المقالات
07 يناير 2024
كن ولوداو مثمرا
عندما نحتفل بميلاد السيد المسيح فأننا نحتفل بحدث كونى له جوانبه المتعددة سواء كتابيا أو تاريخيا أو جغرافيا أو نبويا أو روحيا أو إنسانيا ... إلخ ولكن المهم أن نعرف أن السيد المسيح هو الذى اختار ظروف ميلاده بعكس أي إنسان في العالم، لأن كل منا ولد من عائلة لم يخترها وفى بلد لم يختره وفي زمن لم يختره وفي ظروف اجتماعية أو ثقافية أو سياسية لم يخترها، لقد كان بإمكان السيد المسيح أن يولد في بلد الفلسفة مثل أثينا أو بلاد السلطة مثل روما، ولكنه اختار فلسطين حيث قرية بسيطة وأناس بسطاء وبيت فقير، كما أنه اختار فتاة فقيرة ليولد منها.وكان وقت ميلاده متزامنا مع حدث الاكتتاب الإحصاء، الذي أصدره أغسطس قيصر لكل الإمبراطورية الرومانية (لوقا ٢-١) وهو بذلك أخذ رقم مواطن أرضى حيث كثيرا ما قال عن نفسه، إنه ابن الإنسان. وفي ذات السياق نجد أن السيد المسيح يحمل اسمين لكل منهما دالته القوية فى حياة كل من يؤمن به الاسم الأول يسوع ويعني مخلصا (متی ۱: ۲۱) وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم. إنه اسم يشير إلى بداية الخلاص من آثار خطية آدم وحواء، أما الاسم الثانى فهو « عمانوئيل (متی ۲۲:۱) هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا، وهذا هو غنى ميلاد وتجسد السيد المسيح، إذ صار حبا فينا نحن البشر يسكن فينا ومعنا في محبة فائقة المعرفة ولكل ما سبق صار حدث الميلاد حدثا غنيا بكل تفاصيله وأحداثه من اللافت للنظر أنه حدث مثمر بمعنى أن كل شخصياته قدمت شيئًا أو على الأدق ولدت ثمرا مفرحا فالقديسة مريم العذراء ولدت السيد المسيح وقد اختارها بحسب تعبير الملاك لأنها الممتلئة نعمة (لو ۱ : ۲۸) ثم جاءت قرية بيت لحم المغمورة وغير المعروفة والصغرى بين جيرانها فقدمت مذودا بسيطا للحيوانات ليكون مكان السيد المسيح ويصير الأشهر عالميا، وكثيرا ما نجد فى أيقونات الميلاد صورة المذود به حيوانات أهمها الثور والحمار كما تقول النبوة في (إشعيا ٣:١٠) الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف شعبي لا يفهم، ثم يأتى الرعاة الذين كانوا في البادية يرعون قطعانهم فيقدموا شغفا وفرحا إذ صاروا أول من علم بميلاد المسيح، ومن بلاد بعيدة يأتى المجوس، هؤلاء الحكماء والعلماء والذين تتبعوا نجما في المشرق حتى وصلوا إلى بيت لحم وقدموا هداياهم ذهبا ولبانا ومرا (مت۱۱:۲) حتى الملائكة فى السماء قدموا تسابيح الفرح والبهجة وأنشودتهم الخالدة المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة كل هؤلاء قدموا شيئًا وأثمروا بحياتهم وبعطاياهم على تنوع ما قدموه. والسؤال الآن عزيز القارئ هل أنت ولود في حياتك؟ هل أنت مثمر في أيام عمرك ماذا قدمت في ماضيك؟ وماذا تقدم في حاضرك؟ وماذا ستقدم في مستقبلك؟ سوف أجيب على هذه التساؤلات واستعرض معك كيف تكون ولودا ومثمرًا وحياتك غنية ما تقدمه من خلال أمثلة ونماذج:
١- البعض يلد أبناء وبنات على مستوى الجسد من خلال الزواج المقدس ومن خلال التربية الحكيمة ينشأ أفراد نافعون جدا، فيصير الإنسان مواطنا صالحًا بكل ما تعنيه هذه الكلمة. ومفيدا في المجتمع والكنيسة والعالم كله.فالأب والأم في الأسرة القوية والمستقرة والسعيدة والتي نسميها كيان الحب، تستطيع أن تربى وتعلم ليس علمًا فقط بل أخلاق ومبادئ وقيم وتستطيع أن تغذى المجتمع والوطن بنماذج منيرة وخادمة تعمل على إثراء الحياة الاجتماعية والحياة الإنسانية في شتى المجالات.
٢- والبعض يلد أبناء وبنات على المستوى الإنساني خلال التلمذة الأمينة والمستمرة في الخدمة الاجتماعية المتنوعة هؤلاء الذين يقومون بتسليم الخبرة والمهارة إلى تلاميذ لهم سواء في مجالات الصناعة أو الزراعة أو الاقتصاد. وهذا التسليم الأمين والممتد عبر سنوات وسنوات هو الذي يثرى حياة البشر ويكون سببا فى تقدمهم وتسديد احتياجاتهم على تنوع أشكالها، وعلى المستوى الروحى والكنسى فى مجال التكريس بأنواعه حيث يتتلمذ الإنسان على أبيه الروحى فى تلمذة روحية مستمرة يتسلم فيها الخبرة الروحية والتقوية والتي يمكن أن يفيد بها آخرين وهكذا يلد الإنسان آخرين في سائر المجالات.
٣- والبعض يقدم على مستوى العلوم الاختراعات أو الابتكارات أو الاكتشافات والتي تجعل حياة البشر أكثر سعادة ورفاهية وسلاما كمن يقدم ويكتشف أدوية
عديدة تشفى ملايين من البشر مثل الكسندر فلمنج مكتشف البنسلين هؤلاء يلدون من عقولهم واجتهاداتهم الجديد والجديد في كل جيل يعملون من أجل صالح الإنسان إنما كان ومازال قطار العلم والعلماء يمضى في تقديم كل ما هو عظيم ومفيد لحياة البشر وعلاج أمراضهم وتسهيل حياتهم ورفعة مستويات حياتهم.
٤- والبعض يقدم ويلد مواهب متنوعة في شتى المجالات سواء الأدبية أو الثقافية أو الفنية أو الرياضية، وهذه المواهب تصير نجوما في سماء البشرية ويعتز أى مجتمع أنه قدم مواهب فذة مثلما قدمت مصر طه حسين ونجيب محفوظ في مجال الأدب وغيرهم في مجالات الموسيقى والفن والرياضة وأسماء عديدة لامعة ليس في فقط، وإنما في كل العالم.
٥- والبعض يقدم خدمات جليلة للإنسانية لا يمكن أن تنسى ولأن حاجات الإنسان عديدة وخدمة أي إنسان وكل إنسان هي الغاية العظمى لهؤلاء البشر الذي أعطاهم الله هذه الخصوصية في خدمة الآخرين مثل خدام المعاقين وذوى الهمم وخدمة المدمنين وخدمة اليتامى وخدمة المغتربين وخدمة حالات الجنوح بين الفتيان والفتيات وخدمة الأرامل وخدمة المسجونين وخدمة أطفال الشوارع وخدمة الذين ليس لهم أحد أن يخدمهم أو يهتم بهم. ومن الأمثلة الرائعة في زماننا خدمة البروفيسور مجدى يعقوب في مجال طب القلوب والخدمة المدنية الرائعة التي يقدمها مع فريقه النشيط من خلال سلاسل الأمل أنقذت حياة الآلاف من الصغار والكبار، وغيره كثيرون والتي جدا.أنه درس الميلاد الأعظم أن تكون ولودًا ومثمرا وليس عقيما مجدبا، إنسانيتك تحتاج منك أن تلد وتقدم وتثمر في وسط أسرتك أو كنيستك أو مجتمعك أو وطنك أو عالمك الذي تعيش فيه.
إننا في هذه المناسبة السعيدة وبداية العام الميلادي الجديد نتقدم بخالص التهنئة لجموع شعب مصر العظيم وفي المقدمة سيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وكافة المسئولين ومعاونيه، مصلين أن يحفظ الله بلادنا الحبيبة سالمة أمنة وأن تتخطى كل الصعاب والأزمات التي سببتها حروب ونزاعات لا طائل من ورانها ... ونصلي من أجل سلام العالم خاصة في مناطق الصراع والنزاع وليمنح الله فرحا ونعيما لكل من يعيش أمينًا مخلصا لبلاده ووطنه ومجتمعه ودمتم في رعايته السامية. مصر وكل عام وجميعكم بخير.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
05 يناير 2024
مائة درس وعظة (٤٢)
ميلاد المسيح « احتياجي إليك »
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة ( لو١٤:٢). ميلاد السيد المسيح له المجد قسم الزمن إلى ما قبل الميلاد وما بعده، تسمى ما قبل الميلاد العهد القديم، وما بعده العهد الجديدة
أولا احتياجي إلى الله:-
١- استرد إنسانيتي:- بالخطية فقد الإنسان إنسانيته، وتخلى عن الصورة الجميلة التي أرادها الله له يوم خلقته، وجاء ميلاد المسيح ليسترد الإنسان انسانيته وصورته الجميلة.
٢- أتمتع بحضرته:- خلق الله الإنسان ليتمتع بحضرته ولكن ما جاءت الخطية بدأ السقوط ،وانفصل الإنسان عن الله وطرد.
٣- استنير بنوره:- عندما صار الإنسان بعيدا عن المعية الإلهية فكر في عبادات بعيدة. تارة يفكر في الحيوانات، وتارة يفكر في الفلك إلخ ليعيدها وبعد أن أرهقته الحيل فكر في نفسه لكيما يعبد ذاته، وبدأ رحلة الظلمة التي جعلته شريداً وجاء المسيح وانار القلوب.
ثانيا: نتائج الخطية:-
١- عبادة الذات عاش الإنسان يعبد ذاته وصارت ذاته امامه بصور متعددة في شهوات ورغبات متنوعة
٢- روح الأنانية:- انفصال الإنسان عن الله جعله يتجه إلى العنف لأنه عاش الأنانية.
٣- سكني الخوف صار الإنسان كائناً خائفاً حتى في ساعات الفرح فصار الخوف يسكن قلبه.
ثالثاً: علاج الضعفات:-
بدأ الله يفتش عن الانسان الخائف الأناني الذي يعبد ذاته، ويضع أمامه علاجاً لهذه الصعقات الثلاثة وهذا العلاج تمثل في انشودة الملائكة، والتي تقدم العلاج لضعفات الإنسان الذي تغرب عن خالقه
١- المجد لله في الأعالي:- خلق الله الإنسان لكيما يتمتع بالحضرة الإلهية ويعبر عن ذلك بالتمجيد والتسبيح ولكن عندما رأى الإنسان ذاته اتجه إلى عبادة الذات وشهواته ورغباته حتى قال بعض الفلاسفة إن الإنسان بئر من الرغبات التي لا تشبع فصار الإنسان يضحم عقله واختراعاته وكأنه يقول لا حاجة لى إلى الله وصار الإنسان كبيرا في عيني نفسه وسقط في بئر الكبريا وتناسي الله كثيرا وحلت به النظرة الترابية الأرضية فقط ولم يعد يقدم تمجيداً لله فالتمجيد يبين أن في قلب الإنسان مخافة الله كما هو مكتوب رأس الحكمة مخافة الله (سى١ :١٦) عندما تسكن الحكمة في قلب الإنسان يستطيع أن يمجد الله ويشعر بالحضرة الالهية في كل عمل يعمله. الإنسان الخائف الله هو الذي يكون مواطناً صالحاً في أي مجتمع ويكون انساناً أميناً في كل ما اؤتمن عليه
٢- على الأرض السلام:- انانية الإنسان جعلته يتجه إلى القسوة والقمع والظلم فأنانية الإنسان تعميه على أن يرى الآخر فتحولت الأنانية إلى صراع وحروب وإرهاب والعلاج أن يكون الإنسان صانع سلام ولا يستطيع أن يصنع سلاما ما لم يمتلئ قلبه أولاً من مخافة الله كما هر مکتوب "طوبی لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت ٩:٥ ) فالذي يصنع سلاماً هو ممدوح من الله.
٣- بالناس المسرة : - صار الإنسان خائفا وخوفه يلاحقه في كل مرحلة من مراحل حياته. والحل هو في الناس المسرة. فيجب أن يكون الإنسان مفرحاً إينما حل فإذا عاش الإنسان ايضاً بمخافة قدم تمجيداً لله وصنع سلاما بين البشر فيستطيع أن يقتني عطية الفرح المجيدة التي لا توصف، ويكون فرح ليس لنفسه فقط بل لكل من حوله قدم تمجيدا لله على الدوام... اصنع السلام في كل مكان. لتنال فرحاً على الأرض هنا ويمتد بك إلى الحياة الأبدية.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
01 يناير 2024
الله يفتقد الإنسان
عيد الميلاد المجيد فاتحة أعيادنا في السنة الميلادية الجديدة، واحتفالنا به ليس تاريخيا ولا كنسيا فقط، وإنما هو مناسبة فوق الزمان إذ فيه وبه يفتقد الله بنفسه البشرية جمعاء. إنه حدث ليس له مثيل في تاريخ البشر، إذ أن «الله، بعد ما كلم الآباء بالأنبياء - خلال العهد القديم - قديما، بأنواع وطرق كثيرة، كَلْمَنا نحن البشر في العهد الجديد - في هذه الأيام الأخيرة في ابنه السيد المسيح - الَّذِي جَعَله وارثا لكل شيء، الذي به أيضًا عمل العالمين» (عبرانيين ٢،١:١). ولكن ما معنى أن الله بالتجسد يفتقد الانسان؟!
الانسان ثمين جدا عند الله.. هو لذته وصنعة يديه.. هو المخلوق الذي توج به الله خليقته. إن جاز التعبير هو شغل الله الشاغل.
الله يهتم بخليقته، عالمنا وكل ما فيه من قضايا وأحوال مادية ومعنوية منظورة أو غير منظورة، ولكن وسط كل هذا أراد أن يكرم الجسد الإنساني وأن يقدسه ويرفع
من قيمته ، فاتخذ جسدا وحل بيننا نحن البشر (يوحنا ١٤:١)
التجسد حدث فريد، ولكنه ليس ماضيًا أو أثريا، ولا مسيحيتنا متحفًا، إنما المسيح الذي أتى إلى بيت لحم يأتي اليوم لمن يقبله بالإيمان في أي زمان وفي أي مكان ولأي انسان
التجسد كان الطريق إلى الفداء لأنه هكذا أحَبَّ اللَّهُ العَالَم حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا 3: ١٦) (راجع تيموثاوس الأولى ٣: ١٦).
التجسد جعلنا ندرك قوة هذا الاسم «عمانوئيل» «الله معنا» (متی ۱: ۲۳)، ليس مجازيًا ولا معنويا، بل واقعيًا وشخصيًا، وفاعلية هذا الاسم الممتد معنا عبر الزمان "وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمین" (متی ۲۰:۲۸)
كثيرون يفكرون في المسيح على أنه في «الماضي» وآخرون يفكرون في المسيح الذي سيأتي في «المستقبل» أما نحن فنؤمن بالمسيح الحاضر معنا والعامل فينا: إنه بالحقيقة حياتنا كلنا وخلاصنا كلنا ورجاؤنا كلنا وشفاؤنا كلنا وقيامتنا كلنا.
سنه جديدة حلوة مع يسوع، فيها بركات الفرح والسلام والمحبة لجميعكم، ولبلادنا العزيزة مع أطيب أمنياتي
قداسة البابا تواضروس الثانى.
المزيد
24 نوفمبر 2023
مائة درس وعظة ( ٤١ )
رجاء الأمم "رجائى فيك" "على أسمه يكون رجاء الأمم "مت٢١:١٢"
ما أجمل كلمة رجاء .. أقرب كلمةلكلمة « رجاء » هي كلمة « أمل » .. كانت البشرية في العهد القديم بلا رجاء .. يقدم الإنسان الذبيحة اليوم ، ويحتاج أن يقدمها غداً ، فلا يوجد من يمسح الخطية ، وكانت الخطية تستشري في الجسد الإنساني ، ومن هنا نشأت الصراعات والحروب والعنف ، كاد يفقد الإنسان رجاءه ، متى يجيء المسيح .. جاء المسيح وتجسد وبث روح الرجاء في البشرية « يا رجـاء من ليس له رجـاء معين من ليس له معين ، عـزاء صغيري القلوب » ، كما تصلي في أوشية المرضى .. والآن يحارب عدو الخير الإنسان لكي ما يفقده رجاءه الذي ناله.
أولاً : مشاهد كتابية:
١- أبونا إبراهيم : طلب منه الله أن يخرج من أرضـه ويترك عشيرته للأرض التي يريها له لو كان إبراهيم بلا رجاء لطلب أولا أن يرى هذه الأرض ويقارن بينها وبين الأرض التي يعيش فيها. للإنسان عينان : عين الإيمان وعين الرجـاء الإيمان لا يكون إيماناً إلا بالرجـاء والرجاء لا يكون رجاء إلا بالإيمان.
۲- داود النبي في سفر المزامير يقول : « رجائي فيك .. هذه العبارة تتكرر كثيرا في صلواته ومزاميره.
۳- يوحنا اللاهوتي : العهد الجديد في آخر سفر الرؤيا يتحدث عن الرجاء « أمين تعال أيها الرب يسوع ، ( رؤ ٢٢ : ٢٠ ).
٤- بولس الرسول بعين الرجاء قال : لى اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح ، ذاك افضل جدا ، ( فی ١ : ٢٣ ).
ثانياً : فاعلية الرجاء :
1- طاقة أمل : يمد الإنسان بالطاقة . فتصير حياته بلا پاس . يحاربنا عدو الخير بشيء من الأثنين الياس ، أو الشك عندما يمتلك الإنسان الرجاء يمتلك طاقة لحياته شيء مهم أن يكون للإنسان في حياته اليومية هذه النظرة المملوءة بالرجاء.
۲- قوة جذب: تضعف جذب العالم للإنسان ، العالم بكل شهواته واكاذيبه يجذب الإنسان ، ولكن رجاء الإنسان في الحياة الجديدة يجعله غير مرتبط بالأرض .. وهذا ما فعله الأباء القديسون الناسكون والشهداء ، الرجاء يرفع الإنسان من مستوى الأرض إلى مستوى السماء. ٣- أمانة شهادة: الرجـاء يجعلنا شهوداً حقيقيين للمسيح ( كـان فشلنا في الأول هو دافعنا للنجاح ،وعندما فشلنا في المرة الثـانيـة حاولنا في المرة الثالثة ولكننا فشلنا ) ، هذه مقولة أحد الأطباء في مذكراته أثناء محاولاته مع مجموعة لاختراع دواء للسل .
٤- بعد جدید : الرجاء يعطى للإنسان بعداً جديداً في حياته .. إن وجدت ضيقات ومتاعب .. تذكر عبارة "معين من ليس له معين " ، وتذكر أن السيد المسيح جاء لكي يكون على اسـمـه رجـاء الأمم صار للبشرية بعد الرجاء بمجيء المسيا.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
17 نوفمبر 2023
مائة درس وعظة ( ٤٠ )
بهجة طهارتي « الرحمة والطهارة »
الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه : افتقاد الـيـتـامي والأرامل في ضيقتهم ، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم ( يع ١: ٢٧ ) يمكن للإنسان أن يحمل ديانته وإيمانه المسيحي من خلال اسـمه ، ولكن مفتاح الديانة الحقيقية المقبولة أمام الله هو الإنسان الذي يعمل عمل الرحمة ويحفظ نفسه طاهرا
أولا . أنواع البشر:
١- الإنسان الطبيعي الذي يعيش الإنسانية ، مبـادئ وأفكارا ( اخلاقا - علاقات إنسانية) ، باعتبار أن الإنسان هو قمة الخليفة.
٢- الإنسان الجسداني الشخص الذي يعيش على مستوى التراب ومستوى الجسد فقط ، وهو شخص يقع في خطايا متنوعة ، إن كانت : حب الشهوة ، حب القنية ، حب التطلع والمناصب .
٣- الإنسان الروحاني هو إنسان يرتقي فوق الإنسان الطبيعي وروحاني ، بمعنى أن الروح هو الذي يقوده وهو صاحب الديانة الطاهرة النقية.
ثانيا ، جناحا الديانة الطاهرة
الجناح الأول : الرحمة :
افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم والمعنى هو أن الإنسان لكي تكون ديانته طاهرة نقية عليه أن يبحث عن كل إنسان في ضيقة .. لذلك إن أردت أن تعبر أن لك ديانة حقيقية وطاهرة يجب أولا أن تفتقد اليتامي والأرامل في ضيقتهم ، وليس الافتقاد بمعنى الاحتياجات المادية فقط ، ولكن هناك احتياجات أكثر إلحاحا وأكثر عمقا ، لذلك فكر كيف تبحث عن هؤلاء وكيف تخدمهم .
الجناح الثاني : الطهارة :
حفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم هذه الرسالة كتبت في القرن الأول الميلادي ، ولم تكن هناك كل وسائل الاتصال الموجودة حاليا ، وكان التواصل الإنساني ليس له غير صورة واحدة هي أن الإنسان يقابل إنسانا ، ولكن يقول لنا حفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم ، لأن العالم قد وضع في الشرير وانت لك مسئولية شخصية عن نفسك لأن الدنس موجود في العالم ، والشـر موجود في العالم ، هل تحفظ نفسك من دنس العالم؟! نحن في صلاة الساعة التاسعة نصلي ونقول : « امت حواسنا الجسمانية .. وطبعا ليس المقصود الحواس الجسمانية نفسها ( اللمس والعين والسمع .. ولكن المقصود امت الشر الذي فيها ، فالحواس كما هي مداخل للمـعـرفـة يمكن أن تكون مداخل للشر. فالجناح الثاني هو أن تحيا في القداسة ، والكتاب المقدس يقول « إرادة الله هي قداستكم .. وبهذه القـداسـة يستطيع الإنسان أن يعاين الله ، في قلبك توجد أنواع عديدة من المحبة ، ولكن يجب أن يتدرب الإنسان كيف يطرد محبة هذه بحب آخر ، وإلا كيف نحيا في السماء فمهما تعاظمت اختراعات الإنسان ستبقى في الأرض فقط ، فاحترس لئلا تكون هذه النهضات العلمية والانتشار الإنساني في العالم سببا لدنس العالم .
قدس حـواسك ، وضع على كل حاسة حارسا
١- العين : أهرب من المشاهدة الضارة
٢- السمع: تجنب مجالس المستهزئين والأحاديث الضارة
٣- التذوق : ينضبط بالصوم.
٤- اللمس : أهرب من الأماكن المزدحمة ، واحفظ نفسك عفيفا .
٥- الشم : احفظ نفسك من المغالاة في التزين والتنعم . احفظ حواسك نقية ، وامزج جهادك بنعمة الله.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
10 نوفمبر 2023
مائة درس وعظة ( ٣٩ )
سر فرح حياتي « الفرح » ليس لهم خمر » ( يو ٢ : ٣ ) .
في معجزة قانا الجليل قدم لنا شخص المسيح له المجد - الصديق المفرح ، فالإنسان عند خطية آدم غاب عنه الفرح ، فأراد أن يقدم لنا المسيح المفرح فذكر معجزة عرس قانا الجليل في بداية إنجيله. هذا العرس حضره السيد المسيح في بداية خدمته ، وكان العرس من العادات والتقاليد اليهودية المشهورة ، فكان العرس في اليهودية يبدأ من الأربعاء وينتهي في الأربعاء التالي ، مع ملاحظة أنهم يتعطلون يوم السبت ثم يستأنفون العرس ، فكانوا يضعون ستة اجران عند مدخل البيت مخصصة لحفظ الماء ويقدم في العرس المشروب المشهور في ذلك الوقت وهو عصير العنب الطازج أي غير المختمر ، وكانت العادة أن يقدموا العصير الجيد أولا ثم الأقل جودة ، وفي هذا العرس فرغ الخمر ، فطلبت العذراء مريم من السيد المسيح وقالت له : « ليس لهم خمر » ( یو ٢ : ٣ ) ، أي ليس لهم فرح ، ويرد عليها : « ما لي ولك يا امرأة لم تات ساعتی بعد ، ( يو ٢ : ٤ ) ، ثم يصنع السيد المسيح المعجزة ويعود الفرح إلى هذا العرس وإلى كل البشر بصليب المسيح.
أولا : عرس قانا الجليل :
لماذا بدا السيد المسيح معجزاته بهذه المعجزة:
١- يقدس : أراد أن يقدس حياة الأسرة .
٢- يرفع : أراد أن يرفع اتعاب أو لعنة المرأة ولعنة الأرض ، فبهذا العرس يبدا خليقة جديدة.
٣- يقدم : أراد أن يقدم البداية المفرحة فقدم لهم هدية "الخمر" .
ثانيا : معنى الخمر :
خمر في اللغة اليونانية والعبرية ٣ " كلمات" :
۱- "تيروش":
عـصـيـر العنب الطازج فتستخدم لتعبر عن عصير العنب الطازج غير المختمر ، وهي التي تترجم في اللغة العربية إلى كلمة سلاف ( إش ٢٩ : ٢٦ ) ، ( هو ٤ : ٨ )،( مى ١٥:٦).
۲- "يايين":
تعنى كل أنواع الخمــر ( تك ٩ : ٢١) ، سواء عصير العنب الطازج ، أو الخمر المركز المعتق ، واستخدمت نفس الكلمة للدلالة على خمر السكيب الذي كان يقدم مع الذبائح أمام الرب ( خر ٢٩ : ٤٠ ).
٣- إينوس :
عصير العنب المختمر ( سكر ) هذه الكلمات الثلاث تستخدم في اللغة العربية بكلمة واحدة وهي الخمر.
ثالثاً : المسيح مفرح القلوب:
مسيحنا مفرح القلوب من خلال:
١- الإيمان المعاش:
الإيمان يمنح الإنسان سلاماً ثم فرحاً داخليا حقيقياً .
٢- الكتاب المقدس:
الذي هو "رسالة فرح".
٣- الحياة الكنسية:
وجودة على الدوام في الكنيسة هو سر فرح حياتي.
٤- التوبة المستمرة :
مسيحنا مفرح لأنه يسند الإنسان في ضعفه دائما ، فلا يرفض أبدأ توبة إنسان.
٥- الأكليل السماوي:
مسيحنا مفرح لأنه يعد لنا حياة أبدية ، فكل من عاش حياته بامانة له إكليل في السماء التي هي مكان الفرح الدائم . القديس يوحنا الحبيب يقدم لنا المسيح بأكثر من صورة كالمسيح المحب والمسيح مفرح القلوب.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
03 نوفمبر 2023
مائة درس وعظة ( ٣٨ )
اتركها هذه السنة طول الأناة » « دعوهما ينميان كلاهما معاً إلى الحصاد » ( مت ١٣: ٣٠ )
مثل الزوان والحنطة هو المثل الذي يجيب على السؤال المهم لماذا يارب يوجد الشر في هذا العالم بهذه الصورة ، من اين اتي ومن زرعه ومن صنعه وهل أنت يارب لا تستطيع أن تغلب هذا الشر وتثور في عقل الإنسان أسئلة كثيرة ومتعددة مثل الزوان والحنطة : تجد رجلا يمتلك حقلا ، والحقل يمثل العالم ، وزرعه بالحنطة ( القمح ولكن الذين يعملون في هذا الحقل ، استغربوا لإجابته بالرفض ، لأنه قال : دعوا الحنطة والزوان ینميان كلاهما ليوم الحصاد ، والحصاد هو يوم الدينونة الله يطيل اناته جدا إلى يوم الحصاد وكانت هذه المرة من المرات القليلة التي يفسر فيها السيد المسيح مثلا قدمه وابتدأ يشرح باسلوب سهل
الزارع هو ابن الإنسان
والحقل هو العالم
والزرع الجـيـد ( الحنطة ) هم بنو الملكوت الموجودون على الأرض
والزوان هم بنو الشرير الذين لا يستحقون الملكوت .
والعدو الذي زرع هو ابليس
والحصاد هو انقضاء العالم
والحصادون هم الملائكة
وتفسير ربنا يسوع المسيح لهذا المثل يجيب على السؤال : "لماذا يوجد هذا الشر الذي في العالم " كما قال رئيس سلطان هذا العالم ( الشيطان ) آت وليس له في شيء.
أولا عمل الله معنا :
توجد عوامل تحكم عمل الله معنا وهي
العامل الأول : الله طويل الأناة
يعطى الإنسان الشرير طول عمر لعله يترك شره ويتوب ويصير صالحا للملكوت لأن الله يريد خلاص كل إنسان .
العامل الثاني الله صانع الخيرات
الإنسان إذا انتبه للخيرات التي يصنعها الله في حياته يشعر شعورا داخليا أنه لا يستحق كل هذا الشير . مشكلة إنسان هذا الزمان أنه اعتاد على عقله ولم يعتمد على قلبه ولا روح الله الذي فيه ونسی ضمیره إن الله صانع الخيرات ، هكذا نصلي في كل مناسبة ، ونشكره من أجل النعم الكثيرة التي يعطيها لنا ، ونشكره لأنه سترنا وأعاننا وحفظنا وقبلنا إليه واشفق علينا وعضدنا واتي بنا إلى هذه الساعة فلو فكر الإنسان في كل عنصر في حياته وكيف أن الله يستر عليه ويقويه فيسيجد شاكرا لله ولكن الإنسان ينسى ويظن في نفسه أنه قوى ولا يقدر نعم الله الكثيرة والجديدة في كل صباح.
العامل الثالث : الله ضابط الكل
فليس شي ، خفيا أمام الله ، ولكن في كل شر وأسى تسمع صوت الله وعندما يلى وقت الحصاد ( في نهاية العالم وفي وقت الدينونة ) أقـول للحصادين اجمعوا أولا الزوان "بنى الشرير" ،واطرحوهم في أتون النار وليس الندم ينفع وقتها بشئ ، « واحسبوا أناة ربنا خلاصاً ، ( ٢بط ١٥:٣ ) ، ويقول القديس ابو مـقـار "طول الروح هو صبر ، والصبر هو الغلبة"
العامل الرابع : الله محب البشر
فالله يعين الإنسان مهما زاغ أو بعد عنه ، فهو من البشر ، وهذا يوضحه المثل بطول أناته على الزوان حتى النمو.
ثانيا : أمثلة في طول الاناة:
١- فرعون:
وكيف وقف ضد شعب بني إسرائيل بالرغم من الضربات المتتالية والله يطول أناته لعله يتوب وضميره يستيقظ ويعطيه الفرصة كاملة .
۲- شاول الطرسوسي :
الذي كان يقول عن نفسه إنه كان يضطهد كنيسة الله بإفراط . نجد الله يطيل أناته جدا على شاول ، وفي وقت مناسب ، يتحول شاول إلى قامة عالية قديسا وكارزاً باسم المسيح .
٣- القديس أوغسطينوس:
في سيرته يشبه القديسة مريم المصرية اناس اقتصروا بذواتهم ولكنه عندما انتبه إلى عظات اسقف ميلانو القديس أمبروسيوس ، ووقعت في يده سيرة القديس الأنبا انطونيوس ، وعندما تذكر دموع أمه التي كانت تصلي على الدوام ، هذه كلها مجتمعة ، حولته وتاب . وقال في سيرته : « فتشت عنك كثيرا أيها الجمال غير المدرك ، وأخيرا وجدتك في قلبي » ، وصار قديسا وشفيعا للتائبين ، وصار اسمه عظيما .
٤- يوسف الصديق :
تعرض ايضا إلى اتعاب كثيرة من إخوته وفي بيت فوطيفار ، ولكن الله سمح له أن يجـتـاز التجارب لكي تصقله وتجعله أكثر نضوجا ، وصار مثالا لأصحاب الجهاد الروحي القوي .
ثالثاً : أبعاد طول أناة الله :
۱- دعوته : دعوته للتربة للجميع.
۲- تحذيره : تحذيره للإنسان الخاطئ .
٣- صبره: صبره على الإنسان المخطئ.
٤- دينونته : دينونته للإنسان الذي يستمر في شره.
كن على ثقة أن الله عينه ساهرة على كل إنسان إن أردنا أن نقول للذين يعتدون على الأبرياء في أي مكان تقول لهم هذه الرسالة : احسبوا أن آناء الله خـلاصـا ، فالله الذي خلق الإنسان لا ينساه أبدأ ، فكل البشر الذين خلقهم هـم أمـام عينيه ، فهو يعرف أعمال كل واحد.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
27 أكتوبر 2023
مائة درس وعظة ( ٣٧ )
تركنا كل شيءوتبعناك « الترك » « فتركت المرأة جرتها » ( يو ٤ : ٢٨ )
من مبادئ الحياة : -
"الأمانة" ولها قوانين تنظمها .
مساعدة الآخره فكل أحـد يجب أن يساعد الآخر .
الترك وهو له وجـهـان التـرك بإرادة أو بغير إرادة . الإنسان يقع في خطايا كثيرة مثل : خطيـة حب القنيـة ، التملك والأنانيـة والبحث عن النصيب الأكبر ... المرأة السـامـرية كـانت تضع كل أحلامها في جرتها تحملها يوميا وتملأ بها الماء ، وهذا كان كل عالمها ولم يتعد عالمها سوى الشرب من الجرة وفي المقابل السيد المسيح على الصليب عندما قال : « أنا عطشان ، فهو كان عطشاناً لخلاص البشر أي خلاص كل أحد ، والمرأة السامرية كانت عطشانة ولم تكن شبعانة ، مثل العالم الذي يقدم كل يوم ، ولكن الإنسان لا يشبع إلا بعمل الله في قلبه ، ونتيجة لعدم شبع الإنسان تحدث الحروب حيث إنه غير قادر على محبة أخيه ، وهذه المرأة عندما صارت في مواجهة مع شخص السيد المسيح وبدأت تشعر أنه هو الماء الحي تركت جرتها .. وهنا رسالة : إنك لا تستطيع أن تبدأ حياة جديدة ما لم تترك شيئاً . شكراً لك أيتها المرأة السامرية لأنك وضعتينا على الطريق ، فأول الطريق هو الـتـرك ( لكي تتـزوج يجب أن تتـرك - تترهب يجب أن تتـرك ) ، والحـيـاة بنيت على هذا المبدأ : مبدأ الترك .
أولا : الترك الإرادي :
۱- من أجل العائلة من يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته ، فهو يترك من أجل تكوين عائلة .
٢- من أجل تكوين الشخص :
ففي مراحل الإنسان يتـرك لتنمو شخصيته ، مثال : عندما يفطم.
٣- من أجل عشرة المسيح:
وهو يسمى في الحـيـاة الـرهـبـانـيـة ب" الفقر الاختياري " ، أي يترك ما لديه من أجل المسيح.
٤- من أجل طاعة المسيح :
ونجد فيه مثال أبينا إبراهيم عندما أتي إليه أمر بترك أرضه .
٥- من أجل حياة مادية أفضل :
مثل قرار الهجرة لتحسين المستوى بحثاً عن حياة أفضل : مادياً ، اقتصادياً .. إلخ .
ثانياً : الترك الإجباري:
١- التهجير:
مثل تـهـجـيـر السكان في البـلاد المنكوبة ، ومـثـل أحـداث السـبي في الكتاب المقدس.
٢- الموت :
الترك عند الموت ، فالإنسان بالموت يترك كل شيء
ثالثاً : التخلى والتحلي والنجلي :
توجد 3 كلمات في اللغة العربية مرتبطة بموضوعنا وهي التخلي والتحلي والتجلي
١- حياة التخلي:
التخلي عن الأرضيات التخلي عن العلاقات الأرضية ( الخطايا والقيود ) والتخلي عن الفكر المرتبط بالأرض ( المرتبط بالتراب ) .
۲- حياة التحلى:
التحلي بالفضائل والسلوكيات زين حياتك بالفضائل ، وكأنك تعيش هواية جمع الفضائل.
٣- حياة التجلي :
التجلي في السماويات وهي أمـر مرتبط بالسمائيات وتعنى أن الإنسان عندما يدخل إلى أعماق الصلاة والتمتع بالعـشـرة مع المسيح والصلوات والتسابيح ، تكون حياته فيها نوعا من التجلى ، حـيـاته مشغولة بالسماء والملكوت والنصيب السمائي.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
20 أكتوبر 2023
مائة درس وعظة ( ٣٦ )
سعادتي في العطاء « البذل »
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ » ( أع ٢٠ : ٣٥ ) فكرة البذل أسسها السيد المسيح عندما قال : « مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ، ( أع ٢٠: ٣٥ ) .
أولاً : معان للبذل :
١- العطاء : آدم لم يكن سعيداً لأنه كان وحيداً فأوجد الله له معيناً نظيـــره ، لكي يبـذل من أجل هذا المعين النظير فيكون أكثر سعادة.
٢- النضوج : الذي يبذل أكثر هو الأكثر نضوجاً ٣- الآخر أولا : « مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة » ( رو ١٢: ١٠ ) .
ثانياً : عوائق البذل :
١- الكسل : الإنسان الذي يحب الراحة أو الكسل أو الحياة السهلة . نسـبـة الانـتـحـار في المترفهة أكثر من البلاد الأخرى .
٢- الكرامة : محبة الكرامة تقف حـاجـزا أمام الإنسان أن يعطى أو يقدم خدمة أو يشترك مع الآخرين.
٣- الذات : الشخص المعـتـد بذاته .. العنيـد .. غير المعترف بخطئه الذي لـم يبـذل لم يعرف الحب بعد ، والسيد المسيح قال : من أراد أن يتبعني ينكر ذاته ، ليستطيع أن يحمل صليبه .
ثالثاً : طريق البذل :
١- علم نفسك : أن تترك شيئاً من أجل الله.
۲- علم أولادك : أن يتـركـوا من أجل الله .
۳- روح العطاء : ليس المقصود العطاء المادي فقط ، بل روح العطاء .
رابعاً : أمثلة حية :
١- أبونا إبراهيم : ترك أرضـه وعشيرته وباركه الله .
٢- الآباء الرسل : « قد تركنا كل شيء وتبعناك » ( مت ١٩ : ٢٧ ) .
٣- متى العشار : ترك كل شيء وتبع السيد المسيح.
٤- بولس الرسـول : « من أجله خسرت كل الأشياء ، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح ، ( فی ٣ : ٨ )
ه الأرملة والفلسين : أعطت كل شيء ، أعطت كل معيشتها .
٦- طفل الـخـمـس خـبـزات والسمكتين : بسبب تقدمته حلت عليهم بركة الله ، فأشبعوا خمسة آلاف من الرجـال مـاعـدا النساء والأولاد .
٧- أرملة صرفة صيدا : قدمت بإيمان ما تملك من دقيق وزيت .
8- الشـهـداء : قدموا حياتهم فـصـاروا صـورة حية جميلة للكنيسة.
٩- أصـدقاء المفلوج : كانوا صورة رائعة للبذل . الإنسان الذي يبذل يجب أن يترك شيئاً « وأنتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة » ( ۲ بط ١ : ٥ ) . اسال نفسك كل يوم : مـاذا قدمت ( بذلت ) من أجل المسيح ؟ هل وقتاً أم صحة أم مالأ أم فكراً أم تعباً أم عملاً خيرياً ، أم ... ؟ فجاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين ، قيمتهما ربع . فدعا تلاميذه وقال لهم : « الحـق أقول لكم : إن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من جميع الذين القوا في الخزانة ، لأن الجميع من فضلتهم القـوا وأمـا هذه فـمـن إعـوازها ألقت كل ما عندها ، كل معيشتها (مر٤٢:٢٢-٤٤).
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد