المقالات

23 مارس 2024

إنجيل عشية الأحد الثاني من الصوم الكبير( مر ۱ : ١٢ - ١٥ )

وللوقت أخرَجَهُ الرّوحُ إِلَى البَرِّيَّةِ، " وكان هناك في البَرِّيَّةِ أربعين يومًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيطان وكان مع الوحوش. وصارَتِ المَلائِكَةُ تَخدِمُهُ وبعدما أُسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله " ويقول قد كمَلَ الزَّمانُ واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل ". التجربة على الجبل: الأحد الثاني هو أحد التجربة بحسب ما رتب آباء الكنيسة، وفيه يُقرأ إنجيل التجربة على الجبل، لما صام المسيح عنا أربعين نهارًا وأربعين ليلة وقد أورد الإنجيليون مار متى ومار لوقا عينات من هذه التجارب - تجربة الخبز، وتجربة مجد العالم وتجربة إلقاء المسيح نفسه من على جناح الهيكل - وقد صرعه المسيح في كل تجاربه وكسر شوكته عنا واستخلص لنا بصومه المقدس نصرة على جميع سهام الشرير الملتهبة نارًا ولكن إنجيل العشية بحسب ما كتبه القديس مرقس البشير قد اختزل تجربة المسيح وأوردها في آية واحدة: "أن الروح أخرجه إلى البرية ليُجرّب من إبليس أربعين يوما وكان مع الوحوش وكانت الملائكة تخدمه".وإذ أحجم مارمرقس عن أن يدخلنا إلى تفاصيل التجارب وطبيعتها وهو يكتب بالروح القدس فهذا معناه أن الأمر يفوق حدود العقل والإدراك البشري، فالعدو رئيس هذا العالم هو روح الظلمة الكذاب وأبو الكذاب المعاند والمقاوم لله، شرس غاية الشراسة وقد كان من البدء قتالاً للناس فبأي كيفية حارب القدوس وإلى أي مدى كانت هذه الحرب وتلك التجارب وما هي طبيعتها وما هى أعماقها، فهذه أمور تعلو إدراكنا وتتجاوز معرفتنا الضعيفة.ولكن لأن المسيح صام عنا ومن أجلنا، ولم يفعل شيئًا إلا لحسابنا فبكل تأكيد أن ما خرج به المسيح منتصرا على كل تجارب العدو كان لحسابنا بل أعطاه المسيح لنا وأجزل لنا العطاء . ونحن نقترب إلى ما سجّله مارمرقس نلمس فيه نصيبنا لأن المسيح وهو متحد بطبيعتنا البشرية، صام بها وحارب بها وانتصر بها لحسابنا ومن أجلنا. أولاً : فإن قيل إن الروح اقتاده فاعلم أنه قد تسجل لنا هذا ميرانا في المسيح، وقد تم هذا بعد المعمودية مباشرة حين جاء صوت الآب من السماء شاهدًا "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، وحين حل الروح عليه بهيئة جسمية كاملة بشكل حمامة. فصار فيما بعد أن الذين ينقادون بروح الله،فأولئك هم أبناء الله.فبدءًا بمعموديتنا حين يُنادى أننا صرنا أولاد الله وحين نقبل نعمة البنوة إذ نتحد مع المسيح بشبه موته وننال نعمة الروح المعزي الحال فينا والساكن فينا حينئذ يتسلم الروح القدس قيادتنا.فالذي يقتاد بروح الله فقد ختم أن الله أبوه وهو ابن الله. الروح هو الذي يرشد إلى جميع الحق، يُعلم وينصح ويعزي ويشفع فينا بأنات لا ينطق بها ويأخذ مما للمسيح ويعطينا ويذكرنا بكل ما قاله السيد، وهو يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة، ويفحص كل شيء حتى أعماق الله. فإن كان الإنسان ينقاد بالروح في العمل والكلام ويسلك بالروح ولا يطفئ الروح ولا يحزن الروح، ويكون مراضيًا للروح مادام في طريق الحياة يسلك. يصير الإنسان محمولاً منقادًا بروح الله وحسبما يسير الروح يسير. ثانيا : وهنا تأتي التجارب ويتقدم المجرب لأن التجارب في حياة أولاد الله حتمية ولا مفر لأن العدو متربص ويوم أن ننحاز إلى المسيح فقد أعلنا الحرب عليه. إن بداية معموديتنا أننا جحدنا الشيطان وكل قواته الشريرة وكل نجاساته وكل حيله الردية والمضلة.فبعد أن خرج الشعب مع موسى من أرض العبودية واعتمدوا جميعهم في البحر الأحمر صارت الحرب مع عماليق. فالحرب بعد أن استعلن المسيح ابن الله بصوت الآب وحلول الروح صارت الحرب والتجارب وانتصب المجرب للصراع. إذن التجربة نتيجة طبيعية لالتصاقنا بالمسيح واتحادنا معه ودخولنا إلى شركة معه وفيه بالروح القدس. لم تخل حياة أحد من القديسين على مر العصور من التجارب، فتش في حياة القديسين جميعًا، هل خلت حياة أحدهم من التجارب ؟ جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون". فالرسل الأطهار كم قاسوا من التجارب والتشريد والحبس والسجون والاضطهادات والضيقات والأحزان شيء مهول ولكن في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. وهكذا الشهداء والأبرار الصديقون والنساك سكان البراري ورجال الإيمان والآباء ، كم قاسوا وحملوا الصليب وتجربوا وطافوا معتازين مذلين مكروهين من العالم مجربين. ولكن الذي يحلو لنا أن نتفكر فيه أن النصرة في المسيح وبالمسيح شيء أكيد لا يقرب منه الشك.فالمسيح سحق الشيطان وأذل فخره، ورجع الشيطان مكسورًا مهانًا مذلولاً خائبًا. فالتمسك بالمسيح والحياة فيه، يزكي فينا الشعور بالنصرة ووعد المسيح قائم أنه أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو الشرير وهكذا ندرك أنه مهما طالت التجارب وتنوعت ومهما بدا أن الشيطان متقو علينا ولكن الغلبة النهائية هي لحساب المسيح. وما بناه الشيطان في سنين وسنين يهدمه المسيح بكلمة، لأن ابن الله قد جاء لكي ينقض أعمال إبليس.وهكذا يدخل أبناء الله التجارب وهم حاملون للنصرة في داخلهم كتلميذ يدخل الامتحان ونتيجة الامتحان والفوز في جيبه. "ثقوا أنا قد غلبت العالم"، وخرج غالبًا ولكي يغلب". وهذا الشعور في القديسين هو الذي قادهم إلى الاتضاع الحقيقي، لأنهم أدركوا أن النصرة ليست بقوتهم ولا بذراع البشر، ولا اعتمدوا على عملهم ولا على قدرتهم بل على الله وحده. فكان إذا انتصروا على الشيطان وأذلوا فخره، كانوا يزدادون اتضاعا وإنكارًا لذواتهم ويزدادون ثقة في الذي يقويهم "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني"، أنا ما أنا ولكن نعمة الله التي معي". ثالثًا: كان مع الوحوش. في الواقع أن المسيح استعاد لنا صورتنا الأولى ومجدنا الأول وأعادنا إلى الفردوس حيث كانت الوحوش أليفة صديقة للإنسان من غير أذى فلما سقطنا من رتبتنا صارت العدواة واستعلن الطبع الوحشي في حيوانات البرية فإن كان بالفعل قد استؤنست الوحوش وخضعت للقديسين في المسيح، مثل ما نرى في أيقونة مارمرقس وكيف أن الأسد تحت رجليه، والقديس بولس الرسول نفض وحش الثعبان في النار ولم يتأذ بشيء ، والقديس برسوم العريان عـاش مـع ثعبان كبير، والبابا زخارياس لما ألقى للسباع لم توذه مثل دانيال في جب الأسود هذا هو زمن المسيح يرعى الأسد مع الخروف وهذا هو قول المسيح: "أرسلكم كحملان في وسط ذئاب" في المسيح يسوع، وفي صوم المسيح عنا، تذلل الطبع الوحشي على أن ليس المسيحي هو الذي يخضع وحوش الأرض مثل مروّضي الوحوش، بل هناك في إنساننا العتيق ما يماثل الوحوش في طباعها مثل الغضب، والاحتداد والعنف، والانتقام، والشراسة، والمكر ، والخبث ومحبة الزني والأنانية كلها طباع حيوانية وحشية ويمكننا بالمسيح وبشركة صومه أن نصير مع الوحوش بغير أذى لقد تذلل الطبع الوحشي، فلم تعد هذه الطبائع الوحشية تسود علينا، بل على العكس صرنا بالروح تميت أعمال الجسد ونخضع أجسادنا ونستعبدها كقول الرسول. رابعا : صارت الملائكة تخدمه. صوم المسيح أدخلنا إلى هذه الشركة الروحية مع الملائكة صارت الملائكة بالنسبة لنا أرواحا خادمة للعتيدين أن يرثوا الخلاص.صحبة الملائكة في الصوم هى الحياة السماوية بكل ما تعني. كأن الإنسان الصائم مع المسيح برغم التجارب الكائنة يشعر أنه يحيا حياة ملائكية سماوية. ويحيا معانا من القوات السماوية، مثلما أعان الملاك إيليا النبي حينما صام أربعين نهارًا فقد أيقظه من نومه وأطعمه، فسار بقوة هذه الأكلة أربعين يوما إنها أسرار مخفية عن الحكماء ولكنها تعلن للبسطاء وأنقياء القلب. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
22 مارس 2024

أعطى بهاء للإكليروس

قال السید المسیح لتلامیذه: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهٌ عَلَى الأَرْضِ یَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَه ٌعَلَى الأَرْضِ یَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ"(مت ۱۸:18) المسیح ھنا یسلِّم سر الكھنوت لتلامیذه وھو الذي امتد بعد ذلك عبر الأجیال. نصل في سلسلة الطلبات التي تبدأ بعبارة "نعم نسألك أیھا المسیح إلھنا ثبت أساس الكنیسة" إلى بدایة الطلبات المتخصصة،وسنأخذ كل مرة شریحة أو قطاعًا في الكیان الكنسي. نبدأ بالإكلیروس: "أعط بھاءً للإكلیروس". إﻛﻠﻴﺮوس كلمة "إكلیروس" من أصل یوناني وتعني: "نصیب الرب"، فھم من اختاروا الله نصیبًا لھم، وخصصوا كل وقتھم لخدمة لله، ولا یعملون عملاً آخر. كلمة "إكلیروس" تجمع كل من یقوم بعمل الكھنوت وإقامة الأسرار (الكھنة یقومون بإقامة الأسرار ماعدا التدشین والسیامات، لكن الأسقف یقوم بالتدشین وبسیامة الكھنة والشمامسة). وعنصر الكھنوت مستمد من الكتاب المقدس بتفاصیل كثیرة،وھو للرجال فقط. فقد اختار السید المسیح كل تلامیذه من الرجال (ال ۱۲ وال ۷۰ ). لكنه كرَّم أمنا العذراء التي تمثِّل كل جنس المرأة،واختارھا كنموذج جمیل لذلك نسمیھا فخر جنسنا،أما الرجال فھم الذین یخدمون الخدمة الشاقة. الإﻛﻠﻴﺮوس ﻓﻲ كنيستنا ثلاث رتب: 1- رتبة الشماسیة كلمة "شماس" من كلمة قبطیة قدیمة ھي "شمشي" بمعنى "خادم". ھذه الرتبة مكونة من درجات متدرجة ومرتبة وكل درجة لھا وظیفة. تبدأ من درجة "إبصالتس" وتعني مرتل، ثم "أغنسطس" وتعني قارئ، ثم "إبیدیاكون" أي مساعد شماس،و"دیاكون" أي شماس كامل، و"أرشي دیاكون" أي رئیس شمامسة.درجة الدیاكون والأرشي دیاكون للمتقدمین في العمر وینطبق علیھما قوانین الكھنوت.من ھم في رتبة الشموسیة یكونون إما متزوجین أومتبتلین. شمامسة ذكروا في الإنجیل: الشمامسة السبعة الذین اختارھم الآباء الرسل (انظر أع ٦: 1-5)،وكانوا یقومون بالخدمة ویبشرون ومنھم إستفانوس وفیلبس (انظر أع 6-8) ۲) رتبة القسیسیة القسیسیة درجتان: ۱- قس (بریسفیتیروس): ومعناھا "مصلي" أو"شفیع"وفي كنیستنا نستخدم له اللقب الجمیل "أبونا". كلمة "القسیسیة" أحیانًا تترجم في الكتاب المقدس بكلمة "شیوخ"، لكن المقصود بھا القسیسیة كرتبة كھنوتیة. ۲- قمص: تعني "المدبر"، وھي درجة أعلى،ویقام للتدبیر أي الإدارة Administration من مر علیه سنوات في خدمة القسیسیة یترقى للقمصیة بصلوات كثیرة. والترقیة في مفھوم الكنیسة تختلف عن مفھوم العالم، فمن یترقى في الكنیسة ینزل أي یتضع أكثر، وأكبر ترقیة ھي رتبة غسل الأرجل التي عملھا المسیح مع تلامیذه قبل الصلب وفي عرف الكنیسة من ھم في رتبة القسیسیة والقمصیة یكونون كلھم متزوجین ما عدا الرھبان منھم. ۳- رتبة الأسقفیة (الأسقف، المطران، البطریرك) أي رئاسة الكھنوت في الكنیسة ھم غیر متزوجین لكي یكونوا متفرغین، ویكون كل وقتھم مخصصًا للرعیة. درجة الأسقف: كلمة "أسقف" تعني "الناظر من فوق"، فھو مثل المایسترو الذي یقف على قاعدة مرتفعة لكي یرى كل العازفین في فریق موسیقي كبیر. درجة المطران: الأسقف بعد سنوات طویلة(30/40 سنة) یترقى لدرجة مطران والمطران ھو من یكون مسئولاً عن المدینة الكبیرة، ویمكن أن یكون معه بعض الأساقفة المساعدین. درجة البطریرك: كلمة "بطریرك" تعني "أب الآباء". وفي كنیستنا القبطیة بدأ لفظ "بابا" أي "الأب الكبیر" منذ زمن مبكر، ثم أخذت روما اللقب بعد ذلك. ما الفرق بين اﻟﺒابا واﻟﺒطريرك؟ البابا شخص عنده إمكانیة رسامة بطاركة، أما البطریرك فیرسم أساقفة. وبابا الإسكندریة لقبه "صاحب القداسة (لأنه بابا الإسكندریة) والغبطة (لأنه بطریرك الكرازة المرقسیة)". ما ﻫﻲ وظيفة الإﻛﻠﻴﺮوس؟ ۱- الأبوة: وھي عنصر رئیسي. وكلمة "أبونا" (للكاھن أو الأسقف) ھي سبب بقاء المسیحیة في مصرنا وامتدادھا للخارج. الأب ھو الذي یبدأ تكوین الأسرة، وأبونا الذي سیقوم بالخدمة ھو بدایة تكوین كنیسة إن وظیفة الإكلیروس (الكاھن، الأسقف،الشماس) ھي الأبوة والرعایة بالحب. ۲- الأمانة المطلقة: وشعارھم "كُن أَمِینًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِیكَ إِكْلِیلَ الْحَیَاةِ" (رؤ۲: 10) الإكلیروس یكونون أمناء على النفوس، والتعلیم،والإیمان، وحتى على تدبیر مال الكنیسة، وإن بَعُدَأحدھم یومًا عن الأمانة تصبح خدمته غیر سلیمةوغیر صحیحة. ۳- الشفاعة: فھو مصلي وشفیع. لا تستھینوابالأوراق التي یقدمھا لكم الشعب للصلاة من أجلھم، لا تستھینوا بكلمة "ربنا معك". ٤- المعرفة: لا بد أن یكون على قدر من المعرفة،وتكون له قراءات، ویؤھل نفسه، فرجل الإكلیروس ھو مُعلِّم. ٥- الإدارة بالحب: یجب أن تكون إدارة الكنیسة صحیحة، والكل یعرف دوره بالتحدید. وھناك علوم إدارة تساعد في ذلك. بهاء كلمة "بھاء" ھي إحدى كلمات اللغة العربیة القویة،والكلمة تضم معنیین: ۱- النقاوة الداخلیة، ۲- اللمعان الخارجي وھي تقال في أدبیات اللغة العربیة على الماس. صفات الماس التى تنطبق ﻋﻠﻰ الإﻛﻠﻴﺮوس ۱- نادر: "الْحَصَاد كَثِیرٌ وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِیلُونَ"(مت۹: 37) "فَمَن ھُوَ الْوَكِیلُ الأَمِینُ الْحَكِیمُ الَّذِي یُقِیمُهٌ سَیِّدُهُ عَلَى خَدَمِه لِیُعْطِیَھُمُ الْعُلُوفَةَ فِي حِینِھَا" (لو12: 42) كلمة "بھاء" تعني الندرة وھذا ھو سبب ارتباطنا كشعب بمن یقوم بخدمتنا. ۲- لامع: في صلوات سیامة الكاھن نقول: "أرسل من السماء نعمتك على عبدك ھذا لكي یستحق من قبلك أن یكمل كھنوتك بغیر اعوجاج لیفوز بمراحمك مع الذین أرضوك منذ البدء". یكون له ھذا اللمعان لأنه یأخذ من المسیح. ۳- بسیط: البساطة ھي من تعابیر الكتاب عن النقاوة. والماس ھو كربون یتجمع بروابط كیمیائیة معینة مع ضغط عالٍ لزمن طویل "الرب الإله رأس الرئاسات، وأساس السیادات، واھب الكرامات، مرتب درجات الكھنوت على الأرض كما ھي في السماوات، یعینك ویعضدك ویساعدك ویؤیدك بقوته على القیام بفرائض خدمتك". ٤- یعكس النور: الإكلیروس أشخاص یعكسون نور المسیح، یأخذونه عن طریق الصلوات (بكل أشكالھا) والقراءات (وفي قمتھا الكتاب المقدس) ثم یقدمونه للآخرین. ٥- من الأرض: الأرض ھي تعبیر رمزي عن السجود والمیطانیات، والكاھن مرتبط بالسجود. لذلك فإن الكاھن في بدایة القداس یقول سرًا: "أنت یا سید تعلم إني غیر مستحق ولا مستعد ولا مستوجب لھذه الخدمة لیس لي وجه أن أقترب وأفتح فمي أمام مجدك المقدس، بل ككثرة رأفاتك لي أنا الخاطئ امنحني أن أجد نعمة ورحمة في ھذه الساعة لكي أبدأ وأھیئ وأكمل كما یرضیك" ویقول أیضًا: "اذكر ضعفي أنا الخاطئ واغفر لي خطایاي الكثیرة، وحیث كثر الإثم فلتكثر ھناك نعمتك، من أجل خطایاي خاصة ونجاسات قلبي لا تمنع شعبك من نعمة روحك القدوس." الخلاصة الإكلیروس ھو نصیب لله والبھاء ھو: ۱-النقاء الداخلي (الأفكار الصالحة والمشاعرالحیة الروحیة من الداخل مع كل خدمة یقوم بھا). ۲-اللمعان الخارجي (السیرة العطرة، وملاحظة الحیاة، وأن یعیش في مخافة لله على الدوام).فھو یخدم ویحمل مسئولیة شدیدة وخطیرة أمام الله على الأرض وفي السماء، وعلیه دائمًا أن یحافظ علیھا.في صلاتك الخاصة قل "أعط بھاءً للإكلیروس"،أعطھم نعمة یقدرون بھا أن یكملوا خدماتھم. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
21 مارس 2024

بدعة كيرينثوس

كان يهودياً منتصراً، تحكم بحمة المصريين، قدم إلى اورشليم فى زمان الرسل، وأقم فيه بعض الوقت ثو انتقل إلى قيصرية لسطين فأنطاكيه وعلم فيها وحط رحاله أخيراً فى أفسس التى كانت حقل خدمة يوحنا الرسول . وقد علم كيرنيثوس أن العالم لم يخلقه الله، بل قوة خارجه عن الأله الأعلى وأن إلهاً آخر الذى هو اله اليهود، أعطى الشرائع والناموس وظهر أيضاً في القرن الأول كان يهودياً من مصر جاء إلى أورشليم في أيام الرسل و ثم انتقل إلى قيصرية فلسطين ومن ثم أنطاكية وعلّم فيها ومما دوّنه القديس ايريناوس عنه أنه أزعج يوحنا الحبيب بتعاليمه وضلاله. وأسماه القديس يوحنا ب "عدو الحق" وقال أيضاً القديس ايريناوس عنه أنه حفظ يوم السبت والاختتان وغيرها من فروض الناموس وادعى بأن السيد المسيح هو ابن يوسف ومريم وأن ملاكاً من الملائكة خلق الكون وآخر الذي هو الله إله اليهود أعطى الشرائع والناموس وأن شيئاً من الروح القدس المنبثق من الإله الأعلى حلّ على يسوع عند اعتماده في نهر الأردن فرافقه حتى الصلب وأضاف القديس هيبوليتوس أن كيرينثوس نفى قيامة المسيح بعد الصلب وجعلها مع قيامة "جميع الأتقياء" كورنثيوس هو يهودى تعلم الفلسفة بالأسكندرية وبدأ فى نشر بدعته سنة 73 م - وقد أنشأ ديانة جديدة أثناء حياة يوحنا الرسول ألفها بخلط تعاليم السيد المسيح ومبادئة السامية مع تعاليم الكنوسسيين ويقول القس منسى يوحنا : " تعاليم الكنوسسيين بنيت على خرافات البليروما (أى العالم العلى) والأيون (أى الأشخاص السماوية الخالدة بنو الأرواح) ودميورج (أى خالق العالم الذى يختلف عن الإله الأعظم) ولكنه أظهر مبادئة بصورة لا ينفر منها اليهود فعلم أن الذى سن الشريعة اليهودية هو خالق العالم وهو ذو مناقب حميدة وصفات شريفة مكتسبة من الإله الحق، ولكن هذه الفضائل لم تلبث أن تدنست فأراد الله أن يلاشى سلطان مشترع اليهود بواسطة أيون مقدس أسمه المسيح ويسوع هو رجل يهودى كامل وقدوس وأبن بالطبيعة ليوسف ومريم، فهذا حل فيه المسيح بنزوله عليه على هيئة حمامة عند عماده من يوحنا فى نهر الأردن وعندما أتحد المسيح بيسوع قاوم إله اليهود (خالق العالم) بشجاعة وعندما رأى إله اليهود مقاومة المسيح يسوع فقام بتحريض أتباعه اليهود فقبضوا عليه ليصلبوه، فلما رأى المسيح أنهم قبضوا على يسوع طار إلى السماء وترك يسوع وحده يصلب ولهذا أوصى كورنثيوس أتباعه بإحترام الإله الأعظم أبى المسيح وبإحترام المسيح، وأمرهم بعدم إتباع شريعة اليهود ورفض مبادئ الناموس الموسوى، وأوصاهم بالسير على نظام المسيح معلماً إياهم بأنه سيعود ثانية ويتحد بالإنسان يسوع الذى حل فيه قبلاً ويملك مع تابعيه على فلسطين ألف سنة، ثم وعدهم بقيامة أجسادهم وتمتعها بأفراح سامية فى مدة ملك المسيح ألف سنة وبعد ذلك يدومون فى حياة سعيدة فى العالم السماوى ويقول يوسابيوس القيصرى: " كيرنثوس زعيم الهراطقة 1- وقد أعلمنا أنه فى هذا الوقت ظهر شخص يدعى كيرنثوس مبتدع شيعة أخرى،وقد كتب كايوس الذى سبق أن أقتبسنا كلماته (ك2 ف 6و 7) فى المساجلة المنسوبة إليه ما يلى عن هذا الرجل: 2 - ويقدم أمامنا كيرنثوس أيضاً - بواسطة الرؤى التى يدعى أن رسولاً عظيماً كتبها - أموراً عجيبة يدعى زوراً أنها أعلنت إليه بواسطة الملائكة، ثم يقول أنه عند قيامة الأموات سوف يقوم ملكوت المسيح على الأرض، وأن الجسد المقيم فى أورشليم سوف يخضع ثانية للرغبات والشهوات، وإذ كان عدو للأسفار الإلهية فقد أكد - بقصد تضليل البشر - أنه ستكون هناك فترة ألف سنة (رؤ 20: 4) لحفلات الزواج " 3 - أما ديونيسوس الذى كان أسقفاً لأيبروشية الأسكندرية فى أيامنا، فإنه فى الكتاب الثانى من مؤلفه عن "المواعيد " حيث يتحدث عن رؤيا يوحنا بأمور أستقاها من التقليد، يذكر نفس هذا الرجل فى الكلمات ألآتية (راجع ك7 ف 40) " 4 - " ويقال أن كيرنثوس مؤسس الشيعة المسماة بأسمه (الكيرنثيون) إذ أراد أن يعطى قوة لشيعته صدرها بأسمه وكانت التعاليم التى نادى بها تتلخص فيما يلى: أن ملكوت المسيح سيكون مملكة أرضية. 5 - " ولأنه هو نفسه كان منغمساً فى الملذات الجسدية، وشهوانياً جداً بطبيعته، توهم أن الملكوت سوف ينحصر فى تلك الأمور التى أحبها، أى فى شهوة البطن وشهوة الجسد والشهوة الجنسية، أو بتعبير آخر فى الأكل والشرب والتزوج، والولائم والذبائح وذبح الضحايا، وتحت ستارها ظن أنه يستطيع الإنغماس فى شهواته بباعث أفضل " هذه كلمات ديونيسيوس " 6 - على أن إيرناوس، فى الكتاب الأول من مؤلفه " ضد الهرطقات " يصف تعاليم أخرى أشد قبحاً لنفس الرجل، وفى الكتاب الثالث يذكر رواية تستحق أن تدون هنا، فيقول، والحجة فى ذلك بوليكاربوس: أن الرسول يوحنا دخل مرة حماماً ليستحم ولكنه لما علم أن كيرنثوس كان داخل الحمام قفز فازعاً وخرج مسرعاً، لأنه لم يطق البقاء معه تحت سقف واحد، ونصح مرافقيه للأقتداء به قائلاً: " لنهرب لئلا يسقط الحمام، لأن كيرنثوس عدو الحق موجود بداخلة "
المزيد
20 مارس 2024

الصليب في حياتنا

أول علاقة لنا بالصلیب ھي في المعمودیة، حیث صلب إنساننا العتیق حتى لا نستعبد بعد للخطیة وھناك صلیب حملته الكنیسة في حركة الاستشھاد وفي كل الاضطھادات التي لحقت بھا على مر العصور والجمیل في ھذا الصلیب أن الكنیسة قد حملته بفرح وصبر دون أن تشكو منه وتتذمر بل تحول الصلیب في حیاة الكنیسة إلى شھوة تشتھیھا وتسعى إلیه وكان إقبال المسیحیین على الموت یذھل الوثنیین، وكانوا یرون فیه الإیمان بالأبدیة السعیدة، واحتقار الدنیا وكل ما فیھا من ملاذ ومتع فتحولت السجون إلى معابد، وكانت ترن فیھا الألحان والتسابیح والصلوات من مسیحیین فرحین بالموت وثالث مجال نحمل فیه الصلیب ھو الباب الضیق فیه یضیق الإنسان على نفسه من أجل الرب. یبعد عن العالم وكل شھواته، ویزدري بكل شيء. في سھر، في أصوام، في نسك، في ضبط النفس، في احتمال لإساءات الآخرین ویمكن أن یدخل في ھذا المجال صلیب التعب فیتعب الإنسان في الخدمة من أجل الرب ویتعب في صلب الجسد مع الأھواء (انظر غل 24:5)كما یقول الرسول، ویتعب في الجھاد وصلب الفكر، والانتصارعلى النفس، ویعلم في كل ذلك أنه ینال أجرته بحسب تعبه، حسبما قال بولس الرسول ( ۱ كو ۳ :5) والمسیحیة لا یمكن أن نفصلھا إطلاقًا عن الصلیب والسید المسیح صارحنا بھذا الأمر، فقال "فِي الْعَالَمِ سَیَكُونُ لَكُمْ ضِیقٌ" (یو ۱٦ :33) وقال أیضًا "وَتَكُونُون مُبْغَضِینَ مِنَ الْجَمِیعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي" (مر ۱۳ :13) ونحن نفرح بالصلیب ونرحب به، ونرى فیه قوتنا كما قال الرسول "فإن كَلِمَة الصَّلِیبِ عِنْدَ الْھَالِكِینَ جَھَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِینَ فَھِيَ قُوَّةُ للهِ" ( ۱كو ۱ :18) وھناك الصلیب الذي لأجل البر، وھو على أنواع: منھا صلیب الحب والبذل، مثل صلیب المسیح، الذي تحمل الألم لكي ینقذنا "لَیْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ ھذَا: أَنْ یَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَھُ لأَجْلِ أَحِبَّائِھِ" (یو ۱٥ :13)وھناك صلیب آخر في العطاء، وأعظم عطاء ھو العطاء من العوز،حیث تفضل غیرك على نفسك، وتعتاز لكي یأخذ غیرك، مثلما أعطت الأرملة من أعوازھا وھناك أیضًا صلیب الاحتمال، تحویل الخد الآخر، وسیر المیل الثاني لیس فقط أن یحتمل الإنسان إساءات الناس إلیه، بل أكثر من ھذا أن یحسن إلى ھؤلاء المسیئین، بل أیضًا أن یحبھم! من یستطیع ھذا؟ إنه صلیب ھناك صلیب آخر في الجھاد الروحى، في انتصار الروح على الجسد،في احتمال متاعب وحروب العالم والجسد والشیطان في صلب الجسد مع الأھواء في الانتصار على الذات، في الدخول من الباب الضیق والصلیب ھو التألم لأجل البر، ھذا فقط للمبتدئین أما للكاملین فیتحول الصلیب إلى لذة ومتعة نشعر بضیق الباب في أول الطریق ولكننا بعد ذلك نجد لذة في تنفیذ الوصیة، ونحبه. وحینئذ لا یصیرالطریق كربًا بل یصیر متعة كان الاستشھاد صلیبًا، ثم تحول إلى متعة وصار القدیسون یشتھون الاستشھاد، ویشتھون الموت، ویفرحون به والتعب من أجل الرب أصبح لذة ومتعة، والألم أیضًا وھكذا اعتبر الكتاب أن الألم ھبة من لله "وُھِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِیحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِه فَقَطْ، بَلْ أَیْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأجله" ( فى 29:1). متى يصبح الصليب فى حياتنا متعة؟ قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
19 مارس 2024

لماذا صام المسيح أربعين يوما ؟

في بداية العهد القديم كان صوم ، وفى بداية العهد الجديد كان صوم أيضا. في الجنة كانت وصية الصوم والامتناع عن شجرة معرفة الخير والشر وفيها سقط آدم كاسراً هذه الوصية ، وبمعصيته طردنا من الفردوس حتى جاء آدم الثاني وصام ليكسر شوكة الموت ويعيدنا إلى الفردوس الذى فقدناه ، وفى هذا يقول اللاهوتى شممان Schmemann " إذا كان الإنسان قد رفض الحياة المقدمة له من الله وفضل الحياة المعتمدة فقط على الخبز فإنه لم يعصى الرب فقط وإنمـا هوفي الحقيقة غير العلاقة الوطيدة التي بينه وبين العالم إن العالم قد قدم له كطعام ، والطعام كان مقوماً أساسياً للحياة ، والحياة قد قصد بها الشركة مع الله ، فلم يكن الطعام هدفاً فى حد ذاته وإنما وسيلة للشركة مع الله الذى فيه الحياة والحياة نور الناس العالم والطعام خلقا كوسائط للشركة مع الله ، فإنهما إذا أخذا من يد الله فإنهما يصبحان وسائط حياة حقيقية ، ولكن الطعام فى حد ذاته ليس فيه حياة ولا يمكنه أن يعطى حياة ، الله وحده هو الحياة سر الحياة إذا ليس في الطعام وإنما في العمل الإلهى الذى فيه ، إن أكلنا من يد الله فإننا نحيا من خلال شركتنا معه ، ولكن مأساة آدم إنه أكل بعيداً عن الله ، أنه آمن بالطعام كما لو كان هدفا فى حد ذاته فأضحى الطعام والعالم إلها له وصار آدم عبدا لهذا الإله قد يدعى الإنسان الجسدى أنه يؤمن بالله، ولكنه لا يستطيع أن يدعى أن الله هو كل حياته ، غذاؤه ووجوده وكيانه ، هذه هى مأساة الإنسان وخطيئته الكبرى أنه لم يجعل الله حياته ، فجاء أدم الثانى ليصلح الفساد الذي ابتليت به حياة آدم ، جاء ليعيد للإنسان الحياة الحقيقية . لهذا بدأ بالصوم وجاع بعد أن صام أربعين يومـا ، عندما أجوع فإني أكشف ما في داخل نفسي.إما إني أخشى الموت جوعا وإما أن أكون مستقرا مكتفياً بما في داخلي . إنه الوقت الذى فيه أواجه السؤال الحتمى ، على ما تعتمد حياتي ؟ لقد جاءت التجربة لأدم الأول ولأدم الثاني ، وكان كل منهما جائعاً ، وقال الشيطان لهما كلاما حتى يجعل حياتهما من الخبز ، آدم الأول وافق على أن يجعل الخبز مصدر حياته ، وآدم الثانى رفض الإغراء وقال " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " ، إنه رفض الأكذوبة التي خدع بها الشيطان آدم ثم ألقى بها على العالم كله ، وهى لا تزال إلى الآن طابع الحياة الإنسانية في العلم والفن وكافة الأنشطة الصوم عند المسيحيين إذا هو مدخل وإسهام فى خبرة المسيح نفسه التي بها يحررنا من اعتمادنا الكلى على الطعام والمادة و العالم ، إننا لا نزال نحيا في عالم آدم الأول ، ولا نزال نعتمد على الطعام، لهذا عبر الابن الكلمة المتجسد وادى ظل الموت ليعطينا الحياة التي يحياها مع الآب ، حياة المجد والفرح والحب الإلهى ، لقد أعطى الرب بغلبته على الشيطان في البرية قوة نصرته لكل من يؤمن به ، وصار لكل من يحيا بالإيمان بالمسيح قوة الغلبة على شهوة الخبز وتجربة الاعتماد والاتكال على لقمة العيش ، المسيحى يتجرد بالصوم من الحياة حسب الجسد ليحيا حسب الروح ومن ثم يصبح الله كل غذائه وشبعه وحياته إنه الصوم الذي يصنع هذا التحول ، إنه الصوم الذي يعطينا فرصة التأكد من رفضنا الاعتماد على المادة والطعام ويبقيان مجرد وسيلة ومجال لنيل البركة والنعمة الإلهية بالصوم نستعيد طبيعتنا الروحية الحقيقية ونتحدى الأكذوبة والكذاب الذى خدعنا في أن نعتمد على الطعام في حياتنا ونبني على قاعدة لقمة العيش معارفنا وعلومنا ووجودنا كله ، الصوم هو فضح لهذه الأكذوبة ، أنه كشـف للوهم والغش والخداع إنه المعركة الحقيقية ضد الشيطان لأنه تحد لقانونه ومنهجه الذي به يترأس على العالم فإذا صام المؤمن وجاع واكتشف أنه بالحقيقة راض ومستقر رغم هذا الجوع ثم حول هذا الجوع إلى طاقة روحية وانتصار فإن شيئاً لا يبقى من الأكذوبة الكبرى التي سرت من بدء الخليقة حتى الآن ، ولكن يلزمنا أن نشير إلى أنــــــه ليــس كـــل جـــوع هو حالة روحية ، فهناك جوع لأجل إنقاص الوزن، وجوع لأجل الانتحار ، ولكن الجوع في كنيسة الله هو جوع لأجل الله ، من أجل هذا يلزم أن يرتبط الصوم بالصلاة لأجل الانتعاش ، فبدون أن تتغذى نفوسنا على الحق وبدون ارتباطنا بالطاقة الروحية من خلال الصلاة والقراءات الروحية فلا معنــى للصوم إطلاقاً وإذا كان السيد المسيح قد انتصر على الجوع ليعطينا الغلبة على تجربة الخبز فإن الرب وهبنا أيضاً جسده ودمه الأقدسين كخبز سماوى ووعدنا بأن كل من يأكل جسده ويشرب دمه يثبت فيه وينال الحياة الأبدية ، فمن خلال سر الأفخارستيا نتحد بالرب الظافر وننال قوته ونصرته ، وهذا هو سر حرص الكنيسة على أن تجعل صوم أبنائها مقترناً بالتناول حتى تتقدس ذبيحة صومنا في ذبيحة الأفخارستيا وننــال من خلالها قوة ونصرة وشبعاً وضماناً لعدم العودة إلى الخبز كمصدر وعماد للحياة .أى ألا ننتكس ونرتد إلى خطيئة أبينا آدم الأول في الصوم الأربعينى تطلب الكنيسة من أبنائها أن يجاهدوا كمـا جــاهد المسيح في البرية وانتصر ، تطلب منهم أن يجوعوا معه لينتصروا على جوعهم ويصعدوا طاقتهم إلى صعيد روحى ويفضحوا الأكذوبة القائلة إن الإنسان يأكل ليحيا ، ويؤكدوا حقيقة أن الله وحده هو الخبز الحقيقى والحياة الحقيقية، وكل من يأكله يحيا به إلى الأبد. نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات المتنيح الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن كتاب الصوم الكبير لاهوتيا و كنسيا وروحيا
المزيد
18 مارس 2024

يوم الاثنين من الأسبوع الثاني (لو ۱۸: ۱-۸)

وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلِّ حِينٍ وَلَا يُمَلِّ قَائِلاً كَانَ فِي مَدِينَةِ قَاضٍ لَا يَخَافُ اللَّهُ وَلَا يَهَابُ إِنْسَاناً وَكَانَ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ وَكَانَتْ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَةٌ: أَنْصِفْنِي مِنْ خَصْمِي وَكَانَ لَا يَشَاءُ إِلَى زَمَانِ وَلَكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ وَإِنْ كُنْتُ لَا أَخَافُ اللَّهُ وَلَا أَهَابُ إِنْسَانَا،فَإِنِّي لَأَجْلِ أَنَّ هَذِهِ الْأَرْمَلَةَ تزعجني، أُنْصِفُهَا ، لَئَلَّا تَأْتِيَ دَائِماً فَتَقْمَعَنِي وَقَالَ الرَّبُّ اسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظُّلْمِ أَفَلَا يُنْصِفُ اللَّهُ مُختَارِيهِ الصَّارِخينَ إِلَيْهِ نَهَاراً وَلَيْلاً، وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعا وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الْإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الْأَرْضِ؟] الأرملة وقاضي الظلم إنجيل هذا الصباح هو عن قصة ذات توجيه قوي تحث الإنسان على اللجاجة في الصلاة، وموضعها هنا في غاية المناسبة، لأن الحديث عن مجيء ابن الإنسان وصعوبة تلك الأيام، ومباغتة الله للبشرية وهي لاهية عن خلاصها ـ أمر مرعب ولا توجد أية وصية من المسيح يعطيها لتلاميذه ومحبيه قبل أن يغادرهم لغيبة طويلة جداً مثل وصية اللجاجة في الصلاة وهنا يوجه المسيح بشدة إلى المداومة والإصرار وعدم الملل من الصلاة، بالإضافة إلى الرجاء الذي يؤازر الإنسان في حياته إلى أن يجيء والقضية يقدمها المسيح في شكلها الرسمي قاض ظالم، والمعنى هنا مرتش، وامرأة أرملة فقيرة لها مال عند جارها الغني الذي يعرف كيف يغير الذمم، وهي تريد مالها وهو لا يريد إعطاءها مالها ذهبت تشتكي لدى القاضي فقفل لها الأذن اليمنى ثم اليسرى،ولكنها كانت لحوحة، و المرأة اللحوحة لا يغلبها غالب، فاستمرت تشتكي واستمر القاضي يؤجل القضية وفي النهاية ضرب بالرشوة عرض الحائط وأنصفها من خصمها والرب لا يشير في هذه القصة إلا إلى لجاجة المرأة كيف غلبت خصمها وقاضي الظلم معاً ثم يضع المقارنة البديعة بين قاضي الظلم وقاضي العدل فإن نجحت اللجاجة لدى قاضي الظلم؛ فكم تعمل مع قاضي العدل بل الرحمة بل الحب والحنان والرأفة؟ في هذه القصة نجد لمحة عابرة عن إمكانية بحيئه سريعاً أو ذهابنا إليه أيضاً، إذ تتضمن القصة أنه بالرغم من أن الله يتمهل على مختاريه إلا أنه يستجيب "سريعاً" فسريعاً هنا تعني فجأة وعلى غير توقع."وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلِّ حِينٍ وَلَا يُمَلُّ".هنا المسيح يقصد أن نستمر في الصلاة، بمعنى أن لا نبطل الصلاة من حياتنا، لأن كل حين لا تعطي معنى الصلاة المحددة في زمن معين بل في كل أزمنة حياتنا، لا كصلاة طويلة واحدة؛ بل صلوات تملأ كل الأوقات. فتصير الآية: ينبغي أن يُصلّى كل حين وليس كل اليوم فالصلاة تملأ حيّزها كل يوم دون أن يمل الإنسان ويقطع الصلاة.ولقد أخذها آباؤنا بمعنى الصلاة الدائمة فأتقنوها فعلاً وصاروا جبابرة الصلاة ولكن هنا يلزم التخصص أي أن يتفرغ الإنسان للصلاة وهم فعلاً تفرغوا للصلاة وامتلأت حياتهم بالله وعاشوا وكأنهم في السماء وليس على الأرض، واختبروا اختبارات روحية عالية. ولكن هذا النوع من الصلاة ليس على مستوى الجميع بل للذين قد أعطي لهم والقصد الأساسي من هذه الوصية أن لا يشعر الإنسان بغياب المسيح ولا أن يقلق ويشتهي أن يراه آتياً على السحاب، لأن الصلاة الدائمة تجعل الإنسان يحيا حياة العشرة مع الرب ولا يشعر إطلاقاً بالحاجة إلى رؤية المسيح قادماً، بل يكتفي بالإحساس بوجوده الدائم معه. وهكذا يبتدئ الإنسان أن يراجع نفسه في إلحاحه باستعجال مجيء المسيح، بأن يشعر أنه ليس محروماً منه بل يتمتع بوجوده على الدوام لذلك القول بأن المسيح قد تأخر عن مجيئه كثيراً هو إحساس ناتج من ضعف الصلاة وعدم الاستمتاع به في حياتنا بالالتصاق القلبي به، أو لهفة لرؤياه !! لذلك فإنه بأمرين نملأ الوقت الذي يفصلنا الآن عن يوم مجيء المسيح: ١- الرجاء الذي لا ينقطع على أساس صدق المسيح أنه آت آت، ٢- والصلاة للاتصال بالمسيح نفسه. وَقَالَ الرَّبُّ " اسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظَّلْمِ. أَفَلَا يُنْصِفُ اللَّهُ مُخْتَارِيهِ،الصَّارِحِينَ إِلَيْهِ نَهَاراً وَلَيْلاً، وَهُوَ مُتَمَهِّلْ عَلَيْهِمْ؟ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سريعاً ! وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الْإِيْمَانَ عَلَى الْأَرْضِ؟"المسيح بعد أن وصف قاضي الظلم بالظلم وعدم المبالاة والمماطلة في الحكم وعدم مخافة الله؛ بل وعدم هيبة إنسان، إلا أنه بالرغم من كل هذا حكم بالحق للأرملة المظلومة، ثم عاد ووضعه في الموازنة مع الله ومع مختاريه الصارخين إليه بالصلاة والدموع، نهاراً وليلاً، طالبين الروح القدس أو إخراجهم من دائرة العدو الذي يلطم فيهم يميناً ويساراً. هل ينصفهم؟ نعم ينصفهم سريعاً !! وهنا يزكي المسيح صراخ الصلاة نهاراً وليلاً، وهو يطلبها طلباً وهو عالم تكلفتها، ولكنه عالم أيضاً بمفعولها في السماء والمسيح يضعها معادلة: الصراخ طويلاً إزاء السماع سريعاً ولكن لثلاً نفقد سياق الكلام، فالمسيح أعطى هذه القصة وعلق هو عليها أنه سامع الصلاة، ذلك في مضمون غيابه بعد الانطلاق إلى فوق وطول السنين التي سيتأني علينا ببقائه فوق حتى تحوّل ضيقنا في العالم إلى صلاة، ونعزي أنفسنا عن غيابه يجعل الصلاة ليل نهار، بمعنى أن نملأ سنين غيابه صلاة لأنها هي التي تجعلنا مستعدين لقدومه المسيح في ختام هذا المثل يسأل باسمه كابن الإنسان هل حينما يأتي يجد الإيمان على الأرض؟ جملة حزينة تحمل توقع الرب بحدوث ارتداد "لأنه لا يأتي إن لم يأت الارتداد أولاً". لذلك هو جعل وسيلة الصمود الوحيدة هي الصلاة كل حين أعطاها لنا كقارب النجاة في طوفان الارتداد. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
17 مارس 2024

الكنز المسيحى

إِنْجِيل هذَا الصَبَاح المُبَارَك الأحَد الأوَّل فِي الصُوْم المُقَدَّس عَلِّمُونَا آبَاء الكِنِيسَة أنْ يُطْلِقُوا عَلِيه أحَد الكُنُوز عَلَشَان فِي بِدَايِة الصُوْم الوَاحِد يَضَع يَدُه عَلَى الكِنْز الحَقِيقِي عَلَشَان كِدَه جُزء ذَهَبِي مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَتَّى 5 ، 6 ، 7 يُكَلِّمنَا عَنْ أنْ لاَ نَكْنِز عَلَى الأرض الكِنِيسَة عَايْزَانَا نِصُوْم بِالرُّوح وَبِالتَّالِي نُقَاوِم كُلَّ مَا هُوَ لِلجَسَد لَيْسَ الطَّعَام فَقَطْ عَايْزَه تِخَلِّينَا نَقْتَنِي كِنْز الحَيَاة الأبَدِيَّة وَحَيَاة إِنْتِصَار الرُّوح فَعَنْ طَرِيقٌ الأكْل أُضْبُط جَسَدَك بَسْ مِش كِفَايَة كِدَه بَسْ لكِنْ فِي حَاجَة مُهِمْ إِنْ عِينَك وَكِنْزَك وَغِنَاك وَمَرْكَزَك يِكُون فُوْق فِي السَّمَاء فَيِقُولَّك لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْض خَلِّي بَالْكُمْ الوَسَطْ الَّلِي كَانْ بِيْكَلِّمه يَسُوع كَانْ يَهُود وَهُمَّ مَعْرُوفُون بِحُب المَال جِدّاً فَهُمْ مِنْ أصْعَب النَوْعِيَات مِنْ أكْثَر النَّاس الَّلِي يَهْتَمُون بِالمَال وَالجَسَد وَالأرْض وَالمِلْكِيَّة وَالصِرَاع لِذلِك يِقُولَّك أكْبَر المَشَارِيع الَّلِي فِي العَالَم رُؤوس أمْوَالْهَا يَهُودِيَّة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح عَايِز يِعْلِنْ إِنْتِصَار عَمَل نِعْمِته عَلَشَان يُعْلِنْ أنَّ مَعَ أصْعَب النَوْعِيَات مِنْ النَّاس النِّعْمَة إِنْتَصَرِت يِقُولَّك إِيه أصْعَب المُعْجِزَات الَّلِي حَصَلِت يِقُولَّك إِنْ مِنْ أصْعَب المُعْجِزَات إِنْ اليَهُود كَانُوا يَبِيعُون مُمْتَلِكَاتِهِمْ وَيَضَعُوا ثَمَنَهَا تَحْت أقْدَام الرُّسُل هُنَا رَبِّنَا يَسُوع يِقُول{ لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْضِ } ( مت 6 : 19) – كَلاَم صَعْب – صَعْب الإِنْسَان الَّلِي عَايِز يِأمِّن الحَيَاة الزَمَنِيَّة يِسْتَوْعِبُه السَيِّد الْمَسِيح تَدَرَّج مَعَهُمْ الأوِّل يِكَلِّمْهُمْ طُوبَى لِلرُّحَمَاء لأِنَّهُمْ يُرْحَمُون ( مت 5 : 7 ) فَيِكَلِّمْهُمْ عَنْ الرَّحْمَة تَدَرَّج إِلَى { وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أيْضاً } ( مت 5 : 40 ) ثُمَّ قَالَ { لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْضِ }الإِتنِين الأوَّلِين كَانْ وَاحِد قُصَاد وَاحِد لَوْ وَاحِد قُدَّامَك إِرْحَمه وَلَوْ وَاحِد طَلَبْ ثُوْبَك أعْطِهِ طَيِّب حَتَّى لَوْ كَانْ مَفِيش حَدْ قُدَّامَك لاَ تَكْنِز لَك كُنُوز عَلَى الأرْض فِي الأوِّل هُنَاك مُقَابِل لِلِّي أنَا بَعْمِلُه عَمَل الرَّحْمَة رَبِّنَا مَوْجُود وَشَايِف الَّلِي بِيِدِّي وَالَّلِي بِيَأخُد وَبَعْد كِدَه يَتَدَرَّج مَعَهُمْ لِدَرَجَة أكْبَر يِقُول لُهُمْ { لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ } ( مت 6 : 34 )ثُمَّ لاَ تَهْتَمْ بِالطَّعَام وَلاَ بِاللُّبَاس عَلَشَان كِدَه أقْدَر أقُول رَبِّنَا يَسُوع فِي تَعَالِيمه خَبِير بِالنَّفْس البَشَرِيَّة يِعْرَف إِزَاي يِقْنِعْهَا يِقُولُّه إِنْتَ بِتِكْنِز لِيه عَلَشَان خَايِف الحَاجَة دِي تُفْقَد طَيِّب مَا هِي مُمْكِنْ تِفْسَد وَإِنْتَ خَايِف مِنْ الضَيَاع وَهِيَّ مُعَرَّضَة لِلضَيَاع يِقُولُّه أنَا عَايْزَك تِكْنِز بَسْ كِنْز لاَ يَضِيع وَلاَ يَفْسَد أنَا عَايِز ثَرْوِتَك تِكُون مَوْجُودَة فِي مَكَان لاَ يَضِيع وَالمَكَان دَه مِش مَوْجُود عَلَى الأرْض رَبِّنَا يَسُوع يَتَكَلَّم بِإِقْنَاع عَارِف النَّفْس البَشَرِيَّة وَخِدَاعَاتْهَا وَأيْضاً الطَّبِيعَة الخَاصَّة بِالأُمَّة اليَهُودِيَّة كَانْ فِيهَا كَثِير مِنْ حِكَايِة السِرْقَة لِدَرَجِة إِنْ فِي طُرُق مَعْرُوف جِدّاً إِنْ فِيهَا نَهْب وَسَطو وَلاَ يِمْشُوا فِيهَا بِالَّلِيل فَيقُولُّه إِنْتَ خَايِف عَلَى ثَرْوِتَك وَتَضَعْهَا فِي مَكَان تِعْتِبْرُه مَكَان أمِين طَيِّب مَا مُمْكِنْ يِتعَرَّض لِلتَلَف حَطِّيت فُلُوسَك فِي الأرْض شِوَيِة مِيَاه جَوْفِيَّة دَوِبِتهُمْ وَضَاعُوا فَفِي نَفْس الوَقْت يِنْصَحْهُمْ وَيِهَدِدْهُمْ إِنْ مُمْكِنْ المَال دَه يَفْنَى لِذلِك يِقُولُّهُمْ { بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ } ( مت 6 : 20 ) ثُمَّ يِرْجَع يَضَعْ أسَاس المَرَض { لأِنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً } ( مت 6 : 21 ) طُول مَا عَمَّال تِكْنِز شِئ طَبِيعِي تِلاَقِي قَلْبَك فِي هذَا المَكَان يِكُون مَرْكَز إِهْتِمَامَك لكِنْ مُمْكِنْ فِلُوسَك دِي تِفْسَد وَتِسَوِس وَتَصْدَأ بَلْ مُمْكِنْ تِشْغِلَك جِدّاً الَّلِي إِنْتَ شَايْفُه وَسِيلَة تِأمِّن بِهَا حَيَاتَك قَلْبَك فِيه فَمَشَاعْرَك تَرْتَبِط بِه فَحَالْتَك النَّفْسِيَّة وَالجَسَدِيَّة وَالرُّوحِيَّة تِكُون مُرْتَبِطَة بِه .. لِيه ؟ عُبُودِيَّة لِيه بَقَى وَاخْدَه كِنْزِك ؟أنَا بَانْصَحَك تَضَع كِنْزَك فِي السَّمَاء لاَ هَيِفْسَد وَلاَ هَيِسَوِس .. إِجْعَل صَلَوَاتَك فِي السَّمَاء هُوَ دَه الطَّرِيقٌ تَضَع كِنْزَك فِي السَّمَاء حِب العَطَاء طُول أيَّام الصُوْم تِقُول الكِنِيسَة{ طُوبَى لِلرُّحَمَاء عَلَى المَسَاكِين } لأِنَّهَا عَايْزَه تِعَلِّمَك إِزَاي تِصْنَع الرَّحْمَة ثُمَّ يِتْكَلِّم بَعْد كِدَه عَنْ العِين لِيه ؟ إِيه عِلاَقْتُه بِالِّلِي فَات ؟ رَبِّنَا عَايِز يِقُول لَمَّا وَاحِد يِفْقِد عِينه تِكُون حَيَاته ظُلْمَة أنَا عَايْزَك تِعْتِبِرْهَا هِيَّ العَقْل طُول مَا إِنْتَ بِتْفَكَّر صَح يِكُون عَقْلَك مِنَوَر وَالعَكْس إِنْتَ إِقْتَنَعْت بِالفِكْرَة الَّلِي قُلْتَهَا دِي خَلاَص حَيَاتَك هَتنَوَر زَي مَا العِين تَقُود الجَسَد العَقْل سِرَاج الجَسَد وَالرُّوح أوِّل لَمَّا عَقْلَك يِسْتَوْعِب الكَلاَم دَه جَسَدَك هَيِنَوَرإِذَا كَانْ عَقْلَك مُظْلِم وَالجَسَد الَّلِي هُوَ طَبِيعِي مُظْلِم يِحْصَل فِيك إِيه ؟ لَوْ مَصْدَر النُّور ظُلْمَة لَوْ العَقْل نَفْسه مُظْلِم النَّفْس كُلَّهَا تِكُون مُظْلِمَة يِكَلِّمهُمْ بِإِقْنَاع إِنْ { لأِنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً} لَمَّا الذِهْن يِكُون مُضِئ يِكُون فِيه نِعْمَة { فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَماً فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ } ( مت 6 : 23 ) إِنْسَان لَمَّا حَيَاته كُلَّهَا لَيْسَ فِيهَا قِيَادَة فَكَيْفَ يَمْشِي فِي الطَّرِيقٌ ؟ لِذلِك رَبِّنَا يَسُوع عَايِز يِقْنِعْهُمْ وَالكِنِيسَة فِي بِدَايِة الصُوْم فِي الأحَد الأوَّل تَضَع لَنَا هذَا الفَصْل مِنْ الإِنْجِيل عَلَشَان نَضَع أقْدَامْنَا عَلَى الطَّرِيقٌ الصَّحِيح لاَبُد أنْ تَنَال إِسْتِنَارَة فِي العَقْل فَيَسْتَنِير جَسَدَك أصْل جَسَدَك دَه مَلْيَان شَهَوَات لَمَّا العَقْل يَسْتَضِئ فَينَوَر رَبِّنَا يَسُوع كُلَّ حَاجَة يِقُولُّهُمْ إِعْمِلُوهَا يِقُولُّهُمْ لِيه { طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأِنَّهُمْ يُرْحَمُون } لَمَّا يِقُولُّهُمْ { لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْضِ } لِيه ؟ دِي نِمْرَة (3) لَمَّا تِرْفَع كِنْزَك فُوْق قَلْبَك يِتْرِفِع فُوْق ثُمَّ يِرْجَع يِقُولُّهُمْ { لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ } ( مت 6 : 24 ) أصْل المَال يِجِيب عُبُودِيَّة وَهُوَ سَيِّد تِخْضَع لُه وَتُأسَر بِعُبُودِيِتُه إِنْتَ عَايِز تِخْضَع لِرَبِّنَا لكِنْ السَيِّد الثَّانِي بِتَاع المَال يِقُولَّك إِعْمِل كَذَا وَرَبِّنَا يِقُول إِعْمِل كَذَا الإِتنِين عَكْس بَعْض تَخَيَّل إِنْتَ المَال يِقُولَّك إِيه يِقُولَّك خُد حَاجَة مِش بِتَاعْتَك وَالوَصِيَّة تِقُول { بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً } ( لو 12 : 33 ) سَيِّدِين عَكْس بَعْض تَمَاماً وَاحِد يِقُول هَات كِتِير عَلَشَان النَّاس تِحْتِرْمَك وَيِكُون لَك مَكَانَة الثَّانِي يِقُول لاَ تُفَكِّر فِي الغِنَى وَلاَ تَتَكِل عَلَى المَال وَاعْطِي وَلاَ تَهْتَمْ بِالمَظْهَر مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُسَ يِقُول { أَوْصِ الأغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ } ( 1تي 6 : 17) سَيِّدِين عَكْس بَعْض وَاحِد يِهْتَمْ بِسُلْطَان الذَّات وَالثَّانِي يَهْتَمْ بِإِمَاتِة الذَّات وَاحِد يِهْتَمْ بِالأخذ وَالثَّانِي يَهْتَمْ بِالعَطَاء وَاحِد يِهْتَمْ بِالقُوَّة وَالثَّانِي يَهْتَمْ بِالرَّحْمَة سَيِّدِين عَكْس بَعْض فَإِزَاي تُعْبُد السَيِّدِين دُول ؟عَلَشَان كِدَه رَبِّنَا يَسُوع يُعْطِي لِلحَدِيث عَنْ المَال أهَمِيَّة يِكَلِّم نَاس بِيحِبُّوا المَال فَيَتَدَرَّج مَعَاهُمْ فِي الحَدِيث لاَزِم يِقَدِّم لَهُمْ كُلَّ دَوَاء يِشْفِي هذَا المَرَض وَالكِنِيسَة قَصَدِت فِي أوِّل أحَاد الصُوْم المُقَدَّس وَفِي بِدَايْتُه أنْ تَضَع لَنَا هذَا الفَصْل مِنْ الإِنْجِيل لِكَي تَقُول لَنَا أنَّ الصُوْم تَغْيِير فِكْروَتَغْيِير سُلُوك وَعَادَات إِنْتَ صَايِمْ بِالرُّوح وَاهتِمَامَك بِالمَال فَلاَزِم تَاخُد مِنُّه مَوْقِف وَلاَ تَتَكِل عَلِيه وَلاَ يَكُون لَك سَيِّد مِنْ أكْتَر الحَاجَات الَّلِي تِغَذِّي الذَّات المَال يَجْعَل الإِنْسَان يِحِب المَجْد البَّاطِل وَالكَرَامَة مَحَبِّة المَال تِبْعِدْنَا عَنْ الوَصِيَّة وَعَنْ رَبِّنَا لَيْسَ هذَا فَقَطْ أيْضاً بِتُؤذِيكُمْ لأِنَّهَا تُوَقَعْكُمْ فِي عُبُودِيَّة يِدْفَع الجِزْيَة لِسَيِّد مُسْتَبِد قَاسِي أدِي مَحَبِّة المَال إِنْتَ لَوْ حَطِّيت نَفْسَك فِي المِيزَان دَه تِلاَقِي نَفْسَك بِتحِب مَحَبِّة الذَّهَب وَالفِضَّة عَنْ مَحَبِّة الله أدِي مَحَبِّة المَال خَلِّيتَك تِهْتَمْ بِالأُمُور الزَمَنِيَّة عَنْ الرُّوحِيَّة لَمَّا يِكَلِّمَك عَنْ العَطَاء تِقُول دَه إِيه دَه ؟ دَه هَذَيَان لِذلِك صَعْب جِدّاً الإِنْسَان يِخْدِم سَيِّدِين عَلَشَان كِدَه لَوْ وَاحِد غَنِي وَلاَ يَتَكِل عَلَى مَالُه وَهُوَ سَيِّد لِهذَا المَال وَيِحِب رَبِّنَا دَه يِكُون قَامَة رُوحِيَّة عَالْيَة جِدّاً أبُونَا إِبْرَاهِيم كَانْ غَنِي لكِنْ لَمْ يَكُنْ يَعْبُد المَال دَه تِيجِي مُشْكِلَة مَعَ لَوطٌ يِقُول لاَ المَحَبَّة أهَمْ { لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ } ( تك 13 : 8 ) إِنْتَ خُد الَّلِي تَاخْدُه وَأنَا هَاتصَرَّف جَمِيل الإِنْسَان الَّلِي عَنْده مَال وَلكِنْ يِكُون لَهُ سَيِّداً وَلَيْسَ عَبْداً صِرَاع صَعْب أنْ تَدْخُل الكِنِيسَة وَتِسْمَع كِلْمِتِين نِفْسَك تِطَبَقْهُمْ لكِنْ وَإِنْتَ قَاعِد كِدَه الشَّيْطَان يِقُولَّك إِيه الكَلاَم الَّلِي إِنْتَ عَايِز تِنَفِذُه دَه دَه كَلاَم نَظَرِي رَبِّنَا يِقُولَّك أنَا بَكَلِمَك كِدَه عَلَشَان تِحِب مِنْ قَلْبَك فِي مَثَل فِرِنْسِي يِقُول { المَال عَبْد جَيِّد وَلكِنْ سَيِّد رَدِئ } عَلَشَان أخَلِّي السَيِّد عَبْد حَاجَة صَعْبَة زَي مَلِك وَعَايِز تِشَغَلُّه عَنْدَك خَادِم حَاجَة صَعْبَة المَال هُوَ سَيِّد عَلَشَان تِعْرَف إِنْتَ تِرَوَضه وَتِسْتَأنِسه عَايْزَه مِنَّك نِعْمَة كِبِيرَة جِدّاً مِنْ رَبِّنَا لاَ تَجْعَل إِتِكَالَك عَلِيه وَثِقَتَك فِيه جَمِيل جِدّاً لَمَّا يِتحَط الإِنْسَان وَيُوضَع بَيْنَ السَيِّدِين يِعْرَف يِخْتَار يِقُول هُوَ دَه السَيِّد الَّلِي نَاظِر لأبَدِيِتِي وَعَايِز يِعْطِينِي التَانِي سَيِّد عَايِز يُخْنُقْنِي مِش يِدِّينِي تَخَيَّل لَوْ وَاحِد إِخْتَار أنْ يَكُون عَبْد عَنْد هذَا السَيِّد القَاسِي !! الأنْبَا أنْطُونْيُوس يِقُول { مِنْ الجُنُون أنْ يُعْطِي الإِنْسَان ثَرْوِته }وَاحِد عَايِز يِهْتَمْ بِالآخَر وَالتَانِي عَايِز يِهْتَمْ بِنَفْسه يِرْجَع رَبِّنَا يِقُولُّهُمْ { لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ }( مت 6 : 25 ) كُلَّ الِّلِي فَات دَه الَّلِي شَرَحْتُه وَفَهِّمْتُه لِيكُمْ وَأعْطَيْتُكُمْ أمْثِلَة عَلِيه{ وَلاَ لأِجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ } وَاحِد يِقُول يَعْنِي يَارَبَّ حَتَّى الأكل !! يَعْنِي جَرَّدِتنَا مِنْ فِلُوسْنَا كَمَان مِش عَايِزْنَا نِهْتَمْ بِالأكل رَبِّنَا يِقُول أنَا مِش عَايْزَك تِهْتَمْ بِالأُمُور الصُّغَيَّرَة رَبِّنَا يِفُك الإِنْسَان مِنْ قُيُود عَنِيفَة مُمْكِنْ يِقْضِي عُمْرُه كُلُّه فِي عُبُودِيَّة لَهَا فَيَقُول لَهُمْ { وَلاَ لأِجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ أَلَيْسَتِ الْحَيوةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ } ( مت 6 : 25 )شُوفُوا الأسْبَاب الَّلِي يِقُولْهَا لهُمْ جَعَلِتهُمْ يُبْهَتُوا مِنْ تَعَالِيمه الفَلاَسِفَة شَهَدُوا لِلسَيِّد الْمَسِيح أنَّهُ لاَ يُوْجَد أرْوَع مِنْ أُسْلُوبه النَّفْس الَّلِي هِيَّ إِيه ؟ حَيَاة الإِنْسَان فَيَقُول ألَيْسَت النَّفْس أفْضَل إِذَا كَانْ رَبِّنَا عَاطِيك الحَيَاة نَفْسَهَا الَّلِي عَاطِيك الغَالِي مِش هَيِقدَر يِعْطِيك الرِخِيص ؟!! الَّلِي أعْطَاك الحَيَاة مش هَيِعْطِيك القُوْت بِتَاع الحَيَاة ؟!! الَّلِي أعْطَاك الجَسَد مِش هَيِعْطِيك القُوْت بِتَاعُه ؟!! القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ يَقُول{ فَالَّذِي يَمْنَح مَا هُوَ أعْظَم كَيْفَ لاَ يَمْنَح مَا هُوَ أقَل ؟!! } { اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ }( مت 6 : 26 ) مَعْرُوف إِنْ العَصَافِير تُحِب المَرَح وَلَيْسَ لَهَا شُغْلَه فِي حَيَوَانَات مَثَلاً تِعْتِمِد إِنَّهَا تِجِيب لِنَفْسَهَا أكْل لكِنْ طُيُور السَّمَاء لاَ تَهْتَمْ أبَداً بِنَفْسَهَا لاَ تَحْصُد وَلاَ تَجْمَع لَوْ جِيبت كُوْمِة قَمْح وَعَصْفُورَة عَايْزَه حَبَيْتِين أوْ ثَلاَثَة تَأخُذَهُمْ وَخَلاَص لاَ تِجْمَع وَلاَ تِحَوِش { وَأَبُوكُمْ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا }أتعَلِّم إِزَاي يَارَبَّ هَلْ أنَا أقَلْ إِيمَان مِنْ العَصْفُورَة ؟ إِزَاي ؟!! يِكُون عَلَشَان إِنْتَ أعْطِتنِي عَقْل فَإِسْتَخْدِمته غَلَطْ !! يِكُون عَلَشَان عَطِتنِي قُوِّة إِبْتِكَار إِزَاي أعْمِل مَخَازِن !! عَجِيب الإِنْسَان الَّلِي يِسْمَع الكَلاَم دَه وَلاَ يَسْتَوْعِب أحْيَاناً الإِنْسَان شَرُّه وَطَمَعُه يِعْمِيه وَمَحَبِّته لِلأرْض تِخَلِّيه لاَ يَتَفَاعَل مَعَ أي أمر رُوحِي إِقبَل هذَا الكَلاَم فِي بِدَايِة الصُوْم عَلَشَان تِتفَك مِنْ قِيد جُوَّاك " يَنْزَع عَنْ الإِنْسَان سَنَدُه وَرُكْنُه " ثُمَّ يَقُول لَهُمْ { وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعاً وَاحِدَةً } ( مت 6 : 27 ) مِين فِيكُمْ يِقْدَر يِكَبَّر جَسَدُه وَيَعُولُه ؟!! ثُمَّ يَتَكَلَّم عَنْ اللِبْس مَا تخَلِّينَا نِلْبِس فِيهَا إِيه ؟{ وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ تَأمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا } ( مت 6 : 28 – 29 ) نَبَاتَات الحَقْل مُمْكِنْ تِكُون نَبَاتَات طَبِيعِيَّة لاَ يُوْجَد حَد يَسْقِيهَا وَلاَ يَعُولْهَا هِيَّ تِطْلَع كِدَه بِتَاعِت رَبِّنَا يِقُولُّهُمْ شُوفُوا سُلَيْمَان وَعِنَايتُه بِنَفْسه وَمَا عِنْدُه مِنْ فَرَادِيس وَمُقْتَنَيَات وَفِضَّة وَذَهَبْ وَمَا مِنْ شِئ إِشْتَهِتُه عَيْنَيْهِ وَمَنَعْهُمَا عَنْهُ أكْتَر وَاحِد كَانْ مِدَلِّل ذَاته كَانْ سُلَيْمَان رَبِّنَا يِقُول { وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا} " وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ " يَعْنِي مَثَلاً يُوْم إِفْتِتَاح الهِيكَل تَخَيَّل كَانْ شَكْلُه إِيه ؟ الزَّنَابِق بَقَى دِي أفْضَل مِنُّه { فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَداً فِي التَّنُّورِ يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ } ( مت 6 : 30 ) دَه مُمْكِنْ يِسْتَخْدِمُوا شِوَيِة الزَّنَابِق دِي وَيِوَلَعُوا بِهَا نَار يَعْنِي رَبِّنَا أد إِيه لَبِّسْهَا المَجْد دَه كُلُّه طَيِّب إِذَا كَانِت هَتِطَرَح فِي النَّار لِيه يَارَبَّ تِعِبْت فِيهَا كِدَه ؟!! يِقُول لاَ أنَا عَايِز أعَلِّمَك { أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ } إِبْتَدَى يِحُط إِيدُه وَيُدْخُل فِي الأعْمَاق رَبِّنَا عَايِز يِقُولَّك إِتعَلِّم { فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ }( مت 6 : 32 ) هُوَ إِنْتَ عَايِز تِسَاوِي نَفْسَك الَّلِي بِتِعْرَف الإِيمَان بِالَّلِي بِيِعْبُدُوا الأصْنَام لاَ مَفْرُوض تِكُون أكْبَر مِنْ كِدَه { لأِنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا لكِن اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ } ( مت 6 : 33 ) تَخَيَّل إِنْتَ بَقَى كِدَه إِنَّك لَمَّا تِعِيش بِالوَصَايَا دِي وَتَتَمَتَّع بِهذِهِ العَطَايَا رَبِّنَا يِكْسِيك بِأغْلَى الثِيَاب تَخَيَّل لَمَّا لاَ تَتَكِل عَلَى غِنَاك الأرْضِي تَخَيَّل لَوْ إِنْتَ إِقْتَنَعْت بِذلِك وَلاَ تَهْتَمْ بِأي شِئ وَلاَ تِحِبَّهَا لِلدَرَجَة الَّلِي تَضَع نَفْسَك جُوَّاهَا هَتِلاَقِي غَمَامَة كِبِيرَة جِدّاً تِتشَال مِنْ عَلَى القَلْب وَالعِين الكِنِيسَة تِقُولَّك الصُوْم هَدَفُه إِنْتِصَار الرُّوح إِمشِي بِالطَّرِيقَة الَّلِي الكِنِيسَة تِقُولَّك عَلِيهَاعَلَشَان كِدَه تِقُولَّك الأُسْبُوع الجَاي إِنْ الطَّرِيق مِش سَاهِل لكِنْ مُبَارَك رَبِّنَا الَّلِي سَمَح بِالحَرْب لكِنْ يُعْطِينَا فِي الحَرْب إِنْتِصَار رَبِّنَا يِكَمِل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلِرَبِّنَا المَجْد الدَّائِم مِنْ الآن وَإِلَى الأبَد آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
16 مارس 2024

إنجيل عشية الأحد الأول من الصوم الكبير( مت ٦ : ٣٤ ، ٧ : ١ - ١٢ )

"فلا تهتموا للغد، لأنَّ الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليومَ شَرُّهُ الا تدينوا لكي لا تدانوا ، لأنَّكُم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلونَ يُكال لكُمْ. ولماذا تنظُرُ القَذى الذي في عين أخيك، وأما الخَشَبَةُ التي في عَيْنِكَ فلا تفطن لها؟ أم كيف تقول لأخيك : دعني أخرج القَدَى مِنْ عَيْنِكَ، وها الخَشَبَةُ في عينِكَ؟ يا مُرائي، أخرج أَوَّلاً الخَشَبَةَ مِنْ عَيْنكَ، وحينئذ تُبْصِرُ جَيِّدًا أنْ تُخرِجَ القَدَى مِنْ عَينٍ أَخِيكَ! لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتَفِتْ فَتُمَزَّقَكُمْ. اسألوا تُعطوا . اطلبوا تجدوا . اقرعوا يُفتح لكم. الأنَّ كُلَّ مَنْ يَسأَلُ يَأخُذُ، ومَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفتَحُ لَهُ. أم أي إنسانٍ مِنكُمْ إِذا سألهُ ابنُهُ خُبزًا يُعطيهِ حَجَرًا ؟ وإِن سألهُ سَمَكَةً، يُعطيهِ حَيَّةً؟ " فَإِنْ كُنتُم وأنتم أشرار تعرفون أن تُعطوا أولادَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فكم بالحري أبوكم الذي في السماواتِ، يَهَبُ خَيرات للذين يسألونه! " فكُلُّ ما تُريدُونَ أَنْ يَفْعَلَ الناسُ بكُمُ افعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء ". الصوم المقبول: عشية الأحد الأول من الصوم الكبير بعد أسبوع الاستعداد تضع في الواقع برنامج الصوم وهدفه الأسمى، كاشتراك مع المسيح الذي صام عنا أربعين نهارًا وأربعين ليلة. وإن سألت ما هو المنهج والبرنامج الذي يجب أن أتبعه وما هو مطلوب مني لكي أقدم للرب صوما مقبولاً يختاره الرب ويرضى عنه، لأن الصوم ليس هو صوم الطعام والانقطاع عنه، فلو كان كذلك لأصبح عملاً جسديًا فحسب، وليس الصوم هو عادة ورثناها من الآباء وتقاليد نمارسها ومواسم نعيشها بل في الواقع إذا خلا الصوم من الهدف الذي جعل من أجله فإنه يفقد معناه تمامًا، ويصير عبئًا على الجسد يود الإنسان لو لم يصم أو على الأكثر يشتهي أن ينتهي الصوم أو يتحايل الإنسان عليه بطرق التحايل الكثيرة لذلك فإن نما فينا الوعي الروحي واستوعبنا ما عاشته الكنيسة المقدسة وما وضعه الآباء بالروح لأجلنا لجنينا ثمار الصوم المقدس ولأزهرت أرواحنا في موسم ربيع الحياة الروحية.وفصل الإنجيل هو جزء من الموعظة على الجبل الذي هو دستور المسيحيين، يبدأ بعدم الهم والاضطراب من أجل الغد، وهذا هو الجانب السلبي أما الإيجابي فهو الاتكال على الله الذي هو رب الغد ومدبر الغد. لأن مستقبلنا هو في المسيح وشتان بين الهم والاهتمام والتدبير فالهم هو الاضطراب والخوف والقلق واليأس وهذا يلغي كل النواحي الطيبة من الإيمان بالله والثقة فيه والاتكال عليه وإلقاء الهم كله على الله هو الذي خلقنا، وهو الذي عالنا ويعولنا وفي يده مقاليد الأمور ، ومواعيده صادقة وأمينة وكلمته أثبت من السماء والأرض.أما الاهتمام والتدبير فأمر ممدوح حين يدبر الإنسان أموره بدون قلق ملقيًا كل همه على الله واثقًا أنه "إن لم يَبْنِ الرب البيت فباطلاً تعب البناؤون فالإنسان المدبر، يستلهم روح حكمة في التدبير بالصلاة الكثيرة وطلب مشورة الله ويعمل أموره بلا ارتباك ولا اضطراب بل قلبه ثابت متكل على الله. هذه هى نقطة بداية للإنسان الصائم الذي كف ولو إلى حين عن أن يستمد حياته من طعام الجسد بل هو يحاول أن يحيا حياة لا تتكل على طعام الجسد بل يستمد قوته من الروح الذي فيه فهى ارتفاع عن مطالب الجسد ليس احتقارًا للجسد، ولكن انحيازا للروح لاختبار ما هو روحي وما يخص مستقبلنا في المسيح يسوع حين نخلع جسد هذا الموت.ثم تأتي بعد ذلك وصايا السلوك المسيحي التي تقود للكمال إن كان الإنسان في صومه يجاهد لحفظها. عدم دينونة الآخرين - لا تدينوا وليس الأمر سهلاً ، ولكن كما قال الرب: باب ضيق وطريق كربة أن يغض الإنسان نظره عن الآخرين ويكف عن دينونتهم. وهذا يتطلب قلبًا نقيًا لا يرى العيوب في الآخرين ويحتاج إلى حب صادق لأن الذي يحب لا يدين مطلقا فالنظر إلى القذى في عين الأخ ومحاولة إخراجه كمن يعمل خيرًا بالقريب، يحتاج نزع الخشبة التي في عيننا أولاً وهذا هو الاهتمام الأول في الصوم، أعني التوبة والرجوع إلى الله وطلب المراحم من أجل خطايانا الكثيرة كل ألحان الصوم الكبير وقراءاته مركزة حول التوبة والندم والرجوع إلى الله من كل القلب أما من جهة علاج الدينونة فالمسيح في نهاية حديثه يقول: "كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم بهم هكذا لأن هذا هو الناموس والأنبياء. فإن أردت أن تتخلص من مرض الدينونة للآخرين ضع نفسك مكان من تدينه وسل نفسك كيف تريد أن ينظر إليك الناس وكيف يعاملونك لو كنت أنت مكان الخاطئ الذي تدين أعماله وتصرفاته!!. فإن كنت أنا أكرز ألا يسرق، وإن سقط أحد في هذه الرذيلة فإني أحكم عليه، فماذا لو سقطت أنا في ذات الخطية وضبطت متلبسًا بها ؟ ألا أريد أن يعاملني الناس برحمة ويلتمسوا لي عذرًا أو يسامحوني، ويقبلون ما أقول لتبرير نفسي، كل ذلك أريده إذا كنت أنا الخاطئ، فإن كنت أريد ذلك فلأفعله مع أخي بالتمام والكمال وإن صنعت ذلك فلن أدين أحدًا ، وأنجو من دينونة الديان الذي قال "لا تدينوا لكي لا تدانوا". الرياء : في منهج الصوم كما رسمه المسيح أن يكف الإنسان عن الرياء وطلب مجد الناس فحين يصوم يغسل وجهه ويدهن رأسه ولا يظهر للناس صائمًا ، بل يخفي صومه عن الناس ولا يسلك بوجهين ولا يكون ذا لسانين، فالذي يدين أخاه وهو في نفس الوقت خاطئ يحتاج إلى إصلاح نفسه يدعوه الرب مُرائيًا يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك". هذا هو سلوك الرياء. فالرب وضع في المنهج أن لا يسلك الإنسان مرائيا ... بل يكون متضعًا وصريحا مع نفسه في إصلاح سيرته. اسألوا تعطوا : يكثر السؤال والصلاة في الصوم، والرب مستعد دائما أن يعطي بل هو مصدر العطاء والخير ، ولا يمنع الإنسان من الأخذ إلا نفسه. ولا يحرم الإنسان من التمتع بعطايا المسيح إلا ذاته، لأن وعد المسيح أن كل من يسأل يأخذ وكل من يطلب يجد وكل من يقرع يُفتح له" والقديس يعقوب الرسول يُعلّق على هذا القول بقوله: "لكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة لأن الذي ليس عنده إيمان لا يظن أنه ينال شيئًا من قبل الرب". ويطلب بحسب مشيئة الله ومسرته لأن الإنسان كثيرًا ما يطلب رديا لكي يخدم حاجات الجسد وينفق في شهواته. ويطلب ملكوت الله قائلاً: ليأت ملكوتك لأن طالب ملكوت الله لابد أن يناله ويحيا به وفيه. ويثق أن الله يسمعنا حال طلبنا ويميل أذنه نحو سؤالنا وهو يعطينا أكثر مما نسأل أو نفهم. أما وقت الاستجابة فليس لنا، لأنه يعرف ما نحتاج إليه قبل أن نسأل ويعرف ما هو نافع ومتى يصير لنا لذلك تأخرت كثيرا استجابة الصلوات، هذا في نظر الناس أم الله فيعرف كيف يكون الشيء حسن في أوانه الخاص مثل ولادة إسحق وولادة يوحنا المعمدان. أما ما يثبت صدق مواعيد الله في استجابة طلبتنا ويرسخ في ذهننا أن لابد أن يعطينا فهو ما أوضحه المسيح أن الله أبونا وهذه النعمة التي صارت لنا في شخص يسوع أن صرنا أولاد الله، لأن كل الذين قبلوه أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله ولكي يُثبت المسيح هذا التعليم بل هذا الواقع الذي صرنا إليه بإيماننا بالمسيح توسط بأمثال كيف أن آباء الجسد يعطون أولادهم عطايا جيدة رغم كونهم خطاة فكم بالحري أبونا السماوي غير الخاطئ وكلي الصلاح يعطي الخيرات للذين يسألونه فنحن نسأل أبانا ومن هذا المنطلق نعرف أنه يعطينا من فيض أبوته كل ما هو نافع لنا للحياة والتقوى لخلاص نفوسنا، ولكن قمة عطايا الآب لنا هي أنه أعطانا روحه ساكنا فينا وأنعم علينا بنعمة البنوة،انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى تدعى أولاد الله. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
15 مارس 2024

والذين يرعونهم ثبتهم

المزمور الاول یعتبر المزمور الأول الذي یبدأ بعبارة "طُوبَى لِلرَّجُلِ (الإنسان)" ھو افتتاحیة سفر المزامیر ھذا المزمور، ھو مزمور عام، ویتكون من ٦ آیات فقط، لكنه یقدِّم توصیفًا للإنسان الذي یرید أن یعیش مع الله بطریقة سلیمة تكلمنا المرة الماضیة عن عبارة "الرعاة اضبطھم" ونتكلم ھذه المرة عن بقیة ھذه الطلبة وھي عبارة: "والذین یرعونھم ثبتھم" انتبه لھذه الكلمات لأنھا غنیة فإن كان الراعي مدرسًا فھناك طلبة یعلِّمھم، وإن كان خادمًا فھناك مخدومین یخدمھم، وإن كان كاھنًا فھناك شعب یرعاه لھؤلاء نطلب "الذین یرعونھم ثبتھم"والراعي (الوالدین، معلم، خادم، كاھن، مسئول) لا یعلِّم بالكلام بل بالقدوة والتصرف والسلوك والأھم بالصلاة من أجل من یرعاھم. ما علاقة اﻟﻤزمور الأول بذلك؟ المطوَّب لا یعمل ثلاثة أشیاء: ۱- "لَمْ یَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ": لا یأخذ مشورة شریرة. ۲- "فِي طَرِیقِ الْخُطَاةِ لَمْ یَقِفْ": یرفض مجرد أن یقف في طریق الخطاة. ۳- "فِي مَجْلِسِ الْمُسْتَھْزِئِینَ لَمْ یَجْلِسْ": یعیش بجدیة بطریقة صحیحة. ھذا المنظر الجمیل قیل عنه: ۱- "یَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِیَاهِ" "مغروسة" أي ثابتة لا تھزھا الریح. ۲- "تُعْطِي ثَمَرَھَا فِي أَوَانِه، وَوَرَقُھَا لاَ یَذْبُلُ" دائمًا خضراء أي مكسیة بالنعمة ومثمرة. ۳- "كُلُّ مَا یَصْنَعُه یَنْجَحُ": في كل ما تمتد إلیه یده (مشروع، سفر، دراسة، تربیة، عمل) "اﻟﺬين يرعونهم ثبتهم", فيما يثبتهم؟ ۱- في المسیح: ھذا الثبات ھو غایة في الأھمیة،لأنه یجعلك عضوًا في جسد المسیح الذي قال: "أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي یَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِیه ھذَا یَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِیرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَیْئًا" (یو ۱٥: 5) وقال معلمنا بولس الرسول "أَسْتَطِیعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِیحِ الَّذِي یُقَوِّینِي" (في 4 :13 ). ۲- في وصیة المسیح: یثبت في الكتاب المقدس وأسفاره: "مَن یَحْفَظْ وَصَایَاهُ یَثْبُتْ فِیه وَھُوَ فِیه. وَبِھذَا نَعْرِفُ أَنَّه یَثْبُتُ فِینَا: مِنَ الرُّوحِ الَّذِي أَعْطَانَا"( ۱یو 24:3) داود النبي الذي قلبه حسب قلب الله (انظر أع ۱۳ : 22)، والذى قال عن نفسه "أَمَّا أَنَا فَصَلاَةٌ" (مز ۱۰۹ : 4) یقول "لَیْتَ طُرُقِي تُثَبَّتُ فِي حِفْظِ فَرَائِضِكَ" (مز ۱۱۹ :5) ھو یتمنى أن تكون حیاته ثابتة في الهُ لأن من لیس ممسكًا في شيء ثابت سیجرفه التیار إن الحقیقة الوحیدة الثابتة في ھذا العالم ھي ثباتك في شخص المسیح الذي لا یتغیر، وإیمانك بالوصیة. ۳- في كنیسة المسیح: أي في الحیاة الكنسیة قال السید المسیح "مَنْ یَأْكُلْ جَسَدِي وَیَشْرَبْ دَمِي یَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِیه" (یو ٦ :56) فحینما یولد طفل ینشغل الوالدان بعماده وذلك لكي یثبت في المسیح،ویمارس الأسرار و"یَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِیَاهِ" ولیس نبتة ضعیفة. ٤-في محبة المسیح: قال السید المسیح "أحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا" (یو ۱٥ :12)، ثم قال "أَحِبُّوا أعْدَاءَكُمْ" (لو ٦ :35) وھو یساعدنا في ذلك وقد أوصانا "اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي" (یو ۱٥ :6) "الَلهُ مَحَبةَّ،ٌ وَمَنْ یثَبتُ فيِ المْحَبةَّ،ِ یثَبتُ فيِ الله وَالله فیِه"ِ (۱یو ٤ : 16)واعلم أن المحبة ھي قوة لأن الله محبة، وأنت عندما تحب تأخذ قوة الله معك، لذلك فإن المحبة لا تُھزم و"اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا" ( ۱كو 8:13) قال معلمنا بولس الرسول "مَنْ سَیَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِیحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَیْقٌ أَمِ اضْطِھَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَیْفٌ؟ كَمَا ھُوَ مَكْتُوبٌ "إنِّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّھَارِ قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ. وَلكِنَّنَا فِي ھذِهِ جَمِیعِھَا یَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا" (رو ۸ : 35-37) اﻟﺜلاث ﻛﻠمات "اﻟﺬين يرعونهم ثبتهم" عبارة "الذین یرعونھم" ھذا فعل الراعي أیًا كان، أما كلمة "ثبتھم" فھي عمل النعمة الذي من الله. فھذه العبارة فیھا مشاركة بین جھد الإنسان وعمل الله مغبوط ھو الراعي الذي یترك فرصة لعمل الله، ویصلي من أجل من یرعاھم، لكي تحل النعمة وتسند وتثبت. الرعية تثبت بثلاثة معانٍ مهمة:- ۱-الطاعة: كانت السیدة العذراء مطیعة في الھیكل، مطیعة لیوسف النجار في السفر لمصر ثم العودة منھا، مطیعة للملاك فقالت: "ھُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ لِیَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ" (لو ۱:۳۸ )، ومطیعة للمسیح ابنھا. الطاعة تجعل الرعیة ثابتة. ۲-الثقة: أن تثق الرعیة في شخص الراعي وتراه نموذجًا رائعًا أمامھا. لقد وثق إبراھیم في كلام الله ولما قال له "اذْھَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِیرَتِكَ وَمِنْ بَیْتِ أَبِیكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِیكَ"( تك1:12-2) أطاع إبراھیم وخرج. ولما أتاه الوعد بالنسل في شیخوخته ھو وامرأته ووثق في الله، أنجبت سارة الابن الموعود به. ۳-الصبر: من ضعفات ھذا الزمان أنھم یریدون كل شيء بسرعة، فیفقدون فضیلة ھامة قال عنھا الإنجیل: "الَّذِي یَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَھَى فَھذَا یَخْلُصُ" (مت ۱۰ :22) الإنسان یظل تسعة أشھر في بطن الأم ثم یولد صغیرًا وینمو قلیلاً قلیلاً. ومجتمعنا المصري كان مجتمعًا زراعیًا، وفي الزراعة یضعون البذرة وینتظرون إلى أن تخرج ثمرًا ثم جاءت التكنولوجیا في العالم كله فأصبح كل شيء سریعًا في مثل الزارع یقول "وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَیِّدَةِ، ھُوَ الَّذِینَ یَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَیَحْفَظُونَھَا فِي قَلْبٍ جَیِّدٍ صَالِحٍ، وَیُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ" (لو ۸ :15)ومن خلال الصبر یعطي الله الثمار، ومن خلال الصبر تثبت الرعیة. بصورة ﻋﺎمة ۱- الإنسان الثابت لدیه ثقة في نفسه: مثل دانیال النبي الذي وھو في أرض السبي الغریبة البعیدة "جَعَلَ فِي قَلْبِه أَنَّه لاَ یَتَنَجَّسُ بِأَطَایِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِه" (دا ۱ :8)ھو ثابت وواثق. ۲-الإنسان الثابت طریقه واضح ومستقیم: لذلك نقول في صلواتنا كل یوم "قَلْبًا نَقِیًّا اخْلُقْ فِيَّ یَا لَلهُ،وَرُوحًا مُسْتَقِیمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز ٥۱ :10) ۳-الإنسان الثابت یعلم أن لیس ھناك ما یجعله یبعد عن مبادئه نسمع في سیر الشھداء والقدیسین عن بسطاء كانوا ثابتین. مثل الشھداء الأقباط الذین استشھدوا في لیبیا، ومثل یوسف الصدیق الذي قال "كَیْف أَصْنَعُ ھذَا الشَّرَّ الْعَظِیمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ" (تك ۳۹ :9)إذن الإنسان الثابت دائمًا واثق وشجاع وصادق مع نفسه. اﻟﺨلاصة حینما أقول "والذین یرعونھم ثبتھم" أقصد ثبتھم في الفھم، في المعرفة، في النمو، في التربیة، في الإیمان، فنرى أناس على مستوى ناجح في كل عمل صالح.أعود وأقول: "یَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِیَاهِ"، حینما ترى الأشجار حولك قل یارب اجعلني أنا ومن أرعاھم مثل ھذه الشجرة المغروسة الثابتة القویة النامیة التي تعطي ثمرھا في حینه وورقھا لا ینتثر وكل ما یصنعه ینجح.واذكر أنھما عبارتان: "الرعاة اضبطھم والذین یرعونھم ثبتھم" وما یربطھما ھو المحبة القویة من الراعي نحو الرعیة ومن الرعیة نحو الراعي.لیحفظكم الرب ویجعلكم دائمًا ثابتین في حیاتكم وإیمانكم وتكونون كالشجرة المغروسة فعلاً على مجاري المیاه. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل