العظات

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 12

الأصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالعِشرُونَ :- [ فهذِهِ هِيَ كلِماتُ داوُدَ الأخِيرةُ ]00أخِر كلِمات داوُد00عجِيب فِى داوُد أنَّهُ ينتهِى مِنْ مرحلة وَيبدأ فِى أُخرى ملِيئة بِالآلام00قَدْ يظُن الإِنسان أنَّ الآلام مُؤقَّتة فِى حياته وَسُرعان ما تزُولَ نقُولَ لَهُ هذا خِداع لأِنَّ الحياة الرُّوحِيَّة وَالحياة الجسدِيَّة سِلسِلة مِنْ الآلام وَخاصةً الحياة الرُّوحِيَّة قَدْ نتخيَّل أنَّها حرب وَننتصِر فِيها وَتنتهِى وَنعِيش بعد ذلِكَ فِى نُصرة دائِمة00لاَ00صعب00الجِهاد حَتَّى الدَّم00نقُولَ لِداوُد إِذا تخطَّيت مرحلِة جُليات تكُون شُجاع وَقَدْ إِنتصرت وَيتخطَّى مرحلِة جُليات ثُمَّ تظهر بعدها مرحلِة شاوُلَ00نقُولَ لَهُ إِذا تخطَّيت مرحلِة شاوُلَ تكُونَ أخِر الحرُوب وَتحيا بعدها فِى نُصرة00وَيتخطَّى مرحلِة شاوُلَ لكِنْ الأمر لاَ ينتهِى فتظهر لَهُ مرحلِة الأعداء وَيتخطَّى هذِهِ المرحلة وَيملُكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ نقُولَ لَهُ إِنتهى الأمر الآنَ وَأسترِيح00لكِنْ تبدأ مرحلِة مُحاربته لِنَفْسَه فيسقُطَ فِى الزِنا وَ000وَيتخطَّاها وَ000وَهكذا سِلسِلة مِنْ الأوجاع وَيقُولَ الآباء [ أنَّ الأوجاع تتلقَّفنا ]وَيقُولَ بُولُس الرَّسُولَ [ لَمْ تُقاوِمُوا بعدُ حَتَّى الدَّمِ ] ( عب 12 : 4 ) داوُد يقُولَ كفى آلام وَسأحيا باقِى أيَّامِى فِى سلام لكِنْ ينصِب لَهُ عدو الخِير فخ كى يُضيِّع لَهُ جِهاده السَّابِق وَكَانَ الفخ أنَّهُ أراد أنْ يُسقِط داوُد فِى الكِبرياء00الَّذِى يظُنْ أنَّهُ سيسترِيح فِى جِهاده هُوَ إِنسان مخدُوع وَ لاَ يعلم خِداعات عدو الخِير00هُوَ يخدعنا إِلَى أخِر نَفْسَ [ وَحيُ داوُدَ بنِ يسَّى وَوَحيُ الرَّجُلِ القائِمِ فِي العُلاَ مسِيحِ إِلهِ يعقُوبَ وَمُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ الحُلوِ ]00" بنِ يسَّى " أى لَمْ أنسى مَنْ أنا00أنا الصَّغِير فِى بيت أبِى00أنا مِنْ أُسرة صغِيرة مِنْ بيت لحم00مهما كَانَ مُلكِى فأنا لَنْ أنسى مَنْ أنا00أنا إِبن يسَّى00وَإِنْ كُنت قَدْ وصلت لِلعُلاَ فهذا بِفضلَ إِلهِى لأِنِّى مسِيح إِله يعقُوب داوُد لقَّب نَفْسَه بِلقب عُرِف بِهِ بين الأنبياء وَالأبرار وَقَدْ يكُونَ معرُوف بِهِ فِى السَّماء الآنَ " مُرنِّم إِسْرَائِيلَ الحُلو "00داوُد لَهُ تسابِيح وَترانِيم حَتَّى صار هُوَ مُرنِّم إِسْرَائِيلَ الحُلو00 ما أجمل النَّفْسَ الَّتِى تنطِق بِعظائِم الله00ما أجمل أنْ يكُون لِكُلّ إِنسان ترنِيمة رُوحِيَّة نشِيد خَلاَصَه00الله هُوَ ترنِيمتنا وَتسبِيحنا [ رُوحُ الرَّبِّ تكلَّم بِي وَكلِمتُهُ عَلَى لِسانِي0 قَالَ إِلهُ إِسْرَائِيلَ إِلَيَّ تكلَّمَ صخرةُ إِسْرَائِيلَ0 إِذا تسلَّطَ عَلَى النَّاسِ بار يتسلَّطُ بِخوفِ اللهِ ]00أنا الله عمل فِى حياتِى رُوحُ الرَّبِّ تسلَّط عَلَىَّ وَتكلَّم بِىَّ وَكلِمتهُ عَلَى لِسانِى " قَالَ إِلهُ إِسْرَائِيلَ "00 أى الآب وَ " الصخرة "00هُوَ الإِبن وَ الرُّوح الَّذِى تسلَّط عليهِ هُوَ الرُّوح القُدُس00النَّفْسَ الَّتِى تتحِد بِالله يعملَ فِيها الثَّالُوث مِثْلَ العذراء مريم [ الرُّوح القُدُسُ يحِلُّ عليكِ وَقُوَّةُ العلِيِّ تُظلِّلُكِ فلِذلِكِ أيضاً القُدُّوسُ المولُودُ مِنْكِ يُدعى ابنَ اللهِ ] ( لو 1 : 35 ) لابُد لِلنَّفْسَ أنْ تكُونَ لها شرِكة مَعَْ الثَّالُوث00الله الآب أوجدنِى وَأحبَّنِى وَبذل إِبنهُ لأِجلِى فعرَّفنِى الإِبن بِالآب وَأصبحت مديُون لِلإِبن00وَالرُّوح القُدُس عرَّفنِى عَلَى الإِبن00الرُّوح ينقِلَ لنا كُلّ نِعم الإِبن وَالإِبن ينقِل لنا كُلّ نِعم الآب00فتعِيش النَّفْسَ فِى دائِرة الثَّالُوث00الَّذِى لَهُ شرِكة مَعَْ الثَّالُوث إِذا تسلَّط عَلَى النَّاس تسلَّط عليهُمْ بِخُوف الله [ رأسُ الحِكمةِ مخافةُ الرَّبِّ ] ( مز 111 : 10 )00 هل تُرِيد أنْ تحيا البِر ؟إِبدأ بِخُوف الله00أحياناً نُحِب أنْ نحيا محِبَّة الله مُباشرةً فنبدأ بِإِستهتار وَنقُولَ لأِنَّهُ إِله مُحِب00إِنْ لَمْ تعرِف قِيمة الإِله المُحِب كُنْ مَعَْ الإِله المخُوف00بدلاً مِنْ المواعِيد كُنْ مَعَْ الوعِيد وَعِيد مخافتِهِ أنْ يقُولَ لَكَ إِنِّى لاَ أعرِفكَ00كى تعِيش البِر لابُد أنْ تحيا خُوف الله لأِنَّ بِدايِة كُلّ بِر وَكُلّ فضِيلة مخافة الله [ وَكنُورِ الصَّباحِ إِذا أشرقتِ الشَّمسُ0 كعُشبٍ مِنَ الأرضِ فِي صباحٍ صحوٍ مُضِئٍ غِبَّ المطرِ ]00" غِبَّ المطرِ " إِشارة لِعمل الرُّوح القُدُس فِى النَّفْسَ00يجعلَ الأمطار تنزِلَ أى أعمالَ الرُّوح القُدُس فِى النَّفْسَ تجعلُها فِى عهدٍ أبدىٍ محفُوظة00وَكأنَّ داوُد يتكلَّم عَنْ مُلّخصَ عملَ الله فِى حياته وَيقُولَ أنَّ الله جعلنِى أتمتَّع بِخلاصِهِ وَأعطانِى كُلّ مسرَّة00الله فِى حياتِى كُلّها ثبَّتنِى بِكُلّ مسرَّة وَبِكُلِّ خلاص00داوُد فِى أخِر أيَّامِهِ يقُولَ نشِيد محبَّتِهِ لله وَفِى هذا نبوَّه عَنْ المسِيح00" وضع لِي عهد أبدِى " أى عهد دم المسِيح وَبِإِستحقاق هذا العهد أصبحنا مُقدِّسِينَ لله وَإِنْ كُنَّا غير مُستحقِينَ إِلاَّ أنَّهُ فضلَ مِنْ الله00[ أليس هكذا بيتِي عِند اللهِ لأِنَّهُ وضع لِي عهداً أبدِيّاً مُتقناً فِي كُلِّ شئٍ وَمحفُوظاً0أفَلاَ يُثبِتُ كُلَّ خلاصِي وَكُلَّ مسرَّتِي ] [ وَلكِنَّ بنِي بلِيِّعال جمِيعهُمْ كشوكٍ مطرُوحٍ لأِنَّهُمْ لاَ يُؤخذُونَ بِيَدٍ ]00" بنِى بلِيِّعال " هُمْ عبده أوثانٍ أى أُمم00جيِّد أنْ يعترِف داوُد أنَّ بنِى بلِيِّعال ليسُوا أُمم فقط بَلْ قَدْ يكُونُوا مِنْ بيتِهِ أوْ مِنْ نسلِهِ لكِنَّهُمْ لاَ يتبعُون مخافِة الله00[ وَالرَّجُلُ الَّذِي يمسُّهُمْ يتسلَّحُ بِحدِيدٍ وَعصا رُمحٍ0 فيحترِقُونَ بِالنَّارِ فِي مكانِهِمْ ] داوُد سرد لنا فِى هذا الأصحاح سِلسِلة طوِيلة مِنْ الأسماء المشهُورة الَّتِى لها عمل فِى المملكة مِنهُمْ مَنْ دخل الحرب وَهزَّ رُمحه فقتل ثَلاَثَ مِئة وَأربعُمائة وَ000أى أنَّهُمْ جبابِرة00ليس إِنسان قاتِلَ بَلْ قوِى فِى الرُّوح جبَّار فِى داخِله وَيَدِ الرَّبَّ معهُ00هكذا ذكر جبابِرة المملكة داوُد يُعلَّمنا درس أنَّهُ كَانَ يُوظَّف كُلّ الطَّاقات الَّتِى عِنده أى كَانَ قائِد رُوحِى جيِّد لَمْ يتعصَّب لِسِبطه كما فعل شاوُلَ إِذْ تعصَّب لِسِبطه سِبط بنيامِين وَهذا يُسبِّب إِنقسام00لكِنْ داوُد خرج مِنْ حدُود الجسد حدُود اللَّحم وَالدَّم لأِنَّ الَّذِى يحيا بِالرُّوح لاَ يعرِف التعصُّب أوْ الإِنقسام لِذلِكَ إِستخدم داوُد كُلّ الطَّاقات00فُلاَنَ إِبن فُلاَنَ لَمْ يكُنْ معرُوف لكِنْ داوُد إِكتشفهُ وَوظَّفهُ داوُد نجح فِى توظِيف طاقات شعبِهِ وَأفتخر بِها لِذلِكَ عمل سِجِل لِلجبابِرة داوُد رمز لِلمسِيح00مَنَ هُمْ الجبابِرة ؟ هُمْ الأنبياء وَالرُّسُلَ وَالخُدَّام00كُلّ إِنسان عمل فِى كرم الله سُجِل إِسمهُ فِى سِجِلَ جبابِرة الرَّبِّ00هكذا أنت مِنْ ضِمن جبابِرة الله وَجيش خلاصه وَسِجِلّه الَّذِى يُكتب فِى سِفر الحياة وَتُكتب أعمالَكَ فِى سِفر الحياة00داوُد يعترِف بِجبابِرة جيشِهِ وَداوُد هُوَ المسِيح وَرِجال داوُد هُمْ رِجال الإِيمان السيِّد المسِيح عِندما جاء إِليهِ تلامِيذه فرِحِين أنَّهُمْ يُخرِجُون شياطِين بِإِسمِهِ قَالَ لَهُمْ لاَ تفرحُوا بِذلِكَ بَلْ بِالحرى إِفرحُوا بِأنَّ أسماءكُمْ قَدْ كُتِبت فِى سِفر الحياة ( لو 10 : 20 )00 إِسعى أنْ تُقدِّم أعمالَ تُكتب فِى سِفر الحياة وَتُسَّجِلَ إِسمكَ فِى سِفر الحياة00قدِّم أعمالَ وَقدِّم فضائِلَ00[ يأتِي الشُهداء حامِلِينَ عذاباتِهِمْ وَيأتِي الصِّدِّيقُونَ حامِلِينَ فضائِلهِمْ ]( طِلبة مِنْ الأبصلمُودِيَّة السَّنوِيَّة )مِنْ ضِمن الأسماء المكتُوبة فِى سِجِلَ جبابِرة داوُد أسماء مِنْ كُلّ الأسباط وَالقبائِلَ وَغُرباء لكِنْ داوُد جعلهُمْ فِى سِجِلَ جبابِرة جيشِهِ وَسِجِلَ إِفتخارِهِ سواء رِجالَ أوْ نِساءأوْ أطفالَ00هكذا المسِيح فِى السَّماء يذكُر كُلّ مَنَ عملَ معهُ وَأتَّبع الرَّحمة توجد شخصِيَّة مُهِمة لَمْ يذكُرها داوُد وَهُوَ يُوآب00أكثر إِنسان تعب مَعَْ داوُد وَكَانَ وفِى لَهُ لكِنَّهُ كَانَ يحمِلَ صِفة الغدر لِذلِكَ لَمْ يذكُره داوُد00هكذا أنت مهما تتعب إِنْ كَانَ فِى حياتكَ خطأٍ ما يُحذف إِسمكَ مِنْ سِفر الحياة00يُوآب إِنسان دموِى قتل عماسا وَ000وَهُوَ صاحِب مُؤامرات رغم وفاءه لِداوُد00يا ليتكَ قَدْ إِحتملت عماسا وَأحتملت أنْ لاَ تكُونَ قائِد جيش داوُد لكَانَ يُكتب إِسمكَ فِى سِجل الحياة00يُوآب رفض قائِد أخر معهُ لِذلِكَ تخلَّص مِنْ عماسا بِخُبثٍ وَكَانَ يتخيَّلَ أنَّهُ إِنتصر لكِنْ ماذا يكُونَ كُلّ هذا أمام حذف إِسمه مِنْ سِجِلَ الإِفتخار00ذكر داوُد يُوشيب وَألعازار وَهُما رمز لأنبياء العهد القدِيم00وَذكر أبِيشاى الَّذِى يرمُز لِلرُّسُلَ وَذكر ثلاثُونَ رجُل رمز لِلشَّعْب00أى أنَّ الله لاَ ينسى أحد0 الأصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالعِشرُونَ :- * الإِحصاء وَالوباء * [ وَعاد فحمِيَ غضبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ ]00غضب الرَّبَّ عَلَى إِسْرَائِيلَ لأِنَّ الشَّعْب إِنصرف عنهُ وَأراد داوُد أنْ يفتخِر بِمملكتِهِ لِذلِكَ أراد الله أنْ يُؤدِب داوُد وَالشَّعْب00فماذا فعلَ الله ؟00[ فأهاج عليهِمْ داوُد قائِلاً امضِ وَأحصِ إِسْرَائِيلَ وَيهُوذا ]00ماذا تفعل يارب ؟ يقُولَ أنا لِى أُسلُوب خاص أُرِيد أنْ أُمحِّصهُ وَأُذكِيه وَأُؤدِب الشَّعْب بِضربة واحِدة[ فَقَالَ المَلِكُ لِيُوآبَ رئِيسِ الجيشِ الَّذِي عِندهُ طُف فِي جمِيعِ أسباطِ إِسْرَائِيلَ مِنْ دانَ إِلَى بِئرِ سبعٍ وَعُدُّوا الشَّعْبَ فأعلم عدد الشَّعْبِ ]00" مِنْ دان إِلَى بِئرِ سبعٍ " أى مِنْ أقصى الشِمالَ إِلَى أقصى الجنُوب عِدُّوا الشَّعْب كُلّهُ00شئ عجِيب حَتَّى أنَّ يُوآب الإِنسان القاسِى قَالَ لِداوُد لِماذا وَالله لَمْ يأمُرنا[ فَقَالَ يُوآبُ لِلمَلِكِ لِيزِدِ الرَّبُّ إِلهُكَ الشَّعْبَ أمثالهُمْ مِئة ضِعفٍ وَعينا سيِّدِي المَلِكِ ناظِرتانِ0 وَلكِنْ لِماذا يُسرُّ سيِّدِي المَلِكُ بِهذا الأمرِ ]00يُوآب يقُولَ لِداوُد لِماذا نعِد الشَّعْب ماذا يسُرَّكَ فِى هذا الأمر ؟ يُوآب راجع داوُد وَكَانَ عَلَى حقٍّ فِى ذلِكَ [ فاشتدَّ كلامُ المَلِكِ عَلَى يُوآبَ وَعَلَى رُؤساءِ الجيشِ فخرج يُوآبُ وَرُؤساءُ الجيشِ مِنْ عِندِ المَلِكِ لِيُعدُّوا الشَّعبَ ]00إِشتدَّ داوُد فِى طلبِهِ وَضغط عَلَى يُوآب لِيُنَّفِذ أمرهُ لِماذا يعِد الشَّعْب ؟ أوَّلاً كى يعلم عدد رِجاله وَيفتخِر بِهِمْ00ما مِنْ مرَّة تمَّ فِيها تِعداد الشَّعْب إِلاَّ بِأمر إِلهِى كما فعلَ فِى أيَّام مُوسى النبِى حيثُ أمرهُ الله أنْ يعِد الشَّعْب ثَلاَثَ مرَّات وَلَمْ يعِد مُوسى الشَّعْب كى يفتخِر بِهِ كما فعلَ داوُد بَلْ لأِنَّهُ أمر إِلهِى فنجِد فِى سِفر العدد كُلّ الأسباط معدُوده فرد فرد00لكِنْ الأمر فِى هذِهِ المرَّة خرج مِنْ داوُد نَفْسَه لِذلِكَ لَمْ يستحسِن الله هذا التِعداد لأِنَّ داوُد لَمْ يستشِر الله0 ثانِياً لِكى يعلم داوُد الشَّعْب هُوَ شعب الله وَليس شعبه هُوَ00الله يقُولَ لَهُ أنا الَّذِى أقمتكَ عَلَى شعبِى00حَتَّى أولادنا لابُد أنْ نتعاملَ معهُمْ عَلَى أنَّهُمْ عطِيَّة مِنْ الله وَليسُوا مِلكاً لنا00[ وَالَّذِينَ يستعمِلُونَ هذا العالم كأنَّهُمْ لاَ يستعمِلُونهُ ] ( 1 كو 7 : 31 )00 هكذا قَالَ الله لِداوُد أنت تملُكَ عَلَى شعبِى لكِنَّهُمْ ليسُوا مِلككَ0 ثالِثاً رُبما أراد داوُد أنْ يدخُل حرب جدِيدة أوْ يجمع ضرِيبة مِنْ الشَّعْب أوْ يُسخِّر الشَّعْب لِعملِ مُعيِّن00أوْ لِيُعلِنْ فخره قبل موتِهِ00المُهِمْ أنَّهُ أراد أنْ يعِد الشَّعْب [ فدفع يُوآبُ جُملة عدد الشَّعبِ إِلَى المَلِكِ فكان إِسْرَائِيلُ ثمانَ مِئةِ ألفِ رجُلٍ ذِي بأسٍ مُستلِّ السَّيفِ وَرِجالُ يهُوذا خمسَ مِئةِ ألفِ رجُلٍ ]00عدُّوا الشَّعْب 800000رجُلٍ دائِماً فِى العهد القدِيم كَانَ يُحسب مَعَْ كُلّ رجُلَ عائِلته زوجة وَثَلاَثَ بنِين أى العائِلة خمسة أفراد تقرِيباً إِذاً عدد الشَّعْب كُلّه كَانَ حوالِى أربعة ملايِين فرد00داوُد إِفتخر بِعدد شعب إِسْرَائِيلَ00أمَّا عدد يهُوذا فكان 500000رجُلَ00دائِماً كَانَ سِبط يهُوذا مُميَّزعَنْ باقِى الأسباط إِشارة لِلسيِّد المسِيح داوُد فِيهِ رُوح الله نشِيط لِذلِكَ إِكتشف خطِيَّتهُ سرِيعاً فبِمُجرَّد أنْ عرف عدد الشَّعْب حَتَّى قرع صدرهُ ندماً عَلَى تِعدادِهِ لِلشَّعْب بِدُون أمر الله 00[ وَضَرَبَ داوُد قلبُهُ ] كَانَ يجِب عليهِ أنْ يفرح بِهذا العدد فلِماذا ضرب قلبهُ ؟00[ فَقَالَ داوُدُ لِلرَّبِّ لقد أخطأتُ جِدّاً فِي ما فعلتُ وَالآنَ ياربُّ أزِل إِثم عبدِكَ ]00داوُد شعر بِخطأه وَندم00يوجد فرق بين إِحساس العظمة وَطاعِة الله فِى أمرٍ مُعيَّن00داوُد كَانَ يعِد الشَّعْب لِيشعُر بِالعظمة بينما مُوسى النبِى عدَّ الشَّعْب طاعة لأِمر إِلهِى00داوُد قلبه رقِيق لِذلِكَ إِكتشف خطأه بِسُرعة [ وَالآنَ ياربُّ أزِل إِثم عبدِكَ لأِنِّي انحمقتُ جِدّاً ]00" انحمقتُ جِدّاً " كلِمة مشهُور بِها سِفر صَمُوئِيلَ00جيِّد أنْ يعرِف الإِنسان حماقتِهِ00داوُد عرِف حماقتِهِ لأِنَّهُ عدَّ الشَّعْب ليس لِيرى مجد الله بَلْ لِيُعلِن إِفتخاره الشَّخصِى00داوُد ضَرَبَ قلبهُ وَقَالَ أزِل ياربَّ إِثم عبدكَ داوُد عِندما عرف خطأه لَمْ يتوانى عَنْ التوبة وَالآباء يُعطُونا تدرِيب يُسمَّى" التوبة اللحظِيَّة "00إِنْ أدنت إِنسان وَأنت سائِر فِى الطرِيق قُلَ لله قَدْ إِنحمقتُ جِدّاً نظرت عينيكَ نظرة غِير سلِيمة00تكاسلت عَنْ شئ00قدِّم توبة لحظِيَّة وَ لاَ تُقدِّم مُبرِرات داوُد لَمْ يقُلَ أعدائِى غادِرِين وَلابُد أنْ أعرِف جيشِى وَشعبِى00شاوُلَ المَلِكَ قدَّم قدِيماً عُذراً لِخطأه وَقَالَ لِصَمُوئِيلَ النبِى أنَّكَ تأخَّرت لِذلِكَ قدَّمت أنا الذَّبِيحة00فِى حِين أنَّ داوُد قَالَ لله أنا قَدْ إِنحمقت جِدّاً لِذلِكَ كَانَ داوُد قادِر أنْ يغتصِب مراحِم الله[ لَكَ وحدكَ أخطأت ]00[ لِكي تتبرَّر فِي أقوالَكَ ] ( مز 50 )00أنت وعدت بِمراحِمكَ00كى تتبرَّر فِى أقوالَكَ إِقبلنِى لأِنِّى إِنحمقت جِدّاً00إِغلِب إِنت حَتَّى لاَ يأتِى يوم أقُولُ لَكَ أنا طلبت التوبة وَأنت رفضت [ وَلمَّا قَامَ داوُدُ صباحاً كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى جادٍ النَّبِيِّ رائِي داوُد قائِلاً اِذهب وَقُل لِداوُد هكذا قَالَ الرَّبُّ0 ثلاثةً أنَا عارِض عليكَ فاختر لِنَفْسِكَ واحِداً مِنها فَأفعلهُ بِكَ ]00الله لطِيف وَمُحِب لِلإِنسان الله ذُو الجلال يقُولَ لِداوُد أنت أخطأت لكِنْ بعد إِذنكَ أنا عارِض عليكَ ثلاث عقُوبات إِختر لَكَ واحِده00الله أراد بِذلِكَ أنْ يعرِف فِكر داوُد [ وَقَالَ لَهُ أتأتِي عليكَ سبعُ سِنِي جُوعٍ فِي أرضِكَ أمْ تهرُبُ ثلاثة أشهُرٍ أمام أعدائِكَ وَهُمْ يتبعُونكَ أمْ يكُونُ ثلاثة أيَّامٍ وبأ فِي أرضِكَ0 فَالآنَ اعرِف وَانظُر ماذا أرُدُّ جواباً عَلَى مُرسِلِي ]00إِمَّا سبعُ سِنِى جوعٍ أوْ هرُوب أمام الأعداء ثلاثة أشهُرٍ أوْ ثلاثة أيَّامٍ وبأ ماذا يختار داوُد ؟[ فَقَالَ داوُدُ لِجادٍ قَدْ ضاقَ بِي الأمرُ جِدّاً0 فلنسقُط فِي يَدِ الرَّبِّ لأِنَّ مراحِمهُ كثِيرة وَ لاَ أسقُط فِي يَدِ إِنسانٍ ]00لاَ أُرِيد تأدِيب مِنْ الخارِج لِذلِكَ لاَ أُرِيد الهرُوب أمام الأعداء00أُرِيد مِنْ يَدَ الله مُباشرةً أفضل لأِنَّ مراحِمهُ عظِيمة00الوبأ لاَ يتدخَّل فِيهِ إِنسان بَلْ مِنْ يَدِ الله لكِنْ الأعداء هِى يَدَ إِنسان وَالمجاعة قَدْ يتدخَّل فِيها إِنسان00إِذاً الوبأ هُوَ الوحِيد مِنْ الله فقط فِى مِصْرَ أيَّام يُوسِف العفِيف كانت المجاعة خزَّن طعام وَإِستعانت بِهِ الأرض كُلّها حَتَّى يعقُوب أبِيهِ أى إِستعانُوا بِيَدِ بشرٍ لكِنْ الوبأ ليس لإِنسان يَدَ فِيهِ00الأعداء إِذا طاردُونا مُمكِنْ نستعِينَ بِجيشٍ آخر قوِى لكِنْ الوبأ مِنْ يَدِ الله00جيِّد أنَّ داوُد فِى عِشرِته مَعَْ الله أخذ ثِقة فِى الله وَتدابِيره00مهما كَانَ الله قاسِى نقبل قسوتهُ وَ لاَ نقبل لُطف إِنسان [ فجعل الرَّبُّ وبأً فِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الصَّباحِ إِلَى المِيعادِ فمات مِنَ الشَّعْبِ مِنْ دانٍ إِلَى بِئرِ سبعٍ سبعُونَ ألفَ رجُلٍ ]00هل فرحت يا داوُد لِلحظة وَأفتخرت بِتِعداد الشَّعْب الآنَ فِى لحظة أُبِيدُ لَكَ الكُلّ00الفضل لله وَليس لِحِكمِتكَ وَتقواكَ00الَّذِى جعل الشَّعْب يتزايد الله وَليس أنت00يوجد أمر مُهِمْ فِى مُعاملات الله أنَّهُ مُمكِنْ خطِيَّة إِنسان تُعاقب عليها مجموعة وَأحياناً الخطايا تُصِيب مجموعة وَليس فرد مِثْلَ خطِيَّة يُونان النبِى عُوقِب عليها كُلّ مَنْ كَانَ فِى السَّفِينة [ وَبَسَطَ الملاكُ يَدَهُ عَلَى أُورُشلِيمَ لِيُهلِكها فندم الرَّبُّ عَنِ الشَّرِّ وَقَالَ لِلملاكِ المُهلِكِ الشَّعْبَ كفى ]00داوُد مِنْ قبل واثِق فِى مراحِمْ الله لِذلِكَ قَالَ الله كفى00[ وَكَانَ ملاكُ الرَّبِّ عِند بيدرِ أرُونة اليبُوسِيِّ ]00المكان الَّذِى وقف عِندهُ الوبأ بيدر رجُلَ أُممِى إِسمهُ أرُونة اليبُوسِيِّ00[ فكلَّم داوُد الرَّبَّ عِندما رأى الملاكَ الضَّارِبَ الشَّعب وَقَالَ ها أنَا أخطأتُ وَأنَا أذنبتُ وَأمَّا هؤُلاءِ الخِرافُ فماذا فعلُوا0 فلتكُنْ يدُكَ عَلَيَّ وَعَلَى بيتِ أبِي ]00عِندما عرف داوُد عدد القتلى بِالوبأ قَالَ لله لِتكُنْ يَدُكَ عَلَىَّ أنا00أنا الَّذِى أذنبت وَليس الشَّعْب00جيِّد أنْ يُبذِلَ الرَّاعِى نَفْسَهُ عَنْ الخِراف داوُد مُتعلِّم هذا الفِكر مِنْ الله سيِّده00أنا الَّذِى أخطأت وَليس الشَّعْب لِذلِكَ رُدّ يَدَكَ أنا لدىَّ إِستعداد أنْ أموت عَنْ الآخرِين00فِكر الفِداء مِنْ السيِّد المسِيح قَدْ أخذهُ داوُد00الَّذِى يُحِب الله يكُون عِندهُ مبدأ الفِدأ كما فعل إِبراهِيم أبو الآباء عَنْ شعب سدوُم وَعمُورة [ فجاء جادُ فِي ذلِكَ اليومِ إِلَى داوُد وَقَالَ لَهُ اصعد وَأقِمْ لِلرَّبِّ مذبحاً فِي بيدرأرُونةَ اليبُوسِيِّ ]00إِذهب لِبيدر أرُونة اليبُوسِىِّ فِى وسط أرضِهِ إِعمِلَ لِى مذبح[ فصعِد داوُدُ حسب كَلاَمَ جاد كما أمر الرَّبُّ0 فتطلَّع أرُونةُ وَرأى المَلِكَ وَعبِيدهُ يُقبِلُونَ إِليهِ فخرج أرُونةُ وَسجد لِلمَلِكِ عَلَى وجهِهِ إِلَى الأرضِ ]00أرُونة رأى المَلِكَ جاء إِليهِ فتعجَّب وَسجد لَهُ وَعِندما إِستأذنهُ المَلِكَ لِعملَ مذبح لِلرَّبَّ وسط بيدرِهِ رحَّب أرُونة وَأحضر لَهُ أدوات المذبح [ فَقَالَ داوُدُ لأِشترِي مِنْكَ البيدر لِكي أبنِي مذبحاً لِلرَّبِّ فتكُفَّ الضَّربةُ عَنِ الشَّعْبِ0فَقَالَ أرُونةُ لِداوُد فلِيأخُذهُ سيِّدِي المَلِكُ وَيُصعِدْ ما يحسُنُ فِي عينيهِ ]00إِنْ كَانَ أرُونة أُممِى إِلاَّ أنَّهُ قدَّم نموذج رائِع لِلإِتِضاع وَالمحبَّة وَالبذلَ وَبيدر أرُونة اليبُوسِى هذا مكان بُناء هيكل سُليمان هذا المكان الَّذِى أحبَّ الله أنْ يُقِيم فِيهِ مذبحهُ وَكأنَّهُ يقُولَ رغم أنَّ أرُونة أُممِى إِلاَّ أنَّهُ مُتمتِّع بِالبذلَ وَالحُب وَالإِتِضاع[ البقرُ لِلمُحرِقةِ وَالنَّوارِجُ وَأدواتُ البقرِ حطباً0 الكُلُّ دفعهُ أرُونةُ المالِكُ إِلَى المَلِكِ ] جيِّد أنْ يفرح الإِنسان بِقُدُوم داوُد00جيِّد أنْ تفرح بِالله وَنُقدِّم لَهُ قُلُوبُنا مذبح وَمِنْ حواسِنا حطب وَنُقدِّم لَهُ ذبائِح صلاة وَتسبِيح وَشُكر وَ[ فَاشترى داوُدُ البيدر وَالبقر بِخمسِينَ شاقِلاً مِنَ الفِضَّةِ ]00رقم خمسِين إِشارة لِعملَ النِّعمة00[ وَبنى داوُدُ هُناكَ مذبحاً لِلرَّبِّ وَأصعد مُحرقاتٍ وَذبائِح سلامةٍ وَاستجابَ الرَّبُّ مِنْ أجلِ الأرضِ فكفَّتِ الضَّربةُ عَنْ إِسْرَائِيلَ ]00هذا هُوَ عملَ الله لِذلِكَ ترى أنَّ فخ عدو الخِير الَّذِى نصبهُ لِداوُد لِيُسقِطهُ فِى الكِبرياء فِى أواخِر أيَّامِهِ قَدْ حوَّلهُ داوُد بِحِكمة إِلَى إِكلِيل أُضِيف إِلَى أكالِيل داوُد السَّابِقة لِيكُنْ لنا جِهاد داوُد وَتسبِيحه وَفخره بِالله ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل