العظات
سبب الحياة الجمعة الأولى من شهر هاتور
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح العاشر وهو إنجيل الراعي الصالح.
يقول "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف"، الإنسان لديه احتياج شديد لمن يرعاه، الإنسان لديه احتياج شديد للأمان .. للاطمئنان ..للحب، الإنسان لديه جوع للسند، ربنا يسوع يقدم لنا السند، الإنسان يحب أن يكون لديه شيء ما يستند عليه في حياته، الإنسان يحب أن يكون مطمئن، الإنسان لديه احتياج أن يكون لديه شيء يعيش لأجله، ويضمن له حياته، ويضمن له سلامة حياته، ويضمن له استمرار حياته، ويضمن له أمان حياته، دائما الإنسان لديه هذا الاحتياج الشديد، لديه احتياج شديد بأن يكون هناك سبب لحياته، لديه احتياج شديد أن يكون له مصدر أمان لحياته، فالإنسان يا أحبائي لأن لديه هذا الاحتياج يظل يبحث ما مصدر أمان حياتي؟ وما مصدر اطمئنان حياتي؟، ويظل يبحث، فشخص يأخذ من المال مصدر لسبب حياته وأمان حياته، ويكون هو السبب الذي يعيش لأجله، حياته كلها عبارة عن جمع مال، تعب في جمع المال، إيمان في المال، المال هو سبب الحياة، المال هو سبب الاطمئنان، المال هو سبب المستقبل، المال .. المال .. المال، تجد أنه داخل ذهنه المال في دائرة المنتصف، شخص آخر لديه سبب آخر يمكن أن يكون أسرته، فمثلاً زوج لزوجته، زوجة لزوجها، أب لأبنائه، أبناء لوالدهم، المهم سبب الحياة لديه هو أسرته، فتجد المركز في منتصف ذهنه يدور حول أسرته، يعيش لأولاده، يعيش لبيته، أكبر موضوع يشغله ويستمد وجوده من أسرته، ويستمد كيانه من أسرته، يستمد أمانه من أسرته، يستمد أماله من أسرته، فالإنسان محتاج، فهناك شخص يأخذ أسرته، شخص يأخذ المال، شخص آخر يأخذ المنصب أو السلطة أو الوظيفة، هذا هو السبب الذي يعيش لأجله، قم بترتيب أولويات الشخص تجد أن هناك أشخاص أهم الأمور في حياتها هي الوظيفة، وليس الشرط الأساسي أن تكون الوظيفة لها علاقة بالمال، لا بل الوظيفة للكيان، للذات، لتحقيق نفسه، لتحقيق نجاح، هناك شخص يقولوا له تظل في نفس المكان وستأخذ نفس الراتب لكنه يود أن يكون له مكان في الوظيفة، فتجد ذهنه كله مرتبط بالوظيفة، ويشعر بالغيرة جدا إذا أحتل شخص مكانه، ويغضب جدا إذا قاموا بالتقليل من سلطاته، ويشعر بالتعب جدا إذا كان هناك أمر ما في العمل لا يعرفه، يشعر بالتعب جداً، ويكون هذا الموضوع هو الذي يعيش لأجله، فكن حذر، إذ هي احتياجات رئيسية في الإنسان، وتخدع الإنسان لكي يعيش في دائرة من الوهم، ويعيش في دائرة من الاهتمامات الباطلة والزائلة، لأنه غالبا الإنسان عندما يضع أماله على هذه الأمور فهذه الأمور كلها متقلبة، فيحدث له لون من ألوان الإحباطات المتتالية لأن الذي يضع كل أماله في المال فالمال مذبذب، إذا جاء شخص الآن وقالوا له العملة انخفضت قيمتها، أو قالوا له أن الربح الذي كنت تأخذه من التجارة انخفض، أو أن هذه السنة أو هذا الشهر لم نبيع شيء، أو أن الربح الذي كنت تنتظره من البنك بدأ ينخفض لأنه يوجد كساد في البلد تجده حدث له إضطراب شديد، لماذا؟ لأنه وضع هذا الأمر كمركز لحياته، وضعه كمصدر للثقة والأمان، وضعه كمصدر قوة لحياته، والإنسان دائما في احتياج شديد لهذه المصادر يحتاج للقوة، يحتاج للثقة، يحتاج للأمان، يحتاج للسبب فتجد شخص أخذ المال، وتجد شخص أخذ الأبناء والأسرة والزوجة، وتجد شخص أخذ الوظيفة، وتجد شخص أخذ السلطة، هناك شخص آخر يمكن أن يكون آخذ الأصدقاء هم سبب حياته؟ أصدقائه أو أصدقائها، أهم شيء لديها، هذا هو الموضوع الذي يعيش لأجله، يعيش لكي يجاملهم ويعيش لكي يرضيهم، ويعيش لكي يتودد إليهم، ويعيش ليعرف أسرارهم، وإذا لم يعلموه أسرارهم يحزن، يحبط وإذا لم يشاركون في أمر هو كان يتوقع أنهم يشاركوه فيه أيضا يحزن ويحبط، ويعيش لهذا السبب فقط، وكل شخص يبحث عن سبب، تجد شخص يعيش للسياسة، كل اهتماماته السياسة، تجد شخص يعيش للرياضة كل اهتماماته الرياضة، تجد شخص يعيش للفن والتمثيل وكل اهتماماته الفن والتمثيل وأمور مثل هذه، في حين أن كل هذه الأمور يا أحبائي الإنسان إذا استمد كيانه منها سيجد نفسه في دائرة من الفراغ الشديد جداً.
على سبيل المثال إذا كان هناك شخص يعرف أن يلعب لعبة معينة وكل كيانه وشهرته قادمة من هذه اللعبة التي يلعبها فهل هو لا يعلم أنه بعد أربع أو خمس سنوات لن يستطيع أن يلعبها، هل هو لا يعلم أنه إذا تقدم في العمر ستنتهي هذه الحكاية، فما العمل في الفجوة التي تتركها هذه اللعبة في حياته عندما كان متخذ كل كيانه من هذه اللعبة، وبعد ذلك تنتهي!، فالذي يكون مشهور جدا في مجال ألا يعلم أنه سيأتي وقت يجد أشخاص أخرى ويأخذوا مكانه، لذلك هؤلاء الأشخاص يتعرضون لإحباطات شديدة جداً في حياتهم، إذن ما المقصود من هذا الكلام الذي نقوله؟ الكلام الذي نقوله يريد أن يوجه أنظارنا للمصدر الحقيقي الذي تأخذ منه الثقة والسلام والأمان والقوة، لا من المال، ولا من الأسرة، ولا من الوظيفة، ولا الموهبة، ولا من الصداقات، ولكن من الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف، اجعله هو مصدر أمانك، اجعله هو مصدر قوتك، اجعل كلماته هي مصدر سرور حياتك لأن كل الأمور متغيرة لكن كلامه لا يزول، "السماء والأرض تزولان لكن حرف واحد من كلامي لا يزول"، مواعيد الله صادقة غير كاذبة، اجعل أتكالك عليها، اجعل الوصية هي سبب حياتك، يقولون لك لماذا تفعل هذا؟، أنت لا ترضي أشخاص، ولا أصدقائك، ولا زوجتك لكنك ترضي الله، وعندما ترضى الله تجد بيتك جيد، وستجد تجارتك جيدة، وستجد علاقتك بأصدقائك جيدة، وستجد لديك توازن في حياتك، وتعيش حياتك بشكل سوي، لأن كثيرون يقولون أنك من الممكن أن تعيش الحياة وأنت مستمتع بالحياة دون تعارض مع نقاوة الحياة، لا يوجد تعارض بين الاستمتاع بالحياة وبين نقاوة الحياة لأنك أنت واضع الله هو مصدر أمانك وسلامك وقوتك، لكن أستطيع أن أقول لك أنك لا تستطيع أن تستمتع بالحياة طالما أنت واضع مراكز أخرى لكي تدور حولها.
"أنا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف"، فالخراف بمجرد أن تسمع صوت الراعي تفرح وتطمئن وتبتهج، الخراف مطمئنة لأنها لا تعرف ماذا ستأكل غداً لكنها مطمئنة لأن الراعي يفكر نيابة عنها، هو يفكر لي، سيرسلني إلى مكان جيد إن شاء الله، أين هذا المكان؟ لا أعلم، أنا لا أعرف، الخروف لا يعرف، حيوانات كثيرة يا أحبائي لديها قدر كبير من الذكاء الذي إذا أخذته إلى مكان فهو يعرف أن يذهب له مرة أخرى، لديه قدر من الذكاء والحاسة التي تجعله يعرف أن يبحث عن طعامه، يعرف يبحث وينقب، لكن الخراف لا تعرف، الخروف كائن مسالم جداً، تجده يذهب للذبح وهو يمشي خلف الرجل ويرى خراف أخرى تذبح أمامه وهو جالس يأكل وينتظر إلى أن يأتي عليه الدور، ما هذا؟ هو كائن مسالم جدا، لا يفكر.. لا يفكر، لذلك دائما الأشخاص الذين كان الرب يحب أن يعدهم لقيادة شعبه يجعلهم يعملوا رعاة غنم، لكي يأخذوا خبرة في كم أنتم مسئولين عن أمان وحياة وقوة واطمئنان هذا القطيع، لذلك الكاهن يسمي بالراعي، يقول لك أبونا .... راعي كنيسة .... راعي، راعي بمعني أنه يهتم بهم، بغذائهم الروحي، بقوتهم، بأمنهم، بأمانهم، لا تجعل اطمئنانك في أحد غير الله، ولا تستند علي أحد غير الله، لأن الاتكال على هذه الأمور الأخرى إذا جلست تفكر فيها ستجد كلها أمور واهية، التي تجعل كل حياتها في زوجها أو الزوج الذي يجعل كل حياته في زوجته فمن الممكن أن زوجها صحته تتغير أو من الممكن أن ينتقل من هذه الحياة، فإذا كانت واضعة كل اتكالها عليه لا تستطيع أن تعيش بعد ذلك، فهل مطلوب أننا لا نحب بعضنا البعض؟! لا بل نحب بعض لكن نحب بعض في المسيح يسوع، هل لا أحب أولادي وأكون قاسي عليهم؟ لا حب أولادك لكن حب أولادك في المسيح يسوع ولا تجعل أولادك هم مصدر الاطمئنان في حياتك، لا فالمسيح هو مصدر الاطمئنان في حياتك، وأن ترعى أولادك بالمسيح وفي المسيح، أصبحنا كلنا مربوطين بسر قوتنا وسر وجودنا في هذه الحياة هو المسيح يسوع، أبحث عن سبب لحياتك غير المسيح ستجد أنه لا يوجد سبب يستحق الحياة غير المسيح، لذلك معلمنا بولس عندما أراد أن يلخص الحياة كلها لخصها في كلمة واحدة فقط قال "لي الحياة هي المسيح" فقط ليس أكثر، نقول له قل لنا ثانية عن الحياة نريد أن نسمع، أقول لك أي شيء في الحياة جيد لكن ضعه في المسيح، تدرس جميل لكن في المسيح، تعمل جيد جدًا، تتنزه جيد، ليس سيء، تأكل، تشرب تعيش مع أولادك، مع زوجتك، تعيش مع أصدقائك، تعيش مع أهلك، مع أقاربك، كل ذلك رائع جداً في المسيح يسوع، أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف، اجعل الله الراعي لك، اتخذه حبيب لك، اتخذه أب لك، اطمئن لوجوده، لا تجعل ذاتك هي سبب حياتك، لا تجعل مصدر اطمئنانك ذهنك، أفكارك، قوتك، إمكانياتك، منصبك، عملك لأن كل هذا لا يكفي أبدا أن يطمئنك، لأن الإنسان كائن خالد، الإنسان كائن جائع، الإنسان كائن أبدي، فاحتياجاته عميقة جدا فوق ما تتخيل، كائن جائع، لا يوجد شخص يتناول الفطار صباحا ويقول كفى أنا لن أتناول وجبة الغذاء ولا العشاء، لا فالفطار الذي أكلته صباحا حتى إذا كان كثير ستجد نفسك وقت الظهر أو وقت العصر بالكثير تقول أنا جائع، ولا يوجد شخص تناول الغذاء وقال لن أتناول وجبة العشاء، فالإنسان كائن جائع، طول الوقت احتياجاته لا تنتهي وأي شيء يأخذه لاحتياجاته هي مجرد مسكنات، مسكنات. لذلك يا أحبائي الله يعطينا سر الحياة، الذي يجعل أهداف أمامه ويعتقد إذا نالها سينال الشبع فهو مسكين لأنه سوف يحبط، الذي يفكر أن كل مشاكل الحياة ستحل بالزواج، والذي تفكيره أن كل مشاكل الحياة وكل الاحتياجات التي داخله تشبع بالإنجاب، والذي تفكيره أن كل الاحتياجات التي داخله تشبع إذا هاجر، هو في الحقيقة يجري خلف سراب لأنه سيجد نفسه لازال جائع، ولازال في احتياج، من الذي يشبع كل احتياجاتنا؟، من الذي يعرف ما المرعى الذي يناسبني؟، وما المياه الحلوة النظيفة؟، وما المكان الذي لا توجد فيه ذئاب؟، ولو هناك ذئاب فهو معه العصا، وإذا كنا نخاف من الليل أنا سوف أظل أحرسكم في الليل، من الذي أطمئن له، قال لك أنا هو الراعي الصالح، أجعل اطمئنانك عليه، عدو الخير يا أحبائي داخل معنا في مباراة يظل ينوع الحروب لكن يركز بالأكثر على احتياجات الإنسان الرئيسية، يركز على الخوف عند الإنسان، على المستقبل عند الإنسان، يركز على الغد، على احتياجات الإنسان، الأمور الذي يكون للإنسان ميول لها، يركز على غرائز الإنسان، ويظل ينوع، هي كلها أسباب يحارب بها الإنسان منذ القدم، منذ أبونا آدم، لكنه يغير في الوسائل، ظهر الآن تليفزيون، ظهر الإنترنت، ظهر تليفونات لها خواص متقدمة .... ، ..... يغير من الوسائل، أما النقاط الرئيسية الذي يحاول بها يسرق الإنسان هي واحدة، وهي نفس الأسباب التي كنت أقول لك عنها، هناك إنسان يعيش لغرائزه ويرى أن هذا هو السبب لحياته، وهذا السبب بالنسبة له مقنع، فهو يعيش للغريزة، فهناك من يعيش للمال والذي يعيش للغريزة والذي يعيش للعائلة والذي يعيش للوظيفة والذي يعيش للسلطة والذي يعيش للصداقة والذي يعيش لموهبة، فكل شخص يرى سبب لحياته، وأصعب شيء يا أحبائي أن الإنسان يعيش وهو لا يعلم لماذا يعيش، ولم يجد سبب لحياته، وأكثر الأمور التي تتعبه أنه يكون تارك الخالق الرازق، المشبع، المحسن، الصالح ويبحث عن هذه الأشياء في مصادر أخرى، كيف يا أحبائي أن يكون إنسان لديه مخازن ومنازله ممتلئة وهو يستعطي لقمة، والمفتاح معه، والمخزن ممتلئ.
لذلك يا أحبائي يقول "سواقي الله ملآنة ماءا"، الله عطاياه يا أحبائي لا تفرغ، الله يريد أن يعطينا ويحب أن يعطينا، بل ويتودد إلينا أن يعطينا، لا تجعلوا اتكالكم على أحد، ليس علي مال ولا منصب، ولا تجعل اتكالك أبدا على شيء زائل، أحد الآباء القديسين كان يقول "أعطنا يا الله ألا نركن إلى الظل كأنه حق"، تخيل أنت إذا وقف شخص ووجد ظل شجرة فتوهم بها وأحب أن يسند عليها، عندما يأتي ليستند على الظل ماذا يحدث له؟ يسقط.
الحياة كلها يا أحبائي وأمور هذه الحياة كلها أمور زائلة، الذي يستند عليها سيسقط، لأنه ارتكن على ظل ليس حق، ما هو الحق؟ قال لك أنا هو الحق، ارتكن عليه، ضع أمالك فيه، تحدث معه كثيراً، حدث لكي تتبرر، تكلم معه كثير، تحبه من كل قلبك، اطمئن لوجوده، لا تبحث عن سبب آخر لوجودك غير الذي أوجدك، معلمنا بولس يقول "منه وله وبه كل الأشياء" فماذا بعد ذلك؟! ماذا بعد منه وله وبه كل الأشياء، هل هناك بعد ذلك، هل يوجد بعد منه وله وبه كل الأشياء، هذا يا أحبائي النصيب الذي نحن أخذناه، وهذا الرجاء الذي أخذناه، وهذا الذي فرحنا به، والذي نعيش من أجله.
لذلك يا أحبائي انجيل اليوم يطمئنكم، في الكنيسة كثيراً ما تسمع كلمة "أنا هو الراعي الصالح"، ولازال في ذهنك أنك ترعى نفسك، أو لازال في ذهنك أن أحد يرعاك أو أحد يهتم بك، لا فالراعي الحقيقي هو الله.
لذلك يا أحبائي آبائنا القديسين كان يقبل حتى الاستشهاد، نقول له ولكن أبنائك، يقول لا، لا، فهذا احتياج بشري صعب جداً، أولادك فلا تضعف!، فهي نقطة صعبة جدًا، يقول لك لا، لا، لا، الله أهم، فمن الذي أعطاهم لي؟ هو الله.
الكنيسة أمس كانت تعيد بقديس شاب صغير اسمه تيموثاوس كان متزوج حديثاً من قديسة اسمها مورا، ليس له عدة أشهر متزوج، لكنه كان يخزن كتب البيعة لديه في المنزل لأنهم كانوا يخافون عليها لئلا يسرقوها أو يأخذوها منهم فيمنعوهم من الصلاة، لأنها كتب القراءة، فماذا نقرأ في القداس؟ فكانوا يأخذون معهم العدة في المنازل، فهناك من يأخذ الكاس والصينية، وآخر يأخذ كتب القراءة، وآخر يأخذ الإچابي لكي إذا هجموا علي شخص يكون هناك تعويض، نعرف نأتي بأخر، فعلموا أن هذا الشاب لديه كتب القراءة فذهبوا لاضطهاده، وأتوا به أمام الوالي، فقال له أحضر الكتب، أجابه القديس لن أحضر الكتب، إذن انكر الإيمان، يقول لا لن أنكر الإيمان، فظلوا يضربوه، وقاموا بتعذيبه، وأدخلوا في أذنه سيخان حديد حتي فقد السمع والبصر، ولن يعطيهم الكتب، فأحضروا له عروسته، فقالوا من الممكن أن نستخدم الفتاة، فالفتاة استطاعوا أن يقنعوها في دقائق، عندما آروها العذابات قالت لهم لا كفى، فقالوا لها أدخلي عليه و اقنعيه، فدخلت ولكن هو أقنعها قائلاً لها أنترك المسيح؟!، قالت له لكن نحن في بداية فترة زواجنا، فقال لها نحن تزوجنا لكي نعيش في المسيح، فخرجت، هما الأثنين قاموا بصلبهم على صليب، ظلوا ثلاث أيام مصلوبين، فكانوا كلما يحاولون أن يغفلوا أو النعاس يغلبهم يقول لها إياك أن تنامي، لئلا يأتي المسيح ويجدنا نيام، وهو علي الصليب معلق، ما هذا الجبروت؟ لأنه يفهم لماذا يعيش، فهو لا يعيش من أجل عروسته، وليس من أجل الزواج، وليس من أجل المستقبل، وليس منصبه وليس مرتبه وليس الإغراءات التي يعرضوها عليه، هو يعلم لماذا يعيش
نحن يا أحبائي إذا عرفنا لماذا نعيش ؟ كل الأمور تحل بسهولة، لكن إذا جعلنا اتكالنا على المال سوف نذل، وإذا جعلنا اتكالنا على السلطة نذل ، في سفر مراثي آرميا يقول لك "ليذل الرب جميع المرتبطين بالأرض"، المربوط بالأرض يذل.
أنا هو الراعي الصالح اجعل اتكالك عليه ولا تجعل أمانك ولا سلامك ولا قوتك ولا مسرتك من غيره، لأن منه وله وبه كل الأشياء.
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
شركتنا مع الثالوث الجمعة الثالثة من شهر بابة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين، تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا مار لوقا البشير الإصحاح العاشر
"في تلك الساعة تهلل يسوع بالروح القدس وقال أشكرك أيها الآب، رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك". "كل شيء قد دفع إلي من أبي. وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب، ولا من هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له".
نجد ربنا يسوع يحاول أن يدخلنا في معرفة وشركة مع الثالوث القدوس، يقول هنا عندما تهلل بماذا تهلل؟ تهلل بالروح القدس، عندما جاء ليتحدث فهو قد حدث الآب "نعم أيها الآب هكذا صارت المسرة أمامك"، نحن كثيراً عندما نصلي يا أحبائي وعندما نتكلم مع الله وعندما نفكر في الله كل تفكيرنا يكون في الابن ربنا يسوع المسيح وهذا ليس سيء بل هو جيد، لكن في الحقيقة نحن لابد أن يكون لنا علاقة مع الثالوث القدوس، لابد أن نتحدث مع الآب، ولابد أن نتحدث مع الابن، ولابد أن نتحدث مع الروح القدس، لابد أن أشكر الآب، وأشكر الابن، وأشكر الروح القدس، لابد أن أطلب من الآب ومن الابن والروح القدس.
الكنيسة عندما تريد أن تباركنا تقول "محبة الله الآب نعمة الابن الوحيد شركة موهبة عطية الروح القدس"، في بداية أي صلاة من صلواتنا عندما نقوم برشم علامة صليب على أنفسنا نقول بسم الآب والابن والروح القدس، إذن هناك آب وابن وروح قدس لابد أن نطلب باسمهم البركة قبلما نعمل أي عمل، تجد الكنيسة في الأجبية تقول المجد لك مع أبيك والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا، المجد لك الذي هو الابن، لك مع أبيك والروح القدس، تصلي في الأجبية وتقول لأن الآب اختارك للسيدة العذراء الآب اختارك والروح القدس ظللك والابن تنازل وتجسد منك، إذن فنحن نتكلم مع الثلاثة، كثيراً يا أحبائي ما نكلم الابن فقط، لكن الكنيسة صلواتها قائمة على خطاب الثالوث القدوس، لذلك نقول في الأجبية أيها الثالوث القدوس ارحمنا، أيها الثالوث القدوس ارحمنا، أيها الثالوث القدوس ارحمنا، ونظل نطلب من الآب ونطلب من الابن ونطلب من الروح القدس، إذا كان لديك شيء تريد أن تطلبه أطلبه من الثالوث، اجعل لديك علاقة بالثالوث القدوس ويدخلوا داخل حياتك وضميرك وكيانك الروحي، واجعل باستمرار خطابك متمتع بنعمة الثالوث القدوس، كثيراً تجد الكنيسة تخاطب الآب، كثيراً تجد الكنيسة تخاطب الابن، كثيراً تجد الكنيسة تخاطب الروح القدس، أيها الملك السمائي المعزي الروح القدس، من هذا الملك السمائي المعزي؟، عندما نقول هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس فمن نخاطب؟ نخاطب الروح القدس، إذن عندما نأتي لنصلي لابد أن نضع في قلوبنا وفي عقولنا وفي مفاهيمنا الروحية أن نتمتع بشركة الثالوث القدوس، رأينا من بداية الخليقة عندما يقول "وكان روح الله يرف على وجه المياه"، وعندما يتحدث عن بداية الخليقة نجده يتحدث بصيغة الجمع فيقول نصنع الإنسان على صورتنا كشبهنا، ما المقصود بصورتنا؟، بعض الأشخاص قالوا هذا أسلوب تعظيم، فأيام المماليك عندما يأتي الفرد ليتكلم يقول "نحن" وهذا أسلوب تعظيم، قال لك يمكن أن يكون الكتاب لم يذكر، قال لك لا هذا الكلام في اللغة العربية لكن العهد القديم هذا مكتوب بالعبرية وبالآرامية القديمة، فلا توجد فيه لغة التعظيم هذه التي فيها الفرد يتكلم بصيغة الجمع، فمن كصورتنا كشبهنا؟ هذا الثالوث القدوس.
لذلك باستمرار وانت ترشم علامة الصليب، مجرد علامة الصليب عندما تقول بسم الآب اجعل في ضميرك وفي قلبك الآب، الابن اجعل في قلبك الابن، الروح القدس اجعل في قلبك الروح القدس، عندما تقول أيها الثالوث القدوس ارحمنا تكون أنت تتحدث عن الثالوث القدوس، عندما تقول المجد لك مع أبيك والروح القدس تعلم أنت من تخاطب، لذلك تجدنا نقول قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحي الذي لا يموت، هؤلاء الثلاث تقديسات لكي تتذكر الثالوث القدوس، تتذكر الثالوث القدوس عندما تقول آجيوس ثلاث مرات نتذكر الثالوث القدوس، عندما نريد أن نبارك أي شيء علي سبيل المثال إذا أحضرنا لأب كاهن كوب ماء نقول له صلي لنا عليها يقول "إف إزمارؤوت إنچي إفنوتي إفيوت بي بانطوكراطور" هذه الآب، بسم الآب ضابط الكل، وبعد ذلك "إف إزمارؤوت إنجي بي مونوجنيس إبشيري" هذه الأبن، "إف إزمارؤوت إنجي بي إبنيڤما إثؤواب" هذه الروح القدس، إذا قام الكاهن بالصلاة علي دبلتين يمسك الصليب ويقول الآب، الابن، الروح القدس، أصبحت هذه الدبل تحمل بركة الثالوث، أصبحت هذه المياه تحمل بركة الثالوث، عندما يأتي الشماس ليرتدي ملابس الشمامسة "التونية" فإن الكاهن يقول له بسم الآب ضابط الكل، الابن الوحيد الجنس، الروح القدس المعزي، لابد أن تأخذ بركة الثالوث، على أي شيء فالكنيسة تعلمنا أنها تتبارك بالثالوث القدوس، عندما يبدأ الكاهن باختيار الحمل في القداس ويدخل إلي الداخل بالحمل المختار تجده يقول "إف إزمارؤوت إنجي إفنوتي إفيوت بي بانطوكراطور آمين"، "إف إزمارؤوت إنجي بي مونوجنيس إبشيري آمين"، "إف إزمارؤوت إنجي بي إبنيڤما إثؤواب آمين"، الآب ضابط الكل، الابن الوحيد الجنس، الروح القدس المعزي، كلما تدخل في علاقة مع الكنيسة ترى الكنيسة وهي تظل تقول "تين أوأوشت"، عندما تعطي السجود والمجد والعظمة لله المثلث الأقانيم، إذا قمنا بزيارة مزار البابا كيرلس سنجد بعض نماذج من خطابات كتبها بخط يده، ستجد خطاب من الخطابات يكتب فيها البداية يقول "سلام ونعمة ومحبة الله الآب أبونا كلنا وابنه الوحيد يسوع المسيح مخلصنا والروح القدس مرشدنا ومعزينا"، هذه التحية، يقول الله أبونا وابنه الوحيد مخلصنا والروح القدس مرشدنا ومعزينا، يكلمك أن الله أبوك، وابنه هذا مخلصك، والروح القدس هذا مرشدك ومعزيك، الثالوث القدوس يعمل فينا من أجل خلاصنا من أجل بركتنا من أجل ارتفاعنا، كل ما نحتاجه يمكن أن نجده في الثالوث القدوس، كل ما نحتاجه، نحتاج لنعمة، لمشورة، لقوة، لثبات، لسلام كل هذه عطايا من الثالوث القدوس من الممكن أن يعطيها لنا، لذلك يا أحبائي الذي يتحدث عن الابن فقط يكون أخذ جزء وترك باقي الأجزاء مثل بالضبط الذي يتكلم مثلا عن دراسة أنه متفوق في العلوم نقول له لابد أن تكون تعرف قليلاً في الرياضيات، في اللغة، فليس صحيح أن تقول أنك متفوق في العلوم فقط لا، فالعلوم فقط بذلك لا تنجح، كذلك الكنيسة تعلمنا أن شركتنا هي مع الآب والابن والروح القدس، القداس نفسه ستجد هناك قداس يخاطب الآب، وتجد قداس يخاطب الابن، القداس الغوريغوري يخاطب الأبن "أيها الكائن الذي كان، الدائم إلى الأبد، الذاتي والمساوي والجليس، الخالق الشريك مع الآب، عندما نصلي القداس الباسيلي نخاطب الآب "يا الله العظيم الأبدي الذي جبل الإنسان على غير فساد الموت الذي دخل إلى العالم هدمته بالظهور المحيي الذي لابنك الوحيد" عندما نقول لابنك الوحيد فمن يخاطب؟ يخاطب الآب، حينئذ القداس نفسه من خلال عبادتنا في الكنيسة يقول هذا يخاطب الآب، تقول لي إذن وما الفرق؟ يقول لك لا الكنيسة تقصد هذا، تقصد أنها تخاطب الآب وتخاطب الابن وتخاطب الروح القدس، الكنيسة تقصد، تقصد أن تفعل العشرة مع الثالوث القدوس، تقصد أن تنقل لأولادها خبرة معرفة الثالوث القدوس، لذلك القديس كيرلس الكبير كان يقول "كل شيء يفعله الآب بالابن عن طريق الروح القدس"، في تفكيرك بمن خلق العالم؟ العالم خلق بكلمة من الآب، ولكن من الذي خلق بالفعل؟ الابن، قال الله ليكن نور فمن الذي فعل النور؟ الابن، هناك شركة بين الآب وبين الابن وبين الروح القدس، هل الابن تجسد بمعزل عن الآب وبمعزل عن الروح القدس، عندما أتى إلينا آتى بمفرده؟ لا فهو جاء إلينا مرسلاً من الآب، وجاء إلينا عن طريق الروح القدس، محمولاً به من الروح القدس، إذن يا أحبائي لو تحدثنا مع الابن بمفرده لا يصح، فهل الابن الذي فدانا بمفرده لا الثالوث هو الذي فدانا، لكن الابن هو الذي تمم الفداء، الآب دفع إليه كل شيء، نعم ولكن أعطى كل شيء للابن، وأعطى الحكم كله للابن، لماذا؟ لأنه الآب والابن والروح القدس واحد.
لذلك يا أحبائي يقول "تهلل يسوع بالروح القدس"، بالطبع أنتم تريدون أن كل آلام الخدمة وكل الأتعاب والضيقات والاضطهادات وكيد الكتبة والفريسيين ومؤامراتهم ومشورتهم وحيلهم تريدون الآب يقابلها بمفرده، لا الروح القدس كان يعزيه، لذلك يقول لك هنا تهلل بالروح القدس، الروح القدس هو المعزي، وعندما جاء ليصلي قال "أشكرك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء الفهماء وأعلنتها للأطفال، نعم أيها الآب هكذا قد صارت المسرة أمامك. كل شيء قد دفع إلي من أبي وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب، ومن هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له"، إذن معرفة الآب لا تأتي بدون الابن، ومعرفة الابن لا تأتي بدون الآب، وعندما طلبوا منه أن يفهموا الآب قال لهم الذي رآني قد رأي الآب، عندما تريد أن تعرف الآب لأن معلوماتك عنه قليلة يقول لك تريد أن تعرف الآب؟ عن طريق الابن، هو يعرفك به، الجميل في الثالوث يا أحبائي أنه لا يوجد أحد منهم منفصل، أن يأخذ عمل لحسابه بمفرده، لا فبمجرد أن تدخل في شركة مع الآب على الفور تجد نفسك مع ابنه والروح القدس، عندما تدخل في شركة مع الابن على الفور تجد نفسك مع الآب والروح القدس، عندما تدخل في شركة مع الروح القدس تجد نفسك في شركة مع الآب والابن، الثلاثة يعملوا عملا واحداً مكملا، عندما نأتي لنصلي يا أحبائي هيا نصلي للثالوث القدوس، هيا نطلب من الثالوث، هيا نكون علاقة مع الآب والابن والروح القدس، هيا نحاول عندما نصلي نفعل ثلاث سجدات، سجدة للآب وسجدة للابن وسجدة للروح القدس، عندما نتكلم عن الثالوث تكون في أذهاننا وأفواهنا مباركة للآب والابن والروح القدس، من بداية رشمنا علامة الصليب مع كل كلمة الآب والابن والروح القدس يشعر بمعني آب ومعني ابن ومعني روح قدس، لأنه لا يصح أبدا أن عبادتنا تكون بالابن فقط لأن هذا سيمنع عننا بركات أزلية وأبدية، لأن الابن هو صورة الآب، الابن هو رسم جوهر الآب، الابن هو كلمة الآب، الابن هو المرسل من الآب، هذا يا أحبائي الآب والأبن، عندما يتقدم شاب لفتاه تجد أنه جزء مهم في العلاقة بينهم هو الأب، من الأب؟ وعندما يتعرف الشاب على الفتاه البيوت تود أن تتعرف على بعضها، وعندما يوجد قلق بين البيوت نقول أن هناك شيء غير صحيح، لابد أن يشعر الشاب بالارتياح للفتاه هذا جزء من الأمر لكن لابد أيضا أن تشعر البيوت بالارتياح لبعضها لماذا؟ لأن هذا أبوها، لأنه هو أبوه، تقول هذا شيء وهذا شيء آخر، أقول لك لا أستطيع، لا أعرف أفصلهم عن بعضهم البعض، هذا من هذا، وهذا من هذا، نحن أيضا يا أحبائي عندما ندخل في عشرة مع الابن لا يصلح أن تدخل مع الابن بدون الآب، ولا مع الآب بدون الأبن.
لذلك يا أحبائي ربنا يسوع اليوم يعلمنا هذا التعليم، يعلمنا كيف يكون هذا الثالوث القدوس هو فرحك، كيف يكون هذا الثالوث القدوس موضع نغمك وتسبيحك، لو نظرت إلى الكلام الذي يخاطب الثالوث القدوس في التسبحة، في الذكصولوجيات، أنظر على مخاطبة الكنيسة للثالوث القدوس تجد دائما الكنيسة تختم كل عبادتها وصلواتها ببركة الثالوث القدوس، عندما تحب الكنيسة أن تصرف أولادها وتودعهم، وترسلهم إلى العالم تجد آخر كلمة يقولها الكاهن لنا في القداس "محبة الله الآب، نعمة الابن الوحيد، شركة وموهبة وعطية الروح القدس تكون معكم أمضوا بسلام"، بمعنى قبل أن تذهبوا قبل أن تنصرفوا من الكنيسة كونوا محمولين ببركة الروح القدس، خذوا محبة الآب، خذوا نعمة الابن الوحيد، خذوا شركة وموهبة وعطية الروح القدس، تقول لكم طالما أخذتم هذه البركة انطلقوا للعالم، أنتم فرح العالم، أنتم صوته، أنتم رسالته، أنتم محملين للعالم برسالة فرح الثالوث القدوس وعمله، لا تعتقد أن الثالوث القدوس بعيد عن ظروفك، أو بعيد عن توبتك، أو بعيد عن طلباتك لا أطلب باسم الثالوث، وتعزي باسم الثالوث، واعمل كل شيء باسم الثالوث، عندما تأتي لتأكل أرشم الصليب الآب، الابن، الروح القدس، عندما تأتي لتذهب أرشم على نفسك علامة الصليب الآب والابن والروح القدس، عندما تصلي ارشم علي نفسك علامة الصليب الآب والابن والروح القدس، قم بإدخال الثالوث القدوس في حياتك ستجد بركة أضيفت إليك.
ربنا يعطينا كيف ندخل في عشرة مع الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس.
يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
أتحبنى الجمعة الأخيرة من شهر نسئ
أنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائى فصل من بشارة معلمنا مرقص البشير إصحاح عشرة فهل كلنا عارفينة لما تقدم إلية تلميذة يعقوب ويوحنا أبنا زبدى فقالا لة تريد أن تفعل لنا كل ما طلبناة عايزين طلب منك فقال لهم أنتم عايزين أية ؟ماذا تريدان أن أفعل لكما ؟ فقالا لة أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والأخر عن يسارك فى مجدك . فى الحقيقة طلب جميل ، لكن ممكن يبقى الشخص الذى يطلبة هو مش حاسب اللحظة بتاعتة ، هما عايزين المجد هما عايزين الكرامة هما عايزين يكونو ملتصقين بالسيد المسيح بأستمرار زى ما واحد من كتر ما بيحب واحد يقولة أنا نفسى أعيش معاك على طول فهما كأنهما بيقولوا لة كدة نفسنا نجلس معاك مش بس حبناً كمان فى المجد كمان فوق . فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان وكأنهما بيقولوا لة لية بس لية ما أحنا عارفين عايزين أية أحنا عايزين واحد يقعد يمينك وواحد شمالك وأحنا كان بيتهأ لنا أن أول لما تسمع حاجة واحد بيقولك كدة تقولة تحت أمرك حاضر من عينى دا طلب جميل يارب كل الناس تطلب الطلب بتاعكم دة لكن قال لهما لا أنتم مش عارفين أنتم بتطلبوا أية بعدين واجههم بقى بالحقيقة أية هى الحقيقة أتسطتيعان أن تشربا الكأس التى أشربها أنا فقالا لة نستطيع أية هو الكأس وأن تصطبغا بالصبغة التى أصطبغ بها أنا فقالا لة نستطيع أية هو الكأس الصليب وأية هى الصبغة الام تقدرون أنتم تشربوا الكأس اللى أنا أشربها تقدروا تتصلبوا تقدروا تصطبغوا بدمكم تقدروا تحتملوا هذة الأًلام وهذة الأهانات وهذة الأتعاب تقدروا تشيلوا الصليب فقال لهما يسوع أما الكأس التى أشربها أنا فتشرباها والصبغة التى أصطبغ بها أنا تستطيعان وأما الجلوس عن يمينى وعن يسارى فليس لى أن أعطية إلا للذين أعد لهم . أحنا يا أحبائى بنمر بفترة مليانة قلق وأخبار كتير مزعجة وفية حاجات مزعجة فعلا ، لكن فى الحقيقة الجواب بتاع الأنجيل بتاع أنهاردة بيرد على القلق اللى أحنا فية وكأن ربنا عايز يقول لنا فية صبغة لازم تصطبغوا بها وفية كأس لازم يتشرب والصبغة والكأس دول هما السبب بتاع المجد وهما الطريق بتاع الجلوس عن يمينة وعن يسارة . عشان كدة نقدر نقول يا أحبائى لو قعدنا نقيس اللى بيحصل دلوقتى بمقايسنا أحنا البشرية هنعثر جدا ونتعب جدا ونخاف جدا ونضطرب جدا طيب ما هو اللى بيحصل كتير شوف كام كنيسة أتحرقوا شوف كام واحد أستشهد وشوف كام واحد أتعذب ولية ربنا مش بيدافع عننا ولية ربنا مش بيدافع عن كنيستة ولية ربنا مش بيدافع عن ولادة . طيب لية سايبنا كدة لغاية أمتى ياما يا أحبائى نقيس أمور سماوية بأشياء أرضية ياما يا أحبائى عقولنا البشرية هى اللى تغلب والإيمان ينسحب ودى خطة عدو الخير الخطيرة وهى أن يوقعنا فى فخ الخوف وفى فخ الضعف وفخ عدم الإيمان بل أخطر من اللى بيحصل اللى بيحصل يا أحبائى صدقونى مش جديد على الكنيسة ولا على تاريخ الكنيسة أنت تستغرب لو عرفت عدد الكنائس فى مصر كان قد أية وتتعجب تتعجب من عدد الأديرة اللى كانت فى مصر قد أية الساحل الشمالى دة يا أحبائى كان كلة أديرة كل كيلو او اتنين كيلو تلاقى دير ويقولوا كدة طول ما أنت ماشى فى الساحل الشمالى دة أصوات التسبيح لا تنقطع يعنى تخلص دير تكون سامع صوتة يادوب الصوت ينخفض تسمع صوت الدير اللى بعدة لغاية مرسى مطروح طب أمال الاديرة اللى أتهدمت قد أية قالك الأديرة ممكن تنهدم لكن الأيمان يبقى لو جينا نخير ربنا ونقول يارب الإيمان ولا الأماكن يقولك الإيمان . إن كان على الأماكن يا أحبائى تعالوا روحو أوروبا ولا روحوا أمريكا وأتفرجوا على الكنائس والكاتدرائيات الشاهقة اللى لا تستعمل أبداً اللى بتتحول إلى متاحف روح كدة حتى روما روح كدة إيطاليا أتفرج على عظمة الكنائس اللى هناك حولوها لمتاحف تدخل بأشتراك أشتراك كبير أشتراك ضخم تدخل لية تدخل علشان تصور وتتصور تدخل علشان تنبهر ولكن اللة يقصد أن تكون بيوت عبادتة متاحف وهل اللة يريد أن يكون لة أماكن لمجرد التصوير ولا للتفاخر . لما جة يتولد أتولد فى مزود ولما عاش عاش فى احقر المدن بيت لحم الصغرى بين مدن يهوذا يا أحبائى أحنا لابد نعرف أن إيماننا أهم من أى حاجة تانية وأن أحنا حبنا كلة للة وأن الإيمان يقاس بنا أحنا مش بعددنا وأن مخافة اللة اللى جوانا هى أهم من أى خوف تانى علشان كدة قالك أما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا . لما عدو الخير يعمل خطط ويهز بهما الإيمان يبقى هو كدة نجح لكن لو عمل خطط وثبت بهما الإيمان يبقى هو كدة فشل ، أحنا يا أحبائى محتاجين أن أحنا نثبت فى مواعيد ربنا وتيجى على الحتة بتاعت مواعيد ربنا واحد يقولك طيب ما فية مواعيد بتقولك شعرة من رؤوسكم لا تسقط طيب مافية مواعيد بتقول أبواب الجحيم لن تقوى عليها طيب ما فية مواعيد بتقول عظم من عظام يحفظ جميع عظامكم واحدة منهم لا ينكسر طيب المواعيد أهة المواعيد موجودة لية مش بتتحقق يقولك خلى بالك المواعيد دى مواعيد أبدية مش زمنية لما يقولك يحفظ جميع عظامكم دة مش مقصود بة العظم بتاعك بتاع دلوقتى لأ يحفظك أبديا بلا عيب حتى وأن قطعت أعضائكم لكن يحفظ جميع عظامكم يحفظ إيمانكم ويحفظ قلبك ويحفظ سلامة نفسك من الداخل علشان كدة يا أحبائى لما تيجى تشوف واحد قديس زى القديس يعقوب المقطع ما هو تقطع بس تعالى اتفرج علية فى السماء وكرامتة ومجدة تفهم يعنى أية يحفظ جميع عظامكم الأمر أمر أبدى مش زمنى لما تيجى تتفرج على نفوس المؤمنين العابدين المصلين فى أصغر مكان وأبسط مكان تعرف يعنى أية أن قصد ربنا يا أحبائى أن نثبت فية وأن نثبت فى كتبة وأن نثبت فى إيمانة . أحبائى أحنا لابد أن نعرف أن تفكيرنا إلى حد كبير محصور فى الأرض والزمن لكن تفكير ربنا مركز على السماء والأبدية تفكيرنا أرضى زمنى وتفكير اللة أبدى سماوى ومن هنا التعارض أحنا عايزين أن الناس ترفعنا على الأكتاف أحنا عايزين أن بيجى واحد مثلا يكون عايز يهد كنيسة ولا بعمل حاجة الأرض تنشق وتبلعة حد يضربة برصاصة يموت او ايدة تنشل أحنا عايزين كدة وساعتها نقول معجزة وكلنا نبقى مبسوطين ويجلنا أنتعاش يقولك مش هو دة المقياس الروحى ومش هى دى معايير اللة علشان كدة قالك تعالى أشرب الكأس اللى أنا أشربها تعالى اصطبغ بنفس الصبغة اللى أنا اصطبغت بها . هو ربنا يسوع لما جة واحد يدق مسمار فى أيدية شلهالة . هو ربنا يسوع لما اقتيد للذبح عمل اية فى صالبية دعى لهم بالبركة وهل ترك الصليب يتم ولا أستخدم قدرتة الألهية فى إيقاف الصليب أبداً ولا أستخدم قوتة الالهية فى أتمام الصليب علشان كدة يا أحبائى الصليب تم . سيدنا يسوع المسيح عرى من ثيابة وتفل علية وجلد وأهين ووضع فى رأسة أكليل شوك لطم على وجهة دة الكأس يا أحبائى نفوسنا تجزع من هذا الكأس يا أحبائى ونفوسنا تهرب من الام نفوسنا تتضايق من سيرة الصليب يقولك مفيش مجد من غير صليب علشان كدة قالك كدة هو قالو لة نستطيع رجع تانى ربنا يسوع فقال لهما أما الكأس التى أنا أشربها فتشربها والصبغة التى اصطبغ بها أنا تصطبغان دة يا أحبائى دة الشرط بتاع المجد اللى ربنا وعدنا بة وهب لكم لا أن تؤمنوا بة فقط بل تعالو أيضا معة . أحنا يا أحبائى بنتألم مش بنمشى فى طريق لوحدنا لا دة طريق هو سلكة قبلنا والطريق هو كرسة من أجلنا دة طريق هو أختارة بأرادتة دة هو أحب الصليب من أجل السر الموضوع أمامة أحتمل الصليب مستهينا بالعار علشان كدة يا أحبائى نفوسنا متخافش ومتجزعش لانة لو خفنا يبقى دة هو اللى أصعب من أى حاجة تانية اللى أصعب من أن الكنيسة تنهد أن الإيمان ينهد اللى أصعب من أى حد فينا يتهان ولا يتجلد ولا حتى يموت أن الإيمان هو اللى بيموت علشان كدة اثبت فى مسيحك لما تيجى تسمع ان فية مخاطر صلى . صلى وأرفع قلبك لفوق قولة يارب دبر يارب احرس يارب احمى وصلى مش بس بالنسبة لكنيستك ولا لاخواتك المسيحين صلى للبلد كلها صلى للمضطهدين صلى للمتضايقين صلى للمتألمين صلى للمحبوسين صلى لكل اللى فى خطر صلى من أجل الكل وأفتح قلبك بالحب للكل وخليك زى سيدك متخليش قلبك أبداً يتملى بالبغيضة لان يوم ما عدو الخير يحاربنا بحربين يبقى هزمنا الهزيمة قائلة يحاربنا بالإيمان والمحبة حرب شنيعة أصعب من حرب الرصاص لما يهد الإيمان ويهد المحبة يبقى بقى أية ؟ يا احبائى يبقى فين المسيح وفين المسيحية أذن يا أحبائى أحنا محتاجين حدأً لهذة الفترة أن يكون لنا رسوخ فى الإيمان وأن يكون لنا ثبات فى المحبة لتكن المحبة بغير رياء محبة صادقة محبة ينبوعها ربنا يسوع المسيح المصلوب الغافر لصالبية محبة حقيقية انجيلية كاملة من ضمير كامل بلا لوم وبلا غش محبة بحسب محبة ربنا يسوع المسيح احنا يا أحبائى طريق كنيستنا مليان بالاًلاًم اللى يقولك غير كدة اللى عايز يوسعلك الباب قولة لا يا حبيبى أحنا الباب بتاعنا ضيق وأحنا عارفينة كويس . أما الكأس اللى أنا اشربها أنتم تشربوها وأن الصبغة التى اصبغ بها أنتم تصبغون بها دة الشرط يا أحبائى فية شرط فية طريق جديد حيا كرسة لنا بالاًلاًم هو دة الطريق يا أحبائى هو دة الطريق هو دة الشرط اللى قالة من اراد منكم أن يأتى ورائى فلينكر نفسة ويحمل صليبة كل يوم ويتبعنى فية صليب يا أحبائى لابد أن أحنا نشيلة المسيحية غالية المسيحية هى طريق يؤدى بك إلى المجد السماوى فلابد يا أحبائى أن أحنا لا نستثقل ولا نهرب ولا نجزع أبداً من حمل أى صليب مستعدة نفوسنا لأى الاًم ولكن لا نفرط فى إيماننا ولا نفرط فى محبتنا أبداً مهما كان الثمن علشان كدة يا أحبائى أمسك فى مواعيد ربنا أمسك مزاميرك وصلى بيها أمسك صليب أصرخ لألهك وقول كيرياليسون أرفع قلبك لربنا أعمل تماجيد للقديسين اللى بتحبهم هتلاقى نفسك أنت أمتليت بالسلام حتى ولو كانت ظروف اللى حواليك لسة مليانة أضطراب وثق لأن صلاتك لها تأثير كبير حتى ولو كنت أنت شايف أن فية شرور بتحصل لكن ممكن تكون شرور يسيرة وضعت من أجل صلاتك دة يا أحبائى إيماننا ودة رجائنا أحنا عايشينة عايشين يا أحبائى بالرجاء وبالإيمان دة لو شفت كدة أبائك القديسين فى تاريخ كنيستك هتلاقى ياما عدى ( فات )عليها عصور ياما مضطهدين ياما أباطرة وياما دول و ياما حكام وياما طغاة قسوا على الكنيسة ولكن الكنيسة تثبت والإيمان يثبت بكل ضيق عملوة بخدعة من عدو الخير علشان كدة يا أحبائى أحنا لازم نعرف كدة أن للرب حرب مع عماليق من دور إلى دور وأن قوات الظلمة هى التى تحرك وأن عدو الخير متربص ومن أكتر الأمور التى تقلقة هى علامة الصليب وهى الذبيحة وهى المسيحين علشان كدة يا أحبائى أحنا كمان نقولة أحنا ياربى كما سلكت انت ينبغى ان نسلك نحن . هات يارب كأسك نشربها وهات يارب الصبغة بتاعتك نصطبغ بها وإن كنا ضعفاء فأنت تسندنا أنت يارب اللى قدام عنينا وصليبك قدام عنينا لا نجزع أبداً طول ما أنت قدامنا تقدمنا أنت حامل صليبك . أسندنا أنت وأعطنا أنت النعمة أن أحنا نعيد صليبك لأننا نحن الضعفاء لكن بك أنت أحنا نقدر نشيل الصليب علشان كدة يا أحبائى كل لباس الصليب وكل أنسان وكل الأباء أحتملوا بكل سرور وبكل فرح أذكر لما يكونوا مروا على دير للعذارى ويأكلوا كل العذارى اللى فية لكن يكون فية واحدة عذراء عندها شلل فمش قادرة تتحرك فمحبوسة فى القلاية بتاعتها وسامعة أصوات الام سامعة أصوات الصراخ والالم المتدفق وشايفة المناظر بس هم مش شايفينها تعمل أية ؟ تصرخ وتقعد تحرك فى الباب بتاع القلاية بتاعتها علشان تلفت انتباههم أن يوجد هنا عذراء باقية أحبوا التعب أحبوا الموت عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكى ينالو قيامة أفضل ( رتبة ) درجة وأحنا واثقين يا أحبائى فى مواعيد ربنا وواثقين أن البلد للى حط رجلية فيها بيباركها مهما كان فية معابد بيباركها تعالى اتفرج كدة فى الدول اللى حوالينا هتلاقى المسيحية فيها بتندثر لكن فى مصر المسيحية بتقوى تسمع يا أحبائى عن قديسين كتير جداً نسمع عن القديس اغسطينوس دة فين القديس أغسطينوس دة فى بلد أسمها هبو فين دى فى الجزائر فين المسيحية فين المسيحية فى تركيا يا أحبائى فين فين ؟ علشان كدة يا أحبائى قديسى مصر وروما شهداء مصر وأبرار مصر ورهبان مصر وعذارى مصر حافظين مصر بناء على الوعد بتاعة أن يكون لة مذبح فى وسط أرض مصر لا نخاف يا أحبائى نجعل رجائنا وثقتنا فية علشان كدة أمبارح اللى بيحضر قداس يقولك يا أحبائى لا تستغربوا من البلوة المحرقة المحيطة بينكم الحارثة بينكم لا ما تستغربش لأن أكيد ربنا لة ارادة علشان كدة عايز يقولك أن لما أنت تمسك فى مواعيد ربنا أنت تتشدد بالإيمان هتلاقى نفسك أمتلئت بالسلام أرجوك بدل ما تضع روح القلق فى أى واحد من اللى حواليك أزرع فية سلام أرجوك حتى لو أنت قلقان صلى النهاردة لو فية كلام على أنة هيبقى يوم صعب أجعلة يكون يوم صلاة خلى انهاردة يوم أتحاد بألهك زى ما قال دنيال قال أنا لم أقضى هذة اليلة مع الأسود ولكننى قضيتها مع الملائكة كانت الليلة اللى دنيال قضاها فى جب الأسود حسبت لة أنها من أجمل أيام عمرة لم يقضيها مع الأسود ولكن قضاها مع الملائكة اللة يعطينا سلام اللة يعطينا إيمان وأن يعطينا محبة ويكمل نقائصنا ويثبت إيماننا ولالهنا المجد دائماً .
اعد لكم مكان الجمعة الأولى من شهر بؤونة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين.
الفترة التي نعيشها الآن ياأحبائي ما بين عيد الصعود وما بين عيد حلول الروح القدس هذه الفترة لها كرامة كبيرة جدًا في الكنيسة ويطلقون عليها فترة العشرة أيام،هؤلاء العشرة أيام يا أحبائي تكون الكنيسة كلها والمؤمنين في حالة ترقب، فهم آخذين وعد بأنهم سيأخذون عطية عظمى،آخذين وعد ألا يتركوا مكانهم،"لا تبرحوا أورشليم"،آخذين وعد أنهم يكونوا في حالة اعتكاف، في حالة صوم وصلاة في حالة طلبة وتضرع، في حالة ترقب شديد لعطية عظمى، هذه يا أحبائي الروح التي من المفترض أن تكون لدينا الآن ونحن ننتظر عطية الروح القدس ونحن ننتظر العطية العظمى، موعد الآب،العشرة أيام يا أحبائي يعلمنا الآباء أننا نكون فيهم في حالة رفع قلب باستمرار، وفي حالة اشتياق للعطية التي يريد الله أن يعطيها لنا،ويظل يعدنا بأنه ذاهب ليعد لنا مكان،عندما ترك السيد المسيح التلاميذ وكان أمر ليس سهلاً، عندما رأوه وهو ذاهب إلى فوق ويفارقهم فهذا أمر ليس سهلاً، وكأنهم يقولوا له نحن رأيناك وأنت تفارقنا وأنت على الصليب،رأيناك وأنت تفارقنا وأنت في القبر،لكننا تهللنا فرحا عندما وجدناك قد قمت،فعندما قمت قلنا بذلك إنتهى الأمرفهويجلس معنا للأبد، لن يموت مرة أخرى،قال لهم لا أنا لن أموت مرة أخرى، لكن أنا سوف أصعد،لكنك عندما تصعد فأنت بذلك تتركنا، قال لا أنا سأفعل معكم أمرين:-
١- أنا ذاهب إلى هناك لكي أطمئنكم على المكان وأعدلكم مكان.
٢-أرسل إليكم الروح القدس المعزي هو يذكركم بكل شيء.
إذا كنتم ترون أن صعودي خسارة،فالخسارة الحقيقية أنني أظل معكم،لأني لو لم أصعدلن أرسل لكم هذه العطية،لذلك يا أحبائي نحن في اشتياق وترقب لتحقيق هذا الموعد،ذاهب ليعد لنا مكان،ماذا حدث في الصعود؟ الصعود أن كل تدابير الخلاص التي فعلها ربنا يسوع المسيح معنا وأكملها بداية من التجسد وافتقاده لنا في أرض مشقتنا وفي شقاء طبيعتنا، بداية من أنه أتى إلى العالم واقترب منا جداً، بداية من أنه تمم كل تدابير الخلاص وتدابير الفداء إلى أن صلب ومات وقام وصعد، لماذاصعد؟ ليصعدنا معه،لماذا صعد؟ليترآى أمام الآب ممثلا للبشرية كلها التي بلا عيب، البشرية المفتدية،لقد أزيل حكم الخطية،وتمزق، وأصبح المسيح القدوس البار واقف أمام الآب ممثل عن البشرية ونيابة عن البشرية وكلنا موجودين فيه،بمعني أننا الآن مبررين لأن المسيح واقف أمام الآب يمثلنا، والمسيح بلا عيب،نحن في المسيح يسوع مبررين، ونحن في المسيح يسوع بلا عيب، أصعب موقف يا أحبائي أن الإنسان ينظر إلى نفسه خارج المسيح،أصعب شيء أن الإنسان يقيم نفسه بنفسه سيجد نفسه بعيد، لكن الجميل أني أنظر إلى نفسي داخل المسيح، أنا داخل المسيح أين أنا؟ أنا جالس عن يمين الآب، أنا في المسيح يسوع مكرم، أنا مكرم في المسيح يسوع، أنا موضع سرور الآب،لماذا؟ لأن الابن موضع سرور الآب، كل ما فعله المسيح يا أحبائي فعله من أجلنا،ونحن اشتركنا في جسد المسيح،والمسيح اشترك في جسمنا لكي تكون كل الأفعال التي فعلها نحن جزء منها، أنا قطعة من المسيح، أنا جزء من جسم المسيح الذي يقف الآن أمام الآب ،فأكون أين أنا الآن؟ أنا أقف أمام الآب،لذلك يا أحبائي الصعود يعيد لنا كرامتنا المفقودة، الإنسان بجهله وخطيته نزل إلى أسفل جحيم الأرض، إلى الأرض السفلى، الإنسان بجهله وخطيته نزل إلى أعماق الهاوية،والمسيح ببره صعد إلى أعلى السموات،فأين مكاننا الآن؟ في أعلى السموات، ونحن أين بالخطية؟ نحن في أسفل الهاوية،أين أنا؟ أنا في المسيح يسوع إذن أنا في أعلى السماوات.
هذا يا أحبائي الذي فعله المسيح في تدبير الفداء، يطمئنا،يطمئنا ويشفق ويتحنن علينا ويؤكد علينا أين نحن؟،عندئذ فالذي يكون غيرمصدق لهذا الكلام و كأنه غير مصدق تدبير الخلاص، كأنه غير مصدق الميراث الذي أعطاه لنا المسيح، قال لك "وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات"،فهذا الوعد يا أحبائي، وهذه الحقيقة ليس فقط وعد،عندما يرى الإنسان نفسه في المسيح يصبح كله رجاء، مهما كان خاطئ، مهما كان ضعيف، لكن أنا في المسيح يسوع أنا شخص آخر،ما أصعب أن نرى أنفسنا خارج المسيح،سنجد يأس وإحباط و حزن وهم وفشل،سنجد أموركثيرة خارج المسيح، لكن في المسيح كل ما فيك جميل مهما كان لديك عيوب، يقول لك "كلك جميلة يا حبيبتي كلك جميلة" ليس فيك عيب البتة، أقول له لكن أنا ممتلئ عيوب، يقول لك عيوبك المسيح حملها، عيوبك المسيح حملها ورفعها لكي يعطيك بره،لأن هذا هو صميم عمله،أن البار من أجل الأثمة،هذا يا أحبائي فعل الصعود الذي لابد أن نتمتع به،ونأخذ فعله وقوته وبركته، المسيح يقول لك أنت في، وأنا مكاني بجوارالآب،فبذلك أنت مكانك بجوار الآب، صعد ووعدنا أنه يعد لنا مكان،لكن وماذا بعد ذلك؟! قال لك أنا سوف آخذكم معي،ما الفائدة من أن يكون المسيح فوق بدوننا؟ما الفائدة يا أحبائي أن يبني شخص قصر جميل ويجلس فيه بمفرده،ينفق عليه كثيراً، كل مامعه، وفي النهاية تقول له هل ستحضرأولادك هنا؟ يقول لك لا، لا هذا مكان جميل لم يستحقوه،نقول له لا، لا أنت الذي لا تستحقه. ما هذا؟! ما الذي فعل كل ذلك لأجل نفسه؟!.
كذلك المسيح ياأحبائي، المسيح صعد إلى السماء ليس لكي هو يصعد إلى السماء، هو ساكن في الأعالي، هو كان في السماء، نزل من السماء من أجلنا،لماذا نزل؟!لكي يأخذنا معه،المسيح نزل يا أحبائي لكي يأخذنا معه، بهجة المسيح في خلاصنا،ومسرة المسيح في رجوعنا للفردوس الذي فقدناه ولمكانتناعند الآب،هذه يا أحبائي الكرامة التي نأخذها في المسيح يسوع، يقول لك تعالى أنا ماضي أعد لكم مكان،"في بيت أبي منازل كثيرة"،سوف تسمع كثيراً في هؤلاء العشرة أيام عن ما الذي يفعله المسيح لكي يأخذنا معه، لكي يرد لنا كرامتنا المفقودة.لذلك نحن الآن نضع كل أفكارنا فوق في السماء في المكان الذي نحتاج أن نذهب له، في المكان الذي ننتظره ونترقبه،أحياناً شخص يسبق أسرته ويسافر إلى مكان ما،ومن أول لحظة وهو يسافر في هذا المكان، هو يفكركيف يحضرالأسرة،ويفكرماذا يفعل لهم؟،أين يدرس أبنائه؟،وماذا هوسيعمل؟، وأين يسكنوا؟، كيف يطمئن عليهم؟،وكيف يطمئن على كل فرد؟،ويهتم بمصلحة الكل، ويظل يدبر إلى أن يأخذ الوعد أنهم سوف يأتون،يرسل لهم ويقول تعالوا يا للمسرة إذن.فنحن كذلك يا أحبائي المسيح صعد إلى السماء وظل يرتب لنا كل شيء،أرسل لنا تأشيرة الدخول، قال لنا قد أعددت كل شيءهيا تعالوا،فما الذي نفعله ونحن جالسين هنا؟ كلمة بسيطة جداً تعبرعن لماذا نحن هنا،نحن جالسين لنجمع عدتنا، نحن جالسين نجهز أنفسنا للرحلة، التأشيرة معنا، المكان موجود، الضمان موجود، الحياة الجميلة موجودة وكل شيء موجود،لماذا نحن جالسين هنا؟، ماذا نفعل هنا؟،نجهزأنفسنا فقط، نحن أشخاص تجهزأنفسها للسفر،الذين يجهزون أنفسهم للسفر يكونوا منشغلين بأمور عالية جداً،ليسوا منشغلين بالأمور القليلة الموجودة أسفل،لا يوجد شخص يهاجر البلد ويأتي إليه شخص يقول له شاركني في مشروع أنا لدي مشروع جميل،فيقول له لا، لا أشكرك، شكرا لك، تقول له أنه سيربحه كثيراً،يقول لك معذرة أشكرك أنا أغلق أعمالي،لن أفتح في أعمال جديدة، لا،لا،إذا كنت تريد أن تقدم لي خدمة حقا تقول لي على أعمال نفعلها هناك، هنا لا،فأنا أنهيت كل شيء.الذي يريد يا أحبائي أن يعيش في السماء عليه أن يفكر من الآن ماذا يفعل فوق، يتعلم التسبيح، يصنع له أصدقاء هناك، يصادق القديسين،يتدرب كثيراً على الوجود في حضرة الله،يجلس كثيراً مع الملائكة،يسبح،يبدأ يعرف ما الذي يأمن مستقبله الأبدي،هذا هو يا أحبائي موقفنا الآن،نحن موقفنا الآن يا أحبائي موقف أشخاص تشتاق للرحيل، وتجمع في متعلقاتها،تجمع في أثاث المنزل.هناك قصة جميلة في الكتاب المقدس توضح لنا هذا المعنى لكن للأسف عندما نأتي لنقرأ الكتاب المقدس والمسيح غائب عن أعيننا، فإننا نقرأه كحكاية، تتذكروا يوسف الصديق عندما كان في أرض مصر، وكانت هناك مجاعة وهو قد جمع خير كثير وجمع غلة كثير وحنطة كثير أصبحت لاستبقاء حياة كل البلاد الذين حوله،أصبح الخير كله عندي وسف،أصبحت الحياة كلها عند يوسف، أصبحت البهجة والسعادة والسرور عند يوسف،ولكن عند أبونا يعقوب وأولاده هناك جوع، فقر،موت ينتظرهم، ذهبوا ليوسف لكي يأخذوا حنطة،المهم أن يوسف كشف لهم نفسه وقال لهم لا ما الذي يجعلكم تجلسون هناك؟،أنتم تأتواإلي، اجمعوا متعلقاتكم وتعالوا، وقال لهم لا تحزنوا على الأثاث الذي سوف تتركوه،يريد أن يقول لهم حتي عندما تأتوا لا تحملوا أشياء كثيرة، كل الأشياء هنا جميلة،أتركوا كل شيء هناك ولا تحزنوا على شيء، أنا لا أريد سوى أنكم تأتوا، كل الأمور هنا جيدة،أنا هنا أجلس في قصر، لا تحضر شيء، أنا أريدك أنت، هذه القصة يا أحبائي توضح ما فعله المسيح،فيوسف يمثل المسيح الذي صعد كسابق من أجلنا،وأرسل ليحضرإخوته ويحضر أهله،ويقول لهم تعالوا ولا تحزنوا على الأثاث الذي تتركوه،تعالوا أجلسوا معي هذا ما حدث، فإن كل أسرة يوسف إخوته، ووالده أتوا وهم مطمئنين أنهم سيذهبوا إلى المكان الأفضل،مكان آمن، مكان ممتلئ بالخيرات.هذا يا أحبائي ما نفعله الآن،والذي فعله المسيح من أجلنا،يقول لك أنت تعيش في أرض جوع، متمسك بالجوع،أنت تعيش في أرض مهددة،أنت تعيش في مكان موت، تعالى للحياة، أنت تعيش في مكان مجهول، أنت تعيش في مكان غير آمن، تعالى.لماذا يا أحبائي ظروف الحياة دائما تلاحظ أن الله يظل يضيقها على الإنسان، رغم أننا نتوقع من الله أن يسعها،قال لا أنا أقصد ذلك لكي أجعلك تقول "في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" أنا أقصد أنك من خلال آلامك في الحياة تفكر في ميراثك الأبدي، أنا أقصد من خلال المجاعة أنك تفكر في كيف تشبع، أنا أقصد أن أجعلك تعيش هنا في ضيق وفي ألم لكي تشتاق للراحة، ما هذا الكلام؟، قال لك هذا ما فعله المسيح معنا يا أحبائي، قال لك هيا تعالى، كل شيء قد أعد، أنا رتبت لك مكان،مكانك عندي ومكانك جميل،مكانك كله أمان، مكانك كله راحة،مكانك كله سلام.إذن نحن الآن يا أحبائي لابد أن يكون اشتياقنا الحقيقي في السماء،الكاهن في القداس يقول لكم أرفعوا قلوبكم، وأنتم تقولوا هي عند الرب،نحن كل شيء لنا فوق، فلماذا نجلس هنا نجهز بعض أشياء بسيطة، بمعنى أن شخص يقول لك متبقي لي بعض الأشياء القلائل،نحن هنا من اجل هذه القلائل،لا تربط نفسك ربطات جديدة ولا يكون الزمن الذي تجلسه هنا يزيد من ثقلك إلى أسفل،من المفترض أن يكون فرصة لارتفاعك إلى أعلى، هذه يا أحبائي الفترة التي نعيشها الآن،نحن نعيش فترة يا أحبائي نجهز أنفسنا ونعد أنفسنا لكي يكون لنا الميراث الأبدي الذي فعله معنا ربنا يسوع المسيح.لذلك نحن بكل إيمان و بكل فرح وبكل سرور نعيش،لماذا؟"لأن خفة ضيقاتنا الوقتية تنشأ لنا ثقل مجد أبدي"، الإنسان الذي لديه هذا الإيمان ياأحبائي يرى أمور الحياة ليس أنها أمور تضغط عليه، لكن هي أمور تؤهله بالأكثر لميراث ملكوت السماء، وكلما ضاقت الدنيا أكثر كلما يتأكد أكثر أن مكانه ليس هنا،هذا الإنسان يا أحبائي الذي عينه مفتوحة على ميراثه في السماء، لكن الذي عينه على الأرض كلما ضاقت الدنيا يتذمر،ضيق، شكوى حزن، ألم، مرار،لكن قل يا رب نحن حياتنا في يدك، أنت أبونا،وأنت أعطتنا كل شيء،ونحن لانريد شيء سوى أن يكون إيماننا ويقيننا معك أنت،حقا يمكن أن تقول أنه إذا كانت هناك ظروف معينة أفضل تكون الحياة جيدة،لكن إن لم يكن فهذابسماح منك،أنت ضابط الكل،أنت الذي عيون الكل تترجاك،أنت الذي تفتح ولا أحد يغلق وتغلق ولا أحد يفتح،أنت صاحب مفتاح مدينة داود، أنت الذي"من ذا الذي قال فكان والرب لم يأمر"،ثقتي كاملة فيك، وإيماني بك أنك تصنع معنا أكثر مما نسأل أو نفهم أو نفتكر،هذا هوياأحبائي يقيننا، الإنسان يا أحبائي الذي عينه وقلبه وأفكاره ومشاعره مشدودة فوق للسماء،تجد أن كثير من الأمور التي تحدث تحت لن تشغله كثيراً،لذلك قال أنا ذاهب لأعد لكم مكان، قال لك تعالى وجهز نفسك وجهز قلبك واجعل أشواقك باستمرار مرفوعة إلي فوق.ربنا يسوع المسيح الذي صعد إلى السماء ليجهز لنا مكان يجعلنا باستمرار نشتاق إلى فوق،ونتأكد من مكاننا، نجهز أنفسنا لكي يكون لنا الميراث، الميراث الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل المحفوظ لنا في السماويات.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
التناول الجمعة الثانية من الخماسين المقدسة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهوركلها آمين.
اليوم الجمعة الثانية من الخماسين المقدسة،وفي هذا الأسبوع كله نجد الكنيسة تركزعلى كيفية التمتع بالقيامة من خلال اتحادنا بجسدالمسيح، أثناء رحلة القيامة تعطي لنا تفاصيل عن كيف تكون القيامة لها فعل في حياتنا،أشياء كثيرة تجعلنا نتمتع بالقيامة في حياتنا منها التناول،لماذا؟ لأن القيامة هي انتقال من موت إلى حياة،انتقال من خطية إلى بر،أنتقال من سلطان عدو الخير إلى حرية،كيف ينقل لي هذا الفعل؟،كيف أنتقل من الموت إلى الحياة؟،من الخطية إلى البر،من سلطان عدو الخير إلي الحرية، من الضعف إلى القوة،كيف ينقل؟ قال لك أنا أعطيك سر هذا الانتقال بالاتحاد بجسده ودمه، لأن ربنا يسوع المسيح هو رئيس الحياة،فنحن عندما نأخذ جسده ويختلط بنا ويمتزج بنا فنكون أخذنا رئيس الحياة داخلنا،عندما يدخل رئيس الحياة داخلنا ويكون داخلنا موت فماذا يحدث؟تحدث حياة من هنا يا أحبائي يحدثنا ويقول لنا "من يأكل جسدي ويشرب دمي له الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير،جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق، من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا أثبت فيه"،وقال أيضاً "من يأكلني يحيا"،وكأنه يريد أن يقول لك هل تريد أن تعيش؟،هل تريد أن تحيا؟،هل تريدالحياة الأبدية؟،هل تريد القيامة؟ اتحد بي،الإنسان يا أحبائي من بداية الخليقة كان يأكل من يد الله، كانت وسيلة شعوره بالوحدة والحب والحياة والألفة،لازال إلى اليوم يا أحبائي أن الأم أو الأب يكون من قمة سعادتهم أنهم يطعموا أبنائهم،كذلك الله من قمة سعادته بالإنسان ومن قمة سعادة الإنسان بالله أنه كان يطعم آدم،فمن بدأ يشعر بالغيرة من هذا؟عدوالخير،قال مثلما هو يأكل من أيدي الله أنا أجعل آدم يأكل من يدي، وللأسف حدثت المشكلة وبدأ آدم يقع في الفخ وأكل من يد الشيطان،الله يريد أن يعالج هذه القصة،فقال أنا سوف أعيد الإنسان مرة ثانيه يأكل من يدي،وهذا ما نحن فيه الآن يا أحبائي،ما الذي نحن فيه الآن؟،من أين نأكل؟ نأكل من يده،من الذي يناولنا في القداس؟ المسيح،فمن الذي نأخذ جسده؟ المسيح، نأخذه هو، هو بنفسه،نأخذه ويعطي لنا قوة، حياة، قيامة ينقلنا من حالة إلي حالة.
هذه ياأحبائي كيفيةالتمتع بالقيامة؟ أحيانا يقول الإنسان القيامة موضوع لا أشعر به، فالتجسد نعرف أن المسيح أخذ جسد،لكن القيامة كيف تنقل لنا؟الكنيسة قالت كيف تنقل لنا،هل هناك أحد يستطيع أن يتمتع بالقيامة دون الاتحاد بجسد المسيح ودمه،هيا لتأكل من يده،هيا لتعود مرة أخرى لحالة الفردوس،هيا لتعود مرة أخرى إلى حالة الحب والوحدة،وعندما تأكل جسم المسيح يدخل فيك،أنت نفسك تتحول إليه،أنت عندما يسكن فيك جسد المسيح وتأكله يختلط بدمك، بأعضائك، بجسدك،بكيانك،يصير لك فكر المسيح وحياة المسيح، ويصير جسدك مخلوط بجسم المسيح،لذلك نقول له عندما نتناول من أسرارك ترفع عقولنا لمشاهدة جلالك،عند تحول الخبزوالخمر إلى جسدك ودمك تتحد نفوسنا بألوهيتك،وهبت لنا أن نأكل جسدك علانية، أهلنا أن نمتزج بطهارتك سرا،وهبت لنا أن نشرب كأس دمك ظاهراً أهلنا للاتحاد بك خفية،هذا ما يحدث في التناول،اتحاد به، امتزاج بطهارته،نتحول إلى ألوهيته،هذا بحسب تعبيرات الكنيسة في قسمة يا حمل الله، هذايا أحبائي ما نعيشه،لذلك يا أحبائي نحن نمتزج بطهارته سرا، نحن نختلط بألوهيته،نحن نكون واحد في المسيح يسوع، وهذه غاية خلقتنا، غاية خلقتنا أن نكون واحد، لذلك ربنا يسوع المسيح في بستان جثسيماني قبل الصليب في صلاته الوداعية قال على هذه الغاية،قال أن يكون واحدا فينا،يريد أن يعيدنا مرة أخرى في وحدتنا مع الله،لأن الخطية أحدثت الانقسام، لذلك أبونا آدم أكل من يد الشيطان وانفصل، أكل من يد الشيطان وحزن،أكل من يد الشيطان وابتعد، أكل من يد الشيطان واختفى، فنحن اليوم عندما نتناول هل نحزن؟!لا بل نفرح، قمة الفرح في ألحان التوزيع في القداسات،لماذا؟لأنها من المفترض أن تكون لحظة بهجة للمؤمنين وليست لحظة هرج أومرج أوكلام،هي لحظة ثبات وتقديس واحتفال،مثل أناس كانوا يعملون طوال الشهر والآن جاء وقت تحصيل الأجرة يكونواسعداء،فهذه يا أحبائي لحظة المكافأة،فهي مكافأة بعطية لا نتخيلها ولا نتصورها فتكون الفرحة التي فينا كبيرة جدا لأن العطية أكبر من خيالنا،لذلك يا أحبائي إذا كنا نريدأن نتحد بالقيامة،وأن القيامة تترجم فينا فعليا،فهيا نتناول،لكن لابد بالطبع أن يسبق التناول توبة،وأن تصلي وأنت تقول له يا رب فكني من أي خطية،لكي أتهيأ أن أتحد بك، تتناول وأنت مشتاق،تتناول وأنت تحب أنت تنقى من كل عيوبك، وجسد المسيح ودمه يطهر من كل خطية، يطهر، نحن لم نأتي يا أحبائي على أننا قديسين نستحق أن نتناول لا نحن خطاه، ولا نستحق أن نتناول،لكن نحن نريد أن نتقدس،نحن نريد أن نتوب،نحن نعيش مغلوبين وأموات بخطايا لكن رافضين هذا الأمر،ونريد أن نتحول من موت إلى حياة، لذلك يا أحبائي يعلمنا الآباء أن القداس كله عبارة عن كلمتين صغيرتين هما "أجعلنا مستحقين" فقط،بمعنى أن القداس يحولنا من حالة عدم الاستحقاق إلى حالة الاستحقاق، إنسان جاء مشتاق، إنسان جاء تائب، إنسان جاء نادم على خطاياه، يقول له يارب اجعلني مستحق،لا يوجد أكثر من كلمة كيرياليسون في القداس،لا يوجد أكثر من كلمة انعم لنا بغفران خطايانا في القداس، ليغفر لنا خطايانا،ياربارحم.
الكنيسة تركز على بعدين في القداس فكثيرا تقول يارب أرحم، وكثيرا تقول نؤمن،أؤمن وأعترف وأصدق،نؤمن أن هذا هو بالحقيقة آمين،آمين آمين آمين أؤمن أؤمن أؤمن،ويرد الشماس عليه بنفس الكلام،لماذا؟ لكي يقول لك أنت لابد أن تعلم ماتفعله، و ماتأخذه،ومايفعله بك،ولكي تعلم لابد أن تكون تائب،قل كثيراً يارب ارحم، وقل كثيراً أؤمن، فهذا ما يحدث في القداس،لذلك ياأحبائي الذي يتذوق القداس يأتي ليتوب في القداس لايشتت،لا يعتبر أن القداس هو التناول فقط،فالقداس ليس التناول فقط،فلاأحضر في آخروقت من القداس وأريد أن أتناول،بقدر شعورك بأنك غير مستحق بقدر شعورك أنك تأتي وتحضرالقداس،فتحضر ألحان، تحضر طلبات مرفوعة،كلما ترى بخور مرفوع أرفع قلبك لفوق،ستحضر قراءات والآيات تقوم بتنقيتك،وتنقية أفكارك،تأتي مغلوب بهموم،فتضع همومك على المسيح، فتخرج في منتهى الفرح،تخرج شاهد للمسيح، تخرج وداخلك نوروقوة،الكاهن في نهاية القداس يقول العبارة التي نقولها ونحن لا نشعر بها أبدا عندما يقول لك "امضوا بسلام"بمعنى أذهبوا انتشروا بين الناس،أذهبوا إلى الشوارع، البيوت، الجيران امضوا بسلام، هيا أبدأوا بالعمل لسنا انتهينا لا نحن سنبدأ،يقال ياأحبائي أن الحياة الأرثوذكسية والحياة في المسيح يسوع تبدأ بعد القداس، لماذا؟ لأنهم بعد القداس تحولوا من الضعف إلى القوة وأشخاص غلبوا أجسادهم، غلبوا أوجاعهم، وأتوا مبكراً وصائمون، مشتاقين، سبحوا،رنموا،وأخذوا خبزالخلود،ماذا يعملواعندمايخرجوا،لذلك ياأحبائي إذا دخل إنسان حزين، وخرج حزين فهناك شئ خطأ،يأتي مكتئب ويخرج مكتئب فهناك شئ خطأ،يأتي مهموم ويخرج مهموم فهناك شئ خطأ،يأتي وهو يشعر أنه سيء وخاطئ ويخرج أيضاً وهويشعرأنه سيء وخاطئ فهناك شئ خطأ،لابد أن يحدث له تحول وإلا يكون لا يعلم ماذا أخذ، أويكون لم يشارك في الفعل الذي يفعله.لذلك ياأحبائي نريد أن نفرح بالقيامة، نفرح بحياتنا في المسيح،هيا نعيش جوهرالمسيح،هيا نعيش من داخل المسيح، هيا نعيش جوهر الفعل، هيا لتأخذ نصيبك، لنا نصيب يا أحبائي لنا نصيب،لنا نصيب أننا نتقدس في المسيح يسوع، عندما تأتي لتأخذالمسيح داخلك ستجد أن المسيح امتزج بك،ستجد نفسك أصبحت مختلفة،لذلك يا أحبائي التناول لم يؤخذ بحواس جسدية،التناول بالإيمان،لذلك التناول ليس موضوع عقلي، لابل أمرإيماني،لابد أن أصدق،لابد أن أؤمن، لابد أن أعترف،وعد من ربنا يسوع يا أحبائي أن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق، لأن من الممكن شخص يقول لكأن هذا رمز، أن هذامعنوي وأن....،..... هو قال "من يأكلني يحيابي"، هوقال "هذا هو خبز الله النازل من السماء المعطي حياة إلى العالم، هو قال ذلك،لذلك انتبه أن فعل التناول أحياناً لا نصدقه.
هذا الفصل من بشارة معلمنا يوحناأصحاح٦، الأعداد الأخيرة من عدد 54 إلى ٥٨ستجد أنه بعدما قال يسوع هذا الكلام يقول لك وللوقت انصرف جمعا كثيراً من تلاميذ من حوله، عندما قال هذا الكلام جموع كثيرة لم تصدق وذهبت، ما الذي يقوله هذا؟،ما هذا الكلام الغريب؟،في الحقيقة يا أحبائي الأمر يحتاج إيمان، لكنه قال لهم هذا الكلام قبل أن يفعلوا، لكن نحن عملوا مع تلاميذه وتركوا في كنيسته،وقال أصنعوه لذكري، وذكري هنا لا تعني كلمة تذكار أو تكرار حدث، لا ذكري معناها أن نفس الحدث يحدث،التذكاريكون تذكار في حالة الموت، تقول هذا تذكار ....، تذكار ....، تذكار رحيل .....،الذكري الأربعين ل ......، ذكرى الشخص في حالة الموت لكن إذا كانت حية لا تكون اسمها ذكرى،لذلك التعبير العربي ضعيف في الذكرى،لكن باليوناني معناها حدوث نفس الحدث ذاته، فكيف يتحقق حدوث نفس الحدث ذاته؟مثلما في العهد القديم جعل تابوت العهد يكون فيه مثلاً المن الذي من السماء،شخص يقول لك هل هذا هو المن؟أم صورة للمن؟،يقول لك هذا هو المن،هذاالمن نفسه،ما الذي نأخذه علي المذبح؟هذا شبهه أمه و. هو هو هو هذا هو الجسد المحي،هذا هو نفسه هذا هو الذي أخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم، جعله واحداً مع لاهوته، هذا هو، هذا هو،هذا هو الذي أنت تأخذه،قل أؤمن أؤمن أؤمن،عندماأنت تؤمن بهذا الفعل ماذا يفعل داخلك؟ يفعل قيامة، يفعل تغيير، يفعل تحول، يفعل انتصار، يفعل قوة، يفعل فرحة.
لذلك يا أحبائي سر قوة الكنيسة، وسر قوة المسيحين في القداس، المضطهدين أصبحوا يندهشواعلى كيفية إقبال المسيحين على الموت،وكيف أنهم لم يخافوا؟، وكيف مع كل هذه التهديد اتوا كل هذا الدم ولازالت هناك مسيحية؟!، كانوا يندهشون، كان من المفترض عندما يبدأوا بقتل عشرون، ثلاثون، مئة،إذن إنتهى الأمروكلهم سيخافون، لكن أبدا.
فبدأوا يرسلوا معهم جواسيس ليروهم كيف يعيشوا،وكيف يفكروا،ولماذا مصرين إذا كانت الدولة تقاوم،وإذا كان هناك ذبح،دم ومع كل ذلك لماذا مصرين؟!فبدأوا يسألوا عن هؤلاء الناس،فجاء إليهم تقارير قالوا فيهاهناك شيء يفعلوه يجعلهم ليسوا مثل باقي الناس،قالوا ماهو؟،قال أشياءيفعلوها مبكراً، يصلوا فيها، ويسبحوا فيها، وبعد ذلك يأكلون شيء،فنحن لانعرف ما هذا الشيءالذي يأكلوه، فبدأوا يراقبوا هذا الموضوع الذي هو طبعا القداس،بدأوا بكل قوتهم يقاوموا القداس، وقالوا العبارة المشهورة"أن القداس يقيم المسيحيون والمسيحيون يقيمون القداس" هم يفعلوه وهويفعلهم،هم يقيمون القداس والقداس يقيم المسيحون، لدرجة أنهم بدأوا يركزوا اضطهاداتهم علي لحظات القداس بالذات،يقوموا بمراقبتهم، لذلك لا تندهش إذاذهبت وجه قبلي عند أجدادنا تجد هناك سراديب،تجد فيها أماكن مخفية من الكنائس، حيث تجد في خلف الهياكل الشرقية ممرات للهروب ليس لهروب الأشخاص، بل لأنهم يخافوا علي الذبيحة، إلى هذا الحد القداس يقاوم!،أقول لك لا أحد يعرف قيمة القداس إلا عدو الخير،لذلك الكسل كله يأتي في القداس ويمنعك من حضور القداس، وإذا حضرت يمنعك من التركيز في القداس، لماذا؟لأنه يعرف قيمته،يجعلك لا تصدق نفسك، تقول هل أنا أتناول الآن؟،هل أنا فهمت شيء من الكلام الذي كان يقال؟،فماذا أفعل؟لقد أتيت يارب سامحني وأتناول،لكن ما يليه،أقول لك انتبه،أحد القديسين قال لك أنا لا أظن أن عدو الخير ضحك علي في خطية واحدة مرتين، لا فهولا يضحك علي كل مرة،لكن طالما أنا وقعت في خطية سوف انتبه،فإذا كنا نحضر بدون تركيزيقول لك لا فالكاهن يؤكد ويقول لك "أين هي قلوبكم"، "ارفعوا قلوبكم"، نقول "هي عندالرب"،وتبدأ تسبح وتشكر، تشكر وتسبح إلى أن تدخل في جزء التأسيس في القداس، وتشعر أن المسيح يجلس في وسطنا الآن،ويأخذ، يبارك،يقدس، يشكر،يقسم،يوزع،إلى أن تدخل إلى التناول وأنت تظل تقول له "يارب إني غير مستحق أن تدخل تحت سقف بيتي"، "يارب أنت لم تستكنف من دخول بيت الأبرص"، "أنت لم تمنع الخاطئة من تقبيل قدميك"،أعطني يارب، أسمح لي،أسمح لي بالتناول.لذلك يا أحبائي الوعد لنا من ربنا يسوع هو وعد قوي، وعد ممتلئ نعمة، ممتلئ بركة، تخيل إذا كنا بدون التناول فكيف كان شكل حياتنا؟،نظل في خطايا، في خطايا، تزيد الخطايا، تزيد ولا تقل،الخوف والقلق يزيدوا لايقلوا،والاضطراب والحزن يزيدوا لا يقلوا،تخيل أنت كمية تراكمات الحزن والاضطراب والكآبة طوال الوقت، لكن لا المسيح ياأحبائي وضع لنا الحل،قال لنا أتحدوا بي،عندما تتحدوا بي تأخذوني،تأكلوني،وحينئذ يتحول حزنكم إلى فرح، يا لفرحنا يا أحبائي بالوليمة السماوية،يالسرقوتنا ونصرتنا،كيف تكون في وسطنا حزين؟،أو إنسان يشعرأنه مثقل بخطايا طالما هو يعلم أن سر الغفران موجود، فهو سرالغفران، سر الخلود، سر الفرح. ربنا يعطينا يا أحبائي أن نتمتع بالقيامة من خلال اتحاد فعلي بجسده ودمه يكمل نقائصناويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
لنتعلم من الكنعانيه الجمعة الرابعة من شهر برمهات
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين، تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين.
إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مارمتى الإصحاح ١٥ وهو يتحدث عن جولة تبشيرية من جولات ربنا يسوع المسيح،وهو ذاهب إلى فوق في الشمال، عند صور وصيدا، وهذه المنطقة معظمها أشخاص ليسوا يهود، لأن اليهود كانوا يفضلوا أن يسكنوا في أورشليم ونواحيها لكن الشمال كان معظمه أمم،فهو ذاهب إلى الأمم، لكن بالطبع لأنه من أسرة يهودية فكان دائماالذين يجتمعوا حوله يهود وقليل من الأمم،وهو يذهب وجد امرأة تظل تصرخ وتصيح وتقول له أرحمني يا سيد يا ابن داود،ابنتي بها شيطان، وفي أحد الترجمات الأخرى تقول ابنتي مجنونةجداً،فإنتهرها التلاميذ، لكن يسوع دخل معها في حوار وشفيت ابنتها،نريد أن نقف مع ثلاث مواقف صغيرة جداً لكنها هامة جداً لحياتنا :-
١- موقف المرأة.
٢- موقف التلاميذ.
٣- موقف ربنا يسوع.
أولا: موقف المرأة :
مضي إلى نواحي صور وصيدا وإذا بامرأة كنعانية خرجت من تلك التخوم، وكانت تصرخ قائلة ارحمني يارب يا ابن داود،هذه السيدة كنعانية أي أن معرفتها عن داود بسيطة جداً،لكن من هو ابن داود الذين يتحدثوا عنه؟دائما يقولوا ابن داود وهي عبارة عن المسيا، ابن داود هذا هو المسيا،كيف وهي سيدة كنعانية غريبة عن الأمة اليهودية وتعرف يسوع على أنه ابن داود وتقول له يارب؟!،هذه السيدة إيمانها عجيب،حقاقال ربنا يسوع أنا لي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة، تصرخ وتقول له يارب يابن داود ارحمني ابنتي معذبة إذ بها شيطان، بمعنى أنها تعلم لمن تشكو،وتعلم أنه يستطيع أن يشفي ابنتها،إيمانها به أنه ابن داود،وتقول له يارب، فمن الممكن أن كلمة يارب يابن داود لم تخرج من التلاميذ أنفسهم، كلمة يارب يا ابن داود قليلون جداً من الأشخاص الذين اعترفوا بهاوقالوها، قليلين جدا جدا من ضمنهم غرباء يوناثان والمرأة الكنعانية وقائد المائة أفراد كثيرة ليست من الحظيرة،ليسوا من الإيمان،ليسوا قريبين لربنا يسوع، لكنها تصرخ وتقول يارب ارحمني يارب يا ابن داود، ابنتي معذبة فهي تثق في من تشكو له.
المرأة الكنعانية يا أحبائي تعلمنا الإيمان، تعلمنا الثقة،عندما يقف الإنسان يا أحبائي يتحدث مع شخص وهو لا يثق أنه يفعل له شيء فهويقف معه بدون اهتمام، لكن إذاكنت أعلم مع من أتكلم ومتأكد أن لديه حل لمشكلتي فأقف بحالة أخرى، لذلك ياأحبائي الكسل الذي يأتي إلينا في الصلاة يأتي من عدم إيماننا مع من نحن واقفون، عندما تقول لشخص وأنت تصلي هل صليت من أجل الموضوع ...و.....و..... إلخ الأمورالتي تحزنك؟تجده نسيت قول له ولماذا نسيت؟!، يقول لك هل تتخيل أنه يستطيع أن يفعل لي شيء، إذا كنت أعرف أنه سيفعل لي شيء فأنا لن أنسى كلمة،فالإنسان عندما يكون أمامه فرصة أن يكون مع شخص ذو مكانةكبيرة يريد أن يقول له على شكوى معينة يكون تركيزه عالي جداً، ويعلم ما يريد أن يقوله،أن المرأة الكنعانيةياأحبائي تعلمنا كيف نقف أمام الله بثقة أنه لديه قدرة على حل مشاكلنا،بصرخة له على أنه إلهي، يارب، يا ابن داود، أنا أعلم مع من أتكلم،من قال للمرأة الكنعانيةعن يسوع ؟،من حكى لك عن يسوع؟، من بشرك بيسوع؟.
في الحقيقة ياأحبائي كان هناك كلام كثيراً جداً عن ربنا يسوع المسيح بين القرى والمدن والعائلات، لكن على قدر ذلك على قدر ما كان هناك أشخاص كثيرة كأنها لم تسمع،و أشخاص كثيرة تهاجم،و أشخاص كثيرة تنتقد،وأشخاص كثيرة تشكك،وأشخاص كثيرةآمنت، صدقوني ياأحبائي لازالت نفس هذه النسبة موجودة في كنيسة المسيح،فنحن أعضائه يوجدأشخاص كثيرةلا تصدق من بين المؤمنين،و يوجدأشخاص كثيرة تشكك، وهناك أشخاص كثيرة تؤمن،فمن أي فئة نحن يا أحبائي،هيا نتعلم من هذه المرأة الكنعانية صرخة،هيا لنعرف نحن مع من نتكلم،هيا لنتأكد أن لديه حل لمشكلتي،هيا لنعرف أن نتضرع عن أمورنا التي تشعرنا بالتعب والضيق والثقل،هيا نتكلم،هيا نتعلم من هذه المرأة الكنعانية، عجيب جدا ما فعله ربنا يسوع معهاوكأنه يريد أن يعلم بها الآخرين،سوف تلاحظ أن الموقف ليس مجرد موقف لا فهي أعجبته،و يريد أن يعلم بها الآخرين،فعندما صرخت يقول لك فلم يجيبها بكلمة،إذن أنت تقصد،نعم فأنا أريد أن أخرج مواقف أخرى أحلى من هذه السيدة،كان ممكناً أن تقول له أرحمني يا ابن داود ابنتي بها شيطان فيقول لها ربنا ينتهرالشيطان ابنتك قد شفيت إذهبي بسلام، كان من الممكن أن يقول هذا، لكن لا،هو يريد يخرج منها درجة أعلى من الإيمان، لم يجيبها بكلمة.أحيانا يا أحبائي طلباتنا لا تسمع،وأحياناطلباتنا لاتجاب لها بكلمة،فهو لم يجيبهابكلمة، فأتى تلاميذه وسألوه قائلين اصرف هذه المرأة لأنها تصيح خلفنا، وأنت تسمعها ونحن نراك لا تريد أن تفعل لها شيء، فإذن قل لها اذهبي،هؤلاء التلاميذ- سوف نعود لموقفهم الآن – ثم وجدنا المرأة أتت مرةأخرى وسجدت له قائلة يارب أعني،لكي يظهر منها درجة أعلى من الإيمان، ففي المرة الأولى كانت تصرخ، لكن هذه المرة تسجد،من الممكن أن طلباتي لا تستجاب لكي أزيد قليلاً في التضرع، من الممكن أن طلباتي لم تستجاب لكي أتعلم الصراخ أكثر، بجدية أكثر، ومن الممكن أن طلباتي لم تستجاب لكي أتعلم السجود،نعم فهنا ربنا يسوع يخرج منها أجمل ما في داخلها، فليس من الممكن أن تسجد لشخص وهي لاتعتقد به أو غيرمؤمنة به، فسجدت قائلة يارب أعني، فوجدنا ربنا يسوع يخرج منها درجة ثالثة، الأولى لم يكن يجيبها بكلمة فسجدت،و المرةالثانية ليس فقط لم يجيبها بكلمة لا فهو قال لها كلام صعب، قال لها كلام يشعرها بالخجل، قال لها كلام لا نتوقع أن يخرج من ربنا يسوع، لكنه في الحقيقة عندماقاله لم يكن يقصد أن يهينها لكن قاله لكي يخرج منها درجة أجمل،فقال لها "ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنون ويعطي للكلاب"هذاالمثل كان مثل معروف وخاصة عند اليهود لأنهم كانوا دائماً لديهم زهو وافتخار وقناعة أنهم أبناء المواعيد وأنهم أبناء داود وأنهم أبناء إبراهيم وأنهم أبناء موسى ويشعروا أنهم أشخاص مميزين جداً، وكانوايدعون باقي الناس - عذراً -كلاب،فكانوا عندما يأتوا مثلاً ليشتركوا في الفصح أو يشتركوا في الأعياد فكانوا يتعاملون مع من حولهم بازدراء شديد جداً، ولا زالت هذه النظرة المتعالية موجودة حتي الآن عند اليهود،فقال لها هذا المثل الذي موجود عندهم،فهذا مثل وليس كلام يسوع، فكان يقوله لها مثلما نقول لشخص في موقف معين على رأي المثل الذي يقول (.........) فهو يقول لها ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنون ويعطى للكلاب،يريد أن يقول لها أنتي ليس لك نصيب،وتفضلي بسماع كلام التلاميذ واذهبي، وبدلاً من أنهم يقوموا بإحراجك فأنا الذي أقولها لك، لأن التلاميذ لجئوا لي لكي أصرفك، فمن المفترض حينئذ أن هذه السيدة تشعر بالخجل وتذهب،ولكن هذا ليس ما حدث،بل قالت له نعم يارب فإن الكلاب أيضا تأكل من الفتات الساقط من مائدةأربابها،فبذلك أخرجت درجة عالية جداً من الإيمان،فهي تقول له نعم فهي لم تقل لهما هذا الكلام، ولا تقول له إذن معذرة، لا لكنها تؤكد على كلامه،نعم أنا معك، أنا معك أنني ليس لدي استحقاق، أنا معك، أنا لاأقول أنني لدي حق،فأنا ليس لي حق، لكن أنا حقي عندك أنت أنك تسمح لي أن أكون مثل الكلاب التي تأكل من الفتات الساقط.ما أجمل هذا الإيمان، وما أجمل هذه المشاعر،فهذه المشاعر يا أحبائي الله لا يرذلها أبدا،القلب المنكسر والمتواضع لا يرذله الله، قف أمام الله بتضرع قل له أجعلني كأحد أجرائك، قل له الكلاب تأكل من الفتات الساقط من مائدة أربابها، تحدث معه باتضاع، أعرف أنه يحبك فضلاً ويعطيك فضلاً، وأنك ليس لديك حق لكن الحق فيه هو، هذه المرأة، أجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم إيمانك، فأنت نقلته انقلة من أنك تقول لهاالكلاب،الفتات،إلى عظيم إيمانك.فهي صرخت، سجدت،انتهرت،فأخذت التطويب، عظيم إيمانك، المرأةالكنعانية لابد أن نتعلم منها يا أحبائي : التصديق من الذي أقف أمامه، والثقة فيمن أناأقف أمامه، وعدم الاستحقاق.
ثانياً : موقف التلاميذ :
للأسف ياأحبائي التلاميذ سائرين مع ربنا يسوع المسيح خطوة بخطوة، وتعليم بتعليم، ورأوا أموركثيرة جداً يفعلها لكن للأسف لم يفهموه، للأسف لم يفهموا هو لماذا أتى،لم يفهموا ماهدفه، ماذا يريد، كيف يتعامل، هو ماذا يريد؟،كان تفكيرهم أنهم يذهبون ويفعل لهم اجتماع كبير وهذا الاجتماع الكبير ربنا يسوع يفعل فيه معجزات والناس تهتف والناس تكون سعيدة،وبالطبع من المؤكد أنه عندما تكون الناس مسرورة منه فهم أيضا يكونوا مسرورين مننا نحن الذين نذهب معه، لا، لا فهو جاءليخلص،جاء ليفدي، جاء ليغير، لكن من يا أحبائي الذي يفهم ذلك،نحن كثيراً يا أحبائي نكون مثلنا مثل التلاميذ نذهب معه ونحن لا نفهمه،لانعرف مايريده بالضبط،ما هدفه، لا نعرف ماذا يريد أن يصلبه في النهاية، نحن يا أحبائي نذهب مع ربنا يسوع المسيح ونعرف كل تعاليمه،ونرى كل أعماله، لكن من الممكن أن نكون لانفهمه،مثل التلاميذ عندما وجدوه صامت تحمسوا ضدها وقالوا له اصرف هذه المرأة لأنها تصيح،كثيراً ياأحبائي ربنا يسوع المسيح يريد أن يخرج مننا أجمل ما فينا بضيقة أو تجربة ونحن نتذمر،ونحن لا نفهم مايحدث هذا،ونريد أن هذا الأمر ينصرف من أمام أعيننا، يقول لك لا ليس هو كذلك يا أحبائي، الأمر أعلى من ذلك بكثير، وأعمق من ذلك بكثير،تريد أن تسير مع ربنا يسوع المسيح امشي لتتعلم، أمشي لتفهم،افهم لماذا هو يفعل ذلك،ولماذا هذا الموقف،لذلك يا أحبائي صعب جداً أن الإنسان يتبع ربنا يسوع المسيح ويمشي معه خطوة بخطوة ولكنه لايفهم ما الهدف، لايفهم ما القصد، لماذا هو ذاهب إلى هناك؟ ذهب ليخلص، هدف ربنا يسوع المسيح ياأحبائي الخلاص،التغيير، التعامل الشخصي، تغيير الاتجاهات،إعلان الإيمان، إعلان اسمه القدوس،ليس غرضه أن يفعل معجزة فالجموع تصفق وتنبهر، ليس هذا هو الهدف، الهدف التغيير الداخلي،لذلك التلاميذ لم يقدروا أن يفهموه،فهو يرى أن هذه السيدة يخرج منها آية عظيمة وإيمان عظيم، لكنهم يروا أنها مجرد سيدة تفعل لهم إزعاج.
ثالثاً : موقف ربنا يسوع :
يسوع يا أحبائي لديه القدرة أنه يغير، لكن من الممكن أن يكون منتظرطلبة، ربنا يسوع كلي الحنان لكن من الممكن في وقت من الأوقات لم يجيبنا بكلمة،من الممكن أنه يتأنى أوقات لأنها ليست هذه هي المرحلة، من الممكن أن يتأنى لأنه يريد أن يخرج منك إيمان أقوى،يريد أن يخرج منك طلبه بعمق، لن يقصد أن يردك،لن يقصد أنه لا يحل لك مشكلتك، لكنه يريد أن يرى مع من أنت تتحدث،هل أنت تثق به أم لا،أنت لديك الإيمان هذه الكنعانية،لديك جمال المشاعر،لديك هذا الاتضاع،لديك شعورعدم الاستحقاق،لديك اليقين بقدرته أنه يشفيك،تسجدله وتقول له يارب رغم أنه لم يجيبك بكلمة، تسجد له وتقول له يارب رغم أن تلاميذه ينتهروك وتجد ضيقات ممن حولك،وللأسف يمكن أن تكون ضيقات من الذين حولك والمقربين له،بمعنى أنه من الممكن أنت تحارب من أشخاص في المسيح،ومن الممكن أن الذين حولك يكونوا يذهبون للكنيسة ويهاجموك في أسلوبك، وفي طريقتك مثل التلاميذ، التلاميذ يا أحبائي الذين يرون أنه موضوع إزعاج، لا كن ثابت واعلم ماذا تفعل،وأعلم ماذا تتكلم، وأعلم أمام من تقف،تعلم السجود الحقيقي، الخضوع الحقيقي، وتعلم أن يكون لك بالفعل إيمان، إيمان بابن الله الذي أحبني وأسلم ذاته لأجلي.هذا يا أحبائي الأمر الذي نريد أن يكون بالفعل لدينا الثقة بعمل الله فيه،و لكن كيف يخرج من ربنا يسوع المسيح هذا الانتهار الصعب،هذا الكلام الذي يبدوا أنه جارح، أقول لك هو في الحقيقة هذا الكلام لكي يخرج منك درجة أعلى من ذلك، مثلما يقول لك عن المرأة التي ذهبت تصرخ وتقول أنصفني من خصمي، فيقول لك ولم يشأ إلى زمان، أحيانا ربنا يسوع المسيح لايجيب علينا في طلبات، وأحيانا نجد الطلبة استجابتها أو الشعور الذي يأتي لنا عكس ما نحن نطلبه،فنحن نكف عن الطلب، لكن لا أنا استمر أطلب، وأقول له لتكن إرادتك، وأنا أعرف أنني أطلب منك وليس من حقي أن ما أقوله لك ينفذ لا أنا أقول لك وأقول لتكن إرادتك،أنا أقول لك وأنا أثق يا سيد أنك إن أردت تقدر أن تطهرني، يا سيد أن أردت فأقبل أن تشفي ابنتي.هذا يا أحبائي اليقين الذي نتعامل معه، أعرف أنت تقف أمام من؟، وأعرف قدرة ربنا يسوع المسيح، وأعرف قدرته على الشفاء، لأنه قادر، لأنه يستطيع،لابد يا أحبائي أننا نثق في قدرة إلهنا، حتى وإن كانت النتائج عكس ما نتوقعها،لأنناأحيانا يا أحبائي نقف مع ربنا وكأننا نعطي له أمر،أحد الآباء يقول "سامحنا يا الله على الأوامر التي نعطيك إياها ونسميها صلاة". المرأة الكنعانية تعلمنا أن نكون واثقين فيه، واثقين في إرادته، واثقين في تدابيره، واثقين في خطته،ولتكن إرادته، هو يعمل في الوقت الذي يشاء.نتعلم يا أحبائي من الموقف اليوم أن يكون لدينا إيمان الكنعانية،وكيف نطلب عن الآخرين،وكيف نئن بأنينهم، المرأة الكنعانية كانت تطلب عن ابنتها،لذلك يقولون يا لحظه الذي لديه كنعانيه، يا حظ الإنسان الذي من الممكن أن يكون عدو الخير سيطر عليه لدرجة كبيرة جداً أفقدته الوعي لكن لديه كنعانية تصرخ من أجله،يا لحظه الذي لديه كنعانية تصرخ من أجله،هذا يا أحبائي الذي نريد أن نفعله،لدينامشاكل،لدينا هموم،نشكو من أولادنا في التربية،نشكو من تحديات حديثة، نشكو من المراهقين، نشكو من الفجوة الكبيرة بيننا وبين أولادنا وأصبحوا يفكرون بشكل صعب،نشكو من تحديات العصر في الكمبيوتر والأنترنت وإلى أي درجة يسيطرعلى أولادنا، وإلى أي درجة يمكن أن يعلمهم أشياء قبيحة،نحتاج إيمان،نحتاج صرخة لربنا يسوع المسيح مثل صرخت الكنعانية، نقول له ارحمني يارب، اشفي ابنتي،اشفي ابني،اشفيه لأنه تسلط عليه روح ردئ، اشفيه لأن عدو الخير ينصب له مصيدة صعبة ولايستطيع أن يخرج منها،ومن الممكن من أجل إيمانك أنت،من أجل ثقتك أنت هو يتحنن ويتدخل،والبنت قدشفيت.نتعلم ياأحبائي ألا يكون لديناسلوك التلاميذ الذين لم يفهموا مقاصده،لم يفهموا خطته،لم يفهموا أفكاره، لم يفهموا لماذا أتى؟، ياليتنا يا أحبائي أن نفهم ربنا يسوع وأن هدفه في كل شخص فينا هو خلاصه،ماذايفعل بنا الآن؟يظل يعمل فينا جزء من خطة خلاصنا،إذا كنت مريض، إذا كانت حالتك الاقتصادية قد ضعفت،إذاضعفت صحتك قليلاً،إذا تخلى عنك أحبائك، هذا جزء من خطة خلاصك، الله يدبر خلاصنا، وليس لديه خسارة إلا هلاكنا، وأهم شيء لديه هو خلاص الإنسان،إذا فهمنا هذا الجزءياأحبائي ما شكونا أبدا من أي ظروف محيطة،لأن المهم بالنسبة له كل ما هو أبدي، ليس كل ما هو زمني،الذي يهمه الأبدي لذلك هو يخطط ويدبر للأمور، الذي لا يمتلك هذا الفهم يكون لا يفهم يسوع، لا يفهم ربنا، لا يفهم تدبيره،ويظل يشكو ويظل حياته كلها يشكو، لكن إذا فهمت يكون فكرك مثل فكره،أصبح لك فكر المسيح،أصبحت تفهم تدابيره، مقاصده، أصبحت تفهم أعماله،لا تشتكي لأنك تعرف، تعرف ماذا يفعل معك،ذات مرة كانت سيدة تشتكي من تجارب كثيرة في حياتها،فكانت تظل تقول لله ما كل هذا الذي تفعله بي؟!،فجاء إليها صوت وقال "ولازلت أعمل"،لأنه جزء من خطة الخلاص يا أحبائي، جزء من تدبير خلاصنا، الله يشكل فينا إنسان روحاني جديد، الله يريد أن يفطمنا عن كل ما نرتكن إليه،الله يريد أن يحررنا من قيود كثيرة، هذا يا أحبائي الهدف الإلهي،إذا فهمنا هذا الكلام فلانكون مثل هؤلاء التلاميذ بل بالعكس أنت سوف تسند هذه المرأة الكنعانية، تقول لك إنه لا يجاوبني بكلمة،تقول لهاإذهبي إليه مرة أخرى،تقول لك هوأحرجني، تجيبها اذهبي إليه مرة أخرى أناأعرفه، أنا أعرفه سيأتي الوقت،فكذلك أنت،إذاكان لديك الفهم لربنا يسوع المسيح فلا تتراجع للخلف مطلقا أبدا،ولا تتراجع بمن حولك للخلف، بل بالعكس،ستكون باستمرار أنت سند ومعين لهم.ربنا يدينا يا أحبائي أن يكون لنا إيمان وقلب وسجود وطلبة ويقين واتضاع المرأة الكنعانية،وأن يعطينافهم لماذا يريد؟!،ربنا يسوع المسيح يتحنن علينا ويشفينا.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينابنعمته لإلهناالمجد دائما أبدياآمين.
الاستعداد للابدية الجمعة الرابعة من شهر كيهك
تتعود الكنيسة يا أحبائى فى تذكار العذارى , ان تقرأ علينا إنجيل العذارى الحكيمات , اليومتذكار القديسة الشهيدة أنسطاسيا . تعالوا نتكلم مع بعض عن الإستعداد للإبدية , العذارى الحكيمات إستعدوا , كانت مصيبحهم ملآنه زيت و الآنية ملآنه زيت , و هذا ازيت هو الذى اعطاهم حق الدخول إلى العريس , فكيف نحن نستعد إلى الأبدية ؟؟ القديسين يقولوا لك " أن تجمع زيتا" الأبدية يا أحبائى لابد أنتبدأ ونحن لازلنا على الأرض , الأبدية نحن مُشتاقين إليها نحن مُنظرينها, الأبدية هى فى قلوبنا , الأبدية هى مُكافأة الأبرار , لكن لابد يا احبائى ان نتدرب من الآن على الأبدية , فنحن مدعوون دعوة أبدية , الأبدية تبدأ على الأرض , فما هى الأبدية ؟؟ اقول لك " مثلا الأبدية هى الوجود الدائم فى حضرة الله ", فيقول لك " الخروف يكون فى وسطهم " يقول لك " يمسح الله كُل دمعة من عيونهم " يقوللك " هو يكون لهم إلها و هُم يكونون له شعبا " فهيا بنا نتدرب على الأبدية و نحن على الأرض , أن نحيا بإستمرار فى وجود دائم فى حضرة الله , فعندما تدرب النفس على وجود دائم فى حضرة الله , بذلك تكون بدأت الأبدية على الارض , عندما أقول " جعلت الله أمامى فى كُل حين " فتكون الأبيدة بدأت . عندما يكونفى ضميرى و فى قلبى و فى فكرى إن الله أمامى , إن وجهه يسير أمامى فيُريحنى , إن الله يتقدمنى إن الله يرعانى , إن الله يعولنى إن الله يُدبر أمورى , فعندما تتأصل فى قلبى هذة المشاعر تكون الأبدية بدأت . جميل إيليا النبى الذى كانيقول " حى هو الرب الذى انا واقف أمامه " فهو يشعر إنه يقف أمام الله الآن , فهذا بدأت الأبدية أن تعمل فيه و هو لازال على الأرض . فى سفر التثنية , الله أعطى وعد لشعبه , قال لهم " أنا سأجعلكم تعيشوا كأيام السماء على الأرض " كُلنا مُشتاقين لحياة الأبدية , كُلنا مُشتاقين إلى السماء و للمجد السمائى , لا تنتظر كثيرا . فالسماء لا تبدأ من بعد ما حياتنا تنتهى على الأرض , السماء أنت ستذوقها من الآن , السماء أنت ستعيشها من الآن و أنت على الأرض و أنت دائما فى حضرة الله , إجعل ضميرك يشعر إنك دائما فى حضرة الله , فهُناكواحد من الآباء القديسيين يقول لك " إن العالم كله يُصبح كنيسة لمن يجعل الله أمامه فى كُل حين ". فيقولوا عن واحد من الآباء, نزل لقضاء مُهمة فى البلد و هو راهب , فقالوا له " ما أحوال العالم ؟؟" فقال لهم " لم أبصر شئ, فسألوه أيضا و قالوا له :" ماذا وجدت فى المكان الفلانى؟ فقال لهم :" لم أبصر شئ " فقالوا له :" ما الذى شاهدته و ما الذى فعلته ؟" فقال لهم " أنا كنت ماشى و حاسس إننى كاشى امام مذبح الله " واحد عايشحياته و مشاعره و أحاسيسه , بكرامة الوجود فى حضرة الله , فالأبدية بدأت معه و ليست الأبدية ستبدأ بعد ذلك . فنحن من المُمكن أن نعيش الأبدية و نحن فى منزلنا و نحن ف الشارع و نحن فى دراستنا و نحن فى عملنا فالله موجود " العالم كله يُصبح كنيسة". فعندما تأتى و تقرأ فى الكتاب المُقدس , تجد إنه فى سفر التكوين ,عندما عمل الله العالم , فيقول لك " عمل النيرين العظيمين " فهذا للعالم و بعد ذلك عندما يأتى الله و يعمل خيمة الإجتماع , يقول لموسى " تعمل منارتين" مثل كلمة النيرين و كأن الله يُريد أن يجعل نيرين العالم , همانيرين فى كنيسته , و كأن العالم هيكل لله , فكل ما فى العالم , من الذى صنعه؟؟ هو الله , فربنا قريب مننا جدا و لهذا أستطيع أن أقول لك إذا أردت أن تعيش الحياة الأبدية و أنت على الرض , إشعُر بوجود الله الدائم فى كل ما تفعله " جعلت الرب أمامى فى كُل حين"
2- ماذا تُعنى حياة السماء؟؟ هى حياة بر كامل , حياة بدون خطية , حياة بلا جسد , حياة بلا شيطان , هذة هى الحياة الأبدية , لا يوجد شيطان , لا يوجد خطية , لا يوجد جسد , فتقول لى و لكن " كيف نعيش هذة الحياه هُنا؟؟" أقول لك " انت عندما تُجاهد ستغلب جسدك و تبدأ تذوق عربون جسد الأبدية , الجسد الذى يصوم الجسد الذى يخضع الجسد الذى يسجُد , هذا بالتاكيد جسد ذاق الأبدية , هذا جسد غلب خطاياه , غلب تيار الشر الذى بداخله و بدأ يُصبح هذا الجسد جسد أبدى , بدأ يعرف كيف أن يغلب حيل المُضاد ؟ بدأ يعرف كيف أن يجيب على إغواءاته المُتكررة , بدأت الأبدية تعمل فيه. فأصبح جسد بدأ يأخذ لمحة من لنحات الجسد النورانى , بدأ يتغير , بدأ يتمجد , بدأ يُصبح جسد مُقاد بالروح , بدأ يكون جسد يميل إلى الطبيعة السمائية , أكثر ما يميل إلى الطبيعة النورانية . نحن مدعوون من الآن إن أجسادنا تُدرب على الحياة الأبدية , جسد يُصلى , جسد لا يُكسل , جسد لا يُشاغبالروح , جسد مُنقاد بالروح , فهذا الجسد هو جسد الأبدية , فهذا يُساعدنى إننى أعيش حياة بر و يقول لك مُعلمنا بولس الرسول " إن السماء هى ارض يسكُن فيها البر , إستقر فيها البر , فإذا نحن عندما نعيش حياة الأبدية و نحن على الأرض , فلا ننتظرها كثيرا و لكن نشتاق إليها و نحياها من الآن . حياتنا على الأرض هى تمهيد للحياة الأبدية و لهذا الآباء يُعلمونا و يقولوا لنا " إن مصير الإنسان هو إمتداد طبيعى لما نحياه الآن , فمن يحيا الآن البر و من يحيا الآن الوجود فى حضرة الله, يكون مصيره الطبيعى , ميراث الحياة الأبدية و من يحيا بعيدا عن البر و بعيدا عن الوجود فى حضرة الله سيكون إمتداد طبيعى لمصيره فى الجحيم " و لهذا أستطيع أن أقول لك إن الأبدية هى إمتداد طبيعى لما نحياه على الآن . الذى نحن نعيشه الآن إمتداده هو الذى سنكمله . فلذلك أقول لك " عيش الأبدية و أنت على الأرض "يقول لك " جعل الابدية فى قلبهم " . الوجود الدائم فى حضرة الله و حياة البرو حياة التقوى و حياة مخافة الله , هذة هى حياة السماوات . و ما الذى يوجد فى السماء أيضا ؟؟ أقول لك إن السماء فيها تسبيح , أقول لك " كلما عشت التسبيح و أنت على الأرض بدأ يكون لك حياة السماء , بدأ يكون طعامك هو ترديد اسمه القدوس , بدأ يكون هذا هولذة نفسكو لذة قلبك , بدأت تكونحياة التسبيح السماوية , أنت تتدرب عليها على الأرض , إنك تُسبح ترنيمة النُصرة و الغلبة و الخلاص , إنك تنحنى و تقول " قدوس قدوس" إن فمك يتلو تلاوة الاسم الحلو المملوء مجد , بدأت الأبدية تكون معك . فنا الذى يوجد فى الأبدية ظ؟ فى الأبدية , يُسبحون على الدوام , يخرون و يُسبحون و يُمجدون . و لكن هل لا يوجد تسبيح على الأرض؟ أقول لك " الأرض أجمل ما يوجد عليها هو التسبيح , فإذا وقفت لُسبح, تشعر إنك لا تتنتمى إلى الأرض , تشعر إن طبعك طبع تبدل , تشعُر إن عقلك أصبح عقل فوقانى , بدأت تكون أنت واحد أجمل من كل الذى تعرفه عن نفسك , بدأت تكون أجمل من الذى أنت كُنت تتوقعه , فلماذا كُل هذا ؟؟ فالتسبيح يجعل فيك روح أبدية , سبح كثير رنم كثير ردد اسم يسوع , قُل " قدوس قدوس " إحفظ مزامير و رددها , إجعل نفسك مشغولة دائما بترديد اسم الله " يا رب يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطى " " يا رب يسوع المسيح أعنى " " يا رب يسوع الميسح دبر أمورى " كل طلبة عندك , إقرنها باسم يسوع , ردد اسم يسوع كثير , فتجعل الأبدية تبدأ معك على الأرض , عوّد عقلك و فمك و قلبك على أن تكون مشغول بمحبة الله , إنظر إلى أعمال و سبحه عليها , تكلم معه عن تدابير الله , تكلم مع الله عن تجسده و عن صليبه و عن فداؤه و قيانته و عمله و خلقته و عن غثفراه و عن محبته , كلم الله كثير . النفس الذى تُسبح يا أحبائى تمتلئ فرحا . القديس أثاناسيوس الرسولى يقول لك "إن التسبيح هو خير دواء لشفاء النفس " النفس تكون مجروحة و حزينة و مُحبطة , العالم ملئ بالحُزن و الإحباط و لكننى أريد أن أفرح , كيف أفرح ؟؟ لا يوجد طريقة تُفرحك إلا إنكتُسبح الله , و لهذا الإنسان الذى يُسبح تجده مليئ بالبهجة , الإنسان الذى يُسبح تجده غالب لأوجاعه , فمن إين أحضره ؟؟ أحضره من التسبيح , نحن نحتاج أن نُعيشها و نحن لا زلنا على الأرض , آخر شئ أريد أن أقوله لك , ماذا تُعنى بحياة الأبدية ؟؟
3- الأبدية هى عشرة مع القديسين , عايشين فى محفل الملائكة , عايشين مع السيدة العذراء و مع مارجرجس و الأنبا أنطونيوس , عايشين مع مارمينا و مع أبوسيفين , عايشي مع القديسين فى الأبدية . أقول لك عيش معهم الآن , عندما تعيش مع القديسين و أنت على الأرض سيكون الإمتداد الطبيعى إنك تُكمل حياتك مع القديسين . فعندما يأتوا و يقولوا له إنك أتت لك الهجرة . فتجده يُغير نظرته فى أشياء كثيرة , عمله المشغول به هُنا , مُمتلكاته المشغول بها هُنا , الترقية التى كان مستنيها , حياته هُنا بدأت نظرته تختلف لها و بدأ يُركز هُناك , بدأ يرى هل لُغته تنفع أم لا و عمله ينفع أم لا و كل لديه مكان هُناك و هل لديه أصحاب هُناك . بدأت طريقة تفكيره فى الأمور تختلف تماما. نحن يا أحبائى مدعوون دعوة أبدية و علينا طوال فترة أيام حياتما على الأرض , نأمن أبديتنا . أرى 2 أصحابى هناك , هؤلاء هم الذين سينفعونى. الواحد عندما يُسافر منكان بعيد , يرى إين اقرباؤه هُناك ؟؟ و يبدأ يتصل بهم , و الذين لم يكُن يكلمهم فيبدأ يُكلمهم أكثر و يسأل و يستفسر و يُحاول و يرى , هل أحد سيستقبله هُناك , هل أحد سيسكنه هُناك , هل أحد سيستديفه هُناك. فنحن كذلك يا أحبائى , مُهاجرين للأبدية , فيجب أن نعرف من هُم أصحابنا هُناك و ما الذى سيفعلوه معنا , أُكلمهم من الآن . هؤلاء هُم الذين سيكونوا فى إستقبالنا . فيقولوا إن الأباء القديسين , يستقبلوا النفس من لحظة خروجها من الجسد و هؤلاء هُم الذين سيظلوا معنا إلى الأبد , فنحن نُريد دعوة خلود . و ليس من المُجرد إننا نعيش فترة على الأرض و من هُنا أقول لك , نمى عشرتك مع القديسين , الذى يُعاشر القديسين من الآن , أعلن إن رغبته و إشتياقاته فى إن يكون أصداقؤه سمائيين . و بدأ من الآن يعرف إن كل الذين حوله مُتغيرين و لكن القديسين ثابتين و كُل الذين حوله عاجزين و لكن القديسون قادرين , بدأ يضع يقينه فيهم , بدأ يُكلمهم , يُسبح لهم و يُرنم لهم , يعمل لهم تمجيد , يأخذ صورة و يتكلم معها , فعندما يصعد إلى السماء يجد القديسين و يجد نفسه عارفهم , مُتدرب عليهم و مُتدرب على لقائهم . فالإستعداد للأبدية يا أحبائى يبدأ معنا من الآن , لا تنتظر. إياك أن تتفاجئ بالأبدية و تجد نفسك غريب عنها . فتقول لى " إنها حياة غريبة عنى , أنا مالى ومال حياة الأبدية . فالكنيسة يا أحبائى كُل عبادتها و كٌل أصوامها و كُل إحتفالتها هى مُحاولة , لكى ماتجعل مؤمنيها من السماء و ليس من سُكان الأرض . فالقداس الذى نعمله هو سماء و لهذا تجدنا غيرنا شكلنا , تجدنا لبسنا أبيض , تجدنا وضعنا بخور , مسكنا مجامر , تجد صور القديسين تملئ الكنيسة , فلماذا كُل هذا ؟؟ حتى ترفع عقلك و إشتياقاتك إلى فوق . الله يُريد أن يُعطينا ايام السماء على الأرض . فإذا عشنا الوجدالدائم فى حضرة الله , تكون الأبدية بدأت معنا , نعيش حياة البر , بدأت معنا الأبدية , نعيش حياة التسبيح , هذا عربون حياة الأبدية , نعيش عشرة الأبدية , نحن بذلك أصبحنا فى أبدية صغيرة مُنتظرين و مُتوقعين سرعة مجيئه . و لهذا نحن فى الصلاة نقول " ليأتى ملكوتك " و كُل يوم نقول " ننتظر قيامة الأموات و حياة الدهر الآتى آمين " مُستعدين مُشتاقين مُنتطرين . ربنا يُعطينا يا أحبائى أن نحيا حياة السماء على الأرض . أن نحيا أبدية من الآن , أن يكون نصيبنا هو من نصيب الميراث السمائى , الذى لا يفنى ولا يتدنس و لايضمحل . ربنا يدِّينا قوة ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته وبركته له المجد دائماً أبدياً آمين