العظات

مكانى فى السماء

نحن في الأسبوع الخامس من الخماسين المقدسة ويوم الخميس القادم سيكون عيد الصعود، فالكنيسة تمهدنا أننا نكون معه، تمهدنا أن مكاننا الحقيقي يكون فوق ما المقصود بفوق؟ أي بجانبه، فهنا يقول "أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني"لماذا؟!"ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد"ما المقصود بكلمة "نحن"؟ أي الآب والابن، تخيلوا أن ما في قلب ربنا يسوع بالنسبة لنا أننا نكون واحد معه مثلما هو واحد مع الآب، تخيل مقدار كرامتنا لديه، تخيل مقدار محبته لنا،يقول لك أنا أريدكم تكونوا واحدا معي كما أن أنا والآب واحد، وكأنه يريد أن يدخلنا داخل هذه الشركة المملؤة مجد، المملؤة نعمة،المملؤة بركة، يقول لك تعالى أنا أريدك تكون في أنا وفي الآب، ثم يقول "أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد، وليعلم الجميع أنك أرسلتني وأني أحببتهم كما أحببتني"، أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونوا معي حيث أكون أنا إلى هذا المقدار أنت تمجدنا يارب!. في حقيقة الأمر يا أحبائي أشياء كثيرة جداً إذا الإنسان أدرك فيها ما يريد الله له وعمل الله له يشعر بالخجل،يقول هل من المعقول يارب أنك تريد مني كل هذا!، هناك قديس اسمه القديس باسيليوس يقول أننا من فرط عطاياه صرنا لا نصدق، كأن شخص أعطاك هدية ذهب باهظة الثمن جداً فمن كثرة أنك لا تصدق تشك إذا كانت ذهب أم لا!،من فرط عطاياه صرنا لا نصدق،هو يقول لك تعال معي تكون بجانبي،تكون واحد في كما أنا واحد في الآب، أنا أحببتهم يكونوا معي، أنا لا أريدهم فقط معي لكن أنا أريدهم يكونوا في، هناك فرق بين أنك تكون معي وأنك تكون داخلي،هل كل هذه الكرامة يارب أنت تريد أن تعطيها لنا؟! يقول لك نعم، فلماذا أنا جئت إذن؟، الإنسان في طبعه الأول ممتلئ بالشر، ممتلئ بالانفصال عن الله، ممتلئ غرائز،ممتلئ شهوات،قال لك هذا "أنتم الذين كنتم قبلا"، ماذا كنتم؟ قال سالكين في الشرور، في الدعارة، في النجاسة، أنتم الذين كنتم مطرودين من حضرة الله، الإنسان بطبعه متمرد، الإنسان بطبعه عاصي، الإنسان طرد نفسه من الوجود في حضرة الله، فصار حتى غير مستحق لسكنى الأرض،الإنسان الغير مستحق حتى لسكنى الأرض سعى إليه الله، ونزل إليه إلى الأرض،وأتي إلى العالم ليرفعه إلى السماء ليرد ابينا آدم وبنيه إلى الفردوس، لاحظ المجد "كراع صالح سعيت في طلب الضال، كأب حقيقي تعبت معي أنا الذي سقطت"، قلت لي تعال،تعال، يقول لك أنا قد ابتعدت ولن أستطيع ولا أحب ولا أعرف، يقول لك تعال أنا سوف أردك، أنا سوف أجمعك مرة أخرى، أنا أرد لك كل ما فقد منك، أنظر ماذا يفعل الله في الإنسان!، صدقوني يا أحبائي نحن إذا أدركنا محبة الله لنا نخجل، إذا أدركنا مقدار الكرامة التي لدينا بالنسبة لله تقول أنا لم أكن أعرف هذا،أنا لم أكن أعرف أنني غالي عندك جداً هكذا،جئت تقول أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، أي أنت يارب تريد أن تمجد الإنسان والبشرية وتريد أن تمجد كل أحد فينا مثلما الآب يمجد الابن إلى هذه الدرجة!، شاهدوا كم يكون مقدار مجد الابن عند الآب يقول لك أنت أيضا مجدك مثل مجد الابن عند الآب، وأريدك تكون معي مثلما أنا مع الآب، وأريد أن يكون فيك نفس الحب الذي يحبه الآب للابن، ويريد أن يكون فينا وحدة كمانحن واحد، أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد، ما هذا العجب لعمل الله، لذلك يقول لنا معلمنا بولس "وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" قال لنا هيا تعالوا،تعالوا اجلسوا معي فوق هذا مكانكم، تعالى لتعلم أنه عندما تجسد المسيح كل أحد منا أصبح جزء داخل جسده، أعتبر نفسك مثلاً أنك أنت عقلة من أحد أصابعه، فعندما يذهب إلى مكان تكون أنت معه،هو يجلس أنت معه، عندما مات أنا كنت معه، كنت فيه عندما مات،وعندما قام أنا أيضا كنت فيه، إذن الموت معه والقيامة معه،وعندما صعد أنا أيضا كنت معه، إذن نحن فيه، عندما نكون نحن فيه هو أصعدنا معه إلى فوق، أجلسنا معه في السماويات، هل تعلم عندما يقول لك جلس عن يمين أبيه ماذا تعني؟ تعني جلسنا عن يمين أبيه، قال لك تعالى أنا لن أذهب إلى يمين أبي لكي أتمجد أنا لأنني من الأساس ممجد، هل أنا أنتظر مجد؟!، هل أنا أحاول أثبت أنني أقوي من الموت؟!،أنا أقوي من الموت بالفعل، أنا رئيس الحياة،أنا معطي الحياة، فمن أجل من أنا قمت؟ قمت لأجلكم أنتم، لماذا أنا اجلس عن يمين الآب؟! لكي أعطيكم أنتم هذه المكانة،لكي أجعل لكم مجدي أنا،مجدي أنا يكون مجدكم أنتم عند الآب،قال "نعم أني أحببتهم كما أحببتني،أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونوا معي حيث أكون أنا"على سبيل المثال عندما يريد شخص الذهاب إلى حفلة أو رحلة أو يذهب إلى مكان ما يأتي ليحجز فيقولوا له تم الحجز فما اسم حضرتك؟ يقول (فلان) فيخبروه بقيمة الاشتراك يقول لا ولكن أنا لن أذهب بمفردي أنا معي زوجتي وأولادي، نحن عشرة أفراد، لنفترض أنهم قال له لا يوجد مكان لعشرة أفراد يقول إذن أنا لا أذهب هذه الرحلة أنا لابد أن أخذهم معي جميعاً أنا أذهب مع أولادي،هو كذلك، أيضاً ربنا يسوع فعل ذلك عندما جاء لكي يردنا، جاء لكي يأخذنا جميعاً وجهز لنا هناك مكان، هو قال ذلك "أنا ذاهب لأعد لكم مكانا، وحيث أكون أنا تكونون أنتم"، من يصدق عطايا ربنا هذه، من يصدق كرامتنا هذه عند الله ومحبة الله لنا، عدو الخير يريد أن يخدعنا يقول لك أنت سيء، أنت خاطئ،أنت مرفوض، أنت الله لا يحتمل مجرد رؤيتك، تقول له كيف؟! كيف وأنا ابنه! مهما كان أنا ابنه، نحن يا أحبائي ليس علينا أن نثبت لربنا أننا جيدين لا نحن نريد أن نقترب له كأبناء، وهو قادر أنه يقبلنا كأب لنا، ونقول له اقتنينا لك يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك، كل يوم نقول له يا أبانا الذي في السموات، أنت أبي،أنت تكون معي، أنت تسندني،وأنت تضمن لي مكان،وأنت حجزت لي مكان، وأنا أعيش مطمئن ليس لأنني جيدلكن لأنني ابنك، أنا متأكد أنني ابنك فأنت أيضاً لا تتركني لذلك عندما نكتشف كرامتنا لله أمورهذه الدنيا تصغر وتضمحل،عندما أعرف أنني لدي قصر كبير، عندما أعرف أنني غني جداً، عندما أعرف أنني لدي كرامة كبيرة جداً عند الله أنا لا أنتظر كرامة من الناس، ولا أنتظر مكان من الدنيا، معلمنا بولس قال "إن كان لنا قوت وكسوة فل نكتفي بهم"، أي مكان وأي شيء إلى أن نلتقي، إلي أن نتمكن من مكاننا الذي هو النصيب، قال لك "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم قبل إنشاء العالم"، تعالوا رثوا المكان الذي جهزته لكم، لاحظ شكل كرامتنا عند الله، شاهد ما في قلب الله بالنسبة لنا،قال لك نعم فهم أولادي لا أتركهم، هم أغنياء، أنا أريد أن أرفعهم، أنا أريد أن أمجدهم، أنا أريدهم أن يصبحوا من ساكني السماء أحياناً نحن يا أحبائي لا نصدق عطايا الله وبركات الله لنا،يكون تفكيرنا أننا مطرودين، أننا ليس لنا مكان في السماء، وأننا مثل باقي الناس نعيش لنأكل ونشرب فقط يقول لك لا انتبه، نحن شكلنا مثل شكل الناس،نحن نعيش حياة البشرلكننا في الحقيقة لسنا مثل باقي البشر، نحن مختلفون، نحن ورثة الملكوت، نحن أبناء الملك المسيح الذي فدانا، وجدد طبيعتنا وغيرنا، وتعب من أجلنا جداً،وأتى إلى العالم، وأخذ شكل العبد،ووضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب،لماذا؟ لكي يرفعنا إليه،نحن أحياناً لا نستوعب كل هذا الكلام، ذات مرة أحد الآباء يقول تشبيه يقول لك تعلم عندما يحضروا نسر ويقوموا بتربية داخل قفص للدجاج، فينمو النسر على أنه دجاجة، حبيبي لكن أنت لست دجاجة،أنت تطير فوق جداً أنت نسر، لكنه تربى داخل قفص دجاج،لا بل نحن لابد أن نعرف أن شكلنا يمكن أن يكون قليلاً يشبه أهل العالم لكن الذي داخلنا ليس كذلك بل الذي داخلنا أقوى بكثير، أغلى بكثير، أثمن بكثير ربنا يعطينا يا أحبائي أن ندرك كرامتنا عنده ليست التي لم نأخذها بعد، لا بل نحن أخذناها بالفعل،شاهد عندما يقول لك أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني عندما أنا أدرك هذا فلا أتكبر، أتكبر بماذا هذا مجد منه هو، ليكونوا واحد كما أننا نحن واحد أنا فيهم وأنت في، ليكونوا مكملين إلى واحد، إدراكنا لهذه الأمور أخر شيء أقوله لك فهل إذا أنا أهملت هذه الأمور،إذا أنا لم أفعل بها أكون مثل الذي معه كثيراً جداً جداً وأضاعه،أي أن كل الكلام الذي نقوله يكون كلام جميل جداً وحلو جداً ويمكن أن يرفع معنوياتنا جيداً، لكن ماذا يحدث إذا لم نفعل به، تصور أن معلمنا بولس الرسول يقول آيتان قال لك "كم تكون عقوبته أشر" من هذا؟! قال لك "الذي ازدرى بروح النعمة"، وقال كلمة أخرى قال "كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصا هذا مقداره" لذلك يا أحبائي نحن لنا أننا باستمرار نمجد الله الذي ردنا، الذي أعطانا كرامة،الذي ينتظرنا في السماء، ونعيش كأبناء له خاضعين، نعيش تابعين له بكل قلوبنا، ونحن واثقين أنه يجهز لنا مكان حيث يكون هو ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

امنوا بى بسبب الاعمال

الأسبوع الرابع من الخماسين المقدسة تقرأ علينا الكنيسة فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح 10 والذي يتحدث عن الإيمان به، يقول "إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بأعمالي لتعلموا وتؤمنوا أني أنا في الآب والآب في" آمنوا بأعمالي،حيث كان من ضمن أهداف ربنا يسوع المسيح في تجسده أن يعلن مجد ألوهيته وأن يعلن خلاصه للجميع، فكان يعلم وكان يوجد أشخاص كثيرة يقال عنهم أنهم بهتوا من تعاليمه، وأشخاص كثيرة تغيرت وتابت بسبب تعاليمه، لكن كان هناك أشخاص آخرين لم تكن التعاليم تؤثر فيهم بالدرجة الكافية، فكان يصنع آيات وعجائب،لكي عندما يعظ الجموع يتأثروا بالكلام،وبعد ذلك يروا أمامهم آيات قد تكون تأثيرها أكثر من الكلام، فما هي؟! يقول أريد أن أطعمهم، فيقولوا ليس لدينا أكثر من خمسة خبزات وسمكتين،هذا الموقف حضره كل الجموع فيحضر الخمسة خبزات والسمكتين ويبارك ويشكر ويوزع ويأكلوا ويشبعوا ويفضل عنهم اثنى عشر قفة مملؤة، فماذا يفعلوا؟ يمجدوا الله، يؤمنوا، فقال لهم أن لم تؤمنوا بالأقوال أمنوا بالأعمال هذه الرسالة يا أحبائي لنا وعبر كل الدهور، نحن لابد أن نؤمن بالأقوال والأعمال،الله يحدثنا كل يوم في الإنجيل وفي الكنيسة ويعظنا ويحدثنا وينبهنا ويشجعنا ويوبخنا في كل شيء الله يحدثنا، ولكن الذي لا يأتي بالكلام فهو يأتي بالأعمال، فعندما ترى الشمس تشرق صباحاً مبكراً في ميعاد معين يقول لك سوف تشرق الساعة الخامسة و٤٢دقيقة و١٣ثانية، في هذا التوقيت بالضبط تنظر فترى تجد الشمس أشرقت بالفعل،تقول المجد لك يارب، هل أنت تضبطها بميعاد؟! هل من المعقول أن الشمس تشرق بالثانية هكذا؟! يقول لك نعم،يقول لك هذا هو الشروق،لكن من أين جاءت، جاءت من أقصى أقصى المسكونة،وماذا عن البحر؟!، البحر الذي نراه ونقف عند الشاطئ ونجد الناس تقف وتلعب عنده هذا جاء من قارة أخرى، كيف يكون بحر قادم من قارة أخرى ويأتي عند نقطة معينة تقول له هنا النهاية The end))، قف هنا ما هذا العجب!، كيف تضع بذرة في الأرض فتنمو، وكل نوع بنوعه، ما هذا العجب!، آمنوا بالأعمال، إذن هناك معجزات تحدث سواء ربنا يسوع المسيح فعلها أو لازال يفعلها حتى الآن أو لازال القديسون يصنعوها،إذن ماذا نفعل؟ آمنوا بالأقوال وآمنوا بالأعمال، الله يريد الجميع يخلص، إلى معرفة الحق يقبل، يريد الجميع يرث ملكوت السموات،يريدنا جميعاً نكون معه في المجد فيريد أن يقول آمنوا، وإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال ربنا يسوع المسيح يا أحبائي قصد في معجزاته أن تكون لها مقاصد، ربنا يسوع فعل معجزات كثيرة، لكن تجدهم يدوروا حول محاور معينة،أربعة محاوروهم:- ١- الغلبة علي الموت . ٢- الغلبة علي الشيطان . ٣- الغلبة علي الطبيعة . ٤- الغلبة علي المرض . معجزات كثيرة تضع تحت بند شفاء الأمراض، معجزات كثيرة تضع تحت بند الغلبة علي الطبيعة، معجزات إخراج شياطين، معجزات إقامة موتى أربعة أنواع من المعجزات، لماذا؟ لأن ربنا يسوع المسيح جاء ليفدي الإنسان الساقط، جاء ليفديه من الموت،ومن الشيطان،ومن المرض، وجاء ليخضع الطبيعة التي تمردت للسلطان الإلهي، إذن المعجزات لم تكن مجرد معجزات من أجل أن يشاهدها الناس فقط ويعجبون بها أو تصفق له، لا بل كان لها مقاصد إلهية خلاصية عميقة لكي إن لم يؤمنوا بالأقوال يؤمنوا بالأعمال يقولوا المجد لك يارب! له سلطان على الشيطان فهو يقول للشيطان أخرج فيخرج،يقول للمائت قم فيقوم،هو يفتح أعين الأعمى، تأتي لتقرأ في الكتاب المقدس نجد أنه لم يفتح أعين شخص واحد فقط ولكن ستجد معجزات كثيرة لتفتيح أعين عميان في الكتاب المقدس،ستجد نوعيات من المرض منهم ذو اليد اليابسة،والنازفة الدم، والمرأة المنحنية . إلخ، معجزات من أنواع أمراض كثيرة،لدرجة أنه يقول لك وكل الذين عندهم مرضى بأنواع أمراض كثيرة كانوا يقدمونهم إليه، أي كل الأشكال، أما هو فكان يضع يديه علي كل واحد منهم فيشفيهم وكانت الشياطين تصرخ، الشياطين!، الشياطين كانت تصرخ! يقول لك نعم آمنوا بالأعمال، وستجد معجزات ربنا يسوع المسيح متنوعة من حيث الغلبة علي المرض، الشيطان، الطبيعة،الموت، لا بل أيضا متنوعة مع الأفراد في مجموعات صغيرة ومجموعات كبيرة، أي على سبيل المثال معجزة صيد السمك الكثير هي معجزة من معجزات السلطان علي الطبيعة ولكن هذه المعجزة حدثت أمام مجموعة صغيرة وليس كثير الذين شاهدوها،أما معجزة إشباع الجموع لافهي حدثت أمام كثيراً جداً جداً جداً،لكن نرى معجزة مثل المرأة نازفة الدم قال لك كان هناك جمع، ازدحام وقال لهم هناك أحد لمسني فقالوا له الجموع مزدحمة، فهناك معجزات في ازدحام وهناك معجزات كانت في منازل صغيرة مثل المفلوج الذي أدلوه من السطح، قال لك مهما كان العدد أو الازدحام لكن أيضا يعتبر عدد محدود،صنع معجزات أمام جموع وأمام أفراد بقوة متنوعة بسلطان متنوع هدفها في النهاية أن تؤمنوا، ربنا يسوع يريدنا أن نؤمن به، هذا يا أحبائي قصد من مقاصده، تقول لي وهل ينفعنا الإيمان؟ أقول لك أهم شيء في حياتنا مع الله هو الإيمان،قال لك معلمنا بولس الرسول"بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه"، فأنا إذا لم أكن أثق في قدرته فكيف أعبده!، فأنا إذا لم أكن أثق في وعوده فكيف أصدقها!،كيف أصدق أن هناك أبدية،أن البر هو الذي سوف يكافئ عليه الإنسان، تخيل أنت عندما يكون إيماني بهذه الحقائق مهتز ماذا أفعل؟ سوف أعيش بحسب الجسد، أعيش بحسب الزمن،أعيش بحسب الناس، أعيش بحسب العتيق،لكن ماذاسيحدث حينئذ؟ سوف أنهزم وأضل لأن أساس الموضوع أنني لم أصدق، أنني لم أؤمن، لذلك قال لهم في العهد القديم "آمنوا تأمنوا"، تخيل أننا قد نجلس الآن في الكنيسة لكن إيماننا مهتز، لا فالله قادر، الله ضابط الكل، الله له سلطان،الله صاحب الحياة والموت، هو قال هكذا "أنا صاحب مفتاح مدينة داود أفتح ولا أحد يغلق وأغلق ولا أحد يفتح"، إذا كان إيماني راسخ أجد أنني عندما يقول لي على وصية أستجيب له وأقول نعم، عندما يقول لي على شيء به عقوبة أقول له أسف،عندما يقول لي "إن لم تتوبوا جميعكم هكذا تهلكون"أقول أخطأت سامحني،سامحني يارب أنا خاطئ سامحني، يارب كرحمتك يارب وليس كخطايانا،لأنني أصدق هذا الكلام، لكن للأسف عندما يضل الإنسان ولا يصدق يحدث حينئذ غفلة كبيرة جداً جداً، وتعب كبير جداً جداً، وضلال كبير جداً، وزيغان كثير جداً، لذلك قال لهم أمنوا بالأعمال الله أراد أن تكون أعماله شاهدة له من أجل الأشخاص الذين إيمانهم ضعيف ولا تصدق إلا بالملموس قال لهم أنا أيضا أعاملكم بالملموس، رغم أنه قال لتوما"طوبى لمن آمن ولم يرى"، الله يريدنا أن نؤمن سواء كنا نرى أو لم نرى، لكن نحن نقول له يارب نحن نؤمن وإن لم نرى،نحن نؤمن بقيامتك، ونؤمن بعملك، ونؤمن بسلطانك علي الموت والمرض والطبيعة،ونؤمن أنك ضابط الكل،نحن نؤمن بك بأقوالك وبأعمالك الله يعطينا في فترة الخماسين أن نتمتع بها،نتمتع بقيامته في حياتنا كقيامة حقيقية، انتصار على الموت وعلى الخطية وعلى الشيطان ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

مابين القيامة والافخارستيا

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين. تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا والذي يحدثنا عن تناول جسده ودمه،أي عن الإفخارستيا،والكنيسة تربط ما بين القيامة وما بين الإفخارستيا (ما بين التناول)، وكأن الكنيسة تريد أن تقول لنا إذا كنتم تريدون التمتع بالقيامة لابد من التناول لأن القيامة هي الاشتراك في مجد الحياة الأبدية كما أن التناول هو أيضاً الاشتراك في مجد الحياة الأبدية،فهو يقول "من يأكلني يحيا بي،من يأكلني يحيا إلى الأبد" يحيابي، يحيا إلى الأبد هذه تعبيرات عن القيامة، ولكي نتمتع بالقيامة نتناول،الذي الكاهن يقول عنه هذا هو الجسد المحيي،أي نحن عندما نتناول نأخذ داخلنا الجسد المحيي،ما معني المحيي؟ أي الذي يعطي حياة من الموت،فما هي القيامة؟ القيامة هي حياة من الموت،فلكي اتمتع بالقيامة لابد أن آخذ الجسد المحيي يدخل داخل جسدي الميت يتحد بالحياة، والحياة أقوى من الموت، الحياة هي التي تقوى على الموت، فعندما الحياة تتحد بالموت ماذا يحدث؟ يحدث قيامة لذلك يا أحبائي الكنيسة تخصص الأسبوع الثاني تحديداً من فترة الخماسين المقدسة التي نعيشها حالياً عن التناول، والذي يأتي منكم لحضور القداس يوم الأحد سيجد أيضاً الحديث عن التناول، لأن الكنيسة تريد أن تؤكد علينا حقيقة أننا نريد التمتع بالقيامة لابد أن نتناول، لدينا إيمان أن هذا التناول هوالذي يعطينا مشاركة سعادة الحياة الأبدية،وهو الذي يعطينا عدم الفساد،وأن التناول هو الذي يحولنا إلى أناس غير مائتين ما معنى أناس غير مائتين؟ نحن لدينا رجاء ويقين وإيمان أننا لن نموت، تقول لي لا نحن نموت أقول لك نعم نحن نموت موت الجسد لكننا لدينا إيمان أننا نخلد في القيامة،أننا نحيا إلى الأبد لذلك يصرخ الكاهن ويقول"يعطي عنا خلاصا وغفراناً للخطايا" هذا في الفترة التي نعيشها الآن، ونحن نتناول الآن ماذا نأخذ؟ خلاصا وغفران للخطايا،وماذا أيضاً؟ لا فهناك شيء آخر أهم وهو حياة أبدية لكل من يتناول منه،المجد الذي أعطاه ربنا لنا والذي استأمن الكنيسة عليه التي تقول خذوا كلوا هذا هو جسدي وخذوا اشربوا هذا هو دمي، وأن الذي يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيا وأنا فيه، يأخذ الحياة الأبدية، قيمة التناول يا أحبائي قيمة كبيرة جداً، كرامة كبيرة جداً ذات مرة قال أحد الآباء تخيلوا معي أنه لا يوجد كنيسة في العالم تقدم التناول إلا كنيسة واحدة فقط ماذا كنا نفعل؟ إذا كانت هذه الكنيسة لنفترض في أسيا أو في أمريكا أو في أفريقيا أو في أورشليم، على سبيل المثال نقول في أورشليم كنيسة واحدة فقط التي تقدم التناول وقتها ماذا كنا سنفعل؟! سوف نسافر، تقول هل الذي سوف آخذه هو جسد حقيقي ليسوع المسيح؟ أقول لك نعم هو جسد حقيقي ليسوع المسيح، إذن أذهب، كم التكلفة؟ ما مقدار الوقت الذي تستغرقه؟،كل الذي معي كل ما معي أنفقه لكي آخذ هذا الجسد المحيي، ربنا يسوع جعله متاح لنا جداً، اقترب مننا جداً،وجاء إلينا بالتجسد، وعندما جاء إلينا بالتجسد جاء إلينا في كل مكان يقول لك تعالى واتحد بي يعطي حياة عندما يكون لديك هذا الإدراك أولا استعدادك للتناول يختلف وسلوكك بعد التناول سوف يختلف من أخطر الأمور التي تحاربنا في موضوع التناول هو الروتينية والاعتياد أننا نتناول ونخرج وكأننا لم نأخذ شيء نتناول ونتحدث مع بعض وكأن ليس هناك شيء فارق نتناول وسلوكيتنا كما هي،وعاداتنا كما هي،والله يسامحنا كلنا،وعدواتنا كما هي،وطريقة التفكير كما هي في المال العالم الأنانية الغرور المشاكل المنافسة فبذلك الجسد ماذا فعل فينا؟! لم يفعل شيء!، لماذا؟! فهل هو لا يستطيع أن يفعل؟! لا فهو يستطيع ولكن من المفترض أني أقول له تفضل افعل من المفترض أنني أعطي له الفرصة للاتحاد بي هو يريد أن يحييني من الموت يريد أن يغيرني يريد أن يجعلني أصبح إنسان قيامة تخيل أنك في معاملاتك تتحول من شخص مائت لشخص قام لاحظ الفرق يقولون أن الجموع كانت تذهب بالآلاف لكي تشاهد لعازر الذي مات وقام وأصدقائه وأهله وأخواته مريم ومرثا يتحدثوا معه ويريدوا أن يشاهدوا هل هذا لعازر بالفعل أم هذا شخص آخر تماماً، هل هو أم لا؟إنه هو ولكن ليس هو، فنحن هكذا في التناول عندما نأخذ القيامة تكون أنت لكن لست أنت نفس ملامحك نفس شكلك نفس عنوان بيتك نفس حياتك، نفس كل شيء لكن ليس أنت، ما الذي حدث؟! مثلما قال معلمنا بولس الرسول"تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" يدخل المسيح داخل حياتك يعطي انتصار يكون هناك اختلاف لماذا؟ لأنك ملكت الحياة الأبدية فأنت لم تعد من أسفل أنت لم تعد اهتماماتك مثلما هي لا فأنت أخذت جسد القيامة أنت اتحدت بجسد ابن الله بالحقيقة،وطوال القداس الكنيسة تؤكد على فكرة أن هذا جسد ابن الله بالحقيقة الذي أخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم جعله واحد مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير فما هذا؟ هذا أن الكنيسة تظل تقول لنا هل أنت منتبه إلى أي جسد أنت سوف تأخذ؟إنه الجسد المحيي هذا هو الجسد الذي يعطي حياة من الموت كلنا مغلوبين من خطايا كلنا مغلوبين من طباع قديمة تأصلت فينا مثلما يقولوا القديسين هناك خطايا كثيرة عندما تصبح قديمة في الإنسان عندما تصير كبيرة في الإنسان عندما تتسلط على الإنسان يقولون كلمة صعبة قليلاً يقولون أن هذه الخطايا تأخذ قوة الطبع بمعنى أنه أنا هكذا أحياناً شخص قاسي قليلاً يقول لك أنا عصبي يقول أنا هكذا أنا عصبي أقول لك إذن لماذا جاء المسيح فهو جاء لكي يغير هذا الطبع هو جاء لكي يحولني من انسان من تراب إلى السماء من موت لحياة،فلماذا هو يتحد بي؟ فهو معروف أنني ضعيف أنني سيء أنني أرضي إلخ لكن هو يقول لك إذا كنت أنت كذلك فأنا أقول لك خذ الحياة أنا أقول لك اتحد بي تعالى تعالى واقترب مني لكي تتبرر من خطاياك لذلك يا أحبائي نحن في فترة الخماسين الكنيسة تنظر إلينا على أننا أناس مرتفعين فوق الجسد فوق الشهوة فوق احتياجات الزمن والكنيسة تقول لنا أنا مطمئنة عليكم وأنتم الآن بدون فترة صوم أنا أعرف أنكم تحولتم من أشخاص جسدانيين لأشخاص روحيين من موتى إلى أحياء خذوا فترة الخماسين كلها بدون صوم افرحوا بالمسيح القائم فيكم لاحظتم إذا فهمنا الكنيسة بوعي وشعرنا بما تفعله لنا الكنيسة ماذا نفعل؟ لذلك يا أحبائي يقول لك عن تلميذي عمواس أنهم كانوا يسيرون معه مسافة طويلة،اخذت ساعات سيرا، ولكنهم لم ينتبهوا من هو؟ لكن يقول لك عندما كسر الخبز انفتحت أعينهما وعرفاه أنه هو المسيح،هكذا أيضاً عندما يقولوا لنا تعالوا للتناول تنفتح أعيننا ونعرفه ربنا يعطينا في فترة القيامة ثبات فيه، فرح به،قوة قيامته تنتقل إلينا، الجسد المحيي يدخل إلى موتنا فيحوله لحياة يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

اجعلنا نريد ما تريد

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . ختام الصوم المقدس يا أحبائي هو يوم مفرح ويوم شفاءتصلي لنا الكنيسة في هذا اليوم صلاة القنديل ليس فقط للشفاء من أمراض الجسد فالشفاء من الخطايا أهم بكثير من أمراض الجسد، الكنيسة تريد أن تطمئن أن الصوم أثمر فينا،أن نتيجة الصوم الذي أخذناه قد تحققت، إنجيل القداس هو فصل من بشارة معلمنا لوقا ونحن جميعاً نعرف نداء ربنا يسوع المسيح لأورشليم قبل دخوله للصلب، "يا أورشليم، يا أورشليم يا راجمة الأنبياء وقاتلة المرسلين كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" وفي النهاية قال لهم كلمة صعبة"هوذا بيتكم يترك لكم خراباً"،الكنيسة تقرأ علينا اليوم يا احبائي في النبوات نهايات الأسفار على أنها نهايات مفرحة،"أن على الأيدي تحملون وعلى الركب تدللون"، نهاية سفر أيوب وهو يرينا كم أن الله عوض أيوب أضعاف ما كان،"فمن القدم إلى الرأس جرح واحباط وضربة طرية لم تعصر ولمتعصب ولم تلين بزيت"، أي أنه جرح عديم شفاء، ما هذه الخسارة؟! ما كل هذه التلفيات؟!،ثم بعد ذلك في النهاية يقول لك "أن على الأيدي تحملون وعلى الركب تدللون" لكي يريك مقدار التعويضات. اليوم ربنا يسوع يريد أن يقول لنا لكي ندخل اسبوع الآلام لابد أن يكون لنا وقفة مع النفس لكي نستطيع أن نكمل مسيرة الآلام، يتحدث مع أورشليم البلد الغالية المحبوبة على قلبه جداً هذه مدينة السلام،مدينة الملك العظيم،أورشليم هي التي لها العهود، والاشتراع، والأعياد، والبركات، والحلول الإلهي، والميراث، للأسف لم تستجيب لنداءات الله مع أنه كان دائمًا يهتم بها ويعتني بها جداً وهي دائمًا زائغة، دائمًا بعيدة، فهو يرسل لها أنبياء، يرسل لها صوته، يصنع فيها آيات وعجائب، لكن كان دائمًا يقول مثلما قال في سفرأشعياء النبي أن "هذا الشعب يعبدني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عني بعيداً"، ومرة أخرى قال لهم "أعطوني القفا لا الوجه"، فكل ما كانوا يطلبون من الله كان يفعله لهم لكنهم كانوا معاندين كان بها أكثر نسبة من الأنبياء، فتجد هناك أنبياء تخاطب الأمم، أنبياء مثل يونان النبي مثلاً يخاطب نينوى، لكن تجد الانبياء إذا كان عددهم ستة عشر نبي فتجد عشرة أنبياء يخاطبوا ما قبل السبي، إنذارات الله، يظل ينذرهم، يظل يحذرهم، وهم لم يستجيبوا دائمًا، كان عندهم طلبات من الله وكان الله يحاول أن يجيبها لهم مثلما طلبوا أن يكون لهم رجل دولة، قالوا إننا نريد أن يكون لنا هيبة وسط البلاد ووسط الملوك، يريدون ملك، وحتى الله قال لصموئيل "إنهم لم يرفضوك أنت بل إياي رفضوا"، يريدون ملوك عظماء،وقالوا لله إننا نريد ثلاثة أشياء في الحروب وكانت بالنسبة لهم طلبات مهمة جداً لدرجة أنهم وضعوها كشروط لكي يكون إلههم فوافقهم، وكان أول طلب لهم أن يعطيهم نصرة في الحروب عندما تقرأ في العهد القديم تجد أن شعب بني اسرائيل كانوا يدخلون حروب كثيرة وينتصروا، لدرجة أنهم هزموا ٣٣ ملك، فتجد راحاب ذهبوا لها جاسوسين فقالت لهم أنتم تتبعوا هذا الإله؟! "قد سمعنا فذابت قلوبنا، إن رعبكم وصل إلى كل الأرض" لماذا لأنهم كانوا ينتصروا في كل الحروب، فكان الله يتعظم بهذه الوسيلة فكانوا يفتخروا بإلههم، وكان هذا هو الطلب الأول أما الطلب الثاني فكان الأرض فوافقهم وأعطاهم أرض دون أن يتعبوا وهي أرض الميعاد، فماذا بعد ذلك؟! الطلب الثالث أنهم قالوا له نريد خير كثير، خير كثيراً جداً،فأعطاهم أراضي مخصبة جداً، قال لهم أرض تفيض لبنا وعسلا، فهل هذا هو كل ما تريدونه؟ وأنا أوافق ولكن اعبدوني والتفتوا إلي وأكرموني، لا بل يعبدوه بالشفتين فقط،هذا حال أورشليم، وعندما جاءوا يطلبوا ملوك كان الله غير موافق لكنه وافق لإرضائهم قال لهم لكن لدي ثلاثة شروط لابد أن تكون في الملك : ١ـ لا يكثر من الزوجات،للأسف أكثروا من الزوجات. ٢- لا يكون لديه عدة حرب كبيرة، للأسف أصبح لديهم عدة حرب قوية . ٣- لا يكثر من الذهب والفضة، لكنهم أكثروا من الذهب والفضة جداً لدرجة أنه يقول لك كان سليمان لديه ذهب وفضة كحجارة الوادي، أي أن الله فعل لهم كل ما طلبوه ولكن الذي طلبه الله منهم لم يفعلوه بجدية، لذلك تجد حزقيال النبي قال آية صعبة جداً قال "طالت الأيام وخابت كل نبوة"بمعنى أن الله يقول ولا يفعل،في سفر صفنيا يقول لك هكذا "أن الرب لا يحسن ولا يسيء"، ألهذه الدرجة؟!، وأنا قد تمجدت معكم كثيراً، فأنا جعلتكم تعبروا البحر، أنا أعطيتكم المن والسلوى، أنا صنعت في وسطكم عجائب كثيرة، لم يتذكروا أي إحسانات لله لذلك الله ينذرهم وقال لهم "بيتكم يترك لكم خراباً" ولاحظ أنه كان هناك مرة الله يقول فيها بيتي ومرة أخرى يقول فيها بيتكم، مرة يقول ناموسي ومرة أخرى يقول ناموسكم،عندما يجدهم يصنعوا تعديات كثيرة يقول لهم لا فهذا ناموسكم، هذا بيتكم، ولذلك قال لهم ان بيتكم يترك لكم خراباً، تقرأ في التاريخ سنة ٧٠م حدث أن أورشليم هذه تدمرت بالكامل بما فيها الهيكل حيث جاء ملك اسمه تيطس ملك روماني دخل غزاها أسقطها أرضا، كان ربنا يسوع قال لهم أن كل ما كان موضع افتخار لكم أحوله لكم إلى خزي وعار، ما هذه القصة؟!هذه القصة ليست قصة العهد القديم هذه قصة مؤسفة، نحن الذي يقول علينا أبواب ابنة صهيون أورشليم تقول للأم إن انسانا قد ولد فيها هذا هو أن أورشليم أصبحت جديدة،أورشليم الجديدة هي كنيسته،فهو يقول لنا أنتم هياكل الله،نحن الهيكل، لكن هل هذا الهيكل يطيع الرب أم لا؟، هل يسمع لصوت الله أم لا؟ يقول لي هل أردت أن أجمعك؟ أقول له نعم، هل تريد أن تكون معي؟ أقول له بالطبع، هل تريد أن تطاوعني؟ أقول له جداً، فلا تسمح يا الله أن تكون كنيستك وأولادك أنت تريد شيء وهم يريدوا شيء آخر في الحقيقة يكون الأمر صعب جداً، يقرأ علينا في البولس اليوم يا أحبائي فصل صعب جداً أن بولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس أنه ستأتي أوقات صعبة يكون الناس فيها لهم صفات سيئة جدًا متصلفين، متعظمين، غير طائعين، بلا حنو، بلا صلاح، محبين لأنفسهم، محبين للمال، لا تسمح يارب أن يكون هذا حال أولادك، أن تكون أنت تريد لهم شيء وهم يريدوا شيء آخر، تعالى وشاهد ما الذي يريده الرب لنا يقول لك أنا أريدكم أن تكونوا معي، أن تكونوا معي في المجد، ولا تهتموا بالغد أقول له نعم يارب ولا أهتم بالغد، أريدكم لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض أقول له نعم يارب ولكن في الحقيقة هذه الأمور فيها بعض الصعوبة فهل يمكننا أن نهتم قليلاً بالمال وفي نفس الوقت نهتم بمصيرنا الأبدي أيضاً؟!يقول لنا الله لا ففي الحقيقة هذا الأمر يتعارض مع هذا تماماً، أنا أقول لك لا تحب العالم فإن محبة العالم أصل كل الشرور، لابد ألا تحب العالم، أنا أقول لك إذا سمحت لا تطاوع الجسد، فإن هذا الجسد يشتهي ضد الروح والروح تشتهي ضد الجسد، فلابد أن تختار إما الجسد أو الروح، إما أن تختار العالم أو تختار تكون معي، لابد أن يكون لك اختيار،الله يريد لنا فوق فلابد أن نكون نحن أيضاً نريد فوق، قال لك "اطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس"، السيد المسيح عندما صلب كان حوله لصين،اللص اليمين قال له "أذكرني يارب متى جئت في ملكوتك" بينما تجد اللص الذي عن اليسار قال له إذا كنت أنت إله حقيقي أنزل عن الصليب وأنزلنا معك، فتجد أحدهم يريد فوق والآخر يريد تحت،لابد أن أحدد موقفي، أنا أريد فوق أم تحت، ثلاثة أشياء العالم يحارببها الانسان جداً جداً:- ١- الجسد . ٢- العالم . ٣- الشيطان . وانتبه إذا غلبت أحدهم فليس له فائدة بمفرده، أي أنك إذا غلبت جسدك فقط ولم تستطيع أن تغلب العالم والشيطان فبذلك أنت لم تغلب،وأنت لن تستطيع أن تغلبهم بدون المسيح فهو الذي غلبهم"خرج غالباً ولكي يغلب"، يقول لك أنا أريد لك أن تكون معي، تكون معي في المجد، هل أنت تريد السماء أم الأرض؟، تريد الجسد أم الروح؟، كثيراً يا أحبائي ما نريد أن نعيش بحسب ذهننا، بحسب جسدنا، بحسب الزمن، تعالى وشاهد ما هي كل طلباتنا، ما هي أقصى أمنياتك؟ أريد الغنى، أريد المنصب والسلطة، أريد الهجرة،أريد أن أولادي يصبحون من ذوي المراكز المرموقة، ألم تفكر أن أولادك يصبحون قديسين أليس هذا يكون أفضل لهم؟!، فإنك إذا أحضرت لأولادك هدايا العالم بأكمله ولم تهتم بداخلهم تكون قد أفسدتهم، أضعت وقتك معهم دون جدوى، بذلت مجهود فيما لا يفيد،تعالى ولاحظ نفسك هل أطعت الوصية؟ أبدا لا يمكنني، فلكي تستطيع أن تطيع الوصية لابد أن تبدأ أولا أنك تغلب نفسك، فإذا دللت نفسك وأعطيتها كل ما تريد لن تطاوعك في صوم أو صلاة أو تعب وصية،لابد أن تقول ولا نفسي ثمينة عندي، فهو قال لك "من يخلص نفسه يهلكها ومن أضاع نفسه من أجلي يجدها"، إذا لم توافق بذلك تظل نفسك كما هي تأخذ منها كل ما هو زمني، كل ما هو اضطراب، كل ما هو خوف،كل ما هو مقلق،هذا هو حال المرتبطين بالأرض، فالذي يحب الفضة لا يشبع من الفضة، هكذا قال أرميا النبي "ليذل الرب كل المرتبطين بالأرض"، عندما الانسان يحب نفسه ويحب العالم فإنه يذل للعالم، وبدلاً من أن يغلب العالم ويغلب نفسه فإنه ينغلب وبذلك يكون خاسر وحينئذ يقال له كلمة صعبة جدًا "هوذا بيتك يترك لك خراباً"، حينها يقول لك أنا لا أعرفك، لماذا؟! لأني تحدثت إليك كثيراً، والكثير من الأحداث تحدثت إليك، ما أكثر أنك علمت أن صديق لك انتقل للسماء، ما أكثر أنك علمت أن شخص مريض،ما أكثر المواقف التي توضح لك أن الذي حولك هذا هو عالم غير آمن،إنها من مقاصد الله أن يقول لنا هذا، يأتي بالوباء، الغلاء، زلزال، حرب، لكي يقول لنا لا تضع ثقتك في هذه الحياة، أطلبوا ما فوق، ونحن بعض الوقت نطاوع وبعض الوقت نتناسى وأعيننا على الأرض وعلى الزمن، نريد الثروة والغنى، نريد أن ذواتنا تتعظم،نريد سلطة، نريد أموال كثيرة، نريد تنعمات كثيرة، نريد أن نغير بيتنا،نريد أن نتنزه،. إلخ، أقول لك ألا يوجد أبدا شهوة روحية؟!، تقول له في لحظة تأمل يارب أعطيني توبة، ألا يوجد لك اشتياق لفضيلة معينة وتقول له على سبيل المثال يارب نمي في فضيلة الصلاة، أنا متهاون جداً وكسول جداً يارب نمي في النشاط والاجتهاد والاشتياق إليك، ألا يوجد لك اشتياقات روحية تأتي لله بها، أنت تعلم أننا من المفترض أننا نأتي لله وليس لأنفسنا أبدا، نأتي لنعبده ونسبحه ونمجده، هذا هو الهدف في الأصل، آتي لأتوب وأطلب السماء وارضيه واسبحه وامجده هذه إرادة الله، هذه إرادة الله لنا أن تكونوا معي أن نطيعه ثم ماذا بعد ذلك؟ كل ما تطلبه من أمور زمنية وأرضية هي زائلة، هي فانية،هي أمور لا تفرح بل على العكس تجلب خسارة، تجلب مقاطعة، هذه ضريبة الحياة الزمنية،ضريبة الحياة المادية،ضريبة الجسد وتبعية الجسد،أردت ولم تريدوا، الله يظل ينادي هيا نتوب، هيا نتقدس، تعالوا معي، تعالوا اعبدوني، قال لموسى هكذا أن الله يقول لهم اعبدوني في هذا الجبل،الله يقول لنا تعالوا إلى الكنيسة اعبدوني في هذه البيعة المقدسة، املاؤها تسابيح، املاؤها دموع، املاؤها توبة، املاؤها رحمة، املاؤها حب، هذا عمل الله، هذا قصد الله، لكن نحن نأتي لأشياء أخرى لا أبدا بل في الأصل نحن أتينا لذلك ولكن هناك بعض الطلبات الجانبية مثلما قال لنا اطلبوا أولا ملكوت الله هذه تزاد لكم، مجموعة طلبات أخرى،أنا آتي لكي أعد نفسي للسماء، أنا في الأصل أتيت لأني اتمني أن أتوب من خطايا ثقيلة داخل حياتي، عادات كثيرة تأصلت في داخلي، داخلي طمع وغيرة وأنانية وإدانة وشهوات،مربط برباطات ثقيلة فتعال أنت يارب وانزع مني كل ذلك، وهذه هي نعمة اليوم وبركة اليوم لذلك يقول لنا أردت ولم تريدوا نقول له لا يارب نحن أيضاً نريد ما تريد، اجعل ارادتي ارادتك، ولتتبع ارادتي ارادتك، وليكن لنا كلينا حب واحد أو رفض واحد، ما تريده أنت أكون أنا أريده،وما ترفضه أنت أرفضه أنا، كل ما تقوله أنت يارب أنا خاضع له، هذا هو قصد الله في أمورنا، بينما نحن نريد أن نستخدم الله على حسب أمورنا وكأننا نتحول أننا الآلهة والله عبد لدي، لا بل أنا عبد لديه وهو الإله لذلك يا أحبائي الله يريد ونحن أيضاً نقول له نريد، أختم كلامي بقصة صغيرة يمكن أن يكون لها معنى ولكن معنى جميل أود أن أوضحه لكم، يقول عن رجل يبلغ من العمر أربعون عاما وتائه في هذه الحياة كمثل معظم الناس فجاءه الملاك وقال له أنت لاتصلي، ولا تصوم ولا تأخذ الحياة مع الله بجدية، كن جيد مع الله في حياتك، اكرم الله، فقال له هل أنت ملاكي الحارس؟! قال له نعم ماذا تريد؟!، فأجابه فهل كل ما أقوله لك ستفعله؟،فقال له نعم قل ماذا تريد؟! فقال له أول شيء أريد أن أكون ثري، فقال له قل وماذا أيضاً؟، فقال له أيمكن أن ثروتي تكون عشرين ضعف؟، قال له وماذا أيضاً؟ قال له أريد أبنائي يصبحوا أطباء وكان أبناؤه صغار لايزالون في المرحلة الابتدائية، ثم قال له الملاك وماذا تريد أيضاً؟ فسأل الملاك وهل ستعرف أن تفعل اكثر؟! فأجابه الملاك قل لي ماذا تريد أيضاً؟ قال له يكفي هذا ولكن افعلهم لي،ثم قال له أريد أن أكون مشهور مثل (فلان بك) رجل كبير جداً في المجتمع،مكانة كبيرة، رجل غني ورجل أعمال كبير جداً، قال له أريد أن أكون مشهور قال له أتريد شيء آخر؟ قال له لا كفى لكن افعل كل ذلك، فأحضر الملاك الكرة الأرضية وأدارها كثيراً جداً ثم قال للرجل الآن مر عليك من الزمن ثلاثون عاماً فبدلاً ما كان عمرك أربعون سنة أصبحت سبعون سنة وأولادك أصبحوا أطباء فقال له أين هم فقال له الملاك معذرة فإنهم سافروا خارج البلاد ومنشغلين، فقال له لكنهم لا يسألوا علي مطلقا فقال له الملاك معذرة فهم منشغلين فأجابه الرجل أبنائي الذين أضعت عليهم عمري كله ينشغلوا عني فقال له الملاك أعذرهم فهم منشغلين، فقال له الملاك وثروتك زادت عشرون ضعف فقال له هذا حسنا جداً، قال له الملاك ولكنك لن تتمتع بها،ثم قال له الملاك وأيضاً (فلان بك)الذي كنت تريد أن تكون مثله انتقل منذ عشرين عاماً، ثم قال له الملاك أتريد شيء أخر فأجابه الرجل هذا يكفي ماذا افعل؟! فقال له الملاك أريد أن أقول لك شيء أخير أنك متبقي لك ثلاثة أيام وتنتقل قال له ماذا بعد؟!، ماذا أفعل؟!، قال الرجل للملاك هل الله يمكن أن يقبلني؟! أنا سوف أعطي نصف أموالي لله،ثم قال له ويمكنني أن أظل طوال الثلاثة أيام المتبقية صائم لن أكل فيهم شيء تماماً، ولكني اريد منك شيئاً أنه في اليوم الثالث الذي سأموت فيه تأتي إلي، فأجابه الملاك بالموافقة فظل الرجل يصلي الثلاثة أيام وصائم تماماً وظل يقول سامحني يارب، أنا جاهل سامحني، أذكرني متي جئت في ملكوتك، ظل يصرخ يصرخ إلى اليوم الثالث قبل النهاية بقليل حضر الملاك فعلم أن الساعة قد أتت قال له امسك يدي فأمسك بيده وظل يصرخ ويقول يارب ارحمني وسامحني أنا فعلت شرور وخطايا كثيرة، وظل يقول عن أخطاؤه، ويقول أذكرني متى جئت في ملكوتك، ويقول ارحمني كعظيم رحمتك، فجاء الملاك وأدار الكرة الأرضية كثيراً مرة أخرى ثم قال للرجل انت عدت مرة أخرى لديك من العمر أربعين سنة ولديك الولدين مثلما هم في المرحلة الابتدائية، وعملك مثلما كان هكذا هو، فهل يعود يطلب منه هذه الطلبات ثانية؟! نحن يا أحبائي كثيراً ما لا نعلم ماذا نريد، لابد أن نعرف، قال لك "اطلبوا أولا ملكوت الله وبره" هيا بنا جميعاً لندخل اسبوع الآلام ونقول له نريد أن ندخل معك يارب لنرضيك، نريد أن ندخل معك لنصلب معك، نريد أن نصلب العتيق الذي فينا، نريد أن نبتعد عن كل أمر لا يرضي صلاحك،نريد إرادتنا تتبع إرادتك ربنا يعطينا يا أحبائي أن نرضيه وأن نكرمه وأن تتبع إرادتنا إرادته، وليكن لنا كلينا حب واحد أو رفض واحد يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

لجاجة المرأة الكنعانية

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا مارمتى الإصحاح (15) عن لقاء من اللقاءات الممتلئة بالدروس في الكتاب المقدس وهو لقاء المرأة الكنعانية بربنا يسوع المسيح يقول أنه "ثم خرج من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيدا"،ربنا يسوع في كرازته كان متدرج وتقابل مع فئات كثيرة،لكن كثيراً ما كان يجد مقاومة ورفض في أورشليم واليهودية،فعندما كان يجدهم يقاوموه وكلما يفعل شيء ينتقضوه،مثلما يقولوا له "اليوم سبت،أو يقولوا له من أنت، ألست أنت ابن النجار، ومرة أخرى يقولوا أنت ببعلزبول تخرج الشياطين" فكان يصعد إلى فوق،كلما صعدنا إلى فوق كلما يقل التعداد اليهودي وفوق يكون عدد الأمم أكثر، فأورشليم في الأسفل وفي المنتصف السامرة وفي الأعلى الجليل، ثلاث مدن الذي كان ربنا يسوع المسيح يركز على خدمته بهم،وبأعلى الجليل أيضا صور وصيدا،بمعنى أننا إذا حسبنا نسبة اليهود فيها يكونوا حوالي ٥٪ أو١٠٪، أي أن غالبا كلها أمم،أمم تعني أشخاص لم يدخلوا إلى الإيمان بالله، فعندما ذهب إلى فوق ناحية صور وصيدا وجد امرأة يقول هكذا امرأة كنعانية خرجت من تلك التخوم أي ليست فقط أممية لا أيضا كنعانية،فمن المعروف أن الأمم أشرار،الكنعانيين هم أشر شر من الأشرار،هؤلاء نسل كنعان عندما تقرأ عنهم في الكتاب المقدس سفر التكوين الإصحاح (٩) يوضح لك أن نوح بعد الفلك حدث له ضعف، أنه سكر وتعرى فمر عليه ابنه اسمه حام ورأى عورة أبيه رآه وهو عاري فخرج في لون من الاستهزاء يقول لأخوته،فأخوته فعلوا حركة فيها ستر لوالدهم بأنهم أحضروا غطاء وبظهورهم غطوا أبوهم،أي لم يتحركوا بوجههم لا بل تحركوا بظهرهم، ساروا إلى الخلف وغطوا أبوهم، فأبوهم عندما علم هذا الموضوع لعن نسل حام الذي هو نسل كنعان، الكنعانيين.لذلك وجدنا الكنعانيين في الكتاب المقدس أناس أشرار،تستطيع أن تقول أهل سدوم وعمورة كنعانيين،معروفين بخطايا الإباحية والجنس والخلاعة ومعروفين بعبادة الأصنام، فكانت هذه المرأة كنعانية، تخيلوا عندما يحدثك الكتاب المقدس عن اليهود الذين لهم العهود والنبوات، والذين يفتخروا بموسى ويفتخروا بداود ويعرفوا الشريعة أنهم رافضين ربنا يسوع ويقاوموه وهذه المرأة الكنعانية أتت تقول له ارحمني يارب، فالكتاب المقدس يريد أن يقول لنا شيء مهم جداً من خلال هذه المرأة، هي أمرأه جميلة ففي النهاية ربنا يسوع المسيح قال لها عظيم إيمانك، صرخت وقالت له ارحمني يارب، وهنا يقولوا عن عبارة "ابنتي بها شيطان ومعذبة"في ترجمات أخرى تقال "ارحمني ياسيد إن ابنتي مجنونة جداً"ابنتي مضطربة، صرخة، إذن ماذا يريد ربنا يسوع المسيح؟ الله يعلم ما بقلبها،أراد أن يعلمهم درس بهذه السيدة،ففي البداية أتى إليه تلاميذه وقالوا اصرف هذه السيدة فهي تظل تصرخ، فنظر إليها وقال لها أنا لم آتي لكم أنتم، أنت لست من التابعين لي، أنا أتيت لخراف بيت اسرائيل الضالة، أنا أتيت للناس التابعة لي، وقال لها كلمة صعبة جدًا ولكن في الحقيقة هذه الكلمة ليس يسوع هو الذي قالها،وإنما هي كانت مثل مشهور،أي أنها كانت كلمة اجتماعية تتداول التي هي "ليس حسن أن يؤخذ خبز البنين ويعطى للكلاب"، وكانت كلمة الكلاب هذه صفة معروفة تقال على الأمم أي كلمة متاحة، تقرأ في رسالة فيلبي معلمنا بولس الرسول يقول لك "أنظروا الكلاب" فكان يقصد "أنظروا الأمم"، فقال لها "ليس حسن أن يؤخذ خبز البنين ويعطى للكلاب"، فيقول لك هذه السيدة ماذا فعلت؟! سجدت له،سجدت له وقالت له "ارحمني يارب"،وقالت له كلمة في منتهى التواضع، بمعنى أنت تقول علينا كلاب؟والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها،ما هذا التواضع؟!،هذه السيدة تعلمنا دروس كثيرة جدًا، كيف اتبع يسوع،كيف ألح في الطلب، كيف يكون لدي ثقة لاستجابة الطلب،كيف اطلب بتواضع،كيف أنني إذا وجدته غير متجاوب مع طلبي استمر، فهي كانت من الممكن أن تذهب، كانت من الممكن أن تشعر بالخجل،كان من الممكن أيضاً أن تعترض، كان من الممكن أن تهين يسوع وتهين تلاميذه، كان يمكنها أن تقول له أنا مخطئة أني أتيت خلفك لتتركني أو تهينني،لا لم تفعل أي من ذلك أبدا أحياناً يا أحبائي ربنا يسوع يتأخر في الاستجابة،وأحياناً ربنا يسوع يريد أن يري ما في أعماق القلب ما شكله، وأحياناً يختبر اتضاعنا، أحياناً تكون هناك ضيقة تخرج ما بداخلنا، أحياناً يكون مرض يقصد به شفاء النفس، أحياناً تجد كلام يجرح من الناس، فالتلاميذ نفسهم يقولون له اصرفها هذه السيدة تزعجنا، قالوا له اصرف هذه المرأة، لكن السيد المسيح له وجهة نظر أخرى يريد أن يبرز إيمانها أمام الكل، ما الذي أنت تعرفيه يا امرأة يا كنعانية عن السيد المسيح فهو من المؤكد أنه مجرد كلام سمعتيه، أنتي لستي لك حظ من أي نبوة، أنتي لم تسمعي شيء من المزامير تماماً، أنتي لم تعرفي شيء عن رحلة بني إسرائيل، ولا المن والسلوى، ولا عامود النار،ولا عبور البحر الأحمر، تخيل أن الناس التي تعرف كل هذا الكلام لم يتبعوا المسيح وهذه التي لا تعرف شيء لكن داخل إيمانها إيمان بصدق ومحبة ربنا يسوع وإيمان بقدرته،وجاءت تقول له ارحمني، وهناك كلمة سيد وتقال رب فهنا في بعض ترجمات تقول يا سيد وهنا تقول يارب، ارحمني ابنتي معذبة جداً، ابنتي مجنونة جداً، ما هذه الصرخة؟! هي صرخة انسان من انسانه العتيق، هي صرخة لابد أن نصرخها كلنا أمام ربنا يسوع المسيح، نقول له نفسي معذبة جداً،في حيرة شديدة،مترددة،مجنونة،مازالت تختار الباطل،مازالت تبيع الغالي بالرخيص،مجنونة،مازالت تدين، مازالت تشتهي الزمنيات والأرضيات،مازالت تدخل في مقارنات مع من حولها،ومازالت تلوم الله أنه لا يلبي لها طلباتها، أشخاص كثيرة يا أحبائي تريد أن الله يكون كأنه خادم لديهم وإذا لم يفعل لهم ما يريدوا يصبح غير جيد، غير صالح، أناس كثيرون يقيسوا الله بمقياس خطأ لذلك معلمنا بولس قال "قارنين الروحيات بالروحيات" لا أقارن الله بزمنيات ولا بطلبات ولا بعقلي، لا أنا عقلي صغير جداً لابد أن أعرف ذلك، ولابد أن أترجم هذا الكلام في صورة صراخ لله، نتعلم من الكنعانية الصراخ في الصلاة، ارحمني يا سيد، يارب ابنتي مجنونة جداً، نفسي مجنونة جداً،أنا متردد ومتقلب ومزاجي وهوائي وكل وقت بحال وإذا كنت اليوم جيد فإني غداً أكون غير جيد وأبحث عن المشاكل بيني وبين أسرتي وزوجتي وأبنائي وأخواتي،الكل بهم علاقات مضطربة في الحقيقة هذا ينطبق عليه كلمة ابنتي مجنونة جداً، أين السلام؟! ، أين الحب؟!، أين الغفران؟!، أين التفكير في السماويات؟!،أين التركيز على عبادتي أنا الشخصية؟!،أين صرختي من أجل شفاء نفسي؟!،ما لم نئن من نفوسنا يا أحبائي فلا يوجد طريق للشفاء،هل هناك أحد يذهب للطبيب وهو لا يشعر بألم؟!، الذي يذهب للطبيب يكون متألم، نحن لابد أن نصل لدرجة أننا نئن من أنفسنا، لكي يمكننا أن نقول له ارحمني يا سيد إن نفسي مجنونة جداً، اشفيني، اقترب إلى نفسي،اشفيها معلمنا داود كان يقول له اقترب إلى نفسي فكها، صرخت ويسوع يصدها وهي مستمرة، يريد أن يظهر إيمانها، يريد أن يعلم بها الواقفين، يريد أن يظهر الجوهرة التي داخلها،هو لا يصدها بل كأن شخص يحفر شيء لكي يخرج ذهب، فعندما تحفر شيء لكي تخرج ذهب يخرج بعض التراب، فأخرج شيءقد يكون شكله صعب قليلاً الكلام الذي قاله لها، لكن هذا كشف عن ذهب جميل داخلها،بعض الآباء عندما جاءوا يفسروا قالوا أنها عندما قال لها ليس حسن أن يؤخذ خبز البنين ويعطى للكلاب لم تقل له كلمة "ولكن" فقد تكون "ولكن" هذه كلمة بها اعتراض، لم تقل له "ولكن الكلاب" بل قالت له "والكلاب" ،كأنها بلسان حالها تقول "إني أكمل كلامك هذا صحيح أنه لا يؤخذ خبز البنين ويعطى للكلاب، والكلاب تأكل من الفتات الساقط من مائدة أربابها، أنا كأني مثل السيدة نازفة الدم التي تريد أن تلمس هدب ثوبه نحن جئنا لنتناول ونقول له ليس لدينا استحقاق، كيف نتناول؟! أنا ليس لي وجه كيف أتناول؟!، كيف أدخل؟،لكن من محبتك، الكنيسة تعلمنا أن نقول له يارب أنت لم تستنكف أن تدخل بيت الأبرص، أنت لم تمنع الخاطئة من تقبيل قدميك فلا تحرمني من الدنو منك، لا تحرمني، أنت لم ترفض الكنعانية أنت قبلتها وخرج منها ما أعلن عظمة الإيمان التي داخلها، هو قال لها عظيم إيمانك، انتبه أن الكتاب المقدس قصد أن يبرز لنا نوعيات من الأمم مثل الرجل قائد المئة الذي قال له "قل كلمة ليبرأ غلامي" أي يريد أن يقول له لا تتعب نفسك وتأتي لا بل أنت تستطيع من مكانك أن تقول كلمة فيشفى الغلام، ماهذا الإيمان؟! تجد ربنا يسوع المسيح قد مدح إيمان الاثنين قائد المئة، والمرأة الكنعانية على إيمانهم وكأنه يعطي بهم درس، درس للعارفين الناموس، درس للمتظاهرين بالتقوى،درس للذين يرون أنفسهم أنهم حراس الإيمان،وقد ظهروا ضعاف جداً، فارغين جداً، ولا يوجد بهم شيء يمدحون عليه بل على العكس هو ظل يوبخهم ويعطي لهم الويل لأنهم في الحقيقة لم يكونوا على مستوى القبول لكل ما عرفوه، فعرفوا لكن هذه المعرفة كانت بالنسبة لهم سبب دينونة، هذه الكنعانية درس جميل لنا يعلمنا الصراخ والإيمان واللجاجة والإتضاع والاستجابة والسجود، يعلمنا الثقة في قدرة الله وقدرة شفاؤه لذلك الكتاب المقدس أكمل وقال "خرج للجليل صعد للجبل جلس هناك جاءت إليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وصم وشل وآخرون كثيرون طرحوهم عند قدميه" كل واحد منا به مرض في نفسه يطرح نفسه عند قدميه فيقول لك الكتاب كلمة جميلة جداً، يقول فشفاهم هذا هو يا أحبائي منظر الكنيسة كلها، كلنا بأمراض كثيرة طارحين أنفسنا عند قدميه نقول له يارب اقترب لنا واشفنا، نقول له يا سيد يا ابن داود ارحمني، يارب ارحمني، يارب اشفي نفسي،اشفيني من كل كبرياء،اشفيني من كل شهوة ردية، اشفيني من كل تعلق مريض،اشفيني من كل عدم محبة وغيرة وأنانية، اشفيني من روح العالم التي تسلطت عليا وجعلت نفسي تكون مجنونة جداً ربنا يعطينا نصيب مع الكنعانية ونصرخ معها ونشفى ويتعظم مجده ويعظم إيماننا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

مفهوم الصوم

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين. كل سنة وحضراتكم طيبين بنعمة المسيح الكنيسة تقبل علينا فترة مباركة جداً وهي فترة الصوم الكبير، يوم الاثنين القادم نبدأ بالصوم، كثيراً ما نستثقل الصوم، كثيراً ما نود أن نؤجل، كثيراً ما نقول أن هذا الصوم طويل، ثم أنه ليس فيه سمك فأنا متعب،لدي آلام بالمعدة،بالعظام،ويتذكر الفرد منا كل الأعضاء التي تؤلمه في جسده في الحقيقة يا أحبائي الصوم لابد أن نقبل عليه باشتياق،وفرح،ومسرة، وترقب،وشغف فنحن الآن نحارب به لا أحد أبدا يستقبل المنحة أو السلاح برفض أو بلون من ألوان كأنه هو الذي يفعل جميل في الموضوع لا لكن الصوم هو الذي فعل فينا الجميل، الصوم هو نعمة لذلك أنا أريد أن أقول لك عن أربعة كلمات سريعة:- ١- لابد أن يكون الصوم معه ضبط في الطعام. ٢- لابد أن يكون الصوم معه توبة. ٣- لابد أن يكون الصوم معه عبادة. ٤- لابد أن يكون الصوم معه رحمة. أولا :الطعام : طعام بمعنى وأنت صائم لابد أن تكون من الآن داخل على الصوم بنية أنك تمنع جسدك وتحاول أنك تهذب جسدك وترتفع بجسدك، ليس مجرد تبديل لأنواع الطعام، أنت تدخل على الصوم ولديك نية أن تقدم من جسدك ذبيحة، لديك النية أنك ترتفع بجسدك فوق شهوة الطعام، ومثلما يقولوا لنا القديسين أن الطعام هو الذي اسقط آدم، هو الذي اشتهى الطعام فطرد، كذلك الصوم هو الذي يدخلنا مرة أخرى للفردوس لذلك عود نفسك في الصوم أنك تبدأ تقول لجسدك لا،يقولوا القديسين عود نفسك أن تأكل ما تحتاج وليس ما تشتهي، وهناك فرق كبير جداً بين ما نحتاج وما نشتهي، حاول أنك في الصوم يكون لديك نية أن تأكل أطعمة قليلة،حاول أن يكون لديك النية أنك سوف تتعب قليلاً في الجسد ولكن لكي ما ينتصر الروح،ليس مجرد أنك تتعب فقط في الجسد،حاول أن يكون لديك رغبة في أنك بالفعل ترتفع على الطعام، وأريد أن أقول شيء أحياناً هذه الفترة نقول عليها فترة الرفاع، فأحياناً الناس في فترة الرفاع تتحول عندهم إلى تخمة من الأطعمة تتحول فترة الرفاع لفترة وكأن شخص سيدخلفي مجاعة ويظل يحاول يعطي لجسده أمور كثيرة من رغباته أقول لك الكنيسة لا تقصد ذلك الرفاع أي أن نرتفع على سبيل المثال في بعض كنائس أخواتنا الروم تجد قبل الصوم بأسبوعين أو ثلاثة يقولون رفع اللحم بعد ذلك يقولون رفع الجبن والألبان،بمعنى أنهم يحاولوا قبل الصوم أنك تكون بدأت تدريجياً تمتنع عن أشياء ليس أنك تأكل بنهم أول شيء الصوم والطعام تكون لديك النية أنك تقدم من جسدك ذبيحة. ثانياً : الصوم والتوبة : لابد أن يكون الصوم معه توبة، لا يصح أن أكون صائم ولا أكل لحم جبن بيض،ولا أشرب لبن لكن أكره أخاصم أكون محب للعالم محب للمال عيني تشاهد أشياء سيئة، أفكاري تجول فيها أفكار باطلة، وصائم من جهة صائم فأنا صائم، أقول لك لا انتبه! الصوم يحتاج إلى توبة، يحتاج إلى رجوع إلى الله،الصوم يحتاج إلى أن الانسان مثلما تعلمنا الكنيسة نقول ونحن أيضا فلنصم عن كل شر بطهارة وبر الصوم عن الشر أهم من صوم الطعام التوبة هي أنك لابد أنك تأتي للاعتراف وتقول أمام الكاهن حللني يا أبي أنا فحصت نفسي ووجدت داخلي شرور كثيرة رابضة داخلي وأنا صامت داخلي أفكار شروداخلي كبرياء شديد جداً وداخلي عدم محبة،ومحبة للمال،وغرور،وكبرياء، وغيرة،وحسد،وحقد داخلي خطايا كثيرة جداً وأنا أصمت عنها ولا أحاسب نفسي أقول لك لا فالصوم يعني توبة صوم يعني أن تفحص نفسك لا تستقر في داخلك أفكار باطلة لذلك أستطيع أن أقول لك أن الصوم لابد أن يصحبه توبة، يقول أن رعيت إثما في قلبي فلن يستمع الرب لي عندما يكون الانسان لا يأكل لحم لكن يأكل في لحم أخوته يأكل حقوقهم يأكل في سيرتهم،يتحدث كثيراً عن هذا وهذا،ويدين الجميع يتحدث على الكل وصائم! لا انتبه ليس هذا هو الصوم. ثالثاً : الصوم والعبادة :الصوم لابد أن يكون ملازم معه صلاة أكثر مزامير أكثر إنجيل أكثر فأكثر فترة جميع الكنائس تقيم فيها قداسات هي فترة الصوم الكبير لماذا؟ لتقول للشعب تعالوا خذوا كلوا تعالوا تغذوا أنتم صائمين بحسب طعام الجسد تعالوا خذوا طعام السماء خذوا الطعام السماوي خذوا الخبز السماوي تعالوا اعبدوا تعالوا تعالوا ارفعوا ايديكم وارفعوا قلوبكم،وما أجمل وما أشهى أمام الله أن يستمع إلى عبادة من نفس صائمة لماذا؟ لأن الصوم هو بداية أقول له يارب أنا أحبك أكثر من نفسي أنا أحبك أكثر من جسدي يارب أنا أحبك أكثر من شهوتي أنا أحبك أنت أكثر يارب اسمع صلاتي فعندما يجد انسان صائم ويصلي تكون بالنسبة له تزكية كبيرة جداً عبادة هدف حياتنا مثلما سأل موسى النبي الرب على بني إسرائيل لماذا نخرج؟ قال له الرب ليعبدوني في هذا الجبل . ربنا أعطانا فرصة هذه الحياة للعبادة لكي تكون فترة تمهيد للحياة الأبدية لأن ما هي الحياة الأبدية إلا الوجود في حضرة الله،والعبادة هي التدريب على الوجود في حضرة الله حاول أن تقرن صومك بصلوات أكثر،وبالطبع هذا يتطلب أنك تغير قليلاً في برنامجك اليومي الناس التي تشاهد التلفاز كثيراً وعلى الأخبار وعلى الميديا،وعلىFacebook والذي يظل يهدر وقته كثيراً ويجري مكالمات تأخذ ساعات ترتيب الصوم لابد أن تكون ترتيب أولوياته مختلفة لابد أن يكون به عبادة الصوم معناه أنه لابد أن يكون مقترن بالصلاة،وكلما تأتي إلى الكنيسة تجدها تحدثك عن أن الصوم والصلاة هما اللذان رفعا ايليا إلى السماء هما اللذان خلصا دانيال من جب الأسود هما اللذان عمل بهما موسى حتى أخذ الناموس والوصايا هما اللذان عمل بهما الأنبياء وتنبأوا قبل مجيء المسيح بأجيال كثيرة هما اللذان عمل بهما الرسل هما اللذان عمل بهما سكان البراري وسكنوا في الجبال من أجل عظم محبتهم في الملك المسيح، يحدثك عن الصوم والصلاة كثيراً. رابعاً الصوم والرحمة :صوم أي أنه فيه أقلل من طعامي، فيه توبة، فيه عبادة، لكن هناك ترجمة عملية جداً طلبها الله مننا، ما هي؟! أن نكثر من الصدقة أن نعطي ليس فقط من الفائض لكن من الأعواز أحد القديسين قال ليس الفضل لك إن أعطيت الفقير ما يحتاج ولكن سيكون الفضل لك إن أعطيت للفقير ماأنت تحتاج، اجتهد في الصوم أنك تقول لله أنا لا أحب الجسد لا أحب العالم هو كثيراً ما يقول لنا لا تحبوا العالم أنا لا أحب المقتنيات أنا في الصوم أريد أن أعبر عن صومي بالفعل فها هي العطايا، ماذا أقدم؟ ما الذي أستطيع أن أقدمه؟،حاول أن ترى ما الذي لديك يمكن أن تقدمه؟ما الشيء الجيد الذي لديك؟،ما الشيء الذي لديك يمكن أن يفرح انسان؟،بماذا يمكن أن تساعد أحد؟،تصدق لأنه يقول الصدقة تنجي من الموت، الانسان الذي يصنع صدقة، يصنع رحمة تأتي له رحمة، قال "من يرحم الفقير يقرض الرب عن معروفه يجازيه"، الإنسان التائب والصائم والمحب للعبادة تترجم في شكل عملي أنه يساعد غيره، أنه يحاول أن يقدم شيء لأنك عندما تقدم شيء معناها أنك تقول لله أنا لست مقيد بالأشياء، أنا لست مقيد بالمال، أنا لست مقيد باحتياجات هذا الزمن،أنا اجتهد في الصوم أن ارتفع فوق كل هذا،هذه ترجمة عملية يا أحبائي لذلك يتحدث علي أن هذه الصدقة تتقدم جميع الفضائل، لذلك يقول أن الرحمة تفتخر علي الحكم، معلمنا يعقوب يقول "الرحمة تفتخر علي الحكم" وقال أيضاً "كونوا رحماء كما أن أباكم الذي في السموات رحيم"،أي تأخذ هذه الرحمة من مصدرها، حاول أن تقتني قلب حساس يشعر باحتياجات الناس، لا تعيش في دائرة نفسك فقط، لا تكن خادم لطلباتك فقط، لا تكن خاضع لما تريده أنت،لا بل حاول أنك تخرج من دائرة نفسك، الصوم يساعدك علي ذلك لذلك تتعجب أنك ترى الكنيسة طوال فترة الصوم تقول جملة قد تبدو أنها ليس لها علاقة بالصوم، فنحن صائمين لكن يظل يقول "طوبي للرحماء على المساكين"، أنت تقول هذه ليست لها علاقة بالصوم يقول لك لا فهذه هي قلب الصوم، قلب الصوم أنك تتحلى بأعمال الرحمة وأعمال الصدقة وأنك تكون انسان بالفعل ارتفعت فوق الطعام، لكن ليس فقط فوق الطعام لكن أنت ارتفعت فوق المال، وارتفعت فوق الاحتياجات المادية، أنت الصوم قد أثمر فيك، أنت بالفعل أصبحت انسان قريب من السماء، الصوم حقا فعل مفعول داخلك،لذلك يا أحبائي لابد أن نجتهد أنك تقول بماذا أكافئ الرب عن جميع ما أعطنيه، يارب ما الذي يمكن أن أقدمه لك؟ أنا أقدم لك جسدي، أقدم لك شهواتي، ورغباتي،أرفعها لك، أقدم لك جسدي في العبادة، أقدم لك محبة، أقدم لك توبة، لا بل أقدم لك أيضاً أعمال رحمة حقيقية من منا لا يعرف شخص محتاج؟،من في أسرته لا يوجد بها شخص محتاج؟،من في جيرانه لا يوجد شخص محتاج؟ من في دائرة معارفه لا يوجد شخص محتاج؟ إذن ما موقفك أنت منه؟ لذلك معلمنا يعقوب قال لك لابد أن يكون إيمانك إيمان عامل بالمحبة، لابد أن يكون الإيمان مترجم بشكل عملي ربنا يعطينا أن تكون فترة الصوم فترة اقتراب، فترة ارتفاع،فترة عبادة، فترة توبة،فترة عطاء يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

لا تخف الجمعة الثالثة من شهر أمشير

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح 12وبه آية تتردد على مسامعنا كثيراً "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت"، لا تخف، في الحقيقة يا أحبائي كثيرمن حروب عدو الخير لنا أنه يستغل ظروف أو ضعفات في الإنسان أو ظروف في البيئة والمجتمع لكي ما يخيف الإنسان، تجد القلق لدى الأشخاص بسبب الغلاء، الحرب، ارتفاع الأسعار، العملات،الذهب، تنشغل الأشخاص بشكل به قلق، هذه المنتجات في غلاء متزايد، ثم بعد ذلك، ماذا سنفعل؟!، وتجد الإنسان بدأ يدخل له هم وخوف وقلق، وبدأ الموضوع يأخذ أكبر من حجمه، أقول لك في بداية الأمر أن هناك خوف طبيعي، فطري، هذا الخوف غريزة في الإنسان من ضمن غرائز الإنسان،والله أعطانا كل الغرائز التي فينا من أجل محبته لبقاء حياتنا،غريزة الجسد،غريزة الطعام، غريزة الخوف، هذه غرائز من أجل بقاء الحياة، نحن إذا لم نخف كان من الممكن أشياء كثيرة تحدث لناوتؤذينا،لابد أن نخاف من النار، نخاف من السكين،نخاف من قطار، نخاف من سيارة ستصطدم بنا، لابد من هذا الخوف لبقاء حياتنا، الله سمح لنا أن يكون لدينا خوف من محبته لنا، لكن عندما يتحول الخوف إلى رعب، عندما يتحول الخوف من أمر إلهي إلى أمر حرب من عدو الخير علينا لابد أن ننتبه، تقول لي يا أبي وماذا نفعل والعالم من حولنا ممتلئ بالأشياء الصعبة، والوسط المحيط، والغلاء،والحروب التي علينا، وطوال الوقت نسمع أخبار مزعجة، فنحن ننزعج، أقول لك على ثلاثة أمور لأن الوقت قصير:- ١- الإيمان . ٢- الاكتفاء . ٣- فكر كثيراً في الأبدية . أولا الإيمان:- هل الله الذي يعول هذه الخليقة والذي يهتم بهذه الخليفة كلها سوف يأتي عليه وقت معين أو مرحلة معينة من الحياة يقول لنا أنا لا أستطيع التصرف؟!، ذات مرة تلميذ ومعلمه كان لديهم أمر صعب جداً يخص الدير والمعلم كان لديه قلق بسبب هذا الأمر ويظل يصلي وكان سوف يتقابل مع شخص من المسئولين لكي يحل هذه المشكلة وخائف وقلق ومضطرب ولا يستطيع النوم وسوف يقابله الرجل المسئول في صباح الغد، والتلميذ كان يعيش مع معلمه فصلوا وقاموا بعمل التسبحة ونام، ولكنه كلما يستيقظ يجد معلمه قلق ويظل يمشي ويدور حول نفسه فينام مرة أخرى وهو يصلي له ويقول يارب أعطي له سلام، بعد قليل من الوقت يستيقظ فيجد معلمه يظل يسير ويدور في القلاية، المهم قال له لماذا أنت قلق يا معلم؟ فيجيبه المعلم أنت لا تدري بشيء، فهل أنت تحمل مسئولية أو هم؟! نام، نام قالها له بصوت مرتفع وكأنه ينتهره، فشعر بالخجل فقال له هل يمكنني يا معلم أن أسأل عن شيء؟! فالمعلم قال له اسأل، فقال التلميذ من الذي دبر أمور الخليقة منذ خلقتها إلى الآن؟ فأجابه بالطبع الله،قالها بغضب، فسأله ثانية ومن الذي يدبر أمور الخليقة من الآن وحتى مجيئه الثاني وإلى نهاية العالم؟ فأجابه الله، فقال له إذن بما أن الله دبر من البداية إلى الآن وسوف يدبر من الآن وإلى مجيئه الثاني فدعه يدبر الآن أيضاً، فصمت، فوجد معلمه شعر بالخجل، حقا من الذي دبر هذه الخليقة كلها؟ لابد أن يكون لدينا إيمان أنه بالفعل كما قال الكتاب المقدس وتبحث عن هذه الآية تجدها كثيراً جداً في الكتاب المقدس وهي "وأما البار فبالإيمان يحيا لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان" ما هو الإيمان؟ الإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى، إيمان قوي أن الله هو الذي خلقني، هو الذي خلصني، هو الذي ينتظرني في الأبدية،هو الذي يحبني، هو الذي يعولني،هو ضابط الكل،ما أجمل كلمة ضابط الكل التي تستخدمها الكنيسة"بان طوكراطور" أي ضابط الكل، خالق السماء والأرض، ما يرى وما لا يرى، صدقوني يا أحبائي الأشياء التي لا نراها في الخليقة أكثر بكثير جداً من الأشياء التي نراها، الأشياء التي تحت الأرض، الكائنات الغير مرئية، أمور السماء، الأفلاك، النجوم، الشمس، أسرار وأسرار، وتدابير الذي دبر الكون كله أنا أرى أنه لا يعرف تدبير هذه المرحلة أو لا يعرف أن يدبر حياتي أنا، الإيمان، بالإيمان نسلك لا بالعيان،اجعل دائمًا ثقتك في الله أعلى من ثقتك في نفسك، أعلى من ثقتك في الظروف التي حولك، الإيمان، وقل له يارب زد إيماني أحياناً يا أحبائي الله يضعنا في محكات كثيرة جداً لكي نلجأ له أكثرولكي يتقوى إيماننا ليس لكي يضعف إيماننا، مثلما قال "كنت فتى والآن شخت ولم أرى ذرية تخلى عنها، ولم أرى ذرية تلتمس خبز"، لا يوجد. ثانياً الاكتفاء:- الإنسان دائمًا يحارب بطلبات كثيرة، الإنسان دائمًا يهدد بأمور كثيرة، لكن هذا التهديد جاء من رغباته الداخلية، أحياناً كثيرة الإنسان يرى أنه ليس لديه، غير مقتدر،لا يستطيع أن يأتي بشيء، الاكتفاء ينجينا، ما أجمل عندما قال "إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفى بهم"، تخيل عندما يقوموا بعمل إحصائيات يجدوا الإنسان يأكل أكثر من خمس مرات احتياجاته من احتياجه للخبز، وتخيل أنت الإنسان لديه من الخبز عشر أضعاف احتياجه،فأين الاكتفاء؟!، أقول لك لا يوجد اكتفاء لأن الإنسان لديه احتياجات داخله يخضع لها ويحاول أن يشبعها وهي لن تشبع،ويظل يشتري ويأكل، يشتري ويأكل إلخ ما أجمل الأب الكاهن عندما يصلي لنا في القداس الإلهي ويقول "لكي يكون لنا الكفاف"، كفاف! قدسك يا أبي تقف على المذبح وتصلي لنا بالكفاف!ألست تصلي بالزيادة؟! قال لك بلى أنا أصلي لك بالزيادة لكن انتبه فيما تكون هذه الزيادة،"ليكن لنا الكفاف في كل حين نزداد"، فيما نزداد؟ "في كل عمل صالح"، في أمور الحياة نريد الكفاف، ما هو الكفاف؟ الذي يكفيك في ملبسك وطعامك وكفى، ودائماً قل أشكرك يارب، اجعل دائماً لديك رضا، اجعل لديك شبع داخلي،الحكيم قال "العين لا تشبع من النظر"، قال الإنسان مهما أكل ومهما شبع، قال مهما اشتهته عيني لم أمسكه عنهما، وفي النهاية قال باطل الأباطيل، قال الذي يحب الفضة لا يشبع من الفضة،اقرأوا سفر الجامعة،لتعرفوا أن المال الذي كل الناس تجري وتذهب خلفه لا ينفع بشيء،مهما كان ملك، أو غني، أو أمير، أو صاحب ثروة والجموع كلها تجري خلفه فهو لا شيء منذ وقت قريب كان هناك مجموعة يذهبون إلى مكان للخلوة وبجانب المكان قصر ضخم جداً، لكن عندما نظرنا إليه من الشرفة وجدناه خراب، فقالوا لأن صاحب هذا القصر توفي وأولاده خارج البلاد فلا يوجد أحد يهتم به فتجد حمام السباحة،الحدائق، السلالم، الرخام، كل هذا. إلخ، قال لك صاحب القصر توفي فانتهى أمر هذا القصر، ما هي القصور التي تجري الناس خلفها؟!، كم سنة سوف يأخذ معك هذا القصر يأخذ 20أو30عاما لكن وماذا بعد ذلك؟ لنفرض أنه لم يجد الذي يهتم به أو الذي يقيم فيه،قد تكون أنت كفرد تختاره وتقول أنا اريد مكان بعيد لكي أهدأ، لكن لنفترض أن ابنك لم يحب ذلك، وقال لك أنا لا أريد هذا المكان فأصبح الذي تعب فيه وبنى فيه لم ينفعه، لذلك نطلب الاكتفاء، اجعل دائماً لديك اكتفاء ما أجمل معلمنا بولس الرسول عندما يقول "تدربت أن أكون مكتفيا بما أنا فيه"، تدربت أن أجوع وأن أعطش وأن أنقص واستفيض، ما أجمل الإنسان القوي من داخله، لذلك يقول لك الغني هو ليس الذي يملك أكثر ولكن الغني هو الذي لا يحتاج، من هو الغني؟! من الغني في الحاضرين الآن ليس الذي لديه مال لا بل الغني هو الذي لا يحتاج، الذي يقول أنا لدي ملابس أنا لدي ساعة أنا لدي ..إلخ،الغني هو الذي لا يحتاج، من هو الفقير؟ الفقير هو الذي دائماً يحتاج إلى كل شيء، كل شيء يراه يقول أنا أريده، كل شيء، ولكن أنت لديك! هذا الفقير. ثالثاً فكر كثيراً في الأبدية:- تعلق بالأبدية، الأبدية تشفيك، الأبدية تغنيك،ما مصيري الأبدي، أين سوف أذهب،ماذا بعد! ما أجمل الإنسان الذي يسأل نفسه بعد شراء هذه الأشياء وبعد أن أفعل ذلك، ماذا بعد؟!. كان البابا كيرلس السادس الله ينيح نفسه كثيراً ما يسأل الذي كان يحدثه وماذا بعد؟! أحضرنا ممتلكات كثيرة،لكن ماذا بعد! فرحنا بها، أيضاً ماذا بعد!،أي أنناأصبحنا سعداء،إذن ماذا بعد! يقول لك هذا يكفي، أقول لك هذا جيد أتمنى أن تصل لكلمة كفى،لذلك أعرف أن هناك شيء اسمه نهاية، هناك نهاية اسمها السماء، هناك نهاية اسمها المصير الأبدي،هناك بداية اسمها الحياة الجديدة، هناك مقولة اسمها أن نكون معه إلى الأبد، هناك وضع اسمه أن الزمن الذي نعيش فيه الآن زمن غربة، زمن قصير، قصير، بخار، نعم بخار هو قال ذلك "بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل"، قال "أيامي أسرع من الوشيعة"، الوشيعة التي هي النول الذي يتحرك هكذا وهكذا بسرعة، أسرع من الوشيعة، ما هذا؟ قال هو كذلك، عندما يعرف الإنسان أن العمر قصير ويعرف أن الأبدية تنتظره أمور كثير من هذه الحياة تسقط من داخله، كان معلمنا بولس يقول الذين يشترون كأنهم لا يملكون، أي لا يشعرون بالفرق، الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه ما هو الاستعمال، عندما يأتي الإنسان ليفكر في مصيره الأبدي أمور كثيرة تقل من نظره أختم كلامي بقصة بسيطة على موضوع المصير الأبدي، يقولون كان هناك رجل لديه جوهرة، رجل فقير لديه جوهرة صغيرة ورثها من أجداده ثم بعدما افتقر تماماً ذهب إلى شخص يشتري الجواهر وأراه الجوهرة قال له أنا لا أعرف تقييمها جيداً لابد أن نوصلها لتاجر آخر يكون أكثر احترافا مني، فأراها لتاجر أعلى فقال له لا هذه تذهب للتاجر الأعلى مني إلى أن وصلوا لأكبر التجار الذي كان يعطي للملك، فأكبر التجار قال له هذه جوهرة نادرة جداً وغالية جداً وهذه لا تقدر بثمن وليس لها عندي غير واحد فقط هو الذي يشتريها فقال له من؟ قال له الملك، أخذه للملك فالملك عندما رأى الجوهرة انبهر قال له هذه الجوهرة سوف تضيف للمملكة فسأله الرجل على ثمنها قال له هذه ليس لها ثمن فقال له لا أنا أريد مقابل، قال له أنا سوف أمر بأن يفتحوا لك خزائني كلها وتجلس في قصري لمدة ستة ساعات، اجلس واحمل كل ما تريده ولكن ستة ساعات فقط وبعد الستة ساعات ستخرج خارجاً بالذي حملته قال له وهو كذلك، دخل وجد القصر ممتلئ بأشياء كثيرة، فتحوا له أشياء بها مجوهرات وسلاسل وذهب وفضة ومقتنيات ثمينة جداً، ثم دخل على مكان الطعام المأكولات، والمشروبات، وأشياء كثيرة، وفواكه، فعندما رأى كل هذه الأشياء ظل يأكل، يأكل، يأكل، أطعمة شهية جداً، أطعمة كثيرة جداً، فعندما أكل ثقل جسده وقال أستريح قليلاً، وبعدما استيقظ آخذ كل ما حصلت عليه، نام وايقظوه وقالوا له الستة ساعات انتهوا، هيا لكي تخرج خارجاً، قال لهم أنا لم آخذ كفايتي، اعطوني خمس دقائق، معذرة، قالوا له لا الستة ساعات انتهوا. صدقوني يا أحبائي أحياناً فترة حياتنا نلهو فيها، لا ننتبه أننا نريد أن نجمع لميراثنا الأبدي ونلهو بأمور هذا العالم، نبحث عن شيء نلهو به،نهيم فيه، ننام،نتكاسل، لا بل لابد أن نعرف أن العمر قصير، عدو الخير دائماً يحاربنا،تجد الكاهن وهو يصلي يقول"لا تدع عدو الخير ألايضغينا بواسع الأمل بل نبهعقولنا"،يضغينا بواسع الأمل بمعنى أنه يقول لنا لازال الوقت أمامك طويلاً الله يعطينا أن نقضي أيام غربتنا في خوف ونحن رافعين قلوبنا لفوق، عندما يأتوا ليهددونا بشيء أنه سوف يحدث غلاء، ويحدث .... إلخ، قل لتكن إرادة الله، يقول لك "الحكيم يضحك على الزمن الآتي" الله يعطينا إيمان، يعطينا اكتفاء، يعطينا تفكر دائم في الأبدية، فلا نخاف ولكن نجعل الأبديةفي قلبنا.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

عمل الإنبياء

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلهاآمين . في تذكار نياحة الأنبياء تقرأعلينا الكنيسة إنجيل الويلات وذلك لأن الأنبياء كان عملهم هو الإنذار الإلهي وتوصيل الرسالة من أجل التوبة، فتقرأ علينا الكنيسة إنجيل الويلات للكتبة والفريسيين بما معناه أنهم أناس تسمع كثيراً وتحفظ كلمة الله كثيراً لكن لا تفعل شيئاً،واليوم تذكار نياحة يونان النبي ونحن جميعاً نعلم أن يونان النبي كرز ونبه أهل نينوى بمجرد كلمتين حيث قال لهم "بعد أربعين يوماً تنقلب المدينة"،فاستجابوا وتابوا، لكن هناك أنبياء كثيرين علموا ونادوا وأنذروا لكنهم لم يستجيبوا للنداءات،إذن ما هذا الكلام؟! الكنيسة تريد أن تقول لنا يا احبائي عندما يكون هناك صوت الله يكلمنا لابد أن نستجيب،فموضوع أننا نسمع دون أن نعمل هوموضوع يحتاج مراجعة،لأن عندما تحدثنا الكنيسة ويحدثنا الأنبياء ويحدثنا الآباء الكهنة، ونسمع تعاليم كثيرة،نسمع ثم نسمع ولا نعمل نكون فعلنا مثل الكتبة والفريسيين الذين نصيبهم الويل، الويل لكم أيها الكتبة والفريسيين المراؤون،لماذا؟ لأنكم تعرفوا، من جهة المعرفة أنتم تعرفوا لكن لا تفعلوا، أخطر شيء يا أحبائي أن تكون كلمة الله بالنسبة لنا للمعرفة فقط،فمثلاً عندما نقول هيا نكمل آية نجد أننا جميعاً نحفظها،على سبيل المثال أقول لك أكمل تحب قريبك .....، تقول لي كنفسك، أحبوا .....،تقول أعدائكم، أحسنوا إلى .....، تقول لي مبغضيكم، باركوا ...، تقول لاعنيكم، أقول لك إذن هل نفعل ذلك؟ تقول لي لا ليس كل ذلك نفعله كاملاً،إذن ما هذا التناقض؟! كيف نعرف ولانعمل، وعندما نعرف ولا نعمل مرة، واثنين، وثلاثة، وعشرة، ماذا يحدث؟يحدث تبلد للإنسان، يحدث قساوة للقلب، يحدث مزيد من الابتعاد عن الطريق الروحي وكأننا نكون مثلما قال أخذتم مفاتيح المعرفة لكن لم تدخلوا أنتم والداخلين أيضامنعتموهم كثيراً يا أحبائي ما نرى أشخاص سمعت كثيراً ولم تفعل،وكثيراً ما نجد العكس أشخاص سمعت قليلاً وفعلت،فمن الممكن مثلاً أن تجدشخص سمع كلمة حركت قلبه وغيرته مثلما نقول عن أهل نينوى"بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى"، كلمة حركت قلبهم وتابوا،كثيراً ما يقول لك عن امرأة كانت تعيش في دنس وخلاعة ولكنها سمعت كلمة الله من راهب أو من قديس مثل القديسة بائيسة، ومثل قديسة أخرى اسمها القديسة بيلاچية يقول لك تركت كل شيء،باعت كل شيء، القديسة بيلاچية يقول لك أنها ظلت في الصحراء 40 سنة، تابت بكلمة وذهبت للصحراء بعدما كانت تعيش في الدنس والخلاعة،تظل 40 سنة بتأثير كلمة،ولكن هناك أناس يسمعوا كثيراً ونحن جميعاً لدينا هذه المشكلة وخاصة أننا نأتي إلى الكنيسة ولدينا إنجيل في البيت، نسمع ولا نعمل ،والذي بداخل القلب يظل داخله، نفس الاهتمامات، نفس المشاعر، بمعنى أنه إذا كان هناك بعض الخصومة مع أشخاص، هناك عداوة مع أحد،هناك محبة معينة لخطية ما، فكل هذا يفعل مزيد من الابتعاد.لذلك لنحذر يا أحبائي ونراقب أنفسنا هل أنا قلبي قاسي، هل أنا لااستجيب،هل أنا الله يفعل أمامي آيات وعجائب وأنا لااستجيب،هل الله يكلمني وأنا لا أسمع،لذلك الكنيسة وضعت صلاة اسمها أوشية الإنجيل وهي صلاة الكنيسة تصليها قبل سماع الإنجيل لكي نقول "فلنستحق أن نسمع ونعمل"،الكنيسة تقول لنا أن الذي نسمعه لابد أن نفعله وإلا يكون دينونة علينا مثل الكتبة والفريسيين،قال لهم"الويل لكم أيها الكتبة والفريسيين"،كثيراً أناس تستجيب وكثيراً أناس تتقسى،كثيراً أناس تسمع الكلمة وكثيراً أناس لا تسمع للكلمة،الله صنع عجائب كثيرة في أرض مصر،صنع عجائب مع فرعون لدرجة أن مع الضربات العشر فرعون كان يقول كفى، كفى بعد كل ضربة، فهي ضربة واثنين وثلاثة وعشرة وكل مرة يقسي قلبه، ومرة يقول "إن الرب هو البار وأنا وشعبي أشرار"،يكفي هذا، اخرجوا من أرض مصر، بعد ذلك يقول لك أيضاً قسى قلبه ثانية، يقسي قلبه،يقسي قلبه وأنت قد رأيت ضربة أبكار، رأيت ضربة الغنم، رأيت ضربة البعوض، رأيت ضربة الظلمة،رأيت ضربة تحويل الماء إلى دم،رأيت ضربة الدمامل،أنت رأيت مخاطر كثيرة ومن المفترض أن تتوب، لا لكنه يقسي قلبه،ونحن أيضاً ياأحبائي يرسل لنا الله ظروف شديدة في حياتنا القصد منها أننا نتوب ونرجع، ولكن الإنسان أحياناً يظل يدين في الأمور، يظل يسخط على الواقع،وتأتي هذه الظروف له بتمرد، في حين أن المقصود منها أن تأتي بتوبة وليس تمرد.لذلك ياأحبائي الكنيسة تحذرنا من قساوة القلب، الذي حضر منكم الأسبوع الماضي،في الأحد الماضي الكنيسة كانت تقرأ علينا إنجيل زكا العشار، هذا الرجل مجرد فقط أن ربنا يسوع قال له "ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك"، وجدناه سرعان ما قال له يارب أنا أعطي نصف أموالي للفقراء، ومن ظلمته بشيء أعوضه أربع أضعاف، المسيح قال له "اليوم صار خلاصا لهذا البيت"، كيف استجاب زكا؟!لأنه فتح قلبه للمسيح، وعندما فتح قلبه للمسيح ليس فقط سمع لابل سمع وعمل، رغم أنه رجل متمسك بالمال جداً،رغم أنه رجل ظالم،فهو لم يكن عشار فقط بل يقول لك أنه كان رئيساً للعشارين، تخيل أن زكا يستفيد بينما الناس يدينوا ربنا يسوع المسيح أنه دخل بيته، الذي منكم سيحضر الأحد القادم في الكنيسة يجد إنجيل المرأة الخاطئة، المرأة تستفيد وتتوب وتتعلق بأرجل المسيح وتفرح باللقاء بينما الفريسي يقول في نفسه "لو كان هذا نبي لعلم من هذه المرأة وما حالها إنها خاطئة"، يا حبيبي ركز في نفسك!، يا حبيبي استفيد من اللقاء مع ربنا يسوع،عندما تأتي إلى الكنيسة استفيد من اللقاء مع المسيح لا تظل تنظر للناس من حولك، ولا تقل من جيد ومن غير جيد،أنت إذا أردت أن تقول فقل أكثر شخص غيرجيد في الحاضرين هو أنا، الخطاة الذين أولهم أنا،"وأما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك"، أنا أدخل الكنيسة بالرحمة ليس بالاستحقاق،وأنا سأتناول بالرحمة ليس بالاستحقاق،هذا هو الذي يستفيد من الكنيسة،قساوة القلب تأتي مع اعتياد السماع فقط ومع اعتياد أن الإنسان لايستجيب للكلام ولا يتغير يكون قاسي القلب،كان هناك قصيدة للبابا شنودة يقول فيها "صار قلبي في صدري مثل صخرا بل وكان أقسى"،قلبي داخل صدري مثل صخر لا بل وكان أقسى،كيف هذا الكلام! نعمل ذلك قال لك "أنا أعطيكم قلب لحم عوض قلب الحجر"،هل هناك قلب يكون حجر؟!، نعم الذي يسمع ولا يعمل، يسمع قصص توبة،يسمع مواقف خطرة،يسمع عن شباب يفارقوا الحياة، يسمع عن أطفال جاء لهم أمراض شديدة، إذن بعد كل هذا الكلام عندما أسمعه ماذا أقول؟أقول يارب أعطيني فرصة لكي أعيش،أعطيني فرصة لكي أتغير،أعطيني فرصة أرضيك فيها وأعبدك فيها، لكن من الممكن الإنسان يسمع كأنه لم يسمع، لذلك قال لهم "أعطوني القفا لا الوجه" يقصد أنهم يعطوني ظهرهم، لذلك يقول أنه من الممكن أن الإنسان يمنع نفسه عن البركة،يمنع نفسه عن التوبة،كثيراً ما يوجد قديسين في الكنيسة تابوا بكلمة، تابوا بموقف، أشخاص كثيرين تغيرت حياتهم بمجرد نداء،"اتبعني" يقول لك ترك كل شيء وتبعه، معلمنا بطرس يعظ وعظة تغير 3000 شخص، ويقول لك ماذا نعمل أيها الرجال؟!، قولوا لنا إذن ماهي الخطوة الأولى؟ قال لهم توبوا،وأنا أجلس الآن أسمع في الكنيسة لابد أن أقول إذن ما الخطوة الأولى التي أفعلها؟ تفعل خطوتين:- ١-تترك الشر . ٢- تمسك في البر . وأنت تجلس الآن يوجد شر معين في حياتك يسيطر عليك،قل له يارب ارفعه عني، وبر قلله يارب أنا أريد ألتزم كل يوم بالصلاة، لابد أن أترك شر وامسك في بر، ماذا نعمل أيها الرجال الأخوة؟لا يصح أنني ابتدئ مع الله وأنا داخلي شرور أخبئها، قال لك "إن راعيت إثماً في قلبي فلن يستمع الرب لي" لا يصح ذلك لذلك إنجيل الويلات لأن أنبياء نادوا وعلموا وأنذروا وتحدثوا، وكان هناك أناس تستجيب وأناس لا تستجيب،ولكن الذي لايستجيب لايقل عن نفسه أنه سيء، تصور يصل به لدرجة عجيبة! أنه يعتقد في نفسه أنه ليس أنا السيء لا بل النبي هو السيء، لدرجة كانوا يرجموه، ارميا وضعوه في جب،أشعياء وصلت درجة الشر بملك اسمه منسى ليس فقط يقتله فهو نشر عظامه،حيث لايريد أن يكون له بقية،رأيتم ماذا تفعل القساوة؟!،رأيتم القساوة التي تجعل الشخص رافض إلى هذا الحد،عندما يقولوا له الله سوف يسلمنا للسبي وسوف يسلمنا ليد أعدائنا يأمرأنهم يسجنوه،يأمرأنهم يضعوه في جب، فهو لا يريد أن يسمع كلمة توبخه.كانوا أحياناً يحضروا أنبياء مجرد أشخاص تأخذها وظيفة لكي يقولوا لهم كلام حلو،يقول له نعم هذا هو الرجل الذي كلامه كله حلو، يقول له سوف يكون أيامك جيدة،أيامك خير،سيحدث انتصارات وتعمل ......،......إلخ، يكون سعيد،يأتي آخر يقول له سوف يحدث سبي،وسوف يأخذكم أعدائكم،وسوف تذلوا، ويحدث .....،يقول كفى ولايريد أن يسمع، نحن أيضاً لابد أن نعرف أنه هناك مكافأة في الأبدية لكن أيضاً هناك دينونة، ويقول لك الكتاب "ليست رحمة لمن لم يستعمل الرحمة"، وكل يوم نصلي ونقول "توبي يا نفسي ما دمت في الأرض ساكنة"، فأنا لابد أن أستفيد بالفرصة وإلا قلبي يتقسى وأجد نفسي غير مستجيب لأي نداء، قلبي لايتحرك لأي حدث،وهذه مشكلة لذلك الكنيسة في تذكارات الأنبياء تقرأ لناإنجيل الويلات لكي توقظنا، ولكي تقول لنا الكلام الذي أنتم تسمعوه لابد أن تسمعوه لكي تستجيبوا له،الإنجيل خاصة بشارة معلمنا متى بدأ بالتطويبات لكن نجدأنه انتهى بالويلات،لكن أنا أريد أن أقول له يارب اجعل نصيبي في التطويبات، هناك بعض المفسرين أجروا مقابلة بين كل تطويبه وكل ويل،بمعنى كم أن التطويب مفرح وكم أن الويل مخيف ربنا يعطينا يا أحبائي أن نستفيد بكل كلمة،أن نسمع ونعمل ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

لماذا أنت عايش؟

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا لوقا،وتعيد الكنيسة بتذكار استشهاد شخص وزير اسمه واسيليدس،هذا الوزير يشهد للمسيح والملك دقلديانوس قد أصدر أمر باضطهاد المسيحيين، تعذب بأنواع عذابات كثيرة قاسية جداً واحتمل، وفي النهاية أمروا بقطع رأسه نقطة بسيطة نقف عندها لأن كل منا يحتاج أن يسأل نفسه لماذايعيش؟ ستجدأن شخص مثل واسيليدس لديه كل الأشياء التي نريدها،أي المال، المركز، السلطة، الإمكانيات، الكرامة،ومن الممكن أن الفرد يعيش حياته كلها لكي يصل لهذه الممتلكات وينتظرها،و يظل ينتظر هذه الأمور٢٠ - ٣٠ سنة يجمع مال، يجمع مال ويريد أيضاً سلطة،يريد أن يكون مشهور، تخيل أننا نعيش حياتنا كلها في هذه الخدعة، ونقضي أيام وشهور وسنين لكي نجمع مال ونصل لسلطة ونصل لكرامة ونصل لمركز معين الكنيسة تقدم لنا نماذج كثيرة جداً داست على هذه المباهج، وغلبت كل هذه الأمور،مثل اليوم القديس واسيليدس فهو كان وزير وأخته كانت زوجة الملك،فهو بذلك أيضا يعتبر لديه مكانة تعطي له كرامة وفيها تميز، لكن عندما يفحص الشخص نفسه قليلاً يقول لكن ماذا آخذ بعد كل هذا؟، وماالذي استفاد؟،وما الذي يرجعله؟ تجدأنه في النهاية يشعر أن المسيح أفضل جداً،يقولوا له انكر الإيمان فيقول أبدا لا يمكن أن أنكر إيماني،يقولوا له سوف نعذبك يقول نعم عذبوني، لماذا؟! يقول لأن العالم يصغر جداً أمام من اكتشف المسيح، طالما نحن لازلنا لم نكتشف المسيح يا أحبائي في حياتنا،ومركزه الفعلي،وكرامته الفعلية في حياتنا،واهتمامنا به،ومشغوليتنا به،يظل العالم كبير جداً في أعيننا،والدنيا كبيرة جداً، الإمكانيات هي أقصى ما نتمناه، أسأل نفسك سؤال أمين أمام الله الآن ما هي أقصى أهدافي؟سوف تجد نفسك لديك طموحات كثيرة في جمع المال،جمع المركز،جمع المناصب،غيرمكتفي،غيرشبعان،ليس لديك انتهاء، تظل تسعى ثانية وأكثر،تسمع ما تسمع ويقولوا لك ما يقولوا لك وتظل كما أنت،ما هذا الكلام؟! هذا مركز الحياة، الإنسان الذي يجعل مركز حياته في أمور تزول هو إنسان مخدوع،حقا هو إنسان مخدوع، أحد الآباء قال "من اكتفي بالعالم ونفسه أنكر على نفسه أنه لا نهائي"، الذي يكتفي بالعالم لايشبعه العالم، الحكيم قال "ما من شيء اشتهته عيني وأمسكته عنهما"، لا يوجد أبدا،لا توجدلذة أبدا عشت في هذه الدنيا وقلت كلمة أتمناها، لايوجد أمور أتمناها، وصل لدرجة أنه لا يتمنى شيء، وفي النهاية قال "باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح"، ماذا قال؟ قال ليس شيء،إذن هذه الفكرة هل الإنسان لا يتعلم منها؟!،معلمنا بولس الرسول قال لك "ما كان لي ربحاً" الذي كنت أولا أفتخر به،بالمنصب والعائلة والكرامة،حيث أن بولس كان من عائلة كبيرة،كان مثقف جداً،متعلم جداً، ولو كان بولس الرسول قد أكمل حياته كحياة عادية لكان وصل لمنصب كبير جداً دينياً ومدنيا،أي أنه كان يمكن أن يكون له منصب كبير في رئاسة الكهنوت، وكان يمكن أن يكون له منصب كبير في البلد لما له من إمكانيات وثقافات ولغات، مميز جداً، لكن في النهاية قال لك "ما كان لي ربحاً"، الذي كنت زمان أفتخر به حسبته نفاية من أجل فضل معرفة المسيح،بمجردأن المسيح يكبر في حياة الإنسان تجد العالم يصغر، هذا هو المثل الذي قاله ربنا يسوع المسيح على الجوهرة المختفية في الحقل،طالما أنا لا زلت لم أرى الجوهرة المخفية في الحقل أنا متمسك بالحقل، أنا كياني من الحقل، أنا أمالي كلها في الحقل، أحلامي كلها في الحقل، لكن بمجرد أن أجد الجوهرة أقول يكفي،وجدت الكنز أخبئها،أخبئها ماذا أفعل؟!أبيع ممتلكات كثيرةلكي نأخذ هذه الجوهرة،طالما نحن لازلنا لانكتشف المسيح كجوهرة فنحن نشعر أن الحياة معه خسارة ولن نربح شيء،على العكس تكون الحياة في المسيح، أحياناً الإنسان ينظر إليها على أنها بعض القيود، يقول لك أعطي، سامح،اغفر،ادفع، عش مسكين،لا تطالب بحقك،تجدمتاعب كثيرة مثل مساكين بالروح، يكلمك عن طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم، فهو كلام محزن،لأن الإنسان لم يجد المسيح، وعندما لا يجد المسيح يحسب أن الوصايا ثقيلة، ويحسب أن الحياة معه خسارة،بمجرد أن يجد المسيح يقول لا أبدا فأنا اكتشفت الأبدية، أنا ارتفعت فوق الزمن، أنا ارتفعت فوق المال، أنا ارتفعت فوق السلطان، هذه السلاطين لا تدوم،مثلما تقول لنا الكنيسة في مديح القديسين مكسيموس ودوماديوس يقول "بدأوا بخلع التيجان، ورميها من فوق الرؤوس، محبة في ملك السماوات"، كلنا نتشفع بالقديس العظيم مار جرجس، كلنا نتشفع بالقديس العظيم فلوباتير الذي يقول لك خلع النياشين وألقاها،وهي الرتبة التي تأخذ الناس فخر منها، تخيل عندما يكون رجل لواء أو منصب كبير، والرتبة التي على كتفه تعطيه تميز وفخر، وهو يلقيها ويقول خذها أنا لا أريدها، متى يصل الإنسان لذلك؟الذي وجد المسيح،ولكن ماذا أفعل لكي أجد المسيح؟ صدقني هو طوال النهار يطرق على الباب، طوال النهار يحدثنا،أنت إذا رفعت أعينك إلى فوق تراه،إذا رفعت أعينك على المذبح تراه،إذا دخلت داخل قلبك تراه،إذا دخلت داخل الإنجيل تراه،إذا دخلت داخل سير القديسين بوعي وصدق وأمانة تراه،فهوغير مختفي عنا أبدا،أحد القديسين قال "ليس هو بعيد عنك ذاك الذي تتعب في البحث عنه كل أيام حياتك،أنه داخلك" أين هو؟! داخلك لكن للأسف لم تعطيه فرصة للدخول داخلك بسبب غلبة العالم، واسيليدس العالم صغر أمامه جداً، صغر جداً بمجرد أن رأى الجوهرة الأكبر،كان هناك شاعر منذ زمن طويل اسمه"جبران خليل جبران"، جبران كان كاتب يقول لك (أنا وأنا صغير وأنا شاب كان العالم يشدني جداً،كنت مولع جداً بالعالم،ومولع جداً بكل ما هو مقتنيات وكل ما هو اختراعات وكل ما هو جديد - وبالطبع هذا هو الطبع البشري فينا جميعاً -فقال كنت أرى هذا العالم ضخم جداً وكأنه بحر كبير جداً وأنا نقطة تافهة صغيرة جداً على شاطئ بحر العالم الكبير، قال لك لكن عندما كبرت وعندما تذوقت المسيح وعندما دخلت في اختبار الحياة مع المسيح وعندما شاهدت نور المسيح وعرفت كم هي كرامتي في المسيح يسوع تغيرت الدنيا معي) ،تغيرت معك فماذا أصبحت؟! قال لك تغيرت تماماً معي،قال لك أصبحت على العكس،وما هو العكس؟! قال لك أصبحت أنا الشيء الكبير جداً، أصبحت أنا شخص لانهائي،أصبحت أنا الإنسان الذي لا يقدر بثمن وهذا العالم كله مثل حبيبة رمل على الشاطئ الذي هو أنا، أصبحت أنا أكبر من العالم، هذا هو الذي قاله ربنا يسوع المسيح "ثقوا أنا قد غلبت العالم"قال لنا ذلك أنتم سوف تغلبوا العالم، أنتم سوف تغلبوا الأشياء التي في العالم، أنتم سوف تدوسوا عليها لأن داخلكم نعمة أغلى داخلكم جوهرة غالية كثيرة الثمن،من وجد المسيح وجد كل شيء ومن لم يجد المسيح فقير لكل شيء، أي أنه لم يجد أي شيء لذلك يا أحبائي عندما تقرأ لنا الكنيسة سير شهداء مثل اليوم ثلاثة فلاحين عائدون من عملهم وجدوا أريانوس الوالي وكان قد قضي على مسيحيين مدينة أسنا بأكملها وأخذ أسقفه االأنبا أمونيوس أسير معه لمزيد من إذلاله،يأخذونه معهم من أسنا إلى أسوان، وفيما هو يذهب وجد ثلاثة عائدون من عملهم وقالوا له نحن مسيحيين، فقال الجنود يكفي ذلك فقد شعرنا بالملل وقتلنا البلد بالكامل، يكفي فقد أتعبتنا أيدينا، وسيوفنا أصبحت غيرحادة ووضعناها في غمدها، قرأت اليوم في السنكسار يقول لك قالوا لهم خذوا فؤوسنا واقتلونا بها، أميتونا بها، العالم يصغر جداً أمام الذي وجد المسيح،ليس فقط العالم لكن الحياة نفسها، الأيام نفسها، الممتلكات نفسها، كلما وجدنا المسيح كلما وجدنا ما هو أثمن من كل ما نحيا من أجله،فنحيا لأجله ولأجله فقط لنقتني الجوهرة الغالية الكثيرة الثمن ربنا يكمل نقائصنا يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل