المقالات
03 مايو 2019
وكان الاثنان يركضان معًا
يصف لنا القديس يوحنا في روايته عن قيامة السيد المسيح رد فعل مريم المجدلية عندما أتت إلى القبر والظلام باقٍ فنظرت الحجر مرفوعًا بقوله: «فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه» (يو20: 2). ثم عاد أيضًا في نفس الرواية ووصف رد فعله هو وبطرس الرسول عندما سمعا ما قالته مريم لهما قائلًا: «وكان الاثنان يركضان معًا» (يو20: 4). وليس يوحنا فقط هو الذي نوَّه عن رد الفعل هذا، بل لوقا أيضًا حيث قال: «فقام وبطرس وركض إلى القبر» (لو24: 12). أمّا متّى فقد انفرد دونًا عن باقي الإنجيليين بتوضيح أمر الملاك للمريمتين: «واذهبا سريعًا قولا لتلاميذه إنه قد قام من الأموات» من ثَمّ كان رد فعلهما أنهما: «خرجتا سريعًا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه» (مت28: 7-8). ولعلّ انطلاق المريمتين هذا يذكّرنا بمشهد العصفور الحي في شريعة تطهير الأبرص، الذي بعدما يُغمَس في دم العصفور المذبوح على الماء الحي يُطلَق على وجه الصحراء (لا14: 6-7). ما أود لفت النظر إليه هنا هو أن رد فعل المريمات والتلاميذ لخبر القيامة كان "الركض"!!والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: لماذا الركض عند تلقّي خبر القيامة؟ في الواقع يحمل الركض العديد من المعاني والمدلولات. إنه يدل أولًا على الفرح الشديد الممزوج بالحب. فالذي يتلقّى خبرًا سارًا لا يتوانى من شدة فرحته عن مشاركته مع أحبائه. هذه هو جوهر كل كرازة في المسيحية. لقد كان الركض هو رد فعل الأب أيضًا لقيامة ابنه من موت الخطية في قصة الابن الضال: «وإذ كان لم يزل بعيدًا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله» (لو15: 20). المدلول الثاني للركض هو سرعة انتشار خبر القيامة على يد مبشّرين غيورين لا يعرفون الكسل أو التواني. يذكّرنا ذلك بما حدث مع داود عندما تسابق رجلان في الجري لكي يبشّراه بالغلبة في الحرب: «وكان داود جالسًا بين البابين وطلع الرقيب إلى سطح الباب إلى السور ورفع عينيه ونظر وإذا برجل يجري وحده. فنادى الرقيب وأخبر الملك، فقال الملك: إن كان وحده ففي فمه بشارة. وكان يسعى ويقرب. ثم رأى الرقيب رجلًا آخر يجري. فنادى الرقيب البواب وقال هوذا رجل يجري وحده. فقال الملك وهذا أيضًا مُبَشِّر» (2صم18: 26). يا ليتنا نتعلم كيف نحمل بشرى القيامة المفرحة للجميع بكل غيرة كما هذين الرجلين!! أما المدلول الثالث للركض فهو السعي الجاد والجهاد الشاق. هذا المدلول يتحدث عنه بولس الرسول بوضوح قائلًا: «ألستم تعلمون أن الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحدًا يأخذ الجعالة. هكذا اركضوا لكي تنالوا... إذ أنا أركض هكذا ليس عن غير يقين» (1كو9: 26،24). توجد إذًا رابطة وثيقة بين القيامة والجهاد. فخبر القيامة ليس مجرد خبر مبهج يحرك المشاعر والانفعالات البشرية، بل هو يضع على عاتقنا مسئولية الجدية في الجهاد الشخصي حتى تصير هذه القيامة مفَّعلة في حياتنا. كل عيد قيامة ونحن جميعًا راكضون في طريق الخلاص!!
نيافة الحبر الجليل الانبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة الأمريكية
المزيد
02 مايو 2019
التدبير الروحي في الخماسين المقدسة
يشكو الكثيرين أنفسهم في أيام الخماسين المقدسة بأنهم يتراجعون روحياً وتبرد حميتهم الروحية، فالصوم قد توقّف والميطانيات ممنوعة ومسحة النسك التي كانت تغطي السلوك التدبيري قد بهتت. ولكن فترة الخمسين المقدسة إن كانت تشير إلى شيء فهي إنما تشير إلى الأبدية، لا خطايا ولا توبة بالتالي، لا دموع و قرع صدر لأنه الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد، فالطعام روحي "لان ليس ملكوت الله أكلاً و شربًا بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس (رومية 14: 17). والسجود بفرح، وفي سفر الرؤيا جاء ذكر السجود للجالس على العرش اثنتي عشر مرة " وكانت الحيوانات الاربعة تقول امين والشيوخ الاربعة والعشرون خروا وسجدوا للحي إلى أبد الآبدين (رؤيا 5 : 14) إذا فالسجود ليس في كل مرة هو سجود التذلل، وانما يمكن أن يتم بمشاعر البهجة الممزوجة بالفرح، مثلما ينحني إنسان أمام أب كاهن أو حتى جده ليقبل يده بودّ وفرح وليس بتذلل. هكذا يوجد السجود في السماء، ويمكن بالأحرى أن يتم على الأرض وفي فترة الخمسين. إذا هذه الفترة ليست للتسيب وإلاّ فإن ذلك يعني أننا صمنا على مضض مكرهين ! وما أن انتهى الصوم حتى تنفس البعض الصعداء !.
لذلك ربما لاحظت أن البعض يتعجّل نهاية القداس ليلة العيد،ومثله من يتعمّد أن يأكل دسماً بشراهة يومي الأربعاء والجمعة خلال الخمسين !!. أعرف بعض الآباء في البرية والذين اعتادوا الصوم حتى الثالثة كل يوم، فإذا حلت الخمسين حلوا صومهم صباحاً بكسرة خبز بسيطة على أن تكون الوجبة الأساسية في موعدها عند الثالثة، بل منهم من كان له تدبير - بالاتفاق مع الأب الروحي – على صوم يوم في الاسبوع بمستوى ما خلال هذه الفترة بل وعمل عدد من الميطانيات أيضاً. فإذا لم يحدث شيئا من هذا خلال الخمسين فإننا سنجد صعوبة شديدة في استئناف الجهاد الروحي في صوم الآباء الرسل. إن الإنسان الروحي يتساوى عنده الصوم مع الطعام فيختار الصوم، والمسوح مع الأرجوان، والتنعم مع الزهد،ففرحه داخلي وتعزيته في المسيح وغايته الأبدية،والقانون هو السمو فوق كل القوانين...
نيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف عام المنيا وابو قرقاص
المزيد
01 مايو 2019
القيامة معجزة لازمة وممكنة ومفرحة
أهنئكم يا أخوتي جميعا بعيد القيامة المجيد, أعاده الله علينا جميعا بالخير والبركة, وعلي بلادنا العزيزة في سلام واستقرار وأمان, بعون من الله صانع الخيرات كل حين... وأريد اليوم أن أحدثكم عن القيامة. وأقصد بها بلا شك قيامة الأجساد. لأن الأرواح حية بطبيعتها لا تموت. وبالتالي ليست في حاجة إلي القيامة.
هذه الأجساد التي بالموت تحولت إلي تراب, ستعود بالقيامة إلي الحياة. وكما سبق الله وخلقها من التراب, ومنحها الوجود, هكذا أيضا من التراب يعيدها إلي الحياة. ثم بعد ذلك يجعلها تتحد بأرواحها. ويقف الجميع أمام الله العادل, في يوم القيامة العامة أو يوم البعث. وذلك لكي يقدموا حسابا عما فعلوه في الحياة الدنيا خيرًا كان أو شرًا. إنه يوم الدينونة الرهيب. يتلوه المصير الأبدي لكل البشر. إما في النعيم الأبدي أو في العذاب.
إن قيامة الأجساد لاشك معجزة, أي قد يعجز العقل عن فهمها وكيف تتم؟! وذلك فإن الملحدين وأنصاف العلماء قد يصنعون عراقيل أمام القيامة وإمكانيتها. وبالعكس فإنالمؤمنين يؤمنون بالقيامة, لإيمانهم بقوة الله وإرادته وعلمه. فمن جهة الإرادة, الله يريد للإنسان أن يقوم من الموت, وقد وعده بحياة الخلود, وذكر القيامة. وما بعدها بكل وضوح وصراحة, ومن جهة المعرفة والقدرة, فإن الله يعرف أين توجد عناصر هذه الأجساد التي تحللت, وأين توجد عظامها. ويعرف كيفية إعادة تشكيلها وتركيبها. والله جل جلاله, هو كلي القدرة يقدر علي كل ما يخص القيامة.
ولا شك أن عملية قيامة الأجساد هي أسهل بكثير من خلقها. فالله الذي خلقها من التراب, هو قادر علي أن يعيدها إلي الحياة. من التراب أيضا. بل أعمق من هذا, هو خلق الأجساد من العدم. لأن التراب- قبل أن يكون ترابًا- كان عدما. ومن هذا العدم خلق الله كل شيء. فهل كثير عليه إذن أن يقيم أجسادا من التراب؟! لذلك فإن الذين ينكرونالقيامة أو يستصعبونها, إنما في داخلهم ينكرون دون أن يشعروا بقدرة الله الذي يخلق من العدم.
والقيامة إذن لازمة من أجل كرامة الجنس البشري. فلولاها لكان مصير جسد الإنسان مصير أجساد الحيوانات التي تموت فينتهي وجودها بموتها؟! فما هي إذن ميزة هذا الكائن البشري العاقل الناطق الذي أنعم الله عليه بموهبة التفكير والاختراع, والقدرة علي أن يصنع مركبات الفضاء التي توصله إلي القمر, وتدور به حول الأرض وترجعه إليها, وقد جمع معلومات عن الكون لا نعرفها... هذا الإنسان الذي اخترع الـMobilePhone, والكمبيوتر والفيس بوك واختراعات طبية وعلمية كثيرة... هل يعقل أن هذا الإنسان العجيب يئول مصيره إلي مصير بهيمة أو حشرة أو بعض الهوام؟! إن العقل لا يقبل شيئا من هذا كله.
والقيامة أيضا ضرورة تستلزمها عدالة الله وذلك من ناحيتين: من جهة الروح والجسد, ومن جهة أحوال الناس علي الأرض.
فمن جهة الروح والجسد, نقول إن الإنسان علي الرغم من خلقه في طبيعتين. طبيعة روحية وأخري مادية, إلا أنهما اتحدتا في طبيعة واحدة هي الطبيعة البشرية, يشترك فيها الجسد والروح معا. فالجسد ينفعل بحالة الروح, بفكرها ومشاعرها ونياتها: الروح تهاب الله وتخضع له, فينحني الجسد تلقائيا. الروح تحزن, فتبكي العين في الجسد, وتظهر ملامح الحزن علي الوجه. الروح تفرح, فتظهر الابتسامة علي الوجه. الروح تخاف, فيرتعش الجسد, ويظهر الخوف في ملامح وجهه.
إنها شركة في كل شيء. ليس من العدل أن تتحملها الروح وحدها, أو الجسد وحده. بل يتحملها الاثنان معا. وهكذا لابد أن يقوم الجسد, ويتحد بها.
ولو لم تكن هناك قيامة, يتمادي الناس في ملاذ الحياة الدنيا, وفي شهواتها وفسادها, غير عابئين بما يحدث فيما بعد. أما الإيمان بالقيامة, فإنه رادع الناس, إذا يؤمنون أن العدل سيأخذ مجراه في الحياة الأخرى.
القيامة أيضا لازمة لأجل التوازن: ففي الأرض ليس هناك توازن بين البشر: ففيها الغني والفقير, السعيد والتعيس, المتنعم والمعذب. ما دام التوازن غير موجود علي الأرض, فمن اللائق أن يوجد في السماء. ومن لم ينل حقه علي الأرض, يمكنه أن يناله في السماء, ويعوضه الرب علي ما فاته في الدنيا, إن كان بارًا كذلك هناك تعويض آخر في السماء لا يأتي إلا بالقيامة, فعلي الأرض يوجد عميان, ومعوقون, ومشوهون, وأصحاب عاهات, وكل الذين لم تنل أجسادهم حظا من الجمال أو من الصحة أو من القوة. فمن العدالة أن تقوم أجسادهم في اليوم الأخير بلا عيب. ويعوضها الله عما قاسته من نقص.
القيامة أيضا معجزة جميلة تقدم الحياة المثالية في العالم الآخر. فالإنسان المثالي الذي بحث عنه ديجول الفيلسوف ولم يجده, والذي فكر العلماء كيف, هذا الإنسان المثالي الذي يسمونه SuperMan تقدمه لنا القيامة في العالم الآخر, في عالم ليست فيه خطية علي الإطلاق, ولا يوجد فيه حزن ولا بكاء, ولا فساد, ولا ظلم, ولا عيب ولا نقص, إنه عالم الأبرار الذين كافأهم الله عز وجل القيامة هي أيضا معجزة مفرحة لأنها باب الأبدية: نعلن بها نهاية الموت. أن نقول إن الموت قد مات بالقيامة, إذ لا موت بعدها. ويدخل الإنسان في الحياة التي لا تنتهي, أعني الحياة الأبدية, حياة الخلود, التي هي حلم كل إنسان علي الأرض. ومن أجلها يضبط نفسه, ويقاوم الخطية, ويفعل البر, لكي يستحق هذا الخلود المملوء فرحا
قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث
المزيد
30 أبريل 2019
القيامة الفريدة
حقًا إنها قيامة فريدة قيامة الرب يسوع من بين الأموات. فهي قد حدثت مرة واحدة. ولم تحدث قبل ذلك، ولن تحدث قبل لك، ولن تحدث إلى الأبد ، ذلك لأن قيامة الرب اتسمت بسمات ثلاث فريدة، حيث أن الرب:-
1. قام ولم يمت ولن يموت.
2. قام بقدرته الذاتية.
3. قام بجسد ممجد.
1. قام ولم يمت ولن يموت:
لأن كل الذين قاموا من بين الأموات ، في كل العهود، تسلط عليهم الموت بعد أن عادوا إلى الحياة،وتمكن منهم، وأماتهم مرة أخرى. إلا أن الرب يسوع، الذي بعد أن قام ظل يظهر لتلاميذه أربعين يوما، ثم صعد إلى السموات أمام أعينهم، ليبقى حيا إلى أبد الآبدين.وهذا ما أعلنه لنا معلمنا يوحنا اللاهوتي، حين التقى بالرب في رؤياه، وسمع منه هذه الكلمات: "أناهو الأول والآخر، والحي وكنت ميًتا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين" (رؤ 17:1-18)وكان هذا أمرا طبيعيا، فالبشر حين يموتون، فهم عموما تتحلل أجسادهم، ويخضعون لعوامل الفناء،ويتحكم فيهم الموت، وذلك بسبب الخطية التي تسللت إلى الجسد الإنساني منذ البداية، وأصبحت تنخر في لذلك فحتى إذا سمح الله بقيامة إنسان، إلا : عظامه حتى إلى النخاع، و"أجرة الخطية هي موت" (رو 23:6)أن الخطية الكامنة في الجسد الطبيعي، تظل تعمل فيه ليموت مرة أخرى. وهي محبة عجيبة من الله، ذلك أن الجسد الذي نموت به، غير الجسد الذي سنقوم به جديدا روحانيا خاليا من لوثة الإثم. فالموت معبر إلى القيامة، والجسد- حين نواريه التراب- يكون كبذرة دفناها، لتعطينا ثما را جديدة.أما السيد المسيح- له المجد- فكان جسده بلا خطية، ولذلك لم يستطع الموت أن يمسكه، ولا الهاوية أن تقبض عليه، بل أنه قام بجسده ونفسه، ولكن بصورة نورانية، لا يسيطر عليها الموت.وشكرا لله، فحتى من يرفضون ألوهية المسيح، لا ينكرون حياته المستمرة الخالدة، فهو حي،وسيستمر حيا إلى الأبد ومن هو الحي إلى الأبد إلا الله؟!
2. قام بقدرته الذاتية:
وهذا فرق خطير آخر بين كل من أقيموا من بين الأموات، وبين الرب الذي قام بنفسه. كلهم قاموا بقدرة خارجة عنهم، قدرة الله التي تعمل في قديسيه، لمجد اسمه، ولأهداف روحية معينة. لقد أقام أليشع النبي ابن الشونمية متمددا عليه ومصليا لله ( 2 مل 34:4)، بل إن عظامه أقامت ميًتا حين تلامس جسده معها ( 2 مل 13: 21 ). وفي العهد الجديد، أقام بطرس طابيثا بصيحة مؤمنة "يا طابيثا قومي" (أع 9 :40) وأقام بولس أفتيخس بأن عانقه واحتضنه (أع 9:20-12) وحتى السيد المسيح له المجد، بعد أن أقام عددا لايحصى من الأموات ( ابنة يايرس– ابن أرملة نايين– لعازر، ومن أقامهم يوم صلبه ومكثوا في القبور حتى قيامته ثم ظهروا لكثيرين) ، إلا أنه سمح بالقيامة ثم تركهم لموت آخر، حبا منه حتى لا يظلوا أحياء بجسدالخطية، بل لابد من أن يشتركوا في القيامة العامة، ويأخذوا الجسد النوراني الذي لا يموت.أولئك قاموا بقدرة خارجة عنهم، بصلوات قديس، أو ضراعة صديق، أما يسوع فقام بسلطانه الذاتي،سلطان لاهوته المتحد بناسوته المسجى في القبر. و كما نقول في "القسمة السريانية": "وانفصلت نفسه عن جسده ، إلا أن لاهوته لم ينفصل قط، لا من نفسه ولا من جسده". نعم، فاللاهوت لا يموت، وهو غير محدود،وحين انفصلت نفس المسيح الإنسانية من جسده الإنساني مات الناسوت، ولكن اللاهوت غير المحدود، والموجود في كل مكان، ظل متحدا بنفسه التي نزلت إلى الجحيم لتطلق المسبيين، وبجسده المسجى في قبرجديد. وفي اللحظة المعينة، استطاع اللاهوت أن يضم النفس إلى الجسد بعد أن أتمت مهمة إطلاق الأسرى،وبعد أن أتم الجسد مهمة سفك الدم لغفران الخطايا.يا للمجد الذي نحيا يا ربنا ، بسبب قيامتك الفريدة، يا من مت من أجل خطايانا، وقمت من أجل تبريرنا... لك المجد!
3. قام بجسد ممجد:
وهذا فرق ثالث خطير يجعل قيامة الرب فريدة في نوعها، فكل الذين قاموا، قاموا بأجساد عادية قابلة للموت، وحتى للخطية. أما الرب يسوع فقام بجسد ممجد ، روحاني ونوراني في طبيعته، لا يتسلل إليه المرض، ولا يطاوله الموت، لا تدخل إليه الخطية، ولا تقترب منه عوامل الفناء. إنه جسد حقيقي، ولكنه اكتسب خصائص روحانية ونورانية جديدة، كيف لا... وهو الجسد الذي سيصعد به إلى السماء، ليسكن في عالم الروح والنور إلى الأبد؟! إنه الجسد الذي تحدث عنه معلمنا بولس، مؤكدا لنا أننا سنتغير إلى صورته، حين قال: "الذي سيغيرإنه الجسد الذي لا يخضع لمقاييس الحس : شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده" (في 21:3) والمكان والزمان، يدخل والأبواب مغلقة، وينتقل في خفة ويسر رغم أنف الجاذبية الأرضية. إنه الجسد الذي وعدنا به الرب حين قال: "مجد السمويات شيء، ومجد الأرضيات آخر... هكذا أيضا قيامة الأموات: يزرع في فساد، ويقام في عدم فساد، يزرع في هوان، ويقام في مجد، يزرع في ضعف، ويقام في قوة، يزرع جسما حيوانيا، ويقام جسما روحانيا... وكما لبسنا صورة الترابي، سنلبس أيضا صورة السماوي"... "الإنسان الأول من الأرض ترابي، والإنسان الثاني الرب من السماء" ( 1 كو 35:15-50) إنه الجسد الذي يحيا بلا طعام، ولا يجسر الشيطان أن يقترب إليه. ومع أننا رأينا السيد المسيح- بعد القيامة- يأكل مع تلاميذه، أو يطلب منهم أن يلمسوه ليتأكدوا أنه "لحم وعظام"، إلا أن ذلك مجرد معجزات حسية، فيها أكسب الرب جسده الروحاني أبعادا محسوسة، حتى يتأكد التلاميذ من حقيقة القيامة، وأنه قام بنفس جسده الذي مات به. إنه تماما كالملاك الذي ضرب جنب بطرس، وقاده إلى خارج السجن، مع أن الملاك روح، ولكن الله أعطاه أبعادا حسية مؤقتة لغرض محدد. وهكذا تيقن التلاميذ من قيامة الرب، ومن رب القيامة. نعم... قام المسيح، والمسيح أقام نفسه بنفسه... هو الله الظاهر في الجسد لفدائنا وتعليمنا.مباركة قيامة الرب ومبارك رب القيامة.ومباركة كل نفس اتحدت به، لتحيا له ومعه،إلى أبد الآبدين.
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
عن كتاب براهين القيامة
المزيد
29 أبريل 2019
لماذا قام باكرًا جدًا في أول الأسبوع؟
لقد أخبر السيد المسيح تلاميذه أنه سوف يقوم من الأموات في اليوم الثالث. وقد وصلت هذه الأخبار إلى اليهود قبل الصلب بفترة من الوقت. ولذلك فبعد موت السيد المسيح على الصليب ووضعه في القبر، ذهبوا إلى بيلاطس وقالوا له: "قد تذكّرنا أن ذلك المضل قال وهو حي: إني بعد ثلاثة أيام أقوم، فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلًا ويسرقوه.. فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى" (مت27: 63، 64).لذلك حرص السيد المسيح أن يقوم باكرًا جدًا في يوم الأحد أي في أول الأسبوع حتى تحدث القيامة قبل انصراف الحراس بوقت كافٍ. ولكي ينصرف الحراس بعد مجيء الملاك ودحرجته الحجر عن باب القبر مع الزلزلة التي حدثت، وبعد أن يكتشفوا على أثر ظهورات ملائكة القيامة أن القبر فارغًا، ولم يبصروا جسدًا ميتًا بداخله بعد اختفاء الملائكة لأن السيد المسيح قام قبل دحرجة الحجر عن باب القبر.
وفي انصراف الحراس في بداية اليوم دليل على قيامة السيد المسيح،لأنه كان من المفروض أن يستمروا في الحراسة إلى غروب يوم الأحد.ولكن أخبار القيامة بدأت تنتشر من فجر الأحد واستمرت في الانتشار طوال اليوم.وبعد أن أصبح بقاؤهم شيئًا مخجلًا أمام النسوة وكل من يحضر لمشاهدة القبر الفارغ، جاء الحراس إلى المدينة في أول اليوم وأخبروا اليهود بكل ما كان فأعطوهم فضة كثيرة لكي لا يتحدثوا مع أحد بأخبار القيامة، بل يقولوا إن تلاميذه قد أتوا ليلًا وسرقوه وهم نيام، ووعدوهم بأنهم يستعطفون الوالي من أجلهم لكي لا يؤذيهم لسبب نومهم أثناء الحراسة.وهنا نتساءل: كيف أبصر الحراس تلاميذه وهم يسرقونه إن كانوا نيامًا؟! لأن النائم لا يستطيع أن يبصر شيئًا..!!وكيف تنازل اليهود عن نوم الحراس وسرقة جسد السيد المسيح؟ ولماذا لم يطالبوا بإعدام الحراس حسب القانون الروماني؟!!وكيف يستعطف اليهود الوالي من أجل الحراس في الوقت الذي كانوا فيه حريصين جدًا أن لا يُترَك القبر بلا حراسة لئلا يأتي تلاميذه ويسرقوه ويقولون إنه قد قام فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى حسب قولهم؟!
أي أن أخبار القيامة بالنسبة لهم تعتبر أفظع من إقرار السيد المسيح عن نفسه أنه هو "المسيح ابن المبارك" (مر14: 61) أمام مجمع السنهدريم عندما سأله رئيس الكهنة عن ذلك!!
نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن كتاب المسيح مشتهي الأجيال منظور أرثوذكسي
المزيد
27 أبريل 2019
سبت الفرح (يوم الرجاء)
في انتظار قيامة المخلص(1)
باكر: يقول الكاهن صلاة الشكر أمام الهيكل ويرفع البخور
النبوة:
إش 55: 2-الخ. وأما أنتم فتأتون بفرح وتقبلون بالسرور (فرح القيامة)
البولس 1 كو 5: 7-الخ لنعيد لا بالخمير العتيق ولا بخمير الشر والخبث بل بفطير البر والطهارة(2).
المزمور 87: 4، مز 43: 23، 26، مز125: 2، 3 قم يا رب لماذا تنام حينئذ امتلأ فمنا فرحًا ولساننا تهليلًا.
الإنجيل: مت 27: 62-66... فمضوا وضبطوا القبر وختموه مع الحراس.
الثالثة: حزن صالبيه وألمهم
أر 13: 15-22 أفلا تأخذك الأوجاع كالمرأة التي تلد وإن قلت كيف أصابني هذا فهو من أجل كثرة ظلمك.
مز 15: 10، 11 لا تترك نفسي في الجحيم ولا تدع قدوسك يرى فسادًا (سيقوم المخلص بجسد ممجد لا يعتريه الفساد).
الإنجيل:مت 16: 24-الخ الحق أقول لكم أن قومًا من القيام هاهنا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته (إشارة إلى قيامته وظهوراته لتلاميذه).
الساعة السادسة: التمجد مع المخلص
إش 50: 1-الخ، 51: 1-8 أنظروا إلى النور (نور القيامة) توكلوا على اسم الرب. تقووا بالله.
مز 129: 1، 141: 7.. اخرج من الحبس نفسي لكي أشكر أسمك يا رب (نبوة عن قيامة المخلص من حبس وظلمة القبر).
الإنجيل:مت5: 3-13 طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات افرحوا وتهللوا فإن أجركم عظيم في السماوات (تطويب وفرح وتهليل المتألمين من أجل المسيح).
ملحوظة:
بعد الساعة السادسة يقرأ الشعب سفر الرؤيا على الزيت المخصص لذلك (أبو غالمسيس)، وبعد قراءة سفر الرؤيا يدهن الكاهن الشعب بالزيت ثم يبدأون في صلوات:
الساعة التاسعة:
بعد أن يلبس الكاهن والشمامسة ملابس الخدمة الخاصة بالقداس الإلهي.
إش 45: 15-20 أنت هو الله ولم نعلم يا اله إسرائيل المخلص: (فالمسيح هو إله إسرائيل الذي خلصهم بصلبه وموته عنهم).
أر 31: 31-34 لأني أصفح عن ظلمهم ولا أذكر خطيتهم منذ الآن (المسيح مات لأخل خطايانا وقام لأجل تبريرنا)
مز 40: 10، 5 وأنت يا رب ارحمني وأقمني (عن قيامة المخلص).
الإنجيل:يو 5: 21-30 عن قيامة الأموات التي صارت قيامة المخلص برهانًا وعربونًا لها.
فصول قداس سبت الفرح تتحدث كلها عن ثمار قيامة المخلص المرتقبة
البولس 1 كو 15: 1-22 قيامة المسيح هي عربون قيامتنا. قد قام المسيح من بين الأموات وصار باكورة الراقدين كذلك في المسيح سيحيا الجميع كل واحد في رتبته.
الكاثوليكون 1بط 1: 1-9 الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء دخول الحياة بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات، لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لأجلكم.
الأبركسيس أع 3: 12-21 رئيس الحياة قتلتموه. هذا الذي أقامه الله (اللاهوت أقام الناسوت) من بين الأموات. هذا الذي نحن شهود له.
(مز 3: 3، 5)، (مز 81: 8) أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت (موت المسيح وقيامته).
الإنجيل:مت 28: 1-الخ بشارة الملاك للنسوة بقيامة المخلص.
المزيد
26 أبريل 2019
قراءات يوم الجمعة العظيمة (يوم الصلب)
محاكمة المخلص وصلبه وموته ودفنه
الساعة الأولى: محاكمة المخلص.
النبوات:
تث 8: 19 الخ 9: 1-24 أنكم تهلكون لا محالة كبقية الأمم التي أبادها الرب من أمام وجهكم.
إش 1: 2-9 ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا عليّ... تركتم الرب وأغضبتم قدوس إسرائيل
إش 2: 10-21 سيذل ارتفاع البشر ويتعالى الرب وحده.
أر 22: 29 الخ و 23: 1-6 ها أنذا أنتقم منكم حسب أعمالكم الشريرة.
أر 18: 2-6، 20: 2، 3 ، زك 11: 11-14 كنتم مع آبائكم مقاومين للحق وأولادكم الذين يأتون بعدكم يصنعون خطية أشر منكم لأنهم يثمنون الذي ليس له ثمن ويؤلمون الذي يشفي الأمراض ويغفر الذنوب يأخذون الثلاثين من الفضة التي اشترط عليها بنو إسرائيل ويدفعونها في حقل الفخاري.
إش 24: 1-13 اللعنة تأكل الأرض لأن سكانها أثموا... كف فرح الطبول وصوت القيثارة وفني تعاظم المنافقين.
حك 2: 12-22 يقاوم أعمالنا ويرذلنا بسبب مخالفتنا للناموس ويظهر علينا خطايا العصيان وعنده علم من عند الله ويسمى ابن الله.
أي 12: 18 الخ، 13: 1 الذي يكشف أعمال الظلمة
زك 11: 11-14 إن حسن لديكم فأعطوني أجرتي... فقرروا أجرتي ثلاثين من الفضة وقال لي الرب القها في الخزانة (كما فعل يهوذا تمامًا).
ميخا 1: 16 ، 2: 1-3 ويل للذين يفكرون بالظلم ويخترعون شرورًا على مضاجعهم ثم في نور النهار يتممونها.
ميخا 7: 1-8 لا يفرح بي أعدائي فإني إذا سقطت سأقوم أيضًا. وإن جلست في الظلمة فالرب سينير لي (أنها نبوة عن قيامته المؤكدة بعد موته ودفنه).
المزمور 26: 12، 34: 11، 12 لأنه قام علي شهود زور وكذب الظلم لذاته... جازوني بدل الخير شرًا صارّين عليّ بأسنانهم.
الأناجيل:
مت27: 1-14 ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب (مجمع السنهدريم) على يسوع لكي يقتلوه (محاكمة دينية رسمية).
مر 15: 1-5 أوثقوا يسوع وأخذوه وأسلموه إلى بيلاطس (المحاكمة المدنية الأولى).
لو 22: 66 الخ، 23: 1-12 لما علم بيلاطس أن يسوع من سلطنة هيرودس (الجليل) أرسله إلى هيرودس إذ كان هو أيضًا في تلك الأيام في أورشليم فازدراه هيرودس وهزأ به (المحاكمة المدنية الثانية).
يو 18: 28 الخ... أني لا أجد علة في هذا الإنسان (ظهور براءة المسيح في المحاكمة المدنية الثالثة).
ملحوظة:
بعد الانتهاء من الساعة الأولى من الجمعة العظيمة (باكر الجمعة العظيمة) يضعون دكة الصلبوت في مكانها المعتاد في الخورس الثاني من الكنيسة وعليها أيقونة الصلبوت وأمامها المجامر والصلبان والشموع وحنوط وورود الدفنة ثم يزينون دكة الصلبوت كلها بأغصان الأشجار والورود والرياحين. ثم يبتدئون بصلاة الساعة الثالثة.
الساعة الثالثة: الحكم على المخلص بالصلب.
النبوات:
تك 48: 1-19 مد إسرائيل يمينه ووضعها على رأس افرام وهو الصغير ويساره على رأس منسى وخالف يديه (جعلهما على شكل صليب) وباركهما.
إش 50: 4-9 بذلت ظهري للضرب وخدي للطم ولم أرد وجهي عن خزي البصاق.
إش 3: 9-15 ويل لنفوسهم لأنهم تآمروا قائلين لنوثق البار لأنه غير نافع لنا.
إش 63: 1-7 من ذا الآتي من أدوم وثيابه حمراء من بصرة. بهي هكذا في حلة الاعتزاز بالقوة. أنا المتكلم بالعدل وحكم الخلاص. ما بال ثيابك حمراء (ملطخة بالدم) ولباسك كدائس المعصرة. إني دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد (هروب تلاميذه).
عا 9: 5-10 إني أثبت عيني عليهم للشر لا للخير واجعل الأرض تضطرب عندما ألمسها وينوح جميع الساكنين فيها (عقاب الأشرار المقاومين).
أي 29: 21-الخ، 30: 1-10 - هزأ بي أصاغر الناس... ابغضوني وابتعدوا عني ولم يشفقوا عليّ وبصقوا في وجهي.
المزمور 37: 17، مز21: 15 أما أنا فمستعد للسياط (جلد المخلص) ووجعي مقابلي في كل حين. قد أحاطت بي كلاب كثيرة وزمرة الأشرار أحدقت بي.
الأناجيل:
مت 27: 15-26 وفيما هو جالس على كرسي الولاية (بيلاطس) أرسلت إليه امرأته قائلة لا تصنع شيئًا بذاك البار لأني تألمت كثيرًا هذه الليلة في حلم من أجله.
مر 15: 6-25 أخذه الجند إلى داخل دار الولاية ودعوا كل الكتيبة عليه وألبسوه ثوبًا أرجوانيًا وضفروا أكليلًا من شوك ووضعوه على رأسه، وابتدأوا يسلمون عليه قائلين السلام يا ملك اليهود وكانوا يضربون رأسه بقصبة ويبصقون في وجهه...
لو 23: 13-25 ألحوا بأصوات عالية طالبين منه (من بيلاطس) أن يُصلب وكانت أصواتهم تشتد فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم... وأسلم يسوع كإرادتهم (للصلب).
يو 19: 1-12 بيلاطس حكم بصلب يسوع وهو عالم أنه بريء وبار "إني لست أجد فيه علة".
الساعة السادسة: صلب المسيح
النبوات:
عدد 21: 1-9 قال الرب لموسى اصنع لك حية من نحاس وارفعها على سارية حتى إذا لدغت الحية إنسانًا ينظر إلى الحية النحاس فيحيا. وهذه الحية النحاسية الخالية من السم والمرفوعة على السارية ترمز للمسيح البار الذي رفع على خشبة الصليب (كما رفع موسى الحية في البرية).
إش53: 7 الخ مثل خروف سيق إلى الذبح وكحمل صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه... أسلم نفسه للموت وأُحْصِيَ مع أثمة وهو قد حمل خطايا كثيرين...
إش 12: 2-الخ، 13: 1-10 هوذا الله خلاصي (الخلاص تم بالصليب) مجدي وتسبيحي هو الرب وقد صار لي خلاصًا (نزيد هذه العبارة على تسبحة البصخة ابتداء من ليلة الجمعة العظيمة).
عا 8: 9-12 تغيب الشمس وقت الظهيرة (نبوة عن الظلمة التي حدثت وقت الصلب من الساعة 12 للساعة 3) ويظلم النور على الأرض في النهار.
البولس غل 6: 14-18 الافتخار بالصليب: وأما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا أيضًا صلبت للعالم... حامل في جسدي سمات الرب يسوع (آلامه وجراحاته).
المزمور 21: 16، 17، 8، 9 ثقبوا يدي ورجلي وأحصوا كل عظامي. اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي القوا قرعة (نبوات واضحة وصريحة عن صلب المسيح واقتسام ثيابه).
الأناجيل:
مت 27: 27-45 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه بينهم.
مر 15: 26-33 وصلبوا معه لصين واحدًا عن يمينه والآخر عن يساره.
لو 23: 26-44 ولما بلغوا المكان المسمى الأقرانيون kranion صلبوه هناك.
يو 19: 12-27 فأخذوا يسوع ومضوا به فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له الجمجمة وبالعبرانية يسمى الجلجثة حيث صلبوه.
الساعة التاسعة: موت المخلص على الصليب
النبوات:
أر11: 18-الخ، 12: 1-13 وأنا كحمل بلا عيب يساق إلى الذبح... تشاوروا عليّ مشورة رديئة قائلين تعالوا نستأصله من أرض الأحياء... ها أنا أرسل عليهم هلاكًا فيسقط شبانهم بالسيف وبنوهم وبناتهم يموتون بالقحط.
زك 14: 5-11 وفي ذلك اليوم لا يكون نور (الظلمة التي حدثت) ويكون ذلك اليوم أن ماء حيا يخرج من أورشليم (الماء الذي نزل من جنب المخلص عند طعنه)، وفي ذلك اليوم يكون الرب ملكًا على الأرض كلها (قولوا في الأمم أن الرب ملك على خشبة).
يؤ 2: 1-10، 3: 11 لأن يوم الرب قريب. يوم ظلمة وقتام وغمام وضباب... قدامه النار تأكل وخلفه اللهيب يحرق.. (دينونة الله على الأشرار) ونبوة عن الظلمة التي حدثت من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة.
البولس فيلبي 2: 4 - 11 ... وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع ذاته وأطاع حتى الموت موت الصليب.
المزمور: 68: 19... غرقت في حمأة الموت.
الأناجيل:
مت 27: 46: 50 صرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح:
مر 15: 34-37 صرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح.
لو23: 45، 46 قال يا أبتاه في يديك استودع روحي ولما قال هذا أسلم الروح.
يو 19: 28 - 30 قال قد أكمل وأمال رأسه وأسلم الروح.
الساعة الحادية عشر: الخلاص بموت المسيح
النبوات:
خر 12: 1-14 عن ذبح خروف الفصح ورش دمه على القائمتين والعتبة العليا (مثال الصليب) ونجاة أبكار الإسرائيليين من ضربة الملاك المهلك.
لا 23: 5-15 في الشهر الأول في اليوم الرابع عشر وقت المساء فصح للرب يأمرهم الله بعمل الفصح تذكارًا لخلاصهم ونجاتهم من الملاك المهلك ومن يد فرعون.
المزمور: 142: 6، 7 ثم مز 30: 3، 4 بسطت يدي إليك (على الصليب) في يديك أستودع روحي (موته المحيي).
الأناجيل:
مت 27: 51-56 انشقاق حجاب الهيكل معلنًا انتهاء العهد القديم. "وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل".
مر 15: 38-41 إيمان قائد المائة "ولما رأى قائد المائة أنه أسلم الروح قال حقًا كان هذا الإنسان ابن الله".
لو 23: 47-49 قرع الصدور ندمًا وخوفًا "وكل الجموع الذين أتوا لما عاينوا ما حدث رجعوا وهم يقرعون صدورهم".
يو 19: 31-37 الطعنة "لكن واحدًا من العسكر طعن جنبه بحربة. وللوقت خرج دم وماء (بالدم كان الخلاص وبالماء صار التطهير" الماء يشير للمعمودية والدم يشير إلى الافخارستيا.
الساعة الثانية عشرة: تكفين المخلص ودفنه
النبوات:
مرا 3: 1- الخ أجلسني في مواضع مظلمة مثل الموتى (دفنه) سيج عليّ حتى لا أخرج وضاعف ربطي (قفل القبر وختمه).
يون 1: 10 - الخ، 2: 2-7 حملوا يونان وطرحوه في البحر... فأعد الرب حوتًا عظيمًا لابتلاع يونان.
عظيمًا لإبتلاع يونان. فكان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال. (يونان في بطن الحوت يرمز للمسيح في بطن القبر ولنفس المدة)
المزمور 87: 6، 22: 4، 44: 6 جعلوني في جب سفلي في مواضع مظلمة وظلال الموت (دفن المسيح بعد موته على الصليب) وإن سلكت في وسط ظلال الموت فلا أخشى من الشر لأنك معي. كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك (الذي مات ودفن هو الإله المتجسد صاحب كرسي المجد الدائم وقضيب الاستقامة أي قضيب الملك).
المر والميعة والسليخة من ثيابك (نبوة عن الحنوط والأطياب التي وضعت على جسد المخلص عند تكفينه ودفنه).
الأناجيل:
مت 27: 57-61 أخذ يؤسف الجسد ولفه بلفائف من الكتان النقي ووضعه في قبره الجديد.
مر 15: 42 الخ و 16: 1 اشترى يوسف لفافة من الكتان ثم أنزله ولفه بها ووضعه في قبر كان منحوتًا في صخرة ودحرج حجرًا على باب القبر.
لو 23: 50 الخ أبصر النسوة القبر وكيف وضعوا فيه جسده فرجعن وأعددن حنوطًا وأطيابًا.
يو 19: 38-الخ جاء يوسف وحمل جسد يسوع وجاء أيضًا نيقوديموس ومعه حنوط مر وصبر نحو مائة رطل. فأخذا جسد يسوع ولفاه في لفائف كتان مع الأطياب كعادة اليهود أن يكفنوا. وكان في الموضع الذي صلب فيه يسوع بستان وفي بستان قبر جديد... وهناك وضعا يسوع.
ملحوظة:
شاءت إرادة الله أن يوضع في قبر جديد ليس فيه موتى حتى إذا قام لا يختلط الأمر ويقال أن الذي قام شخص آخر غير يسوع المسيح.
المزيد
25 أبريل 2019
سواعي يوم خميس العهد (يوم الوداع)
تتحدث قراءات هذا اليوم عن الفصح الأخير، وإعداد فصح العهد الجديد (سر التناول المقدس) وتتحدث قراءات اللقان عن غسل الأرجل الذي يشير إلى التطهير بالتوبة قبل التناول من جسد ودم الرب الأقدسين. أما قراءات سواعي المساء فتتحدث عن حوادث القبض على المخلص.
الأولى (باكر الخميس): أمر المخلص لتلاميذه بأعداد الفصح.
خر 17: 8 ألخ خر 15: 23-الخ، 16: 1-3 اش 58: 1-9 حز 18: 20-30
بعد النبوات يقول الشعب ثوك تى تي جوم 12 مرة كالعادة ثم يبدأون برفع بخور باكر.
البولس أف 2: 13-18
أنتم الذين كنتم قبلًا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدًا ونقض الحاجز المتوسط وأبطل العداوة بجسده...
ملحوظة: في الطقس حاليًا لا يُقال هذا البولس. ويقال البولس في قداس خميس العهد.
أما في رفع البخور فيقال فصل الأبركسيس أع 1: 15-20 وفيه كلام بطرس الرسول عن يهوذا الاسخريوطي الذي صار دليلًا للذين قبضوا على يسوع... الذي سقط على وجهه وأنشق من وسطه فانسكبت أحشاؤه كلها
مزمور باكر 54: 21، 12
كلامه ألين من الزيت وهو نصال (سيف مسلول) عن يهوذا الاسخريوطي الذي سلم سيده لليهود بقوله "يا سيدي وقبله" وكانت هذه علامة ماكرة.
إنجيل باكر لو 22: 7-13 أرسل بطرس ويوحنا قائلًا امضيا واعدا لنا الفصح لنأكله... حتى يكمل ناموس وطقوس العهد القديم قبل أن يؤسس ناموس وطقوس وأسرار العهد الجديد، عهد النعمة والكمال.
الثالثة: اقتراب وقت صلبه
خر32: 30-الخ، 33: 1-5 انتم شعب صلب الرقبة.
سي 24: 1-15
زك 9: 11-15 وبدم عهدك أطلق أسراك من الجب...
لأن دم المسيح يطلقنا من أسر الخطية والهلاك، وبدمه خلص الذين كانوا قد ماتوا على الرجاء ونزل إلى الجحيم وأطلق أسرى الرجاء من جب الجحيم إلى فردوس النعيم.
أم 29: 27 ألخ، 30: 1 يا أبني اسمع كلامي واقبله وتب...
سماع كلام الله والعمل به والتوبة عن الخطية أمور لازمة قبل التناول من جسد ودم مخلصنا الصالح.
مز 93: 21، 23 يلقون إلى الحكم دمًا زكيًا (دم المسيح).
مت 26: 17 - 19 المعلم يقول إن زماني قد اقترب...
السادسة: مكان إعداد الفصح وتأسيس سر الشكر المقدس.
أر 7: 2-15 إذا قومتم طرقكم وأعمالكم... أسكنكم في هذا الموضع.
حز 20: 39-44 هناك أطلب قرابينكم وباكورات مرفوعاتكم مع كل مقدساتكم وبرائحة البخور أقبلكم.
سي 12: 13الخ، 13: 1
مز30: 18، 13 لتصر خرساء الشفاه الغاشة المتكلمة على الصديق بالإثم (مثل شفاة يهوذا واليهود).
مر14: 12-16... فهو يريكما عليّة كبيرة مفروشة معدة هناك اعّدا لنا.
قلب المؤمن يجب أن يكون مثل هذه العلية كبير وحكيم ومفروش بالفضائل وحياة التوبة ثم هو عال عن الدنايا والخطايا والشهوات وبذلك يستحق أن يتقبل جسد المسيح ودمه الأقدسين.
التاسعة: إعداد الفصح وتجهيزه
تك22: 1-19 خذ ابنك الحبيب الذي تحبه اسحاق... واصعده لي محرقة. اسحاق ذبيح النية وحيد أبيه وحبيبه هو رمز لابن الله الوحيد الحبيب الذي قدم نفسه ذبيحة عن خطايانا.
اش 61: 1-6 روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين وأرسلني لأشفي المنكسري القلوب... نبوة عن عمل المسيح.
تك14: 17-20 أخرج ملكي صادق ملك ساليم خبزًا وخمرًا لأنه كان كاهن الله العلي وبارك أبرام...
ذبيحة ملكي صادق من الخبز والخمر ترمز لذبيحة العهد الجديد المكونة من خبز وخمر يتحولان إلى جسد ودم عمانوئيل إلهنا.
أي 27: 1-الخ، 28: 1-13 ما دامت نسمتي فيّ وروح القدس في أنفي لن تنطق شفتاي أثمًا ولا تتلو نفسي ظلمًا.
مز 22: 1 الرب يرعاني فلا يعوزني شيء... به نشبع ونرتوي.
مت 26: 17-19 فعل التلاميذ كما قال لهم يسوع وأعدوا الفصح.
قراءات اللقان يوم خميس العهد
بعد إتمام صلاة الساعة التاسعة تقام صلوات اللقان الخاص بخميس العهد، وتقال هذه الصلوات على ماء اللقان لذلك نجد أغلب القراءات يذكر فيها الماء.
النبوات:
1- تك18: 1-23 فليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم
2- أم9: 1-11... الحكمة (المسيح) بنت بنيها (الكنيسة) دعمته بسبعة أعمدة (أسرار الكنيسة السبعة)... كلوا من خبزي (جسد المسيح) واشربوا من خمري التي مزجتها (دم المسيح) اتركوا الجهالات فتحيوا (التوبة أم الحياة وهي لازمة قبل تناول جسد ودم المسيح إلهنا).
3- بعض آيات من أصحاحي 14، 15 من سفر الخروج
حينما عبر إسرائيل البحر الأحمر وداست أرجلهم البحر وانطمس اعداؤهم في العمق
4- يشوع 1، 2، 3 ملخص للأصحاحات الثلاثة عن عبور نهر الأردن بقيادة يشوع بن نون
5- إش 4: 1-4 "لأن الرب يغسل أعمال بني البشر وأولاد صهيون".
6- إش 55: 1-13، 56: 1 أيها العطاش اذهبوا إلى المياه... لتأكلوا وتشربوا بلا فضة ولا ثمن.
7- حز 36: 25-28 إني سأنضح عليكم ماء مختارًا فتطهرون من جميع خطاياكم وآثامكم.
8- حز 47: 1-9 ثم حملني الروح وأدخلني إلى باب البيت وإذا ماء خارج من المشرق.
البولس من تيموثاؤس الأولى 4: 9-16، 5: 1-10
وتدعى أرملة إن لم تكن أقل من ستين سنة إمرأة رجل واحد ويكون مشهودًا لها في أعمال صالحة وتكون قد ربت الأولاد وأضافت الغرباء وغسلت أرجل القديسين... (غسل الأرجل بالماء).
مز 50: 7-10 تنضح على بزوفاك فأطهر وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج.
يو 13: 1-17... قام عن العشاء (عشاء الفصح) وخلع ثيابه واتزر بمئزرة ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل تلاميذه ويمسحهما بالمنشفة فأن كنت أنا ربكم ومعلمكم قد غسلت أرجلكم فيجب أن يغسل بعضكم أرجل بعض.
ملاحظات:
1- نعمل لقان خميس العهد تذكارًا لغسل المسيح أرجل تلاميذه ولقان عيد الرسل تنفيذًا لوصية المسيح يجب أن يغسل بعضكم أرجل بعض، وغسل الأرجل كما يعني الطهارة والنقاوة يعني أيضًا عمق الاتضاع لأن غسل الأرجل أصلًا من عمل العبيد والخدم.
2- بعد قراءة الإنجيل يكمل الكاهن الأواشي والطلبات وقداس اللقان كما هو مدون في كتاب اللقان والسجدة ثم يغسل الكاهن أرجل كل الحاضرين، الكهنة ثم الشمامسة ثم الرجال واحدًا واحدًا، أما النساء فيرشمهن الكاهن بلفافة مبلولة بماء اللقان في جباههن وأيديهن فقط.
3- غسل المخلص أرجل تلاميذه قبل أن يؤسس سر الشكر هو كناية عن ضرورة التوبة والاعتراف لغسل الروح والقلب والفكر قبل التقدم للتناول من جسد المسيح ودمه الأقدسين في سر الشكر "الأفخارستيا".
قداس خميس العهد
بعد انتهاء اللقان وغسل الأرجل يدخل الكاهن إلى الهيكل ويبدأ القداس الإلهي باختيار الحمل وصلاة الشكر.
قراءات القداس
البولس 1 كو 11: 23-الخ
لأني تسلمت من الرب ما سلمته إليكم أن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها أخذ خبزًا وشكر وكسر...
وكذلك الكأس أيضًا بعد العشاء قائلًا هذه الكأس هي العهد الجدد بدمي ثم يورد بعض الشروط والمحاذير اللازمة عند التقدم للتناول من هذا السر العظيم المخوف.
ملاحظة:
لا يوجد كاثوليكون ولا أبركسيس``Pra[ic لأن الرسل لم يكونوا قد خرجوا للكرازة.
مز22: 4، 5 - مز 40: 8
هيأت قدامي مائدة مقابل الذين يضايقونني... الذي يتناول من مائدة جسد ودم المسيح باستحقاق ينال قوة بها يغلب أعداءه وكل مضايقيه ويحيا حياة الغلبة والنصرة.
الإنجيل مت 26: 20-29
أخذ يسوع خبزًا وباركه وقسمه وأعطى تلاميذه وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلًا اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك عن كثيرين لمغفرة الخطايا... وهكذا أسس الرب سر التناول من جسده ودمه الأقدسين "فصح العهد الجديد".
الساعة الحادية عشر: خروج يهوذا
عند بدء التناول يقفل الكاهن ستر الهيكل ويبدأون في صلوات وقراءات الساعة الحادية عشرة (بدل التوزيع).
النبوات
اش52: 13-الخ، 53: 1-الخ يصف آلام المسيح وجراحاته من أجل خلاصنا.
إش 19: 19-25 يكون للرب مذبح في وسط أرض مصر. تقدم عليه ذبيحة التناول التي أسسها الرب في هذا اليوم ووجود المذبح في أرض مصر يعني دخول الأمم إلى الإيمان بالمسيح وهو أيضًا نبوة عن تأسيس الكنيسة القبطية.
زك 12: 11-الخ، 13 كله، 14: 1-3 أقول له، ما هذه الجروح التي في يديك فيقول لي هذه التي جرحت بها في بيت أحبائي... أضرب الراعي فتتبدد الخراف.
مز 49: 17، 18 وأنت قد أبغضت أدبي وألقيت كلامي خلفك. إذا رأيت سارقًا سعيت معه ومع الفسقة جعلت نصيبك (نبوة عن يهوذا الاسخريوطي).
يو13: 21-30... غمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي. بعد اللقمة دخله الشيطان... فخرج لوقته وكان ليلًا.
ملاحظات:
1- اللقمة التي أخذها يهوذا هي لقمة الفصح اليهودي وليس التناول لأن التناول ليس فيه لقمة بل جسد وليس فيه غمس بل أعطي تلاميذه جسده أولًا ثم دمه ثانيًا كلًا على حده.
2- بعد أن تناول يهوذا اللقمة الفصح دخله الشيطان ثم قام وخرج ولم يحتمل أن يبقى مع المسيح وتلاميذه الأطهار، وبذلك لم يحضر تأسيس سر التناول ولم يتناول من جسد ودم المسيح لأنه غير مستحق لهما.
3- خرج يهوذا في سواد الليل لكي يفعل فعلته السوداء بأن ذهب إلى رؤساء كهنة اليهود وقائد جند الهيكل لكي يصطحبهم إلى بستان جثسيماني لكي يقبضوا على السيد المسيح ويحاكموه محاكمات ظالمة ثم يصلبوه ليتخلصوا منه حسب مؤامرتهم وخطتهم المرسومة.
سواعي ليلة الجمعة العظيمة
تدور القراءات حول أحداث القبض على المخلص، وقد رتبت الكنيسة ابتداء من هذه الساعة أن تتلوا أربعة أناجيل في كل ساعة من سواعي البصخة.
الساعة الأولى:
النصائح والوصايا الوداعية لتلاميذه، ويشملها الخطاب الوداعي الأخير الذي ألقاه الرب على تلاميذه عقب خروج يهوذا الاسخريوطي لإتمام القبض على المخلص، وهذا الخطاب يقع في خمسة إصحاحات من بشارة يوحنا الإنجيلي 13، 14، 15، 16، 17، وقد قسمته الكنيسة إلى أربعة أقسام تتلوها في هذه الساعة وتسمى "فصول البارقليط" أي المعزي، لأنه يتكلم فيها كثيرًا عن الروح القدس المعزي الذي سيرسله إلى تلاميذه ولأن فيها كلمات تعزية كثيرة يطمئن ويثبت بها تلاميذه.
النبوة
أر 8: 17- الخ، 9: 1-6 من يعطي لرأس ماء ولعيني ينبوع دموع فأبكي على هذا الشعب ليلًا ونهارًا... كل واحد يتعقب تعقبًا وكل واحد يسعى بالنميمة... رياء على رياء ومكر على مكر.
المزمور 101: 1، 8 الحانقون عليّ تحالفوا عليّ.
يو 13: 33 - 14: 25 يو 14: 26 - 15: 25 يو 15: 26 - 16: 33 يو 17: 1-26 صلاة المسيح الشفاعية القوية.
ملحوظة:
فصول أناجيل هذه الساعة أطول فصول في قراءات البصخة كلها.
الساعة الثالثة: شكوك التلاميذ ومحاولة علاجها.
النبوة:
حز 36: 16-36 صببت غضبي عليهم من أجل الدم الذي سفكوه على الأرض...
مز 108: 1، 2، 3 ...فم الخاطئ وفم الغاش قد انفتحا عليّ وبكلام بغض أحاطوني وحاربوني مجانًا (بلا سبب).
الأناجيل:
مت 26: 30-35 الخروج إلى جثسيماني: ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون حيث يوجد بستان جثسيماني.
مر 14: 26-31 شكوك التلاميذ وتبدد الرعية: قال لهم يسوع كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة لأنه مكتوب إني أضرب الراعي فتتفرق الخراف.
لو 22: 31-39 الشيطان يغربل إيمان التلاميذ: الشيطان قد طلبكم لكي يغربلكم مثل الحنطة، ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك...
يو18: 1-2 استعداد المخلص للقبض عليه خرج مع تلاميذه إلى وادي قدرون حيث كان في ذلك الموضع بستان فدخله يسوع مع تلاميذه. ويهوذا كان يعرف أيضًا ذلك المكان... لم يخف يسوع ولم يختف ولكنه خرج إلى ذلك المكان المكشوف وهو عارف بكل تفاصيل المؤامرة التي تحاك للقبض عليه.
السادسة: صلاته الحارة الحزينة في البستان
النبوة:
حز 22 : 23 - 28 لم يميزوا بين البار والفاجر وبين النجس والطاهر... ورؤساؤهم في وسطها كالذئاب الخاطفة.
المزمور 58: 1، 68: 20 خلصني من أعدائي يا الله ومن الذين يقومون عليّ أنقذني هذا المزمور يوافق صلاة الرب في البستان: يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس.
الأناجيل:
مت26: 36-46 حزن المسيح: ابتدأ يحزن ويكتئب.
مر 14: 32-42 حث تلاميذه على الصلاة: امكثوا هنا واسهروا... اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة.
لو 22: 40-46 عرقه يتصبب كقطرات دم: وحدث وهو يصلي بأشد لجاجة جاثيًا على ركبتيه أن صار عرقه كلون الدم نازلًا على الأرض.
يو 18: 3-9 مجيء يهوذا للقبض عليه: وأن يهوذا أخذ الجمع وخدامًا من عند رئيس الكهنة والفريسيين وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح.
الساعة التاسعة: القبض على يسوع
النبوات:
أر 9: 7-15 لسانهم سهم حاد وكلمات أفواههم غاشة. يتكلم مع قريبه كلامًا سلاميًا والعداوة في قلبه. كل هذا الكلام ينطبق على يهوذا الخائن الذي سلم سيده بقبله غاشة قائلًا "السلام لك يا سيدي".
حز21: 28-32 الرب يجازي الأشرار على شرهم: أيها السيف المسلول للذبح، المصقول للنهاية، قم وابرق... لتقطع أعناق المخالفين الذين قربت أيامهم وكمل زمان ظلمهم.
المزمور 27: 3، 4 المتكلمون مع أصحابهم بالسلام والشر في قلوبهم. إعطهم يا رب حسب أفعالهم وفعل شر أعمالهم (نبوة عن يهوذا الاسخريوطي).
المزمور 34: 4 فليخز وليخجل جميع الذين يطلبون نفسي وليرتدوا إلى الوراء ويفتضح الذين يتآمرون علي بالسوء الليلويا.
الأناجيل:
مت 26: 47-58 القبلة الغاشة: وللوقت تقدم (يهوذا) إلى يسوع وقال له السلام يا معلم وقبل فاه...
مر 14: 43-54 القبض على يسوع: فالقوا أيديهم عليه وأمسكوه.
لو22: 47-55 قطع أذن العبد: وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى... فلمس يسوع أذنه وأبرأها ونهى الرب تلميذه عن استخدام العنف.
يو 18: 10-14 الذهاب بيسوع إلى رؤساء الكهنة: ... جاءوا به أولًا إلى حنان لأنه كان حما قيافا رئيس الكهنة.
الساعة الحادية عشرة: محاكمة المخلص أمام رؤساء اليهود.
النبوة:
إش 27: 11-الخ و 28: 1-15. مجازاة الأشرار: لذلك لا يرحمه خالقه ولا يتراءف عليه جابله... اللعنة تأكل مشورتهم لأنها جور.
المزمور 2: 1-3 لماذا ارتجت الأمم وهزأت الشعوب بالباطل: قام ملوك الأرض والرؤساء، اجتمعوا على الرب وعلى مسيحه (قبضوا عليه واجتمعوا لمحاكمته).
الأناجيل:
مت 26: 59-الخ مر 14: 55-الخ لو22: 56-65 يو 18: 15-27
وتحوي هذه الأناجيل محاكمة المخلص أمام حنان ثم أرسله موثقًا إلى قيافا حيث تمت المحاكمة الثانية وهناك أنكر بطرس سيده وصاح الديك فخرج بطرس خارجًا وبكى بكاء مرًا، كما تم الاستهزاء بيسوع فكانوا يهزءون به ويضربونه ويجدفون عليه ثم اجتمع أعضاء مجمع السنهدريم ليلًا في بيت قيافا رئيس الكهنة في جلسة طارئة وغير عادية لمحاكمة المخلص "وأما رؤساء الكهنة والمجمع كله فكانوا يطلبون شهادة زور على يسوع ليقتلوه، ولما وجدوها حكم الجميع على يسوع أنه مستوجب الموت، وهكذا حكموا عليه بالموت.
المزيد
24 أبريل 2019
يوم الأربعاء من أحداث أسبوع الآلام
مت3:26-5، 14-16 + مر1:14-2، 10، 11+ لو1:22-6
بنهاية أمثال الرب فى (مت25) تنتهى تعاليم الرب وأعماله. وإنتهت بنهاية يوم الثلاثاء أيام عمل مكثف للرب وكان يوم الأربعاء يوم راحة للرب قضاه مع تلاميذه بالقرب من بيت عنيا فى هدوء يشرح لهم حقيقة صلبه (مت26 : 1). وقطعا كان تلاميذه فى حاجة لهذه الجلسة الهادئة ليتهيأوا للأحداث الجسام والتى ستبدأ فى الغد، يوم الخميس. وكان الرب يسوع قد أخبر تلاميذه بحقيقة الصلب عقب إعتراف بطرس بأن المسيح هو إبن الله. والمرة الثانية كانت بعد التجلى، والمرة الثالثة كانت قبل دخوله الملوكى إلى أورشليم (مت20 : 17 - 19). وبينما كان الرب يخبرهم فى المرات السابقة بخبر الصلب على أنه شئ فى المستقبل، لكنه الآن يخبرهم بميعاد الصلب. ولنا أن نتصور كيف جلس تلاميذه حوله فى حزن وإضطراب إذ أخبرهم بأنه سيسلم ويصلب فى الفصح بعد يومين، فهم أحبوه حقيقة ما عدا واحدا منهم كان قلبه قد إمتلأ بالظلمة. فحين خرجت محبة يسوع من قلب يهوذا دخله الشيطان.
بالنسبة للسيد المسيح فقد اعتزل في هذا اليوم. غالبًا في بيت عنيا. وفي هذا اليوم إجتمعت السلطات الدينية معًا ليدبروا قتل المسيح، وتآمر معهم يهوذا. وتهتم الكنيسة بهذا الأمر وتكرس يوم الأربعاء على مدار السنة فيما عدا أيام الخمسين، لكي يصوم المؤمنون تذكارًا لهذا التشاور الرديء.
وفي يوم أربعاء البصخة تقرأ القراءات عاليه مع قصة المرأة التي سكبت الطيب على قدمي المسيح وهي مريم أخت لعازر، ليظهر الفرق بين ما عملته مريم وما عمله يهوذا.
بنهاية أمثال الرب فى (مت25) تنتهى تعاليم الرب وأعماله. وإنتهت بنهاية يوم الثلاثاء أيام عمل مكثف للرب وكان يوم الأربعاء يوم راحة للرب قضاه مع تلاميذه بالقرب من بيت عنيا فى هدوء يشرح لهم حقيقة صلبه (مت26 : 1). وقطعا كان تلاميذه فى حاجة لهذه الجلسة الهادئة ليتهيأوا للأحداث الجسام والتى ستبدأ فى الغد، يوم الخميس. وكان الرب يسوع قد أخبر تلاميذه بحقيقة الصلب عقب إعتراف بطرس بأن المسيح هو إبن الله. والمرة الثانية كانت بعد التجلى، والمرة الثالثة كانت قبل دخوله الملوكى إلى أورشليم (مت20 : 17 - 19). وبينما كان الرب يخبرهم فى المرات السابقة بخبر الصلب على أنه شئ فى المستقبل، لكنه الآن يخبرهم بميعاد الصلب. ولنا أن نتصور كيف جلس تلاميذه حوله فى حزن وإضطراب إذ أخبرهم بأنه سيسلم ويصلب فى الفصح بعد يومين، فهم أحبوه حقيقة ما عدا واحدا منهم كان قلبه قد إمتلأ بالظلمة. فحين خرجت محبة يسوع من قلب يهوذا دخله الشيطان.
يهوذا
كان يهوذا التلميذ الوحيد الذى من اليهودية، أما الباقون فكانوا من الجليل. وكان لكفاءته المالية والإدارية قد أعطاه السيد أمانة الصندوق (كانت كفاءته هذه هى وزنته) ولكنه تحول إلى لص وخائن. وهناك سؤال لماذا ترك السيد الصندوق معه بعد أن إكتشف أنه يسرق؟ هو لم يكن هكذا أولا لكنه مع الوقت ومع اليأس من إشهار المسيح نفسه كملك فيحصل هو على منصب كبير، بدأ فى إستغلال القليل الذى فى الصندوق. وربما بدأ اليأس يزداد فى قلبه من حصوله على نصيب كبير بعد ملك المسيا بعد سماع طلب أم إبنى زبدى بمراكز كبيرة لإبنيها، وطلب بطرس نصيبه الذى سيحصل عليه إذ ترك كل شئ. لقد إختاره الرب لكفاءته، وتركه بعد أن علم بالسرقة أولا لرحمته وطول أناته، وثانيا حتى لا يدفعه لليأس والعزلة وقد يدفعه هذا للإرتداد عن المسيح فيخسر المسيح هذه النفس. إذاً بداية مشكلة يهوذا كانت فساد داخلى والرب أعطى له فرصة للتوبة ولكن الفساد ظل ينمو داخليا حتى وصل للسقوط المروع. وزنته أو موهبته كان من الممكن أن يمجد بها الله لكنه إنحرف داخليا بسبب المال فكانت موهبته سبب هلاكه. إلتحق يهوذا بالمسيح فى بداية تجمع التلاميذ حول المسيح وكله أمل فى منصب مغرى له ماديا. وأعجب بتعاليم الرب ومعجزاته وسلطانه على الأرواح النجسة، بل صار له هو أيضا سلطان على الأرواح النجسة مع بقية التلاميذ. ورأى خضوع المعمدان للمسيح وسمع شهادة المعمدان عنه. ولكن مع الوقت بدأ اليأس والإحباط يدب فى قلبه، فقد إستشهد يوحنا ولم ينتقم له المسيح، بل أن المسيح إنسحب من المكان. ثم رفض المسيح الملك إذ طلب الشعب أن يملكوه. ثم يطلب الفريسيين منه آية من السماء لإثبات أنه المسيا فيرفض. ويطلب إخوته منه النزول إلى أورشليم ليظهر نفسه فيرفض. ثم إصراره على أنه سيصلب ويموت. وكان كل هذا ضد طموحاته التى جعلته يسير وراء المسيح. وربما بدأ الشك يملأ قلبه وخميرة الفريسيين تنمو داخله ويصدق أن المسيح يعمل معجزاته بواسطة بعلزبول. ومع أنه قد إتضح للكثيرين أن مملكة المسيح هى مملكة روحية تصادم هذا مع أحلام يهوذا فى مملكة مادية وسلطان ومكاسب مادية. وربما دخله الإحباط عندما لم يصعد إلى جبل التجلى وفشله مع بقية التلاميذ فى شفاء الولد المجنون. وهنا نجد أن الإحباط داخله إزداد وتحول لكراهية للمسيح.
وهكذا كل منا معرض لتلك التجربة حينما لا يسمح الله بتحقيق أحلامنا المادية
فيقودنا الإحباط إلى ظلمة القلب.
وربما مع تأكيد المسيح المتكرر بأنه سيصلب قال يهوذا فلأخرج بأى مكسب وتوجه لرؤساء الكهنة، وكانوا مجتمعين يدبرون المؤامرة لقتل المسيح. وتكون الإجتماع من قيافا ورؤساء الكهنة والسنهدريم والرؤساء. وكان هؤلاء هم حلقة الوصل بين الشعب وبين السلطات الرومانية. وهذا المجمع كان يجتمع فى حالة الجرائم السياسية مثل هذه التى يريدون إلصاقها بالمسيح، وليس فى القضايا الصغيرة. وباع يهوذا نفسه وقال لهم "ماذا تريدون أن تعطونى". وباع سيده فى مقابل 30 من الفضة وهى ثمن العبد، فالمسيح صار عبدا لفدائنا. وأخذوا الثلاثين فضة من نقود الهيكل المخصصة لشراء الذبائح العامة فى المواسم والتقدمات اليومية النهارية والليلية. وهكذا صار المسيح ذبيحة لأجلنا. ويا لبؤس يهوذا الذى فى ضيقته لم يجد أحدا بجانبه فهو ترك المسيح ولم يقف بجانبه رؤساء الكهنة ولا أحد، ولم تنفعه الفضة بل رماها وذهب لمصيره المشئوم.
لماذا طلب الرب عن بطرس ولم يطلب عن يهوذا
المسيح قال لبطرس ليلة الخميس أنه سأل عنه لكى لا يهلك. والرب سأل عنه لأنه فتيلة مدخنة لا يطفئ، بينما لم يسأل عن يهوذا فلم يكن هناك داخله فتيلة مدخنة بل وصل للكراهية الكاملة للرب يسوع. الرب يسوع لم يجد فيه فتيلة مدخنة. ولقد إستنفذ معه الرب كل الوسائل بلا فائدة، ولكنه كان قد ترك أبواب قلبه مفتوحة للشيطان فملأ الشيطان قلبه وساده الظلام تماما (يو13 : 27) ولكن نلاحظ أن الرب نادى بطرس بإسمه القديم قائلا "سمعان سمعان" (لو22 : 31 ، 32) إذ كان يخاطب الإنسان العتيق الذى بداخله. فإنكار بطرس للمسيح شئ ينتمى للإنسان العتيق الذى فيه.
حنان وقيافا (من كتاب إدرشيم العالم اليهودى المتنصر)
وهو حنان السيئ السمعة فى العهد الجديد. وظل هو وإبنه فى رياسة الكهنوت حتى تولى بيلاطس البنطى ولاية اليهودية. وتبعه قيافا زوج إبنته فى رياسة الكهنوت.
وفى الهيكل تجد الصيارفة الذين يتواجدون وبكثرة فى المواسم وبالذات الفصح. فكانت أعداد الحجاج بمئات الألوف من كل أنحاء الدنيا. وبحسب الشريعة كان على كل واحد ما عدا الكهنة تسديد ضريبة للهيكل نصف شيكل. ومن يرفض دفع النصف شيكل يتعرض للحجز على بضائعه. لكن حجاج اليهود الآتين من بلاد مختلفة كان الموجود معهم عملات بلادهم. فكان عليهم أن يذهبوا للصيارفة لتغيير نقودهم إلى العملة اليهودية أى الشيكل ليدفعوا الضريبة السنوية للهيكل. وشرع الصيارفة لأنفسهم نسبة أرباح لهم من تغيير العملات، وكان ما يحصلون عليه مبالغ ضخمة. بل كان هؤلاء الصيارفة يدخلون فى صفقات وحوارات مع كل من يأتى إليهم للحصول على أكبر كم من الربح. وكان هناك غش كثير فى الموازين. كل هذا سبب أرباحا ضخمة لهؤلاء الصيارفة. ويقال أن "كراسوس" إستولى من هؤلاء الصيارفة فى الهيكل ذات مرة على مليونين ونصف إسترلينى (هذا الرقم مقدر من أيام تأليف هذا الكتاب فى منتصف القرن التاسع عشر).
يضاف لهذا تجارة المواشى والطيور التى تقدم كذبائح فى الهيكل. وحتى فى هذه التجارة إنتشر الغش بسبب الشرط أن يكون الحيوان الذى يقدم بلا عيب. وكان التلاعب فى هذا الموضوع سببا فى أرباح عالية بالإضافة للمغالاة فى أسعار الذبائح. وتصور الحال فى هيكل العبادة لله، مع كل هذا الكم من الطمع والغش والخداع والتجارة والمشاحنات بين الصيارفة وبائعى الحيوانات والطيور (والفصال فى الأثمان) والمشاحنات بين الناس ومن يقوموا على الكشف على الحيوان ليتأكدوا من خلوه من العيوب. وكان هناك أيضا تجارة السكائب وكل ما يقدم كتقدمات فى الهيكل. وفى أيام المسيح كان من يقومون بهذه التجارة هم أولاد حنان رئيس الكهنة. وكانت المحال التى يتم فيها هذه التجارة تسمى "بازار أولاد حنان".
وحقا كان التجار والصيارفة يكسبون مكاسب ضخمة من هذه التجارة. ولكن كان المكسب الأكبر للكهنة الذين يحصلون على جزء من الأرباح. والمعروف وقتها أن عائلة رئيس الكهنة تربح من كل هذه التجارة أرباح خيالية. بل صارت عائلة رئيس الكهنة مشهورة بالشراهة والجشع والفساد. وبعد كل هذا ... هل يصح أن يكون هذا بيت صلاة؟! بل صار مغارة للصوص كما قال الرب. ولقد صوَّر فساد هذه العائلة يوسيفوس المؤرخ وكثير من الربيين الذين أعطوا صورة مرعبة عما كان يحدث. وقال يوسيفوس عن حنان الإبن وهو إبن حنان رئيس الكهنة أنه كان خزينة للنقود، وإغتنى غناء فاحشا. بل كان يغتصب بالعنف حقوق الكهنة الشرعية. وسجل التلمود اللعنة التى نطق بها (آبا شاول) أحد الربيين المشهورين فى أورشليم على عائلة حنان رئيس الكهنة وعائلات رؤساء الكهنة الموجودين، والذين صار أولادهم وأصهارهم مساعدين لهم فى جباية الأموال، وصار خدامهم يضربون الشعب بالعصى. وهم يعيشون فى رفاهية ونهم وشراهة وفساد وسفه فى صرف أموالهم. وقال التلمود عنهم "لقد كان الهيكل يصرخ فى وجوههم .. أخرجوا من هنا يا أولاد عالى الكاهن لقد دنستم هيكل الله". وهذا كله يساعد على فهم ما عمله يسوع فى تطهير الهيكل، وسبب عداء رؤساء الكهنة له. وهذا أيضا يعطى تفسير لماذا لم يعترض الجمهور الموجود على ما عمله يسوع. وخاف المسئولون عن مواجهته أو القبض عليه من هياج الجماهير والحامية الرومانية على بعد خطوات فى قلعة أنطونيا. [أضف لذلك هيبة المسيح التى أخافت الجميع كما حدث ليلة القبض عليه، فالمسيح حين يريد تظهر هيبته وإذا إستسلم لهم يكون هذا بإرادته]. ولكنهم خزنوا حقدهم ضد المسيح ليوم الصليب.
وعند محاكمة المسيح إقتاده الجند الرومان وخدام الهيكل مقيدا إلى قصر حنان حما قيافا رئيس الكهنة الرسمى. وهم ذهبوا إلى حنان فهم يعلموا أنه الرجل القوى على الرغم من وجود قيافا فى المركز الرسمى. وكان حنان غنيا جدا هو وأولاده وإستخدم نقوده فى عمل علاقات قوية مع السلطات الرومانية. وكان صدوقيا متفتحا بلا تزمت قادر على إرضاء السلطات الرومانية. ولم يسجل التاريخ اليهودى رجلا فى قوة وغنى ونفوذ حنان. وعمل ثروته مستغلا الهيكل. وكان حنان قد تولى رئاسة الكهنوت لمدة 6 أو 7 سنوات وجاء بعده قيافا زوج إبنته ثم ليس أقل من 5 من أبنائه وأحد أحفاده. وكان فى مكانه أفضل من رئاسة الكهنوت الرسمية، فهو يدبر ويخطط بلا مسئوليات ولا قيود رسمية. وطبعا كان إلتفاف الشعب حول المسيح سوف يسبب خسائر جسيمة مادية لكل هؤلاء الرؤساء. وطبعا كان حنان من ضمن الذين قرروا موت يسوع. ولكن المذكور فى الكتاب أن قيافا هو الذى أشار بذلك. وذهب الجند الرومان بالرب يسوع إلى حنان مباشرة كإختيار واقعى عملى فهو صاحب القرار عمليا وهم يعرفون هذا.
وذهب الرب يسوع لرؤساء الكهنة هؤلاء ليقدموه ذبيحة فصح حقيقية
وكآخر ذبيحة مقبولة يقدمونها ككهنة.
(مت3:26-5): "حينئذ اجتمع <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;">
رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب إلى دار رئيس الكهنة الذي يدعى قيافا. وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه. ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب."
<="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;">
رؤساء الكهنة أي مَنْ يمثلون الكهنة. حنان وقيافا+ رؤساء الفرق (فرق الكهنة الأربعة والعشرين). وشيوخ الشعب هم رؤساء العائلات ومنهم نجد مجمع السنهدريم أي المجمع الأعظم الذي له السلطة العظمى في كلا الأمور الروحية والمدنية. قيافا= هو رئيس الكهنة الفعلي. وكان حنان الذي عزله بيلاطس هو حما قيافا. ولكن غالبًا كان حنان له تأثير ونفوذ كبير. ولذلك في محاكمة المسيح فحصه حنان أولًا أي سأله عن تلاميذه وخدمته، ثم أرسله إلى قيافا. وقيافا هذا كان صدوقيًا. قالوا ليس في العيد= ولكن الله دبَّر أن يكون صلبه أمام يهود العالم كله لينتقل الخبر للعالم كله. ولماذا لم يكتشف <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;">
رؤساء الكهنة شخص المسيح ويفرحوا به كرئيس الكهنة الأعظم؟!
كان هذا بسبب اهتمامهم بالكرامات الزمنية وخوفهم على مصالحهم الشخصية ومكاسبهم المادية وشكلية عبادتهم. وهذا قد فهمه بيلاطس أنهم "أسلموه حسدًا" (مر10:15). فالحسد أعمى عيونهم.
(مت14:26-16): "حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الاسخريوطي إلى <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;">
رؤساء الكهنة. وقال ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه إليكم فجعلوا له ثلاثين من الفضة. ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه."
ثلاثين من الفضة= ثمن شراء العبد حسب الناموس (خر32:21) المسيح بيع كعبد لكي يحررنا من العبودية. وتحققت بهذا نبوة زكريا (13:11). وكان الهدف من خيانة يهوذا أن يسلمه منفردًا بعيدًا عن الجموع (لو6:22)، إذ هو يعرف الأماكن التي ينفرد فيها مع تلاميذه سرًا. لقد أعمىالطمع أعين التلميذ، أمّا مريم فقد فتح الحب قلبها. وغالبًا فقد كان<="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;">
رؤساء الكهنة قد دبروا أنهم يلقون القبض على المسيح بعد الفصح ولكن عرض يهوذا سهل عليهم الأمر وعدلوا خطتهم لتصير قبل الفصح. وربما هم اهتموا بأن يتعجلوا القضاء عليه، حتى لا تثور الجماهير ويملكوه فيثير هذا الرومان ويسلبوا الرؤساء اليهود ما تبقى لهم من سلطة.
(مر1:14-2): "وكان الفصح وأيام الفطير بعد يومين وكان <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;">
رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه. ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب."
الفصح وأيام الفطير= ارتبط العيدان في أذهان اليهود وكأنهما صارا عيدًا واحدًا. وكان يستخدم تعبير عيد الفطير ليشمل الفصح أيضًا، كما يطلق اسم الفصح على عيد الفطير.
(مر10:14-11): "ثم أن يهوذا الاسخريوطي واحدًا من الاثني عشر مضى إلى <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;">
رؤساء الكهنة ليسلمه إليهم. ولما سمعوا فرحوا ووعدوه أن يعطوه فضة وكان يطلب كيف يسلمه في فرصة موافقة."
كان يهوذا محبًا للمال وطامعًا في مركز كبير حين يصير المسيح ملكًا. ولكن حديث المسيح عن صليبه خَيَّبَ أماله، وربما فهم أن ملكوت المسيح سيكون روحيًا وهذا لن يفيد أطماعه بشيء، بل هو سمع أن تلاميذه عليهم أن يحتملوا الإهانات وهذا لا يتفق مع أماله في العظمة والغنى. فباع المسيح.
(لو1:22-6): "وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح. وكان <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;">
رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلونه لأنهم خافوا الشعب. فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر. فمضى وتكلم مع <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;">
رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه إليهم. ففرحوا وعاهدوه أن يعطوه فضة. فواعدهم وكان يطلب فرصة ليسلمه إليهم خلوا من جمع."
دخل الشيطان في يهوذا ليس إكراهًا بل لأنه وجد الباب مفتوحًا لديه، وجد فيه الطمع ومحبة المال بابًا للخيانة. ثم بعد اللقمة دخله الشيطان (يو27:13). كان يهوذا قد سلّم نفسه للشيطان، صار إناءً له، ومع كل فرصة ينفتح الباب بالأكثر للتجاوب مع إبليس كسيد له يملك قلبه ويوجه فكره ويدير كل تصرفاته. أي أن يهوذا كان كل يوم ينمو في تجاوبه مع الشيطان فيملك عليه بالأكثر. لذلك علينا أن لا نفتح للشيطان أي باب يدخل منه، حتى لا يسود علينا. لذلك قال السيد المسيح "رئيس هذا العالم آتٍ وليس لهُ فيَّ شيء" إذ لم يقبل منه شيء خاطئ (راجع التجربة على الجبل) والعكس فمن يتجاوب مع الروح القدس يملأه (رؤ10:1+ 2:4). فروح الله يشتاق أن يحل في قلوب أولاده بلا توقف ليملأهم من عمله الإلهي. وأيضًا إبليس يحاول أن يملأ ويسود على من يتجاوب معهُ ويُصَيِّرَهُ أداة خاضعة له. وكل إنسان حر أن يختار ممن يمتلئ. يهوذا بدأ سارقًا وانتهى خائنًا للمسيح.
المزيد