المقالات

07 ديسمبر 2022

الله معنا

" هوذا العذراء تحبل وتلد إبناً ويدعون إسمه عمانؤئيل الذي تفسيره الله معنا " ( مت1 : 23 ) " ها العذراء تحبل وتلد إبناً وتدعو إسمه عمانؤئيل " ( إش7 : 14 ) جميل هذا الإسم الذي دعي به السيد المسيح في مولده ، عمانؤئيل ، الله معنا إسم فيه الكثير من التعزية ، إذ فيه لكثير من حب الله لنا إن بركة عيد الميلاد هي هذه أن نشعر أن المسيح هو الله معنا ، الله في وسطنا ، ساكن معنا ، وساكن فينا الله في الحقيقية يحب البشر جداً ، مسرته في بني البشر . يحب أن يهب الإنسان لذة الوجود معه ، ويحب قلب الإنسان كمكان لسكناه منذ أن خلق الإنسان ، خلقه على صورته ومثاله . وأراد أن يجعله موضعاً لسكناه ، أراد أن يسكن في قلب الإنسان ويحل فيه . ومرت آلاف السنوات ، وإلهنا الصالح يحاول أن يجد له موضعاً في الإنسان ، ولكن الجميع كانوا قد زاغوا وفسدوا ، ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد لم يجد الرب في قلوبهم موضعاً يسند فيه رأسه فماذا عنك أنت أيها المبارك ؟ إن الله ينظر إلى قلبك ويقول " هذا هو موضع راحتي إلى أبد الأبد . ههنا أسكن لأني إشتهيته " ( مز132 : 14 ) . مسكن الله مع الناس : إن سكني الله مع الناس وفي وسطهم ، هي قصة قديمة . إنها قصة خيمة الإجتماع وتابوت العهد ، التي فيها نري الله يسكن وسط شعبه وكما أن سكني الله مع الناس دلالة خيمة الإجتماع ، هي أيضاً دلالة أورشليم السمائية في الأبدية ، التي قيل عنها " هوذا مسكن الله مع الناس . وهو سيسكن معهم . وهم يكونون له شعباً . الله نفسه يكون معهم " ( رؤ21 : 3 ) . وقد وضح هذا المعني بتشبيه أقوي في حبه : قال إنه الرأس ونحن الأعضاء ، وقال الرسول عنا ككنيسة إبناً " جسد المسيح " . ولعل مثل هذا التشبيه هو ما قصده الرب بقوله : " أنا الكرمة وأنتم الأغصان " ( يو15 : 5 ) ، وطلب منا أن نثبت فيه كما تثبت الأغصان في الكرمة ولعل هذا أيضاً هو جزء من الصلاة الطويلة التي صلاها في بستان جثسماني ، حيث قال عن تلاميذه : " أنا فيهم ، وأنت في ، ليكونوا مكملين إلى واحد " ( يو17 : 23 ) الله الذي حل في بطن العذراء لكي يأخذ منها جسداً ، يريد أن يحل في أحشائك لكي يملأك حباً ... إن أفضل مسكن لله هو فيك . الله لا يسر بالسماء مسكناً له ، بل هو واقف على بابك يقرع لكي تفتح له ( رؤ3 : 2 ) . وهو يعتبر جسدك هيكلاً لروحه القدوس ويسكن روح الله فيه ( 1كو3 : 16 ) . الله الذي بصر في الحاح أن يسكن فيك ، يخاطب نفسك الحبيبة إليه بتلك العبارات المؤثرة : " افتحي لي يا أختي يا حمامتي يا كاملتي ن فإن رأسي قد إمتلأ من الطل ، وقصصي من ندي الليل " ( نش5 : 2 ) . وتصور أن الله واقف طول هذه المدة يقرع على باباك محتملاً من أجلك الطل وندي الليل . سماؤه الحقيقية هي قلبك ، لذلك يطلب إليك على الدوام قائلاً " يا إبنى أعطني قلبك ... " ( أم23 : 26 ) وهكذا يقول الرب ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر " ( مت28 : 20 ) . ويقول أيضاً " إن إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي ، فهناك أكون في وسطهم " ( مت18 : 20 ) . ويظل الرب معنا في الأبدية التي لا تنتهي . وعن هذا الأمر قال للآب " أيها الآب ، أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي ، حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً " ( يو14 : 3 ) . وهكذا قال يوحنا الرائي عن أورشليم السمائية إنها " مسكن الله مع الناس " ( رؤ21 : 3 ) . هل إلى هذا الحد يارب ؟ نعم أنا أريد أن أسكن معكم ، وأحل فيكم . هل إلى هذا الحد يارب ؟ نعم أنا أريد أن أسكن معكم ، وأحل فيكم . أجد لذة في عشرتكم . أحب أن أكون في وسطكم أنا عمانؤئيل ، الله معكم إن بركة عيد الميلاد تتركز في عبارة (عمانؤئيل ) الله معنا فإن كنت يا أخي تحسن أنك مع الله ، والله معك ، تكون قد تمتعت فعلاً ببركة عيد الميلاد لا تظن أن عيد الميلاد هو اليوم الذي إنتهينا فيه من الصوم وبدأنا نفطر !! أو أن عيد الميلاد هو اليوم الذي عملنا فيه قداس العيد بطقوسه وألحانه الفرايحى عيد الميلاد من الناحية الروحية هو عشرة عمانؤئيل ، الذي هو الله معنا إن الله لا يريد منك شيئاً غير قلبك ليسكن فيه كل عبادتك وصلواتك هي مجرد عبادة خارجية ، إن لم يكن لله سكن داخل قلبك . الله يريد أن يقيم صداقة معك يقول الكتاب " وسار أخنوخ مع الله ، ولم يوجد لأن الله أخذه " ( تك5 : 24 ) . منظر جميل أن نتخيل أخنوخ وهو سائر مع الله . وشعور عميق كيف أن الله لم يكنه أن الله لم يمكنه الاستغناء عن أخنوخ ، فأخذه إليه إن بولس الرسول يشرح مجئ الرب الثاني على السحاب ، واختطافنا إليه ، فيختم هذا المشهد الجميل بقوله " وهكذا نكون كل حين مع الرب . لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام " ( 1تس4 : 17 ، 17 ) . وهنا على الأرض نلمح ملاحظة قوية في حياة القديسين وهي أن القديسين كانوا يشعرون دائماً بوجودهم في حضرة الله . كانوا يرونه معهم على الدوام ، أمامهم وعن يمينهم إنها عبارة متكررة على فم إيليا النبي إذ يقول " حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه " ( 1مل18 : 15 ) . من فينا شعر باستمرار أنه واقف أمام عمانؤئيل الذي هو الله معنا ؟ داود أيضاً كان يحس على الدوام بوجود الله معه إذ يقول " رأيت الرب أمامي في كل حين ، لأنه عن يميني فلا أتزعزع " ( مز16 : 8 ) . ما هذا يا داود ؟ هل الرب أمامك أم عن يمينك ؟ هو معي في كل حين وفي كل موضع ، وفي كل إتجاه أشعر بوجود الله إن الشخص الذي يشعر بأن الله أمامه ، لا يمكن أن يخطئ ، سيخجل حتماً من الله . ويقول " هوذا الله يراني وأنا أعمل ، هوذا الله يسمعني وأنا أتكلم ط . الله له عينان كلهيب نار تخترقان الظلام . فلو أننا شعرنا أن الله كائن معنا ، لكان من المستحيل علينا أن نخطئ . إن خطايانا دليل على أننا غير شاعرين بوجوده معنا هناك حادثة حدثت مع القديس مارأفرام السرياني تثبت هذا الأمر في إحدي المرات هددته إمرأة ساقطة أن تشهر به إن لم يطاوعها ويفعل الشر معها . فتظاهر بالموافقة على شرط أن يحدث ذلك في سوق المدينة . فاندهشت المرأة وقالت له[ كيف نفعل هذا في السوق ؟! ألا تستحي من الناس وهم حولنا ؟! ] فأجابها القديس [ إن كنت تستحين من الناس ، أفما تستحين من الله الذي عيناه تخترقان أستار الظلام ؟! ] . وكان لكلام القديس تأثيره العميق في المرأة فتابت على يديه هل تظن يا أخي أن الملحدين فقط هم الذين ينكرون وجود الله ؟! أؤكد لك أنك في كل ترتكبها تكون قد نسيت وجود الله أو أنكرته عملياً . لو كنت مؤمناً فعلاً بوجوده أمامك ، لخجلت وخشي لا شك أن إحساسنا بعمانؤئيل ـ الله معنا ـ يعطينا الطهارة والنقاوة والقداسة ، على الدوام وإحساسنا بوجود عمانؤئيل ، الله معنا ، يعطينا الشجاعة وعدم الخوف . لما بدأ يشوع خدمته ، قال له الرب " لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك . كما كنت مع موسى أكون معك ، لا أهملك ولا أتركك تشدد وتشجع ، لا ترهب ولا ترتعب ، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب " ( يش1 : 5 ، 9 ) الإنسان الذي يشعر بوجود الله ، يشعر بقوة عظيمة معه ، تزيل منه كل خوف وكل اضطراب ، وتهبه الثقة والاطمئنان ... واحد يسألك محرجاً ، فتخاف ، وتكذب ! لماذا تخاف ؟ إن الله معك لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك خطية الخوف هي خطية عدم إيمان ، عدم إيمان بعمانؤئيل ورعايته . كان داود شجاعاً . وكان يقول : " الرب نوري وخلاصي ممن أخاف " " وإن نزل على جيش فلن يخاف قلبي ، وإن قام على قتال ففي هذا أنا مطمئن " ( مز27 : 1 ، 3 ) " الرب عوني فلا أخشى ، ماذا يصنع بي الإنسان ؟ " ( مز11 : 6 ) . وفي هذه العبارات نلمح الفرق بين شجاعة القديسين وشجاعة أهل العالم . شجاعة أهل العالم سببها ثقتهم بقوتهم ، وشجاعة القديسين سببها ثقتهم بوجود عمانوئيل ، الله معهم ظهر الله لبولس الرسول في رؤيا بالليل وقال له " لا تخف ، بل تكلم ولا تسكت ، لأني أنا معك . ولا يقع بك أحد ليؤذيك " ( أع18: 10 ) القديس بولس أخذ هذه العبارة ، وعاش بها ، ممتلئاً من الإيمان قوة . وقف قدام ليساس الأمير ، وفيلكس الوالي ، وأمام العزيز فستوس وأغريبا الملك . ولم يستطع أحد منهم أن يؤذيه . بل على العكس خافوا منه لماذا خفتم أيها الملوك والأمراء من هذا الأسير المقيد بالسلاسل ؟ يجيبون لم نخف منه ، وإنما من الإله الذي معه ، من الرب الساكن فيه ... بولس هذا في شخصه نستطيع أن نقدر عليه . ولكن لا نقدر عليه عندما يقول " أحيا لا أنا ، بل المسيح الذي يحيا في " ( غل2 : 20 ) قبض ليساس الأمير على القديس بولس ، فماذا فعل به ؟ هل آذاه في شئ ؟ كلا . بل أعد قوة مسلحة تتكون من 200 عسكري ، و70 فارساً بقيصرية ( أع23 : 23 : 24 ) صحيح يارب ، أنت معنا . وقف القديس بولس أمام فيلكس " وينما كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون ، أرتعب فيلكس " ( أع24 : 25 ) إرتعب الوالي من أسيره المقيد ، من القوة العجيبة التي تخرج منه ، من الله الذي معه ، من عمانوئيل وقف القديس بولس الملك أغريباس ، فكانت النتيجة أن قال له الملك " بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً " ( أع26 : 28 ) . وشهد عنه قائلاً : " إن هذا الإنسان ليس يفعل شيئاً يستحق الموت أو القيود " . هذه فكرة عن عمل عمانؤئيل إلهنا ، عندما يكون معنا ، ويحطم كل قوة أمام عبيده ، فلا يقع بهم أحد ليؤذيهم هذا هو عمانؤئيل الذي كان مع الثلاثة فتية في أتون النار " فلم تكن للنار قوة على أجسامهم ، وشعره من رؤوسهم ل تحترق ، وسروايلهم لم تتغير ، ورائحة النار لم تأت عليهم " ( دا3 : 27 ) ، حتى إنذهل نبوخذ نصر قائلاً : " ليس إله آخر يستطيع أن ينجي هكذا " ... قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
09 أكتوبر 2022

يوم 29 من كل شهر قبطي

تحتفل الكنيسة يوم 29 من كل شهر قبطي بثلاثة أعياد سيدية كبرى هي البشارة والميلاد والقيامة، لأن عيد البشارة في 29 برمهات وعيد الميلاد في 29 كيهك أما عيد القيامة فقد حدث فعلًا سنة صلب السيد المسيح وقيامته في 29 برمهات كما هو واضح من السنكسار cuna[arion، ويأتي أحيانًا يوم 29 برمهات كما حدث سنة 1991 م 1707ش. لذلك جعلت الكنيسة يوم 29 من كل شهر قبطي عيد التذكار الشهري لهذه الأعياد الثلاثة ما عدا شهري طوبة وأمشير لأنهما يقعان خارج المدة من البشارة إلى الميلاد (برمهات – كيهك) ولم تكن فيهما العذراء مريم حاملًا بالسيد المسيح، ويقول رأي آخر أنهما يرمزان إلى الناموس والأنبياء في العهد القديم. طقس الصلوات في هذا اليوم فرايحي وتصلي المزامير في بداية القداس حتى الساعة السادسة فقط وليس فيه صوم انقطاعي ولا مطانيات metanoia. أما قراءات قداس هذا اليوم فتظل كما هي مدونة بالقطمارس katameooc وكما رتبها الآباء منذ القديم وبدون تغيير، ولا تقرأ قراءات 29 برمهات، فلو كان الصحيح هو قراءات 29 برمهات فلماذا لم يسجل الآباء هذا الطقس في القطمارس katameooc ويكتبوا تحت يوم 29 من كل شهر "تقرأ فصول 29 برمهات" وهكذا لم نقرأ لا في القطمارس المخطوط أو المطبوع ولا في أي كتاب طقسي آخر أن في كل يوم 29 من الشهر تقرأ قراءات 29 برمهات، بل الأصح أن تظل القراءات كما هي لأنها مرتبة على سنكسار اليوم، ويُكتفى في الاحتفال بذكرى الأعياد الثلاثة بالطقس الفرايحي يفقط دون تغيير القراءات.والحالة الوحيدة التي يمكن فيها تغيير القراءات هي إذا كان يوم 29 هو يوم أحد لأنه يكون الأحد الخامس وقراءاته تتكرر كثيرًا، ففي هذه الحالة تقرأ قراءات 29 برمهات (أنظر كتاب منارة الأقداس جـ4 ص10). الانبا متاؤس أسقف ورئيس السيدة العذراء السريان العامر عن كتاب روحانية طقس القراءات الكنسية فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية
المزيد
27 أغسطس 2022

امتحان إيمانكم (يع 1: 3)

كلمة امتحان: تأتي في اللغة اليونانية πειρασμός، بمعنى تجربة ناجمة عن ضيقات من الخارج، مثل «مَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ» (مت5:10)، امتحان يهدف إلى غاية، محاولة، يُجرّب شخصٌ ما أي يقيس قوته. كذلك كلمة δοκίμιον وتأخذ معنى عملة أصيلة غير زائفة، نقية من كل زغل أو شوائب. فعندما تحقّق التجربة هدفها من تقدم طبيعيّ، يسمح بها الله لغرض نافع وصالح، يؤدي إلى التنقية والتطهير، مثل تجربة أبينا إبراهيم (تك22). كذلك لم يطرد الله الأمم الذين في أرض فلسطين، عندما جاء بنة إسرائيل «لِيَمْتَحِنَ بِهِمْ إِسْرَائِيلَ» (قض3:1). ما هو الإيمان؟ الإيمان هو «الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى» (عب11:1)، وهو شيء معنوي مرتبط بالنفس ارتباطًا كيانيًا. ولكننا نجد الكتاب المقدس يعبّر عنه كأنه شيء مرئي، فالذين حملوا المفلوج قيل عنهم: «فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ» (مت9:2)، كما يضع درجات للإيمان: عدم الإيمان (مت13:58)، إيمان قليل (مت6:30؛ 8:26،14،31)، إيمان مثل حبة الخردل (مت17:20)، إيمان عظيم (مت15:28). فما هو مقياس الإيمان؟ مقياس الإيمان هو الأعمال: فالإيمان ليس مجرد فكر إطلاقًا، ولكنه حياتيّ، فإذا كنت تؤمن بوجود الله، هذا جيد، ولكن هل ممكن بعد ذلك أن تتجنّب القلق، وتعيش السلام والطمأنينة، لكون الله يدبّر مجرى حياتك؟في التجربة، علينا أن نكفّ عن التفكير بصورة سلبية: يحاول الكثيرون أن يكون كل رد فعلهم موجهًا لتبرير موقفهم، وآخرون يدخلون في كآبة وحزن قد يؤذي النفس، ويستسلم فيه الإنسان بخنوع. بينما يوصينا يعقوب الرسول «اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ» (يع1:2). ليتنا نبحث عن الهدف المرجو من التجربة، ونفكر بصورة إيجابية. لماذا سمح الله بالتجربة؟ نتقبّلها بفرح وبشكر لا بحزنٍ وتذمر. يقول القديس أثناسيوس الرسوليّ: [لنفرح عالمين أن خلاصنا يحدث في وقت الألم، لأن مخلصنا لم يخلصنا بغير ألم، بل تألم من أجلنا مبطلًا الموت، لهذا أخبرنا قائلًا: «في العالم سيكون لكم ضيق»، وهو لم يقل هذا لكل إنسان بل للذين يخدمونه خدمة صالحة بجهاد وإيمان، أي الذين يعيشون بالتقوى].نُمتحَن فنجاهد، ننتصر فنُكافَأ: نُمتَحن فنجاهد، لكي نهزم التجارب، فينصحنا سليمان الحكيم، قائلًا: «إِنِ ارْتَخَيْتَ فِي يَوْمِ الضِّيقِ؛ ضَاقَتْ قُوَّتُكَ» (أم24:10)، نُمتَحن، فنصير أكثر نقاءً، وننمو ونسير أكثر نحو الهدف الذي حسب إرادة الله، فإن «الذهب يُمحَّص في النار، والمرضيين من الناس يُمحَّصون في آتون الاتضاع» (سي2:5)، فالشخص الذي يجاهد في التجربة، يصير أقوى وأكثر نقاء، هكذا قال أيوب الصديق: «إِذَا جَرَّبَنِي أَخْرُجُ كَالذَّهَبِ» (أي23:10). ننتصر فنُكافَأ: «لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا» (2كو4:17)، و«مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ» (رؤ2:7)، فأبناء الملكوت: «هُمُ الَّذِينَ أَتُوا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوهَا فِي دَمِ الْحَمَلِ» (رؤ7:14)، هم الذين دخلوا من الباب الضيق (مت7:13). الصوم تكثر فيه التجارب، لذا لنكثر من تجاوبنا مع النعمة، لكي نسمع «أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي» (لو22:28). القمص بنيامين المحرقي
المزيد
22 مايو 2022

مفاعيل القيامة الجديدة

تتكلم الكنيسة اليوم عن مفاعيل القيامة الجديدة، التي بها نعيش بين عمل ربنا يسوع المسيح للمصالحة، التي قدمها علي الصليب كي نتصالح مع السماء، وبين المرحلة التي يأتي المسيح وتبدأ الحياة الأبدية. اليوم المسيح يقول إن كان هو النور، فنحن يجب علينا أن نكون أبناء النور، ويقول أمر محدد "سيروا في النور مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام"، السير في النور هو السير حسب تدبيرربنا للبشرية، لم يخلقنا ظلمة، ولا كائنات ترابية تفني، ولكنه خلقنا نشبهه بتدبير ملامح إبنه ربنا يسوع المسيح.النور ليس مجرد مواقف، أحياناً نظن أننا نصنع الخير في مواقف معينة وهذا كفي، أو نصلي في أوقات معينه، ولكن المسيح الذي فينا كائن في داخلنا نتحد به في الأفخارستيا فنخرج في حالة إتحاد كامل، نراه في كل وقت فنعكس نوره، لذلك الحياة مع المسيح ليست مجرد مواقف، نضع رقعة جديدة علي ثوب قديم، السلوك كله عالم، ولنريح ضمائرنا نضع مزامير وصلاة، لكن النور ليس من الداخل، النور مجرد بعض الملامح ولكن المسيح ليس فينا.حينما تقابل المسيح مع الشاب الغني ـ كان يمتلك حالة من حالات الروحانية العاليةـ ركض وسجد للمسيح ، ثم صرح عما في داخله: ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية؟ فنظر إليه المسيح ووجده لا يريد أن يتغير، لا يريد أن يعيش كاملاً، هو لا يريد النور يريد فقط ذاته، فقال له: أذهب وبع كل أملاكك وتعال أتبعني، فمضي حزيناً ولم يطلب من المسيح القوة كما فعل التلاميذ، وهذا دليل أن الأموال كانت هي ذاته، لا يستطيع أن يتنازل، وكان تعليق المسيح " دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من دخول غني ملكوت السموات" ويقول ذهبي الفم: غني متكل علي أمواله، القضية ليست في المال، ولكن ما هي قيمتك.أتريد أن تعيش بنور المسيح أم بنور الأخرين؟ أتريد أن تكون كاملاً؟ وأحياناً تكون الإجابة بلا، لا أريد أن أكون كامل، أريد خليط بين العالم والمسيح وذاتي، ولكن لا أريد أن أخضع ذاتي كاملاً للمسيح، لأني لا أزال متمسك بالعتيق، لا أريد أن تختفي ملامحي كاملاً فيأتي المسيح لينير الطريق، لذلك أن اردت أن تكون إبن للنور يجب أن تترك الظلمة كاملاً.ما جعل إبراهيم أبو الأباء يحمل هذه القيمة العظيمة في العشرة مع الله، أنه ترك كل شئ، مارمتي ترك كل شئ وتبعه، لذلك أن اردت أن تكون مسيحياً فاقبل المسيح، وقبول المسيح معناه أن يومك وقراراتك ومشاعرك وعقلك وأفكارك كلها للمسيح " أن كنتم تحبونني فأحفظوا وصاياي" فآي وصية له هي نور.وأن كان الطريق صعب ولكنه لا يتركنا "أنا أطلب من الاب ليعطيكم معزياً يمكث معكم، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله ولا يراه ولا يعرفه"، الأمور ليست مجرد جهاد فردي، روح الله سيرشدك ويقودك إلي أماكن فيها عزاء وفرح، لذلك كل الذين لم يستطيعوا أن يحيوا مع المسيح هم الذين لم يحبوه، ولم يستطيعوا أن يحملوا النور في داخلهم، كانت لهم حسابات أخري غير المسيح. يقول باسكال فيلسوف مسيحي: "أني أحافظ علي شمعة حبي متقدة لله، لأنه إذا أنطفأت شمعتي فمن الذي يذيب الثلوج التي في داخلي"النور الذي فينا هو منه، لو لم نأخذه سنكون ظلمة، لذلك المعمودية هي خلع العتيق ولبس الجديد، هي النور الذي نأخذه، "لأن الناس أحبوا الظلمة أكثر من النور" أن أردت أن تكون مسيحياً فليكن المسيح هو الحياة هو الطريق هو الحق.لإلهنا كل مجد وكرامة إلي الأبد أمين القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة
المزيد
22 أغسطس 2023

آية وتأمل وقول لكل يوم

حارين في الروح { غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الاِجْتِهَادِ حَارِّينَ فِي الرُّوحِ عَابِدِينَ الرَّبَّ }(رو 12 : 11) الإنسان الروحي الذي يعمل فيه روح الله، يكون نشيط ولا يتكاسل في جهاده وحياته بل يعبد الله بنشاط ويكون حار في الروح وتشمل الحرارة الروحية كل حياته وتوبته وصلواته و خدمته ومحبته لله والغير. عن هذه النار الإلهية قال الرب { جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ }(لو 12 : 49). نضرم نار الروح القدس فينا بالصلاة لتحرق الخطايا وتنقينا من الآثام وتشعل فينا المحبة كنار تشعل ولنا غيرة الروحية علي مجد الرب { اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ }(نش 8 : 6). وكلما فترت محبتنا وحرارتنا علينا أن نشعل حرارة الروح فينا بكل الوسائط الروحية المناسبة ونبتعد عن البرودة الروحية والخطية. لقد تابت مريم المصرية وتدرجت من خاطئة تائبة إلى قديسة راهبة تنمو في النعمة، إلى أن وصلت إلى درجة السواح، واستحقت أن يتبارك منها القديس الأنبا زوسيما. كذلك الحرارة الروحية التى تاب بها أوغسطينوس الشاب، حتى أصبح راهباً وأسقفاً، وأحد القديسين الذين لهم كتابات وتأملات روحية انتفعت بها أجيال كثيرة. يعوزنا الوقت أن نتحدث عن الحرارة الروحية التي تاب بها القديس موسى الأسود، حتى أصبح من آباء الرهبنة الكبار. إن الروح القدس يوقد في القلب ناراً، ويشعله بمحبة الله. لذلك كل من يحيا بالروح يمتلئ قلبه بالحب. وتكون المحبة في قلبه ناراً. تشتعل في قلبه نار من جهة محبته للناس والسعي إلى خلاصهم الروح القدس يهب حرارة روحية وعندما حل على التلاميذ والرسل في يوم الخمسين حل عليهم كالسنة من نار { وظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم} (أع 2 : 3). والنار أعطت حرارة واستنارة وطاقة ألهبت قلوب الرسل فصاروا حارين في الروح (رو12: 11). فالتهبوا بمحبة الله والناس وسعوا بغيرة روحية من أجل خلاص كل نفس ومعرفتها لربنا يسوع المسيح. لقد تغير القديس بطرس بعد حلول الروح القدس عليه من رجل خائف ينكر معرفته بالمسيح الى قوة روحية بعظة واحدة رد أكثر من ثلاثة آلاف وقال لرؤساء اليهود { نحن لا نستطيع أن لا نتكلم} (أع 4: 20). لقد ألقوا بطرس في السجن، وهددوه وأهانوه، ولكنه احتمل ولم يستطع أن يصمت. وبعد إطلاق سراح بطرس ويوحنا من سجنهما. صلى الرسل { ولما صلوا، تزعزع المكان اللذة كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس. وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة} (أع 4: 31). لقد كانت الكنيسة تصلي بالروح وكان لصلواتهم مفعولها ونتائجها التي أتت بنفوس كثيرة للمسيح أننا نحتاج لخدام حارين يهتموا بنموهم الروحي وصلواتهم ويهتموا بخلاص كل أحد ويلتهب قلبهم بمحبة الله وملكوته. وعندما نصلي { ليأت ملكوتك} نقولها من كل قلوبنا ومشاعرنا ونعمل من أجل انتشار ملكوت الله بحماس روحى يقود الناس إلى الإيمان والتوبة. نسعى للامتلاء بالروح. ونشبع بكلام الكتاب المقدس الذى يحطم قساوة قلوبنا وكنار تلهب القلب { أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ }(ار 23 : 29). فتنتقل حرارة الروح منا إلى من هم حولنا فالحرارة تبعث الدفء في من حولنا وتلهب قلوبهم بالمحبة كما أنها تنير لنا وتهدينا لنأخذ من نور المسيح، شمس البر ونستنير بالإيمان ونكون ناقلي لنور المسيح الذى نقلنا من عالم الظلمة الى نوره العجيب الله يحبنا وفى محبته أعلن لنا أبوته، وتجسده لأجل خلاصنا، وأعطانا روحه القدوس ووعدنا بالحياة الأبدية والمحبة هي التي تبعث الدفء الروحي وروح الحياة في النفوس ومحبة الله تنسكب فى قلوبنا بالروح القدس. المؤمن الذي اختبر محبة الله يبادله المحبة و يحب أخاه. {ايها الاحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله }(1يو 4 : 7). وهذه هي وصية الرب لنا { وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا (يو 1 : 34) }. من الحكم وأقوال القديسين: - فلنتوسل إذًا إلى الله بإيمان والمحبة والرجاء الكثير، لكي يمنحنا النعمة السماوية، نعمة الروح، لكى ما يحكمنا ويضبطنا ذلك الروح نفسه أيضًا، ويقودنا إلى كل إرادة الله وينعشنا ويحيينا بكل أنواع إنعاشه وإحيائه لكى بواسطة عمل الروح هذا وفاعلية النعمة، والنمو الروحاني نتقدم، لنحسب أهلا لإدراك كمال ملء المسيح. القديس مكاريوس الكبير إن أنقي الذهب يجب أن يمر بأكثر النيران حرارة. من الشعر الروحي:- "لك منا كل الحب" لما الظلمة والشر ينتشر ونلاقي أنفسنا في وقت الضيق نصلي ونرفع قلوبنا وايدينا وعيوننا نحوك يا احن صديق أنت تعزي وتصبر وروحك يكون لينا سلام ونور ورفيق ملناش غيرك يا إلهنا كلك حكمة وتشق لينا في البحر طريق نورك يشرق في القلب ويهون طريقنا الكرب ومعاك نفيق انت وعدت انك هتكون معانا وها نعبر معاك طريقنا الصعب فيك رجائنا وقوة إيماننا وأنت ملجأنا وتستحق منا كل الحب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
25 مايو 2022

روحياتك في الخماسين

حقا إن أيام الخماسين أيام فرح ، وليس فيها صوم ولا مطانيات حتى في يومي الأربعاء والجمعة .. ولكن في الفرح أيضا ، يمكن أن تكون روحيين .. وإلا كيف سنكون روحيين في الفردوس وفي ملكوت السموات حيث النعيم الدائم .. ؟ ! ما تفقده من الصوم والمطانيات يمكن أن تعوضه بمزيد من الصلاة ومزيد من القراءات الروحية ومن التأمل ومن الألحان والتراتيل عملا بقول الكتاب " أمسرور أحد بينكم فليرتل " .. ويمكن أن تتغذى بالتأمل في محبة الله التي صنعت كل هذا الخلاص .. محبة الرب الذي شاء أن يقضى مع تلاميذه أربعين يوما بعد القيامة ، يلتقي بهم ويحدثهم عن " الأمور المختصة بملكوت الله " ( اع ۱ : 3 ) . تدرب في هذه الفترة على الحديث مع الرب والتواجد في حضرة الله بالمزامير والصلوات الخاصة وصلوات الشكر على خلاص الله العجيب .. مع البعد عن أي شيء يعوق وجودك في الحضرة الإلهية .. عش في حياة الفرح بالرب . ولكن لا تجعل فرحك فرحا جسدانيا بالتسيب الزائد في الأكل . فالإفطار ليس معناه التمادي في شهوة الطعام . استخدم ضبط النفس أيضا في حالة عدم الصيام .. . قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
05 أغسطس 2022

ومهما قال لكم فافعلوه

هذه هى الكلمات المعدودة للقديسة مريم العذراء قالتها فى سياق أول معجزة صنعها السيد المسيح فى عرس قانا الجليل (يوحنا ٢ : ٥).ويعتبرها أباء الكنيسة بمثابة "أقصر" عظة فى الكتاب المقدس. ونحن على هدى الكلمات نعيش ونعمل ونمارس خدمتنا وعلاقتنا بالجميع.. فماذا قال لنا؟… لقد أخذت فقط ثلاثة مواضع مما قاله:- ١‫-‬ إسألوا تعطوا. إطلبوا تجدو. إقرعوا يفتح لكم (متى ٧ : ٧) هذه هى قوة الصلاة الجماعية حيث يستجيب الله ويعطى ويفتح الأبواب. فقط قدموا صلواتكم فى خشوع وفى ثقة الايمان بالله القادر علي كل شئ، و لا تدع شيئاً يزحزح إيمانك سواء أشخاص أو أحداث أو حتي تقلباتالزمان . ٢‫-‬ كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يوف يعطون عنها حساباً يوم الدين (مت٣٦:١٢) الكلام هو أكثر نشاط يقوم به أي إنسان كل يوم و هناك الكلام الجيد الذي فيه "الملافظ سعد" وأيضاً الكلام الردئ بكل أشكاله وعباراته. ولكن يا أخوتى لا تتضايق قلوبكم من الذين يقولون كلاماً رديئاً عنكم فإنهم يوقعون أنفسهم تحت طائلة العقاب الإلهى الذى يرحم يوم الدين وإنما صلوا لأجلهم. ٣‫-‬ أحبوا أعداءكم. أحسنوا إلى مبغضيكم. باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم (لو ٦ : ٢٧). هذه هى صورة المسيحيين الحقيقيين، ليس لنا عدو إلا الشياطين. أما البشر الذين يجعلون أنفسهم أعداء، فإننا نراهم أحباء لنا!! ومهما صدرت منهم أفعال أو أقوال فإننا نستمر نحبهم لأن هذه هى وصية المسيح لنا حتى وإن أنغصونا ولعنونا وأساءوا إلينا دون سبب فإننا نحبهم ليس بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق (١يو ٣ : ١٨) إن الخطية هى التى تقف وراء هذه الأفعال الرديئة فمثلاً الاعتداء على بيوت الناس ومحال أرزاقهم لهو خطية ولكن هذه الخطية تتضاعف فوق رؤوس فاعليها حينما يمتد الاعتداء إلى الأبنية العامة فى المجتمع وتزداد بالأكثر عندما يصل هذا الاعتداء إلى بيوت العبادة سواء كانت معبداً أو مسجداً أو كنيسة ومهما قال لكم فافعلوه: نحبهم ونباركهم ونصلى من أجلهم. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
11 سبتمبر 2022

الاستشهاد المعاصر

تحتفل الكنيسة احبائى بعيد آبائنا الشهداء لفترة تطول إلى تذكار عيد ظهور الصليب المقدس فترة من ١ توت ل١٧ توت وكأن الكنيسه تريد أن تربط ثلاث اشياء ببعض الاستشهاد بالفرح بالصليب.عشان كدة الكنيسة تصلى .عيد الشهداء من بدايه ١توت ل١٧ توت على طول تصلي طقس فرايحى.استشهاد وفرح وصليب الكنيسه عاوزه تثبت فيها احساس ومشاعر ان الشهاده متعلقه بالصليب وان الشهاده متعلقه بالصليب والفرح لذلك احبائي الانسان المسيحي معروض عليه انه يدخل جوه هذه الدائره البهجة ..دائرة الاستشهاد والفرح وحمل الصليب. يتساءل كل واحد فينا طب انا عايش في عصر بعيد عن عصر الاستشهاد ازاي اشعر بالاستشهاد؟ هل الاستشهاد ماضى ؟ ما هو الاستشهاد بالنسبه لي حاليا احب اتكلم معكم عن روح الاستشهاد المعاصر ازاي الانسان المسيحي يعيش كشهيد في وقتناالحاضر في ثلاث مجالات ان انت محتاج ان انت تقدم حياتك؟ في ثلاث مجالات انت محتاج انك تقدم حياتك فيهم كشهيد هما موضوع صراع ثلاث مجالات المفروض ان انت تعتبر نفسك قصادهم شهيد:- ١- جسد:- الجسد المفروض ان انت جسدك تكون شهيد قصادة ان تسلك بالروح ولا تكمل شهوه الجسد كانك بتضع سكين روحي على الجسد. كانك تقتل شهوه الجسد الجسد في حد ذاته ليس خطية هو عمل الله الجسد كريم ومقدس الجسد هو إيناء الروح ..الجسد عمل اللة لكن عدو الخير استخدم الجسد كسلاح ضد الانسان استخدم غريزه الجسد وجعل الجسد يكون اداء الشر عشان كده الكتاب المقدس يقول لك ان الجسد يشتهى ضد الروح والروح يشتهي ضد الجسد وكلاهما يقاوم الاخر.. عشان كده الكتاب المقدس يكلمنا عن ان نسلك بالروح ولا نكمل شهوه الجسد..يكلمنا عن ان الذين هم للمسيح يسوع قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات الانسان المسيحي عليه ان هو يعيش الاستشهاد اي يحيى بجسد مصلوب جسد وضع عليه سكين النعمه بلاش شفقة.. الكنيسه لما انتهت منها عصر الاستشهاد في عصر القرن الثالث ابتدت ناس كثير عندها اشتياء للاستشهاد بس ما فيش فرصه ما فيش اباطرة مضطهدين المسيحين...خلاص قسطنطين الملك جاء وجعل المسيحيه ديانا رسميه ورفع الاضهاد عن الكنيسه وابتدا يهتم بزينه الكنائس وبناء الكنائس.. طب وبعدين احنا كنا عايزين نستشهد نعمل ايه؟ فوجد نظام كامتداد للاستشهاد..وهو طريق الراهبنة فطريق الرهبنة هو امتداد للاستشهاد لذلك يطلق عليه الاباء انهم الشهداء البيض ...بمعنى انهم شهداء بدون سفك دم شهيد امام جسدة يضبط جسدة يضبط غرائزه يتساما بحواسة ومشاعرة بيقدم جسد لربنا جسد مذبوح كل يوم فإن كان الشهيد يقتل يوميا أو يذبح يوميا أو يضرب أياما فالراهب وضع على نفسية ان يكون ضد جسدة طول ايام حياتة..... من هنا صار هناك مجال للاستشهاد هو أن اضبط جسدى .ان احيا بجسد كل يوم قصاد ضميرى انا بقدمة كشهيد للة .. عشان كده لو انت جواك اشتياق استشهاد اقولك الاستشهاد موجود دور عليه تلاقية ... انت لما تبقى تعبان وتقف تصلى ما دة نوع من انواع الاستشهاد..عندما تكون ميال للراحة و عاوز تنام وعاوز تصحى بدري عشان تحضر قداس ولة تحضر تسبحة ما ده نوع من انواع الاستشهاد ..لما تعيش الطهاره في وسط عالم مليان بالفساد ما ده برضه نوع من انواع الاستشهاد عشان كده الاستشهاد معروض علينا استشهاد بانك تصلب الجسد بتاعك بدل ما الجسد يبقى مؤذي بالنسبه لك بدل ما الجسد يكون وسيله هلاك.. هو هو الجسد يبقى وسيلة نجاه فالجسد اللي كان بيشتهى وياكل ويشرب ويجوع هو هو نفس الجسد اللي هيصوم هو هو نفس الجسد اللي هيعيش العفه عشان كده يقول لك لما جسدك تجعلة يتعب في الاعمال الروحية.. بيقول لك ان عرق الصلاة اللة يشتمها كأذكى من رائحة البخور ..الذكية..لانة خارج من الجسد. خارج من افرازات الجسد ... لكن هو جسد تقدس ... قدم كيان مقدس للة..... لدرجه ان الاباء القديسين كانوا ينصحوا تلاميذهم ويقولوا لهم ((أن لم يتقدس فراشك بعرق الصلاه فلا تنام )) ماتنمش الا لما يكون سريرك مقدس بعرق الصلاة.. يعني افضل صلي صلي جاهد جاهد .. لحد ماجسدك كلة يشر عرق ... لما تيجي تنام العرق ينزل على السرير بتاعك هو ده بيقدس فراشك ان لم يتقدس فراشك بعرق الصلاه فلا تنام.. دول بيقدمه أجساد شهيدة كل يوم ده شهيد للمسيح يسوع ان كان دقلديانوس قد انتهى ولا يوجد هناك سياف ولايوجد من يبطش بية فأقام هولنفسة سيافا ..فجعل ان يقدم جسدة كاناء لمجد ربنا يسوع المسيح ..بدل الجسد اللي كان مؤذي ومتعب وعمال يقدم سقطات وشهوات صار هو هو الجسد اللي بيقدم كرامه لربنا فاكرين قصه شمشون لما طلع عليه اسد فشمشون ضرب الأسد وشق فكية وموتة.. جاء بعد كده وهو راجع فوجد الجسد ده اتعمل كخليه نحل..فتعحب وقال الاسد اللي احنا موتنا ده اتحول لخليه نحل فاخذ من الجوف بتاعه عسل وقال العباره المشهوره بتاعتة((يخرج من الاكل اكلا ومن الجافي حلاوه)) قديسين اخذوا العباره دي على الجسد الجسد عامل زي الاسد عايز يطلع يكلك يفترسك .عاوز يبلع منك الحياه الابديه.. انت اغلبة و بدل ما يقدملك موت هيقدملك حياه ...نفس الجسد اللى كان هيقدم لك شهوه راضيه هو هو نفس الجسد اللى تاكل منه عسل جميل.. وتاكل منة وسائط نعمة.. هو هو الجسد اللي هيسجد... هو الجسد اللي هيصوم هو الجسد اللى هيتسامى بالغريزه بتاعته ويصعدها الى الله وهتترجم لطاقة حب للجميع هو ده الجسد.. هو ده الجسد اللي كان متعب ((يخرج من الاكل اكلا ومن الجافي حلاوه)) ٢- العالم :- مفروض ان انا النهارده اكون شهيد قصادالعالم كناس وشهيد قصاد العالم كمغريات.. المفروض ان انا اكون شهيد قصاد العالم كمجتمع اعيش كانسان مذبوح يقول لك على الانسان المسيحي عباره جميله جدا الانسان المسيحي كسيده قائم كانه مذبوح يقول لك ابائنا القديسين تفسير عن الجمله دي كانه مذبوح معناها انه لا يعيش عيشه الاحياء ولا يستريح راحه الاموات ...كان مذبوح هو دة الانسان المسيحي قصاد العالم ...الانسان المسيحي قصاد العالم لا هو عايش ولا هو ميت.لكنة عايش حياه مختلفه عن العالم العالم بالنسبه للانسان المسيحي مجال استشهاد ان يصلب العالم لى و انا للعالم. انا مصلوبلة وهو مصلوبلى..يعني هو مالوش سلطان عليا...وانا مش منجذب آلية انا مصلوبلة رغم انة قصادي.. فانا مصلوبلة وهو مصلوبلى... الذي صلب العالم لي وانا للعالم... احنا الاثنين مصلوبين لبعض..احنا فى عالم النهاردة احبائى المباهج بتاعتة بتتحدي الانسان بقوه وكل يوم في جديد و الانسان لو مغلوب من نفسه هيتغلب للعالم ..عشان كدة من مجالات الاستشهاد العمليه خلي العالم يبقى مصلوب ليك ..اجعل العالم بكل مباهجه و كل مخترعاته وكل تقدمه يبقى عالم مصلوب ليك ما تبقاش انت مذلول لية... ماتبقاش انت خاضع لة.. ما يبقاش هو بيشكلك ..ما يبقاش هو بيستخدمك معلمنا بولس الرسول يقول لك(( الذين يستعملون هذا العالم كانهم لا يستعملونة الذين يشترون كانهم لا يملكون)) دة إنسان شهيد قصاد العالم..العالم بالنسبه له مش حاجه هو بيتعيد لها.. لا دي حاجه مصلوبة لةعدو الخير تجاصر واخد ربنا يسوع المسيح فوق جناح الهيكل وقالة شايف العالم شايف مباهجة شايف اضواءة... انا هعطيك كل ده ان سجد ليا... نفس الاسلوب ده بيستخدمة عدو الخير معنا لحد النهارده..انة يحاول يغلبنا بمباهج العالم المتعدده يحاول يعرض علينا مباهج العالم فى صورة مزينه من المجالات اللي احنا لازم نستفيد بها كوسيلة نقدم انفسنا للة كشهداء فى عصرنا الحالى...ان يكون العالم مصلوب لنا ..عشان كده حرب العالم دي كانوا بيحاربوا بيها الشهداء جدا... يقول له هاعطيك. هجوزك طب هجعلك تبقى قائد جيش.. تخيل لما يكون فى جندى صغير ولا ضابط صغير في الجيش ويقول لة ..هجعلك تكون قائد جيش ... قائد جيش بالنسبه لواحد جندى ده حلم ..حاجة فظيعةو رهيبه ..اخليك تبقى قائد جيش يقول له اجوزك بنت الملك كل ده و الشهيد يرفض لان اغراءات العالم ماتت من جواهم يقولك عن دقلديانوس.. عندما رأى ان مواكب بالالاف من المسيحيين يقبلون على الاستشهاد قال عباره شهيرة يستحيل ان يكون هؤلاء مغلوبين لشهوه...حاجة تلخبط اصل هو راجل مستعبد للعالم مستعبد للجسد فمستغرب ازاي واحد بالسهوله دي بيتنازل عن حياته عن العالم.. اقولك اصل هو مش مغلوب لشهوه.. مش مغلوب للعالم .. مش حاسس ان حياته في هذه الحياه لا ..ده له مدينه باقيه ...عشان كدة احبائى صلب العالم ...العالم كمجال للاستشهاد امر هام جدا ان احنا نؤمن به ونعرفة .. عشان كده احبائى لو انت النهاردة تعيش استشهاد معاصر اصلب العالم بايديك... مش كل حاجه جديده تجري وراها.. مش كل حاجه يبقى نفسك فيها وتنزللها.... اغلب من جواك تعرف تغلط من براك. قاعده الانسان اللي يعرف يغلب من جوه يعرف يغلب من بره اللي يتغلب من جوه هيتغلب من بره.. العالم مجال للاستشهاد العالم كأشياء .العالم كبشر... انت محتاج ان انت تشهد للمسيح وسط العالم.. ممكن العالم يطهدك كمسيحي..اقولك دى فرصة للاستشهاد.. فرصه للاستشهاد اذا كانوا هما عزبوا من اجل اسمة... انت ممكن تهان من اجل اسمه او ممكن تظلم من اجل اسمه عشان كده اقدر اقول لك ان من ضمن المجالات ان ممكن انت تكون بيها شهيد العالم كبشر كضيق كاضهاد كاغراءات او كعبودية لاشياء وملكيات. كل دة مجال للاستشهاد.. يقف واحد من الشهداء قصاد واحد مالك يقولة لو ماانكرتش الإيمان انا هعزبك وهتتالم انا بأمرك تترك المسيح اللي انت متمسك بية دة....يقولة دة انا نفسي اتالم من اجل اسمه يا ريتك ما تحرمنيش من البركه دي ده شرف عظيم ان اوهان من اجل اسمه اخشى ان اقول لك ان الحياة التى احياها انا اصعب من السجن الذى تدبرة لى انت.. انا راجل ساكن في نوءرة في جبل هتبقى بالنسبه للسجن بتاعك اصعب السجن بتاعك يمكن يبقى مرفة عن الحياه اللي انا عايشها انا ساجن نفسي بأرادتى انا عايش عيشه صعبه بارادتى ومانع نفسى من كل ممتلكاتى بأرادتى.. انا ليس لى شئ الان ...يقولة هموتك..يقولة دة انا حياتي كلها في اشتياق لهذه اللحظه فليتك تتعجل...فليتك لا تتردد فى امرى .. انا مشتاق للحظه دي مش مغلوب لحاجه ..لا الملكيه ولا خائف من الالم ولا خائف من الموت مش مغلوب لشيء.. ٣- الشيطان:- محتاج ان انا اقدم نفسي شهيد قدام حيل الشيطان مهما يحاول يقدم لي من اغراءات اكون شهيد قصادة..ومهما يحاول يقدم لى من خداعات انا اكون شهيد قصادة.. الشيطان بيقدم لنا فرصه نشتهد..ياما الشيطان يدبر للانسان فخاخ عشان يقع بيها عليك ان انت تجاهد عشان تنجو من الفخاخ الشيطانيه دي وده لون من اللوان الاستشهاد..حيل العدو الكثيره حيل العدو المختلفه محتاج انك تقف قصادها بنفسيه شهيد يعني نفسيه انسان قد وضع كل ثقتة فى الحياه الابديه وتخلى عن كل امجاد الحياه الدهرية ... من هنا احبائي ده مجال احنا محتاجين اننا نعيش بية كشهداء. شهداء امام ضمائرنا شهيد قصاد العدو يقول لك ان العدو أصبح محتار في القديس ابو مقار بيقول له انا مش عارف اعمل فيك ايه انت غلبتني انت ما خلتش حرب من الحروب اللى فى جعبتى الا وانا حاربتك بيها وفي الاخر انت اللى انتصرت... فانت لما انتصرت عليا فى كل الحروب دي انت كللت... فانا حروبي بتعطيك مجال للاكليل انا لازم ابعد عنك... حروب عدو الخير هي بالنسبه لنا مش اداء لسقوط ولكنها اداه لمجد..هى اداة لاكاليل..هى أداة للاستشهاد.. جميل الانسان اللي تتحول الحروب بالنسبه له لاكليل مش للسقوط...عشان كدة احبائى من ضمن الميادين اللي احنا معروض علينا ان احنا نقدم فيها اجسادنا ونفوسنا كشهداء لله حرب عدو الخير.... عدو الخير كان ياتى للمساجين اللي كانوا على زمة التحقيق عشان يستشهدوا...كان ياتى وسط الالاف دون يقول له هتسيب عيالك؟ وبعدين هيعملوا ايه من غيرك اذا كان ومش عارفين يعيشوا وانت موجود امال لما تموت هيحصل لهم ايه ؟يقول لك على القديسة بربتوا .. كانت انجبت طفلة لها بضعت اشهر عدو الخير يجيب فكره للناس اللي بيعذبوها يقول خلوا الطفله بتاعتها تجيء وتقف بره السجن عشان تسمع صراخ الطفلة الجعانه فقلبها يلين فتترك المسيح و يسمعوها صراخ الطفلة الجعانه يقولوا ايه بنتك اطلعى رضعيها ربنا هيعزرك ويسامحك... لدرجه ان في واحد الشيطان اغواة وجبلة فكره بقى يكلم المسجونين المسيحين..رغم أن .هو مسيحي يقول لهم انا عشان خاطر اولادي هبخر للاوثان بس انا فى ضميري مسيحي... الشهداء قالوا لة كلام فاضي ما ينفعش ده انت مخدوع من الشيطان كيف ابخر وضميري مسيحي كيف اابخر للاوثان وانا باقول قدوس الله قدوس الحي الذي لا يموت ...هل انا اضحك على ربنا ؟عشان كده احبائي شوفوا خداعات عدو الخير كان بيضغط بها على الشهداء ...يجعل الشخص يتذكر زوجته ...وزوجة تذكر زوجها واولادها تتذكر التزاماتها تذكر العالم ممكن عدو الخير يقول لك انت لو ضعفت ربنا يسامحك انت ممكن تقدم توبه...وخلي بالكم الاباء القديسين بتوع الكنيسه الاولى كانوا عاملين قانون للتوبه على ناس كثير جدا تركت المسيح اثناء الاضطهاد ثم ارادوا ان يرجعوا...واختلف الاباء على أن يقبلوهم ام لا .. و معظم الاباء اقرروا انهم ياخدوا قانون توبة ويرجعوا... قصدي اقول لك ان عدو الخير عندما رمى الشبكه بتاعته..جذب ناس كثير بخداعة...ومازال عدو الخير يلقى نفس الشبكه ويخدعك ويقولك هل انت هتعيش للمسيح لواحدك في الدنيا دي.... انت بس اللي عايز تعيش بالانجيل عايز الناس كلها تبقى ماشيه بالنفاق وانت اللي ماشي بالحق... عايز الناس كلها تكون ماشيه حسب الموضه وانت اللي عاوز تكون بحسب الانجيل ..عدو الخير بيستخدم كل الأساليب .عشان كدة انت محتاج تكون شهيد قصاد حروب الشيطان ثلاث مجالات المفروض المفروض اننا نكون شهداء من خلالهم...شهيد قصاد جسدى.. شهيد قصاد العالم... شهيد قصاد حيل لشيطان ...من هنا انا ممكن اكون شهيد وممكن اعيش بنفس ابائي الشهداء... عشان كده الكنيسه تقول لك الشهداء (( الخطاة اللذين تابوا عدهم مع مؤمنيك..ومؤمنيك احسبهم مع شهدائك)) يعني كل مؤمن حقيقي بالمسيح يسوع متمسك بالانجيل وتمسك بالصلوات متمسك بالوصايا متمسك بالاتضاع وسط عالم لا يعرف الى العجرفة.. ..متمسك بالتسامح وسط عالم لا يعرف الا الشراسه كل انسان مسيحي يعيش بالوصايا مؤمنيك احسبهم مع شهداء....يصبح انسان في كرامة شهيد تخيل انت لما يبقى عليك ان انت تاخذ كرامه الشهداء ان انت تعيش بجسد مصلوب وتعيش بعالم مصلوب وتعيش غالب لحروب عدو الخير... ده احبائي ميادين ربنا بيعطيهلنا لنا عشان نكون شهداء بيها.. منظر قبر الست دميانه ..فوق قبر الست دميانة فى مذبح ..فيقول لك المنظر ده جميل المسيح مذبوح من اجل الست دميانه والست دميانه مذبوحه من اجل المسيح حب متبادل هو مات عنها وهي ماتت ي عنة ... كل نفس مجروح بجراحات المسيح جراحات من اجلة فتقدم جسد مذبوح وتقدم عالم مذبوح وتقدم شيطان مهذوم....ربنا يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتة ولالهنا المجد الى الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
07 يناير 2023

ملامح الميلاد السبعة

هذا أعجب ميلاد عرفه العالم لأن السيد المسيح ولد من عذراء بتول بطريقة لم يولد بها أحد من قبل ولا من بعد . إنها فخر جنسنا سيدتنا وملكتنا كلنا القديسة العذراء مريم دائمة البتولية كانت السقطة الأولى هي الكبرياء فكان العلاج هو بالاتضاع عجيب هذا الميلاد .. عجيب هو صاحبه .. وعجيبة هي وقائعه .. الله العظيم الأبدي .. يتجسد لأجلى ولأجلك .. قمة الاتضاع التي تتضح من خلال سبعة ملامح تشكل يوم 7 يناير حيث احتفلنا ... 1 - فتاة من الفقراء قدمت نقاوتها ، هي العذراء مريم المخطوبة لشيخ قديس يوسف النجار ( متی ۱ : ۱۸ ) . ٢ – رعاة من البسطاء قدموا أمانتهم ، هم الذين كانوا يحرسون قطعانهم ليلا ( لوقا ۲ : ۸ ) ۳ - مجوس من الغرباء قدموا هداياهم ، جاءوا من نواحي الشرق يبحثون عن الملك المولود ( متی ۲ : ۲ ) 4 - قرية صغيرة قدمت مكاناً هي قرية بيت لم الصغيرة في أرض يهوذا ( متى٦:٢) ٥- حظيرة حقيرة قدمت دفئاً ، مذود حيوانات وقد جعلته دافنا بأنفاسها ( لوقا ٢ : ١٦ ). ٦ - ليلة مظلمة قدمت عهداً جديداً ، كان الوقت شتاء حيث الليل الطويل والبرد القاسي ( لوقا ۲ : ۹ ) ٧- ملائكة سمائية قدموا أنشودتهم الخالدة : المجد الله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبـالـنـاس المسرة ( لوقا١٤:٢) والسؤال الآن : ماذا ستقدم أنت ؟! هل ذهباً .. أقصد قلبك .. وروحك .. أم لباناً .. أقصد صلاتك .. دموعك . .. أم مرا .. أقصد تعبك .. وجهادك .. قدم صلحاً حباً .. عطفاً .. تسامحاً .. ابدأ بدءاً حسناً . وكل عام وجميعكم بخير وبلادنا مصر في سلام ووئام وكنيستنا في محبة وأمان . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل