العظات
ضعفات فى الخادم
بِسم الآب وَالإِبن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين
فَلتَحِل عَلِينَا نِعْمِته وَبَرَكته الآن وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
سَوفَ نَتَكَلَّم عَنْ بَعْض الضَعَفَات فِي حَيَاة الخَادِم سَوفَ نلَخَصهَا فِي خَمْسَة نِقَاط وَهُمْ :0
أوَّلاً لاَبُد أنْ نَعْلَم جَيِّداً أنَّ الخَادِم مَرْصُود وَمُحَارب مِنْ عَدو الخِير أكثر مِنْ أي شَخْص آخر فَهُنَاك مَثَل شَعْبِي يَقُول { إِضرب الرَّاعِي تَتَبَدَّد الرَّعِيَّة } .. فَأنَا لاَ أنْسَى ذَاتَ مَرَّة قَالَ لِي أب إِعْتِرَافِي كَلِمة وَهيَ { إِنْتَ يَا أبُونَا بِتِتحَارِب بِعَدَد شَعْبك } .. وَأنَا أقُول لك أنَّ كُلَّ خَادِم يِتحَارِب بِعَدَد الَّذِينَ يَخْدِمهُمْ فَإِنَّ الشَّيطَان يَقُول لِمَاذَا يِضَيَّع وَقته مَعَ 50 فرد يَكفِي فَرد وَاحِد وَالشَّيطَان يَرَى أنَّهُ لِمَاذَا يِضَيَّع وَقته مَعَ شَعْبِي فَيِضرَبنِي وَبِذلِك يَضرب الرَّعِيَّة .. فَعِندَمَا يَضرب الشَّيطَان الخَادِم فَبِذلِك يِضرَب الَّذِينَ يَخْدِمَهُمْ الخَادِم .. فَالخَادِم مُستهدف بِالأكثر مِنْ عَدو الخِير .
فَمَثَلاً نَحْنُ شَعْب وَعِنْدَمَا نَدْخُل فِي حَرْب مَعَ بَلد آخر فَالَّذِينَ يَكُونُوا مُستهدَفِين أكثر هُمْ الجُنُود فَإِنَّ الحَرْب فِي المِيدان وَهيَ أشرس .. فَيَجِب أنْ نَعْرِف أنَّ كُلَّ خَادِم مُستهدف مِنْ الشَّيطَان .. أنْتَ مُستهدف مِنْ العَدو وَأنْتَ أيْضاً مُرَاقب مِنْ المَخدُومِين .. فَالمَخْدُوم يُرَاقِب سُلُوكِيَات الخَادِم فِي مَظهَره وَحَرَكَاته وَأخْطَائه وَيُرَاقِب أيْضاً رُوحِيَاته وَيُرَاقِب تَصَرُّفَاته وَيَحْدُث هذَا مَعَ كُلَّ خَادِم .. وَمِنْ المُمْكِنْ أنْ يَكُون لِلمَخْدُوم رَأي عَنْ الخَادِم .. فَأتَذّكَّر ذَاتَ مَرَّة وَلَد قَالَ لِي عَلَى أحد الخُدَّام أنَّهُ مَغرُور فَعِندَمَا سَألتَهُ لِمَاذَا تَقُول إِنَّهُ مَغرُور ؟ فَقَالَ أنَّ هذَا الخَادِم يَمْسِك مِيدَالية فِي يَده وَيِفضَل يِلْعَب بِهَا وَيِلِفَهَا .. فَالوَلد فَهَمْ أنَّ هذَا الخَادِم مُعْجَب بِنَفْسه .. يَعْنِي هُنَاك تَصَرُّفَات بَسِيطة جِدّاً مِنْ المُمْكِن أي خَادِم يِفعلهَا بِتِلقَائِيَّة شَدِيدة جِدّاً وَلاَ يَقْصُد بِهَا أي شِئ إِلاَّ أنَّ هُنَاك تَكُون مُرَاقَبة شَدِيدة جِدّاً مِنْ مَخْدُومِيه .
فَنَتَكَلَّم إِذاً عَنْ أوِّل نُقطة وَهيَ الخَادِم الذَّاتِي .. فَإِنَّ الذَّات أخطر أعدَاء الإِنْسَان وَرُبَمَا تِنْجَح الذَّات أنْ تَجْعَل كُلَّ أعمَال الخَادِم هَدَفهَا الذَّات وَلَيْسَ الله بَلْ وَأخطر مِنْ هذَا مِنْ المُمْكِن أنْ تَجْعَل خِدمِتك مَصدَرهَا الذَّات وَلَيْسَ الله .. لِذلِك يَتِم تَشبِيه الذَّات بِالحِربَاية فَإِنَّ الحِربَاية لَوْ عَاشِت فِي وَسَط زَرع يَكُون لُونهَا أخضر وَلَوْ عَاشِت فِي وَسَط صَحَرَاء يَكُون لُونهَا أصفر فَفِي الحَالتِين لاَ يُمْكِن رُؤيِتهَا وَلَكِنَّهَا فِعلاً مَوجُودة وَضَارَّة .. فَالذَّات كَذلِك فَمِنْ المُمْكِن أنْ تَكُون الذَّات مَوجُودة وَعَايشة وَتَأكُل خِير كَثِير مِنْ حَيَاتك الرُّوحِيَّة وَأنْتَ لاَ تَدْرِي لِذلِك أقُول لَك مِنْ المُمْكِن أنْ تَكُون خِدمِتك ذَاتِيَّة أي هَدَفهَا ذَاتك وَلَيْسَ مَجْد الله .. هَدَفهَا إِنْ إِنْتَ تِكبر وَهَدفهَا إِنَّك تِبحث عَنْ دُورك فِي الخِدمة قَبْل أنْ تَبْحث عَنْ نَجَاح الخِدمة .. هَدَفهَا أنْ تَتَمَجَّد فِي الخِدمة وَلَيْسَ أنْ تُمَجِّد رَبِّنَا يَسُوع .
الخَادِم الذَّاتِي يُحِب المَدِيح وَيُحِب الغُرُور وَيُحِب أنْ يَتَكَلَّم عَنْ نَفْسه كَثِيراً أوْ عَلَى إِنْجَازَاته أوْ عَلَى أعمَاله وَإِذَا عَمَل عَمَل يُهَيَّئ لَهُ أنَّ النَّاس كُلَّهَا يَجِب أنْ تَتَحَدَّث عَنْ العَمَل الَّذِي عَمَلَهُ وَإِذَا عَمَلَ عَمَلاً وَنَجح فَيَكُون هذَا الخَادِم يُرِيد أنْ يَأتِي بِبُوق وَيِعَرَّف الَّذِي لَمْ يَعْرِف بَلْ وَأكثر مِنْ ذلِك إِذَا كَانَ أمَامه حَدِيث يَدُور وَالَّذِي أمَامه لَمْ يَأخُذ بَاله مِنْ المَوضُوع يِحَاوِل هذَا الخَادِم أنْ يِعَرَّفه أنَّ هذَا المَوضُوع " أنَا الَّلِي عَمَلْته وَإِنْتَ لَمْ تَأخُذ بَالك " وَكَأنَّهُ يَسْتَجدِي المَدِيح .. لِذلِك أقُول لَك إِحذر مِنْ الذَّات فِي الخِدمة فَإِنَّ الذَّات تِجعَلَك مُحِب لِلظُهُور وَأي عَمَل تِعْمِله تِدَوَّر فِيه عَلَى نَفْسك قَبْل أنْ تِدَوَّر عَلَى العَمَل .. فَأحد الآبَاء القِدِيسِين يَقُول أنَّ الله سَوفَ لاَ يُكَافِئنَا عَلَى أعمَالنَا بِمِقدَار عَظَمِتهَا عَلَى قَدر مَا يُكَافِئنَا عَلَى الأعمَال بِمِقدَار الإِتِضَاع وَالخَفَاء الَّذِي فَعَلْتَهُ بِهذَا العَمَل .. فَهذَا هُوَ المِعيَار الَّذِي يُكَافِئنَا الله بِهِ فَلِذلِك عِنْدَمَا يُكَلِّمنَا أحد عَنْ تَعَبه وَمَجهُوده فَيَجِب أنْ تِخَلِّي بَالك .
فَإِنْ كَانْ يُوحَنَّا المَعمَدَان عِنْدَمَا كَانَ يُكَلِّمه تَلاَمِيذه عَنْ يَسُوع أنَّهُ بَدَأَ يُعَمِّد وَعِنْدَمَا النَّاس بَدَإِت تِذْهَب له وَيِقِل عَدَدهَا مِنْ عِنْدَ يُوحَنَّا فَقَالَ يُوحَنَّا { يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ } ( يو 3 : 30 ) فَفِي خُدَّام شِعَارْهَا العَكْس " يَنْبَغِي إِنْ أنَا أزِيد وَذلِكَ يَنْقُص " .. لِذلِك تِلاَقِي الذَّات فِي الخِدمة .. تِلاَقِي الإِنْسَان مُحِب لِلغُرُور وَمُحِب لِلمَدِيح وَيِكره التَوْجِيه وَيُحِب أنْ يَعْمَل العَمَل فِي الظُهُور وَيِكره الخَفَاء وَيَتَكَلَّم عَنْ أعمَال وَالأكثر مِنْ ذلِك يُحِب الفَردِيَّة أي لاَ يُحِب أنْ يُشْرِك آخَرِينَ مَعَهُ فَيُحِب أنْ يَحِس الآخَرِين إِنْ هُوَ الَّلِي بِيِعْمِل كُلَّ حَاجَة .. فَفِي شَخْص إِذَا مِسِك عَمَل فَيَلْغِي كُلَّ الَّذِينَ حَوله فَهذِهِ مِنْ عَلاَمَات الذَّاتِيَّة فِي الخِدمة .. فَفِي مَادَّة فِي عِلم التَربِية إِسمهَا one man show " إِستِعرَاض " يِعمِله شَخْص وَاحِد فَهُنَاكَ خُدَّام يَمِيلُوا إِلَى هذَا الإِستِعرَاض .. أنْ يُحِب الفَردِيَّة .. وَهذَا نِظَام صَعْب جِدّاً عَلَى الإِنْسَان أنْ يَأخُذ عَلِيه أوْ يَعِيش بِهِ لأِنَّهُ يَأذِيه " يِضُرّه " جِدّاً فِي حَيَاته .. فَهُنَاكَ مَبْدأ فِي عِلم القِيَادة يَقُول مَا أسهل أنْ تَعْمَل بِمُفرَدك وَمَا أصعب أنْ تُشرِك آخَرِينَ مَعَك .
أي مِنْ المُمْكِن إِذَا حَبِيت أنْ أعَمَل حَفلة فَإِنِّي مُحتَاج أنْ أُزَيِّن القَاعة وَمُحتَاج أنْ أتِي بِأكل وَمُحتَاج لإِعدَاد تَرَانِيم وَمُحتَاج إِلَى إِعدَاد كَلِمة .. فَمِنْ المُمْكِن أنْ أقُوم بِكُلَّ هذَا بِمُفرَدِي وَبِطَرِيقة مُتقِنة وَسَهلة .. فَإِذَا قُمْت بِتَكلِفة نَاس لِتَزيين القَاعة وَنَاس تَأتِي بِأكل وَنَاس تِعِد التَرَانِيم وَنَاس تِقُوم بِإِعدَاد كَلِمة فَمِنْ المُمْكِن يَحْدُث عَدَم إِنْضِبَاط لأِي سَبب مِنْ الأسبَاب أوْ يَتَأخَرّ أحد عَنْ المَجِئ فَأقُول .. خَلاَص .. أنَا حَرَّمت أنْ أُشَارِك نَاس مَعِي فَأنَا سَوفَ أقُوم بِإِعدَاد كُلَّ شِئ بِنَفْسِي .. فَهذَا كَلاَم خَطأ .. فَمِنْ الجَمِيل جِدّاً أنْ تُشْرِك الآخَرِين مَعَكَ فَإِنَّ إِشتِرَاك الآخَرِينَ مَعَكَ فِي حَدْ ذَاته فَهُوَ نَجَاح .
فَعِندَ مَوت الرَئِيس الرَّاحِل جَمَال عَبْد النَّاصِر حَصَل كَارِثة فِي البَلد .. حَصَل رُعب .. فَإِنَّ النَّاس عَاشِت مَأسَاة مَا بَعْدَهَا مَأسَاة .. تِعرَفُوا لِيه ؟ لأِنَّهُ كَانَ يُدِير مَصْر كُلَّهَا بِمُفرَده فَإِنَّ مَصْر كُلَّهَا كَانِت قَائِمة عَلَى فِكرَه الخَاص فَكَانَ يَقُول عَلَى الوُزَرَاء وَالمُحَافِظِين أنَّهُمْ عِبَارة عَنْ " سِكِرتَارية " فِي مَكْتَب جَمَال عَبْد النَّاصِر فَإِنَّهُ كَانَ يَسْتَخدِم عَرْض لِرَجُل وَاحِد one man show فَعِنْدَمَا يَمُوت man the فَإِذْن لاَ يَكُون هُنَاكَ show نِهَائِي .. لِذلِك كَانِت النَّاس تِعِيش كَارِثة وَهذَا الفَرْق بَيْنَ الدُوَل المُتَقَدِّمة وَدُوَل العَالم الثَّالِث أنَّ الدُوَل المُتَقَدِمة لاَ يَحْكُمهَا فَرد بَلْ يَحْكُمهَا نِظَام system وَالدُوَل النَامِية يَحْكُمهَا فَرْد .
فَمَثَلاً مِثْل صَدَّام حِسِين يَأخُذ بَلَده وَيِرمِيهَا فِي أتُوبِيس أوْ يِرمِيهَا فِي نَهر يِعْمِل لَهَا كَوَارِث لأِنَّهَا تَسِير بِفِكره فَأي شَخْص يُرِيد أنْ يَعْرِض فِكرَة فَيَقُوم بِإِعدَامه فَإِنَّ القِيَادة الفَردِيَّة فَهيَ قِيَادة خَطِرة أمَّ قِيَادِة الجَمَاعة فَهيَ آمِنة لِذلِك الَّذِي يَعْمَل بِذَاته لاَ يَقبَل الآخر وَيَطرُده وَإِذَا كَانَ هُنَاكَ نَاس تِسَاعده فَهيَ تِسَاعده لأِطَاعَته فَهُمْ يَكُونُوا بِالنِسبة لِهذَا الشَخْص نَاس يَأمُرَهُمْ وَلَيْسَ أكثر .
لِذلِك أقُول أنَّ الخَادِم فِي خِدمِته لاَبُد أنْ يَكُون خَرَجَ مِنْ سُلْطَان ذَاته وَأحبَّ المَجمُوعة وَأشْرَكَهَا .. فَأحيَاناً يَخْتَلِط الأمر بَيْنَ القَائِد وَالأنَا وَالقَائِد وَالنَّحْنُ فَثِق إِذَا أي شَخْص يَعْمَل وَسَط مَجمُوعة فَإِنَّهُ يَعْمَل بِقُوَّة المَجمُوعة فَثِق أنَّ عَمَل الجَمَاعة يَكُون أقوَى وَأكثر إِستِقرَاراً وَأقوَى وَأكثر إِنْتِشَاراً وَأكثر إِستِقرَاراً وَأكثر إِستِمرَاراً .. لِذلِك فَإِنَّ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح دَعَى 12 تِلْمِيذاً ثُمَّ عَيَّنَ 70 رَسُول وَأرسَلَهُمْ أمَام وَجْهَهُ ( لو 10 : 1) فَهُوَ كَانَ يُتَابِعَهُمْ لَكِنَّهُ كَانَ يُطلِقَهُمْ .. القَائِد النَّحْنُ .. فَمِنْ ضِمن صِفَات الشَخْص الذَّاتِي يُحِب ذَاته وَيَكُون عَنِيف وَغَضُوب .. فَإِنَّ الذَّات عِنْدَمَا تَظهر فَيَكُون مَعَهَا أمرَاض كَثِيرة لِذلِك أقُول يَجِب أنْ نَأخُذ بَالنَا إِذَا كَانِت خِدمِتنَا فِيهَا دَوَافِع ذَاتِيَّة وَالاَّ .. لأ .. .
فَفِي بُستَان الرُهبَان { لاَ تَسْتَصْحِب غَضُوباً حَتَّى لَوْ كَانَ يُقِيم أموَاتاً } .. لِذلِك يُقَال أنَّ الذَّاتِيَّة تُوَلِّد تَوَتُّر وَعُنْف وَغَضْب وَإِنْقِسَامَات عَكْس إِنْسَان وَدِيع أوْ إِنْسَان هَادِئ فَيَكُون تَفْكِيره أعمَق وَمُعَالَجَته لِلأُمُور أحكم وَيَكْسَب النَّاس الَّذِينَ حَوله بِطَرِيقة أفضل .. فَذَاتَ مَرَّة كَانَ كَارِز ذَهَبَ إِلَى أفرِيقيَا فَإِنَّهُ كَانَ مَشهُور بِالوَدَاعة فَقَالُوا لَهُ عَرَفنَا الْمَسِيح عِنْدَمَا عَرَفنَاك فَأنَّنَا سَمِعنَا عَنْ الوَدَاعة أمَّا الآن فَرَأينَا الوَدَاعة .. فَيَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس { أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ بِوَدَاعَةِ الْمَسِيحِ وَحِلْمِهِ } ( 2كو 10 : 1) .. الكَلاَم دَه بِيقُوله لأِهْل كُورنْثُوسَ لأِنَّهُمْ بِيقُولُوا إِنْتَ مِش رَسُول وَبِتَاخُد الفِلُوس مِش عَارْفِين بِتوَدِّيهَا فِين .. إِنْتَ بِتِحْرِم فِينَا .. مُتَحَمِلِين عَلِيه .. فَهوَ بِيعَالِج الأمر بِيقُول لُهُمْ { أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ بِوَدَاعَةِ الْمَسِيحِ وَحِلْمِهِ } .
الخَادِم الَّذِي يُرِيد أنْ تَكُون العِلاَقة بِينه وَبَيْنَ أولاَده عِلاَقِة إِعجَاب وَعِلاَقِة تَعَلُّق .. عِلاَقة عَاطِفِيَّة .. عِلاَقة ثُنَائِيَّة .. أي خَادِم يُنْشِئ عِلاَقة بِينه وَبَيْنَ المَخدُوم وَهذِهِ العِلاَقة تَكُون عِلاَقة " طَارِدة لِلمَسِيح " فَهُنَا ثَلاَثة أضلاَع الَّذِي فوق فَهُوَ المَسِيح وَالمَخدُوم وَالخَادِم .. فَالعِلاَقة بِالمَسِيح تُنَمِّي عِلاَقِة المَخدُوم بِالمَسِيح فَتَكُون العِلاَقة بِأمَان لأِنَّ العِلاَقة تَكُون مُؤمَّنة بِالْمَسِيح .. فَهذَا البُعد الثَّالِث لِلخِدْمَة الَّذِي يُعْطِيهَا عُمْق .. أي نُقْطِتِين يِعْمِلُوا مَسَافة وَلَيْسَ مِسَاحة وَيُمَثِّلُوا إِبتِعَاد وَإِذَا كَانَ هُنَاكَ نُقْطَة ثَالِثة مَثِّلِت إِقتِرَاب وَمَثِّلِت مِسَاحة .. فَإِنْتَ وَالمَخْدُوم تِحِبُّوا بَعْض قَوِي لَكِنْ فِي الْمَسِيح يَسُوع .. فَهُنَاكَ عِلاَقة عَاطِفِيَّة تَكُون بَيْنَ الخَادِم وَالمَخدُوم تَكُون طَارِدة لِلمَسِيح وَتُنَمِّي الذَّاتِيَّة وَالعَاطِفِيَّة .. لِذلِك يُقَال أنَّ العِلاَقة العَاطِفِيَّة بِالمَخْدُوم تُنَمِّي أمرِين :0
وَذلِك لأِنَّ أيّة عِلاَقة عَاطِفِيَّة غَابَ عَنْهَا الْمَسِيح فَمِنْ المُمْكِن أنْ تَكُون مُلَوَّثة لَكِنْ عِلاَقة عَاطِفِيَّة فِي الْمَسِيح عُمرَهَا مَا تَكُون مُلَوَّثة وَلاَ تَكُون خَاطِئة .. فَأحيَاناً الخَادِم يُرِيد أنْ يُعَلِّق المَخْدُومِينَ بِهِ كَشَخْص وَأحيَاناً الخَادِم يَتَعَامَل مَعَ المَخدُوم بِحُنُو زَائِد هَدَفه إِنَّه يُعَلِّقه بِنَفْسه .. تُحْضُنه وَتُقَبِّله .. مُمْكِن تِكُون بِتقُولَّه نَفْس الكَلاَم لَكِنْ هَدَفَك الْمَسِيح يُبْقَى مِش غَلَط لَوْ حَاطِط الْمَسِيح قُصَاد عِينِيك .
أمَّا إِذَا كَانَ هذَا التَصَرُّف وَالهَدَف الذَّات ..... أحيَاناً خَادِم يُغْدِق العَطَايَا لأولاَده لاَ لِكَي يُعَلِّقَهُمْ بِالمَسِيح وَالكِنِيسة إِنَّمَا لِيُعَلِّقَهُمْ بِنَفْسه فَيُقِيم حَفَلاَت وَيُحْضِر هَدَايَا بِسَخَاء لَكِنْ الهَدَف يَكُون ذَاته – عِلاَقة عَاطِفِيَّة – لِذلِك إِحذر مِنْ العِلاَقة العَاطِفِيَّة فِي الخِدمة .. العِلاَقة الَّتِي تَطرُد الْمَسِيح الَّتِي لاَ تَجْعَل بِيْنك وَبِيْن المَخدُوم عُمْق رُوحِي .. فَإِنَّ الخَادِم يُحِب مَخْدُومِيه فِي الْمَسِيح يَسُوع فَإِنَّهُ يَخَاف عَلِيهُمْ فِي الْمَسِيح يَسُوع وَتَرْبُطَهُمْ بِالمَسِيح يَسُوع وَيَكُون هُنَاكَ غِيرَة عَلِيهُمْ فِي الْمَسِيح يَسُوع لَيْسَ مُجْرَّد إِنْتِمَاء وَلاَ مُجْرَّد إِفْتِخَار ولاَ مُجْرَّد وَسِيلة لإِشبَاع الذَّات .. أحيَاناً الخَادِم يَكُون سَعِيد عِنْدَمَا الأولاَد يِجرُوا عَلِيه وَيِجلِسُوا بِجِوَاره .. وَأحيَاناً يُحِب الخَادِم أنْ يَفْتَخِر بِأوْلاَده وَيَقُول فِي وَسَط الكِنِيسة " هذَا الوَلد عَنْدِي فِي الأُسرة .. وَهذَا الشَّمَاس عَنْدِي فِي الأُسرة " .. أحيَاناً يَكُون الأمر فِيهِ تَعَلُّق عَاطِفِي غِير مُفِيد وَغِير نَافِع .. لِذلِك إِذَا كَانَ الخَادِم يَتَعَامَل مَعَ المَخْدُوم بِرُوح الْمَسِيح وَبِوَدَاعَة وَحِلْم الْمَسِيح فَإِنَّ العِلاَقة تَكُون تَرْبُط الخَادِم وَالمَخْدُوم بِالمَسِيح .. يَقُول القِدِيس أُغُسْطِينُوس { لاَ يَخْلُص عَنْ طَرِيقك إِلاَّ مَنْ يُحِبَّك } يَعْنِي لاَزِم يِحِبِّنِي لَكِنْ يِحِبَّك فِين ؟ فِي الْمَسِيح يَسُوع .
فَهُنَاكَ فَرْق بَيْنَ الخَادِم الشخْصَانِي وَالخَادِم الموضُوعِي .. فَهُنَاكَ خَادِم شَخْصَانِي يَعْنِي أهَمْ حَاجَة أنَا فِين فِي العَمَل دَه ؟ .. وَيُقَيِّم الأمر عَلَى دُوره وَلَيْسَ عَلَى قِيمة العَمَل .. أمَّا الخَادِم الموضُوعِي مِش مُهِمْ أنَا فِين لَكِنْ مُهِمْ العَمَل دَه مُفِيد وَلاَّ .. لأ .. فَمِنْ المُمْكِن يَتِمْ الإِعتِرَاض عَلَى شَخْص يِمْسِك نَشَاط وَذَلِك لَيْسَ لِعَدَم كَفَاءَته وَلَكِنْ لأنِّي أنَا لَمْ أرْتَاح لَهُ فَهذَا يُعَبِّر عَنْ الشَخْصَانِي وَلَيْسَ مَوضُوعِي .. فَمَثَلاً إِذَا تَقَدَّمت لِتَشتَغَل فَسَوفَ يَتِمْ عَمَلinterview .. فَهُنَاك قَدْ يَكُون شَخْص يُقَيِّمك لَيْسَ عَلَى كَفَائتك أوْ عَلَى ذِهنك بَلْ عَلَى الوَاسْطَة أوْ الدِيَانة فَهُنَا يَتِمْ إِلغَاء الكَفَاءة وَإِلغَاء الموضُوعِيَّة وَلَكِنْ تَمَّ التَقييم بِطَرِيقة شَخْصِيَّة فِيهَا نَزْعة ذَاتِيَّة فَهيَ نَزْعِة مُيُول وَانْتِمَاءَات وَلَيْسَت نَزْعِة كَفَاءة .. فَإِذَا كَانَ المَطلُوب مُهندِس لِلعَمَل فَالمُهِمْ الكَفَاءة فَلاَ يَهِمْ دِيَانته أوْ مِنْ أي طَرَف هُوَ بَلْ لاَبُد أنْ يُنْظَر إِلِيه مِنْ وِجهة نَظَر الكَفَاءة يَصْلُح أم لاَ يَصْلُح .. لِذلِك فِي دُوَل أُوروبَّا لاَ يَتِمْ كِتَابِة كَلِمة religion ( الدِيَانَة ) فِي أورَاق المُتَقَدِمِين لِلعَمَل .. فَمَثَلاً فِي كَارفُور عِنْدَمَا كَانِت إِدَارته فَرَنْسِيَّة فَعِنْدَ ألـapplication لاَ يَتِم السؤال عَنْ الدِين فَهذِهِ إِدَارة أجنَبِيَّة فَعِنْدَ تَغْيِير الإِدَارة الآن إِلَى إِدَارة عَرَبِيَّة فَأهَمْ شِئ أصبح الدِيَانة لِذلِك الإِدَارة تَنْحَدِر لأِنَّهَا إِدَارة شَخْصَانِيَّة وَلَيْسَت إِدَارة مَوضُوعِيَّة .
فَمِنْ ضِمْن سِيَاسِة الرَئِيس الرَّاحِل جَمَال عَبْد النَّاصِر كَانَ أهمْ شِئ لَدَيهِ هُوَ الوَلاَء أهَمْ مِنْ الكَفَاءَة .. فَمَثَلاً عِنْدَ تَعْيِين وَزِير لِبترُول فَلاَ يَهِمْ أنْ يَكُون هذَا الشَخْص يَفْهَمْ فِي البِترُول وَلَكِنْ الأهَمْ هُنَا أنْ يَكُون شَخْص صَدِيق لَهُ وَتَحْت طَاعَته .. أي شَخْصَانِي وَلَيْسَ مَوْضُوعِي .. وَنَحْنُ فِي مَجَال الخِدمة يَجِب أنْ نَكُون مَوْضُوعِيِين فَمَثَلاً فِي مَجَال مُعَيَّن أخِي يُثمِر عَنِّي فِيهِ فَلاَ يَهِمْ تَقْيِيمِي الشَخْصِي كَإِرتِيَاح شَخْصِي لَهُ .. يَجِب أنْ تَكُون مَوْضُوعِي وَلَيْسَ شَخْصَانِي .. فَمَثَلاً شَخْص يَعْرِف يَعْزِف فَإِنِّي أكُون مَوْضُوعِي ..... وَهَكَذَا ..... يَجِب أنْ نَكُون مَوْضُوعِيِين أكثر مِنْ شَخْصَانِيِين فَهذَا مُهِمْ جِدّاً لِنَجَاح الخِدمة .. لاَ تَسْأل عَنْ عَمَل يُعْمَل وَتَكُون الدَوَافِع شَخْصِيَّة أوْ إِنْتِمَاءَات تَكُون شَخْصِيَّة أوْ أي مَصَالِح فَأي شَخْص يَعْرِض فِكرة إِيجَابِيَّة فَيَجِب أنْ يَتِمْ تَشْجِيعهَا حَتَّى إِذَا كَانَ هذَا العَمَل سَوفَ يُعْمَل بِدُونك .. فَيَجِب تَقْيِيم الأُمُور بِطَرِيقة مَوْضُوعِيَّة أكثر مَا هِيَ طَرِيقة شَخْصِيَّة .
فَمُنْذُ فِترة – تَقْرِيباً 5 شُهُور – قَامَ الدُكتُور / أحمَد زِوِيل بِإِلقَاء مُحَاضَرة فِي الجَامِعة الأمرِيكِيَّة فَتَم طَرْح سؤال عَلِيه : لِمَاذَا لَمْ تُوفِي مِصْر حَقَّهَا فِي أنَّكَ تَقُوم بِالمُشَارَكة فِي التَقَدُّم العِلمِي فِي مِصْر ؟ فَقَالَ لَهُمْ : طُول مَا مِصْر تِفَرَّق بَيْنَ مَسِيحِي وَمُسْلِمْ فَلَنْ تَتَقَدَّم .. وَقَالَ لَهُمْ إِنَّ هذَا الرَد أنَا عَارِف إِنَّه مِش حَا يِعْجِبكُمْ وَلَنْ يُنْشَر .. وَفِعلاً لَمْ يُنْشَر وَهذِهِ المُحَاضَرة تَمَّ إِذَاعِتهَا فِي الفَضَائِيَات .. وَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي أشتَغْل فِي مَعْهَد فِي كَالِيفُورنيَا بِهِ 28 شَخْص حَاصِل عَلَى جَائِزة نُوبِل فَهذَا شِئ عَادِي جِدّاً وَمِنْهُمْ – إِلَى هذَا اليُّوم – لاَ يَعْرِف مَا هِيَ دِيَانتِي .. وَكَانَ مُدَرِّسِينِي نَاس أقبَاط وَمَعَ ذلِك عُمرُهُمْ مَا فَرَّقُوا بِإِنِّي كُنْت قِبطِي أوْ غَيْر ذلِك ..فَإِنَّهُ يَقْصِد أنْ يَقُول لَهُمْ إِهتَمُّوا بِالمَوْضُوعِية أكثر مِنْ الشَخْصَانِية فَإِنَّ الشَخْصَانِية تُرْجِع إِلَى الخَلْف كَثِيراً أمَّا المَوْضُوعِية فَتُقَدِّم إِلَى الأمَام فَلاَبُد أنْ يَتِمْ النَّظر إِلَى الأمر بِنَظرة وَاقِعِية وَمَوْضُوعِية .. وَلاَبُد أنْ تَنْسَى ذَاتك مِنْ أجل أنْ تُنْجِح العَمَل .
أحيَاناً فِي الخِدمة تِلاَقِي فِيه تَيَارَات .. التَيَارَات دِي تِلاَقِي نَاس حَبَّة إِنْ هِيَّ تِعْمِل لِنَفْسَهَا مَجْمُوعَات .. وَأحيَاناً تَنْقَسِم بِالعُمر أوْ تُحَاوِل كُلَّ مَجْمُوعة تِدَافِع عَنْ بَعْضَهَا وَتُظهِر إِنْتِمَائهَا أمَام المَجْمُوعَات الأُخرَى وَتُحَاوِل أنْ تَظهر عَلَى المَجْمُوعَات الأُخرَى فَهذَا لَيْسَ جَوْ خَدَمِي فَالخِدمة لاَ تَعْرِف الشِلَلِيَّة .. فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَالَ { أَنَا فِيهُمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ } ( يو 17 : 23 ) .. الخِدمَة عُمْرَهَا مَا تَكُون مَجْمُوعة ضِد بَعْضَهَا وَهُنَا يَتِمْ فَقد المَوضُوعِيَّة .. حَاوِل إِنْ إِنْتَ لاَ تَنْسَاق وَرا مَجْمُوعَة وَلاَ تَتبَع أي أفْكَار وَلاَ تُنَمِّي إِنْتِمَاءَك إِلَى جَمَاعَة خَاصَّة .. إِنْتَ جَمَاعْتَك كُلَّهَا فِي جِسم الْمَسِيح .. إِنْتَ عُضو فِي جِسم الْمَسِيح .. وَلاَ يَجِب أنْ يَكُون هُنَاك إِنْتِمَاءَات هَامِشِيَّة .. إِنْتَ عُضو فِي الجَسد كُلَّه صَحِيح إِنْتَ حِتَّه مِنْ اليَد لَكِنْ عُمر اليَد مَا تِتكَلِّم بِتَعَالِي عَلَى الوَجْه أوْ الأنْف .. فَإِنَّ كُلَّ جُزء فِي جَسد الْمَسِيح لَهُ دُور هَام وَيُكَمِّل بَعْضه فِي الآخَر .
مُعَلِّمنَا يُوحَنَّا يَقُول { دِيُوتَرِيِفسَ الَّذِي يُحِبُّ أنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَهُمْ لاَ يَقْبَلُنَا } ( 3يو 9 ) فَهذَا شَخْص يُرِيد أنْ يَظهر هُوَ فَعِنْدَمَا كَانَ يَذْهَب شَخْص يِكْرِز مِنْ طَرَف يُوحَنَّا الرَّسُول فَكَانَ يُكرُشه فَيَقُول لَهُ أُخرُج .. فَيَقُول هذَا الشَخْص إِنِّي سَوفَ أخدِم تَبَعْك إِنْتَ .. فَيَرُد عَلِيه وَيَقُول مَادَام إِنَّك تَبَع يُوحَنَّا فَلاَ تَخْدِم مَعَنَا .
فَظَهَرِت فِي كِنِيسة كُورنثُوس { وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ أَنَا لِبُولُسَ وَأَنَا لأِبُلُّوسَ وَأَنَا لِصَفَا وَأَنَا لِلْمَسِيحِ . هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ } ( 1كو 1 : 12 – 13) .. إِوْعَى تِحِس إِنْ إِنْتَ مُنْتَمِي لِشِلَّة .. صَحِيح إِنْتَ مُمْكِنْ تِكُون بِإِنْتِمَاءَاتَك العَاطِفِيَّة فِي وَسَطْ المَجْمُوعَة إِنْتَ لَك شِوَيِة حَبَايِب .. دَه مِش غَلَط .. مِش غَلَط يِكُون لَك أحِبَّاء .. مِش غَلَط يِكُون لَك مَجْمُوعَة لَكِنْ المُهِمْ أنْ تَكُون هذِهِ المَجْمُوعة فِي إِنْسِجَام كَامِل مَعَ البَاقِي .. المُهِمْ أنْ تَكُون مَصْلَحِة هذِهِ المَجْمُوعة مِنْ مَصْلَحِة البَاقِي مِش مُجَرَّد بِيْدَوَروا عَلَى مَصْلَحَة خَاصَّة وَلاَّ تَمَيُّز وَلاَ يَقُوموا بِيِتمَرَّد فِي وَسَطْ مَجْموعَة .. لأ .. دِي كُلَّهَا team وَاحِد .
هُنَاكَ خَادِم يَكُون حَاضِر غَائِب أي لاَ تَشْعُر بِحُضُوره وَلاَ تَشْعُر بِغِيَابه وَعِنْدَمَا يَتَكَلَّم يَقُول " هُمَّ عَمَلُوا .. هُمَّ هَا يِعْمِلُوا " وَعِنْدَمَا تِسْأله مَا هُوَ دُورك ؟ .. مَفِيش .. فَمِنْ المُمْكِن أنْ يَكُون شَخْص لاَ يُعْطِيه الآخَرِين دُور أوْ فُرْصَة لَكِنْ فِي شَخْص هُوَ مِش حَابِب يُدْخُل وَسَطْ مَجْمُوعَة يُبْقَى لَهَا دُور .. حَابِب دُور المُتَفَرِّج .
فَمَثَلاً وَقت الخِدمَة يَبْدَأ السَّاعة 3 .. هذَا الخَادِم يَأتِي السَّاعة 4 .. وَعِنْدَمَا يَأتِي يَكُون مَكَانه فِي الخَلْف وَيَكُون كَالمُتَفَرِّج وَعِنْدَ تَوْزِيع الأولاَد إِلَى الأُسر يَظِل يَتَحَدَّث مَعَ أصدِقَائه الخُدَّام .. وَبَعْد إِنْتِهَاء الأُسر مِنْ الدَرْس وَمِنْ كُلَّ شِئ فَيِظْهَر أوْ لاَ يَظْهَر فِي أُسرِته فَهذَا هُوَ الخَادِم الحَاضِر الغَائِب – الخَادِم السَلبِي – وَعِنْدَ تَكْلِيفه بِأي أمر فَيَعْتَذِر .. وَعِنْدَ الإِلحَاح عَلِيه فَيَقبل الأمر مُؤقَتاً وَبَعْد ذلِك يَنْسَى الأمر فَإِنَّهُ سَلبِي .. رُبَّمَا تِكُون سَلْبِيِته دِي خُوْف أوْ عَدَم ثِقَة فِي نَفْسه أوْ طَبع جُوَّاه أوْ ضَعْف إِمكَانِيَات لَكِنْ حَاوِل إِنْ إِنْتَ تِشُوف دُور بَسِيط إِنْ إِنْتَ تِقْدَر تِعْمِله وَقَدِّمه فِي حُدُود إِمكَانِيَاتَك .
وَأجمل شِئ فِي الخِدمة أنَّهَا تَحْتَاج إِلَى كُلَّ الإِمكَانِيَات وَتَحْتَاج إِلَى كُلَّ الأدوَار .. مَثَلاً شَخْص لِتَنْظِيف القَاعة قَبْل وَبَعْد الخِدمة .. أوْ شَخْص يِوَصَّل الأولاَد .. شَخْص يِحَفَّظ تَرَانِيم .. شَخْص يِحَفَّظ لَحْن .. شَخْص يُصَمِّم مُسَابقة .. شَخْص يُصَمِّم أُوبِرِيت .. فَإِنَّ الخِدمَة مِحتَاجة إِلَى الكُلَّ وَكُلَّ مَهَارة وَلاَ تَسْتَغنَى الخِدمَة عَنْ طِفل صَغِير أوْ خَادِم عَتِيق فِي الخِدْمَة .. فَإِنَّ السَلبِيَّة مَوضُوع مُهِمْ جِدّاً .. تِلاَقِي الخَادِم لاَ يَكُون لَهُ مُشَارَكة أوْ فَاعِلِية .. أرجُوك حَاوِل أنْ يَكُون لَكَ هَدَف فِي الخِدمَة .. حَاوِل تِعْرِض بِاسْتِمْرَار دُور إِنْتَ تِقْدَر تِقُوم بِه .. وَفِيه خَادِم مُجَرَّد مَا يُدْخُل تِحِس إِنْ فِيه حَاجَة إِتغَيَرِت .. وَاحِد شَايِف الخَادِم الَّلِي معاه بِيحَفَّظ هُوَ يِسَّكِت الأوْلاَد .. خَادِم وُجُوده يِخَفِّف الحِمل وَآخَر وُجُوده عِبء عَلَى الموجُودِين معاه .
يَجِب أنْ نَتَيَّقَظ لِلسَلبِيَّة .. عِنْدَمَا الإِنْسَان يَسْتَطِيع أنْ يُقَدِّم شِئ فِي الخِدمة وَلاَ يَفْعَل فَذلِك خَطِيَّة عَلِيه .. فَعِلاَج كُلَّ هذِهِ التَقْصِيرَات دِي .. الذَّاتِيَّة .. العَاطِفِيَّة .. الشَخْصَانِيَّة .. الشِلَلِيَّة .. السَلبِيَّة .. هُوَ تَهْدِيف الخِدْمَة وَالهَدَف الوَاضِح .. إِنَّهَا عَمَل إِلهِي وَأنَّ كُلَّ خَادِم يَشْتَرِك فِي عَمَل عَظِيم وَيَأخُذ بَرَكَة .. فَضَيَاع الهَدَف يُضَيِّع كُلَّ هذَِهِ الأُمُور الرَائِعَة .. الحَيَاة فِي الْمَسِيح يَسُوع .. تَقْوِيم الأخْطَاء .. الصَّلاَة فِي المَخْدَع .
لِنَفْرِض أنَّ أي شَخْص بِهِ أي أمر مِنْ هؤُلاَء فَيَجِب أنْ تِرَاجِع نَفْسَك دَاخِل الْمَسِيح .. تَسْتَطِيع أنْ تُعَالِج نَفْسَك .. { مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ } ( غل 2 : 20 ) .. فَعِنْدَمَا نَتَعَلَّم الإِتِضَاع نَتَعَلَّمه دَاخِل الْمَسِيح .. مِش مُمْكِنْ تِتعَلِّم يَعْنِي إِيه مَا تكُونش ذَاتِي فِي الخِدْمَة إِلاَّ لَوْ دَخَّلْت الْمَسِيح .. بَرَّه الْمَسِيح ذَاتَك فَقَط .. دَاخِل الْمَسِيح المَسِيح فَقَط .. إِشْبَع بِرَبِّنَا .. خَلِّي عَنْدَك حَالَة مِنْ الهُدُوء الدَّاخِلِي .. حَالَة مِنْ الصَفَاء الرُّوحِي .. تَحَلَّى بِرُوح الحُب تَحَلَّى بِرُوح الوَدَاعَة .. إِقبَل الآخَر أيَّاً كَانْ .. إِقبَل الكُلَّ فِي الْمَسِيح يَسُوع قَابِل الكُلَّ الَّلِي قَبَل الخُطَاه .. قَبَل الزُنَاه .. الَّلِي صَالِح الأرْضِيِين مَعَ السَّمَائِيِين .. الَّلِي صَارَ لَنَا بِهِ كِلَيْنَا قُدُوماً إِليْهِ ( أف 2 : 18 ) .رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته
وَلإِلهنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
نفسية مرضى السرطان وكيفية خدمتهم
من الرسالة إلى العبرانيين بركاته على جميعنا آمين .. ﴿ يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك .. لأنَّ الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابنٍ يقبله .. إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين .. فأي ابنٍ لا يؤدبه أبوه ولكن إن كنتم بلا تأديبٍ قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول لا بنون ....... ولكن كل تأديبٍ في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن .. وأما أخيراً فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام ﴾ ( عب 12 : 5 – 11 ) .. كلمة * نغول * تعني * أبناء غير شرعيين * .
عندما نتعامل مع إنسان مريض فأحياناً لا نعرف ماذا نقول له أو نخاف من أن نتحدث في موضوع ويكون هذا الحديث غير مرغوب فيه .. وأكثر شئ لا يريد أن يتحدث فيه المريض عندما يسأله أحد عن صحته وأحواله لأنَّ جميع هذه الأسئلة تؤدي إلى نتائج محبطة لأنَّ ماذا سيقول المريض ؟ وأحياناً قد تأخذنا مشاعر من الأسى والحزن الشديد فنُطهرها للمريض وقد يسبب هذا تعب للمريض .. ولكي نعرف كيف نخدم المريض فهناك مجموعة من الأسئلة تدور في عقل المريض ويحتاج إلى إجابة لها .. ولهذا سنتحدث عن هذه الأسئلة وعن إجابتها :0
1. لماذا أنا ؟
2. هل من شفاء ؟
3. هل من معجزة ؟
4. أين أنا من المجتمع ؟
5. ماذا أعمل في يأسي وإحباطي وحيرتي ؟
6. ماذا بعد .. هل يوجد شفاء أم سأموت ؟
1. لماذا أنا ؟
==============
فالمريض يسأل لماذا هذا المرض فيَّ بالذات ؟ وقد يقول أنَّ هناك بعض من الناس لا تعرف الله ولكن صحتهم جيدة فلماذا أنا بالذات ؟ وقد تدور في رأسه أسئلة قد تُسبب تعب له .. وقد يظن أنَّ الله يخلص منه حسابات أو يقول أنه فعل خطايا في شبابه والله ينتقم منه .. ولكن هذا فكر يهودي والتلاميذ أنفسهم عندما رأوا المولود أعمى ذهبوا إلى السيد المسيح وقالوا له ﴿ من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى ﴾ .. ولكن ربنا يسوع قال ﴿ لا هذا أخطأ ولا أبواه ﴾ ( يو 9 : 2 – 3 ) .. وكان أي شخص في شعب إسرائيل يوجد فيه عاهة كان لا يُقدم ذبائح ولا يصلح للكهنوت ولا يُعد مع الشعب وكان هذا يُعتبر أكبر دليل على أنَّ الله رفضه .
ويُحكى عن فتاة أُصيبت بأكثر من نوع من مرض السرطان وعندما ذهبت إلى الدكتور وقالت له فكان كلام الدكتور صعب وقال لها * يا ساتر يارب .. هذا غضب من الله * .. ولقد سبب هذا الكلام تعب للفتاة وكانت تسأل هل هذا غضب من الله ؟ فشعور الإنسان أنَّ هذا المرض إنتقام من الله أو غضب منه يُعتبر شعور صعب على المريض .. ولهذا عندما يسأل المريض لماذا أنا ؟ تقول له هذه الآية ﴿ يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك لأنَّ الذي يحبه الرب يؤدبه ﴾ .. وأيضاً تقول له ﴿ لكي نشترك في قداسته ﴾ ( عب 12 : 10) .. فهناك حكمة إلهية عالية وهي أنَّ الله اختار هذا الإنسان حتى يحمل الصليب وأصبح هذا المرض سبب بركة وليس لعنة .. وإنَّ المرض سماح من الله فالله له قصد وهدف .. وقد يسمح الله بالمرض لعدد من الأسباب وهي :0
أ- للتوبة .
ب- للتنقية .
ت- للتزكية .
ث- ليظهر مجد الله .
أ- للتوبة :
===========
فالله يرسل للإنسان تجربة حتى يُوقظ الإنسان من خطية معينة ويقدم توبة عنها .. فكثيراً ما أيقظت التجربة الإنسان ونقته وغيرته .. وقد لا يكون عند الإنسان خطايا صعبة فيأتي السبب الثاني من المرض وهو .....
ب- للتنقية :
==============
أي أنَّ هناك شوائب تريد أن تتنقى فربنا يسوع يريد أن يضع الإنسان في بوتقة ويُصهره ويُنقيه مثل الذهب الذي يُنقى بالنار .. وهنا نذكر أيوب البار فقد كان عند أيوب شئ لا يراه ولا يستطيع أن يراه ولن يراه وهو البر الذاتي فكان أيوب بار في عيني نفسه فكان يجمع أولاده ويقدم ذبائح ويصلي ويقدم أصوام وعطايا ويهتم بالفقراء وكان إحساسه بأنه رجل بار يزيد وأصبح من الصعب أن يكتشف هذا العيب ولكن الله سمح بهذه التجربة له حتى يرى هذا العيب .
ت- للتزكية :
=============
التزكية تعني الترقية .. فالله يريد أن يرقي الإنسان عن طريق التجربة .. وفي علم الإدارة قبل أن يترقى أي شخص لابد أن يمر على امتحان أو دورة .. فالله يريد أن يحسن من مكانه الإنسان وأن يكبر إكليله .
ث- ليظهر مجد الله :
========================
فدائماً ما يتحدث المريض عن عمل الله معه .. ونذكر هنا أبونا بيشوي كامل الذي كان مريض بالسرطان ولم يكن أبونا بيشوي كامل رجل خاطئ أو أنَّ الله سمح له بهذا المرض تصفية حسابات أو غضب ولكن كان هذا المرض تزكية ولكي تظهر أعمال الله .. وأصبح أبونا بيشوي كامل مصدر قوة وفرح وعزاء لكل مريض .. وأيضاً معلمنا بولس الرسول الذي كان ظله يشفي المرضى وبالرغم من أنه كان مريض وطلب الشفاء من الله ولكن قال الله له ﴿ تكفيك نعمتي لأنَّ قوتي في الضعف تكمل ﴾ ( 2كو 12 : 9 ) .. وصار المرض سبب بركة له وللمحيطين به .. وعندما جاء ربنا يسوع على الأرض بارك كل الأعمال التي عملها فبارك الطعام والشراب والهواء والزرع والعلاقات الإجتماعية والزيجة وعندما تألم الله صار الألم بركة .. فالشخص المتألم إشترك مع المسيح في حمل الصليب وأخذ بركة الألم .
2. هل من شفاء ؟
====================
يوجد مريض يرفض العلاج لأنه لا يرى أي فائدة منه وعندما يسأل المريض هذا السؤال نقول له أنَّ الله يستطيع أن يمد يداه ويشفي أي مريض .. وقد يقول الإنسان المريض إذن لا داعي للعلاج .. فنقول له أنَّ الله وظف الطبيعة والعلم والمواد وأنار عقول العلماء لخدمة الإنسان فالأجهزة والدواء عطايا من الله .. وإذا أراد الله الشفاء فسيستخدم هذه الأشياء فكل ما على المريض أن يأخذ العلاج وينتظم على الدواء ومادام الله يوفر لنا وسيلة للعلاج فلابد أن نأخذها .. ولابد أن نعلم أنَّ جزء كبير من العلاج هو العلاج النفسي فقد تكون هناك حالات لا فائدة منها ومن الصعب أن نقول للمريض أنه لا علاج له ولكن لكي يخرج المريض ونفسيته أفضل فيكتب له الأطباء بعض من الڤيتامينات ومضاد للألم .. فمجرد شعور المريض أنَّ هناك دواء أو حقنة حتى إذا لم تكن في صُلب المرض إلا أنها نافعة له وهذا الإحساس مرضي بالنسبة للمريض .. ولهذا نجد أنَّ أكثر فئة معرضة للشفاء هم الأطفال لأنهم غير مدركون بما يحدث .
3. هل من معجزة ؟
======================
أحياناً لا يرى المريض أي أمل في العلاج الذي يأخذه بل على العكس مثل المرأة نازفة الدم التي أنفقت كل معيشتها على الأطباء ولكنها صارت إلى حال أردأ ( مر 5 : 26 ) .. فممكن أن ينفق المريض كل معيشته ولكن يصير إلى حال أردأ .. ونجد أنَّ كل إنسان مريض له شفيع ويضع كتب معجزات للقديسين .. وقد يفتح كتاب المعجزات على حالات مشابهة لحالته وهذا أمر محير فماذا ستقول له ؟ قد تقول له أنَّ الأمل في حدوث معجزة كبير جداً ولتكن إرادة الله .. فالله هو الذي سمح بالمرض وهو الذي يسمح بالشفاء أو بالمعجزة ولابد أن نقبل إرادة الله لأنه إذا لم يحدث معجزة للمريض قد ينهار في الإيمان تماماً وقد يتعب نفسياً ولكن لابد أن نعرف أنَّ الله لم يعمل معجزات لكل الناس ولم يفتح أعين كل العميان ولم يُقم كل الموتى ولم يشفي كل المرضى ولكن الله أعلن سلطانه على الأمراض المختلفة في بعض الناس .
وهناك بعض من الناس لن تذهب إلى السماء إلا عن طريق المرض .. وللأسف هناك إتجاه يحدث وهو أنَّ الناس تعلق المريض على أنه سوف تحدث له معجزة وإذا لم تحدث فنفسية المريض تتعب ولكن لابد أن نعلم أنَّ الله قادر على شئ وإعلان قدرة الله على الأشياء لا ينحصر فقط في حدوث معجزة فلا نجزم أمور في إرادة الله فالإيمان يتحقق عند الإنسان إن فعل الله معجزة وإن لم يفعل .. وهناك قول للقديس يوحنا ذهبي الفم وهو ﴿ أنَّ الله يستجيب لك صلاتك إن أجابك وإن رفضك ﴾ .
ويُحكى على إنسان ذهب إلى القديس يوحنا ذهبي الفم وقال له أنه مجرب بتجارب كثيرة وهذا أكبر دليل على أنَّ الله قد تركه .. فقال له القديس * أنت تقول لي أنَّ الله تركك لأنه يجربك بينما أنا أقول لك إن لم يجربك إعلم أنه قد تركك * .. فنحن لنا رجاء في القديسين كبير جداً ولكنهم خاضعين لإرادة الله .. والتجارب مفيدة وليست ضارة فحياة الإنسان على الأرض بالنسبة للأبدية تساوي صفر .. وهناك معادلة رياضية تقول * أي رقم ÷ ∞ = 0 * .
فإذا اهتم الله بحياتنا الزمنية فقط وكانت حياتنا مستقرة ونتمتع بصحة جيدة وغِنى والله يوفر لنا كل ما نحتاجه ولكن لكل إنسان لحظة نهاية وهي الموت ثم بعدها يذهب للأبدية .. فقد يكون غير مستعد لأنه عاش في حالة من الغفلان عن الله ولكن الله يعدنا للحياة الأبدية وذلك من خلال الحياة الزمنية .. ولهذا فالله يعتني بالحياة الأبدية أكثر من الحياة الزمنية وأكبر إعداد للأبدية يكون من خلال مدرسة الألم .. ونحن أيضاً ننتفع بمدرسة الألم لأننا نأخذ عظة من الشخص المريض ولهذا فعندما يسأل المريض هل من معجزة ؟ نقول له أنَّ الله يهتم بالأبدية أكثر من الحياة الزمنية وأنَّ الله عنايته بنا كاملة وفائقة ولكن الله ينظر إلى الأمام ولكن نحن ننظر إلى الوضع الحالي وفي النهاية لتكن إرادة الله والله يستخدم الألم لمنفعة الكل .
4. أين أنا من المجتمع ؟
===========================
أحياناً يُصاب المريض بإحباط شديد لأنه قد نُسي من أحبائه وتخلى عنه الناس .. فالناس الذي كان يراهم باستمرار في عمله لم يسألوا عنه بالرغم من أنه يحبهم ومتعلق بهم فيبدأ يشعر المريض أنه لا شئ وهذا شعور صعب .. ولكن علينا أن نجعل المريض يشعر أنه شخص مهم ومحبوب وأنه موضع إنشغالنا وموضع محبتنا .. وقد يشعر أنَّ دوره في بيئته إبتدأ يقل وخاصةً عندما تكون هناك قرارات جوهرية تُؤخذ في الأسرة دون الرجوع إليه وتُصبح كل العلاقة التي تربطه بالأسرة هي الدواء وكل ذلك يجعله يشعر أنَّ المجتمع لا يشعر بأهميته الطبيعية وأنَّ المجتمع نسى أنه شخص له كيان ودور .. وممكن يُصاب المريض بصغر نفس عندما يعلم أنَّ له علاج ولكن في مكان آخر غير المكان الذي يتعالج فيه .. وأحياناً لا يستطيع المريض أن يذهب إلى مكان آخر ليتعالج فيه مثل أنه لا يستطيع أن يسافر إلى الخارج ليتعالج وبذلك يبدأ يشعر المريض أنه لا قيمة له .. ولذلك فهناك دور هام لنا وهو أن نجعل المريض يشعر أنه مهم وأن نتحدث معه في أمور الحياة الطبيعية مثل أن نتحدث معه في حدث إجتماعي أو ثقافي أو رياضي .
5. ماذا أعمل في يأسي وحيرتي وإحباطي ؟
==================================================
قد يشعر المريض باليأس والحيرة والإحباط ولكن علينا أن نعطيه رجاء وإيمان وأن نرفعه من يأسه وإحباطه وأن نحدثه عن قصص إيمانية واقعية ونجاوب له عن أي سؤال قد يسبب حيرة له ونخرجه من دائرة الإحباط .. وممكن أن نخرج معه إلى الكنيسة أو نذهب معه إلى دير أبو سيفين وبهذا يشعر أنه إنسان طبيعي .. ولابد أن نتكلم معه بطريقة عادية .. ومن الملاحظ عندما نتحدث مع الناس الكبار نجدهم أنهم يحبوا أن يذكروا قصص لهم وهم صغار ونجد أنهم نسوا الألم .. ويُحكى على طفل يُدعى * كيرلس * أنه كان يريد أن يلعب بالرغم من أنه متألم وفي الخارج يهتموا بالأطفال المصابين بالأورام .. فيُحكى على جمعية أرادت أن تأخذ عينات من الحيوانات المولودة إلى هؤلاء الأطفال ولكن المستشفى رفضت خوفاً من وجود ميكروبات وهذا يؤثر على صحة الأطفال ولكن هذه الجمعية أنفقت مبالغ هائلة لكي تتم عملية تعقيم كل الأشياء التي سيأخذوها للأطفال وقد وجدوا أنَّ الأطفال تحسنت صحتهم .
6. ماذا بعد ؟
==============
هناك سؤال هام قد يسأله المريض وهو هل سيُشفى ويعيش حياة عادية أم سيموت ؟ ويفكر ما الذي سيحصل لمنزله إذا مات ؟ وأحياناً يسأل ويقول ماذا سيكون مصيري بعد أن أموت ؟ ولكن نقول له لتكن إرادة الله فإذا كانت إرادة الله في الشفاء فعلى الإنسان أن يعيش حياة جديدة برؤية جديدة .. ولابد أن يعرف أنَّ لعازر بعد أن قام من الموت وعاش 15 سنة إلا أنه مات مرة أخرى .. وأحياناً يسأل ماذا سيجرى لأسرته وكيف سيعيشوا إذا مات ؟ ولكن علينا أن نفهمه أنَّ الله ضابط الكل وأنه يعتني بكل أحد وأنَّ الله يدبر كل شئ وهو الذي يعول الجميع .. فهو الذي يعول العصفور الصغير وحشرات الأرض وزنابق الحقل .
فلابد أن يكون لدينا إيمان راسخ أنَّ الله يعتني بكل أحد ..ولكن على الإنسان أن يضع الأمور في يد الله .. وهناك سؤال آخر قد يقوله المريض وهو * ماذا سيكون مصيري بعد الموت ؟ * .. فنقول له أنَّ هذه فرصة لكي يجهز نفسه فنشكر الله أنه أعطانا فرصة وأعطانا وقت حتى يكمل الإنسان توبته لأنَّ من الممكن أن يموت الإنسان في أي لحظة .. ولابد أن أقول له أنه توجد حياة أجمل وحياة باقية بعد الموت .. فهناك الحياة الأبدية التي لا تنتهي وهناك مجد وبركة ونعمة .. فما أجمل أن تقرأ مع مريض سفر الرؤيا أو أن تتحدث معه عن سير القديسين والأكاليل المعدة لهم مثل قصة ألـ 49 شيوخ شيهيت التي تحكي عن إنسان وزير ذهب ومعه إبنه برسالة من الملك إلى ألـ 49 شيوخ شيهيت ليأخذ رأيهم في بعض الأمور وهناك هجم البربر عليهم واستشهد الشيوخ .. ولقد كشف الله لهذا الطفل ورأى إكليل على رأس كل شيخ فأراد هذا الطفل أن يستشهد ومن محبة الله أنه كشف نفس هذا المنظر لوالد هذا الطفل فاستشهد الرجل ومعه إبنه .. فالذي يجعل الإنسان يسعى للإستشهاد هو رؤيته للأكاليل المعدة والحياة الأبدية .. فالله أعطى لكل إنسان مريض فرصة لكي يكمل توبته .. ﴿ لكي نشترك في قداسته ﴾ .ربنا يكمل نقائصنا ويقبل خدمتنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين
التكامل فى الخدمة
نقرا جزء من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس .. { فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد .. وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد .. وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل .. ولكنه لكل واحد يعطي إظهار الروح للمنفعة .. فإنه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة .. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحدٍ بمفرده كما يشاء } ( 1كو 12 : 4 – 11) .
نتحدث عن التكامُل في الخدمة من خلال ثلاث نقاط :0
1/ ضرورة التكامُل .
2/ خطورة الإنقسام .
3/ الطريق إلى التكامُل .
1/ ضرورة التكامُل :
=======================
يجب أن نؤمن بفكرة التكامُل .. فإننا متنوعين ومتوحدين .. أعطى الله كل واحد نعمة أو موهبة خاصة من أجل أن يُكمِّل الآخر .. الطبيعة كلها تقوم على التكامُل .. فجسد الإنسان يقوم على التكامُل .. الحياة تقوم على التكامُل .. فالطبيب لا يعرف أن يعمل بدون الممرض .. وبدون عامل النظافة والكهرباء وهكذا .. أيضاً في الخدمة الوضع هكذا وعلى الجميع أن يتكامل .. تصور دائماً أنَّ هناك بينك وبين أخيك علامة ( + ) .
فكرة التكامُل أسسها المسيح عندما قال أنه الرأس ونحن الأعضاء فأسس كنيسته بنفس الطريقة بأن دعى التلاميذ رغم اختلافهم في الشخصية والطباع .. مثل الأربعة مثلاً الذين كتبوا البشائر :0
متى ← كان عشار وأساسه يهودي .. يحب السلطة وجابي ضرائب .. إختاره الله لأن انتمائه لليهود أفاده كثيراً .. أُعجب متى بيسوع لأن له سلطان .. لذلك عندما تكلم تكلم عن يسوع الذي من سُلالة يهودية وأبرز التعاليم اليهودية التي في شخصه .. بالإضافة إلى إنه أبرز يسوع الملك .
مرقس ← مُتضع .. يحب الخدمة العملية .. وهذا هو ما جذبهُ في يسوع أيضاً .. لذلك نجد بشارته تركز على خدمة يسوع العملية .
لوقا ← يحب اللمسة الإنسانية أي البُعد الإنساني .. لذلك أحبَّ في يسوع لمسته الإنسانية لذلك وجدناه يتحدث عن المعجزات الإنسانية .. ومعاملة يسوع برقة ورفق مع المرأة والخطاة .. أظهر لنا في بشارته " يسوع صديق الإنسان " .
يوحنا ← أظهر لنا يسوع الإله .
فعندما ترغب أن ترسم صورة ليسوع عليك أن تجعل كل الصفات الأربعة به حتى تُكتمل الأيقونة لأن الأربعة تكاملوا مع بعضهم البعض .
حذاري أن تحتقر زميلك ولا تُقلل من شأنه .. حتى لو كان دوره غير مهم فإن الله لا يقيس العمل بعظمته بل بمقدار الحب والإتضاع الذي يُفعل به .. علينا أيضاً أن نقبل بعضنا البعض مثل المسيح الذي استخدم هذا وذاك .
أيضاً الخدمة تُكمِّل بعضها .. خدمة إبتدائي تُكمِّل خدمة إعدادي وإعدادي تُكمِّل ثانوي .. الكل يُكمِّل بعض .. مرحلة الإبتدائي ( أحب الله ) .. وفي الإعدادي ( أحب الكنيسة والقديسين والطقس ) .. وفي ثانوي ( أحب الإنجيل واعرف العقيدة ) .. أي خطة مُتكاملة متركبة على بعضها البعض .. ربنا يسوع يحب الوحدة .. إسمها الكنيسة الواحدة .
2/ خطورة الإنقسام :
========================
يبدأ عندما يُفكر كل واحد في شخصه هو وموهبته ونبدأ في الإنقسام .. وأصبح بدلا من علامة ( + ) أصبحنا ( - ) .. لذلك يُعلمنا الآباء في الخدمة أن لا نقول " لماذا لا أكون أنا ؟؟ " .. الأجمل من ذلك أن يحدث الشئ بدونك .. المُتنيح أبونا ميخائيل إبراهيم كان يقول [ ليتمجد الله بي أو بغيري .. ويُفضل غيري ] .
جميل أن نجد أكثر من فرد واحد عندهم نفس الموهبة .. مجموعة تعرف اللحن ومجموعة للعزف وهكذا .. فإن الفرق بين الشرق والغرب مثلاً أنَّ الشرق زعامات والغرب مؤسسات .. فالغرب يتعامل بعضهم البعض كتيم عمل .. لكن نحن فراعنة لا نعرف أن نعمل كمجموعة عمل .. كل واحد بمفرده .
خطورة الإنقسام إنه يُدمر ويتعِب العمل لأنه سيتم بكفاءة ضعيفة وأيضاً سيُقلل من محبتي لإخوتي ويُشتت المخدومين .. هذا الأمر يحتاج وعي كامل وإيمان كامل .
3/ الطريق إلى التكامُل :
============================
أ- الحب الكامل ← لو هناك محبة ستحب أن يكون أخوك أفضل وأكبر منك .. تُقدم أخوك في الكرامة برضى كامل .. حب يحتمل كل شئ ولا يطلب ما لنفسه .. نود أن نضع ضوء على أنَّ الذي لديهِ أعمال كثيرة في الخدمة معناه أنه لا يُشرك الآخرين معه في الخدمة .
ب- الإتحاد بالرأس ← أي المسيح .. في هذه اللحظة ستعرف ماذا تعني اليد والأُذن والعين .. فأنت عضو كلما اتحدت مع الرأس تعمل هي فيك وبفكرك .. أما نحن فلنا فكر المسيح وبذلك نتحد بالكنيسة .. ما يُميز الأرثوذكسية عن البروتُستانتية هي التكامُل وحياة الشركة .. في الفكر الآخر فكرة الفردية التي عملت على جعل كل فرد يفهم الإنجيل بطريقته الخاصة .
ت- إيمان بفكر التنوع ← إستثمر عطية الله لك ولا تُقلل من قيمة أخيك .. إيمان بوزنتي وموهبتي .. الله يعطي كل واحد موهبة كما يقول بولس الرسول .. واحد كلام حكمة .. واحد إيمان بالروح .. مواهب شفاء .. الكل يُكمِّل بعض .إعرف نفسك ووظَّف موهبتك لصالح الخدمة .. الكنيسة تحتاج كل واحد فيكم وقل للمسيح " إني سأضع بين يديك كل ما لي وعندي إيمان أن أكون عضو صغير أمين أعمل فيك يارب " ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين
المثابرة فى الخدمة
من رسالة معلمنا بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس بركاته تكون معنا آمين .. ﴿ فتقو أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع وما سمعته مني بشهودٍ كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً .. فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح .. ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضي من جنده .. وأيضاً إن كان أحد يجاهد لا يكلل إن لم يجاهد قانونياً .. يجب أن الحراث الذي يتعب يشترك هو أولاً في الأثمار .. إفهم ما أقول فليعطك الرب فهماً في كل شيءٍ .. اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات من نسل داود بحسب إنجيلي الذي فيه أحتمل المشقات حتى القيود كمذنبٍ .. لكن كلمة الله لا تقيد .. لأجل ذلك أنا أصبر على كل شيءٍ لأجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضاً على الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجدٍ أبديٍ .. صادقة هي الكلمة أنه إن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضاً معه .. إن كنا نصبر فسنملك أيضاً معه .. إن كنا ننكره فهو أيضاً سينكرنا .. إن كنا غير أمناء فهو يبقى أميناً لن يقدر أن ينكر نفسه ﴾ ( 2تي 2 : 1 – 13) .. سنتحدث عن موضوع هام وهو المثابرة وسنتحدث في ثلاث نقاط :0
i. ما هي المثابرة ؟
ii. لماذا يجب على الخادم أن يكون مثابر ؟
iii. كيفية التحلي بروح المثابرة ؟
(1) ما هي المثابرة ؟
========================
المثابرة هي أن يكون الإنسان أميناً فيما أعطاه الله وأن يقدم جهد وأمانة أمام الله .. فالخادم لابد أن يكون عنده روح مثابرة ويعلم أن الله هو الذي يكمل .. وأحياناً تكون إرادة الله أن نخدم ولكن يأتي الثمر في الجيل القادم فكثيراً ما نخدم بروح زمنية ولكن الخدمة هي خدمة أبدية وربنا يسوع له أسلوب في العمل لا يستطيع الخادم أن يدركه .. فمشكلة الخادم أنه يريد أن يتحدث في موضوعٍ ما وعلى الأولاد أن ينفذوا هذا الموضوع فوراً .. فمثلاً إذا تحدث الخادم عن الإعتراف فهو يريد أن يذهب كل الأولاد بعدها ويعترفوا ولكن على الخادم أن يخدم ويتذكر الآية التي قالها القديس بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس ﴿ لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح ﴾ ( 2تي 1 : 7 ) .. فلا يجب على الخادم أن يبتعد أو يترك الخدمة .
فمن أصعب الأمور التي تواجه الخدمة هي روح الفشل فممكن يقابل الخادم صعاب في الشارع أو من الأهالي أو من الأولاد ولكن على الخادم أن يتقوى بالنعمة .. وأحياناً عندما نخدم نظن في فكرنا أن الخدمة عمل مثل أي عمل آخر نقوم به ولكن الخدمة مختلفة فهي عمل روحي وإلهي والخدمة لا تنطبق عليها الأمور الأرضية العقلانية فممكن يقول الخادم كلمة وهذه الكلمة تثمر في الأولاد بعد زمن .. فكثير من الناس حرك الله قلوبهم من موقف ما وهنا سنذكر قصة وهي كان هناك إنسان يريد أن يترك المسيح ووصل قلبه إلى درجة من القساوة والتحجر ولكن إستطاع خادم أن يقنعه بأن يقابله يوم الأحد بعد القداس وكان هذا الأخ قد أقدم على ترك المسيح بشدة وعندما جاء الميعاد المحدد دخل إلى الكنيسة وكان أبونا الكاهن في التناول فرأى الأطفال الصغار وهم يتناولون وتذكر عندما كان الخادم يأتي ويأخذه إلى الكنيسة ليتناول فنزلت دموعه في الحال فكان هذا الموقف الذي حصل مع هذا الأخ منذ فترة كبيرة هو السبب في حمايته من هذه التجربة العنيفة .
فعلى الخادم أن يكون عنده رجاء في إلهنا أنه قادر أن يعمل ويثمر ويُفرح .. وعلى الخادم أن يدرك أن العقول لا تتغير في لحظة فكل إنسان له شخصية وعقلية ونفسية معينة .. ومن أكثر الأشياء التي ساعدت على زرع روح المثابرة في البيئة المصرية أنها بيئة زراعية فالزارع يزرع البذرة ويهتم بها ويسقيها وينظف الأرض باستمرار ولكن الثمر يأتي في حينه ولكن لا تعني المثابرة أن يكون الإنسان في حالة كسل أو أن يكون سلبي فعلى الخادم أن يعمل مثل الزارع الذي يزرع بكل إجتهاد وأمانة وحرص .. وأحياناً يكون الخادم متعجل للثمر السريع ولكن عليه أن يتذكر الآية التي تقول ﴿ إرمِ خبزك على وجه المياه ﴾ ( جا 11 : 1) .
(2) لماذا يجب على الخادم أن يكون مثابر ؟
===================================================
(أ) لأن الله يتأنى عليه ويحتمله :
======================================
إن الصياد الذي يلقي الصنارة ويجلس فترة من الوقت حتى يصطاد سمكة وبعد أن يُخرج الصنارة من الماء ممكن أن لا يجد فيها سمكة ولكنه لا ييأس بل يلقي الصنارة مرة أخرى وكذلك الإنسان الذي يصطاد النفس للمسيح .. فعلى الخادم أن يكون عنده روح رجاء ويقدر ضعفات أولاده وينظر كيف أن المسيح يتأنى عليه ويحتمله .. وهنا نذكر قول القديس مارأفرآم الذي يقول ﴿ المجد لك يا من تحتملني ﴾ .. وأحياناً نقيس الأمور بمقاييس خاطئة فمثلاً عندما يكون الأطفال في خلوة فممكن نجد أن هناك خادم يريد أن يجعل الأطفال تصلي طوال الوقت وهذا لا يتناسب مع سنهم فنحن بهذا نريد شخص يعيش بطبع غير طبعه .. وهناك قصة هامة وهي قصة يشوع بن نون الذي حارب " 33 " ملك حتى دخل أرض الميعاد بالرغم من أن الله وعد أن يعطيهم أرض الميعاد ولكن هذا جاء بعد جهاد .
ويقول الآباء القديسين أن " 33 " رمز لحياة السيد المسيح على الأرض أي أن حياة الإنسان ما هي إلا سلسلة من الجهاد المتواصل إلى أن ينال الإنسان المواعيد .. ﴿ اركضوا لكي تنالوا ﴾ ( 1كو 9 : 24 ) .. وهناك خطط وتدابير من الشيطان حتى يعوق خدمتنا ونمونا الروحي .. ويُذكر أن هناك فيلسوف رأى نملة تحمل قطعة من السكر أكبر من حجمها وكل ما تحاول أن تحملها تسقط قطعة السكر على الأرض فتحاول النملة مرة أخرى وظلت هكذا " 67 " مرة حتى استطاعت أن تحمل قطعة السكر إلى مخزنها فالنملة أيضاً لم تيأس .. فعلى الخادم أن يكون غير متعجل للثمار أو غير متعجل للنتائج السريعة ولا يكون عنده روح فشل ولا يقول لا يوجد فائدة ولكن عليه أن يخدم بروح الرجاء .
(ب) أن الله يحقق وعده في الوقت الذي يريده :
=======================================================
فالله وعد أبونا إبراهيم وقال له ﴿ أُباركك مباركةً وأُكثر نسلك ﴾ ( تك 22 : 17) وحقق الله هذا الوعد بعد عشرين سنة .. فالله قد وعد ولكنه حققه في الوقت الذي يريده .. فأبونا إبراهيم لم يرى هذا الوعد ولكن تحقق عندما خرجت الأسباط من أرض مصر وتم عدهم فكانوا 600.000 رجل أي حوالي 3.000.000 نفس وهذه الأسباط من نسل إبراهيم .. وأيضاً عندما دخل بني إسرائيل أرض الميعاد كانت هناك أراضي أخرى وعد الله أن يعطيها لهم ولكن نجد أن المملكة إكتملت في أيام داود الملك وسليمان فهناك فترة من الزمن ما بين يشوع وداود ولكن على الإنسان أن يترقب وعلى الإنسان أن يكون عنده مثابرة في حياته الروحية ولا ييأس .. ويُحكى على أحد الآباء الرهبان أن شيطان اليأس ضجر من حسن رجاؤه وقال له أنه لا يعود يهاجمه لأنه يأخذ أكاليل أكثر .
(ج) على الخادم أن يعرف أن الله هو الذي يأتي بثمر فلا يكل :
=========================================================================
فأحياناً لا ينظر الخادم إلى المستقبل فالبذرة التي تزرع تثمر في وقتٍ ما وأيضاً يتذكر قول القديس بولس الرسول ﴿ إن كنا لا نكل ﴾ ( غل 6 : 9 ) .. فكلمة * نكل * تعني التعب مع اليأس فعلى الخادم أن يخدم ويفتقد ويصلي وله رجاء في الله .. فالخادم هو غارس أو ساقي ولكن الله هو الذي ينمي فعمل الله أن ينمي ويأتي بثمر فكل ما عليك أن تتابع نفسك وتعطي لأولادك كلمة مشبعة وروح بهجة وروح محبة وخدمة روحية وأنشطة متجددة تتناسب مع تطور سنهم وفكرهم فلا تفقد الرؤية .. واعمل الجزء الخاص بك ولكن الثمر من عند الله فالدور الأكبر لربنا يسوع المسيح ولذلك يجب على الخادم أن يكون مطمئن ولا يقول لا يوجد فائدة لأن هذه عبارة إنسان لا يعمل مع الله .
(3) كيفية التحلي بروح المثابرة ؟
=======================================
(أ) وضوح الهدف :
======================
على الخادم أن يعرف لماذا يخدم حتى إذا واجهته أي صعاب أو تجربة فلا يفقد الهدف .. فمثلاً الطالب الذي في الجامعة ولم ينجح في مادةٍ ما لا يترك الكلية ولا ييأس بل يحاول مرة أخرى ويصبر وذلك لأن لديه هدف وهدف الخادم هو أن يلد بنين للملكوت وأن يسلم لأولاده روح وحياة وفكر المسيح وهذا يحتاج من الخادم جهد ووقت وكل ما يقف الخادم أمام الله كل ما تنطبع عليه صورة المسيح ويشبع بالمسيح ويصبح من السهل أن يوصل المسيح لأولاده وكل هذا يحتاج إلى جهاد وتدبير من أب الإعتراف .. ويقول القديس مارإسحق ﴿ كل من ليس له هدف وقانون يؤول إلى الإنحلال ﴾ .. فلا تعيش بفكر عشوائي فأنت تخدم بهدف وبقانون ولك صلوات ورجاء فعلى الخادم أن يكون عنده روح ترتيب وعنده إبتكار وأنشطة جديدة وعنده خطة لأولاده فمن أصعب المشاكل هي مشكلة عدم التخطيط وأن تسير الأمور بطريقة عشوائية .
(ب) أحياناً يعتقد الخادم أن الخدمة خاصة به وليس لربنا يسوع :
=============================================================================
فإذا أيقن الإنسان أن الخدمة هي عمل إلهي فلا يمكن أن يكون عنده روح ضعف أو يأس ويعرف أن الله يثمر كما يريد .. فالأولاد هم أولاد الله ولكن من أجل فرط صلاح الله ومحبته جعلنا نشترك في الخدمة حتى ننال البركة فالله صاحب الخدمة فهو صاحب الكرمة ولهذا نقول ﴿ هذه الكرمة أصلحها وثبتها هذه التي غرستها يمينك ﴾ .. وأيضاً يصلي الكاهن في القداس ويقول ﴿ شعبك وبيعتك ..... ﴾ .. وعندما كان القديس أوغسطينوس يصلي ويطلب عن رعيته أمام الله كان يقول ﴿ أطلب إليك من أجل سادتي عبيدك ﴾ .. فالإنسان الذي يخدم بروح الرجاء في المسيح يسوع يشعر أن الأولاد هم أولاد الله فهم عمله ولكن من الممكن أن يتأخر الله أو يتأنى فمتى يحقق الله وعده ومتى يجذب النفوس ومتى يغير القلوب ؟ هذا كله من عمل الله ولتكن إرادة الله .
وعلى الخادم أن يحضر ويتكلم ويصلي ويتابع ويطلب ويلح ويصبر ولكن الدور الأكبر والأعظم لله .. إن فعل وإن لم يفعل .. إن فعل فهذا حق وإن لم يفعل فهذا حق وعندما سُئل أحد الآباء عن طِلبة يعلمها لأولاده قال لهم أن يقولوا هذه الصلاة ﴿ إفتح لنا يا سيد ذلك الباب الذي أغلقناه علينا بإرادتنا .. إن فتحت لنا فهذا حق وإن لم تفتح لنا فهذا حق .. إن فتحت لنا فهذا من جزيل رأفاتك وإن لم تفتح لنا فمبارك ذاك الذي أغلق علينا بحق ﴾ .. فعلى الإنسان أن يطلب ويقرع ويجاهد والله لم يعطينا روح الفشل بل تقو أنت بالنعمة .
وأحياناً يريد الله أن لا يكون هناك ثمر أمام الخادم حتى يعلم الخادم أن الخدمة خاصة بالله وليست خاصة به وإذا دخل روح الفشل في الخادم فهذا يعني أن الخدمة إعتمدت على ذاته وعضلاته .. وقد يريد الخادم ثمر خارجي ولكن الله له ثمر آخر فهناك كثير من الإجتماعات فيها عدد كبير من الناس ولكن نجد أن الناس لم تأتي من أجل الله فلا يوجد الله في هذا الإجتماع لأنه ليس إجتماعه فإسمه لا يُذكر فيه ولكن الله يريد شخص تائب .. يريد قلوب يسكن فيها ونفوس أمينة وركب منحنية وهذا لا يظهر إلا في الخفاء في البعد الذي يراه الله الذي يكشف تصورات المخادع .ربنا يعطينا روح المثابرة في الخدمة ويعطينا روح جهاد وأمانة ويخلصنا من فكر الغرور وإحساسنا إننا مسئولين عن العمل ويخلصنا من عدم وضوح الهدف فتقو أنت بالنعمة لأن الله لم يعطينا روح الفشل ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
أختبار الخادم
نقرأ أعداد قليلة من رسالة معلمنا يوحنا الأولى الإصحاح الأول .. ﴿ الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة .. فإنَّ الحياة أُظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا .. الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا .. وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع إبنه يسوع المسيح .. ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً ﴾ ( 1يو 1 : 1 – 4 ) .
في الحقيقة لا يوجد أجمل من هذه الآية وأحب أن أكررها .. ﴿ الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا ﴾ .. ما هو المنهج الذي يحب أن يعيش به الخادم في خدمته ؟ ﴿ الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا ....... نخبركم به ﴾ .. نحن لا نستطيع أن نجعله لنا فقط بل نريد أن نخبركم به ونحضركم للمسيح لكي يكون لكم أيضاً شركة معه .. نحن رأيناه وشربناه وسمعناه وعاشرناه وعشنا معه ولذلك أول شئ نفعله هو أن نكشف صدق إختبارنا بأن لا يكون لنا فقط بل نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معه .
الإختبار في حياة الخادم هو حجر الزاوية في حياته وخدمته .. لخلاصه وخلاص الآخرين فبدون الإختبار نقدم نظريات .. والحياة في المسيحية لا تقوم على فكر أو نظرية فربنا يسوع قال ﴿ الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة ﴾ ( يو 6 : 63 ) .. ما أسهل أن أقول وصية ولكن ما أجمل أن أكون قد عشتها وعندما أقول الوصايا أشعر إني لا أقول مجرد أوامر لأنَّ الحياة المسيحية ليست أوامر .. فأنت عندما إختبرت ربنا يسوع عرفت ما يليق وما لا يليق .. ما يحل وما لا يحل فابتدأت تطيعه لأنك تحبه لأنَّ في عدم طاعتك له إهانة بل وحماقة .. وعندما يفهم الإنسان هذا الإختبار في حياته يشعر أنَّ عنده دافع بأن يذوق الآخرين ما تذوقه .. بنعمة ربنا أحب أن أتكلم معاكم في ثلاث كلمات وهم :0
(1) ضرورة الإختبار :
============================
إنَّ الحياة مع ربنا يا أحبائي لا تشرح بالكلام فالقديس مارإسحق يقول ﴿ الكلام عن العسل شئ ومذاقة العسل شيئاً آخر ﴾ .. عندما أسأل شخص ما هو طعم العسل ؟ فإنه سيقول هو طعمه مسكر .. حلو .. ولكن عندما أسأله ما الفرق بين العسل والسكر ؟ فلن يستطيع أن يوصف لي الفرق وعندما يتحير في الوصف فإنه يُحضر لي ملعقة عسل لكي أتذوقها .. إنَّ الكلام عن العسل شئ ومذاقة العسل شيئاً آخر .. أيضاً يقول مارإسحق ﴿ إنه لا يصح أن نرسم ينبوع ماء ونقول للناس تعالوا إشربوا منه .. فماذا سيشربوا ؟ هل سيشربوا من نظرية أو فكرة ؟ فإن الذي يريد أن يشرب يشرب من ماء حي ﴾ .. لابد أن يكون فيك ينابيع روح متدفقة ويجري من بطنك أنهار ماء حي .. فالذي يجلس معك لابد له أن يشعر أنَّ قلبه قد تحرك لأنه يشرب من مياة حقيقية لأنَّ السيد المسيح لم يكن قصة بل هو حياة .
في العهد القديم كان ربنا يسوع يعطي للشعب المن والسلوى في الصباح الباكر وكان بعضاً من الناس لشعورهم بالخوف من الجوع يجمعون كثيراً حتى يضمنوا أن يكون وفيراً عندهم ولكن كانوا يأكلوا كفايتهم والذي يتبقى كان يفسد .. إنَّ هذا المن هو لكي يؤكل ولا يخزن .. فربنا يسوع لا أخزنه لكي أفتخر به فلا يليق أبداً أن أفتخر بمعرفة ربنا يسوع كمعرفة فقط .. فقد تقول إني قرأت الكتاب المقدس كله !! أنت بذلك قد جمعت مَن فهل أكلت المن ؟ أجمل ما في الحياة المسيحية إنها حياة إختبار وليس مجرد أنك قد جمعت مَن .. ﴿ الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا ﴾ .
ويكلمنا الكتاب عن إختبار أعمق وهو اللمس ﴿ الذي ..... لمسته أيدينا ﴾ .. وهنا يؤكد واقعية ربنا يسوع في حياة يوحنا الرسول .. وفي خلال خدمة القديس يوحنا ظهر ناس قد أنكروا لاهوت المسيح فكتب إنجيله مؤكداً لاهوت السيد المسيح .. ثم بعد ذلك ظهر ناس قد أنكروا ناسوت السيد المسيح فكتب رسائله مؤكداً ناسوت السيد المسيح .. ففي بداية خدمته عندما أنكروا لاهوت المسيح بدأ إنجيله بهذه الآية ﴿ في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ﴾ ( يو 1 : 1) .. وعندما أنكروا ناسوت السيد المسيح وادَّعوا أنَّ جسده كان خيال قال إنه جسد حقيقي ﴿ ولمسته أيدينا ﴾ .. فلابد من الإختبار .
صعب جداً أن نتكلم عن شئ لا نعرفه .. فعندما يكلمنا شخص عن بلد معينة وكيفية المعيشة فيها والشراء والإقامة فيها فترة طويلة وفي النهاية نكتشف أنه لم يذهب إليها فإننا لا نقتنع بكلامه مثل شخص قد ذهب إليها بالفعل حتى ولو كان قد ذهب إليها إسبوع فقط فإننا سنقتنع بكلامه لأنه يقول عن إختبار ومعايشة .. هكذا الكلام عن ربنا يسوع المسيح سيكون مختلف عندما يكون نابع من إختبار ومعاشرة حقيقية له .. ونحن بنختبره في الحياة السرية الخفية الشخصية فأشعر أنَّ يده هي يد حية مقتدرة .. فقد قيل عن العظيم الأنبا أنطونيوس أنه كان يتنفس المسيح .. أي أنه كان الهواء الذي يتنفسه .. فهذه درجة عميقة جداً في الإختبار .
إنَّ إختبار الإنسان المسيحي هو أروع إختبار يعيشه على الأرض وهو إحساسه بالوجود الدائم في حضرة الله وأن تكون حياته عبارة عن شركة مع الثالوث القدوس .. ما أجمل فيلبس عندما تلامس مع ربنا يسوع وشعر بجمال عمله في حياته فقال لصديقه نثنائيل ﴿ تعال وانظر ﴾ ( يو 1 : 46) .. فهو لم يكتفي بأنه تقابل مع المسيح وتذوقه بل دعا نثنائيل وقال له ﴿ تعال وانظر ﴾ .. إنَّ خدمتنا تتلخص في هاتين الكلمتين ﴿ تعال وانظر ﴾ .
إنَّ الآباء القديسين كتبوا لنا مجلدات في هاتين الكلمتين ﴿ تعال وانظر ﴾ لأنَّ إختبار الحياة المسيحية كلها يتلخص في Come and see .. وكأن كل خادم فينا ينادي على مخدومه ويقول له ﴿ تعال وانظر ﴾ .. خسارة إنك لا تتمتع به .. القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ﴿ إن رأيت إنساناً لم يكتشفه بعد إغلق على نفسك وابكي عليه ﴾ .. يبكي عليه الخادم لأنه حاسس بجسامة الخسارة التي يتعرض لها هذا الشخص فقلبه محروق عليه مثل القديسة مونيكا التي بكت على إبنها .
ما أجمل إني أختبر وأجعل الآخرين يختبروا هم أيضاً .. ولذلك لا يكفي أن أقرأ كتاب وأقصه على الأولاد أو أن أعرف قصة وأسردها عليهم .. لا يكفي أن نسلم معلومات ونشرح طقس لا نعيشه فالمسيحية أعمق من ذلك بكثير وأروع من ذلك بكثير .. فالوصية قد تكون غير فعالة فينا لأنَّ الداخل لم يصبح مسيحياً ولم نتحول إلى حملان ولم تصبح الحياة في المسيح يسوع مالكة لحياتنا بل هي مجرد معلومات.
الذي رأيناه .. سمعناه .. لمسناه .. عشنا معه .. أكلنا معه .. شربنا معه رأيناه وهو يتعامل مع الخطاة والعشارين والفريسيين والكتبة وكل الفئات فشبعنا بسيرته وحياته .. صعب جداً أن ننادي بإله مجهول ولم نعاشره .. ولذلك في جزء التقديس في القداس عندما يقول أبونا ﴿ أخذ خبزاً على يديه الطاهرتين ﴾ نكون متفاعلين جداً ونقول ﴿ نؤمن .... آمين ﴾ .. ثم بعد ذلك لا نقول فقط * نؤمن * بل ﴿ نؤمن ونعترف ونمجد ﴾ .. ولكن لماذا ؟ لأنه لا يكفي فقط أن نؤمن بل نؤمن ونمجد .. وفي نهاية جزء التقديس يقول الشعب جزء يسمى * نشيد * وهو ﴿ آمين آمين آمين بموتك يارب نبشر ﴾ .. ناس إنفعلت بالمسيح المذبوح فأخذوا قرار أن يقدموا حياتهم كما أنَّ المسيح قدم لهم حياته .. فالحياة المسيحية هي حركة قلب ورفع قلب وإحساس دائم بالوجود في حضرة الله .. هي إختبار صادق مخلص من عمق القلب وبعيداً عن ذلك تكون فلسفة ثقيلة وصعبة لأنَّ كون إن الإنسان يتجاوز ذاته ويبيع ممتلكاته ويزدري بمجد الأرض فإنَّ هذه الأمور مستحيلة ولكن عندما يتذوق الإنسان مذاقة الأبدية وتبدأ شهوة محبة المسيح تدخل إلى قلبه فإنه ينفعل بهذه الأمور فيحب الوصية وينفذها .
الفلاسفة يقولوا ﴿ وراء كل إلحاد شهوة ﴾ .. فأي إنسان بيبعد عن ربنا وينكر وجود ربنا فإن هذا يرجع إلى أنه مستعبد لشهوة معينة في حياته ولكي يريح ضميره فإنه يقول * لا يوجد ربنا * .. هذه العبارة تنطبق علينا ولكن بالعكس فنحن ألحدنا العالم من أجل شهوة ومحبة ربنا .. نحن فعلاً قد طرحنا عنا كل أفكار الخواطر الشريرة وكل ثقل العالم وأمور العالم قد طرحناها ولا نحبها من أجل شهوة محبة ربنا يسوع .. ما أجمل أن أختبر خلاص ربنا يسوع وتجسده وصلبه وقيامته .. لا يكفي أن أعرفه ككلام ولكن لابد أن أختبره .
ما أجمل عبارة معلمنا بولس الرسول الذي يقول ﴿ الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي * أنا * ﴾ ( غل 2 : 20 ) .. إختبار شخصي .. يقول أيضاً معلمنا بولس ﴿ الله الذي أعبده بروحي * أنا * ﴾ ( رو 1 : 9 ) .. ويقول أيضاً ﴿ حسب إنجيلي بيسوع المسيح ﴾ ( رو 2 : 16) * إنجيلي * .. أي فكر كتابي أو فكر إلهي فهو شخص عايش فعلاً مع الله .. ولذلك من الألقاب الرائعة التي لقبتها الكنيسة لأبونا بيشوي كامل * الإنجيل المعاش * لأنه حول الفكر إلى تطبيق وحول النظرية إلى حياة .. فهو عاش مع المسيح واختبره وانفعل به .
﴿ الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا ﴾ .. تعالوا أنظروا .. ﴿ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ﴾ ( مز 34 : 8 ) .. ﴿ الرب عز لخائفيه ﴾ ( مز 24 من مزامير باكر ) .. خسارة إنكم تضيعوا أيامكم وعمركم .. هذا هو نداءنا لأولادنا ولمخدومينا أن يتذوقوا ما رأيناه في مخادعنا والذي تذوقناه في إنجيلنا وما إختبرناه في عبادتنا فنحن نريد أن نقدمه لكم .. إنَّ الإختبار مهم جداً .. والإختبار يكون في عشرة الصلاة وعشرة الإنجيل وعشرة العبادة وتنفيذ الوصية .. فعندما أكلم المخدومين عن الإنجيل لا أكلمهم عن فلسفة بل أكلمهم عن حياة أنا عشتها وتذوقتها من خلال الإنجيل .. إنَّ وقفة الصلاة لها إختبار .. أيضاً عندما أكلم المخدومين عن جزء في القداس وأشرحه لهم لا يكون مجرد شرح جاف بل أكون قد عشته وتأملت فيه .. أيضاً عندما أقدم لهم وصية أكون طبقتها في حياتي وبذلك تصل إليهم بسهولة .. وتوجد أربع درجات للمعرفة :
(2) درجات الإختبار :
============================
1/ المعرفة العقلية :
======================
هذه مرحلة مهمة جداً ولابد أن نجتازها في عشرتنا مع ربنا وهي أنَّ العقل يكتشفه وهي باب للإختبار .. وما أجمل أن يتقدس العقل بنور المسيح ونور الإنجيل فيكون عقل مستضئ .. ما أجمل أن يكون العقل خادم للخلاص .. فربنا يسوع ميزنا بالعقل عن كل الخليقة لكي نعبده بعقلنا ونعرفه ونمجده بعقلنا .. أهل رومية قالوا نحن لنا العذر لأننا لم نكن قد عرفنا الله من قبل أما اليهود فليس لهم عذر لأنهم كان عندهم التوراة .. فبولس الرسول قال لهم أنتم عندكم عقل فكان ممكن من خلال حكمتكم وفلسفتكم وعقلكم تعرفوه .. ﴿ أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ﴾ ( رو 1 : 20 ) .. فمن خلال مصنوعات الله تستطيعوا أن تعرفوه .
2/ المعرفة الوجدانية :
==========================
ما أجمل أن أعرف الله وأختبره بعقلي وبوجداني .. فعاطفتي تتحرك نحوه وشهوة حبه تتحرك في داخلي لدرجة أنَّ القديس أبو مقار يقول ﴿ إنَّ الحياة الروحية هي مقابلة عشق بعشق ﴾ .. فمحبة العالم قد ماتت في داخلي وابتدأت أعرف ربنا وأحبه .. أحد القديسين كان يقول ﴿ أعطنا يا الله أن نحبك بقوة أهوائنا ﴾ .. نحن نتمنى أنَّ طاقة قوة أهوائنا توجه كطاقة حب لله وبذلك تتقدس العاطفة فيه ولهذا السبب قد أعطانا الله العاطفة .. وأيضاً عندما نحب بعضنا البعض نحب فيه فكل عاطفة هي مقدسة فيه .. القديس مارأفرآم السرياني كان يقول ﴿ أقسمت بحبك أن لا أحب وجهاً آخر غير وجهك ﴾ .
ما هذه النفوس ؟!! إنَّ هذه النفوس عندها عاطفة مثلنا ولكن هم وجهوها إليه بكل طاقتهم فأحبوه بقوة أهوائهم فتملك حبه عليهم .. هؤلاء القديسين حبوه بكل القلب .. بكل الفكر .. بكل الإرادة فلم تعد معرفتهم به مجرد معرفة عقلية بل صارت معرفة وجدانية مثل يوحنا الحبيب الذي كان يضع رأسه على صدر المسيح فيسمع نبضات قلبه ولذلك هو الوحيد الذي كشف لنا أسرار لم يكشفها أحد غيره عن شخص ربنا يسوع .. فهو وجدانه قد تقدس في المسيح يسوع .
3/ المعرفة الإختبارية :
==========================
رأيناه وشاهدناه .. لا يكفي أن أقول لك أنا بحبك وبحبك جداً جداً .. لابد أنَّ هذه المحبة تترجم إلى أفعال .. فالعقل والوجدان يخدموا الإختبار .. أختبر ربنا وأذوقه في الإنجيل .. في المخدع .. في آية أنشغل بيها .. في موقف مر عليَّ .. ففي الإنجيل لا أقرأ آية أو قصة أو موقف إلا ويكون ليَّ نصيب فيه .. فالإنجيل هو ليَّ أنا فلابد عندما أقرأ فيه أعرف أين أنا في هذا الموقف وأضع نفسي داخله وأحدد أين أنا من هذه الآية .. أصعب شئ يا أحبائي إن الإنسان لا يتلذذ بالإنجيل ولا يشعر به كرسالة الله له وبشارة الله المفرحة له .. فالكتاب المقدس لم يخبرنا عن قصص وهمية أو بطولات لأشخاص ولكن لكي أختبر قصة الله معي أنا الآن في المسيح يسوع .
وعندما أقرأ في بداية الخليقة أرى نفسي وكأنها هي الأرض الخربة ومبارك الله الذي لم يترك هذه الأرض بل كان روح الله يرف على وجه المياة .. وقال ليكن نور فكان نور وبدد الظلمة ( تك 1 : 3 ) .. أيضاً أعرف أنَّ سقوط آدم هو سقوطي أنا وما فعله آدم أفعله أنا في كل يوم ولكن مبارك الله الذي فداني من سقطتي .. فعندما أرى نفسي في كل آية في الكتاب المقدس أعيش كإنسان متهلل بالمسيح يسوع وأفرح جداً بخلاصه وخلاص إخوته وبهذا أتذوق الكتاب المقدس .
4/ المعرفة الإتحادية :
=========================
فالسيد المسيح قال في آخر كلماته في الصلاة الوداعية ﴿ أيها الآب أريد أنَّ هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم ﴾ ( يو 17 : 24 ) .. ربنا يريد أن يجعلنا واحد معه كما أنه هو واحد مع الآب .. ولذلك الكنيسة تسمى * بالكنيسة الواحدة * .. ربنا يريد أن يجعلنا نتحد معه لدرجة أننا نتكلم بكلامه ونفكر بفكره لأننا صرنا واحد معه فنتحرك به ونفهم به ونتكلم به وكل أمورنا تصير به .. وكلمة * عرف * في الكتاب المقدس تشير * للإتحاد * .. فعندما يذكر الكتاب المقدس أنَّ آدم عرف حواء فهذا يعني أنه إتحد بها إتحاد زيجي .. وهذه المعرفة نحن مدعوون لها يا أحبائي وهي أن تكون نفوسنا عرائس للمسيح .. فلو إنت عرفت الإنجيل فلابد أن تتحد به .. ولو عرفت الكنيسة لابد أن تتحد بها وأصير واحداً معها .. وعندما أتلامس مع ربنا يسوع وأتحد به أتكلم عنه وأتكلم بسهولة لأني أتكلم عن شخص أنا عايشه ولامسه فهو نبض حياتي .. داود النبي تدرج في عشرته مع ربنا يسوع وفي وقفاته معه حتى أنه قال ﴿ سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك ﴾ ( مز 119 : 164) .. وابتدأ الأمر يزيد حتى أنه قال ﴿ أما أنا فصلاة ﴾ ( مز 109 : 4 ) .
(3) بعض التحذيرات :
=============================
أ/ إحذر المعلومات :
=======================
إحذر من التعليم النظري .. وباستمرار الآباء يعلمونا ويقولوا ليتك قبل أن تتكلم عن شئ تكون قد عشته .. وقبل أن تتكلم عن أي فضيلة تكون قد تذوقتها .. وقبل أن تتكلم عن الصلاة تكون قد صليت .. وقبل أن تتكلم عن التسبيح سبح .. وقبل أن تتكلم عن العطاء إعطي وإلا سنكون معلمين دروس .. قد تتعجب عندما تعرف أنه يوجد بالخارج جامعات تدرس العلوم المسيحية وقد يكون الذين يقومون بالتدريس أشخاص غير مسيحيين وهم يقولون معلومات عن المسيحية .. أخشى أن تكون خدمتنا هي مجرد تلقين معلومات لأولادنا والمعلومات الجافة لا تثبت لأنَّ الأولاد قد يأتوا للخدمة وهم ليسوا على درجة تركيز عالية حتى يتلقوا معلومات .. والشباب في سن ثانوي وجامعة يأتون للإجتماعات وهم أساساً مشبعين من العالم فهل لا نستطيع أن نقدم لهم نحن كخدام في الكنيسة شئ يجذب عقولهم وقلبهم ووجدانهم ؟!! فعندما تقدم لهم موضوع صعب قد يكون في الطقس أو تاريخ الكنيسة أو عن العقيدة إن لم تبسطه لهم أو تقدمه لهم بطريقة إختبارية فإنهم لن يستوعبوا أو يركزوا فيه ولذلك إحذر خطورة التلقين .
توجد عبارة جميلة جداً ينبغي أن نضعها أمامنا كشعار وهي * ليتك تتكلم مع يسوع عن الدرس أكثر مما تتكلم مع المخدومين عن الدرس * .. تكلم معه عن الدرس قبل أن تكلم أولاده .. * وليتك تتكلم مع يسوع عن المخدومين أكثر مما تتكلم مع المخدومين عن يسوع * .. ولكن لماذا ؟ لأننا بنرجع الأمر لصاحبه فلا تعتقد أنَّ المخدومين هم ملكك إنت .. فلا تقل * أسرتي .. أولادي * هم للمسيح وأنت بتأخذ بركتهم بخدمتك لهم .. ولذلك بولس الرسول يقول عن نفسه ﴿ ألعل بولس صلب لأجلكم ﴾ ( 1كو 1 : 13) بل المسيح .. إحذر المعلومات .. أرجوك عندما تحضر الدرس إعرف أنك أنت محتاج للدرس أولاً ولذلك حضره لنفسك واستفاد منه إنت الأول .
ب/ إحذر عدم الصلاة قبل الدرس :
=========================================
لو الدرس سيأخذ نصف ساعة صلي نصف ساعة على الأقل .. لو الدرس سيأخذ ساعة صلي ساعة وهذا كان تدريب يعطيه الآباء للخدام من أيام أبونا ميخائيل إبراهيم .. حتى يكون الكلام من ربنا يسوع ولا نكون معلمين كثيرين لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا ( يع 3 : 1 – 2 ) .. أصلي من أجل الدرس وأقول * إنت ياربي الذي تكلمهم .. وماذا تريد ياربي أن تقول لهم ؟ ماذا تريد أن تعلمهم ؟ أولادك مشتاقين لك * .. إختبار المسيح إختبار غني جداً وجذب قلوب شباب وشيوخ وعذارى وإلى الآن هو إختبار حي .. ﴿ الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا ﴾ .. فالسامرية عندما تقابلت مع المسيح قالت ﴿ هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت ﴾ ( يو 4 : 29 ) .. خسارة أتركوا كل ما يشغلكم .
ج/ لاحظ نفسك والتعليم :
=============================
إحذر وإنت في الخدمة تنسى خلاص نفسك وتنسى إنك محتاج أن تكون مخدوم .. أحياناً الخدمة تسبب بعض المشكلات منها :0
أ/ الذات :
==========
وهي إني أشعر أنه توجد أمور لعامة الناس وأمور أخرى للخدام .. فأعتقد أنَّ العشية هي لعامة الناس .. إجتماع الشباب لعامة الناس .. أنا خادم وكأني صرت غني وقد إستغنيت .. فأشعر بالإفتخار بنفسي وإني أفضل من غيري ومميز وليَّ كرامة في الكنيسة وكل هذه أمراض خطيرة .. فإن لم تقع حبة الحنطة وتمت فإنها تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير ( يو 12 : 24 ) .. فالذات لابد أن تموت .. نحن عبيد بطالين .. ربنا محتملنا وبيدخلنا بيته .. من أخطر الأمراض الروحية أن يشعر الإنسان أنه أفضل من غيره .. فممكن إن الإنسان يصلي ويقول * الخطاة الذين أولهم أنا * وهو في قراره نفسه لا يشعر بذلك .. فهل نحن نغش الله ؟ فالمفروض إني أقول بكل أمانة وكل صدق * أنا أول الخطاة * .. فلأني خادم إهانتي لربنا تكون أعظم من أي إهانة أخرى ولذلك أنا فعلاً * أول الخطاة * .. الأب الكاهن يصلي في القداس ويقول ﴿ من أجل خطاياي وجهالات شعبك ﴾ .. فأنا ككاهن الخطية بالنسبة ليَّ خطية أما إنت فبالنسبة لك جهل لأنك قد تفعلها عن عدم معرفة أما أنا فقد أفعلها عن معرفة ولذلك صارت المعرفة ليَّ دينونة فأنا أول الخطاة .
ب/ فقد روح التلمذة :
=========================
يحدث أنَّ الإنسان عندما يخدم أنه لا يحضر إجتماعات ولا يتعامل مع الأشخاص الذين علموه من قبل باحترام بل يعتبر نفسه أنه إنسان مثلهم وأنه صار معلم .. قداسة البابا شنودة الثالث زار في إحدى المرات كنيسة مارجرجس هليوبوليس وقال هناك ﴿ أنا ليَّ 62 سنة في الخدمة وأشعر إلى الآن إني تلميذ ﴾ .
ج/ كثرة الإنشغالات :
========================
أحياناً الخدمة نفسها تدخلنا في دائرة من الإنشغالات وتشغلنا عن خلاصنا الروحي وبناءنا الروحي أو حياتنا الكنسية مثل حضور القداسات والعشيات .. إنَّ حضور الخادم هو وسيلة جذب وتعليم للناس فهو بذلك يؤكد أهمية حضور العشية والقداس ولا يكون تعليمه في الخدمة هو مجرد معلومات ونظريات بل هو متذوق فعلاً جمال العشية والقداس والتسبحة .
إنَّ الإختبار في حياة الخادم هو حجر الزاوية فأدخل مخدعك واغلق بابك وصلي إلى أبوك الذي في الخفاء .. تذوق حلاوة الإنجيل والقداس .. تذوق العشرة مع الله .. تذوق الدرس الذي ستقوله .. إختبر لأنك لو إختبرت خدمتك ستختلف كماً ونوعاً .. إختبر لأن الإختبار مهم جداً لأبديتك .. إختبر لأن الإختبار سيجعلك تعيش فرحان وسيعطي طعم لخدمتك وسيجعلك تشعر أنك تعيش لرسالة مهمة جداً وهي أنك تبشر بإسم ربنا يسوع .
أخشى إني لو سألت كل واحد فينا * لماذا إنت تعيش ؟ * تكون إجابة البعض * أنا عايش لكي أحقق ذاتي في المجتمع * .. لا .. أنت تعيش لكي تبشر بربنا يسوع وتشهد له .. فأهم هدف في حياتك هو إنك تربح الأبدية وتعمل لإنتشار مجد الأبدية وتقول توبوا لأنه قد إقترب منكم ملكوت السموات ( مت 3 : 2 ) .. فإن لم تختبر كل هذا فإنك ستكون إنسان تائة وأهدافك واهتماماتك ستكون خاطئة . ربنا يعطينا أن نراه وأن نلمسه ونسمعه ونتعرف عليه من جديدربنا يعطينا أن نتذوقه ونختبره ونخرج وننادي كل ما نراه* تعال وانظر .. تعالوا ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب .. إنَّ الرب عز لخائفيه *إنَّ ما رأيناه وشاهدناه نخبركم به لكي يكون لكم شركة معنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
عمل المسيح فى الخادم
سنتحدث عن مثل من ضمن الأمثال التي قالها ربنا يسوع المسيح وهو ﴿ يشبه ملكوت السموات خميرة أخذتها إمرأة وخبأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اختمر الجميع ﴾ ( مت 13 : 33 ) .. هذا المثل ذُكر في الإصحاح 13 من إنجيل معلمنا متى .. وهذا الإصحاح يتحدث عن أمثال ملكوت السموات وهناك ثلاثة جوانب هامة في هذا المثل :0
فالمرأة ترمز إلى الكنيسة والخمير يرمز إلى ربنا يسوع المسيح والدقيق يرمز إلى المؤمنين .. فالكنيسة تُحضر الخميرة للمؤمنين وتناولهم منها ونحن الدقيق نتحول إلى عجين مختمر أي أن طبيعة الإنسان تتغير وهذه فكرة سريعة عن المثل ولكن سنذكر مجموعة من النقاط الهامة :0
1) الخمير يغير من طبع الدقيق .
2) صفات الخميرة .
3) الخميرة تؤثر ولا تتأثر .
4) الخمير حتى يعمل لابد أن يكون خمير جيد .
(1) الخمير يغير من طبع الدقيق :
=======================================
إن عمل الكنيسة ورسالتها هي أن تخبئ الخمير في الدقيق * المؤمنين * حتى يختمر الجميع .. فكل المؤمنين الذين في الكنيسة طبعهم دقيق ولكنه يتحول إلى عجين مختمر .. إن عمل الخمير أن ينتشر في الدقيق بسرعة كبيرة جداً وبطريقة خفية جداً حتى يختمر الدقيق كله أي يتغير طبعه .. وأيضاً عمل ربنا يسوع في حياتنا عمل مغير لطبيعتنا وعندما يتوحد الإنسان بالمسيح وفي المسيح فطبيعته تتغير وتتقدس ويأخذ طبيعة جديدة .. وثلاثة أكيال دقيق ترمز إلى الكيان البشري الإنساني أي النفس ، الجسد والروح .. فالخمير أي ربنا يسوع المسيح يدخل في الإنسان وينتشر داخله ويخترق نفسه وجسده وروحه وعندما يدخل ربنا يسوع داخل كيان الإنسان ويختلط به فيغيره ويقدسه ويحوله إلى التمام .
وهناك رأي آخر يشير إلى أن ثلاثة أكيال رمز للجنس البشري كله .. فأبونا نوح هو الذي تبنى الجنس البشري بعد حادثة الطوفان عن طريق أولاده الثلاثة سام وحام ويافث وهؤلاء هم الجنس البشري وأيضاً المسيح عمل في الجنس البشري وقدسه كله .. والخميرة أساسها دقيق وعندما إتحد الله بالإنسان أخذ نفس شكله وصورته وأصبح دقيق مثله ولكنه دقيق مختمر أي بطبع مختلف .. وعندما دخل المسيح في الإنسان جعله دقيق مختمر وتحول الإنسان إلى مسيح ولهذا عندما يعمل المسيح في حياتك يغير طبعك وعندما يتغير طبعك تستطيع أن تخدم وعندما أتحد مع أخ لي أخمره حتى نصبح جميعاً خمير فالخميرة لها قوة واقتدار أن تغير من طبع الدقيق إلى طبعها وهذه هي رسالة الخادم ورسالة أي إنسان مسيحي .
(2) صفات الخميرة :
========================
i. سريعة الإنتشار .
ii. تنمو بالتكاثر .
iii. تحتاج إلى جو دافئ حتى تعمل فيه .
إن عمل الله لا يتم في البرودة أي في النفس الباردة روحية * النفس الفاترة * التي لا تتجاوب مع الله .. النفس التي تغلق قلبها عن سماع كلمة الله فالخميرة حتى تعمل لابد أن تُغطى في جو دافئ وفي سرية وأيضاً عمل ربنا يسوع يريد دفء روحي أي نفس تحتضنه وترعاه وتخبئه فخبئ المسيح داخلك وسوف يعمل المسيح فيك وسيعمل في قلبك القاسي ونفسك المثقلة بالخطايا وعقلك المشتت ولكن على الإنسان أن يعطي للخميرة فرصة حتى تعمل .
فكل إنسان فيه خميرة ولكن ممكن أن لا يكون موفر لها الجو حتى تعمل فيه ولهذا يقول الإنجيل ﴿ ها ملكوت الله داخلكم ﴾ ( لو 17 : 21 ) .. وأيضاً ﴿ أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم ﴾ ( 1كو 3 : 16) .. والخمير عندما يوضع في الدقيق يأخذ الدقيق طبعه وطبيعة الخميرة أي طبيعة المسيح هي :0
a) قدوس ويعطي للإنسان قداسة .
b) كنز حكمة .
c) معلم طهارة .
فعندما يدخل المسيح فيك طهارته تخترقك وقداسته تقتحمك وبره يغلبك وهذا هو عمل المسيح داخل النفس .. فخبئ المسيح داخلك واحفظه حتى يغير حياتك .. وأحياناً نشتكي من الجسد ومن الأفكار أو من الإدانة ويجب أن نعرف أن الله عندما يدين الإنسان سيقول له لماذا لم تنتفع بالمسيح وتعطيه الفرصة حتى يعمل داخلك وهذا السؤال ليس له إجابة فماذا سنقول لله ؟ هل سنقول له إننا نعيش في زمن سيئ ؟ فالله يعرف ذلك ولكن الله سيقول لك لماذا لم تترك المسيح يعمل فيك ؟ ولو هناك ضعف فيك فالله سيقدسك .. فالله يعلم أنك تعيش في عالم سيئ ولكنه أيضاً قال ﴿ في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ﴾ ( يو 16 : 33 ) .. فإذا عشت في عالم فيه تيارات إثم وشر فالله قادر أن يحفظك ولهذا أعطى المسيح لكل إنسان طبيعة جديدة غير الطبيعة السابقة فلا تحكم على نفسك أنك مثل الناس فالناس كلها دقيق ولكن أنت عجين .
الناس لها ميول واتجاهات وأفكار واهتمامات ولكن أنت مختلف واذكر ما قاله معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس ﴿ وأما أنت يا إنسان الله ﴾ ( 1تي 6 : 11) .. أي أنت مختلف عن الناس ولهذا إجعل الخمير الذي داخلك يعمل ويحول الطبيعة الفاسدة إلى طبيعة سماوية .. والكنيسة توفر لنا الخمير أي التناول .. كل يوم نأخذ الخميرة ونخبئها في داخلنا ونتركها ولا أحد يقول ما أهمية الجسد والدم فلا تتطلب أن تعرف كيف تعمل الخميرة بل إعطيها فرصة ووفر لها الجو والمناخ المناسب واترك ربنا يسوع يتحدث في داخلك وكلمته تعمل فيك واترك عمل الله يسيطر على قلبك وفكرك ومشاعرك ولا تعطله وتذكر صموئيل النبي الذي خضع لله وقال له ﴿ تكلم يارب لأن عبدك سامع ﴾ ( 1صم 3 : 9 ) .. فالذي يصلي مزمور ويقول آمين أو الذي يقول طِلبة يارب ارحم يترك الخميرة تعمل فيه فاجعل الخميرة فاعلة في حياتك ولهذا فنحن خمير وليس دقيق .. نحن طبع مقدس .. ﴿ وأما أنتم فجنس مختار ﴾ ( 1بط 2 : 9 ) .
ولهذا الإنسان الذي يعطي فرصة لعمل نعمة الله يتغير تماماً فالنعمة مغيرة ولهذا يقول في المزمور ﴿ قد إرتسم علينا نور وجهك يارب ﴾ ( مز 4 من مزامير باكر ) .. أي أن الإنسان يتغير بالله ويصبح إنسان جديد ويقول الكتاب المقدس أكثر من آية هامة .. ﴿ أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم ﴾ .. ﴿ أنتم فلاحة الله بناء الله ﴾ ( 1كو 3 : 9 ) .. فالإنسان باتحاده بالله يحمل طبيعته وقوته وسلطانه فالخميرة إذا عملت في الإنسان تثمر وتحوله وتقدسه وتجعله يأخذ شكل الله .. فإذا أعطى الإنسان فرصة لعمل نعمة الله فإن شكله الخارجي سيتغير وسيرفض الإنسان أن يعيش بملامح أهل العالم .. فالله يريد أن نصير مثله لنكون شبهه ويصبح فكر الله فكري واهتماماته تصبح إهتماماتي وكلامه يصبح كلامي .. فالإنسان المسيحي تنطبع عليه علامة ربنا يسوع المسيح من وداعته وبره وقداسته وطهارته .. فالإنسان عندما تخمر أخذ طبع جديد .. ﴿ تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم ﴾ ( رو 12 : 2 ) .. وأيضاً يصبح للإنسان قوة ربنا يسوع فالله فدى العالم وقدسه ويصبح عند الإنسان إستعداد لكي يفدي ويقدس هو أيضاً كل هذا نتيجة لعمل ربنا يسوع المسيح في الإنسان .
(3) الخميرة تؤثر ولا تتأثر :
=================================
عندما كان السيد المسيح يوجد في أي مكان كان يؤثر في هذا المكان فالمسيح جذاب وكانت الجموع تجتمع إليه حتى تسمع تعليمه وكما قال الكتاب المقدس ﴿ إذ إجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضاً ﴾ ( لو 12 : 1) .. وأيضاً في حادثة المفلوج الذي دلوه من السقف كان أيضاً المكان مزدحم فكانت الناس تأتي إلى المسيح من أجل جمال كلامه وعذوبته وكان يوجد 15000 شخص يسمع تعاليم السيد المسيح على الجبل كل هذا لأن المسيح مؤثر وأيضاً عندما يأخذ الإنسان طبيعة السيد المسيح سيصبح عنده جاذبية وتأثير ويجد أن كل الناس تريد أن تتبعه وتسمع تعليمه ولهذا يقول الكتاب المقدس ﴿ إذاً نسعى كسفراء عن المسيح ﴾ ( 2كو 5 : 20 ) .. أي أن المسيح يتكلم من خلالك والناس تسمع وتتأثر وتتغير وتتوب .. ﴿ بُهتوا من تعليمه ﴾ ( مت 22 : 33 ) .. فأنت خمير كل مكان تذهب إليه تؤثر فيه وهكذا تصبح حياتك شاهدة لربنا يسوع المسيح .
ونجد أن معلمنا بولس الرسول عندما كان يدخل أي مدينة كان يؤثر فيها ويخمر العجين ثم يخرج منها ويترك في هذه المدينة خميرة ثم يذهب إلى مكان آخر ليعمل فيه خميرة وهذه الخميرة تخمر العجين كله ولهذا نسمع أن الكنيسة التي زارها بولس الرسول من فترة قصيرة أصبحت كنيسة عظيمة وفيها مؤمنين كثيرون ونحن أيضاً رسالتنا أن نعمل خميرة لربنا يسوع ولابد أولاً أن تختمر وتتغير وتعطي فرصة لربنا يسوع أن يدخل داخلك ويخمرك وعندما تحمل طبع الخميرة سيصبح لك طبع مختلف وعندما تدخل الخميرة في الدقيق نجد أن الدقيق يختمر وأنت خمير والمجتمع دقيق فمن الذي يحول الآخر ؟ أنت الذي تؤثر وتخمر ولا تتأثر فعندما يذهب الإنسان إلى المدرسة أو الكلية أو عمله أو عندما يسير في الشارع فهناك الكثير من المؤثرات ممكن أن تؤثر على أي إنسان ولكن الإنسان المسيحي هو صاحب المبادرة وهو صاحب قوة الحياة .. فالفرق بين الخمير والدقيق أن الخمير فيه حياة توجد فيه بكتريا نشطة * كائن حي * أما الدقيق فهو شئ ميت ولهذا عندما قالوا للقديس أثناسيوس أن العالم كله ضدك فقال * وأنا ضد العالم * وذلك لأنه خمير .
(4) الخمير حتى يعمل لابد أن يكون خمير جيد :
=========================================================
يوجد خمير فاسد أي يوجد إنسان مسيحي ولكنه ليس مسيحي فشكله خمير ولكنه فاسد وهذا لا يؤثر على العجين بل يفسده ويضيع الوقت والفرصة فإذا كان هناك عجين ووضعت فيه خميرة فاسدة وتُركت فترة من الوقت ثم يكتشف الإنسان أن الخمير لا يخمر فيتضايق لأن الوقت قد ضاع منه أي أنه أهدر الفرصة .. وعلى كل إنسان أن يسأل نفسه هل أنا خمير جيد أم خمير ردئ ؟ هل أنا خمير صالح أو غير صالح ؟ فالإنسان الذي فيه خمير حي نجده سريع الإنتشار وسريع التأثير قوي في العمل يبث روح وحياة ويغلب الظروف المحيطة مهما كانت .. فلقب ناطق الإلهيات الذي يُطلق على القديس إغريغوريوس يدل على أن داخله سر حي وقوة عمل إلهي فاعلة قوية ومقتدرة فكل إنسان مسيحي مدعو لكي يحيا كقديس وأن يقدس الآخر .. ولهذا يقول الكتاب المقدس ﴿ لا يمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبلٍ ﴾ ( مت 5 : 14) .. فلا يمكن أن يوجد خمير ولا يؤثر في العجين فالمسيح مُخفى في داخل كل إنسان ولابد أن يكون مسيح حي ولهذا ذُكر عن دانيال ﴿ أما دانيال فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه ﴾ ( دا 1 : 8 ) .. فالإنسان المسيحي يحمل قوة في حياته مهما كان شكله مثل يوحنا المعمدان الذي تحدى هيرودس الملك فيوحنا هو الذي أثَّر وهو الذي جعل هيرودس يخضع له فما أجمل الإنسان الذي يحمل في داخله قوة واقتدار لعمل نعمة ربنا يسوع وعندما يتحول إلى خمير يصبح كارز للمسيح وكارز بمحبته وبره فإرعاه محباً له ليكون فاعلاً في داخلك ربنا يسوع المسيح الذي إئتمنا على الخميرة يجعلنا أن نكون خمير مقدس له ويستخدمنا حتى نحول الآخرين خمير له لكي يصبح العالم كله خمير ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد إلى الأبد آمين
الخادم والكنيسة
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين
فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
سَوْفَ أقْرَأ مَعَكُمْ أعْدَاد بَسِيطَة مِنْ سِفْر الرُؤيَا لِيُوحَنَّا اللاَّهُوتِي الإِصْحَاح الأوَّل مِنْ عَدَد 12 بَرَكَاتُه عَلَى جَمِيعْنَا آمِين .. ﴿ فَالْتَفَتُّ لأِنْظُرَ الصَّوْتَ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعِي وَلَمَّا الْتَفَتُّ رَأيْتُ سَبْعَ مَنَايِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِي وَسَطِ السَّبْعِ المَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ مُتَسَرْبِلاً بِثَوْبٍ إِلَى الرِّجْلَيْنِ وَمُتَمَنْطِقاً عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ . وَأمَّا رَأسُهُ وَشَعْرُهُ فَأبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأبْيَضِ كَالثَّلْجِ وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ وَرِجْلاَهُ شِبْهُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ كَأنَّهُمَا مَحْمِيَّتَانِ فِي أتُونٍ وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ وَمَعَهُ فِي يَدِهِ اليُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ . وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهيَ تُضِئُ فِي قُوَّتِهَا . فَلَّمَا رَأيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ فَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي لاَ تَخَفْ أنَا هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالحَيُّ وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أنَا حَيٌّ إِلَى أبَدِ الآبِدِينَ آمِينَ وَلِي مَفَاتِيحُ الهَاوِيَةِ وَالمَوْتِ . فَاكْتُبْ مَا رَأيْتَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ وَمَا هُوَ عَتِيدٌ أنْ يَكُونَ بَعْدَ هذَا . سِرَّ السَّبْعَةِ الكَوَاكِبِ الَّتِي رَأيْتَ عَلَى يَمِينِي وَالسَّبْعِ المَنَايِرِ الذَّهَبِيَّةِ . السَّبْعَةُ الكَوَاكِبُ هِيَ مَلاَئِكَةُ السَّبْعِ الكَنَائِسِ وَالمَنَايِرُ السَّبْعُ الَّتِي رَأيْتَهَا هِيَ السَّبْعُ الكَنَائِسِ ﴾ ( رؤ 1 : 12 – 20 ) .. وَلِرَبِّنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين .
بِنِعْمِة رَبِّنَا أُرِيد اليُّوْم أنْ أتَحَدَّث مَعَكُمْ عَنْ الخَادِم وَالكِنِيسَة .. الخَادِم وَالكِنِيسَة هِيَ عِلاَقِة شَخْص بِأُمُّه وَعِلاَقِة عِشْرَة وَحَيَاة .. فَهْيَ مَوْضِعْ فَخْر كِنِيسِتْنَا .. إِنْ كُنَّا نُعِدٌ أنْفُسْنَا لِكَيْ نَخْدِم فَلاَبُدْ أنْ نُعِدٌ أنْفُسْنَا لِكَيْ نَكُون خُدَّام كَنَسِيِين .. وَفِي الحَقِيقَة إِذَا نَظَرْت إِلَى الكِنِيسَة بِكُلَّ نَشَاطَاتْهَا نَجِدٌ أنَّهَا لَيْسَتْ أسَاسِيَّة لِكَيْ تَبْنِي خِدْمَة سَلِيمَة وَلكِنْ الأسَاس فِي بُنَاء خِدْمَة هُوَ أنَّ المُؤمِنْ يَكُون خَادِم كَنَسِي .. أبْسَط دَلِيل عَلَى هذَا إِسْأل نَفْسَك مِنْ حَوَالِي 100 سَنَة هَلْ كَانَ هُنَاك خِلْوَات .. مُعْسَكَرَات .. رِحْلاَت .. إِجْتِمَاعَات .. نَادِي أوْ أي نَشَاط مِثْل الكَانْتِين وَغِيرُه .... ؟ كُلَّ هذَا لاَ أسْتَطِيعْ أنْ أقُول أنَّهُ كَانْ أسَاسِي فِي الكِنِيسَة وَلكِنْ الأسَاسِي الَّذِي صَنَعَ الكِنِيسَة وَالَّذِي أتَى بِأبْرَار مِنْ الكِنِيسَة وَأتْقِيَاء وَشُهَدَاء هُوَ الكِنِيسَة .. بِمَعْنَى العِبَادَة .. بِمَعْنَى القُدَّاس وَالتَّسْبِحَة .. رَفْع بُخُور وَصَلَوَات الأجْبِيَة وَالقِدِّيسِينْ .. هذِهِ هِيَ الكِنِيسَة .
إِذَا كُنْت تُرِيدْ أنْ تَرْتَبِط بِالْمَسِيح بِطَرِيقَة صَحِيحَة إِرْتِبِط بِالكِنِيسَة .. إِذَا كُنْت تُرِيدْ أنْ تَرْبُط أوْلاَدَك الَّذِينَ تَخْدِمَهُمْ بِالْمَسِيح أُرْبُطْهُمْ بِالكَنِيسَة .. الكِنِيسَة بِمَعْنَاهَا الحَقِيقِي وَلَيْسَ بِأشْيَاء تَكْمِيلِيَّة وَلكِنْ رُوح الكِنِيسَة نَفْسَهَا .. إِنْ أرَدْنَا أنْ نَقُول مَنْ هُوَ الخَادِم ؟ وَمَا هِيَ عِلاَقَتُه بِالكِنِيسَة ؟ أسْتَطِيعْ أنْ أقُول لَك ((4)) كَلِمَات يُحَدِّدُوا مَنْ هُوَ الخَادِم الكَنَسِي :0
1) لاَبُدْ لِلخَادِم أنْ يَكُون خَادِم لِيتُورْچِي .. أي خَادِم يُحِب العِبَادَة الجَمَاعِيَّة وَالفَرْدِيَّة الكَنَسِيَّة .
2) لاَبُدْ لِلخَادِم أنْ يَكُون لَدَيْهِ وَعْي كَنَسِي .
3) لاَبُدْ لِلخَادِم أنْ يَكُون لَدَيْهِ تَعْلِيم كَنَسِي .
4) لاَبُدْ لِلخَادِم أنْ يَكُون لَدَيْهِ مُعَاشَرَة لِلقِدِّيسِين .
هذَا هُوَ الخَادِم الأُرْثُوذُكْسِي وَالَّذِي يَسْتَطِيعْ أنْ يِوَصَّل أوْلاَدُه لِلْمَسِيح بِالطَّرِيقَة السَّلِيمَة
*1* خَادِم لِيتُورْچِي :
=================================
كَلِمَة " لِيتُورْچيَّة " تَعْنِي عَمَل جَمَاعِي وَهذَا ( جَمَاعِيَتْهَا ) مَا يُمَيِّز الأُرْثُوذُكْسِيَّة عَنْ غَيْرِهَا لأِنَّ الكِنِيسَة الأُرْثُوذُكْسِيَّة هِيَ كَنِيسِة شَرِكَة .. عِنْدَمَا نُصَلِّي نُصَلِّي مَعَ بَعْضِنَا وَبِمَزَامِير وَاحِدَة وَبِلِسَان وَاحِدٌ وَبِفِكْر وَقَلْب وَاحِدٌ .. وَعِنْدَمَا نَصُوم نَصُوم مَعَ بَعْضِنَا .. وَالكَنِيسَة الأُولَى فِي سِفْر الأعْمَال هِيَ عِبَارَة عَنْ كِلْمِتِينْ * كَانُوا مَعاً * ( أع 2 : 44 ) .. فَكُلَّمَا تَجِدْهَا فِي الكِتَاب المُقَدَّس تَعْرِف أنَّ مَعْنَاهَا كِنِيسَة .. فَنَحْنُ مَعَ بَعْضِنَا الآنْ نُكَوِّن كِنِيسَة لأِنَّنَا مَجْمُوعَة مُتَحِدَة الفِكْر وَالقَلْب وَالإِيمَان وَالإِتِجَاهَات وَالأهْدَاف لِذلِك نَحْنُ كِنِيسَة حَتَّى وَلَوْ لَمْ نَكُنْ مُجْتَمِعِينْ فِي الكِنِيسَة .
الخَادِم الأُرْثُوذُكْسِي لَهُ قَلْب جَمَاعَة .. لَهُ لِسَان تَسْبِيح جَمَاعَة .. لِذلِك لاَبُدْ لِلخَادِم الكَنَسِي الأُرْثُوذُكْسِي أنْ يَكُون خَادِم شَبْعَان مِنْ الكِنِيسَة وَرِضِعْ لَبَنْهَا وَسَقَى مِنْ يَنَابِيع صَلَوَاتْهَا وَأخَذَ مِنْ أسْرَارْهَا وَتَرَبَّى فِي حُضْنَهَا .. فَقَطْ الَّذِي شِبِعْ مِنْ صَلَوَاتْهَا وَمِنْ أسْرَارْهَا وَارْتَوَى مِنْ هذِهِ اليَنَابِيع هُوَ الَّذِي يُرِيدْ شَغَفَاً أنَّ أوْلاَدُه يَشْرَبُوا مِثْلُه مِنْهَا .
لِذَا عَلَى الخَادِم أنْ يُسَلِّمْ حَيَاة مُعَاشَة وَلَيْسَ مُجَرَّدٌ دُرُوس وَذلِك لِكَيْ يَجْعَل أوْلاَدُه أوْلاَدٌ كَنَسِيِين .. فَعَلَيَّ أوَّلاً أنْ أكُون أنَا كَنَسِي فَلاَ يُمْكِنْ أنْ أُخْبِر بِشِئ أنَا لَمْ أتَذَوَقُه بَلْ أوَّلاً يَجِبْ أنْ أكُون قَدْ إِخْتَبَرْت حَلاَوِة وَعِذُوبِة الحَيَاة الكَنَسِيَّة وَذُقْت جَمَال تَسَابِيح الكِنِيسَة .. صَعْب جِدّاً أنْ أتَكَلَّمْ عَنْ شِئ أنَا لَمْ أخْتَبِرُه .. القِدِيس مَارِإِسْحَق قَالَ ﴿ إِنَّ الكَلاَم عَنْ العَسَل شِئ وَمَذَاقَك لِلعَسَل شِئ آخَر ﴾ .. فَتَخَيَّل لَوْ أنَّكَ سَألْتَنِي عَمَّا هُوَ العَسَل ؟ فَأُخْبِرَك بِأنَّهُ سَائِل أصْفَر لَزِج لَهُ طَعْم يَمِيل إِلَى السُّكَرِيَّة وَالحَلاَوَة .. هذَا يَخْتَلِفْ تَمَاماً عِنْدَمَا أجْعَلَك تَذُوق مَعْلَقَة مِنْ العَسَل .
قَدْ أسْتَطِيع أنْ أتَحَدَّث عَنْ الكِنِيسَة وَلكِنْ لاَبُدْ أنْ أكُون مُتَذَوِق وَالَّذِي يَذُوق يَجِدٌ نَفْسُه يُرِيدْ أنْ يُذَوِّق غَيْرُه .. فَيَجِدٌ أنَّهُ لاَ يَسْتَطِيع أنْ يُنْهِي الحَدِيث عَنْ الكِنِيسَة وَيُحِبْ جِدّاً أنْ يَتَفِقٌ مَعَ أوْلاَدُه عَلَى مِيعَادٌ لِحُضُور التَّسْبِحَة مَعَ بَعْضُهُمْ البَعْض أوْ حُضُور عَشِيَّة .. أوْ يَتَفِقٌ عَلَى يُوْم رُوحِي وَذلِك كُلُّه لِكَيْ نُذَوِّقٌ أوْلاَدْنَا شِئ نَحْنُ إِخْتَبَرْنَاه .. صَعْب جِدّاً أنْ أقْنِعَك بِشِئ لِكَيْ تُذَوِّقُه لأِوْلاَدَك وَأنْتَ لَمْ تَذِقُه .. وَالأصْعَب مِنْ ذلِك أنْ تَكُون أنْتَ ذَاتَك قَدْ تَذَوَقْتَهُ وَلكِنَّك لَمْ تُحِبُّه .. فَكَيْفَ سَتَسْتَطِيع أنْ تَنْصَح آخَر أنْ يَذُوق شِئ أنْتَ قَدْ ذُقْتَهُ مِنْ قَبْل وَلَمْ تُحِبُّه ؟ وَذلِك لأِنَّهُ قَدْ لاَ يَأتِي عَلَى فِكْرَك مِنْ الأصْل .
فِي الحَقِيقَة أُرِيدْ أنْ أقُول لَك أنَّكَ لَوْ أنْتَ لاَ تَتَكَلَّمْ عَنْ القُدَّاس أوْ التَّسْبِحَة أوْ العَشِيَّة فَهذَا دَلِيل عَلَى أنَّكَ لَمْ تَذِقُه .. أوْ قَدْ ذُقْتَهُ وَلَمْ تُحِبُّه وَبِالتَّالِي هُوَ شِئ لاَ يَشْغِلَك وَلاَ تُؤمِنْ بِأهَمِيَتُه فَلاَ تُنَادِي بِهِ فَتَتَكَلَّمْ عَنْ أُمُور أُخْرَى .
الخَادِم الكَنَسِي اللِيتُورْچِي إِخْتَبَر وَذَاق حَلاَوِة الإِجْتِمَاع الكَنَسِي وَعُذُوبِة اللَحْن كَيْفَ يُعَبِّر عَنْ المَشَاعِر ؟ كَيْفَ أنَّ اللَحْن يَجْعَل تَعْلِيَات الله فِي حَنَاجِرُه ؟ .. كَيْفَ أنَّ الله يَسْمَع صَوْت تَضَرُّعَك ؟ كَيْفَ أنَّكَ تَرْفَع تَسْبِيح هذَا التَّسْبِيح يَخْتَلِط مَعَ السَّمَائِيِّينْ ؟ كَيْفَ أنَّكَ تَتَعَلَّمْ لُغِة السَّمَاء وَأنْتَ عَلَى الأرْض ؟ لِذلِك فَالخَادِم الكَنَسِي لَهُ إِخْتِبَار قَلْبِي مَعَ تَسَابِيح وَسَهَرَات الكِنِيسَة كَعَابِد حَقِيقِي لَهُ عِلاَقَة شَخْصِيَّة مَعَ الله وَمَعَ وَلِيمِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح المُهَيَأة كُلَّ يُوْم عَلَى المَذَابِح .. ﴿ هَيَّأت قُدَّامِي مَائِدَةً تِجَاه مُضَايِقِيَّ ﴾ ( مز 22 – مِنْ مَزَامِير الثَّالِثَة ) .. وَلاَبُدْ أنَّهُ يَكُون لَهُ إِرْتِبَاط مُسْتَدِيم مَعَ اللِيتُورْچِيَّة وَيُؤمِنْ بِهَا وَلَهُ عِشْرَة مَعَ المَذْبَح وَنَفْسُه مُدَرَّبَة عَلَى التَّسْبِيح وَالصَّلَوَات فَهُوَ لَيْسَ أمر ثَقِيل أوْ غَرِيب عَلِيه وَهُوَ لاَ يَمَلْ مِنْهُ لأِنَّهُ مُحِبْ لِلوُقُوف أمَام الله وَلأِنَّهُ يُكْثِر الوُقُوف وَيُطِيل الصَّلَوَات أمَام الله وَيَهْتَمْ بِالقُدَّاس وَالعَشِيَّة وَالتَّسْبِحَة .. وَهكَذَا هُوَ الخَادِم اللِيتُورْچِي .
لِذلِك فَالآبَاء يُعَلِّمُونَنَا أنَّ الخَادِم الكَنَسِي هُوَ خَادِم يَشْهَدٌ لَهُ المَذْبَح قَبْل أنْ يَشْهَدٌ لَهُ المِنْبَر .. بِمَعْنَى أنَّهُ حَتَّى أُمور خِدْمِتُه وَمَشَاكْلُه الصَّعْبَة وَأوْجَاعُه يَطْرَحْهَا أمَام الله وَيَضَعْهَا عَلَى المَذْبَح فِي القُدَّاس .. دَائِماً فِي عِشْرِة الكِنِيسَة وَفِي عِشْرِة صَلَوَاتْهَا .. فَلاَ يُمْكِنْ لِلخَادِم الكَنَسِي أنْ يَدْعُو أوْلاَدُه لأِنْ يَحْفَظُوا لَحْن هُوَ لَمْ يَحْفَظُه أوْ أنْ يَقُولُوا تَسْبِحَة هِيَ بِالنِّسْبَة لَهُ مُبْهَمَة .. وَلكِنْ إِذَا أنَا تَذَوَقْتَهَا وَوَقَفْت فِيهَا وَرَفَعْت قَلْبِي وَشَعَرْت بِمَشَاعِر تَسْبِحِة وَبَهْجِة مُوسَى عِنْدَمَا شَقٌ البَحْر وَاشْتَرَكْت فِي هذِهِ المَشَاعِر سَيُصْبِح إِشْتِيَاقِي أنَّ أوْلاَدِي يَعْرَفُوا هذَا الكَلاَم وَيَعِيشُوا بِهِ .
هَلْ تُرِيدْ أنَّ أوْلاَدَك يَثْبَتُوا فِي الكَنِيسَة مَدَى العُمْر حَتَّى إِنْ كُنْت مَوْجُودٌ أوْ غِير مَوْجُودٌ ؟ أُرْبُطْهُمْ بِالكِنِيسَة وَذَوَّقْهُمْ حَلاَوِتْهَا .. فَمَهْمَا بِعِدْت عَنْهُمْ وَرِجِعْت بَعْد 10 ، 20 سَنَة سَتَجِدْهُمْ وَاقِفِينْ يُسَبِّحُوا فِي الكِنِيسَة وَذلِك لأِنَّكَ رَبَطَتَهُمْ بِالأصَلْ وَبِالكِنِيسَة وَبِلِيتُورْچِيَتْهَا الَّتِي لَهَا جَاذِبِيَّة خَاصَّة .. ألْحَان الكِنِيسَة لَهَا مَفْعُول وَتَأثِير وَقُّوَة حَتَّى وَلَوْ كُنَّا نِشْتِكِي مِنْ عَدَم فَهْمَهَا .. بِدَلِيل أنَّهُ لَوْ مَرَّة رَتِّبْنَا قُدَّاس فِي كِنِيسَة وَكُورَال فِي كِنِيسَة أُخْرَى فِي نَفْس الوَقْت وَخَيَّرْنَا الشَّعْب لِحُضُور أيُّهُمَا سَيُفَضِّلُون القُدَّاس عَلَى الرَّغْم مِنْ أنَّهُ يُوْجَدٌ فِيهِ صَلَوَات قِبْطِيَّة غِير مَفْهُومَة وَذلِك لأِنَّ الَّذِي صَنَعَ الكِنِيسَة هِيَ اللِيتُورْچِيَّة وَالعِبَادَة .. وَالَّذِي يُثَبِّت المُؤمِنِينْ وَيُعَرِّفَهُمْ العَقِيدَة هِيَ العِبَادَة .. وَالَّذِي جَعَلَ مِنْ مُؤمِنِي الكِنِيسَة لاَهُوتِيِين هِيَ العِبَادَة .. لِذلِك تَجِدٌ العِبَادَة الكَنَسِيَّة عَرَّفِتْ المُؤمِنِينْ كُلَّ أسْرَار اللاَهُوت .
فَهَلْ أنْتَ حَرِيص عَلَى أنْ تِحْضَر صَلَوَات الكِنِيسَة مُبَكِراً وَتَقِفْ وَتُسَبِّح وَتُرَدِّدٌ بِقَلْب مَرْفُوع وَعَقْل يَفْهَمْ ؟ فَإِذَا كُنْت كذَلِك فَعِنْدَمَا تَتَذَوَق هذِهِ العُذُوبَة تَجِدٌ أنَّكَ مُحْتَاجٌ لأِنْ تَدْعُو أوْلاَدَك قَائِلاً * تَعَالُوا وَانْظُرُوا .. تَعَالُوا وَذُوقُوا * .. فَمَا أجْمَل الإِخْتِبَار الكَنَسِي !! .. كَيْفَ أنَّ البَابَا كِيرْلُس كَانَ بَطْرَك يَحْمِل كُلَّ هُمُوم البَطْرِيَرْكِيَّة وَمَشَاكِلْهَا وَأعْبَائْهَا وَأثْقَالْهَا وَتَجِدُه كُلَّ يُوْم يَقُوم بِصَلاَة تَسْبِحَة وَعَشِيَّة وَرَفْع بُخُور بَاكِر وَقُدَّاس ؟!! ذلِك لأِنَّهُ ذَاقَ وَعِنْدَمَا ذَاق عِرِفْ أنَّ هذَا هُوَ مَلْجَأُه وَمَلاَذُه وَأمْنُه .. جَرَّب إِنَّك تِعْرَف كِنِيسْتَك بِطَرِيقَة صَحِيحَة .. تَعَرَّفْ عَلَى كُنُوزْهَا .. تَعَرَّفْ عَلَى جَمَالْهَا .. تَعَرَّفْ عَلَى عُذُوبِتْهَا .
*2* وَعْي كَنَسِي " وَعْي بِمُنَاسَبَات الكِنِيسَة " :
==========================================================================
إِعْرَف إِنْ كِنِيسْتَك لَهَا مُنَاسَبَات .. وَيُوْجَدٌ مَا هُوَ إِسْمُه * دَوْرَة لِيتُورْچيَّة * وَهيَ تَبْدأ مِنْ صُوم المِيلاَد مِيلاَدٌ رَبَّنَا يَسُوع خِتَانُه عِمَادُه الصُوْم الكِبِير ثُمَّ نَخْتَبِر فِتْرِة التَّجْرُبَة عَلَى الجَبَل كِرَازْتُه مُوتُه وَصَلْبُه وَدَفْنُه قِيَامْتُه الخَمَاسِين المُقَدَّسَة " 40 يُوم الَّذِينَ مَكَثَهُمْ عَلَى الأرْض " الصُعُودٌ حُلُول الرُّوح القُدُس فَتَتَحَوَل إِلَى خَادِم عَنْد حِلُول الرُّوح القُدُس فَتَصُوم صُوم الرُّسُل ثُمَّ تُعِيد الدَّوْرَة بَعْد أنْ تَكُون عِشْت مَعَ الْمَسِيح مِنْ مِيلاَدُه حَتَّى إِرْسَالُه الرُّوح القُدُس فَتَحَوَلْت إِلَى خَادِم وَكَرَزْت بِهِ .
وَلاَبُدْ عَلَى الخَادِم أنْ يَعْرِف أعْيَادٌ الكِنِيسَة وَأنَّ هُنَاك أعْيَادٌ سَيِدِيَّة كُبْرَى وَهيَ الَّتِي تَخُص خَلاَصْنَا .. وَأعْيَادٌ سَيِدِيَّة صُغْرَى وَهيَ الَّتِي تَخُص السَيِّد الْمَسِيح نَفْسُه .. وَيَعْرِف الأصْوَام وَتَرْتِيبْهَا .. وَالجَمِيل فِي الكِنِيسَة أنَّهَا جَعَلِت لِكُلَّ مُنَاسْبَة أعْدَادٌ وَنَغَمَة وَنَبْرَة .. فَتَجِدٌ فِي كِيَهْك نَغَمَة تَخْتَلِف عَنْ الصُوم الكِبِير .. فَلِكُلَّ وَقْت لَهُ النَّغَمَة الَّتِي تُعَبِّر عَنْ مَشَاعِرْهَا .. صُوم الكِنِيسَة فِي كِيَهْك غِير فِتْرِة الخَمَاسِين غِير فِتْرِة الأيَّام السَّنَوِي (( الأيَّام الَّتِي مِنْ غِير مُنَاسَبَات )) .. فَالنَّغَمَة تَرْفَع مَشَاعِر الحَاضِرِين عَلَى مُسْتَوَى نَفْس الحَدَث وَكَأنَّ الكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تَنْقِل لِلنَّاس الحَدَث وَتُعَيِّشَهُمْ مَعَهَا فِي نَفْس الحَدَث .. فَالخَادِم عِنْدَمَا يَدْخُل الكِنِيسَة يَعْرِف كَيْفَ يُشَارِك وَيَتَجَاوَب مَعَ هذِهِ التَّسَابِيح الكَنَسِيَّة وَيَعْرِف مَرَدٌ الإِنْجِيل وَيَعْرِف مَرَدٌ الإِبْرَكْسِيس فِي هذَا اليُّوم .. وَمِنْ كَثْرِة إِرْتِبَاطُه بِهذِهِ المُمَارَسَات الجَمِيلَة فَهُوَ شَغُوف عَلَى أنْ يِحَفَّظْ أوْلاَدُه ألْحَان كُلَّ المُنَاسَبَات وَتَغْيِير نَغَمِتْهُمْ بِتَغْيُّر المُنَاسْبَة .
نَحْنُ نُعَانِي اليُّوم يَا أحِبَّائِي مِنْ مُشْكِلَة صَعْبَة جِدّاً فِي حَيَاتْنَا الرُّوحِيَّة وَهيَ أنَّنَا فَقَدْنَا وَعْيَنَا الكَنَسِي وَبَدَأنَا نَسِير وَرَاء تَيَار التَّجْدِيد وَالتَّحْدِيث بِدُون التَّمَسُّك فِي جُذُورْنَا .. فَنَحْنُ نِرَكِز عَلَى التَّرَانِيم عَلَى الرَّغْم مِنْ أنَّنَا قَدْ نَكُون فِي الصُوْم الكِبِير أوْ فِي شَهْر كِيَهْك فَبَدَلاً مِنْ أنْ نِحَفَّظْ أوْلاَدْنَا مَثَلاً مَرَدٌ كِيَهْك أوْ مَدِيحَة كِيَهْكِيَّة ( فِي شَهْر كِيَهْك ) نَقُول تَرَانِيم وَنَقُولْهَا لأِنَّ أوْلاَدْنَا يُحِبُّونَهَا أكْثَر مِنْ الألْحَان .. لاَ .. بَلْ عَلَيْنَا أنْ نَرْتَقِي بِرَغَبَاتِهِمْ .. وَلكِنْ لَيْسَ مَعْنَى ذلِك أنْ نَلْغِي التَّرَانِيم وَلكِنْ نَفْعَل هذَا وَلاَ نَتْرُك تِلْك .. هذَا الأمر لاَ يُمْكِن أنْ يَنْشَأ إِلاَّ مِنْ شَخْص حَبْ الكِنِيسَة وَحَبْ ألْحَانْهَا وَلَهُ وَعْي بِالمُنَاسَبَات الكَنَسِيَّة لذلِك نَفْسُه تَشْتَاق لأِنْ أوْلاَدُه يِعِيشُوا هذِهِ المُنَاسَبَات وَيَعْرِفُوا بِالضَبْط مَا يَقُولُه اللَحْن عَلَى حَسَبْ المُنَاسْبَة .
وَلَحْن تَوْزِيع الكِنِيسَة هُوَ تَعْبِير بِذَاتُه عَنْ أيْنَ نَحْنُ الآنْ مِنْ أيَّام السَّنَة .. فَطَرِيقِة سَنَوِي تَخْتَلِف عَنْ الطَّرِيقَة الكِيَهْكِي .. وَعَنْ الطَّرِيقَة الشَّعَانِينِي .. وَعَنْ الصُوم الكِبِير .. وَعَنْ الطَّرِيقَة الفَرَايْحِي .. فَلَوْ لَمْ يِعَرَّف الخَادِم أوْلاَدُه مَا الفَرْق بَيْنَهُمْ لاَ يَجِدٌ مَذَاقَة عِنْدَمَا يَعِيشْهَا .. وَمَثَلاً فِي الصُوم الكِبِير يُنْقِل لأِوْلاَدُه مَشَاعِر إِنْسِحَاقٌ وَمَذَلَّة عِنْدَمَا نَقُول كَمِثَال فِي المَزْمُور ﴿ سَبِّحُوا الله فِي جَمِيع قِدِيسِيه .. اللِيلُويَا .. يَسُوع الْمَسِيح صَام عَنَّا 40 يَوْماً وَ40 لَيْلاً ﴾ بِنَغَمَة تِحَسِّسَك أنَّنَا فِي الصُوم الكِبِير وَأنَّنَا وَاقِفِينْ نُسَبِّح الله بِنَفْسٍ مُنْكَسِرَة .. وَلكِنْ نَفْس المَزْمُور يُقَال فِي الأيَّام السَّنَوِي وَلكِنْ بِنَغَمِة فَرَح وَذلِك لأِنَّ الكَنِيسَة نَجَحِت بِنَغَمَتْهَا أنْ تَجْعَل أوْلاَدْهَا فِي حَيَاة .
لَوْ كَانْ هذَا الأمر أوِّل مَرَّة تِسْمَع عَنُّه إِذَنْ إِعْرَف .. لاَ تَعِيش الكِنِيسَة كَغَرِيب .. هذِهِ هِيَّ كِنِيسْتَك وَكَنِيسِة آبَائِك وأنْتَ رَبِّنَا إِخْتَارَك لِكَيْ تَكُون خَادِم .. فَلاَ يَلِيقٌ أنْ تَجْهَل بَلْ لِيَكُنْ لَك وَعْي .. إِعْرَف وَعَرَّف .. ذُقٌ وَذَوَّقٌ .. حِبْ وَحَبِّبْ .. هذَا هُوَ الخَادِم الكَنَسِي الَّذِي أيْضاً لَهُ وَعْي بِالنَغَمَات .. فَالنَبْرَة فِي الكَنِيسَة مُؤَثِرَة وَلِكُلَّ لَحْن لَهُ قَصْد وَلَهُ تَعْبِير وَقَصْدُه أنْ يَرْفَعْ المَشَاعِر وَيَنْقِل رِسَالَة مُعَيَّنَة .. هذَا الأمر إِنْ لَمْ أعْرِفُه كَيْفَ أسْتَطِيع أنْ أنْقِلُه ؟
وَلِنَعْلَم أنَّهُ أي لَحْن بِهِ وَتِيرَة وَاحِدَة إِعْرَف أنَّ فِيهِ تَوَسُّل ( زَنْ ) مِثْل ﴿\iten ni`precbi`a `nte ;qe`otokoc e/q/u/ Mari`a > P_ `ari`\mot nan `mpixw `ebol `nte nennobi ﴾ ( يَارَبُّ أنْعِم لَنَا بِمَغْفِرَة خَطَايَانَا ) .. ثُمَّ نَنْتَقِل مِنْ التَّوَسُل إِلَى كَلِمَة نُطِيل فِيهَا فَهْيَ تَعْنِي سُجُودٌ مِثْل فِي كَلِمَة Px/c/ ﴿ tenouw]t `mmok `wPx/c/ > nem pekiwt `n`agaqoc > nem pip/n/a/ e/q/u/ > je ak`i akcw; `mmon ﴾ ( نَسْجُد لَك أيُّهَا الْمَسِيح مَعَ أبِيك الصَّالِح وَالرُّوح القُدُس لأِنَّكَ أتَيْتَ وَخَلَّصْتَنَا ) .. فَنَسْجُد لِلآب وَلِلإِبْن وَالرُّوح القُدُس .. وَنَجِدٌ مَثَلاً فِي قَوْلِنَا ﴿ `eleoc `irhnhc quci`a `enecewc ﴾ ( رَحْمِة السَّلاَم ذَبِيحِة التَّسْبِيح ) .. تُشْعُر إِنْ الذَّبِيحَة تِطْلَع إِلَى السَّمَاء وَتَصْعَد فَتَتَلاَشَى .
لِذلِك لِيَكُنْ لَك وَعْي بِالمُنَاسَبَات .. بِالألْحَان .. وَأيْضاً بِالقِرَاءَات فَلْتَعْرَفْهَا وَتَفْرَح بِهَا .. وَالكِنِيسَة جَعَلِتْ مِنْ قِرَاءَاتِهَا تَسَابِيح وَصَلَوَات .. فَالكِنِيسَة لاَ تَعْرِف القِرَاءَة وَلكِنْ تَعْرِف التَّسْبِيح وَالصَّلَوَات .. إِذَا إِنْتَبَهْت سَتَجِدٌ أنَّهُ لاَ يُوْجَدٌ قِرَاءَة فِي الكِنِيسَة بَلْ صَلاَة .. وَالآبَاء المُعَلِّمِين كَانُوا يَقُولُوا صَلِّي الإِنْجِيل وَلَيْسَ إِقْرأ الإِنْجِيل لأِنَّهُ صَلاَة بِتَوَسُل .. وَفِي الأصْل عِبَادِتْنَا بِاللُغَة القِبْطِيَّة فَالشَّمَاس لَوْ قَرَأ بِاللُغَة القِبْطِيَّة تَجِدٌ إِتِجَاهُه لِلشَرْق وَذلِك لأِنَّهَا صَلاَة وَلكِنْ مَنْ يَقْرأ الإِنْجِيل بِالعَرَبِي فَهُوَ فَقَطْ يِفَسَّر القِبْطِي لِلشَّعْب فَهُوَ يَعْمَل كَمُتَرْجِم لِذلِك يَكُون مُتَجِه لِلغَرْب ( لِلشَّعْب ) .
لَقَدْ جَعَلَتْ الكِنِيسَة مِنْ القِرَاءَة صَلاَة .. حَتَّى البُولِس .. الإِبْرَكْسِيس وَالكَاثُولِيكُون وَذلِك مِنْ قُّوِة مَحَبِّتْهَا لِلصَّلَوَات وَالتَّسَابِيح وَجَعَلِتْ مِنْ هذِهِ القِرَاءَات أنْغَام مِثْل قِرَاءِة الإِنْجِيل فَلَهَا تَأثِير خَاص وَهيَ مُنَغَمَة عَنْ وَهيَ مُدْمَجَة .. أتَذَكَّر مَرَّة كُنْت فِي عَشِيَّة فِي أحَدٌ الكَنَائِس وَكُنْتُ ضَيْفاً وَلاَ أعْرِف كَفَاءِة كُلَّ شَمَاس فَاخْتَرْت شَمَاس طَوِيل وَعَرِيض لِيَقْرأ الإِنْجِيل وَلكِنْ إِتَضَح أنَّهُ لاَ يَعْرِف أنْ يُصَلِّيه بِنَغَمَة فَقَرَأهُ دَمْج وَقَالَ ﴿ قِفُوا بِخَوْفٍ أمَام الله وَانْصِتُوا لِسَمَاع الإِنْجِيل المُقَدَّس .... ﴾ ..بِدُون نَغَمَة فَكَانَتْ قِرَاءَة طَعْمَهَا لَيْسَ لَذِيذ .. لِذلِك حَوَّلِتْ الكِنِيسَة القِرَاءَة لِنَغَمْ وَصَلاَة لِكَيْ نَتَلَذَّذ بِتِلاَوِتْهَا .
أدْعُوك أنْ تَأخُذ الحَيَاة الكَنَسِيَّة بِطَرِيقَة جِدِيَّة فَإِنْ تَذَوَقْتَهَا وَحَبِّبْت أوْلاَدَك فِيهَا إِضْمَن إِنُّهُمْ سَيَعْرَفُوا كَيْفَ يَشْبَعُوا بِرَبِّنَا وَرَغَبَاتْهُمْ تِشْبَع وَأذْهَانَهُمْ تِفْرَح وَنِفُوسْهُمْ تَتَهَلَّل وَتَدُوس عَلَى مَبَاهِج وَأفْرَاح وَشَهَوَات وَإِغْرَاءَات العَالَمْ .. فَالتَّحَدِيَات صَعْبَة وَنَحْنُ دَائِماً نِشْتِكِي .. فِي المَاضِي لَوْ الشَّخْص يَمْلُك مَنْظَر قَبِيح أوْ فِيلْم بَطَّال أوْ صَاحِبْ سَيِّئ كُنَّا نَسْتَطِيع أنْ نَمْنَعُه وَنَتَحَكَّمْ فِي ذلِك وَلكِنْ اليُّوْم التِلِيفِزْيُون يَعْمَل 24 سَاعَة فِي اليُّوْم وَلَهُ 1000 قَنَاة فَلاَ أسْتَطِيع أنْ ألْغِي كُلَّ هذَا وَلكِنْ أسْتَطِيع أنْ أشَبَّع دَاخِلَك أوَّلاً لِكَيْ تِعْرَف وَتَسْتَطِيع أنْ تَخْتَار وَتِعْرَف تِغْلِقٌ وَتِبْعِدٌ بِإِرَادْتَك إِنْتَ وَلَيْسَ بِحُكْم مِنْ آخَرِين .. لأِنَّ اليُّوْم قَدْ تَجِدٌ أمَامَك صُوَر خَلِيعَة فِي كُلَّ وَقْت فِي التِلِيفِزْيُون فَإِنْ أرَدْت أنْ تَرَى سَتَجِدْهَا بِسُهُولَة .. وَهذَا مَا قَالَهُ الرَّبَّ مُنْذُ القِدَم ﴿ لاَبُد أنْ تَأتِي العَثَرَات ﴾ ( مت 18 : 7 ) .. وَالخَطِيَّة مُحِيطَة بِنَا فِي النِتْ وَالفَضَائِيَات كَمَا قَالَ بُولِس الرَّسُول ﴿ الخَطِيَّة المُحِيطَة بِنَا بِسُهُولَة ﴾ ( عب 12 : 1) .. فَعَلَيَّ أنْ أكُون شَبْعَان .. عَلَيْكَ أنْ تُفَرِّح أوْلاَدَك بِغِنَاهُمْ .
لاَبُدْ أيْضاً أنْ يَكُون لَك وَعْي بِقِرَاءَات الكِنِيسَة .. فِي كُلَّ مُنَاسْبَة تُعْطِي الكِنِيسَة قِرَاءَة بِإِرْشَادٌ وَإِلْهَام رُوحِي عَجِيب .. فَالخَادِم يَدُه وَقَلْبُه وَعَقْلُه يَفْلَح فِي كُنُوز كُتُبْ الكِنِيسَة .. فَلَهُ عِلاَقَة بِالقَطَمَارَس .. بِالقِرَاءَات اليَوْمِيَّة مِنْ المَزْمُور .. الإِنْجِيل .. كَاثُولِيكُون .. الإِبْرَكْسِيس وَالسِنِكْسَار .. القُدَّاس كُلُّه هُوَ حَفْلَة لِيتُورْچِيَّة عَلَى إِسْم قِدِيس اليُّوْم .. فَالكِنِيسَة كَمَا فِي السَّمَاء كَذلِك عَلَى الأرْض .. فَكَمَا أنَّ السَّمَاء تَحْتَفِل بِالقِدِيس أحَبَّتْ الكِنِيسَة أنْ تَحْتَفِل أيْضاً وَحَفْلِتْهَا هِيَ القُدَّاس .
فَنَجِدٌ مِحْوَر قُدَّاس هذَا اليُّوْم بَعْد ذَبِيحِة رَبِّنَا يَسُوع بِالطَّبْع هُوَ مَنْ نُكْرِمُه اليُّوْم فَنُعَلِّقٌ صُورْتُه وَنَقْرأ سِيرْتُه وَنَذْكُرُه فِي مَرَدٌ الإِنْجِيل لِكَيْ يَشْفَع فِينَا .. وَنَقُول لَهُ a[ioc فِي مُنْتَصَفْ القُدَّاس ثُمَّ مَدِيحَة لَهُ فِي آخِر القُدَّاس .. فَتَجِدٌ قِرَاءَات القُدَّاس كُلُّه تِدُور حَوْل كَيْفَ نُكَرِّم هذَا القِدِيس .. فَتَسْمَع مَثَلاً كَلِمَة فِي البُولِس تَقُول ﴿ وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيح يَسُوعَ يُضْطَهَدُون ﴾ ( 2تي 3 : 12) .. وَكَلِمَة فِي الكَاثُولِيكُون ﴿ فَلاَ يَتَألَّمْ أحَدُكُمْ كَقَاتِلٍ أوْ سَارِقٍ أوْ فَاعِلِ شَرٍّ ﴾ ( 1بط 4 : 15) .. وَفِي المَزْمُور مَثَلاً ﴿ يَحْفَظ الرَّبُّ جَمِيع عِظَامِهِمْ وَوَاحِدَة مِنْهَا لاَ تَنْكَسِر ﴾ ( مز 33 – مِنْ مَزَامِير الثَّالِثَة ) .. وَفِي الإِنْجِيل ﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الجَسَدَ ﴾ ( مت 10 : 28 ) .. فَكُلَّ هذِهِ الكَلِمَات تَدُل عَلَى أنَّهُ يُوْجَدٌ تِذْكَار شَهِيدٌ اليُّوْم .. وَلكِنْ عِنْدَمَا نُكَرِّم شَهِيدَة تَجِدٌ الحِكَايَة قَدْ إِخْتَلَفِتْ تَمَاماً .. فَتَجِدٌ مَثَلاً الكَاثُولِيكُون يَقُول ﴿ لاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الخَارِجِيَّةَ مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْس الثِّيَابِ بَلْ إِنْسَانَ القَلْبِ الخَفِيَّ فِي العَدِيمَةِ الفَسَادِ زِينَةَ الرُّوحِ الوَدِيعِ الهَادِئ ﴾ ( 1بط 3 : 3 – 4 ) .. وَالإِبْرَكْسِيس ﴿ كَانَ لِهذَا أرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى كُنَّ يَتَنَبَّأنَ ﴾ ( أع 21 : 9 ) .. وَالمَزْمُور يَقُول ﴿ تَدْخُل إِلَى المَلِك عَذَارَى فِي إِثْرِهَا ﴾ ( مز 44 – مِنْ مَزَامِير الثَّالِثَة ) .. وَالإِنْجِيل ﴿ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ ﴾ ( مت 25 : 2 ) .. وَبِالتَّالِي نَعْلَم أنَّ هُنَاك وَاحِدَة أطَاعَتْ الإِنْجِيل وَكَانَتْ حَكِيمَة وَكَانَ مِصْبَاحْهَا مَلآن .. لِذلِك الخَادِم الكَنَسِي لَدَيْهِ وَعْي بِكُلَّ هذَا وَعِنْدَمَا أذُوق لاَ أحْتَمِل أنْ أذُوقْهَا وَحْدِي فَأعَرَّفْهَا لأِوْلاَدِي وَلاَ أأمُرُه بِالمَجِئ مُبَكِراً لِلقُدَّاس ؟!! وَلكِنْ أعَرَّفُه بِأنَّهُ يُوْجَدٌ أشْيَاء جَمِيلَة تَنْتَظِرَك وَلَيْسَ بِالأمر .
وَلأِنَّنَا نَحْنُ لَمْ نَذُق كِنِيسِتْنَا لاَ نَعْرِف وَلاَ نَسْتَطِيع أنْ نِوَصَّلْهَا لأِوْلاَدْنَا لِذلِك نَِأمُرْهُمْ وَلكِنْ هذَا لاَ يَأتِي بِالأمر بَلْ بِالمَعْرِفَة وَالحُبْ .. هذِهِ هِيَ الكِنِيسَة المُعَاشَة وَالخَادِم الكَنَسِي .. وَإِذَا سَبَحْنَا فِي مَوْضُوع قِرَاءَات الكِنِيسَة نَجِدٌ فِيهِ العَجَبْ .. فَالكِنِيسَة تِرَكِّز جِدّاً فِي شَيْئَيْن فِي قِرَاءَاتِهَا .. الجِهَادٌ وَالنِّعْمَة .. فَنَجِدٌ البُولِس يِرَكِّز عَلَى عَمَل نِعْمِة الْمَسِيح .. الكَاثُولِيكُون يِرَكِّز عَلَى عَمَل جِهَادٌ الإِنْسَان .. لِذلِك خِتَام البُولِس ﴿ نِعْمَة الله الآب تَحِل عَلَى أرْوَاحْنَا جَمِيعاً آمِين ﴾ .. خِتَام الكَاثُولِيكُون ﴿ لاَ تُحِبُّوا العَالَمْ وَلاَ الأشْيَاء الَّتِي فِي العَالَمْ ﴾ .. وَبِذلِك يَحْدُث التَّكَامُل فِي حَيَاتَك بِالنِّعْمَة وَالجِهَادٌ .
فَإِنْ عَلَّمْت وَعَرَّفْت أوْلاَدِي كُلَّ هذَا وَأعْطَيْتَهُمْ هذَا الوَعْي سَأجِدْهُمْ حَابِّين لأِنْ يَسْمَعُوا وَيِرَكِّزُوا فِي القُدَّاس .. لِذَا عَلَيَّ أوَّلاً أنْ يَكُون لِيَّ وَعْي بِالمُنَاسَبَات .. بِالأسْرَار .. بِالتَّسَابِيح وَالألْحَان .. بِالقِرَاءَات .. بِالرُتَبْ الكَنَسِيَّة وَبِالقَوَانِينْ الكَنَسِيَّة .
*3* تَعْلِيم كَنَسِي :
============================
أي بِمَعْنَى تَعْلِيم آتٍ مِنْ تَعْلِيم الكِنِيسَة وَبِحَسَبْ تَقْلِيد وَأوَامِر الكِنِيسَة .. تَعْلِيم آبَائِي .. تَعْلِيم أُرْثُوذُكْسِي ( أي مُسْتَقِيم ) .. فَلاَ يَسْتَخْدِم ذِهْنُه كَمَرْجَعِيَّة أُولَى وَأخِيرَة وَلكِنْ لَهُ مَرْجِع وَسَنَد وَهُوَ قَوْل الآبَاء وَتَفْسِيرْهُمْ .. فَالخَادِم الكَنَسِي تَعَالِيمُه لَهَا مَرْجَعِيَّة .. فَالَّذِي جَعَلْ إِخْوَتْنَا البُرُوتُسْتَانْت يَصِلُوا إِلَى التَّفْرِيطْ فِي كُلَّ شِئ هُوَ أنَّهُ لاَ يُوْجَدٌ لَهُمْ مَرْجِعِيَّة فَكُلَّ وَاحِدٌ يَسِير حَسَبْ مَا يُرِيدْ فِكْرُه .. فَلاَ يُوْجَدٌ تَعْلِيم مُوَحَدٌ وَلاَ أحَدٌ يَرْجَع إِلَى الآخَر لأِنَّهُمْ يَقُولُون أنَّ كُلَّ شَخْص فِيهِ رُوح الله .. لِذلِك أسْلُك حَسَبْ مَا يَقُولُه لِي عَقْلِي .. رُوحِي .. وَلكِنْ مَاذَا عَنْ الآبَاء الَّذِينَ أمَرُوا بِالأصْوَام وَالَّذِينَ وَضَعُوا الأجْبِيَة وَالقُدَّاس ؟ فَهُمْ يَقُولُون أنَّهُمْ مِثْلُهُمْ لأِنَّ كُلِّنَا بِنَا رُوح الرَّبَّ فَهُمْ لَيْسُوا أفْضَل مِنْهُمْ .. لِذلِك تَجِدٌ أنَّ كُلَّ وَاحِدٌ مِنْهُمْ يَبْدأ مِنْ نَفْسُه وَرَئِيس عَلَى نَفْسُه وَلاَ يُوْجَدٌ لَهُ مَرْجِعِيَّة أوْ سَنَدٌ .. أمَّا الخَادِم الأُرْثُوذُكْسِي فَلَهُ سَنَدٌ وَمَرْجِعِيَّة فِي الإِنْجِيل وَالآبَاء المُنْتَقِلِينْ الَّذِينَ سَلَّمُونَا التَّعْلِيم وَالآبَاء المُعَلِّمِين الكَهَنَة وَكُلَّ خَادِم كَبِير .. فَهُوَ يَحْتَرِم الكُلَّ وَيَتَتَلْمَذ مِنْ الكُلَّ .
وَمَا مِنْ مَرَّة يَتَحَدَّث فِيهَا الخَادِم الكَنَسِي عَنْ التُوبَة إِلاَّ وَلاَبُدْ أنْ يَتَحَدَّث عَنْ الإِعْتِرَاف وَضَرُورَتُه .. وَمَا مِنْ مَرَّة يَتَحَدَّث فِيهَا الخَادِم الكَنَسِي عَنْ الغُفْرَان إِلاَّ وَلاَبُدْ أنْ يَتَحَدَّث عَنْ دَم رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. لَيْسَ عَنْ دَم الجُلْجُثَة بَلْ دَم المَذْبَح المُقَدَم الآنْ الَّذِي هُوَ إِسْتِمْرَار لِدَم الجُلْجُثَة .. فَهُوَ يَرْبُطْ الكِنِيسَة مَعَ الأسْرَار مَعَ تَدْبِير الخَلاَص مَعَ التَّعْلِيم .. وَيَقُول كُلَّ هذَا لأِنَّ كُلَّ هذَا نَابِعْ مِنْ دَاخِلُه وَلَيْسَ بِتَصَنُّع .. وَإِنْ أرَدْنَا أنْ نَتَحَدَّث عَنْ عَمَل رُوح الله لاَبُدْ وَأنْ نَتَحَدَث عَنْ سِر المَيْرُون وَالمَعْمُودِيَّة وَالمِيلاَدٌ الجَدِيد .. وَنَتَحَدَّث عَنْ القُدَّاس وَالتَّسْبِحَة بِدُون جَهْد لأِنَّ الكَلِمَات خَارِجَة مَمْزُوجَة بِهذِهِ القُّوَة وَبِهذِهِ الرُّوح .. وَلاَ نَتَكَلَّم عَنْ الخَلاَص خَارِج الكِنِيسَة وَلاَ عَنْ النِّعْمَة بِدُون التَّكَلُم عَنْ الجِهَادٌ وَلاَ نَقُص إِخْتِبَارَات شَخْصِيَّة وَلكِنْ نَخْفِيه أوْ نَحْكِيه عَلَى لِسَان آخَر .. مِثْلَمَا تَكَلَّمْ بُولِس الرَّسُول عَنْ نَفْسُه قَائِلاً ﴿ أعْرِفُ إِنْسَاناً ﴾ ( 2كو 12 : 2 ) .. فَالخَادِم الكَنَسِي عِنْدَمَا يُعَلِّم عَنْ تَدْبِير الخَلاَص يَنْقِلْهَا مِنْ خِلاَل تَدْبِير الكِنِيسَة .. فَهُوَ لَهُ تَعْلِيم أُرْثُوذُكْسِي .. عِنْدمَا يُفَسِّر الإِنْجِيل يُفَسِّرُه بِحَسَبْ الآبَاء .. مَا أجْمَل قَوْل القِدِّيسِينْ فِي هذَا ﴿ لاَ أعْرِف الإِنْجِيل إِلاَّ مَشْرُوحاً بِالآبَاء .. مُعَاشاً فِي القِدِّيسِينْ ﴾ .. هذَا هُوَ الإِنْجِيل الَّذِي أعْرِفُه وَمَا أحْتَاج لِكَيْ أُعَلِّم بِهِ .
لِذلِك الخَادِم الكَنَسِي لَهُ تَعْلِيم عَقِيدِي سَلِيم وَتَعْلِيم طَقْسِي سَلِيم .. وَمَا أجْمَل أنْ أفْهَمْ الإِرْتِبَاط بَيْنَ الطَقْس وَالكِنِيسَة .. وَمَا أجْمَل أنْ أفْهَمْ الحَرَكَات الطَقْسِيَّة وَدَوَرَات الكِنِيسَة فَأتَحَدَّث مَعَك قَلِيلاً عَنْ هذِهِ الدَوَرَات .. دَائِماً الكِنِيسَة دَوَرَاتْهَا فِي هذَا الإِتِجَاه مِنْ اليِمِين إِلَى اليَسَار .. أي عَكْس عَقَارِب السَّاعَة .. أي عَكْس الزَّمَنْ .. فَالكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تَقُول لَك أنَّنَا قَدْ إِنْتَقَلْنَا مِنْ الزَّمَنْ إِلَى الأبَدِيَّة وَتَحْيَا الآنْ فَوْقَ سُلْطَان الزَّمَنْ ( ضِدٌ الزَّمَنْ ) .. وَهكَذَا تَجِدٌ الكَاهِن فِي دَوْرِة البُولِس دَاخِل المَذْبَح يَدُور عَكْس عَقَارِب السَّاعَة .. أي نَحْنُ إِرْتَفَعْنَا فَوْقَ سُلْطَان الزَّمَنْ المَيِتْ .
وَلكِنْ فِي دَوْرِة الإِبْرَكْسِيس يَدُور الكَاهِن دَوْرَة صَغِيرَة مَعَ عَقَارِب السَّاعَة .. أي إِنْ كُنَّا نَحْيَا زَمَنْ قَلِيل فَإِنَّنَا نُبَارِكُه وَنُقَدِّسُه وَلكِنَّنَا نَرْتَفِع فَوْقَ الزَّمَنْ عَلَى الأبَدِيَّة عَلَى مُسْتَوَى أكْبَر كَمَا فِي دَوْرِة البُولِس .. وَعِنْدَ خِتَام قَانُون الإِيمَان وَيَمْسِك الكَاهِن صَلِيب الثَّلاَث شَمْعَات وَنَقُول لَحْن ﴿tenjou]t `ebol 'a`t\h `n;`anactacic ﴾ ( وَنَنْتَظِر قِيَامِة الأمْوَات ) .. وَيُبَارِك الكَاهِن الشَّعْب ( مَعَ عَقَارِب السَّاعَة ) لأِنَّهُ يُبَارِك الزَّمَنْ .. بَيْنَمَا نَقُول ﴿ V; nainan ﴾ ( " اللَهُّمْ إِرْحَمْنَا " عَكْس عَقَارِب السَّاعَة ) .. لأِنَّنَا نَطْلُب المَرَاحِم الأزَلِيَّة الَّتِي تَأتِي مِنْ السَّمَاء وَتَنْحَدِر مِنْ الأعَالِي .. كُلَّ هذَا لاَبُدْ أنْ أنْقِلُه لأِوْلاَدِي وَأُذَوِّقَهُمْ جَمَال وَعِذُوبِة فَهْم كِنِيسْتِي .
الخَادِم الأُرْثُوذُكْسِي يُنْشِئ أوْلاَدٌ كَنَسِيِين وَالخَادِم غِير الأُرْثُوذُكْسِي يُنْشِئ أوْلاَدُ غِير أُرْثُوذُكْسِيين .. لِذلِك تَجِدٌ الوَلَدٌ الَّذِي لَيْسَ لَدَيْهِ مَعْرِفَة أوْ فَهْم أوْ مَذَاق لِلكَنَسِيَات إِذَا دُعِيَ إِلَى إِجْتِمَاع غِير أُرْثُوذُكْسِي يَسْتَجِيب إِذْ يَقُول أنَّهُ كُلُّه كَلاَم عَنْ الله .. وَيَشْعُر أنَّ الإِجْتِمَاع لاَ يَخْتَلِف كَثِيراً عَنْ الإِجْتِمَاع الأُرْثُوذُكْسِي لأِنَّ الأمر بِالنِّسْبَة لَهُ كَلِمَة فَقَطْ .. وَقَدْ يُعْجَب بِالإِجْتِمَاع الجَدِيد بِسَبَبْ أُسْلُوب الجَذْب .. فَلِمَاذَا التَّعَصُب ؟ وَلكِنْ إِذَا ذَوَّقْت وَلَدٌ الأُرْثُوذُكْسِيَّة بِطَرِيقَة صَحِيحَة وَدَعَوْتُه لاجْتِمَاع غِير أُرْثُوذُكْسِي سَوْفَ لاَ يَحْتَمِل أنْ يُكَمِّلُه .
*4* عِشْرَة مَعَ قِدِّيسِي الكِنِيسَة :
=====================================================
الخَادِم الأُرْثُوذُكْسِي يَعْرِف تِذْكَار مَنْ مِنْ الشُّهَدَاء اليُّوْم .. وَهذَا الشَهْر فِيه أعْيَادٌ مَنْ مِنْ القِدِّيسِينْ .. وَيُحَاوِل أنَّ لِيلِة القِدِيس أنْ يَقُوم بِعَمَل تَسْبِيح .. تَمْجِيد .. ذُكْصُولُوجِيَّة .. وَيَقُول 'en `vran وَ a[ioc وَيَضَعْ صُورَة وَشَمْعَة وَيِجَمَّعْ أوْلاَدُه حَوْل الصُورَة وَيِعْمِلُوا التَّمْجِيد سَوِياً .. وَقَدْ يَأخُذ الأوْلاَدٌ إِلَى كِنِيسَة قَرِيبَة بِهَا نَهْضَة لِهذَا القِدِيس وَيِسَبَّح وَيُكَرِّمُه فِي البَيْعَة الخَاصَّة لَهُ .. فِي كِنِيسْتُه .
هؤُلاَء القِدِّيسِينْ هُمْ النَمَاذِج وَالأيْقُونَات الحَيَّة الَّذِينَ يَنْتَظِرُون وَاقِفِينْ عَلَى حِجَاب الهِيكَل قَائِلِينْ لَنَا هَلُمَّ تَعَالُوا .. تَشَجَّعُوا نَحْنُ مِنْتَظِرِنْكُمْ .. الأُسْبُوع المَاضِي كَانَ بِهِ عِيد إِثْنِين مِنْ عُظَمَاء الكِنِيسَة الأنْبَا شِنُودَة وَالأنْبَا بِيشُوي .. كِنِيسَة عَظِيمَة كُلَّ يُوْم لَهَا تِذْكَار قِدِيس أوْ إِثْنِين أوْ ثَلاَثَة أوْ أُسْرَة مِنْ القِدِّيسِينْ .. هكَذَا يَجِبْ أنْ تَعْرِف سِيرِتْهُمْ وَتُقَدِّم لَهُمْ تَمَاجِيد وَتَسَابِيح وَارْبُط أوْلاَدَك بِهُمْ .. الخَادِم الكَنَسِي لَهُ وَعْي بِأعْيَادٌ وَمُنَاسَبَات القِدِّيسِينْ وَيَعْرِف كَيْفَ يُكْرِمَهُمْ .. وَإِكْرَام القِدِّيسِينْ إِنَّمَا هُوَ تَذَكُّر عِيدُه وَعَمَل التَّمْجِيد لَهُ وَأُذَكِّر أوْلاَدِي بِهِ وَأقُص لَهُمْ سِيرْتُه وَقَدْ أعْمِل نَبْذَة عَنُّه .
مَا رَأيْك فِي أنْ تَأخُذ هذَا عَلَى عَاتِقَك ؟ وَيُوْجَدٌ الكَثِير مِنْ سِيَر القِدِّيسِينْ الَّتِي تُنَاسِبْ أوْلاَدْنَا .. فَالحَيَاة هِيَ هِيَ .. وَالإِنْسَان هُوَ هُوَ .. وَالضُغُوط هِيَ هِيَ وَلكِنْ تَخْتَلِف أشْكَالْهَا .. مَا أجْمَل أنْ آخُذْ تَعْلِيم عَنْ شَاب دَاس شَهَوَات العَالَمْ وَعَنْ شَابَّة إِحْتَقَرِت المَلاَبِس وَالزِينَة وَالشَّهْوَة وَعَنْ إِنْسَان مِثْلِي أكْمَل السَعْي وَحَفَظْ الجِهَادٌ .. لِذلِك الكِنِيسَة تُحِبْ القِدِّيسِينْ جِدّاً وَتُكْرِمَهُمْ وَتَعْتَبِرَهُمْ ذَخَائِرْهَا وَزِينِتْهَا وَجَمَالْهَا .. فَلَيْسَ زِينِة الكِنِيسَة رُخَام أوْ ألْوَان وَإِنَّمَا زِينِتْهَا هِيَ رُفَات القِدِّيسِينْ .. فَهْيَ مِثْل المَرْأة المُتَسَرْبِلَة بِثُوب فِي سِفْر الرؤُيَا .. ثُوبْهَا مُزَيَّنْ ﴿ البَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ القِدِّيسِينَ ﴾ ( رؤ 19 : 8 ) .. فَبِر قِدِّيسِي الكِنِيسَة هذِهِ هِيَ زِينِة الكِنِيسَة .. لِذلِك أُرْبُط أوْلاَدَك بِالقِدِّيسِينْ .
أبُونَا بِيشُوي كَامِل – الله يِنَيِّح نَفْسُه – كَانْ كُلَّ يُوْم فِيه تِذْكَار قِدِيس تَجِدُه فِي بَهْجَة غِير عَادِيَّة .. وَقَدْ يَتَصِل بِكَاهِن كِنِيسِة هذَا القِدِيس .. مَثَلاً كِنِيسِة الأنْبَا شِنُودَة بِالقَبَارِي ( غَرْب ) وَأبُونَا بِيشُوي مِنْ كِنِيسِة مَارِجِرْجِس إِسْبُورْتِنْج ( شَرْق ) وَيَقُول لَهُ * كُلَّ سَنَة وَإِنْتَ طَيِّب .. عَايْزَك النِّهَارْدَة تِهَيَّص لِلأنْبَا شِنُودَة * .. فَهُوَ شَخْص يَشْعُر أنَّ بِدَاخِلُه رِسَالَة .
وَقَدْ تَتَذَكَّرُوا أبُونَا بِيشُوي وَهُوَ فِي إِنْجِلْتِرَا وَقَدْ ذَهَبْ لأِجْرَاء عَمَلِيَّة فِي أغُسْطُس وَجَاءَ تِذْكَار لِيلِة السِتْ العَذْرَاء .. فَطَلَبْ مِنْ تَاسُونِي أنْچيل أنْ تُزَيِّنْ صُورِة العَذْرَاء بِالوَرْدٌ .. فَهُوَ فِي بَلَدٌ أُخْرَى وَفِي مُشْكِلَة وَصَحِيح أنَّهُ يَرْقُدْ فِي مُسْتَشْفَى وَلكِنُّه لَيْسَ مَهْمُوْم أوْ مُتَضَجِر بَلْ مُتَذَكِر أعْيَادٌ القِدِّيسِينْ وَفَاكِرْهُمْ فَهُوَ لاَ يَشْعُر أنَّهُ فِي مُسْتَشْفَى بَلْ فِي كِنِيسَة .. فَذَهَبَتْ تَاسُونِي أنْچيل لِشِرَاء الوَرْدٌ وَرَاحِتْ تِبْحَث عَنُّه وَلكِنَّهَا لَمْ تَجِدٌ أحَدٌ يَبِيع وَرْدٌ .. فَرِجْعِتْ وَقَالِتْ لأِبُونَا إِنَّهَا سَوْف تُقُص الوَرْدٌ الَّذِي فِي كُرُوت المُعَايَدَات وَتِلْزَقُه بِالسُلُوتِبْ عَلَى صُورِة السِتْ العَذْرَاء .. وَبَيْنَمَا هِيَ تَبْدأ فِي هذِهِ العَمَلِيَّة وَإِذْ بِفَتَاة جَاءَت لِلزِيَارَة وَمَعَهَا وَرْدٌ .. فَأبُونَا إِسْتَقْبِلْهَا قَائِلاً * إِنْتِ السِتْ العَذْرَاء بَعَتِتِك ؟ * .. فَرَدِت الفَتَاة قَائِلَة * أنْتَ لاَ تَعْلَم يَا أبِي كَيْفَ قَدْ جِئْت بِهذَا الوَرْدٌ !! * .. وَبَدَأت تَقُص عَلَيْهِ قِصَّة فِي مُنْتَهَى العَجَبْ فَإِذْ هِيَ كَانَتْ قَادِمَة فِي أُتُوبِيس فَتَوَقَفْ الأُتُوبِيس فَجْأة وَقَالُوا أنَّهُمْ سَيَكْشِفُوا عَنْ سَبَبْ العُطْل .. وَقَدْ وَقَفَ الأُتُوبِيس أمَام مَحَل وَرْدٌ فَفَكَّرِت البِنْت أنْ تِشْتِرِي بَعْض الوَرْدٌ فِي هذِهِ العَطَلَة .. وَبَعْدَمَا إِنْتَهِت البِنْت مِنْ شِرَاء الوَرْدٌ وَرَكَبِتْ الأُتُوبِيس فَإِذْ بِهِ يَتَحَرَّك وَقَالُوا أنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا أي سَبَبْ لِلعُطْل وَأنَّهُ سَلِيم وَلَمْ يَعْلَمُوا لِمَاذَا تَوَقَفْ .. وَلكِنُّه تَوَقَفْ لأِنَّ العَذْرَاء هِيَ الَّتِي أوْقَفَتُه لِكَيْ تَشْتَرِي الوَرْدٌ .
فَالقِدِّيسِينْ كُلُّهُمْ يُحِبُّون هكَذَا .. فَأُشْعُر أنْتَ أيْضاً إنَّهَا عِشْرَة حَيَّة وَلَيْسَ مُجَرَّدٌ صُورَة وَاشْعُر وَأنْتَ تَقُول التَّمْجِيد أنَّكَ وَاقِفْ أمَام هذَا القِدِيس .. وَهذَا الإِنْسَان الَّذِي لَدَيْهِ عِشْرِة القِدِّيسِينْ وَالسَّمَائِيِّينْ سَوْفَ يَسْتَطِيع أنْ يَنْقِلْهَا لأِوْلاَدُه .رَبِّنَا يَقْبَل خِدْمِتْنَا وَيُبَارِك فِي خِدْمِتْكُمْ وَيُبَارِك فِي الآبَاء وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلَهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين