العظات

سمات تعاليم المسيح

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا اليوم يا أحبائي الكنيسة فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح الحادي عشر، حيث كان الكتبة والفريسين ينظرون رديا يكلمونه في أمور كثيرة، ويمكرون ليصطادوه بكلمة من فيه، وفي أثناء ذلك إذ اجتمع ربوات كثيرة حتى داس بعضهم بعضاً. عندما كان ربنا يسوع يتواجد في مكان نجد الناس يجتمعوا مثلما يقول هنا الكتاب "أنه جاءت واجتمعت ربوات كثيرة حتى داس بعضهم بعض"، من كثرة الزحام، من كثرة الأعداد، أصبحت الناس ملتحمة ببعضها البعض، وهنا نسأل أنفسنا لماذا؟! فهناك أشخاص كثيرة تعلم، أشخاص كثيرة تعظ، معلمين كثيرين، لم نرى مثل هذا الإقبال في هذا العصر، لماذا؟ لأن في حقيقة الأمر ربنا يسوع كانت تعاليمه تعليم فوقاني، لم يكن تعليم فلسفة، ولا تعليم زمني أرضي، لا بل كان كله سمات جديدة، هناك ثلاث سمات لتعليم ربنا يسوع المسيح جعلت تعليمه جذاب جداً: ١- تعليم جديد ومختلف تماماً عما قبله. ٢- تعليم للجميع. ٣- تعليم أبدي. ١- جديد : كيف كان جديد؟ لأنه جاء لينقل أفكارهم من أفكار أرض، واهتمامات أرض، وشبع وسرور أرض، وذات أرض، إلى أمور سماوية جديدة، بدلاً من أن يحدثهم عن أحبوا بعضكم بعضا لا فهو يتكلم عما هو أكثر من ذلك أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، صلوا وأحسنوا إلى مبغضيكم، تعليم جديد عجيب، الناس عندما تسمع يقولون أول مرة نسمع كلام مثل هذا. العهد القديم كان يطالبنا ويقول حب قريبك كنفسك، لكن المسيح جاء يكلمنا عن محبة الأعداء، درجة ثقيلة جدا، العهد القديم كان يحدثنا عن أننا نعطي العشور، لكن المسيح قال لا ليس العشور فهو قال بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة، فهو بدأ يتخطى حدود كثيرة أكثر من مجرد وصية العهد القديم، فكان كلامه ليس كمثل المعلمين الذين سبقوه، لذلك يقول الكتبة والفريسيين كثيرين بهتوا عندما سمعوه، لماذا بهتوا؟ لأن التعليم هذا كان تعليم جديد عجيب، لم يأتي ليجدد في عدة أفكار، ولم يأتي ليغير في الأسلوب ويتكلم بمنطق أفضل أو يتكلم بفلسفة أفضل لا فهو تعليم جديد. تعليم جديد لأنه يريد أن ينقل الإنسان من حالة الإنسان المطرود من الفردوس إلى الإنسان الذي يعود مرة ثانيه ويرد مرة أخرى إلى رتبته الأولى، فأتى بتعليم جديد لأن التعليم القديم عجز وفشل، عجز وفشل عن أن يحضر الإنسان مرة أخرى لله، بل على العكس مثلما قال معلمنا بولس الرسول أن كل ما أستطاع الناموس أن يفعله أن يحكم على الإنسان ليس أن يعالج الإنسان، فأصبح الناموس للموت، فجاء الناموس لكي يقول للإنسان لا تفعل، لا تفعل، لا تفعل، وإذا فعلت سيحدث لك، سيحدث لك، سيحدث لك، نقول له هذا جيد، لكن كيف لا نفعل؟ أنا لن أستطيع، فأصبح الناموس آتي لكي يحكم للإنسان، كما قال معلمنا بولس الرسول فعاشت الخطية ومت أنا، بمعنى أن الناموس جاء لكي يموت الإنسان ويجعل الخطية مستمرة، بينما المسيح عندما جاء قد فعل العكس، مات هو وماتت الخطية، بماذا ماتت الخطية؟ بموته، وأعطانا الحياة، ماتت الخطية وعشت أنا، ماتت الخطية وعشت أنا، لكن الآخر ماذا قال عاشت الخطية و مت أنا، هنا جاء ربنا بسوع المسيح يعطينا التعليم الذي أكد فيه أن الخطية ماتت، وأنت الذي تحيا، اغلبها، كيف أغلبها؟ تجاوز نفسك، أصلب ذاتك، لا تهتموا بما تأكلوا أو بما تشربوا، لا تهتموا بالغد، جاء ربنا يسوع المسيح يا أحبائي لكي ينقل اهتمامات الإنسان من حالة إلى حالة، ومن زمن إلى سماء، ومن أرض إلى أبدية. هذا هو يا أحبائي عمل السيد المسيح في حياتنا، تعليم جديد، الذي جلس ليسمع فكان يسمع ويقول هذا التعليم مختلف تماماً، مختلف عن موسى وعن يشوع وعن الأنبياء وعن أشعياء وعن حزقيال ..... إلخ، لماذا؟ لأنهم كان كل غايتهم أن يحتفظوا بالناموس ويتمسكوا به وكانوا يتفننوا في كيفية تمسكهم به بحرفية زائدة، ولكن كانت النتيجة أن عاشت الخطية ومات الإنسان، جاء ربنا يسوع المسيح بتعليم جديد، جعلهم يتجاوزوا به أنفسهم، جعلهم لا يتعلقوا بذواتهم، ولا يتعلقوا بالمال، ولا يهتموا بالغد، ولا يهتموا بما يأكلوا ولا يشربوا، وليس فقط أن يحبوا أقربائهم لا بل يحبوا أعدائهم تعليم جديد، تعليم جديد في الأسلوب، وتعليم جديد في المعنى، وتعليم جديد في حدوده، وتعليم جديد في أنه الذي لا يفعل لن يأخذ عقوبة، لا فعقوبته عقوبة سماوية فلا يحدث رجم، ولا طرد من المجمع، فلم يحدث أي شيء، لماذا؟ لأني لم أتي لأدين العالم بل لأخلص العالم، هذا يا أحبائي تعليم جديد، أول مرة يسمعوه، هل معنى ذلك أنه لا يوجد عقوبات؟، هل في أيامك لا يوجد أشخاص ترجم؟، قال لك لا يوجد في أيامي أشخاص ترجم، هل الخطاة يستمرون في خطاياهم ويطمئنوا؟ قال يستمر في خطاياهم لكن هناك عقوبة أبدية، "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون"، لكن بتعبير أبدي. ٢- تعليم للجميع : ربنا يسوع يا أحبائي كان تعليمه بسيط جدا وعميق جدا، لذلك هنا يقول لك: "اجتمعت إليه ربوات من الشعوب"، والبيت كان به ازدحام حتى داس الناس بعضهم البعض، لماذا؟ لأنه كان للجميع، أي شخص يفهمه الكاتب، الفريسي، المثقف، وربة المنزل، الصياد، راعي الغنم، المزارع أي شخص يفهمه، تعاليمه للجميع، يتحدث مع الرجل التاجر الغني يقول له يشبه ملكوت السماوات تاجر لألألئ حسنة، وجد لؤلؤ كثيرة الثمن مختبأ في حقل فمضى وباع كل ما له واشتري الحقل، الرجل تاجر الألألئ الحسنة أو التاجر عموما الذي يفكر دائما في التجارة تجد هذا الكلام يجذبه جدا، عندما يتحدث مع الجماعة الصيادين يحدثهم عن يشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في البحر وعندما أصطاد جمع السمك احتفظ بالجيد وطرح الأردياء، فالرجل صياد السمك الكلام هذا يجذبه جدا، وراعي الأغنام يحدثه عن الخروف الضال، وربة المنزل يحدثها عن الخمير الذي يخمر العجين كله، وكل واحد وله طريقه، تعليم للجميع، كان يكثر من التشبيهات، وكان يكثر من المقارنات، وكان يكثر من القصص، وكان يكثر من النثر، وكان يكثر من التعليم، كان يتكلم بكل الأساليب، بالمقارنات حيث يقول لك هناك خمس عذاري حكيمات وهناك خمس جاهلات، هناك أثنين صعد إلى جبل ليصليا واحد فريسي وآخر عشار ويظل يصور لك هذا ويصور لك هذا، كأنه يجعلك تتخيل، استخدم الخيال، واستخدم العقل، واستخدم اللمس، آتي بأطفال أحضرهم، استخدم كل الوسائل لكي يجمع انتباه السامعين، تعليم جذاب للجميع، كل الفئات، كل الأعمار، كل القامات، كل المستويات كانت تتعلم من ربنا يسوع المسيح، وجلست تسمع وتنصت، لذلك الكنيسة تعلمك وتقول لك كيف تنصت لتعليم ربنا يسوع المسيح، عندما يقرأ الإنجيل في الكنيسة ركز جداً، لماذا؟ لأن المسيح يعلم، عندما يقرأ الإنجيل في الكنيسة لابد أن تعرف ماذا تريد الكنيسة أن تقوله لك؟، وما هي الرسالة التي تريد أن توصلها لك؟، فانتبه لكي تخبئ الكلمة في قلبك لكي تحفظك الكلمة، تعليم للجميع لكل المستويات، تعليم له تأثير، تعليم له نتائج، لأنه كان لمجرد أن يبدأ يعظ يجد الجموع تتبعه أينما يمضي، بمجرد ما يعظ تجد الناس تتغير من داخلها بكل كيانها، تجد حركة داخلية من داخل الإنسان لماذا؟ لأن تعليمه يؤثر في كل فئة، وكل شخص له أسلوبه، وله اهتماماته، يوبخ الكتبة والفريسيين على ريائهم، وفي نفس الوقت يشجع الزناة والخطاة الذين يريدون أن يأتوا لكن يأسوا من أنفسهم، لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى، وبدأنا نجد ربنا يسوع المسيح من أكثر الفئات التي يهتم بها العشارين والخطاة ويجتمعوا إليه ويركز معهم جدا، نجد في بيت الفريسي المرأة الخاطئة تريد أن تدخل، لو لم يكن ربنا يسوع المسيح موجود في بيت الفريسي ما جرئت أن تدخل، لن تستطيع فهي معروفة أنها سيدة سيئة السمعة، عندما تدخل بيت مثل بيت هذا الرجل فإنه من على الباب يقول لها أخرجي، لكن لمن هي أتت؟ أتت إلى المسيح، قالوا لها أتيتي على الوتر الذي لا نستطيع أن نتكلم فيه، كان من المفترض أن ينتهرها المسيح لأنه يعرف أن هذه امرأة خاطئة، المفترض أن يقول لها لا تلمسيني، لا تقتربي مني، لا أبدا، بل رحب بها، تركها، وجلست لتقدم التوبة بكل حواسها وبكل مشاعرها وتسكب دموعها عند قدميه، وتمسح دموعها بشعر رأسها، وتسكب الطيب، ما كل هذا؟ المسيح يرحب بالخاطئ، يفتح أحضانه للكل، لذلك بمجرد أن قبل هذه المرأة بالتأكيد كثيرين تشجعوا أن يأتوا إليه، وكثيرين كسرت الحواجز من داخلهم، لكي ما يقدموا توبة ولكي ما يرجعوا عن ماضيهم، ولكي يتخلصوا من حياتهم وسيرتهم الرديئة، التعليم للجميع أي لكل إنسان يكلمه بالطريقة التي من الممكن أن تبنيه وتخلصه وتفييده. ٣- تعليم أبدي : أول مرة يسمعون كلام عن ملكوت السموات، أول مرة يسمعون أنه هناك حياة أبدية، الكلام عن الملكوت والحياة الأبدية في العهد القديم نادر جدا جدا، لكن ربنا يسوع المسيح كان كثيرا يحدثهم عن "رثوا الملك المعد لكم قبل تأسيس العالم". اقرأ بشارة معلمنا متى وأنظر كم من مثل يقول فيه يشبه ملكوت السموات، ملكوت السموات، ملكوت السموات، وعندما علمنا أن نصلي ونقول ليأتي ملكوتك، ما هو ملكوته هذا؟ هو الحياة الأبدية، الحياة الأبدية التي فيها الوعد، الحياة الأبدية هو المستقبل، الحياة الأبدية التي فيها نجني ثمر تعبنا، الحياة الأبدية التي نتمتع فيها بمحبته ونسكن معه إلى الأبد، هذه هي الحياة الأبدية، تعليم ربنا يسوع المسيح كان تعليم أبدي أخروي، يقولوا عليه الآباء إسخاطولوجي، يعني أخروي، يعني الحياة الأخرى، الحياة الغير مرئية، الحياة التي ننتظرها، هذه هي يا أحبائي الذي كان يركز عليها ربنا يسوع المسيح، هذه هي المكافأة، ماذا نأخذ بعد كل هذا؟ أنت تظل تقول لنا بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة، تظل تقول لنا لا تهتموا للغد، فماذا نفعل؟ وبماذا نهتم؟ نريد أن ناكل ونشرب ونقوم بتربية أولادنا، وأنت تقول لنا لا تهتموا بالغد، قال لك لا لأني أنا لدي غد آخر أريدكم أن تهتموا به الذي هو حياتكم الأبدية، فكان يكثر من التعليم الأبدي، وكان يكثر أن ينقل عقل الجموع من الأرض إلى السماء، وكان يكثر أن يوعدهم بالمكافآت لا الأرضية ولكن السماوية، الملك المعد لكم لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، سر أن يعطيكم الملكوت، فالناس تسمع كثيراً عن الملكوت، الحياة الأبدية، ملكوت السماوات، الدهر الآتي، الملك، ما كل هذا؟ يريد أن ينقل الذهن من حالة إلى حالة. صدقوني يا أحبائي دائما من أسرار النمو الروحي كثرة التفكير في الأبدية، ومن أسرار انحدارنا الروحي عدم تفكرنا للأمور الأبدية، لأنه عندما يكون هناك شخص يفعل وهو لا يعرف إلى أين يذهب سيشعر بالملل، عندما تركب قطار والطريق تعطل بك قليلاً وأنت لا تعرف أين تذهب تشعر بالملل وتتضايق جدا، لكن طالما أنت لديك هدف تريد أن تصل له ستجد عذراً حتى إذا تأخرت قليلاً، وتقول بالتأكيد سأصل، بعد قليل سأصل، بالتأكيد قريبا قريبا سأصل لماذا؟، لأنه لابد أن تكون تعرف إلى أين تذهب؟. ربنا يسوع المسيح تعليمه كان تعليم أخروي، تعليم أبدي، تعليم يوصل الإنسان أن يعيش فترة في الحياة لكي في النهاية يرث الملك المعد له قبل تأسيس العالم، يريد أن يقول لهم الإنسان ليس مجرد مأخوذ من الأرض لا الإنسان من السماء، الإنسان من المفترض أن يولد من السماء ويمر على الأرض لكي يعود مرة ثانية للسماء عكس مفهوم العهد القديم، أن الإنسان من الأرض وسيظل في الأرض ويظل من التراب وإلى تراب يعود، لا لكن في العهد الجديد ليس كذلك يا أحبائي بل قال لك "أنتم لستم من أسفل أنتم من فوق" قال لك لا أنت لست من اسفل لا، أقامنا معه، أصعدنا معه إلى السموات، ويتكلم عن مسكننا الجديد معه، ويتكلم عن مكاننا معه، أنه يكون لنا مكان عن يمين الآب، وقم بقراءة سفر الرؤية لكي تتمتع بمكانك و تعرفه، فالذي يعرفه يتمسك به، لذلك تعليم ربنا يسوع المسيح كان تعليم أخروي، تعليم للجميع، تعليم أبدي ثلاث سمات كانت جذابة جداً في تعليم ربنا يسوع المسيح. تعليم جديد تعليم للجميع تعليم أبدي اقرأ كثيراً في الكتاب المقدس، ادخلوا داخل أعماق كلمة الله، أقرأ كثيراً في مواعيده، أقرأ كثيراً في وصاياه، فيتغير العقل وعندما يتغير العقل تتغير الإرادة، وعندما يتغير العقل والإرادة يتغير القلب، القلب والعقل والإرادة يغيروا الحياة. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

عمل الروح القدس الجمعة الثالثة من شهر بشنس

الأسبوع الأخير من رحلة الخماسين المقدسة والكنيسة أمامها يومان وتستقبل أغلى عطية وأعظم هدية تعطى لها وهي الروح القدس .. لذلك تقرأ علينا الكنيسة موقف عندما وقف ربنا يسوع في يوم عيد وقال داخل الهيكل ﴿ من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي ﴾ ( يو 7 : 38 ) بالطبع كان الناس يفهمون الكلام حرفي فيقولون كيف تجري من بطنه أنهار ماء حي ؟ قد نقول قليل ماء لكن أنهار ماء ؟ بالطبع كان ربنا يسوع يتكلم عن الروح القدس المتدفق من الداخل فيقول ﴿ تجري من بطنه أنهار ماء حي ﴾ .. واضح أنها عبارة ليس المقصود بها المعنى الحرفي لأنه كيف تجري من بطنه أنهار ماء حي ؟ ﴿ قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه ﴾ ( يو 7 : 39 ) هذا حال الكنيسة الآن .. نحن مزمعين أن نقبل الروح القدس فتقول الكنيسة نحن نقبل الروح القدس كأنهار ماء حي متدفق داخلنا .. نحن كثيراً نفتقد معنى الروح القدس .. كثيراً ما لا يكون لنا وعي بالروح القدس .. كثيراً ما تكون كلمة الروح القدس كلمة مجهولة بالنسبة لنا .. ما معنى الروح القدس ؟نحن نسمع عن الآب ونعرف الإبن أما الروح القدس فلا نسمع عنه أبداً .. الآن نريد أن نتعرف على الروح القدس في وقت بسيط جداً .. ما هو الروح القدس ؟ عمل الروح القدس : إن أردت أن تعرف الروح القدس فهو له أربعة مهام في الإنسان كعطية أعطاها الله له :- (1) الروح القدس يقدس :- أنا محتاج للتقديس .. أنا داخلي أمور دنسة .. أفكاري دنسة .. كلامي ردئ .. خيالاتي رديئة .. نيتي رديئة .. ودوافعي للقداسة بطيئة وبليدة لأن هناك عوائق كثيرة تمنع .. هل تريد أن تتقدس ؟لن يقدسك سوى الروح القدس .. هنا عمل الروح القدس داخل النفس .. الروح القدس مسئول عن تقديس النفس .. أول شئ يعمله الروح القدس داخلك هو أن يقدسك .. كل من خضع للروح القدس نال تقديس وكل من خضع للروح القدس نراه يعمل أعمال قداسة تفوق طاقة البشر .. لماذا تفوق طاقة البشر ؟ لأنها عمل الروح القدس فيه .. الروح القدس أعطاه طاقة قداسة أعلى بكثير من الطاقة البشرية لأنه قد تجد شخص طيب القلب لا يحب الكذب له أخلاقيات جيدة وذلك لأنه تربى على ذلك لكن الروح القدس لا يجعل الإنسان مجرد شخص له صفات تربى عليها ومؤدب .. لا .. الروح القدس هو روح قداسة ترى الفرق واضح بين شخص مؤدب بحسب المقومات الإجتماعية وشخص قديس .. مهما كان الشخص مؤدب إلا أنك لا تعرف ما بداخله .. إلا أنه له ضعفات .. ألا أنه قد ينقلب الضد الإنسان الذي داخله روح قداسة يعمل أعمال فائقة فتجد عنده حب بلا حدود .. عنده عطاء بلا حدود .. بر بلا حدود .. ما سر ذلك ؟ ما سر قداسة القديسين ؟ الروح القدس .. المهم أنهم خضعوا له هم خضعوا له وهو شكلهم فصاروا قديسين لأن إسمه روح القداسة إن أردت أن تتقدس فليس لك وسيلة إلا الروح القدس لذلك ربنا يسوع المسيح أعطانا هذه الهدية التي تقدسنا .. عندما يسكن روح ربنا داخلي فهو المسئول عن قداستي .. الروح القدس يقدس يطهر .. يشفي .. الروح القدس عمله داخل النفس يحرق أشواك الخطايا .. يحرق نيران الشهوة الملتهبة هو يلتهمها ويحولها لنيران القداسة وبدلاً من أن تكون داخل الإنسان طاقات غضب تصير طاقات قداسة وبدلاً من أن تكون داخله طاقات كره تصير طاقات حب .. هذا هو عمل الروح القدس الذي أرسله الله ليعمل في الإنسان لأن الله يعرف طبع الإنسان فأعطاه الروح القدس ليقدسه ويخلص به .. هل تريد أن تتقدس ؟ لا تقديس خارج الروح القدس .. لذلك إن كانت هناك خطية أتعبتك أطلب من روح ربنا أن يعطيك نعمة كي تغلبها .. أطلب من روح ربنا أن يعطيك قوة لتطهيرك من هذه الخطية . (2) الروح القدس يصلي :- فرق بين إنسان يردد كلمات بشفتيه وآخر يصلي كواجب وثالث يصلي كروتين وإنسان يصلي بالروح أي لا يشعر بمن حوله ولا يشعر بالزمن وكلماته ليست بنتاج فكر عقلي .. أحياناً عندما نصلي نفكر ماذا نقول هذه ليست صلاة بالروح .. هذه صلاة عقل أي يفكر ويتكلم هذه أيضاً صلاة جيدة .. نعم ليتنا نقف أمام الله ونطرح أفكارنا .. لكن توجد صلاة بالروح وهي الأجمل هي التي تبدأ عندها الصلاة .. تكلم بالروح .. لذلك بولس الرسول يقول ﴿ لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها ﴾ ( رو 8 : 26 ) .. أي الروح ينخس فيك .. يشفع فيك .. الروح يشهد لك وينطق فيك ويحركك .. هذا عمل الروح القدس في النفس أنه يصلي صلي بالروح .. عندما تقف أمام الله أطلب من الروح القدس أن يرشد ذهنك للصلاة وينطق فيك بكلمات الصلاة .. هو يتكلم فيك .. لذلك هناك فرق بين صلاة الروح والصلاة العقلية وصلاة الشفتين .. الصلوات مراحل :- أ‌- مرحلة الشفاه أي نطق بدون عقل .. مجرد كلام .. ألا يحدث معك ومعي أن نقول * إرحمني يا الله كعظيم رحمتك * ونفاجأ أننا أنهيناها ؟ لماذا ؟ لأننا نقول بالشفاه دون العقل . ب‌- وحد عقلك بشفتيك وهي مرحلة تقول فيها الصلاة وأنت تعي وتفهم ما تقول . ج- وحد عقلك مع شفتيك مع قلبك وهذه مرحلة أجمل . د- وحد عقلك وشفتيك وعقلك بمساندة الروح القدس وهذه هي الأجمل .. هنا تبدأ الصلاة .. هنا تشعر أنك لا ترى ما حولك لكنك ترى كل ما هو روحي .. هنا تركز في الصلاة ولا تنتبه لأي تأثير خارجي .. هنا تبدأ الصلاة بالروح . أدعوك أن تصلي بالروح .. أن تقف لتصلي .. أرجو يكون لوقفة الصلاة تقديس وزمن واهتمام .. لن نصلي أبداً إن لم نعطي الصلاة إهتمامنا .. ما الذي يجعل الإنسان ضعيف .. إنسان ساقط إنسان مهزوز .. إنسان مهزوز في سلوكياته وإيمانه ؟ لأنه لم يأخذ قوة من الأعالي لذلك عندما يرى شئ يسلك بطبعه البشري والطبع البشري يميل للشراسة .. يميل للشهوة .. يميل للذات .. هذا هو الطبع البشري لكن عندما يتحد بالله يتقدس بالروح ويصلي بالروح . (3) الروح القدس يرشد :- قال ﴿ يرشدكم إلى جميع الحق ﴾ ( يو 16 : 13) .. ﴿ يذكركم بكل ما قلته لكم ﴾( يو 14 : 26 ) .. ما أجمل الإنسان الذي يسلك بالروح ؟ الكتاب يوصينا أن ﴿ أُسلكوا بالروح ﴾( غل 5 : 16) .. أي سلوكياتي تكون محاطة بتأييد الروح القدس أن أشعر أن حياتي ومشورة نفسي كلها مسلمة للروح القدس .. ﴿ الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ﴾ ( رو 8 : 14) .. ما أجمل إنسان مثل بولس الرسول الذي عندما أراد أن يذهب لمدينة قال﴿ منعنا الروح ﴾ .. عندما يريد أن يذهب لمدينة ليكرز بها يقول له الروح القدس لا .. لتظل هنا أنا لي أناس كثيرون في هذه المدينة .. وقد كان يريد أن يظل في كورنثوس شهر لكن الروح جعله بها سنة ونصف الروح القدس ألزمه .. لذلك يقول الروح القدس للتلاميذ ﴿ إفرزوا لي برنابا وشاول للعمل ﴾( أع 13 : 2 ) .. الروح القدس يرشد ويقود ويقول للإنسان ما يفعل وما لا يفعل هل أنا سالك بمشورة الروح ؟ هل مشورة الروح هي التي تهديني أم مشورة فكري ؟ الروح القدس يرشد وعمله هو أن ينير الطريق الذي به مخافة الله .. عمله أن ينبه لما هو صحيح وما هو خطأ .. لذلك يجب أن ينقاد الإنسان لروح الله وليس بفكره أو رأيه .. الروح القدس عمله هو أن يوبخ الإنسان على الشئ الردئ ويشجعه على الشئ الجيد .. عمله هو أن يرشد .. هناك كثير من الأمور كما يقول عنها معلمنا بولس ﴿ الأمور المتخالفة ﴾ ( رو 2 : 18) أي أمور محيره هل أفعل هذا الشئ أم لا ؟ هل أذهب لهذا المكان أم لا ؟ هل أسافر أم لا ؟ أمور قد لا أستوعبها جيداً وبالتالي لا أعرف لها قرار .. من يرشد إذاً ؟ الروح القدس هو الذي يرشد لذلك يسمى * روح المشورة * .. يشير عليك بقوة أن تفعل هذا ولا تفعل ذاك .. ما أجمل إنسان يعيش بمشورة الروح القدس ويسلك في أمان لأنه لم يتكل على رأيه الشخصي أو ذكائه بل يتكل على روح الله .. ما أجمل روح الله عندما يقود الإنسان يعرفه كل شئ في أحد المرات كان طيار يقود طائرته في رحلة وأثناء القيادة تعرض لأمر غريب .. فجأة أصيب بإنفصال شبكي مفاجئ ووجد نفسه لا يرى شئ أمامه .. ماذا يفعل ؟ إتصل بالقاعدة التي يتبعها وقال لهم أنه صار أعمى لا يرى فقالوا له إفعل ما نقوله لك وكان يحفظ لوحة المفاتيح فكانت القاعدة ترشده لأي مفتاح يضغط وهو يعمل ما يقولونه له .. إضغط على المفتاح الأول ثم المفتاح الثاني أنر المفتاح الثالث .. وهكذا أرشدوه حتى آخر خطوة وهو يسمع لهم حتى هبطت الطائرة بسلام .. وقالوا له نحن ننتظرك بسيارة إسعاف من هذه القصة ليتنا نفعل ذلك في حياتنا لا نفعل أي خطوة إلا بمشورة الله .. لا نُقدم على شئ إلا بمشورة الروح القدس هو الذي يرشد ويقود .. يقول يمين .. يمين .. يقول يسار .. يسار .. قل له أنا أعمى فقد قدت نفسي في أمور كثيرة فوجدت نفسي كثيراً ما أسقط وكثيراً ما أذِل .. إتبعت مشورتي وهواي وكانت النتيجة رديئة .. أريد الآن أن أتبعك أنت .. عمل الروح القدس هو أن يرشد هو يعرف كيف يميز الأمور .. عمله في الإنسان أن يقود ويرسم له الطريق . (4) الروح القدس يعزي :- الطريق طويل وكرب .. الطريق به أتعاب كثيرة .. الطريق به ضيقات كثيرة .. الطريق لا يسير بطريقة ثابتة ليس مستقيم بل به منحنيات ومرتفعات .. قد يتعب الإنسان وهو سائر في طريق الملكوت .. قد يضعف وقد يفتر ولا يريد أن يكمل المسير .. قد يقلق أو يخاف .. أو قد يقول ماذا سأنال من كل هذا التعب ؟ ماذا يفعل الروح القدس هنا ؟ يعزي .. يقول لك لا تخف كما تقول كلمات تشجيع لأولادك أثناء الإمتحانات هكذا الروح القدس المعزي يقول لك لا تخف .. أنت تسير في الطريق الصحيح وقد قطعت كثير من الطريق .. إنتبه أن المكافأة جميلة .. يعطي تعزيات .. التعزية هي فعل نعمة .. هي فعل فوقاني .. هي مساندة سماوية .. هذه التعزية من المسئول عنها ؟ الروح القدس لذلك يسمى * الروح المعزي * عندما يكون إنسان في ضيقة أو فقد أحد أحبائه تقول أنا ذاهب لأعزيه .. ماذا تعني كلمة* أعزي * ؟ أي أقول له أنك إن كنت قد فقدت شخص غالي عليك فنحن كلنا بجانبك .. أقول له كلمات تشجيع وأفرحه بأن هذا الفقيد في السماء الآن ونحن كلنا غرباء .. من الذي يعزينا في غربتنا الصعبة التي نحياها الآن على الأرض ؟ الروح القدس .. يقول لك لا تخف نعم الأحزان كثيرة لكن الأفراح تنتظرك .. نعم أنت تتعب هنا لكن المكافأة عظيمة هناك ولأني أعرف أنك شخص مادي بعض الشئ فبدلاً من أن أعدك بتعزيات سماوية فقط .. لا أنا لابد أيضاً أن أعطيك تعزيات على الأرض وأربطك بيَّ .. أعطيك عزاء على الأرض .. أعطيك سلام وهدوء وفرح .. أعطيك عربون عزاء الأبدية .. هذا هو الروح القدس يوجد تشبيه لطيف عن أليعازر الدمشقي الذي ذهب ليخطب لأبينا إسحق .. قال له أبونا إبراهيم لا تخطب لأبني من بنات الأرض إذهب لأهلي وعشيرتي واخطب له من هناك .. فقال أليعازر يارب هذه مهمة صعبة كيف أخطب لإبن سيدي ؟ ثم قال التي أقول لها إسقيني فتقول أسقيك وأسقي جمالك تكون هي من إختارها الرب لإسحق ( تك 24 : 14) .. فوجد رفقة تقول له أسقيك وأسقي جمالك ولك مكان مبيت عندنا .. فقال هذه من الله .. وكلم أبيها وخطبها لإسحق وألبسها الذهب وأخذها وحدها معه ليعطيها لإسحق زوجة وسار بها في الطريق .. أريدك أن تتخيل أن رفقة خائفة تقول لقد تركت أهلي وشعبي وأسير إلى رجل لا أعرفه .. من الذي يطمئنها لإسحق ؟ أليعازر .. يقول لها لا تخافي إسحق إنه طيب القلب ومؤدب جداً .. سخي جداً وغني جداً .. مادامت رفقة في رحلة غربتها أليعازر يطمئنها ويعزيها .. هذا هو عمل الروح القدس الروح القدس أتى للعالم ليخطبنا لله ولكن حتى نصل لله الطريق طويل والرحلة شاقة فيعزينا طول الطريق ويقول عريسك جميل .. عريسك غني وسخي .. عريسك محب .. متواضع .. وديع .. يعطيك صفات فيه تطمئنك ويزينك ويغدق عليك بالعطايا كما فعل أليعازر لرفقة ألبسها أقراط ذهب ..* أقراط * أي أشياء جميلة وثمينة وغالية في كل جسدها في أنفها وعنقها ويديها وأرجلها و ... عمل الروح القدس يعزي يعزينا طوال هذا الطريق الكرب الضيق المملوء أتعاب .. يقول لنا إطمئنوا لا تخافوا توجد مكافأة والمسيح ينتظركم .. نعم إن العالم به مسرات ومكاسب وغنى أرضي وشهوات .. من يعزيني عن فقدان كل هذه الأمور ؟ الروح القدس يجعلني أدوس على كل هذا بغنى وعز .. لماذا ؟لأن معي الأجمل والأغلى معي من يعزيني عن أي شئ مفقود فلا أشعر أن نفسي تميل لأي شهوة في العالم لأن الروح القدس قد ملك على رغباتي عمل الروح القدس أنه يفطم الإنسان عن مسرات العالم ويغدق عليه بمسرات روحية هذا عمل الرح القدس المعزي .. ما الذي يجعل أحد القديسين يعيش فوق قمة جبل أو في مغارة ؟ ما الذي يجعله يترك كل مسرات العالم ؟ ما الذي يجعله يعيش بدون أسرة وزوجة وأولاد وأحباء ؟الروح القدس الذي ملك على كيانه وعزاه ومادام قد عزاه فهو ليس بحاجة لشئ .. لذلك نحن مقصرين جداً في حق الروح القدس .. نحن ليس لنا عشرة عميقة مع الروح القدس في حين هو روح الله الذي إستودعنا إياه لنضع أنفسنا في مقارنة هل يكون المسيح معنا أم الروح القدس ؟ كلنا سنختار أن يكون المسيح معنا .. لكن المسيح نفسه إختار لنا غير ذلك .. قال سأعطيكم الأفضل .. قد لا نصدق أنفسنا لكننا نصدق المسيح يسوع .. ما هو الأفضل يارب أن نظل معك أم تتركنا ؟ يقول خير لكم أن أنطلق( يو 16 : 7 ) .. لماذا ؟ لأني إن ظللت معكم لن أعطيكم الروح القدس لذلك الكتاب يقول﴿ قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد ﴾ .. مجد بعد أي صلب لأن الروح القدس هو ثمرة من ثمار الصليب في حياتنا لذلك ليتنا نتودد للروح القدس ونطلب منه كثيراً .. ما أجمل آبائنا الذين علمونا قائلين صلوا قطع الروح القدس بعد كل قطع الأجبية أي بعد أن نقول قطع باكر نقول ﴿ أيها الملك السمائي المعزي روح الحق ﴾ .. أيضاً بعد قطع صلاة الغروب .. من أين أخذوا هذا الأمر ؟ من أن الروح القدس حل في الساعة الثالثة لكن هل حل في نصف الليل ؟ الكنيسة تضع قطع الروح القدس في صلاة نصف الليل .. إذاً يجوز إنها تقال في أي وقت لأن طلبة الروح لابد أن تكون طلبة متجددة .. الذي يعرف قيمة الروح القدس يظل دائماً يقول ﴿ هذا لا تنزعه منا أيها الصالح لكن جدده في أحشائنا ﴾ .. توقع الروح القدس .. إنتظر الروح .. أسلك بالروح وعمل الروح القدس داخلنا لا نريد أن ننساه .. يقدس .. يصلي .. يرشد .. يعزي ربنا يعطينا نعمة الروح ونكون مستحقين لها ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

الاهتمام بالداخل الجمعة الثالثة من شهر بؤونة

يُقرأ علينا اليوم إنجيل معلمنا لوقا الإصحاح 11 وجزء من الإصحاح 12 .. فربنا يسوع المسيح إحتك كثيراً بالكتبة والفريسيين فأثناء ما كان يقول أجمل تعاليم على وجه الأرض كان يليق بالموجودين أن يتنقى قلبهم ومع تنقية القلب تتنقى الحواس والمشاعر .. فالمفروض أن يسروا بالكلمة داخل قلوبهم من أجل أن يعيشوا بها ولكن ما حدث هو أن الكلام لم يعجبهم لأنه كان يكشف عن أمراض كثيرة كانت في داخلهم ..﴿ وفيما هو يكلمهم بهذا إبتدأ الكتبة والفريسيون يحنقون جداً ويصادرونه على أمورٍ كثيرةٍ وهم يراقبونه طالبين أن يصطادوا شيئاً من فمه لكي يشتكوا عليه ﴾ ( لو 11 : 53 – 54 ) فبدلاً من أن يسمعوا ويستفادوا ويتغيروا من الداخل كان الفريسيون من جواهم يريدون أن يمسكوا عليه كلمة .. كان بداخلهم مكر يريدون أن يغلطوه .. يريدون أن يتكلموا بشئ ردئ فبالرغم من أنهم كتبة وفريسيين ولهم كرامة في أعين الناس إلا أنه كانت هناك فئات كثيرة كانت موجودة يسمعون كلام الرب يسوع فكان منهم :- 1.المرددين فكانوا يطبقوا الشريعة جداً .. فمثلاً حتى لا ينظر الشخص إلى إمرأة ليشتهيها فكانوا يغطون وجوههم أثناء سيرهم في الطريق فكانوا يتخبطوا في الحائط وهم لا يروا فسموا بالمرددين . 2.الغيوريين لهم معرفة غزيرة بالناموس وهم غيورين على الناموس والشريعة حماة الناموس . 3.الناموسيين حافظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب . 4.الفريسيين وهم مدققين في الوصايا ومن شدة تدقيقهم كانوا يعشرون النعناع . 5.الكتبة لاهوتيين فهم يمثلوا أصحاب معرفة عالية . فهو كان جالس معهم يعلمهم وهم كانوا يستمعوا إلى أجمل التعاليم .. فمن جهة المعرفة فهو كان أكثر معرفة فالغيورين هم غيورين على الشريعة .. هم حماة الناموس .. الناموسيين هم حافظي أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب .. والمفروض أن الكلام يغير وربنا يسوع في منتهى الوضوح والحب فهو يخشى عليهم من الإستمرار في هذا الحال .. فكان يقول لهم ﴿ تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء ﴾ ( لو 12 : 1) .. فالخمير هو شئ صغير جداً ولكن بمجرد أن يوضع في شئ ينتشر سريعاً .. فهم كانوا متشبعين بهذه الروح كان أهم شئ عند الإنسان هو بره الخارجي ولكن يسوع كان يعلمهم الإهتمام بالداخل فهو كان يقول لهم ﴿ أبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانيةً ﴾ ﴿ لا تظهر للناس صائماً ﴾ ( مت 6 : 18) .. عيش جوهر التقوى .. إفحص القلب من الداخل وانظر ميوله واشتياقاته .. فالهدف هو ربنا يسوع المسيح ولكن إذا ضاع الهدف يضيع الإنسان .. فالإنسان يجب أن يعرف نفسه بشدة وما هو الذي يريده .. أما هم فكان الإهتمام بالنسبة لهم بالخارج .. بالشكل .. بأراء الناس عنهم ربنا يسوع المسيح عايزني أخفي الفضائل والضعفات أظهرها في الخارج أما هم فكانوا يعيشون في العكس تماماً فكانت العيوب والضعفات يخفوها والفضائل يظهروها .. فهناك الكثير من الأفكار والإنفعالات والكلام والنظرات والتصرفات التي تظهر علينا .. لذلك إذا أردت أن تبدأ بداية حلوة مع ربنا أدخل إلى أعماق نفسك فهذا هو الذي يحتاج إلى تنهد .. إلى أنين .. إلى صلاة فبداخل الإنسان حاجات يحتاج أن يسجد كثيراً من أجلها .. يرفع قلبه كثيراً ويصرخ كثيراً يقول القديس مارإسحق السرياني ﴿ الذي يبصر خطاياه أفضل من الذي يبصر ملائكة ﴾ هذه هي دعوة ربنا يسوع للإنسان أن يعيش في خفاء قلبي .. في إنسان داخلي .. في كرامة .. في خفاء .. يفضح الأمور الرديئة باستمرار .. لا يستحي أن يظهر ضعفه .. فالرياء هو أن الإنسان يظهر عكس ما بداخله .. فيجب على الإنسان أن يعيش حياة الخفاء .. إن الأمور الهامة جداً لابد أن تكون مخفية فربنا سمح إن الحاجات المخفية أهم من الحاجات الظاهرة .. فمثلاً العين تتكون من الشبكية وقنوات فالمهم هو المكونات الداخلية للعين وليس الشئ الظاهري الذي هو لون العين مثلاً .. فمن أهم القلب والرئة والكلى ولا الأهم هو لون البشرة الخارجي ؟ فالمهم هو الحاجات المخفية فهي أهم من الحاجات الظاهرة فلذلك إهتم بالداخل .. إفحص قلبك .. فاليوم موجود بالطب تشخيص بالليزر ليعرف ما بالداخل ولكننا نقول أنها أمراض جسدية تتعب وقتاً ولكن التعب الروحي فهي أمراض تحتاج إلى أنين .. تحتاج إلى صراخ ولذلك أدخل للداخل فكل ما الإنسان ينظر إلى الخارج يتوه ولا يتقدم وفي أغلب الأوقات يكون راضي .. فكلما تنظر تجد نفسك أنك في الموازين إلى فوق ( مز 62 : 9 ) .. لذلك هو محتاج إلى سنين وسنين لكي يتوب الشجرة نريد أن نأخذ منها ثمر .. نريد أيضاً أن تظلل لكن الورق فقط مظهره خداع بل أنه يضعف الشجرة فالورق يأخذ العصارة من الشجرة .. الورق ممكن أن يكون حماية فهو شكل فقط فلذلك أنظر إلى إشتياقاتك الروحية .. إصنع ثماراً تليق بالتوبة ( مت 3 : 8 ) .. أنظر إلى عشقك إلى الطهارة أنظر إلى مدى حبك للعطاء .. مدى حبك لإخوتك .. مدى حبك لحياة الخفاء .. أنظر مدى حبك إلى كل الذين يضايقونك ويؤذوك .. هذا هو الثمر .. إفحص نفسك جيداً ولا تضع لنفسك مقاييس سيئة فلذلك قال الآباء القديسين ﴿ قيس نفسك على .. المسيح .. الوصية .. القديسين ﴾أنظر إلى السيد المسيح وقف أمامه ستجد أن أمامك الكثير جداً .. أنظر إلى الوصية تلاقي نفسك إنت بتعمل إيه منها .. إنت فين منها ؟!! أنظر إلى القديسين نلاقي إن هم النموذج العملي للوصية .. هم صورة المسيح أنظر إلى نفسك فعندما تنظر إلى نفسك تلاقي إنك بعيد جداً وهنا أنت بدأت تمشي الطريق صح فالبداية الصحيحة هي أنك تكتشف نفسك صح .. لذلك أقول لك إهتم بخفاءك .. أنظر إلى إشتياقاتك .. راقب تخيلاتك .. أنظر إلى دوافعك .. إعرف كل ما هو غير مرئي بداخلك .. العمارة لما تتبني نهتم بالأساس فالأساس هو الأهم .. إهتم بالداخل .. أنظر إلى داخلك .. لما الإنسان يذوق نعمة ربنا يبتدي يحب ربنا جداً ولما يحبه نلاقيه يحب الصلاة ويحب يعمل الخير ولا يظهره ويتفنن في كيفية إخفاء أموره فربنا يسوع المسيح أعطاه نعمة أو عطية وشرطه له إنه يخفيها ولا يظهرها .  في قصة في تاريخ الكنيسة للقديس باسيليوس .. فقد كان القديس باسيليوس له علاقة قوية بالسيدة العذراء والكنيسة كانت ضعيفة جداً في القرن التاسع والعاشر ولكن هو كانت علاقته قوية بأم النور .. فكان في زيارة لإحدى الكنائس والمفروض إن عند دخول الأسقف الشمامسة والشعب كله يقولوا لحن ~أك إزمارؤوت* أي مبارك الآتي بإسم الرب * .. وكان الشعب فقير جداً في الألحان الكنسية فبدلاً من أن يستقبلوه بالألحان إستقبلوه بالتصفيق والتهليل والزغاريد .. هو من الداخل يشعر أنه غير مستحق لكل هذا فما يحدث كان من الخارج فقط وفي الحقيقة كان يبكت نفسه .. وفي وسط هذا الهتاف لمح طفلة صغيرة صامتة لا تهتف معهم فسألها * إنت مش بتقولي معاهم ليه ؟ * .. ففي الحال هللت معهم فازداد الشعب في الهتاف والتهليل فسأل ما هي الحكاية فعرف إن هذه الطفلة كانت خرساء لا تتكلم ولا تسمع فلما سألها القديس باسيليوس حدثت المعجزة ونطقت مما أبهج الشعب بالأكثر .. ولكن رد فعل الأسقف كان البكاء الشديد وعاتب السيدة العذراء لأنها كشفت سره وظل حابس نفسه في حجرته أربعون يوماً الإنسان الذي يحيا مع الرب يسوع يتفنن في أن لا يظهر ما يقوم به وليس هو فارغ من الداخل .. الإنسان الذي يحيا مع الرب يسوع يخفي فضائله وعيوبه يظهرها .. فالقديس باسيليوس عاتب السيدة العذراء لأنها كشفت شئ موجود فيه فلذلك أنظر إلى نفسك من الداخل هل أنت ترضي ربنا من الداخل ؟ ﴿ تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء ﴾ .. فالشكل من الخارج ليس هناك أروع من ذلك ولكن الجوهر صعب .. فكلما إكتشف الإنسان ما بداخله كلما يجد أتعاب ومشاكل ويرميها كلها على الرب يسوع وهذا يسبب فرح للإنسان فكلما زادت الأتعاب كلما فرح الإنسان أكثر وأكثر لأنه رماها على السيد المسيح .. فالجميل أن تكتشف أخطاءك أكثر فكلما تكتشف أكثر تفرح أكثر .. ﴿ حزنكم يتحول إلى فرحٍ ﴾( يو 16 : 20 ) .. ولكن لماذا ؟ ﴿ الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة ﴾( 2كو 7 : 10) .. كأنه شايل حاجة ثقيلة جداً ورماها على المسيح فهو يفرح فرح لا حدود له ربنا يعطينا أن نفحص ما بالداخل .. نراقب قلوبنا .. تصوراتنا فكلما نتنقى ونتزكى أمامه كلما نعرفه ونحبه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

طوبى للمساكين بالروح الجمعه الثانيه من أبيب

يقرأ هذا الفصل فى الإحتفالت بأعياد القديسين وبخاصة آباء الرهبنه الثلاثة مقارات او أى تذكار لأبناء ابو مقار صفات الطوباويين انطبقت عليهم تماماً من وداعه ونقاوة قلب وحزن وضيق هى دستور المسيحيه اسمى تعاليم قيلت للبشر غاندى حين طلبوا منه أن يلقى كلمه للشعب قرأ لهم الموعظه على الجبل ولما سألوة ما تقرأ قال لهم الكتاب المقدس هو تاج الكتب والعظه على الجبل هى درة هذا الكتاب انها كلمات تصل بالانسان للسماء يكفى انها تثبت اها هو الله لانها لاتخرج من انسان هى عميقه عمق الله 9 تطويبات طوبى اى سعاده وبركه لمن يتمتع بها ليس بركه مؤقته بل حاله سعادة وبركة وغبطه ابحث كيف تحياها كمنهج طوبى للمساكين بالروح يشعر انه فقير جدا جدا بدون الله لا يستطيع ان يقدم على اى عمل بدون الله اتضاع لان أشر رزيله تكون فى انسان هى الكبرياء الاتضاع اساس كل فضيله بالاتضاع يرجع الإنسان إلى الفردوس راينا فى الفريسى يعمل أمور كثيرة بكبرياء يظهر الإتضاع فى كلامة فى نظراته فى تعليقاته ف مشية بل وفى اكله وفى مظهرة وفى مشيته سهل جدا التعامل معه يسهل جدا توجيهه بسلاسه جدا يقبل التعليم واللتوجيه ولانه متضع فيشعر جدا بالاحتياج للصلاة لانه يشعر انه محتاج جدا لله ما اجمل مسكنه الروح ما أجمل سليمان وهو ملك لتقريبا اعظم مملكه عبدك فتى صغير لا يعلم الدخول ولا الخروج وملكوا عبدك عل شعبك العظيم هذا فاعطى عبدك قلبا فهيما المسكين بالروح يطلب دائما يارب دبرنى ارشدنى طوبى للحزانى لانهم يتعزون ليس اى حزن ليس بحسب العالم ينشىء موت مكسب كرامة ذات اى امر من امور الأرض يمكن ان ينجح عدو الخير ان يصيبة بحزن لكى ما يسقط فى الإحباط واليأس فيسقط فى اى خطيه هذا حزن ينشىء موت ولكن هناك حزن بحسب مشيئة الله يحزن على خطاياة مثل أرسانيوس وداود سمعوا طوبى ايها الباكون واللذين يزرعون بالدموع وهى لا تجلب إكتئاب لان الله سيهب تعزيه وفرح لا ينطق بها وتفوق الوصف وليس حزين على خطيته بل وعلى خطايا غيرة رأيت خطايا إخوتك ماذا فعلت كثيرا ما تغربنا عن الوصيه رأينا معلمنا بولس إن لى حزن فى قلبى لا ينقطع – ثلاث سنين ليل نهار لم أفتر عن أن أنذر بدموع ماذا نفعل يا أحبائى تجاة سلبيات نراها ننقدها ندين نستهزىء ما ابعد أن تكون هذه مسكنه بالروح لا تهرب من التبكيت لئلا تقلل تعزياتك اخضع للتبكيت تتعزى الوداعه هى بين الغضب واللا مبالاة موسى النبى حليماً جداً ولكن حين رأى شعب الله يعبد العجل يغضب من أجل مجد الله اما فيما لنفسه لم يغضب حين تكلمت عليه مريم اخته اما شاول فكان كاصم اجلس تحت قدمى الذ قال تعلموا منى لانى وديع ومتواضع القلب طوبى للجياع والعطاش للبر قد يجوع الإنسان إلى منصب أو طعام أو إقتناء شىء أما الجياع للبر للفضيلة والعطشان كيف أجوع للروحيات تشتاق نفسى إليك مثل الإيل للمياة يتجه لله بشعور الجائع والعطشان انت تتعزى بقدر جوعك وعطشك تشبع وترتوى وهذا سر عدم شعورنا بالصلاة كان من يأخذ من المن بين مقلل ومكثر والله يعطى يالله اليك ابكر عطشت نفسى إاليك طوبى للرحماء لأنهم يرحمون كونوا رحماء كما أن اباك رحيم عيش المشكله كأنك انت صاحبها أذكروا المقيدين كأنكم مقيدين طبع الرحمه والحنان ليس فقط فى الماديات الخطاة المسيئين إليه الحكم بلا رحمه لمن لم يستعمل الرحمه ان لم ترحمنى انت اصنع رحمه كن رحيم مع الكل مبادىء عكس العالم اسمى تعاليم للبشر والمسيح قال وعمل طوب لأنقياء القلب اى هناك دافع واحد وهو إرضاء الله ومحبته يمكن بدافع الناس او ارضاء الذات وجهك يارب التمس لاهوت الله لايرى وهو معاينه عقليه قلبيه وهى المكافاة العظمى أظهر له ذاتى وهو يرى تدابير الله بوضوح فى امور الحياة طوبىلكم اذا طردوكم وعيروكم من اجلى لا تحزن ان ضايقوك لأن أجرك سماوى المسيح رفعنا لمستوى الأنبياء لانهم هكذا فعلوا بالانبياء اللذين كانوا قبلكم

دعوة للفرح الجمعة الثانية من شهر مسرى

باسم الأب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد آمين, فتحل علينا نعمته وبركته الآن و كل آوان و إللا دهر الدهور كلها آمين. إنجيل هذا الصباح يا أحبائى يُكلمنا عن نعم "اراكم فتفرحون" الانسان عايش فى دائره من الافراح والاحزان وتجد الفرح مسلوب وتجد فيهم حزن ماالذى ياتى بالانسان بالحزن .القديس يوحنا ذهبى الفم قال اتركواالعبوس للاشرار من علامات السلامه مع الله هى الفرح لدرجه ان ربنا فى العهد القديم قال لا اراك الا فرحا عارف الذى ياتى وهو زعلان لا انا لااراك الا وانت فرحان تريد ان تتاكد من سلامه علاقه انسان مع الله مها كانت ضيقاته وتجاربه تجده فرحا .تعالوا نشوف اسباب الحزن عند الانسان , أكثر شئ يُسبب الحزن للإنسان هى الخطية , إنسان يعيش مغلوب , مقهور , حزين , لا يستطع أن يُحقق معنى حياته , فتجده من داخله مُمذق , الخطية هى مُحزنة و مألمة , فتجد الإنسان بداخله صراع و يعيش مغلوب و يعيش مهموم , لا يوجد حُزن تجده فى الإنسان مهما كان يتظاهر بأنواع الأفراح الكثيرة , إلا وتجده إنسان مهزوم من داخله و تجده حزين و تجده مُحبط و فاشل , 1)الخطية , هى أكثر الأشياء التى تُسبب حزن للإنسان . 2) الهموم, تجد الناس تعيش مهمومة , لماذا ؟ لأنهم دائما يُفكروا فى غدا و ما الذى سوف يفعلوه , و تجد علامات إستفهام على أشياء كثيرة , فتجد الإنسان يعيش مهموم, و هذا الهم يؤدى إلى الحُزن و عدم الفر ح , و إذا قلت له افرح , يقول لك , ما الذى أفرح لأجله ؟؟ فيقول لك أنا لدى و لدى و عندى وعندى..... فعنده مرض أو ضيقة أو مشكله أو إبن أو زوج أو زوجة ... , و عندما يُفكر فى بعض همومه , يجد عنده جدل و هذا الجدل يأخذه إلى أسفل , فيجعله يعيش مهموم و حزين و مكسور , و ماذا أيضا يُسبب للإنان الحُزن؟؟, أقول لك , أشياء كثيرة جدا تُسبب للإنسان الحُزن , و من أكثر الأشياء التى تُسبب للإنسان الحُزن أيضا إنه يشعُر إنه فاشل , إنه لم يُحقق الذى يأمل إنه يُحققه , فتجد الواحد ينظر إلى نفسه و ينظر إلى حياته و يقارن نفسه بأقاربه أو أحباؤه أو معارفه أو مُجرد أحد يكون يعرفه أو حتى واحد يسوق سيارة فخمة فى الشارع , و تجده يقوم يعمل مُقارنات و يأتى له إحساس من داخله , إنه لا يساوى شئ و عندما يِعر الإنسان إنه لا يُساوى شئ , يأتى له الفشل و الحزن , فأسباب الحزن كثيرة جدا , إن الإنسان يضع أمامه هدف و لا يُحققه , تجده حزين , أو إنه كان نفسه أن يقتنى شئ و لم يقتنيه تجده حزين أوإنسان إقتنى شئ و فُقد منه تجده حزين , إذا أشياء كثيرة جدا تجلب الحُزن للإنسان و لكن من إين يأتى الفرح فى وسط كل هذة الدائرة المُتعبة ؟؟ أقول لك بأمانة , إنك لا تجد أى فرح خارج عن المسيح , لأنك إذا أتيت لترى أسباب الحُزن تأتى لك الإجابة فورا , تجد إنه بالحق الهم , لا يوجد له حل إلا داخل لامسيح , و الفشل لا يوجد له حل إلا داخل المسيح , الخطية ليس لها حل إلا فى المسيح , إذا " أراكم فتفرحون" فإذا أردتنى أنت أن أفرح , فكيف أفرح , ليس من الممكن أن أفرح فى غياب المسيح. فالقديس مارإفرام رجل شاعر , مشاعره مُرهفة جدا فيشبه اللقاء مع الله " بأنه توجد أرملة , بنت صغيرة شابة , تزوجت ثم فقدت عريسها فى أيام , فبالتأكيد حُزنها سيكون حزن شديد جدا , فيقول عنها " ليس من فقدت عريس صِبلهل و التقت إلا و نست إنه كان لها ميتا " فما الذى جعلها تنسى إن لها ميتا , فنقول له " إن لقاءك يُزيل كل الأحزان " أريد أن أفرح لا يوجد فرح خارج المسيح . فإذا تقابلت معه تنسى همومك . أحبائى هُنك خطورة فى حياتنا إن هُناك مسيح نظرى فى حياتنا , هذا المسيح النظرى سوف لا يحل لى أمورى , سوف لا أشعر به أبدا , هذا المسيح النظرى من الممكن أن نكون سمعنا عنه أو قرأنا عنه أو من الممكن أن تكون رأيناه فىمواقف و لكن هُناك شئ يُسمى المسيح العملى , عندما نسمع مُعلمنا داود يقول " الذى يغفر جميع ذنوبك الذى يُشفى جميع أمراضِك الذى نجّا من الحُفرة حياتك " فمن هو المسيح الحى ؟؟ فإذا سألنا السامرية تقول لنا , هذا الذى قال لى كل ما فعلت و الذى شعرت معه إننى وُلدت من جديد , من هذا ؟؟ القديس يوحنا يقول لك :" الذى سمعناه و الذى رأيناه و الذى لمسته أيدينا " هُناك مسيح آخر غير المسيح النظرى , الذى نشعُر فى هذا المسيح النظرى إن كل المكان مُجرد كلام , فأقول لك لا , المسيح ليس كلام فقط , هو لم يأتى و ترك عرشه الإلهى و إقترب مننا جدا و شابهنا فى كل شئو أخذ جسدنا و أخذ لحمنا و عاش حياتنا و أكل من أكلنا و شرب من شُربنا و عاش نفس الطبيعة التى نحن نعيشها , حتى يظل يعيد عنا فى النهاية, لا المسيح عملى , المسيح تلامس مع حياتنا جدا و إقترب مننا جدا , فتقول لى إين الحل من كل هذا الحُزن ؟؟؟ أقول لك الحل فى المسيح , فإذا جلست معالمسيح كل يوم تشعر إن مشاكلك حُلت و رُفعت , فيأخذها هو و يقُدملك الحل و المسرة , يأخذ حُزنك فيُعطى لك فرحه " أراكم فتفرحون " جميل جدا إن الحُزن و اليأس الذى كان يُخالط التلاميذ و جالسين فى العُلية مُغلقة و لكن يقول لك , ففرح التلاميذ إذا رأوا الرب , فمتى يفرح الإنسان ؟؟ عندما يري المسيح , متى أتخلص من أحزانى الكثيرة و همومى الكثيرة , عندما أشعر إنه يُشاركنى فيها , و لكنه لا يُشاركنى فقط بل إنه يرفعها عنى و هو يُريد أن يجعل هذا الحُزن هو مصدر اللقاء و تتحول ضعفاتى هى مصادر قوة فى حياتى , فإنه لا يريد فقط منى أن أعيش فى الضعف و اتهزم و لكنه يريدأن يُحول كل ماكان يُضعفنى فى حياتى إلى قوة و يرييد أن يجعل الأشياء المُقلقة و المخيفة و المتعبة و التى تجعل الإنسان فى هم هى وسيلة لقاء و ساعتها يقول لنا " يتحول حزنكم إىل فرح" إذا حتى يبحث الإنسان عن إنه كيف ينبغى أن يفرح , يقول لك إياك تُفكر إنك تفرح إنك تأخذ يومين فى مكان آخر , فهذا يأتى بفرح نفسانى , و هذا الفرح النفسانى , يزول بزوال المؤثر و من الممكن أثناء وجودك فى مكان آخر تُغير جو , يأتى لك مُكالمة تليفون تُزعججك و تُتعبك , ففى أى مكان من الممكن أن تذهب إليه طالما المسيح ليس بموجود فإذا الهم موجود و الحُزن موجود و الفشل موجود . متى يفرح الإنسان ؟؟ فى لقاؤه , من إمتلكه شبعت كل رغباته , الذى أقتفى آثاره لم يضل قط , الذى رأى وجهه لا يحتمل أن يحيى بدون وجه السرور و السعادة , هذة هى الحياة , و لهذا أستطيع أن أقول لك , إن أردت أن تفرح , لا يوجد فرح خارج المسيح , نمى عشرتك معه ليس على مستوى المعرفة أو الكلام , راجع نفسك , ماذا يساوى المسيح فى حياتى؟؟ ما المفاعيل فى حياتى التى تثبت إننى أعرفه و إننى أتكلم معه و إننى أشعر بقوته و قدرته و غُفرانه و محبته و خلاصه و صلاحه فى حياتى أنا الخاصة , فعنما أشعر أنما بهذة المحبة و هذة القُدرة و هذا الصلاح و هذا الغفران . فلماذا أعيش فى هم؟ لماذا تخاف ؟؟ هو ضابط الكل هو معه مفاتيح الحياة و الموت , هو الذى يفتح و لا أحد يُغلق و يُغلق و لا أحد يفتح , فلماذا أخاف , إذا الإنسان الذى يعيش خارج دائرة المسيح أشياء كثيرة جدا تُقلقه و تحزنه , ليس مُجرد خبر , مجرد كلمة , فكيان الإنسان كله يُقلب , فإذا شئ ألمه فى رجله , كيانه يُقلب , إذا شئ فى معدته ألمه , تجده كيانه كله يُقلب و يذهب بالتفكير إلى بعيد و الذى يراه يجده و كأنه كبر 20 سنه . فنا كل هذا ؟؟ إنسان يعيش يتمسك بأمور أرضية و زمنية و لا ينظر إىل المسيح , فتجده الزمن يضحك عليه و العدو يلهو به و ضعف الجسد يغلبه و هموم الحياة تُخنقه , فكل هذا من إين يأتى؟؟ أتى من إنه يعيش خارج دائرة الإتكال و دائرة التسليم , فتجده لا يقتنى الفرح , " أراكم فتفرحون " إذا أردت أن تفرح إفرح بلقاؤم إياك أن تنام بدون إن تتقابل معه , تنام بهمك , تنام بهمك وتأخذه معك هذا لا ينفع , أنت من المفترض أن يكون لك وقفة صغيرة بالليل , تقول له " أبُث لديك ضيقى عند فناء روحى منى " أتكلم معه , أرى ضعفاتى فى هذا اليوم و أضعها عليه و هذا سبب الحُزن و الخطية , فالخطية عندما تبات بداخل الإنسان , يوم مع يوم مع يوم تتراكم و تعمل فى الإنسان طبقات عازلة , و لمن عندما أكشف نفسي أمامه كل يوم , أنا اليوم أحزنتك و أنااليوم أتت لى فكرة سيئة و أنا اليوم أهنت فُلان , أعطى لى يا رب توبة و نعمة و أقف نعه , وأشعر إن يومى إنتهى بسلام و أشعر إننى قادر أن أستقبل يوم جديد و أُكمل الحياة فى فرح و سلام و سرور , فالفرح يأتى من المسيح , فلا يوجد فرح خارج المسيح , مسكين الإنسان الذى يبحث عن الفرح فى تحقيق ذاته فى مجال معين أو من ملكية أو من كرامة , أبدا , فالذى ستأخذه اليوم سوف تجده غدا قدم و تجد غدا صعد الذى هو أحدث منه و تجد نفسك ذهقت , فهذة هى الحياة , الحياة يغلُب عليها الملل و الحياة يغلُب عليها القدم , الحياة يغلُب عليها الزمن , لكن الإنسان الذى يعيش فى المسيح يسوع لا يغلبه الزمن و الملل لا يخنقه و الأحزان لا تخنقه , لأنه ألقى نفسه بالكمال على النعمة التى يؤتى بها عند إستعلان ربنا يسوع المسيح إذا" اراكم فتفرحون " فتعالى إحيا فى دائرة المسيحة, تجد حياتك فيها شُكر و بالرغم من إنك يوجد أشياء كثيرة جدا ينقُصنى إلا إنك تشعر إن حياتك كلها من يده جميلة , فتفرح و تشكر على كل حال و من أجل كل حال , فتُصبح قابل لحياتك . فاليوم ترى أشياء كثيرة جدا يُريدها الإنسان و المجتمع و عدو الخير ينجح فى إنه يُكثر رغبات الإنسان و طلباته و الذى كان عنده شئ واحد لا يكتفى به و يريد منه 2 أو 3 و كل شئ يقدم بشرعة و كل شوية , أشياء جديدة نراها , شئ مُزهل فى سرعة التجديد , و تجد الإنسان جعان بإستمرار , يشعر إنه ليس يمتلك و محروم بإستمرار , فمن هذا ؟؟ أقول لك هذا الذى لم يقتنى الحقيقة و الشبع و المسيح , عندما تقتنى المسيح , لا تشعر إنه تحتاج إلى شئ مهما كان , لا تشعر إنه من الممكن أن يغلبك شئ أو يُقدرك , فكثيرا من الىباء يقول لك " لا يوجد شئ يستطيع أن يُقدرنى " لماذا لا يوجد شئ يستطيع أن يُقدره ؟؟ لأنه من داخله شبعان بالمسيح لا يحتاج إلى شئ و مُتكل على المُخلص . مرة سألوا قداسة البابا شنودة ربنا يُنيح نفسه وقالوا له:" لماذا نراك مُبتسم و فرحان فى كل وقت حتى فى أثناء المشاكل الكبيرة ؟؟"فقال لهم " أنا لا آخذ المشكلة و أضعها بداخلى , فما الذى يفعله فى المُشكلة و هناك هموم كبيرة جدا خارج الكنيسة و بداخلها ؟؟ فقال:" أنا لا أضع الشكلة بينى و بين المسيح , أنا أضع الله بينى و بين الُمشكلة فأرى المسيح و لا أرى المُشكلة , فعندماأضع المُشكلة بينى و بين المسيح أنا أرى المُشكلة و لا أرى المسيح و لكننى أضع المسيح بينى و بينها , فأرى المسيح و لا أرى المُشكلة , بل المشكلة تُقربنى أكثر بالمسيح ..."أراكم فتفرحون" و كلنا نعلم إنه له 3 كلمات مشهورة جدا " 1)ربنا موجود: فهذة الكلمة إذا قلتها بإيمان , ترتاح , و تعيش فى إطمأنان , ,2) مسيرها تنتهى:يعنى يعرف إنه زمن و متغير و متقلب ,3) كله للخير " فما كل هذا الإيمان , أقول لك هذا هو المسيح , إنسان يعيش مع المسيح , هذا منهج حياة , فيقول ربنا موجود , تقول مسيرها تنتهى , تقول كله للخير , فوضع المشكلة على المسيح و ألقاها وراء ظهره , المُشكلة , لم تأخذة و تغرق و لكنه وضع المُشكلة فى يد القادر أن يرفع , هذا هو الإنسان الذى تجده فرحان , فيقول لك " أراكم فتفرحون " لا أراك إلا فرحا , فالخطية حلها فى المسيح و التوبة , الإنسان الذى يُقدم توبة بإستمرار تجده إنسان مُقتنع بحياته و تجده إنسان مرفوع و تجده إنسان قائم , فمن إين أتت له؟ آتية له من روح الجهاد العميقة التى يُعطيها له الله , فتجده إذا كان الخاج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما و تجده من داخله , هناك قوة , هناك نُصرة , تجده غالب لأوجاعه و أحزانه و آلامه و تجاربه , لدرجة إن حتى خطاياه لا تكون وسيبة إبتعاد بل وسيلة إقتراب و لهذا يقولوا عن واحد من الآباء القديسيين , كان يُعلمك تلاميذه الصلاة ,فقالوا له من هو معلمك ؟؟ من الذى علمك أنت الصلاة ؟؟ نحن نراك تتكلم فى منهج مُرتفع جدا فى الصلاة , فمن الذى علمك الصلاة ؟؟ فقال لهم الذى علمنى الصلاة ,هى تجاربى و أحزانى , فأحزانى هى التى علمتنى الصلاة , فعندما صليت فرحت و عندما كانت التجربة أصعب تقربت إلى الله أكثر و بعمق أكثر , غعندما صليت أكثر و بعمق أكثر تجاربى علمتنى الصلاة و فى الصلاة رأيت الله . عنما يتعب الإنسان من أمورالغد , فما هو الحل؟؟ , أقول لك لا يوجد حل أجمل من التسليم , أجمل من إنك تشعر إن حياتك كلها مُدبرة من يده , إجتهد فى حياتك بكل الأشكال , لكن لا تقلق لا ترتعب لا تخاف , لا تكن غير مؤمن بل مؤمن بل ثق فى القادر أن يحفظ و أن يرفع , يقول لك " القادر أن يصنع معنا أكثر جدا مما نسأل أو نطلب , مما نفهم أو نفتكر" فالإنسان الذى يدخل فى دائرة عمل الله فى حياته , يتعغير كليا , تجده يعيش نفس الضغوط و من الممكن أكثر و تجده يعيش فى دائرة من الممكن إن واحد غيره يعيش فيها , يكون مهموم و مهزوم و يكون حزين و مُكتأب , لكن لا , الذى يعيش فى المسيح يسوع تجده , متكل و مبتسم و راضى و قابل و شاكر و مُسلم و يتوب , عندما تُتعب الخطية الإنسان يا أحبائى و تُعجه , ليس لها حل غير إنه يُقدم عنها توبة حتى يقوم منها و يُرفع منها و لكن حتى نجلس لكى نتأمل فى خطايانا فقط دون أن نتوب , فالخطايا , سوف تُصبح سبب أحزان , أقول لك لا , إجعل الخطية تكون سبب توبة و التوبة الحقيقية بالتأكيد تُفرح الإنسان , لا يُمكن أن تعيش لحظة حُب على خطية إلا عندما يأتى لك مشاعر فرح فى نفس اللحظة و لهذا أقول لك : أمر الفرح هو أمر مُهم جدا للحياة الروحية , حتى تشعُر إنك بالفعل عرفت المسيح , يجب أن تكون فرحان من داخلك , مهما كانت همومك مهما كانت ضغوتك , مهما كانت ضعفاتك , مهما كانت الظروف المُحيطة بك " أراكم فتفرحون " الله يُعطينا يا أحبائى أن نفرح فيه , وأن لا تكون لنا حياة خارجه و أن نُلقى بخطايانا و همومنا و أحزاننا و حتى أوجاعنا عليه و نفرح لأننا قد ألقينا عليه كل همومنا ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين .

ان لم تؤمنوا بي فامنوا بالأعمال

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها أمين . انجيل اليوم فصل من بشارة معلمنا يوحنا وإذا لاحظت ستجد أن معظم أناجيل فترة الخماسين التي تقرأ علينا في الكنيسة تكون من بشارة يوحنا، لماذا يوحنا تحديدا؟ لأن بشارة يوحنا هي المعنية بالأكثر بإعلان لاهوت السيد المسيح، وبما أننا في فترة القيامة المقدسة وفترة إعلان مجد لاهوت ربنا يسوع المسيح عن طريق قيامته المقدسة لذلك ستجد أن معظم فصول الخماسين تقرأ من بشارة معلمنا يوحنا، وهنا نجد حوار مع مجموعة من اليهود كان يحاول الله أن يعلن لهم نفسه، لأنه أمامهم وهم كانوا يحاولوا أن يصدقوا، ويوجد بينهم من كان يصدق، ويوجد بينهم الذين لا يريدون أن يصدقوا، وهو كان يظل يساعدهم أن يصدقوا أنه هو الله الآتي إلى العالم، لذلك قال لهم أن الآب أرسله إلى العالم، فيقول لهم إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، تريدون أن تؤمنوا بي، وتريدون أن تصدقوا إن الله الآب الذي في السماء هو أبي قوموا بالمقارنة بيني وبينه، فإذا وجدتم إنني أعمل أعمال أبي الذي في السماء فحينئذ أنا هو، إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فأمنوا بأعمالي لتعلموا وتؤمنوا إني أنا في الآب والآب في. فالذي ليس لديه استعداد يصدق أن المسيح هو الله فلينظر إلى معاملته، آتي المسيح إلى العالم يا أحبائي لكي يخبرنا عن الآب، يقول لك: "الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي في حضن أبيه هو خبر"، بماذا خبر؟ خبر عن الآب، من هو الآب؟ الذي لم يره أحد قط، ذات يوم ظل أستاذ في مدارس الأحد يتحدث مع الأطفال عن الله، فكان يقول لهم ربنا عمل هذا، ربنا خلق ذلك ...... إلخ، وكان هناك طفل في الحقيقة لم يستوعب كلمة "ربنا"، فسأل الأستاذ من ربنا؟!، فالخادم وجد أن إجابة السؤال صعبة ولا يستطيع أن يشرحها للطفل من هو ربنا؟!، فقال له "ربنا يا حبيبي الذي هو يسوع" فأجابه الطفل: "نعم يا أستاذ الآن قد فهمت، إذن فلتكمل يا أستاذ"، فماذا يعني ذلك؟! يعني أننا قد عرفنا الآب عن طريق من؟ عن طريق الابن، الآب صفاته بالنسبة لنا هي صفات عالية، الخالق، غير المرئي، غير المحوى، غير المبتدأ، الذي لا يحد، يقول لك عنه غير المفحوص بمعني لا تحاول أن تفحصه، إذن هل سأظل أعبد إله وهو بالنسبة لي لم يرى وغير محوى وغير مفحوص وعندما يحدثوني عن الله أقول لهم أنه لا يراه أحد قط، يحدثوني عن الله أقول لهم لا يصلح أن نتكلم عن الله لماذا؟ لأنه غير مفحوص، فهل سنظل هكذا؟، يجيبك لا بل أنا لن أظل بعيد عن أولادي بهذه الدرجة، أنا سآتي وأسكن في وسطهم، عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا، هناك أشخاص لا تصدق بالكلام، قال لهم إذن الذي لم يصدقني بالكلام فليصدقني بالأعمال، إذن ربنا يسوع المسيح عندما جاء إلي العالم عمل وعلم، لأن هناك أفراد آتوا بالتعليم، هناك أفراد عندما سمعوا الكلام بهتوا، هناك أفراد عندما سمعوا يقول لك عنهم في سفر الأعمال أنهم "نخسوا في قلوبهم"، هناك أفراد أتوا عن طريق الكلام، لكن هناك أفراد لم تأتي عن طريق الكلام قال لهم إذا أنتم غير مصدقين الكلام صدقوا الأعمال، ما هي الأعمال يارب؟ قال لهم أنظروا أنا أتيت لكي أشفي الإنسان، أتيت لكي أخضع الطبيعة التي فسدت، أنا أتيت لكي أغلب الخطية وأغلب الموت وأغلب الشيطان، فإذا كنتم غير مصدقين هيا أنظروا، ستجد ربنا يسوع المسيح أخرج شياطين كثيرين لكي يقول لهم إذا أنتم غير مصدقين إن أنا في الآب والآب في عن طريق الكلام صدقوني عن طريق الأعمال، فإنني أنتهر الشيطان أنه يخرج وبالفعل يخرج، بل أنا أيضاً أحيانا أقول له ليس أخرج فقط ولكني أقول له أخرج وأذهب إلي أين، مثلما حدث مع مجنون كورة الجدريين عندما قال للشياطين أخرجوا وأذهبوا إلي قطيع من الخنازير، هذا يوضح السلطان، جاء ربنا يسوع المسيح ليريهم سلطانه على الشيطان، سلطانه على الخطية، قال لهم "من منكم يبكتني على خطية" فكانوا يحاولوا أن يصطادوه بكلمة، حاولوا أن يستغلوا له أي تصرف خطأ، ولكنهم لم يجدوا مطلقا لماذا؟ لأنه هو الذي بلا خطية وحده، لم يستطيعوا أنهم يصطادوه بخطية، وأثبت لهم، وعلمهم، وعرفهم أنه لم يأتي لكي يكون خاطئ لكن لكي يحمل خطية العالم فصار بلا خطية ولكن صار خطية من أجلنا، فجاء المسيح ليعلن سلطانه على الخطية، يعلن سلطانه على الشيطان، يعلن سلطانه على الموت، الموت الذي تسلط على العالم، الموت المخيف، الموت الرهيب، الموت الذي نقف أمامه جميعاً ضعفاء، مبهوتين، صامتين، عاجزين، فجاء المسيح أمام الموت لم يقف صامت ولم يكن عاجز، بل أقام نوعيات من الموتى ليعلن سلطانه على الموتى، وأكبر إعلان لسلطانه على الموتى أنه هو نفسه قام، فلم يعد الموت يغلبه وكانت نهايته ليست مثل نهاية الأشخاص الذين قاموا، فجميع الذين قاموا قد ماتوا مرة أخرى، لكن المسيح قام وصعد، لذلك هنا يقول لهم "أنا في الآب والآب في"، وإن لم تصدقونني بسبب الأقوال فصدقوني بسبب الأعمال، ستلاحظ أن ربنا يسوع أعلن سلطانه على الموت من خلال ثلاثة أقامهم:- ١- الفتاة التي كانت لازالت على فراش الموت وأقامها. ٢- ابن أرملة نايين الذي خرج من بيته ميت محمول في نعش في طريقه إلى الدفن. ٣- لعازر الذي أنتن وظل بالقبر أربعة أيام. فهو أقامهم ولكل منهم مرحلة من مراحل الموت. المرحلة الأولي: التي لازالت علي فراشها. المرحلة الثانية: الذي كان في طريقه ليدفن. المرحلة الثالثة: الذي دفن وظل في القبر أربعة أيام حتي أنتن. وكأن ربنا يسوع المسيح جاء ليقول أنا أتيت لكي أتسلط على الموت بكل مراحله، ومهما كان قوي فأنا أستطيع أن أغلبه. جاء لكي يتسلط على الطبيعة، الطبيعة التي فسدت، لأن الإنسان عندما أخطأ ليس فقط طبيعته التي فسدت، بل والطبيعة أيضا فسدت، الطبيعة فسدت، الأرض فسدت، لماذا؟! لأنها أكلت من ثمار الخطية، لذلك لعنت الأرض، قال الله لآدم: "ملعونة الأرض بسببك"، فهذه الأرض التي لعنت، والطبيعة التي فسدت، جاء المسيح يتسلط عليها ،جاء المسيح يشفي الطبيعة، لذلك وجدناه يمشي على المياه، ووجدناه ينتهر البحر، وينتهر الرياح، ويحول الماء إلى خمر، جاء يعلن سلطانه على الطبيعة، الطبيعة التي تمردت، الطبيعة التي فسدت جاء ليعلن سلطانه عليها. لذلك معلمنا بولس يقول لك "إذ أخضعت الخليقة للباطل لا عن إرادة بل من أجل الذي أخضعها على الرجاء". لذلك الخليقة أخضعت للباطل، لكن جاء المسيح أخضعها، جاء المسيح تسلط عليها، لذلك يقول لهم إذ أنتم غير مصدقين لكلامي قوموا بتحليل الأعمال التي أعملها أنا، إذا لم تصدقوا كلامي، إن لم تؤمنوا بي فآمنوا بأعمالي، لتعلموا و تؤمنوا إني أنا في الآب والآب في، فهو تسلط على الطبيعة، وتسلط على الموت، وتسلط على الشيطان، وتسلط على الأمراض بأنواع أمراض كثيرة ومتنوعة، ستجد معظم أنواع الأمراض قد شفاها المسيح، وتجد معظم المراحل العمرية قد تعامل معها ربنا يسوع، فهو تعامل مع الرجل، ومع الشاب، مع المرأة، مع الفتاة، وكأن ربنا يسوع المسيح يريد أن يقول أنا أستطيع أن أشفي كل النفوس، ابن أرملة نايين شاب صغير، ابنة المرأة الكنعانية فتاة صغيرة، لعازر شاب، المرأة المنحنية سيدة كبيرة في السن، نازفة الدم متوسطة العمر، كل الأنواع من البشر أراد المسيح أن يعلن أنه إله الكل، وأنه قادر أن يشفي كل آلام الإنسان، والذي يركز علي معجزات ربنا يسوع المسيح سيجد هناك معجزات كثيرة تمس الرأس، فمثلاً يقول لك شخص مجنون، أعمى، أخرس، هذه الأمراض كلها في منطقة الرأس، رجل لديه يد يابسة هذه اليد، مرأة منحنية هذا الظهر، امرأة نازفة الدم هذه البطن، رجل مفلوج هذه الأرجل، بمعني الرأس واليد والظهر والبطن والأرجل، ماذا يعني ذلك؟! ماذا يريد أن يقول؟ يريد أن يقول أني أتيت لكي أشفي كل الإنسان، يريد أن يقول إن أي واحد منا مهما كان لديه عضو فاسد، ومهما تسلطت الخطية على أعضائه أو على عقله أو على إرادته أو على يده أو على أرجله، اليد في الكتاب المقدس تشير إلى الأعمال، والأرجل تشير للطريق والإرادة، فإن كانت أعمالنا فسدت، وإن كان طريقنا فسد، وإن كانت إرادتنا فسدت، وإن كان عقلنا فسد، وإن كانت عيوننا أو آذاننا فسدت، فكل ما فسد فينا المسيح آتى لكي يشفيه، لذلك يقول صدقوني، إن لم تصدقوني بسبب الأقوال فصدقوني بسبب الأعمال. النقطة الأخيرة التي أود التركيز عليها أن كل واحد منا مدعو أن يلمس عمل الله في حياته الخاصة، كل واحد فينا لابد أن يقول مع ربنا يسوع المسيح أنا أصدقك بسبب الأقوال وأصدقك بسبب الأعمال، لكن أنا أصدقك بسبب ما تعمله معي أنا، ليس فقط ما تفعله مع الآخرين، لذلك عندما نقارن أحيانا بين معجزات العهد القديم ومعجزات العهد الجديد ستجد معجزات العهد القديم في مجملها غالباً تكون أمور عامة، ماذا تعني عامة؟ بمعني أن الله يشق البحر والجميع يسيروا فيه، هذه معجزة عامة، يمطر لهم من السماء من وسلوى معجزة عامة، يحرق سدوم وعمورة، يجعل الذي ينظر إلى الحية النحاسية يشفى من لدغة الحية، يأتي بعمود نار وعمود نور يتقدمهم في المسيرة في البرية، كل هذه معجزات لكن هذه معجزات عامة، يخرج لهم المياه من الصخرة، يحول لهم المياه المرة إلى مياه عذبة، كلها معجزات عامة، أما في العهد الجديد المعجزة أصبحت خاصة لأنها تمس كياني أنا كشخص، أنا كإنسان. نحن في الكنيسة يا أحبائي حقا كلنا نؤمن بربنا يسوع المسيح لكن كل واحد فينا له إيمان، وكل واحد فينا له عشرة مع المسيح، وكل واحد فينا له اختبار مع المسيح، وخبرة مع المسيح، ومذاقة مع المسيح، وكل واحد فينا المسيح يحدثه هو، وكل واحد فينا لمس شفائه في حياته الخاصة، وكل واحد فينا لمس قدرة الله في حياته الخاصة، هذا ما يريد ربنا يسوع أن يقوله اليوم، يريد أن يقول أنتم لابد أن تؤمنوا بي، الأعمال أمامكم والأقوال أمامكم، وإذا لم تصدقوني بالأقوال صدقوني بالأعمال لتعلموا وتؤمنوا إني أنا في الآب والآب في. أجمل اختبار في حياتنا يا أحبائي أن نتذوق ربنا يسوع المسيح والذي يتذوقه تتغير حياته، والذي يتذوقه تتغير مفاهيمه، والذي يتذوقه تتغير أولوياته، تتغير أهدافه. ما سر التشتت الذي في حياتنا؟ أننا لم نتذوق المسيح. لماذا العالم أغلى من الحياة الأبدية؟ لأننا لم نتذوق عذوبة المسيح. لماذا نغلب من الخطية؟ لم نتذوق عذوبة المسيح. لماذا مغلوبين من أنفسنا؟، لماذا دائما الوصية بالنسبة لنا في موضع صراع؟، لماذا الكسل الروحي؟ لماذا لا نستطيع أن نغفر؟، لماذا لا نحب أن نسامح؟، لماذا لا نستطيع أن نعطي؟، لماذا لا نستطيع أن نتجاوز أنفسنا في تطبيق الوصايا؟ لأننا لم نتذوق المسيح بعد. لذلك المسيح يريد أن يقول لنا جميعاً هيا تعالوا، لا نجعل الأيام تمر علينا، لابد أن تؤمنوا إني أنا في الآب والآب في، صدقوا الأقوال، صدقوا الأعمال، صدقوا ما أقوله لكم أنتم، صدقوا ما أفعله معكم أنتم. ربنا يعطينا في فترة الخماسين أن نتذوقه، المسيح قائم ليقيمنا، المسيح غالب الموت، غالب الخطية، غالب الشيطان. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

أثمار الروح الجمعة الثالثة من شهر بشنس

تنشغل الكنيسة في الفترة ما بين عيد الصعود وعيد حلول الروح القدس إستعداداً لحلول الروح القدس .. ويقول الإنجيل وقف يسوع في وسط الجموع وصاح قائلاً { إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب } ( يو 7 : 37 ) .. معروف عن يسوع أنه لم يصيح قط وهذا معناه أنه أراد التنبية على شئ خطير جداً جعله يفعل هذا .. كان هذا في العيد وهو يطلب منهم هذا .. يقول { من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي } ( يو 7 : 38 ) .. معلمنا يوحنا حتى لا نتحير قال لنا أنه كان يتكلم عن الروح الذي لم يكن قد أُعطيَ بعد ( يو 7 : 39 ) لهذا وضعت الكنيسة هذا الجزء للمؤمنين المزمعين أن يقبلوه بعد يومين في عيد حلول الروح القدس .. من التشبيهات البديعة في الكتاب المقدس عن الروح القدس أنه « ماء » لأنه لا يوجد مكان ذات قيمة ليس به ماء .. مثل قطعة الأرض الصحراوية المقفرة التي ليس لها قيمة .. ولكن عند دخول الماء إليها قيمتها تزداد ويظهر بها الحياة من خضرة ومباني وأُناس نحن أيضاً نختلف فيما بيننا ولكن الفرق في وجود الماء فينا « الروح القدس » .. الماء الذي يُروي ويُشبع لهذا خلق الله الماء أولاً ثم الأرض .. الماء يُبنى عليه الكون كله .. فإنها من أسرار الحياة .. لأنه يستطيع الإنسان الإستغناء عن الطعام لكن صعب الإستغناء عن الماء .. نسمع في العهد القديم{ سواقي الله ملآنة ماءً } ( مز 65 : 9 ) .. أي ينابيع الروح .. لهذا يجب أن نتودد للروح القدس حتى يتجدد في داخله وتجري من بطنه أنهار ماء حية من صفات الماء التنظيف وهذا هو عمل الروح القدس لأنه يقدس ويطهر من الإتساخ الذي حدث لعينك ولجسدك وعقلك وأفكارك .. هو المسئول أن يعتقق .. من تشبيهات الروح القدس أنه « نار » .. وعمل النار حرق الشوك .. قديماً كان من ثمار الخطية على الإنسان أن الأرض تُنبت لك شوكاً وحسكاً( تك 3 : 18) .. والإنسان الذي وقع في الخطية في قلبه شوك وحسك في فكره وحواسه .. إجعل الروح القدس داخلك باستمرار حتى يُرجعك إلى صورتك الأولى يقول يسوع المسيح عن الروح القدس أنه يبكت على خطية .. بر .. ودينونة ( يو 16 : 8 ) .. يبكت عن خطية عند لومه لك عليها .. ويبكت على بر عندما يقول لك لماذا لم تُمتع نفسك وتأخذ بر المسيح ؟ .. قديماً حزقيال النبي رأى رؤية جميلة جداً { ثم أرجعني إلى مدخل البيت وإذا بمياهٍ تخرج من تحت عتبة البيت نحو المشرق لأن وجه البيت نحو المشرق ( أي كنيسة العهد الجديد ) والمياه نازلة من تحت جانب البيت الأيمن عن جنوب المذبح ( أي مياه كثيرة ) ثم أخرجني من طريق باب الشمال ودار بي في الطريق من خارج إلى الباب الخارجي من الطريق الذي يتجه نحو المشرق وإذا بمياه جارية من الجانب الأيمن .. وعند خروج الرجل من المشرق والخيط بيده قاس ألف ذراعٍ وعبرني في المياه والمياه إلى الكعبين ثم قاس ألفاً وعبرني في المياه والمياه إلى الركبتين .. ثم قاس ألفاً وعبرني والمياه إلى الحقوين .. ثم قاس ألفاً وإذا بنهرٍ لم أستطع عبوره لأن المياه طمت مياه سباحةٍ نهرٍ لا يعبر } ( حز 47 : 1 – 5 ) .. هذه هي ينابيع الروح المتدفقة من الله وكنيسته .. الروح القدس الذي يريد الله أن يمتع شعبه به وأزال منك آثار خطايا وظلمة لأن ينابيع المياه من أجل نقاوتنا وبرنا .. ونحن نشتكي من عدم وجود مياه تخيل لو رأينا المياه لم تأتي عند الناس لأنها لا تخرج من عند الهيكل .. عندما يكون هناك نفوس منكسرة ومنسحقة وتإن من ضعفاتها وخطاياها .. قديماً من كذب على الروح القدس يموت .. من نشاط الروح القدس قديماً في كورنثوس .. يقول بولس الرسول عن الولد الذي أخطأ { إعزلوا الخبيث من بينكم } ( 1كو 5 : 13) .. أما الآن أصبحت الناس متآلفة مع ضعفاتها وخطاياها لأن الروح القدس ضعيف .. عمل الروح القدس فينا أن يملأنا بينابيع مياه حية لأجل الضعيف الذي بيننا .. لكي يجرف منك تيارات الشر المتراكمة .. ينابيع تعطيك سر حياة عِوَض عن الموت نرى أن المواعيد العظيمة في الكتاب المقدس أُعطيت عند آبار لأن الآبار إشارة للروح القدس .. أبونا إبراهيم أخذ الوعد بعد حفره للبير .. إسحق نبش الآبار التي ردمها الفلسطينيين .. إسحق تعرف على رفقة لكي يتزوج بها عند بير .. يعقوب يتقابل مع راحيل عند بئر .. المكان عندما يكون فيه بئر إذن هو صالح للحياة .. الله حفر بئر داخل كلٍ منا من يوم العماد .. إشرب وإشبع لأن مشكلة البئر عندما تتركه ولا تأخذ منه مثل الروح القدس فتودد إلى الروح القدس .. ولهذا يقول داود النبي { وروحك القدوس لا تنزعه مني } .. لأنه رأى شاول عندما فارقه روح الرب ودخله روح ردئ فجاءوا بداود لكي يعزف ويرنم له .. عندما أخطأ داود خاف جداً أن يفارقه روح الرب فأخذ يتودد إليه .. الروح القدس هو الذي يحرك الضمير .. هو المسئول عن تجديد ملامحنا التي أفسدتها الخطايا إقرأ عن ثمار الروح القدس .. محبة .. فرح .. سلام .. طول أناة .. لطف .. صلاح .. إيمان ( غل 5 : 22 ) .. عندما تكتشف أن حياتك غير منتظمة تُحرم من كل هذا لأن الروح القدس لا يعمل داخلك وتبذل مجهود بلا فائدة .. الأمور لا يمكن أن تتحسن لو تغيرت الظروف .. المشكلة داخل الإنسان دائماً مثل أبونا آدم فلا يوجد أسعد منه في الفردوس ولكن عندما إهتز بداخله طُرد من الفردوس .. المشكلة أنه يجب أن يراجع الإنسان ما بداخله من ميوله وأفكاره .. يجب أن يكون بداخله مقدس ومشاعره مقدسة وتسأل الروح القدس أن ينقيك رأينا قديسين أفواههم مملوءة نعمة .. وآباء الروح متجدد داخلهم .. رأينا عطايا الروح القدس السخية .. نحن أخذنا الروح القدس وعلينا أن ننشطه في هذا العيد .. فأننا لم نأخذه ثانياً ولكن نتقبله لكي يشتعل من جديد بداخلنا .. لا توجد خطية تقوى على الروح القدس .. لا توجد خطايا بلا حل فالروح القدس قادر أن يغير .. قادر أن يجعل من إنسان محب للمال إلى شخص يعطي أمواله .. قادر أن يحول من شاول الطرسوسي إلى رجل الله .. بولس الملئ بالروح القدس .. قادر أن يغير ميول وإتجاهات .. قادر أن يغير أي ضعف .. الروح القدس هو روح قداسة .. هو الذي يعطينا التوبة ويعطينا روح صلاة وبر ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

سبب الحياة الجمعة الأولى من شهر هاتور

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح العاشر وهو إنجيل الراعي الصالح. يقول "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف"، الإنسان لديه احتياج شديد لمن يرعاه، الإنسان لديه احتياج شديد للأمان .. للاطمئنان ..للحب، الإنسان لديه جوع للسند، ربنا يسوع يقدم لنا السند، الإنسان يحب أن يكون لديه شيء ما يستند عليه في حياته، الإنسان يحب أن يكون مطمئن، الإنسان لديه احتياج أن يكون لديه شيء يعيش لأجله، ويضمن له حياته، ويضمن له سلامة حياته، ويضمن له استمرار حياته، ويضمن له أمان حياته، دائما الإنسان لديه هذا الاحتياج الشديد، لديه احتياج شديد بأن يكون هناك سبب لحياته، لديه احتياج شديد أن يكون له مصدر أمان لحياته، فالإنسان يا أحبائي لأن لديه هذا الاحتياج يظل يبحث ما مصدر أمان حياتي؟ وما مصدر اطمئنان حياتي؟، ويظل يبحث، فشخص يأخذ من المال مصدر لسبب حياته وأمان حياته، ويكون هو السبب الذي يعيش لأجله، حياته كلها عبارة عن جمع مال، تعب في جمع المال، إيمان في المال، المال هو سبب الحياة، المال هو سبب الاطمئنان، المال هو سبب المستقبل، المال .. المال .. المال، تجد أنه داخل ذهنه المال في دائرة المنتصف، شخص آخر لديه سبب آخر يمكن أن يكون أسرته، فمثلاً زوج لزوجته، زوجة لزوجها، أب لأبنائه، أبناء لوالدهم، المهم سبب الحياة لديه هو أسرته، فتجد المركز في منتصف ذهنه يدور حول أسرته، يعيش لأولاده، يعيش لبيته، أكبر موضوع يشغله ويستمد وجوده من أسرته، ويستمد كيانه من أسرته، يستمد أمانه من أسرته، يستمد أماله من أسرته، فالإنسان محتاج، فهناك شخص يأخذ أسرته، شخص يأخذ المال، شخص آخر يأخذ المنصب أو السلطة أو الوظيفة، هذا هو السبب الذي يعيش لأجله، قم بترتيب أولويات الشخص تجد أن هناك أشخاص أهم الأمور في حياتها هي الوظيفة، وليس الشرط الأساسي أن تكون الوظيفة لها علاقة بالمال، لا بل الوظيفة للكيان، للذات، لتحقيق نفسه، لتحقيق نجاح، هناك شخص يقولوا له تظل في نفس المكان وستأخذ نفس الراتب لكنه يود أن يكون له مكان في الوظيفة، فتجد ذهنه كله مرتبط بالوظيفة، ويشعر بالغيرة جدا إذا أحتل شخص مكانه، ويغضب جدا إذا قاموا بالتقليل من سلطاته، ويشعر بالتعب جدا إذا كان هناك أمر ما في العمل لا يعرفه، يشعر بالتعب جداً، ويكون هذا الموضوع هو الذي يعيش لأجله، فكن حذر، إذ هي احتياجات رئيسية في الإنسان، وتخدع الإنسان لكي يعيش في دائرة من الوهم، ويعيش في دائرة من الاهتمامات الباطلة والزائلة، لأنه غالبا الإنسان عندما يضع أماله على هذه الأمور فهذه الأمور كلها متقلبة، فيحدث له لون من ألوان الإحباطات المتتالية لأن الذي يضع كل أماله في المال فالمال مذبذب، إذا جاء شخص الآن وقالوا له العملة انخفضت قيمتها، أو قالوا له أن الربح الذي كنت تأخذه من التجارة انخفض، أو أن هذه السنة أو هذا الشهر لم نبيع شيء، أو أن الربح الذي كنت تنتظره من البنك بدأ ينخفض لأنه يوجد كساد في البلد تجده حدث له إضطراب شديد، لماذا؟ لأنه وضع هذا الأمر كمركز لحياته، وضعه كمصدر للثقة والأمان، وضعه كمصدر قوة لحياته، والإنسان دائما في احتياج شديد لهذه المصادر يحتاج للقوة، يحتاج للثقة، يحتاج للأمان، يحتاج للسبب فتجد شخص أخذ المال، وتجد شخص أخذ الأبناء والأسرة والزوجة، وتجد شخص أخذ الوظيفة، وتجد شخص أخذ السلطة، هناك شخص آخر يمكن أن يكون آخذ الأصدقاء هم سبب حياته؟ أصدقائه أو أصدقائها، أهم شيء لديها، هذا هو الموضوع الذي يعيش لأجله، يعيش لكي يجاملهم ويعيش لكي يرضيهم، ويعيش لكي يتودد إليهم، ويعيش ليعرف أسرارهم، وإذا لم يعلموه أسرارهم يحزن، يحبط وإذا لم يشاركون في أمر هو كان يتوقع أنهم يشاركوه فيه أيضا يحزن ويحبط، ويعيش لهذا السبب فقط، وكل شخص يبحث عن سبب، تجد شخص يعيش للسياسة، كل اهتماماته السياسة، تجد شخص يعيش للرياضة كل اهتماماته الرياضة، تجد شخص يعيش للفن والتمثيل وكل اهتماماته الفن والتمثيل وأمور مثل هذه، في حين أن كل هذه الأمور يا أحبائي الإنسان إذا استمد كيانه منها سيجد نفسه في دائرة من الفراغ الشديد جداً. على سبيل المثال إذا كان هناك شخص يعرف أن يلعب لعبة معينة وكل كيانه وشهرته قادمة من هذه اللعبة التي يلعبها فهل هو لا يعلم أنه بعد أربع أو خمس سنوات لن يستطيع أن يلعبها، هل هو لا يعلم أنه إذا تقدم في العمر ستنتهي هذه الحكاية، فما العمل في الفجوة التي تتركها هذه اللعبة في حياته عندما كان متخذ كل كيانه من هذه اللعبة، وبعد ذلك تنتهي!، فالذي يكون مشهور جدا في مجال ألا يعلم أنه سيأتي وقت يجد أشخاص أخرى ويأخذوا مكانه، لذلك هؤلاء الأشخاص يتعرضون لإحباطات شديدة جداً في حياتهم، إذن ما المقصود من هذا الكلام الذي نقوله؟ الكلام الذي نقوله يريد أن يوجه أنظارنا للمصدر الحقيقي الذي تأخذ منه الثقة والسلام والأمان والقوة، لا من المال، ولا من الأسرة، ولا من الوظيفة، ولا الموهبة، ولا من الصداقات، ولكن من الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف، اجعله هو مصدر أمانك، اجعله هو مصدر قوتك، اجعل كلماته هي مصدر سرور حياتك لأن كل الأمور متغيرة لكن كلامه لا يزول، "السماء والأرض تزولان لكن حرف واحد من كلامي لا يزول"، مواعيد الله صادقة غير كاذبة، اجعل أتكالك عليها، اجعل الوصية هي سبب حياتك، يقولون لك لماذا تفعل هذا؟، أنت لا ترضي أشخاص، ولا أصدقائك، ولا زوجتك لكنك ترضي الله، وعندما ترضى الله تجد بيتك جيد، وستجد تجارتك جيدة، وستجد علاقتك بأصدقائك جيدة، وستجد لديك توازن في حياتك، وتعيش حياتك بشكل سوي، لأن كثيرون يقولون أنك من الممكن أن تعيش الحياة وأنت مستمتع بالحياة دون تعارض مع نقاوة الحياة، لا يوجد تعارض بين الاستمتاع بالحياة وبين نقاوة الحياة لأنك أنت واضع الله هو مصدر أمانك وسلامك وقوتك، لكن أستطيع أن أقول لك أنك لا تستطيع أن تستمتع بالحياة طالما أنت واضع مراكز أخرى لكي تدور حولها. "أنا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف"، فالخراف بمجرد أن تسمع صوت الراعي تفرح وتطمئن وتبتهج، الخراف مطمئنة لأنها لا تعرف ماذا ستأكل غداً لكنها مطمئنة لأن الراعي يفكر نيابة عنها، هو يفكر لي، سيرسلني إلى مكان جيد إن شاء الله، أين هذا المكان؟ لا أعلم، أنا لا أعرف، الخروف لا يعرف، حيوانات كثيرة يا أحبائي لديها قدر كبير من الذكاء الذي إذا أخذته إلى مكان فهو يعرف أن يذهب له مرة أخرى، لديه قدر من الذكاء والحاسة التي تجعله يعرف أن يبحث عن طعامه، يعرف يبحث وينقب، لكن الخراف لا تعرف، الخروف كائن مسالم جداً، تجده يذهب للذبح وهو يمشي خلف الرجل ويرى خراف أخرى تذبح أمامه وهو جالس يأكل وينتظر إلى أن يأتي عليه الدور، ما هذا؟ هو كائن مسالم جدا، لا يفكر.. لا يفكر، لذلك دائما الأشخاص الذين كان الرب يحب أن يعدهم لقيادة شعبه يجعلهم يعملوا رعاة غنم، لكي يأخذوا خبرة في كم أنتم مسئولين عن أمان وحياة وقوة واطمئنان هذا القطيع، لذلك الكاهن يسمي بالراعي، يقول لك أبونا .... راعي كنيسة .... راعي، راعي بمعني أنه يهتم بهم، بغذائهم الروحي، بقوتهم، بأمنهم، بأمانهم، لا تجعل اطمئنانك في أحد غير الله، ولا تستند علي أحد غير الله، لأن الاتكال على هذه الأمور الأخرى إذا جلست تفكر فيها ستجد كلها أمور واهية، التي تجعل كل حياتها في زوجها أو الزوج الذي يجعل كل حياته في زوجته فمن الممكن أن زوجها صحته تتغير أو من الممكن أن ينتقل من هذه الحياة، فإذا كانت واضعة كل اتكالها عليه لا تستطيع أن تعيش بعد ذلك، فهل مطلوب أننا لا نحب بعضنا البعض؟! لا بل نحب بعض لكن نحب بعض في المسيح يسوع، هل لا أحب أولادي وأكون قاسي عليهم؟ لا حب أولادك لكن حب أولادك في المسيح يسوع ولا تجعل أولادك هم مصدر الاطمئنان في حياتك، لا فالمسيح هو مصدر الاطمئنان في حياتك، وأن ترعى أولادك بالمسيح وفي المسيح، أصبحنا كلنا مربوطين بسر قوتنا وسر وجودنا في هذه الحياة هو المسيح يسوع، أبحث عن سبب لحياتك غير المسيح ستجد أنه لا يوجد سبب يستحق الحياة غير المسيح، لذلك معلمنا بولس عندما أراد أن يلخص الحياة كلها لخصها في كلمة واحدة فقط قال "لي الحياة هي المسيح" فقط ليس أكثر، نقول له قل لنا ثانية عن الحياة نريد أن نسمع، أقول لك أي شيء في الحياة جيد لكن ضعه في المسيح، تدرس جميل لكن في المسيح، تعمل جيد جدًا، تتنزه جيد، ليس سيء، تأكل، تشرب تعيش مع أولادك، مع زوجتك، تعيش مع أصدقائك، تعيش مع أهلك، مع أقاربك، كل ذلك رائع جداً في المسيح يسوع، أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف، اجعل الله الراعي لك، اتخذه حبيب لك، اتخذه أب لك، اطمئن لوجوده، لا تجعل ذاتك هي سبب حياتك، لا تجعل مصدر اطمئنانك ذهنك، أفكارك، قوتك، إمكانياتك، منصبك، عملك لأن كل هذا لا يكفي أبدا أن يطمئنك، لأن الإنسان كائن خالد، الإنسان كائن جائع، الإنسان كائن أبدي، فاحتياجاته عميقة جدا فوق ما تتخيل، كائن جائع، لا يوجد شخص يتناول الفطار صباحا ويقول كفى أنا لن أتناول وجبة الغذاء ولا العشاء، لا فالفطار الذي أكلته صباحا حتى إذا كان كثير ستجد نفسك وقت الظهر أو وقت العصر بالكثير تقول أنا جائع، ولا يوجد شخص تناول الغذاء وقال لن أتناول وجبة العشاء، فالإنسان كائن جائع، طول الوقت احتياجاته لا تنتهي وأي شيء يأخذه لاحتياجاته هي مجرد مسكنات، مسكنات. لذلك يا أحبائي الله يعطينا سر الحياة، الذي يجعل أهداف أمامه ويعتقد إذا نالها سينال الشبع فهو مسكين لأنه سوف يحبط، الذي يفكر أن كل مشاكل الحياة ستحل بالزواج، والذي تفكيره أن كل مشاكل الحياة وكل الاحتياجات التي داخله تشبع بالإنجاب، والذي تفكيره أن كل الاحتياجات التي داخله تشبع إذا هاجر، هو في الحقيقة يجري خلف سراب لأنه سيجد نفسه لازال جائع، ولازال في احتياج، من الذي يشبع كل احتياجاتنا؟، من الذي يعرف ما المرعى الذي يناسبني؟، وما المياه الحلوة النظيفة؟، وما المكان الذي لا توجد فيه ذئاب؟، ولو هناك ذئاب فهو معه العصا، وإذا كنا نخاف من الليل أنا سوف أظل أحرسكم في الليل، من الذي أطمئن له، قال لك أنا هو الراعي الصالح، أجعل اطمئنانك عليه، عدو الخير يا أحبائي داخل معنا في مباراة يظل ينوع الحروب لكن يركز بالأكثر على احتياجات الإنسان الرئيسية، يركز على الخوف عند الإنسان، على المستقبل عند الإنسان، يركز على الغد، على احتياجات الإنسان، الأمور الذي يكون للإنسان ميول لها، يركز على غرائز الإنسان، ويظل ينوع، هي كلها أسباب يحارب بها الإنسان منذ القدم، منذ أبونا آدم، لكنه يغير في الوسائل، ظهر الآن تليفزيون، ظهر الإنترنت، ظهر تليفونات لها خواص متقدمة .... ، ..... يغير من الوسائل، أما النقاط الرئيسية الذي يحاول بها يسرق الإنسان هي واحدة، وهي نفس الأسباب التي كنت أقول لك عنها، هناك إنسان يعيش لغرائزه ويرى أن هذا هو السبب لحياته، وهذا السبب بالنسبة له مقنع، فهو يعيش للغريزة، فهناك من يعيش للمال والذي يعيش للغريزة والذي يعيش للعائلة والذي يعيش للوظيفة والذي يعيش للسلطة والذي يعيش للصداقة والذي يعيش لموهبة، فكل شخص يرى سبب لحياته، وأصعب شيء يا أحبائي أن الإنسان يعيش وهو لا يعلم لماذا يعيش، ولم يجد سبب لحياته، وأكثر الأمور التي تتعبه أنه يكون تارك الخالق الرازق، المشبع، المحسن، الصالح ويبحث عن هذه الأشياء في مصادر أخرى، كيف يا أحبائي أن يكون إنسان لديه مخازن ومنازله ممتلئة وهو يستعطي لقمة، والمفتاح معه، والمخزن ممتلئ. لذلك يا أحبائي يقول "سواقي الله ملآنة ماءا"، الله عطاياه يا أحبائي لا تفرغ، الله يريد أن يعطينا ويحب أن يعطينا، بل ويتودد إلينا أن يعطينا، لا تجعلوا اتكالكم على أحد، ليس علي مال ولا منصب، ولا تجعل اتكالك أبدا على شيء زائل، أحد الآباء القديسين كان يقول "أعطنا يا الله ألا نركن إلى الظل كأنه حق"، تخيل أنت إذا وقف شخص ووجد ظل شجرة فتوهم بها وأحب أن يسند عليها، عندما يأتي ليستند على الظل ماذا يحدث له؟ يسقط. الحياة كلها يا أحبائي وأمور هذه الحياة كلها أمور زائلة، الذي يستند عليها سيسقط، لأنه ارتكن على ظل ليس حق، ما هو الحق؟ قال لك أنا هو الحق، ارتكن عليه، ضع أمالك فيه، تحدث معه كثيراً، حدث لكي تتبرر، تكلم معه كثير، تحبه من كل قلبك، اطمئن لوجوده، لا تبحث عن سبب آخر لوجودك غير الذي أوجدك، معلمنا بولس يقول "منه وله وبه كل الأشياء" فماذا بعد ذلك؟! ماذا بعد منه وله وبه كل الأشياء، هل هناك بعد ذلك، هل يوجد بعد منه وله وبه كل الأشياء، هذا يا أحبائي النصيب الذي نحن أخذناه، وهذا الرجاء الذي أخذناه، وهذا الذي فرحنا به، والذي نعيش من أجله. لذلك يا أحبائي انجيل اليوم يطمئنكم، في الكنيسة كثيراً ما تسمع كلمة "أنا هو الراعي الصالح"، ولازال في ذهنك أنك ترعى نفسك، أو لازال في ذهنك أن أحد يرعاك أو أحد يهتم بك، لا فالراعي الحقيقي هو الله. لذلك يا أحبائي آبائنا القديسين كان يقبل حتى الاستشهاد، نقول له ولكن أبنائك، يقول لا، لا، فهذا احتياج بشري صعب جداً، أولادك فلا تضعف!، فهي نقطة صعبة جدًا، يقول لك لا، لا، لا، الله أهم، فمن الذي أعطاهم لي؟ هو الله. الكنيسة أمس كانت تعيد بقديس شاب صغير اسمه تيموثاوس كان متزوج حديثاً من قديسة اسمها مورا، ليس له عدة أشهر متزوج، لكنه كان يخزن كتب البيعة لديه في المنزل لأنهم كانوا يخافون عليها لئلا يسرقوها أو يأخذوها منهم فيمنعوهم من الصلاة، لأنها كتب القراءة، فماذا نقرأ في القداس؟ فكانوا يأخذون معهم العدة في المنازل، فهناك من يأخذ الكاس والصينية، وآخر يأخذ كتب القراءة، وآخر يأخذ الإچابي لكي إذا هجموا علي شخص يكون هناك تعويض، نعرف نأتي بأخر، فعلموا أن هذا الشاب لديه كتب القراءة فذهبوا لاضطهاده، وأتوا به أمام الوالي، فقال له أحضر الكتب، أجابه القديس لن أحضر الكتب، إذن انكر الإيمان، يقول لا لن أنكر الإيمان، فظلوا يضربوه، وقاموا بتعذيبه، وأدخلوا في أذنه سيخان حديد حتي فقد السمع والبصر، ولن يعطيهم الكتب، فأحضروا له عروسته، فقالوا من الممكن أن نستخدم الفتاة، فالفتاة استطاعوا أن يقنعوها في دقائق، عندما آروها العذابات قالت لهم لا كفى، فقالوا لها أدخلي عليه و اقنعيه، فدخلت ولكن هو أقنعها قائلاً لها أنترك المسيح؟!، قالت له لكن نحن في بداية فترة زواجنا، فقال لها نحن تزوجنا لكي نعيش في المسيح، فخرجت، هما الأثنين قاموا بصلبهم على صليب، ظلوا ثلاث أيام مصلوبين، فكانوا كلما يحاولون أن يغفلوا أو النعاس يغلبهم يقول لها إياك أن تنامي، لئلا يأتي المسيح ويجدنا نيام، وهو علي الصليب معلق، ما هذا الجبروت؟ لأنه يفهم لماذا يعيش، فهو لا يعيش من أجل عروسته، وليس من أجل الزواج، وليس من أجل المستقبل، وليس منصبه وليس مرتبه وليس الإغراءات التي يعرضوها عليه، هو يعلم لماذا يعيش نحن يا أحبائي إذا عرفنا لماذا نعيش ؟ كل الأمور تحل بسهولة، لكن إذا جعلنا اتكالنا على المال سوف نذل، وإذا جعلنا اتكالنا على السلطة نذل ، في سفر مراثي آرميا يقول لك "ليذل الرب جميع المرتبطين بالأرض"، المربوط بالأرض يذل. أنا هو الراعي الصالح اجعل اتكالك عليه ولا تجعل أمانك ولا سلامك ولا قوتك ولا مسرتك من غيره، لأن منه وله وبه كل الأشياء. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل