المقالات

07 يناير 2024

كن ولوداو مثمرا

عندما نحتفل بميلاد السيد المسيح فأننا نحتفل بحدث كونى له جوانبه المتعددة سواء كتابيا أو تاريخيا أو جغرافيا أو نبويا أو روحيا أو إنسانيا ... إلخ ولكن المهم أن نعرف أن السيد المسيح هو الذى اختار ظروف ميلاده بعكس أي إنسان في العالم، لأن كل منا ولد من عائلة لم يخترها وفى بلد لم يختره وفي زمن لم يختره وفي ظروف اجتماعية أو ثقافية أو سياسية لم يخترها، لقد كان بإمكان السيد المسيح أن يولد في بلد الفلسفة مثل أثينا أو بلاد السلطة مثل روما، ولكنه اختار فلسطين حيث قرية بسيطة وأناس بسطاء وبيت فقير، كما أنه اختار فتاة فقيرة ليولد منها.وكان وقت ميلاده متزامنا مع حدث الاكتتاب الإحصاء، الذي أصدره أغسطس قيصر لكل الإمبراطورية الرومانية (لوقا ٢-١) وهو بذلك أخذ رقم مواطن أرضى حيث كثيرا ما قال عن نفسه، إنه ابن الإنسان. وفي ذات السياق نجد أن السيد المسيح يحمل اسمين لكل منهما دالته القوية فى حياة كل من يؤمن به الاسم الأول يسوع ويعني مخلصا (متی ۱: ۲۱) وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم. إنه اسم يشير إلى بداية الخلاص من آثار خطية آدم وحواء، أما الاسم الثانى فهو « عمانوئيل (متی ۲۲:۱) هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا، وهذا هو غنى ميلاد وتجسد السيد المسيح، إذ صار حبا فينا نحن البشر يسكن فينا ومعنا في محبة فائقة المعرفة ولكل ما سبق صار حدث الميلاد حدثا غنيا بكل تفاصيله وأحداثه من اللافت للنظر أنه حدث مثمر بمعنى أن كل شخصياته قدمت شيئًا أو على الأدق ولدت ثمرا مفرحا فالقديسة مريم العذراء ولدت السيد المسيح وقد اختارها بحسب تعبير الملاك لأنها الممتلئة نعمة (لو ۱ : ۲۸) ثم جاءت قرية بيت لحم المغمورة وغير المعروفة والصغرى بين جيرانها فقدمت مذودا بسيطا للحيوانات ليكون مكان السيد المسيح ويصير الأشهر عالميا، وكثيرا ما نجد فى أيقونات الميلاد صورة المذود به حيوانات أهمها الثور والحمار كما تقول النبوة في (إشعيا ٣:١٠) الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف شعبي لا يفهم، ثم يأتى الرعاة الذين كانوا في البادية يرعون قطعانهم فيقدموا شغفا وفرحا إذ صاروا أول من علم بميلاد المسيح، ومن بلاد بعيدة يأتى المجوس، هؤلاء الحكماء والعلماء والذين تتبعوا نجما في المشرق حتى وصلوا إلى بيت لحم وقدموا هداياهم ذهبا ولبانا ومرا (مت۱۱:۲) حتى الملائكة فى السماء قدموا تسابيح الفرح والبهجة وأنشودتهم الخالدة المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة كل هؤلاء قدموا شيئًا وأثمروا بحياتهم وبعطاياهم على تنوع ما قدموه. والسؤال الآن عزيز القارئ هل أنت ولود في حياتك؟ هل أنت مثمر في أيام عمرك ماذا قدمت في ماضيك؟ وماذا تقدم في حاضرك؟ وماذا ستقدم في مستقبلك؟ سوف أجيب على هذه التساؤلات واستعرض معك كيف تكون ولودا ومثمرًا وحياتك غنية ما تقدمه من خلال أمثلة ونماذج: ١- البعض يلد أبناء وبنات على مستوى الجسد من خلال الزواج المقدس ومن خلال التربية الحكيمة ينشأ أفراد نافعون جدا، فيصير الإنسان مواطنا صالحًا بكل ما تعنيه هذه الكلمة. ومفيدا في المجتمع والكنيسة والعالم كله.فالأب والأم في الأسرة القوية والمستقرة والسعيدة والتي نسميها كيان الحب، تستطيع أن تربى وتعلم ليس علمًا فقط بل أخلاق ومبادئ وقيم وتستطيع أن تغذى المجتمع والوطن بنماذج منيرة وخادمة تعمل على إثراء الحياة الاجتماعية والحياة الإنسانية في شتى المجالات. ٢- والبعض يلد أبناء وبنات على المستوى الإنساني خلال التلمذة الأمينة والمستمرة في الخدمة الاجتماعية المتنوعة هؤلاء الذين يقومون بتسليم الخبرة والمهارة إلى تلاميذ لهم سواء في مجالات الصناعة أو الزراعة أو الاقتصاد. وهذا التسليم الأمين والممتد عبر سنوات وسنوات هو الذي يثرى حياة البشر ويكون سببا فى تقدمهم وتسديد احتياجاتهم على تنوع أشكالها، وعلى المستوى الروحى والكنسى فى مجال التكريس بأنواعه حيث يتتلمذ الإنسان على أبيه الروحى فى تلمذة روحية مستمرة يتسلم فيها الخبرة الروحية والتقوية والتي يمكن أن يفيد بها آخرين وهكذا يلد الإنسان آخرين في سائر المجالات. ٣- والبعض يقدم على مستوى العلوم الاختراعات أو الابتكارات أو الاكتشافات والتي تجعل حياة البشر أكثر سعادة ورفاهية وسلاما كمن يقدم ويكتشف أدوية عديدة تشفى ملايين من البشر مثل الكسندر فلمنج مكتشف البنسلين هؤلاء يلدون من عقولهم واجتهاداتهم الجديد والجديد في كل جيل يعملون من أجل صالح الإنسان إنما كان ومازال قطار العلم والعلماء يمضى في تقديم كل ما هو عظيم ومفيد لحياة البشر وعلاج أمراضهم وتسهيل حياتهم ورفعة مستويات حياتهم. ٤- والبعض يقدم ويلد مواهب متنوعة في شتى المجالات سواء الأدبية أو الثقافية أو الفنية أو الرياضية، وهذه المواهب تصير نجوما في سماء البشرية ويعتز أى مجتمع أنه قدم مواهب فذة مثلما قدمت مصر طه حسين ونجيب محفوظ في مجال الأدب وغيرهم في مجالات الموسيقى والفن والرياضة وأسماء عديدة لامعة ليس في فقط، وإنما في كل العالم. ٥- والبعض يقدم خدمات جليلة للإنسانية لا يمكن أن تنسى ولأن حاجات الإنسان عديدة وخدمة أي إنسان وكل إنسان هي الغاية العظمى لهؤلاء البشر الذي أعطاهم الله هذه الخصوصية في خدمة الآخرين مثل خدام المعاقين وذوى الهمم وخدمة المدمنين وخدمة اليتامى وخدمة المغتربين وخدمة حالات الجنوح بين الفتيان والفتيات وخدمة الأرامل وخدمة المسجونين وخدمة أطفال الشوارع وخدمة الذين ليس لهم أحد أن يخدمهم أو يهتم بهم. ومن الأمثلة الرائعة في زماننا خدمة البروفيسور مجدى يعقوب في مجال طب القلوب والخدمة المدنية الرائعة التي يقدمها مع فريقه النشيط من خلال سلاسل الأمل أنقذت حياة الآلاف من الصغار والكبار، وغيره كثيرون والتي جدا.أنه درس الميلاد الأعظم أن تكون ولودًا ومثمرا وليس عقيما مجدبا، إنسانيتك تحتاج منك أن تلد وتقدم وتثمر في وسط أسرتك أو كنيستك أو مجتمعك أو وطنك أو عالمك الذي تعيش فيه. إننا في هذه المناسبة السعيدة وبداية العام الميلادي الجديد نتقدم بخالص التهنئة لجموع شعب مصر العظيم وفي المقدمة سيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وكافة المسئولين ومعاونيه، مصلين أن يحفظ الله بلادنا الحبيبة سالمة أمنة وأن تتخطى كل الصعاب والأزمات التي سببتها حروب ونزاعات لا طائل من ورانها ... ونصلي من أجل سلام العالم خاصة في مناطق الصراع والنزاع وليمنح الله فرحا ونعيما لكل من يعيش أمينًا مخلصا لبلاده ووطنه ومجتمعه ودمتم في رعايته السامية. مصر وكل عام وجميعكم بخير. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
14 مارس 2024

بدعة نيقولاوس

النيقولاويون يذهب البعض إلى أنهم أتباع نيقولاوس الأنطاكي أحد الشمامسة السبعة الذين رسمهم الرسل وأن نيقولاوس هذا ضل في الإيمان وخرج عن الكنيسة ولكن مراجع أصحاب هذا الرأي متأخرة ونصوصها مبهمة وغامضة فلا بد والحالة هذه من الاعتراف بأننا لا ندري من هم هؤلاء بالضبط وهناك آخرون يقولون أن الاسم نيقولاوس هو رمز فقط وآخرون يقولون أن اسمهم يعود لشخص اسمه نيقولاوس مجهول الهوية وأسسس هذه البدعة أو الهرطقة شخص أسمه نيقولاوس كان أحد الشمامسة وسننقل ما جاء عنه فى كتاب لمؤرخ فى القرون الأولى للمسيحية تاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م) ص 159-160 1 - وفى هذا الوقت ظهرت الشيعة المسماة بشيعة النيقولاويين ولم تستمر إلا وقتاً قصيراً، وقد ذكرها الإنجيل فى رؤيا يوحنا (1)، وأعضاء هذه البدعة يفتخرون بأن الذى بدء هذا الفكر هو نيقولاوس أحد الشمامسة الذين أقامهم الرسل مع أستفانوس لخدمة الفقراء ويخبرنا عنه أكليمنضس السكندرى فى الكتاب الثالث من مؤلفه المسمى "ستروماتا " (فى هذا المؤلف يحاول أن يثبت بأن الأسفار اليهودية أقدم من أى كتابة يونانية .) 2 - " يقولون أنه كانت له زوجة جميلة، وإذا أتهمة الرسل بالغيرة والحسد بعد صعود المخلص، أخذ زوجته وأوقفها فى وسطهم وسمح لأى واحد أن يتزوج بها، لأنه قال أن هذا كان يتفق مع القول المعروف عنه أن المرء يجب أن يذل جسده، أما الذين أتبعوا هرطقته وقلدوا حماقته وكل ما فعله وقاله إنما أتبعوه كعميان يتبعون أعمى فإرتكبوا الزنى بلا خجل ولا حياء . 3 - ولكنى علمت أن نيقولاوس لم يعرف أمرأة اخرى غير زوجته التى تزوجها، وأن بناته أستمرين فى حالة العذراوية حتى سن الشيخوخة، أما أبنه فلم يتدنس، وإن صح عنه أعنه عندما أحضر زوجته (التى كان غيوراً فى محبتها) وسط الرسل فقد كان واضحاً أنه ينبذ شهوته، وعندما أستخدم تعبير " إذلال الجسد " كان يشهر سيف ضبط النفس فى وجه تلك الملذات التى تقتفى البشرية أثرها بإلحاح، لأننى أعتقد أنه، إتماماً لوصية المخلص .. لم يشأ أن يعبد سيدين .. الشهوة والرب 4 - " ويقال أن متياس أيضاً نادى بنفس التعليم أننا يجب ان نحارب الجسد ونذله، وأن لا نرخى له العنان بملذاته، بل يجب أن نقوى للروح بالإيمان والمعرفة " أما تعليمهم التي استوجب هذه الانذارات الشديدة اللهجة فإنها قد تكون نوع من الانتيمونية. وقد يكون الزنى المشار إليه في هذا الفصل من الرؤيا هو النوع الذي عُبر عنه بالكلمة اليونانية Porneia أي التزاوج بين الأقرباء الذي نهى عنه الناموس.وهم أتباع تيار غنوسي إباحي في جماعة أفسس وبرغامون. وتوجه رؤيا يوحنا الحبيب ما بين السنة 75 والسنة 85 انذاراً إلى ثلاثة من الكنائس السبع التي في آسية إلى تيتيرة وبرغامون وأفسس انذارات بوجوب الابتعاد عن النيقولاويين الذين يتمسكون بتعليم بلعام الذي علّم بالاق أن يلقي معثرة أمام بني اسرائيل "حتى يأكلوا من ذبائح الأوثان ويزنوا". وتأخذ الرؤيا على ملاك كنيسة تيتيرة أنه يدع المرأة ايزابل الزاعمة أنها نبية تعلّم وتضل العباد حتى يزنوا ويأكلوا من ذبائح الأوثان ولا سيما أنها أمهلت مدة لتتوب من زناها فلم ترضَ أن تتوب ولذا فهي تُطرح في فراش واللذين يزنون معها في ضيق شديد أن لم يتوبوا من أعمالهم "ولسائر في تيتيرة من جميع الذين ليس لهم هذا التعليم والذين لم يعرفوا أعماق الشيطان أني لا ألقي عليكم ثقلاً آخر ولكن تمسكوا بما هو عندكم إلى أن آتي" (رؤ2: 14 و18-26) لم تستمر هذه البدعة كثيراً لأنها مخالفة للتعليم المسيحى بشريعة الزوجة الواحدة - ومن نظر لأمرأة ليشتهيها فقد زنى فى قلبه وقد طردوا من الكنيسة وتكلم عنهم الإنجيل بأنهم هرطقة أقوال الاباء عن هذه البدعة أما الأخير في قائمة الرسل فهو نيقولاوس. اسم يوناني معناه "المنتصر علي الشعب"يرى البعض مثل القديسين ايريناؤس وأبيفانيوس أن بدعة النيقولاويين (رؤ 2: 6، 15) تُنسب إلى الشماس نيقولاوس: 1. يقول القديس ايريناؤس [النيقولاويون هم أتباع نيقولا أحد الشمامسة السبع (أع 5: 6)، وهؤلاء يسلكون في الملذات بلا ضابط ويعلمون بأمور مختلفة كإباحة الزنا وأكل المذبوح للأوثان.] 2. يبرئ القديسان إكليمنضس الإسكندرى وأغسطينوس نيقولاوس من البدعة وينسبانها لأتباعه. ويعلل البعض نسبة هذه الهرطقة إليه ترجع إلي تأويل كلماته، فقد قال بأن الذين لهم زوجات كأنه ليس لهم، أي يحيا مع زوجته بالروح ينشغلان بالأكثر بخلاصهما ونموهما الروحي والشهادة لإنجيل الخلاص. لكن بعض أتباعه قاموا بتأويل كلمته، ظانين أنه نادى بأن من له زوجة فليهجرها ويصير كمن بلا زوجة، ويسمح إن تكون مشاعًا. 3. يرى العلامة ترتليان والقديس جيروم أنه لما أختير للشموسية امتنع عن الاتصال بزوجته، وبسبب جمالها عاد إليها. ولما وبَّخوه على ذلك انحرف في البدعة إذ أباح الزنا. جاء رد الفعل في كتابات العلامة ترتليان حيث قال: "كل الأشياء مشترك بيننا فيما عدا زوجتنا" Omnia indiscreta apud nos praeter upores. القديس جيروم: نيقولاوس أحد الشمامسة السبعة، والذي في فسقه لم يعرف الراحة ليلاً أو نهارًا، انغمس في أحلامه الدنسة. 4. يرى آخرون أنه كان يغير على زوجته جدًا بسبب جمالها، فلما ذمَّه البعض بسبب شدة تعلقه بها أراد أن يظهر العكس فأباح لمن يريد أن يأخذها، فسقط في هذه البدعة لا تسقط مسؤليته انحراف نيقولاوس على الرسل القديسين في رسالة وجهها القديس جيروم إلى الشماس سابينيانوس Sabinianus يدعوه إلى التوبة وألا يتكل على أن الذي سامه أنه أسقف قديس: أتوسل إليك أن ترحم نفسك تذكر أن حكم الله سيحل عليك يومًا ما تذكر أي أسقف هذا الذي سامك. لقد أخطأ هذا القديس في اختياره لك، لكنه سيكون بريئًا (ربما لأنه ندم على سيامته)، والله نفسه ندم أنه مسح شاول ملكًا (1 صم 15: 11) وُجد حتى بين الاثنى عشر رسولاً يهوذا خائنًا ووُجد نيقولاوس الأنطاكي شماسًا مثلك (أع 6: 5)، نشر الهرطقة النيقولاوية وكل وسيلة للدنس (رؤ 2: 6، 15) القديس جيروم: يلاحظ أن السبعة يحملون أسماء يونانية، ولعلهم أقيموا لخدمة المتذمرين من اليونانيين بشيء من التعاطف معهم، ولم يكن من بينهم شخص واحد يهودي بالمولد لقد كان الاثنا عشر تلميذًا عبرانيين، لذلك اُختير السبعة من اليونانيين لتحقيق شيء من المساواة والشعور بالتزام الكل بالعمل واضح أن عمل السبعة لم يدم كثيرًا، فقد استشهد استفانوس ثم حدث ضيق شديد على الكنيسة، وتشتت الشعب خارج أورشليم يكرزون بالكلمة، بينما بقي الرسل في أورشليم.
المزيد
03 فبراير 2024

إنجيل عشية الأحد الرابع من شهر طوبه( يو٥ : ٣١-٤٦ )

" إِنْ كُنتُ أَشْهَدُ لَنَفسي فشهادتي ليست حقا. "الذي يَشْهَدُ لي هو آخَرُ ، وأنا أعلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ التي يَشْهَدُها لي هي حَقٌّ. " أنتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يَوحَنَا فَشَهِدَ للحَقِّ.وأنا لا أقبَلُ شَهادَةً مِنْ إنسان، ولكني أقولُ هذا لتخلصوا أنتُم. كـان هـو السراج الموقدَ المُنير، وأنتُمْ أَرَدتُمْ أن تبتهجـوا بنوره سـاعَةً. "وأما أنا فلي شَهادَةً أَعظَمُ من يوحنا، لأنَّ الأعمال التي أعطاني الآب لأكملها،هذِهِ الأعمالُ بعينها التي أنا أعمَلُها هى تشهَدُ لِي أَنَّ الْآبَ قد أرسلني. والآبُ نَفسه الذي أرسَلَني يَشهَدُ لي.لم تسمعوا صوته قط، ولا أبصرتُمْ هَيئَتَهُ، وليست لكُمْ كَلِمَتُهُ ثابتَةً فيكُم، لأنَّ الذي أرسله هو لستُم أنتُمْ تؤمِنونَ بهِ. فتّشوا الكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيها حياة أبدية. وهى التي تشهَدُ لي. ولا تُريدون أن تأتوا إلَيَّ لتكونَ لكُم حياة.مجدًا مِنَ الناسِ لستُ أقبَلُ، ولكني قد عَرَفتُكُمْ أن ليستْ لَكُمْ مَحَبَّةُ الله فى أنفُسِكُمْ. أنا قد أتيتُ باسم أبي ولستُم تقبلونني. إنْ أَتَى آخَرُ بِاسمِ نَفسِهِ فذلك تقبلونَهُ. كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتُمْ تقبلُونَ مَجِدًا بَعضُكُمْ مِنْ بَعض، والمجد الذي مِنَ الإِلَهِ الوَاحِدِ لستُم تطلبونَهُ؟ لا تظُنُّوا أني أشكوكُمْ إِلَى الآب. يوجَدُ الذي يَشكوكُمْ وهو موسَى، الذي عَلَيهِ رَجَاؤُكُمْ. لأَنَّكُمْ لو كنتُم تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُو كَتَبَ عنى شهادة القديس يوحنا المعمدان عن المسيح شهادة صادقة قاطعة من جهة أنه عمّد ابن الله وقد رأى الروح نازلاً عليه مثل حمامة ورأى بعينه أن السموات انشقت بأذنه صوت الآب الصارخ قائلاً: "هذا هو ابني الحبيب الذي به وسمع سررت".ويوحنا المعمدان لم يكن يعرفه ولكن الذي أرسله قال له الذي ترى الروح نازلاً ومستقرًا عليه هو هو الذي سيعمّد بالروح القدس. وشهد يوحنا المعمدان في الغد أن المسيح هو حامل خطية العالم وقال: "من له العروس فهو العريس". فالمسيح هو العريس الحقيقي الذي اشترى الكنيسة بسفك دمه. أما صديق العريس فيفرح فرحًا من أجل صوت العريس.وقال عن المسيح: إن" رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع الحنطة إلى مخازن الأبدية ويحرق القش بنــار لا تُغنى".وقال يوحنا المعمدان عن المسيح: "ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص". وقال: "أنا لست مستحقًا أن أنحني وأحل سيور حذائه". وقال: "إن الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء إلى يده. الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل سيمكث عليه غضب الله".هذه هي شهادة يوحنا التي شهدها للحق الذي هو المسيح.ولم يشهد يوحنا من نفسه بل ما سمعه من الذي أرسله وما نطق به الروح القدس الذي يشهد للمسيح كروحه الخاص.وليس كثيرًا على يوحنا أن ينطق بهذه الشهادة لأنه امتلأ من الروح القدس من بطن أمه وارتكض ساجدًا للمسيح وهو بعد في الحشا. وقد سبقت أمه القديسة أليصابات فطوبت العذراء القديسة مريم كأول البشر الذين مجدوا أم ربي وبهذا صارت أليصابات باكورة من مجدوا العذراء . لا أقبل شهادة من إنسان: لم يكن المسيح محتاجًا إلى شهادة إنسان، لأن من هو الإنسان حتى يشهد الله؟ هل تُزكي المسيح شهادة إنسان؟حاشا .الذي يشهد لبنوته الحقيقية هو الآب والروح القدس، الشهادة للمسيح جاءت دائمًا من فوق ولم تأت من الأرض. لما ولد المسيح في صورة العبد وأخلى ذاته وولد في مذود، جاءت الشهادة من فوق بجمهور من جند السماء يسبحون ومجد الرب أضاء على الرعاة وبشارة من فم الملاك ونجم سماوي قاد المجوس إلى حيث كان. ولما تعمّد الرب في الأردن جاءت الشهادة من السماء صوت الآب هذا هو ابني الحبيب... وحلول الروح بهيئة جسمية. ولما قارب الصليب قال: مجدني بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم. فكان صوت الآب: "مجدت وأمجد أيضًا". وقد ظن الذين سمعوا أنه رعد هو الذي حدث أو ملاك كلمه.ولما صلب على الصليب جاءت الشهادة من فوق إذ غابت الشمس في وسط النهار وكانت الظلمـة علـى الأرض كلها من وقت الساعة السادسة إلى وقت الساعة التاسعة والصخور تشققت والأموات قامت وانشق حجاب الهيكل من فوق.وأيضًا شهدت للمسيح أعماله ، فهو لا يحتاج إلى شهادة الناس بل على العكس كان يأمر الذين نالوا النعم والآيات والأشفية ألا يقولوا لأحد . وأعماله شهدت للاهوته أنه هو هو الخالق رب الطبيعة آمر الريح ومسكن الأمواج. وهو مقيم الموتى من القبور وهو غافر الخطايا وقابل الخطاة وهو الأزلى الأبدي الكائن في كل مكان وفوق الزمان. فما حاجته إذن إلى شهادة الناس؟ شهادة الكتب : "فتشوا الكتب التي تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهى التي تشهد لي". إن شهادة يسوع المسيح هي روح النبوة. فكل الكتب الموحى بها من الله، والتي هي أنفاس الروح القدس، وهى التي كتبها وتكلم بها أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس وهي ليست كلمة إنسان، بل هي بالحق كلمة الله الحية الفعالة التي هي أمضى من كل سيف ذي حدين.وهى قول الله وكلمته المرسلة بيد عبيده الأنبياء. "قال الرب لموسى"، قول الرب الذي صار إلى إرميا،وحزقيال... كلمة الرب التي جعلها في فمهم وعلى لسانهم. هذه هى الكتب التي صار اليهود أمناء عليها يحفظونها في خزائنهم ويحرصون على تمجيدها شكليًا. ولكن المسيح يوجههم أن يفتشوها ويفحصوها ويدخلوا إلى أعماقها ليدرك قصد الله من كل كلمة وكيف أنها كلها كتبت عنه وله ولأجله وأنها كلها تُشير إليه وتتحدث عن أنه هو هو المسيا وليس غيره وأنه كما قال إشعياء : "يُدعى اسمه مشيرًا إلها قديرًا أبا أبديًا رئيس السلام". لأن كل من وعى المكتوب رأى المسيح لأن الذين كتبوا رأوا المواعيد من بعيد وصدقوها وحيوها. وها القديس بطرس يوم الخمسين يوم أن امتلأ من الروح القدس أخرج ما كان مكنونا في كنوز العهد القديم والمزامير شهادة عن المسيح. والقديس اسطفانوس وهو ممتلئ من الروح القدس أيضًا شرح في إيجاز معجز وتسلسل بديع من إبراهيم إلى موسى وكيف أنهم عندما رفضوا موسى (المُخلَّص من العبودية) كرمز للمسيح - كان هذا عين ما فعله رؤساء الكهنة وكتبة الشعب حين رفضوا المسيح وقال لهم اسطفانوس: "أنتم دائما تقاومون الروح القدس كما كان أباؤكم أيضًا، يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان. هذه هي الشهادة للمسيح الكائن منذ الأزل وإلى الأبد واحدًا مع الآب والروح القدس الذي تجسد من أجل خلاصنا.شهادة من الآب والروح القدس الناطق في الأنبياء وشهادة أعماله التي تنطق بلاهوته ووحدانيته مع الآب، كما أن الآب يقيم الموتى ويحييهم كذلك الابن أيضًا يُحي من يشاء . كل ما هو للآب هو لي"، "أنا والآب واحد". لكن قبل شهادة يوحنا المعمدان - التي هي أصلاً من الله - لكي تؤمنوا أنتم هكذا قال الرب، لأنهم إن كانوا يشهدون ليوحنا المعمدان بنسكه وبره وتعففه عن العالم، وقوة إرساليته ككارز بالتوبة... إلخ، فلعلهم يقبلون كلامه من جهة المسيح. ولكن كان يوحنا المعمدان بالنسبة لهم كسراج منير مؤقت فابتهجوا بنوره ،ساعة، ثم أهملوه وانطفأ نوره في قلوبهم فلم يعبأوا به ولا بكلامه ولا بكرازته. بل رفضوا مشورة الله من جهة أنفسهم غير معتمدين منه فأغلقوا على أنفسهم في الظلام. ولكن طوبى لأولئك الذين قادهم هذا السراج الموقد المنير إلى شمس البر. فأقبلوا إلى النور الحقيقي الذي يُضيء لكل إنسان. إن كل تلاميذ يوحنا المعمدان جاءوا إلى المسيح وأصبحوا له، وقادتهم تلمذتهم للمعمدان لمعرفة المسيح المُخلّص. وهذه هى غاية كرازة المعمدان وإرساليته. لأنه جاء كسابق يُهيئ الطريق قدام المسيا، ويُهيئ للرب شعبًا مستعدًا ويرد القلوب ويشفي تجبر العصاة ويقودهم إلى حمل الله حامل خطية العالم. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
24 يناير 2024

عرس قانا الجليل

“وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت أم يسوع هناك. ودُعي أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العرس. ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له ليس لهم خمر. قال لها يسوع ما لي ولك يا امرآة. لم تأت ساعتي بعد. قالت أمه للخدام مهما قال لكم فافعلوه. وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة. قال لهم يسوع املأوا الأجران ماء. فملأوها إلى فوق. ثم قال لهم استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ … فقدموا. فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمراً ولم يكن يعلم من أين هي. لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا. دعا رئيس المتكأ العريس وقال له. كل إنسان إنما يضع الخمر الجيد أولا ومتى سكروا فحينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن. هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذ.”(يو 2: 1-11). إن من يفتح نافذة عقله على اتساع الكتاب الملهم به من الله ولاسيما الأناجيل المقدسة، يجد طرقاً كثيرة للحياة الفضلى، وسوف يجد أنها جميعها تؤدي إلى الله، وأنها مليئة بالقداسة، تعد من أجل المستقبل، وتدعو إلى الحياة الأبدية؛ لأن الحياة الفضلى هي ألا يترك جانب الله. وسوف يعتقد أنه يسمعه يتكلم بفم أرميا النبي موجهاً كلامه إلى كل الذين يريدون ان يسمعوا: ” قفوا على الطريق وانظروا واسألوا عن السبل القديمة أين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم” (أر 6: 15). إن كلمة الله الأب الذي تكلم قديماً بفم أنبيائه، “الله بعد ما كلم الأباء بالأنبياء قديماُ بأنواع وطرق كثيرة”( عب1:1). تجد في آخر الزمان وتأنس بطريقة لا ينطق بها، حقيقية وبدون استحالة، من الروح القدس ومن جوهر القديسة والدة الإله دائمة البتولية، وبذلك افتتح طريق البتولية، وهو الطريق الذي يحوي هذا العالم من جانب في الزمن الحاضر الذي يكمل بانسحاب الأولاد بالوصية الإلهية القائلة: ” اثمروا واكثروا (تك1: 28). “ومن جانب آخر يتعداه إلى العالم الأتي الذي سوف تظهره القيامة جديداً، لأن الذين سيقومون يجب أن يكون كملائكة في السماء” (مز12: 25) ولا يلزم أن يكونوا محتاجين إلى معونة الزواج، لأنهم يبقون دائماً دون أن يعودوا إلى الوجود الدنيوي مرة أخرى ودون أن يموتوا. بين الزواج البتولية أن كلمة الله، إذ علم أن فخر العزوبة عسير الامتياز به حالة إخضاعه لقاعدة، وإذ أنه الإله حتم بقانون ما يلائم طاقة طبيعتنا، ولم يحدد بقوانين مكتوبة أنه يلزمنا أن نجتهد لنبقى متبتلين؛ حتى تكون البتولية موضوع غيرة أرادية، فهي الحالة الجميلة جداً المتناهية في البهاء التي تقود إلى كرامة تعدل كرمة الملائكة. رغب الرب في وجودها دون أن يطلب منا ذلك. وبالأحرى يحملنا إليها بالمحبة، وليس يدفعنا إليها باضطرار القانون. فان ما يتضمنه القانون يلزمنا ضرورة أن نفعله، لكن ما لا يحكمه القانون فهو خاص بمن يختارونه طوعاً. لذلك بولس الرسول يطيع إلهه وطبيعته، يكتب منذراً، وما كان جائراً ففيما يتعلق بذلك يعلم في نصيحة هكذا: “وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهن ولكنني أعطي رأيا كمن رحمه الرب أن يكون أميناً” (1كو 7: 25). (1كو7: 1). (1كو7: 26-28). لقد دعا “ضيقاً في الجسد” ما يضاف إلى هموم ومتاعب الزواج الدنيوية. ويقول فعلاً: (1كو 7:32-34). وهو لا يقول ذلك لكي يكرهنا في الزواج كأنه دنس غير طاهر. فهو يعرف أنه طاهر حتى أنه يقول بخصوص زواج غير المؤمن بالزوجة المؤمنة، أو العكس: (1كو7: 14). وفي مكان آخر يكتب: (عب13: 4). حيثما يريد أن يعرفنا بالأحداث ذاتنا ويعلمنا بطريقة واضحة أن الزواج طاهر وأنه لا يفصل أبداً عن الله، فان ربنا وإلهنا يسوع المسيح أيضاً، الذي ولد من العذراء بالجسد، الذي حافظ على بتولية والدته وذلك بعد الولادة أيضاً، الذي أظهر اتساع طريق البتولية لحياة العالم، قد أبهج وليمة العرس التي أقيمت في قانا الجليل، في حضور العذراء أمه وتلاميذه، إذ أنهم كانوا مدعوين بسبب بعض الصدقة البشرية وبسبب بعض الأقرباء إذ كانوا معروفين. وأن ذلك الذي يصنع كل شيء بحكمة_ “ما أعظم أعمالك يا رب_كلها بحكمة صنعت ملآنة الأرض من غناك”(مز 103: 34). _ قد بارك طبقاً للتدبير الإلهي وليمة العرس، وصنع كذلك أول معجزة، وهذا قد رواه يوحنا الإنجيلي وحده غير الإنجيليين الأخريين، وهو الذي أحتفظ ببتوليته وقضى حياته كلها دون أن يعرف علاقة وزواج الجسدية، وكان عزيزاً بصفة خاصة لدى المسيح يسوع ربنا. ومع ذلك ؟؟؟؟؟؟ كان الزواج مكروهاً، الزم ألا يذكر هذه المعجزة بسبب الذين يهربون من علاقة الزواج الجسدية ويبحثون عن محاكاة الملائكة. ولننظر ما هي العلاقة التي صنعها الرب يسوع حينما كرم وليمة العرس. العذراء تعلم بالمعجزة سلفاً يقول يوحنا: ” ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له ليس لهم خمر (يو 2: 3). من ذلك نتأكد أن الذين دعوه إلى وليمة العرس لم تكن عندهم أفكار عالية بخصوصه أي أفكار تليق بالله. فانه كان يلزمهم لو كانت عندهم الأفكار اللائقة أن يرجوه أن يعالج إشكال فراغ الخمر؛ لأن المحتاج يطلب لكي ينال ما يحتاج إليه. وقد قلت أنهم دعوه إلى وليمة العرس لمعرفتهم له بطريقة بشرية، دون أن يعتبروا إطلاقاً رفعة ألوهيته. وبينما مريم العذراء تترأف في فكرها قد ؟؟؟؟ على هؤلاء الأشخاص في حاجتهم وطلبت، فأن يسوع تمهل في هذا الطلب حتى لا يظهر أنه يبحث عن المجد الباطل، كأن يفكر لأجل نفسه في هذا المجد مع دقة، فتبدو أنها طلبت ذلك ظاهرياً، وأنه يجيب صوب ظهور العلامات. فبينما كان يجعل السامعين بعيدين عن هذا الرأي الخاطئ، موضحاً أنه لا يصنع شيئاً من أجل المجد الباطل، بل أنه يصنع كل شيء بعناية المنفعة، رد عليها رداً قوياً معلماً سامعيه، كما قلت، ومعداُ الحق، وليس مريداً الإنقاص من طلب والدته، فقال:” ما لي ولك يا إمرآة لم تأت ساعتي بعد”(يو2: 4). وقد عرفتنا العذراء مريم والدة الإله فعلاً أن هذا الكلمات لم تكن تأنيباً، بل على سبيل التعليم بسبب الغرباء. إذ أنها لم تنسحب وتبتعد كمن وجه إليها تأنيباً، ولم تصمت وتندم على جسارتها كأنها اختصت باللوم. لكنها إذ كانت تعلم في روحها بما يحدث، قالت للخدام وكأن يسوع لم يقل شيئاً على الإطلاق: “مهما قال لكم فافعلوه” (يو2: 5)، وهي تريد أن تبين أيضاً شيئاً أعظم يليق بالله أكثر. قال يسوع موافقاً فكرة أمه وإنما كانت تفكر فيما هو أعظم جداً: “لم تأتي ساعتي بعد” (يو3: 4) كأنه يقول. “تعتقدين أنني فجأة ابحث عن تحقيق علاقات عظيمة لكن أعلمي أن هذه تحكمها مواقيت لائقة، حتى أنه ولا جزء صغير من الساعة يفوته توجيهي وترتيبي. فأني بالفعل أظهر قليلاً قليلاً ألوهيتي بالنسبة إلى نمو القامة الجسدية، ومع تقدم القامة الحقيقي أظهر كأني أنمو في الحكمة وفي النعمة1 بالمعجزات والعجائب، لأني آتي هذه العجائب بطريقة يليق بالله ولأني أكتشف عنها مع ذلك على التوالي كما يتطلب ذلك أسلوب التدبير الإلهي، حتى إلى لحظة من الزمان صغيرة جداً؛ إذ أن ما يتعلق بالأعمال الإلهية يحدث أيضاً للشيء الصغير بل الأصغر من كل شيء، حق لو كنا نجهل ذلك تماماً ويصعب علينا فهمه. بهذا المعنى يوجد في موضع آخر من الإنجيل أيضاً ما يتعلق باليهود: “ولم يلق أحد يداً عليه لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد” (يو7: 30) وفي موضع آخر: “ولم يمسكه أحد لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد” (يو8: 20). وكذلك: “قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان” (يو 12: 33) وأنه إلى تمام التدبير الإلهي حتى النهاية، حينما لم يتبق شيء مما كان معلوماً ومقرراً مقدماً بالنسبة له، بحكمة الله، كان الرب يسوع منبعاً تماماً بالنسبة لجميع الناس. كان يجوز في وسطهم أيضاً حينما كانوا يرمونه بالحجارة. “فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه” (يو10: 31). ” فطلبوا أيضاً أن يمسكوه فخرج من أيديهم”(يو10: 39). ولما وصل كل شيء إلى نهايته، مكملاً تماماً ومنتهياً للغاية حسب مسرة الله ورضائه، حينئذ بالحقيقة سلم ذاته طوعاً ذلك الذي كان يقول : ليس أحد يأخذها متى بل أضعها أنا من ذاتي، لي سلطان ان أضعها ولي سلطان أن أخذها أيضاً”(يو10: 18). ما كان يقول ذلك لو كان خاضعاً لضرورات الساعات حسب أكاذيب الخرافات الوثنية. لذلك، حتى بعد ان قال لوالدته، من أجل السبب الذي ذكرته، “لم تأت ساعتي بعد” (يو2: 4). فأنه في الحال صنع علامة لا يمتلكها أبداً من يكون خاضعاً للزمن. وفي نفس الوقت يعلمنا إذا كنا مرة لا نطيع أمهاتنا اللواتي ؟؟؟؟؟ بعمل شيء في وقت غير مناسب، فيبدو الرفض كأنه يتضمن ما يليق وما يرضي كثيراُ. يعلمنا أن نرضيهن في كل الحال بما يجب، سواء بصنعنا ما أمرن به، أو بطريق آخر بالا نتركهن إطلاقاً في حزنهن. يقول فعلاً: “أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك” (خر 20: 12). “أكرم أباك وأمك كما أوصاك الرب إلهك لكي تطول أيامك ولكي يكون لك خير على الأرض التي يعطيك الرب إلهك” (تث5: 16). وبفحصنا الكلمة بأكثر عناية، نجد ان والدة الإله، بعد ميلادها ومنذ أن خدمت سر التدبير الإلهي، كانت ممتلئة من الروح القدس وتعرف مقدماً ما سوف يحدث. وكانت حقاً نبية. لأنه أن لم يكن الأمر هكذا فكيف تفكر العذراء أن الرب يسوع يستطيع أيضاً أن يصنع خمراً أمام أعين الجميع، تلقائياً، من لا شيء من المرئيات؛ لكن لأنها كانت تعلم مقدماً ما سيحدث وأن يسوع كان مزمعاً أن يأمر الخدم بأن يصبوا الماء لكي يحوله خمراً، فهي أيضاً قد أعطتهم أمراً مقدماً قائلة:” مهما قال لكم فافعلوه”(يو:2: 5). في هذا سبق العلم بشأن ما سوف يحدث مشتركاً بين يسوع وبين مريم العذراء؛ المسيح لأنه الله، والقديسة مريم العذراء لأنها تتصرف كنبية. أعداد الحاضرين للمعجزة وقد أراد فعلاً أن يبعد عن المعجزة كل شبهة خيال وقد شاء أن يصنع ذلك. لأنه لو كان تلقائياً جعل الخمر ينبع ويظهر بطريقة عجيبة وسط الذين كانوا يأكلون، لكانوا ينظرون إليه كأنه كاذب، دون أن يؤمنوا، ولكان الأمر يبدو كأنه خدعة للعيون والتذوق، من أعمال الشياطين، مثلما يحاول أولئك المشعوذين بطريقة خادعة، يعملون عملهم في؟؟؟؟؟ إذ ؟؟؟؟؟؟ عملية صنع المعجزات. لذلك فأن الرب يسوع يجعل خلو الخمر يبقى طويلاً، حتى يشعر من كانوا يأكلون بأنه ينقصهم الخمر، يبقى طويلاً، حتى لا يتركون المعجزة تمر أيضاً، بل ؟؟؟؟؟ بها بوضوح. ولم يكن ينتظر الساعة، ليس لهذا تأخر. وكيف يهتم ملك الدهور ؟؟؟؟؟الساعة، وينتظر ويراقب الفراغ في ذلك؟. تمام المعجزة فبتحويله الماء خمراً قد جنبنا أيضاً أن تتخيل في ذلك دعوى، وبذلك أظهر أنه خالق كل الأشياء كما لو كان قد خلق النبيذ من عدم. إذ هو أيضاً يحول كذلك قطرات الندى ويصنع تفاحاً في شجر التفاح وتيناً في شجر التين وكل نوع من الأشجار. تأملوا كيف أن البشير يفصل المعجزة في ظروف مختلفة، محققا صحتها من كل جانب، ورافعاً عنها شبهة الخيال. يقول: “وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل مطرين[1] أو ثلاثة. قال لهم يسوع املأوا الأجران ماء. فملأوها إلى فوق”(يو 2:6- 7). كان ناموس موسى يقضي بأن من لمس شيئاً نجساً يغسل ملابسه ويغتسل بالماء. وبسبب كثرة مثل هذه التطهيرات ولأن بلاد فلسطين جافة جداً ولا ترويها الينابيع أو الأنهار بل تأخذ الماء من الآبار أو الخزانات، كانت الأجران المذكورة تملأ ماء ويعدها اليهود لهذا الغرض، حتى يتطهروا في الحال. فتلك الأجران التي تصادف أن كانت فارغة، أمر الرب يسوع أن يملأها الخدم ماء، وكانت تستعمل الماء من مدة طويلة ولم يكن بها على الإطلاق أي رائحة أو شيء مما له علاقة بالخمر. فلو كان قد أمرهم بأن يستعملوا أية أوعية أخرى، لكان يمكن أن يقال أنه يسبب بقاء بعض الثمالة فيها قد تأخذ بعض الشيء من صفة الخمر حينما يسكب الماء على بقيا الخمر، وأن الذين كانوا يأكلون قد يشربون الماء على أنه خمر، إذ كانوا قد سكروا فصارت حاسة التذوق عندهم معدومة. تأمل إذا كيف أنه بذلك تستعبد كل شبهة للتخيل. فليس التلاميذ هم الذين أمروا أن يملأوا الأجران، لكنهم الخدم، وهم الشهود الغرباء الذين لا يجلبون من أي مكان قسطاً في الشهادة؛ وكان الأمر لهم ان يملأوا تلك الأجران المخصصة من مدة طويلة وليس أي أجران تصادفهم. يقول الكتاب: “فملأوها إلى فوق”(يو 2: 7) حتى لم يكن ثمة مكان لأي مزيج من الخمر. وحينئذ قال المسيح للخدم استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ فقدموا” (يو2: 😎. أن رئيس المتكأ ليس أحد هؤلاء الذين يأخذون مكانهم على المائدة، لكنه رئيس صالة الوليمة ومستلزماتها، ويكون شغله الشاغل هو المرور وكأنه ؟؟؟؟؟ يضع الطباخين والخدم والسقاة في أمكانهم. ويرتب كل شيء في خدمة من يأكلون. إذا يكون هو الشخص الذي أمر الرب يسوع بأن يعطيه الخدم باكورة الماء المتحول خمراً، وهو السهر الذي يحفظ بنقاوة الخمر وتمييز تذوقها، حتى شهد أن المشروب لم يكن نبيذاً فحسب، بل أن هذا النبيذ كان جيداً جداً وممتازاً، إذ قال العريس: “كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولاً ومتى سكروا فحينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن”(يو2: 10). معنى عميق من معاني المعجزة في هذا بهاء الكلمة الإنجيلية ومظهرها الخارجي حسب شرح المعجزة البسيط السهل المعروض أمامنا. ولكن لأولئك الذين يستطيعون أن ينزلوا باعتدال نحو عمق الأفكار _ (وليس أحد يستطيع أن يصل إلى درجة التأمل الكامل) _ ليس الغنى الموجود هنا غنى عادياً فأن وليمة العرس تبين أن المسيح جاء بحلوله بالجسد بين سكان الارض كما في فرح ووليمة عرس. لأنه لم يأت ليدين العالم، بل ليخلص العالم، كما يقول البشير: “لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم”( يو3: 18) وحتى يخطب الكنيسة مثل عذراء طاهرة كما يقول بولس الرسول لأهل كورنثوس: “لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح” (2كو 11: 2) وكان يقول عنه يوحنا المعمدان أيضاً: “من له العروس فهو العريس” (يو 2: 29). وكان المسيح يقول أيضاً عن تلاميذه: “هل يستطيع بنو العريس أن ينوحوا مادام العريس معهم” (مت9: 15). إن وليمة العرس كانت إذا صورة الخطوبة والزواج العقلي الذي صنعه المسيح، صورة اتحاده بأرواحنا، وهو عريس الكنيسة الطاهرة. إن والدة يسوع العذراء القديسة والدة الإله إذ كانت تريد أن ؟؟؟؟؟؟ الرحمة من المسيح، وكأنها تدعوه أن يهب خمر التعاليم، حينما كانت حاضرة في وليمة العرس وكانت ترى أن النبيذ، ويشير إلى كلمة التعليم التي كانت قد أعطيت لمجمع اليهود، قد فرع؛ لأن هؤلاء المعلمين رؤساء الكهنة والفريسيين كانوا على مثال أصحاب المحلات يخلطون تعاليم الخاصة الضعيفة البشرية بماء الرياء والكبرياء؛ وهم الذين قال عنهم أيضاً اشعياء النبي: “صارت فضتك زغلا وخمرك مغشوشة بماء” (اش1: 22) وكانوا يتخذون وصايا الناس مواضيع لتعاليمهم حتى أن كل شيء كان يصير مشوباً. فقالت العذراء والدة الإله باسم الكنيسة: “ليس لهم خمر” (يو 2: 3). لذلك رد يسوع قائلاً: “مالي ولك ياامرآة لم تأت ساعتي بعد” (يو 3: 4). دائرة الدراسات السريانية
المزيد
04 فبراير 2024

البصيرة الداخلية للمولود أعمى الاحد الرابع من شهر طوبة

الكنيسة النهارده الاحد الرابع من شهر طوبه تقرا علينا انجيل المولود اعمى كلمتين عايزين نقف معهم شويه في المولود اعمى لما نيجي نشوف احنا بالنسبه لنا نستفاد ايه من الانجيل ده؟! وايه هو المولود اعمي بالنسبه لى انا؟ اقول لك حاجتين او حاجات كثيرلكن ناخذ حاجتين صغيرين ان ممكن الواحد فينا يكون بيشوف بس اعمى ايه اكثر حاجتين بيدلوا على ان الشخص اعمى؟ الذى لم يرى خطيتة والذى لم يرى الاحداث المحيطة بية اعمى يعني ايه لما يشوفش خطيتة؟ يعني يبقى الشخص متكبر جدا بس مش عارف مش شايف انانى جدا مغرور جدا بس مش عارف والذى يثبت انة أعمى اكتر مش بس مغرور جدا لا شايف ان الناس مغروره شايف ان الناس هما المتكبرين يعني هو مش شايف خالص يبقى هو كتلة كبرياء كل حاجه بيعملها وبيفكر فيها بيفكر فيها بس محب لنفسه جدا محب للنصيب الاكبر جدا محب للظهور جدا محب لمديح جدا طب هو كل ده فاضل ايه ثاني فاضل ايه ثاني بس كل ده وايه مش شايف مع كامل احترامنا دة كده اعمى ارحمنا يا رب ممكن يكون الواحد أعمى وهو مش واخد باله ؟!! اقولك اة ممكن اللي مايشوفش خطيتة والذى لم يرى انة محب جدا لسيرة الناس محب جدا للمال وشهواني جدا وبيخاصم بسهوله ومخاصم معظم الناس كل دي اخطاء عنده في حياته وسبته فيه بس للاسف مش شايفها اقولك ياساتر يا رب دة يبقى عمى عشان كده مره واحد من القديسين قال ان تبصر خطاياك اعظم من ان تبصر ملائكه بمعنى ان لو شوفت خطيتي احسن ما اشوف ملائكه اصل انا لو شفت ملائكه هتكبرهقول انا بشوف ملائكه لكن لما اشوف خطيتى هيحصل لي ايه هتواضع ايه اكثر حاجه تجعل الشخص تجعل الشخص يبقى اعمى ؟ الذى لم يرى خطيتة يبقى مش حاسس اكتر لحظه ربنا يعطينا فيها نعمه لما الواحد خطيتة تكون قدام عينيه يا رب ارحمني ياااة ماكنتش واخد بالي خذ بالك عشان كده تلاقي دائما الشيطان بيلهينا عن فحص انفسنا دائما بيلهينا عن ان احنا نشوف احنا بنعمل ايه واتصرف دة لية والدوافع بتاعتنا لية وانا بكرة دة لية يمكن عشان احسن منى ؟! اة عشان عايز انا اكون انا احسن واحد اذا انا وانا وانا انا دي دى خطية كبيرة جدا الشخص بيكون مش شايفها خطايا كثير جدا والشخص مش شايفها ومش واخذ باله ممكن واحد يبقى عندة للعالم محبة شديده جدا ومش واخد باله ممكن واحد بيبقى عنده محبه للنصيب الاكبر ممكن واحد يبقى عنده كراهيه للي حواليه ممكن واحد يكون دائما بيجيب في سيره الناس ممكن واحد بيحتكر الفقراء كل دي خطاياة طب عاوزين نفتح طب نعمل ايه نقول له ايه؟! يا رب اكشف عينيا يا رب اجعلني ارى اكثر شي يفرحك شي يعزيك عندما ترى خطيتك ليه هتتواضع وعندما تتواضع ترى اللة معلمنا داود قال كدة قبل ان اتواضع انا تكاسلت تخيلوا وداود ظل سنة كامله والخطيه موجوده واشترك في القتل والخطيه موجوده بس اكنه مش شايفها اللي حصل ده كله مش شايفه يا داود؟!لكن اول ما ربنا ارسل له ناثان وكشف له خطيبته قال له ارحمني يا الله كعظيم رحمتك لك وحدك اخطئت وبعد كده قال صارت لى دموعى خبزا نهارا وليلا يا رب لا تبكتني بغضبك ولا تأدبنى بسخطك ارحمني يا رب فانى ضعيف اشفيني يا رب فان عظامي قد اضربت ونفسي قد انزعجت جدا(عندما تاب) لكن قبل كده كان عادى محتاجين نشوف خطيتنا طب نعمل ايه ،؟!اعدل نفسي شويه افحص نفسى افحص تصرفاتى وافكاري ومشاعري وارادتى اصعب حاجه ان الشخص يعمل خطيه مايشعرش بها او يبررها لنفسه او يشعر انة افضل من غيره يقول لك ما كل الناس بتعمل كده ده انا ارحم من غيرى بكتير كده لسه في مرحله العمى امتى يبصر ،؟عندما يرى الخطايا بتاعته تانى شي الذى لا يرى الاحداث النهاردة بنعيد ع الانبا انطونيوس حدث هز الانبا انطونيوس هزة جامدة جدا حدث وفاه والدة والدة كان رجل غني طويل عريض و صاحب املاك 300 فدان عارفين يعني ايه 300 فدان يعني اللي عنده فدانين ثلاثه ده بيبقى مهم فوالدة دة فى ايامة كانوا بيقولوا عليه ناظر وناس تحاسب وناس تبيع و ناس تشتري حاجه كدة كبيره كده فجاه دخل الانبا انطونيوس لاحظ البيت بتاعهم زحمه في ايه؟! ما حدش عايز يقول له لحد ما مانظر لوالدة جالس على دكة متمدد ميت ا تصدم الطول بالعرض بالصوت والغناء والمراكز والدنيا والممتلكات في لحظه كده كله راح قال لة لو انت كنت عشت كده وانا استمر عايش زيك يبقى المشكله عندي انت قد خرجت من العالم بغير ارادتك اما انا فساخرج منة بارادتى انت تركت كل شي بدون ارادتك وفي لحظه ما بقاش في اى حاجه الاحداث كام مرة احنا ممكن نودع احد من احبائنا؟! طب فى رساله بتوصل بتغير فينا؟! كام مره بنشوف احداث ان في خطر حوالينا طب بنقول مانتمسكش بالدنيا قوي ماهو ربنا قاصد بالاحداث يعلمنا بس فى ناس بتشوف وفى ناس ما بتشوفش نفس الحدث يبقى قدام واحد ونفس الحدث يبقى قدام واحد ثاني واحد يشوف وواحد ما بيشوفش اذا الحكاية حكايه اية حكايه واحد اعمى ولة واحد بيبصر محتاج اشوف محتاج اشوف ايدك يا ربى في المرض و الوباء المنتشر الايام دي اشوف ايدك يا رب انت يا رب اخذت ناس كثير من مختلف الاعمارعاوز تقول لي ايه لازم اشوف ايه اقول ان نهايه كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات زي ما قال معلمنا بطرس اشوف ايه اشوف ايد ربنا اشوف البحر اشوف ايد ربنا اشوف السماء اشوف ايد ربنا اشوف المطر اشوف ايد ربنا اشوف الشمس اشوف الزرع في ناس بتشوف وفي ناس ما بتشوفش لدرجه ان في ناس تقولك كل ده ماشي بالفتره ما فيش الاة ؟!!!مش شايفينوعميان ويبصروا شوف الاحداث!!مااجمل احبائي ان يكون لنا ضمير حي ورؤيه بصيره داخليه زي الانبا انطونيوس شاف والدة قال خلاص اشوف ببصيره داخلية كدة اشوف ناس بيعملوا كذا وكذا اشوف حدث حصل في كذا اشوف الدنيا وهي عماله ناس يحصلها ارتفاع وناس يحلصها انخفاض اشعر ان الحياه دى غير ثابتة غير مضمونه مخدوع الانسان اللي يطمن لهذه الحياه مخدوع لا يوجد اطمئنان الا في المسيح يسوع لا يوجد سلام الا في المسيح يسوع لا يوجد رجاء الا في المسيح يسوع لكن الانسان عشان يتكل على نفسه لا ابدا ولا غناة ولا ايامة ولا قدرته ولا اي حاجه ابدا الذى لا يرى الاحداث ويري المعنى اللي فيها وماذا يريد الله يبقى عينه ضعيفه ما بتشوفش ما بيشوفش عناية ربنا ليه في مختلف المراحل يبقى ما بيشوفش اللي ما بيشوفش احداث ربنا يبعثها على بلاد محيطه يبقى ما بيشوفش ربنا عاوز يقولنا من خلال الاحداث لا سلام الا معايا لا امان الا معايا مثال لناس قدمنا كانوا وكانوا وكانوا ودلوقتي أصبحوا فين ؟! طب مانتعلم ما دة حدث من لغات الله مخاطبه الله للبشر الاحداث ان ربنا يعلمهم بالحدث قال لهم فاكركم الناس اللي وقع عليهم البرج بتاع سلوان وتوفى منة سبعة عشر شخص فكركم الناس اللي ماتت لية هل انتم فكركم انهم كانوا اكثر شرا من الباقي؟ ابدا دة حدث انا عامله لاجل الناس كلها تتوب ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون حدث الناس كلها عارفاة دة مجرد حادثه طب لما احنا نشوف حادثه نقول اية؟ نقول نشكرك يارب لانك ساتر علينا بس ممكن اكون انا فى الحادث دة طب هل انا مستعد هل اتا رباطاتى بالحياه جعلتنى اشعر ان انا عايش للابد ولا انا متعلم الدرس؟ ان دى فترة بتعلم ولا مش بتعلم اللي بيشوف واللى ما بيشوفش في ناس مش عايزه تشوف يفوت عليها الف حدث والعجيب ان ممكن يسمع بانتباة والعجيب ان ممكن يتصعب على الناس بس الكلام ده كله بعيد عنه هولا المفروض ان انا اسمع واقول الموضوع ده مش بعيد عني ابدا ممكن جدا يكون انا بالنسبه لي يحصل معي كده اللى يشوف خطاياة واللى يشوف الاحداث ينظر ربنا في الحدث والخطيه بتعتة كدة عينوا ابتدت تتقتح ربنا يعطينا احبائي عنينا تنفتح مع المولود اعمي يلة نفحص نفسنا ونشوف الخطيه بتاعتنا ونقول يا رب ارحمني محتاجه اتوب محتاجه اوقف يا رب اكشفلى خطايا يا رب وريني مقدار المرض الخبيث اللي جوايا المستخبي الذى يؤدي الى موت ان كان مش باين عشان كده اسمه خبيث يا رب وريني المرض الخبيث اللي جوايا الذى تملك عليا يا رب اجعلنى اتعلم من الاحداث كل يوم بتبعتلى حدث كل يوم كل يوم ربنا بيكلمنا بطرق وأنواع كثيرة بس فى الذى يرى والذى لم يرى ربنا يعطينا بصيرة نرى خطايانا ونراة فى الأحداث ويجعل حياتنا كلها توبة واستعداد يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
02 مارس 2024

إنجيل عشية الأحد الرابع من شهر أمشير ( لو ۱۷ : ۱ - ۱۰ )

" وقال لتلاميذه لا يُمكن إلا أن تأتي العثرات، ولكن ويل للذي تأتي بواسِطَتِهِ خَيْرٌ لَهُ لو طوّقَ عُنْقُهُ بِحَجَرٍ رحى وطُرِحَ في البحر، مِنْ أَنْ يُعثِرَ أَحَد هؤلاء الصغار. احترزوا لأنفُسِكُمْ وإن أخطأ إليك أخوك فوبخه، وإنْ تاب فاغْفِرْ لَهُ وإن أخطأ إِلَيْكَ سبعَ مَرَّاتٍ في اليوم، وَرَجَعَ إلَيكَ سبعَ مَرّاتٍ في اليوم قائلاً أنا تائب، فاغفر له فقال الرُّسُلُ للرَّبِّ زِدْ إيماننا! فقال الرب لو كان لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ، لكُنتُمْ تقولونَ لِهَذِهِ الجُمِّيزَةِ انقلعي وانغرسي في البحر فتُطِيعُكُمْ وَمَنْ مِنكُمْ لَهُ عَبدٌ يَحرُثُ أو يرعى، يقولُ له إذا دَخَلَ مِنَ الحَمْلِ تَقَدَّم سريعًا واتَّكِي بل ألا يقولُ لَهُ أعدد ما أتعَشَّى به، وتمنطق واخد مني حَتَّى أَكُلَ وأَشْرَبَ، وبعد ذلك تأكل وتشرب أنت؟ فهل لذلك العبد فضل لأنَّهُ فَعَلَ ما أُمِرَ بهِ ؟ لا أظُنُّ كذلك أنتُمْ أيضًا، مَتَى فعلتُمْ كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فقولوا إِنَّنا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ، لأَنَّنَا إِنَّمَا عملنا ما كانَ يَجِبُ علينا " العثرات : قال الرب للرسل الأطهار إن العثرات في طريق الملكوت والبلوغ إليه في العالم ولا مفر من وجودها لابد أن تأتي العثرات لأن عدو الخير المقاوم لله، روح الظلمة كائن في العالم، بل هو رئيس هذا العالم والعامل في أبناء الظلمة، وهم إذا يعملون لحسابه ضد المسيح أحد النفوس البسيطة ولكن ويل لذلك الإنسان الذي يسبي كالأطفال إلى سبي الخطايا ويوقعه في فخ إبليس ويل لذلك الإنسان، خير له لو طوّق عنقه بحجر الرحى وطرح في البحر لأنه إن كان المسيح المُخلّص قد أقام الساقطين ورد الضالين وصار طريقًا للمفديين فمن هو ذلك الإنسان الذي يجسر أن يكون عثرة في طريق المفديين بدم المسيح إنه يكون قد باع نفسه للشيطان فمسكين من قد صار له هذا الويل أما بنو الملكوت فيقال لهم "قوموا الأيادي المسترخية والركب المخلعة لكي لا يعتسف الأعرج بل بالحري يبرأ اسندوا الضعفاء ، شجعوا صغار النفوس، تأنوا على الجميع". إن الصغار أي النفوس الضعيفة والمبتدئة هي عند المسيح في مركز الاهتمام والحب كمثل الحملان الصغار عند راعي الخراف يحملها على منكبيه ويحميها من كل الأخطار احترزوا لأنفسكم وإن أخطأ إليك أخوك" كان الرب يُخاطب التلاميذ كأطفاله الصغار وكان يحنو عليهم بحبه الفائق فلما كلمهم عن العثرات قال"احترزوا لأنفسكم" وقد كررها كثيرًا ليوقظ فيهم حاسة الإفراز والتمييز والصحو الروحي لأن الفخاخ منصوبة في كل مكان والشيطان طلب أن يغربلهم وكم مرة قال لهم تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين بهذا المفهوم العالي في النظر إلى أخيك وحرصك على خلاصه وأن لا يتعثر في طريق خلاصه، بهذا المفهوم يصير الإنسان مسيحيًا، تابعًا لوصية المسيح من القلب مستنير البصيرة فإن أخطأ أخوك فقد سقط أمامك !! أفلا تقيمه؟ هذا هو جوهر الأمر : إنني أنظر إلى أخي بحب فإن سقط أقيمه أمد يدي وأساعده وأقيل عثرته.ربما ينغلب الإنسان من شيطان الغضب فيسقط أو من فخ تعظيم الذات أو تدليل الذات، أو الكبرياء أو يكون شيطان البغضة وعدم المحبة قد جربه أو أطنان الأفكار التي يبيعها الشيطان لعقل الإنسان أو فخاخ الشياطين المنصوبة حولنا شيء مهول ومن فينا لم يذق مرارة السقوط إننا ضعفاء ومساكين. إن أخطأ إليك أخوك فوبخه أي عاتبه) وإن تاب فاغفر له وفي موضع آخر قال المسيح "إن أخطأ إليك أخوك اذهب (أنت إليه وعاتبه وإن قبل منك فقد ربحت أخاك وإن لم يقبل خذ معك واحدًا أو اثنين إلخ وإن أخطأ إليك سبع مرات في اليوم ورجع إليك "، إذن الأمر يرجع إلينا إننا في حال قبول الأخوة نكون قد ربحنا وإن لم يغفر الإنسان لأخيه فقد خسر خسر أخاه وأية خسارة جسيمة هذه أن أخسر أخي !!. إنه لحمي ودمي هو عضو في جسد المسيح، هو لي كباقي أعضاء الجسد وهل يستغنى الجسد عن عضو فيه؟!. المحبة المسيحية في هذه الحالة ليست كلامًا أجوف أو شعارات بل هي طريق عملي للحفاظ على وحدانية الجسد، وحيويته. كيف أخسر أخي وأعيش هادئ البال؟ شيء مستحيل، بل كيف لا أربحه حتى لو وضعت نفسي عنه إنني مصر على ربح أخي حتى لو حاولت ذلك سبع مرات سبعين مرة في اليوم هذا هو روح المسيح الذي لا يعرف الفشل في خلاص الآخرين إن قبولي لأخي الراجع إلي يرفعني إلى صورة مخلصي، لأنه من يقبل التائب؟ ومن يفرح برجوع التائب؟ المسيح لا يُسر بموت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا نحن نعمل مع الله، إن كنا بالحقيقة أولاد الله نحن نسعى كسفراء عن المسيح إن كنا بالحقيقة للمسيح.وعمل المسيح الرئيسي هو الفداء وغفران الخطايا حتى للصالبين فكم بالحري للإخوة إن تمتعنا بغفران المسيح مشروط دائما بغفراننا للآخرين كما علمنا في الصلاة اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا فإن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم أيضًا زلاتكم"وقد قال الرب المثل عن العبد الذي لم يترفق بالعبد رفيقه بل طالبه بما عليه متشددًا ولم يمهله بل عامله بقسوة كيف أن سيد ذلك العبد رجع فطالبه بكل الدين الذي كان قد سامحه به وقال الرب "هكذا أبي السماوي يفعل بكم إن لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته" (مت ١٨ : ٣٥). قال الرسل إذ سمعوا وصية الرب من جهة الغفران للأخ، قالوا : "زد إيماننا". الأمر إذن كما فهمه الآباء الرسل يحتاج إلى إيمان قوي لتنفيذ وصية المسيح وهذا حق لأن من يستطيع أن يفتح قلبه باتساع ليستوعب أخطاء أخيه مرة وسبعين مرة إلا إذا صدق إيمانه بزيادة في المسيح الذي يقوي ويعين إن الغفران عمل إيماني بالدرجة الأولى... يحتاج إلى شجاعة وجسارة بها يغلب الإنسان العداوة بالحب ويغلب الكبرياء بالاتضاع ووداعة المسيح وهل بدون إيمان نستطيع أن نفعل شيئًا ؟. بدون إيمان لا يمكن أرضاء الله !! ختام فصل الإنجيل هو صمام الأمان لجميع الوصايا وهو إنكار الذات وإن عملنا كل البر نقول إننا عبيد بطالون لم نفعل سوى ما أمرنا به. وأين نحن من عمل كل البر ؟ وأين نحن من هذه الوصايا العالية؟! نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور نحن بالكاد نحب الأحباء وصدرنا يضيق أحيانًا بأقرب الأقربين وبالكاد نجد أسرة متحابة أو أخوة غير متخاصمين لقد زرع الشيطان زرعه وألقى فخاخه وعثراته وتعثر بها كثيرون وسقط آخرون ونحتاج إلى أن تدركنا مراحم الله ليتنا نصلي مع الرسل ونطلب بتوسل إلى المسيح قائلين زد إيماننا وأعطنا هذه النعمة الغافرة تسكن فينا واجعل الحنان في قلوبنا نحو جميع الإخوة فنغفر ونسامح ونطيع وصاياك، وإن فعلنا ذلك فنحن عبيد بطالون طالبون رحمتك ولم نفعل حتى ما أمرنا به فلتدركنا مراحمك سريعًا لأننا قد تمسكنا جدًا. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
18 فبراير 2024

ماذا نطلب

تقراء علينا الكنيسه فى هذا الصباح المبارك فصل من انجيل معلمنا يوحنا اصحاح 6,يحكى ان بعد ما ربنا عمل معجزه اشباع الجموع فبعدما اكلو وشبعوا فبدئو يبحثو عن يسوع ويذهبون ورائه فى اى مكان , عبر البحر ياخذو سفينه ويعبرو البحر لكى يذهبوا وراءه, يرجع يرجعون معه ,فالرب يسوع لاحظ ان من وقت هذه المعجزه ان عدد الذين يتبعوه زاد , فهو عالم لماذا ياتون وراءه , فهم ياتون لياكلوا فظنوا ان كل مره ياتون فيها سياكلون فكانت هذه الحكايه تروق لهم , فقال لهم لا احد يتبعنى لهذا السبب , لو تريدون ان تتبعونى اعملو لا للطعام البائد بل للطعام الباقى الذى للحياه الابديه , انتم تتبعونى لانكم اكلتم من الخبز وشبعتم ,وهذا يمثل مركز مهم فى علاقتنا مع ربنا . نحن لماذا نتبع المسيح ؟ لماذا ناتى للكنيسه؟ لماذا نصلى؟ لماذا نصوم؟ لماذا نتشفع بالقديسين؟ جوهر علاقنا مع ربنا امور زمنيه ؟ ام امور روحيه؟ هل كل ما يشغلنا هو الاكل والشرب والمستقبل والشقه والسفر والدخل والامكانيات واللارتباط ؟ هل كل طلبتنا مع ربنا وكل جوهر علاقتنا مع ربنا هذه الاشياء؟ فى الحقيقه هذا تحذير من ربنا , لا يصلح ان احد يتبعى لهذه الامور,يجب تكون تبعيتنا لربنا يسوع تبعيه لامور فوقيه سماويه, تبعيه ناس سائرين فى طريق الملكوت ,ليس فى طريق الارض او الزمن , نعمل لا للطعام البائد. جوهر علاقتنا مع ربنا جوهره فى الحقيقه هو خلاص انفسنا ,جوهره فى الحقيقه هو ميراث ملكوت السماء. انا عايزك لي يارب ,عايزك تغفرلى خطيتى,عايزك تسندنى وتقوينى وترفعنى ,عايزك تفرحنى فرح روحانى, عايزك تملا قلبى سلام ,عايزك تدينى نعمه وحكمه , هذا هو جوهر الطلبات التى اطلبها من ربنا يقول القديس مارى اسحق "عندما نقف امام الله لا نطلب امور لا يهواها "اطلب من ربنا ما يحبه , فماهى الطلبات التى يحبها ؟ خلاص نفسك هذه هى شهوه قلب ربنا هو خلاص انفسنا , الله يريد ان الجميع يخلصون ,تخيل لو ربنا هذا ما يريد وانت ايضا تريد ذلك , فالله يريد ان نكون معه فى المجد لذلك هذه يجب ان تكون محور طلبتنا , لا نطلب من الله امور لا يهواها , ويكمل القديس ماري اسحق قائلا " عندما تقف امام الله لا تطلب التفاهات من العظيم لألا تهينه ,الكنيسه عندما تطلب طلبات تكون مثل "اذكر يارب سلام الكنيسه ,طهاره كل شبعك المؤمن ,اذكر يارب ان ترحمنا كلنا " , محور الكنيسه فى طلباتها تجده متركز على غفران الخطايا ,اكثر كلمه تقولها الكنيسه كلمه "كيرياليسون" فانت واقف امام الله تردد "كيرياليسون "ارحم.ارحم.,انعم لى بغفران خطاياى ,هذه الطلبات التى يريد ربنا ان يسمعها مننا, استجابتنا لروح الصلاه , وقفتنا امام ربنا ,وجودنا فى الكنيسه هدفه بدايه الحياه الابديه ,ان نتحد بل نلتصق بالله ,فانا موجود عشان اتحادى بربنا . تجد الكنيسه تقول طلبات تعلمنا الصلاه مثل "نعم نسالك ايها المسيح الهنا ثبت اساس الكنيسه,وحدانيه القلب التى للمحبه فلتتأصل فينا لينمو بر الايمان ,سهل لنا طريق التقوى " ,هذا ما تعلمه لنا الكنيسه , فنحن عندما نقف نصلى يجب نصلى بنفس الطلبات وبنفس روحيه الطلبات ,سهل لنا طريق التقوى يارب الطريق صعب وانا لا استطيع سهله لانى ضعيف اسندنى فى خلاص نفسى , اريد اعيش فى طريق التقوى والفضيله اريد الفضيله تتأصل فيا , فالمحبه تكون محبه الهيه وليس محبه ارضيه زمنيه يجب ان يكون بيننا وبين الله اتفاق فى الطلبه , فدائما طلبتنا لها طابعين وربنا يريد طبعين مختلفين ,طبعين نحن محسورين فيهم وهما الارض والزمن فكل تفكيرنا فى الارض والزمن , اما ربنا تفكيره العكس تماما فى السماء والابديه , اثنين لا يتقابلو ابدا , فما هو الحل ؟ هل اقول لربنا خليك فى الاض والزمن ,سيقول لى لا انا غيرزمنى ,انا جئت على الارض عشان اخلصك وارفعك وليس للعيش على الارض , لذلك قال " انتم لستم من اسفل " اذن يجب انا ايضا افكر بنفس الطريقه التى يريدها ربنا لى , ربنا يريد ان ينقلنى من الارض للسماء ومن الزمن للابديه عندما تقف مع ربنا اجعل محور تفكيرك وطلباتك وحياتك من السماء والابديه ,اخرج من دائره الزمن , اخرج من الارض,فهل اعيش ملاك وانا على الارض ؟؟ الاجابه انت ستتطلب من ربنا ايضا امور الارض لكن لم تكون محور ولا اساس الطلبه يوم ماالناس جاعت لم يطلبوااكل لكن هو عندما وجدهم جياع قال اعطوهم لياكلو , اى من غير ما تتكلم هو هيهتم ," اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم " فهو لا يتركك محتاج لشئ ابدا الاباء النساك المتوحدين الرهبان والشهداء هل تركهم محتاجين لشئ ؟ ابدا , قيل "كنت فتى والان شيخت لم ارى ذريه تخلى عنها " لم ارى احد ربنا تركه ابدا يوجد خمسه محاور تصلى بهم وهم كالاتى : 1-الشكر : لا تدع التمرد يتملك على حياتك وتكون رافض لكل امورك لا تكون لم ترى احسانات ربنا عليك لا يصبح كل شئ فىحياتك التفكير فى الاشياء التى تنقصك التى نسبتها 10 % وناسى ال 90 % اشكر كتير , اشكر لان ربنا سترك واعانك وحفظك وعضدك اشكر لان ربنا ابقاك حى الى هذه اللحظه لانه يتمهل عليك لاتمام توبتك اشكر من اجل كل الامور اشكر من اجل حمايه الله الخفيه لك اشكر ربنا انه انقذك من اشياء كثيره انت لم تعلم بها اشكر من اجل عطاياه لذلك من الاهداف التى يعلمها لنا الاباء , لماذا نذهب للكنيسه ؟؟ من الاسباب اننا نذهب لكى نشكر , فمن ضمن اسماء سر التناول "سر الشكر" , ناتى الكنيسه لنعبر لربنا عن اعترافنا بفضله علينا , اجعل كلمه اشكرك على لسانك باستمرار ,فاول محور فى صلاتك الشكر ,لذلك نلاحظ ان كل صلوات الكنيسه تبداء ب "فالنشكر صانع الخيرات " . 2-اعطاء المجد لله : اشكر ومجد ربنا ,قول "قدوس الله قدوس القوى قدوس الحى الذى لا يموت " اتعلم من الكنيسه التى تمجد ربنا وتقول " الذى خلق السماء والارض والبحر وكل ما فيها ابو ربنا " ,مجد الله فى القداس كل الصلوات يتجهه الكاهن للشرق لكن فى جزء يتجهه للشعب ويرفع القرابين لفوق ويقول " مجدا واكراما اكراما ومجدا للثالوث القدوس الاب والابن والروح القدس ,اعطى مجد لله قول باستمرار "المجد للاب والابن والروح القدس " قول باستمرار كلمه "قدوس " قول باستمرار كلمه "نسبحك نباركك" ارشم علامه الصليب وانحنى اعطاء مجدا لله , مجد عظمته , الذى يبدأ صلاته بالشكر واعطاء مجد لله يجتذب اذنى الله , الذى يبدأ صلاته بالشكر والمجد كأنه بيقول لربنا انى اعلم انا اقف امام من هتجد ان هتين الطلبتين يفتحوا قلب ربنا لك , ويفتحو قلبك على ربنا. 3-اطلب التوبه والغفران والخلاص والملكوت : اطلب توبه عن خطاياك المتكرره فى حياتك ,نقطه ضعفك , كل واحد فينا يعلم نقطه ضعفه , يارب اشفينى من محبه الذات ",اشفينى من محبه المال, اشفينى من الشهوه الرديئه ,يارب مد يدك فى حياتى ,اجعلنى اشعر بك ,يارب انقذنى من الصداقه الرديئه ,يارب احمينى من محبه العالم ,يارب صالحنى على فلان الذى لا استطيع ان اتصالح معه , اطلب عن غفران خطاياك وطلب نعمه ,اطلب كتير من ربنا انه يسندك ويعينك على خلاص نفسك ويساعدك على ارضاه وعلى حفظ وصاياه , ويعتقك من الشر والخطايا المتكرره ,اطلب منه حريه ,اطلب منه خلاص وغفران ورحمه ومعونه ,اطلب منه فرح روحانى يخلصك من روح الحزن والكأبه ,اطلب منه خيراته العتيده اللى منتظراك ,ذكره بمواعيده قول له انت قلت "رثوا الملك المعد لكم من قبل تأسيس العالم " انت قلت " الصديق يسقط 7 مرات فى النهار ثم يقوم" انت قلت انك تأتى تترك لنا سلاما " سلاما اترك لكم سلاما اعطيكم " خذ جزء من طلبتك وطول فيه وتكلم مع ربنا واطلب فيه كتير . 4-اطلب طلبات روحيه لكل الذين تعرفهم : لأولادك لبيتك لاصدقائك لعائلتك لآمك لأخوك , اعطيهم يارب توبه ويفرحو بيك واكشف لهم الطريق ونور لهم حياتهم الذى قلبه اتفتح للكل لا يمكن ان يسكن فيه بغضه ,اطلب من اجل الكل ,اطلب سلام وبنيان وفرح ,اطلب نعمه ومعونه ,اطلب عن الكل ,ارفع قلبك الى فوق الذى وقف وطلب طلبات روحيه عن نفسه وفاتح قلبه وطلب طلبات روحيه عن الاخرين الذين حوله , فمثل هذا كيف ينظر اليه الله ؟ هذا ينظر له بعين الحنان والرأفه ,رأفات ربنا كلها من اجله , محبه ربنا كلها من اجله , خلاص ربنا كله من اجله , السماء تنفتح له وبتسمع صوت طلباته وربنا ينظر اليه , اطلب عن كل الذين حولك ثبتهم يارب فى كنيستك وحببهم فيك واجذبهم اليك ,اربطهم بيك برباطات المحبه . 5-اطلب الامور التى تحتجها : واحد شكر ربنا , ومجد ربنا , طلب طلبات روحيه عن نفسه , طلب طلبات روحيه عن الاخرين ,يارب اعطينا الرزق والقوت للمعيشه فى اكتفاء وشاكرين لا نحتاج لشئ ,يارب اشفى فلان ,اعطى نعمه لاولادى ,انقذه من كذا وكذا واكشف له الطريق , اسند فلان , فالحاجات التى احتاجها اطلبها ايضا لكن لم تكن هى محور علاقتى بربنا ربنا بالنسبة لى ليس موظف يشتغل عندى فى الامور التى احتاجها , ربنا ليس مجرد شخص له سلطان وانا اوظف هذا السلطان ربنا اعلى من هذا ,فقال " اعملو لا للطعام البائد بل للطعام الباقى " , " تتبعونى لانكم اكلتم من الخبز وشبعتم " هل هذا سر تبعيتكم لى ؟ . لذلك الذى يبنى حياته على هذاالامر مع ربنا يجد حياته مع ربنا هشه , لماذا ؟ لان حين اطلب من الله يشغلنى ؟ والله لم يشغلنى , يصبح ربنا لم يكن واقف معى , لماذا انا اصلى له ولم يفعل الذى اريده ؟يبقى امتنع عن الصلاه , وربنا لم يحبنى ولم يريدنى فيجد حياته مع ربنا هشه لانه وضع لربنا شروط للعلاقه , لانه يريد ان يمشى ربنا على هواه , مش انا الذى اخضع لربنا فى هذه العلاقه ربنا اكبر من هذا واحن من هذا ,ونظرته لنا اشمل , ربنا لا يهمه انت عايش فى شقه شكلها ايه لكن اللى يهمه قلبك شكله ايه ؟. والذى يهمه البيت السماوى الذى ستسكن فيه , لذلك نجد فى الكنيسه والقديسين ناس تسكن فى مغاير وشقوق الارض ونجد ربنا نفسه لما عاش على الارض عاش فقير ,كان ممكن يقول اريد اأكل لكن هذاالامر لم يكن يشغل تفكيره , لم يكن يشغله ان يسكن فى قصر لذلك ركز على جوهر حياتك مع ربنا ان يكون هذا الجوهر هو ربنا ان جوهر حياتك مع ربنا حياتك الابديه ان جوهر حياتك مع ربنا لا تكن الامور التى يمكن ان يمنحها لك بشر , ممكن واحد يجيب لك وظيفه ,يساعدك باموال , ممكن دكتور يعطيك دواء يشفيك من تعبك , ربنا اكبر من هولآء ربنا ليس مجرد شخص يحل لك مشكله زمنيه فربنا غير زمنى ,يعطيك امور ابديه , تبعيتنا لربنا يسوع يجب تكون تبعيه من اجل هدف غفران خطايانا لنوال الحياه الابديه ,من اجل ان نعرف امام من نحن واقفين ؟ , لذلك ركز على الخمس محاور للصلاه بهم اشكر كتير اعطى مجد لربنا كتير ,الكنيسه بحكمتها تعرف معنى انها تمجد ربنا تقول "قدوس " تعرف كيف تستميل قلب الله اليها وتحضره ويسكن فى وسطها ووسط عبادتها ووسط مؤمنيها اطلب كتير عن خلاص نفسك وغفران خطاياك وتوبتك وان ربنا يحلك من نقاط ضعفك ,لم احد يستطيع ان يمنحك الامور الروحيه سواه اطلب عن احبائك طلبات روحيه فى الاخر اطلب الامور الزمنيه ,كل الذى تحتاجه لكن اختمها بكلمه "لتكن مشئتك"لذلك يا احبائى ليكن جوهر حياتنا مع الله هو الله لتكن طلبتنا هو الله لتكن طلباتنا هى الحياه الابديه لتكن طلباتنا هى غفران خطايانا لتكن طلبتنا هى ان نكون معه فى المجد كل حين يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا له المجد الى الابد امين . القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
28 فبراير 2024

اليوم الثالث من صوم يونان (مت ٣٢:١٥ الخ؛ ١٦: ١- ٤)

وَأَمَّا يَسُوعُ فَدَعَا تَلَامِيذَهُ وَقَالَ: «إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ، لأَنَّ الْآنَ لَهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُتُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ وَلَسْتُ أُريدُ أَنْ أَصْرفَهُمْ صَائِمِينَ لَكَلَا يُحَوِّرُوا فِي الطَّرِيقِ». فَقَالَ لَهُ تَلَامِيذُهُ: «مِنْ أَيْنَ لَنَا فِي الْبَرِّيَّةِ حُبْرٌ بِهَذَا الْمِقْدَارِ، حَتَّى يُشْبِعَ جَمْعاً هذَا عَدَدُهُ؟». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كَمْ عندكُمْ منَ الْخَبْز؟» فَقَالُوا: «سَبْعَةٌ وَقَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ السَّمَكِ». فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِتُوا عَلَى الْأَرْضِ، وَأَخَذَ السَّبْعَ خُبْزَاتِ وَالسَّمَكَ، وَشَكَرَ وَكَسْرَ وَأَعْطَى تَلَامِيذَهُ، وَالتَّلَامِيذُ أَعْطَوُا الْجَمْعَ فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ سَبْعَةَ سِلاَلِ مَمْلُوءَةِ، وَالآكِلُونَ كَانُوا أَرْبَعَةَ آلاف رَجُلٍ مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالْأَوْلاَدَ. ثُمَّ صَرَفَ الْجُمُوعَ وَصَعِدَ إِلَى السَّفِينَةِ وَجَاءَ إِلَى تُحُوم مَجْدَلَ وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالصَّدُوقِيُّونَ ليُجَرِّبُوهُ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ. فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: إِذَا كَانَ الْمَسَاءُ قُلْتُمْ: صَحْرٌ لأَن السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ. وَفِي الصَّبَاحِ الْيَوْمَ شِتَاء لأَنّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ بِعُبُوسَةِ. يَا مُرَاؤُونَ! تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ السَّمَاءِ، وَأَمَّا عَلامَاتُ الأَزْمَنَةِ فَلَا تَسْتَطِيعُونَ جِيلٌ شَرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلَا تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلَّا آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ». ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَمَضَى] سفر يونان والمضمون النبوي من هو هذا المدعو يونان؟ هو إنسان نبي، من العبرانيين، أتاه صوت الرب هكذا: «وصار قول الرب إلى يونان بن أمتاي قائلاً قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة».ويقول الكتاب إنَّه قام وهرب إلى ترشيش من وجه الرب، وذهــب وهاج البحر. السفر لم يوضح أكثر من . هذا، وطبعاً إن أي عدم توضيح في الأسفار أو الإنجيل ليس معناه قصوراً أو خللاً في التدوين؛ ولكنه فسحة في الفكر العميـــق وللنفس المتأملة، لتستوعب الأشياء التي لا يمكن أن تكتب في سطور.صوت الرب يقول ليونان: اذهب وبشرها لأن شرها صعد أمامي. فهرب ونزل في بطن الماء وبقى فيه ثلاثة أيام وبالتعبير الكتابي، المسيح نزل إلى الهاوية ثلاثة أيام وثلاث ليالي ويونان نزل إلى العمق في بطن الحوت، ثلاثة أيام وثلاث ليالي وبتعبيره هو قال: صرخت من جوف الهاوية». وهكذا يبدو سفر يونان تطبيقياً، وكل سطر وكلمة فيه تشير إلى المسيح بصورة قويـــة جداً. وهنا يمكن اعتبار يونان بمثابة يوحنا المعمدان في العهد الجديد الصارخ ليعد طريق الرب. يونان رمز حي بشخصه، يمثل المسيح. عماد المسيح دفع به إلى الأربعين المقدسة، والأربعين إلى الصليب ثم القيامة، تماماً كما نزل يونان الماء ثم ذهب لنينوى كارزاً لها بالتوبة قائلاً: إن المدينة ستهلك بعد أربعين يوماً - كأنما هنا إشارة خفية أن الأربعين يوماً هذه مهمة في تحديدات الله وكأنها وفاء أقصى مدة مُحددة للهلاك. لكن الــرب وفاها وقضاها في صومه الأربعيني عن البشرية كلها. أما هروب يونان وكأنه يستصعب الدعوة، لكنه بعد أن نزل في الماء وظل فيها ثلاثة أيام حدث له شيء ما، لأنه بعد أن ألقاه الحوت على الشاطئ، قال له الرب ثانية بنفس الألفاظ الأولى: «قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد لها بالمناداة التي أنا مكلمك بها»، فانصاع يونان هذه المرة وكأنما تجدد فكــــره بعد أن اعتمد لنينوى ثلاثة أيام في العمق ! هنا شيء سري .حدث. وكأنما النزول في الماء- معمودية يونان هو اجتياز الموت والقيامة لنينوى.وضعت الكنيسة هذا السفر أمام أعيننا لكي نستوعبه لأنفسنا، لأن ليونان ونينوى رسالتين في حياتنا. فيونان يضع لمسات صورة المسيح القادم من بعيد.ونينوى تبكتنا بشدة: رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبي». «هذا الجيل»، لا يقصد به الوحي زمن جيل المسيح فحسب، ولكن كل جيل فيه الشرير والفاسق يكون هو هذا الجيل». إنه جيل قايين وجيل يهوذا،الجيل الصالب، هو . ممتدحتى هذا اليوم وقد يبدو هنا قسوة في كلام المسيح، ولكن الأمر ليس هكذا، فالفسق. والشر في الإنجيل مقصود به الوضع الروحي وليس الجسدي (فالوضع الجسدي يمكنه بطعنة في الضمير الحي من سيف كلمة الله أن يُحوّل أشــــر الناس إلى القداسة). فالشر الروحي هو أن نعبد غير الله، أن نرتمي في أحضان الشيطان. هذه هي الخيانة الزوجية. لأن المسيح اتخذ الكنيسة لنفسه عروساً، حسب نفسه عريساً للكنيسة: «لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح». أما جيل المسيح الذي هو جيل الرسل فهو جيل مستمر وممتد فينا وبنا حتى الآن. إنه الجيل الشاهد للمسيح حتى آخر يوم في تاريخ البشرية. يطلب آية ربما يريد هذا الجيل من الله أن يرسل ناراً من السماء؟ أو يسقط لهم منا سماوياً. ولكن ألم يسبق وأن قدَّم لهم المسيح الطعام في معجزة إكثار الخمس خبزات والسمكتين إنجيل) اليوم الثالث من صوم يونان)؟ ولكن لنتبه لأنفسنا جيداً لأن الآية لا تزيد الإيمان، ولكن الإيمــــان بحد ذاته آية. فالمسيح لم يستطع أن يصنع في الناصرة قوات كثيرة لعــــدم إيمانهم (راجع مت١٣: ٥٨). لن يستطيع المسيح أن يعمل لك آية في حياتك إن لم يسبقها إيمان.يحتاج لآية «آية يونان النبي»، لن تنفع هذا الجيل الشرير آيات السماء؛ ولكنـــه وحيدة تقيمه من موت الخطية وآيته هي آية يونان، إنها آية الموت، فيونان في عُرف المنطق والعلم كان يتحتم أن يموت في بطن الحوت يونان مات، نعم مات، والرب أقامه.ما أجملك يا يونان يا نبي الفداء، وأنت تموت ثلاثة أيام بلياليها لتكفر عن خطيتك وخطية نينوى العظيمة. وما أجمله موتاً ذلك الذي نموته كــــل يوم من أجل الآخرين! يقول البعض إن يونان يُمثل الابن الأكبر في (مثل الابن الضال)، لأن نينوى لما خلصت حزن يونان وصار مثل الابن الأكبر الذي لم يُرِدْ أن يدخل البيت ولكن الحقيقة هي أن يونان تمنع من الذهاب لنينوى لئلا يبشرها بالخراب، هو يعلم يقين العلم أن الله طويل الأناة بطيء الغضب، وسيـــصفح عنها حتماً في النهاية. لذلك هرب يونان لئلا يواجه محنتين : محنة التبشير بالخراب، وهو عسر كل العسر على النفس الوديعة ومحنة رجوع الله عن غضبه، فيظهر يونان وكأنه . يسخر من شعب غريب! ولكن أين يهرب يونان من وجه الله؟ فالله دائماً يُطارد الخادم الهارب. فكل إنسان يمكن أن يهرب من وجه الله، إلا من سمع صوته وحمل نيره وقبـــل اسمه القدوس فيونان (في الفكر القبطي) لا يمثل الابن الأكبر الحزين علـــى خـــلاص الآخرين، ولكنه مثال المسيح الفادي المخلص فيونان هو نبي الفداء المبدع. في إنجيل لوقا إشارة سرية للغاية تكشف عن حدوث صلة توبيخ لأهل نينوى بسبب المخاطرة العظمى والموت المحقق الذي تعرض له يونان من أجلهم: «وكما كان يونان آية لأهل نينوى؛ كذلك ابن الإنسان أيضاً لهذا الجيل». إذا فقد بلغ أهل نينوى أن يونان عبر محنة الموت في داخل بطـــــن الحوت ثلاثة أيام، ثم قام من أجل خلاصهم.قصد الإنجيل أن يوضح أن يونان بنفسه، وليس بكرازته فقط كان آيــــة لأهل نينوى. هكذا ابن الإنسان فهو بنفسه، وبموته وقيامته آية هذا الجيل. صلاة يونان إن صلاة يونان المزامير الجديدة للسائرين في طريق الجلجثة والتي هي حتماً تردد قرارها في السماء كل الرواح المبرّرة في المجد. إنها السلم الجديد الذي نرتفع عليه لكي نطل خلسة إطلالة سريعة على المجد المعد. نعم، هكذا يغتصب ملكوت السموات بصلاة كصلاة يونان وهو في عمق الهاوية. اليوم، يا أحبائي، هو يوم التوبة الغاصبة لميراث القديسين وميراث ابن الله.اليوم مفهوم جديد لمعنى الكرازة بالبذل حتى الدم. اليوم، دعوة للكارز ليسلك طريق النجاة لنفسه وشعبه، للراعي والرعية. هذه نينوى تعطينا صورة حاسمة لكل دقائق ومعنى استرضاء وجه الله.يا رعية الله، صغيرها وكبيرها شيخها وطفلها مريضها وسليمها، هذه نينوى أمامنا آية.ويا كارزي المسكونة، ويا واعظي الكنيسة، هوذا يونان لكم اليوم مثل يُحتذى، كيف كان؟ وماذا صار؟ فيونان قبل أن يدخل محنة الموت بلياليها، ما كان نافعاً لا لنينوى ولا لنفسه، حيث كان سيذهب إلى ترشيش ليأكل الخرنوب مع الخنازير.وها هوذا يونان بعد أن صلى من عمق التجربة وأهوال الموت، يُرينا كيف جاز التجربة حتى النهاية، وصار يونان كارزاً بشبه المسيح، وحسب له موته بشبه فداء. وهكذا تكرم يونان بهذه التجربة، فصار هـو الـنبي الوحيد الذي أخذه المسيح ليضعه نموذجاً لموته وقيامته! وآية للتائبين!! المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
07 فبراير 2024

كلمة "أخطأت" بين الحقيقة والزيف

كثيرًا ما تُقال كلمة (أخطأت) من قلب منسحق صادق، فتدل على التوبة، وتنال المغفرة من الله مثال ذلك الابن الضال، حينما قال لأبيه "أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقا أن أدعى لك ابنًا" (لو 15: 18)، فنال المغفرة، وذبح له العجل المسمن ومن أمثلة ذلك أيضًا، قول داود في المزمور الخمسين "لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت". ونحن نكرر هذه العبارة في كل صلاة من صلوات اليوم السبع. على أن هناك مناسبات أخرى، قيلت فيها عبارة أخطأت، ولم تدل على توبة ولم يقبلها الله..! لقد كرر فرعون هذه العبارة بلون السياسة، أكثر من مرة خوفاً، لكي يرفع عنه الرب العقوبة وما أن ترتفع الضربة عنه، حتى يرجع إلى قسوة قلبه كما كان!! في ضربة البرد، دعا فرعون موسى وهارون وقال لهما "أخطأت هذه المرة الرب هو البار وأنا وشعبي الأشرار صليا إلى الرب وكفى حدوث رعود الله والبرد فأطلقكم" (خر 9: 37)، ولما رفعت الضربة رجع إلى قساوته وفى ضربة الجراد قال لهما "أخطأت إلى الرب إلهكما وإليكم والآن اصفحا عن خطيتي هذه المرة فقط وصليا إلى الرب إلهكما ليرفع عنى هذا الموت" (خر 10: 16) كثيرون كفرعون يقولون (أخطأت) ويرجعون كرجوعه بلعام، الذي تحدث الكتاب عن ضلالته، قال لملاك الرب: "أخطأت" (عد 22: 34) وعاد وخالف وشاول الملك قال لصموئيل (أخطأت)، وكررها مرتين، لا عن توبة، وإنما لكي يكرمه النبي أمام الشعب (1 صم 15: 24، 30) وهلك شاول ورفضه الرب وعخان ابن كرمي قال ليشوع "أخطأت إلى الرب" (يش 7: 20) وهلك عخان، مثلما هلك بلعام من قبل، ومثلما هلك شاول الملك من بعد، على الرغم من عبارة (أخطأت) شمعي بن جيرا أيضًا قال لداود عبارة "أخطأت" (2 صم 19: 20) ولعله قالها بنوع من الخوف ومن التملق، ولمتقبل منه، وهلك شمعي بن جيرا وماذا أقول؟ إن يهوذا الخائن نفسه قال (أخطأت) قالها في يأس لرؤساء الكهنة والشيوخ، بعد فوات الفرصة "أخطأت إذ أسلمت دما بريئا" (مت 27: 4) ثم مضى وخنق نفسه، وهلك يهوذا بعد قوله (أخطأت). قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل