العظات
التناول من وسائل التمتع بالقيامة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
أسابيع الخماسين المقدسة يا أحبائي هي رحلة تصل بنا لمكاننا في السماء عن طريق الصعود وبعد ذلك حلول الروح القدس سنجد الأسابيع متدرجة أول أسبوع يحدثك عن الإيمان فالرحلة تريد إيمان ثاني أسبوع الذي نحن فيه الآن يتحدث عن الخبز فالرحلة تريد قوت وغذاء الأسبوع الثالث يحدثنا عن المياه ماء الحياة الأسبوع الرابع يحدثك عن النورالأسبوع الخامس عن الطريق الأسبوع السادس عن المنازل الأسبوع السابع عن حلول الروح القدس فهي رحلة تأخذنا فيها الكنيسة إلى أن تطمئن فيها علينا أننا وصلنا للمكان الذي من أجله جاء الرب إلى الأرض لكي يرجعنا له مرة أخرى لكي يرجعنا مرة أخرى للسماء وللفردوس الذي قد طردنا منه من وسائل التمتع بالقيامة هو التناول هكذا يقول انجيل اليوم "من يأكل جسدي ويشرب دمي له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير" أي نحن نريد نقطتين حياة أبدية وقيامة إذن كيف نأخذ القيامة والحياة الأبدية؟ عن طريق التناول أبونا الكاهن يقول في الاعتراف "أن هذا هو الجسد المحيي" عندما نكون أموات من ذنوب وخطايا نأخذ هذا الجسد المحيي فيدخل داخلنا فدائماً من الذي يغلب الحياة أم الموت؟ بالطبع الحياة هي التي تغلب فأنا ميت أخذت الجسد المحيي ودخل داخلي ماذا صنع في؟ أحياني لذلك قال من يأكل جسدي ويشرب دمي له حياة أبدية وأيضاً أنا أقيمه في اليوم الأخير من وسائل التمتع بحياتنا في المسيح يسوع ومن وسائل التمتع بالحياة الأبدية والتمتع بروح القيامة وقوة القيامةهو التناول نأخذ جسد ودم ربنا يسوع المسيح داخلنا فيحيينا فيكون التطبيق العملي للقيامة هو التناول القيامة يا أحبائي ليست فكرة القيامة ليست نظرية القيامة ليست أيقونة القيامة حتى ليست ألحان فكل هذه وسائل تدخل فينا الإيمان والسلوك بروح القيامة فتسكن القيامة داخلنا فتكون القيامة فينا فاعلة فينا ليست فقط مجرد معلومة لا بل القيامة تكون ساكنة داخلنا نريد أن نقول يارب نحن أموات بالخطايا نحن منفصلين عنك نحن تائهين نحن بعيدين يقول لك تعالوا تعالوا خذوا "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيا وأنا فيه" قال "ليس كما أكل أباءكم المن في البرية وماتوا" لا هذا خبز آخر في البداية هذا كان مجرد رمز لما هو أهم وهو الجسد المحيي الذي نأخذه فنأخذ به حياة أبدية تعال تمتع بالقيامة دائمًا عن طريق أنك تتناول لثباتك فيه عندما نأتي لنرى أنا أحتاج أن أفرح بالله أنا أحتاج أن اثبت في الله أنا أحتاج لتعزية أنا أحتاج لحياة أقول لك خذ روح الحياة أبونا الكاهن يقول "حياة أبدية لكل من يتناول منه" خذ الحياة فالحياة تغلب الموت يقولون تأمل جميل جداً عن إن الله عندما جاء لكي يخلق السمك فالسمك لكي يعيش لابد أن يعيش في البحر فكأن الله قبل أن يخلق السمك سأل البحر قال له بعد اذنك أنا أحضر لك ضيوف يعيشون داخلك فالبحر قال له تحت أمرك فنحن كلنا خليقتك فأحضر السمك يعيش في البحر لكن إذا السمك خرج من البحر مات والبحر لم يمت يكون مثلما هو جاء الله ليخلق الأشجار والنباتات والزروع والفواكه والخضروات كل ما ينبت من الأرض سأل الأرض (التربة) قال لها بعد اذنك أريد أن أحضر لك ضيوف مجرد يوضعوا عندك فترة لكي يثمروا ثمار يأكلوا منها أولادي فالأرض قالت له تحت أمرك فأصبح مصدر حياة الزرع هي الأرض إذا أخذنا الزرع من الأرض ماذا يحدث؟! الزرع مات لكن الأرض ظلت كما هي إذا أخذنا السمك من البحر السمك يموت لكن البحر مثلما هو عندما جاء الله ليصنع الإنسان من سأل لكي يصنع الإنسان؟!سأل ذاته لأن الإنسان خرج من الله الإنسان صورة الله الإنسان هو الذي فيه نفخة الله كل الخليقة الأخرى خلقت بكلمة لكن الإنسان خلق بنفخة منه فبذلك أنا مصدر حياتي هو الله فإذا انفصلت عن الله أموت مثل السمكة عندما خرجت من البحر ومثل النبات عندما خرج من الأرض فأنا أيضاً عندما أخرج من الله أخرج من مصدري فأنا بذلك أموت ولكن الله لا يحدث له شيء مثلما يستمر البحرحتى إذا خرج منه السمك وتستمرالأرض حتى إذا خرج الشجر إذن يا أحبائي ما مصدر وجودنا نحن؟ هو الله فلكي نستمر في الحياة ولكي نكون أحياء بالفعل لابد أن نكون متحدين بمصدر الحياة لذلك قال لنا أنا أريدكم تثبتوا في فكيف تثبتون؟ قال لنا الله أنا أعطيكم جسدي ودمي من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيا وأنا فيه وكأننا غرسنا داخله وكأنه هو غرس داخلنا يا لسعادتنا يا للفرحة على الإنسان الذي يتمتع بروح القيامة وبشركة الحياة الأبدية وهذه البهجة والسرور لذلك يا أحبائي الإنسان عندما يتقدم في محبته لله ومعرفته له لا يستطيع ترك التناول أبدا وتجده سعيد بالتناول جداً ليس بمستوى الشكل لا فهو فرح روحاني من الداخل مثلما قيل عنه لا ينطق به ومجيدهو فرح داخلي هو فرح روحاني فرح إلهي فرح سماوي فرح يمهدنا للوليمة السماوية قال هكذا له حياة أبدية الأبدية تعمل فينا من الآن فهي البذرة التي يضعها الله داخلنا بذرة التناول
لذلك هناك طلبة في القداس تقول مشاركة سعادة الحياة الأبدية وعدم الفساد وغفران الخطايا هذا بالتناول تخيل عندما نهمل في التناول! لذلك طريق التمتع بالقيامة من دعائمه الرئيسية هي التناول كثيراً وباستمرار وبفرح وبحب وباستعداد لدرجة أن القديس يوحنا ذهبي الفم كان يقول حياة المسيحي محصورة بين قداسين قداس حضره وقداس سوف يحضره بمعنى أنك بالتأكيد تعرف متى كان آخر قد اسحضرته واليوم تحضر القداس فالذي بين هؤلاء القداسين هي الفترة التي بها تنتظر لتأخذ دفعة جديدة للقوة وللحياة لكن الحياة تستنزف القوة والطاقة لنا فنحن بذلك نحتاج نقلل الفترات بين التناول والتناول مرة أخرى وقد تصل بك أنك تحب أن تتناول كل يوم بالطبع بركة كبيرة جداً ولما لا؟! أو تتناول كل ثلاثة أيام نتمنى ذلك وإذا مرة في الاسبوع أقول لك صراحة هذا هو الحد الأدنى فلا تتناول أقل من ذلك وليس لأن القداسات متاحة والكنائس كثيرة والذبيحة كثيرة نستهتر لا بل هذا نشكر الله عليه ألا تتذكرون عندما قالوا سوف نغلق الكنيسة والدخول بالحجز والتناول يكون كل فترة معينة؟! لا تسمح يارب فنحن نريد دائمًا ونحن نحيا نثبت فيك وأنت تثبت فينا لا تترك مصدر الحياة لا تترك المذبح لا تترك الذبيحة أنت حياتك ممتلئة بالأحزان ممتلئة هموم ممتلئة أتعاب لكن الله يريد أن يعزيك في وسط كل هذا التعب الله يريد أن يعطيك قوة ونعمة يريدك أن تعرف كيف تجاهد وكيف تحفظ نفسك وكيف يكون حي داخلك باستمرار وكيف يكون فاعل داخلك باستمرار تخيل عندما يريد هو أن يفعل معك ذلك وأنت تقصر في كل هذا! لذلك يا أحبائي الأسبوع الثاني في الخماسين أسبوع خبز الحياة ربنا يعطينا أن نكون باستمرار ثابتين فيه يثبت فينا ويعطينا حياة أبدية لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.
لنحذر الويلات
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا متى إصحاح معروف وفي الحقيقة يؤلم لأنه يعطي الويل للكتبة والفريسيين أولا نحن نعرف أن ربنا يسوع دائمًا مصدر بركات وفي بداية الكتاب المقدس بداية تعاليمه أعطى سلسلة جميلة من التطويبات وجميعكم تعرفون كلمة طوبى تعني يابخت ياسعادة يالهنا يا لسرور هذه التطويبات لكن لم نعتاد أننا نسمع من ربنا يسوع كلمة الويل الويل هي شيء ليس دائم التعليم من ربنا يسوع دائمًا كان مشجع دائمًا كان غافر دائمًا كان يعطي رجاء كيف يعطي كل كمية هذه الويلات كلها؟! قال في الحقيقة هؤلاء هم الناس الذين لا يروا أنفسهم خطاه وعلى العكس يرون أنفسهم أنهم أبرار جداً أكثر من جميع الناس من أكثر الأشياء التي يمكن أن تبعد عنا النعمة تماماً أن الإنسان يشعر أنه بار في عين نفسه وأريد أن أقول لك عندما نقرأ الكتاب المقدس من فضلك لا تتخيل أمرين وهما لا تتخيل الكتبة والفريسيين والمنظر الذي رأيناهم به في الأفلام الذي يرتدي عمة كبيرة لا تتخيل الشخصية المكتوب عنها وثاني شيء لا تتخيل أحد من علاقاتك فيه هذه الصفة فمثلاً ربنا يسوع يتحدث عن الكتبة والفريسيين لا تتخيل وتقول هذا فلا نحذر! احذر أنك تتخيل الحادثة كحادثة وتتخيل شخص تفترضه على الحادثة بل على العكس أفترض الحادثة علي أنا عندما يحدثك ربنا يسوع عن السامرية من فضلك لا تفعل فيلم داخل خيالك عن السامرية غداً على سبيل المثال الكنيسة تقرأ لنا انجيل عن المخلع أيضاً لا تظل تتخيل كثيراً المخلع لا لكن تخيل نفسك وتقول أنا السامرية وأنا المخلع وأنا الفريسي أنا الشخص الذي أخذت الحياة مع ربنا بحسب الشكل فقط أنا الشخص الذي اهتميت بالحرف وتركت الروح أنا الشخص الذي قد أشكر الله أنني صائم لكن أدين غيري يمكن أن أكون مثلما قالوا القديسين "منعت فمك عن أنك تأكل لحم لكن تأكل في لحم أخيك" إذن من هم الكتبة والفريسيين؟ هم أنا ولا أقول هم فلان أو فلان، لا أبدا من أكثر الأشياء التي تبعد عننا نعمة ربنا أننا لا نرى خطايانا ونرى خطايا الآخرين لا نرى خطايانا ونظن في أنفسنا أننا أبرار تخيل عندما نصل لدرجة الفريسي الذي قال "اللهم أني أشكرك أني لست مثل باقي الناس" تخيل عندما يأتي هذا الاحساس لشخص أنه أفضل بكثير من الآخرين هذا خطر خطر كبير جداً علينا لكن أقول له اللهم ارحمني أنا الخاطئ الكنيسة تعلمنا يا أحبائي أنني لابد أن أقول على نفسي بصدق- وانتبه إلى كلمة صدق - أنني أول الخطاة أي لابد أن كل فرد منا الآن يأتي له شعور وهو يجلس داخل الكنيسة أنه أسوء شخص وشعور آخر أنه لا يستحق أن يجلس في الكنيسة وشعور ثالث هل أنا يارب مستحق للتناول وأقول يارب ارحمني وسامحني هذا الشعور فقط الذي يأتي لنا ونحن في الكنيسة ودون ذلك فهو خطر أنني أشعر أني مستحق أو أنني أبر من الآخرين هذا خطر كبير جداً لذلك ربنا يسوع قال لهم هذا الكلام ولكي يقول هذا الكلام ليس سهل عندما قال لهم أيها الجهال وأيها العميان وظل يرصد وقال لهم أنتم تفعلون أشياء فأنا أقول لكم ما تفعلونه فهل أنت يارب منتبه لهم قال لك بالطبع فهم يعشرون النعناع ويحرصون عدده ويخرجون العشر عملية دقيقة جداً لكن في نفس الوقت يمكن أن تظلم غيرك تجلس وتظل تأخذ شكل الصلاة لكن أنت تأكل ما لليتيم والأرملة تظل تتحدث عن الهيكل وكرامة الهيكل وأنت كل ما يشغلك هو الذهب الذي في الهيكل لأنهم يظلوا يفتخروا بالهيكل كم هو ثمين وغالي وعظيم لكن ليس لأنه مسكن لله قال له لا إياك أن يكون هذا كلما يشغلك كن منشغل بنفسك كن منشغل بداخل الأمر ولا تنشغل بالخارج احذر جيداً أن تكون موجود في الكنيسة وأن ترى نفسك أنك أبر من غيرك أو أنك مستحق من أخطر الأمراض الروحية يا أحبائي أن الإنسان لا يرى خطاياه أن الإنسان يرى نفسه أنه بلا عيب فالقديسين يقولون أن الذي يظن في نفسه أنه بلا عيب فقد حوى في نفسه جميع العيوب لكن أنا من المفروض وأنا أجلس في الكنيسة أن أظل أقول له يارب ارحمني أنا الخاطئ يارب أنا أول الخطاة يارب كل الذين أتوا إليك هم أبرار هم أناس أعطوك من وقتهم ومن مشاعرهم ويمكن هؤلاء يكونوا ليهم ما يشغلهم أكثر مني لكنهم اقتطعوا من وقتهم فقد يكون هناك شخص جاء من عمله إلى القداس قد يكون هناك شخص لم يستطع النوم طوال الليل لكنه جاء القداس فهؤلاء كلهم أبر مني هذا ما يجب أن أقوله لكن لكي أنظر على هذا وذاك ولدي على كل فرد قائمة من الملاحظات أقول لك يا لك من مسكين ابتعدت عن الاستفادة الروحية لذلك ربنا يسوع المسيح قال لهم أنتم مرائيين فأنتم تغلقوا ملكوت السموات أمام الناس يظلوا يضعوا على الناس شروط كثيرة فقال لهم أنتم لم تدخلوا وتمنعوا أيضا الداخلين وظل يتحدث عن كم هم مهتمين بنقاء الخارج لكن الداخل لا أبدا الفريسي هو المدقق جداً في أعمال الناموس هناك عدة فئات يوجد الناموسي وهناك الفريسي وهناك الكاتب الناموسي عليك أن تتخيله معي فهو شخصية صعبة جدًا فهو الذي يحفظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب تخيل إذا جلست تقرأ سفر التكوين اقرأ فقط الإصحاح الأول وحاول أن تحفظه فكم المدة التي تستغرقها لكي تحفظه هذا سفر التكوين الذي به خمسون إصحاح فما بالك إذا وصلنا لسفر التثنية ماذا نفعل؟!تخيل الناموسي حافظ أسرار موسى الخمسة عن ظهر قلب الفريسي أعلى منه فهو الذي يدقق في تنفيذ هذه الوصايا الكاتب أعلى هو الذي يشرح هذه الوصايا تخيل هؤلاء الأشخاص وصلوا لدرجات عالية لكن للأسف مرفوضين وغير مقبولين بمعنى أنا مهما تظاهرت أمام الناس أنني حافظ ودارس وعارف وفاهم لكن داخلي موت واختطاف وداخلي عظام أموات وداخلي نجاسة فمن المفروض بماذا يهتم الفرد؟ يهتم بالداخل هيا ابحث داخل نفسك وشاهد الأمراض التي داخلك شاهد الضعفات التي داخلك قل له يارب اشفيني مجرد فقط تقول له يارب ارحمني تجد نعم كثيرة الله أحضرها لنا لذلك الله يريد أن يخلصنا تماماً من شعورنا بالرياء أو أننا أفضل من الآخرين يريد أن يثبت فينا فكرة أني أقول له اللهم ارحمني أنا الخاطئ ربنا يحفظنا من الرياء وينجينا منه إن كنا غير مدركين له أو لا نركز عليه لا بل ننتبه ننتبه أنني دائمًا أقول له أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك أسجد أمام هيكل قدسك بمخافتك ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .
انا فلست من هذا العالم
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
لنركز يا أحبائي على نقطة واحدة فقط في انجيل قداس هذا الصباح المبارك حيث ربنا يسوع يقول "أنا لست من هذا العالم"،ويقول أنه إذا عشتم بالعالم فسوف تموتوا بخطاياكم،وهذه معادلة صعبة جدًا كيف أننا نعيش في العالم وفي نفس الوقت نقول أننا لسنا من العالم كيف لا نكون من العالم ونحن نعيش في العالم في الحقيقة الأمر يحتاج من الداخل غلبة داخلية قوية جدًا طالما نحن مغلوبين للعالم فنحن مغلوبين من أنفسنا مغلوبين من خدع الشياطين،وسوف تجد أن سر الحزن والاكتئاب والضعفات التي في حياتنا هي أننا مغلوبين للعالم أن رغباتنا في العالم كثيرة جدًا وأطماعنا في العالم كثيرة جدًا هذه الرغبات والأطماع عندما تدخل داخل كيان وفكر ووجدان الإنسان تسبب له صراعات كثيرة تجعله يحزن من الداخل ويختلف مع الناس من الخارج، تجعله يعيش وهو ليس بعائش، يعيش وهو ميت،مغلوب من نفسه مغلوب من أفكاره ويقول أنني لدي طموح وطلبات ويقول أنني أحتاج ، ..... إلخ، سر الإنسان الذي يستطيع أن يغلب العالم أنه لابد أن يغلبه من داخله أولا،ما معنى يغلبه من داخله أولا ؟ بمعنى أنه دائمًا يكون مشبع جداً بربنا ويصل لدرجة كبيرة من الاكتفاء ما معنى من الاكتفاء؟ بمعنى أن الحياة تكون ممتلئة من الأشياء وممتلئة إغراءات وممتلئة من وسائل الضغط للتسويق والإنسان من داخله يقول اشكر الله أنا لست أحتاج شيئاً يقول أن الغني ليس هو الذي يمتلك كثيراً لكن الغني هو الذي يحتاج أقل تريد أن تكون غني تعلم كيف تحتاج أقل وليس لأن لديك كثيراً لاحظ نفسك هل أنت تظل تبحث ليكون لديك الكثير ونجدك تدخل في دائرة صعبة تجد دائمًا الإنسان يعيش في صراع غير راض أبدا عن نفسه، وكل وظيفة يعمل بها حتى إذا أخذ ضعف ما كان يأخذه يكون غير كافي له فيكون يريد أكثر وأكثر فمتى يشبع الإنسان؟! القديسين قالوا الإنسان بئر من الرغبات كلما تضع فيه لا يظهر والحكيم قال "إذا كثرت الخيرات كثر الذين يأكلونها" لا يقصد الأشخاص بل يقصد مصادر الصرف والإنفاق أي مثلاً الذي كان يركب المواصلات العامة أصبح يريد سيارة والذي كان لديه سيارة قديمة أصبح يريد سيارة حديثة ثم يريد الأحدث والأحدث ويقول لك أنظر إلى الناس ماذا يركبوا بدأ ينظر إلى أنواع سيارات بملايين يا حبيبي أنت كنت في البداية تركب المواصلات وكنت تعيش جيداً وراض رغبات الإنسان يا أحبائي تغلبه، متى أنت تغلب؟ صدقني تغلب من داخلك عندما تقول أشكر الله أنا لست محتاج لشيء، ولا تدخل مقارنات مع أحد أبدا تريد أن تكون غالب العالم اغلبه من داخلك أولا لكن بماذا تغلبه؟! بالمسيح، المسيح هو الذي يشبعك ويغنيك ويفرحك ويرفعك وتشعر مع القديس أوغسطينوس عندما قال أنا جلست على قمة العالم حينما صرت لا أريد شيء ولا أشتهي شيء في العالم تصور أنك تصل لدرجة أنك تكون أغنى من العالم تصور أنك تكون أغلى من العالم فأنا كنت فقير وكل شيء أراه اشتهيه أقول لك لا كان هناك شاعر اسمه "جبران خليل جبران" شاعر مرموق جداً وعميق جداً في أفكاره يقول (أنا عندما كنت شاب كان أي شيء أراه أتمناه وكان لدي أطماع في الحياة كثيرة جدًا وكنت أشعر أنني بالنسبة للعالم حبة من الرمال والعالم بحر كبير جدًا جدًا وأنا حبة من الرمال على شاطئ العالم فعندما كبرت ونضجت وتقدمت بمعرفتي لله في الحقيقة انعكس الأمر وأصبحت أنا بحر كبير جداً والعالم بالنسبة لي حبة من الرمال على الشاطئ) هل أحد منكم يصدق أنه أغلى من العالم؟ العالم سوف يزول كل هذه المقتنيات سوف تزول لكن أنت لا تزول أنت خالد أنت سوف تملك إلى الأبد تصور أنك أغنى وأغلى من أي مقتنيات في هذه الدنيا كلها هل تعرف قيمتك؟ أنت وارث الملكوت وأنت صورة لله وأنت ابن لله أنت أغلى بكثير إياك أن تذل لشيء إياك أن تضعف أمام شيء ولا تشعر أنك قليل لأن لديك إمكانيات قليلة أبدا فنحن نقول في مدائح كيهك "إن كنا فقراء في المال فلنا درة ثمينة" فأنت غني لكن غني بالذي داخلك ليس من خارجك تقول لي أننا لدينا أولاد وطلباتهم كثيرة أقول لك صدقني إذا زرعت فيهم الرضا ومحبة ربنا وعرفتهم أنهم أغنياء وأتقياء وجعلتهم يقرأون كثيراً في سير قديسين وقديسات قد غلبوا غلبوا العالم وطئوا عليه تجد الولد تربى بطريقة صحيحة تأخذه لمحل لكي يشتري شيء فيقول لك أنا عندي تقول لي أين أجد هذا الكلام يا أبي هذا الكلام غير موجود في الواقع فنحن دائمًا في خلافات مع الأولاد على متطلباتهم الكثيرة أقول لك عذراً قم بمراجعة نفسك أنت كيف قمت بتربيتهم؟ تخيل أنك تريد أن تشتري لطفلك شيء ويقول لك أنا عندي يدخل المحل ويجد شيء قد اعجبه ولكن سعره عالي يقول لك لا يا أبي هذه ليست جيدة أنا لا أريدها وتقول له يا بني أنا سأشتريها لك يقول لك لا يا أبي أنا لا احتاجها تصور كم وفرت على نفسك ليس من المال لكن أنت زرعت قيمة أنت زرعت ما هو أغلى أنت ربيت ابنك بطريقة صحيحة ربيت ابن للمسيح ربيت ابن للملكوت المشكلة تكون فينا نحن الوالدين عندما نكون مغلوبين فيصبحوا أولادنا مغلوبين هكذا فهي سلسلة لا تنتهي ولن تنتهي لكن متى تنتهي؟ إذا كان المسيح هو مركز حياتنا ربنا يسوع يقول لنا أنا لست من هذا العالم ونحن أولاده نقول له نحن أيضا مثلك يارب فنحن نقضي فترة أمناء فيها جداً ونعيش ونأكل ونلبس لكن غير مستعبدين بل غالبين من أين نغلب؟ نغلب من الداخل ربنا يعطينا ببركة الصوم أن نغلب من الداخل يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .
خطية الإدانة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنالوقا الإصحاح (٦) يحدثنا عن تأسيس بيتنا على الصخر وحياتنا، ويحاول أن يلفت نظرنا لخطية كثيراً ما نسقط فيها وهي خطية خطيرة في الحقيقة يقول"ما بالك تنظر القذى الذي في عين أخيك ولا تفطن للخشبة التي في عينك كيف تقدر أن تقول لأخيك يا أخي دعني اخرج القذى من عينك وأنت لا تبصر الخشبة التي في عينك يا مرائي اخرج أولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصرجيداً أن تخرج القذى من عين أخيك".
خطورة الإدانة : شخص يتكلم بسيرة شخص آخر ويظلوا يتحدثون ويتحدثون على أخطاء كل طرف،ويطول الحديث ونحن نظل نديندون أن ننتبه ربنا يسوع شبه هذا الأمر وقال القذى الذي في عين شخص هي كمثل سلاية صغيرة فيقول أنت ترى السلاية التي في عين أخيك ولا ترى الخشبة التي في عينك أنت أي نستطيع القول بأن الخشبة تتكون من مائة سلاية إذا أحضرنا الخشبة وقمنا بتقطيعها قطع صغيرة جداً فيقول لك أنت في عينك خشبة وأخيك في عينه سلاية وأنت تظل تحدثه عن السلاية فقال له أخرج الخشبة التي في عينك أولا لكي تشاهد السلاية التي في عين أخيك من أخطر الأمور يا أحبائي التي تمنع عننا نعمة الله هي الإدانة من أكثر الأمور التي تحجب عننا المراحم الإلهية هي الإدانة،ونحن لا نشعر ونظل نتحدث ونتحدث وكأنها هي أداة التسلية لنا أداة الحديث ما أداة الحديث؟ نتحدث على الأخرين لا انتبه اليوم في الكاثوليكون لمعلمنا بطرس يقول "المحبة تستر كثرة من الخطايا"أخطر ما في الإدانة هو عدم المحبة لأن دائمًا الشخص يتحدث بالأمور الرديئة على شخص لا يحبه كثيراً ومن هنا نسقط في مجموعة خطايا مركبة مثل عدم الستر عدم المحبة كبرياء التشهير ببعضنا البعض خطايا كثيرة خطيرة جداً خطر جداً انتبه جيدا قال لك ما أخطر أن يطلق الشخص لسانه بكل ما هو جيد ورديء على الآخرين خطر خطر أنك تظل تتحدث عن أحد خطر أنك تظل تبحث عن عيوب الآخرين من أكثر الأشياء التي من المفترض أن نركز عليها أن يرى عيوبه هو أولا القديسين يقولون هل هناك شخص يترك الميت الذي يخصه ويذهب ليبكي علي ميت غيره أنت لديك خطايا أنت ممتلئ ضعفات عليك أن تركز عليها وعندما ترى ضعفاتك فلا تركز في ضعفات الآخرين انتبه جيداً جداً لا داعي أن أعيننا تبحث عن الأخطاء ونظل نتحدث على الآخرين ونعرف عن كل واحد تفاصيل ونقول هذا الشخص فعل وتصبح قصة معروفة منذ سنين كثيرة ويتذكرها شخص ويظل يقصها ذات مرة امرأة لديها ثلاثة أخوة ولديها طفلة صغيرة فالبنت تسمع الأم وهي تتحدث بغير قصدك المعتاد فأنتم تعرفون أن الموبايل شيء مشاع للجميع فالطفلة تسمع الأم تتحدث مع أختها مثلاً الكبيرة عن أخواتها الصغار فالبنت بدأت تأخذ فكرة سيئة عن خالاتها الصغار بعد ذلك تتحدث الأم مع الخالة الصغيرة على الخالة الكبيرة فبدأت تفهم البنت أن الخالة الكبيرة غير جيدة وهكذا الحال تتحدث مع الخالة الأخرى على باقي الأخوات تصرفاتها عجيبة جداً فجاءت تقول للبنت ذات مرة سوف نذهب لخالتك اليوم قالت لها لا خالتي هذه ليست جيدة قالت لها الأم كيف؟! هل أنت تحبين بقية الخالات؟ قالت لها البنت لا فقالت الأم لماذا؟! فأجابت البنت وقالت لها أنت قلت كلام سيء عن خالتي هذه وعن الأخرى وكذلك عن الأخرى فالبنت متذكرة ماذا قالت الأم عن كل خالة نحن نظل نتحدث على الآخرين وكأن هذه هي مادة الحديث التي بيننا فهل مادة الحديث التي بيننا لابد أن تكون أمور سلبية أمور مميتة أمور تبعدنا عن الله لنفترض أنك متضايق من شيء وتحدثت عنه مع أحد هل تظن أنك سوف تستريح؟!صدقني سوف تزيد تعبا صدقني سوف تجد نفسك تضايقت أكثر عندما تحدثت قد يقول لي أحدكم أنا أفضفض لا فهذه ليست فضفضة فأنا أريدك دائمًا تقول ثلاثة كلمات:
١- الدينونة للديان.
٢- أنا أول الخطاة أنا أسوء منه ربما أخي لديه عيب ظاهر لكن أنا لدي مئات العيوب الغير ظاهرة.
٣- هو أو هي أبر مني كلمة جميلة يعلمها لنا الكتاب المقدس .
أقص لكم سريعًا عن قصة هو أو هي أبر مني: تقرأ في سفر التكوين الإصحاح (٣٨) قصة عجيبة حتى أنها جاءت في غير سياقها بمعنى أنها دخلت داخل قصة يوسف الكتاب ظل يتحدث عن يوسف ثم وجدناه يتحدث عن يهوذا يهوذا تزوج وانجب ولد واثنين وثلاثة ثم حدث أن ابنه الأكبر تزوج امرأة اسمها ثامار ومات ولم ينجب نسل فوالده قال للولد الثاني أنت تتزوجها لكي تقيم نسل لأخيك باسمه فكما تعرفون أنه في العهد القديم كان ممكناً أن الشخص الذي يموت دون نسل يتزوج أخيه زوجته ويقيم نسل باسمه فالأخ الثاني رفض فعندما مات الولد الأول والثاني فيهوذا كان يريد أن يقول لها أن الذي تتزوجي منه يموت فاذهبي إلى بيت أبيك، قالت له أنا أريد أن أنجب نسل،فقال لها لدينا ولد صغير عندما يكبر حينئذ أزوجه لك،ولكن كبر الولد ولم يزوجه لها فبدأت تفقد رجائها في النسل ففعلت شيء من الممكن أن يكون غير جيد عندما ذهب يهوذا ليجز غنمه وكان الشر والخطية للأسف يكون لهم بعض علامات مخفية فتجد مثلاً امرأة تقف عند مكان معين أو عند أول شارع معين وكان معروف حركة كأنها شفرة إذا قامت بتغطية وجهها معناها أنها تريد فعل الخطية فثامار فعلت ذلك للأسف وقفت علي أول الشارع وغطت وجهها فيهوذا فهم أن هذه يمكن أن يخطئ معها فقال لها نفعل الخطية فقالت له موافقة لكن ماذا تعطيني؟ قال لها أنا ذاهب لأجز الغنم أعطيكي واحدة منهم فقالت له لا أعطيني رهن اعطيني علامة مقدماً قال لها ماذا أعطيكي أنا ليس معي شيء الآن فقالت له أعطني خاتمك وعصاك والعصابة التي تربطها على رأسك فأعطاهم لها تحت بند أنه عندما يذهب ليجز الغنم يرسل لها غنم فأخطأ معها ثم أرسل لها الغنم فلم يجدها فظل يسأل عنها فلم يجدها بعد ثلاثة أشهر قالوا له ثامار زوجة ابنك الذي مات حامل فقال لهم تحرق بالنار فبينما هي ذاهبة في طريقها لكي تحرق بالنار قالت لهم أنا لابد أن أمر عليه فمرت عليه وقالت له أنت تعرف من هو الرجل الذي فعل معي ذلك؟! قال لها مهما يكون تحرقي بالنار فأعطت له الخاتم والعصا والعصابة،يا للخجل!،فصرخ وقال هي أبر مني هي لم تكن تريد شرا لم تقصد أن تخطئ بل هي كانت تريد نسل لذلك ربنا يسوع المسيح كرم ثامار وجاء من نسلها تلاحظون أن ربنا يسوع جاء من نسل ثلاثة سيدات مميزات يكتب عنهم أنهم ليسوا أفضل حال لكن هو كان يريد أن يقول لنا فقط أنا جئت من هذا الجنس البشري الضعيف الممتلئ بالآثام والخطايا أنا جئت لأحمل نسبي معهم لكي أحمل خطاياهم عنهم سوف تجد ثامار وتجد راحاب وتجد التي لأوريا الثلاثة أخطأوا فقال هي أبر مني تخيل عندما يأتي الشخص لكي يدين أحد فيقول يحرق بالنار فهو يفعل،ولكنني أنا فعلت أكثر إذا أنا قلت خطيتي أمامي في كل حين فلا أنصب نفسي ديان للناس اخرج الخشبة التي في عيني اخرج من داخلي روح التسلط روح الشر روح الكبرياء روح الإدانة اعتاد علي ذلك معلمنا بولس الرسول يقول آية حلوة جداً يقول"لماذا تدين عبد غيرك؟ هو لمولاه" بمعني شخص يعمل عند شخص معين وهذا العامل سيء يأتي متأخراً وكسول ولا يفعل شيء ويسرق في المحل يفعل أشياء كثيرة خطأ لكن هذا الولد لا يعمل عندي لكنه يعمل عند شخص آخر فأنا لا اشغل بالي به لماذا تدين عبد غيرك؟ هو عبد غيري من يحاسبه؟ الذي كلفه بالعمل فقط لكن أنا لا أتدخل لذلك كان هناك جماعة من الرهبان الذين يحبوا التحدث بكلام فيه دعاباتي قول "وأنا مالي، دعني وشأني" لماذا تدين عبد غيرك! هو لمولاه الإدانة يا أحبائي من الأشياء التي تفصل الإنسان وتمنع عنه نعمة ربنا،وتجعله يفسد قلبه بالمحبة بينه وبين الناس،وتجعله يزداد في الخطايا،وللأسف تقنعه بشكل غير مباشر أنه أفضل من غيره فتقع به في خطايا كبرياء وهو في الحقيقة أسوء من هذا وذاك وذاك لكن من الممكن ان يكون الأخ أو الأخت لديها بعض الضعفات فنحن ماذا نفعل عندما نرى شيء مثل هذا؟ قال لك "المحبة تستر كثرة من الخطايا" رأيت أبو مقار عندما قالوا له هذا الراهب هو رجل يفعل الشر قال لهم لا تتدخلوا فقالوا له كيف؟! فهو بذلك يفسد البرية قال لهم لا تتدخلوا صلوا ودعكم في شأنكم ففي مرة أخرى وجدوا أن هذا الراهب هناك امرأة لديه وهناك شيء رديء قالوا نحن الآن نمسك به في فعل الخطية فلنذهب لأبو مقار ونقول له لا داعي للفوضى التي نحن فيها أبو مقار احتار يذهب أم لا يذهب فإذا لم يذهب ستكون فوضي حقا وإذا ذهب سوف يفضح الراهب ذهب فقالوا له ادخل وسوف تجدها في الداخل نحن متأكدين نحن نراقب الأمور وهي بالداخل بنسبة ١٠٠٪،وأبو مقار بالروح عرف أن هذه الأخت مختبئة في ماجور المياه فجلس عليه وجعل الرهبان يدخلون وقال لهم أين التي تقولون عليها ما هذا الكلام الذي تقولونه لا يوجد شيء فشعروا بالخجل وخجلوا أن يقولوا له قم إلى أن خرج لكنه قال له كلمة "احكم يا أخي على نفسك قبل أن يحكم عليك"،وتخيل أن وقتها جاء صوت من السماء قال له "طوباك يا أبو مقار لأنك تشبهت بالديان تستر عيوب الناس" ما رأيك عندما نتشبه بالديان نستر عيوب الناس تعرف ضعفة عن أحد فتصلي له إذا قدرت على التحدث معه أو لك سلطان أو رصيد محبة لكي تحدثه فلتتحدث معه لكن بينك وبينه وتتحدث معه بتواضع،وتتحدث معه بمحبة لا تتحدث معه بتهكم تحدث معه بينك وبينه،ولكن إذا كنت لا تستطيع فعل هذا أو هذا فلتصلي له بذلك تجد الفضيلة بدأت تنبت داخلك،وبدأ الإنسان الروحي ينمو داخلك،وبدأت نعمة ربنا تقترب إليك لأنك بالفعل بدأت تسلك بالروح ربنا يعطينا يا أحبائي أن نرى خطايانا ونركز عليها ،ونرى الخشبة التي في أعيننا أو الخشب الكثير الذي في أعيننا ووقتها نقول من أنا؟! من أنا حتى أحكم على الآخرين؟!،وأقول الدينونة للديان،وأقول أنا أول الخطاة،وأقول هو أو هي أبر مني ربنا ينجينا من خطية الإدانة وخطورتها التي تحجب علينا النعمة وتقع بنا في أمور كثيرة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .
كيف أغلب نفسي والعالم
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
احتفلت الكنيسة يا أحبائي يوم الثلاثاء الماضي بعيد استشهاد القديسة العظيمة العفيفة دميانة، ومنذ يومين كان عيد نياحة القديس العظيم مكسيموس،وغداً عيد نياحة أخيه القديس العظيم دوماديوس، والأسبوع القادم عيد نياحة القديس العظيم الأنبا انطونيوس، والأسبوع بعد القادم عيد نياحة القديس العظيم الأنبا بولا،غنى،نماذج، الكنيسة تضع لنا هذه النماذج لكي ما تقول لنا تشجعوا فهم شبان، هم أغنياء، هم تركوا العالم، هم غلبوا المباهج، غلبوا المناصب لذلك أقول لكم ثلاثة كلمات مهمين جداً:-
١- محبة الله.
٢ـ غلبة النفس.
٣- غلبة العالم.
أولا : محبة الله :
ما المقصود بمحبة الله؟!أنه عندما يختبر الإنسان محبة الله داخله سيرى أشياء كثيرة جداً، أحياناً نحب الله بالكلام وليس بالأفعال، أحياناً نحب الله نظرياً، أحياناً نحب الله لكن غير مدركين مقدار الحب المطلوب مننا، التي قال عنها معلمنا بولس الرسول "وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة"، ولكي نكون مبوسطين في الكلام أقول لك لكي أحب الله لابد أن أرى مقدار حبه لي، لكي أحب الله لابد أن أرى ماذا فعل هو معي، للأسف الذي فعله الله معنا كثيراً ما نراه أنه أمر عام وعادي، عام أي أنه للجميع، عادي لأنه الله حلو وجميل وطيب وحنين،الله غفر لنا،الله صلب لأجلنا، الله خلقنا، أمر عام وعادي، لكن في الحقيقة مقدار إدراك هذا الحب أن تعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة، أقول لك مثال بسيط الناس كلها تتحدث عن دكتور مجدي يعقوب وجميعهم يحبوه وجميعهم يتحدثون عن فضائله، وجميع الناس تسمع عنه كلام طيب في كل العالم هذا شيء جيد جداً، لكن هناك فرق بين أنك تسمع عنه وأنه مثلاً قام بإجراء عملية لك، لا فهذا الأمر مختلف تماماً، فهو أنقذ حياتي من الموت، فهو أجرى لابني عملية فأنا مديون له بكثير جداً، هناك فرق بين أن أكون سمعت عن الله وأحببت الله بمجرد أفكار أو نظريات أو كلام غير أنني لمست الله، غير أنني رأيت الله، غير أنني عاشرت الله، كم غفر لي، أنا سيء جداً،كم ستر الله علي، فأنا إذا ظهرت عيوبي هذه للناس فلا أحد يحتمل أن يتطلع لوجهي،كم غفر الله لي، كم أن الله يعرف عني كل شيء ومتأني علي، كم محبة صليبه، لذلك القديس يوحنا سابا أو الشيخ الروحاني يقول لك "ساعة ما أدركوا مقدار محبته في قلوبهم ما صبروا أن يبقوا في أفراح العالم ساعة واحدة"، الست دميانة أو مكسيموس أو دوماديوس أو الأنبا انطونيوس أو الأنبا بولا ما صبروا ساعة ما أدركوا.
ثانيا غلبة النفس :
غلبة الذات، أن لا أعيش لنفسي، محبة الله تجعلني أغلب ذاتي، تجعل جسدي عندما يكون كسول أو يشتهي شرور أو طلباته كثيرة أعرف أن أقول له لا، أقول له لا بالمحبة، غلبت بالمحبة التي داخلي،رصيد الحب الذي داخلنا يا أحبائي هو الذي يحدد أشياء كثيرة،القديس يوحنا ذهبي الفم كان يقول لك "أنظر إلى الحب الذي بداخلك وأنت ستعرف إلى أي مدينة تنتمي"، بالحب غلبوا أنفسهم، كان هناك برنامج قريباً مستضيف لأحد الآباء الأساقفة في (قناة كوجي للأطفال)، فطفلة صغيرة كانت تسأل هذا الأسقف وقالت له أنت كنت طبيب، كيف تركت مهنتك كطبيب وأصبحت راهب؟!، فصمت قليلاً فهو يريد أن يبسط لها الأمور فهي طفلة صغيرة جداً، قال لها أنني أحب الله ثم بسط لها الكلام أكثر وقال هناك كلمة تقول "القلب وما يريد" في الحقيقة كانت إجابة جميلة جداً،غلبوا أنفسهم بالحب، فماذا ينتفع شخص يحب الشهرة،يحب المال، يحب المظاهر،بل يقول لك عن مكسيموس ودوماديوس أنهم "خلعوا التيجان ورموها من فوق الرؤوس محبة في الملك"، مثلما نقول"سكنوا في الجبال والبراري والمغاير وشقوق الأرض من أجل عظم محبتهم"، انتبهوا من كلمة "محبتهم في الملك المسيح"، غلبوا أنفسهم، الأنا، أحد القديسين كان يقول "أنا ليس لي عدو إلا ذاتي"، أكثر شيء يمكن أن يعطل الإنسان هي الذات عندما أضعها بيني وبين الله، عندما أنحاز دائما لذاتي، لأنا، لحقوقي، لنصيبي، أريد النصيب الأكبر، أريد كرامة أكثر، أريد أن الناس تراني، أريد الشهرة، أريد الذات، غلبوا أنفسهم، معلمنا بولس الرسول قالوا له أنت سوف تذهب لأورشليم سوف تتعذب هناك وتموت لا تذهب فقال لهم لا أني لست احتسب لشيء، أي لا يهمني ولا نفسي ثمينة عندي أنا لست أعيش لذاتي، لذلك قال كلمة جميلة "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في"، غلب الذات، انتبه من ذاتك، انتبه من أن ترى كرامتك في كل شيء، ترى الأنا في كل شيء، وتكون حساس جداً لنفسك، كأمثلة لذلك عندما تقول هذا الشخص لم يسلم علي، لم ينظر لي، لم يقدرني، لم يجلب لي، لم يفعل لي، لم يسأل،هذه الذات هي سبب عدوات كثيرة وسقطات كثيرة ووقوع في ملذات كثيرة لماذا؟ لأن الإنسان يريد أن يدلل ذاته، يريد أن يشبع ذاته، لا يستطيع أن يقول لنفسه لا، لكنهم غلبوا أنفسهم.
ثالثا غلبة العالم :
الذي يعرف أن يحب الله يعرف أن يغلب ذاته، والذي يعرف أن يحب الله ويغلب ذاته يعرف أن يقوم بالنقطة الثالثة وهي أن يغلب العالم الذي لا يستطيع غلبته بسهولة، العالم بمعنى المناصب، الكرامات، قديسة مثل القديسة دميانة هي فتاه ومن المؤكد أن الفتاه تحب التدليل، تحب الزينة، تحب المقتنيات، تحب الذهب والفضة والملابس هذا شيء طبيعي وفطري في البنت، لكن عندما يدخل المسيح القديسين يقولون عليها استبدال شهوة بشهوة، عندما يدخل المسيح الإنسان يفطم، قال "أن محبة الله غربتني عن البشر والبشريات"،كفى فأنا لا أريد شيء مكسيموس ودوماديوس كان منزلهم عبارة عن قصر لكن كانوا ناس أتقياء، وكان منزلهم دائمًا مفتوح لضيافة الرهبان، فشاهدوا نماذج من الرهبان، فأحبوا أن يتركوا العالم ويصبحوا رهبان، فقالوا لوالدهم ووالدتهم نحن سوف نذهب لزيارة الرهبان لكن كانت نيتهم ليست زيارة لكن أن يذهبوا إلى الدير ولا يعاودوا مرة أخرى،وتخفوا وأصبحوا يبتعدوا وهم فرحين أنهم اختفوا، انظروا إلى أي درجة تموت الذات، فهم كانوا يجتهدوا جداً ويتفننوا في إخفاء حقيقة أننا أولاد الملك لأننا إذا ظهرت شخصيتنا لن يتركنا أحد فيذهبوا إلى بلاد بعيدة،إلى أن تشاء الظروف وتعثر عليهم والدتهم، ولأنها كانت أم تقية ظلت تصلي لله وتشكره، قالت أنا أشكرك يارب أنك جعلت أولادي في هذه الدرجة، وأنهم عباد، أنهم نساك، أنا لا استحق أن يخرج مني أولاد مثلهم، أنا أشكرك لكن أنا لي طلب وهو أن يأتوا معي، فظلت تلح عليهم وتقول لهم ستكونون كما أنتم لن تتزوجوا وسأوفر لكم مكان، ولكنهم رفضوا وقالوا لها لافنحن تركنا العالم، لا نأتي لكي تأتي الجموع إلينا وتقول لنا نأخذ بركة ونزوركم ونجلس معكم ونتحدث معكم وتصلوا لأجلنا، قالوا لا، لدرجة أنه من المعروف أن القديس مكسيموس كان قد اختير لرتبة البطريركية فهرب، إنسان عندما غلب ذاته غلب كل شيء من داخله،نحن يا أحبائي عندما نجد أنفسنا مغلوبين من أنفسنا، مغلوبين من مباهج العالم،نعرف أن محبة الله قليلة بداخلنا،لذلك إذا أردت أن تعالج الأمر من الداخل احتذي بالقديسين في حياتك واجعلهم أصدقائك جداً، قل لهم ماذا فعلتم؟ وكيف أصبحتم هكذا؟!فأنا أنغلب أمام كوب لبن،كوب نسكافيه، ..... إلخ، أنا لا يوجد أضعف مني، ما هذا الذي أنا فيه؟ أقول لك لا تعالى وأنا أجعلك تشاهد أنك كيف تكون متصل بالله وشبعان بالله وتكون مرهب للشياطين، يقول لك كانت الشياطين تحاول أن تحاربهم ولا تعرف، الشياطين كانت تحاول تزعجهم، ولكن مكسيموس ودوماديوس كانوا بالنسبة لهم هذه الشياطين كانت مثل الذباب الذي يزندون تأثير، لكن يقول لك أن صلاتهم كانت تخرج من أفواههم لسان نار صاعد للسماء لذلك يا أحبائي الكنيسة لم تضع لنا القديسين لكي يكونوا مجرد أبطال فقط لا بل هم نماذج، "أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم"، فترة مقدسة، فترة تغير فينا، فترة تعطينا نماذج حية، عاشوا نفس تحدياتنا مثل الغنى، المظاهر، الجاه،الشباب، ولكنهم داسوا على كل هذا من أجل محبتهم للسيد المسيح ربنا يعطينا أن نكون سامعين وعاملين يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .
حياة الإستعداد
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين .
تعتاد الكنيسة يا أحبائي في تذكار القديسات والشهيدات أن تقرأ لنا إنجيل العذارى الحكيمات على أنهم فضلوا الاستعداد للحياة الأبدية عن حياة الترف أو التنعم أو الحياة الزمنية، سوف تجد كثيراً من هؤلاء القديسات أغنياء، وسوف تجد كثيراً منهن جميلات، وسوف تجد منهن كثيراً مرغوبات من أشخاص أصحاب سلطان مثل الأمير،والملك، وقائد الجيش، واليوم الكنيسة تعيد باستشهاد قديسة اسمها القديسة أنسطاسيا، يعلمنا الكتاب المقدس في مثل العذارى الحكيمات والجاهلات أننا نكون مستعدين، يقول لك هكذا "والمستعدات دخلن معه إلى العرس"حياتنا يا أحبائي إذا أردنا أن نختصرها في كلمة واحدة فقط كعنوان لحياتنا تكون هي الاستعداد،لماذا نحن نعيش الآن؟ لنستعد، بماذا نستعد؟ مثلما بالضبط الطالب الذي يعطوا له فترة يظل يستعد، يستعد إلى أن يأتي الامتحان هذه هي حياتنا، حياتنا هي فترة زمنية لكي ما نستعد لما بعد الحياة التي هي الحياة الأبدية، "المستعدات دخلن معه إلى العرس"، كل يوم يمر بنا دون أن نجمع زيت، كل يوم يمرعلى الطالب دون أن يذاكر هذا يقلل من درجاته،وكلما كان شغوف ويحصل على درجات عالية ويصبح من المتفوقين كلما تجده دائمًا يظل يذاكر، يذاكر، نقول له انتظر بعض الوقت لازال هناك وقت طويل على الامتحان يقول لا أنا أريد أن أحصل على مجموع عالي، لماذا أنت تأخذ الأمر بجدية هكذا؟ يقول لك أنا أريد أن أحصل على مجموع عالي، نحن أيضاً يا أحبائي كل يوم يمر بنا أقول أنا اليوم أريد أن اجمع زيت، أنا أريد أن استعد، آية جميلة في سفر عاموس أسفار الأنبياء الصغار يقول لك "استعد للقاء إلهك"الإنسان يا أحبائي الذي في قلبه شهوة الملكوت تجد الحياة الأبدية أمام عينه باستمرار، يقول لك جعلوا الأبدية في قلبهم، وكأنه باستمرار يفكر في الإكليل السماوي، باستمرار يفكر في آخر لحظات حياته، باستمرار يفكر في كيف يكون مرضي عند الله، باستمرار يفكر في كرامته في السماء، في مكانه في السماء، يقول لك هكذا عذارى حكيمات دخلوا، لماذا؟ لأنهم لم يكن معهم زيت فقط في المصابيح، لا فإن زيت المصابيح قليل، أتعرفون زيت المصابيح يكون مثل ماذا؟! يكون كمثل زيت اليوم، لكن الانسان لابد أن يكون معه زيت ليس فقط في المصباح ولكن لابد أن يكون معه آنية، أي يكون معه وعاء كبيرممتلئ زيت، كلما ينتهي الزيت من المصباح أو يقل يأخذ من الوعاء ويضع، آخذن مصابيحهن مع آنيتهن، الآنية ممتلئة، العذارى الجاهلات للأسف لم يكن معهم آنية كان معهم زيت يكفي لساعات فقط، وفيما هن ينتظرن العريس انتهى الزيت وناموا والحكيمات أيضاً ناموا،لكن ناموا وهم يعلمون أن مصابيحهن بها زيت وأيضا معهن آنية احتياطياً، نحن أيضا يا أحبائي حياتنا علي الأرض أن نجمع زيت، أن نستعد، عندما نأتي لنشاهد التلاميذ أوالطلبة يأتوا في تاريخ واحد وفي يوم واحد جميعهم يدخلوا الدراسة وجميعهم يأخذون منهج واحد وجميعهم يأتي لهم امتحان واحد، أي أن الدخول في فترة واحدة،وفترة الدراسة فترة واحدة، المنهج واحد، الامتحان واحد، لكن ما هو الفرق هنا ؟ الفرق هو في الطالب بين الذي اجتهد والذي لم يجتهد، نحن أيضا ندخل الحياة في وقت معين ونخرج منها في وقت معين ونأخذ منهج واحد الذي هو حياة القداسة والشر الذي أمامنا، جميعنا يعرض علينا نفس الشرور من شخص لشخص آخر، جميعنا يعرض علينا نفس البركات مثل التناول، الانجيل،الروح القدس الذي أخذناه في المعمودية، الأجبية،صلاة المزامير،شفاعة القديسين، الكنيسة، هذه البركات لنا جميعًا لكن الذي يذاكر أكثر يحصل على درجات أكثر، الذي يذاكر أكثر والذي يأخذ الأمور بجدية، أتعلمون ما هي المشكلة الكبيرة؟ الذي يقول لك لازال الوقت مبكرًا، تقول له ولكن راجع للامتحان يقول لك لازال الوقت مبكرًا نحن لا نذاكر من الآن، لذلك الكنيسة تجعلنا نقول كل يوم "العمر المنقضي في الملاهي يستوجب الدينونة" "توبي يا نفسي ما دمت في الأرض ساكنة"، هذه حياتنا، هيا نستعد، هيا نذاكر، هيا نذاكر لأنه لا يوجد شيء ينفعنا غير المذاكرة، كل الأعمال التي نعملها يمكن أن نقول عليها أعمال أو وسائل لكنها ليست أهداف، لا نعيش لأجلها، لا نعيش لكي نأكل ونشرب ونعمل، لا بل هناك أمور أعلى من ذلك التي هي الحياة الأبدية،شاهد ما هو مقدار الاستعداد الذي نفعله، شاهد ما مقدار اشتياقنا للأبدية، نجتهد، يقول لك "طوبى للذين يعملون الآن بكل قوتهم، فأن لحظة واحدة من ذاك المجد الذي هو المجد السماوي سوف ينسيهم كل أتعابهم"، تعالى وشاهد ولد حصل على مجموع كبير أو يكرم نقول له أنت سهرت وتعبت كثيراً يقول لك الحمدلله نشكر ربنا، الحمد لله لأنه قد نسي كل التعب، لماذا؟ لأن لحظة واحدة من ذاك المجد سوف ينسيهم كل أتعابهم لذلك يا أحبائي عدو الخير يريد أن يحاربنا بالكسل، والملل، وأنه لازال الوقت مبكرًا، وأنه هناك فترات في حياة الإنسان يريد أن يعيش كما يحلو له وبعد ذلك نستعد، أقول لك لا انتبه الذي لا يعرف أن يستعد الآن لن يعرف أن يستعد بعد ذلك لأن الخطية تصنع قيود على الإنسان، وأن عدو الخير يملك علي حياة الإنسان، كلما نتكاسل فترات طويلة نجد العدو تمكن مننا أكثر، لذلك لابد أن الإنسان يقول حقا أنه احتمال أن يكون اليوم أخر يوم في حياتي، صدقوني يا أحبائي من الممكن أنكم أنتم تسمعوا ونحن كآباء كهنة نودع شبان كثيرين، نجد أخبار صعبة يقول لك (فلان)، أقول لك ماذا به خير؟ هل انتقل حقا؟! توفي بسم الصليب ما الذي حدث؟!، من؟!، لماذا؟!،كثيراً ما نسمع على أشخاص بدون أي مقدمات، يقول لك فهو كان يجلس معنا!، أمس كان معنا!، الكنيسة تريدنا أن نجمع زيت، هيا الآن، معلمنا بولس الرسول يقول لك "اليوم يوم خلاص، الوقت وقت مقبول،إن سمعتم صوته لا تقسوا قلوبكم"،لا تقل فيما بعد أحد القديسين كان لديه يقظة روحية جداً جداً، وأراد الشيطان أن يجعله يخطئ،فقال له ما بالك تجاهد هذا الجهاد الشديد، لماذا تأخذ الأمور بجدية هكذا، تمهل على نفسك، حتى لكي لا تتعب صحتك، فالشيطان مخادع،وهو يريد أن يسقطه فيقول له أنت لازال أمامك ٢٠ أو ٣٠سنة على وفاتك فكن متأني واشفق على نفسك واشفق على صحتك، فهذا القديس كان يقظ جداً فقال له ألعلي أنا أمامي ٢٠ سنة فقط؟! أنا كنت أظن أن أمامي أكثر من ذلك فأنا لابد أن أجتهد أكثر، يقول لك في نفس هذه الفترة انتقل للسماء،وكان عدو الخير يريد أن يقول له لازال أمامك الكثير من الوقت الكنيسة تعلمنا أن نصلي ونقول له "لا تجعل العدو ألا يضغينا بواسع الأمل" أي لا يغلبنا بواسع الأمل،ما هو واسع الأمل؟ هو أننا نظل نقول لازال هناك وقت، وهناك كلمة أخرى تعلمها لنا الكنيسة هي تسويف العمر باطل، ما معنى تسويف؟ أي تأجيل، كل مرحلة تجد الذي يظل يقول لك ليس الآن، ليس بعد،أقول له لا اليوم يوم خلاص، الوقت وقت مقبول،إنجيل العذارى يعلمنا الاستعداد، هيا نستعد ربما يكون اليوم أخر يوم، ربما يكون اليوم الله يقول لي جهز نفسك للفترة القادمة،انتبه، اجمع زيت، ارضيني، قف أمامي، أريد أن تنطبع صورتي عليك،أريد فكري ينطبع عليك، أريد حياتي تنطبع عليك،فقل له موافق، كن مع العذارى الحكيمات لأنها كلمة صعبة جداً، لماذا لم يوافقوا الحكيمات أن يعطوهم من زيتهم؟! لأنه انتهى الوقت، لا يمكن،أغلق الباب، لا يمكن لأحد أن يفعل بر لأولاده أو لزوجته، لا انتهى، يعطي كل واحد كحسب أعماله ربنا يعطينا حياة الاستعداد واليقظة، وينجينا من الغفلة وينجينا من الاستهتار وينجينا من التأجيل، ويجعلنا كل يوم نقول له "هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل" ربنا يعطينا حياة الاستعداد باستمرار، ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .
سمر خوفك فى لحمى
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين.
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مارلوقا عن تذكار الشهداء، يقول لنا "لا تخافوا من الذين يقتلون جسدكم بعد ذلك ليس لهم أن يفعلوا شيء أكثر بل أعلمكم ممن تخافوا، خافوا من الذي بعد ما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم نعم أقول لكم من هذا خافوا" مرة قال لا تخافوا ومرة أخرى قال خافوا لا تخافوا من الذي يقتل الجسد نحن كنا نظن أنه يقول لنا لا تخافوا مثلاً من الزحام لا تخافوا من الظلام لا تخافوا أنه لا يوجد طعام أو شراب لا فهو قال لنا لا تخافوا من الذين سوف يقتلوا جسدكم فهذا أكثر شيء يمكن أن يخيف في الحياة هل هناك شيء يخيف أكثر من ذلك؟! لا يوجد شيء يخيف أكثر من ذلك بمعنى أن أكثر أمر يمكن أن يخيف في هذه الدنيا فإن الكتاب المقدس والسيد المسيح قال لا تخافوا منها أي أمور في هذه الدنيا لا تخفنا ليس العمل أو الناس أو الخطر أو .. إلخ، لا شيء يخيفك لكن عندما تريد أن تخاف فعليك أن تخاف من الذي له سلطان أن يلقي في جهنم أي خوف آخر ممنوع لكن الخوف الذي من المفترض أن يغرس فينا هو مخافة الله مخافة العقاب الأبدي قال لنا "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" ما هذا؟!، قال نعم هذا الذي يجب أن نخاف منه تصور أن الانسان لا يوجد شيء أبدا يمكن أن يجعله يتوب ويرجع عن خطيئته إلا الخوف،وفي الحقيقة نحن نحتاج أن نخاف كثيراً جداً نعلم أن الله جميل ورؤوف وطويل البال ومتأني رحيم،و... إلخ،فنحاول أن نلغي فكرة أنه يعاقب أقول لك نعم هو جميل وطيب ومتأني لكن هناك وقت يأتي فيه ويعاقب لابد أن نعلم هذا أي أنني لابد أن أقول له يارب أنا قصرت كثيراً قصرت كثيراً لكن لابد أن أضع الأبدية أمامي،ولابد أن يكون داخلي خوف الكنيسة تعلمنا أننا كل يوم نقول لله"هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوب ومرتعب من كثرة ذنوبي لأن العمر المنقض في الملاهي يستوجب الدينونة" فالكنيسة تذكرني كل يوم هل تعرفون معنى كلمة "عتيد" في اللغة العربية؟ معناها "قريباً أكيد"، أي"هوذا أنا قريبا أكيد"، ما أجمل عندما يشعر الإنسان أنه عن قريب أكيد سوف يقف أمام الله فهذا الشعور ماذا يفعل به؟! يجعله يتراجع عن أشياء كثيرة يشعر الإنسان أن العمر المنقضي في الملاهي يستوجب الدينونة الانسان المتراخي في حياته والمتهاون في حياته ويرى أن كل الناس تفعل الخطايا،ويرى أن الخطية سهلة،ويرى أنه لا يبالي بشيء إذا فعل الخطية فهذا يحتاج أن يقول لله سمر خوفك في لحمي المخافة مهمة جداً يا أحبائي أن الانسان يكون على علم أنه سيأتي يوم ويقف أمام الله،ويفحص الأعمال وتكشف الأفكار في صلاة الستار يقول "أية إدانة تكون إدانتي أنا المضبوط بالخطايا من يطفئ لهيب النار عني إن لم ترحمني أنت يارب؟"مثلما يقول لك هذا المتهم ضبط متلبساً بالجريمة أية إدانة تكون إدانتي أنا المضبوط بالخطايا؟ من يطفئ لهيب النار عني إن لم ترحمني أنت يارب ما أجمل الإنسان الذي يظل يقول هذا الكلام الآن أفضل من أنه عندما يأتي يوم الدينونة ويفاجئ أنه قد انتهى الأمر، تقول لي أهكذا انتهى الأمر؟! أقول لك نعم هكذا، فهناك وقت قال لك "أغلق الباب" فقال له أفتح لنا فقال له انتهت أغلق الباب انتهت ليست رحمة لمن لم يستعمل الرحمة طالما أنا لم استعمل الرحمة الآن هنا لم أظل اصرخ واقول له ارحمني فليس لي رحمة فوق في السماء،ولكن نحن لم نأخذ هذه الفكرة عن الله أقول لك لا لابد أن تنتبه جيداً جداً لابد أن تعرف ما الذي يخيفك نحتاج أن نخاف نحتاج إلى أن مخافة الله تتسمر داخلنا لكي لا يكون لدينا استهتار،ولا يكون لدينا تهاون،ونظل نقول ليس الآن بعد قليل ليس الآن لا لابد أن يكون هناك مخافة انتبه يظل الله يتحايل على الانسان يتحايل على الانسان لكن يأتي وقت ويقول لك انتهى الأمر انتهى أنظر ماذا تريده أنت؟! الله يريدك أن تختار طريق النجاة قال لك هناك طريقين ها أنا قد وضعت أمامك طريق الحياة وطريق الموت اختار الحياة لتحيا لاحظ أنه لذلك الكاهن في القداس يقول أكلت بإرادتي أنا الذي أكلت بإرادتي وتكاسلت عن وصاياك أنا جلبت على نفسي حكم الموت إذن الإنسان يحتاج أن يقول لله ارحمني يارب ارحمني ارحمني ارحمني أحداث الحياة يا أحبائي لا تظنوا أنها صدفة هل الحروب التي تدور حولنا ألا تعلمنا شيء؟! تعلمنا أن حياة الإنسان يمكن أن تنتهي في لحظة الزلازل البراكين المجاعات الغلاء الاضطراب الوباء هل كل هذه الأشياء لا توجه لنا أي رسالة لا هناك رسالة تقول لنا انتبه الحياة التي تعيشها غير آمنة غير مستمرة غير مستقرة ارفع عينك إلى فوق انتبه لأن الانسان من شعوره الزائد بالاطمئنان وشعوره بأنه يملك هذه الحياة يبدأ يتأذى ملك الحياة ليس لنا نحن بل هو ملك الحياة الأمان من عنده الثقة والرجاء فيه هو نحن لا نعرف أن نعطي لأنفسنا رجاء في شيء لذلك قال لنا من هذا أريكم ممن تخافوا أنا أقول لكم الأمور التي من المفترض أن تخافوا منها المفترض أنني أذكر نفسي كثيراً بالدينونة المفترض أنني أغمض عيني هكذا واتخيل نفسي أمام الديان العادل وأرى،وأشاهد يقول لك تطرح الأفكار وتكشف الأسرار تنكشف الأسرار وتنكشف أفكاري الخفية وتنكشف أعمالي وانتظر ماذا يفعل معي الرب على سبيل المثال قديسة من القديسات جميلة جداً وانسانة ممتلئة تقوى اسمها الأم سارة كانت تقول أنا لا أضع رجلي على السلم وأرفعها على الدرجة التي تليها إلا بعدما أفكر أن حياتي يمكن أن تنتهي ما بين درجة والدرجة التي تليها تظن أن حياتها يمكن أن تنتهي الآن أحياناً الإنسان يظن أن حياته طويلة جداً،ويظن أنه لايزال لديه وقت طويل جداً أقول لك لا انتبه فالكاهن وهو يصلي يقول لهن لا تجعل عدو الخير ألا يضغينا بواسع الأمل أنه يجعلك تقضي العمرمثلما يقولوا عليه تسويف العمر باطل،وتظل كل مرحلة تقول ليس بعد عندما أتقدم قليلاً في العمر،وتظل منشغل خطورة شديدة جداً إن الإنسان يقضي حياته في انشغال أقول لك عن ثلاثة مراحل في حياة الإنسان :
١- مرحلة الطفولة إلى سن حوالي ١٥سنة : في هذه المرحلة الإنسان يعيش ويكون لديه صحة ولديه وقت لكن ليس لديه مال .
٢- من ٢٠سنة إلى ٦٠سنة : الإنسان يكون لديه صحة ومال لكن ليس لديه وقت وهذه المرحلة التي أنتم فيها الآن، لديكم صحة ومال لكن ليس لديكم وقت بل منشغلين.
٣- مرحلة ما بعد الستين سنة : المرحلة الأخيرة في الحياة، لديه مال ولديه وقت لكن ليس لديه صحة، يقول لك أتمنى لو عرفت هذه الفكرة من البداية .
أقول لك إذن انتبه فالحياة تحتاج إلى وعي، يحتاج الإنسان يعرف أن هذه الدنيا ليست دائمة، لابد أن يفعل للأبدية ولابد أن يؤمن مستقبله الأبدي،ولابد أن يخاف لابد أن يخاف ولابد أن تكون مخافة الله داخل قلبه وداخل افكاره هناك أشياء عندما تفكر أن تفعلها تقول لا مخافة الله لا يليق لا فماذا أقول لله عندما أقف أمامه؟! لا أنا لابد أن أتوب ولابد أن ارجع الآن فأنا لست ضامنا فمن الممكن أن يكون اليوم هو آخر يوم في حياتي أقول لك على شيء، كثيراً عندما أرى صور لأشخاص في اجتماعات أو صور في قداسات أقصد صور لتجمعات صدقني بعدما ترى هذا التجمع تأتي في السنة القادمة لتراه تجد فيه نسبة من الأشخاص ليست موجودة نفس الصورة تجد هناك بعض الأشخاص وقد وصلوا إلى السماء،وتتعجب وتقول إن فلان،وفلان كانوا شباب! نعم تأتي لتحصر العدد تجد دائمًا نسبة من ٥٪ إلى ١٠٪ ليسوا بموجودين فهذه طبيعة الحياة طبيعة الحياة أن كلنا لا نظل موجودين طول الدهر الله يقصد ذلك إذن طالما أن الحياة غير مستمرة فأنا ماذا أفعل؟ أفوق انتبه لذلك معلمنا بطرس قال كلمة قوية جداً أختم بها كلامي وهي في الحقيقة كلمة صعبة ليست سهلة أن يقولها قال "إنما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا" تعقلوا لكني اعتقد أنني إذا قلت لأي شخص فيكم كلمة اعقل فتكون عيبة جداً أليس كذلك؟! إذا شخص قال لي اعقل تكون عيب فهذه إهانة فهل أنت تراني مجنون؟! عندما يقول لكم كلمة تعقلوا نعم نحن نحتاج أن نسمع كلمة اعقلوا يا جماعة اعقلوا، القديس العظيم الأنبا انطونيوس قال عن الخطية هي الجنون لماذا جنون؟ قال لك لأنها تعبر عن شخص يبيع الغالي بالرخيص يبيع الحياة الأبدية باللذة الأرضية فهي زائلة هي ليست شيء تبيع أبديتك ميراثك في الملكوت الذي يقول لك "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل تأسيس العالم" أنتم أولادي انا أعطيتكم مكان في السماء تعالوا خذوا مكانكم،وأنظر أجد نفسي أنا الذي أضعت هذا المكان بتهاون واستهتار ربنا يعطينا أن مخافته تكون متسمرة داخل قلبنا وداخل عقلنا قبل أن نفكر في أي شيء قبل أن الخطية تتملك علينا بالأكثر فالمخافة عندما تتسمر فينا تكون مانعة لنا عن أي شر ربنا يحفظنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .
اراكم ايضا فتفرح قلوبكم
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي اليوم فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح 1٦،وسوف نتناول آية واحدة فقط ألا وهي عندما قال "أراكم فتفرحون ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم"، كلمة الفرح يا أحبائي كلمة مشتهاه جداً عند النفس،من المؤكد أن كل فرد فينا يقول أتمنى أن أفرح، الفرح كلمة جميلة، لكن في الحقيقة سنجد أنه لا يوجد فرح خارج المسيح، لا يوجد فرح حقيقي يقوي الإنسان، ويعطي له طاقة مستمرة وتدخل له بهجة داخلية غير المسيح، تعالى شاهد الناس التي تظل تبحث عن أسباب للفرح، يحضروا حفلات، يذهبوا لأماكن للتنزه، يسافرون، يأكلون، يشربون، لكن تجدهم من الداخل فقراء، ومن الممكن أن يكون كلما يسعوا إلى الفرح، يزدادوا اكتئاب، لماذا يزدادوا اكتئاب؟! لأن ما كانوا يتوقعوه لم يجدوه، فتجدهم يسيرون خلف سراب، مثلما قال هكذا أنهم يشربون من مياه مالحة، الذي يريد أن يشبع شهواته، فالشهوات لا تشبع، الذي يريد أن يخفف من آلامه الآلام لن تبرأ، الإنسان الذي يريد أن يأخذ مسرة أو تعزيات من الناس فإنه يأخذ خزي، يأخذ خصومة،يأخذ ابتعاد،أما الفرح الحقيقي فهو في المسيح يسوع، أراكم فتفرحون، كيف نراك يارب؟! أعطنا طريقة عملية، أقول لكم ثلاث نقاط سريعًا جداً:
١- لكي ترى الرب أول شيء تراه داخلك.
٢- في مخدعك.
٣- حولك.
أولا داخلك :صدقني طالما نحن نبحث عن الله خارجنا لا نجده أبدا،الله داخلك في قلبك،الله ساكن داخلك أنت، "أنتم هياكل الله روح الله ساكن فيكم"، الله داخلك منذ يومين كنا نعيد للقديس أوغسطينوس الذي كان يقول على نفسه أنه كان غبي نسأله لماذا؟! يقول لأني كنت أبحث عنك خارجاً عني أظل أبحث عنك خارجي "لكن حين وجدتك فقد وجدتك في داخلي حين وجدتك فإني وجدتك عميقاً أعمق من أعماقي وعالي أعلى من علوي" أنت كنت معي ولكن أنا لم أكن معك أنا بغباوتي وشقاوتي لم أكن معك تريد أن تتقابل مع الله اجلس فترة هادئة وانظر إلى داخلك سوف تجد الله داخلك يقول لك أنا كنت أنتظرك منذ وقت بعيد أنت تعيش داخلك وتعيش مع نفس الشخص الذي هو أنت لكنك لم تجلس مع هذا الشخص أنت لا تدخل داخله عندما تريد أن تدخل داخل نفسك ستجد الله أحد القديسين كان يقول ادخل إلى ذلك الإنسان الذي تجهله من هذا الإنسان الذي يجهله؟! تتخيل يكون أنا نفسي نحتاج أن نتقابل مع الله داخلنا،وعندما يقابل الإنسان الله داخله يكون لديه متعة،ويتخلى عن أمور كثيرة،ويتخلى عن أشخاص عن مسرات عن العالم عن مباهج لأن الله هكذا تريد أن ترى الله أدخل داخلك سوف تجد متعة تجد كفاية تجد الله يشغلك بفرح قلبك تسألني هل هذا يحدث بالفعل؟! أقول لك نعم صدقني قم بالتجربة ذات مرة كان هناك مجموعة من الشبان في دير البراموس في خلوة،وجاء أب راهب متوحد عندما علموا كانوا بالطبع مبتهجين جداً،وقالوا لهم أنه سوف يجلس مع شباب بيت الخلوة فجلسوا معه،وهناك شاب سأله سؤال قائلاً له يا أبانا كيف حال قدسك في الوحدة؟ قال له نشكر الله فسأله ما هي أكبر مشكلة تواجهك في الوحدة؟ من المؤكد أن جميعنا نتوقع الملل حروب الشياطين الحر البرد الوحوش الحشرات الأصوات خوف الليل من المؤكد أننا نتوقع اجابات كثيرة،ولكن صدقوني كانت الإجابة أنه قال أن أكبر مشكلة تواجهني هي ضيق الوقت لماذا؟! أنت لا يوجد لديك شيء يقول لك لا فأنا اجلس لأقرأ الإنجيل وذلك يستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات ثم جزء تسبحه أكون قد أعدت له ساعتين أو ساعتين ونصف ولكنه يستغرق أربعة ساعات،ثم سير الآباء وأقوالهم وحياتهم يستغرق بدلاً من ساعتين يمتد إلى ثلاث ساعات،وهكذا كل مرحلة تأخذ أكثر مما توقعت فإن الله عندما تجلس معه سوف تجد داخلك فرحة قالوا عنها القديسين أنها فرحة أكثر من فرحة الفردوس.
ثانيا مخدعك : اجلس في المكان الذي تصلي فيه واسجد،وارفع يداك لفوق واصمت قليلاً،وتحدث مع الله قليلاً أراكم فتفرحون هو ينتظرك هو قال هكذا "إليه نأتي وعنده نصنع منزلاً" قال لك تعالى هكذا "أتعشى معه وهو معي" تعالى تعالى خذ من غذائي أنا خذ من دسمي أنا اجلس مع الله قليلاً عندما ننشغل في اليوم كله،ونظل نعطي كل حاجة حقها إلا الله نجد أنفسنا تائهين حزانى مكتئبين المشاكل تزداد الكراهية تزداد الابتعاد يزداد لأن الذي يبتعد عن الله تجد الجحيم بدأ بالنسبة له مبكراً هو كذلك القرب من الرب هو السماء أنت من الممكن أن تعيش من الآن السماء على الأرض مخدعك حاول أن يكون لك وقفة صلاة منتظمة يكون لك مكان محبب إلى قلبك تضع فيه صورة لربنا يسوع،وصورة لأمنا العذراء صورة للملاك ميخائيل صورة لشفعائك،واسجد وارفع يدك وصلي،وليكن بيتك بيت مبارك ألسنا نقول "بيوت صلاة بيوت طهارة بيوت بركة ."
ثالثا حولك : ربنا موجود حولنا لكن من الممكن أن تكون أعيننا مغلقة قليلاً الله موجود في الطبيعة في الناس في الظروف في المشاكل في المرض في الموت الله موجود عندما يريد الانسان أن يرى الرب حوله صدقني الله سوف يعلن له نفسه حتى القديسين كانوا يقولون أتمنى أن تنظر كثيراً لأربعة أشياء السماء البحر الزرع الصحراء،ولكن هؤلاء ماذا نفعل بهم؟!يقول لك ترى الله فهل السماء هذه يستطيع أحد أن يصنعها أو يدركها كلما تنظر للسماء تقول المجد لك يارب أنت فيك أسرار الزرع البحر الصحراء إذن الله موجود يقول لك أنا هنا اجلس معي قليلاً شاهدني أنا أريد أن أراك أنا أفتقدك كثيراً تعالى تعالى ارفع يدك لفوق وتحدث معي الله موجود حولنا لكننا ليس لدينا وقت نحن منشغلين منهمكين في أمور كثيرة هل من الممكن أن ترى الرب حولك؟ أقول لك نعم كم مريض كم متألم كم جائع كم عطشان كم عريان مسجون فهو قال لنا ذلك "بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم" أي أنه موجود لكن يريدك أن تبحث عنه إذن يا أحبائي عندما قال لنا أراكم فتفرحون نحن تعجبنا كيف نراه؟! يقول لك تعالى شاهدني شاهدني داخلك في مخدعك حولك ربنا موجود لكننا نحن يمكن أن نكون مبتعدين عنه ربنا يعطينا أن نبحث عنه،ونجده،ونتمسك به ولا نرخيه يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .
القديس يوسف النجار حارس الميلاد البتولى
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
اليوم ٢٦ أبيب وفيه تعيد الكنيسة بقديس في الحقيقة لم يأخذ منا الكرامة التي يستحقها وهو القديس يوسف البار الذي تقول عنه الكنيسة حارس الميلاد البتولي، أتحدث معكم في ثلاث نقاط :-
١- البار .
٢- حارس الميلاد .
٣- صمته وتسليمه .
أولا البار:-
معروف عن القديس يوسف أنه بار، هو رجل كبير، شيخ كبير، هناك بعض الأقوال والتي قالت أنه كان متزوج ولديه أبناء لكن هذه الأقوال لم تقرها الكنيسة، بل هو معروف عنه أنه كان متبتل،شيخ كبير، وعندما كان من الضروري أن السيدة العذراء تخرج من الهيكل فأرادوا أن يبحثوا لها عن أحد يعولها ويأويها، فالله هو الذي أرشدهم ليوسف عن طريق عصاه،الله أعطى عليها علامة أن هذا هو الذي يأخذ السيدة العذراء،وقد كان أميناً عليها جداً، السيدة العذراء عاشت أيام هادئة سالمة مفرحة مع القديس يوسف إلى أن جاء لها البشارة الإلهية من الملاك جبرائيل "ها أنت ستحبلين وتلدين ابنا والروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك"، في الحقيقة أن هذا الأمر فعل بعض الإزعاج عند يوسف،ما هذه الفتاة التي أتت له ووجدها حامل،فهو أيضاً لديه بر لم يود أبدا التحدث مع أحد،ولا أراد أبدا أن يجرحها، ولا أراد أبدا أن يتحدث،فهو أراد تخليتها سرا، أي أنه أراد أن يستر الأمر،فهو رجل بار،ما معنى بار؟ في الحقيقة بار هي كلمة كبيرة جداً لكن لكي نفهمها جيداً نستطيع أن نقول عليها عكس شرير، بار أي يخاف الله، بار أي له عشرة حلوة مع الله، بار أي مملوء فضائل، الكتاب المقدس قال لنا على سبيل المثال عن نوح أنه بار، عن أيوب أنه بار،عن أخنوخ أنه بار، فكلمة بار كانت تقال في الكتاب المقدس رمز للمسيح البار، فيوسف البار في الحقيقة كان قلبه مملوء بالبر وتصرفاته مملوءة بالبر، رجل مشهود له بالتقوى، مشهود له بمخافة الله، نتعلم من يوسف البر بمعنى أن الشخص يكون له خفاء وعشرة قوية مع الله، نتعلم من يوسف البار ما معنى أن يكون الشخص غير معروف عند الناس لكن معروف عند الله، يوسف كانت علاقاته صغيرة جداً، وجميعنا نعرف أن مهنته كانت مهنة بسيطة جداً وهي النجارة، وعندما يكون النجار تقدم في العمر تكون هذه المهنة غير مناسبة له لأنها تريد صحة قوية وتريد عضلات وتريد قوة جسدية،لكن عندما تكون القوة الجسدية غير موجودة تجد عمله أصبح ضعيفا جداً،فيقولون عن يوسف انه لم يكن يفعل عمل النجارة لكنه كان يصلح، معنى الذي يصلح أي أن حاله متعب جداً، يوسف النجار الرجل القليل والذي كان لا يوجد معه امكانيات تختاره السماء لكي يكون حارس الميلاد البتولي.
ثانياً حارس الميلاد البتولي:-
تخيل أنه عندما أراد تخليتها سرا وجدنا الملاك جاء وقال له لا تخف لأن الذي فيها من الروح القدس رغم أنه أمر غريب وأمر يفوق الإدراك ويفوق الطبيعة لكنه صدق هذا الأمر، وأيضا الله أرسل له شيء لكي يريحه من الكلام ألا وهي أن أوغسطس قيصر يأمر بالاكتتاب فهذا جعله يترك البلد، فكأن الله له تدبير أنه لا يجعل الناس ترى السيدة العذراء وهي حامل ويكثر الكلام فعندما كانوا في الطريق ناحية الاكتتاب جاء لها ألم الولادة وولدت في بيت لحم كما نعرف، وكأنها عندما تذهب مكان غريب عنها لا أحد يتسأل من هذه السيدة وهذا الرجل؟، ونحن نعرف القصة، لا بل الله بتدبير إلهي دبر الأمر حارس الميلاد البتولي ماذا كنت تفعل يا يوسف وأنت تشاهد ربنا يسوع المسيح طفل صغير؟! طوباك فأنت أخذت بركات كثيرة جداً،وأيضا تتحمل مسئولية أمنا السيدة العذراء والطفل رغم المخاطر، قم خذ الصبي واهرب إلى مصر هو رجل كبير رجل ليس لديه دخل رجل ليس فيه قوة،لكن تحمل المسئولية وكان هو الذي يعول أمنا السيدة العذراء وهو الذي يعول ربنا يسوع، رأى منه عجائب وآيات وأخذ بركات كثيرة لكن كان لديه روح المسئولية، كانوا في أرض مصر، يذهبوا من مكان لمكان،وأيضاً هناك بركات كثيرة جاءت لنا من أرض مصر لكن كان هناك حروب كثيرة جاءت علي العائلة المقدسة، وجميعنا نعرف أنهم لم يستطيعوا أن يستقروا في مكان، لأنهم كانوا عندما يذهبون إلى مكان كانت تصنع معجزات والوثنيين والأمم الذين هم أهل مصرالأصليين كانوا لا يحتملوا هذا فكانوا يهاجموا الطفل يسوع، فمن كان متحمل هذه المسئوليات كلها؟! هو يوسف البار، الملاك يظهر له ثانية ويقول له قد انتهى الأمر ومات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي، ارجع مرة أخرى إلى أرض مصر، رحلات كلها شقاء، كلها احتياجات، كلها ألم لكن يوسف كان يتحمل كل هذه المسئولية،كان طيب القلب،وهو الذي كان دائمًا يساند أمنا السيدة العذراء، ورأينا في موقف عندما غاب يسوع المسيح في الهيكل ثلاثة أيام قالت له "هوذا أناوأبوك كنا نطلبك"،فقد بدأت الناس لا تصدق قصة الروح القدس الذي حبلت بها فبدأت الناس تتعارف على أن الذي بالجسد أب لهذا الطفل، هذه أمه وهذا أبوه، فكان حامل لهذه البركة وحامل لهذا الشرف، قديس عظيم، تخيل نحن نظل نتحدث عن قديسين كانوا يصلوا ليسوع، ويصوموا ليسوع ويعبدوا ربنا يسوع، لكن هذا كان يعيش مع يسوع، هذا كان مسئول عن ربنا يسوع، هذا كان مرافق لربنا يسوع، فهو قد شاهدكل أعماله وكل معجزاته، لكن هو بالطبع تنيح قبل الصليب، والبعض يقول أنه تنيح وربنا يسوع المسيح عمره ما دون العشرين سنة، أي أنه أيضاً شاهد أجزاء كثيرة من حياة ربنا يسوع المسيح وهو ينمو، وهو يكبر، فمعلمنا يوسف البار هو خزنة ممتلئة بالأسرار، وممتلئة أمور مفرحة.
ثالثاً صمته وتسليمه:-
كم كان هذا الرجل صامت، كم كان هذا الرجل لديه تسليم، كم كان هذا الرجل هادئ، ما هي الكلمات التي قالها يوسف البار؟!، ابحث في الكتاب المقدس ستجد أنه تقريبًا لا يوجد كلام قاله يوسف البار، إذن ما الشهرة التي أخذها يوسف البار؟ في الحقيقة لا يوجد شهرة،بمعنى أنه عندما تقوم بإجراء بحث عن المجهولين في الكتاب المقدس،أي أشخاص مجرد ذكر اسمهم مرة أو ما إلى ذلك، على سبيل المثال تجد يعبيص، كالب،يفتاح،يمكن أن تجد هناك بعض شخصيات جاء ذكرها في أشياء صغيرة جداً، تصورعندما تجري بحث عن المجهولين في الكتاب المقدس تجد من بينهم يوسف البار، هل من المعقول؟! أنت حارس الميلاد البتولي وكنت مع ربنا يسوع والسيدة العذراء هذا الزمن كله تعتبر من المجهولين!، قال لك نعم لا أحب الشهرة، لا أحب الكلام الكثير،لا أحب الظهور،دعني هكذا، لكن في الحقيقة كرامته في السماء كرامة كبيرة جدًا، مجهول، هذا المجهول انسان من داخله لديه شبع، من داخله راضي،لا يريد مدح الناس،لا يريد رأي الناس،متى يصل الشخص لدرجة أنني أكون مكتفي ولدي شبع من داخلي؟، متى تكون الناس تريد أن تعطيني كرامة وأناأهرب منها؟،فالقديس مار اسحق قال "من يسعى وراء الكرامة تهرب منه ومن هرب منها تجري خلفه"،هذا هو القديس يوسف البار مجهول، صامت،لا تجد له كلام، لا يوجد له أحاديث،لا يوجد له كتابات، لا يوجد له تعليم،لم يكن يفتخر أنه على قدر المسئولية التي أخذها وعلى قدر هذا التعب يظل يحكي لهم ويقول لهم أنا فعلت،وفعلت، وذهبت، وجئت، وأنا حملت، وأنا أنفقت، وفعلت، أبدا لا يقول كلمة،مجهول وصامت،ولديه تسليم، تسليم، تعالى خذ هذه الفتاة تعيش لديك،الله اختارك، كان من الممكن أن يقول أنا رجل كبير ما هذه الفتاة التي تعيش لدي نعم هي بنت طيبة وجيدة وكل هذه الأمور لكن أنا شيخ كبير، الانسان عندما يكون أناني لا يريد أن يتحمل مسئولية غيره لكنهم قالوا له خذ هذه الفتاه قال إني آخذ بركة،تأتي هذه الفتاة تعيش لديه بعدها يعرف موضوع الحمل إذن ماذا بعد؟ تسليم، الملاك يحدثه يقول موافق، الملاك يقول له اذهب أرض مصر يقول موافق،يقول له ارجع ثانية يقول أيضاً موافق،أيضاً وهو معهم انتقلوا وقالوا نرجع ولكن ليس علي بيت لحم بل نرجع على الناصرة، كل مكان يجلس فيه ربنا يسوع تجده يواجه بحروب وضغوط فكان ينتقل منه، أي أن ربنا يسوع على قدر ما هو يعيش أسفل في اليهودية كانت معيشته معظمها فوق في الجليل، فوق تماماً، وكان نادرا ما ينزل أسفل لأورشليم في الأعياد لكن غالباً كان يعيش فوق، والجليل هم أمم، أريد أن أقول أن يوسف تحمل كل هذا، وأريد أن أقول أنه بتسليم وبإيمان اجتاز هذه المرحلة إلى أن أدى رسالته، وكم هو ذكره في السماء ممجد،كم كان قديس عظيم ممتلئ بركات، كل أحد فينا يحتاج أن يأخذ من يوسف شيء، تسليمه، إيمانه، صمته،أنه يقبل أن يعيش في الظل ليس شرط أن يكون معروف، كم يصدق المواعيد الإلهية،كم يرى أنه شاعر بمسئولية،كم هو رجل يعطي،كم هو رجل إيمان ربنا يعطينا من فضائل القديس يوسف البار ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .