المقالات

02 أكتوبر 2019

مفهوم القوة

طبعا القوة صفة محبوبة 0 وكل إنسان يحب أن يكون قويا 0 والمفروض فى أولاد الله أنهم أقوياء ولكى نتحدث عن مفهوم القوة ، نذكر النقط الآتية : 1- القوة صفة من صفات الله :- فى الثلاث تقديسات نقول ( قدوس الله القوى 00 ) وفى تسبحة البصخة نقول ( لك القوة والمجد) ونحن نختم الصلاة الربية بقولنا ( لأن لك الملك والقوة والمجد ) ( مت 6 : 12 ) وحينما تحدث الوحى الإلهى عن روح الله ، قال ( روح المشورة والقوة ) ( أش 11 : 2 ) وعملية الخلق ، وإقامة الموتى ، وكل المعجزات دليل على قوة الله ومادام الله قويا ، ونحن قد خلقنا على صورة الله ، وعلى شبهه ومثاله ( تك 1 : 27 ) إذن المفروض فينا أن نكون أقوياء 0 وهذا ينقلنا إلى النقطة الثانية وهى 2- الله قوى ، وهو أيضا مصدر كل قوة حقيقية :- ولذلك نردد فى تسبحة البصخة قول المرتل فى المزمور ( قوتى وتسبحتى هو الرب ، وقد صار لى خلاصا ) ( مز 118 : 14 ) ويقول المزمور أيضا ( أحبك يا الله قوتى ) وفى ترجمات أخرى ( أحبك يا الله يا قوتى ) ( مز 18 : 1 ) ولهذا يقول الوحى الإلهى فى سفر زكريا النبى ( لا بالقدرة ولا بالقوة ، بل بروحى قال رب الجنود ) ( زك 4 : 6 ) لهذا كله قال الكتاب ( اختار الله ضعفاء العالم ليخزى بهم الأقوياء ) 0 ( 1كو 1 : 27 ) فلماذا ؟ قال القديس بولس ( ليكون فضل القوة لله لا منا ) ( 2كو 4 : 7 ) ولكى يكون الله مصدر قوتنا ، ما أجمل أن نقول مع بولس الرسول ( أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى ) ( فى 4 : 13 ) نعم ، نحن نريد أن نكون أقوياء ، ولكن ليكن الله هو مصدر قوتنا 0 هو الذى يقوينا 0 لا نعتمد على قوتنا الخاصة ، بل على قوته هو 0 نقف أمامه كضعفاء ، لنأخذ القوة منه 0 أتذكر أننى كتبت مرة فى مذكرتى : ( قال الشيطان لله : اترك لى الأقوياء فإننى كفيل بهم0 أما الذين يشعرون بضعفهم ، فإنهم يلجأون إليك ، ويحاربوننى بالقوة التى يأخذونها منك ، فلا أقدر عليهم ) . مصادر القوة طبعا المصدر الرئيس هو الله وحده 0 وهكذا قال الرب لتلاميذه ( ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم ) ( أع 1 : 8 ) وقال بولس الرسول ( أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى ) ( فى 4 : 13 ) كل الأسباب التى يذكرها البعض : من جهة قوة الشخصية ، وقوة الفكر ، وقوة النفس ، وقوة الإدارة ، وقوة الروح 000 كلها من غير الله لا تأتى بنتيجة 0 لأن السيد الرب قد قال ( بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئا ) ( يو 15 : 5 ) ولكن إذا دخلت قوة الله فى حياتك ، ستظهر إذن فى كل تلك الأمور 00 أطلب إذن القوة من الله ، لكى تغنى بتلك التسبحة الجميلة قوتى وتسبحتى هو الرب 0 وقد صار لى خلاصا ) ( مز 118 ) لهذا قد يستغرب البعض عندما يسمعون الرب يسوع يقول لتلاميذه ( من يؤمن بى فلأعمال التى أنا أعملها ، يعملها هو ، ويعمل أعظم منها ) ( يو 14 : 13 ) !! ولكن هناك فارق هام جوهرى وهو السيد المسيح يعمل المعجزات بقوته الذاتية أما المؤمنون فيعملون المعجزات بقوته هو 0 وقد تكون المعجزة عظيمة جدا ولكنها ليست بقوتهم هم ، إنما بقوة الرب العامل فيهم ، هذا الذى قال لهم ( بدونى لا تقدرون أن تعملوا شيئا ) ( يو 15 : 5 ) المفروض أن يكون أولاد الله الأقوياء ، ولكن على شرط أن يكون مصدر قوتهم هو الله نفسه 0 ولا يكونون أقوياء يعتمدون على قوتهم الخاصة أو يفتخرون بها هذا شرط أساسى فى قوة أولاد الله انظروا إلى داود : كان بلا شك أضعف من جليات الجبار المفتخر بقوته 0 كما كان ينسب كل القوة لله ، إذ قال لذلك الجبار ( أنت تأتى إلى بسيف ورمح وبترس ، وأنا آتى إليك باسم رب الجنود اليوم يحسبك الرب فى يدى لأن الحرب للرب ، وهو يدفعكم ليدنا ) ( 1صم 17 : 45 – 47 ) وهكذا انتصر داود على جليات 0 لأن جليات كان يحارب بقوته البشرية 0 أما داود فكان يحارب بقوة الله كذلك فإن الروحيين ، فى أعمالم ، ينسبون القوة إلى الله إن القديس بطرس ويوحنا ، لما أقاما الأعرج عند باب الجميل ، التف الناس حولهم مذهولين من المعجزة ، قال القديسان للشعب ( ما بالكم تتعجبون من هذا ؟! ولماذا تشخصون إلينا كأننا أو بتقوانا قد جعلنا هذا يمشى ؟! ) ( أع 3 : 12 ) ثم وجها أنظار الناس إلى السيد المسيح الذى صلبوه ( وبالإيمان باسمه ، شدد إسمه هذا الذى تنظرونه وأعطاه الصحة أمام جميعكم ) ( أع 3 : 16 ) الله قوته غير محدودة 0 والبشر أقوياء بالله وهناك فصل من رسالة القديس بولس الرسول نتلوه سيامة الرهبان ، نقول لهم فيه ( أخيرا يا أخوتى ، تقووا فى الرب ، وفى شدة قوته 0 البسوا سلاح الله الكامل ، لكى تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس ) ( أف 6 : 10 ، 11 ) وكأننا نقول لهم أنكم مقدمين على حرب مع الشيطان وجنوده تحتاج إلى قوة 0 وهذه القوة لابد أن تكون القوة الإلهية التى تقويكم ما هى إذن عناصر القوة التى يجب أن تتصفوا بها ؟ وللحديث بقية مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عن كتاب عشرة مفاهيم
المزيد
11 يوليو 2018

محبة الخدمة

و في الخدمة نراعي أمرين : محبة الخدمة ، و روح الخدمة فمن جهة محبة الخدمة ، يحب الشخص أن يعين كل من هو في حاجة ، و لا يستطيع أن يقوم بنفسه . و مع محبة القلب لكل المحتاجين و الإستعداد لمعونتهم ، قد يوجد تخصص في الخدمة : فهناك من يجد لذة في خدمة الأيتام بالذات ، و إعطائهم ما فقدوه من حنان الأبوة أو الأمومة . و هناك من يجد لذة في خدمة المرضي ، أو العجائز ، أو المسنين ، أو أطفال الحضانة ، أو المصدورين ، أو العائلات الفقيرة ، أو الطلبة المتغربين ، أو الفتيات المعرضات للضياع أو للإنحراف ومحبة الخدمة تلازمه في بيته و في عمله ، و في كل مكان إن جلس علي المائدة ليأكل ، يطمئن أن الجالسين معه لا ينقصهم شئ ، فيحضر لهذا كوب ماء . و بقرب من ذاك الملح أو الخبز و إذا انتهي الطعام يساعد في ترتيب المائدة و حمل الأواني ، و لا يتركها ثقلاً علي الوالدة أو الأخت أو الزوجة . كذلك إن قام من فراشه ، يرتبه ، و إن خلع ملابسه ، لا يتركها مبعثرة هنا و هناك في إنتظار من يجمعها لأن هناك من له خطأ مزدوج : فهو من ناحية لا يخدم غيره. ومن ناحية أخري يترك نفسه ثقلاً علي الآخرين ليخدموه و الخادم الحقيقي إنسان حساس نحو إحتياجات الناس : يجلس و يدرس و يتأمل ، ماذا يحتاج غليه الغير ، و كيف يدبر لهم إحتياجاتهم . و هذا أيضاً هو عمل الراعي النشيط و الخادم الروحي الناجح ، الذي يدرس ما يحتاج إليه الناس ، يدبر المشروعات و الأنشطة التي تفي بكافة إحتياجاتهم روحية و مادية ، دون أن يطلبوا منه ذلك . كثير منا من ينتقد الآخرين ، و قليلون من يهتمون بإصلاحهم النقد سهل يستطيعه كل أحد . و لكن إصلاح هؤلاء المخطئين ، هو العمل الروحي ، المملوء من المحبة العملية ، النافع للملكوت ، لأنه لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي سهل أن تطرد ولداً شاذاً من فصلك . و المطلوب إصلاحه و لا شك أنها خدمة عميقة و لازمة ، أن يتفرغ البعض لخدمة الأطفال و الطلبة الشواذ . ما أعظم أجر هذه الخدمة عند الله !ما أجمل أن تخدم الأماكن التي لا يوجد فيها اسم المسيح علي الأطلاق ، أو أن تخدم الذين يسخرون من الدين و التدين ! أو الذين لا يخدموا الكنيسة قبلاً ، و لا يريدون غالبية الخدام يبحثون عن الخدمة السهلة المعدة ، و أن يدخلوا علي ما لم يتعبوا فيه ، و يبنوا علي اساس وضعه اَخرأما المجاهدين الكبار ، فهم الذين يتعبون في تاسيس خدمات غير موجودة ، و لا مانع أن يدخل خدام اَخرون علي تعبهم فهكذا فعل السيد المسيح ، و ترك لنا مثالاً لنعمل . قال الرب : الحصاد كثير ، و الفعلة قليلون . أطلبوا من رب الحصد أن يرسل فعلة لحصاده . وفي كل مكان نجد هذا الإحتياج . و لعلنا نقول : كان الفعلة قليلين في ذلك الزمان يا رب . اما الآن فلنا عشرات الآلاف من الخدام يعملون في كرمك . فهل مازالت تنطبق علينا عبارة " الفعلة قليلون " ؟! نعم 0 الفعلة الذين لهم قوة الروح فى الخدمة قليلون أقصد الفعلة الذىيعمل فيهم روح الله بقوة ، الذين لخدمتهم تأثيرها العميق وثمرها المتكاثر 0 لا شك فى أن هؤلاء قليلون فالمسألة ليست مسألة عدد ، وإنما المهم هو وجود الخدام الذين لهم فاعلية وتأثير ، وقوة وروح الذين فى افواهم كلمة الرب الحية الفعالة 0 مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحى
المزيد
15 أكتوبر 2020

شخصيات الكتاب المقدس أحشويرش

" فى تلك الليلة طار نوم الملك "أس 6: 1 " مقدمة هل قرأت ما كتبه الشاعر الغربى عن المسمار الذى ضاع من حدوة الحصان؟، وإذ ضاعت الحدوة، ضاع الحصان، وإذ ضاع الحصان ضاع راكبه، وإذ ضاع الراكب ضاعت المعركة، وإذ ضاعت المعركة ضاعت المملكة، وكل ذلك بسبب الحاجة إلى المسمار الذى كانت تحتاج إليه حدوة الحصان!!.. وما أكثر ما تنجم أعظم النتائج من أصغر الحوادث وأتفهها فى الليلة التى أعد فيها هامان خشبة ارتفاعها خمسون ذراعاً ليصلب عليها مردخاى المسكين،.. فى تلك الليلة طار نوم الملك، وتغير كل شئ، وانقلبت الأوضاع، إذ أن الملك لم يطلب - والنوم بعيد عن عينيه - الموسيقى الرقيقة، أو النساء المحظيات..، أو الخمر أو غيرها مما يمكن أن يسليه عن النوم المستعصى على عينيه، ولكنه طلب سفر تذكار أخبار الأيام، ليتذكر ما فعل مردخاى، وكيف لم يكافئه عن عمله،.. وكيف أن هذا أنقذ الشعب الذى حكم عليه بالإعدام وهو لا يدرى، وغير وجه التاريخ بما رتب لإنقاذه كل هذا حدث لأنه فى تلك الليلة طار النوم من عينى الملك،.. ومن العجيب أن هذا الرجل الذى طار النوم من عينيه، كان فى واقع الحال وحشاً من أقسى الضوارى التى ظهرت على الأرض، ويصنع اللّه معه معجزة خارقة فلم تكن المعجزة سوى النوم الذى طار من عينيه،.. وهكذا يتدخل اللّه بعنايته العجيبة، ليصنع بأبسط الوسائل أضخم الأمور وأعظمها فى حياة الناس، ولعلنا بعد ذلك نستطيع أن نتابع القصة من نواح متعددة!!.. من هو أحشويرش: من المسلم به أن أحشويرش هو الملك الفارسى المسمى " أكزركسيس " أو زركسيس " وأن هذا الاسم الأخير فى الأصل اليونانى هو الاسم المختصر للاسم الأول، وقد حكم عشرين عاماً ما بين 485 - 465 ق. م، وقد كان مشهوراً بجماله الطبيعى مع الكبرياء والعناد والاندفاع والقسوة، على نحو يكاد يكون بلا مثيل بين طغاة الأرض، وجبابرتها العتاة، وقد بدأ حكمه بإتمام غزو مصر الذى بدأه أبوه داريوس، ثم عاد إلى بلاده ليعد لغزو اليونان التى كانت قد وصلت فى ذلك التاريخ إلى القمة فى العظمة والحضارة والمجد والمعرفة.. وذلك بعد أن خضعت له آسيا بأكملها من الهند إلى كوش، ليتحقق له إخضاع أوربا بأكملها، وليصل - على حد قوله - بالحدود الفارسية إلى آخر ما تصل إليه سماء اللّه!!.. وقد استمر ثلاث سنوات يجهز الجيش اللازم للمعركة، وقيل إنه أمكن أن يعد أكثر من خمسة ملايين مقاتل ومدنى للقتال، على رواية هيرودتس، وإن كان المؤرخون المحدثون يعتقدون أن هذا العدد مبالغ فيه، وأن الجيش كان حوالى مليون وخمسمائة ألف مقاتل،.. وأقام جسراً على الدردنيل ليربط آسيا بأوربا التى يزمع إخضاعها، وعندما هاجت الزوابع وكسرت الجسر أمر بقطع رؤوس المهندسين الذين عملوه، وجلد البحر ثلثمائه جلدة، وفى فريجيه توسل إليه بسياس العجوز (وقد قدم خمسة من أولاده للذهاب إلى الحرب) أن يعفى الأكبر ليبقى مع أبيه، فما كان منه إلا أن شطر الولد إلى شطرين، وأمر الجيش أن يمر بين شطرى الجثة!!.. وقد فعل شيئاً آخر يكاد يكون مماثلا لهذا الأمر، إذ أن صانع السهام، أراد أن يجرب سهماً، وكان ابنه ساقى للملك، (يقدم الكأس للملك)، فجربه فى ابنه بأن أنشبه فى قلبه، وسر الملك، وسمح له أن يقبل يديه مكافأة له على ما فعل!!.. هذا هو الرجل االذي يبدو وحشاً ضارياً، وهو صورة شاء اللّه أن يقدمها لنا، ويقدم الكثير من أمثالها فى كل العصور، لكى نعلم أن اللّه متسلط فى مملكة الناس،... ألم يقتل الإسكندر الأكبر أعظم قواده المحبوبين بارامنو؟، وألم يرسل هيرودس الكبير زوجته الجميلة المحبوبة ماريمينه إلى الموت؟ وألم ينه نيرون حياة أمه أغربيانا. والفيلسوف سينكا، وعشيقته بوبيا الجميلة التى ظل يركلها بقدميه حتى لفظت أنفاسها؟... وذهب هؤلاء جميعاً ليبقى الحاكم العادل الذى هو ديان الأرض كلها ويصنع عدلا!!.. أحشويرش وزوجاته: وكان الأحرى أن نقول " أحشويرش والمرأة "، إذ أن هذا الرجل كانت له زوجات عديدات، كل واحدة فى نوبتها، كما يشتهى الملك ويشاء، وكان قصر الحريم عنده صورة رهيبة عجيبة، يحكمها الأمر وقضيب الذهب فإذا ذهبت واحدة فى غير موعدها، أو دون أن تؤمر، فأمرها واحد، هو الموت البشع،.. ولقد ذكر عنه ذات مرة، كما تقول رواية تاريخية أو تقليدية، إنه سمح لواحدة من الزوجات بأن تشوه منافستها أمامه، فما كان منها إلا أن مزقت صدرها، وأنفها، وأذنيها وشفتيها وألقت بها للكلاب، واجتثت لسانها من الأساس، وأرسلت الجثة مشوهة المعالم إلى بيتها..!! قد يجرب المرء عندما يسمع أو يقرأ عن قصر تحول إلى ما يشبه الغابة، ممتلئاً بالحيات السامة، والإناث من الوحوش التى تكيد الواحدة للأخرى بالضرر والموت، إن العناية يمكن أن تبتعد أو ترفض الدخول إلى مثل هذه المجتمعات ولكن العكس صحيح، إذ أن اللّه يحكم كل شئ بسلطانه الأبدى العظيم، وهو يسيطر على الخطأ أو الصواب على حد سواء!!.. فإذا كان الملك يقيم حفلا تاريخياً باذخاً، يجمع إليه جميع الشعوب، ويقال إنه كان وقتئذ يعد لغزو اليونان، وهو لذلك يكثر من الخمر والشراب، وأذا هو يشرب ويشرب، ويشرب معه العظماء والسادة، وفى لحظة يفقد فيها ميزانه العقلى، يأمر أن تأتى الملكة فى جمالها البارع، لكي تظهر فيما يشبه العرض على الحاضرين، وأذا بالملكة الشجاعة النبيلة، ترفض أن تظهر أمام العيون المبتذلة المخمورة، وإذا هو يجرح فى كبريائه، وييستشير المخمورين معه، فيما يفعل تجاه الكبرياء الجريحة، ويأمر بخلع الملكة، ويصدر قراراً أن الرجل يحكم المرأة فى البيت،.. كأنما الحكم فى البيوت يحتاج إلى قانون ملكى ليسيطر الرجل على المرأة فيه!!.. وإذا بالملك يهدأ بعد الغضب ويحن إلى وشتى، وهو لا يستطيع أن يرجعها،... وهو فى حاجة إلى من يملأ الفراغ بمن تكون أجمل وأعظم، وإذا بمباراة تعقد بين ملكات الجمال، لتفوز فيها فتاة يتيمة من شعب مغمور، تستولى على مشاعر الملك، وتفرض عليه سلطان جمالها الطاغى، وتقف دون منازع بين مثيلاتها فى القصر الملكى،... فإذا كانت المؤامرة التى ستقع على الشعب، كما هو ثابت فى الكلمة الإلهية كانت فى الثانية عشرة من حكم الملك، فإن خلع وشتى، لتحل محلها أستير، كان قبل ذلك بسنوات تقترب من العشر، وتسبق العناية الخطأ والصواب معاً، وتجهز سبل النجاة قبل أن يقوم الخطر أو يعرفه أو يدركه إنسان على وجه الإطلاق!!... حقاً إن اللّه يحكم ويسود فى كل العصور والأجيال، يستوى فى ذلك عصور الديكتاتورية والطغيان، أو أرقى العصور حيث يسود القانون، وتأخذ العدالة مجراها بين الناس،... لقد حكم اللّه وساد أيام فرعون، حيث لا يجد الشعب البائس ملاذاً يلوذ به من التسخير والاستعباد، وحيث يصدر الأمر بأن يلقى كل ذكر عبرانى فى مياه النيل!!.. وقد حكم اللّه وساد فى أيام نبوخذ ناصر، حيث يأمر الملك أن يفسر له أحد حلمه الذى ربما نسيه هو، ويلزم أن يذكره السحرة والعرافون به، وحيث الأتون المحمى سبعة أضعاف ليلقى فيه من يخالف أمره، أو يعصى كلمته،.. ولقد حكم اللّه وساد عندما جعلت روما لعبتها المفضلة أن ترمى بالقديسين لتتسلى بمنظرهم والوحوش الضارية تمزق أجسادهم،... وقد حكم اللّه وساد عندما حول هتلر أوربا إلى بركة من الدم، وأطلق الحرب العالمية الثانية من عقالها!!.. وفى كل عصور تنطلق الوحوش الضارية، يمكن أن نسمع صوتاً يقول: " إلهى أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرنى " " دا 6: 22 ".. أحشويرش وهامان الأجاجى: من الغريب أن الشعوب تذهب - فى العادة - ضحايا تصرف الأفراد، وأن المشاكل والمؤامرات والحروب كثيراً ما ثارت، دون أن تكون هناك ضرورة لقيامها، فحروب تروادة قامت من أجل امرأة، وحرب البسوس من أجل ناقة، والحرب العالمية الأولى من أجل مصرع أمير من الأمراء!!.. وهكذا تأتى النار من مستصغر الشرر،.. وإبادة شعب بأكمله، جاء من وراء خلاف بين رجلين، فهامان الأجاجى وصل إلى مركز رئيس الوزراء، وقد أكرمه الملك، باعتباره ممثلاً له، فأمر بأن ينحنى أمامه الجميع ويسجدون، غير أن مردخاى اليهودى من حقه أن يحترم الرجل، ولكن لا يمكن أن يسجد لإنسان مثله، لأن عقيدته الدينية تمنعه من السجود إلا للّه وحده، وهو يقبل الموت دون أن يسجد للإنسان، حتى ولو كان أحشويرش نفسه وهنا نقف أمام نقطة هامة، بل هنا نقول مع مارتن لوثر: " هنا أقف ولا أفعل غير ذلك، وليعنى اللّه "!! فى مدينة أفسس طلب من فتاة مسيحية فى عصور الاضطهاد، ألا تفعل شيئاً سوى أن تقدم قليلا من البخور فى المبخرة للآلهة الوثنية.. ورفضت الفتاة، وهى تقبل أن تحترق، هى بنفسها، دون أن تتجاوز الخطر الإلهى فى الولاء للّه!!.. وإذا صح أن " تل " السويسرى رفض أن ينحنى بدافع الوطنية أمام قبعة الغاصب المحتل، وعندما أكره على أن يصوب سهماً إلى تفاحة وضعت على رأس ابنه، وأى انحراف للسهم قد يقتل الابن فى الحال، وقبل، وقد وطن نفسه على أن يجهز سهماً آخر للغاصب لو أن ابنه قتل من السهم الأول... وإذا صح أن الوطنية دفعت ملايين الناس على الأرض إلى أن يمحوا تراب وطنهم بالدم وأن يدفعوا الغاصب أو المستعمر أو العدو، ولو قدموا حياتهم رخيصة بلا تردد من أجل الوطن،... فكم يكون الأمر إذا تتعلق بعقيدة الإنسان وضميره، وهو يعيش تحت شعار الأمانة الدينية منصتاً إلى صوت السيد: " كن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة "،... " رؤ 2: 10 " هذا هو السبب الذى دفع مردخاى لأن يقف على النقيض من عبيد الملك جميعاً، الذين كانوا يجثون ويسجدون لهامان، كأمر الملك،... وهذا هو السبب الذي أثار هامان، وطعن كبرياءه. فى الصميم، وملأه بالحقد والضغينة والانتقام،... وهو فى كل الحالات على النقيض من مردخاى، رجل وصولى نفعى لا يبحث إلا عن مجده وكرامته وعظمته وثروته، وهو يصل إليها جميعاً بمختلف الوسائل والأسلحة. والإنسان، فى الكبرياء، يعمى عن الحقيقة، إنه لا يختلف عن أى إنسان آخر، مهما كان حظه ومركزه ونصيبه من الحياة، وقد رأى أيوب نفسه لا يختلف عن عبده وأمته فقال: " إن كنت رفضت حق عبدى وأمتى فى دعواهما على، فماذا كنت أصنع حين يقوم اللّه، وإذا افتقد فبماذا أجيبه، أو ليس صانعى فى البطن صانعه، وقد صورنا واحد فى الرحم " " أيوب 31: 13 - 15 "وقد بلغت كبرياء هامان الحد الذى فيه رأى أن إساءة مردخاى لا يمحوها دمه وحده، بل لابد من أن يكون دم شعبه بأكمله فى كل البلاد هو التعويض عن الكبرياء المجروحة والمساء إليها!!... أية وحشية يمكن أن تكون كهذه الوحشية؟ وأية قسوة يمكن أن تصل إلى هذه القسوة؟... وفى الحقيقة أن أى وحش يلغ فى الدماء لابد أن يتوقف عن التعطش إلى الدم، مهما كانت وحشيته، ليعطى المكان الأول لهامان الأجاجى وأمثاله فى كل التاريخ، الذين لا يشبعون من أنهار الدماء التى تفيض أمامهم دون توقف!!.. وقد كان على هامان ليتمم رغبته الوحشية - أن يقدم رشوة للملك أحشويرش وهو لا يكتفى بأن يبرر أن الشعب اليهودى شعب منعزل بسنين مختلفة عن الشعوب، وهو لا يعمل سنة الملك، بل إنه سيعطى عشرة آلاف وزنه تقدم لخزانة الملك مقابل هذا القضاء الذى يلزم إتمامه،... وما من شك بأن هامان وضع عينيه على ثروة هذا الشعب، وهى أضعاف مضاعفة لما يقدم لخزانة الملك، وسيكون له النصيب الوافر من الثروة المحمولة إليه منهم!!.. ومثل هذا الإنسان ليس قاسياً أو راشياً مرتشياً فحسب، بل هو أكثر من ذلك، إنسان خرافى يؤمن بالوساوس والخرافات، ومن ثم فهو يلقى القرعة فى الشهر الأول - أي شهر نيسان - ليقع القضاء فى آخر السنة فى الثالث عشر من الشهر الثانى عشر شهر آزار لإهلاك وقتل وإبادة جميع اليهود من الغلام إلى الشيخ، والأطفال والنساء فى يوم واحد، وأن يسلبوا غنيمتهم!!... ومع أن الملك قد ختم الكتاب إلا أن غيظ هامان من مردخاى وبالمشورة مع زوجته ومشيريه، لم يستطع أن يصبر إلى الزمن المحدد للقضاء عليه، بل أسرع ليجعله عبرة منفردة للآخرين، فصنع خشبة طولها خمسون ذراعاً ليصلب عليها عدوه اللدود!!.. ولم يعلم هامان، وهو يصنع الخشبة الطويلة، أن يضعها لنهايته وللقضاء عليه هو، وفقاً لقول الحكيم: " من يحفر حفرة يسقط فيها ومن يدحرج حجراً يرجع عليه!!.. ". " أم 26: 27 " وأعتقد أننا فى حاجة إلى مصور بارع يصور لنا هامان الأجاجى، وهو يلبس مردخاى الذى سر الملك بأن يكرمه، اللباس الملكى، ويركبه فرس الملك، وينادى فى ساحة المدينة: هكذا يصنع للرجل الذى يسر الملك بأن يكرمه!!.. وأعتقد أننا فى حاجة إلى صورة أكبر لذلك الصليب، وقد أنتزع من فوقه مردخاى ليأخذ هامان مكانه!! إنه اللّه، صديق البائس والمنكوب والمظلوم، والبرئ، يفعل هذا وهو القادر على كل شئ فى كل عصور التاريخ!!.. أحشويرش وأستير: تذكرنى أستير بالسؤال الذى وجهته أم كرومويل إلى ابنها، إذ رأته يقوم بما يشبه الإقدام الجنونى على كثير من الأعمال، وعندما سألته عن السر فى ذلك، أجاب: توجد لحظات يا أمى لا يستطيع الإنسان فيها أن يفكر فيما يواجه، طالما كان أمامه واجب يلزمه بذلك!!.. وكان كرومويل نفسه فى تكريسه حياته للخدمة والواجب، هو الجواب على سؤال نهض أمامه فى مزرعته عندما أحس أن اللّه يدعوه، وأن اللّه فى حاجة إلى رجل، شجاع، أمين، بصرف النظر عما يواجه من مشقات ومتاعب وأعوال.. كان السؤال المطروح أمام عينيه، هو ذات السؤال القديم: " من أرسل ومن يذهب من أجلنا، " " إش 6: 8 ".. وكان الجواب بدون تردد: " ها أنذا ارسلنى!!. وإذا كانت هناك امرأة بين النساء قد أجابت بشجاعة على هذا السؤال، فقد كانت أستير واحدة من البطلات اللواتى أجبن، بعد عمق دراسة، غير عابئات بالنتيجة، سواء جاءت فى هذا الاتجاه أو ذاك: " فقالت أستير أن يجاوب مردخاى: اذهب اجمع جميع اليهود الموجودين فى شوشن وصوموا من جهتى ولا تأكلوا ولا تشربوا ثلاثة أيام ليلا ونهاراً، وأنا أيضاً وجوارى نصوم كذلك، وهكذا أدخل إلى الملك خلاف السنة، فإذا هلكت هلكت " " إش 4: 51 و61 " ومن الواضح أن أستير وجدت من مردخاى تشجيعاً على ما يقال إنه مغامرة انتحارية، ولعل المبدأ الأساسى فى أية مغامرة أو فى أية رسالة هو موازنة النتيجة، وهل الفائدة أو الضرر أقوى وأكمل فى الإقدام عليها أو الامتناع عنها، فإذا كان مجد اللّه معلقاً فى الميزان، أو إذا كان مصير الكثيرين يمكن أن يرتبط بالمغامرة، فإن أى بذل لا يمكن إلا أن يكون مكسباً أعلى وأعظم، مهما كان الثمن الذى يدفع فيه،... هل سمعنا عن ذلك الرجل الذى كان يدعو نفسه: الثالث... وعندما سئل: ومن هو الأول والثانى... كان الجواب: اللّه أولا: الآخرون ثانيا: أنا ثالثاً!!.. وفى ضوء هذا الترتيب رأت أستير نفسها فى المركز الثالث!!.. بل إن مردخاى يؤكد لها هذا المركز من وجهة أخرى، فهو يؤكد لها أن صاحب المركز الأول له القدرة، بها أو بدونها، على أن يحقق النجاج للشعب!!... لكنه يريد أن ينبهها إلى أنه هو الذى وضعها فى المركز الذى لم يكن تحلم به على الإطلاق: " لأنك إن سكت سكوتاً فى هذا الوقت يكون الفرج والنجاة لليهود من مكان آخر وأما أنت وبيت أبيك فتبيدون، ومن يعلم إن كنت لوقت مثل هذا وصلت إلى الملك " " إس 4: 14 ".. إن السؤال الذى تطرحه هذه القضية علينا أجمعين، ليس حول الشعب اليهودى فى ذلك التاريخ.. بل فى أمرنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور: ما هى الحياة!!؟ ما هى الحياة لأستير!!.. وما هى لى أو لك، نحن الذين تفصلنا عن القصة القديمة: ما يقرب من ألفين وخمسمائة من الأعوام!!؟ هل الحياة أن يتحول الإنسان من فقير يتيم إلى مركز الملوك، وينتقل من كوخ إلى قصر؟.. ومن الجوع والمسغبة والمشقة إلى حياة المجد وأبهاء الملوك!!؟.. هل هذه هى الحياة؟ إن الجواب بكل تأكيد: كلا!! لأن الفقير والغنى فى رحلتها الأرضية سيسوى بينهما التراب الذى سيتحولان إليه، ولا يعود يفصل بينهما فاصل، أو كما قال ديوجين للاسكندر الأكبر عندما أبصره يمسك بمجموعة من العظام وسأله الإسكندر: أية عظام هذه التى معك ياديوجين!!؟.. وكان الجواب: لا أعلم، أهى عظام أبيك أو عظام عبيده!!؟... ولو صحت الرواية، فإن عظام العبيد تختلط بعظام سادتهم، عندما يعود الناس تراباً إلى الأرض!!؟.. ومن ثم فإنها ليست الثروة أو الجاه أو النفوذ أو الأكل أو الشرب الذي يفصل بين إنسان وإنسان!!؟... إن الحياة فى مفهوم مردخاى - لا تزيد أو تنقص عن أنها فرصة فى مملكة الإنسان، سواء اتسعت هذه المملكة لتصبح من الهند إلى كوش، أو ضاقت لتصبح مملكة الإنسان فى داخل كيانه الشخص.. وكل على أية حال هو ملك على مملكة،.. وهناك فى هذه المملكة، الفرصة التى إذا ضاعت فلن تعود، والمسئولية هى الحياة تجاه هذه الفرصة، وهى بحق ما ذكره " دانيال وبستر لما سأله أحدهم عن أهم شئ يواجهه فى الحياة، فكان جوابه: " هى مسئوليتى تجاه ابن اللّه فى الأرض "!!... وليس من واجبى تجاه هذه الفرصة أن أسأل فى وقت الموت أو الخطر ماذا ينبغى أن أفعل!!.. لكن واجبى الوحيد أن أسير فى الطريق دون تراجع عن الشهادة أو الاستشهاد... وهذا هو المعنى النبيل العظيم فى الحياة!!.. كان لأستير المجد العالمى إذ كان لها أعظم ما يمكن أن يصل إليه إنسان فى الأرض من إمتيازات وجوار وخدم وعبيد، لكن أستير أدركت أن هذه كلها تذهب وتبيد... وتبقى القصة خالدة بما يقدم الإنسان من عمل لمجد اللّه ولخير الآخرين!!... وكم من ملكات عشن فى التاريخ وذهبن، وذهب كل شئ فى حياتهن طعمة للدود الذى أتى على كل نعيم،... ولم يبق لهن إلا الخدمة إذا كن قد أدركن رسالتهن ومسئولياتهن فى الحياة!!... والفرصة كالشعرة الدقيقة إذا أفلتت على رأى شكسبير لا يمكن أن نرجعها مرة أخرى، ونحن نسير فى موكب لا يرجع فيه التاريخ إطلاقاً!! وسعيد ذلك الإنسان الذى يمسك بالفرصة، مهما كانت المتاعب أو فخاخ الموت المنصوبة عن جانبيه فى الطريق!!.. إن الشعار المسيحى الذي جاء بعد مئات السنين من أستير، يتركز فى عبارة واحدة خالدة: " لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح "!!.. " فى 1: 21 " وكيفما كانت الحياة أو الموت فإن لغة المسئولية الدائمة: لأننا إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت، فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن!!.." رو 14: 8 " على أننا نلاحظ أنه إن أهملنا الفرصة - فى عرف مردخاى - فليس معنى ذلك أننا نهرب من الموت، بل لابد أن يلاحقنا الموت هناك.. فالهاربون من الفرصة مائتون بهذا المعنى أو ذاك: " وأما أنت وبيت أبيك فتبيدون ".. وهو موت الإبادة بالمعنى المادى أو الأدبى على حد سواء، و" من لم يمت بالسيف مات بغيره... تنوعت الأسباب والموت واحد "... فإذا نجا الإنسان من الموت المادى، فإنه قد يموت أضعافاً مضاعفة الموت الأدبى أو الروحى الذى يلحقه فى الدنيا وفى الآخرة معاً، ويل لمن يموت ويبيد أسمه أدبياً أو روحياً، حتى ولو رآه الناس إنساناً عظيماً جالساً على عرش فى الأرض!!... على أنه، بالإضافة إلى هذا كله، لا يجوز أن نمسك بالفرصة فى استقلال عن اللّه، أو بالإندفاع الطائش بأية صورة من الصور، لقد كانت أستير آية فى العظمة والحكمة، عندما استندت إلى اللّه فى فرصتها، إذ دعت أصدقاءها جميعاً للصوم والصلاة ثلاثة أيام ليلا ونهاراً، وذهبت إلى الملك، وبعد أن التقت بملك الملوك ورب الأرباب، وهذا واجبنا الدائم عندما نقف أمام أية مسئولية صغرت أو كبرت... وليكن اللّه القائد والصديق والسيد والمعين على تحمل المسئوليات، ومن المناسب أن نذكر أيضاً أنها استخدمت جمالها فى الخدمة المقدسة، ويحسن أن نشير إلى ما قاله أحد رجال اللّه بهذا الشأن يوم قال: " لقد بدأ هذا الجمال فى قمة بهائه، عندما توارى منه كل بحث عن الذات، واضحى نبيلا بنبل الغاية أو المقصد الذي اتجه إليه،... والجمال كوزنة أو هبة إلهية ينبغى أن يعطى ويقدم للخير، وسيبلغ الذروة، وهو يقدم على مذبح الخدمة والتكريس،... وهو هناك يصبح كوجه استفانوس عندما شخص إليه جميع الجالسين فى المجمع ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك!!... " أع 6: 15 " ترى هل يستطيع الجمال عند أبناء ووبنات اللّه أن يخدم السيد بهذا المعنى العظيم المرتفع الرائع؟!! أحشويرش ومردخاى: لم يكن مردخاى صاحب عمل عظيم، فى مطلع الأمر، وهو لم يكن يدرى وهو أسير منفى، أن اللّه سيستخدمه على النحو التاريخى العظيم الذى قام به، لقد بدت رسالته الأولى بسيطة غاية فى البساطة، لقد عهد إليه بابنة عمه أستير، وقد مات أبواها ليكلفها ويربيها، وقد أحسن تربيتها وإعدادها للدور العظيم الذى لعبته فى إنقاذ شعب بأكمله، من هاوية دبرت له وهو لا يدرى. وقد استخدم مردخاى بعد ذلك فى القصر الملكى فى وظيفة يسيرة محدودة، من أصغر الوظائف، وقد شغلها بنبل ووداعة، وأنقذ الملك من مؤامرة دبرت له، وقد شاء اللّه أن يبقى فى الوظيفة وتؤجل مكافأته، حتى يأخذ مكان هامان ويصبح رئيسا للوزراء، تماماً كما أجلت مكافأة يوسف إذ نسيه رئيس السقاة، حتى يصبح ثانى رجل فى مصر بعد فرعون،.. وهكذا نرى خيوط الرواية كلها، تتحول من نوم يطير من عينى الملك، إلى وقائع مثيرة خالدة تأخذ بالألباب فى كل العصور والأجيال، وتؤكد أن عناية اللّه هى التى تشكل قصص الحياة بكامل وقائعها، على النحو الذى جعل " يوناثان برا يرلى " يقول: " نحن فى عالم رتب لنا، ولم يرتب بنا، وقد أعد اللّه أعمالنا فيه قبل أن نصل إليه "..، قال " نورمان كاكليود "، وهو فتى صغير تضغط عليه أحداث الحياة: ليتنى لم أولد "... وإذ سمعته أمه قالت له: " يانورمان... ها أنت قد ولدت... ولو أنك كنت ولداً طيباً لسألت اللّه أن يشرح لك لماذا أنت هنا، ولسألته أن يساعدك لإتمام أغراضه ".. وقد كان هذا كافياً للفتى الذى وعلى كلمات أمه، وأصبح واحداً من أعظم الأبطال والرجال!!... عندما كان هنرى دراموند " يعظ فى إنجلترا فى نهضة من النهضات، قال أحد الطلاب الجامعيين لزميل له فى الجامعة: هل ستحضر هذا المساء اجتماعات دراموند؟.. وفى تلك الليلة وجد الشاب يسوع المسيح.. ليقول فيما بعد: إنه ليس سؤال صديقى هو الذى دعانى للذهاب، بل صوت اللّه،.. وهكذا تغير تاريخه بأكمله!!أليس من المثير والعجيب أن سفر أستير هو السفر الوحيد فى الكتاب المقدس الذى لم يذكر فيه لفظ " اللّه "، ولا نقرأ فيه عن معجزة واحدة خارقة للعادة!! ولكن كل سطر فيه خطته العناية الإلهية الخفية التى تسير أحداث الحياة، ولفظ " اللّه " مستتر وراء كل كلمة فيه، والمعجزة العظيمة، هى أن اللّه، الذى يزحزح الأرض وهى لا تدرى، زحزح كارثة عن شعب، كان لا يمكن أن يتبعثر فى الأرض أو يضيع قبل أن يأتى شيلون الذي هو المسيح مخلص العالم، والذى جاء فى ملء الزمان، " مولوداً من امرأة، مولودا تحت الناموس ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى "!!!... " غل 4: 4 ".
المزيد
18 فبراير 2019

انجيل قداس يوم الاثنين أول صوم نينوى

تتضمن الحث على التوبة . مرتبة على قوله تعالى ثانية ليونان النبى " قم أذهب إلى نينوى ... "وعلى قوله أيضاً بفصل الإنجيل " رجال نينوى سيقومون فى الدين هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان "( يونان 1 : 1 – 16 ومت 7 : 6 – 12 ) يا لعظم هذا الصوت العظيم المهول القائل : " يا يونان بن أمتاى قم أذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها لأنه قد صعد شرهم أمامى " اسمعوا أيها الأحباء هذا القول فما أعظمه ! وهذا التخويف ما أفزعه : وهذا الإرهاب ما أشده وأرهبه على قلوب الخائفين من عقوبة الله افتحوا قلوبكم وأسماعكم . وميزوا بعقولكم معانى الكتب الإلهية وأقوال الله على ألسن أنبيائه ورسله . فان يونان النبى لما تحقق رحمة إلهنا قام ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب . فنزل إلى يافا و وجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش فدفع أجرتها ونزل فيها فأرسل الرب ريحاً شديدة إلى البحر . فحدث نوء عظيم حتى كادت السفينة تنكسر . فخاف الملاحون وصرخوا كل واحد إلى الهه . وطرحوا الأمتعة إلى البحر ليخففوا عنهم . وأخيراً طرحوا يونان النبى أيضاً فوقف البحر عن هيجانه . وقد ابتلعه حوت عظيم وكان فى جوفه ثلاثة أيام وثلاث ليال . وقد تم هذا الأمر هكذا بتدبير الله ليكون من جملة نبواته عن السيد المسيح وكونه يقيم فى بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال . ثم يقول الكتاب وينزل إلى الجحيم ( 1 صم 2 : 6 واف 4 : 9 ) . ليخلص من كان معتقلا بخطية آدم فانظروا إلى مراحم إلهنا . ما أكثرها ! لأنه تجسد وتألم ومات وقبر ثم قام . كل ذلك لفرط عنايته بنا فيجب علينا إذن أن نكون سامعين لأقواله . ذاكرين لأفعاله وطالبين مراحمه فى كل حين . لأنه كريم ورحيم . ويغضب إذا كنا لا نطلب منه الرحمة . فإنه يمنح خيراته لمن يطلبها . وقد قال : " إن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب " ( يو 7 : 37 ) . ومَن هو جاهلى فليمل إلى هنا " ( أم 9 : 4 ) . فيا لهذه الرحمة ما أعظمها ! صلى يونان النبى من بطن الحوت إلى الرب إلهه وقال : " دعوت الرب من ضيقى فاستجابنى . صرخت من جوف الهاوية فسمع صوتى " ( يون 2 : 1 – 8 ) إن يونان هذا وهو نبى ومقبول الدعاء لانه منتخب من رب السموات والارض لما نظر نفسه فى بطن الحوت خاف جداً وتضرع إلى الرب فخلصه . فكيف يكون حالنا إذن نحن الخطاة المرتكبون للآثام ؟ وكم يجب علينا من تقديم الطلب والدعاء والتضرع إلى رب الأرباب لعله يخلصنا من خطايانا الفعلية ويرحمنا ويتراءف علينا ولما كان السيد له المجد قد قال : " إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون " ( لو 13 : 2 – 5 ) . فقد أورد مثل شجرة التين . وكون رب الكرم أراد قطعها لانها لم تثمر مدة ثلاث سنين . فقال له الكرام اتركها هذه السنة أيضاً حتى أنقب حولها وأضع زبلا . فإن صنعت ثمراً وإلا ففيما بعد تقطعها " ( لو 13 : 6 – 9 ) فإن قلت وماذا يعنى بهذا المثل ؟ أجبتك : أنه يعنى بشجرة التين مجمع الخطاة . وبالأثمار الأعمال الصالحة . وبالكرام المسيح أو خلفاءه . وبرب الكرم الله الآب . وبالثلاث سنين مدة حياة الأنسان الأرضية . وهى : زمن الشباب . والرجولية والشيخوخة فلنتأمل إيها الأحباء فى هذا القول بعين العقل والتمييز . ولنعلم أن الرب يضرب لنا الأمثال لنفهمها . ويذكرنا بالاقوال لنسمعها . فيجب أن تكون لنا ثمرة الإيمان الصحيح . لنكون بين أشجاره الصالحة التى فى حقله العقلى . الذين هم المؤمنون باسمه العاملون بوصاياه فسبيلنا أيها الأعزاء أن نفهم هذه المعانى بالعقل الرجيح والنظر الصحيح . لتحسن طريقنا بين يديه . ونسلك السيل المستقيمة . لنفوز بمراحم الهنا . ونكون معه فى ملكوته الأبدية . خالدين فى نعمه السرمدية . بتحنن ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح . الذى له المجد والقدرة والعظمة والسلطان . الآن وكل آوان . وإلى الأبد آمين . من عظات القديس يوحنا ذهبى الفم
المزيد
10 أغسطس 2018

صلوا بلا انقطاع

النهارده هنتأمل في اللؤلؤة رقم 9(صلوا بلا انقطاع)وهي متطابقة لحياة الصلاة الغير منقطعة لامنا العذراء… ومش هاتفرح بدون صلاة وشكر …و الصلاة نعمة منحها الله للانسان وحديث الله مع الانسان ليس مرتبط بظروف واوقات او مكان فالصلاة نعمة ولقاء مفتوح مع الله علي الدوام اولا : كيف نصلي؟ 1-الصلاة بالجسد صلاة يشترك فيهاالجسد دون العقل حيث تشتيت العقل 2-الصلاة بانتباه داخلي حيث الذهن المنتبه بكلمات الصلاة بوعي تام 3- صلاة القلب وهي اتحاد صلاة الذهن مع مشاعر القلب وقتها يشعر الانسان بتواجده في الحضرة الالهية ثانيا : الصلاة الدائمة الصلاة الدائمة عبارة عن جملة تتكون من كلمات معدودة وهذه الكلمات مثل السهم ونجد في الكنيسة تسابيح وصلوات بها فيض من الصلوات و الاباء ابتكروا الصلاة السهمية “الصلوات القصيرة”وامتدت للرهبنة الروسية وبعض الدول الاخري وفكر الصلاة القصيرة اسمها فضيلة ترك القلب عند الله حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ومن هنا اتت صلاة ياربي يسوع المسيح ابن الله ارحمني انا الخاطي وهذه صلاة تلقائية ممكن تستحدمها في اي وقت وتضمن ان يدالك مشغولتان بالعمل ولكن في نفس الوقت عقلك وقلبك مشغول بالله ولا يقطع صلاتك الا خطاياك واعرف ان عدو الخير لا يمل من محاربة الانسان وهو يحاربنا في هذه الصلاة السهمية لكن كلمة ارحمني انا الخاطئ وقيامة المسيح ترفعك دائما وهذة الصلاة الدائمة تحتاج منك تدريب ثالثا : فوائد الصلاة الدائمة وبتكرار هذه الصلاة تجد داخلك فرح ومن فوائدها 1- الامتلاء بالفرح : ستجد نفسك تمتلئ فرح 2- الانحلال من الكل : من رباطات العالم 3- التمتع بممارسة وسائط النعمة : والاكثار منها صلوا كل حين وهذه الفضيلة فضيلة ترك القلب عند الله اتركه عند الله واوكد في هذه اللالي ان الصلاة و الشكر و الفرح مرتبطين ببعض ابدأ بواحدة وستجد الباقي عندك.لالهنا المجد الدائم امين قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
27 ديسمبر 2018

نصوص غنوسية عامة

إنجيل فيليب:- ويرجع إلى القرن الثاني وقد وجدت له مخطوطة ترجع إلى القرن الثالث. ضمن مجموعة نجع حمادي مترجمة إلى القبطية الصعيدية. وهو مجموعة من التأملات والتعاليم الغنوسية المتفرقة. وهو مثل بقية الكتب الغنوسية التي تتكلم عن المسيح الإله الذي ظهر على الأرض في شبه وهيئة الجسد دون أن يأخذ جسدًا حقيقيًا، أي مجرد روح محض يظهر لذا يقول أنه كان يظهر دائمًا في أشكال مختلفة: "يسوع أخذهم سرا، لأنه لم يظهر كما كان، ولكن لكي يستطيعوا أن يروه. ظهر لهم جميعهم. ظهر للعظماء كعظيم. ظهر للصغير كصغير. ظهر للملائكة كملاك، وللإنسان كإنسان، لهذا السبب، الكلمة تخفي نفسها من الجميع. وبالفعل، فقد رآه معتقدين أنهم رأوا أنفسهم، لكنه حين ظهر لتلاميذه بمجد على الجبل، لم يكن صغيرا. أصبح عظيما، وقد جعل التلاميذ عظماء، لكي يستطيعوا إن يروه بعظمة". ومثل غالبية الكتب الغنوسية كان هذا الكتاب ينظر إلى الزواج كنوع من الدنس، فيقول "قال البعض: "أن مريم حبلت بالروح القدس"، أنهم مخطئون، أنهم لا يعلمون ماذا يقولون. فمنذ متى تحبل المرأة من امرأة؟ إن مريم هي العذراء التي لا قوة تدنسها، أنها لعنة عظيمة على العبرانيين، الذين هم الرسل والتلاميذ. هذه العذراء التي لا قوة تدنسها [...] القوى تدنس نفسها". رؤيا بطرس الغنوسية:- والتي هي في الأصل تقليد مسيحي طويل يتناول شرح ما بعد الموت، وكانت قد اختفت ولم يعرف منها شيئًا سوى مقاطع من الأصل اليوناني قبل أن تكتشف لها ترجمة إثيوبية ترجع لسنة 1911م في مخطوطتين: الأولى يرجع تاريخها للقرن الخامس عشر أو السادس عشر والثانية ربما ترجع للقرن الثامن عشر والاثنتان وجدتا في جزيرتين من بحيرة تانا وهي مترجمة عن اليونانية. وتقول أنها إعلان من يسوع المسيح إلى بطرس والرسل الآخرين، في فترة ظهورات الرب يسوع بعد قيامته، عن أحداث نهاية الأزمنة والمصير النهائي للأشرار والأبرار وتنتهي برواية صعوده إلى السماء. ومن الواضح أن مؤلفها أراد توسيع التعليم الأخروي الوارد في الإنجيل للقديس متى وتكييفه مع وضع قارئيه. لذا يشير كثيرا إلى هذا الإنجيل، ويعرض في شكل أكمل التعليم الأخروي ليسوع.ويميز الكاتب في الفصلين الأولين بين المسيح الحقيقي، ومسيح دجال سوف يسلم للموت الذين لم تخدعهم ادعاءاته من اليهود. هذا المسيح هو سمعان بار كوسيفا (ابن الكذب) المعروف بسمعان: كوخبا (ابن النجمة)، الذي قاد ثورة اليهود على الرومان فيما بين 132-135م. حكمة يسوع المسيح:- وترجع أقدم مخطوطاته إلى القرن الثالث أو بداية الرابع (95) ويبدأ هكذا: "بعد أن قام (يسوع) من الأموات تبعه تلاميذه الاثنا عشر وسبعة نساء اللواتي تبعنه كتلميذات، عندما جاءوا إلى الجليل.. وهناك ظهر لهم المخلص، ليس في شكله الأصلي ولكن في الروح غير المرئي، كان ظهور ملاك عظيم من نور. أما شكله فلا أستطيع وصفه.. وقال سلام لكم، سلامي أنا أعطيكم" (96). حوار المخلص:- وجدت هذه الوثيقة في اللغة القبطية الصعيدية فقط في مكتبة نجع حمادي 1945. وجاء فيها سؤال التلاميذ للمسيح، هكذا: "يا رب قبل أن تظهر هنا (علي الأرض) من كان هناك (في السماء) ليعطيك المجد؟ لأنه فيك (خلالك) كل الأمجاد، ومن كان هناك ليباركك حيث منك تأتي كل البركة؟" (97). وجاء فيه هذه الطلبة: "استمع إلينا أيها الآب البار كما استمعت لابنك الوحيد وأخذته إليك" (98). إنجيل مريم المجدلية، إنجيل مريم:- وقد كتب هذا الكتاب فيما بين نهاية القرن الثاني وبداية الثالث، وتوجد له ترجمة إلى القبطية ترجع للقرن الخامس، ويوجد ضمن مجموعة جون رايلانذ بمنشتسر، ويصور مريم المجدلية في صورة التلميذة المحبوبة من المخلص أكثر من غيرها، بل الأكثر شجاعة من التلاميذ والرسل جميعًا! والأكثر إدراكًا وحفظًا لكلامه، والتي سمعت منه ما لم يسمعه تلاميذه الآخرون من أسرار ملكوت الله، والرائية التي رأت المخلص في عالم النور والروحيات والسماويات، بل والأكثر ثقة وشجاعة من كل التلاميذ والرسل! ويزعم أنه بعد أن أمر المخلص تلاميذه بالكرازة في العالم أجمع حزنوا وبكوا!! فشجعتهم وطمأنتهم وشرحت لهم ما لم يشرحه المخلص لغيرها: "لكنهم حزنوا. وبكوا بكاءً شديدا، قائلين كيف نذهب لغير اليهود ونبشر بإنجيل الملكوت بابن الإنسان؟ فإن لم يحفظوه كيف سيحفظوننا؟ ثم وقفت مريم، وحيتهم جميعا. وقالت لإخوتها، لا تبكوا ولا تحزنوا ولا تتحيروا، لأن نعمته ستكون معكم بالكامل وستحميكم. لكن بالحري، دعونا نمجد عظمته، لأنه أعدنا وجعلنا للناس. وحين قالت مريم هذا. شعروا بالطمأنينة في قلوبهم، وبدأوا بمناقشة كلمات المخلص. قال بطرس لمريم، أختاه نعلم أن المخلص احبك أكثر من أي امرأة أخرى. قولي لنا كلمات المخلص التي تذكرينها وتعرفينها، ولم نسمعها من قبل. أجابت مريم وقالت، ما هو مخفي عليكم سأطالب به من أجلكم. وبدأت تقول لهم هذه الكلمات: أنا، رأيت الرب في رؤيا وقلت له، يا رب لقد رأيتك اليوم في رؤيا، فرد قائلا لي، مباركة أنت لأنك لم ترتعشي لرؤيتي. لأنه حيث يكون العقل يكون الكنز. قلت له، يا رب، كيف يرى الرؤيا من يراها، من خلال الروح أم من خلال النفس؟ أجاب المخلص وقال، لا ترى من خلال الروح أو النفس، ولكن العقل الذي بين الاثنين هو الذي يرى الرؤيا وهي [...]. كتاب الحكمة، حكمة الإيمان:- Pistis Sophia. والذي يسمى أيضًا بحكمة الإيمان: وترجع أقدم خمس مخطوطات متبقية له لما بين 250 و300م(99)، وتعليمه غنوسي شديد الغموض يتكلم عن الأنثى الغنوسية الإلهية، صوفيا (Sophia) أو الحكمة، ذات الوجوه والأسماء العديدة فيصورها أحيانًا متوافقة مع الروح القدس، ويقول أنها هي أيضًا الأم الكونية، أم الحياة أو الأم المتألقة، القوة في الأعالي، ذات اليد اليسرى (كمضادة للمسيح الذي يفهم على أنه زوجها ذو اليد اليمنى)، كالواحدة صاحبة الرفاهية زوجة الذكر، كاشفة الأسرار الكاملة، الرحم، العذراء، قديسة الروح كلومبا (Columba)، الأم السمائية، الواحدة العجيبة أو الينا (Elena - التي القمر والصمت) المصورة كنفس (Psyche) العالم والمظهر الأنثوي للوجوس (الكلمة - Logos). وهو عبارة عن كتابين: يبدأ الكتاب الأول منه بالحديث عن قيامة الرب يسوع المسيح من الموت "بعد أن قام يسوع من الموت". ويقول عن ظهور المسيح في شكل جسد أنه تجلى لتلاميذه بما فيهم أمه العذراء القديسة مريم ومريم المجدلية ومرثا وأخذ يتكلم معهم عن طبقات وحكام السموات: وقال له التلاميذ أيضًا: أخبرنا بوضوح كيف جاءوا من العوالم غير المرئية من عوالم الخلود إلى عالم الموت؟ فقال المخلص الكامل: ابن الإنسان توافق مع الحكمة (صوفيا) رفيقته وأظهرا نورا مخنثا عظيما، تعين اسمه الذكري "مخلص" منجب كل الأشياء. وتعين أسمه الأنثوي صوفيا منجبة كل الأشياء. والتي يدعوها البعض Pistis". ويتحدث في الثاني عن صعود الرب يسوع المسيح إلى السموات ويروي أفراح السماء بصعوده إليها واضطراب كل قوات السماء. ثم يتحدث عن ظهوره لتلاميذه "ثم انفتحت السموات.. ورأوا يسوع وقد نزل وبهاؤه (أشرافه) ساطع جدا وكان نوره لا يقاس.. ولم يستطع البشر في العالم أن يصفوا النور الذي كان عليه"، ثم يروي خوف التلاميذ واضطرابهم لرهبة هذا المنظر "ولما رأي يسوع، الرحيم والحنان أن التلاميذ في غاية الاضطراب. قال لهم: تهللوا أنا هو لا تخافوا.. ثم سحب بهاء نوره، عندئذ تشجع التلاميذ ووقفوا أمام يسوع وخروا معا وسجدوا له بفرح وابتهاج عظيم". كاهن كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد من كتاب هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟
المزيد
08 فبراير 2019

"تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك "

الاسبوع الماضي تاملنا فى مزمور ٣٧ وهو يصلح لفترة الصوم وبه نفحص ذاتنا نتامل فى ايه " تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك " فى الأسبوع الماضي ذكرنا ثلاث وسائل للتلذذ بالرب وهى ١- الصلاة و التسبيح ٢- الكتاب المقدس ٣-القداس الالهى واليوم ناخذ امثله لشخصيات من الكتاب المقدس عاشوا هذا التلذذ ليكونوا لنا قدوة . ١- ابراهيم ابو الآباء ( تك١٢) نجد فى حياته أن كل الدلائل تشير إلى استحاله تحقيق شيء ...كان شيخا ليس لديه أبناء لم يكن يعلم المكان الذى سيذهب إليه ولكن كان عنده وعد بان نسله سيصير مثل رمل البحر ومثل نجوم السماء فرغم ذلك كان كل اتكاله على الله .. " ليس الله انسانا فيكذب هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفى " (عدد١٣) " توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد "(امثال) ٢- ايوب كان رجلا شيخا وقور مشهور جدا وتعرض لتجربه قاسيه فقد فيها كل شيء وكان كلام الآخرين محبطا له ولكن التجربه التى دخل فيها كانت هى الوسيله التى رفعه بها الله فعندما تتعرض لصعوبات يجب أن تتلذذ بالرب وتقول له أنا أثق أن هذا لأجل خيري .. ايوب عندما بدأ يتلذذ بالرب قال " قد علمت انك تستطيع كل شيء ولا يعثر عليك امر " وعندما تحسنت الظروف قال " بسمع الاذن سمعت عنك والان رأتك عيناى " ٣- سليمان قال له الرب ماذا اعطيك ؟ فهل طلب مالا أو صحه أو سلطان .. طلب الحكمه والمعرفة فأعطاه حكمه واموال وسلطان وكل شيء يكفى أن اسمه فى كل التاريخ سليمان الحكيم ...الله عطاياه كثيرة تنتظر من يطلبها .. +ايه فى نشيد الانشاد نأخذها بمعناها الروحى " ليقبلنى بقبلات فمه لان حبه اطيب من الخمر " كأن الشخص الذى يتلذذ بالله يتلقى منه قبلات روحيه من خلال الخلوة والصلاة والصوم ...والخمر هنا معناها الفرح .. + فى أشياء ٥٨ ( اصحاح الصوم ) " أن رددت عن السبت رجلك عن عمل مسرتك يوم قدسي ودعوت السبت لذة ومقدس الرب مكرما واكرمته عن عمل طرقك وع ايجاد مسرتك والتكلم بكلامك حينئذ تتلذذ بالرب " اى إذا جعلت يوم السبت ( يوم الأحد فى العهد الجديد ) يوم للرب وفضلته عن مسرتك تتلذذ بالرب .. ناخذ ثلاث مفاتيح اخرى للتلذذ بالرب : ١- الوقت يجب أن تحرص على أن تعطى وقتا للرب تتلذذ فيه بالله ...كل البشر يأخذون مثل بعض تماما كل يوم ٢٤ ساعه ولكن الحكمه فى كيف تستخدم هذا الوقت ٢- التوبه هى مفتاح وجود اللذة مع الله فالخطيه تاتى بالكأبه أما التوبه تفتح الابواب لكى تتلذذ بالرب ..مثل الابن الضال عندما عاد وتلذذ بحضن إببه فقال عنه " كان ميتا فعاش " ٣- المحبة يجب ممارسه المحبة مع الكل..افتح قلبك لتمتلئ من محبه الله فتستطيع ان تحب الكل ...الإنسان بدون محبة الله فى قلبه لن يستطيع أن يتلذذ بالله قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
16 يونيو 2020

«هَأنَذَا أَرْسِلْنِي» (إش6: 8)

«لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ» (أع1: 8)،«فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي» (لو24: 49).- بعد صعود الرب إلى السماء، رجع التلاميذ إلى أورشليم.. ومكثوا يصلون في علية مارمرقس.. التلاميذ ومعهم السيدة العذراء مريم، والنسوة، ومن معهم.. إلى أن حلّ عليهم الروح القدس المعزي.ويأتي "عيد العنصرة" في اليوم الخمسين من يوم عيد القيامة، وبعد عشرة أيام من عيد الصعود، ويُسمّى الـ Penticost "البنطيقستي" حيث كلمة بنتا تعني خمسة، ويسمى أيضًا "عيد حلول الروح القدس". ويليه صوم الآباء الرسل الأطهار؛ وكان من أهم أعياد اليهود..- و"العنصرة": هي كلمة عبرية معناها "الجمع" أو "الاجتماع" أو "المحفل المقدس"، وفيه كانوا يجتمعون ويعيّدون.. وجاءت المسيحية فدعت عيد حلول الروح القدس باسم "عيد العنصرة" لأن الروح القدس حل فيه على جماعة التلاميذ وهم مجتمعون في العلية، حيث أعطى قوة للتلاميذ، في الكرازة، وصنع المعجزات، فأقاموا الموتى، وشفوا الأمراض المستعصية، وأخضعوا الشياطين وصنعوا المعجزات (مر16: 17-18).- فالعنصرة إذًا تتويج للفصح، لأن السيد المسيح بعد أن أتمّ الفداء والقيامة على الأرض، صعد إلى السماوات، ثم أرسل لنا الروح القدس المعزي، لكي ينير أذهاننا، فنفهم الكتب، وندرك عمق أقواله التي وردت في الكتاب المقدس.- أرسلهم ليكرزوا: كانت إرسالية الرب للتلاميذ، الذين سرعان ما فتنوا المسكونة، وغيّروا وجه التاريخ، ونشروا اسم المسيح في كل مكان، حتى دانت لهم إمبراطورية الأوثان، وملك الرومان، وصارت هياكل الأصنام مذابح للرب.. وهكذا سلكوا:- في بذل.. حتى إلى الموت..- وفي إخلاء.. حتى إلى وضع العبيد..- وفي ألم.. حتى الاستشهاد..- وفي طاعة.. مهما كانت التضحيات..- وفي أمانة.. حتى النفس الأخير..- قدموا من أجل المسيح:1- خدمة الصلاة من أجل المخدومين.2- وخدمة المحبة لكل الناس.3- وخدمة النموذج الشاهد للمخلص.4- وخدمة الكلمة الحية الفعالة..لذلك يعظنا الكتاب المقدس «امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ» (أف5: 18). «وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ» (أف4: 30). «لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ» (1تس5: 19)، بل «حَارِّينَ فِي الرُّوحِ، عَابِدِينَ الرَّبَّ» (رو11: 12).. فالروح القدس هو الذي يعطينا التجديد الروحي وإرسالية الخدمة، وإمكانية الكرازة!! وهكذا انطلق الآباء الرسل يخدمون ويبشرون، حتى نشروا المسيحية وصاروا شهودًا للرب في كل مكان، في أنحاء العالم المعروف آنذاك، وذلك: بقوة الروح، وعمق الصلاة، ويقين الإيمان، وفاعلية الكلمة.- لقد تغيرت حياة التلاميذ بعد حلول الروح القدس عليهم.. لهذا يجب أن نسلم حياتنا لقيادة الروح القدس لكي يغيرنا «لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ» (رو8: 14).فليعطنا الرب أن نخدم كما خدموا.. لنذوق فرحة الخدمة والإرسالية، مع فرحة القيامة المجيدة.. ولنقل في تواضع إشعياء النبي وانسحاقه: «هَأنَذَا أَرْسِلْنِي» (إش6: 8). نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
20 ديسمبر 2018

الكتب المسماة بالرؤى المنسوبة للرسل

رؤيا بطرس: وترجع إلى ما قبل 180 م.، وتختلف عن رؤيا بطرس الغنوسية. وقد لاقى هذا الكتاب بعض الاعتبار سواء وقتيًا أو محليًا في بعض الجهات. وقد ورد ذكرها في الوثيقة الموراتورية مع التعليق عليها بأن البعض لا يؤيدون قراءتها في الكنيسة. وهكذا نجد أن التحفظ عليها قديم منذ العصور الأولي. ويشير إليها ثاوفيلس الإنطاكي، ويقتبس منها أكليمندس الإسكندري، ويسجل سوزومين في القرن الخامس أنها كانت مازالت تقرأ في الكنائس سنويًا في يوم جمعة الصلب. ولكن في الجانب الآخر نجد يوسابيوس يرفضها مع غيرها من الكتب الأبوكريفية عن بطرس، ويرفض معها أيضًا راعي هرماس ورسالة برنابا وأعمال بولس، ويعتبرها من الكتب الزائفة. ومع ذلك لقي الكتاب رواجًا في الشرق والغرب، وانتقلت الأفكار التي به إلى غيره من المؤلفات مثل الأقوال السبيليانية ورؤيا بولس ورؤيا توما حتى عصر دانتي وكوميدياه الإِلهية. ويستدل من كتابات الآباء على أن الكتاب يرجع إلى القرن الثاني، ويحتمل أنه يرجع إلى النصف الأول منه. وقد وجد العلماء لها قصاصة في أخميم سنة 1886 م. باليونانية مع جزء من إنجيل بطرس. وفي 1910 م. اكتشفت نسخة باللغة الحبشية، وثبت أنها هي رؤيا بطرس من مقارنتها بما جاء بكتابات الآباء من اقتباسات منها. كما توجد أيضًا قصاصتان أصغر من هذه(89). والنسخة الحبشية تكاد تتفق في طولها مع ما ذكره أنيسفورس والفهرس في المخطوطة الكلارومونتانية، ولعلها تقدم لنا المحتويات الأصلية لهذه الرؤيا، ولو انه من الواضح أن النص قد عاني من نقص معرفة المترجم باللغة اليونانية والقصاصة الأخميمية أقصر جدًا وتسرد المعلومات في ترتيب مختلف. وتبدأ بسؤال التلاميذ ليسوع على جبل الزيتون عن علامات مجيئه وانقضاء الدهر، وبعد أن حذرهم من المضلين، ذكر لهم مثل شجرة التين، وفسره له بناء على التماس بطرس. ويبدأ الجزء الثالث بالقول: "وأراني في يمينه صورة لما سيحدث في اليوم الأخير". وإذ رأي كيف سينوح الخطاة في شقائهم، يذكر بطرس القول: "كان خيرًا لهم لو لم يولدوا" (انظر مرقس 14: 21)، فيوبخه المخلص بالقول: "سأريك أعمالهم التي فيها أخطأوا"، ثم يصف له المخلص في حديث نبوي، العذابات التي سيقاسيها المحكوم عليهم. وهي نموذج من المفاهيم التي ظل يتناقلها الناس حتى العصور الوسطى (وللفصل المقابل في القصاصة الأخميمية، مقدمة صغيرة تحوله إلى رؤيا للقديس بطرس). ثم بعد ذلك وصف موجز لنصيب الأبرار (الإصحاحان 13 و14)، ويعقبهما فصل مقابل لقصة التجلي كما جاءت في الأناجيل (تحولت في القصاصة الأخميمية إلى وصف للفردوس). وبعد صدور الصوت (مت 17: 5 )، أخذت سحابة يسوع وموسى وإيليا إلى السماء (وهذا الجزء الأخير غير موجود في اليونانية)، ثم نزل التلاميذ من الجبل وهم يمجدون الله. رؤيا توما، إعلان توما:- ذكرها القديس جيروم في أواخر القرن الرابع وذكرت في قانون البابا جلاسيوس. وتتكلم عن الأمور التي ستحدث في الأيام الأخيرة، فسيكون هناك مجاعات وحروب وزلازل في أماكن مختلفة ويبني فكره بالدرجة الأولى على ما جاء في حديث الرب عن نهاية العالم على جبل الزيتون ولكنه يضيف أمورًا كثيرة لا وجود لها في أحاديث المسيح مثل الثلج والجليد، وملوك ثيرين سيقومون وأضداد أو ضد للمسيح.. إلخ. رؤيا استفانوس، إعلان استفانوس:- هذا العمل مبني أساسا على ما جاء في سفر الأعمال عن استشهاد رئيس الشمامسة استفانوس (أع6:5 – 8:2) (90)، واضطهاد شاول الطرسوسي للمسيحيين، فيقول أنه بعد صعود المسيح بسنتين أجتمع رجال من بلاد كثيرة يحتجون عن المسيح، فوقف استفانوس أمامهم على مكان عالٍ وراح يكلمهم عن المسيح وميلاده من عذراء وامتلاء العالم بنوره ومعجزاته وموته وقيامته وصعوده، كما تكلم عن عمل الروح القدس، فصاح جمع من الناس وقالوا تجديف وقبضوا عليه وأوقفوه أمام بيلاطس مطالبين بموته وطالب قيافا رئيس الكهنة بضربه حتى يسيل منه الدم، فصلى استفانوس أن لا يفعلوا ذلك حتى لا تحسب لهم هذه الخطية،. وتقول الرؤيا ورأينا كيف أن الملائكة خدمته، وفي الصباح أعتمد بيلاطس وزوجته وأبناه وشكروا الله لذلك. ثم تقول وأجتمع ثلاثة آلاف رجل وجادلوا استفانوس ثلاثة أيام وثلاث ليال فأتوا بشاول الطرسوسي مضطهد المسيحية. ثم تتكلم عن استشهاده وهو يصلي لله أن لا يقم لهم هذه الخطية ثم يقول أنه ينظر السموات مفتوحة ويسوع قائما عن يمين الله وفي هذه الرؤيا نرى كيف ينسب لبيلاطس أنه تعمد هو وزوجته وأبناه مثل الكثير من الكتب الأبوكريفية التي قالت بمثل ذلك، كما أنها تتكلم عن استفانوس بشكل أسطوري، وتتكلم عن قتل هيرودس لأطفال بيت لحم بشكل أسطوري وتذكر أن عددهم كان 144000 طفلٍ (91)!! وقد أدانها مرسوم البابا جلاسيوس في القرن الرابع كعمل أبوكريفي، وكانت مستخدمة عند الهراطقة المانيين بل واهتموا بها كثيرًا. الرؤيا الأولى ليعقوب، الإعلان الأول ليعقوب:- والتي وجدت ضمن مجموعة نجع حمادي وكتبت في نفس القترة التي كتبت فيها بقية المجموعة، وتتكلم عن الفترة السابقة لاستشهاده وتقدم بعض التنبؤات عما سيحدث، فتصف المسيح في ظهوره وحديثه ليعقوب: "وقبل (المسيح) فمي، واستحوذ علي قائلًا: أنظر يا حبيبي، سأكشف لك تلك الأشياء التي لا يعرفها الذين في السماء ولا الذين على الأرض". * الرؤيا الثانية ليعقوب، الإعلان الثاني ليعقوب:- والتي وجدت أيضا في نجع حمادي وتصف آلام وموت يعقوب بالارتباط مع هذه النبوات المذكورة في الرؤيا الأولى. وهي عبارة عن حديث أعلاني للمسيح القائم من الأموات. رؤيا بولس:- يقول لنا أبيفانيوس أسقف سلاميس أن القاينيين زيفوا كتاب مليء بأمور فاسدة وغير لائقة باسم الرسول بولس – يستخدمها المدعوون بالغنوسيين أيضًا،ويسمونها صعود بولس متخذين تلميحهم من قول الرسول أنه صعد إلى السماء الثالثة وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يقولها إنسان" (92). بينما يضحك أغسطينوس من حماقة الذين زيفوا رؤيا بولس المليئة بالأساطير وتدعي أنها تحتوى على أشياء لا ينطق بها التي سمعها الرسول(93). ويقول عنها المؤرخ الكنسي سوزومين: "الكتاب المنتشر الآن كرؤيا بولس الرسول، الذي لم يره أحد من القدماء قط قد أدين من معظم الرهبان، ولكن البعض يقولون أنه وجد في الحكم الذي كتب (لثيودوسيوس). لأنهم يقولون أنه بالإعلان الإلهي قد وجد في صندوق رخامي تحت الأرض في طرسوس بكيليكيا في بيت بولس، وقد كان هذا الكتاب. على أية حال عندما استفسرت عن ذلك أخبرني كاهن من كيليكيا بطرسوس أن ذلك كذب. وهو رجل يدل شعره الأشيب على عمر كبير وقال أنه لم يحدث شيء مثل هذا في مدينتهم، وتعجب عما إذا كان العمل قد تم بواسطة هراطقة" (94). كما ذكر هذا العمل في قانون البابا جلاسيوس (496م) ضمن الكتب الأبوكريفية. وقد نال هذا العمل شهرة وانتشارا كبيرًا في القرون المسيحية الأولى وخلال القرون الوسطى. لأنه يركز على تجربة النشوة السرية التي ذكرها القديس بولس بنفسه. فهو مبني بالدرجة الأولى على ما جاء في رسالة كورنثوس الثانية قوله: "انه لا يوافقني أن افتخر. فأني آتي إلى مناظر الرب وإعلاناته. اعرف إنسانا في المسيح قبل أربع عشرة سنة أفي الجسد لست اعلم أم خارج الجسد لست اعلم. الله يعلم. اختطف هذا إلى السماء الثالثة. واعرف هذا الإنسان أفي الجسد أم خارج الجسد لست اعلم. الله يعلم. انه اختطف إلى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها" (2كو12:1-4). ومن ثم تبدأ الرؤيا بقوله: "وبينما أنا في الجسد اختطفت إلى السماء الثالثة، وجاءتني كلمة الرب قائلة: "قُل لهذا الشعب: "حتى متى ستمضون في العجز، مضيفين خطيئة إلى خطيئة ومجربين الرب الذي صنعكم؟" أنتم أبناء إبراهيم، لكنكم تعملون أعمال الشيطان: وأنتم تؤمنون بالمسيح، بسبب اضطرابات العالم تذكروا إذًا وأعلموا أن الجنس البشرى من كل المخلوقات التي تخدم الله، وحده يرتكب الخطيئة بأمر كل شيء مخلوق، ويخطئ أكثر من كل الطبيعة مجتمعة!". كاهن كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد من كتاب هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل