العظات

طوبى للمساكين بالروح

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد أمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان والي دهر الدهور آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا متى البشير، والمعروف بالموعظة على الجبل وسوف أتناول آية واحدة فقط وهي بداية التطويبات وهي "طوبي للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات". ما معني المساكين بالروح؟ المسكين تعني شخص ضعيف، تعني شخص قليل، لكن بالروح ليس مسكين مادياً، ولا قليل في التعليم ، ولا قليل في أي شيء آخر. لا بل هو مسكين بالروح . الكنيسة تقوم بقراءة هذا الجزء دائما في نياحة القديسين الرهبان والأتقياء والنساك لأنهم بالفعل أتخذوا طريق مسكنة الروح فهم مساكين بالروح، ولكي نفهم معنى كلمة "مساكين بالروح" لابد وأن نعرف عكسها وهو عندما نقول كبرياء الروح، تعظم الروح، تشامخ الروح، وقال عنها سليمان في سفر الأمثال الإصحاح 1٨ "أن قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح". إذن فطوبي للمساكين بالروح هم الأشخاص الذين يشعرون إنهم ضعفاء، مساكين، فالمسكنة بالروح هي المدخل لجميع عطايا الله، أما تشامخ الروح أو كبرياء الروح هي المانعة لكل عطايا الله ،علي سبيل المثال عندما نأتي بقطعه أرض نضع فيها المياه ستجد المياه دائما تستقر في المناطق المنخفضة تستريح فيها، لكن في المناطق العالية تجري المياه من فوقها ، طوبي للمساكين بالروح. وهنا يا أحبائي الشخص يود أن يسأل نفسه هل أنا مسكين بالروح؟، هل أنا متواضع من داخلي؟، هل أنا بالفعل ينطبق علي هذا الأمر؟، أم انا متكبر، فخطورة هذا الأمر أن الشخص لا يعلم نفسه جيداً ، لكن أستطيع أن اتحدث معك عن مجموعه من العلامات وهي "هل تود دائما أن تكون أولا؟، هل تود دائماً ان تكون أفضل من الآخرين؟، هل تود أن يكون معك أكثر من غيرك؟، هل تود أن تتسلط على غيرك؟، هل تود أن تأخذ كرامات كثيرة؟، هل تحب مدح الآخرين؟". فهذه هي علامات تشامخ الروح ، لكن هيا بنا نري عكس هذه العلامات "هل تود أن تكون آخر الكل؟، هل تود أن تعطي أكثر مما تأخذ؟، هل تود ان تحتمل أكثر مما تنتقم؟، هل تود أن تقدم غيرك على نفسك؟، هل تود أن تسامح وبالأخص الضعفاء" لأن الأنسان المتشامخ بالروح لا يستطيع أن يفعل هذا. لذلك يا أحبائي بداية التطويبات كلها "طوبي للمساكين بالروح "، ونحن لابد أن نقوم بقياس أنفسنا علي هذه الآية، ولابد أن نسأل أنفسنا هذه الأسئلة، لتقوم بقياس نفسك بها، لتري نفسك "فأنا اكتشفت أني متكبر جداً وأنا لم أكن أعلم، وأنا اكتشفت أني أريد أن أملك كل هذه الدنيا ، وأنا أريد أن أتسلط على جميع الناس، أنا لا أريد أي شخص يكسر لي رأي، انا لا أريد أي شخص يتخطاني ..... إلخ وكن حذر لأنه في بعض الأحيان نقوم بزراعة هذه الأمور في أطفالنا منذ صغرهم ، فتقول لطفلك لابد أن تكون الاول، "خطأ" فليس شرط ان يكون الأول أنا أريد فقط أنه يفعل الذي في استطاعته، أنا أريده يجتهد، أنا أريده أن يكون أمين، فلا تقول له أنا أريدك أن تأتي بدرجات أفضل من شخص آخر، بل تقول له أنك تستطيع أن تأتي بدرجات أفضل من ذلك، بمعني أنك لا تقوم بمقارنته بشخص أخر لكن قم بمقارنته بنفسه، نحن ننتظر منك الكثير لأنك متفوق لكن انت فقط أفعل ما يجب عليك فعله. لذلك يا أحبائي غنى المسيح كله يتم موهبته للإنسان المسكين بالروح ، فمثلاً من أيام كان عيد الأنبا انطونيوس، والأنبا أنطونيوس لم يكن يريد أن يقتني ، لم يكن يريد أن يكون عظيم مثل والده ،لا يريد أن يكون عمدة كبير ، - لا - فهو يريد أن يختفي عن الأنظار، ويسكن في مغارة لمدة 20 سنة لا يرى وجه إنسان ، هل يوجد إنسان متكبر يحتمل هذا الأمر؟ فالإنسان المتكبر يريد ان يفعل للناس علامات في كل الطرق يقول لهم "أنا هنا، أنا هنا، لابد أن تنتبهوا إلي ، لا يوجد شخص منكم يقوم بتقديري"، لكن عندما يكون مسكين بالروح يريد ان يختفي. مثلما كان القديس ماراسحاق يقول: "أن الذي يهرب من الكرامة تسعي ورائه، والذي يسعي إليها تهرب منه" تجد القديسين دائما مدركين هذه الحقيقة ، مدركين لجمله كيف يكونوا مساكين بالروح . كيف يكون غالب نفسه لا يصير مغلوب من نفسه ،لا يصير مغلوب من كرامته ،لا يصبح سريع الانتقام، وسريع الغضب. ما هي خطية عدو الخير إبليس سطانئيل؟ "الكبرياء" أسقطه ، لماذا أسقطه الكبرياء؟ لأنه قال أنا أستطيع أرفع رتبتي فأصير معادلا لله، للأسف خدع أبونا آدم وأمنا حواء من نفس هذه الخطية فقال لهم عندما تأكلون من الشجرة ستصيرون مثل الله، معادلين لله وهذه هي الخطية، فكم من مرات والأنسان يود أن يغلب نفسه من داخله، يود أن يكون متواضع من داخله، كيف أتواضع؟ يقول لك أعرف من أنت؟، أنا لا شيء، أنا قيمتي في المسيح، أنا تراب، كان هناك قديس من القديسين يقول: عندما قمنا ببناء تراب فاذا أحضرنا مجموعة من التراب وقمنا برفعهم الي فوق فيقوم بعمل عفارة رديئة بسبب رفع التراب ، فالتراب لابد أن يكون أسفل، فنحن كذلك، نحن لابد أن نقول لله يارب أنا فقير ومسكين فيوجد آية في المزامير تقولها وانت تصلي " ارحمني يا رب فأني مسكين وفقير وبائس أنا " مسكين وفقير نعم ، فكان داود النبي يقول له أنا غير ناجح ولا اعلم، في مرة قال له أنا صرت كبهيمة عندك ، فعندما جاءوا اليه يقولون انت غلبت جليات فأنت جبار، انت لا يوجد مثلك، وظلوا يهتفون له، وقالوا له أنت تستحق تتزوج بنت الملك، فمن المفترض أن يجيبهم بالطبع، فأنا الذي أنقذتكم من الذل، طبعا أنا استحق أتزوج بنت الملك ، فأنتم بدوني لكنتم تصيرون الي الآن عبيد، لكن تعلم ماذا قال لهم داود ؟ قال لهم : هل مستخف عندكم مصاهرة الملك ؟ هل هي فوضى؟ - لا- فمن أنا وما هي عشيرة أبي حتى أصاهر الملك؟ لا أنا لا أستحق، لكنك غلبت جليات فأجابهم أنا غلبته بقوة رب الجنود، ليس بقوتي أنا. لذلك يا أحبائي عندما يكون لدينا شيء حسن فهذا لا يدعنا نتكبر، لكن نقول له: هذه قوتك أنت يارب، نفترض أن شخص لديه مجموعة إمكانيات، نفترض شهاداته عليا، نفترض معه بعض النقود، منصبه كبير، عائلته كبيرة، أي شيء جيد، أولاده متفوقين في الدراسة ، فلا نتفاخر بهم، بل أقول هذا بفضلك انت يارب ، بقوة رب الجنود، فالمسكين بالروح يا أحبائي حتى القوة ينسبها إلى الله. كان الأنبا أنطونيوس عندما يحضر له شياطين يقول لهم لماذا أنتم مزدحمون عليا؟ أنا شخص غلبان وجميعنا نعرف مديح الأنبا أنطونيوس فكان يقول لهم: "صرخت يا أقوياء ،لماذا هذا العناء ؟ تراب أنا وهباء". من أنا حتي تأتوا جميعكم لكي تحاربوني، أنا أضعف من أصغركم. فهو يقول ذلك ولكنهم مرتعبين منه، فمن ماذا هم مرتعبين؟ من قوة إلهه لأنه يعلم ان القوة التي داخله قوة إلهيه، لذلك معلمنا بولس الرسول يقول: لكي يكون فضل القوة لا منا بل من الله. هذه يا أحبائي "مساكين بالروح"، مساكين بالروح نحتاج أن نفحصها. أتعلم ما هي أكثر الاشياء التي تساعدك على أن تكون مسكين بالروح؟ أن تعلم أنك تراب، وأيضا تعلم خطاياك. خطاياك الكثيرة، ضعفاتك الكثيرة، دائما قل أنا أول الخطاة، الخطاة الذين أولهم أنا. فمن أنا ؟ أنا خطاياي كثيرة، لولا وجود رحمتك لا أستطيع ان أجلس الآن في بيتك، لولا رحمتك لم أكن موجود، لولا سترك علي لكانت الناس لا تحترمني، هذا سترك فقط. هذا الكلام يقوم بفعل التواضع داخل الإنسان، ماذا أيضا؟ أن اكون علي معرفة بأني تراب، وعلي معرفه بخطاياي وهناك شيء ثالث واخير قم بقياس نفسك علي ثلاثة أشياء وهم : المسيح والإنجيل والقديسين، فانت اذا قمت بقياس نفسك علي الثلاث أشياء ماذا يحدث؟ تجد نفسك حصلت علي إثنين بالمئة، واحد بالمئة فمن الممكن انني لا أستحق واحد بالمئة أيضا، فالإثنين بالمئة ممكن ان يكون هو وضعهم لي لأنه أشفق عليا وانا لا استحقهم فأشفق عليا لأنه وجد ورقتي فارغة، أقيس نفسي على المسيح، ماذا أكون أنا بالنسبة للمسيح - لا يوجد - وللوصية - لا يوجد - فأنا بعيدا جدا عن حب قريبك كنفسك، بعيداً جداً عن حب الرب إلهك من كل قلبك ، بعيداً جداً عن بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة، من أراد أن يكون كاملا فليبع أمواله ويعطي الفقراء ويتبعني فأين أنا من هذا؟ ١- أقيس نفسي علي الأنجيل ٢- علي الوصية ٣- علي القديسين فكنيستنا كنيسة جميله فهي تعطينا كل يوم قديس، فنحن عندما نقف امام هؤلاء القديسين نجد أنفسنا صغيرين جداً فيوجد منهن بنات ومنهم أطفال ومنهن سيدات ومنهم رهبان ومنهم رسل ومنهم أنبياء، نقف امامهم نقول يارب لذلك في نهاية مديح الأنبا انطونيوس نقول "لم نحيا كحياتك، لم نسلك في صفاتك، أذكرنا في صلواتك"، لكي نتواضع لابد أن نعلم إننا تراب، لابد ان نعلم خطايانا، فكم نحن ضعفاء جداً، أقوم بقياس نفسي علي المسيح والإنجيل والقديسين، وقتها اقول يارب أنا كنت متكبر دون داعي، أنا تراب، أنا هباء، فأنا يا ربي بدون نعمتك لا أستحق شيء، آخر كلمه أقولها لك عندما يقول لك شخص أنني عندما أقلل من شأني جدا فهذا يتعبني نفسيا، فيجيبك انت لم تقلل حينئذ من نفسك فقط بل تقلل من نفسك في وجود المسيح، وقتها تقول حينما أنا ضعيف حينئذ أنا قوي، جمال الحياة مع ربنا إن الشخص يشعر إنه أضعف واحد في الدنيا وفي نفس الوقت يشعر أنه أقوي شخص في الدنيا، هل أنت ضعيف ام قوي؟ فيجيب انا ضعيف بذاتي لكن قوي بالله، هذه هي جمال الحياة مع الله، أشعر أني خاطئ جدا جدا وأقبح شخص ولكني بار في المسيح. لذلك عذراء النشيد كانت تقول لك "أنا سوداء وجميلة " فماذا تكوني أنتي بالضبط هل سوداء أم جميله أختاري واحده فقط فأجابت لا أنا الإثنين أنا سوداء وجميلة، أنا سوداء بنفسي وجميلة بالمسيح ، أنا ضعيف بنفسي لكن قوي بالمسيح. لذلك حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي بالمسيح، ربنا يعطينا مسكنة الروح نتمسك بها ونحيا بها. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين

شخصية هيرودس الكبير وأطفال بيت لحم

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل آوان والي دهر الدهور كلها آمين. الأحد الأول من شهر طوبه تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مار متى البشير نحن جميعا نعرف ما حدث من هيرودس الملك حينما اغتاظ من حدث ميلاد السيد المسيح وعندما ذهب المجوس ولم يرجعوا إليه فأمر بقتل أطفال بيت لحم من ابن سنتين فما دون، والملاك أوحي الي القديس يوسف البار وقال له "قم خذ الصبي وأمه وأهرب الي أرض مصر لأن هيرودس مزمع أن يقتل الصبي"، أريد أن أتحدث معكم قليلاً عن هيرودس لأنه صورة مكبرة للشر الذي من الممكن أن يكون داخل كل شخص فينا. أولا هيرودس هذا اسمه هيرودس الكبير -لأنك ستجد الكتاب المقدس ممتلئ بهيرودس-تزوج من أربعة وهؤلاء الأربعة كان معظم أسباب زيجته أسباب سياسية أو مادية، يقال عنها زيجات المصالح وكان من أهم اولوياته أن يرضي الدولة الرومانية لأنها هي التي قامت بتعينه، فكان يتزوج من نساء لهن علاقات بالسلطة فلذلك حدث تنافس بين الزوجات الأربعة مع أبنائهم وأصبح أبنائه في حالة صراع دائم، وهو كان يقوم بتمييز ابن من أبنائه علي ابن آخر طبقا لإرضاء المصالح العليا في روما، فهذه حكاية مركبة لذلك تجد هيرودس فيلبس، وهيرودس أنتيباس، وهيرودس أرشيلاوس، وهيرودس أغريباس، ستجد هيرودس كثيراً. وكان يقوم بإعطاء الابن الذي علي هواه مقاطعه كبيرة، واذا كان لديك فكرة بسيطة عن جغرافيا فلسطين ستجد أنها يقسمها نهر الأردن، ومن جهة الشمال البحر الأبيض المتوسط، المقاطعات المحصورة بين نهر الأردن والبحر هي الأكثر نشاطا، وأكثر حيوية، فهي ساحلية وهذا يختلف عن عبر الأردن ستجد في الكتاب المقدس يقول "عبر الأردن " وهي تعني الضفة الثانية، تعني الجهة الثانية، اي الجهة اليمين من نهر الأردن وهذه مناطق فقيرة قليلاً بها كساد ومناطق صحاري وسهول ، فكان يقوم بإعطاء الأبناء المرغوب فيهم المقاطعات التي توجد في الشمال، والأبناء الغير مرغوب فيهم مقاطعات على اليمين، يقوم بأعطاء رشاوي للدولة الرومانية لكي يأخذ مقاطعات أكثر ويعطيها للأبناء المرغوب فيهم، إلي أن وصل الي سواحل سوريا، وصنع قيصريه فيلبس، كان يميل للمشروعات التي ترضي الدولة الرومانية، أي شئ يرضى السياسة العليا يفعله، وكان يكره اليهود جدا لكنهم قالوا له لا لأجل سلام البلد لابد ان تصنع سلام مع اليهود فقام بتجديد الهيكل لهم (كله شغل سياسة) فعندما سمع بميلاد السيد المسيح فحدث له انزعاج، من الملك المنافس هذا، من هذا الطفل الذين يقولون عليه ملك اليهود؟ فهل هناك ملك غيري؟ فالأبناء الذين قمت بإعطائهم ولايات فأنا الذي أحركهم بأصبعي، هل هناك شخص له مصالح أعلي مني، فعندما لم يأتي إليه خبر من المجوس أنزعج جدا، فأمر بقتل جميع أطفال بيت لحم ابن سنتين فما دون، لكي يضمن إن يسوع قتل وسطهم الذي لم يكن يعرف عنه شيء إلا فقط "ان اسمه ملك اليهود"، أي قلب هذا الذي يقبل أن يقوم بقتل أطفال مدينه بالكامل دون أن يعرفهم، أي قلب، هل لمجرد إرضاء ذاتك تقتل أطفال أبرياء، فوصلت به درجة الشراسة والدموية أنه في أواخر حياته كان الابن الذي لم يطيعه من أبنائه يقوم بقتله، وعندما يجد زوجته حزينة عليه وبدأت بالحديث عنه وسوف تشتكي للدولة الرومانية، فيقوم بقتل زوجته ايضا، فمرض في أواخر أيامه وعندما شعر أن عمره قارب علي الانتهاء، وجد أشخاص فرحين فيه فقام بقتلهم، ووجد أشخاص يقولون من الجيد أن ننتهي من هذا الراجل لكي نقوم بتعين فلان أو فلان أو فلان بدلاً منه، جميع الأشخاص الذين كانوا يفكرون الناس في تعينهم قام بقتلهم، فهل أنت تريد أن تقف الحياة بدونك؟ أي شخص يرشح، هل إنت ستظل موجود طول الحياه، أول شخص قال انه من الممكن ان تكون له فرصة الحكم بعده قام بقتله، رجل دموي لذلك هو من جنس آدوم، وآدوم هم بني عيسو، وكلمه آدوم قادمه من كلمه دم، دمويين، هيرودس يمثل النفس الملتصقة بالعالم جدا، ومحبة للأرض جدا ، ومحبة للمال جدا، ومحبة للمصالح جدا، ومحبة لنفسها جدا، ومحبة للسلطة جدا، وهذا النموذج ممكن أن يكون بداخلنا ولكن بنسب، بمعني أن كل شخص مننا داخله هيرودس لكن بنسبة، شخص لديه ٥٪، شخص آخر١٠٪، شخص آخر ٧٠٪، " أنا ثم أنا ثم أنا". " الأرض ثم الأرض ثم الأرض". " المال ثم المال ثم المال". "المصالح ثم المصالح ثم المصالح"، فهذا أمر شاق جدا، لذلك الذي يشبه هذا الشخص لا يحتاج الي يسوع أبدا، يوجد أشخاص يا أحبائي قيل لهم الي متي لا تحتملون الحق، لذلك قيل عن ربنا يسوع المسيح لأنك هكذا قد أحببت الحق، لذلك من ضمن ألقاب ربنا يسوع المسيح هو الحق، فيوجد أشخاص لا يحبون الحق، لا يحتمل الحق، أنت تعلم ما هو الحق، فيوجد أشخاص تميت الحق، ويوجد أشخاص تقوم بإسكات ضمائرها، وأشخاص تسكت الأصوات التي تأتي من حولها، وأشخاص ترفض التأديب، ترفض التوبيخ ترفض حتى التعليم ، وأشخاص ترفض مجرد الرأي الذي يخالف رأيها ، "هيرودس" هيرودس الأنسان المتعلق بالأرض وهي بالنسبة له كل شيء فبذلك انت ستخسر من حولك، ليس مهم فالمهم هو أنا ، ستخسر السماء لا أنا أعلم أنه يوجد السماء ، فهي شئ غير مضمون ، أنا أريد الذي آراه الآن ، ستخسر أبنائك يجيب لم ينفعوني بشيء ، فهو من الأساس لم يزرع لديهم محبة ، لذلك فإن الكتاب المقدس يوضح لنا كل ذلك، حتي الشخصيات فإنها تقدم لنا دروس ، لايوجد شخصية في الكتاب المقدس إلا ونافعه، نتعلم من يعقوب ونتعلم من عيسىو، نتعلم من داود ونتعلم من أبيه ونتعلم أيضا من شاول ، نتعلم من كل النماذج، الأيجابي والسلبي، هيرودس يمثل النفس المتعلقة بالأرض، بعكس المجوس فهم ناظرين الي فوق ،عيناهم تنظر الي النجم، الآباء القديسين وبخاصة القديس يوحنا ذهبي الفم قال أن هذا لم يكن مجرد نجم لكنه كان جسم روحاني لأنه كان يقترب من الأرض، وكان يرافقهم، وكان يمشي معهم، ويلاحظوا أنه يمشي معهم ،النجم اذا أردت أن ترافقه لاتستطيع ، لأن النجم فوق خالص، خالص، ويظهر انه شيء صغير جداً، لا فهو كان يظل ينزل، ينزل، ينزل ويكبر يكبر إلي أن استقر فهذا كان جسم روحاني، يوجد أشخاص تتبع السماء وأشخاص أخري تتبع الأرض، اشخاص عينهم علي السماء وأخري أعينهم على الأرض، أشخاص عينهم علي النجم وأخري عينها علي السلطة، يوجد ناس عينهم علي الزمن والمال ، يوجد أشخاص تريد أن تقدم مثل المجوس، وأخري تريد أن تسجد مثل المجوس ويوجد أشخاص تريد أن تاخذ، وأشخاص تريد أن تقتل، أشخاص تريد نفسها فقط ، لذلك يقول لك على المجوس بمجرد وصولهم سجدوا له شعروا رغم أن جميع الدلائل تقول أن غالباً ،غالبا ليس هذا الولد هو المقصود لأنه كان حقير جدا ليس مكان لولادة ملوك، لكن الله اقتادهم والنجم اقتادهم وتأكدوا أنه هو هذا، رغم وجودهم في مكانه البسيط هذا إلا إنهم سجدوا، يقول "سجدوا للمولود سجدوا للرب المعبود"، سجدوا وفتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهب ولبان ومر، أغلى ما عندك قدمه، تصور أي شخص منا سأل نفسه سؤال ماهي أغلى شيء لدي؟ أولادي وحياتي وقلبي هم أغلى شيء عندي، تخيل أولادك وحياتك وقلبك تقدمهم للمسيح. على سبيل المثال:- قمت بسؤال الأبناء في مرحلة إعدادي وثانوي ما هو أغلى شيء لديك؟ يجيب الهاتف المحمول، فاذا سألتك هل تستطيع ان تستغني عنه؟، اذا قلت لك يمكن تقدمه لشخص فقير هل توافق، صراع ... صراع، يجيب من الممكن أن اشتري بدلا منه واحد أخر، نفكر في حل آخر، بدون أن أخسر المحمول، لا تضعني في هذا الاختبار الصعب. أقول لك تصور أن فعلا الأمر محسوم بداخلك أن المسيح هو الأول، أنه بدون صراع، وأنت مستريح تماما، تقدم له أفضل ما لديك، هؤلاء هم المجوس، تري ماذا كان يفعل هيرودس وماذا يفعل المجوس؟، فالمجوس يريدون أن يكرموا ربنا يسوع المسيح وهيرودس يريد أن يقتل ربنا يسوع المسيح مفارقه رهيبة تؤدي أن الانسان يقول يارب أنا أريد ان أراجع نفسي، أريد أطيع صوتك، وأريد أن أعلن إكرامي لك واريد أن أعلن محبتي لك ، فالمحبة الموجودة ليست كافية، أن أحب لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق، أنا أحتاج أن أراجع محبتي لك اذ ربما هيرودس يكون مختبئ بداخلي، أحتاج أراجع محبتي لك عمليا ، فعليا ،أقوم بتأكيدها أنه لا يوجد شيء أغلي منك في حياتي، لذلك قال "تحب الرب الهك من كل قلبك ، ومن كل فكرك ،ومن كل قدرتك"، من الكل لذلك عندما جاء يتحدث مع أبونا ابراهيم فوجده رجل صالح قال له أحضر لي أبنك حبيبك وحيدك أسحاق الذي تحبه وقم بتقديمه محرقة لي، لا يشفق عليه. الله لا يصح أن يكون رقم ٢ الذي وهبنا كل شيء لا يصح انه يكون رقم ٢ لا يقبل، لايقبل ربنا أن نتركه إلى النهاية، لذلك قال لك "يا أبني أعطني قلبك ولتلاحظ عيني طرقك" هذا يا أحبائي ما فعله المجوس وقدموا وفتحوا كنوزهم، افتح كنوزك، اذا كانت دائما معك فليس لها ذكري، ليس لها قيمه، فعندما قاموا بتقديمها اصبح لها قيمه ، تصور اذا المجوس احتفظوا بالذهب لأنفسهم وقتها كان لا يوجد لهم ذكرى، ناس لديها ذهب عادي، لكن عندما قدموه ليسوع أصبح لها ذكري أبدي، الشيء الذي في يدك الآن ليس له ذكري بل بالعكس يمكن أن يكون سبب تعبك، مثلما كانت سلطة هيرودس سبب تعبه ، قصره كان سبب تعبه، فأنت يا هيرودس اذا قمت بتحليل الحياة التي تعيشها، فأنت دائما في مؤامرات مع أبنائك ومع ذاتك وإذا كنت دائما في محاولات لإرضاء الدولة التي تضغط عليك من هنا، وتذلك من هنا وتسخرك من هنا ،إذا كنت في صراع مع جميع الناس، إذا كنت لست مقبول من كل الناس لدرجة فرحتهم أنك مرضت ، هو كان متخيل الي اي درجه هو مكروه ، كان متخيل الفرحة التي ستكون في المدينة بسبب موته ، فماذا تساوي الحياه التي انت تعيشها، فمن الممكن أن يكون أنسان فقير لكن محبوب ، فعندما يشعر الناس أنه مريض يقوموا بالسؤال عنه، ويوم أن يفارق الحياة كل الناس تسأل عليه لإن وجوده مفيد لكن أنت وجودك ضار. تصوروا يا أحبائي ان الأنسان المتمسك بأمور هذه الحياة يذل بها، هيرودس نموذج للنفس البشرية التي تترك نفسها لعادتها، نموذج للنفس البشرية التي لا تستطيع أن تقول لنفسها لا، نموذج للنفس البشرية التي تحب الطمع التي تمتلك أكثر وتحب أنها تتسلط على الناس أكثر، فكن حذر بعض الناس يحبون السلطة، وبعضهم يحبون المال، وبعضهم يحبون الزمن، وبعضهم يحبون الأرض، كن حذر كل هذه تحذيرات من ربنا يسوع المسيح، لطالما أنت في هذه الحياة قاوم ضد ذاتك، قاوم ضد السلطة، قاوم ضد الزمن، قاوم ضد المال، قاوم ضد الممتلكات، حرر نفسك منها تدريجياً، الإنسان يا أحبائي عندما يكون شكله كبير جداً ، عظيم جدا، يرتدي ملابس فخمه، ويملك علي ولايات كثيرة، ويمتلك سلطات كبيره لكن من داخله صغير. تخيل عندما تقرأ قصة أخاب الملك بمجرد أنه أشتهي كرم يملكه رجل صغير فقير قطعة أرض لرجل فقير، غلبان جميعكم تعرفون أسمه نابوت اليزرعيلي تصوروا أن أخاب الملك يشتهي هذه القطعة الصغيرة من الأرض، وهو كان يمتلك أكثر بكثير منها، أفضل وأوسع منها كثيرا، تصور ماذا فعل اذا قمت بالقراءة عنه في سفر الملوك، يقول وضع وجه في الحائط وجلس يبكي، ورفض أن يأكل، في بعض الأحيان يا أحبائي تشعر أن الإنسان المغلوب من نفسه يرجع لدرجة الطفولة، تعلم الطفل الصغير الذي يري لعبة صغيرة ويتمسك بها ولا يسكت حتي يأخذها أحيانا يوجد أشخاص كبار لكنهم أطفال، لم ينضجوا بعد ، لم يكبروا، يريد أي شئ يراه يصبح ملكه زي الطفل بالضبط الذي معه لعبة ويقوم بأخذها بجانبه ويقول انه يمتلكها، فهذا التصرف من طفل مقبول لكن أنت كأبوه عندما تري هذا الموقف يتكرر كثيراً تقول أنه يحتاج للعلاج، يحتاج أن يغير قليلاً من أنانيته، فنقوم بتعليمه كيف يعطي وكيف يشارك وكيف يحب، (وضع وجه في الحائط وظل يبكي ورافض الأكل)، فدخلت زوجته عليه إيزابيل وعندما رأته حزيناً قالت له أن الموضوع بسيط جدا أنا سوف أحضر لك هذه الأرض، لا تحزن. وفعلا فعلت مشورة رديئة وقتلت الرجل وأخذوا الأرض، فما هي محبتكم لتلك الأرض، ما هذه الأنانية، كيف تفعلون هذا، هذا نموذج من الأنسان الذي يترك نفسه لنفسه ، لذلك يقول القديسين ياليتك أن تعلم نفسك أن تأخذ ما تحتاج وليس ما تشتهي ، لابد أن تعلم نفسك دائما أن تقول لها لا ، قل لنفسك كثير لا، تكون صائم وتريد أن تأكل تقول لها لا أريد أن أكل قل لها لا، مثلما نكون بعد فترة من الصوم فنقول توا إنتهينا من العيد لنترك قليلاً في صيام الأربعاء والجمعة وقد كنا صائمون، نقول لها لا سوف نصوم الذي يعرف أن يقول لنفسه لا في الصغيرة سيعرف أن يقول لنفسه لا في الكبيرة، لكن إن كنت لا تعرف أن تقول لنفسك لا في الصغيرة، فهل تعرف تقول لنفسك لا في الكبيرة، الذي يعرف أن يقول لنفسه لا لو عطشان سيعرف يقول لنفسه لا في فكرة شريرة، لذلك يا أحبائي نحن نحتاج أن نفحص أنفسنا. يارب أنا مرتبط بالأرض الي أي درجه، مرتبط بالأشياء الي أي درجه، مرتبط بذاتي الي أي درجة، مرتبط بالزمن الي أي درجه، يا رب فأنا اضع في حسابي كيف أخلع هذا العالم وأفارقه وأنا في سلام وهدوء، بدون نزاعات مع أحد، ولا خصومة مع أحد، لا أريد شئ من أحد ،اذا كان هناك أحد يريد مني شئ يتفضل، ما هذا الكلام؟ هذا كلام الذي عينه علي السماء، فهذا ما فعله المجوس لأن أعينهم فوق وليس أسفل، أعينهم علي التقديم وليس على الأخذ، أعينهم علي السجود وليس القتل. لذلك يا أحبائي هذه الحياة وأوجاعها التي قال عنها الكتاب المقدس بالتفصيل، طوبي للإنسان الذي عينه تري ما المقصود بالكلام، لايوجد شئ يحاربني جديد كل الذي يحاربنا موجود، الكتاب المقدس ذكر المال، ذكر الشهوات، ذكر الخوف، ذكر القلق، ذكر العداوة، ذكر كل ما نحارب به، وعلمنا كيف نغلب، وعلمنا كيف نفطم منه فالأنسان الذي يفعل الخطية نجده لا يستجيب لنداءات الله، ربنا يقول ما يقوله ،والكتاب المقدس والكنيسة تقول ما تقوله والآباء يعلموا الذي يعلموه والكتب تكتب ما تكتبه لكن ما في تفكيري هو الذي أفعله، احذر لأن هذا الأمر عاقبته مره لذلك الشخص الذي مثل هيرودس يذكره التاريخ بكل ازدراء لأنه لم يفعل شئ يمجد به نفسه أو يمجد به حياته أو سيرته أو يزينها أو شيء يذكر له بالعكس ستجد حتي المدينة التي قام بحكمها أنها ذكرته بكل ما هو سيء ووصفته بكل ما هو ردئ، في الحقيقة يا أحبائي الأنسان يحتاج أن يرتفع فوق منها، الأنسان يحتاج أن يعطي وليس يأخذ، الأنسان لابد أن تكون عينه علي أعلي وليس أسفل لذلك في مراثي ارميا يقول لك "ليذل الرب جميع المرتبطين بالأرض". نحن يا أحبائي نحتاج أن نتعلم الدرس الذي فشل فيه هيرودس لكي لا نفشل فيه نحن أيضاً ونتعلم الدرس من المجوس لنكون مثلهم. لكي نفكر دائما وحياتنا تكون دائما في حالة بحث وترقب وتبعيه للنجم وأعيننا نحو النجم دائما لئلا نضل الطريق ولدينا استعداد دائما للتقدمه، ولدينا استعداد دائمآ للسجود، ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لألهنا المجد دائمآ أبدايآ أمين.

من يقول الناس اني انا

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان والي دهر الدهور آمين. تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل بشارة معلمنا مار متى البشير الإصحاح 16، حيث يتحدث عن موقف ربنا يسوع المسيح عندما سأل تلاميذه وقال لهم من يقول الناس في ابن الإنسان من هو؟، كان يهتم أن يعلم كيف هم يشاهدونه؟، فقال قوم منهم يوحنا المعمدان، وقال أخرين إيليا، فبذلك كان ربنا يسوع لديه الحق في هذا السؤال، لأنه مع السؤال اكتشفنا إنهم غير عارفين ومترددين ، بالرغم أن ربنا يسوع أمامهم يعلم، يتحدث، ويصنع آيات، ويشفي مرضى ، ويقيم موتي ، ويخرج شياطين ، ويعطي بصر للعميان ، وقام بتعليمهم تعاليم لم يسمعوها من شخص قبل ذلك، ومع هذا يقولون له أنت يوحنا المعمدان، طبعا لأن يوحنا المعمدان كان قد قام هيرودس بقطع رأسه وكان لديهم اعتقاد إن يوحنا سيرجع مرة ثانية، فيقولون له أنت يوحنا المعمدان ، وأشخاص ثانيه قالوا له أنت إيليا على أساس أيضا أن ايليا كان قد اختطف إلى السماء ، أنت يوحنا المعمدان، إنت إيليا، ووجد آخرين يقولون رأي آخر تماماً، طبعا كان بعيد قليلاً أو بعيد أكثر، شخص قال له إنت آرميا ، مجموعة أخرى قالوا له لا إنت واحد من الأنبياء - أنا أتصور ذلك - أن ربنا يسوع المسيح كان متألم وهو يسمع هذا الكلام ، يوحنا المعمدان ، ارميا، واحد من الأنبياء، فبذلك أنتم لم تعرفوني أبدا، تصور أن شخص قريبك ويقول لك من أنا ؟ تقول له أنت ابن خالتي، وبعدها تقول له لا أنت ابن عمي ، بعد ذلك تقول له لا أنت ... أنت ... أنت! فيكون ذلك إحساس مؤلم عندما تعطي له أكثر من صفة، وأنت غير عارف، لذلك عندما أجاب معلمنا بطرس على ربنا يسوع المسيح فإنه كان سعيد جداً بإجابته، حيث قال له أنت هو المسيح ابن الله الحي، أجاب عليه المسيح طوباك، طوباك يا بطرس، أنا كنت سأصبح حزين جدا اذا إنتهى الحديث عند إنه لا يوجد فيكم شخص يعرفني. مازال يا أحبائي هذا السؤال يسأله ربنا يسوع المسيح لنا نحن أولاده في الكنيسة أنتم ترونني من أنا بالنسبة لكم؟ أنا هو المسيح ابن الله الحي، الكنيسة تقول لنا عن المسيح في أربعة أو خمسة كلمات وهي "لأنك أنت حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا، رجائنا كلنا، شفائنا كلنا، قيامتنا كلنا"، أنا أعتبر أن هذه أجمل إجابة يسمعها منا، يسألنا "من أنا؟" فنقول له أنت حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا، أنت رجائنا كلنا، أنت شفائنا كلنا، أنت قيامتنا كلنا، يسوع المسيح يقول لنا وقتها طوباكم ، طوباكم ، ليس لحم ودم يعلن لكم، لكن الكنيسة أعلنت لكم وقالت لكم وعرفتكم، كل واحد منا يا أحبائي لابد يكون عالم أن المسيح حياتي وخلاصي، "أنت حياتي" بمعني أن أنا بدونه ميت، معلمنا بولس قال "لي الحياة هي المسيح" أحبائي قم بتجربة أن تبعد عن المسيح، ستجد نفسك تأكل وتشرب وتتحرك لكنك ميت، ميت بالإحساس، ميت بالاتصال، كل الأشياء لا يوجد لها طعم، مثلك مثل الروبوت الذي يكون للإنسان الآلي، الذي يتحرك لكنه فاقد كيانه الإنساني، لكن المسيح حياتنا، المسيح يجعلك تعرف كيف تتكلم، وماذا تقول، وماذل تفعل، المسيح يصحح وجهة نظرك في أمور كثيرة، المسيح يجعلك تري الأمور بعينه، المسيح هو الحياة، الكنيسة تقول عنه أنه رئيس الحياة، فالمسيح هو الحياة وهو رئيس الحياة، المسيح يا أحبائي هو واهب الحياة ومعطي الحياة ونقول عنه فيه كانت الحياة، قم بتجربة أن تنفصل عن المسيح فإنك ترى الموت، ترى الاكتئاب، وترى الحزن، وتري الضلال، ترى التشويش، إذ تبعد عن المسيح ستجد نفسك فقدت كل شيء، مثلما شخص يقول له "يوم ما عرفتك عرفت الحياة، يوم ما تركتك تركت الحياة". لأنه عندما نأتي لنري أننا ننفصل عن مصدر الحياه فإننا نفقد الحياة. تصور اذا كان هناك قطار ويوجد عربه انفصلت عن القطار فإنها ستتحرك قليلاً لكنها ستقف بعد ذلك، كذلك المسيح هو حياتنا عندما ننفصل عنه سوف نموت، عندما سننفصل عنه سنقف، لن تكتمل المسيرة. هيا لنرى ماذا يمثل المسيح بالنسبة لك؟، المسيح هو حياتك، هو أعطانا حياته لكي نعيش نحن حياته، هو واهب الحياة، ومعطي الحياة، ورئيس الحياة، الأنفاس التي لدينا هي أنفاسه هو، منه هو، هو معطيها لنا كهبة، كمنحة، كعطية، فبما أنه معطينا الحياة فلابد أن تكون ملكه، قال معلمنا بولس الرسول "هو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل الذي مات لأجلهم وقام"، حياتنا يا أحبائي التي نعيشها الآن هي ليست حياتنا لكنها حياته هو- لماذا؟ - لأنه كان من المفترض أننا من جراء خطايانا نموت، هذا هو العدل والحق، معلمنا بولس الرسول قال "أموات بالذنوب والخطايا"، فذلك هو عمل المسيح أنه أحيانا ونحن أموات بالذنوب والخطايا، لأنه من المعروف أن الخطية حكمها الموت، والخطية هي انفصال عن الله، فنحن خطاه لكن جاء المسيح لفداء هذه الخطية ودفع ثمنها وكان ثمن الخطية هي حياته فأخذ خطيتنا وأعطانا هو الحياة. لذلك المسيح هو حياتي، أحد الآباء كان يقول كلمة جميلة وصغيرة جداً كان يقول له "اجعل حياتي حياتك"، علمني أن أعيش الحياة كما يليق بك. ونلاحظ أن ربنا يسوع المسيح عاش كل أمور الحياة التي يمكن أن نشتكي منها، مما نحن نشتكي؟، نشتكي من ترك الأحباء، نشتكي من ضعف الإمكانيات، نشتكي من الغلاء، نشتكي من آلام، نشتكي من المرض، نشتكي من ضيق الحياة، نشتكي من تقلبات الحكام، نشتكي من الظلم، لا يوجد إحساس منهم ربنا يسوع المسيح لم يعيشه، حيث عاش وقد ظلم، أفتري عليه، وتخلى عنه أحباءه، وكان ليس لديه مكان ليسند رأسه، كان نساء أرامل تعوله من أموالهن، كان يمكن عندما يجوع لا يجد معه شيء ليأكله، فكان يأكل ثمرتين تين من شجرة، فقد عاش كل مأساة الحياة بكل معانيها لكي يقول "ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا ينبغي أن نسلك نحن أيضا"، لذلك هو حياتنا. خلاصنا لابد أن أعرف أن المسيح هو مخلصي أنا، خلصني لأنه أنقذ نفسي من الموت، عيني من الدموع، ورجلي من الزلل، خلصني وأنا كان من المفترض الآن أكون محكوم عليا، أعطاني الخلاص، أعطاني حياته، أعطاني خلاص لأنه فدانى، المسيح عندما أقول أنه مخلصي الكنيسة تجعلنا نهتف له، نقول له مخلص الصالح، نقول له نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا، فصار موضوع الخلاص هو موضوع يشغلنا وموضوع تسبيحنا لأن الأمور عندما تشغل الشخص ويكون مهتم بها جدا يغني لها، ويرنم لها، فنحن كذلك المسيح مخلصنا، تصور أنك مدرك أن المسيح حياتي والمسيح خلاصي فهو يكون مخلصي، هو الذي دفع الدين عني، هو الذي قال قد أكمل، معلمنا بولس في غلاطية يقول لك إذ محى الصك الذي كان ضدنا مكتوب "محى الصك" وقد أتي بهذا التشبيه من الحياة الرومانية، فالحياة الرومانية حياة منظمة جداً وقاسية جداً، فكان المساجين في السجون كل واحد لديه ثلاثة أرقام، رقم على الزنزانة، ورقم على صدره، ورقم على غطاء الرأس، ثلاثة أرقام لكي لا يحدث أي تزوير والثلاث أرقام موجود لديه في السجل أن المتهم الذي يدعى (كذا) هذا ماذا فعل؟ وما الحكم عليه؟ وكأنه يريد أن يقول له جريمتك هذه تطاردك، فهي مكتوبة على صدرك، ومكتوبة علي رأسك، ومكتوبة على الزنزانة، ومكتوبة في السجلات، فهي تطاردك، فيأتي معلمنا بولس الرسول يقول محى الصك. بمعنى أنه محى الجريمة من الأصل في الدفاتر وقطع من الصدر ومن الرأس وأزال أيضا الملصق الموجود على الزنزانة ، فأصبحت أنت حر، ما دليل الإدانة الذي لديك؟، لماذا أنت في السجن؟ لا يوجد سبب عليك قال لك هو محي الصك، القضية رفعها، هو مخلصي ربنا يسوع المسيح خلصنا بصليبه المحيي، مات ليحينا، مات ليدفع الدين عني أنا عندما مات عنا ودفع الدين عني، ومحى الصك عني، وأنا كنت عايش مجرم، مذنب، مسجون، محكوم عليا، فجاء شخص وقال لي اتفضل أنت حر اتفضل اذهب، أذهب إلى أين ؟! وأنا كنت أعتقد أن حياتي قد إنتهت، يقول لك لا إذهب، أنا سأظل مديون بحياتي هذه مع من؟، مع الذي فعل معي هذا فهو مخلصي. تصور عندما آخذ حياتي هذه وأعيش فيها منصرف عنه تماما، فهذه خيانة، هذا عدم اعتراف بالجميل، أنا من المفترض أقول له أنا خدامك، أنت بماذا تأمرني؟ أنا كان من المفترض أكون موجود في السجن أنا ملكك، أنا تحت أمرك، المسيح بالنسبة لنا من نقول له؟ أنت حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا رجائنا كلنا، أنت الرجاء لنا، بدونك الحياة لا يوجد بها رجاء، لا يوجد بها قيمة، لا يوجد بها نفع، حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا، رجائنا كلنا، شفائنا كلنا، قيامتنا كلنا. ربنا يبارك فيكم ويعطينا أن المسيح يكون محور حياتنا فعلاً ونشعر أنه هو حياتنا وخلاصنا، يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لألهنا المجد دائما أبديا أمين .

حزنكم يتحول الى فرح

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان والي دهر الدهور كلها أمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة فصل من بشارة معلمنا يوحنا البشير الإصحاح ١٦، سأتناول معكم آية واحدة فقط حيث يقول "يتحول حزنكم إلى فرح" أحيانا يا أحبائي نرى الطريق الروحي مؤلم، نراه متعب، لا يوجد به فرح ، لكن يوجد به حزن، فيقول لك صوم بمعنى مجموعة أغذية أنت تحبها ولكن لن تتناولها، يقول لك أستقيظ مبكرًا لكي تصلي باكر، وأنت عائد من عملك متعب ولكن لابد أن تصلي قبل النوم، شخص لديك خصومة معه يقول لك لا أغفر، لكن أنا لا أريد أن أغفر، وأنا أريد أن أنام، وأنا أريد أن آكل، وأنا أريد أن أرتاح، فتجد الطريق الروحي أحيانا يوجد به ألم، لكن أنا أريدك أن تجرب ، جرب ، جرب تكون غاضب من شخص وتغفر، جرب تعطي، جرب تستيقظ مبكراً وتصلي ، جرب إنك تريد أن تنام وتقول لا بل أنا سأستيقظ وأحضر القداس ، ثم تعالى وقل لي ماذا يكون إحساسك وأنت عائد من القداس؟ ستقول أنا كنت سأحزن جداً أذا لم أحضر القداس وضاع علي التناول، فأنا ماذا أستفيد أذا كنت دائما غاضب من هذا الشخص، أنا سامحته وإنتهى الموضوع من داخلي أنا بذلك استرحت، يتحول حزنكم إلى ماذا؟ إلى فرح، لكن تعالى وقل أنا اليوم لا أريد أن أصوم، أريد أن أفطر وأتناول كل ما أريده، ستجد نفسك نادما فقد أكلت ولكن ماذا استفدت؟! ثم بعد ذلك ستسأل نفسك لماذا أنا هكذا؟، ولماذا أهم شيء لدي بطني؟، ولماذا أنا أهم شيء لدي نفسي؟، أنا من المفترض أن أكون غير ذلك. لكن جرب أن تصوم مشكلتنا الأساسية هي أننا كثيراً ما نمارس الحياة الروحية بطريقة روتينية كبيرة تفقدنا معناها، أحضر قداس بشكل روتيني يفقدني معناه، أصلي بروتينية تفقدني معناها، أقول كلمة يارب ارحم، كلمة كيرياليسون، كلمة جميلة لكن من داخلي لا يوجد إحساس كلمة يارب ارحم، لا يوجد بداخلي إحساس يارب إرحمني، أقول "أبانا الذي" لكن ليس لدي شعور أبدا بكلمة لتكن مشيئتك ، نقولها بطريقة روتينية ، صائم روتين مجرد أننا قمنا بتغيير بعض الأكل بدلاً من هذا أصبح هذا، بماذا تشعر؟ يجيب لم أشعر بشيء أبدا، لماذا؟ "من الروتين"، فكن حذر من الروتين ، قاوم الروتين، حاول وأنت تفعل أي شيء أن يكون لديك ما يقول عليه الأباء كلمة "إدراك" ، تصور وأنت تقف في القداس يكون لديك إدراك، أن السماء تكون مفتوحة قدامك الآن، وربنا يسوع المسيح بمجده، بقدرته الإلهية، حاضر على المذبح، وسوف يعطينا جسده مكسور لغفران خطايانا، هذه لحظة سماوية، إنه سر عظيم سننال به غفران خطايانا، سوف نسبح، سوف نمجد، سوف نقول هلليلويا، سوف نقول يا رب ارحم ، الإدراك هو أن تدرك معنى ما تفعل، ارفع قلبك فعليا، وعندما تصوم فلتصم بالروح ، ولا يكون مجرد عمل جسداني، ستجد حزنك يتحول إلى فرح. الطريق ضيق نعم ضيق، وحقا ربنا يسوع المسيح لم يعدنا ولم يخدعنا ولم يقل لنا أنه واسع ، هو قال لنا الطريق ضيق، وقال ستتكبدون حزناً ، تصور أن شخص يريد أن يفعل لنفسه شعبية ويسأل أشخاص كثيرة هل يقول لهم الطريق ضيق، أو يوجد به حزن بالعكس فهو يقول لهم الدنيا ستكون جميلة، لا بل قال في العالم سيكون لكم ضيق، قال الطريق الروحي ضيق، القديس أبو مقار يقول لأولاده : فإن البئر عميقة لكن مائها طيب وحلو ولذيذ ، فعلاً الطريق ضيق لكن المدينة مليئة بأفراح وسرور، الشخص عندما يكون ذاهب إلى مشوار لشخص يحبه ، ويكون الطريق مزدحم ، ويكون قد تأخر في الطريق ، لكن عندما يصل للشخص ويراه ينسي تعب المشوار، يتحول حزنك إلى فرح بالإدراك. حاول أن تقوم بتنبيه نفسك وعقلك وقلبك واشتياقك باستمرار لأي عمل روحي تفعله، فإذا أعطيت لن أكون خاسر -لا- بل أنا رابح ، أنا بحسابات البشر فقدت عشور، فأنا أعطيت واحد والباقي لدي تسعة ، بعدما كنت أمتلك العشرة ، يقول لك لا، وأنت تعطي هذا الواحد كن فرح لأن الذي تعطيه فيه سر البركة، لأنه يوجد به سر الحب أنت تقول لله: يارب أنت أهم مني، أنا أحبك يارب، أنا أحب بيتك، وأحب أولادك، لا أريد أن أعيش لنفسي ، أدرك ما تفعل ، "الإدراك". والإدراك مهم جداً، لأن الروتين آفة تأكل أي ثمر، تصبح حياة الشخص بلا معني، كن حذر فإن هذا الروتين مشكلة كبيرة أيضاً في حياتنا العامة ، فالشخص عندما يذهب عمله بشكل روتيني، ويجلس مع زوجته روتين ، ويجلس مع أولاده روتين، ويأكل روتين، وينام روتين، الحياة وقتها تفقد معناها. لذلك هناك الآن علم يعالج الناس من كثرة الاكتئاب واسم هذا العلم: "العلاج بالمعنى" حاول أن ترى أنت لماذا تفعل هذا الشيء؟، أنت جالس الآن مع بيتك هذه لحظات جميلة سعيدة، افرح بأولادك، وافرح بزوجتك، إجلسوا مع بعضكم البعض ، تحدثوا مع بعض، احكوا مع بعض، أتركهم يحدثونك عن مشاكلهم فيكون الكلام هو العلاج بالمعنى إن الحياة لها معنى، حياتك أنت لها معنى، أنت ذاهب للسماء وتشهد لله في فترة أيام غربتك على الأرض لكن هناك معني، الصوم يوجد به معني ما هو المعني أني أقدم ذبيحة من جسدي، إنني أنصر الروح على الجسد ، أنني أقول لجسدي لا لن تأكل هذا، وأيضا لن تأكل نهائي في فترات الانقطاع، سيكون هناك فترة لن تأكل بها إطلاقاً وهذا هو الصوم المنقطع ، وعندما آكل سأقوم بأكل أنواع معينة حتى لو كنت لا أميل لها أنا مقتنع بذلك المعنى. نجتهد يا أحبائي أن يكون لدينا هذا الإدراك ، أن يتحول حزنكم إلى فرح ، هلم ننظر للناس التي عندما سلكت الباب الضيق والطريق الضيق هذا على مدار حياتها ستجد حياته كانت مقدمة للحياة الأبدية، ستجد بداخله فرح قال عنه معلمنا بطرس الرسول "فرح لا ينطق به" ، بمعني أنه لا يستطيع التعبير عنه ، تصور كل شخص منا حياته بعد ثلاثين سنة مثلاً أو بعد عشرين سنة ، ما كمية الرضا التي تكون بداخله عن أيامه؟ يا ألهي من المفترض أن يكون لديك رضا كامل ، أنا يا ربي أرضيتك على قدر استطاعتي في أيامي ،على قدر استطاعتي، على قدر طاقتي، لكن تصور اذا قضينا عمرنا كله نعيش لأنفسنا فقط، فما المعنى؟، المعنى الأيام تمر، الأيام تمر، وعندما يكون الإنسان غير مدرك لأشياء كثيرة تجد الاشياء الكثيرة فقدت معناها، يعيش الإنسان في نظرة ضيقة، وحياة ضيقة، وحياة مؤلمة، لأن الإنسان عندما يظن أنه سوف يعيش لنفسه، يسعد نفسه، فبذلك هو يتألم أكثر، لكن عندما يعيش وهو غالب لنفسه، فبذلك هو يبدأ أن يتذوق معنى الحياة، قديس من القديسين قال أنا ليس لي عدو إلا ذاتي ، ليس لدي أعداء، فعدوي هو أنا، لماذا أنا؟! لأن كلمه أنا تعني أني أريد أن أعيش في شهواتي، أعيش أناني، أعيش مادي، أعيش آخذ، ليس لي عدو إلا ذاتي ولا أكره إلا خطاياي ، لا يكره شيء أبدا، لا يكره شخص أبدا، ليس لي عدو إلا ذاتي ولا أكره إلا خطاياي، يتحول حزنكم إلى فرح. فترة مقدسة مباركة فترة الصوم يا أحبائي، أستغلها، فنحذر من صوم الأكل فقط، هيا نصوم صوم الروح، هيا نصوم بالمعنى، لابد أن أكون فاهم إنني أنا الذي أقود ، فالقيادة للروح وليس للجسد، هيا أستطيع أن أقول للجسد لا لكي أنتصر عليه، لكي عندما يقول لي عن رغباته أو شهواته الذي يريد أن يحققها، فإن الروح وقتها تكون قد قويت وتستطيع أن تقول للجسد لا، فبذلك أنت قدمت ذبيحة، ووقتها يتحول حزنكم إلى فرح. ربنا يعطينا حياة مرضية نتخلص فيها من الروتين، ويكون هناك معنى لحياتنا، يتحول حزننا إلى فرح، يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل