَتَجَاوَبْ مَعَهَا .. يَسْتَغِل العَدُّو حَاجَات يِحَارِب بِهَا الإِنْسَان مِنْ جُوَّاه .. عُمْر مَا الشَّيْطَان يِسَوَقٌ السِلْعَة بِتَاعْتُه بِطَرِيقَة وِحْشَة لكِنُّه يِسَوَقْهَا بِطَرِيقَة فِيهَا جَذْب .. فِيهَا إِغْرَاء .. عَشَانْ كِدَه إِسْمَهَا * غُوَايَة * .. يِحَاوِل يِجْعَل الحَاجَة مِنْ بَرَّه شَكْلَهَا جَذَّاب جِدّاً عَشَانْ أنَا أُغْوَى وَأحبْ إِنْ أنَا أخُذْهَا .. وَلَمَّا أحِبْ إِنْ أنَا أخُذْهَا أحِبْ إِنْ أنَا أكُلْهَا .. وَبَعْد مَا أحِبْ إِنْ أنَا أكُلْهَا أكْتِشِفْ إِنَّهَا بَعَدِتْنِي عَنْ رَبِّنَا .. هذِهِ هِيَ الخَطِيَّة .
إِزَّاي بَقَعْ فِي الخَطِيَّة ؟ عَدُو الخِير بِيصَوَر لِيَّ حَاجَة إِنَّهَا شَكْلَهَا جَمِيلٌ وَحِلْو لكِنْ هِيَّ مِنْ جُوَّاهَا مُوت وَأنَا مِنْ جُوَّايَا عَنْدِي مُيُول رَبِّنَا عَطِيهَا لِيَّ كَغَرَائِز عَشَانْ أأقَرَّب بِهَا لُه وَعَشَانْ يِحَافِظْ بِهَا عَلَى حَيَاتِي .. عَدُو الخِير يَأخُذ الغَرِيزَة عَشَانْ يِبْعِدْنِي عَنْ رَبِّنَا وَيحَارِبْنِي مِنْ بَرَّه بِشَكْل مُغْرِي عَشَانْ أنَا أزِيدْ فِي بُعْدِي عَنْ رَبِّنَا وَمِنْ هُنَا الإِنْسَان يُقَعْ فِي الخَطِيَّة .. وَيَحَاوِل يِغْوِينِي بِشَكْل مُغْرِي وَيوَقَعْنِي وَلَمَّا أنَا أأقَعْ أبْقَى مِتْضَايِقٌ .. إِزَّاي أزَعَلْ رَبِّنَا ؟ إِزَّاي أنْفِصِل عَنْ رَبِّنَا ؟ وَاقَعْ فِي صِرَاع فَيَسْتَغِل عَدُّو الخِير هذِهِ الحَالَة ( الصِرَاع ) وَيِحَارِبْنِي بِطَرِيقَة أصْعَبْ .. بِطَرِيقَة جِدِيدَة لكَيْ يِغْوِينِي أكْثَر وَيِشِدِّنِي أكْثَر وَأنَا سَايِبْ إِيد رَبِّنَا فَأجِدٌ نَفْسِي ضَعِيف أكْثَر فَأقَعْ أكْثَر .. مَرَّة فِي مَرَّة أجِدٌ نَفْسِي عَبْد مِشْ قَادِرٌ .. مُقَيَدٌ يِعْمِل الخَطِيَّة وَلاَ يُوْجَدٌ عَنْدُه إِرَادَة يَقُول لِلخَطِيَّة .. لأ .. يِخْضَعْ لِلخَطِيَّة وَهُوَ مَسْلُوب الإِرَادَة .. يَعْنِي الخَطِيَّة مَلَكِتْ عَلِيه لاَ يَسْتَطِيع أنْ يَقُول لِلخَطِيَّة .. لأ ..
أصْبَحِت الخَطِيَّة تُغْوِي الإِنْسَان وَتُغْرِيه وَلاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يَرْفُض .. مَرَّة فِي مَرَّة سُلْطَان الخَطِيَّة يِزِيد جِدّاً وَإِرَادِة الإِنْسَان تُصْبِح ضَعِيفَة جِدّاً إِلَى أنْ تَنْهَار .. وَبَدَلْ مَا كَانْ العَدُّو الأوِّل يِغْرِينِي مِنْ بِعِيد أصْبَح الإِنْسَان عَبْد لُه .. يِوَقَعُه بِسُلْطَان .. أصْبَح يِوَقَعُه غَصْب عَنُّه .. أصْبَح يِغْلِب الإِنْسَان وَيِسْلِبُه إِرَادْتُه وَهذِهِ هِيَ عُبُودِيِة الخَطِيَّة وَمَرَارِة عُبُودِيِة الخَطِيَّة وَشِدِّة قَسْوِة سُلْطَان الخَطِيَّة .. وَهذِهِ هِيَ المُشْكِلَة الَّتِي يَقَعْ فِيهَا الإِنْسَان .. المُشْكِلَة المُرَّة الَّتِي يُسْتَعْبَدٌ الإِنْسَان فِيهَا لِلخَطِيَّة .. لِذلِك يَقُول إِنَّ مَنْ يَفْعَل الخَطِيَّة هُوَ عَبْدٌ لِلخَطِيَّة .. فِيه عُبُودِيَّة لِلخَطِيَّة يَصِل فِيهَا الإِنْسَان إِلَى دَرَجِة إِنُّه يِكُون مَسْلُوب الإِرَادَة .. نِفْسُه لاَ يَقَعْ فِي الخَطِيَّة وَلكِنْ لاَ يَسْتَطِيعْ لأِنَّ عَدُو الخِير إِسْتَغَل مُيُول الإِنْسَان اللِّي جُوَّاه وَفِي نَفْس الوَقْت عِرِفْ وَنِجِح إِزَّاي يِغْوِي الإِنْسَان مِنْ بَرَّه .
لِذلِك لاَزِم أعْرَفْ أنَا بَقَعْ إِزَّاي .. وَعَدُو الخِير بِيَسْتَغِل إِيه جُوَّايَا .. وَمَا هِيَ الخِطَّة اللِّي بِيِعْمِلهَا عَدُو الخِير عَشَانْ أنَا أأقَعْ .. وَبَعْد مَا أأقَعْ بِيِعْمِل إِيه مَعَايَا ؟ يِغْوِينِي تَانِي وَمَرَّة فِي مَرَّة يِضْمَنْ العَدُّو إِنِّي أنَا أصْبَحْت عَبْد عَنْدُه .. لِدَرَجِة إِنْ القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ يِقُول إِنْ العُبُودِيَّة لِلخَطِيَّة عَامْلَة زَي العُبُودِيَّة عَنْد سَيِّد قَاسِي ظَالِمْ .. وَالعُبُودِيَّة عَنْد سَيِّد قَاسِي ظَالِمْ أهْوَن مِنْ العُبُودِيَّة لِلخَطِيَّة .
(3) كَيْفَ أتَخَلَّص مِنْهَا ؟
===========================
إِذَا كَانَ الإِنْسَان فِي يَدْ الشَّيْطَان .. مَلَك عَلَى حَيَاتُه وَمَلَك عَلَى إِرَادَتُه وَاسْتَغَلَّ نُقَطْ الضَّعْف اللِّي جُوَّاه .. إِذاً الحَلْ فِي الْمَسِيح .. الحَلْ فِي الْمَسِيح بِأنِّي أتْفَك مِنْ سُلْطَان الخَطِيَّة .. لاَزِم أشْعُر بِمَرَارِة الخَطِيَّة وَذُل الخَطِيَّة وَأشْعُر بِعُبُودِيِة الخَطِيَّة .. لاَزِم أعْرَف إِنْ البِنْت اللِّي بِتُرْقُص وَالوَلَدٌ اللِّي بِيغَنِّي وَالنَّاس اللِّي عَايْشِينْ فِي الخَلاَعَة لاَزِم أعْرَف إِنْ دِي عُبُودِيَّة .. هؤُلاَء عَبِيدٌ عِنْدَ سَيِدٌ قَاسِي عِرِفْ إِزَّاي يَسْتَغِلُّهُمْ وَإِزَّاي يِسْتَعْبِدْهُمْ وَإِزَّاي يِسْلِبْهُمْ إِرَادَتْهُمْ .. عِرِفْ إِزَّاي يِجْعَلْهُمْ يِعِيشُوا وَهُمَّ شَكْلُهُمْ إِنْ هُمَّ كُلَّ وَاحِدٌ فِيهُمْ إِنُّه إِنْسَان وَهُوَ مِشْ إِنْسَان لأِنُّه مِشْ حُر لأِنُّه مِشْ مِتِصِل بِإِلهُه لأِنُّه مَات .
أوِّل خَطْوَة عَشَانْ أعْرَفْ إِزَّاي أتْخَلَّص مِنْ الخَطِيَّة لاَزِم أقَاوِمْهَا وَأكْرَهَهَا وَأعْرَفْ هِيَّ ضَرِّتْنِي فِي إِيه وَأعْرَفْ هِيَّ أخَذِتْ مِنِّي إِيه .. أخَذِتْ مِنِّي كَثِير .. أخَذِتْ مِنِّي رَبِّنَا اللِّي بِأحِبُّه .. أخَذِتْ مِنِّي نَفْسِي .. أخَذِتْ مِنِّي الكِنِيسَة .. أخَذِتْ مِنِّي حُرِّيِتِي .. ذَلِّتْنِي .. أضْعَفِتْنِي .. تَعَبِتْنِي .. لاَ أعْرِف أنْ أقُول .. لأ .. عَشَانْ أتْخَلَّص مِنْ الخَطِيَّة لاَزِم :0
أ/ أكْرَهَهَا :
==============
يَعْنِي لَوْ تَخَيَّلْنَا إِنْ حَاجَة فِيهَا خَطِيَّة وَحَاجَة فِيهَا بِر الوَاحِدٌ يِمِيل لإِيه ؟ مَثَلاً النَّهَارْدَةٌ الجُمْعَة فَهَلْ أمِيل إِنْ أكُل أكْل فِطَارِي أم أكْل صِيَامِي ؟ فَإِذَا كَانِتْ مُيُولِي تِجَاه الأكْل الفِطَارِي يُبْقَى مَازِلْت أُفَضَّل الجَسَد عَنْ الرُّوح وَأُفَضَّل الخَطِيَّة عَنْ البِرِّ .. وَمَازَالَتْ لَذِّة الخَطِيَّة جُوَّاك وَلَمْ تَعْرِفْ إِنْ الخَطِيَّة مُرَّة وَمَازَالَ الشَّيْطَان مُسَيْطِر عَلِيك .. دَه العَدُّو لَمَّا ضِحِك عَلَيَّ مَرَّات كَثِيرَة بَدَأت أعْرِفْ أدٌ إِيه الخَطِيَّة مُرَّة وَأدٌ إِيه بَقِيتْ ضَعِيفْ لاَ أعْرِفْ أنْ أقُول لِنَفْسِي .. لأ .. دَه أنَا ضَيَّعْت أجْمَل حَقٌ رَبِّنَا أعْطَاه لِي وَهُوَ الحُرِّيَّة .. أنَا لاَزِم أقُول لِلخَطِيَّة .. لأ .. وَهِنَا أبْقَى إِنْسَان .. هِنَا أبْقَى إِبْن رَبِّنَا .. لاَزِم أكْرَه الخَطِيَّة .. لاَزِم أعْرَفْ أنَا بَمِيل لإِيه .. لاَزِم أعْرَفْ إِيه السُّلْطَان اللِّي رَبِّنَا عَطِيه لِيَّ عَشَانْ أنْمُو بِه .
ب/ أُقِر بِهَا :
=================
لاَزِم أنَا أُقِر بِالخَطِيَّة .. لاَزِم أعْتِرِفْ بِالخَطِيَّة .. لاَزِم أفْضَح الخَطِيَّة .. لاَزِم أقُول عَلَى الخَطِيَّة بِتَاعْتِي .. مِشْ مُمْكِنْ وَاحِدٌ يِقُول عَلَى الخَطِيَّة بِتَاعْتُه إِلاَّ إِذَا كَانْ عِرِفْ إِنْ هِيَّ غَلَطْ وَاتْأكِد إِنُّه مِشْ عَايِز يِعْمِلْهَا تَانِي فَلاَزِم يِفْضَحْهَا .. لاَزِم أعْتَرِفْ قُدَّام رَبِّنَا بِالخَطِيَّة بِتَاعْتِي وَأقُول لَهُ أخْطَأت يَارَبِّي سَامِحْنِي أنَا بِعْتَك .. أنَا أهَنْتَك .. أنَا الشَّيْطَان خَلاَّنِي أخْتَارُه وَأرْفُضَك .. عَشَانْ كِدَه لاَزِم أكْرَه الخَطِيَّة فَأُقِر بِهَا قُدَّام رَبِّنَا الأوِّل .. لاَزِم أنَا أقُول لَهُ أنَا غِلِطْت فِي كَذَا وَكَذَا .. يَارَب سَامِحْنِي .. أنَا أهَنْتَك .. أنَا غِلِطْت .. لاَزِم أعْرَفْ إِنْ أنَا عَشَانْ أعِيش مَعَ رَبِّنَا صَحٌ لاَزِم أعْرَفْ إِيه الغَلَطْ اللِّي جُوَّايَا .. زَي مَحَبِّة العَالَمْ أكْثَر مِنْ مَحَبِّتِي لِرَبِّنَا .. إِسْتَخْدِمْت الشَّهَوَات اللِّي رَبِّنَا عَطِيهَا لِيَّ عَشَانْ يِحَافِظْ بِهَا عَلَى نَفْسِي بِطَرِيقَة غَلَطْ .. إِنْ عِينِي إِنْحَرَفِتْ .. إِنْ فِكْرِي إِنْحَرَفْ وَبَدَل مَا أسْتَخْدِم حَاجَات كَثِيرَة رَبِّنَا عَطِيهَا لِيَّ عَشَانْ أحِبُّه وَعَشَانْ أتِحِدٌ بِه إِسْتَخْدِمْت نَفْس الحَاجَات عَشَانْ أهِينُه وَأبْعِدٌ عَنُّه .. أنَا غَلْطَان .
أوِّل حَاجَة .. لاَزِم أُقِر بِالخَطِيَّة وَأقُول لِرَبِّنَا إِرْحَمْنِي .. سَامِحْنِي .. أنَا غَلْطَان .. وَلاَزِم أقُولْهَا مِنْ قَلْبِي إِنْ أنَا حَاسِس إِنْ أنَا غَلْطَان .. أنَا غِلِطْت فِي حَقَّك .. أنَا أهَنْتَك .. أنَا إِتْعَدِيت عَلِيك .. أصْل اللِّي بِيِعْمِل الخَطِيَّة هُوَ عَبْدٌ لِلخَطِيَّة .. تَانِي حَاجَة .. أُقِر بِهَا قُدَّام الكِنِيسَة .. لاَزِم أصَالِح الكِنِيسَة .. إِوْعُوا تِفْتِكْرُوا إِنْ اللِّي وَقَعْ فِي الخَطِيَّة مَعَ نَفْسُه هُوَ ضَر نَفْسُه فَقَطْ بَلْ ضَر الكِنِيسَة أيْضاً لأِنُّه جُزْء مِنْهَا .. مَفِيش وَاحِدٌ فِيكُمْ هُوَ حُر نَفْسُه .. كُلَّ وَاحِدٌ فِيكُمْ هُوَ عُضْو فِي الْمَسِيح .. كُلَّ جُزْء فِيكُمْ هُوَ جُزْء مِنْ الجِسْم الكَامِل بِتَاع الكِنِيسَة .. فَأي حَدٌ فِيكُمْ بِيِعْمِل خَطِيَّة بِيِغْلَطْ فِي حِقٌِ نَفْسُه وَفِي حَقٌ رَبِّنَا وَفِي حَقٌ الكِنِيسَة .. فَلَمَّا أنَا بَتُوب بَقُول لِرَبِّنَا أنَا غِلِطْت وَلاَزِم أقُول لِلكِنِيسَة كَمَانْ أنَا غِلِطْت فِي التُّوبَة وَالإِعْتِرَاف وَالتَنَاوُل .. عَشَانْ كِدَه طُول القُدَّاس نِقُول * يَارَب إِرْحَم * .. وَطُول القُدَّاس نِقُول * أنَا غِير مُسْتَحِقٌ * .. وَقَبْل مَا أتْقَدِّم لِلتَنَاوُل أقُول يَارَب أنَا غِير مُسْتَحِقٌ وَلاَزِم أقُول عَلَى الخَطِيَّة بِتَاعْتِي فِي الإِعْتِرَاف قُدَّام الكَاهِن .. عَشَانْ قُدَّام الكَاهِن أنَا بَصَالِح الكِنِيسَة اللِّي أنَا زَعَلْتَهَا .. اللِّي أنَا جُزْء مِنْهَا وَأنَا إِنْفَصَلْت عَنْهَا بِالخَطِيَّة فَأصَالِحٌ الكِنِيسَة فِي صُورِة الكَاهِن لأِنُّه هُوَ المُمَثِل لِلكِنِيسَة .
إِذاً أنَا لَمَّا بَغْلَطْ بَغْلَطْ فِي حَقٌ نَفْسِي وَفِي حَقٌ رَبِّنَا وَفِي حَقٌ الكِنِيسَة .. عَشَانْ أرْجَعْ عَنْ الخَطِيَّة لاَزِم أنْدَم وَأتُوب عَنْهَا .. لاَزِم أكْرَهَهَا .. لاَزِم أعْتِرِفْ بِهَا لِلكِنِيسَة فِي القُدَّاس وَفِي الإِعْتِرَاف .. الخَطِيَّة هِيَّ التَّعَدِّي .. الخَطِيَّة هِيَّ الخَطَأ .. الإِنْسَان لَمَّا بِيِغْلَطْ بِيِغْلَطْ ضِدٌ نَفْسُه وَضِدٌ الله وَضِدٌ الكِنِيسَة .. لَمَّا بَنْفِصِل عَنْ الله بَنْفِصِل عَنْ الحَيَاة فَبَمُوت .
إِزَّاي بَقَعْ فِي الخَطِيَّة ؟ بَقَعْ فِي الخَطِيَّة بِحَاجْتِينْ إِنْ جُوَّايَا أنَا رَبِّنَا أعْطَانِي غَرَائِز هَدَفُه مِنْ الغَرَائِز يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتِي وَعَشَانْ يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتِي أعْطَانِي الغَرَائِز بِتَاعْتِي مُرْتَبِطَة بِلَذَّة عَشَانْ يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتِي أكْثَر .. تَخَيَّلُوا إِنْ الأكْل لاَ يُوْجَدٌ فِيهِ لَذَّة كَانِتْ كُلَّ النَّاس لاَ تَأكُلْ .. لَوْ الشَّهْوَة لاَ تُوْجَدٌ بِهَا لَذَّة كَانْ كُلَّ النَّاس لاَ تَمِيل لِبَعْضَهَا – الأوْلاَدٌ وَالبَنَات – وَلَمَّا لاَ يَمِيلُوا لِبَعْض لَنْ يَتَزَوَجُوا .. وَلَمَّا لاَ يَتَزَوَجُوا لَنْ يُنْجِبُوا وَلَمَّا لاَ يُنْجِبُوا لاَ يُوْجَدٌ بَنِي آدْمِينْ .. فَرَبِّنَا أرَادَ أنْ يَتَزَوَجُوا وَأرَادَ أنْ يُنْجِبُوا عَشَانْ الأرْض تِفْضَل مَلْيَانَة نَاس .. لأِنْ لَوْ رَبِّنَا مَاكَنْش وَضَعْ المُيُول دِي كَانِتْ النَّاس خِلْصِتْ .. وَلَوْ مَفِيش مِيل لِلأكْل كَانِتْ النَّاس مَاتِتْ .. لَوْ مَفِيش مِيل لِلخُوْف كَانِتْ النَّاس أنْهِتْ حَيَاتْهَا بِأي طَرِيقَة .. رَبِّنَا مِنْ مَحَبِّتُه وَضَعْ فِينَا غَرَائِز وَوَضَعْ كُلَّ غَرِيزَة مُرْتَبِطَة بِلَذَّة .. الشَّيْطَان إِسْتَغَل النُقْطَة دِي وَبَدَأ يِوَقَعْنَا بِاللِّي رَبِّنَا عَطِيه لِينَا لأِنَّهُ بِيحِبِّنَا فَابْتَدأ يِفْصِلْنَا عَنُّه .. فَأنَا بَقَعْ فِي الخَطِيَّة بِحَاجْتِينْ مُيُول جُوَّايَا وَغُوَايَة مِنْ العَدُّو عَمَّال يِغْرِينِي وَبَعْد مَا أأقَعْ يِسْتَعْبِدْنِي .
إِزَّاي أتُوب ؟ أتُوب إِنْ أنَا أنْدَم عَلَى اللِّي أنَا بَعْمِلُه وَأعْتَذِرٌ لِرَبِّنَا وَأعْتِذِرٌ لِلكِنِيسَة .. الخَطْوَة اللِّي بَعْد كِدَه إِنْ أتْعَلِّمْ إِنْ لاَ أقَعْ مَرَّة أُخْرَى .. إِتْعَلِّمْت إِنْ أنَا لاَزِم أثْبَتْ فِي رَبِّنَا .. أثْبَتْ فِي مَحَبِّتُه .. أثْبَتْ فِي وَصِيِتُه .. وَأثْبَتْ فِي إِنْجِيلُه .. إِتْعَلِّمْت إِنْ أنَا مِشْ مُمْكِنْ أخْضَعْ لِخِدَاع العَدُّو .. يِجِي يِغْوِينِي أقُول لَهُ أبَداً .. يِجِي يِحَاوِل يِشِدِّنِي .. يِحَاوِل يِضْحَك عَلَيَّ أقُول لَهُ خَلاَص أنَا إِضَّحَك عَلَيَّ قَبْل كِدَه .. عَشَانْ كِدَه الإِنْسَان اللِّي فِي الْمَسِيح يَسُوع عَدُو الخِير لَوْ وَقَّعُه مَرَّة لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يِوَقَعُه مَرَّة أُخْرَى لأِنْ أنَا بَتْعَلِّمْ مِنْ الأخْطَاء بِتَاعْتِي .. مَنْ يَفْعَل الخَطِيَّة هُوَ عَبْدٌ لِلخَطِيَّة .
عَشَانْ كِدَه عَلَيَّ أنْ أثْبُتْ .. عَلَيَّ أنْ أرْفَع جَسَدِي دَه فُوق .. عَلَيَّ إِنْ أنَا أنَمِّي عِلاَقْتِي بِرَبِّنَا عَشَانْ لَوْ العَدُّو حَبْ يِجِي يِغْوِينِي عَشَانْ أأقَعْ فِي الخَطِيَّة يِلاَقِينِي مُِحَصَّنْ بِإِسْم يَسُوع .. مِتْحَصَّنْ بِكَلِمَة رَبِّنَا .. مِتْحَصَّنْ بِسِيَر القِدِّيسِينْ .. السَيِّدَة العَذْرَاء جَاءَت لَهَا البِشَارَة وَكَانِتْ عَنْدَهَا ثَلاَثَة عَشْر سَنَة جَاءَ لَهَا المَلاَك يِبَشَرْهَا بِأنَّهَا سَتَكُون أُم الله .. كَانْ عَنْدَهَا ثَلاَثَة عَشْر سَنَة عِنْدَمَا قَالَتْ التَّسْبِحَة ﴿ تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي ﴾ ( لو 1 : 46 – 47 ) .. أرْمِيَا النَّبِي رَبِّنَا إِخْتَارُه لِلنَّبُوَة وَهُوَ عَنْدُه إِثْنَتَي عَشْر سَنَة ﴿ جَعَلْتُكَ نَبِيّاً لِلشُّعُوبِ ﴾ ( أر 1 : 5 ) .. ﴿ قَدْ وَكَّلْتُكَ هذَا الْيَوْمَ عَلَى الشُّعُوبِ وَعَلَى الْمَمَالِكِ لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِي وَتَغْرِسَ ﴾ ( أر 1 : 10) .. رَبِّنَا أعْطَانَا إِمْكَانِيَات كَثِيرَة .. حِبُّوا رَبِّنَا بِإِمْكَانِيَاتْكُمْ وَعِيشُوا مَعَ رَبِّنَا بِإِمْكَانِيَاتْكُمْ .. عَشَانْ كِدَه يَنْقُصْنَا رُوح جِدِّيَّة .. رُوح أمَانَة .. مَنْ يَفْعَل الخَطِيَّة هُوَ عَبْدٌ لِلخَطِيَّة .. كُلَّ مَا تَكُونُوا أُمَنَاء أكْثَر مَعَ رَبِّنَا كُلَّ مَا رَبِّنَا يُقِيمَكُمْ عَلَى دَرَجَات أعْلَى وَأعْلَى .. عَشَانْ كِدَه رَبِّنَا خَلَّى نَاس كِتِير يِوْصَلُوا لِدَرَجَات كِبِيرَة جِدّاً بِالحَيَاه مَعَاه رَغْم إِنْ كَانْ سِنُّهُمْ صُغَيَّر لأِنْ رَبِّنَا لاَ يَقِيس الإِنْسَان بِعُمْرُه لكِنْ يِقِيس الإِنْسَان بِأمَانْتُه .
رَبِّنَا يِفَرَّح قُلُوبْكُمْ وَيِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
وسائل الإعلام بين الإيجابى والسلبى
يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول قَاعِدَة ذَهَبِيَّة هِيَ ﴿ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأشْيَاءِ تُوَافِقُ .. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي ﴾ ( 1كو 10 : 23 ) .. وَسَائِل الإِعْلاَم وَكَيْفَ نَتَعَامَل مَعَهَا .. مِنْ عَدَم الحِكْمَة أنْ نَقُول عَنْهَا أنَّهَا شَر وَلاَبُدْ أنْ نَتَجَنَبْهَا .. وَأيْضاً مِنْ عَدَم الحِكْمَة أنْ نَقُول عَنْهَا أنَّهَا خِير وَلاَبُدْ أنْ نَقْتَنِيهَا .. التَعَامُل مَعَ وَسَائِل الإِعْلاَم يَحْتَاج لِحِكْمَة وَنِعْمَة .. يَحْتَاج لإِفْرَاز وَتَمْيِيز .. وَسَائِل الإِعْلاَم هِيَ وَسَائِل تَعْلِيم الإِنْسَان وَهيَ إِمَّا وَسَائِل مَسْمُوعَة أوْ مَقْرُوءَة أوْ مَرْئِيَّة أوْ مِنْهَا الإِنْفِتَاحٌ العَالَمِي عَنْ طَرِيقٌ الإِنْتَرْنِتْ .. وَقَدْ يَسْتَمِدٌ الإِنْسَان المَعْلُومَة مِنْ الإِنْتَرْنِتْ الَّتِي هِيَ شَبَكِة الإِتِصَالاَت الدَّوْلِيَّة وَسِيلِة تَخَاطُبْ لِمَجْمُوعَة كَبِيرَة عَلَى مَجَال وَاسِعْ .. وَسِيلِة تَخَاطُبْ لِلآلاَف بَلْ المَلاَيِينْ فِي لَحْظَة وَاحِدَة وَقَدْ صَارَتْ لُون مِنْ ألْوَان التَوَاصُل بَيْنَ كُلَّ بِقَاع العَالَمْ .
قَدِيماً قَالُوا أنَّ العَالَمْ صَارَ قَرْيَة صَغِيرَة وَلكِنَّهُمْ وَجَدُوا أنَّ هذِهِ الكَلِمَة لاَ تَلِيقٌ فَقَالُوا أنَّ العَالَمْ صَارَ مَدِينَة .. ثُمَّ قَالُوا بَلْ صَارَ العَالَمْ حُجْرَة .. الأنْ يَقُولُون أنَّ العَالَمْ صَارَ رَفْ .. أي مُجَرَّدٌ أنَّكَ تَضْغَطْ بِإِصْبَعَك عَلَى مُفْتَاح صَغِير تَعْرِفْ مَا يَحْدُث فِي أي مَكَان وَبِذلِك صَارَ العَالَمْ صَغِير جِدّاً .. الأنْ مَا يَحْدُث فِي مِصْر يُعْرَف عَلَى مُسْتَوَى العَالَمْ كُلُّه فَتَجِدٌ مَنْ يَتَصِل بِك مِنْ الخَارِج لِيَطْمَئِنْ لأِنَّهُ يَعْرِف عَنْكَ أشْيَاء كَثِيرَة وَقَدْ يَقُول لَك أشْيَاء تَحْدُث فِي شَوَارِعْنَا نَحْنُ لَمْ نَعْلَمْ بِهَا .
إِيجَابِيَات وَسَائِل الإِعْلاَم :
=========================================
إِذاً وَسَائِل الإِعْلاَم جَعَلَتْ الثَّقَافَة مُنْفَتِحَة وَالتَّعَارُف مُتَاح وَالمَعْرِفَة مُتَوَاصِلَة وَأصْبَح يُوْجَدٌ وِجْهَات نَظَر عِلْمِيَّة وَثَقَافِيَّة وَأدَبِيَّة .. الأنْ يُمْكِنْ لِلأطِبَاء أنْ يَعْرِفُوا أبْحَاث السَّرَطَان وَمَرَض السُّكَر وَ ..... الَّتِي تُنَاقَش حَالِياً فِي لَنْدَن مَثَلاً .. هذَا عَنْ طَرِيقٌ الإِنْنَرْنِتْ فَصَارَتْ المَعْلُومَة مُتَاحَة وَتَأتِي لَنَا مَجّاناً وَصِرْنَا فِي عَصْر سِبَاق رَهِيب فِي المَعْلُومَات .. هذَا أتَى مِنْ الإِعْلاَم المُتَاح الَّذِي لَهُ فَوَائِدْ كَثِيرَة عَمَلِيَّة وَعِلْمِيَّة وَأدَبِيَّة وَفِكْرِيَّة وَدِينِيَّة .
قَدِيماً كُنَّا نَحْتَار وَنَتَسَاءَل هَلْ وَصَلَ الإِنْجِيل إِلَى كُلَّ إِنْسَان فِي العَالَمْ ؟ هَلْ كُلَّ إِنْسَان مُشْتَاق أنْ يَعْرِف الْمَسِيح يَسْتَطِيعْ أنْ يَعْرِفُه ؟ تُوْجَدٌ بَعْض الدُوَل لَوْ فِيهَا إِنْسَان يَحْمِل الإِنْجِيل فَهذَا أمر كَافِي لإِعْتِقَالُه أوْ قَتْلُه .. الأنْ الإِنْسَان وَهُوَ جَالِس فِي بَيْتُه بَلْ وَفِي حُجْرِتُه يَسْتَطِيعْ أنْ يَقْرأ الكِتَاب المُقَدَّس بِاللُغَة الَّتِي يَعْرِفْهَا .. هذَا مَا كُنْت أنَا وَأنْتَ نَسْتَطِيعْ أنْ نُبَلِّغُه بِهِ .. إِذاً الإِعْلاَم وَصَّل الإِنْجِيل لِكُلَّ مَكَان وَبِكُلَّ لُغَة وَعَلَى مُسْتَوَى شَخْصِي لِذلِك الإِعْلاَم أعْطَى إِتِسَاع فِي الرُؤيَا وَالتَّقَدُّم العِلْمِي وَالتَوَاصُل وَالحَرَكَة الإِقْتِصَادِيَّة .
قَدِيماً كَانَ كُلَّ شِئ يَتِمْ بِأنْ تَذْهَبْ إِلَيْهِ فِي مَكَانُه .. الأنْ كُلَّ شِئ يَتِمْ وَأنْتَ قَائِمْ فِي مَكَانَك .. الأنْ أصْبَح يُوْجَدٌ شِئ إِسْمُه E . MAIL أي بَرِيدْ إِلِكْتُرُونِي وَيُوْجَدٌ طِبْ إِلِكْتُرُونِي .. تِجَارَة إِلِكْتُرُونِيَّة .. وَ .. الإِعْلاَم سَهِّل لِلنَّاس أُمور كَثِيرَة .. مُمْكِنْ لِلإِنْسَان عَنْ طَرِيقٌ كَلِمَة أوْ مَوْضُوع يَعْمَل فِيهِ بَحْث يَأتِي مَا تَوَصَّل إِلَيْهِ العِلْم فِي هذَا المَجَال .. هذِهِ مِيزَة لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْل .. قَدِيماً كَيْ تَبْحَث عَنْ كَلِمَة لاَبُدْ أنْ تِسَافِر مِنْ بَلَد إِلَى بَلَد .. إِذاً وَسَائِل الإِعْلاَم وَالإِنْفِتَاح العَالَمِي أسَاس الكِرَازَة وَالعِلْم وَالثَّقَافَة وَمِصْدَاقِيِة الأخْبَار .
فَقَدِيماً كَانَتْ كُلَّ دَوْلَة تَقُول أوْ تُذِيع الأخْبَار بِحَسَبْ فِكْرَهَا ..مِثَال لِذلِك قَدْ تَقُول دَوْلَة لَقَدْ إِسْقَطَتْ قُوَّاتْنَا البَحَرِيَّة البَاسِلَة اليُّوم عَدَد كَذَا مِنْ الطَّائِرَات وَكَذَا دَبَّابَة وَ ..... هَلْ يَسْتَطِيعْ أحَدٌ أنْ يَقُول ذلِك الأنْ ؟ إِنْ قِيلَ ذلِك سَيَأتُون لَهُ بِمَا سَقَطَ مِنْ عِنْدُه اليُّوم .. إِذاً اليُّوم كُلَّ خَبَر يُذَاع لَهُ مَعَايِير لأِنَّهُ سَتَتَنَاوَلُه أكْثَر مِنْ جِهَة وَتُحَاوِل كُلَّ جِهَة أنْ تَأتِي بِطَرِيقَة صَحِيحَة حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ هِيَ المُدَانَة .. إِذاً صَارَ الإِعْلاَم أسَاس التَّقَدُّم وَالعِلْم وَالمَعْرِفَة .
سَلْبِيَات وَسَائِل الإِعْلاَم :
========================================
لكِنْ فِي نَفْس الوَقْت أضَرَّ الإِعْلاَم ... فِبِمَاذَا أضَرَّ ؟
1/ أفْقَدٌ الإِنْسَان هَوِيِتُه :
=======================================
أضَر فِي أنَّهُ فَتَح العَالَمْ عَلَى بَعْضُه بِكُلَّ ثَقَافَاتُه .. اليُّوم لاَ تَجِدٌ شَاب يَمِيل حَتَّى إِلَى تُرَاثُه .. قَدِيماً كَانَ المُغَنِّي يِغَنِّي وَهُوَ جَالِس وَكَانَتْ النَّاس تَسْتَمْتِعْ بِهِ .. ثُمَّ صَارَ يِغَنِّي وَهُوَ وَاقِفْ وَقِيلَ أنَّ ذلِك تَقَدُّم .. ثُمَّ صَارَ يَقِفْ وَسَطْ أمَاكِنْ وَمَنَاظِر طَبِيعِيَّة .. الأنْ يِغَنِّي وَهُوَ يُرْقُص أوْ يِجْرِي وَ .... طُرُق ألـ video clips لاَبُدْ فِيهَا أنْ يَتَغَيَّر المَشْهَدٌ أقْصَاهَا ثَلاَثَة ثَوَانٍ .. وَقَدْ يِسَافِر لِيِصَوَرٌ المَشْهَدٌ وَيَجْعَلَك لاَ تَمْلُك أنْ تُشَاهِدُه مِنْ شِدِّة سُرْعِتُه .. إِذاً لِمَاذَا صَوَّرْت المَشْهَدٌ إِذاً ؟ ذلِك لأِنَّهُ مُهَدَّدٌ مِنْ كُلَّ مُتَفَرِج بِمُسَدَس .. هَلْ تَعْلَمْ مَا هُوَ المُسَدَس ؟ هُوَ الرِيمُوت كُونْتُرُول .
قَدْ يَقُول المُتَفَرِج أنْتَ مُمِلْ وَلَدَيْنَا بَدَلاً مِنْكَ الآلاَف وَأفْضَل مِنْك لِذلِك يَعْمَل وَهُوَ مُهَدَّدٌ .. وَصَارَ هُنَاك سُرْعَة وَالسُرْعَة أفْقَدِت المَعَانِي فَصَارَ الإِنْسَان بِلاَ ثَقَافَة وَبِلاَ هَوِيَّة .. تَسْألُه مَنْ أنْتَ ؟ فِي بَلَدْنَا قَدْ لاَ نَعْرِف المُمَثِلِينْ وَالفَنَانِينْ المَصْرِيِين مِنْ غِير المَصْرِيِين لأِنَّ هُنَاك إِنْفِتَاح وَمُْكِنْ جِدّاً ثَقَافَة أجْنَبِيَّة تَغْزُونَا وَتُسَيْطِر عَلَيْنَا وَتَلْغِي ثَقَافِتْنَا وَتُصْبِح هِيَ ثَقَافِتْنَا .. أي لَوْ مُطْرِب أسْبَانِي مَحْبُوب سَيَجْعَل بِلاَدْنَا تُحِبْ الأسْبَانِي وَلاَ تَمِيل لِلُّغَة العَرَبِيَّة .. هُنَا الإِعْلاَم يَطْمِس الهَوِيَّة لِذلِك نَقُول أنَّهُ كَمَا لَهُ مُمَيِزَات فَهُوَ لَهُ عُيُوب وَمِنْ عُيُوبُه أنَّهُ يَطْمِس الهَوِيَّة .
2/ إِعْلاَم مُوَجَه :
=========================
أيْضاً مِنْ عُيُوبُه أنَّهُ يَتْرُك بَصْمِتُه .. مَثَلاً إِنْسَان لَهُ تَوَجُهَات دِينِيَّة مُتَعَصِبَة وَمِنْ عُيُوبُه أنَّهُ يَضَعْ لَك البَصْمَة المُتَعَصِبَة فِي أي خَبَر يَقُولُه .. إِنْسَان لَهُ تَوَجُهَات أنْ يَكُون مَعَ أمْرِيكَا وَآخَر لَهُ تَوَجُهَات أنْ يَكُون ضِد أمْرِيكَا .. الَّذِي مَعَ مْرِيكَا يَأتِي بِإِنْسَان عِرَاقِي يَشْكُر فِي أمْرِيكَا وَالَّذِي ضِد أمْرِيكَا يَأتِي بِإِنْسَان أمْرِيكِي يَسِبْ أمْرِيكَا وَسِيَاسِة أمْرِيكَا وَمَا يَفْعَلُه بُوش وَيَصِفُه أنَّهُ شَخْص مَغْضُوب عَلِيه مِنْ الأمْرِيكِيِين وَأنَّ أمْرِيكَا تُقَام فِيهَا مُظَاهَرَات ضِد بُوش يَجْعَلَك تَشْعُر أنَّ الأمر فِي أمْرِيكَا إِنْقِلاَب .
هُوَ يَأتِي بِإِنْسَان يَقُول أفْكَارُه هُوَ لكِنُّه يُرِيدْنَا أنْ نُصَدِقٌ أنَّهُ مُحَايِدٌ وَهُوَ غِير مُحَايِدٌ .. حَتَّى أنَّنَا نُلاَحِظْ أنَّهُ فِي أُمورْنَا نَحْنُ كَأقْبَاط عِنْدَمَا يُرِيدُوا أنْ يَتَنَاوَلُوا أمر يَخُصِنَا نَحْنُ الأقْبَاط لاَ يَأتُون بِشَخْص مُعْتَدِل بَلْ يَأتُون بِشَخْص نَقُول عَنْهُ لَيْتَهُمْ مَا أتُوا بِهِ وَلَيْتَهُ مَا تَكَلَّمْ بَلْ لَيْتَهُ مَا كَانَ قِبْطِي .. لأِنَّ الإِعْلاَم يُرِيدْ أنْ يَأتِي بِقِبْطِي يَتَكَلَّمْ بِمَا يُرِيدُه هُوَ لِذلِك لِلأسَفْ هُوَ إِعْلاَم مُوَجَه .
وَلِذلِك مَنْ يَعْمَل فِي السِيَاسَة وَالأخْبَار يَأتِي بِقَنَاة قَنَاة وَيَقُول لَك مَا هِيَ تَوَجُهَات كُلَّ قَنَاة وَلِحِسَاب مَنْ تَعْمَل وَلِحِسَاب أي تَيَار دِينِي أوْ فِكْرِي أوْ سِيَاسِي أوْ مُخَابَرَات .. وَيَقُول هذِهِ القَنَاة عَمَلِيَّة لِكَذَا .. وَقَدْ تَشْعُر أنَّ هُنَاك قَنَوَات لاَ تَأتِي عَنْ مَصْر بِخَبَر طَيِّبْ أبَداً حَتَّى أنَّهُمْ أعْطُوا فِكْرَة لِلخَارِج عَنْ مَصْر أنَّهَا بَلَدٌ لاَ تُزَار وَلاَ تُرَى .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ لاَ يَأتِي إِلاَّ بِخَبَر مُظَاهَرَات .. إِرْهَاب .. إِنْفِجَار .. فَيَخَافْ أنْ يَزُورْهَا .
أتَتْ شَابَّة مِنْ كَنَدَا وَكَانَ مِيعَادٌ وُصُولْهَا إِلَى مَصْر السَّاعَة الوَاحِدَة وَالنِّصْف وَجَاءَ أهْلَهَا لاسْتِقْبَالْهَا السَّاعَة الثَّانِيَة إِلاَّ الرُّبْع تَقْرِيباً فَوَجَدُوهَا قَدْ خَرَجَتْ مِنْ المَطَار وَقَالَتْ لأِنَّ الطَّائِرَة كَانَ بِهَا ثَمَانِيَة أفْرَادٌ فَقَطْ لِذلِك لَمْ تَأخُذ الإِجْرَاءَات وَقْت .. لِمَاذَا الطَّائِرَة بِهَا ثَمَانِيَة أفْرَادٌ فَقَطْ ؟ لأِنَّ لاَ أحَدٌ يُرِيدْ أنْ يَأتِي لِمَا رَأُوه فِي هذِهِ القَنَوَات .. إِذاً هُوَ إِعْلاَم مُوَجَه .. إِعْلاَم يَتَنَاوَل الأمر مِنْ جِهَتُه هُوَ وَيَضَعْ بَصْمِتُه وَلاَ يَأتِي بِالرَّأي الآخَر .
3/ إِعْلاَم يَقُودٌ الإِنْسَان لِلإِسْتِهْلاَك :
=========================================================
إِعْلاَم يَجْعَل الإِنْسَان يِشْتِرِي السِّلْعَة حَتَّى وَإِنْ كَانْ غِير مُحْتَاجٌ لَهَا .. هُنَاك الأنْ ثَقَافَة لَيْسَ إِسْمَهَا ثَقَافِة الإِعْلاَن بَلْ إِسْمَهَا ثَقَافِة إِنْشَاء الإِحْتِيَاجٌ .. قَدْ تَكُون طَوَال حَيَاتَك تَأكُل بِأُسْلُوب مُعَيَّنْ مَثَلاً .. مُمْكِنْ الإِعْلاَم يِغَيَّر أُسْلُوب أكْلَك أوْ مَلْبَسَك .. أوْ يِغَيَّر أُسْلُوب الإِتِصَالاَت إِنْ كُنَّا نَتَكَلَّمْ مِنْ أُسْلُوب إِتِصَالاَت عَادِيَّة حَوِّلْهَا إِلَى خُطُوط مُوبَايِل وَفِي المُوبَايْلاَت يَجْعَلَك تِغَيَّر مِنْ شِرْكَة إِلَى شِرْكَة وَمِنْ نِظَام إِلَى نِظَام عَنْ طَرِيقٌ إِنْشَاء الإِحْتِيَاج عَنْ طَرِيقٌ أُسْلُوب الإِلْحَاح .
قَبْل الكَهَنُوت كَانَ عَمَلِي صَيْدَلِي وَفُوجِئْت أنَّ هُنَاك طَعَام لِلأطْفَال كَانَ يُطْلَبْ بِطَرِيقَة غِير عَادِيَّة .. وَاكْتَشَفْت أنَّ هُنَاك إِعْلاَن فِي التِلِيفِزْيُون يَأتِي كُلَّ سَاعَة أوْ سَاعَة وَنِصْف .. إِعْلاَن جَعَلْ الأُم تَسْتَصْعَبْ إِعْدَادٌ الطَّعَام لِلطِّفْل .. وَيَظِلْ الإِعْلاَن يَلِح وَيَلِح وَيَقْصِدٌ أنْ يَلِح فَيَتَكَرَّر الإِعْلاَن وَلَوْ كُلَّ عَشْرَة دَقَائِقٌ مَرَّة .. مُشْكِلِة الإِعْلاَم أنَّهُ أنْشَأ إِحْتِيَاجَات غِير ضَرُورِيَّة وَجَعَلَهَا ضَرُورِيَّة بِالإِلْحَاح .. وَحَوِّلْهَا إِلَى أُمور أسَاسِيَّة فِي حَيَاتِي فَحَوِلْنِي مِنْ إِنْسَان مُنْتِج إِلَى إِنْسَان مُسْتَهْلِك .. وَبَدَأ يَِتَاجِر بِرَغَبَاتِي لأِنَّهُ عِرِفْ أنَّ رَغَبَاتِي كَثِيرَة فَضَغَطْ عَلَى جُزْء حَسَّاس دَاخِلِي .. الإِعْلاَم أنْشَأ إِحْتِيَاجَات وَحَوِّلْنِي لإِنْسَان مُسْتَهْلِك .
4/ إِعْلاَم لَغَى عَقْل الإِنْسَان وَجَعَلَهُ إِنْسَان مُسْتَقْبِل فَقَطْ :
==================================================================================================
جَعَلَ الإِنْسَان لاَ يَعْمَل بِعَقْلُه بَلْ جَعَلَهُ شَخْص مُسْتَقْبِل كَسُول غِير مُبْتَكِر أوْ مُفَكِّر .. وَلْتَسْأل كَمْ شَخْص يَقْرأ فِي هذِهِ الأيَّام ؟ وَكَمْ شَخْص يُشَاهِد التِلِيفِزْيُون ؟ .. هُنَاك مُعَادْلَة خَطِيرَة تَقُول أنَّ الشَّخْص الَّذِي عُمْرُه عُشْرُونَ سَنَة يُشَاهِدٌ التِلِيفِزْيُون عُشْرُونَ ألْف سَاعَة أي ضَعْ أمَام العِشْرِينْ ألْف .. وَالَّذِي عُمْرُه خَمْسَة وَعُشْرُونَ عَاماً يُشَاهِدٌ التِلِيفِزْيُون خَمْسَة وَعُشْرُون ألْف سَاعَة .. وَهَكَذَا .. هذِهِ دِرَاسَة .. هَلْ إِلَى هذَا الحَدٌ ؟ أيْضاً هُنَاك دِرَاسَة تَقُول أنَّ 90 % مِنْ الَّذِينَ يُشَاهِدُون الإِعْلاَم لُغِيَتْ عُقُولِهِمْ وَقُدْرَتَهُمْ عَلَى التَّفْكِير وَالتَّخْطِيطْ وَتَحَدِّي المَشَاكِل وَالإِبْتِكَار .. لاَ يَعْرِفُون أنْ يَخْتَارُوا مَا يُنَاسِبَهُمْ فِي الإِعْلاَم .. لَغَى عُقُولْهُمْ .. لِذلِك هُوَ إِعْلاَم مُوَجَه .. كَثِيراً مَا يَكُون الإِعْلاَم مُنْحَاز أوْ مُوَجَه .. يَتَبَنَّى قَضَايَا غِير ضَرُورِيَّة .
5/ إِعْلاَم أنْشَأ لُون مِنْ ألْوَان التَّشَتُّتْ وَالإِنْعِزَال :
================================================================================
لأِنَّنَا نَجْلِس أمَام الإِعْلاَم سَاعَات طَوِيلَة فَصِرْنَا لاَ نَجْلِس مَعَ بَعْضِنَا وَبِالتَّالِي حَدَثَ لُون مِنْ ألْوَان التَّفَكُك وَبِذلِك صَارَ هُنَاك لُون مِنْ ألْوَان التَّشَتُّت وَالإِنْعِزَال .
6/ إِعْلاَم يُتَاجِر بِغَرَائِز الإِنْسَان :
==================================================
هذِهِ نُقْطَة لَمْ أكُنْ أُحِبْ أنْ أتَكَلَّمْ فِيهَا وَهيَ أنَّ الإِعْلاَم يُتَاجِر بِغَرَائِز الإِنْسَان .. فَعِنْدَمَا يَكُون الإِعْلاَم يُعْلِنْ عَنْ مُنْتَج مُعَيَّنْ مَثَلاً نُوع مِنْ المَسْلَى .. مَا عِلاَقِة المَسْلَى بِالرَقْص ؟ لاَ تُوْجَدٌ بِالطَبْع عِلاَقَة لكِنُّه يُتَاجِر بِغَرَائِز الإِنْسَان .. جَعَلْ الشَّخْص يُرِيدْ أنْ يَرَى الإِعْلاَن لِيُشَاهِد فِيهِ فَتَاة مُوَاصَفَاتْهَا كَذَا .. يُتَاجِر بِغَرَائِز الإِنْسَان .. بَيْنَمَا عِنْدَمَا يُقَدِّم أُغْنِيَّة يُحَوِّل الأُغْنِيَة إِلَى خَلاَعَة وَإِظْهَار أعْضَاء وَعُرْي .. مَا الدَّاعِي لِذلِك ؟ إِنْ كَانَتْ هذِهِ الفَتَاة أوْ هذَا الرَّجُل يُغَنِّي لَكِنَّهُمَا لاَ يُغَنِيَان بَلْ يُثِيرَا غَرَائِز الإِنْسَان .. وَأيْضاً نَرَى ذلِك فِي الأفْلاَم مَنَاظِر قَبِيحَة وَتَلْمِيحَات وَهُنَاك غَرَائِز صَرِيحَة وَغَرَائِز غِير صَرِيحَة .
المُتَاجَرَة بِالجُزْء الغَرِيزِي أحْدَث أمر مُتَدَنِّي جِدّاً وَلِلأسَفْ قَدْ يَنْقَادٌ الإِنْسَان إِلَى غَرَائِزُه أحْيَاناً .. مُنْذُ وَقْت لَيْسَ بِكَثِير كُنَّا نُوَاجِه قَضَايَا كَثِيرَة .. قَدِيماً كَانَ هُنَاك بِرْنَامِج يُوم الأحَدٌ إِسْمُه * البِرْنَامِج المَفْتُوح * .. وَكَانَ يِعَطَلْ النَّاس عَنْ حُضُور القُدَّاسَات وَكُنَّا نَقُول لَهُمْ أنَّ الكِنِيسَة أهَمْ .. وَعِنْدَمَا صِرْنَا خُدَّام قَالَ لَنَا الأبَاء الكَهَنَة صَرَاحَةً لاَ تُفَضِّلُوا اليُّوم المَفْتُوح عَنْ القُدَّاس .. وَكَانَ هذَا البِرْنَامِج عِبَارَة عَنْ أُغْنِيَة فَمُسَلْسَل وَ ...... اليُّوم خَمْسُونَ ألْف يُوم مَفْتُوح وَخَمْسُونَ ألْف قَنَاة وَفِيلْم يَعْقُبُه فِيلْم وَيَنَام الإِنْسَان فِي الصَّبَاح فَمَتَى يَسْتَيْقِظْ ؟ .. بِمَعْنَى آخَر الإِعْلاَم قَتَلْ اليُّوم .
الأنْ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يَأتِي بِالدِّش يَأتِي بِالوَصْلَة .. حَتَّى فِي الصِعِيد وَالنَّاس بُسَطَاء لكِنْ عِنْدَهُمْ الوَصْلَة الَّتِي جَعَلِتْ القُرَى الَّتِي كَانَتْ لاَ يُسْمَعْ فِيهَا أصْوَات السَّاعَة الثَّامِنَة مَسَاءً وَتَسْتَيْقِظْ السَّاعَة الخَامِسَة فِي الفَجْر صَارَتْ الأنْ تَسْهَر أمَام الوَصْلَة بِقَنَوَاتْهَا .. وَلأِنَّهُ أمر إِنْفَتَحُوا عَلِيه فَجْأة وَصَارَ الأمر مَرْغُوب لَدَيْهِمْ جِدّاً .. قَدْ يَكُون ذلِك لأِنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُمْ إِخْتِلاَط أوْ إِنْفِتَاح وَلِهذَا صَارَ الأمر لَهُ آثَار مُدَمِرَة وَخَاصَّةً وَعِنْدَمَا لاَ يَكُون الإِنْسَان فِي بِيتُه دُش لكِنْ عِنْدُه دِش .. شِئ صَعْب .. الإِعْلاَم صَنَعْ تَفَكُّك وَانْعِزَال وَأنْشَأ إِحْتِيَاج وَتَاجَر بِالأمر الغَرَائِزِي .. أخْطَار دِينِيَّة أوْ سِيَاسِيَّة .. نَعَمْ لَهُ بَعْض الأُمور الإِيجَابِيَّة لكِنْ أيْضاً لَهُ أضْرَار لِذلِك لَيْسَتْ كُلَّ الأشْيَاء تَحِلُّ لِي .
كَيْفَ نَتَعَامَل مَعَ وَسَائِل الإِعْلاَم ؟
=====================================================
أنَا كَإِبْن لله وَأنْتَ كَشَاب وَشَابَّة كَيْفَ نَتَعَامَل مَعَ هذَا الأمر ؟ الأمر يَحْتَاج لِنِعْمَة .. الأمر يَحْتَاج أنْ نَعْرِف كَيْفَ نَخْتَار .. جَمِيل مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول عِنْدَمَا قَالَ ﴿ امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ ﴾ ( 1تس 5 : 21 ) .. أُنْظُر مَا يُنَاسِبَك .. وَبِالمُنَاسْبَة لَوْ هُنَاك بِرْنَامِج مُفِيد فِي أحَدٌ القَنَوَات تَجِدٌ أنَّ الإِقْبَال عَلِيه أقَلْ مِنْ الإِقْبَال عَلَى مُسَلْسَل .. أي أقَلْ مِنْ 5 % .. وَتَجِدٌ أنَّ هُنَاك بِرْنَامِج لاَ يُقَدِّم أي فِكْر – أي تَافِه – تَجِدٌ أنَّ الإِقْبَال عَلِيه أكْثَر مِنْ 90 % .. اليُّوم النَّاس لاَ تَبْحَث عَنْ مَا يُخَاطِبْ عَقْلَهَا بِقَدْرٌ مَا تَبْحَث عَمَّا يُخَاطِبْ الغَرَائِز وَيُخَاطِبْ الجَسَد .. لِذلِك لِنَبْحَث عَمَّا يُخَاطِبْ عَقْلِنَا وَمَا يُهَذِّبْنَا وَيُثَقِّفْنَا وَيَبْنِينَا .. هُنَاك مَا هُوَ مُفِيد .. مُمْكِنْ أعْرَف مَا يُفِيدْنِي مِنْ الكُمْبِيُوتَر وَالنِتْ وَالدِّش لكِنْ عَلَيَّ أنْ أعْرِف كَيْفَ أخْتَار .. الأنْبَا مُوسَى لَهُ عِبَارَة مُهِمَّة يِقُول فِيهَا أنَّهُ لاَبُدْ أنْ نَتَعَلَّمْ شَيْئَيْن مُهِمَيْن كَيْ نَتَعَامَل مَعَ وَسَائِل الإِعْلاَم الحَدِيثَة هُمَا * select and resept * .
تُوْجَدٌ رَغْبَة دَاخِلِيَّة عِنْدَ الإِنْسَان أنَّهُ يُرِيدْ أنْ يَرَى شِئ مُفِيدْ وَمُهِمْ وَأنْ يَسْمَعْ خَبَر .. مُمْكِنْ يَقْرأ لِمُجَرَّدٌ القِرَاءَة شِرِيطْ الأخْبَار لِيَأخُذ مَعْلُومَة مِنْ أي قَنَاة .. العَرَبِيَّة أوْ الجِزِيرَة أوْ الحُرِّيَّة أوْ ..... لِذلِك يُقَال أنَّ هُنَاكَ خُطُورَة لَوْ تَعَامَلْت مَعَ قَنَاة وَاحِدَة لأِنَّهُ غِير مُحَايِدٌ .. وَاحِدٌ يُرِيدْ أنْ يُظْهِر لَك أنَّ الدُنْيَا قُلِبَتْ وَآخَر .. لاَ .. يُوْجَدٌ أكْثَر مِنْ قَنَاة وَمِنْ هُنَا تَسْتَطِيعْ أنْ تَعْرِف المَعْلُومَة .
لاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدَنَا ثَقَافِة الوَاقِعْ وَالحَاضِر .. رَبِّنَا يَسُوع كَانْ عِنْدُه إِلْمَام بِالأحْوَال السِيَاسِيَّة الَّتِي حَوْلُه .. وَيَعْرِف المَمَالِك الَّتِي حَوْلُه .. وَيَعْرِف الحُرُوب وَالأوْبِئَة وَالزَلاَزِل وَ ..... كَانَ يَعْرِف .. أحْيَاناً الإِنْسَان يُشَاهِدٌ الإِعْلاَم لِمُجَرَّدٌ التَّسْلِيَة .. يُرِيدْ أنْ يَرَى مُجَرَّدٌ أُغْنِيَّة أوْ مُسَلْسَل أوْ بِرْنَامِج تَسَالِي .. لاَ .. لاَبُدْ أنْ نَتَثَقَفْ .
أحَدٌ الأسَاقْفَة كَانَ مَدْعُو لِنَدْوِة شَبَاب وَقَالَ لاَبُدْ أنْ تَتَثَقَفْ وَتَعْرِف كَذَا وَكَذَا وَمَثَلاً تَعْرِف المُشْكِلَة الحَادِثَة فِي دَارْفُور وَ ..... وَ ..... وَإِذْ بِهِ يُفَاجَأ فِي نِهَايِة النَدْوَة سُؤال لَهُ يَسْألُه هَلْ حَدَثَتْ مُشْكِلَة فِي كَارْفُور ؟ فَقَالَ لَيْسَتْ هُنَاك مَشَاكِل فِي كَارْفُور بَلْ فِي دَارْفُور .. هذَا نَتِيجِة عَدَم التَّثْقِيفْ بَلْ الإِعْلاَم لِمُجَرَّدٌ التَّسْلِيَة فَقَطْ وَلَيْسَ المَعْلُومَة .. لاَبُدْ أنْ يَعْرِف الإِنْسَان كَيْفَ يَخْتَار .. إِخْتَار مَا يُخَاطِبْ عَقْلَك وَكَيَانَك الدَّاخِلِي .. شِئ ثَقَافِي تُنَمِّي عِنْدَك المَعْرِفَة فِي مَجَال مُعَيَّنْ وَحَاوِل بِحَوَاسَك الرُّوحِيَّة النَشِطَة أنْ تَرْفُض كُلَّ مَا يُخَاطِبْ الغَرِيزَة فِي جَسَدَك .
الأمر يُرِيدْ وَمِحْتَاجٌ جِهَادٌ كَيْ تَعْرِف كَيْفَ تَخْتَار قَنَوَات التِلِيفِزْيُون أوْ النِتْ الَّتِي تُنَاسِبَك .. الأمر مُحْتَاجٌ أنْ يَكُون وَقْتَك وَفِكْرَك وَقَلْبَك مَشْغُول بِالله .. لاَبُدْ أنْ تَكُون إِنْسَان شَبْعَان بِالله .. لاَبُدْ أنْ يَكُون قَلْبَك وَفِكْرَك مَشْغُولِينْ بِالله وَمَحَبِّتُه كَيْ تَعْرِف أنْ تَخْتَار وَتَتَحَكَّمْ وَلاَ تَنْقَادٌ لِغَرَائِزَك وَلاَ تَتْبَعْ مُيُولَك وَلكِنْ تَتْبَعْ صُوْت الرُّوح دَاخِلَك .. هذَا مَا يَجْعَلَك تَعْرِف كَيْفَ تَخْتَار وَكَيْفَ تَقُول لاَ وَكَيْفَ تُغَيِّر القَنَوَات الَّتِي لاَ تُفِيدَك بِسُرْعَة وَالمَنَاظِر الرَّدِيئَة بِسُرْعَة لأِنَّكَ لَوْ تَرَكْت هذِهِ الأُمور سَيَكُون لَهَا سُلْطَان دَاخِلَك إِنْ لَمْ تَشْبَعْ مِنْ الله .. لأِنَّهُ قَدْ يَرَى شَخْص مَنْظَر لِثَوَانٍ قَلِيلَة وَلاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يَنْسَاه لِسِنِينْ .. لِذلِك الجَسَد المَدْهُون بِالمَيْرُون الَّذِي كُلَّ جُزْء فِيهِ مِلْك لِلْمَسِيح لاَ يَلِيقٌ أنْ يَرَى هذَا الإِسْتِخْفَاف .. لِذلِك حَاوِل أنْ يَكُون عِنْدَك نِعْمِة الإِخْتِيَار وَلاَبُدْ أنْ تَرْفُض أي إِغْرَاء لأِي إِعْلاَم مَهْمَا كَانْ .
أيْضاً حَاوِل أنْ يَكُون عِنْدَك قَنَاعَة وَاكْتِفَاء بِمَا أنْتَ فِيهِ كَيْ لاَ تَسْقُطْ تَحْت بَنْد الإِسْتِهْلاَك .. وَلاَ تُعْطِي وَقْت طَوِيل لِلتِلِيفِزْيُون عَلَى حِسَاب بِرْنَامْجَك الرُّوحِي وَوَقْتَك مَعَ أُسْرِتَك وَوَقْت أصْحَابَك وَدِرَاسْتَك .. الَّذِي فِيهِ نِعْمَة الله وَرُوح الله يَعْرِفْ كَيْفَ يَتَزِنْ فِي تَصَرُّفَاتُه .. لاَبُدْ أنْ نَتَعَلَّمْ كَيْفَ نَكُون مُعْتَدِلِينْ .. جَيِّدٌ مُعَلِّمْنَا بُولِس عِنْدَمَا يَقُول ﴿ امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ ﴾ .. إِسْعَى لِلبُنْيَان فِيمَا تَرَاه عَلَى التِلِيفِزْيُون وَالنِتْ .. قَدْ يَحْفَظْ الإِنْسَان ألْحَان وَيَسْمَعْ عِظَات وَيَتَعَلَّمْ اللُغَة القِبْطِيَّة بِالنِتْ وَيَدْخُل عَلَى مَوَاقِعْ لِيَعْرِف مَا يُرِيدْ .. مُمْكِنْ نِكُون فِي الكِنِيسَة وَنَقُول عِظَة وَتَصِل إِلَى كَنَدَا أوْ أمْرِيكَا .. وَتَسْمَعْ مَنْ يَقُول لَك أنَا سَمَعْت العِظَة حَتَّى قُدْسَك قُلْت كَذَا وَكَذَا .. رُبَّمَا تَكُون قَدْ قُلْت شِئ أضْحَك النَّاس .. أي أنَّهُ سَمَعَ فِعْلاً .. ألِهذِهِ الدَّرَجَة أصْبَحَ العَالَمْ صَغِير ؟!! أي مُمْكِنْ تِسْمَعْ عِظَة لِسَيِّدْنَا البَابَا وَهْيَ تُقَال وَمُمْكِنْ تِسْمَعْ إِجْتِمَاعَات كِنِيسِة مَارِجِرْجِس وَهِيَّ تُقَال .
نُرِيدْ أنْ نَقُول أنَّ العَالَمْ صَارَ صَغِير جِدّاً .. لِذلِك نَسْتَطِيعْ أنْ نَسْتَخْدِم العِلْم لِبُنَاء كِنِيسِتْنَا وَبُنَاء أنْفُسْنَا وَنَشْر الكِرَازَة وَثَقَافِتْنَا وَرُوح آبَائْنَا .. تَخَيَّل لَمَّا يُتَاح لَك أنْ تُخَاطِبْ العَالَمْ كُلُّه فِي لَحْظَة وَاحِدَة وَكُلَّمَا قَدَّمْت مَادَّة قَوِيَّة كُلَّمَا كَانَ لَهَا صَدَى أكْثَر وَأكْثَر .. تُوْجَدٌ كَنَائِس فِي الخَارِج إِعْتَمَدِت فِي إِجْتِمَاع الشَبَاب عَلَى حُجْرَات الدَرْدَشَة أكْثَر مِنْ حُضُور الإِجْتِمَاع لأِنَّهُ تُوْجَدٌ كِنِيسَة وَاحِدَة فِي البَلَد كُلَّهَا .. تَخَيَّل لَوْ كِنِيسَة وَاحِدَة فِي مَصْر كَيْفَ نَأتِي إِلَيْهَا كُلِّنَا ؟ .. مَثَلاً النِمْسَا تُقِيمْ إِجْتِمَاع تَحْفِيظ ألْحَان وَاجْتِمَاع دَرْس كِتَاب عَلَى النِتْ لأِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَصِل إِلَى الكِنِيسَة فِي سَاعْتِينْ أوْ ثَلاَثَة أوْ أكْثَر .. لِذلِك حَدَّدَت الكِنِيسَة وَقْت عَلَى النِتْ لِيَسْتَمِع الكُلَّ لِبَعْضُه .. إِذاً نَسْتَطِيعْ أنْ نَسْتَفِيد مِنْ التَّقَدُّم وَتَصِير وَسَائِل الإِعْلاَم لِفَائِدَتْنَا .. لِذلِك لِنَقُل مَعَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ﴿ امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ ﴾ .. ﴿ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي ﴾ .
الله يُعْطِينَا رُوح فَهْم وَحِكْمَة وَإِفْرَاز لِنَعْرِف كَيْفَ نَخْتَار مَا يُنَاسِبْنَا وَيَبْنِينَا وَيُحَكِّمْنَا لِلخَلاَص
وَيُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
المتاجرة بالوزانات
مَثَل رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح عَنْ الوَزَنَات يَقُول فِيهِ أنَّ سَيِّدْ سَافَرْ وَدَعَا عَبِيدَهُ وَأعْطَاهُمْ وَزَنَات .. أعْطَى وَاحِدٌ مِنْهُمْ خَمْس وَزَنَات وَآخَر وَزْنَتَان وَآخَر وَزْنَة كُلَّ وَاحِدٌ عَلَى قَدْر طَاقَتِهِ ثُمَّ سَافَر وَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لَهُ الَّذِي أخَذَ الخَمَسْ وَزَنَات هُوذَا خَمْس وَزَنَات أخَذْت وَخَمْس وَزَنَات أُخْرَى رَبِحْتُهَا .. وَالَّذِي أخَذَ الوَزْنَتَان قَالَ لَهُ هُوذَا وَزْنَتَان أخَذْتُ وَوَزْنَتَانِ أُخْرِيَان رَبِحْتُهُمَا .. أمَّا الَّذِي أخَذَ الوَزْنَة قَالَ لَهُ عَلِمْت أنَّكَ سَيِّدْ قَاسِي فَهذِهِ هِيَ وَزْنَتَك لَمْ أُتَاجِر بِهَا .. مَا هِيَ الوَزَنَات فِي حَيَاتْنَا وَكَيْفَ نُتَاجِر بِهَا ؟ .. هُنَا نَتَكَلَّمْ عَنْ :
(1) مَفْهُوم كَلِمَة " وَزْنَة " :
========================================
تُوْجَدْ وَزَنَات كُلِّنَا أخَذْنَاهَا وَوَزَنَات خَاصَّة بِكُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا .. أي وَزَنَات عَامَّة وَوَزَنَات خَاصَّة .. وَزَنَات عَامَّة مِثْل العَقْل .. الحَوَاس .. الوَقْت .. المَعْمُودِيَّة وَبُنُوِتْنَا لله .. الرُّوح القُدُس .. الجَسَد الله يَقُول لَكْ إِعْمِلْ بِهِ وَارْبَح .. الفِكْر .. كُلَّ هذِهِ وَزَنَات جَمِيعُنَا مُشْتَرِكِينَ فِيهَا .. إِذاً الوَزْنَة هِيَ كُلَّ عَطِيَّة إِلَهِيَّة وَكُلَّ طَاقَة دَاخِلِيَّة أعْطَاهَا الله لَنَا مَجَّاناً .. أي أنَّ الكُلَّ أخَذْ وَزَنَات فَلاَ يَقُلْ أحَدٌ أنَا لَمْ آخُذْ وَغِيرِي عِنْده فَالوَقْت كُلِّنَا أخَذْنَاه وَالسَّاعَة سُتُونَ دَقِيقَة عِنْدَ الكُلَّ وَلاَ تَخْتَلِف مِنْ شَخْص لآخَر وَ ...... أمَّا الوَزَنَات الخَاصَّة فَهِيَ مِثْل الذَّكَاء .. المَوَاهِبْ رَسْم .. عَزْف .. شِعْر .. صُوْت .
فَمَثَلاً دَاوُد النَّبِي مَا هِيَ مَوَاهِبَهُ وَوَزَنَاتُه الخَاصَّة ؟ هِيَ .. صُوْت جَمِيل .. عَزْف .. تَألِيفْ .. مَحَبَّة حَتَّى أنَّهُ غَفَرَ لِشَاوُل .. حِكْمَة .. كَانَ جَمِيل الشَّكْل أشْقَر مَعَ حَلاَوَة العَيْنَيْنِ ( 1صم 16 : 12) .. فَهَلْ غَرَّهُ جَمَالُه ؟ .. أبَداً حَتَّى أنَّهُمْ عِنْدَمَا قَالُوا لَهُ تَزَوَج بِإِبْنَة شَاوُل المَلِك قَالَ لَهُمْ أهُوَ مُسْتَخَفٌّ عِنْدَكُمْ مُصَاهَرِة المَلِك ( 1صم 18 : 23 ) .. أيْضاً هُوَ رَاعِي .. كُلَّ هذِهِ العَطَايَا جَعَلَهَه دَاوُد لِمَجْد الْمَسِيح .. لاَبُدْ أنْ نَعْلَمْ أنَّهُ رَاعِي لِمَجْد الْمَسِيح .. هذِهِ قُدْرَات لِدَاوُد أيْضاً كَانَ مُمَيَّزْ فِي المِقْلاَع وَهذِهِ وَزْنَة إِسْتَخْدِمْهَا لِهَزِيمِة جُلْيَات ( 1صم 17 : 49 ) .. إِذاً قَدْ يَكُون لَدَى أحَدْنَا وَزَنَات عَامَّة وَوَزَنَات خَاصَّة .. المَشَاعِر وَزْنَة عَامَّة وَخَاصَّة أنَّ كُلِّنَا لَدَيْنَا مَشَاعِر لكِنْ بَعْضِنَا حَسَّاس أكْثَر .. إِذاً كُلِّنَا عَطَايَا كَامِنَة هِيَ وَزَنَات .. هَلْ لاَ تَمْلُك عَقْل .. سَمَعْ .. فَمْ ( لِسَان ) .. ؟
(2) مَعْرِفَة الوَزْنَة :
============================
جَيِّدْ أنْ تَعْرِف أنَّ هُنَاك مَا يُسَمَّى وَزَنَات .. لكِنْ مَا هِيَ وَزَنَاتَك أنْتَ ؟ لاَبُدْ أنْ أعْرِف أنَّ الله مَيَّزْنِي بِمَوَاهِبْ وَعَطَايَا خَاصَّة بِيَّ أنَا لاَبُدْ أنْ أكْتَشِفْهَا وَأعْرِف مَا مَعْنَى عَطَايَا الله لِيَّ وَأفْرَح بِهَا وَأُتَاجِر بِهَا .. إِنْسَان إِجْتِمَاعِي بِطَبْعُه هذَا جَيِّدْ .. آخَر يُحِب العُزْلَة هذَا أيْضاً جَيِّدْ .. كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا لَهُ شَخْصِيَّة مُخْتَلِفَة المُهِمْ أنْ نَعْرِف قُدْرَاتْنَا وَكَيْفَ نُتَاجِر بِهَا وَنُنَمِّيهَا .. لِذلِك نَحْتَاج أنْ نَعْرِف شَخْصِيِتْنَا .. لاَبُدْ أنْ تَعْرِف إِنْ كُنْت تَتَكَلَّمْ كَثِيراً مَعَ النَّاس إِذاً أنْتَ شَخْصِيَّة إِجْتِمَاعِيَّة تَسْتَطِيعْ أنْ تُتَاجِرْ بِهَذِهِ الوَزْنَة وَتِرْبَح نَاس لِلْمَسِيح .. أمَّا الَّذِي يُحِب العُزْلَة فَالله دَعَاه لِلصَّلاَة وَالتَّأمُل وَالله يُقَدِّس هذَا وَذَاك وَيَحْتَاج هذَا وَذَاك وَيِفْرَح بِالإِثْنَان .
فِي دُوَل الخَارِج يُسَاعِدُون الطِّفْل أنْ يَكْتَشِفْ نَفْسُه .. تَخَيَّل خَمْسُون طِفْلَة وَطِفْل فِي حَضَانَة يُعْطُوهُمْ وَرَق لِلرَّسْم فَتَجِدْ طِفْل يِمْسِك القَلَمْ بِإِسْلُوب خَطَأ وَيُمَزِق الوَرَقَة وَآخَر يِمْسِك القَلَمْ بِطَرِيقَة صَحِيحَة وَلكِنْ لاَ يَعْرِف أنْ يَرْسِمْ وَآخَر يِرْسِمْ وَيُعَبِّر عَنْ شَخْصِيَّتَهُ .. فَمَثَلاً نَجِدْ البَنَات تِرْسِمْ وَرْدَة .. عَرُوسَة .. أُمِّنَا العَذْرَاء .. وَالِدَتْهَا .. شَمْس .. شَجَرَة .. بَيْنَمَا الأوْلاَد يَرْسِمُون كُرَة .. مُسَدَس .. مَدْفَعْ .. دَبَّابَة .. ضَابِط .. وَمِنْ خِلاَل رَسْمُهُمْ نِفْهَمْ شَخْصِيَتْهُمْ .. لِذلِك أسْتَطِيعْ أنْ أعْرِف نَفْسِي مِنْ خِلاَل مُيُولِي وَاتِجَاهَاتِي .. فَمِنْ هَؤُلاَء الخَمْسُون طِفْل نَجِدْ مَنْ يُحِب العُنْف .. وَمَنْ يَمِيلْ لِلطَّبِيعَة .. وَمَنْ يَمِيلْ لِلرِيَاضَة .. لِنَفْرِض أثْنَاء لِعْب هَؤُلاَء الأطَّفَال نِسَّمَعْهُمْ مُوسِيقَى فَنَجِدْ مِنْهُمْ مَنْ لاَ يَلْتَفِتْ إِلَى المُوسِيقَى وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَوَقَفْ عَنْ الَّلِعْب وَيُنْصِت وَآخَر يَتَحَرَّك مَعَ المُوسِيقَى .. كُلَّ وَاحِدْ مِنْهُمْ لَهُ شَخْصِيَّتَهُ .
لاَبُدْ أنْ تَعْرِف أنْتَ مِنْ أي نُوْع .. لِنَفْرِض أنَّ كُلِّنَا دَخَلْنَا مَكْتَبِة الكِنِيسَة فَنَجِدْ مِنَّا مَنْ يَبْحَث فِي الكُتُبْ الطَّقْسِيَّة وَآخَر يَبْحَث عَنْ الَّلُغَة القِبْطِيَّة وَآخَر عَنْ قِدِّيسِين وَآخَر عَنْ سَلاَسِلْ وَأيْقُونَات وَ ...... فَمِنْ خِلاَل الشَّخْص وَمَا يَمِيلْ لَهُ نِعْرَف شَخْصِيَّتَهُ مِنْ خِلاَل مَا أتَوَجْه لَهُ أعْرِف نَفْسِي .. هذَا أمْر مُهِمْ .. مَا هِيَ مُيُولِي وَاتِجَاهَاتِي ؟ صَعْب أنْ يَكُون عُمْرِنَا الخَامِسَة عَشَرَ أوْ أكْثَر وَلاَ نَعْرِف أنْفُسْنَا .. نَمِّي الإِيجَابِيَات وَابْعِدْ عَنْ السَلْبِيَات .. الَّذِي أعْطَاه الله وَزْنَة وَلَمْ يُتَاجِر بِهَا يُحْزِن الله وَيَأخُذْهَا مِنْهُ وَيُعْطِيهَا لِلَّذِي عِنْدَهُ عَشَرْ وَزَنَات لأِنَّهُ أمِين .. { مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ . وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ } ( مت 13 : 12 ) .
لاَ تَقُلْ لَيْسَ لَدَيَّ وَقْت .. لاَ .. إِعْطِي الله مِمَّا لَكْ .. إِعْرَف مَا هِيَ وَزْنِتَك وَبِمَاذَا مَيَّزَك الله وَاعْرِف شَخْصِيِتَك .. مَاذَا أنَا ؟ هَلْ الأُمُور عِنْدَك مُعْتَدِلَة ؟ لِنَفْرِض أنَّ شَخْص يُحِب التَّرْفِيه هذَا جَيِّدْ لكِنْ لاَ تَكُنْ حَيَاتَك كُلَّهَا تَرْفِيه لأِنَّ جَمَال التَّرْفِيه أنْ يَأتِي وَسَطْ المَسْئُولِيَّة .. أكْثَر شِئ يُعَرِّفْنِي مُيُولِي مَنْ حَوْلِي .. مَنْ حَوْلَك يُعَرِّفَك ذَاتَك إِنْ كُنْت مُتَكَبِر أم مُتَضِعْ .. قَائِدْ أوْ غِير قَائِدْ .. فِي الخَارِج يَعْرِفُون الشَّخْصِيَات القِيَادِيَّة مُنْذُ الطُفُولَة أثْنَاء اللِعْب وَيَبْحَثُون عَنْ مَنْ هُوَ مَسْئُول .. فَمَثَلاً طِفْل يُهْزَم فِي لِعْبَة يِحْزَن وَآخَر يِضْحَك وَلاَ يَهْتَمْ .. الَّذِي يَضْحَك هُوَ شَخْص غِير مَسْئُول بَيْنَمَا الَّذِي يَحْزَن هُوَ شَخْص مَسْئُول وَقَائِدْ .. لِنَفْرِض أنَّكَ أعْطِيتْ أطْفَال حَبْل وَطَلَبْت مِنْهُمْ أنْ يُشَكِّلُوا دَائِرَة .. الطِّفْل الغِير مَسْئُول لاَ يَهْتَمْ بِمَوْقِعَهُ فِي الدَّائِرَة بَيْنَمَا الطِّفْل المَسْئُول يَهْتَمْ بِمَوْقِعَهُ فِي الدَّائِرَة وَيُرَتِبْ مَنْ مَعَهُ .. هذَا قَائِدْ .. جَيِّدْ أنْ تَعْرِف قُدْرَاتَك لَيْسَ لِكَيْ تَتَكَبَّرْ بَلْ لِتُتَاجِر لِحِسَاب الله .. إِنْسَان يُحِبْ التَّسْبِيح وَآخَر يُحِب الإِنْجِيل وَآخَر الصَّلاَة .. المُهِمْ أنْ نُتَاجِر لِحِسَاب الله .
(3) كَيْفَ نُتَاجِر بِالوَزْنَة ؟
=======================================
لاَ يَكْفِي أنْ نَعْرِف وَزَنَاتْنَا وَمَوَاهِبْنَا بَلْ لاَبُدْ أنْ نُنَمِّي مَوَاهِبْنَا .. هَلْ تِعْرَف كُمْبُيُوتَرْ ؟ هذَا أمْر جَيِّدْ نَمِّي هذِهِ المَعْرِفَة وَاعْمَلْ أبْحَاث وَتَرَانِيمْ .. كَثِيرُون يُحِبُّون تَقْدِيمْ الأبْحَاث عَلَى C . D .. الأنْ تَسْتَطِيعْ أنْ لاَ تَشْتَرِي كِتَاب وَتَقْرأ أيْضاً مِنْ الكُمْبُيُوتَرْ .. هذَا جَيِّدْ .. كَثِيرُونَ يَعْرِفُونَ كُمْبُيُوتَرْ لكِنْ لِلأسَفْ يَسْتَخْدِموه فِي تَفَاهَات مِثْل الألْعَاب وَالأغَانِي فَقَطْ .. كَيْفَ أسْتَفِيدْ بِمَوَاهِبِي ؟ .. عَطَايَا الله لِيَّ !! يَقُولُون أنَّ الَّذِي لاَ يُتَاجِر بِوَزَنَاتُه يَجْلِبْ عَلَى نَفْسُه نَقْمَة .. مِنْ هُنَا كُلَّ إِنْسَان لَمْ يَكْتَشِفْ مَوْهِبَتُه أوْ إِكْتَشَفْهَا وَلَمْ يُتَاجِر بِهَا يُدَان .
الله يَقُول لَهُ كُنْت أُرِيدَك أنْ تَشْعُر بِقِيمَتَك وَتِفْرَح .. كُنْت أُرِيدَك أنْ تَعْرِف رِسَالْتَك مِنْ خِلاَل الألْحَان أوْ سِيَرْ القِدِّيسِينْ أوْ تَفَوُقَك فِي دِرَاسْتَك .. لِمَاذَا دَفَنْت وَزْنِتَك ؟ لِذلِك أمر خَطِير جِدّاً إِنْ لَمْ تُتَاجِر بِوَزَنَاتَك .. عِنْدِي وَقْت .. مَاذَا أفْعَل فِيه ؟ هَلْ أُبَدِّدَهُ أم أسْتَفِيدْ مِنْهُ ؟ سِرْ عَظَمِة الإِنْسَان أنَّهُ يُوَظَّفْ وَقْتَهُ بِطَرِيقَة صَحِيحَة وَيَسْتَخْدِمَهُ بِطَرِيقَة جَيِّدَة .. الله يُقَدِّس كُلَّ الطِّبَاع .. عِنْدَمَا نَرَى نَحَمْيَا الغَيُور وَبُولِس الفَيْلَسُوف .. يُوحَنَّا الهَادِئ .. مُوسَى الحَلِيم .. الله يَسْتَخْدِم الكُلَّ .. الله يُرِيدْ الشَّخْص الإِجْتِمَاعِي أنْ يَشْعُر بِرِسَالَة وَيَعْرِف دُورُه وَأمَانَتَهُ إِتِجَاه الآخَرِينْ .. أيْضاً يُرِيدْ الشَّخْص الهَادِئ فِي الصَّلاَة وَالخِدْمَة .. وَيُرِيدْ النَشِيطْ فِي الإِفْتِقَادْ وَالعَمَلْ .. الله يُرِيدْ الكُلَّ .. جَيِّدْ أنْ تَعْرِف وَزْنِتَك وَتُتَاجِر بِهَا .. قُلْ لَهُ أعْطِنِي يَا الله وَزَنَات وَسَأُقَدِّم لَكْ الوَزَنَات وَالرِبْح .
عِنْدَمَا أرَادَ الله أنْ يَبْنِي خَيْمَة الإِجْتِمَاع إِسْتَخْدِم فِيهَا النَّجَار وَصَانِعْ النَّسِيج وَالكَّاهِنْ وَالشَّعْب وَصَانِعْ الذَّهَبْ حَتَّى الخَزَّاف .. الكُلَّ يُكَمِّلْ بَعْضُه .. الله مُحْتَاج لِكُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا لِيُكَمِّلْ بِهِ الآخَر .. إِكْتَشِفْ مَوْهِبَتَك وَتَاجِرْ بِهَا وَلاَ تَقُلْ لَيْسَ عِنْدِي .. لاَ .. عِنْدَك وَزَنَات .. قَدْ يَقُول إِنْسَان كَيْ لاَ يُدِينَنِي الله سَوْفَ لاَ أفْعَلْ شِئ كَيْ لاَ أُخْطِئ وَسَأصْمُت طُول العُمْر .. لاَ .. تَاجِرْ وَارْبَح وَقُلْ لَهُ { نُقَرِّب لَكْ قَرَابِينَك مِنْ الَّذِي لَك ...... } ( مَا يَقُولَهُ الكَّاهِنْ فِي السَّجْدَة الأُولَى مِنْ القُدَّاس البَاسِيلِي ) .
(4) كَيْفَ أتَاجِرْ لِحِسَاب الْمَسِيح ؟
=====================================================
لِنَفْرِض أنَّ إِنْسَان يُحِب القِرَاءَة أوْ العَزْف أوْ مَوْهِبَتُه الخَطْ الجَيِّدْ .. فَلْيَتَاجِرْ بِمَوْهِبَتُه لِحِسَاب الْمَسِيح وَلاَ يَتَكَبَّرْ بِهَا .. الله أعْطَاك المَوْهِبَة كَوَدِيعَة وَقَالَ لَكْ خُذْ هذِهِ عِنْدَك لكِنْ إِنْتَبِه لأِنِّي عِنْدَمَا آتِي سَأخُذْهَا بِرِبْح .. لِذلِك تَاجِرْ لِحِسَاب الله وَلَيْسَ لِنَفْسَك .. مَوْهِبَتَك لَيْسَتْ لِلإِفْتِخَار بَلْ لِمَجْد الْمَسِيح .. بُولِس الرَّسُول كَانَ لَدَيْهِ فَلْسَفَة .. الله قَالَ لَهُ إِكْتِبْ رَسَائِلْ لِلعَالَمْ كُلُّه عَرَّفْهُمْ حَلاَوِة يَسُوع وَمَجْدُه فَكَتَبْ أرْبَعَة عَشَرَ رِسَالَة .. جَعَلَ مَوْهِبَتُه لِمَجْد الْمَسِيح .
أيْضاً يَشُوع كَانَ قَائِدْ حَرْب قَالَ لَهُ الله لاَ تَتَكَبَّرْ بَلْ لِتَكُنْ مَوْهِبَتَك لِمَجْدِي .. دَانِيَال كَانَ عِنْدَهُ مَوْهِبَة تَفْسِير الأحْلاَم .. يُوسِفْ .. أثَنَاسْيُوس كَانَتْ عِنْدَهُ قُوَّة شَخْصِيَّة إِسْتَخْدِمْهَا لِيَقِفْ أمَام العَالَمْ كُلُّه وَأيْضاً عِنْدُه مَعْرِفَة لِلاَّهُوْت حَتَّى قِيلَ لُوْلاَ أثَنَاسْيُوس لَصَارَ العَالَمْ كُلَّهُ أرْيُوسِياً .. أرْيُوس كَانَ يَقُول أنَّ الْمَسِيح لَيْسَ هُوَ الله أي أصْبَح غِير مَسِيحِي .. أثَنَاسْيُوس وَقَفَ ضِدَّهُ .. أنْطُونْيُوس أحَبَّ الهُدُوء وَالصَّلاَة وَتَاجِرْ وَرَبَحْ لِمَجْد الْمَسِيح .. القِدِيسَة دِمْيَانَة كَانَ لَهَا قُوَّة شَخْصِيَّة وَإِرَادَة فَكَانَتْ قَائِدَة لِعَذَارَى إِسْتُشْهِدْ مِنْهُنَّ أرْبَعِينَ عَذْرَاء مَعَهَا .
إِعْرَف وَزَنَاتَك وَتَاجِرْ بِهَا لِحِسَاب الْمَسِيح .. لاَ يُوْجَدْ إِنْسَان بِدُون مَوَاهِبْ .. عَدُو الخِير يَجْعَلْنَا نَنْظُر لأِنْفُسْنَا عَلَى أنَّنَا بِدُون فَائِدَة وَلَيْسَ بِنَا شِئ جَيِّدْ .. لاَ .. الكُلَّ عِنْدُه وَزَنَات وَمَوَاهِبْ المُهِمْ أنْ نَكْتَشِفْ وَنُتَاجِرْ .. لاَ تُوْجَدْ مَوْهِبَة دَاخِلَك بِدُون قَصْد .. الكُلَّ بِقَصْد مِنْ الله لِتُتَاجِرْ وَتَرْبَح بِهَا لِحِسَاب الْمَسِيح .. الله أعْطَاك مَوْهِبَة كَيْ تُحِبُّه بِهَا وَتَجْعَل النَّاس كُلَّهَا تُحِبُّه مِنْ خِلاَلْهَا .
أسْتِير المَلِكَة كَانَتْ جَمِيلَة فَجَعَلَهَا الله مَلِكَة كَيْ تُنْقِذْ شَعْب الله .. أي أنَّ الله يُعْطِي الوَزْنَة لِلإِنْسَان بِقَصْد لِذلِك جَيِّدْ أنْ تَكُون مَوْهِبَتَك لَيْسَتْ لِذَاتَك بَلْ لِلْمَسِيح .. بُولِس الرَّسُول يَقُول { أَيُّ شَيْئٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذَهُ . وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ } ( 1كو 4 : 7 ) .. أي ألَيْسَ كُلَّ شِئ أخَذْتَهُ ؟ فَلِمَاذَا تَفْتَخِر بِمَا أخَذْت وَكَأنَّكَ لَمْ تَأخُذْ ؟ لِذلِك لَيْتَكَ تَعْلَمْ أنَّ الله زَيَّنَك بِمَوَاهِبْ وَعَطَايَا إِكْتَشِفْهَا وَتَاجِرْ بِهَا لِحِسَاب مَجْد الْمَسِيح .
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين