المقالات

05 أكتوبر 2021

المسيح المحرر

" أرسلنى لأُنادى للمأسورين بالإطلاق " ( لو 4 : 18 ) أول عظة بدأها الرب يسوع ، كانت فى مجمع الناصرة ، واقتبس عنوانها من سفر إشعياء ، مُعلناً أن هذا النبى الذى سبق التجسد الألهي بنحو سبعمائة عام ، قد تنبأ عن مجئ المسيح الفادى ورسالته الخلاصية ، فلم يأت المسيح واعظاً ولا منذراً فقط ، ولكن مخلصاً الناس من العبودية لإبليس وللخطية . وهى نفس رسالة كل خادم ، وكل مسيحى ومسيحية ، لكسب الأهل والأصدقاء والعالم إلى بيت الله ، وللتحرر من قيود الشر والإثم والظلم . وما أكثر الأسرى فى هذا الزمان : أسرى الحروب والتمييز والأضطهاد : أسرى الحروب عادة ماينالون قسوة فى المعاملة من اسراهم ، وربما يظلون فى غياهب السجون أعواماً قد تمتد لعدة سنوات يعانون فيها من مرارة الأسر ، وهناك العديد من الأسري نتيجة الظلم الواقع من الأنسان علي اخيه نتيجة عدم حرية العقدة والاضطهاد الواقع علي الأقليات لاسيما في العالم الثالث ووسط أجواء الصراع الديني والتعصب الأعمي والمضطهدين من اجل الاختلاف في الرأي او الجنس او العرق .ورغم تجريم القانون الدولي والأقليمي والمحلي للظلم والتمييز وسوء معامله الاسري الا انه شتان بين الواقع والقوانين ومن أجل هذا نصلي ونطلب ليفتح الله عيون العمي ويستنيروا ويعطي الله القادة والمسئولين الحكمة والقوة لأقرار السلام الدائم والشامل والعادل ورفع الظلم وتطبيق قواعد العداله والمساواة بين جميع المواطنين أسرى الخطية والعادات الشريرة : أدمان المكيفات والخمر والتدخين ، والدنس ، وكل العادات الشريرة ، وقال القديس اغسطينوس : " إن عبد الشهوة أذل من عبد الرق " ، ونحن نشعر بحالاتهم الصحية والنفسية والمادية البائسة ، ونعطف عليهم ، ونسعى لخلاصهم وعلاجهم روحياً ، ونرشدهم للمختصين إذا أحتاجوا للعلاج الطبى ، فربما يكون موتهم فى شبابهم بسبب ما هم فيه ( جا 7 : 17 ) لقد جاء الرب ليعطي القوة والنعمة والحكمة لكل من يريد الخلاص نعم جاء لتكون لنا حياة وليكون لنا ملء الحياة الفاضله الكريمة .اننا لن نحيا الا حياة واحدة وحيدة فلماذا نهدر حياتنا ووزناتنا وطاقاتنا وأمكانيتا فيما يضر ونحي نعاني المرارة ونخسر ابديتنا ،ان المسيح له المجد يدعو كل نفس للتحرر من قيود العادات الضارة والمهلكة ويريد لنا ان نتغير ونغير حياتنا ونعرف ارادة الصالحة المرضية ونعمل بها .أن التوبه تعني الرجوع الي الله والحياة المقامة في المسيح يسوع القائم منتصرا علي الشيطان والخطية والضعف والقادر ان يحرر الخطاة ويعطيهم قوة القيامة والانتصار علي الشر. أسرى الفكر : وهو تقييد الفكر ، بأفكار خُرافية ، مثل تصديق أثر العين ( الحسد ) والسحر ، والحظ ، والتشاؤم بأمور مُعينة ، والجن والعفاريت (عالم الغيبيات ) .او ان يفكر الانسان فقط في الارضيات وينسي الله والحياة الروحية ،او ان يتعصب الانسان لفكرة او لبني جلدته او دينه ،او يحي الانسان لنفسه في أنانيه مفرطه حتي داخل الاسرة الواحدة ويحي متغرباً عن أخوته غير مشاركا لهم همومهم وافراحهم ... الخ . دور الرب يسوع فى تحرير الخطاة : سدد الدين القديم ، وحررهم من سجن الجحيم ، وكان إبليس قبل الفداء والقيامة يقبض على روح الميت ، ويدفع به إلى الهاوية ، ففتح الرب الفردوس ، بعدما قيد عدو الخير ، وحد من سلطانه وسطوته . يُحرر الله النفوس من العادات القاتله للنفس ، والمهلكة للجسد ويقوينا بوسائط النعمة – لكسر قيود الفساد ، مثل أغسطينوس ، وموسى الأسود ، وبلاجية ، ومريم المصرية .وهو يمد يده لكل نفس مكبلة بسلاسل الدنس ، ومرتبطة بعبودية الخطية ، والتى تحاول عبثاً الإتكال على ذاتها وحدها فلا تستطيع الفكاك منها ، بينما يناديها الرب لتأتى إليه ليكسر لها قيودها ، ويحررها من عبودية الخطية ، ومن اي عادة ردية ، تجلب الهموم والعار والفقر والمرض الشديد والموت المفاجئ . وهذه دعوة لكل مؤمن وأنسان ، إلى المناداة للمأسورين بالإطلاق من سجن الخطية والشهوات العالمية ، ولكى يُقبلوا إلى حرية مجد أولاد الله .اننا نسير علي خطي المخلص الذي كان وسيبقي يجول يصنع خيراً ويشفي كل مرض وضعف في الشعب الحصاد كثير والفعلة قليلون لنطلب من رب الحصاد ان يرسل فعلة لحصاده. لنكون اذاً رسل سلام وسط ظلمة هذا العالم ورائحة المسيح الذكية التي يشتم منها الأخرين قوة المحبة والبذل والعطاء ، لنكون سفراء لمملكة السماء نطلب عن المسيح له المجد من الناس ان يتصالحوا مع أنفسهم واخوتهم والله. استخدمنا يارب لسلامك واجعلنا أواني مقدسة لحلولك لنزرع المحبة ونشعل نور الأيمان في القلوب ندعوا في الناس بالتوبة فقد أقترب ملكوتك نعلن بشري الخلاص للمقيدين ورساله الحرية للخطاة نختفي ويظهر مجدك ايها الاله المحب للبشر ليختفي الظلم ويعلن حبك وعدلك ورحمتك وينتشر الهي أننا نصلي من أجل العالم الحزين ليفرح، والمريض ليشفي، والخاطي لكي يتوب ويرجع اليك وانت ضابط الكل فأعمل فالجميع ليخلصوا والي حضنك ليرجعوا فيفرح الزارع والحاصد ويستعلن حبك لكل بشر ..أمين
المزيد
04 أكتوبر 2021

الخطية والزمن

يصرف الإنسان وقتًا في التفكير في الخطية حيث تبدأ بالفكر، ويحدث أحيانًا أن يظل يدفع في الفكر حتى يهزمه أو يُهزَم منه، ويمكن أن نطلق على ذلك "زمن المقاومة"، فإذا سقط فهو يفعل ذلك في وقت يُسمّى "زمن الخطية"، ثم أنه يصرف بعد السقوط وقتًا في الندم قبل أن يقدّم عنها توبة. والإنسان العاقل هو ذاك الذي يستطيع تجاوز الأزمنة الثلاثة للخطية، زمن التفكير وزمن التنفيذ وزمن التوبة، ومن ثَمّ يتجاوز الخطية نفسها.إن الزمن الذي تتم فيه الخطية يكون ضئيلًا جدًا، مقارنة بالزمن الذي يسبقها والآخر الذي يليها. وفي بعض الأحيان تتم الخطية في لحظات، بينما يعاني الإنسان من نتائجها لسنوات، بل وقد يفقد حياته كلها بسببها، ويوصف الإنسان هنا بأنه "انحمق". وبخصوص زمن الخطية يفرِّق الآباء بين وضعين فيما يتعلق بزمن الخطية، الأول زمن اقتراف الخطية، والثاني وصم أو وسم الشخص بالخطية كجزء من شخصيته أو علامة في حياته، كأن تقول إن فلانًا سرق أو إنه سارق، كذب أو كاذب، والفرق هو الزمن المرتبط بكل حالة، فبينما يستغرق الكذب ثوانٍ معدودة، ترتبط الصفة بحياة الكاذب.وكما أن "زمن الخطية" قد يعني الساعات أو الدقائق التي مارس فيها الإنسان الخطية كالسرقة والزنى والسكر، فقد يعني أيضا الحقبة أو الفترة التي عاش الإنسان فيها في الخطية بعيدًا عن الله، عنها يقول القديس بطرس «لأنَّ زَمانَ الحياةِ الّذي مَضَى يَكفينا لنَكونَ قد عَمِلنا إرادَةَ الأُمَمِ» (١بطرس٤: ٣)، وتُسمّى أيضًا أزمنة الجهل: «فاللهُ الآنَ يأمُرُ جميعَ النّاسِ في كُلِّ مَكانٍ أنْ يتوبوا، مُتَغاضيًا عن أزمِنَةِ الجَهلِ» (أعمال١٧: ٣٠). ويتحدث علماء اللغة في الكتاب (الإيتيمولوجيا) عن نوعين من الزمن، المدة أو التاريخ: (الأيام والسنوات= كرونيكال)، والفرصة (أو اللحظة أو الموقف أو القرار= كاريوس) ومنها قولنا «ملء الزمان» وكمال الزمان. هذه الفرصة هي التي تُمنَح للتوبة، يمكن أن تُسمى أيضًا "زمن الافتقاد" «لأنَّكِ لَمْ تعرِفي زَمانَ افتِقادِكِ» (لوقا١٩: ٤٤)، أو زمن استجابة الإنسان «اليومَ، إنْ سمِعتُمْ صوتَهُ، فلا تُقَسّوا قُلوبَكُمْ» (عبرانيين٤: ٧). أخيرًا: فإنه مع طول الزمان يمكن أن يتقسّى قلب الإنسان، وبينما تكون أمامه الفرصة (كاريوس) فإن إرادته تكون عاجزة، ومتى تحركت الرغبة فيه في زمن لاحق فإنه حينئذ يكتشف أن القدرة قد فارقته، هكذا قال الآباء: "لن ينتظرك الزمان حتى تبكي على خطاياك". إذًا فإن كل من استطاع أن يتجاوز زمن الخطية فإنه يستطيع تجاوز الخطية نفسها، ربما كان المقصود بـ«الوقت المقبول» (٢كورنثوس٦: ٢) هو الوقت المقبول من الطرفين: الله والإنسان، أو بمعنى أدق: الوقت الذي قبل فيه الإنسان أن يطيع الله ويقبله، أن يمد يده ليمسك بيد الله الممدوة إليه، إنه زمن الافتقاد ... نيافة الحبر الجليل الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وتوابعها
المزيد
03 أكتوبر 2021

الخادم الكنسى

خادِم الكنِيسة الأرثُوذُوكسِيَّة لَهُ صِفات مُعيَّنة ليسَ كُلَّ إِنسان يحيا فِى الفضِيلة وَيعرِف الإِنجِيل يصلُح للخِدمة الخادِم الكنسِى لابُد أنْ يكُون :- ترَّبى عَلَى أسرار الكنِيسة0 ترَّبى عَلَى صلوات وَتسابِيح الكنِيسة0 تغَّذى عَلَى لبن الكنِيسة العدِيم الغِش وَارتوى مِنْ ينابِيعها الحيَّة0 1- الخادِم الكنسِى لَهُ عِلاَقة بِالمذبح :- الخادِم وَالمذبح0 الخادِم وَالتَّسبِيح0 الخادِم وَالوعى الكنسِى0 الخادِم وَعِشرِة القدِيسِين0 هذِهِ الأربعة أركان هِى الَّتِى تجعل الخادِم كنسِى أرثُوذُوكسِى أى لَهُ تعالِيم بِحسب ربَّ المجد يسُوع لأِنَّ الكنِيسة مؤتمنة عَلَى أسرار الله وَالكنِيسة هِى المسِيح المنظُور إِذن لابُد للخادِم أنْ يكُون لَهُ عِلاَقة بِيسُوع وَمَنْ هُوَ يسُوع إِلاَّ الكنِيسة وَالَّذِى ليسَ لَهُ عِلاَقة بِيسُوع أوْ الكنِيسة فَلاَ يصلُح للخِدمة الآباء شعروا بِقُوَّة العِلاَقة بينَ المسِيح وَالكنِيسة فَقَالُوا أنَّ الكنِيسة تحمِل كنُوز يسُوع وَتقُول الكنِيسة تارِيخ يسُوع فِى القُدَّاس فتقُول فِى البِداية أنَّهُ خلقنا عَلَى صورته وَبِغير فساد ثُمَّ أتى وَصُلِبَ وَمَاتَ وَقَامَ ثُمَّ يأتِى للدينُونة تحكِى تارِيخ يسُوع لِذلِك يقُول الكاهِن { فَفِيما نحنُ أيضاً نصنع ذِكرَ آلامِهِ المُقدَّسة وَقِيامتِهِ مِنْ بينَ الأموات وَصعُودِهِ إِلَى السَّموات وَجلُوسِهِ عَنْ يمِينك أيُّها الآب}0أحد القدِيسِين يقُول أنَّ المعمودية هِى الأردُن وَبيت القُربان هُوَ بيت لحم وَصحن الكنِيسة هُوَ العالم وَالمذبح هُوَ الجُلجُثة وَكأنَّ المسِيح جدِيد معنا كُلَّ يوم وَكأنَّنا لمسناه مِنْ بيت لحم حيثُ وُلِدَ حَتَّى الجُلجُثة حيثُ صُلِبَ وَمَاتَالخادِم ليسَ مَنْ يُعَلِّم درس لكِنَّهُ لابُد أنْ يكُون شبعان بِرُوح ثبات الكنِيسة وَمزرُوعة فِيهِ وَيتكلَّم بِرُوح كنسِيَّة وَإِذا كَانَ الدرس مِنْ العهد القدِيم بِما أنَّهُ خادِم مُرتبِط بِالكنِيسة يستطِيع أنْ يشرح وَيربُط درسه بِالمذبح أوْ القُدَّاس أوْ التسبِحة أوْلأِنَّهُ مُتَّشَّبِعْ بِكُلَّ الحياة الكنسِيَّة وَبِمُجرَّد أنْ يرِد أمامه موضُوع يصِغه تلقائِى بِاللمحة الكنسِيَّة فَمَثَلاً إِذا سمعنا موضُوع إنجِيلِى مِنْ شخص غير أرثُوذُوكسِى لاَ نجِد بِهِ أى مسحة كنسِيَّة سواء عَنْ المعمودِيَّة أوْ القُدَّاس أوْ التسبِحة أوبَلْ مُجرَّد معلومات جافة وَلكِنْ كنِيسِتنا مُحَّقِقة للإِنجِيل وَكأنَّها تقُول " أنا الوارِثة للمسِيح وَأنا أُحَقِقه فِى أولاده " وَرَثَتَ المسِيح بِكُلِّ غِناه وَمجده0 1- الخادِم وَالمذبح :- الخادِم القبطِى الأرثُوذُوكسِى لابُد أنْ يكُون لَهُ عِشرة وَعِلاَقة وَحياة وَحُب وَتفاعُل مَعَْ المذبح00{ الخادِم الَّذِى لاَ يشهد لَهُ المذبح لاَ يشهد لَهُ المِنبر }00إِذا لَمْ يكُنْ التعلِيم مُستمِد مِنْ المذبح لاَ نقُول إِنَّهُ تعلِيم فِصحِى أوْ إِفخارستِى أى غير آتِى مِنْ قُوَّة عمل الله فِى مذبح الكنِيسة00 مِنْ أينَ آخُذ قُوَّتِى ؟00مِنْ حُبه00مِنْ صلِيبه00مِنْ غُفرانه00كُلَّ هذا نلمسه مِنْ المذبح00نلمس محبَّته وَغُفرانه مِنْ المذبح مهما كانت خطيتنا00المذبح يرفع عنَّا كُلَّ ثِقل إِذاً لابُد أنْ تكُون عيوننا نحو المذبح نستمِد مِنْهُ قُوَّة لِخدمِتنا00المحبَّة ليست خارِج المذبح00حَتَّى الحِل الَّذِى نأخُذهُ مِنْ الكاهِن لاَ نعتمِد عليهِ بِدُون إِقراره بِالتناوُل00نعترِف وَنتناول كخِتم للإِيمان00التناوُل هُوَ الخِتم لِذلِك لنا إِيمان أنَّ المذبح هُوَ مذبح حى حَتَّى أنَّنا نُخاطِب الله عَنْ الذبائِح قائِلِين { إقبلها إِليكَ عَلَى مذبحك المُقدَّس الناطِق السَّماوِى } أى حى مُتكَلِّم00لِذلِك عِندما يكُون عِندنا مشاكِل دائِماً نضع لها ورق عَلَى المذبح لِحلها00 أوْ لِنياحِة إِنسان أوْ000لَوْ لَمْ يكُنْ لنا إِيمان بِالمذبح لاَ نُرسِل طِلبات عليه00ما دام لِى إِيمان بِالمذبح أضع عليهِ كُلَّ همومِى وآخُذ كُلَّ طِلباتِى مِنَّه0 البابا كِيرلُس كَانَ يُوَّزِع مشاكِل الخِدمة عَلَى المذابِح00كُلَّ مذبح قدِيس لَهُ مُشكِلة يحِلها وَكَانَ يهتم أنْ تكُون المذابِح مفتُوحة مِنْ السَّاعة الرابِعة صباحاً حَتَّى الثالِثة ظُهراً00مذبح يُنهِى قُدَّاس وَآخر يبدأ قُدَّاس00لأِنَّ الذبِيحة لها فِعل الغُفران وَتُعطِى قُوَّة00لاَ توجد أى وسِيلة ترفع عنَّا أى أمر إِلاَّ ارتباطنا بِالمذبح نأخُذ مِنْه قُوَّة لِذاتنا وَنُصره وَغُفران00نحضر إِليهِ مُبكِراً وَنأخُذ مِنْهُ عِشرة رفع بخُور باكِر وَعشية هذِهِ ذبائِح لأِنَّهُ إنتهى الزمان الَّذِى تُقدَّم فِيهِ ذبائِح عجُول وَبدلاً مِنْها يُقدِم بخُور رُوحانِى يدخُل للحجاب فِى موضِع قُدس أقداسك00دائِماً البخُور يصعد للسماء بِكُلَّ طِلباتنا وَكما كَانَ يدخُل بِدم الذبِيحة وَيرُشها عَلَى المذبح وَأركان قُدس الأقداس00نحنُ ندخُل بِالبخُور عِوض الدم00ندخُل بِدم إِبنك00إِذا كَانَ بِدم عجُول يرفع خطايا فَكَمْ دم إِبنك ؟ لِذلِك قَالَ { دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأقداسِ فَوَجَدَ فِداءً أبديّاً } ( عب 9 : 12 )0 عِندما نحضر القُدَّاس لاَ نِنَّزِل عِيُوننا عَنْ المذبح وَفِكرِنا لاَ يخرُج عَنْ المذبح00قُلُوبنا نحوه00 حياتنا وَمشاعِرنا مُتَّعلِقة بِالمذبح وَكأنَّ المسِيح المذبُوح قائِم أمامنا حقِيقةً فنأخُذ مِنْ جماله وَبهائه الحُب الَّذِى يُعطِيه لنا عَلَى المذبح00نأخُذ كُلَّ كياننا00هذا الإِحساس إِذا عِشناه بِأمانة نستطِيع أنْ ننقِله بِكُلَّ أمانة وَبِدُون تكَّلُف لأولادنا00إِذا كُنتِ شبعانة بِالمذبح أولادِك سيشبعُون بِالمذبح00إكثِرِى مِنْ حضُور القُدَّاسات وَكُونِى شغُوفه بِالذبائِح وَاستمدِى مِنْها غُفران وَشفاعة عَنْ نَفسِك وَعَنْ مخدومِيكِ00 توجد عِبارة يقُولها الكاهِن فِى القُدَّاس الكِيرلُسِى { إمنحنِي أنْ أفهم ما هُوَ عِظم الوقُوف أمام مجدك }0 حَفِزِى أولادِك باستمرار أنْ يكُون لَهُمْ عِلاَقة بِالمذبح كَعِشرة وَحُب00صعب أنْ نُعَلِّمَهُمْ حضُور القُدَّاسات دُونَ أنْ ننقِل لَهُمْ حياة وَحلاوة المذبح00القدِيس يُوحنا ذهبى الفم يقُول لأولاده أنَّهُ يراهُمْ وَهُمْ آتون مِنْ المذبح كَمِثل أسود مُضطرمِينَ بِالنَّار00كانُوا زمان يتناولوا قبل الإِستشهاد لِذلِك قالُوا زمان { المسِيحِيين يُقِيمُون الأفخارستيا وَالأفخارستيا تُقِيم المسِيحِيين }0 2- الخادِم وَالتَّسبِيح :- لاَ يكُون خادِماً كنسِيَّاً إِلاَّ وَيكُون لَهُ عِلاَقة وَعِشرة وَمحبَّة لِصلُوات الكنِيسة00يكُون قَدْ ذَاقها وَعاشها وَحبَّها00يجِب أنْ يعبَّر عَنْ شُكره وَفرحه بالله عَلَى عِظم خَلاَصه فيقُول سبَّحوه مجَّدوه زِيدوه عُلواً للأبد00أُسَّبِحك وَأُبارِكك وَأعترِف لَكَ00إِفتح فمِى وَلِينطِق فمِى بِتسبِيحك الخادِم الكنسِى يُحِب وَيُتقِن تسابِيح الكنِيسة وَيُحِب ينقِل لأولاده هذا الحُب – المِيراث الَّذِى أخذهُ – فِى سِفر الأمثال يقُول { لاَ تنقُل التُخْمَ القدِيم الَّذِي وَضَعَهُ آبَاؤُكَ } ( أم 22 : 28 )00نحنُ الَّذِينَ ورثنا الكنِيسة بِتسابِيحها إِذا أهملناها كأنَّنا ننقِل تخُوم آباءنا00تخيَّلوا لَوْ غِنى كنِيستنا أُهمِلَ ؟! نحنُ لاَ نكتفِى بِخُدَّام مُسَّبحِين فقط نحنُ نُرِيد شعب بِالكامِل مُسَّبِح00لابُد أنْ يكُون عندِى غِيره عَلَى تسابِيح كنِيستِى حَتَّى أكون حامِله لِتُراثها00لَوْ عرفناها وَذُقناها وَذُقنا حلاوِة معانِيها لاَ يهون علينا أنْ يكُون أولادنا لاَ يعرِفوها لِذلِك لابُد أنْ نضع صبغة كنسِيَّة فِى أولادنا وَنحفَّظهُمْ تسابِيح الكنِيسة وَليسَ مِنْ الصعب أنْ يحفظ أولادنا التسبِحة لكِنْ الصعب أنْ يملأ الخادِم أولاده بِحُب التسابِيح00إِذا أنا فرحت بِاللحن وَتفاعلت معهُ أستطِيع أنْ أحفَّظه لأولادِى وَأزِيد مِنْ تفاعُلهُمْ مَعَْ الكنِيسة وَعِندئِذٍ لاَ يشعروا بِغُربة داخِل الكنِيسة00الترانِيم تتلاشى وَتنتهِى أمَّا الألحان فتبقى للأبد00تُراث الكنِيسة لاَ يفنى فَلاَبُد أنْ نفرح بِهِ وَنتفاعل معهُ وَنسَّلِمه لأولادنا0 3- الخادِم وَالوعى الكنسِى :- أى يشمل أشياء كثِيرة مِنْها :0 وعى بِمُناسبات الكنِيسة0 وعى بِقراءات الكنِيسة0 وعى بِأسرار وَرُتب الكنِيسة0 1) وعى بِمُناسبات الكنِيسة :- مَثَلاَ هذِهِ الأيَّام أيَّام سنوية أى الكنِيسة تُصَلِّى التسبِحة عادِى وَالقُدَّاس عادِى أى رِتم ليسَ لَهُ مِيزه خاصة لكِنْ هُناك أيَّام فرايحِى مِثلَ الخماسِين وَأيَّام عِيد الصلِيب أوْ يوم 29 مِنْ الشهر القبطِى00 مَثَلاً اليوم تذكار إِستشهاد القدِيسِين سرجيُوس وَواخِس وَنعرِف أيَّام تذكاراتِهِمْ وَنعرِف الطقس الكيهكِى00طقس الصوم الكبِير00كُلٍّ مِنْها لَهُ ألحانه المُميِزة0 لابُد أنْ يكُون لَهُ وعى بِالدورة الكنسِيَّة أى الدورة الِليتروجيَّة وَهِى دورة يوميَّة مِنْ صَلاَة باكِر حَتَّى صَلاَة نِصف الليل مِنْ القيامة حَتَّى المجئ الثَّانِى00دورة أسبوعِيَّة وَهِى السبت وَالأحد تذكار القيامة00الأربعاء تذكار المُحاكمة وَالجُمعة تذكار الصلب00دورة سنوِيَّة نعِيش المِيلاد ثُمَّ الصلب ثُمَّ القيامة ثُمَّ000لابُد للخادِم أنْ يعِيش هذِهِ الدورات00وَما هِى أعياد الكنِيسة وَمُناسباتها0 2- وعى بِالقراءات الكنِيسة :- كُلَّ مُناسبة فِى الكنِيسة لها قِراءات مُعيَّنة00الشهِيد غير الرَّاهِب غير الأسقُف غير البطريرك غير الرسُول غير000إِذا تتبعنا القِراءات نجِد أنَّهُ يوجد خط رُوحِى رائِع يربُطها بِبعض وَيُناسِب المُناسبة00إِذا كُنت أنا غير مُتمتِعة بِالكنِيسة لاَ أستطِيع أنْ أنقِل لأولادِى هذا التمتُّع فَمَثَلاً إِذا كَانَ تذكار شهِيدة نجِد المزمُور يقُول { يدخُلن عَذَارَى فِي إِثرِهَا } ( مز 45 : 14)00وَنجِد إنجِيل القُدَّاس مِنْ متى 25 مَثَل العذارى الحكِيمات وَلابُد أنْ نكُون مِثْلَ هذِهِ العذارى الحكِيمات00لَوْ شهِيد تعَّذب عذابات شدِيدة نجِد المزمُور { جُوزنا فِي النَّار وَالماء وَأخرجتنا للرَّاحة } ( مز 66 : 12 )00لَوْ الشهِيد جُندِى نجِد المزمُور { الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ القِتَالَ } ( مز 18 : 34 )00وَالبُولُس { إِذْ أسلِحةُ مُحاربِتنا ليستْ جَسَدِيَّةً } ( 2كو 10 : 4 )00وَإِنجِيل الشُهداء مِنْ لو 12 : 4 – 5{ لاَ تخافُوا مِنَ الَّذِينَ يقتُلُونَ الجسد000خافُوا مِنَ الَّذِي بعد ما يقتُلُ لَهُ سُلطان أنْ يُلقِي فِي جَهَنَّمَ } وَكأنَّ الشهِيد يقُول أنا لَمْ أخَفَ مِنَ الَّذِينَ قتلُوا جسدِى00 إِذا كَانَ بطريرك نجِد المزمُور { أقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يندم أنَّكَ أنتَ الكاهِن عَلَى طقس ملكِي صَادَقَ } ( مز 110 : 4 )00وَالإِنجِيل إِنجِيل الرَّاعِى الصَّالِح ( يو 10 : 11 )0 3- وعى بأسرار الكنِيسة وَرُتبها :- أى يعرِف ترتِيب الأسرار وَلِماذا وَتارِيخها وَأصولها الكِتابِيَّة00مَثَلاَ المعمودِيَّة فِى الإِنجِيل وَالإِعتراف فِى الإِنجِيل00لأِنَّهُ مُمكِنْ نخدِم حالات مُتردِدة أوْ حالات تعِيش بِلاَ انتماء لأِنَّ هُناك تيارات حالة اللاإِنتماء المُهِمْ عِندهُمْ معرِفة كلِمة الله فقط0 إِذا كانت كنِيستِى أشبعتنِى وَفرَّحتنِى لَنْ أُفَّكِر فِى أُخرى غيرها00مادُمت شبعانة لَنْ أطلُب غِذاء مِنْ مكان آخر المُهِمْ أنْ ألاحِق عَلَى غِناها وَيِمكِنْ أقُول كَفَانَا كَفَانا00إِذا كَانَ لِى وعى بِأسرار الكنِيسة صعب أنْ يجذبنِى عنها طرِيق آخر0 وعى بِرُتب الكنِيسة :- بطريرك00أُسقُف00كاهِن00شمَّاس00شعب00رُتب مُرتبة مِنْ الله وَليسَ مِنْ بشر وَأنَّ البطريرك وَإِنْ كَانَ بشر إِلاَّ أنَّهُ رأس الكنِيسة المنظُور وَهُوَ مُستودع الرُّوح القُدُس وَأنَّهُ مُمكِنْ أنْ يضع يَدَهُ عَلَى شخص وَينفُخ فِيهِ نفخة الرُّوح القُدُس وَيرشِمه ثَلاَث رشُومات لِيُصبِح أُسقُف0 لابُد للخادِم أنْ يكُون عِنده فِكرة عَنْ الرُتب الكنسِيَّة وَما هُوَ سُلطانها وَما هُوَ عمل الكاهِن فِى وجُود أُسقُف00مَثَلاً الكاهِن لاَ يلِيق أنْ يُعطِى البركة فِى وجُود أُسقُف وَالأُسقُف لاَ يُعطِى بركة فِى وجُود بطريرك00هذِهِ رُتب مِنْ الله وَسُلطانها مِنْ الله وَالخادِم الكنسِى لابُد أنْ يعرِف ذلِك وَيقتنِع بِها وَيعرِف إِحترام الرُتب الكنسِيَّة وَأنَّهُ كيف يعمل مِيطانية للأُسقُف لأِنَّهُ حامِل الرُّوح القُدُس00 وَلِماذا يُقَّبِل يد الكاهِن لأِنَّهُ بِذَلِك يُقَّبِل المسِيح فَيُقَّبِل وكِيل أسراره عَلَى الأرض وَأنَّهُ عِندما يتناول يتناول مِنْ يد المسِيح نَفْسَه وَليسَ الكاهِن وَينقِل كُلَّ ذلِك لِمخدومِيه كحياة ربِّنا يسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً آمِين القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
02 أكتوبر 2021

كيفية شرح القداس للاطفال

اولا يجب ان يحفظ الاطفال مردات القداس:- من المعروف ان الحفظ لدى الاطفال اكثر من الكبار والمردات هى الاكثر عملية من الترانيم لانها تدوم مع الاطفال وبالتالى يجب ان نبذل بعض الجهد فى تحفيظ المردات مع الترانيم ولا نقول ان القبطى صعب والعربى سهل لان الاطفال ما نقوله لهم يحفظونه ويرددونه.والدليل ان الاطفال الذين يذهبون الى مدارس لغات بمرحلة الحضانة يحفظون اغانى باللغة الانجليزى او الفرنساوى وينطقوها افضل من الكبار وبالتالى من الممكن ان يحفظ الطفل المردات بالقبطى.من الحظ السعيد ان كل مردات القداس سهلة وبالتالى من السهل ان يحفظوها كلها وينسجم الاطفال عندما يحفظون لحن ويقولونه بالكنيسة وعليه فاننى اوصى ان تكون هناك مناصفة بين الترانيم والالحان خصوصا ان الترانيم التى يحفظونها فى مرحلة الطفولة لن تستمر عندما يكبرون بينما الالحان نحن نزرعها وتستمر معهم طول العمر واعتقد ان الحان الكنيسة اجدر من دبدوبى زعلان وقطتى مشمشة والكلام ده.بالنسبة للاطفال الاولاد من الجيد ان يحفظوا مردات الهيكل ليرشموا شمامسة لانها تربطهم اكثر بالكنيسة والمذبح والهيكل والقداس والطقس ونصيحة للكنائس انه عندما تقدم اطفال للرسامة ان يكونوا معدين للرسامة!! مثال : اليوم كنت باحد الكنائس لصلاة القداس وطلبوا منى ان ارسم لهم عدد من الشمامسة وسالت هل عددهم كبير لانى كنت مستعجل لحضور جنازة الانبا ياكوبوس ؟ فقالوا لى ربنا يبارك فقلت ربنا يبارك ففوجئت بامم ومتاكد انهم لا يعلمون من رشم ومن لم يرشم بلا نظام وبدون كشوفات واطفال بدون تونية ليرسموا بينما فى كنيسة العذراء والانبا اثناسيوس بمدينة نصر فهناك فصول الحان وعندما قمت بعمل قداس باتفاق مسبق وجدت لوحة شرف باسماء الذين سيرسموا وفى نظام واجتازوا مرحلة فى مدرسة الالحان ليرسموا ويجب توعية الشعب لان الناس تعتقد ان رسامة الشماسية هى نوع من البركة مثل المعمودية ورشمة الزيت وباقى الاسرار بينما هناك اسرار لها اصول مثل الكهنوت ومشتملاته مثل الشماسية وبالتالى من واجبنا ان ننشر بين الشعب انه يجب ان يعد الولد قبل الرشم وان يتابع بعده.بالنسبة للبنات يجب ان يحفظوا مردات الهيكل حتى اذا ماوقفوا فى القداس فى سن ثانوى او اعدادى يكونوا متابعين وليس سرحانين. ثانيا الممارسة قبل الشرح (قداس الاطفال):- انتشر فى معظم الكنائس قداس مخصص للاطفال فقط وهو قداس التسليم لان منهج الارثوذكس ان اعمل ثم افهم بينما الغرب افهم ثم اعمل وطبعا المبدأ الارثوذكسى هو الاصح ( هو احنا بنعمل حاجة غلط خالص) والدليل من الحياه هو هل الاول الطفل يأكل ولا أفهمه قيمة الاكل؟ الاول الطفل ينطق ولا أعطيه اصول اللغة ؟ وبالتالى الخبرة الحياتية تسبق المعرفة الذهنية وهذا واضح فى مجالات الدراسة مثال اذا كان احد ابوه مقاول ودخل كلية الهندسة افضل من اللى ابوه مش مقاول ودخل نفس الكلية . الخلاصة يجب ان أجعل الطفل يذوق و يعيش القداس ثم أشرح له القداس ناكل ونتغذى ثم نشرح قيمة التغذية وبالتالى قداس الاطفال هام جدا فى الكنيسة بخلاف الماضى كان الطفل يحضر القداس مع والديه ويستلم منهم القداس وادابه ولكن مع تغير الزمن يفضل عمل قداس الاطفال الذى له مواصفات خاصة مثل يجب ان يكون قصير لان الاطفال لن يحتملوا ساعتين ويجب ان نعطيهم فرصتهم فى المردات الخاصة بهم مثل ابانا الذى فى السموات و بشفاعة والدة الاله ...... ثالثا نعرفهم معانى القداس من خلال الترانيم:- زمان كانت توجد ترنيمة أسمها ياكنيستنا فيكى كل شىء جميل..انتى السما باين فى جوك نجوم ... انتى السما لكن مافيكيش غيوم... يامحلى المنجلية بين الشمعتين... ابص بعينى وافتح الودنين...ابونا بيغطى ايديه باللفافتين...زى ملاك ربى مكسى بجناحين.يجب ان نبحث على الترانيم التى تشرح معانى طقس القداس ونركب عليها نغمات جديدة من الحان الكنيسة السهلة مثل لحن تين اؤوشت ام افيوت او لحن مرد الانجيل الفرايحى وبالتالى نكون جعلنا الكلمات تشرح معانى جيدة وان تكون النغمة فى اذانهم وبالطبع ذلك يتم بالاشارات التمثيلية. رابعا شرح القداس مجزء:- معرفة ادوات الكنيسة:- لايصلح مع الاطفال اعطاء كورس متواصل لمدة خمس أسابيع ولكن فى كل مرة ممكن اعطاء معلومة صغيرة ولتكن البداية بالاشياء المحسوسة مثال القربانة التى بها معانى جميلة التى بها معلومات مثل لماذا تكون القربانة دائرية ؟ وتعتبر ايضا وسائل ايضاح حية ومثال اخر اوانى المذبح والاشياء التى لايصح مسكها يتم عمل ماكيتات لها مع توضيح لماذا لا يجب مسكها اولمسها ومن المعروف ايضا انه هناك اولاد يقومون بعمل قداديس فى البيت ويناول اهل البيت على انهم الشعب وهى العاب مقدسة .... وبالتالى يجب ان يتعرفوا على ادوات المذبح والهيكل. معرفة مصطلحات الكنيسة:- ويجب ايضا ان يتعرفوا على المصطلحات الكنسية مثل القطمارس والسنكسار والخولاجي والاجبية وفى السن الاكبر يتعلموا كيف يستخرجوا قراءات اليوم من القطمارس, وكيفية الاستلاف وهو مثل اليوم 12 هاتور توجد له قراءات خاصة بهذا اليوم وعندما ياتى يوم 12 بؤونة وهو عيد الملاك ميخائيل يتم قراءة قراءات 12 هاتور وهو ما يعرف بالاستلاف . هذه النقاط العملية تسعد الطفل جداً وتربطه بالكنيسة لانه ليس غريب عنها وفى المستقبل يعرف ويفهم التفاصيل ولكنى اضعه على اول الطريق. معرفة مردات الاواشى:- فى الاواشى المختلفة توجد لها ردود واحدة وهى كيرياليسون (يارب ارحم) ومن الممكن ان نعطيهم معلومة ان المرد ( يارب ارحم ) فى كل اوشية بخلاف الاخرى بمعنى يارب ارحم فى كل اوشية هى رد على ما قاله الشماس مثلا اذا قال الشماس يارب ارحم من اجل سلام كنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية وبالتالى يكون المرد خاص بسلام الكنيسة أو مثلا صلوا من أجل مدينتنا هذه اي اننا نصلى من اجل مدينة القاهرة اى اننا نصلى من اجل موضوع محدد المعالم وليس الموضوع غير محدد وهذه المعلومة هامة للاطفال ولا يهم ان يفهمها كل الاطفال لان هناك أطفال تايهين (يعنى من الاخر فى أطفال نايمة) الخلاصة ان نعلمهم كيف يصلون الاواشى. شركة القديسين:- الاطفال يحبون القديسين وهناك اطفال صغار جداً يعرفون القديسين من صورهم ويقلدون وقفتهم فى الصور (وقفة مارمينا فى الصورة , وقفة ابانوب ) واحيانا يربطوا القديسين بالحيوانات مين معاه أسد ؟ مين معاه جمل واحد ؟جملين ؟ مين معاه غراب؟ ومن الممكن ان نربط ذلك بالقداس من خلال مجمع القديسين.من أحدي القصص التى توضح تركيز الاطفال فى القداس فى احدى القداسات كانت هناك طفلة صغيرة فى سن حضانة اسمها مارينا ولها اخت اكبر منها اسمها دميانة ولان الكنيسة على اسم القديسة دميانة فكان اباء الكنيسة فى القداس يذكرون اسم القديسة دميانة مما اغضب الطفلة مارينا لان الكهنة لا يذكرون اسمها.ومن اهمية عمل شركة وصداقة مع القديسين انه عندما يذكر أبونا اسماء القديسن فان الاطفال قلبهم يهفهف مع القديسين حبايبهم , وعندما اشرح للاطفال انه عند مجمع القديسين بيحضر القديسين معنا دون ان نراهم فاننى انمى فى الطفل جزء أيمانى وانمى فيهم صداقة للقديسين وايضاً أشرح لهم جزء كبير فى القداس وهو المجمع ويكون المجمع لذيذ وغير ممل. ومن ضمن القديسين الملائكة والشاروبيم ولابد ان يكون الاطفال معهم صداقة ويجب ان نجعل الاطفال يحفظون (قبطى وعربى) التسبحة الشاروبيمية ( قدوس قدوس قدوس ) ونوضح للاطفال انها التسبحة التى يرددها الملائكة فى السماء واننا عندما نرددها فان الملائكة تشترك معنا فى التسبحة وبالتالى ننمى جزء ايمانى ومنها تحفيظ لحن وفرحة بالسمائيين .ويفضل ان نشجع الاطفال فى ان يتخذوا لهم شفاعات ويتباروا فى ذلك اى من شيعه ابانوب ومن شفيعه مارمينا ...ألخ.وايضا توضيح مع القديسين ان هناك ما يسمى بالسنكسار وأنه يوجد فى كل يوم قديس شفيع لهذا اليوم. نوضح لهم العلاقة بالشورية والبخور:- من الاشياء التى تؤثر فى التكوين النفسى للاطفال هو المناظرالتى يشاهدونها فى الكنيسة والرائحة والالحان يخترقوا النفس بدون تدريس.ومن القصص المعبرة فى أحدى المدارس البروتستانتية ( مدرسة وحشة ) بالاسكندرية قام مدير المدرسة البروتستانتي ( أنسان وحش) بعمل رحلة لمرحلة حضانة الى احدى الكنائس البروتستانتية ( كنيسة وحشة ) ولكن عند ذهاب الاطفال الى هناك بدؤوا فى البكاء لانهم لم يجدوا الهيكل أو المذبح والايقونات ولكن عند ذهابهم الى الكنيسة الارثوذكسية ( كنيسة حلوة ) بدءوا فى السكوت لانهم وجدوا الهيكل والكاهن . وايضاً أصوات الالحان تخترق النفس بدون تعليم ولذلك عند تعميد الطفل وعندما اسلمه لامه أبلغها بأن تحفظه ألحان الان وليس بعد شهر عن طريق وضع كاسيت به صوت ألحان بالقرب من اذنه بصوت واطىىىىى حيث تتسرب هذه الالحان الى أعماق الطفل لانه من المعروف ان الطفل قبل ان يتعلم ان يتكلم يخزن فى ذاكرته وينطقها بنفس اللهجة عندما يتعلم الكلام ومثال الاولاد المولودين في الصعيد يتكلمون باللهجة الصعيدية لان هذا هوما سمعه وخزنه. ونفس الكلام على رائحة البخور ولذلك فى الكنائس التى توجد بها غرف البكاء الاطفال فان الطفل يرى القداس من خلال الزجاج ويسمع الحان القداس من السماعات ولكنه لايشم رائحة البخور لذلك ننصح الاباء الكهنة بأن يبخروا داخل هذه الغرف حتى يشتم الطفل رائحة البخور ومن المعروف أيضاً ان الطفل اثناء اللعب يكون مركز ويسمع والدليل على ذلك قصة الطفل تونى عندما كان صغير كان يلعب بجوار أخوته وهم يحفظون الالحان فكان تونى يردد الالحان بأتقان على الرغم من انه كان يلعب اثناء تحفيظ اللحن. معرفة القبلة المقدسة:- يجب ان يعرف الطفل انه اثناء القبلة المقدسة هناك صلح ومحبة وان الكنيسة تعلمنا اننا قبل ان نتناول يجب ان نكون كلنا بنحب بعض. معرفة الاتجاه للشرق:- نتجه ناحية الشرق لان الشمس تظهر من الشرق ومعنى ذلك ان الدنيا نور والمسيح هو نور العالم بينما الغرب فان الشمس تغيب ناحيتها وبالتالى الظلمة والشيطان هو الظلمة. معرفة البركة الرسولية:- فى أخر القداس نحصل على البركة الرسولية ( محبة الله الاب ونعمة الابن الوحيد شركة الروح القدس ) وبالتالى ابونا يباركنا قبل الذهاب للبيت ولذلك نطلب من الاب الكاهن ان يباركنا ونجرى عليه ونبوس ايده , محبة الكهنوت هام جداً لانه تجعل الاطفال ينتموا للكنيسة ويفتخروا بها ومن اسوأ الحروب التى توجه للكنيسة من الخارج هو تشويه صورة الكاهن حتى يكرهوهم الناس والغريب انه مع كل زيادة الحروب على الكهنة يزداد حب الناس للكهنة...ولذلك يجب ان نعلم الاطفال ان نقبل ايدى الكاهن لانه من الشائع حالياً ان الشعب يقبل ايدى انفسهم بدل من ان يقبل ايدى الكاهن. معرفة كيفية التناول:- يجب ان نعلم اولادنا كيفية التناول عند تناول الجسد يجب ان يفتح المتناول فمه ويكون وجهه لأعلى وان لا يعض أيدى الكاهن وأن تكون اللفافة بعيدة عن الفم وبالنسبة للدم يجب ان تلمس الشفايف طرف المستير ويشفط الدم لأن هذا له معنى عقيدى من رؤية أشعياء النبى عندما لمست الجمرة طرف الشفايف ونعلمهم ايضاً انه عند تناول الجسد يكون ممسك باللفافة وعند تناول الدم نترك اللفافة ( للمزيد أنظر الفيديو) . وأيضاً نعلم الاطفال دورة التناول وهى : أولاً تناول الجسد وبعدها يتناول الدم وبعده يشرب الماء يجب ان يدرى الطفل ذلك. نوضح ان القداس يشرح قصة الخلاص:- محطات قصة الخلاص هى : الخلق - السقوط - تدبير الفداء ( سفرالتكوين حتى أنجيل متى) - التجسد ( العهد الجديد ) - الفداء ( على الصليب ) - عمل الكنيسة ( حالياً) - المجىء الثانى. ولانجد صعوبة فى توضيح ذلك للاطفال مع تطبيق ذلك على صلوات القداس بالترتيب :- الله خلقنا ( الذى جبلنا وخلقنا ووضعنا فى فردوس التعيم ) - ثم أخطأنا (وعندما سقطنا بغواية الحية ) - ثم فكر الله لينقذنا من خطيتنا ( لم تتركنا عنك أيضاً الى الانقضاء تعهدتنا أيضاً بأنبيائك القديسين ) - ثم جاء وتجسد ( وفى أخر الايام ظهرت لنا نحن الجلوس فى الظلمة وظلال الموت ) ( تجسد وتأنس وعلمنا طرق الخلاص) - ومات من اجلنا وقام من الاموات - والان يعد لنا مكان فى السماء ليأخذنا معه ( حدد يوماً للمجازاة هذا الذى يظهر فيه ) هذا هو الكتاب المقدس كله شفتوا كنيستنا حلوة أزاى.لا يهمنى فى مرحلة الطفولة ( أبتدائى ) ان يخرج الطفل متخصص ليتورجية وانما أريده ان يعيش القداس ليس من الضرورى ان اشرح له كل تفاصيل القداس لانه لن يفهمها وانما يكفى ان يعيش جو القداس وان يشارك فى النقط العملية فى المردات الكنسية.ولالهنا المجد الدائم الى الابد امين. نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
01 أكتوبر 2021

كلمات روحيّة للحياة

شفاعة السيدة العذراء والقديسين سألني أحدهم كيف نطلب شفاعة العذراء من أجل غفران الخطايا؟ إنّ الغفران فقط بدم يسوع لأنّ دم يسوع يُطهِّر من كلّ خطيّة، وأنّه ليس لنا شفيع عند الآب إلاّ يسوع الذي هو كفَّارة لخطايانا، وليس خطايانا فقط بل خطايا كلّ العالم. وأنّه ليس بأحد غيره الخلاص. قلت لصديقي هذا.. كلّ ما تقوله حقّ.. ولكن دعني أراجع معك واقعة مشوّقة جدًّا، دوَّنها الوحي الإلهي في أيام داود النبي الملك في الأصحاح 14 في سفر صموئيل الثاني. وما حدث عندما قتل أبشالوم ابن داود أمنون أخاه انتقامًا لِمَا فَعَلَه مع أخته من قباحة. وبعدما قتل أبشالوم أمنون هرب من وجه داود وهرب من الناموس الذي كان يحكُم بأنّ القاتل يُقتل. وظلّ أبشالوم هاربًا إلى أن جاء يوآب بامرأة حكيمة من تقوع، ولبست ثياب الترمُّل وجاءت إلى الملك داود كَمَن لها شكوى وهي تصرخ من الظلم وتتوجّع وتقول: "أَعِنْ أَيُّهَا الْمَلِكُ". فلما استفسر داود منها حكت له وضعًا مؤلمًا.. إذ أنّها أرملة، مات زوجها ولها ولدان، تشاجرا في الحقل وقام أحدهما وقتل الآخر. وها كلّ العشيرة حولها تطلب أن تنفِّذ الناموس وهو قتل القاتل. فقالت المرأة.. إنّها والحال كذلك ستعدِم كلا الاثنين. فهي أرملة مسكينة وما الفائدة من تنفيذ الناموس في هذه الحالة.. إنّها تريد رحمة. فقال لها الملك: اذهبي وأنا سأدرس الأمر. فقالت: لا. وتوسّلت إليه. فقال: سأوصي بكِ. فأصرَّت وصارت تستعطف. إلى أن قال لها الملك، وهو صاحب الأمر، لن يموت ابنك. فقد جعلت المرأة القضيّة بين يديّ الملك، وبالتوسُّل والاستعطاف استخلصت للقاتل حكم براءة، وكلمة من فم الملك أنّ الولد لن يموت. قلت لصديقى هذا.. ما رأيك؟! نعم الناموس حقّ وأحكامه حقّ وواجبة النفاذ. ولكن ما رأيك في واضع الناموس وهو صاحب الحقّ كلّ الحقّ في كلّ أحكامه. فإنْ كانت هذه المرأة استطاعتْ بالتوسُّل والاستعطاف أن تصنع هذه الشفاعة، فكم بالحري أمّنا العذراء..؟! هي تقف أمام الملك الديَّان لتشفع في الخطاة، وتستعطِف قلبه نحو بنيها.. هي أمّ القاضي والملك الديَّان.. وهي أمّ الخاطئ المُدان. وبكلّ تأكيد كثيرة هي شفاعتها، قويّة ومقبولة لدى مخلّصنا.. هي تقف كأمّ حنون، قلبها نحو كلّ ضعيف. وهل تؤثِّر خطايا الأولاد وإخفاقاتهم على عاطفة الأمومة؟! وهل يُعقَل أنّ الأمّ تبغض أبناءها بسبب جحودهم أو أخطائهم؟ وهل تنسى الأمّ رضيعها؟! إنّ طبيعة الأمّ الجسديّة وحبّها وعاطفتها في صميم الخليقة شيء مهول، لا يمكن التعبير عنه. فكم بالحري التي صارت أم المسيح، أم الرحمة المتجسّدة. مَن يقدر أن يصف عاطفتها وحبّها نحو أولادها الخطاة أو المرضى أو المتغرّبين عن المسيح؟! شفاعة القديسين: أمّا مِن جِهة أنّ القدّيسين يشفعون ويقفون أمام الله من أجل الشعب، فهذا أمر يخصّنا بالدرجة الأولى إذ نشعر أنّنا فِعلاً في حاجة شديدة لمِثل هذا الأمر. ألَم يقِف إبراهيم أمام الله يطلُب من أجل أشرّ الناس في جيله. وقال وقفتُ أمام المَولَى وأنا تراب. واستعطَفَ الربّ من أجل سدوم.. وهل يوجد أعظم من هذا؟! بل وزاد على ذلك أنّه تجرّأ بحسب الدالة التي له مع القدير، إذ دُعِيَ خليل الله، أنْ يطلُب أن يرحم الرب سدوم بسبب وجود قديسين وأبرار بها. فقال: لا تُهلِك البارّ مع الأثيم. وكان إبراهيم يفتكِر بحسب قلبه الطيّب أنّه لا يمكن أن تخلو مدينة بأكملها مثل سدوم، على الأقل، من خمسين بارًا. ولكن كشفَ له القدير أنّه لو وُجد خمسون بارًا لا يُهلِك المدينة. وظلّ إبراهيم يستعطِف ويطلب، ويتواضع أمام الله، إلى آخِر مَرّة، حتّى قال إبراهيم: اسمعني هذه المرّة فقط، ألا يوجد عشرة أبرار؟ وإذ كان الجواب مِن الله بالنفي، صَمَتَ إبراهيم عن شفاعته في سدُوم. ونالَت ما نالَت من عقاب استوجبته خطايا الشذوذ والنجاسات. ولذلك نقول إنّ حاجَتنا إلى شفاعة القدّيسين شديدة ومُلِحّة للغاية. فقد استخلص أبو الآباء بفعلِهِ هذا أنّ وجود الأبرار في مدينةٍ، يُنقذها من مُكابدة العقاب والغضب. وهكذا يكون في البيت والمدرسة والمصنع والجامعة والكنيسة والمدينة والقرية. إن خَلَتْ من الأبرار أدركها الفناء. + وهذا هو موسى الذي حمَل شعبه على عنقه، بحُلمِه وصبرِه وطول أناته، التي وصفها الكتاب، أنّ الرّجل موسى كان حليمًا جدًّا أكثر من جميع الرجال الذين على وجه الأرض. لما اشتدّ غضب الرب على الشعب العاصي الجاحد للنعمة، والراجع بقلبه إلى مصر مُرتّدًّا عن الذي فداه. وقف موسى أمام الله من أجل هذا الشعب الصلب الرقبة، وقال الرب لموسى: دَعني أفنيهم وأجعلك لأمّةٍ أعظم. فتشفّع موسى في الشعب، وحَجَبَ الغضب الإلهي. وبما له من دالّة تَكَلّم مع الله. قال للربّ: إنْ تفعل هذا امحُ اسمي مِن كتابك الذي كتبتَ. وأرجَعَ الربّ عن حموّ غضبِهِ. ما أحوجنا نحن الخُطاة إلى مَن يقف لأجلنا أمام الله. + قال الرب لإرميا النبي: لا تطلُب من أجل هذا الشعب. ولا ترفع صلاة لأجلهم. وقال «وَإِنْ وَقَفَ مُوسَى وَصَمُوئِيلُ أَمَامِي لاَ تَكُونُ نَفْسِي نَحْوَ هذَا الشَّعْبِ». أرأيت هذا الاقتدار لطلبات الأبرار. ألم يقُل يعقوب الرسول إنّ طلبة البارّ تقتدر كثيرًا في فِعلِها. + إنّنا لا ننسى أنّ الآية الأولى التي صنعها ربنا يسوع في عُرس قانا الجليل كانت بتوسّلات وشفاعة أمّنا العذراء القديسة. فهي كما يبدو من المكتوب أنّها رأَت أهل العرس وقد صاروا في ورطة بسبب نفاذ الخمر، ربما لكثرة المدعوّين أو رِقّة حالهم كفقراء، وقد يتعكّر صفو الجميع وينقلب الفرح إلى غمّ، ويُلام منهم من يُلام، ويقع في الإحراج ذات العريس وعائلته.. وقد يترتّب على ذلك ما لا تُحمَد عُقباه. رأت الأم كلّ ذلك، وبروحها النقيّة أدركَتْ الأمر قبل أن يدركه أحد، وبحنانها الفائق تقدّمت دون أن يسألها أحد، إذ هي الأم للعريس الحقيقي مَصدَر الفرح. ذهبَت إليه وقالت: ليس لهم خمر. ثلاث كلمات لا غير.. فهي في الإنجيل كلّه صاحبة الكلمات القليلة، ولكنّها صاحبة الدالّة التي تفوق دالّة الملائكة والأنبياء ورؤساء الآباء. طرحت طلبتها وسؤالها من أجل الذين ليس لهم، أمام ابنها الذي له الكلّ في الكلّ. ابنها افتقر وهو الغني بل هو الغِنَى ذاته. ولا أحد يعرِف سرّ إخلائه إلاّ هي. لذلك اتّجهت إليه ليخلّص الذين كانوا في ورطة العوَز والفقر. فهي كانت ومازالت تشفع في المُعوَزين والمعدومين. فإنْ قالت ليس لهم خمر، فهي قائمة دائمًا مازالت تطلُب إليه من جهة كلّ من ليس لهم. فها أناس مِنّا ليس لهم حبّ، بل افتقروا جدًّا في الجحود والعداء. وآخرون ليس لهم فرح بل لهم النَكَد والحزن. وآخرون ليس لهم قداسة بل طُرِحوا أسرى الخطايا. وافتقروا جدًا. وغيرهم ليس لهم اتضاع بل عدِموه بحياة الاعتداد بالذّات وفقر الكبرياء. وغيرهم ليس لهم سلام. وما أكثر مَن أعوزهم مجد الرب. وها هي واقفة أمام ابنها، تَطلُب فتُجاب، وتسأل ولا يَرُد طلبتها. ورغم أنّ استعلان صليبه لم يكن قد حان بعد بحسب كلامه لها، إلاّ أنّه صنع الآية وأظهر مجده. ويا للعجب.. قد كان من الممكن أن يعطيهم ما يكفي، وما نقُص عنهم. ولكن قال: املأوا الأجران.. فملأوها إلى ما فوق.. إلى أقصى اتساعها بدون نقص، 36 صفيحة ماء.. ما هذا الفيض؟! ألا نَذكُر ما قاله فيلبس من جهة الخمسة الآلاف إنّه لا يكفيهم بمئتيّ دينار خبز لكي يأخذ كلّ واحد منهم شيئًا يسيرًا. غِنَى المسيح الذي لا يُستقصَى يتعارض تمامًا مع الشُّحّ والقِلّة، فهو حين يُعطي بسخائه الإلهي.. «فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعًا. ثُمَّ رُفِعَ مَا فَضَلَ عَنْهُمْ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَا عَشْرَةَ قُفَّةً» (لو9: 17). لذلك فاض سخاؤه الإلهيّ للارتواء والشبع وسدّ الإعواز للغنى والفيض. وبالطبع الأمر الجوهري لا يخصّ الخيرات الزمنية ولكن غِنى المسيح أبديّ يخُصّ بالدرجة الأولى الحياة الأبدية. + ألم يُصلِّ أيوب لأجل أصحابه لكي يرفع الربّ عنهم غضبه. لأنّ الرب قال: «قَدِ احْتَمَى غَضَبِي عَلَيْكَ وَعَلَى كِلاَ صَاحِبَيْكَ، لأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ» (أي42: 7). فهم إن كانوا يظنون أنهم يدافعون عن الله وأحكامه وعدله، لكنّهم لم ينالوا الرضى لأنّ حياتهم لم تكن على مستوى التقوى والعشرة الحقيقيّة، بل كلام في كلام. فأمرهم أن يأخذوا «سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةَ كِبَاشٍ وَاذْهَبُوا إِلَى عَبْدِي أَيُّوبَ، وَأَصْعِدُوا مُحْرَقَةً لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ، وَعَبْدِي أَيُّوبُ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِكُمْ، لأَنِّي أَرْفَعُ وَجْهَهُ لِئَلاَّ أَصْنَعَ مَعَكُمْ حَسَبَ حَمَاقَتِكُمْ". هذه هي معاملات الله نحو قدّيسيه.. ومختاريه في كلّ الأجيال. لقد بدا أنّ أيّوب يجترئ في الكلام، وظنّوه يتجاوز الحدود في الحديث. ولكنّ تَقواه وصِلته العميقة مع الله كانت تشفع له، فلم يحسِب الرب عليه ما تفوّه به، بل عاتبه وكشف له المستُورات، ورَدّه إلى اتضاعه. وقال للرب: «بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي. لِذلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِي التُّرَابِ وَالرَّمَادِ» (أي42: 5، 6). هذه الدالة التي للقدّيسين قد ظهرت بأجلى بيان في نهاية سفر أيّوب. ولولا صلاة أيّوب من أجل أصحابه لنزل بهم غضب الله. فِعلاً طلبة البار تقتدر كثيرًا في فِعلها. المتنيح القمص لوقا سيداروس
المزيد
30 سبتمبر 2021

عيد الصليب المجيد فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية

١٠ برمهات = ١٩ مارس ١٧ توت = ٢٧ ســــــــبتمبر كل عام وجميعنا بخير متمتعين ببركات الصليب وضعت لك هنا عزيزى القارئ مجموعتين من صور مأخوذة من كتاب الصليب صنع فى مصر : المجموعة الأولى تتكلم عن الصليب كأداة تعذيب منذ أقدم العصور والمجموعة الثانية عن رموز الصليب فى العهد القديم والكتاب تأليف الدكتور / فليمون كامل مسيحة غلاطية ١٤:٦ وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ. 1 كورنثوس ٢٣:١ وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً! 1 كورنثوس ٢:٢ لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا. لقد شهدت الجلجثة ثلاثة صلبان انتصبت متجاورة، وعلى كل منهم مات شخص متألمًا إثنان منهم من أجل جرائمهم، والثالث من أجلي أنا فهل يمكن أن تقول : مع المسيح صلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في (غلا٢٠:٢) وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل فالشهيد في المسيحية هو من سفك دمه على مثال المسيح شهادة لقيامته أما الذين اعترفوا أمام السلطات الحاكمة، وعذبوا وتألموا من أجل المسيح، وظلوا أحياء أطلق عليهم اسم معترفون كما أطلق اسم شهيد أيضًا على النساك في البراري الذين اماتوا ذواتهم من اجل المسيح كما وصف القديس البابا اثناسيوس أبيه القديس أنطونيوس وقال فبنسكه وأماتته لِذاتهِ صار الأنبا أنطونيوس شهيدًا شاهدًا لآلام المسيح فالشهيد هو الذي يشهد للحق الذي اختبره، وعرفه، وسمعه، ويُفضل الموت ولا يُنكر مسيحه، ويقول لي الحياة هي المسيح، والموت هو ربح (في٢١:١؛٢٧) بركة عيد الصليب تشمل بيوتنا وكنائسنا القمص مكاريوس ساويرس كاهن كنيسة القديسين مارجرجس والانبا شنودة رئيس المتوحدين برجن جيرسى ستى الولايات المتحدة الامريكية
المزيد
29 سبتمبر 2021

الصليب قمة الحب والبذل

السيد المسيح والألم والفداء تنبأ اشعياء النبى قبل ما يقرب من سبعمائة عام من ميلاد السيد المسيح عن الآم السيد المسيح رجل الاوجاع ومختبر الحزن قائلاً { محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به. لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا} (أش 4:53-6). وربما من هنا جاء المثل العبرى ( ليس قلب كامل مثل القلب المنكسر). لقد عانى الرب الاله المتجسد عندما أتى الى ارض الشقاء من الجوع والألم والاحزان، الاستهزاء والاتهامات الباطلة والظلم، وخيانة وتباعد الاصدقاء والاتباع لاسيما وقت الصلب ، عانى السيد المسيح الظلم أمام محاكمات غير عادلة مع تهجم العامة وحسد رجال الدين والسياسة، رغم انه لم يفعل شر ولم يوجد فى فمه غش بل كان يجول يصنع خيراً ويشفى الامراض، ويخرج الشياطين من الذين تسلط عليهم أبليس ويشبع الجياع ويواسي المحزونين . أخيراً قدمت له البشرية مرارة الصليب وفى وقت عطشه سقوه خلاً ممزوجا بمر. شرب القدوس كأس الألم حتى الثمالة ليوفى العدل الإلهى حقه بقبول الموت عن البشرية الساقطة فى كل زمان ومكان. وقدم لنا الخلاص الثمين من أجل تبرير الخطاة التائبين . قِيل ان الزعيم الهندوسى غاندى وقف أمام صورة المسيح المصلوب وتأثر وبكى، وقِيل ان أخر عندما سمع قصة الفداء والصليب، قال ان لم يكن المسيح الها فبقبوله الصلب والفداء فى شجاعة وبغفران لصالبيه لصار الهاً. لقد كان الصليب اداة عقاب لكبار المجرمين والخونة فى الامم فى الامبراطورية الرومانية وفى التقليد العبرى كان الصليب عقاب ولعنه، { المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة }(غل 3 : 13). وقد ارتضى الرب بحكم الصلب وحمل خطايانا، من أجل السرور الموضوع أمامه ليخلص البشرية. وبصلبه أصبح الصليب والمصلوب فرح وفخر المسيحييين لانه صار رمزاً وعلماً للخلاص والمحبة والبذل والتواضع الذى قدمه الرب المتجسد من أجل غفران خطايانا. بل حتى بعد القيامة المجيده كان الفداء جزء من البشرى بالمسيح القائم {فاجاب الملاك وقال للمراتين لا تخافا انتما فاني اعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب.ليس هو ههنا لانه قام كما قال} (مت 5:28-6). وهذا ما دعا القديس بولس يربط بين القيامة وشركة الآلام مع المسيح { لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته }(في 3 : 10). وفى السماء راه يوحنا الحبيب فى الرؤيا { خروف قائم كانه مذبوح } (رؤ 5 : 6). ولعل هذا ما جعل الملائكة والقديسين فى السماء يتهللون قائلين { وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق انت ان تاخذ السفر وتفتح ختومه لانك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وامة} (رؤ 5 : 9). لقد حمل السيد المسيح خطايانا وأحزاننا والآمنا حتى جاء عنه { أوجاعنا حملها واحزاننا تحملها} أش 4:53. وقال السيد الرب ليلة الجمعة العظيمة { نفسي حزينة جدا حتى الموت امكثوا ههنا واسهروا معي} (مت 26 : 38). ولم يستخدم الرب لاهوته ليخفف كأس الألم عن بشريته وكانسان كامل أحتمل الآلام ورايناه يبكى على أورشليم { وفيما هو يقترب نظر الى المدينة وبكى عليها. قائلا انك لو علمت انت ايضا حتى في يومك هذا ما هو لسلامك ولكن الان قد اخفي عن عينيك. فانه ستاتي ايام ويحيط بك اعداؤك بمترسة ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة. ويهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجرا على حجر لانك لم تعرفي زمان افتقادك} (لو 41:19-44). وبكى حزنا مع مريم ومرثا فى موت لعازر وأقامة بعد ان أنتن فى القبر ليبث فى قلوبنا الثقة فى قيامته بعد الصلب كما أخبرتلاميذه وكما قال لنا انه القيامة والحياة ومن يؤمن به سيقوم معه فى اليوم الاخير. ان المسيح حمل الله الحامل خطايا العالم. يبكى مجدداً ليس على أورشليم فحسب بل عندما ينظر الى العالم الذى يمتلئ بالغرور والشرور، وبالظلم والكراهية والحروب، والفقر والمرض والاساءة الى المقدسات، ومن اجل خطايا العالم المستمرة والمتجددة ويريد لنا ان نعرف ما هو لسلامنا ونرجع اليه فى توبة صادقة وإيمان واثق ومحبة كاملة لنجد النجاة من الطوفان القادم والغضب الأتى قبل ان تضيع فرصة النجاة والرجوع الى الله . فهل ننتهز الفرصة المقدمة لنا أم تسير البشرية الى حافة الهاوية والهلاك. أهمية الآم السيد المسيح والتأمل فيها.. الآم السيد المسيح والحب ..لقد كان الحب الإلهى للبشرية الساقطة وسعي الله الى خلاصها وفدائها هو سبب تجسد السيد المسيح أقنوم اللوغوس، كلمة الله المتجسد. ولولا هذه المحبة الفائقة فى فكر الله الأبوى نحونا لما استطاع لا بيلاطس ولا السلطات الدينية اليهودية وحسدها ولا العالم كله ان يقدر ان يصلب الرب وهو القائل { ليس احد ياخذها مني بل اضعها انا من ذاتي لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا } (يو 10 : 18) وكما قال السيد الرب لبيلاطس {فقال له بيلاطس اما تكلمني الست تعلم ان لي سلطانا ان اصلبك وسلطانا ان اطلقك. اجاب يسوع لم يكن لك علي سلطان البتة لو لم تكن قد اعطيت من فوق لذلك الذي اسلمني اليك له خطية اعظم }(يو19 :11). انها المحبة التى كانت فى فكر الآب السماوى والمقدمة لنا خلاصنا فى ابنه الوحيد { وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان. لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم.الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد}(يو 14:3-18) ان هذا الحب الإلهى يجب ان يقابل منا بكل محبة واخلاص وشكر {نحن نحبه لانه هو احبنا اولا} (1يو 4 :19). الألم والسرور .. تقدم الرب يسوع المسيح الى الصليب واحتمل الألم فى بذل وفرح من أجل خلاصنا { ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله} (عب 12 : 2). ولكى ما يكمل فرحنا فى المسيح يسوع قدم لنا الفداء والخلاص والتبرير والتقديس كما قال للآب القدوس فى الليلة الاخيرة قبل الصلب { ولست انا بعد في العالم واما هؤلاء فهم في العالم وانا اتي اليك ايها الاب القدوس احفظهم في اسمك الذين اعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن. حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك الذين اعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم احد الا ابن الهلاك ليتم الكتاب.اما الان فاني اتي اليك واتكلم بهذا في العالم ليكون لهم فرحي كاملا فيهم} (يو 11:17-13). لم يكن الرب يسوع المسيح يستعذب الالم ولا يرضى بالظلم ولكن شر الاشرار وظلمهم وحسدهم وكراهيتهم للبار دفعهم الى صلبه، وقد قبل هو بارادته ان يحتمل الآم الجلد والصلب، ليتمم لنا الخلاص ويفى العدل الالهى حقه كاملاً . لقد استوجبت البشرية حكم الموت بتعدى آدم { لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع }(1كو 15 : 22). ولما كنا غير قادرين على خلاص أنفسنا فقد جاءت لنا رحمة الله ومحبته متجسدة وصارت ذبيحة محرقة وخطية وأثم من اجل خلاصنا { يوقده الكاهن على المذبح فوق الحطب الذي على النار انه محرقة وقود رائحة سرور للرب }(لا 1 : 17). لقد بين لنا السيد المسيح عظم محبته باحتماله كل ذلك الآلام من اجل خلاصنا وأستعلنت لنا المحبة الكاملة بالبذل والعطاء حتى الموت، موت الصليب { ان إبن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدمَ ، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين} (مر45:10). ان قوة الصليب تظهر فى الصبر والاحتمال مع الحب والبذل . فليس القوى من يمسك سيفاً او سلاحاً ليقطع الرقاب أو يقتل الابرياء بل القوى هو الذى يحب ويصفح وما أجمل النبل والصفح عند المقدرة ولاسيما عندما يأتى من رب القدرة والغلبة. لقد كتبوا فوق الصليب {وكتب بيلاطس عنوانا ووضعه على الصليب وكان مكتوبا يسوع الناصري ملك اليهود}(يو 19 :19). وكان يجب ان يكتبوا عليه " البذل والحب المقدم لخلاص العالم". من اجل هذا نقول مع القديس بولس الرسول { واما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وانا للعالم }(غل 6 : 14).ان كان الصليب عن البعض عثرة او جهالة أما لدينا نحن المؤمنين به فهى قوة الله {فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة واما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله} (1كو 1 : 18). دروس من الآم السيد المسيح وصلبه ... لقد قدم لنا السيد المسيح مثالاً لكى ما نتبع خطواته . قدم اروع مثال للصمود وقت الشدة والآلم والصبر فى التجربة . وقدم نموذج فريدا للمغفرة للمسيئين والصفح عن الخطاة {فقال يسوع يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون }(لو 23 : 34). على الصليب سعى الرب لتقديم الخلاص للعالم كله وبين محبته لكل نفس حتى اللص اليمين عندما قال له أذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك { فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس} (لو 23 : 43). واهتم السيد المسيح بخاصته لاسيما القديسة مريم وعهد برعايتها الى تلميذه الحبيب يوحنا الانجيلى . على الصليب راينا السيد المسيح يكمل لنا الخلاص والفداء ويقدم لنا محبةً كاملةً وتواضعاً فريداً وأخلاء للذات ومصالحة مع الآب { وان يصالح به الكل لنفسه عاملا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الارض ام ما في السماوات (كو 1 : 20). وعلى الصليب قدم لنا أنتصاراً على الشيطان وكل قواته { اذ جرد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه} (كو 2 : 15).قدم الرب على الصليب صبراً كاملاً وفداءاً شلاملاً لعل ذلك يكون دافعاً لنا للعرفان بالجميل . اننا اذ نشكر الرب الاله الذى تجسد وصلب وقام، فاننا نفتخر بالصليب والقدوس المصلوب عليه ونتعلم منه ان نبذل ذواتنا كذبيحة حب من أجل الأخرين محبة فى من أحبنا . وان لم نستطيع ان نحمل خطاياهم كما فعل الرب فعلى الاقل ان نحتملهم ونلتمس لهم الاعزار ونستر عليهم ولا نشهر بهم. ننظر الى صليب الرب يسوع المسيح ونتعزى ونحتمل كل الآم الحياة بفرح وشكر، فما هى الآمنا اذ ما قيست بالآم السيد المسيح، لقد أصبح الالم هبة للمؤمنين {لانه قد وهب لكم لاجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل ايضا ان تتالموا لاجله }(في 1 : 29). وكما قال لنا الرب { طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم} (مت 10:5-12). الالم مدرسة للصلاة والعزاء والكمال ويجب علينا ان لا نتذمر من الضيقة لكى لا نفقد بركاتها بل نصلى ان يرفعها الله ان اراد ومتى يريد وان يعطينا الصبر والتعزية والرجاء ان شاء ان نشرب كأس الآلام مشتركين معه فى الآمه لنقوم معه فى جدة الحياة. مع المسيح المحب الباذل مفرح القلوب يجب علينا ان نشترك فى اراحة المتعبين وتعزية المتألمين ونساهم بايجابية فى تخفيف الآلم البشرية ولاسيما المحيطين بنا وعلى قدر استطاعتنا. علينا ان نزرع بذور الإيمان والصلاة لكي ينميها الله وتثمر فى القلوب . علينا ان نفتح باباً للرجاء للبائسين والمحرومين والمحتاجين والضعفاء ولكل نفس ليس لها معين . ان التوبة والرجوع الى الله هى التى تفرح الله وملائكته وقديسيه {اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة }(لو 15 : 7). التوبة الحقيقية هى التى تروى عطش السيد المسيح لان الخطية تضيف قطرات فى كأس الآم الفادى. فلنرجع اليه ولا نجرح قلبه المحب ببعدنا عنه وخطايانا { فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تاتي اوقات الفرج من وجه الرب} (اع 3 : 19). ولنشكر المسيح مخلصنا الذى جاء وتألم عنا لكى بالأمه يخلصنا. ونمجده ونرفع اسمه ونساله ان يصنع معنا رحمة كعظيم رحمته. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
28 سبتمبر 2021

الصليب والجمال الحقّ

لا نخاطب الأطفال بما قد يخيفهم وذلك في سنيهم الأولى لأنّ ما قد نزرعه رهبة يرسب في الوجدان ويشكل الوعي والحياة فيما بعد. إلاّ أنّه في الحياة الروحيّة تبدأ قامة الطفولة بإعلان الصليب شعارًا للحياة ولكنّه الصليب المتفجِّر بضياء القيامة. لا تكرز المسيحيّة بصليب مجرّد، بصليب نهائي، بصليب ختامي للرواية الإلهيّة المدوّنة بأحبار الزمن البشري. الصليب في المسيحيّة في حالة تجلٍّ، لأنّ منه تقطر قطرات دمٍ هي هي واهبة للحياة. ليس موتًا صارمًا يختم العقيدة الفكريّة التي نعتنقها بأختام الألم ولكنّه حياة تجدّد معنى الموت برسمه بأقلام النور والفجر والضياء السرمدي. حينما نعانق الصليب ونُقبِّله، لا نُقبِّل موتنا بل حياتنا، وإن كنّا نَقْبَل مسيرة الموت إلى الحياة. حينما نرشم جباهنا وأجسادنا به لا نعلن خضوعنا للألم بل خضوعنا لله وإن كان عبر الألم. نحن لا نرى الصليب وحده، بقدر ما نتلمّس ببصائرنا الجديدة، المصلوب، كربّ الحياة وسيد الخليقة ومالك مفاتيح البرّ ودافع حركة الوجود إلى البهاء الدهري في مُلْكٍ مزركش بزينة الروح. لقد دعا المسيح الكنيسة لتتبعه حاملة صليبها. يرى البعض أن ملمح الألم ونغمة الحزن هي السائدة على هذا النمط من التبعيّة، ولكن دعنا نتساءل، إلى أين سيقودنا؟؟ أليس إلى المجد.. إلى القيامة.. لذا فالتبعيّة ليسوع حاملين صليبه تعني أن نسير وراءه نحو المجد المُعدّ لقابلي خلاصه بالروح والحقّ. وهنا يظهر الوجه الآخر لعملة التبعيّة؛ فهي ليست آلام السائرين على الطريق ولكنّها ضمان الوصول إلى المجد طالما نتحرّك على آثار يسوعنا المحبوب. تلك الصورة نحو المجد وإن كان من خلال بعض أنّات الطريق تفسّر أنغام التهلُّل الصادر من الجمع المتحرّك نحو الأبديّة البَهِجَة. من أين يأتي التهلُّل لمن يرزحون تحت وطأة الصليب؟؟؟؟ إنه يأتي من التبعيّة للراعي الحقّ للقطعان الملكيّة. لذا فإن وجدت أن نغمات الحزن تغلف عالمك اعلم أنك لا تدرك وراء من تسير وإلى وجهة تتّجه. انحسارك في قسوة الصليب وطول الطريق يحرمك من تجدُّد قواك كنسرٍ محلِّق بحريّة الروح الداخليّة، في شباب وفتيّة دائمة.. الصليب لنا ليس جهالة ولكنّه يقين الواقع الجديد ووعي بآليات تحقُّه فينا. الصليب لنا شريعة خطّها الربّ يسوع بقبوله المُجدِّد لقبحه وللعنته؛ فخشبّة الصليب تحوّلت بارتفاع المصلوب عليها إلى عرش ملكي، هذا ما نراه؛ السيد مرتفعًا على عرشٍ من خشب يجدّد عليه واقع الإنسان المنهزم بجمالات الحياة زائفة. من هنا ننطلق في تكوين وعي جمالي مسيحي خاص؛ فالجمال في المسيحيّة ليس ذهبٍ وفضة وثياب ملكيّة وبهرجة إمبراطوريّة.. إلخ ولكن التجلِّي الحادث بسكنى الله وإن كان المسكن قبيح بدرجة الصليب ما قبل ارتفاع السيّد. الصليب بيسوع صار جمالاً. لقد استقطب ذاك الأبرع جمالاً من كلّ البشر أفئدة الخليقة لتترنّم للجمال المجروح من أجل حياة العالم. أبونا الراهب سارافيم البرموسي
المزيد
27 سبتمبر 2021

الصليب في حياتنا

الصليب في حياتنا بمناسبة عيد الصليب، نذكر الكلمات الآتية:أول علاقة لنا بالصليب هي في المعمودية، حيث صُلِب إنساننا العتيق حتى لا نُستَعبَد بعد للخطية..والصليب قد حملته الكنيسة في حركة الاستشهاد وفي كل الاضطهادات التي لحقت بها على مر العصور.. والجميل في هذا الصليب أن الكنيسة قد حملته بفرح وصبر دون أن تشكو منه أو تتذمر.. تحول الصليب في حياة الكنيسة إلى شهوة تشتهيها وتسعى إليها. وكان إقبال المسيحيين على الموت يذهل الوثنيين، وكانوا يرون فيه الإيمان بالأبدية السعيدة، واحتقار الدنيا وكل ما فيها من ملاذ ومتع.. تحولت السجون إلى معابد، وكانت ترن فيها الألحان والتسابيح والصلوات من مسيحيين فرحين بالموت..وثالث مجال نحمل فيه الصليب هو الباب الضيق..فيه يضيّق الإنسان على نفسه من أجل الرب. يبعد عن العالم وكل شهواته. ومن أجل الله يزدرى بكل شيء. في سهر، في أصوام، في نسك، في ضبط النفس، في احتمالات لإساءات الآخرين.ويمكن أن يدخل في هذا المجال صليب التعب.. فيتعب الإنسان في الخدمة من أجل الرب. ويتعب في «صلب الجسد مع الأهواء» كما يقول الرسول: «ولكن الّذينَ هُم للمَسيحِ قد صَلَبوا الجَسَدَ مع الأهواءِ والشَّهَواتِ» (غلاطية 5: 24)، ويتعب في الجهاد وصلب الفكر، والانتصار على النفس، ويعلم في كل ذلك أنه ينال أجرته بحسب تعبه حسبما قال بولس الرسول (كورنثوس الأولى 3: 8).والمسيحية لا يمكن أن نفصلها إطلاقًا عن الصليب.. والسيد المسيح صارحنا بهذا الأمر، فقال: «في العالَمِ سيكونُ لكُمْ ضيقٌ» (يوحنا 16: 33)، وقال أيضًا: «وتكونونَ مُبغَضينَ مِنَ الجميعِ مِنْ أجلِ اسمي» (لوقا 21: 17).ونحن نفرح بالصليب ونرحب به، ونرى فيه قوتنا كما قال الرسول: «كلِمَةَ الصَّليبِ عِندَ الهالِكينَ جَهالَةٌ، وأمّا عِندَنا نَحنُ المُخَلَّصينَ فهي قوَّةُ اللهِ» (كورنثوس الأولى 1: 18).المسيحية بدون صليب، لا تكون مسيحية..وقد قال الرب: «إنْ أرادَ أحَدٌ أنْ يأتيَ ورائي فليُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صَليبَهُ ويتبَعني» (متى 16: 24)، بل قال أكثر من هذا: «ومَنْ لا يأخُذُ صَليبَهُ ويتبَعُني فلا يَستَحِقُّني. مَنْ وجَدَ حَياتَهُ يُضيعُها، ومَنْ أضاعَ حَياتَهُ مِنْ أجلي يَجِدُها» (متى 10: 38، 39).والصليب قد يكون من الداخل ومن الخارج..من الداخل كما يقول الرسول: «مع المَسيحِ صُلِبتُ، فأحيا لا أنا، بل المَسيحُ يَحيا فيَّ» (غلاطية 2: 20). إنكار الذات إذًا (لا أنا)، هو صليب، وقليلون هم الذين ينجحون في حمل هذا الصليب..أما الصليب الخارجي، فهو كل ضيقة يتحمّلها المؤمن من أجل الرب، سواء بإرادته أو على الرغم منه. وعن هذا قال السيد الرب «في العالَمِ سيكونُ لكُمْ ضيقٌ» (يوحنا 16: 33)، وقيل أيضًا: «كثيرة هي أحزان الصديقين» (مزمور 34: 19)، وقيل كذلك: «بضيقاتٍ كثيرَةٍ يَنبَغي أنْ نَدخُلَ ملكوتَ اللهِ» (أعمال 14: 22).ولكن هذا الصليب – في كل أحزانه وضيقاته – هو موضع افتخارنا وأيضًا موضع فرحنا. وفي هذا يقول الرسول: «وأمّا مِنْ جِهَتي، فحاشا لي أنْ أفتخِرَ إلّا بصَليبِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، الّذي بهِ قد صُلِبَ العالَمُ لي وأنا للعالَمِ» (غلاطية 6: 14)، كما يقول أيضًا: «لذلكَ أُسَرُّ بالضَّعَفاتِ والشَّتائمِ والضَّروراتِ والِاضطِهاداتِ والضّيقاتِ لأجلِ المَسيحِ. لأنّي حينَما أنا ضَعيفٌ فحينَئذٍ أنا قَويٌّ» (كورنثوس الثانية 12: 10). كما ينصحنا معلمنا يعقوب الرسول قائلا «اِحسِبوهُ كُلَّ فرَحٍ يا إخوَتي حينَما تقَعونَ في تجارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عالِمينَ أنَّ امتِحانَ إيمانِكُمْ يُنشِئُ صَبرًا» (يعقوب 1: 2، 3).من محبة الكنيسة للصليب جعلته شعارًا لها..وكانت الكنيسة تعلم أولادها محبة الألم من أجل الرب، وتغرس في فكرهم قول الكتاب «إنْ تألَّمتُمْ مِنْ أجلِ البِرِّ، فطوباكُمْ» (بطرس الأولى 3: 14)، بل أن الألم اعتبرته المسيحية هبة من الله، وفي ذلك قال الكتاب: «لأنَّهُ قد وُهِبَ لكُمْ لأجلِ المَسيحِ لا أنْ تؤمِنوا بهِ فقط، بل أيضًا أنْ تتألَّموا لأجلِهِ» (فيلبي 1: 29).وفى الألم، وفى حمل الصليب، لا يترك الله أولاده، فإن قال المزمور: «كثيرة هي أحزان الصديقين»، إنما يقول بعدها: «ومن جميعها ينجيهم الرب» (مزمور 34: 19)، كما يقول أيضًا: «الرب لا يترك عصا الخطاة تستقر على نصيب الصديقين» (مزمور 125: 3).احمل صليبك.. كن مصلوبًا لا صالِبًاإن كنتَ مصلوبًا، فاضمن أن الله سيكون معك ويرد لك حقك كاملًا، إن لم يكن هنا ففي السماء. أمّا إن كنتَ صالبًا لغيرك، فثق أن الله سيقف ضدك حتى يأخذ حق غيرك منك ويعاقبك.إن كنت صالِبًا لغيرك، اعرف أن فيك عنصر الشر والاعتداء والعنف، وكلها أنواع من الظلم لا تتفق مع البر الواجب عليك، ولا حتى مع المثالية الإنسانية التي يتطلبها العلمانيون..أمّا إن كنتَ مصلوبًا وبخاصة من أجل الحق ومن أجل الإيمان، فاعرف أن كل ألم تقاسيه هو محسوب عند الله، له إكليله في السماء وبركته على الأرض.وثق أن السماء كلها معك: الله والملائكة والقديسون..إن كل الذين تبعوا الحق، تحمّلوا من أجله. وكل الذين تمسكوا بالإيمان، دفعوا ثمن إيمانهم..إن العنف يستطيعه أي أحد ولكنه لا يدلّ على مثالية، والظلم سهل بإمكان أي أحد، ولكن لا يوجد دين يوافق عليه..لذلك احتفظ بمثالياتك وخلقك واحمل صليبك، والباطل الذي يحاربك لن يدوم إلى الأبد..إن السيد المسيح الذي ذاق مرارة الألم واحتمل الصلب، قادر أن يعين المتألمين والمصلوبين في كل زمان وفي كل موضع. لذلك ضع أمامك صورة المسيح المصلوب تجد تعزية، وثق أن بعد الجلجثة توجد أمجاد القيامة... مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل