المقالات

31 أكتوبر 2019

التناقض المزعوم بين الأسفار وبين سفر التكوين ج5

11- وبين اصحاح 5 : 32 " و كان نوح ابن خمس مئة سنة و ولد نوح ساما و حاما و يافث" و اصحاح11 : 10 "هذه مواليد سام لما كان سام ابن مئة سنة ولد ارفكشاد بعد الطوفان بسنتين".ففى الاول (وكان نوح ابن 500 سنه وولد نوح ساما وحاما ويافث) وفى الثانى (لما كان سام ابن مائه سنه ولد ارفكشاد بعد الطوفان بسنتين) مع ان الطوفان حصل اذ كان نوح ابن 600 سنه (تك 7 : 11) فنجيب لا يفهم من قوله (ولد نوح ساما وحاما ويافث) ان ساما كان الاكبر لانه لا عبره بتقديم الاسماء فذكر ساما الاول باعتباره سيكون ابا لابراهيم واسرائيل وداود والمسيح وفى اصحاح10 ذكرت المواليد الثلاثه فذكر اولا يافث عد 2 وثانيا حام عد 6 وثالثا عد 21 فاذا لا عبره من تقديم الاسماء وتاخيرها. ويفهم من (تك : 21) ان اكبر اولاد نوح يافث ومن (تك 9: 24) ان اصغر اولاد حام. فاذا يكون سام الابن الثانى. وقول الكتاب (وكان نوح ابن 500 سنه وولد نوح ساما ويافث) اى لم كان ابن 500 سنه ابتدا ان يلد اولاده فولد اولا يافث سنه 500 وسام سنه 501 ثم ولد سام ابنه ارفكشاد لما كان عمره 100 سنه اى فى منتصف السنه 101 فيكون انه ولده بعد الطوفان بسنتين، باعتبار ان السنه التى ولد فيها هو والسنه التى ولد فيها ابنه تتوسطهما 100 سنه التى جاء بعدها الطوفان لما كان نوح ابن 500 سنه. 12- وبين اصحاح 6: 3 "فقال الرب لا يدين روحي في الانسان الى الابد لزيغانه هو بشر و تكون ايامه مئة و عشرين سنة".وص 11: 10 الخ ففى الاول قال الله عن الانسان : (وتكون ايامه مائه وعشرين سنه) وفى الثانى ان اناسا كثيرون عاشوا اكثرمن ذلك بعد هذا القول. فنجيب ان الله كان عازما على اهلاك الانسان بالطوفان بشره لم يشا ان يهلكه حالا بعد التانى عليه وحدد مده ذلك التانى 120 سنه فلم يقصد ان عمر الانسان سيكون 120 سنه بل ان الطوفان لا ياتى لهلاك البشر حينئذ الا بعد 120 سنه وبعد ذلك ينجو التائب من الهلاك وتهلك كل نفس عاصيه. واذا اعترض بانه ذكر فى تك 5 : 32 ان نوحا كان ابن 500 سنه ثم ان الطوفان جاء وعمره 600 سنه فيكون الفرق هو 100 لا 120 فنجيب. لا ريب ان قول الرب عن الانسان (وتكون ايامه 120 سنه) كان قبل ان يبلغ عمر نوح 500 سنه. وان كان قيل فى اصحاح5 : 32 (وكان نوح ابن 500 سنه) قبل ان يقول الرب عن الانسان (وتكون ايامه 120 سنه) الا اننا نجزم ان القول الثانى قيل قبل الاول لان اصحاح 5 خصص كله للمواليد، من عدد 1- 5 كان قبل ان يبلغ نوح السنهالـ500 من ميلاده لان الكلام من اصحاح 6 : 1الىص 7 : 9 تاريخ لمائه وعشرين سنه وكل ما قيل فى اصحاح 5 : 32 من ان عمر نوح كان 500 سنه حين ابتدا ان يلد بنيه من المحتمل جدا ان الانذار بالطوفان حصل قبله. 13- وبين اصحاح 6 : 9 " هذه مواليد نوح كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله و سار نوح مع الله".ورو 3 : 10 " كما هو مكتوب انه ليس بار و لا واحد". ففى الاول قيل (وكان نوح رجلا بارا) وفى الثانى (ليس بارا ولا واحد) فنجيب ان القولين صادقان لان الاول يقصد ان نوحا كان بارا بالنسبه لاهل جيله، بينما الثانى يقصد انه فى الحقيقه ليس بار ولا واحد، لاستيلاء النقص على الجميع بالنسبه لكمال الله غير المتناهى. 14- وبين اصحاح 6 : 19 و20 "و من كل حي من كل ذي جسد اثنين من كل تدخل الى الفلك لاستبقائها معك تكون ذكرا و انثى.من الطيور كاجناسها و من البهائم كاجناسها و من كل دبابات الارض كاجناسها اثنين من كل تدخل اليك لاستبقائها".وص 7 : 2 و3 "من جميع البهائم الطاهرة تاخذ معك سبعة سبعة ذكرا و انثى و من البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكرا و انثى.و من طيور السماء ايضا سبعة سبعة ذكرا و انثى لاستبقاء نسل على وجه كل الارض".ففى الاول قيل ان الله امر نوحا ان ياخذ من كل ذى جسد اثنين ذكرا وانثى من الطيور كاجناسها ومن البهائم كاجناسها، وفى الثانى ان الله امره ان ياخذ من البهائم الطاهره سبعه ذكرا وانثى ومن البهائم التى ليست بطاهره اثنين ذكر وانثى. فنجيب ان الامر الاول اجمالى والثانى تفصيلى. ولا مجال للاعتراض لان الامر باخذ سبعه عقب الامر باخذ اثنين. المتنيح القس منسى يوحنا عن كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
المزيد
30 أكتوبر 2019

مفهوم الطموح

الطموح الطموح هو الرغبة فى الازدياد ، والتطلع باستمرار إلى قدام هو حالة إنسان لا يكتفى ، ولا يحب أن يقف عند حد فهل هذا خطأ أم صواب ؟ هل هو وضع روحى أم غير روحى ، طبيعى أم غير طبيعى ؟ يستمر فيه الإنسان أم يقاومه ؟ إنه سؤال هام نجيب عليه الآن ، من حيث نوعية الطموح واتجاه مساره الطموح هو شئ طبيعى جزء من طبيعة الإنسان فكيف ذلك ؟ نقول إن الإنسان قد خلق على صورة الله ومثاله 0 والله غير محدود فكيف يكون الإنسان على صورة الله فى هذه الصفة بالذات ، بينما الله هو الوحيد غير المحدود ؟ الإجابة هى لقد وجد الله فى الإنسان اشتياقا إلى غير المحدود مادام الإنسان لا يمكن أنت يكون غير محدود فى ذاته ، لأن هذه صفة الله وحده ، لذلك أصبحت عدم المحدودية يمكن أن تكون فى رغباته وفى طموحاته كلما يصل إلى وضع ، يشتاق إلى ما هو لأعلى ، وما هو أفضل ، فى النطاق المسموح به لإنسانيته ، بحيث ( لا يرتئى فوق ما ينبغى بل يرتئى إلى التعقل ) (رو 12 : 3 ) مادام الإنسان على صورة الله ، إذن فالطموح شئ طبيعى ولكن يختلف الطموح من شخص لآخر وحسب نوع الطموح عليه بأنه خير أو شر لكى تمتلئوا إلى كل ملء الله ) ( أف 4 : 18 : 19 ) صدقونى يا أخوتى أننى أقف مبهوتا ومنذهلا ، أمام هذه العبارة الأخيرة ( لكى تمتلئوا إلى كل ملء الله ) 0 ! مادام طريق الكمال طويلا جدا إلى هذا الحد ، وإلى هذا المفهوم العميق ، إذن ينبغى علينا أن لا نسير فيه ببطء أو تكاسل ، بل نستمع إلى القديس المختبر وهو يقول ( أركضوا لكى تنالوا 00 )( 1كو 19 : 24 ) ويطبق هذا على نفسه فيقول ( إذن أنا أركض هكذا ) ( 1كو 9 : 26 ) عجبا على هذا القديس ، الذى كان مازال يركض ، حتى بعد أن صعد إلى السماء الثالثة الطموح المقدس إذن هو طموح روحى نحو الهدف الروحى ، وبأسلوب روحى ومع ذلك هناك طموح آخر ، عالمى وخاطئ ، فما هو ؟ الطموح الخاطئ إنه طموح مركز على الذات ، ولأهداف عالمية ، وربما بوسائل خاطئة مثل الطموح فى الغنى ، فى اللذة ، فى الشهوة ، فى المال ، فى الألقاب ، فى العظمة فى المجد الباطل ، وما أشبه مثال ذلك الغنى الغبى هذا الذى ( أخصبت كورته ) فقال ( أهدم مخازنى ، وابنى أعظم منها ، وأجمع هناك جميع غلاتى وخيراتى 0 وأقول لنفسى : يا نفسى لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة 0 استريحى وكلى وأشربي وأفرحي ) ( لو 12 : 18 ، 19 ) وهكذا كان مركزا فى المادة وحول ذاته 0 ولم تدخل علاقته بالله فى طموحه لذلك سمع ذلك الحكم الإلهى ( يا غبى ، فى هذه الليلة ، تؤخذ نفسك منك 0 فهذه التى أعددتها ، لمن تكون ؟! ) ( لو 12 : 20 ) مثال آخر هو سليمان الحكيم كانت طموحاته فى العظمة والرفاهية ، وفى اللذة والنساء 0 وهكذا قال عن نفسه ( عظمت عملى 0 بنيت لنفسى بيوتا ، غرست لنفسى كروما ، عملت لنفسى جنات وفراديس قنيت عبيدا وجوارى جمعت لنفسى أيضا فضة وذهبا ، وخصوصيات الملوك والبلدان 0 اتخذت لنفسى مغنين 0ومغنيات ، وكل تنعمات البشر سيدة وسيدات 0 فعظمت وازدادت أكثر من جميع الذين كانوا قبلى فى أورشليم ومهما اشتهته عيناى لم أمسكه عنهما ) ( جا 2 : 4 – 10 ) وماذا كانت نتيجة كل هذه الطموحات العالمية ؟‍ يقول سليمان ( ثم التفت أنا إلى كل أعمالى التى عملتها يداى ، وإلى التعب الذى تعبته فى عمله ، فإذ الكل باطل وقبض الريح ، ولا منفعة تحت الشمس ) ( جا 2 : 11 ) نعم ، هذا هو الطموح العالمى الباطل 00 وكيف أنه قاد سليمان إلى الخطية وإلى عقوبة الله 0 وقال عنه الوحى الإلهى ( إن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى 0 ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه ) ( 1مل 11 : 4 ) من الطموحات العالمية أيضا : الذين بنوا برج بابل أرادوا العظمة والعلو 0 وقالوا ( هلم نبن لأنفسنا مدينة ، وبرجا رأسه فى السماء ونصنع لأنفسنا إسما ) ( تك 11 : 4 ) فكانت النتيجة أن الله بلبل ألسنتهم ، وبددهم على وجه الأرض( تك 11 : 7 ، 8 ) لأن الله لم يوافق على هذا الطموح الممتزج بحب العظمة والكبرياء ولكن أسوا طموح ، كان طموح الشيطان ‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!هذا الذى كان ملاكا ورئيس ملائكة ، هذا الذى لقبه الكتاب بالكاروب المنبسط المظلل 0 وكان كاملا فى طرقه يوم خلق ( حز 28 : 14 ، 15 ) وعلى الرغم من سقوطه استمر فى طموحاته الشريرة حتى وصل به الأمر أنه من على جبل التجربة قال للسيد المسيح له المجد ، وهو يشير إلى جميع ممالك الأرض ومجدها ( أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لى ) ( مت 4 : 8 ، 9 ) فانتهره الرب قائلا أذهب يا شيطان واستمر فى طموحاته ، يريد أن ينافس الله ، ويضل الأمم الذين فى أربع زوايا الأرض ( رؤ 20 : 8 ) ويسبب الارتداد العظيم الذى يسبق المجئ الثانى ( 2تس 3 ، 9 ) وبنفس هذا الطموح الخاطئ عمل على إسقاط أبوينا الأولين ، فى الإغراء على الأكل من شجرة معرفة الخير والشر ، قائلا ( تصيران مثل الله عارفين الخير والشر ) ( تك 3 : 5 )هناك نوع من الطموح يمتزج بالغرور غرور سابق للطموح ، وغرور لاحق له أما عن الغرور السابق ، فهو أن يظن الشخص فى نفسه فوق ما يستطيع ويرتئى فوق ما ينبغى ( رو 12 : 2 ) وربما يقفز إلى درجات روحية فوق إمكانياته ، فلا يحسن منها شيئا بل يهبط إلى أسفل 0 أو يطمح إلى مسئوليات فوق قدراته فيفشل وإن نجح فى شئ ، يلحقه غرور آخر فيطلب المزيد إن كثير من القادة السياسين أضاعهم الطموح الزائد فى الاتساع ومواصلة الانتصار ، حتى انتهوا إلى الفشل والضياع ، مثلما حدث لهتلر ولنابوليون أيضا إن شهوة الاتساع والامتداد كثيرا ما أتعبت الطامحين وأوصلتهم إلى الطمع وعدم الاكتفاء 0 كما يقول سليمان الحكيم ( كل الأنهار تجرى إلى البحر ، والبحر ليس بملآن ) ( جا 1 : 7 ) وأيضا ( العين لا تشبع من النظر ، والأذن لا تمتلئ من السمع ) وهكذا تجد كثيرا من المحاربين بالطموح العالمى ، نفوسهم فى تعب مهما نالوا ومهما أخذوا بسبب الإتساع والطمع التى لا يشبعها شئ 0 الفرق بين النوعين:- الطموح الخاطئ كلما يصل ينتفخ ويتكبر أما الطموح الروحى ، فيفرح بالرب فى إتضاع إن عمل الإثنان فى المجال الدينى 0 فصاحب الطموح الخاطئ يحب أن يصل إلى مواهب الروح التى ينال بها مجدا من الناس 0 أما صاحب الطموح الروحى ، فيسعى إلى نوال ثمار الروح ( غل 5 : 22 ، 23 ) التى يتمتع فيها بمحبة الله وبالفضائل الخفية إنه يجاهد فى الروحيات لا ليفتخر بما وصل إليه ، بل لأنه لذة روحية فى الالتصاق بالرب 0 وكلما يزداد إتضاعا ، عارفا أن طريق الكمال لا يزال بعيدا 0 وينظر إلى المثل العليا فى حياة القديسين ، فيرى أنه لم يفعل شيئا ! ومهما وصل طموحه يتذكر قول الرب ( متى فعلتم كل ما أمرتم به ، فقولوا إننا عبيد بطالون ) ( لو 17 : 10 ) لذلك فإن قديسين كثيرين وصلوا إلى مستويات عالية جدا ، ومع ذلك كانوا يبكون على خطاياهم 0 لأنهم كانوا فى طموحهم الروحى ، كانوا فى طموحهم الروحى ، كانوا يرون درجات أعلى وأعلى ، لم يصلوا إليها بعد إن المقاييس تتغير بين الروحيين وأهل العالم فى طموحهم الذى عنده طموح عالمى يحب مثلا أن يزداد فى الغنى ، وتكثر أمواله وأرصدته يوما بعد يوما حتى أنه يصاب بالتجلى أما الإنسان الروحى ، فإن طموحه هو فى توزيع ماله على الفقراء ، حتى يكون له كنز فى السماء الإنسان الذى عنده طموح عالمى ، يجب أن يكون الأول باستمرار ، بل الوحيد ويحب المتكئات الأولى 0 أما الإنسان الروحى فإن طموحه فى أن يكتسب فضيلة الإتضاع ، وأن يأخذ المتكأ الأخير ويضع أمامه قول الرسول ( مقدمين بعضكم بعضا فى الكرامة ) ( رو 12 : 10 ) وهكذا يجتهد أن يكون آخر الكل وخادما للكل ( مر 9 : 35 ) وهكذا يتحول إلى إنسان خدوم ، يحب الخدمة وينمو فيها 0 ويحبه كل الناس لخدمته لهم الطموح العالمى ينافس الناس ليحل محلهم أما الطموح الروحى فيساعدهم على الوصول إنه لا يزاحم الناس فى طريق الحياة ، بل بمحبته يفسح الطريق لهم ليسيروا 0 إنه من كل قلبه يريد أن يصل إلى الله 0 ولكنه فى طموحه يحب أن يسبق غيره ، أو أن يعطل غيره ليصل قبله لما يشوع بن نون رأى اثنين يتنبآن ، أراد أن يردعهما ، حيث أن النبوة هى لمعلمه موسى النبى 0 فوبخه موسى بقوله ( هل تغار لى أنت يا ليت كل الشعب كانوا أنبياء ، إذا جعل الرب روحه عليهم ) ( عد 11 : 26 – 29 ) الذى عنده طموح روحى يهدف أن يصل إلى قمة الروحيات ، من أجل محبته لله ، ولكنه لا يفكر أبدأ أن يسبق غيره ، أو ينافس غيره ، أو يتفوق عليه فى الروحيات الطموح الذى يريد التفوق على الغير ، هذا قد انتصرت عليه الذات إن طريق الله يتسع لجميعنا ، وقمم الروحيات معروضة على الكل 0 والنعمة مستعدة أن تساعد كل أحد على الوصول 0 فلماذا التنافس والتزاحم إذن فى طريق الطموح ، بينما فيه متسع للجميع ؟! أتريد فى طموحك أن تنتصر على غيرك فى الروحيات ؟! لماذا ؟! وهل فى هذا الإنتصار ، تجد روح المحبة التى تسعى إليها فى طموحك ؟!أما طموح الإنسان الذى لا يحب فقط أن يكون الأول ، وإنما الوحيد فهو بلا شك طموح شرير لأنه فى طموحه ، لا يريد لغيره الخير 0 وهذا شر 0 إنه طموح قد انحرف ، وتحول إلى محبة الذات أو تحول إلى الأنانية الطموح الروحى يسعى إلى الأرتفاع فوق مستويات معينة ، وليس فوق أشخاص معينين فمن الجائز أن ترتفع فوق أشخاص معينين ، ويبقى مستواك منخفضا 0 كما أن رغبة الأرتفاع فوق الغير ، قد تعصف بك إلى نطاق الحسد والغيرة ، مما يتعارض مع روح المحبة الحقيقية 0 وتظل ترقب هذا الذى ينافسك ، وقد تفرح بفشله لأن هذا يعطيك فرصة التفوق عليه 0 وهكذا تفقد نقاوة قلبك إسع إلى الامتياز ، وليس إلى الأنتصار على الغير 0 وإن صرت الأول ، فهذا حسن جدا 0 وإن لم تصر 0 فلا تحسد من صار الأول ، بل افرح بتفوقه الإنسان الروحى طموحه فى أن ينتصر على نفسه ، لا على الآخرين وليكن هدفك من السعى إلى الكمال هو إرضاء الله وليس المجد الباطل إنها وصية إلهية أن تصير كاملا ( مت 5 : 48 ) فإن صرت هكذا ، تفرح بإرضاء الله الذى نفذت وصيته 0 ويكون فرحا بغير افتخار ، وبغير مقارنة بالآخرين الإنسان الروحى فى الطموح ، ينمو باستمرار فالنمو صفة عملية للطموح 0 ولكنه فى نفس الوقت يفرح حينما يرى غيره ينمو أيضا الطموح الروحى ينمو فى الروحيات : فى الصلاة ، فى التأمل ، فى معرفة الله ، فى محبته ، فى خدمته ، فى محبة الآخرين وكلها ليست مجالا للتنافس إذا صلى ، يحب أن ينمو فى الصلاة من جهة الوقت الذى يقضيه مع الله ، ومن جهة ما فى الصلاة من حرارة ومن عمق وتأمل ، ومن حب وإيمان وهكذا مع باقى الفضائل باستمرار يمتد إلى قدام أما غير الطموح ، فقد يتوقف عند وضع معين ، ويتجمد وهذا التوقف قد يؤدى إلى الفتور وفى الحياة العملية ينبغى أن يكون الإنسان طموحا يهدف إلى النجاح فى كل ما تمتد إيه يده ، كما قيل عن يوسف الصديق إنه كان رجلا ناجحا 0 وكان الرب معه 0 وكل ما كان يصنع ، كان الرب ينجحه بيده ( تك 39 : 2 ، 3 ) وهناك ولعل البعض يسأل هل يتناقص الطموح مع القناعة ؟‍‍‍! كلا فالقناعة تكون فى الماديات ، والطموح فى الروحيات ويتمشى الإثنان معا 0 يقويان بعضهما البعض يسأل البعض كيف يكون طموحى نحو الكمال ، بينما الكمال لله وحده 0 فأقول له المطلوب منك هو الكمال النسبى ، وليس الكمال المطلق وإن لم تصل إلى الكمال ، فعلى الأقل أن ينمو ويجدك الله سائرا فى الطريق ، متقدما كل يوم كن كالشجرة التى كل يوم تنمو فالصديق كالنخلة يعلو ولا تجعل طموحك فى أمانتك فى عملك ، يعطل طموحك فى روحياتك 0 مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عن كتاب عشرة مفاهيم
المزيد
29 أكتوبر 2019

المسيح في سفر التكوين - المسيح في حياة أبينا اسحق

إن ربنا يسوع المسيح حاضر بوضوح في حياة آباء وأنبياء العهد القديم، فهو فوق الزمان، وهو خالق الجميع وهو الفادي الذي جاء في ملء الزمان ليُخلصنا من خطايانا بصليبه المقدس وقد أراد الله أن يُمهد لتجسده الطاهربأن أرسل إلينا النبوات والرموز، بل والأشخاص الذين يتجلى فيهم تمهيداً لمجيئه بالحقيقة بالجسد لنرى ونؤمن وفي قصة حياة أبينا اسحق تقابلنا (سابقاً) مع قصة تقديمه ذبيحة كرمز لتقديم السيد المسيح الابن الوحيد المحبوب ذبيحة عن خطايانا، وعودة اسحق حياً هي رمز لقيامة السيد المسيح من الأموات وهناك موقف آخر في حياة أبينا اسحق يتجلى فيها ربنا يسوع بوضوح وهي قصة اختيار زوجة لاسحق:- إبراهيم الأب استدعى أليعازر الدمشقي كبير بيته المستولي على كل ما كان له، وأرسله ليخطُب عروساً لابنه اسحق إنها رمز للآب السماوي الذي أرسل الروح القدس، ليخطُب الكنيسة عروساً للمسيح الابن"لأني خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو11: 2)استحلف إبراهيم أليعازر بأن وضع يده تحت فخذ إبراهيم.. وهي إشارة إلى القسم باسم نسل إبراهيم أي المسيح وهو نفس الأمر الذي عمله أبونا يعقوب مع ابنه يوسف (راجع تك47: 29) وتنبأ إبراهيم لأليعازر بأن الله "يُرسل ملاكه أمامك، فتأخذ زوجة لابني من هناك" (تك24: 7) وهي تشبه النبوة التي قيلت عن يوحنا المعمدان السابق للمسيح "ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي، الذي يهيئ طريقك قدامك" (مر1: 2) إن يوحنا المعمدان هو الملاك صديق العريس، الذي جاء أمامه ليهيئ الطريق، لتقبل العروس أن تتحد به "مَنْ له العروس فهو العريس، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحاً من أجل صوت العريس. إذاً فرحي هذا قد كمل" (يو3: 29) "أخذ العبد عشرة جمال من جمال مولاه، ومضى وجميع خيرات مولاه في يده" (تك24: 10)، وكأنه الملاك جبرائيل الذي جاء إلى العذراء مريم، حاملاً خيرات الآب السماوي في يده، مُعلناً إياها في عشر كلمات:- (1) سلام لكِ أيتها الممتلئة نعمة. (2) الرب معكِ. (3) مُباركة أنتِ في النساء. (4) لا تخافي يا مريم. (5) لأنكِ قد وجدتِ نعمة عند الله. (6) ها أنتِ ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع. (7) هذا يكون عظيماً، وابن العلي يُدعي. (8) ويُعطيه الرب الإله كرس داود أبيه. (9) ويملِك على بيت يعقوب إلى الأبد. (10) ولا يكون لمُلكه نهاية. (لو1: 28-33) "وأناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء وقت المساء" (تك24: 11) لقد تقابل أليعازر مع رفقة عند بئر الماء وقت المساء، وبئر الماء هو رمز للمعمودية، التي يتقابل عندها الروح القدس مع النفس المنتخبة كعروس للمسيح.. ووقت المساء يشير إلى وقت صلب ربنا يسوع المسيح، وساعة خروج روحه الطاهرة ليد الآب السماوي وهناك ارتباط عميق بين المعمودية وصليب المسيح وخطبة الكنيسة فالمعمودية هي دفن مع المسيح، وخطبة الكنيسة مرتبطة بعهد الدم "إنك عريس دم لي" (خر4: 25) كانت رفقة فتاة "حسنة المنظر جداً، وعذراء لم يعرفها رجل. فنزلت إلى العين وملأت جرتها وطلعت" (تك24: 16) وهي ترمز للكنيسة المجيدة، التي لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل هي مُقدسة وبلا عيب(راجع أف5: 27) وكانت "جرتها على كتفها" (تك24: 15)إشارة إلى استعداد الكنيسة للخدمة، ونزول رفقة إلى العين وطلوعها إشارة إلى اغتسال الكنيسة بالمعمودية وبدم المسيح "لكي يُقدسها، مُطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة" (أف5: 26) لم تكن رفقة حاملة جرتها فقط بل كانت مستعدة أن تخدم خدمة الميل الثاني "فقالت اشرب يا سيدي. وأسرعت وأنزلت جرتها على يدها وسقته. ولما فرغت من سقيه قالت أستقي لجمالك أيضاً حتى تفرغ من الشرب. فأسرعت وأفرغت جرتها في المسقاة، وركضت أيضاً إلى البئر لتستقي، فاستقت لكل جماله" (تك24: 18-20) إنها مثال للكنيسة المستعدة أن تبذل كل الجهد من أجل خدمة الناس، متشبهة بعريسها القدوس محب البشر الصالح سأل أليعازر الفتاة "هل في بيت أبيكِ مكان لنا لنبيت؟" (تك24: 23) وكأن الروح القدس يسأل النفس هل يوجد عندك مكاناً لأبيت فيه؟ "إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً" (يو14: 23)، "هنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤ3: 20) إن الروح القدس يبحث عن مكان فينا لسكنى المسيح، لأنه عندما تجسد "لم يكن لهما موضع في المنزل" (لو2: 7) لقد كانت رفقة مستعدة لاستقبال الغرباء بفيض الكرم "قالت له عندنا تبن وعلف كثير، ومكان لتبيتوا أيضاً" (تك24: 25)، "لا تنسوا إضافة الغرباء، لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون" (عب13: 2) عندما أراد أهل رفقة أن يستضيفوا أليعازر أياماً أخرى "فقال لهم لا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي. اصرفوني لأذهب إلى سيدي" (تك24: 56) وكأن الروح القدس ينبهنا ألا نتعوق بأمور العالم عن الانطلاق إلى الاتحاد بالمسيح إن الروح القدس يسعد بالنفس النشيطة، التي إذا جاءها في زيارة نعمة لينبهها تقوم معه في الحال لتذهب إلى العريس وتتحد به لماذا نتعوق والرب قد أنجح طريقنا؟ لم يكن من اللائق أن تذهب رفقة مع أليعازر دون موافقتها "فدعوا رفقة وقالوا لها هل تذهبين مع هذا الرجل؟ فقالت أذهب" (تك24: 58) وهكذا أيضًا لابد للنفس أن تعلن عن رغبتها وموافقتها للارتباط بالمسيح إن الله يحترم حرية الإرادة الإنسانية ويكرس الحب وليس القهرإننا نأتي إليه بكامل الحب والرغبة، ونتمسك به مهما كانت المعوقات "مَنْ سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟ (رو8: 35) مرة أخرى تلتقي رفقة عند البئر "بئر لحَي رُئي" (تك24: 62), ولكن هذه المرة مع اسحق العريس الحقيقي كمثل التقاء الكنيسة مع المسيح عند المعمودية كان اسحق قد خرج ليتأمل في الحقل عند إقبال المساء إنها اللحظة التي يتقابل فيها المسيح مع الكنيسة على الصليب عند المساء، وهو يتأمل الحقل المقدس، الذي زرعه بدمه الطاهر، لينبت منه الكرمة الحقيقية الكنيسة التي المسيح فيها أصل وجذر ورأس، ونحن أغصان، والآب هو الكرّام"أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرَّام" (يو15: 1)، "أنا الكرمة وأنتم الأغصان" (يو15: 5) إن المسيح يتقابل مع النفس عند إقبال المساء، لكي يحول المساء إلى صباح، والظلمة إلى نور، والخطية إلى بر "وسكن اسحق عند بئر لحَي رُئي" (تك25: 11).. إن المسيح يسكن في المعمودية، ليقابل كل نفس، ويطهرها فتدخل معه في شركة وعشرة وعضوية مقدسة إن الأب القديس اسحق هو رمز جميل لربنا يسوع المسيح الابن الوحيد المحبوب المطيع الذبيح والقائم من الأموات. نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
28 أكتوبر 2019

«بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ» (لو21: 19)

قال السيد المسيح لتلاميذه: «بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ» (لو21: 19). وقال معلمنا يعقوب الرسول: «وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ» (يع1: 4)، وقال أيضًا: «هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ» (يع 5: 11). ويقول معلمنا بولس الرسول: «لْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا» (عب12: 1)، ويقول إن المحبة «تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ» (1كو13: 7). وفي سفر الرؤيا يقول «هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ. هُنَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ» (رؤ14: 12).إن الصبر يحتاج إلى إيمان بعمل الله، والصبر يعطي فرصة للرب أن يعمل «أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا» (أف3: 20). والصبر في التعامل يمنع تصعيد المشاكل، وكذلك يعطي فرصة للطرف الآخر لمراجعة النفس. وعلينا أن نصبر على احتمال الآلام والتجارب ومحاربات الشياطين.التجارب نوعان: النوع الأول هو الآلام والضيقات التي يسمح الله بها لإختبار محبة القديسين، والنوع الثاني هو الخطايا التي نطلب في الصلاة الربانية ونقول «وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ» (مت6: 13). الآلام نحتملها بصبر أما التجارب الشريرة فنرفضها ونحارب فيها طالبين معونة الله لكي يتمجد الله باقتنائنا حياة القداسة كقول معلمنا بطرس الرسول «هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ. وَلِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى، وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً» (2بط1: 4-7)، ويكمل «لِذَلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَنْ تَزِلُّوا أَبَدًا. لأَنَّهُ هَكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ» (2بط1: 10، 11).الصبر يلزم في احتمال الآلام والصعاب التي تُختبَر بها محبتنا للرب وتُختبًر ثقتنا في الجزاء الأخروي.الشيطان يشتكي ضد القديسين أمام الرب مثلما قال: «هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟» (أي1: 9). والسؤال هنا هل نحن نعبد الله لأنه يغمرنا بالخيرات أم لأننا نحبه ونعترف بفضله لأنه هو الذي أعطانا نعمة الوجود كما أنه وفَّي دين الخطايا التي علينا بدم الصليب؟هل نعرف قيمة الوجود مع الله في شركة الحب؟ ومعروف طبعًا أن المحبة تُختبر بالألم. والمسيح نفسه أعطانا مثالًا لمحبته لنا بالآلام التي احتملها من أجل خلاصنا. إذا كان المسيح هو رأس الكنيسة والكنيسة هي جسده الاعتباري فلا يمكن أن نتصور جسدًا متنعمًا تحت رأس مكلل بالشوك! ولكن معلمنا بولس الرسول قال: «أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا» (رو8: 18). وقال أيضًا: «كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذَلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا» (2كو1: 5). ولكن من جانب آخر توجد تعزيات للصابرين حتى في وسط آلامهم. كشهداء صاحبت آلامهم معجزات ورؤى وإعلانات سمائية فلم ينهزموا أمام نيران التعذيب، بل صاحبت شهادتهم معجزات شفاء باهرة جذبت الكثيرين إلى إعلان إيمانهم بإله هؤلاء الشهداء. هناك فرق شاسع بين أفراح العالم وتعزيات الروح القدس. وقال السيد المسيح لتلاميذه: «إنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ» (يو16: 20). نيافة الحبر الجليل المتنيح الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
المزيد
27 أكتوبر 2019

ملابس رئيس الكهنة ج4

ثَالِثاً الأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ ﴿ وَتَجْعَلُ فِي صُدْرَةِ الْقَضَاءِ الأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ لِتَكُونَ عَلَى قَلْبِ هَارُون عِنْدَ دُخُولِهِ أَمَامَ الرَّبِّ . فَيَحْمِلُ هَارُون قَضَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى قَلْبِهِ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِماً ﴾ ( خر 28 : 30 ) . وَصْف الأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ :- كَانَ الله يُعْلِنْ بِهُمَا مَقَاصِدَهُ وَإِرَادَتَهُ فَيُقَدِّم المَشُورَة الإِلَهِيَّة بِوَاسِتَطْهُمَا وَلاَ يُعْرَفْ بِالضَّبْط طَبِيعِة الأُورِيم وَالتُّمِّيم وَلكِنَّنَا سَوْفَ نَسْتَعْرِض عِدِّة إِجْتِهَادَات مِنْهَا :- أنَّهُمَا حَجَرَيْنِ كَرِيمَيْنِ أحَدُهُمَا مَصْقُول وَالآخَر غِير مَصْقُول لِيَدُل الوَاحِدٌ عَلَى الإِيجَاب وَالآخَر عَلَى السَلْب أوْ أنَّهُمَا قِطْعَتَيْنِ مِنْ الذَّهَبْ أوْ المَاس مَكْتُوب عَلَى إِحْدَاهُمَا " نَعَمْ " وَالأُخْرَى " لا " أوْ أنَّ نُورا كَانَ يَسْطَعْ عَلَيْهُمَا فِي حَالِة الإِيجَاب وَقِيلَ أيْضاً أنَّهُمَا مَادَّتَان غَيْر مَعْرُوف نَوْعِيَتَهُمَا أعْطَاهُمَا الله لِمُوسَى وَمَتَى وَضَعْهُمَا الحَبْر الأعْظَمْ فِي الصَدْرَة أُعْلِنَتْ لَهُ إِرَادِة الله بِصَوْتٍ مَسْمُوع وَيَقُول البَعْض أنَّ الأحْجَار الكَرِيمَة الَّتِي تُوضَعْ عَلَى الصَدْرَة هِيَ نَفْسَهَا تُعَبِّر عَنْ الأُورِيم وَالتُّمِّيم حِينَمَا يَسْطَعْ عَلَيْهَا أنْوَار القُدْس بِوَاسِطَة ضَوْءاً بَاهِراً يَتَألَّقٌ مِنْهَا وَقِيلَ أيْضاً أنَّهُمَا حَجَرَيْن كَرِيمَيْنِ وُضِعَا دَاخِل الجُزْء المَثْنِي مِنْ الصَدْرَة وَأكْثَر الأرَاء قَبُولاً هُوَ أنَّ الأُورِيم وَالتُّمِّيم كَانَا قِطْعَتَيْنِ مُقَدَّسَتَيْنِ تَدُل إِحْدَاهُمَا عَلَى الإِيجَاب وَالرِّضَا أوْ التَّأيِيدْ وَتَدُل الأُخْرَى عَلَى الإِجَابَة بِالسَلْب أوْ عَدَمٌ التَّأيِيدْ . لُغْز الأُورِيم وَالتُّمِيم :- وَهُنَا نَكْتَشِفْ أنَّ الوَحْي لَمْ يُرِدٌ أنْ يُعْطِي شَرْحاً وَافِياً لِطَبِيعِة الأُورِيم وَالتُّمِّيم فَمِنْ الألْيَقٌ أنْ نَصْمُتْ حَيْثُ يَصْمُتْ الله وَلاَ نُنْكِر أنَّنَا الآنْ نَعْلَمُ بَعْضَ العِلْم وَلكِنَّنَا سَنَعْرِفْ الكُلَّ مَتَى جَاءَ الكَامِل عِنْدَمَا يَتَضِحٌ النَّهَار وَتَنْهَزِم الظِّلاَل وَمِنْ الوَاضِح أنَّهُمَا يُشِيرَان إِلَى الله ذَاتُه لِذلِك قِيلَ عَنْهُمَا ﴿ تُمِّيمُكَ وَأُورِيمُكَ ﴾ ( تث 33 : 8 )أي يَخُصَّانْ الله ذَاتُه وَيَرَى القِدِيس كِيرْلُس الكَبِير ﴿ أنَّ حَجَرَيَّ الأُورِيم وَالتُّمِّيم بِوَضْعِهِمَا فِي وَسَطْ الأحْجَار الكَرِيمَة الإِثْنَى عَشَر المَنْقُوشَيْنِ عَلَيْهَا أسْمَاء الأسْبَاط الإِثْنَى عَشَر وَالَّتِي كَانَتْ مُعَلَّقَة عَلَى صَدْرِة رَئِيسُ الْكَهَنَة تِلْكَ الَّتِي كَانَتْ قِطْعَة مِنْ ثِيَابِهِ الخَاصَّة بِهِ فَقَطْ وَالَّتِي يَتَمَيَّز بِهَا إِنَّمَا تُمَثِّل فِي لُغْز رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح الَّذِي هُوَ عَمَانُوئِيل إِلَهْنَا فِي وَسَطْ تَلاَمِيذُه الإِثْنَى عَشَر القِدِّيسِينْ وَحَيْثُ أنَّهُ هُوَ الإِسْتِعْلاَن وَالحَقٌّ الَّذِي أعْلَنْ الحَقٌّ الكَامِلٌ فَأبْطَل العِبَادَة لله بِالرُّمُوز وَالظِّلاَل ﴾ . طَلَبْ المَشُورَة بِالأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ :- كَانَ إِسْتِخْدَام الأُورِيم وَالتُّمِّيم فِي مَعْرِفَة إِرَادِة الله فِي مَوَاقِفْ هَامَّة وَتَمِس الأُمور الكَهَنُوتِيَّة أوْ السِيَاسِيَّة نَذْكُر مِنْهَا :- يَقُول الله لِمُوسَى عَنْ يَشُوع ﴿ فَيَقِفَ أَمَامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ فَيَسْأَلُ لَهُ بِقَضَاءِ الأُورِيمِ أَمَامَ الرَّبِّ. حَسَبَ قَوْلِهِ يَخْرُجُونَ وَحَسَبَ قَوْلِهِ يَدْخُلُونَ هُوَ وَكُلُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَعْهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ ﴾( عد 27 : 21 ) وَفِي حَرْب الفِلِسْطِينِيِّين مَعَ شَاوِل حَيْثُ خَافَ وَاضْطَرَبَ قَلْبَهُ جِدّاً ﴿ فَسَأَلَ شَاوُلُ مِنَ الرَّبِّ فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ لاَ بِالأَحْلاَمِ وَلاَ بِالأُورِيمِ وَلاَ بِالأَنْبِيَاءِ ﴾ ( 1صم 28 : 6 ) وَأيْضاً فِي سِفْر عَزْرَا﴿ وَقَالَ لَهُمُ التِّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ ﴾ ( عز 2 : 63 ) وَيُرَجَحٌ أنَّ الله ظَلَّ يُجِيبَهُمْ بِالأُورِيم وَالتُّمِّيم مُبَاشَرَةً مُدِّة العِبَادَة بِالخَيْمَة وَلكِنْ بَعْد إِقَامِة الهَيْكَل كَانَ يُكَلِّمَهُمْ بِالأنْبِيَاء . الْمَسِيح وَالأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ :- كَلِمَة " أُورِيم " جَمْع " أُورْمِي " العِبْرِيَّة وَمَعْنَاهَا " أنْوَار " وَ" التُّمِّيم " جَمْع " تَمْ " وَمَعْنَاهَا " الكَمَالاَت " وَقَدْ وُرِدَتَا فِي التَّرْجَمَة السَّبْعِينِيَّة " الإِعْلاَن وَالحَقٌّ "وَهذَا يُوَجِه أفْكَارْنَا فِي الحَال إِلَى شَخْص رَبَّنَا يَسُوع المُبَارَك الَّذِي فِيهِ كُلَّ الأنْوَار وَكُلَّ الكَمَالاَت كُلَّ النِّعْمَة وَالحَقٌّ هُوَ النُّور هُوَ بَهَاء مَجْدٌ الله هُوَ وَحْدُه الَّذِي أعْلَنْ لَنَا الآب وَبِحَسَبْ تَعْبِير القِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس فِي القُدَّاس الإِلَهِي ﴿ الَّذِي أظْهَر لَنَا نُور الآب ﴾ . مَعْرِفِة النُّور وَالحَقَّ :- إِذْ كَانَ رَئِيسُ الْكَهَنَة وَالأُورِيم وَالتُّمِّيم فِي صَدْرَتِهِ المَوْضُوعَة عَلَى قَلْبِهِ هِيَ الوَاسِطَة لإِظْهَار أفْكَار الله وَمَقَاصِدَهُ فَهُوَ يَحْمِل جَمِيعْ قَضَايَاهِمْ وَضِيقَاتِهِمْ فِي قَلْبِهِ لِيَعْرِضْهَا أمَام الله طَالِباً الحُكْمٌ وَالإِرْشَادٌ بِشَأنَهَا وَرَبِّنَا يَسُوع رَئِيسُ الْكَهَنَة الأعْظَمْ إِذْ هُوَ النُّور الحَقِيقِي يُعْلِنْ لِقِدِّيسِيه كُلَّ أفْكَار الله وَمَقَاصِدُه وَمَشُورَاتُه وَهُوَ أيْضاً الحَقٌّ وَالمَحَبَّة وَالقَدَاسَة وَجَمِيعَهَا مُتَحِدَة وَغَيْر مُنْفَصِلَة فَإِنْ كَانَ رَئِيسُ كَهَنِة العَهْد القَدِيم قَدْ أخَذَ وَظَائِفْ هَامَّة وَخَطِيرَة وَعَظِيمَة القِيمَة فَلَنَا كُلَّ هذِهِ الأُمور بِكَمَالِهَا الإِلَهِي وَلَيْسَ رُمُوزْهَا فِي شَخْص رَئِيسُ كَهَنَتْنَا الأعْظَمْ يَسُوع الْمَسِيح الَّذِي إِجْتَازَ السَّموَات فَهُوَ يَحْمِل قَضَاء شَعْبِهِ عَلَى قَلْبِهِ دَائِماً كَمَا أنَّهُ بِالرُّوح القُدُس يُعْلِنْ لَنَا فِكْر الله مِنْ جِهِة جَمِيعْ قَضَايَانَا الَّتِي نَجْتَازَهَا يَوْمِياً فَفِي الْمَسِيح نَجِدٌ التَّحْقِيقٌ الكَامِل لِكُلَّ مَعَانِي الأُورِيم وَالتُّمِّيم فَهُوَ الَّذِي قَالَ عَنْ نَفْسِهِ﴿ أنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ . مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ ﴾ ( يو 8 : 12) وَهُوَ أيْضاً الَّذِي قَالَ عَنْ نَفْسِهِ ﴿ أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاة . لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي ﴾( يو 14 : 6 ) وَقَالَ أيْضاً ﴿ تَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ ﴾ ( يو 8 : 32 ) فَهُوَ ﴿ الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ ﴾ ( كو 2 : 3 ) وَهكَذَا بِثَبَاتِنَا فِي الْمَسِيح رَئِيسُ الْكَهَنَة الحَقِيقِي نَعْرِفُ الحَقَّ ( التُّمِّيم ) وَنَسِير فِي النُّور ( الأُورِيم ) وَنَتَقَبَّل مِنْهُ جَمِيع كُنُوز الحِكْمَة وَالعِلْم وَفِي سِفْر الرُؤْيَا حَيْثُ كَمَال إِسْتِعْلاَن مَجْدٌ الْمَسِيح الَّتِي تُعَبِّر عَنْ التُّمِّيم نَجِدَهُ مَاشِياً وَسَطْ المَنَائِر الذَّهَبِيَّة وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبُ نَارٍ الَّتِي تُعَبِّر عَنْ " الأُورِيم " حَيْثُ أنْوَارُه وَكَمَالاَتُه تَفْحَص طُرُقٌ الجَمِيعْ حَتَّى أنَّهُ يُنَادِي كُلُّ وَاحِدٌ ﴿ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ ﴾ ( رؤ 2 : 2 ) حَقّاً إِنَّهُ أبُو الأنْوَار " الأُورِيم "الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ " التُّمِّيم " ( يع 1 : 17) . الأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ وَنِعْمَة العَهْد الجَدِيد :- فَإِنْ كَانَ الله قَدِيماً جَعَلَ إِعْلاَن مَشُورَتَهُ وَكَلِمَتَهُ عَنْ طَرِيقٌ الأُورِيم وَالتُّمِّيم المَوْضُوعَان عَلَى صَدْرَة رَئِيسُ الْكَهَنَة فَقَطْ عَنْ دُونْ جَمِيعْ أفْرَادٌ الشَّعْب وَأيْضاً جَعَلَ كَلِمَتَهُ تُعْلَنْ مِنْ خِلاَل الكَارُوبَان المَوْضُوعَان عَلَى غِطَاء التَّابُوت دَاخِل قُدْس الأقْدَاس ثُمَّ جَعَلَ كَلِمَتَهُ فِي فَمْ الأنْبِيَاء إِلَى أنْ أرْسَلَ لَنَا كَلِمَتَهُ فِي إِبْنِهِ بِحَسَبْ تَعْبِير القِدِيس بُولِس الرَّسُول ﴿ اللهُ بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ ﴾ ( عب 1 : 1 – 2 ) . أُورِيمِي وَتِمِّيمِي :- جَعَلَ الله رُوحُه القُدُّوس النَّاطِقٌ فِي الأنْبِيَاء يَسْتَقِر فِي كُلَّ أفْرَادٌ الكَنِيسَة المُقَدَّسَة فَلَمْ يَعُدْ هُنَاك فَرْداً وَاحِداً لَهُ أُورِيم وَتِمِّيم عَلَى صَدْرِهِ بَلْ كُلُّ فَرْدٍ لَهُ أُورِيماً وَتِمِّيماً دَاخِل قَلْبِهِ لَيْسَ خَارِجَه فَأعْطَانَا رُوح البُنُّوَة وَجَعَلَ كَلِمَتَهُ تُرْشِدْنَا وَتُعَزِّينَا فِي دَاخِلْنَا تُحَكِّمْ خَطَوَاتْنَا وَتُنِير سُبُلَنَا إِنَّهَا نِعْمَة العَهْد الجَدِيد الَّتِي لاَ يُعَبَّر عَنْهَا فَجَعَلَنَا نَتَمَتَّعْ بِسَمَاع صَوْت مَشُورَتِهِ مِنْ المَذْبَح المُقَدَّس الَّذِي تُحِب الكَنِيسَة أنْ تَدْعُوه " النَّاطِقُ السَّمَائِي "وَأيْضاً نَسْمَعْ صَوْتَهُ مِنْ خِلاَل القِرَاءَات الكَنَسِيَّة الَّتِي تُحِبْ الكَنِيسَة أنْ تَدْعُوهَا " فَمْ الْمَسِيح " فَنَسْمَعْ مَا تَسْتَرِيح إِلَيْهِ قُلُوبْنَا .. وَأيْضاً أعْطَانَا آبَاء مُرْشِدِينْ نَلْتَمِس مِنْهُمْ تَأيِيدْ الصَوْت الدَّاخِلِي .. حَقّاً إِنَّهَا إِحْسَانَات العَهْد الجَدِيد حَيْثُ التَّمَتُّعْ الكَامِل بِالأُورِيم وَالتُّمِّيم الدَّاخِلِي الَّذِي يَجْعَل أبْنَاء العَهْد الجَدِيد يَعْرِفُونَ الحَقَّ وَكَيْفَ يُمَيِزُون بَيْنَ الأُمور المُتَخَالِفَة وَلاَ يَنْقَادُون وَرَاء أي رُوحٌ غَرِيب وَلاَ يَلْتَمِسُون مَشُورَة غَيْر مَشُورِة صَوْت الله السَّاكِنْ وَمُسْتَقِر دَاخِلْهُمْ فَلَمْ يَعُدْ يُقَال " أُورِيمَك وَتِمِّيمَك " بَلْ " أُورِيمِي وَتِمِّيمِي " . القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية عن كتاب مَلاَبِس رَئِيس الكَهَنَة
المزيد
26 أكتوبر 2019

إبراهيم أبو الآباء ج4

طرد هاجر وإبنها: اسحق معناه (الضحك)، واسماعيل معناه (الله يسمع).." رأت سارة أبن هاجر المصرية الذى ولدته لإبراهيم يمزح، فقالت لإبراهيم أطرد هذه الجارية وأبنها لأن أبن هذه الجارية لا يرث مع ابنى أسحق. فقبح الكلام فى عينى إبراهيم لسبب إبنه، فقال الله لإبراهيم لا يقبح فى عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك، فى كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها، لأنه بإسحق يدعى لك نسل " (تك 21: 9 – 12) موضوع هاجر من البداية خطأ.. الغلطة الاولى: حمى الأسراع وسبق الوقت، إبراهيم لم يستطع حتى ينفذ الله وعده فى الزمن المناسب.. الغلطة الثانية: اللجوء إلى الطرق البشرية فى علاج الموضوع بأن أتخذ هاجر زوجة، ولكن الله ظل على موقفه.. الإبن يكون من سارة!!! طردت هاجر من البيت.. إلى برية بئر سبع.. وعندما تاهت أفتقدها الله إله المساكين والضعفاء والمعوزين، وكبر إسحق وزوجته أمه من مصرية وسكن فى برية فاران بسيناء، وصار لإسماعيل 12 ولدا، صاروا رؤساء قبائل، وعاش إسماعيل 137 سنة (تك 25: 17) ذبح إسحق (22):- " وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم. فقال له يا إبراهيم، فقال هأنذا، فقال خذ إبنك وحيدك الذى تحبه إسحق، واذهب إلى أرض المريا وأصعده لى محرقة على أحد الجبال الذى أقول لك ".. "وفى اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيد " (تك 22: 4). سر الثلاثة أيام:- أمر الله موسى أن يطلب مع الشيوخ من فرعون قائلين " الرب إله العبرانيين إلتقانا، فالآن نمضى سفر ثلاثة أيام فى البرية ونذبح للرب إلهنا " (خر 3: 18). ماهو هذا الطريق الذى يقطعه موسى فى ثلاثة أيام للخروج من مصر، والذهاب إلى الموضع الذى ينبغى أن يذبح فيه للرب؟ إنه الرب نفسه القائل " أنا هو الطريق والحق والحياة " يو 14: 6. ينبغى أن نسير فى هذا الطريق ثلاثة أيام، لأنك " إن اعترفت بفمك للرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت " رو 10: 9. هذه هى الأيام الثلاثة التى نقطعها فى الطريق لنصل إلى الموضع الذى يذبح فيه للرب وتقدم " ذبيحة التسبيح " مز 49: 14بخروجنا ثلاثة أيام ندخل إلى معرفة " القيامة " فتستنير بصيرتنا الداخلية، بنور المعرفة الحقيقية خبرة الثلاثة أيام – أى القيامة – مع المسيح، اختبرها إبراهيم، هذا الذى خرج من بيته ثلاثة أيام وعندئذ رأى العلامة فقدم إبنه ذبيحة حب لله، وما هى هذه العلامة إلا علامة قيامة المصلوب،لذا يقول معلمنا بولس: "إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات " عب 11: 19".قال السيد المسيح (أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومى فرأى وفرح) إن تصرف إبراهيم فى هذه الحادثة يعطينا فهما للذبيحة التى قدمها الله لخلاصنا، فإن خضوع إسحق وهو موضوع على المذبح ورقبته معرضة للسكين، يعطينا فكرة أعمق عن طاعة المسيح حتى الموت، وإعادة اسحق حيا كمن قام من الأموات بعد أن صار فى حكم المائت فى نظر والده ثلاثة أيام، يعطينا فكرة عن قيام المسيح من الأموات فى اليوم الثالث. لكن الحقيقة تفوق الرمز، فإن أسحق تألم وهو شاعر تماما بوجود أبيه معه، أما المسيح فقد تصاعدت من جنبه تلك الصرخات المدوية: " إلهى.. إلهى.. لماذا تركتنى"سبق أن أعطى الرب إبراهيم عدة مواعيد ولكن الآن فإنه لأول مرة يقسم " بذاتى أقسمت يقول الرب أنى من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك أبنك وحيدك أباركك مباركة، وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذى على شاطئ البحر، ويرث نسلك باب أعدائه، ويتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض، من أجل أنك سمعت لقولى ". تأملات فى تجربة ذبح إسحق:- الله يريد أن نكون له، ويريد أن يكون هو كل شئ فى حياتنا، ومن أجل ذلك يتبع معنا سياسة التجريد: جرد إبراهيم أولا من أهله ووطنه، ثم جرده من ابيه تارح، ثم جرده من لوط ومن سكناه معه، ثم جرده من هاجر وإبنها حتى لاتكون له محبة حسب الجسد، وبقى مع زوجته العجوز سارة وابنه وفلذة كبده اسحق الذى كان كل شهوة قلبه، وهنا فى هذه التجربة يريد الله أن يجرد إبراهيم من محبته (وتعلقه) بأسحق، وإذا جرده من هذه المحبة تبقى محبته لله وحده، وهذا يذكرنا بقول السيد المسيح " من أحب ابنا أو أبنة أكثر منى فلا يستحقنى "مت 10: 37 الله حينما يريد أن يمتحنا يضع يده على أعز شئ لقلوبنا، لذا قال لإبراهيم " خذ إبنك وحيدك الذى تحبه أسحق..". كان الامتحان شديدا لإبراهيم، لكن لكى تكون تزكية إيمانه، وهى أثمن من الذهب الفانى مع أنه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد (1 بط 1: 7)كانت التجربة إمتحانا مثلثا لإبراهيم، كانت إمتحانا لمحبته، وامتحانا لإيمانه، وإمتحانا لطاعته لله، وقد نجح فيها جميعا..وفى ذلك يقول بولس الرسول: " بإلأيمان قدم إبراهيم أسحق وهو مجرب، قدم الذى قبل المواعيد وحيده، الذى قيل له بأسحق يدعى لك نسل. إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات (عب 11: 17 – 19) بقدر ما كانت التجربة شديدة وصعبة، فإن الله لكى يبرهن على فضيلة إبراهيم زادها صعوبة، إذ لم يعلن عن مكان تقديم الذبيحة ولكن أكتفى بقوله " أرض المريا.."، بل أن المكان كان على مسيرة ثلاثة أيام ومع هذا " بكر إبراهيم صباحا " احتفظ إبراهيم بالأمر سرا أمام أهل بيته، حتى لا يحدث شيئا يعطل جديته فى طاعة الله العجيب فى الأمر هو طاعة أسحق الكاملة لأبيه.. فى ذلك كان إسحق رمزا للسيد المسيح. كان كشاة تساق إلى الذبح لم يفتح فاه " فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا فى الغابة بقرنيه ".. كان كبشا قويا نطاحا، ومربوطا بقرنيه، إشارة إلى قوة المسيح على الصليب الذى ربط لاهوته، ولم ينتقم من صالبيه حتى يتمم عملية الفداء للبشرية. موت سارة (تك 23):- عاشت سارة 127 سنة، وهى المرأة الوحيدة فى الكتاب المقدس التى ذكر عمرها.. ماتت سارة فى قرية أربع وهى حبرون، وتدعى أيضا ممرا – وحاليا مدينة الخليل، ودفنت فى حقل المكفيلة.. وهو نفس المكان الذى دفن فيه إبراهيم وأسحق ويعقوب، ورفقة وليئة، ويقال أن رفات يوسف نقلت إليها ومدينة الخليل على بعد عشرين ميلا جنوبى أورشليم، وفيها الحرم (مسجد الخليل) الذى يقال أنه قائم على مغارة المكفيلة، وكانت قبلا كنيسة مسيحية، وإلى الشمال منها على بعد ميلين موقع بلوطات ممرا من الناحية الرمزية نرى فى موت سارة، إسرائيل – الأمة التى جاء منها المسيح – تختفى لتفتح المجال للعروس، التى هى الكنيسة المسيحية يظهر أن إبراهيم كان متغيبا عن بيته عند وفاة سارة - ربما فى بئر سبع – ولكنه فى الحال " أتى ليندب سارة ويبكى عليها " وهذه أول مرة نسمع فيها عن بكاء إبراهيم، فإننا لا نقرأ عنه أنه بكى عندما عبر نهر الفرات، وطلق الأهل والأصحاب، أو عند أسر لوطا أبن أخيه، أو حتى عندما رأى أبنه أسحق سائرا معه للذبح!!!.كانت سارة شريكته فى الحياة، نحو سبعين أو ثمانين عاما. كانت هى التى تستطيع أن تواسيه إن تكلم عن تارح أو ناحور، أو ذكر حاران وأور الكلدانيين، كانت هى الباقية الوحيدة ممن تحملوا معه مشاق رحلته الخطيرة منذ ثلاثين عاما، وإذ ركع بجوارها انهالت عليه ذكريات الماضى بما فيه من تدابير وآمال، ومخاوف وأفراح، تذكرها كعروس هيفاء فى بدء حياتهم الزوجية، وكشريكة له فى كل رحلاته، وكأمرأة عاقر تضطهد هاجر، تذكرها وقد سباها كل من فرعون وأبيمالك، وتذكرها كأم حنون لأسحق، وكان كلما خطرت فى مخيلته إحدى هذه الذكريات انسابت الدموع من عينيه من جديد يظن البعض أن الدموع لا تتفق مع المسيحية، هذه التعاليم لا تتفق مع روح الأنجيل لأن الحزن محبة، وقد بكى يسوع، وبطرس بكى، وأهل أفسس بكوا لمجرد سماعهم بأنهم لن يروا وجه بولس ثانية، إن المسيح يقف بجانب كل حزين ليكفكف دموعه.وقام إبراهيم من أمام ميته وكلم بنى حث قائلا " انا غريب ونزيل عندكم ".. هذه كلمات خالدة، لم ينسها على الإطلاق نسله من بعده، فعندما تكلم الله لشعبه عن أرض الموعد، على لسان موسى، قال لهم " الأرض لا تباع بتة.. أنتم غرباء ونزلاء عندى " (لا 25: 23). وداود النبى يقول " استمع صلاتى يارب لا تسكت عن دموعى لأنى أنا غريب عندك نزيل مثل جميع آبائى " (مز 39: 12). وهكذا رسخت كلمات إبراهيم هذه فى أعماق جميع شعب الله فى كل الأجيال المتتابعة. زواج إسحق (تك 24):- طلب إبراهيم من عبده (كبير بيته) أن يذهب إلى أرام النهرين إلى مدينة ناحور، موطنه الأصلى، ليخطب لأبنه أسحق، وأستحلفه بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا يأخذ زوجة لأبنه إسحق من بنات الكنعانيين: - + يبدو أن المتبع فى تلك الأيام أن يتولى شخصا كبيرا فى الأسرة أجراءات الخطبة للعريس، وهو أمر مازال قائما فى بعض الأسر الريفية حتى الآن.وكان الشخص المرشح هو اليعازر الدمشقى (على ما يبدو) لأمانته، ولثقة إبراهيم فيه رفض إبراهيم أن يختار لأبنه من بنات الكنعانيين حتى لا يميل قلب إسحق لعباداتهم الوثنية، ويبتعد عن عبادة الله إله إبراهيم لم يشأ إبراهيم أن يذهب أسحق إلى مدينة ناحور حتى لا تستهويه الحياة الناعمة هناك ولا يرجع إلى الأرض التى وعد الله أن يعطيها لإبراهيم ونسله من بعده أما رفقة فهى بطلة الرواية فى هذا الفصل، مع إنها كانت إبنة رجل عظيم إلا أنها لم تعرف معنى البلادة فى حياتها، كانت رفقة تعرف كيف تطهى طعاما شهيا، كما تعرف أن ترعى الغنم وإذ وصل ذلك الرسول التقى إلى بئر المدينة نحو المساء " وقت خروج المستقيات " سأل من الرب القدير إله إبراهيم سيده أن يهبه تيسيرا لمهمته لأنه بذلك يصنع لطفا إلى سيده، وما أجمل أن نلاحظ البساطة التامة والثقة الكاملة اللتين تظهران فى صلاته، واللتين تؤكدان كيف انعكست أشعة التقوى والقداسة على حياة كل فرد فى بيت إبراهيم نتيجة التصاقه بالرب وقد استجاب الله لطلب ذلك العبد الأمين حتى أتم إجراءات الخطبة بنجاح وعاد ومعه رفقه الى بيت سيده إبراهيم. سنى إبراهيم الأخيرة (تك 25):- بعد موت سارة " عاد إبراهيم فأخذ زوجة أسمها قطورة "، وكان سنه 140 سنة، ولعله فعل ذلك لأنه وصل إلى هذه السن، ولم يصبح نسله كنجوم السماء كما وعده الله.. وولدت له قطورة ستة بنين.. وعلى نحو ما كان الحال مع هاجر، كذلك كان مع قطورة.. لم يكن بنوها الستة من الله، لأن الأمر لم يكن من الله.من أجل ذلك " أعطى إبراهيم إسحق كل ما كان له. وأما بنو السرارى اللواتى كن لإبراهيم فأعطاهم إبراهيم عطايا وصرفهم عن إسحق إبنه شرقا إلى أرض المشرق وهو بعد حى "، كان اسحق إبن الموعد، لذا أعطاه إبراهيم كل أمواله ليكون وارثه الوحيد!!!! وفى سن المائة خمسة وسبعين " أسلم إبراهيم روحه ومات بشيبة صالحة شيخا وشبعان أياما وأنضم إلى قومه " (تك 25: 7، 8). هناك بعض التأملات.. قطورة الزوجة الثالثة والأخيرة لإبراهيم، إنما تشير إلى الأمة التى تتسلط على الناس فى آخر الزمان من نسل إبراهيم أيضا.. وكما لم يظهر لهذه المراة ملا ك من الله ولا رسالة ولا ذكر ولا عناية مثل امرأتى إبراهيم الأ ولتين(هاجر وسارة) المشبهتين بالشريعتين القديمة والجديدة. فكذلك هذه الأمة الأخيرة ليس لها شريعة من الله ولا ناموس ولا ذكر، بل ملك دنيوى وتسلط أرضى حينما أعطى إبراهيم لإسحق كل ما كان له، إنما تصرف بعدل، وساوى بين هاجر وقطورة، ودعا الأثنتين جاريتين، فطرد أبنائهما عن إسحق.. لماذا؟ هذه الأمة الأخيرة التى تشبه قطورة تصبح نظير أمة اليهود (هاجر)، وتكون الاثنتان متساويتين فى البعد والتنحى عن الميراث الحقيقى الذى للمسيح بن إسحق بن إبراهيم الوارث كوعد الله وكون إبراهيم يعطى إسحق كل ما كان له، له معنى بعيد وعميق، فهو يشمل كل شئ، ولا يقتصر على الأمور المادية.. أما الآخرون فصرفهم بعطايا مادية، هذا هو عين مايفعله الله مع أهل العالم، أما أولاده فيتعامل معهم على أساس آخر. القمص تادرس يعقوب ملطى
المزيد
25 أكتوبر 2019

دستور الخدمة ومبادئها السبع و أجنحة الحياة الروحية

أقرأ اليكم الأصحاح الرابع من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 1- من اجل ذلك اذ لنا هذه الخدمة كما رحمنا لا نفشل.2- بل قد رفضنا خفايا الخزي غير سالكين في مكر و لا غاشين كلمة الله بل باظهار الحق مادحين انفسنا لدى ضمير كل انسان قدام الله.3- و لكن ان كان انجيلنا مكتوما فانما هو مكتوم في الهالكين.4- الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله.5- فاننا لسنا نكرز بانفسنا بل بالمسيح يسوع ربا و لكن بانفسنا عبيدا لكم من اجل يسوع. 6- لان الله الذي قال ان يشرق نور من ظلمة هو الذي اشرق في قلوبنا لانارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح. 7- و لكن لنا هذا الكنز في اوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا. 8- مكتئبين في كل شيء لكن غير متضايقين متحيرين لكن غير يائسين. 9- مضطهدين لكن غير متروكين مطروحين لكن غير هالكين. 10- حاملين في الجسد كل حين اماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع ايضا في جسدنا. 11- لاننا نحن الاحياء نسلم دائما للموت من اجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع ايضا في جسدنا المائت. 12- اذا الموت يعمل فينا و لكن الحياة فيكم.13- فاذ لنا روح الايمان عينه حسب المكتوب امنت لذلك تكلمت نحن ايضا نؤمن و لذلك نتكلم ايضا. 14- عالمين ان الذي اقام الرب يسوع سيقيمنا نحن ايضا بيسوع و يحضرنا معكم. 15- لان جميع الاشياء هي من اجلكم لكي تكون النعمة و هي قد كثرت بالاكثرين تزيد الشكر لمجد الله. 16- لذلك لا نفشل بل و ان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما. 17- لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا. 18- و نحن غير ناظرين الى الاشياء التي ترى بل الى التي لا ترى لان التي ترى وقتية و اما التي لا ترى فابدية نعمة الله الأب تكون مع جميعًا أمين .هذا الإصحاح نسمية دستور الخدمة هو اللي بيرسم قدامنا صورة الخدمة وهختار عناوين رئيسية اولًا : دستور الخدمة السبع مباديء فى خدمتنا كخدام وثانيًا: أجنحة الحياة الروحية . اولًا : دستور الخدمة المكون من سبع مباديء المبدأ الأول: خدمة لانفشل “مِنْ أَجْلِ ذلِكَ، إِذْ لَنَا هذِهِ الْخِدْمَةُ كَمَا رُحِمْنَا لاَ نَفْشَلُ” الخادم الذي يعيش مع المسيح عمره مايفشل أبدًا ولا يعرف روح الفشل ولا يعرف أن يقول مفيش فائدة بل دائمًا عارف ان فيه فائدة ودى اللى عبر عليه بولس الرسول”آية (في 4: 13): أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي) ،انا لوحدي معرفش أعمل حاجة أول مبدأ أن لا أفشل والخادم ميعرفش روح الفشل مثل ما قرأت فى أيه 16″الِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا”. + المبدأ الثاني :احترس من خطية الإنجيل المكتوم خطية الإنجيل المكتوم انت بتكون بتقرأ الإنجيل لكنه مكتوم بداخلك مش بيطلع من جواك لكنه لا يظهر قدامك ولا قراراتك ولا فى أفعالك مش شغاله لبد أن تكون كلمة الله حية وفعالة واحد بيعرف الإنجيل ،وأنت بتتكلم وبتخدم فى الخدمة لازم تشوف الإنجيل واضح وان ميبقاش فصل خدمة الا لما بيكون فيه الإنجيل موجود لازم نعلم ازاى الإنجيل يبقى حاضر فيك ولازم أكون محضر ودائمًا يضع الإنجيل فى فصل الخدمة مثل وجود الإنجيل الورقى يعني أنا دائمًا بكون محضر ولكن بأخذ معايا الإنجيل الورقي وأتعمد الفراءه منه ” سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 3) طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ ) أحترس من خطية الإنجيل المكتوم إنجيلك لازم يكون حاضروفعال ” 3 وَلكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُومًا، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ”. + المبدأ الثالث : لسنا نكرز بأنفسنا أيه 5 “فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَلكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ” لسنا نكرز بأنفسنا احنا كخدام وخادمات واحنا فى الكرمة وموجودين فى ملكية الله واحنا موجودين فى الكنيسة ونربي أولادنا أكثر خطية بتتعب الكنيسة والزمن اسمة الذات وفى مثل شعبي في مصر بيقول ” يا فيها يا اخفيها ” يعنى كلمتي اللى تمشي يامينفعش هذه الخطية تطيح بكل الجهود احترس أيها الخادم والخادمة لسنا تفضلًا من الله انه خلانى موجود فى الكنيسة لسنا نكرز بأنفسنا والصياغة صياغة جماعية وأحيانًا كنيسة تقول أحنا أحسن من الكنيسة الثانية ونحن لسنا نكرز بأنفسنا احترس من خطية ألانا لأن ده المؤهل الاول المطلوب مؤهلك الاول فى الخدمة هي “إنكار الذات” حقيقة نحن لسنا نكرز بأنفسنا بل بالمسيح يسوع ربنا هو أنا ايه يعني أنا عايز المسيح والسماء فقط . + المبدأ الرابع : لنا هذا الكنز أيه 7″وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا” ، أحنا أبسط خبطة تكسرنا لكن فى كنز اللى هو كنز الخدمة وكنز معرفة المسيح لنا ذا الكنز ليكون فضل القوة لله لا منا احكيلكم حكاية كان مرة واحد بيشتغل حاجب فى محكمة 5 وأجره كان 5 جنيه وبنته سألته انت بتقبض كام فى الشهر؟ فالأب أحتار فقالها أنا والقاضي بنقبض 100 جنية ، وهكذا أنا لوحدى بساوي ال5 جنية لكن انا وربنا حاجة كبيرة ليكون فضل القوة لله لا للناس لنا هذا الكنز وزمان كان عندنا فى الخدمة لما نقسم الفصول بيبدأوا من سنة 2 أبتدائي ويخلوا أخر فصل سنة أولى ابتدائى ويدوها للخادم المثالي الشاطر لأن أولي أبتدائي بداية التأسيس فهذه المهمة لا توكل الا للخادم الناجح . + المبدأ الخامس : لنا روح الإيمان اية 13 فَإِذْ لَنَا رُوحُ الإِيمَانِ عَيْنُهُ، حَسَبَ الْمَكْتُوب: “آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ” نَحْنُ أَيْضًا نُؤْمِنُ وَلِذلِكَ نَتَكَلَّمُ أَيْضًا، هو يعنى أيه إيمان ” يعني الله حاضر أنا اشعر بحضور الله وموجود النهاردة الله عامل بيشتغل كل الوقت ، وفعال معى كل الوقت” وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ. آمِينَ.” لنا روح الإيمان أنا متأكد ان كنيستكم بنيت بالإيمان لدرجة مرة فكرت اعمل كتاب اسمه حكايات الكنائس ولنا روح الإيمان العامل انت بتربى أولادك بأي طريقة انت مش بتتعلم انت لسة بتتشكل يمكن لا نتذكر اللى خدمونا علمونا ايه لكن فاكرين شكلهم وطريقتهم وفى الخدمة لنا روح الايمان مش هي مش كلية هتخرجنا وتعطيني شهادة الإيمان ، يمكن فى الزحمة مش شايف غيرة فى بيتى ودراستى روح الإيمان فقط والقديس يوحنا ذهبي الفم بيقول “الله عندما يعطيك أو لا يعطيك انما يفعل هذا لخيرك “روح الايمان وكنيستنا بالروح اللي فيها والتاريخ قوية وممتدة ومن سنتين نتذكر شهداء ليبا الذين رضعوا روح الإيمان وعندما تعرضوا لموقف ظهرت حلواتهم وايمانهم الشديد الذى لايتزعزع. + المبدأ السادس :الداخل يتجدد بأستمرار اية 16 ” لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا”، اى خادم فيكم لازم يتعب هو أنا مهما تعبت هيجي أيه فى تعب المسيح علشاني أذا كان الخارج يفني فالداخل يتممد الخادم لا يعرف الشيخوخة وبعدين الخادم جواه أقصى سن يوصله هو سن ال33 عمق الشباب سن ربنا يسوع المسيح للجسد على الأرض ميعرفش الشيخوخة تكبر يبقى عندك 60 و100 سنة لكن تفتخر وتقول عمرى 20 سنة اسمع بأستمتاع الأية ” وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا ” فالداخل فى القلب اللى جوه يتجدد يومًا فيوم وده جمال خدمتنا اوعى تعجز و تشيخ أوعي أفكارك تبقى قديمة مسيحك اللى جواك يجددك مثل النسر بيتجدد فترة بفترة بيبقى شباب ع طول والشباب الروحى فى حياة الخادم أوعى تكون شخص قديم فى خدمتك مفيش ابداع ويوجد مرضين يصيبونا الفقر فى الأبداع والمرض الثانى الإصرار فى التكرار وانتم مجتمعكم هنا كل لحظة فى جديد وعندما يكون الداخل متجدد تجد كل شوية فى أفكار وتقابلوا أفكار جديدة مع بعض ، ويجدد داخلك وجدد خدمتك وده المبدأ السادس الداخل يتجدد. المبدأ السابع ناظرين الى الابدية:- ايه 17 ” لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا “ ناظرين للأبدية كنسيتنا فيها تقليد حلو أننا دائمًا ناظرين للشرق وأيها الجلوس قفوا وكل هذا علشان تقولنا بأستمرار اننا ننتظر مجيء المسيح وأولادك وهما صغيرين بتبصلهم انهم فى المستقبل سيكون لهم دور ولكن الأهم يكون لهم نصيب فى السماء ناظرين للأبدية ” أنا ذاهب لأعد لكم مكانًا يعطيك الحياة “أحفظ هذا المكان. هذه المباديء السبعة ضعها أمامك كدستور لخدمتك : 1- خدمة لانفشل 2- احترس من خطية لإنجيل المكتوم 3- لسنا نكرز بأنفسنا 4- لنا هذا الكنز 5- لنا روح الايمان 6- الداخل يتجدد باستمرار 7- ناظرين الى الأبدية وعندما تخدموا أولادنا اللى بنخدمهم يجب أن نضع بداخلهم و فى ذهنهم وقلبهم ” أجنحة الحياة الروحية لأنها هى التى بتنشأ أولادنا بها الصلاة الانجيل الاسرار الصلوات لها اشكالها الكثيرة الانجيل العهد القديم والجديد والاعتراف . أولًا: الخطية:- الخطية سلوك سيئ يغضب الله ولكن الخطية تأتى من خلال الفكرة تأخذ حوار والحوار تأخذ نتيجته أنا بقبل الخطية فكرة ثم حوار ثم القبول قبول الفكرة الخاطئة . ثانيًا: المسار الروحي:- علشان الواحد يعيش حياة روحية بيحتاج التغصب بمعنى عندما تكون أرادتى حاضرة وأغصب نفسي على عمل شيئ ثم أتعود ثم التمتع مع الحياة مع ربنا وأحيانًا يشبهها تشبيه لطيف يقولك الحياة مع ربنا تبدأ أن الواحد يأخذ دواء غصب عنه لازم ياخذه والخطوة الثانية يأكل البقوليات و البروتين والثالثة زى لفاكهة الاول دوا فيه أضطرار ثم التعود علشان كدة تلاقى الانسان ممكن يتعود على أي حاجة فى 40 يوم وهذا الرقك ذكر كثيرًا فى أصوامنا 40 يوم يقدر يتعود بقيت عادة وصوم الميلاد 40 يوم وأضيف له الثلاثة أيام بتوع نقل جبل المقطم والصوم الكبير 40 يوم ولكن أضيف له قبله أسبوع الأستعداد وأضيف بعده الالام ولو جيت فى اليوم ال 27 وكسلت أعمل أيه أرجع تأني أبدأ من الأول فتنشأ عادة في الإنسان المسار عبارة عن تغصب وتعود وتمتع مثل الفاكهة . ثالثًا : عمل كل يوم “التوبة اليومية “:- يجب أن تتعلم التوبة اليومية أوالنقاوة يعنى أن تنظف قلبك ثم التلمذة لازم أعلم ولادى أنه يأخذ حاجة ويتعلم حاجة بروح التلمذة الأباء يسموها فن الخضوع وفى الدير يعلموها لنا اكثر وفن الأتضاع وكل اللي بوصله من قاكة روحية يجعلنى أتضع أكثر ودائمًا الاتضاع حارس النعمة . خامسًا : لا يوجد خلاص خارج الكنيسة:- لا يوجد خلاص خارج الكنيسة كل شيئ يمكن أن نجدة خارج الكنيسة الأ الخلاص وكلكم فاكرين الترنيمة الجميلة “كنيستي هى بيتي هي أمي هي سر فرح حياتى ” هي بيتي لأن فيها سر الكهنوت و سر الابوة وسر مسحة المرضي للشفاء وهي أمي أسرتى ولدت فيها فنجد بها سر المعمودية وسرالزيجة ” وسر فرح حياتي “لأن فيها سر التوبة وسر الإعتراف ” لما بتوب وأعترف برتاح والمسيح يفرح ويملئنى فرحًا هى بيتى هى امى حلاوة الترنيمة دى وأرثوذكسيتها الرائعة وهذه الترنيمة بتقولنا ” لا خلاص خارج الكنيسة” سادسًا: العدو:- العدو اللى بيقف قصاد الانسان هم ثلاثة العالم المغري والشيطان اللى بيضحك علينا والذات وهو العدو المقيم معنا أحترس منهم فمغريات العالم كثيرة والشيطان دائمًا يصور لنا أشياء ويبررها لفعل الخطية ثم أحترس من ذاتك لأنها أساس كل الشرور وهذه خطوط عريضة ولكن وأنت بتتكلم وأنت بتحكي خد بالك من هذا العدو . سابعًا: الهدف النهائي “الملكوت”:- آية (مت 16: 26): لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ، وهذه الاساسيات حطوها فى التعليم وانت فى مدارس الاحد ضع كل هذه التعاليم أجنحة الحياة الروحية (الخطية ،المسار الروحي ،عمل كل يوم، لاخلاص خارج الكنيسة ،العدو ،الهدف النهائي). ربنا يحافظ عليكم ويبارك فى خدمتكم وعليكم مسؤولية كبيرة وانتم بتخدموا كل جيل وأزاى كل جيل يكون أمين ويسلم الجيل اللى بعده ربنا يحافظ عليكم ويحافظ على خدمتكة وخدمة الأباء الأحباء الأساقفة والكهنة لألهنا كل المجد من الان والي الأبد امين “ كلمة قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
24 أكتوبر 2019

التناقض المزعوم بين الأسفار وبين سفر التكوين ح4

7- وبين اصحاح 1 : 31 " و راى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا و كان مساء و كان صباح يوما سادسا" وص 6 : 6 "فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض و تاسف في قلبه".ففى الاول ان الله راى كل ما عمله فاذا هو حسن الثانى قيل فحزن الرب انه عمل الانسان فى الارض فنجيب لا صحه لتناقض بين قولين يحتمل ان يكون احداهما ينص عن الموضوع من جهه بينما الاخر ينص عنه من جهه اخرى. فذلك قال اولا انه سر بالنسبه لما كانت عليه الحال وقت السرور ثم حزن بعد ذلك من جهه اخرى لان الانسان سلك سبيل الشر، فهو سر من جهه وحزن من جهه اخرى هذا ولا ينبغى ان يؤخذ قوله (فحزن الرب انه عمل الانسان) على الفكر بانها تدل على ان الله كما لو لم يكن عالما بما سيحدث من الانسان فحزن لما راى منه ما راى. مع انه يصح اعتبار هذه الايه داله على ان الله تنازل ليبدى فى الازمان ما انطوت عليه الوهيته منذ الازل من النفور التام ممن يرتكبون الاثام وياتون الفجور. 8- وبين اصحاح 2 : 2 " و فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل".واش 40 : 28 "اما عرفت ام لم تسمع اله الدهر الرب خالق اطراف الارض لا يكل و لا يعيا ليس عن فهمه فحص" ففى الاول ان الله (استراح) وفى الثانى انه لا يكل ولا يعيا. فنجيب ان لفظ (استراح) مجاز بمعنى كف عن العمل وانتهى منه، لا انه سبحانه وتعالى تعب فاستراح لانه (قال فكان وامر فصار). 9- وبين اصحاح 4 : 15 " فقال له الرب لذلك كل من قتل قايين فسبعة اضعاف ينتقم منه و جعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده".وص 9 : 6 "سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه لان الله على صورته عمل الانسان".فى الاول يقال عن لقايين (وجعل الرب لقايين علامه لكلى لا يقتله كل من وجده) وفى الثانى يقول (سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه) فنجيب ان شريعه العقاب على القتل لم تقرر كقانون للهيئه الاجتماعيه الا بعد الطوفان. وكل حكومه نظاميه لا تسن قانونا الا اذا وجد من خالفه غير انه لا يتحتم عليها ان تنفذه فى اول واحد يخالف ذلك القانون لانه لم يعرف قبل صدور القانون ان ما عمله كان خطا، فقايين لم يكن يعرف ان القتل جريمه ولكنه بعد ان قتل اخاه استيقظ ضميره وخاف ان يقتله احد، فاصدر الرب شريعه القتل لكى لا يخاف قايين، ولم يكن يعرف الشريعه ولا يصح ان ينفذ فيه القضاء لانه اول من خالفه. 10- وبين اصحاح 5 : 24 " و سار اخنوخ مع الله و لم يوجد لان الله اخذه".و2 مل 2 : 11" و فيما هما يسيران و يتكلمان اذا مركبة من نار و خيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء".وبين يو 3 : 13 ” و ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء".ففى الاول ان اخنوخ وايليا صعداالىالسماء بجسديهما، والثانى يقول (وليس احد صعد السماء الا الذى نزل من السماء) اى المسيح. فنجيب ان معنى ذلك لا ينبغى ان يؤخذ حرفيا لان المخلص يتكلم باعتباره سموه عن غيره، فاخنوخ وايليا صعدالىالسماء وهما يجهلان اسراراها اما المسيح فهو الوحيد الذى صعد اليها وهو عالم بها لانه هو مبدعها. واخنوخ وايليا لم يظهرا فى السماء بسلطان المسيح ومقامه وعمله فهو دون سواه الذى استرضى الاب وفتح طريق الفداء وقرب الخاطىء واعد المنازل السماويه للارضيين الذين نزل اليهم وقادهمالىتلك الامجاد. المتنيح القس منسى يوحنا عن كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
المزيد
23 أكتوبر 2019

مفهوم الراحة والتعب

أنواع من الراحة موضوع الراحة ورد فى أول الكتاب المقدس ، فى قصة الخليقة ، حيث قيل ( وبارك الله اليوم السابع وقدسه ، لأنه فيه استراح من جميع عمله الذى عمل الله خالقا ) ( تك 2 : 12 ) إنها الراحة الخاصة بإتمام العمل أو إكمال العمل إن كل شخص يكمل عمله ، يشعر براحة والرب الإله استراح فى اليوم السابع من عمله خالقا واستراح فى يوم الأحد يوم القيامة ، لإتمامه عمله فى الخلاص ، وفى تخليص الناس من الخطية والموت وتوجد راحة أخرى ينتظرها العالم ، وهى الراحة الأبدية هذه التى سوف لا يكون بعدها تعب ولا مرض ولا شقاء إلى الأبد وكل الأسباب التى كانت تدعو إلى التعب تزول أيضا وهناك راحة أخرى تسبقها ، وهى راحة الإنسان بعد الموت حيث يستريح الإنسان من تعب هذا العالم ويستريح من شغب الجسد وثقله ومن الجو الشرير الموجود فى البيئة والمجتمع 0 وكما يقول الكتاب (لكى يستريحوا من أتعابهم ، وأعمالهم تتبعهم ) ( رؤ 14 : 13 ) لذلك عندما يموت إنسان ، نقول إنه تنيح ، أى استراح 0 هناك أنواع أخرى من الراحة ، أثناء حياتنا على الأرض فالتعب بلا شك له أنواع ، والراحة لها أنواع فهناك راحة للجسد ، وراحة للفكر ، وراحة للنفس ، وراحة للقلب وللشعور 0 وأيضا هناك راحة الضمير 0 وتوجد راحة نفسية ، وراحة روحية 0 ونود أن نتكلم عن كل هذه بالتفصيل 0 ولنبدأ براحة الجسد 0 راحة الجسد:- إن الله نفسه أراد للجسد أن يستريح هو الذى خلق الجسد ، ويعرف أن طبيعته تحتاج إلى راحة لذلك منحه اليوم السابع من الأسبوع لكى يستريح فيه عملا من الأعمال لا يعمل فيه وقال عن راحة السبت ( السبت إنما جعل لأجل الإنسان ، وليس الإنسان لأجل السبت ) ( مر 2 : 27 ) وكذلك مواسم الرب وأعياده ، قال عنها ( عملا ما تعملوا ) ( لا 23 : 3 ، 7 ) إذن لابد أن نعطى الجسد ما يحتاج إليه من راحة راحة الجسد ليست خطية ، إنما هى وصية إلهية بحيث يتصرف الإنسان بعقل 0 لا يرهق الجسد بحيث يتعب فوق الطاقة 0 ولا يريحه أزيد مما يحتاج بحيث يصل إلى الكسل أو الخمول 0 أتذكر أن أحد أساتذة الطب فى لندن قال لى ( أنا لا أستطيع أن أمنعك عن ال Hard Workفطبيعة مسئوليتك تستدعى ذلك 0 ولكنى أمنعك عن ال Over Work ويقصد بهذا أن العمل الذى يعمله الإنسان بعد أن يصل إلى الإرهاق فيجب حينئذ أن يقف ولا يستمر 0 وإن استمر بعد الإرهاق أو الإعياء ، يكون هذا Over Work 0 كما قال لى أيضا البروفسور إن العمل الذى تعمله بفرح ورضى ، لا يؤذى قلبك 0 أما العمل الذى تعمله وأنت متضايق ومتبرم ، فهو الذى يتعب صحتك 0 فالعمل بلذة لا يرهق إذن هناك علاقة بين راحة النفس وراحة الجسد لو كانت النفس مستريحة ، تستطيع أن تحمل الجسد 0 ولو تعبت النفس ، لا يحتمل الجسد أقل مجهود 0 وفى راحة الجسد ، يقول بعض العلماء ، لا تترك الجسد يعمل مدة طويلة بلا راحة ، إنما وسط العمل الطويل أعطه فترات راحة ولو دقائق 0 وهذه يسمونها بالإنجليزية Break أى تكسر حدة العمل الطويل ، بشئ من الراحة الجسد أيضا يتعبه المرض ، ويجعله فى حالة عدم احتمال وكثيرا ما يكون المريض فى حاجة إلى راحة كاملة 0 يتعبه الكلام إذا هو تحدث ويتعبه الإصغاء إلى كلام كثير 0 ويتعبه الصوت ، والحركة 0 ويتعبه التفكير ، والإلحاح من غيره لذلك فإن غالبية المستشفيات تمنع زيارة المرضى إلا فى مواعيد محدودة 0 فلا تظنوا أنكم تريحون المريض زيارته أو كثرة الحديث معه !! وراحة الجسد غير الكسل الكسل معناه أن الإنسان لديه قدرة على العمل ، ولا يرغب فى ذلك 0 والكسل له نتائج كثيرة سيئة ، سواء فى عدم قيام الشخص بمسئولياته 0 أو من الناحية الصحية قد يصل إلى الوخم أو البلادة 0 ويفقد الجسد نشاطه الطبيعى الذى يلزمه 0 كما يؤدى به هذا إلى السمنة والترهل والمعروف أن الجو الحار المشبع بالرطوبة يساعد على الكسل ، بينما الجو البارد يساعد على النشاط والحركة 0 والحركة تولد فيه حرارة ولذلك فإن الذين يحالون إلى المعاش ، ويقضون بقية حياتهم فى المقهى أو البيت أو النادى ، يصيبهم الخمول 0 بينما الذين يستمرون فى العمل والنشاط ، تقوى صحتهم وبالمثل السيدات اللائى يعملن ويتحركن ، غير اللائى يجلسن فى البيت بلا عمل ويتارهلن ونحن لا نقصد براحة الجسد ، راحة مطلقة فالجسد قد يكون فى عمق النوم ، ومع ذلك يكون قلبه يعمل فى انتظام ، كذلك جهازه التفسى ، وكذلك المخ ، وباقى أجهزة الجسد المتعددة 0 كلها تعمل أثناء نومه ، وأثناء راحته 0 وتعمل بكل ٍانتظام ، ولكن فى هدوء ، وبغير إرهاق 0 فتعب القلب هو فى إرهاقه ، وليس فى توقفه عن العمل وكذلك المخ لذلك ليست الراحة معناها عدم العمل إطلاقا 0 ربما معناها أحيانا تغيير نوع العمل 0 وكما يسمون الراحة بالفرنسية Recreation ( أى خلق آخر ) فينتقل العقل من صنع فكر إلى صنع آخر لأنه مما يرهق العقل التركيز على فكر واحد فإن تعب الإنسان من هذا التركيز ، ينتقل إلى فكر آخر 0 والعقل دائم التفكير 0 ولكنه قد يتعب من التفكير العميق إذا استمر فى موضوع واحد مدة طويلة 0 فيحتاج أن يترك هذا الموضوع إلى حين ثم يعود إليه بعد أن يجدد نشاطه وأحيانا ترتبط الراحة مع التعب ( بتعقل ) . فالإنسان ليستكمل صحته ، قد يحتاج إلى تداريب رياضية ، يحرك فيها جسده 0 والعض قد يلجأ إلى المشى أو الجرى 0 وقد يتعب ويحتمل التعب لفائدته الصحية 0 ونقول التعب وليس الإرهاق 0 وهذا ما يحدث أيضا فى تمرينات العلاج الطبيعى 0 التعب بين النفس والروح:- هناك مريض إن قيل له إن حالته خطيرة ، قد تتعب نفسه ، ولكنه يستعد لأبديته فتستريح روحه 0 بينما لو خدعوه وصورا له الأمر بسيطا لراحة نفسه وشغلوه بمسليات عالمية ، لا يهتم بروحه وأبديته ، ويهلك !مثال آخر هو مجاملة إنسان خاطئ بأنه على حق فى تصرفه ، تريح بهذا نفسه وتهلك روحه ، فلا يلوم نفسه ولا يتوب 0 وبنفس الوضع النفاق فى معاملة الرؤساء وأيضا تدليل الأطفال 0 وهنا نضع قاعدة روحية هامة إن لم تستطع تبكيت الخطية ، فلا تبررها فإنك بتبريرك تصرفات المخطئين ، تشترك معهم فى المسئولية إيزابل ساعدت آخاب فى ظلم نابوت اليزرعيلى وأخذ حقله 0 فأراحت زوجها نفسيا ، ولكنها اتعبته روحيا ، واشتركت معه فى العقوبة ( 1مل 21 ) إن من يكذب ليخرج من مأزق ، يريح نفسه ويتعب روحه وبالمثل من يلجأ إلى خدعة توصله إلى غرضه كذلك من لا يحاسب نفسه ويلومها على خطاياها بل ويعاقبها أيضا ، هذا يريح نفسه ، ولكنه يهلك روحه وأسوأ من هذا الذى يحاول أن يبرر نفسه ليستريح 00 إنها راحة زائفة خاطئة !! ومن الأخطاء فى الراحة أيضا : أن شخصا يبنى راحته على تعب الآخرين وتكون ، هذه الراحة لونا من الأنانية ومحبة الذات ، وعدم محبة الآخرين 0 إنه يريح نفسه ، ويتعب روحه بالأخطاء 0 التعب الداخلى:- هناك أشخاص لا يوجد سبب خارجى يتعبهم ، وإنما تعبهم من الداخل 0 مما فى قلوبهم من الاضطراب والقلق والشك والخوف والتشاؤم 0 فكل شئ من الخارج يتعبهم بدون سبب هؤلاء يتعبون أنفسهم ، دون أن يتعبهم أحد 0 راحة الضمير:- قد يقبل الإنسان تعب جسده من أجل راحة ضميره ، أو راحة روحه كالشهداء مثلا والمعترفين ، الذين تحملوا عذابات كثيرة احتملها الجسد ، من أجل راحة ضمائرهم بالثبات فى الإيمان 0 مثال آخر ما احتمله القديس يوحنا المعمدان من سجن 0 وأخيرا قطع رأسه ، لكى يشهد للحق ، ويقول للملك المخطئ ( لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك ) مر 6 : 18 ) ومثال آخر ما احتمله القديس أثناسيوس الرسولى من نفى وتشريد ومن أجل الدفاع عن الإيمان ضد الأريوسيين 0 كذلك ما أحتمله يوسف الصديق من سجن فى سبيل راحة ضميره العفيف ، وقوله ( كيف أفعل هذا الشر العظيم ، واخطئ إلى الله ) ( تك 38 : 9 ) كذلك ما يحمله الرعاة من تعب فى الجسد لكى يريحوا الشعب من جهة ، ولكى تستريح ضمائرهم من جهة أدائهم لواجبهم الرعوى وينطبق على هذا أيضا كل من يسلك فى أسلوب البذل والعطاء والأمانة فى العمل يتعب جسديا ، لكى يستريح ضميره ، وتستريح روحه فى أداء الواجب إنه لا يبحث عن راحته الشخصية ، إنما عن راحة غيره أيضا طالب العلم الذى يتعب ، فيريح ضميره من جهة مستقبله 0 ويكون مبتهجا بتعبه ، لأنه أراح نفسه 0 وبنفس الوضع كل الذين يجاهدون ، فى تعب وكد ، من أجل هدف كبير يسعون إليه وكما قال الشاعر إذا كانت النفوس كبارا تعبت فى مرادها الأجساد حتى فى الجهاد الروحى أيضا لابد أن يتعب الإنسان ، ويجاهد الجهاد الحسن ، ليريح ضميره الروحى ، ولكى تستريح روحه فى الله – وقد قال الرسول موبخا ( لم تقاوموا بعد حتى الدم ، مجاهدين ضد الخطية ) ( عب 12 : 4 ) وهناك من يتعب جسده ، وفى نفس الوقت يتعب روحه فلا هو أدرك سماء ، ولا أرضا كالذى يتعب أعصابه بالغضب ، ويتعب صحته بالتدخين وبالخطايا الشبابية وبينما الإنسان الروحى يتعب من أجل البر ، يتعب الخاطئ تعبا باطلا ومن هذا التعب الباطل ، تعب الشياطين فى إغراء البشر 0 فى الخدمة:- الخادم يتعب ، فيريح ضميره ، ويريح غيره 0 وكما قال الرسول ( كل واحد سينال أجرته بحسب تعبه ) ( 1كو 3 : 8 ) وهكذا تعب القديس بولس فى الخدمة ، لبناء الملكوت وخلاص أرواح الناس والخادم الذى يتعب جسديا لأجل الخدمة ، لن يستريح روحيا ، ولا تستريح الخدمة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عن كتاب عشرة مفاهيم
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل