العظات

هل يوجد بديل للتجسد

فى رسالة معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس يقول :" عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد " فإن ربنا ظهر فى الجسد لفداء وخلاص الإنسان من شره وخطيته وليرفع عنه عقوبة الموت ويرفع عنه عقوبة الخطية ويجدّد طبعه ويجدّد خليقته الله ظهر فى الجسد 0فهناك شخص يقول أنّ موضوع خطية آدم فإن آدم غلط فهل من معقول كل هذا يحدث بسبب خطية آدم ؟!!فهل كان من الممكن أنّ ربنا يبحث عن أى طريقة أخرى ليخلّص آدم0ويخلّص آدم من الخطية بطريقة أخرى غير إن ربنا يتجسّد ؟فسوف نتحدث عن هل هناك طرق أخرى 00وهل تنفع أم لا00ولماذا ؟ آدم غلط وأجرة الخطية هى موت0فيموت آدم بسبب خطيته0فبهذه الطريقة يدفع الثمن فهذه الطريقة لا تنفع00لأنّ ربنا كان يحب آدم فإن آدم عندما غلط فهذا لا يعنى أنّ ربنا يموّت آدم فكان ربنا يريد أن يصحح هذا الغلط الذى إرتكبه آدم0فإن كان آدم عندما غلط وربنا يموّته فبهذه الطريقة يكون الشيطان هو الذى إنتصر0فإذا كان ربنا موّت آدم فهذا لا يتوافق أبدا مع قدرة ومحبة ربنا0فبهذه الطريقة يكون الشيطان هو الذى إنتصر0فإذا كان عند أى شخص لعبة كان يلعب بها وفيها شىء باظ فإنه يحاول أن يصلحها0وكل ما كانت هذه اللعبة غالية عليه فإنه يريد أن يصلحها أكثرفهكذا فعل ربنا مع أبونا آدم0 فإنّ الإنسان غالى على ربنا وأنه ليس بمجرد أن يخطىء فإن ربنا يموّته بهذا الشكل0 لأنّ ربنا يحب آدم ولأنّه صالح ولأنّه حنون ولأنّه رحيم ولأنّ بهذه الطريقة ينتصر الشيطان فلا ينفع أنّ ربنا يموّت آدم فهناك حل آخر 0إن ربنا يموّت آدم ويخلق شخص آخر أحسن من آدم ، فإن آدم إنسان خاطىء ومش كويس0فيموّته ربنا ويعمل شخص آخر حتى لا يغلط00فبهذه الطريقة نضع حل آخر عن إن ربنا يظهر فى الجسد بدل ما نسبّب لربنا كل التعب الذى تعبه معنا فى التجسّد فهل هذا الحل ينفع00ولماذا ؟!فإن كان من الممكن إن ربنا يموّت آدم ويعمل شخص آخر فإنه من الممكن أن يخطىء الإنسان الآخر الذى سوف ربنا يخلقه0وربنا يموّته ويعمل إنسان آخر00وهكذا00فهذا لا يليق وفى هذه الحالة فى كل مرة أنّ الشيطان هو الذى ينتصرفيفرح الشيطان ويقول لربنا إنك كل ما تعمل إنسان جديد أنا سأوقع به0وأنت تعمل آخر وأنا أوقع بهذا الآخر أيضا وهكذا00فيفرح الشيطان00فبهذه الطريقة لا يكون ربنا رحيم ومحب0وأنّ الشيطان هو الذى إنتصر ففى حل آخر أحد الشباب إقترحه فسوف نتناقش فيه وهو : إن ربنا يقتل الشيطان ويموّته 0فبدل ما ربنا يموّت آدم يموّت الشيطان لأنّه هو الذى يسبّب لنا المشاكل ويوقع بنا فى الخطية0فإن ربنا بكلمة منه يموّت هذا الشيطان 00فهل هذا ينفع أم لا ؟! فبهذه الطريقة لا يكون شيطان ولا يكون هناك سقوط 0فهل هذا الحل ينفع أم لا ولماذا ؟! فهذا الحل لا ينفع لأنّ عندما ربنا يلغى الشيطان فهذا معناه إن ربنا فشل فى إن يعمل إنسان بار0فمثلا إذا كان هناك طلاّب فى التعليم لا يحبوا التعليم ولا يفهموا الدروس التى تدرّس لهم ولا يعرفوا ان يذاكروها فيأتى مدير المدرسة ويقول : لأنكّم أيها الطلاب الأعزاء لا ترغبوا فى التعليم فنحن سوف نلغى التعليم نهائى حتى لا تتعبوا0فهل هذا حل جيد00حتى يرتاحوا هؤلاء الطلاّب يتم إلغاء التعليم !! ويكونوا كلهم جهلة ؟! فهذا لا يليق بل يكون هناك تعليم ويتم تقديم نصيحة للمذاكرة وعندما يذاكروا ويدخلوا إلى الإمتحان يأتوا بالدرجات النهائية ويكون لهم مجموع جيد فهكذا فعل يسوع معنا0إنه يترك الشيطان ليمتحّنا 0وعندما يمتحنّا الشيطان نحن نكون بنذاكر حتى ننجح فى الإمتحان ( الجهاد فى الحياة للتغلّب على الشيطان ) وعندما نذاكر وننجح ونكون شطّار فنكون أبرار0ولذلك يكون لربنا فضل ونكون نحن نجحنا0ومجدّنا ربنا0ولا نفشل ولا نترك مجال الحياة مع ربنا ونبحث عن الأمر الأسهل وهو أنّ ربنا يموّت الشيطان فهذا لا يكون هو الأسهل فهناك إقتراح آخر00ربنا يخلق آدم ولا يكون حرفإن الذى جعل آدم يقع فى الخطية هو الحرية فإنّ لديه الحرية فى أن يطيع ربنا أو يطيع الشيطان0يكون هذا الحل فى أنّ آدم يكون بلا حرية لأنّ عندما كانت له الحرية فأطاع الشيطان فيجب أن يكون آدم بلا حرية فهل هذا ينفع ولماذا ؟ ففى هذه الحالة لا يكون هناك فارق بين آدم وبين الحيوان0فإنه فى هذه الحالة يكون إنسان مسيّر فإنه إذا كان قديس أو بار فى هذه الحالة فلا يكون فضل0فإن الإنسان ليس له حرية فهذا معناه إن ربنا يجبرة على القداسة0فهل ربنا يجبر الإنسان على القداسة أم أنه ربنا يريد أن تكون هذه القداسة بإرادتنا 0هل يكافئنا ؟! فإنّ ربنا يريد أن يقول للشيطان أنّ إبنى آدم أمامك حاربه كيفما تشاء ولكنّه هو لم يقع فلا يقول ربنا للشيطان أنك مهما عملت مع آدم فإنه لا يقع 00ففى هذه الحالة إن ربنا عجز فى أنه يعمل إنسان يمجدّه0ففى الحقيقة إن ربنا لم يعجز 00بجانب أنّ أجمل شىء فى الإنسان أنه خلق على صورة الله ومثاله0والله حر ولأنّ الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله ولأنّ الله حر فإنّ الإنسان يكون حر00فإنّ أجمل شىء فى الإنسان أنّه يعبد الله وهو حرفهل هناك شخص يصوم غصب عنه ؟! بل بحرية0 فهل هناك شخص يدفع العشور غصب عنه ؟! بل بحرية0فإن أجمل شىء ربنا يراه أنّ الإنسان يعبده ويحبة بحريته0وإن كان الشر معروض على الإنسان فإنّ فعلا أجمل شىء يحب ربنا إن أولاد الله يحبوة بحريتهم0 فهناك إقتراح آخر00آدم يتوب ويظل يقول يارب سامحنى أنا أخطأت إليك ويظل يبكى ويطلب من ربنا أن يسامحه فهل هذا ينفع ؟!فهذا لا يليق لأنّ خطية آدم موجهة لربنا0أمّا نحن الأن فعندما نخطىء نتوب وذلك لأنّ ربنا جاء وفدانا فإن الفرق بين خطية آدم وخطيتنا نحن الأن كبير جدا جدا أنّ المسيح جاء ومات على الصليب ودفع ثمن الخطية بصليبه وفدائه لنا0فأصبحت توبتنا هى توبة عن الخطية لكن ثمن الخطية مدفوع وهو دم المسيح0 فهناك سؤال مهم جدا : ما هى شروط الفداء من الخطية ؟؟ هناك ثلاثة شروط مهمين جدا : (1) أن يكون إنسان (2) أن يكون غير محدود (3) يكون من غيرخطية فمن الذى تكون متوفّرة فيه كل هذه الشروط 00فمن هو الذى يكون إنسان وغير محدود وبلا خطية ؟ فإنّ أى إنسان محدود وأى إنسان يكون بخطية وأى إنسان غير محدود فهو لا يكون إنسان0 فما هو الحل ؟ من الذى يقوم بعملية الفداء ؟ فإن ربنا هو الذى يقوم بالفداء ومع أنه غير إنسان فلكى يكون ربنا إنسان يتجسّد ويكون إنسان فيكون ربنا : (1) إنسان (2) غير محدود (3) بلا خطية حتى يتم عملية الفداء ولكن إذا كان غير ذلك فلا تتم عملية الفداء0 هل ينفع أن يفدينا من هؤلاء الأشخاص :0 موسى النبى – الملاك ميخائيل – أخنوخ البار – السيدة العذراء00 بدلا من تجسّد المسيح لفدائنا موسى الملاك أخنوخ السيدة العذراء النبى ميخائيل البار مريم 1/إنسان 2/بلاخطية 3/غيرمحدود النتيجة هى لا يوجد أى أحد من هؤلاء ينفع لعملية الفداء0 أمّا يسوع المسيح :- (1) إنسان (2) بلا خطية (3) غير محدود فإن لإتمام عملية الفداء يجب أن يكون شخص يستوفى الشروط الثلاثة معا : * فإن يسوع إنسان وأنه أخذ جسد من السيدة العذراء حتى يكون إنسان0 * وأنهّ غير محدود0 * وبلا خطية لأنهّ عندما إتولد لم يولد حامل خطية آدم وحواء لأنّه ولد بتظليل الروح القدس حيث قال الملاك للعذراء مريم " الروح القدس يحل عليك وقوة العلّى تظلّلك والقدوس المولود منك يدعى إبن الله "0 فإن البذرة التى وضعت فى بطن العذراء مريم من الروح القدس فإنّ العذراء مريم ولدت بخطية آدم وحواء أمّا السيد المسيح فهو لا يولد بخطية آدم وحواء0 فإن يسوع كان بلا خطية وغير محدود لأنّه إله وإنسان لأنّه تجسّد 0" عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد " لأنّ يسوع عندما جاء إلى الأرض كان جسد مثلنا ماعدا الخطية وأنّه جسد كان به عضلات ودم ولحم وبه بطن فكان به كل شىء مثلنا تماما " والكلمة صار جسدا وحلّ بيننا " ويقول الكاهن فى القداس " تجسّد00وعلّمنا طرق الخلاص " فإن لذلك ربنا يسوع المسيح تجسّد لأنّ الخطية صدرت من إنسان فكان يجب أن يكون هناك إنسان يفدى الإنسان ولأنّه إله غير محدود يقدر أنه يفدى الإنسان المحدود ولأنّه بلا خطية يقدر أن يرفع الخطية 00فكيف أن يكون هناك إنسان خاطىء يفدى إنسان خاطىء0فيجب أن يكون بلا خطية 00مش ممكن أن يكون إنسان بخطية ويفدى الإنسان0فلا ينفع مجرم يفدى مجرم فهل ينفع أنّ أثنين محكوم عليهم بالإعدام وأحدهم يفدى الآخر ؟ فإنّ الأثنين مذنبين وعليهم حكم الموت0فهذا غير ممكن لكن من الممكن أن يكون هناك برىء يموت بدل مذنب إذا لا ينفع أنّ ربنا يسوع المسيح يموّت آدم00ولا يخلق شخص آخر غير آدم00ولا يخلق آدم مسيّر00ولا أنّ آدم يتوب فقط00لكن الأن نحن نتوب عن خطايانا فقط وذلك لأنّ المسيح مات وفدانا بدّمه آدم كان لا ينفع أن يتوب فقط لأنّه كان لم يتم دفع ثمن الخطية 00وثمن الخطية هو موت00وكان لا ينفع أنّ آدم يموت لأنّ الخطية غير محدودة إذا الذى نفعله نحن حاليا أنّ ربنا يسوع المسيح على المذبح يقدّم نفسه ذبيحة لأنّه مات لإجلنا فهذا هو ثمن الخطية بتاعتنا0فنحن عندما نتوب أنّ المسيح يقدّم نفسه مذبوح 00فبهذا يتم الغفران إذا لا يكفى أن يكون هناك توبة عن خطايانا فقط0فيجب أيضا أن نتناول 00فهناك تتم تقديم توبة ونتناول المسيح00فإن المسيح يقبل توبتنا ويقدّم نفسه عن خطايانا ذبيحة وكفاّرة فهناك حل آخر00أنّ آدم غلط00فإنّ آدم يقدّم توبة ويقدّم ذبيحة0فهذا يكفى فهل هذا حل جيد ؟ فإنّ أجرة الخطية هى موت " وأنّ بدون سفك دم لا تحدث مغفرة00 " فإنّ آدم يقدّم ذبيحة ويعتزر لربنا0والذبيحة عبارة عن حيوانات 00فهل هذا الحل جيد ؟ إنّ الحيوانات محدودة فهى أساسا لا يوجد بها الطبع البشرى لتفدى 0فلماذا أمر ربنا بالذبائح التى هى محدودة؟ إنّ أجرة الخطية هى موت ويجب أن يقدّم الإنسان دليل لربنا على أنّه تائب ( الشخص الذى أخطأ ) وأنّه يعبّر لربنا أنه تائب 0 فإنّ ربنا حنين فكان يضع ربنا لهؤلاء الناس وضع مؤقتّ فمثلا : أنا إستلفت من شخص مليون جنيه وأنا لا أقدر أن أدفع فحوّشت 100جنية وقلت لهذا الشخص سامحنى أنا لا أقدر أن أدفع هذا المبلغ0فيأخذ هذا الشخص المبلغ الذى قدّمته له على أساس إنى أنا عندى نية للدفع0فإنّ دم الخروف كان مثلى أنا فى أنّ كان عندى نية للتوبة فهذا كان لا يكفى فهذا كان يمثّل دليل لربنا أنّ الشخص كان يريد أن يتوب ولا يقبل الشر فكان ربنا يقبلها ولكن ليس هذا هو الدين فإنّ الدين كان كبير جدا0دين غير محدود 0فكان لا يوجد إلاّ أنّ ربنا هو الذى يسد الدين إذا أنت يارب كل هذه الحلول كانت لا تنفع كان يجب أنّ ربنا هو الذى يتجسّد00كان يجب أنكّ تأتى لتفدى الإنسان0لأنّ الخطية دخلت إلى الإنسان وأفسدت الإنسان فربنا وجد حل للإنسان0فكان هو الحل الإنسان فسد وكل شىء بداخله فسدت ( مخه وقلبه وكل أعضائه فسدت ) فإن ربنا يريد أن يجدّد خلقة الإنسان بأن يخلق إنسان جديد ولا يقع وإذا أوقع يعالج غير آدم فقال ربنا كل شىء بداخل الإنسان فاسد وقال الرب أنّ كل شىء داخل الإنسان سأخذة فسيموت لكن الله سيدخل إليه قلب جديد وحياة جديدة وأعضاء جديدة فيكون شخص آخر0فهذا هو الذى قام به ربنا0ولكن متى تمتّ هذه العملية الجراحية للإنسان ؟فهذه العملية الجراحية تمتّ فى المعمودية فالذى حدث فى المعمودية أنّ كل واحد فينا إتولد من جديد فإنّ ولادة آدم راحت ولكننا أخذنا ولادة جديدة من الماء والروح فأصبح الإنسان لا يكون إبن لأبوة البشرى بل أصبح إبنا للمسيح فأخذنا التبنّى وأخذنا الميلاد الجديد والطبيعة الجديدة " وأنتم الذين إعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح " فنحن عندما دخلنا للمعمودية فقد لبسنا المسيح0فلا يكون كل واحد منّا إبن لآدم ولا إبن لأبواه بحسب اللحم والدم بل أصبح إبنا للمسيح وعندما أصبح كل واحد منّا إبن للمسيح فقد أخذنا صفات الله " برة وقداستة وفدائه " فأصبحنا قديسين فنحن إذا كنّا خطاة ولكن كل شىء فينا لله0وإذا كان أحد منّا يخطىء فتقوم بالإعتراف فبهذه الطريقة تقدّم توبة و تتناول أى نأخذ جسد المسيح ودمه بداخلنا0فيصلح أى شىء فسد بداخلنا 0فإنّ الله عندما يرانا0فأنّه يرى يسوع لأننا أبنائه ومولودين منه ومتناولين جسده ودمه0ففى هذه الحالة نكون تأبين وقديسين وبارين وعندما يأتى الشيطان ويقول لربنا على أحد منّا أنّ هذا الشخص خاطىء وفاسد فيقول له الرب إسكت كفايا الذى فعلته0جعلتنى غضبت على أولادى وهلكت الإنسان وجعلتنى عملت الطوفان وهلكت سدوم وعمورة وحرقتهم وشقيت الأرض وبلعت ناس 0فهذا يكفى فأنّ ربنا يسوع المسيح حلّ الأمر كله لذلك نقول " تجسّد وتأنّس وعلّمنا طرق الخلاص" وسيرّنا أطهارا بروحك القدوس 0فهو جدّد طبعنا وجدّد خليقتنا لذلك يقول معلمنا بولس الرسول " فالله إذ أرسل إبنة فى شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية بالجسد " أى لعن الخطية بالمسيح فهو أخذ اللى لينا ويقدّم لنا اللى له " أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له " فهذا هو عمل ربنا يسوع المسيح0فهذا هو طبعنا الجديد " إن كان أحد فى المسيح يسوع فهو خليقة جديدة " فكل واحد فى داخله إمكانية أن يكون مثل الأنبا أنطونيوس ومثل القديسة مارينا فكل واحد منّا يمكنه أن يكون مثل القديسين العظماء جدا0فإنّ المسيح أعطانا هذه الإمكانية بداخلنا0 فنحن هياكل الله وروح الله ساكن فينا0فهذه هى عظمة ربنا التى فعلها معنا فأنّه أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له 0" عظيم هو سر التقوى0الله ظهر فى الجسد00" فهل يكون هناك شىء أعظم من هذا لذلك يجب أن تعرف بالضبط ما الذى فعله ربنا يسوع المسيح معنا فكان لا ينفع أى شخص يؤتمن على خلاصنا من قبل الرب لا موسى و لا أخنوخ و لا الملاك ميخائيل و لا السيدة العذراء0بل ربنا بنفسه بغير إستحالة تجسّد وتأنّس وكان شبهنا فى كل شىء ما عدا الخطية نفسها0 " فأخذ الذى لنا وأعطانا الذى له " فنتخيل أنّ هناك إثنين إخوات أحدهما حلو أوى أوى أوى والآخر وحش أوى أوى أوى 0فهو كان عكس الآخر فى كل شىء فذات مرة كان هناك حديث بينهم : الأخ الحلو : حرام الذى تفعله هذا فى نفسك0وما هذه الشلة التى أنت تمشى معها 0 الأخ الوحش : ملكش دعوة0فأنا أحسن منك0 الأخ الحلو : حرام كل الخطايا دى الأخ الوحش : إحنا بندخل إلى المنازل لنسرقها فكل هذه الأموال التى معى بسبب ذلك0 الأخ الحلو : هل تسرق الناس ! الأخ الوحش : فيها إيه يعنى 0وفى ذات مرة ونحن بنسرق طلع علينا ناس فرأونا فنحن قمنا بضربهم بالسكينة0 الأخ الحلو : هذا خطأ ومش كويس 0لا تفعل هذا مرة أخرى0هذا غلط0 فإن ربنا يغضب عليك0أنا لا أصدّق كل هذا0فيكون رض الأخ : الأخ الوحش : إنت خايب لا تعرف أن تفعل أى شىء من هذا0فنحن مجموعة جدعان ورجّالة0 إلى أن جاء يوم وكان الأخ الوحش يجرى بسرعة كبيرة على السلم وكان قميصه ملىء بالدم وإتفتح باب الشقة وقفلة بسرعة فساله أخوه الأخ الحلو : ماذا حدث ؟؟ !!!! الأخ الوحش : ونحن كنّا بنسرق أحد المنازل قمنا بقتل أحد الأشخاص0 الأخ الحلو : أنا مش قلت لك لا تفعل هذا مرة أخرى0 الأخ الوحش : إنت حتوعظنى دلوقتى0فإنّ البوليس خلفى0يجب أن تخبأنى0 الأخ الحلو : أخبيك فين ؟!!! فخبّط البوليس على باب الشقة0فقام الأخ الحلو بتقليع القميص الذى ملىء بالدم الذى على أخوه ولبسة هو بسرعة وقام بفتح الباب للبوليس وأمسك به البوليس وكان هذا الشاب هو الشاب الحلو فأخذ الأخ الوحش يبكى وكان رض أخوه عليه000 الأخ الحلو : إسكت إنت 0 فبهذه الطريقة لبست الجريمة البشعة هذه الأخ الحلو البرىء الذى كان يحب ربنا ولا يرتكب خطايا تغضب ربنا0فإن الشاب الحلو هذا سوف يموت بالإعدام0وعندما كان ينزل ليذهب مع البوليس فقال الأخ الحلو لأخوه : الأخ الحلو : أنا سأموت بدلا عنك 0فأنا أخذت الموت بدلا عنك فأنت أرجوك عيش الحياة الطاهرة النقية بتاعتى فهنا حصل فداء0فإنّ ربنا يسوع المسيح برىء ولكنّه أصبح هو المذنب أمّا أنا المذنب ولكنى أصبحت برىءفأنا الذى أستاهل الموت0فإنى أنا الخاطىء ولكن الذى أخذ الخطية التى فىّ هو ربنا والذى أصبح مذنب هو ربنا والذى أصبح برىء هو أنا مع إنى أنا المذنب " أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له " فإنه أخذ خطيتى وأعطانى بره 0أخذ شرى وأعطانى قداستة0أخذ طبيعتى الفاسدة وأعطانى طبيعتة المقدسة0فإنه أخذ الموت وأعطانى الحياة " أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له " أد إيه ربنا أحبنّا0فيجب نحن أيضا نحبه كثيرا و لا نخطىء إلى ربنا بخطايانا التى نقوم بها 0فيكفى الذى تحملّه من أجلنا0فلا يكفى أننا نفعل خطية بل أيضا نصلى لله أن يسامحنا ويسامح كل الخطاه حتى ترفع غضبك عن كل الناس حتى ترضى علينا كلنا ربنا يفرّحنا بيه ويجعلنا أبناء أمناء له ونحبه من كل قلوبنا وربنا له المجد دائما أبديا أمين.

تساؤلات لاهوتيــة ج2

سوف نتحدث اليوم عن موضوع تساؤلات لاهوتية وعرضنا بعض الأسئلة " أنّ الثالوث حتمية " بمعنى أنّ الثالوث ضرورة فى طبيعة الله ، بمعنى أننا لم نخترع الثالوث وأنهّ لابد أن يكون الله ثالوث فهل من الضرورة أنّ الله ثالوث وهل من حتمية أنّ الله ثالوث ؟ لماذا لم يكن الله واحد فقط ؟ واحد أحد مطلق لماذا ؟ تعال لنتخيل أنّ الله واحد مطلق ، فالله محبة والله أزلى ومدام هو واحد فهذا الحب كيف يمارس ؟ يقول لك يعمل الإنسان ويمارس الحب مع الإنسان 00يعنى ربنا محتاج للإنسان00إذن ربنا ناقص00إذن ربنا محتاج لمن يكملّه00إذن ربنا محتاج لشىء خارج عنه يكملّ كيانه الإلهى00فهذا كلام يعقل ؟ لا يعقل0 إذن الله لأنهّ كامل فلابد أنّ طبيعته تكون كاملة ، فإن كان يمارس الحب فهو يمارس الحب فى داخل ذاته الإلهية فى داخل وجوده الإلهى فهو كائن منذ الأزل0فأنت تعرف كل هذه الخليقة التى نتحير فى أمرها جدا 00عمرها كم سنة ؟ لو درسنا أحقاب ربنا يسوع المسيح حتى مجيئه سوف نجد انهم 3400سنة حسب الأنساب فكل شىء له زمن ، مع 2000بعد الميلاد إذن المجموع كله5500 ، إذن قبل أل 5500 سنة كان ربنا موجود مع مين ؟ مع ذاته كائن بذاته فى وحدانية الثالوث وفى ثالوث الوحدة فكان يمارس الوجود والحياة فى ذاته الإلهية لأنّه لا يحتاج إلى آخريوجد فرق بين أنّ الله ثلاثة والله مثلث الأقانيم ، يوجد فرق بين أننا نحاول أن نثبت أنّ الله ثلاثة وأنّ الله طبيعته مثلث الأقانيم صعب جدا إنك تقول لى لماذا أنا مكّون من نفس وجسد وروح لأنك أنت كذلك فهذه القضية محلولة بذاتها فرّبنا كذلك ، فمثلا شخص إسمه جرجس 00لا تقل لى لماذا إسمه جرجس فهو كذلك ‘ فنحن لم نخترع طبيعة الله فالثالوث حتمية لأنّه لابد أن يمارس الحب فى ذاته الإلهية ولابد أن يكون كيانه كيان كامل وغير ناقص ولا يحتاج إلى كيان آخر غيره يكملّه 0 يوجد بدعة فى الكنيسة تقول أنّ الإبن كان له ثلاث أشكال متطورين شكل قبل التجسّد وشكل أثناء التجسّد وشكل بعد التجسّد ناقشنى فى هذه البدعة هل الإبن تغيّر ؟ فالمسيح هو أمس واليوم وإلى الأبد بمعنى إنه هو هو بذاته الله الكلمة ولكنّه فى التجسّد أخذ جسدا كاملا وإتحدّ بجسدنا وقدّس طبيعتنا وفدى طبيعتنا لذلك لو أردت أن تشوفها فى القبطى فهى أدق بكثير من العربى فنقول فى القداس " تجسّد وتأنّس وعلّمنا طرق الخلاص " " آفتشى ساركس "" ساركس " هو الجسد ‘ " آفتشى " يعنى أخذ جسدا " أووه أفئير رومى " " رومى " تعنى البشرية 00يعنى أخذ جسد وأخذ طبيعة بشرية ولكن ليس معنى ذلك أنهّ ليس الله ‘ فهو هو الله "ولكن عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد " إقنوم الإبن كان له وجود فى العهد القديم فما الفرق بين وجوده فى العهد القديم ووجوده فى العهد الجديد ؟ كل وجود ربنا الله الإبن فى العهد القديم كان عن سبيل الظهور والمعجزة ‘ أمّا فى العهد الجديد فكان حقيقة وتجسّد حقيقى ‘ فكونه فى العهد القديم يظهر لأبونا إبراهيم أو أشعياء النبى أو كونه يأخذ أشكال معينّة يتجلّى بها إلاّ أنّ هذه عن سبيل الظهور وليس حقيقة تجسّد ‘ أمّا فى العهد الجديد فإتحدّ بلحمنا و دمنّا وليؤكد هذا العذراء 00 وجاء من بطن واحدة ليؤكد أنهّ أخذ الساركس إذن الله منذ الأزل هو هو الذى تجسّد هو هو الذى جلس عن يمين أبيه فى العظمة ولمّا كان متجسّد كان فى حالة إخلاءيوجد آية فى رسالة العبرانيين تقول " الذى فى أيام جسده إذ قدّم بصراخ شديد و دموع طلبات وتضرّعات للقادر أن يخلّصه من الموت وسمع له من أجل تقواه " ( عب5: 7 ) ‘ لكى تفهم هذه الآية ربنا يسوع وهو فى بستان جثسمانى بدأ يصلى وأتى إليه ملاك 00كيف نفهم هذا الكلام ؟ لابد أن تفهم جيدا أنّ المسيح حينما تجسّد00 تجسّد تجسّد حقيقى وليس تجسّد خيالى ‘ فكون أنهّ يتقابل مع معانات الموت ومع معانات الصليب ومع معانات رفع خطايا العالم ‘ لا تفكر أنّ هذا الأمر هيّن ‘ صحيح أنّ يسوع متحّد باللاهوت لكنّه لم يذهب إلى موكب الصليب كأنّه ذاهب إلى النزهة 00لا00فكان بها معاناة شديدة جدا لأنّه كان يحمل فى نفسه خطايا العالم كله فكان الصراع شديد جدا مع عدو الخير ومع مملكة الظلمة ومع ألم الجسد ومع ضريبة الخطية 00إنه كان صراع الحياة والموت00إنه صراع الهلاك والأبدية00إنه صراع المجد والهوان00فكان صراع عنيف جداكان جدير بأن يقدّم يسوع صراخ وطلبات 00كان جدير بأنّ عرقه يتصبب كقطرات دم لأنّ فى هذه اللحظة كان يحمل جرم البشرية كلها كيف يتعامل مع هذا الأمر بإستخفاف ؟ لابد أن تفهم أنّ من أجمل النقاط فى حقيقة الخلاص أنّ ربنا يسوع المسيح أخذ جسد حقيقى أعظم ما فى عقيدتنا المسيحية فلو لم يكن المسيح أخذ جسدا حقيقيا ‘ فنبقى بعيد عن الفداء الذى يقدّمه وإذن لم يكن لى نصيب الخلاص إذن أنا لم أنتسب إليه لكن أعظم ما فى المسيحية أنّ يسوع أخذ جسمى أنا لذلك تجد الأناجيل تبدأ بأنساب ربنا يسوع المسيح لتؤكد حقيقة أنه تجسّد لتؤكد حقيقة أنّ يسوع إبن الإنسان كما قال بولس الرسول " لحم من لحمه وعظم من عظامى " ‘ لذلك يقال لك إننا ورثة لله لذلك فخر المسيحية أنّ الله لمّا أخذ جسد بارك طبيعتنا وقدّس نسلنا وذهب إلى أول معجزة وهى عرس قانا الجليل كان بقصد روحانى لكى يبارك الزواج ويبارك الزرع البشرىلذلك نقول فى قانون الإيمان " هذا الذى من أجل خلاصنا ومن أجلنا نحن البشر نزل من السماء وتجسّد من الروح القدس " لذلك تجد أنّ الكنيسة فى بعض العصور دخلت ثقافات غريبة عليها مثل " الله تعالى " فنحن نرفض هذا القول لأننّا لم نقل " تعالى " ولكن نقول " تنازل " فالله بالنسبة لنا تنازل00فالله قريب جدا شابهنا فى كل شىء ما خلا الخطية ، فهذه عظمة المسيحية فهو إله ويجوع ويعطش ويتألّم فلو لم يكن كذلك ما كان إنتسب إلىّ لماذا ربنا يسوع لم يفدينا من السماء بكلمة من فمه فهو القادر على كل شىء ؟ ولكن ربنا أراد أن يتحد بطبعنا لأنّ الخطية دخلت فى طبعنا وإختلطت بدماءنا وأجسادنا فلابد من تغيير كياننا ، فلابد أنّ أجسادنا تتغير ومن هنا تجسّد وصرنا جسده وهو قال " مثل ما أنا فى الآب والآب فىّ يكون هم جميعا واحدا فينا " هل كان اللاهوت يلغى الضعف البشرى ؟يوجد ثلاث بدع مهمة وكل تشكيك إيمانى هو فى الحقيقة يجدّد صورته لأنّ الشيطان ما من حيلة يشككنا بها فى طبيعة الله :- أول بدعة أريوس :- قال أنّ المسيح ليس هو الله فهو إنسان فاضل وتقى قديس ولكن ليس هو الله ، من الممكن أن نقول ذلك على أبونا إبراهيم وموسى النبى000إلخ0 ثانى بدعة نسطور :- جاء ليرّد على أريوس ويقول : لا تقول أنّ المسيح ليس هو الله ، فالله كان يحمل طبيعتين 00طبيعة إله وطبيعة إنسان فكنّا نراه يجوع ويعطش ويتألّم وكنا نراه يقيم الموتى ويفتّح أعين العميان ويتسلّط على الرياح 00شقّ نسطور طبيعة ربنا وعمل أيضا فكرة المصاحبة 00بمعنى أنّ يسوع كان يمشى بجانبه اللاهوت0 ثالث بدعة أوطاخى : - الذى غلّط أريوس ونسطور فى بدعتهم ، ولكنّه قال إن الناسوت حينما إتحدّ باللاهوت ، اللاهوت شىء غير محدود والناسوت محدود فالناسوت باب فى اللاهوت وإتبلع من اللاهوت إذن طبيعتى البشرية لم تشارك فى الخلاص ولم تتقدّس0 القديس كيرلس الكبير أنار الله عقله بالروح وقال لنا هذا التشبيه :- زى إتحاد الحديد بالنار فالحديد حديد والنار نار عندما تضرب على الحديد بشكوش الضربة تقع على الحديد والنار لا يتألّم ولا يتأثر إذن الألام كانت تقع على الناسوت وفى نفس الوقت هو متحّد باللاهوت ، فهل اللاهوت كان يخفف ؟لا يخفف لأنّ هذه بدعة إسمها مؤلّمى الآب ، فالآب هو الذى رفع الألم 0يقول أنّ ربنا شاء إن آلام يسوع المسيح تستمر حتى أكمل تدبير الصليب وأسلم الروح إذن إتحاد اللاهوت بالناسوت لا يلغى طبع الجسد ولا يلغى طبع اللاهوت ، لذلك يقول لك أحد البطاركة وهو يصلى إسمه البابا غبريال وكان المجمع إتفق على أنهم يضعوا كلمة " وجعله واحدا مع لاهوته " فإعترض الرهبان على هذا الكلام خوفا من تأييدهم لكلام أوطاخى فلابد نضع لها ضوابط " بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير " " بغير إختلاط " إنهم واحد غير مختلطين لا يوجد واحدة تلغى الأخرىمثلا جسدك متحد بنفسك متحد بروحك لكن بغير إختلاط وبغير إمتزاج وبغير تغيير ، وجسدك له سمات ونفسك لها سمات وروحك أيضا وكل سمة للواحدة مختلفة عن الأخرى إلاّ أنك فى النهاية تشكّل طبيعة واحدة فالآب والإبن والروح عند إتحادهم لم يتغيروا همّا الثلاثة فى كيان إلهى واحد لطبيعة واحدة بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغييرلذلك عندما تجد أنّ الكنيسة تخاطب الإبن تكلّمه إنه الذاتى والأزلى و الجليس ، تجد أنّ الكنيسة تكلّم عن لاهوت الإبن بكل وقار وإجلال فى موت رب المجد على الصليب من الذى مات ؟ كما قال القديسين أنّ اللاهوت ذاق الموت ، لو أنّ الناسوت هو فقط الذى مات ما قيمة موت الناسوت ؟الذى أعطى قيمة لرب المجد يسوع فى موته إنه إله وليس إنه إنسان ، إذن وهو إله ذاق الموت لذلك نقول فى القداس " أمين00أمين00أمين بموتك يارب نبشّر " فنحن نبشّر بموت ربنا ، لمّا مات يسوع على الصليب وهو آخذ جسدنا وهو متحد بلاهوته ذاق الموت قال القديس أثناسيوس " الله غير قابل للموت فلكى يفدى الإنسان أخذ جسدا قابل للموت لكى بموته يقدّم فداء عن الإنسان " ، فكان لابد أن يموت لكى يدفع أجرة خطية العالم كله فكان الناسوت لم ينفع الذى أعطى قيمة لموت يسوع المسيح أنّه متحد بلاهوته ، فنحن لم نأكل على المذبح الناسوت فقط لكن نأكل لاهوت لم يفارق ناسوت هذا هو الجسد المحى الذى أخذه من سيدتنا العذراء مريم ، فنحن على المذبح نشارك فى تذكار آلامه 00إذن الجسد ذبيحة لذلك يقول بولس الرسول " لأنّه لاقى بذلك الذى من أجله الكل وبه الكل وهو أت بأبناء كثيرين إلى المجد أن يكملّ رئيس خلاصهم بالآلام " لذلك ننحن نناجى ربنا يسوع بلحن أجيوس ونقول " قدوس الحى الذى لا يموت " لذلك تجد فى يوم الجمعة العظيمة أن تركّز الكنيسة على كلمة " أثاناتوس " غير المائت الذى لا يموت الفكر اللاهوتى محتاج إنك تتأمل فيه وتدرسه يقول القديس كيرلس : " كل شىء فعله الآب بالإبن عن طريق الروح القدس " الخلقة تمّت الآب يدبر00الإبن ينفّذ00والروح القدس يبارك ويقدّس الصليب00الآب يبذل إبنه00والإبن يفدى 00والروح القدس ينقل إلينا فعل الصليب ربنا يدينا فهم أفضل 00ويسند كل نفس بنعمته00ولإلهنا المجد دائما أمين.

إيمانى المسيحى

يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول[ مُباركٌ الله أبو ربِنّا يسُوع المسيِح الّذى باركنا بِكُلّ بركةٍ رُوحيَّةٍ فِي السَّماويَّات فِى المسيِحِ0 كما إِختارنا فِيهِ قبل تأسيِس العالم لِنكُون قدِّيسين وَ بِلاَ لومٍ قُدّامهُ فِي المحبَّةِ ]( أف 1 : 3 – 4 ) يوجد لُون مِنْ ألوان الضغط على أولادنا فِى المدرسة وَالشَّارِع ، وَقَدْ يتطاول البعض علينا ، وَهذا يجعل نفسيتنا غير هادِئة ، فكيف نتعامل مَعَْ هذا الأمر ؟ نتعامل معهُ بِثلاث نِقاطٍ :- (1) معرِفتِى بِالمسيِح :- قَدْ نكُون مسيِحيين بِالميِراث أوْ بِالإِسم فقط00لاَ00مسيِحيتنا أعمق مِنْ ذلِك ، المفرُوض أنْ معرِفتنا بِالمسيِح ليست بِالنسب فقط ، بل لابُد أنْ تكُون معرِفتنا بِالمسيِح قَدْ أخذت مراحِل كثيرة إِنّ معرِفتنا بِهِ تجعلنا نُحِبّهُ وَنحيا معهُ ، نعرِفهُ بِعقلِنا وَنُحِبّهُ بِقلبِنا وَنختبره بِحياتنا وَسِلُوكنا ، مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ لأِعرِفهُ ] ( فى 3 : 10 ) ، [ لكِنْ ما كانَ لِي رِبحاً فهذا قَدْ حسِبتُهُ مِنْ أجلِ المسيِحِ خسارةً000مِنْ أجلِ فضلِ معرِفةِ المسيِحِ يسُوعَ رَبِّي الّذى مِنْ أجلِهِ خسِرتُ كُلَّ الأشياءِ وَأنا أحسِبُها نِفايةً لِكى أربح المسيِح ] ( فى 3 : 7 – 8 )مُعلّمِنا بولس خسر كُلّ شيء كان يفتخِر بِهِ ، عائِلته وَنسبه وَعِلمه ،كُلّ هذا حسبهُ نِفاية مِنْ أجل فضل معرِفة المسيِح ، كيف تفتخِر بِالمسيِح وَتشهد لهُ إِنْ كُنت لاَ تعرِفهُ ؟لِذلِك يوجد سؤال هام هل أنت مسيحِى لأِنّ أهلك مسيحيين أم أنت تعرِفهُ جيِّداً ؟ الكنيِسة تُعّمِد الطفل على إِيمان أبويهِ بعد جحدهُمْ لِلشيطان بدل الطِفل ،المفرُوض أنّ المُعّمد نَفْسَه هُوَ الّذى يجحد الشيطان لِذلِك مسئولية معرِفة الطِفل بِالمسيِح تقع على أهله حتَّى يكبر وَيتعقّل ،وَالمفرُوض أنّ معرِفته بِالمسيِح تنمو وَتزداد حتَّى يقُول أنّهُ ليس سِوى المسيِح الّذى عِشت معهُ وَإِختبرتهُ وَأحببتهُ ، هذِهِ هى المعرِفة التَّى نُرِيدها لنا لِذلِك قال ربّ المجد [ وَتعرِفُون الحقَّ وَالحقَّ يُحرِّرُكُمْ ] ( يو 8 : 32 ) الحق هُوَ السيِّد المسيِح لأِنّهُ قال [ 000أنا هُوَ الطرِيقُ وَالحقُّ وَالحيوةُ000 ] ( يو 14 : 6 ) ، مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ 000لأِنَّنِي عالِمٌ بِمَنْ آمنتُ وَمُوقِنٌ أنّهُ قادِرٌ أنْ يحفظ ودِيعتِي إِلَى ذلِكَ اليوم ] ( 2 تى 1 : 12 ) ، وَمُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول [ لأِنَّنا لَمْ نتبعْ خُرافاتٍ مُصنّعةً إِذْ عرّفناكُمْ بِقوّةِ ربِنّا يسُوعَ المسيِح وَمجيئِهِ بل قَدْ كُنّا مُعايِنين عظمتهُ ] ( 2 بط 1 : 16 ) " عظمتهُ " أىّ التجلِّى هل جرّبت أنْ تعرِف مسيِحك ؟ لو دخلت فِى عِشرة حقيقيَّة معهُ تكُون مُبّشِر لهُ وَلِقيامتِهِ ، لِذلِك نحنُ معرِفتنا سطحيَّة وَهذا خطأ ، لابُد أنْ ندخُل فِى عِشرة حقيقيَّة ،يقُول مُعلّمِنا بولس [ مُبارك الله أبو ربِنّا يسُوعَ المسيِح0000كما إِختارنا فِيهِ قبل تأسيِس العالمِ لِنكُونَ قديسينَ وَبِلاَ لومٍ قُدّامهُ فِى المحبَّةِ ] ( أف 1 : 3 – 4 )السيِّد المسيِح إِختارنِى قبل أنْ أُولد بل وَقبل تأسيِس العالم فكيف لاَ نُحِبّهُ ؟يقُول مُعلّمِنا بولس الّذى باركنا بِكُلّ بركة رُوحيَّة ، أعطانا بركته وَقوّته فكيف أكُون إِبنه وَ لاَ أعرِفه ؟ وَكيف لاَ أُعايِن عظمتهُ ؟ لابُد أنْ أشعُر أنِّى أعرِفه جيِّداً مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول [ 000 مُستعدِّين دائِماً لِمُجاوبةِ كُلِّ مَنْ يسألُكُمْ عَنْ سببِ الرَّجاءِ الّذى فِيكُمْ 000 ] ( 1 بط 3 : 15 ) ، لابُد أنْ تكُون مُستعد أنْ تُجاوِب عَنْ سبب رجاءك لأِنَّك عِشت معهُ وَعاشِرتهُ لأِنّهُ إِختارك قبل تأسيِس العالم للأسف نحنُ المولوديِن فِى الإِيمان معرِفتنا بِهِ أقل مِنْ الّذين يدخُلُون الإِيمان ،مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول [000 يسُوعَ الناصِرِىُّ رجُلٌ قَدْ تبرهنَ لكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقوّاتٍ وَعجائِب وَآياتٍ صنعها اللهُ بِيدِهِ فِى وسطِكُمْ كما أنتُمْ أيضاً تعلمُون ] ( أع 2 : 22 ) ،لأِنّ السيِّد المسيِح برهن أمام العالم كُلِّهِ بِأعمالِهِ أنّهُ إِبن الله كُلّ العالم يقُول أنّ المسيِح مسيِح مُعجِزات ، لَنْ يُنكِر المسيِح سِوى المُتكّبِر وَالمُدافِع عَنْ نَفْسَه وَذاته ، لكِنْ [ 000كُلُّ الّذين قبلُوهُ فَأعطاهُمْ سُلطاناً أنْ يصيِرُوا أولاد الله000 ]( يو 1 : 12 ) ، مَنَ هُمْ هؤلاء ؟ هُمْ نحنُ ، نحنُ أولاده وَورثته الّذى يعمل خطيَّة ثقيِلة ثُمّ يُقّدِم توبة وَإِعتراف عنها يشعُر أنّهُ مُستريِح ،لابُد أنْ أُدرِك خلاصِى وَفِدائِى ، عِندما أعرِفه جيِّداً يعمل هُوَ داخِلِى وَعِندما يعمل المسيِح داخِلِى أعتز بِهِ الله أعطانا وعد أنّ الخطيَّة لاَ تسودنا ، أعطانا وعد أنْ ندوس الخطيَّة ،كُلّ هذِهِ وعُود وَالّذى يحيا مَعَْ المسيِح يُصبِح فرحان وَواثِق بِوعُود الله إِذا عرفت المسيِح بِحق تعرِف حقيقة الثالُوث فِى ذِهنك جيِّداً ، وَعِندما تعرِفهُ أنّهُ تجسّد مِنْ أجلك وَتألّم مِنْ أجلك ستُحِبّهُ ، وَلمّا تعرِف إِنّه إِختارك وَأحبَّك قبل أنْ تُولد تُبادِلهُ حُب بِحُب وَثِقة بِثِقة ، لِذلِك لابُد أنْ تكُون لنا معرِفة بِالمسيِح بِالحواس وَالقلب وَالعمل وَالفِكر وَكُلّ الكيان 0 (2) إِفتخارِى بِالمسيِح :- أحياناً نشعُر أنّنا وسط المُجتمع لاَ نفرح بِأنّنا مسيحيين ، لابُد أنْ نضع بعض التعارِيف : أجمل شيء وَأغلى شيء فِى حياتك أنَّك مسيِحِى ، سِر قوّتنا وَفرحنا وَطهارِتنا وَجمالنا أنّنا مسيِحيين ، هُوَ الّذى أعطانا نَفْسَه على المذبح ، ألا يستحِق الإِفتخار بِهِ ؟مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالِة غلاطية يقُول أنت تفتخِر أنَّك مُقتدِر لكِنْ أنا[ وَأمَّا مِنْ جِهَتِي فَحَاشَا لِي أنْ أفتخِر إِلاّ بِصليِبِ ربِنّا يسُوعَ المسيِحِ000 ] ( غل 6 : 14 ) ، لابُد أنْ تفتخِر بِالصليِب على صدرك وَيدك ، لابُد أنْ أُظهِر مسيحيتِى وَأفرح بِذلِك ، وَحتَّى لو إِسمِى لاَ يدُل على مسيحيتِى أُظهره ثُلاثِى 00رُباعِى 00المُهِم أنْ يظهر أنّهُ مسيِحِى إِفتخر بِمسيحيتك ، يكُون لِى إِفتخار وَأشعُر إِنِّى مُختلِف وَأشعُر داخِلياً إِنِّى أفضل وَأقوى مِنْ الّذين حولِى ، لو أنا غير مسيِحِى أكُون بِدُون قوّة وَ لاَ وعُود مُفرِحة لو نظرنا لِلأديان الأُخرى نشكُر الله على مسيحيتنا ، مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول[ 000النِعمةِ التَّي نحنُ فِيهَا مُقِيمُونَ000] ( رو 5 : 2 ) ، أىّ مولُودون فِى قصُور النِعمة ، إِعلِن مسيحيتك وَبِأىّ أسلُوب مَعَْ نموك فِى محبِتك وَفِى معرِفتك بِالمسيِح تأخُذ إِفتخار بِالمسيحيَّة ،فِى أىّ مكان تمشِى فيه إِعتز إِنَّك مسيِحِى ، إِذا كان هُوَ أحبنِى وَأنا لاَ أستحِق ذلِك فَلاَبُد أنْ أعتز بِهِ وَأفتخِر بِهِ لأِنّهُ صلاح مِنهُ وَمحبَّة مِنهُ وَليس لإِستحقاق فِينا نحنُ ، لِذلِك حتَّى فِى صليبه وَفِى عُريه إِفتخر بِهِ لأِنّ ضعفه أعظم مِنْ القوّة إِذا تقابلت مَعَْ إِنسان غير مسيِحِى وَأظهرت أنَّك لاَ تفتخِر بِمسيحيتك ستسقُط مِنْ نظرهِ ، لكِنْ لو أظهرت مسيحيتك أمامهُ يحترِمك لأِنّهُ يشعُر أنَّك قوِى تفتخِر بِإِلهك حتَّى وَإِنْ كان هذا الشخص لاَ يُحِبّك ، ياسعد مَنَ كان مسيِحِى فِى السِنكسار قصَّة تحكِى عَنْ إِثنان مسيحيان كانا يعملان خدم عِند رجُل يهودِى ،قال أحدهُما لِلآخر ماذا أخذنا مِنْ مسيحيتنا ؟ نحنُ لاَ نعرِف كيف نعيِش 00نحنُ نحيا فِى فقر00هيا نترُك المسيِح لِكى نتمتّع بِالحياة ، لكِنْ الآخر وبّخهُ على تفكيره هذا وَحاول أنْ يُثنيه عَنْ عزمه بِترك المسيِح فَلَمْ يستطع ، وَذهب هذا الخادِم الجاحِد لِسيّدهُ اليهودِى وَقال لهُ أنا مِنْ اليوم أصبحت يهودِى ، فأجابهُ سيِّدهُ أنّهُ إِذا كان قَدْ ترك المسيِح فليفعل ما يُرِيدهُ مِنهُ وَهُوَ أنْ يُحضِرهُ أمام جمع غفير وَسيأتِى لهُ بِصُورة لِلمسيِح المصلُوب لِيطعنها أمام الجميِع وَيُعلِن جحده لِلمسيِح ، فوافق الخادِم المسكيِن ، وَبِالفِعل صنع ما طلبهُ مِنهُ سيّدهُ وَكانت النتيجة أنْ خرج مِنْ صُورة المصلُوب دم وَماء ، فأخذُوا مِنْ الدم وَالماء وَوضعوا على عينىّ فتاة عمياء فأبصرت فِى الحال ، فصار كُلّ الحاضريِن مسيِحيين ، بينما مات الخادِم الجاحِد المسيِح قوّة وَأجمل صِفة فِى حياتِى إِنِّى مسيِحِى وَهذا سِر قوّتنا ، لو أظهر لك أحد ما عدم محبَّة أُعذره وَ لاَ تضعُف أمامه مهما كان الأسلُوب قوِى عليك ، هُمْ مهما كانُوا مُعتدِلين مُمكِن بِبعض الكلِمات القليلة يُشحنُّون ضِدك00لِماذا ؟لأِنّهُمْ تعابى ، هُمْ عِندما يُصلُّون يطلبُون أذية لنا 00فهل هذِهِ صلاة ؟ نحنُ ضِدهُمْ ،لابُد أنْ نكُون مُحبيِن وَأقوياء ، لو كان الوسط الّذى حولك فِيهِ رُوح كُره وَبُغضة لابُد أنْ يزيِد إِيمانك 0 (3) شهادتك لِلمسيِح :- لابُد أنْ تشهد لِلمسيِح وَلإِيمانك حتَّى لاَ يكُون إِسمه فِيك باطِل[ أنا أظهرتُ إِسمكَ لِلنَّاسِ000 ] ( يو 17 : 6 ) ، هكذا قال السيِّد المسيِح لِلآب ،فهل نحنُ نُظهِر المسيِح لِلنَّاس ؟ الرُسُل بشّروا وسط قبائِل لاَ تعرِف الله وَقيِل لهُمْ أنّ هؤلاء القبائِل سيُميتُوكمْ ، يقُولُون المُهِم أنْ نُبّشِر ، حتَّى لو أماتُوهُمْ لأِنّهُمْ شاعريِن بِقوّة داخِلهُمْ القديس بولِيكاربُوس عِندما أرادوا أنْ يُعّذِبوه لأِنّهُ مسيِحِى قيدوه بِسلاسِل ،وَلِكِبر سِنّه حاول مُعّذِبوه أنْ يُثنوه عَنْ عزمه وَيجعلوه يُنكِر المسيِح حتَّى يُخلِّص نَفْسَه ،لكِنّهُ أجابهُمْ وَقال لو عِشت مَعَْ إِنسان لَمْ ترى مِنهُ شيء يُسيىء إِليك فهل تُنكِرهُ ؟فقالُوا لاَ00فأجابهُمْ أنا عِشت مَعَْ المسيِح 86 سنة لَمْ أرى مِنهُ شيء يُغضِبنِى فكيف أُنكِرهُ ؟! إِشهد لِلمسيِح بِحياتك وَحشمِتك وَتفُّوقك وَسِلُوكك وَأخلاقك ، هُنا يظهرشكل المسيِح الجميِل فِيك ، إِمَّا تشهد لِلمسيِح أوْ تُهِين المسيِح أيُّهُما تختار ؟؟؟؟ تستطيِع أنْ تشهد لِلمسيِح فِى صلاتك 00كيف ؟ بِتقديِس وقت الصلاة ،صلِّى حتَّى لو كُنت تشرِد بِفِكرك ، حسِّن وقفِة الصلاة بحيث يكُون لك إِحساس بِالله فِى حياتك ربِنا يسنِد كُل ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين .

صداقة القديسين

بنعمة ربنا سنتحدّث عن جُزء بسيط مِن سِفر صموئيل الثانى 1 : 23 – 27[ شاول ويوناثان المحبوبان والحُلوان فِى حياتِهِما لمْ يفترِقا فِى موتِهِما 0أخفّ مِنَ النسور وأشدّ مِنَ الأسود0يا بنات إِسرائِيل ابكيِنَ شاول الّذى ألْبَسَكُنّ قِرمِزاً بالتنّعُمِ وجعل حُلىّ الذّهبِ عَلَى مَلاَبِسِكُنّ0 كيفَ سَقَطَ الْجبابِرة فِى وَسَطِ الْحرْبِ0 يوناثان عَلَى شوامِخِك مَقْتُول0قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يا أخىِ يُوناثان0 كُنْتَ حُلواً لىِ جِداً0مَحَبّتُكَ لىِ أعْجَبُ مِنْ مَحَبّةِ النّسِاءِ0 كَيْفَ سَقَطَ الْجَبابِرةُ وَبَادَتْ آلاَتُ الْحَرْبِ ]" مجداً للثالوث الأقدس "داود النبى يُحِب يوناثان إِبن شاول الملِك جِداً ، وتعلّقت أنفُسهُم بِبعض جِداً رغم أنّ الّذى ينظُر لهذهِ الصداقة يُلاحظ أنّ هُناك فيها شىء مِنَ التعجُب لأنّ داود هو الّذى كان مُرشّح لِمُلك بنى إِسرائيل ويوناثان إِبن شاول الملِك أيضاُ مُرشّح للمُلِك ، فمِنَ المفروض أنّ الإِثنينِ مُتنافِسينِ ومع هذا كانوا فِى حُبٍ شديد جِداً ، لِدرجة أنّ اليوم الّذى قيل فيهِ لداود عن موت يوناثان بكى بُكاءً صعب جِداً وحزِن جِداً وجعل كُلّ الناس تأتىِ لترثىِ وتبكى على يوناثان ، فإِنّ داود قال [ يا بنات إِسرائيل ابكين شاول000كيف سقط الجبابرة فِى وسط الحرب ] ،[ قد تضايقت عليك يا أخىِ يوناثان 0 كُنت حُلو لىِ جِداً ] 0فسوف نتحدّث معاً عن موضوع صداقة القديسين صداقة القديسين عِبارة عن إِتحاد روحىِ ، صداقة مِنَ نوع روحانىِ ، لا تستطيع أن تفهمه إِلاّ بالروح ، تجِدهُم مُتحدِين ببعض بإِتحاد وثيق دون أى منفعة ، دون أى تعارُض ، دون أى مصلحة ، دون وجود مصالح ذاتيّة فِى الوسط ، دون غيره ، دون حسد ، دون حِقد ، محبّة روحانيّة فكثيراً ما نجِد بين أبائنا القديسين صداقات روحانيّة جِداً مِثل صداقة داود النبىِ ويوناثان ، فإِنّ داود هُنا عِندما كان يتكلّم عن شاول مع أنّ شاول كان يكره داود وكان شاول يذوق الويل والمُر لداود ، وهُنا يقول [ يا بنات إِسرائيل ابكين شاول الّذى البسكُنّ قرمزاً بالتنّعُم وجعل حُلى الذهب على ملابِسكُنّ ] وهُنا داود يُريد أن يقول أنّ المملكة فِى عصر شاول إِزدهرت ، وأنّ الناس الّذين كانوا فُقراء أصبحوا أغنياء ، فالفضل فِى هذا للملِك شاول ، فإِنّ هذا الكلام خارِج مِنَ فم داود النبىِ الّذى كان يُعتبر عدو مُنافِس لشاول وكان شاول يُطارِد داود ليقتُلهُ أينما ذهب ، ومع ذلك يقول داود [ ابكين شاول ] ، ويقول داود ليوناثان [ كُنت حُلواً لىِ جِداً ] فكان هُناك نماذِج كثيرة مِنَ القديسين كُلّ واحِد فِى حُبّه للآخر محبّة حُلوة جِداً ، أعجب وأجمل مِنَ محبّة النساء مثلما يقول داود النبىِ ، هُناك كثيراً مِنَ القديسين لهُم صداقات مع أُمِنا العذراء توصِل لِمحبّة حُلوة جِداً جِداً وشفاعة وطلبة وتوسُلّ وخضوع ، لابُد يا أحبائى أن يكون لينا هذا الحُب بيننا وبين القديسين ، حُب صداقة ، حُب روحانىِ ، حُب مِنَ الداخِل ، ويكون لنا شُفعاء مِنَ القديسين ، ويكون كُلّ شخص مِنِّنا صديق للقديسين ، فيُقال عن القديس البابا كيرلس السادس أنّ صداقتهُ للقديس مارِمينا كانت تفوق عن صداقة إِثنين إِخوات توأم ، فإِن الإِخوات التوأم تكون روحهُم فِى بعض وطريقة تفكيرهُم زى بعض ولا ينفصِلوا أبداً ، هكذا صداقة مارِمينا والبابا كيرلس ، وكثير ناس كانوا يروا البابا كيرلس يسير وكان يسير بِجواره القديس مارِمينا وكانوا يهتِفوا بإِسم مارِمينا ، فكان يسألهُم البابا كيرلس لِماذا تهتِفون بإِسم مارِمينا ؟ فكانوا يُجاوِبوه بأنّهُم كانوا يروا مارِمينا يسير بِجواره فكثيراً ما كان يرى البابا كيرلس السادس أشخاص حزانى وبِهُم هِموم فكان يدعو لهُم ويقول " مارِمينا ويّاكُم " ، وعِندما يقولها لأى شخص يشعُر بعد ذلك بأنّ هُناك قوّة دخلت إِليهِ ، فعِندما يوصىِ مارِمينا البابا كيرلس بأنّهُ يعمّر لهُ الدير بِتاعه فيكون رد البابا كيرلس " حاضر " ويهتِم بتعمير الدير بِتاعه ، ويوم ما يحِب البابا كيرلس أن يُدفِن يوصىِ بأنّهُ يُدفِن فِى دير مارِمينا حبيبة ، فإِنّهُ حُب روحانىِ يصِل إِلى درجِة كبيرة جِداً جِداً أكبر مِنَ أى تعبيرات جسديّة فهُناك تكون عِشرة وصداقة وروحانيّات وطلبات بين القديسين والأشخاص ، فكان البابا كيرلس مع السيّدة العذراء هُناك عِشرة قويّة ، فكثيراً مِنَ الناس تأخُذ مِنَ أُمِنا العذراء أُماً لها كأنّها أُم لهُم ، فإِذا إِتخذنا مِنَ القديسين إِخوة لنا فنأخُذ أُمِنا العذراء أُم لنا ، فكان البابا كيرلس يهتِم بأن يُنير قنديل أُمِنا العذراء بنفسه كُلّ يوم طوال ما هو فِى منزله وطوال ما هو فِى الرهبنة وطوال ما هو بطرك فإِنّهُ كان يحِس بِمِنَ تكون هذهِ المرأة بالنسبة لهُ ، ففِى داخله عِشرة جميلة داخِل قلبه وداخِل حياته ، وكما كُنّا نقول أنّ مارِمينا كان يترأى كثيراً للبابا كيرلس ، فكذلك السيّدة العذراء كانت تترأى مع البابا كيرلس فيجِب أن نخرُج مِنَ إِطار الشكليّة ، مِنَ إِطار المعرفة العقليّة التّى بيننا وبين القديسين ، فعِندما يسألنا أحد ما الّذى تعرِفهُ عن مارِمينا ؟ فنرُد عليه ونقول نعرف عنّه إِنّه كان بطل وكان شُجاع وكان جُندى ! فهذا لا يكفىِ ، يجِب أن يكون لِكُلّ واحِد منّا لهُ عِلاقة شخصيّة وعلاقة قوية كشفيع وكأب ، علاقة روحانيّة ، مثلما يكون للإِنسان إِتكال على شخص يكون لهُ سُلطان أو يكون لهُ جاه أو يكون لهُ معارِف ، لابُد أن يكون لنا قوّة هذهِ العلاقة مع القديسين فإِنّ الكنيسة أُمِنا يا أحبائى تؤمِنَ بأنّ كُلّ أيقونة للقديس هى حضور للقديس ، فكُلّ أيقونة يا أحبائى يتِم التبخير أمامها ويُعطى السلام لِهذا القديس لأنّ الكنيسة تؤمِنَ أنّ جماعة المؤمنين مُتحِدة بِجماعة المُنتصِرين ، وتؤمِنَ أنّها حِضور للسماء وحِضور للأرض فِى نُقطة إِلتقاء واحِدة ، ففِى الكنيسة تكون مليئة بأيقونات القديسين لأنّنا نؤمِنَ بأنّهُم يكونون جالِسين معنا ، فهُم سبقونا وأكملوا وغلبوا ونحنُ أيضاً عتيدين أن نُكمِل خلاصنا بيهُم وبواسِطتهِم وبشفاعتهِم ، لِذلك يا أحبائى وجود أيقونات عديدة فِى الكنيسة فإِنّ هذا معناه أنّنا جالسين مع رعيّة بيت أهل الله ، جالسين مع الأعضاء الحيّة ، جالسين مع النفوس التّى إِتحدت بِمُخلّصها وجاهدت وغلبت وكسبت ، فإِنّهُم هُم القدوة ، هُم العلامات التّى على الطريق الّذى يجِب كُلّ واحِد يرى أى علامة مِنَ هؤلاء فيعترِف أنّهُ كسب ودخل للسماء ، فالصداقة هُنا صداقة وعِشرة وحُب فيُقال عن أحد الأباء البطاركة فِى الصوم الكبير كان زيادة فِى النُسك وزيادة فِى حُب العِشرة العميقة مع ربنا فإِنّهُ أحبّ أن يلبِس مِنَ الداخِل مسوح( خيش ) وبما أنّهُ بطرك وراهِب وأنّهُ كان يخجل أن يوصىِ أى حد أن يخيّط لهُ هذهِ المسوح لأنّهُ إِذا قال لأى أحد بخصوص هذا الموضوع فعِندما يعرِف فيبتدى أن يقول للناس والناس تتكلّم عنّه بأنّ البطرك سوف يلبِس مسوح ، فهو كان نِفَسه يلبِس مسوح ولكنّهُ لا يعرِف مَنَ الّذى يُخيّط لهُ هذهِ المسوح ؟ وكان محتار مَنَ الّذى يعمل لهُ هذهِ المسوح وظلّ يُصلّىِ ويتشفّع بأُمهِ السيّدة العذراء ، فإِنّ السيّدة العذراء جاءت لهُ ومسكت المسوح وخيّطتها لهُ على مقاسه وألبسِتها لهُ وهو فرِح جِداً بأنّ المُشكِلة التّى كانت لديهِ إِتحلِت وأنّ المسوح عملتها لهُ السيّدة العذراء ، ولِذلِك حتى لا يعرِف أى شخص بخصوص هذا الموضوع ففِى يوم مِنَ الأيام جاء لهذا البطرك شخص ليعترِف عِندهُ وكان إِعترافه فيهِ شىء مِنَ الصعوبة وكان بإِعترافه تجاوزات ، فكان البطرك إِنتهرهُ بِشدّة وحزن منهُ جِداً وقال لهُ إِنت عملت شىء مُحزِن جِداً وبِذلِك إِنت تحزِن المسيح وإنت مِنَ المُمكِن أن تكون سبب لعنة للكنيسة ، فكان البطرك وبّخ هذا الشخص بِشدّة ، فخرج هذا الشخص مِنَ عِند البطرك وهو حزين جِداً لأنّهُ أحسّ أنّهُ مِنَ المُمكِن أن تكون توبته هذهِ توبة غير مقبولة لأنّ البطرك يعتبر إِنتهرهُ ، فإِنّ هذا الشخص وهو خارِج مِنَ عِند البطرك تقابل مع سيّدة وقالت لهُ أُدخُل وقُل للبطرك بتقول لك الخيّاطة بتاعتك إِقبل توبتىِ ، فدخل وقال لهُ عِندما خرجت تقابلت مع سيّدة جميلة جِداً وشكلها وديع جِداً وتقول أنّها الخيّاطة بتاعتك ، فإِستغرب البطرك وقال أنا ليس عِندى خيّاطات ، فرد عليه الرجُل أنا لا أعرِف فهى قالت لىِ ذلك ، فلّما راجِع نفسه شويّة البطرك فعرِف أنّ هذهِ السيّدة هى العذراء مريم فمِنَ المُمكِن أن يكون لنا علاقة بيننا وبين أبائنا القديسين ، علاقة حُب وأبوّة وبنّوة ، علاقة سد إِحتياجاتنا ، بس المُهِم يكون للإِنسان العِشرة الروحانيّة معهُم ، العِشرة الروحانيّة التّى تُعطىِ للإِنسان دالّة معهُم وتُعطىِ لهُ رؤية ، فكُلّ قديس بِكُلّ صِفاته يُحاوِل كُلّ شخص إِنّه يتبِّعها ويحاول أن يسعى وراها ويمشىِ وراها فيُقال عن القديس البابا كيرلس السادس عِندما كان يُبخِرّ أمام كُرسىِ مارِمرقُس كان يقِف بالبخور لِمُدّة طويلة وكان يضحك ، ففِى مرّة مِنَ المرّات سألهُ تلميذه وقال لهُ يا سيّدنا إِنت لِماذا تفعل كُلّ هذا ؟ إِنّك تُعطىِ بخور وتنحنىِ وتضحك 00لِماذا كُلّ هذا ؟ والكنيسة لا يوجد بها أى شخص ، فرد البابا كيرلس عليه وقال لهُ أنّ مارِمرقس جالِس يا إِبنىِ على الكُرسىِ مبسوط وبيضحك ، أنت لا تراه ، فقال لهُ أنا لمْ أراه يا سيّدنا ، فقال لهُ ربنا يُدّيك يا إِبنىِ وتراه ، فإِنّهُ يشعُر فِعلاً أنّهُ أمام حضره القديس وهو بيصلّىِ معاه وهو بيصلّىِ لهُ وهو بيتشفّع بيه ، فإِنّ القديسين أعضاء حيّة وليس أموات ولا هُم عِظام ولا هُم مُجرّد صور ولكنّهُم أحياء لِذلِك يا أحبائى هذهِ العِشرة والمحبّة يجِب أن تُترجم فِى حياتنا إِلى عِلاقة عِشرة قويّة فِى الداخِل ، ويكون لِكُلّ واحِد فينا قديس وقديسة وعشرة وعشرين نتشفّع بيهُم ، يجِب أن نُعّوِد أنفُسنا عِند وقوفنا للصلاة أن لا نختِم الصلاة سريعاً بل نُردّد أسماء القديسين الّذين نعرِفهُم ، فنطلُب مِنَ أُمِنا العذراء مريم والشهُداء والقديسين والبطارِكة والأباء والنُسّاك والأبرار ونطلُب لِكُلّ الأسماء الّذين نعرِفهُم ، ومِنَ المُمكِن أن نوزّع خطايانا على القديسين وطلباتنا على القديسين ، فمثلاً نقول بِشفاعة الأنبا أبرآم ونطلب منهُ ونقول يا أنبا أبرآم أعطينا رحمة مِثل التّى كانت لديّك ، ونطلُب مِنَ الأنبا بيشوى ونقول لهُ إِشفع فينا عِند المسيح حتى يُخلّصنا مِنَ الكسل الّذى فِى الصلاة فأنت كُنت بتجاهِد جِداً وأنت كُنت بتربُط شعرك ، ونطلُب مِنَ السيّدة العذراء ونقول لها أعطينا الدالّة التّى لك ، أعطينا حِضورك وأعطينىِ أحشائك التّى إِحتوت جمر اللاهوت ، فأنتِ لُغز بالنسبة لىِ وكُلّ واحِد منّا يظِل يعدّد فِى الطلبات والتشفُعات بالقديسين وأشعُر بأنّهُم أرواح خادِمة وأشعُر بيهُم ونذكُر أسمائهُم و ليس لِمُجرّد خِتام الصلاة سريعاً نذكُر شفاعة العذراء فقط ولكِنّنا نُكلّم ناس لهُم سُلطان وحضور ولهُم دالّة ولهُم صفة أمام المسيح ، ونطلُب مِنَ أبو سيفين سيف الجِهاد الروحىِ لطرد الشياطين بهِ ، ونطلُب مِنَ مارِجرجس شجاعة الإِيمان وعفّة الحواس وقوّة الشباب وإِعلان الإِيمان أمام الملوك ، ونطلُب مِنَ كُلّ قديس عطيّة سماويّة وأكيد هُم لا يبخلوا علينا بيها أبداً فيُقال عن القديس الأنبا بيشوى أنّهُ عِندما كان يقرأ سِفر أرميا النبىِ كان يأتىِ لهُ أرميا النبىِ بِنِفَسه ويجلِس بِجواره ويشرح لهُ الكثير مِنَ المعانىِ ، لِذلِك يُقال عن القديس الأنبا بيشوى ( بيشوى الأرمىِ أو بيشوى أرميا الجديد ) ، فإِنّ مِنَ المُمكِن قديس مِنَ خِلال صداقتهُ لنبىِ يشعُر بأنّهُ يفهم بِنِفَس إِسلوب هذا النبىِ 0ياه000لهذهِ الدرجة000نعم لهذهِ الدرجة فمِنَ المُمكِن وإِذا كُنت بقرأ المزامير ألقى نِفَسىِ لا أستطيع أن أفهم أى جُزء فمِنَ المُمكِن أن أقول يا داود النبىِ تعالى وفهّمنىِ هذهِ الآية ، مِمكِن جِداً لأنّهُ هو الّذى كاتبها ومِنَ المُمكِن أنّ داود النبىِ يأتىِ ويفهّمها لىِ ونحنُ فِى هذهِ الحالة لا نشعُر بأنّهُم هُم فِى سماء ونحنُ فِى أرض ولا نكون فِى عُزلة عنهُم أبداً ولكِنّنا كنيسة واحِدة ، كنيسة مُتصِلة ، فيجِب أن نشعُر بالعِشرة مع القديسين وأنّنا نسيج واحِد ، وأنّهُم فِى السماء موجودين لأجل خدمِة خلاصِنا وموجودين مِنَ أجل إِحتياجاتنا ، وأنّهُم موجودين مِنَ أجل أنّهُم يساعدونا فِى طريق الجِهاد ويتشفّعوا لينا أمام الملِك المسيح عن ذلاّتنا وهفواتنا وضعفاتنا ويعطونا قوّة ومعونة فِى جِهادنا الروحىِ قيل عن الأنبا شنودة رئيس المتوحدين أنّهُ عِندما كان يقرأ أسفار الأنبياء كان يأتىِ لهُ كُلّ نبىِ مِنَ الأنبياء ويجلِس بِجواره ويُفهّمهُ النبّوة بِتعته ، ومثلما كان الأنبا بيشوى صديق أرميا النبىِ وكان الأنبا شنودة صديق لِحزقيال النبىِ وكان يجلِس بِجوارهِ وذات مرّة أعطى الأنبا شنودة رئيس المتوحدين إِلى أحد تلاميذه تدريب يسهر الليل كُلّه يقرأ أسفار الأنبياء الصِغار الإثنى عشر بالعهد القديم ، فهذا التلميذ ظلّ يقرأ إِلى أن نام أثناء القراءة ، فكان قد قرأ حوالىِ 4 أسفار مِنَ الأنبياء الصِغار ، فظهر حزقيال النبىِ إِلى الأنبا شنودة وقال لهُ إِذهِب وأيقظ تلميذك فإِنّهُ قد قرأ 4 أنبياء فقط فإِنّ كُلّ سِفر كان يقرأهُ كان النبىِ كاتِبهُ يذهِب إِليهِ وكان يقِف معهُ ، فإِنّ هُناك 4 أنبياء واقفين ، إِيِقظهُ حتى يُكمِل الإِثنى عشر حتى نجتمِع كُلّنا معاً ، فذهِب الأنبا شنودة حتى يوقِظ تلميذه فقال لهُ لِماذا تكاسلت ونِمت ياإِبنىِ إِنت وصلت إِلى أى جُزء ؟ فقال لهُ عِند السِفر الخامس ، فقال لهُ طيّب يا إبنىِ كمِلّ ، إنت تعرِف إِنّك عِندما كُنت تقرأ السِفر كان يأتىِ النبىِ كاتِبهُ ويقِف معك ، لِماذا كسّلت ؟ هيّا لِتُكمِل باقىِ الأسفار أنا عاوز أقول أنّ هُناك علاقة حياة بيننا وبين القديسين وبين الأنبياء ، فإِذا أحد منّا تشفّع بقديس فلا يفتكِر أنّ هذا القديس لا يسمع أو لا يأخُذ باله ، أبداً فإِنّهُم أحياء لله ، لِذلك الكنيسة تضع مجمع قديسين فِى القُداس وفِى التسبِحة مجمع طويل جِداً لِنتشفّع بِكُلّ القديسين لأنّهُم سندنا وقوّة الكنيسة وأنّهُم علامات بأنّ الكنيسة تحيا فِى طريق المسيح بِدون أخطاء وبِلا عيب وأنّهُم العلامات التّى تُحقّق سلام وأمان الكنيسة لِذلِك الكنيسة فِى كُلّ قُدّاس فِى قمّة صلاة القُدّاس إِستدعاء الروح القُدس ، كُلّ القديسين والشُفعاء بتوعها وتتكلّم عن الأنبياء والرُسُل والأبرار والنُسّاك والمتوحدين ، ولابُد أنّ الكنيسة تستدعىِ كُلّ هذهِ الأرواح وكُلّ الآباء القديسين والسيّدة العذراء ويوحنا المعمدان وإِستفانوس والبطاركة ورؤساء البطاركة ، والكنيسة تقوم بإِستدعاء الكثير والكثير والكثير مِنَ القديسين لأنّهُم أعضاء حيّة فِى الكنيسة ، فإِنّهُم سِر غلبة الكنيسة وسِر قوّة الكنيسة ، فإِنّهُم أعمِدة الكنيسة فهُناك قديسين كثيرين بينّهُم وبين بعض دالّة وعِشرة وحُب ، فإِنّهُم يقولوا عن القديس يوحنا ذهبىّ الفم أنّهُ كان مُحِباً جِداً للقديس العظيم بولس الرسول لِدرجِة أنّهُ كان سِر فلسفِة يوحنا ذهبىّ الفم وإِنطلاقه فِى الكلام ، وقوّة عِظاته ترجع لِقوّة عِشرته مع بولس الرسول ، وكأنّ بولس الرسول بِقوّة كلامه التّى نقرأها فِى كلامه نُلاحِظ أنّها موجودة فِى القديس يوحنا ذهبىّ الفم ، فلِذلك لقّبتهُ الكنيسة بِهذا اللقب فإِنّ كُلّ كلِمة يقولها كأنّها ذهب ، فهذا جاء مِنَ عِشرته القويّة مع القديس بولس الرسول وقيل عن القديس يوحنا ذهبىّ الفم أنّ أحد تلاميذه دخل عليه ولقاه أنّهُ جالِس مع شخص وكُلّ ما يدخُل عليه يلاقيه جالِس مع نِفَس الشخص ، وبعد وقت دخل عليه مرّة أُخرى يلاحظ أنّ نِفَس الشخص يجلِس معهُ ، وبعدها قال التلميذ للقديس يوحنا أنّ الضيف الّذى كان يجلِس معك غاب جِداً وأنّ الناس مصالِحها تعطّلِت ، فقال لهُ القديس يوحنا يا إِبنىِ كان لا يوجِد أى شخص عِندى ، فهل لاحظت أى شخص خرج مِنَ عِندى ؟ فقال لهُ التلميذ لأ يا أبانا ، ولكِن عِندما كُنت أدخُل إِليّك كُنت أرى شخص يجلِس معك00فمَنَ هذا الشخص ؟ وعِندما رفع عينه هذا التلميذ رأى صورة جميلة للقديس بولس الرسول وقال لهُ هذا الشخص الّذى كان يجلِس معك ، فقال لهُ القديس يوحنا أُسكُت( بس خلاص ) فلابُد يا أحبائى أن يكون لينا الإِحساس بأنّ القديس كائن حىّ أعرِفهُ ويعرِفنىِ وينظُر لإِحتياجاتىِ ويكون شريك لىِ وأتشفّع بيه أمام المسيح ، إِذا كان هذا واحِد وصل وأنهى جِهاده بِسلام وإِتكلِلّ بأكاليل مجد وكرامة ، فالمفروض تكون علاقتىِ بهُ قويّة ، حتى نأخُذ مِنَ حياته وصِفاته فكثيراً مِنَ الناس نِفوسها مُتعلّقة بالقديسين بِمحبّة عجيبة جِداً وبِعِشرة قويّة ، وقوّة الكنيسة فِى أنّها مؤسّسة على دم المسيح والّذى رواها هو دم 00بِذار دم شُهداء وأعراق قديسين أحبّوا المسيح بِكُلّ قلوبهُم ، لِذلِك فإِنّ لا يوجد أحد منهُم لهُ طلِبة عِند المسيح والمسيح يُخزِلهُ ، ولا يُمكِن أنّ شخص أرضى المسيح بِجِهادات كثيرة جِداً ويكون لهُ طلِبة عِند المسيح ويقول لهُ المسيح 000لأ ، فإِنّهُم ياما تكون لهُم دالّة وشفاعة وكثيراً ما يكون لهُم قبول أمام عرش المجد قبولهُم أمام عرش المجد هذا الّذى يُعطيهُم قوّة وسُلطان ، هذا الّذى يُعطيهُم أصالة ، وهذا هو الّذى يُعطينا دافعة تِجاههُم ، ولابُد أن ندخُل معهُم فِى عِشرة نتعّود فِى بيوتنا أن يكون لنا شفاعة مع قديس اليوم ، ومِنَ المُمكِن أن نظلّ طوال اليوم فِى ترديد إِسمهُ ونطلُب شفاعتهُ ، ونهتِم بتواريخ القديس أكثر مِنَ تواريخ عيد الميلاد ، فعِندما نرتبِط بالقديسين ونعّود أولادنا بأنّهُم يرتبِطوا بالقديسين فنكون بنقدّم لهُم كنز مِنَ المُمكِن أن لا يعرِف أى أحد أن يُقدّمهُ لهُم ، لِذلك لابُد أن يكون لنا عِشرة مع قديسى الكنيسة ، ومِنَ المُمكِن أن نقتنىِ مجموعة صور للقديسين مُختلِفة الأحجام كتذكار لهُم ، ومِنَ المُمكِن أن نُجهّز مكان خاص ونضع فيهِ صورة قديس اليوم ونعمل لهُ تذكار فِى هذا اليوم بوضع صورته فِى هذا المكان ، وبهذا نكون أعضاء فِى الكنيسة الحيّة ، فنحنُ ليس ناس بِدون جذور ولا ناس مِنَ غير قوّة ، لِذلك نقول فِى القُدّاس " لِكى يكونوا هُم عِوضاً عنّا 00يتشفّعون فِى طلباتنا00وضعفِنا ومسكنتنا " ، فهُم عِوضاً عنّا ، إذا كانوا هُم واقفين ويتشفّعوا عِوضاً عنّا ، فكيف يكون قديس مِنَ القديسين يتشفّع عنّا ونحنُ لا نُكّون عِلاقة معهُ ؟فإِذا كان لنا قضيّة ووكِلّنا عنّا مُحامىِ فكيف لا يكون لنا عِلاقة مع هذا المُحامىِ الّذى سيُدافِع عنِنا ، فإِنّ القديسين مُحاميين عنِنا فهُم يتشفعون فِى ذُلِنا وضعفِنا ومسكنتنا ، فهُم المُحاميين الّذين لنا ، فمِنَ الُممكِن ربنا يُعطينا نِعمة ومعونة بِقوّة وبِشفاعة صلواتهُم ، فكيف نحنُ لا نطلبهُم ؟ لِذلك يا أحبائى هُناك ناس تدخُل فِى عِشرة قويّة مع قديس لِدرجِة أنّها تعرِفهُ مِنَ صِفاته ، إِذا كان شخص لهُ قضيّة ومُحتاج شفاعة مِنَ القديسين فهُناك قديسين مُميّزين بالنسبة للقضايا مِثل القديس أبو سيفين و الأمير تادرُس 0 فإِنّ هذا الكلام يأتىِ مِنَ عِشرة وليس مِنَ فراغ فهى حياة تسلُّم ، والكنيسة بتسلّم هذهِ الحياة ويجِب أنّ كُلّ واحِد مِنّا يسلّم هذهِ الحياة لأولادنا فإِنّ القديسين علامات نور تكون محفورة بِداخِل أذهاننا وداخِل قلوبنا وداخِل حياتنا وليس مُجرّد تذكارات بِدون معنى ولا بِدون حياة فيُقال عن إِحدى الأُمهات رؤساء الأديُرة أنّها على عِلاقة قويّة جِداً بالقديسين ، تعرفهُم وتراهُم وتمشىِ معهُم فيكلّفوها بأمور ، وفِى ذات مرّة مِنَ المرّات كان يتِم توضيبات بكنيسة على إِسم القديسة دميانة وأثناء قيام العُمال بهذهِ التوضيبات فإِنّ العُمّال رأوا واحدة منّورة نازلة مِنَ أعلى ومشِت وسط الرملة والزلط ومشيت إِلى أن وصلِت إِلى المذبح ووضعِت يداها على المذبح ، فالعُمّال خافوا وذهبوا إلى الأُمهات الراهِبات وحكوا الّذى حدث ، فقالوا الأُمهات الراهِبات إِنّها القديسة دميانة ، إِنّها مبسوطة بالكنيسة التّى تتدشّن وهى أحبّت أن تأتىِ لتُعطىِ لكُم علامة مُفرِحة وتُعطينا إِحساس بِحضورها ، وعِندما جاءت رئيسة الدير وقالت إِحكوا لىِ ما الّذى حدث ؟ وعِندما حكوا لها الموضوع فقالت لهُم : ما الّذى كانت ترتديه وما هو كان شكلها ؟ فأجابوها وأروها علامات أقدامها التّى كانت فِى الرملة عِندما سارت وسط الكنيسة فإِنّها كانت واضِحة جِداً جِداً فعِندما رأت علامات الأقدام قالت لهُم أنّها أقدام السيّدة العذراء وليس الست دميانة ، فأنّها مِنَ أرجُلها ومِنَ الملامح ومِنَ طريقة المشى ومِنَ الملابس عرفِت مَنَ تكون هذهِ التّى ظهرت ، فإِنّ الناس التّى لها علاِقة بالقديسين تستطيع أن تُميّزهُم جيّداً وبِصفاتِهِم وبطريقة مشيهِم ، فهذهِ هى علاقة قويّة 00علاقة حياة لِذلِك يا أحبائى فِى كُلّ تذكار قديس لابُد أن يكون لنا إِحساس بالقديس ، فلا يجِب أن يكون مثلاً اليوم تذكار للملاك ميخائيل ويمُرّ علينا كأنّهُ أمر عادى ، فإِنّ الملاك ميخائيل هو رئيس جُند الرّبّ ، فإِنّ الكنيسة تقول عنهُ فِى تذكاراتِها أنّهُ رئيس جُند الرّبّ الّذى يقف أمامك ويشفع فِى البشر 0فإِنّ الملاك ميخائيل يقِف أمام الرّبّ ومع كُلّ سجود لهُ مع عظمِة وبهاء الله أنّهُ يدعوه أن يترأف على البشر ، ويتغاضى عن ضعف وخطايا البشر 0فإِذا كُنت أنا ليا هذا الشفيع فكيف أن أترُكهُ ؟ فإِذا كان كُلّ مجد هذا القديس أمام عظمِة العرش فكيف أن أحرِم نِفَسىِ مِنَ العلاقة التّى بينىِ وبينّهُ ؟ فكثيراً أشخاص يعيشون مع عِلاقة رائعة مع القديسين ويتشفّعوا بيهُم 00أتذكّر واحدة كان لها طلِبة عِند ربنا فكانت تضع ميعاد لهذهِ الطِلبة وكانت تتنفّذ فكان الميعاد هو 21 طوبة فهو ميعاد نياحة السيّدة العذراء مريم فهى مع كُلّ مُشكِلة وطِلبة فإِنّها تضع ميعاد مُعيّن وهو عيد نياحة السيّدة العذراء 0 فمِنَ المُمكِن أن يكون لأى شخص طِلبة مُعيّنة فيضع لها تاريخ 9/3 وهو تاريخ نياحة البابا كيرلس السادس ، فإِنّهُ يضع هذهِ الطِلبة على البابا كيرلس ، يُقال عن القديسين أنّهُم يُحبّوا جِداً الأشخاص التّى تصنع تذكاراتهُم ويُحبّوا جِداً الناس التّى يُمجدّونهُم فِى تاريخ تذكاراتِهِم ، ويُقال أنّ القديسين يُلبّوا طِلبات الأشخاص التّى تكون فِى يوم عيده بالذات ويكون لهذا الطلب إِحتمال كبير لتلبيته فإِذا كان عيد ميلاد أحد أولادكُم وفِى هذا اليوم عِندما يطلُب أى طلب فلا تكسفوه ، فكذلِك فِى أيام أعياد القديسين عِند وجود طِلبة لنا عِندهُم سوف يُلبّيها لأنّ هذا اليوم فِى السنة هو الإِحتفال بهُم فعِندما يطلُب أى طِلبة مِنَ ربنا فلا يكسفهُ فلابُد أن يكون هذا الأمر راسخ وأصيل فِى حياتنا ، ويُقال أنّ ذات مرّة سيّدة عملت بعض أعمال صدقة لإِخوة الرّبّ فِى تذكار نياحة البابا كيرلس فأتت بأُرز ومكرونة وأشياء أُخرى ووضعِت كُلّ جُزء فِى كيس وهى تعرِف بعض العائلات لِتوزّع عليّهُم الأشياء التّى نذرتها هذهِ ، فإِنّها قامت بمجهود كبير جِداً لأنّها كانت تذهب لِكُلّ أُسرة إِلى المنزِل وكانت تصعد على سلالِم وتمشىِ مشاوير كبيرة جِداً ، وفِى أخر اليوم عِندما ذهبت لمنزلها وهى مُجهدة جِداً مِنَ كُلّ هذا المجهود الكبير ، وهى عِندما وصلت لمنزلها وعِندما بدأت تجلِس لترتاح رأت أمامها البابا كيرلس وهو سعيد ويبتسِم وقال لها كُلّ شىء وصلنىِ ، كُلّ تعبِك هذا وصلّىِ ، وكُلّ شىء وكُلّ تعب إِنتِ تعبتيه وصلنىِ لِذلِك فِى تذكار القديسين لابُد أن نتشفّع بيهُم وتعمل أعمال خاصة لهُم ويكون لينا إِحتفال خاص بيهُم لأنّهُم لهُم المجد والكرامة التّى تليق بيهُم لأنّهُم قديسى الله الّذين أحبّوه وأرضوه إِذا كان داود النبىِ تعلّقت نفسه بيوناثان للدرجة التّى كان يقول عليه أنّهُ كان حُلو جِداً لهُ ، ونحنُ أيضاً يكون لنا عِشرة مع كُلّ قديس وتقول أنت كُنت لىِ حُلواً جِداً ربنا يسوع المسيح الّذى أعطانا أن نكون فِى كنيستهُ التّى بها طغمات مِنَ القديسين والملائكة ورؤساء الملائكة والّذى أعطانا كُلّ هذهِ الكنوز قادر أن يُمتّعنا ييركتهُم حتى يكونوا هُم عِوضاً عنّا ويتشفّعون فِى ذُلّنا وضعفنا ومسكنتنا ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل