العظات
الإِتحاد بِالمسِيح فِي التناوُلَ - خميس العهد
بسم الاب ،والابن والروح القدس اله واحد أمين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن،وكل اوان والى دهر الدهوركلها آمين.
فِى وجُود المسِيح عَلَى الأرض صنع لنا كُلّ شئ ظلَّ ثَلاَثَ سنوات وَثلاثة أشهُر يكرِز وَيُعلِّم وَأكملَ تعلِيمه وَصنع كُلّ المُعجِزات رأيناه سمِعناه لمسناه وَلَمْ يبقى لَهُ سِوى أنْ يدخُلَ تجرُبِة الصلِيب وَلكِنْ بقى أيضاً أمر هام كَانَ لابُد لَهُ أنْ يفعلهُ وَهُوَ تأسِيس سِر الشُكر كيف أنَّ هذا الجسد الَّذِى سيُكسر عَلَى الصلِيب يُسَّلِمهُ لِلكنِيسة تخيَّلَ لَوْ أنَّ يهُوذا يوم الأربعاء تمت خِيانتهُ وَتآمُره وَكَانَ يعلم مكان يسُوعَ كَانَ سيذهب لَهُ بيت عِنيا وَيقبُضُون عليهِ يوم الأربعاء ليلاً فمتى كَانَ يُسَّلِم لِلكنِيسة سِر الشُكر ؟ لكِنْ يسُوعَ كَانَ عالِماً بِكُلّ شئ وَمُؤجِلَ الأمر إِلَى هذا اليوم كى يصنعهُ بِإِرادتِهِ فِى يوم الفِصح وَيصنع مَعْ تلامِيذه فِصحاً جدِيداً وَكَانَ أخِر أمر عملهُ معهُمْ قبلَ الصلِيب وَبعد أنْ صنع سِر الشُكر خرجُوا كُلّهُمْ لِيُسَبِّحُوا ثُمَّ ذهب إِلَى بُستان جثسيمانِى وَتمَّ كُلّ شئ تأسِيس سِر الشُكر جعلهُ أخِر أمر عملهُ علَّم أوَّلاً ثُمَّ قدَّم سِر الشُكر وَالكنِيسة تفعلَ ذلِكَ تحكِى أوَّلاً قِصَّة يسُوعَ كُلّها بَلْ وَتحكِى قِصَّة تدبِير الخَلاَصَ وَالخلِيقة كُلّها وَكيف تجسَّد وَتأنَّسَ وَصُلِب وَمات وَنزلَ لِلجحِيم وَقَامَ مِنْ الأموات وَتُعيِّشكَ الرِحلة كُلّها معهُ وَتختِمها بِسِر الشُكر كما فعلَ المسِيح مَعْ تلامِيذه علَّمهُمْ ثُمَّ أعطاهُمْ جسده وَدمه اليوم قِمَّة فرح المؤمِنِين لأِنَّ اليوم كُلّ ما سمِعناه طبقناه اليوم الإِنسان يأكُلَ مِنْ شجرِة الحياة الحقِيقِيَّة بعد أنْ كَانَ ممنُوعَ مِنْ شجرِة الحياة الرمز بِكارُوب فِى يَدِهِ سيف مِنْ نار الإِنسان التُراب وَالمُزدرى مِنْهُ الغِير مُستحِق لِسُكنى الأرض وَالمطرُود مِنْ أمام الله بِسبب خطاياه يُعطِيه اليوم الله جسده وَدمه يُعطِيه خُبز الحياة خُبز الخلُود فعادت لَهُ الحياة الأبدِيَّة وَأصبحت الحياة الأبدِيَّة تعملَ فِينا بِالتناوُلَ وَالغُفران ينتقِلَ لنا بِالتناوُلَ حياة المسِيح تنتقِلَ لنا بِالتناوُلَ لِذلِكَ يقُولَ القُدَّاسَ [ وَوَضعَ لنا هذا السِرُ العظِيم الَّذِي لِلتقوى ] أخذت سِر شرِكة المسِيح وَدخلَ داخِلِى وَأمتزج بِىَّ فأُلغِيت أنا وَأصبح هُوَ الفاعِلَ فِىَّ سِر معرِفتنا بِالمسِيح ليس بِتعالِيمه بَلْ بِإِتحادنا بِهِ فإِنتقلَ لنا فِكره وَسلُوكه تلمِيذاى عمواس عاشا معهُ وَسارا معهُ وَكلَّمهُما عَنْ مُوسى وَجمِيع الأنبياء وَالأمور المُختصَّة بِملكُوت السَّموات وَلَمْ يعرِفاه إِلاَّ عِند كسر الخُبز عِندما نأخُذ الخُبز المكسُور تعرِف محبِّة الله لَكَ وَبذله لأِجلِكَ وَالأمور النظرِيَّة تتحوَّلَ إِلَى أمور عملِيَّة وَتحياها الكنِيسة تُعطِينا القِراءات أى تعالِيم وَمِنها تنقِلنا إِلَى التناوُلَ الإِتحاد العملِى وَالفِعلِى بِهِ فأنا آخُذ المسِيح حقِيقة وَليس مجازاً تُرى ماذا يفعلَ المسِيح فِيكَ عِندما تأخُذهُ ؟يُطَّهِركَ وَيُغيِّر طبعكَ وَيُقَّدِسَكَ وَيُلزم بِكَ إِذاً التناوُلَ لاَ يُؤخذ بِحواسَ جسدِيَّة بَلْ حواس رُوحِيَّة وَليس بِتذوُّق مادِى كى نستوعِب كيف نمتزِج بِمجد الله وَكيف نكُون شُركاءالطبِيعة الإِلهِيَّة لأِنّنا نأخُذ الكلِمة مُشتهى كُلّ الأُمم ما كَانَ الأنبياء يشتهُون أنْ يروهُ وَلَمْ يروه عِندما تأخُذ المسِيح وَتستوعِبه يغلِبكَ فتجِده حاضِر فِيكَ فتُصبِح أنت هُوَ كثِير مِنْ الخطايا تغلِبنِى لكِنْ بِالمسِيح أغلِبها بِالتناوُلَ يغلِب بِكَ وَفِيكَ وَيجعلَكَ تُحِب المُسِيئِين وَلمَّا تجِده مكسُور مِنْ أجلَكَ قلبكَ ينكسِر وَلمَّا ترى قُدُّوس القِدِيسِين يُعطى إِليكَ تتقدَّسَ أنت وَلمَّا تجِد الودِيع الهادِئ يلِح عَلَى أولاده أنْ يأخُذوه تُصبِح أنت ودِيع هادِئ أى هُوَ يُغيِّر طبعكَ أحياناً الإِنسان مِنْ فرط عِظم العطِيَّة لاَ يُصَّدِقها الإِتحاد بِالمسِيح عطِيَّة عُظمى ما معناها ؟ تناولَ كثِيراً فتتحوَّلَ حواسكَ إِلَى حواسَ رُوحِيَّة فتُصبِح آذانكَ آذان رُوحِيَّة وَعينيكَ عين رُوحِيَّة وَ في تهيَّأ داخِلَكَ لِحلوله وَتُصبِح أمِين فِى حياتك لِذلِكَ لاَ يُمكِن لإِنسان يحيا الخطِيَّة وَيأخُذ المسِيح وَيظِلَ كما هُوَ الشَّهوة تُحارِبكَ ؟ عِندما تأخُذ القُدُّوسَ يتحوَّلَ الدنس الَّذِى فِيكَ إِلَى قداسة هُوَ يدخُلَ داخِلَكَ وَيُغيِّركَ إِليهِ هُوَ قادِر وَكما نقُولَ فِى القُدَّاسَ [ أنْ نمتزِج بِطهارتكَ سِراً ] هُوَ يعلم أنّنا مُحاطِين بِضعف لكِنّه قادِر أنْ يُغيِّر صِفاتنا وَكُلّ ما نُئِن مِنْ صِفة فِينا نُلقِيها عليه وَنتحِد بِهِ فنتحرَّر مِنها إِتحِد بِهِ وَ لاَ توجد وسِيلة لِلإِتحاد بِهِ سِوى التناوُلَ فتصِير أنت هُوَ يوجد مبدأ فِى الشُّعُوب وَهُوَ أنَّ الإِنسان يُعرف مِمّا يأكُلهُ أى لَوْ الإِنسان شهوانِى تعرِفه مِنْ نوعِيَّة طعامه لَوْ بخِيلَ يُعرف مِنْ طعامه وَكُلّ شعب وَلَهُ أكله شعبِيَّة خاصَّة بِهِ هكذا أولاد الله تعرِفهُمْ مِنْ أكلُهُمْ لمَّا تأكُلَ المسِيح تصِير سفِير لِلمسِيح لمَّا تأكُلَ المسِيح تصِير مسِيحِياً وَتُحِب المُسِيئِين وَكُلّ ما لِلمسِيح يُعطى لَكَ فِى التناوُلَ لاَ يوجد شئ فعلهُ المسِيح لِنَفْسَه وَكُلّ ما هُوَ غير مُصدَّقَ وَنحنُ عاجِزُون عنهُ نفرح بِهِ لأِنّنا أخذنا المسِيح داخِلنا [ فَأحيا لاَ أنَا بَلِ المسِيحُ يحيا فِيَّ ] ( غلا 2 : 20 ) توجد أنواع مِنْ الطُيُور أثناء الطيران فوق البِحار تسقُط لِتلتقِط أسماكَ تتغذَّى عليها هذِهِ الطُيُور لَوْ ذُبِحت ستجِد لحمها لَهُ رائِحة السَّمكَ هكذا نحنُ عِندما نأكُلَ المسِيح يصِير فِينا مُتحِد بِنا لِذلِكَ يقُولَ الكِتاب [ لأِنَّنا رائِحةُ المسِيحِ الذَّكِيَّةُ ]( 2 كو 2 : 15 ) مِنْ أين ؟ هُوَ قائِم عنَّا اليوم عَلَى مذبحه أنت صورة المسِيح فِى العالم وَالَّذِى لاَ يُصدِقه العالم أنت تأخُذه وَعِندما تكُون غير قادِر عَلَى شئ ثُمَّ تأخُذ المسِيح تطمئِن الله يُرِيد أنْ يعرَّفكَ أنَّكَ ضعِيف بِدونه لكِنْ بِهِ تتحوَّل إِليه أبُونا المُتنيِح بِيشُوى كامِلَ كَانَ يكره مَنْ يقُولَ هلَ أنا المسِيح كى أسامِح أوْ أغفِر ؟ يقُولَ لَهُ وَما الَّذِى تأخُذهُ عَلَى المذبح ؟ أليس هُوَ المسِيح وَأنت تتحوَّلَ بِهِ إِليهِ ؟!
لاَ توجد مسافة بينكَ وَبين المسِيح لاَ توجد هُوَّة بينكَ وَبين المسِيح هُوَ داخِلَكَ فَلاَ تستثقِلَ أنْ تحيا فِى عِفَّة أوْ قداسة أو طهارة أوْ صِدق أوْ لأِنَّ المسِيح الَّذِى بِداخِلَكَ غلب العدو وَحوَّلَكَ إِلَى قدِيس ودِيع هادِئ وَعلَّمكَ كُلّ فضِيلة [ إِنْ كَانَ أحد فِي المسِيحِ فَهُوَ خلِيقة جدِيدة الأشياءُ العتِيقةُ قَدْ مضتْ هُوذا الكُلُّ قَدْ صَارَ جدِيداً ] ( 2 كو 5 : 17 ) ألم تختبِر أنَّكَ عِندما تتناولَ تفرح بِالمسِيح وَتشتاق أنْ تُغلِق مخدعكَ عَلَى نَفْسَكَ وَتظِلَ فِيهِ وحدكَ تشكُر الله عَلَى التناوُلَ وَتجِد أنَّ تسبِيحكَ قَدْ إِختلف وَنظرِتكَ لِلنَّاسَ إِختلفِت فتُحِب كُلّ مَنْ حولَكَ حَتَّى المُسِيئِين إِحذر أنْ تتناولَ وَتخرُج كما أنت أوْ تأخُذه بِفِعلَ روتِينِى أوْ تظِلَ بِهمومكَ وَشهواتكَ قُلَ لَهُ [ خاصِم ياربُّ مُخاصِمِيَّ0قاتِلْ مُقاتِلِيَّ ] ( مز 35 : 1 ) الحرب لَكَ أنت يارب فأنتصِر قدِيماً عِندما كانُوا يأخُذُون التابُوت معهُمْ فِى الحرُوب كانُوا يطمئِنُّون أنَّهُمْ مُنتصِرِين لِذلِكَ عِندما كَانَ يُرِيد الله أنْ يؤدِبهُمْ كَانَ يجعلَ التابُوت يؤخذ مِنهُمْ أنت اليوم معكَ إِله التابُوت معكَ التابُوت الحقِيقِى يسُوعَ نَفْسَه لِذلِكَ يطلُب مِنكَ أشياء عَلَى مقياس المسِيح وَ لاَ تقُلَ لاَ أستطِيع بَلْ قُلْ [ أستطِيعُ كُلَّ شيءٍ فِي المسِيح الَّذِي يُقوِّينِي ] ( فى 4 : 13 ) وَأنت وحدكَ لاَ تستطِيع أنْ تنَّفِذ أى وصِيَّة هل الله أعطى الوصايا لِفِئات مُعيَّنة أم أعمار مُعيَّنة أم لِخُدَّام أم كهنة ؟ لاَ الوصِيَّة لِلكُلّ وَالكُلّ سيُدان بِها وَالله أعطانا المعِيَّة هُوَ إِتحد بِنا يقُولَ لَكَ أنت كُنت تأخُذنِى مُجرَّد عادة أوْ إِرضاء لِلضمِير لِذلِكَ كُنت تخرُج حزِين وَ لاَ تشعُر بِالغُفران لِماذا ؟ لأِنَّ فِكركَ كَانَ كفِكر اليهُودِى اليهُودِى كَانَ يفرح عِندما يُقَّدِم الذبِيحة وَيشعُر أنَّ خطاياهُ غُفِرت لَهُ بِدم خرُوف فكم يكُون دم إِبن الله ؟ هل دم إِبن الله لَهُ كرامة أقلَ مِنْ دم الخرُوف فِى عينىَّ الله ؟
عطِيَّة اليوم أعطتنا كرامة فِى عينىَّ الله لأِنّنا صِرنا مِثلهُ وَهذِهِ هِى عظمِة التناوُلَ نأخُذ إِمكانِيات جدِيدة وَتتغيَّر وَتعِيش العِفَّة وَالقداسة المُتنيِح أبُونا بِيشُوى كامِلَ كَانَ يخرُج مِنْ القُدَّاسَ فرِح جِدّاً وَيقُولَ اليوم أنا حملت المسِيح لأِنَّ مسِيحنا ليس ماضِى بَلْ كائِن وَأنت أخذت المسِيح لِذلِكَ قُلْ لَهُ رافِقنِى إِلَى أنْ ينسِم النَّهار أنت غايتِى وَأنا أتقدَّم إِليكَ ليس لإِستحقاق فِىَّ بَلْ لِمحبِتكَ لِىَّ أنا الغِير مُستحِق توجد طِلبة قبل التناوُلَ تقُولَ [ لأِنِى بِإِبتعادِى عنكَ تزداد أسقامِى ] الله أعطانا التناوُلَ كى لاَ نستثقِلَ أى وصِيَّة أوْ نشعُر بِأى مرض رُوحِى أوْ حُزن بَلْ لِتقُلَ يا لِفرحِى إِنِّى أخذت هذِهِ الإِمكانِيَّة وَإِلاَّ فإِنَّكَ تُقَّلِلَ مِنْ قِيمتِهِ فِى أحد المرَّات ذهب أبُونا بِيشُوى إِلَى أحد المُستشفيات لِيُصَلِّى لأحد أبنائه المرضى وَهُناكَ رآهُ رجُلَ غير مسِيحِى فظلَّ يتذَّمر وَيزجر وَيغضب وَبينما أبُونا بِيشُوى يُصَلِّى لِلمرِيض كَانَ يطلُب لِذلِكَ الرجُلَ الغِير مسِيحِى وَالآخر يزداد فِى تذَّمُرِهِ لكِنْ لمَّا رآه يُصَلِّى وَيُصَلِّى ذاب قلبه داخِله وَأتى إِليهِ وَسجد لَهُ وَطلب مِنهُ أنْ يضع يَدَهُ عَلَى رأسه لِيُصَلِّى لَهُ هُوَ الآخر ما الَّذِى جعلَ الغِير مسِيحِى يفعلَ ذلِكَ ؟ أنَّهُ رأى المسِيح نَفْسَه اليوم المسِيح عامِلَ فِينا وَداخِلنا وَهُوَ قادِر أنْ يُغيِّرنا وَيُقَّدِسنا وَيُبهِجنا بِحلوله ربِنا يكمِّلَ نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.
دخُولَ المسِيح أُورُشلِيم
بسم الاب ،والابن والروح القدس اله واحد أمين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن،وكل اوان والى دهر الدهوركلها آمين.
اليوم بهجة دخُولَ ربِنا يسُوعَ فِى إِعلان مُلكِهِ عَلَى أُورُشلِيم مدِينة الله المدِينة المحبُوبة المدِينة الَّتِى لها أساسات مدِينتهُ [ لَكَ تُوفى النَّذُور يا الله فِي أُورُشلِيم ] شعبكَ جاء اليوم يحتفِلَ بِكَ كَمَلَكَ المدِينة اليوم مملؤه مدِينة فرِحة مُبتهِجة لأِنَّ ملِكها يأتِيها يهتِفُون مِنْ أعماق قُلُوبهُمْ بِدُون غِش [ أُوصنَّا لاِبنِ داوُدَ ] ( مت 21 : 9 ) أى خلَّصنا أنت المسِيَّا المُنتظر تتحقَّق فِيكَ كُلّ النُّبوات مِنْ هُنا أتت بهجة هذا العِيد وَكنِيسة العهد الجدِيد هذا العِيد أساس لها لأِنَّهُ بِكَ يأتِى إِليكَ كُلّ البشر فبالأولى شعبكَ يأتِيكَ لِيُتوِجُوكَ عَلَى أنفُسِهِمْ المسِيح لَهُ المجد ذهب إِلَى أُورُشلِيم لكِنْ مِنْ بعِيد نظر لها وَبكى عليها وَقَالَ [ إِنَّكَ لَوْ علِمتِ أنتِ أيضاً حَتَّى فِي يومِكِ هذا ما هُوَ لِسَلاَمِكِ وَلكِن الآنَ قَدْ أُخفِي عَنْ عينيكِ ]( لو 19 : 42 ) أنتِ لاَ تعلمِين ماذا سيحدُث لَكِ المؤتمنِين عَلَى التعلِيم فِى أُورُشلِيم رفضوه وَالمدِينة كُلّها فرِحة وَمُرتجَّة وَمُمسِكِين بِسعف النخِيلَ الإِمساكَ بِسعف النخلَ يُفعلَ لِلمَلِكَ المحبُوب عِندما يدخُلَ مُنتصِرما الَّذِى جعلَ الشَّعْب يتعاملَ معهُ عَلَى أنَّهُ مَلِكَ مُنتصِر رغم أنَّهُمْ لَمْ يروا مِنْهُ حرُوب أوْ رخاء أوْ إِسترداد مملكة أرضِيَّة لأِنَّهُمْ أعلنوه مَلِكَ عَلَى مملكة رُوحِيَّة رأوه يصنع أعمال مُبهِجة وَيُعلِّم وَيفعلَ أمور لَمْ يفعلها أحد يشفِى أمراض يُتَّوِب زُناه رأوه سند وَراعِى وَطبِيب فكان أقلَ تعبِير لَهُ أنْ يخلعُوا ثِيابهُمْ وَيمسِكُوا سعف النخلَ وَيهتِفُوا [ أُوصنَّا ]لكِنْ هُناكَ مَنَ يعِيش هذِهِ المواقِف وَقَدْ أُخفى عَنْ عينيهِ هؤلاء بكى عليهُمْ يسُوعَ قَدْ يتجلَّى المسِيح فِى حياة إِنسان وَيصنع معهُ وَمَعَ مَنَ حوله عجائِب وَرغم ذلِكَ أُخفِى عَنْ عينيهِ وَيُعانِد وَكُلّ عملَ إِلهِى لاَ يفهمه وَكُلّ عملَ إِلهِى يزِيد شُكره وَسجوده يرفُضه إِقامة لِعازر مُعجِزة المفرُوض أنَّ مَنْ يراها قلبه يتوب وَموقِفه يتغيَّر وَإِنْ كَانَ يُقاوِمه يقُولَ أرفُض أى مُلَكَ إِلاَّ هذا لاَ لكِنْ أُخفِى عَنْ عينيهِ00لِعازر عاش بعد أنْ أقامهُ المسِيح مِنْ الموت وسطِهِمْ وَالعجِيب أنَّهُمْ تشاوروا أنْ يقتِلُوا لِعازر دلِيل شهادِة قُوَّة المسِيح حَتَّى لاَ يتبعهُ أحد أُخفِى عَنْ عينيهِمْ جالِس وسطِهِمْ مَلِكَ المجد وَغافِر الخطايا وَسند الضُعفاء وَأُخفِى عَنْ عينيهِمْ صنع معهُمْ مُعجِزات لاَ يوجد واحِد مِنهُمْ إِلاَّ وَحدثت لَهُ أوْ لأحد أقارِبه أوْ أصدِقائه مُعجِزة أوْ عملَ إِلهِى وَرفضوه يجِب أنَّ الكنِيسة كُلّها اليوم أُورُشلِيم تفرح بِقُدُوم المسِيح وَتقُولَ اليوم ألحان بِها أحاسِيس مُرتفِعة بِالفرح تقُولَ لَهُ هلليلُويا فرِحة بِقُدُومه وَقَدْ يوجد البعض جالِسَ وَ لاَ يعِى أُخفِى عَنْ عينيهِ بَلْ وَالبعض جالِس وَرافِض المسِيح كَمَلِكَ كما تشاوروا عَلَى لِعازر رغم أنَّ الله يُرِيد أنْ يُستعلن فِينا وَيملُكَ علينا وَنهتِف لَهُ مِنْ قُلُوبنا [ لَكَ ينبغِي التسبِيحُ يا اللهُ فِي صِهيون ] ( مز 65 : 1 )لكِنْ أُخفِى عَنْ أعيُنهمْ كم تقرأ وَتُصَلِّى وَهل أُستُعلِن لَكَ المسِيح ؟ المفرُوض أنَّ كُلّ نبضة فِى قلبِكَ تُعلِن إِتصالَ بِالمسِيح وَعِشره قوِيَّة لِنفرِض أنَّهُ أُخفِى عَنْ عينيكَ تكُون رافِض وَ لاَ تشعُر بِهِ!! تكُون الكنِيسة فِى حالِة تسبِيح فرِحة بِالمسِيح المَلِكَ وَأنت شارِد عنها البعض يفرِش لَهُ ثِيابه بِدُون إِدراكَ أوْ وعى لأِنَّ موكِب المسِيح كَانَ تلقائِى نتِيجة محبِّة قلبِيَّة لِلمسِيح شِهادة عَلَى عمله معهُمْ موكِب حدث بِإِنفعال رُوحِى مِنْ قُلُوبِهِمْ هذِهِ القُلُوب المُتجاوِبة مَعْ عملَ الله وَهُوَ اليوم يُرِيد أنْ يراها قُلُوب مُحِبَّة تُرِيد أنْ تخلع ثِيابها وَتفرِشها تحت أقدام جحشِهِ الثُوب فِى العهد القدِيم كَانَ غالِى الثمن جِدّاً وَ لاَ يوجد إِلاَّ فِى بيُوت الأغنِياء وَيكُون لِكُلّ رِجالَ البيت ثوب واحِد فقط يتبادلُونه لِذلِكَ فِى قِصَّة الإِبن الضَّالَ قَالَ الأب إِخرِجُوا لَهُ الحُلَّة الأُولى علامِة عودِة الإِبن لِلبُنُّوة الثُوب كَانَ غالِى جِدّاً لِقلب صاحِبهِ ثُمَّ يضعهُ تحت أقدام الأتان ؟ إِحساسَ عالِى قلب مُلتهِب وَنار محبَّة إِلهِيَّة لاَ تقبلَ تفاوُض العقلَ مريم أُخت لِعازر بِإِنفعالَ رُوحِى عجِيب تسكُب طِيبها الغالِى عَلَى أقدام يسُوعَ وَتكسر القارُورة بِدُون تردُّد الحياة الرُّوحِيَّة لاَ تخلو مِنْ إِنفعالَ تجعلَ الإِنسان يجرِى وَ لاَ يتوقف[ يركُضُونَ وَ لاَ يتعبُونَ يمشُونَ وَ لاَ يُعيُونَ ] ( اش 40 : 31 ) زِد إِشتياقَكَ لله تجِد نَفْسَكَ فِى فرح أكثر هذا هُوَ موكِب المسِيح قُلُوب بسِيطة تهتِف أفواه خرجت مِنها أجملَ التسابِيح الَّتِى فرَّحت المسِيح وَالكنِيسة اليوم فِى نَفْسَ الموكِب سعف النخلَ رمز النُصره وَالثِياب علامِة أنَّ الأُمور الأرضِيَّة أصبحت غير مُهِمة هذا الموكِب يتكرَّر بِمجد سماوِى عجِيب هذا الموكِب كَانَ بسِيط بِدُون ترتِيب وَحُكماء اليهُود رفضوه تخيَّل أنَّكَ فِى مُظاهره شعبِيَّة ليس بِها مسئولِين هذا الموكِب يتكرَّر فِى سِفر الرؤيا أُورُشلِيم نازِلة مِنْ السَّماء كعرُوس مُزينة لِعرِيسها ثُمَّ يُكلِّمكَ عَنْ العرِيس وَموكِبه مَنْ معهُ فِى أيدِيهِمْ سعف النخلَ هلَ فِى السَّماء سعف نخلَ ؟ نعم وَثِيابِهِمْ مُختلِفة فهُمْ قَدْ غسَّلُوها وَبيَّضُوها فِى دم الخرُوف سيُقَّدِمُوها لَهُ هؤلاء يُقَّدِمُون تسبِحة جدِيدة كُلّ الَّذِينَ إِشتركُوا فِى هذا الموكِب وَأعلنُوا إِستعدادهُمْ سيكُونُون فِى موكِب السَّماء وَيُعلِنُوا نُصرتهُمْ عَلَى أعدائِهِمْ عدو الخِير الَّذِى أراد أنْ يسلِب مِنّا كُلّ مجد وَبنُوِتنا لله الَّذِينَ غلبُوا أهواء الجسد وَصلبُوا الشَّهوات الَّذِينَ غسَّلُوا ثِيابِهِمْ أى إِعتمدُوا وَبيَّضُوا ثِيابِهِمْ فِى دم الخرُوف أى التناوُلَ هذا هُوَ الموكِب وَعلاماته وَلُغته هل أنا فِى هذا الموكِب أم لاَ ؟ هل المسِيح أُخفِى عَنْ عينىَّ أم لاَ ؟ هل أعلم ما هُوَ لِسلامِى أم لاَ ؟ الكنِيسة اليوم تُعلِن لَكَ هذا الموكِب لِتعرِف هل أنت فِيهِ أم لاَ لِسانكَ يهدأ عَنْ التسبِيح أم لاَ يقُولَ [ لَكَ ينبغِي التسبِيحُ يا اللهُ فِي صِهيون] تسبِيح قلب أم تسبِيح شِفاه ؟ [ لأِنَّ الموتى لاَ يُبارِكُونكَ ] الميت لاَ يعرِف التسبِيح بينما القلب الَّذِى ينبُض بِالله التسبِيح لَهُ لذِيذ [ حلو فِي حناجِرهِمْ إِذا نطقُوا بِهِ تفرح قُلُوبهُمْ وَترتفِع لِلعُلاَ عقُولهُمْ ] كُنْ دائِماً فِى الموكِب وَأحفظ نَفْسَكَ فِيهِ وَأهتِف مَعْ الكنِيسة وَ لاَ تقِف صامِت [ لاَ توجد خلِيقة تقِف أمامهُ صامِته ] الصمت يُعلِن عدم التواصُلَ لكِنْ فتح الشِفاه يُعلِن الإِنتماء [ لَكَ يوفى النَّذُور فِي أُورُشلِيم ] النَّذُور هِى عطايا وَاليوم النذُور هِى التسبِيح أكبر ذبِيحة مقبُولة لله عجُولَ شِفاه ثمر شِفاه ذبِيحة التسبِيح هذِهِ أُورُشلِيم وَهذِهِ ذبِيحة التسبِيح الَّتِى يجِب أنْ نُقَّدِمها فِى أُورُشلِيم راجِع نَفْسَكَ أنت فِى الموكِب أم ناقِد أم مُتشاوِر عَلَى قتلَ مَنْ فِى الموكِب ما هُوَ إِنفعالَ قلبِى وَإِحساسِى بِالمسِيح ؟ هل هُوَ إِحساس بِهِ مَلِكَ ينبغِى لَهُ التسبِيح وَأمسِكَ سعف النخِيلَ ؟ المسِيح يُرِيد أنْ يُقَّدِم بِنا شِهادة لِلعالم كُلّه لِذلِكَ اليوم قَالَ الفرِّيسِيين [ هُوذا العالم ُ قَدْ ذهب وراءهُ ] ( يو 12 : 19 ) اليوم الكنِيسة تجمع أولادها وَتقُولَ لِلعالم ها هُمْ كُلّهُمْ ذهبُوا وراءه عَلَى مُستوى المسكُونة كُلّها أى أولادها يُسَّبِحوه وَيُبارِكوه وَيعبُدوه وَيُعلِنُوه مَلِكَ عليهُمْ نعم اليوم أُعلِنه مَلِكَ عَلَى قلبِى وَأُقَّدِم لَهُ سعف النخِيلَ وَثِياب مُبيضة وَإِنْ تلوَّثت الثِياب أبيضها بِدم الخرُوف وَأتناولَ كى تكُون دائِماً الثِياب بهِيَّة جمِيلة ثِياب عُرسَ فِى الموكِب كُلّ واحِد مِنّا بِهِ خطايا وَضعفات لكِنْ الدواء موجُود سعف النخِيلَ علامِة الإِنتصار وَجِهاد المخدع وَصَلَبَ الشَّهوات وَالسجُود لله وَإِنْ عُرِضت عليكَ الخطِيَّة أُصرُخَ لَهُ [ أُوصنَّا خلَّصنِى ] هذا هُوَ سعف النخِيلَ الَّذِى فِى يَدَكَ سعف رُوحِى وَليس مادى وَأنت تُقَّدِم لَهُ سعف النخِيلَ يكُون مظهركَ أبيض علامِة نقاوتكَ أنت إِنسان غير مُلُّوث بِإِسلُوب العالم موكِبين مُتوازِيين موكِب عَلَى الأرض وَموكِب فِى السَّماء الموكِب الَّذِى عَلَى الأرض هُوَ الَّذِى كَانَ فِى أُورُشلِيم وَاليوم فِى الكنِيسة أمَّا الموكِب الَّذِى فِى السَّماء فنحنُ اليوم نتدرَّب عليهِ حَتَّى إِذا دخلنا السَّماء لاَ نكُون غُرباء فِيها بَلْ عِشناها وَتهلَّلت بِها أنفُسِنا ناس فِى الموكِب فرِحِين بِالتسبِيح وَآخرِين خارِج الموكِب فكُنْ أكثر إِنتماء لله إِحذر أنْ يكُون أمامكَ وَأُخفِى عَنْ عينيكَ سند الضُعفاء أمامكَ لِماذا ترفُضه نَفْسَ الموكِب هُوَ الَّذِى يُدخِلَكَ السَّماء بُولُسَ الرَّسُولَ رآه وَقَالَ أنَّ بِهِ رائِحتان رائِحة حياة وَرائِحة موت كيف ؟ قدِيماً عِندما كَانَ ينتصِر مَلِكَ فِى حرب كَانَ يدور بِجنُوده المُنتصِرِين فِى المدِينة نشوة بِالإِنتصار يُبخِرُون لآلِهتهِمْ وَمعهُمْ أسرى الأعداء يجرُّونهُمْ فِى مؤخِرة الموكِب الرائِحة الَّتِى لِلأسرى رائِحة موت وَالرائِحة الَّتِى لِلجنُود رائِحة حياة وَأنتصار وَأفتخار رائِحة الأسرى رائِحة موت لأِنَّهُمْ فِى نهايِة الموكِب سيُعدمون إِذاً لِلموكِب رائِحتان رائِحة حياة وَرائِحة موت النِفُوسَ المُجتهِده لها رائِحة حياة وَآخرُون لاَ يحتمِلُون الجلُوسَ فِى الكنِيسة لأِنَّهُمْ لَمْ يتدرَّبُوا وَلَمْ يتعوَّدوا وَلَمْ يُجاهِدوا وَالله غير موجُود فِى حياتِهِمْ لِذلِكَ لَهُمْ رائِحة موت إِحذر كُنْ مفتُوح الشفتين وَأنطِق بِإِسمِهِ المُباركَ وَالآباء يُعلِّمونا [ طوبى لِمَنَ نام وَأسم يسُوعَ عَلَى شفتيهِ إِذا إِستيقظ وجدهُ تلقائِياً عَلَى شفتيهِ ] إِنسان آخر أخِر شئ يفعله بِالنهار فِعلَ قبِيح فيستيقِظ مُضطرِب هذا لَهُ رائِحة موت هذا هُوَ الموكِب الَّذِى تُرِيد الكنِيسة أنْ تفرَّحكَ بِهِ إِهتِف لإِلهكَ لِيملُكَ علِيك وَ لاَ يوجد لدينا أغلى مِنهُ ثِيابنا أفواهنا قُلُوبنا حَتَّى وَإِنْ وُجِد مُعانِدِين إِشعياء النبِى يقُولَ [ أقمت حُرَّاساً لاَ يسكُتُونَ ] ( اش 62 : 6 ) هذِهِ كنِيسة المسِيح لاَ تسكُت دائِماً ردِّد إِسم يسُوعَ وَقُلَ خلِّصنِى وَقُلَ هُوذا صَارَ مَلِكاً عَلَى فِكرِى وَحواسِى وَمشاعِرِى وَالله يجعلهُ ترنِيمة فِى أفواهنا وَ لاَ نُحرم مِنْ أنْ نكُون فِى موكِبهِ السَّماوِى وَ لاَ نُحرم مِنْ أنْ يكُون لنا ثِياب بِيض وَسعف نخِيلَ وَتسبِيح دائِمْ ربِنا يكمِّلَ نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.
القيامة من موت الخطية - ليلة أحد الشعانين
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
يبدأ أسبُوع الآلام بِأحد الشَّعانِين يبدأ بِحادِثة معرُوفة وَهِى حادِثة إِقامة لِعازر وَبعد قِيامة لِعازر صنعُوا لَهُ ولِيمة فِى بيت عِنيا حيثُ كَانَ لِعازر الميِّت لِماذا تبدأ الكنِيسة هذِهِ الأيَّام المُقدَّسة بِإِقامِة الميِّت ؟ لأِنَّها تُشِير لِتوبِتنا وَإِستعدادنا لِلأيَّام المُقبِلة لمَّا وقف المسِيح لَهُ المجد أمام قبر لِعازر لَمْ يكُنْ حادِث عادِى بَلْ كَانَ واقِف أمام ميِّت لَهُ أربعة أيَّام أى كَانَ فِى قبضة الجحِيم وَأراد أنْ يُخرِجهُ مِنْ الجحِيم السُفلِى إِلَى النَّعِيم هذا حدث جبَّار غير عادِى وَالكنِيسة تُركِّز عليه عِندما وقف المسِيح عَلَى القبر عملَ أشياء غرِيبة لَمْ نتعوَّدها فِيهِ بكى حزن إِضطرب بِالرُّوح لَمْ نسمع عنَّه ذلِكَ مِنْ قبلَ إِكتأب بِالرُّوح ثُمَّ صَلَّى وَصرخ بِصوتٍ عالٍ [ لِعازرُ هلُمَّ خارِجاً ] ( يو 11 : 43 ) المسِيح معرُوف عنهُ أنَّ صوتهُ خفِيض وَودِيع لاَ يكاد يسمعهُ الَّذِى بِجانِبِهِ لَمْ يذكُر الكِتاب أنَّهُ صرخ بِصوتٍ عظِيم إِلاَّ مرتين أمام قبر لِعازر وَعَلَى الصلِيب لِذلِكَ إِقامِة لِعازر حدث غير عادِى إِقامِة ميِّت مِنْ الموت شئ صعب لِذلِكَ لِعازر شخص محبُوب لِيسُوعَ ذهب يسُوعَ لِقبره لَوْ كَانَ ذِهابه لِمواساة إِخوته كَانَ يذهب لَهُمْ البيت وَيُكلِّمهُمْ عَنْ الموت وَالملكُوت وَالمجد الَّذِى ينتظِره لكِنّهُ سألهُمْ أين وضعتُموه ؟ راجعوه قَدْ أنتن لكِنّهُ قَالَ لَهُمْ سيقُوم قالت مرثا أعلم أنّهُ سيقُوم فِى اليوم الأخِير فقالَ لها لاَ الآنَ وَذهب لِلقبرِ وَصرخ وَتحدَّى سُلطان الموت وَلِيُعلِن سُلطان لاهوته وَهذان أمران مُهِمان إِعلان لاهوته وَسُلطانه عَلَى الموت أمران مُهِمان لِتدبِير الخلاص وَكَانَ الأمر ليس مُجرَّد لِعازر وَإِخوته أوْ مُجرَّد مُجاملة لِحبِيب بَلْ كَانَ لأِجلَ الجمِيع إِنفكَ لِعازر مِنْ الموت وَعادت لَهُ رُوحه صُراخ يسُوعَ زعزع أساسات الجحِيم وَخرج لِعازر مِنْ قبضة الموت شئ عجِيب بعد أربعة أيَّام مِنْ الموت وَالنتانة لِماذا أخذت الكنِيسة هذا الحدث بِداية لأِسبُوع الآلام ؟ لتُؤكِد سُلطان المسِيح عَلَى الموت ولِتُؤكِد أنَّ المسِيح هَوْ هَوْ أمس وَاليوم وَإلَى الأبد قادِر عَلَى إِقامِة الميِّت بِالخطايا الإِنسان الَّذِى عاش فِى قبضِة الجحِيم يكُون مظهره أنّهُ حىَّ لكِنْ داخِله ميِّت المسِيح اليوم يُعلِن غلبتهُ لِلموت يُعلِن إِنِى أتيت لأِجلِكَ إِقامِة لِعازر لَمْ تكُنْ لأِجلَ لِعازر بَلْ لأِجلِكَ أنت أجملَ قِراءة لِلكِتاب أنْ تضع نَفْسَكَ داخِلَ الحدث الكِتاب المُقدَّسَ ليس قِصص وَإِنتصارات وَبُطُولات وَأخطاء بشر بَلْ هدفه إِكتشاف خلاصكَ الَّذِى تحياهُ الآنَ فِى المسِيح هدفه أنْ تتعاملَ مَعْ الحدث الَّذِى أنت فِيه أنت السَّامِرِيَّة أنت المُقعد أنت الإِبن الضَّالَ أنت الَّذِى تعِيش فِى رِياء مَعْ الكتبة وَالفرِّيسِيين أنت المُرائِى لاَ تأخُذ الكِتاب عَلَى أنّهُ قِصَّة تُعاش بِالعقلَ بَلْ خُذ نصِيبكَ مِنْ كُلّ قِصَّة بِأنْ تضع نَفْسَكَ داخِلها وَكما يقُولَ الآباء [ لاَ تتعاملَ مَعْ المسِيح الَّذِى كَانَ بَلْ تعاملَ مَعْ المسِيح الكائِن ] " الكائِن " أى " الموجُود " قِصَّة قِيامة ميِّت بعد أنْ أنتن هِى قِصَّة قِيامة كُلّ واحِد مِنّا مِنْ الخطِيَّة بعد أنْ تسلَّطت علينا قِصَّة تتكرَّر مهما كانت قيُود الخطايا حَتَّى لَوْ كَانَ عدو الخِير وصل بِنا لِلقيُود الكامِلة فِى الجحِيم السُفلِى لِحالِة النتانة جيِد أنْ تجِد نَفْسَكَ فِى الإِنجِيلَ عِندما تقُولَ مريم لِلمسِيح [ يا سيِّدُ هُوذا الَّذِي تُحِبُّهُ مرِيضٌ ] ( يو 11 : 3 ) قُلَ هذِهِ الآية لِى أنا وَقِف أمامه وَقُلَ لَهُ يا سيِّد هوذا الَّذِى تُحِبه مرِيض الَّذِى هُوَ أنا عبدكَ وَأنا واثِق أنَّكَ تُحِبنُى لكِنِّى مرِيض جيِد أنْ تقُولَ لَهُ [ ضللتُ مِثْلَ الخرُوف الضَّالَ فَأطلُب عبدكَ ] ( مز 119 : 176 ) الكِتاب ليس قِصص تُقبلَ بِالعقل بَلْ تعاملَ معها بِرُوحكَ وَنَفْسَكَ ثُمَّ عقلَكَ المفرُوض إِنِّى أسمع اليوم صوته [ لِعازرُ هلُمَّ خارِجاً ]قِصَّة إِقامة لِعازر مُختلِفة عَنْ قِصَّة إِقامة إِبنة يايرُسَ وَإِبن أرملِة نايين فِى إِقامِة إِبنة يايرُس قَالَ لها يسُوعَ [ يا صبِيَّةُ ]( مر 5 : 41 ) وَفِى قِصَّة إِقامِة إِبن أرملة نايين قَالَ لَهُ [ أيُّها الشَّابُّ ]( لو 7 : 14 ) أى لَمْ يذكُر إِسمُهُما لكِنْ فِى قِصَّة إِقامِة لِعازر ناداهُ يسُوعَ بِإِسمِهِ أى كَانَ بِها خصُوصِيَّة وَكأنَّهُ يقُولَ لَكَ مِنْ خِلالها هل تُرِيد أنْ تسمع إِسمكَ " فُلاَنَ هلُّمَّ خارِجاً " ؟ لَوْ فحصنا أنفُسنا نجِد أنفُسنا قَدْ أنتنا أوْ نحتضِن الموت داخِلنا لكِنْ لنا رجاء فِى القادِر أنْ يُقِيم الأموات كلِمة مِنْهُ تُقِيم لِذلِكَ نحتاج أنْ الصُوم يصِلَ إِلَى أرواحنا أنْ نسمع هذِهِ الكلِمة بِأرواحنا [ تأتِي ساعة وَهِي الآنَ حِينَ يسمعُ الأمواتُ صوت ابنِ اللهِ وَالسَّامِعُونَ يحيونَ ] ( يو 5 : 25 ) هِى ساعِة الخلاَصَ وَساعِة صلبه مُنذُ عُرسَ قانا الجلِيلَ وَلَمْ يكُنْ قَدْ أكملَ عُمر الثلاثِين وَلَمْ يكُنْ قَدْ ظهر وسط النَّاسَ كخادِم وَهُوَ يقُولَ لَمْ تأتِى ساعتِى بعد لكِنْ عِند الصلِيب قَالَ [ قَدْ أتتِ السَّاعةُ ] ( يو 17 : 1 ) ساعِة الصلِيب ساعِة الخَلاَصَ كُلّ يوم فِى حياتكَ ساعة ساعِة خَلاَصَ حِين يسمع الأموات وَيحيُون فما عُذرِى إِنْ ظللت فِى موت الخطِيَّة وَيوجد مَنَ يُنادِى ما عُذرِى وَأنا مُحتضِن الموت وَيوجد مَنَ يُنادِى وَإِنسان يعرِض عَلَىَّ الحياة إِنّنا نحتاج لِلتجاوُب مَعَ الصرخة أصعب شئ أنْ يحيا الإِنسان الموت وَهُوَ لاَ يدرِى قَدْ ننزعِج عِندما نسمع عَنْ إِنسان مات بِالجسد لكِنْ الأخطر موت الإِنسان بِالرُّوح عَنْ الله نجِد إِنسان يأكُلَ وَيشرب وَيفرح وَهُوَ ميِّت عَنْ الله وَ لاَ يدرِى وَمَنَ حوله لاَ يدرُون موت الخطِيَّة أصعب جِدّاً مِنْ موت الجسد إِحذر أنْ تكُون عايِش وَداخِلَكَ نتن وَموت ما هِى علامات الحياة ؟ حركة أكلَ وَشُربَ إِحساس تجاوُب عِندما يكشِفُونَ عَلَى إِنسان ميِّت يرفعُونَ يَدَهُ لأِعلى فيسقُط لاَ يشعُر بِوخز دبُوسَ وَإِنْ قرَّبُوا إِضاءة لِعينيهِ لاَ تتأثَّر هذِهِ علامات الموت هِى فقد الإِرادة وَعدم التجاوُب الخطِيَّة تفعلَ كُلّ ذلِكَ يقُولَ لَكَ ليتنِى أُصَلِّى وَأفرح بِالقُدَّاسَ لكِنِّى لاَ أستطِيع هذا موت عِندما يقِف إِنسان أمام الله وَ لاَ يشعُر بِشئ يكُون ميِّت إِنسان يصنع إِنشِقاقات هذا موت إِذاً أنت مُحتاج أنْ تتخلَّصَ مِنْ الموت إِنسان يُحِب الإِدانة وَالكِذب وَهذا خطر هذا موت يملُكَ عَلَى الحياة عِندما يأتِى الموت لِلجسد ماذا يأخُذ مِنْهُ ؟ عَشَرَ سنوات أوْ أكثر ؟ لكِنْ موت الخطِيَّة يسرِق أبدِيتكَ هذا أصعب شاب مات أهون مِنْ موت عَنْ الأبدِيَّة صعب أنْ تحيا فِى تصالُح مَعْ الخطِيَّة عِندما تحيا الخطِيَّة وَ لاَ تشعُر وَتقُولَ لأب الإِعتراف ذكَّرنِى أنت هذا صعب لأِنَّ ذلِكَ يعنِى الغرق فِى الخطِيَّة وَ لاَ تقُولَ إِنقذُونِى لأِنَّ الخطِيَّة تعمل ضعف فِى الحِس الكِتاب يتكلَّم عَنْ نوعان مِنْ النَّاس نوع مِنهُمْ لَهُ حواس مُدرَّبة وَالنُوع الآخر فاقِد الحِس فاقِد الحِس هُوَ مَنْ يصنع خصُومة وَيُدِين وَ لاَ يشعُر أمَّا مُدرَّب الحواس فَهُوَ يصمُت بِفِهمْ وَيتكلَّم بِفِهمْ فِى سِر البُولُسَ يُقَّدِم الأب الكاهِن بخُور لِكى يُنقِذنا الله مِنْ نتن الخطِيَّة قدِيماً عِندما كَانَ يُحارب راهِب بِحرب شهوة كَانَ الآباء يقُولُون لَهُ خُذ قلِيلَ ماء وَقلِيلَ خُبز وَأدخُلَ إِلَى البرِيَّة وَعِش العِبادة فكان الله يكشِف لَهُ شهوات الجسد فِى صورة إِمرأة قبِيحة المنظر وَرائِحة نتِنة لاَ يطِيقها وَيقُولَ لَهُ أنا شيطان الدنس فِى حِين أنَّ النَّاس ترى الشَّهوة فِى صورة جذَّابة هذا فرق بين إِنسان عاش فِى نور المسِيح فرأى نتن الخطِيَّة وَأخر عاش فِى العالم فرأى الخطِيَّة جذَّابة فَلاَ يُبالِى وَ لاَ يُدرِكَ وَيحيا الموت وَ لاَ يشعُر وَمظهره عادِى يخرُج وَيدخُلَ وَيُصَّدِق أنَّهُ إِنسان عادِى هذِهِ أكبر خِدعة وَكما يقُولَ سِفر الرؤيا [ لَكَ اسماً أنَّكَ حيٌّ وَأنتَ ميتٌ ] ( رؤ 3 : 1 ) الآباء ينصحُونا [ كُنْ ميِّتاً بِالحياة لاَ حيَّاً بِالموت ] أى وَأنت حىَّ عِش الأمانة صُمْ إِنقطِع إِغفِر سامِح وَ لاَ تحيا وَتكُون لَكَ صورة الحياة وَأنت فاقِد الإِحساس بِسبب الخطِيَّة [ لاَ تدع موت الخطِيَّة يقوى علينا ]الخطِيَّة خدَّاعة لِذلِكَ المسِيح وبَّخ الكتبة عَلَى أنَّهُمْ كالقبُور مِنْ الخارِج مُبيضة لكِنْ مِنْ الدَّاخِلَ مملؤه عِظام أموات حاوِلَ أنْ تُفتِش داخِلَ نَفْسَكَ وَأترُكَ مشغولِياتكَ وَأنت فِى أجملَ أيَّام السنة وَإِنْ كُنّا قَدْ ضيَّعنا عُمرِنا كُلّه فهذِهِ الأيَّام قادِرة أنْ تُعِيد لنا حياتنا لاَ يوجد أجملَ مِنْ التأمُلَّ فِى المسِيح المصلُوب وَ لاَ أجملَ مِنْ أنْ تسمع [ هلُمَّ خارِجاً ] هذِهِ أيَّام خَلاَصَ كى لاَ تحيا فِى الموت كلَّفت المسِيح كُلّ شئ الودِيع صرخ الإِله إِكتأب كلَّفته عناء كلَّفته أنَّهُمْ لمَّا رأوهُ أقام ميِّت هاجُوا عليهِ وَحسدوه ما عملَ الحياة ؟ أنْ تقِفَ فِى القُدَّاسَ كأنَّكَ فِى السَّماء وَلست عَلَى الأرض فِى الكنِيسة لاَ تشعُر بِالوقت وَعِندما تُسَّبِح سبِّح أنت معها لِذلِكَ المزمُور يقُولَ [ ليس الأمواتُ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ ] ( مز 115 : 17 ) أى تخرُج مِنْ أفواهِهِمْ كلِمات ميِّتة لكِنْ الإِنسان الحىَّ كلامه بِهِ إِحساس يأخُذ بِهِ دفعات إِلهِيَّة ألم تختبِر آية تسمعها تُحرِّكَ فِيكَ الإِرادة بِتوبة وَيقظة ؟ هذِهِ علامِة حياة ألم تختبِر آية تهِزكَ فتُزلزِلَ داخِلَكَ وَتنزِلَ دمعة ؟ هذِهِ علامِة حياة ألم تُجرِّب نظرة مِنْ الله تُقَّدِمكَ لِلتوبة ؟ ألم تُجرِّب أنْ تتقدَّم لِلتناوُلَ وَقلبكَ يدُق وَبعد التناوُلَ تُرِيد أنْ تدخُلَ مخدعكَ وَ لاَ تتكلَّم مَعْ أحد بَلْ تُسَّبِح طولَ النَّهار كما سبَّح التلامِيذ لأِنَّهُمْ خرجُوا بعد العشاء الرَّبانِى يُسَّبِحُون لأِنَّ ثمر الحياة تسبِيح تُرِيد أنْ تفرح بِما أخذتهُ وَ لاَ تُرِيد شئ آخر أنت أخذت الكُلّ الأمر يحتاج تِعرف أنت حىَّ أم ميِّت ؟ لَوْ رأيت شاب ميِّت وَالنَّاسَ تبكِيه قُلَ أنا مُحتاج الكُلّ يبكِينِى الأمر يحتاج أمانة مِنْ الدَّاخِلَ وَصِدقَ مَعْ الواقِع أنت ميِّت لكِنْ لست بِدُون رجاء بَلْ عَلَى رجاء سماع صوته أنَّهُ سيُقِيمكَ الآنَ [ عالِمِين أنَّ الَّذِي أقام الرَّبَّ يسُوعَ سيُقِيمُنا نحنُ أيضاً بِيسُوعَ ] ( 2 كو 4 : 14 ) إِعرف أنّهُ لاَ يعثُر عليهِ أمر موت الجسد أهون مِنْ موت الرُّوح الصُوت يُنادِيكَ ما هُوَ الصُوت ؟ كلِمة الله الَّتِى هِى أمضى مِنْ كُلّ سيف ذِى حدين مُخترِقة مفارِق النَفْسَ وَالجسد ( عب 4 : 12 ) أى تُعطِى تميِيز تدخُلَ لِلعقل تُعطِى قداسة لِلفِكر وَالطرِيق وَتُحَّوِلَ الإِنسان إِلَى هيكلَ فتجاوب معها المسِيح لَمْ يُعرِّفكَ أنّهُ قادِر أنْ يُقِيمكَ ثُمَّ ترككَ لاَ بَلْ تركَ لَكَ كلِمته المُحيية إِسألَ أموات كثيِرِين كم مِنهُمْ قَامَ بِكلِمة الإِنجِيل ؟ هذِهِ علامات أنَّكَ مُحتاج أنْ تقِف وقفة مَعْ الموت وَالحياة لِتبدأ اليوم أنْ تحضر هذِهِ الولِيمة ولِيمة الحياة ما ثمرِة فِعلَ المسِيح ؟ لاَ يوجد شئ أجملَ مِنْ فرحِة التوبة لاَ توجد فرحة أكثر مِنْ الفرحة بِإِنسان كَانَ ميِتاً فعاش قدِّم لَهُ طِيب وَإصنع لَهُ ولِيمة هذِهِ ثمرِة إِنسان يعِيش مَعْ المسِيح يُقَّدِم لِلمسِيح حياته مسكُوبة عَلَى قدميه ما مِنْ إِنسان كرَّسَ حياته لله وَأختبر عملَ الله إِلاَّ وَأراد أنْ يُقَّدِم كُلّ حياته سكِيب عِند قدمىَّ الَّذِى أقامهُ الطِيب فِى ذلِكَ العصر كَانَ غالِى الثمن جِدّاً فكانت البنات دائِماً تُوَّفِر حصِيلة عُمرها لِتشترِى زُجاجة طِيب لِتكسرها يوم زواجها لِذلِكَ كانت ثمِينة جِدّاً وَنرى فِى الكِتاب المُقدَّسَ قِصص كثِيرة عَنْ سكب الطِيب أى نَفْسَ قدَّمت أثمن ما عِندها قدَّمت حياتها وَوجدانها قدَّمت ذخِيرة عُمرها كُلّه لأِنَّ المسِيح لاَ يغلى عليه شئ أنا أُرِيد أنْ أخرُج وَأُنادِى الكُلّ تعالُوا أُنظُروا هذا أقامنِى مِنْ الموت إِقامِة إِنسان مِنْ الموت يحتاج إِختبار قِيامة مِنْ الخطِيَّة عِندئِذٍ تذُوق لذَّة التسبِيح لِذاكَ الَّذِى كسر شوكة الموت وَالجحِيم الله الَّذِى كسَّر سُلطان الموت قادِر أنْ يكسر شوكة الموت داخِلنا وَيُسمِعنا كُلّ إِنسان بِإِسمه " هلُّمَّ خارِجاً " لِنسمع حلُّوه وَدعوه يذهب لِنعِيش معهُ ولِيمة لاَ تنتهِى لِنُقَّدِم لَهُ كُلّ حُبِنا لِلَّذِى أقامنا ربِنا يكمِّلَ نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.
معمودية يوحنا - ليلة عيد الفطاس
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
الكنيسة تُطلق على عيد الغِطاس إسم عيد الثاؤفانيا أى عيد الظهور الإلهىِ أول مرّة مُنذ مجىء المسيح على الأرض يُعلن الثالوث القدوس فى يوم واحد أول مرّة يكشف عن طبيعة المسيح من هو ، إستعلان إلوهية المسيح رغم أنّه كان وسطهم ولم يعرفوه لكن إن كان البشر لم يعرفوه فالآب يعرفه والروح القُدس يعرفه ، الثالوث إجتمع فى يوم عِماد السيد المسيح لذلك يُسمى عيد الثاؤفانيا دور يوحنا المعمدان دور صعب جداً ، دوره أن يكون سابق ويعدّ لهُ شعب مُستعد ، العصر الذى أتى فيه المسيح كان عصر مُظلم جداً ، أخر الأنبياء الذى ظهر قبل المسيح كان قبله بحوالى 350 سنة ، أى 350 سنة قبل المسيح عصر مُظلم ، رغم أنّه كان قبل ذلك فى الجيل الواحد أكثر من نبى لكن 350 سنة لا يوجد فيها نبى ولا توجد بها نبّوة وظنّ العالم أنّ رجاءه فى مجىء المسيح قد إنقطع ، ووسط هذا الظلام لابُد من شخص جبّار يأتى ليُبدّد الظُلمة لذلك سُمى يوحنا صوت صارخ فى البريّة أى صوت قوى جاء ليُهيىء لله شعب مُستعد وأتى بمعمودية التوبة وتجّمع حوله الجموع لتقواه والذين أحبّوا الكرامة والُمتكآت الأولى نظروا يوحنا وخزوا لذلك عمدّ يوحنا بمعمودية التوبة إذاً كى يأتى المسيح ويُستعلن بمجد لاهوته داخلى و يهُينّى للميلاد الفوقانى لابُد من صوت صارخ داخلى ويصرُخ يوحنا فى بريّة قلبى القاحلة " عد طريق الرب " لماذا ؟ لأنّه فى وسطك قائم لست تعرفه من هو ؟ هو الرب داخلك موجود " ليس بعيد عنك ذاك الذى تطلُبه كُل أيام حياتك " هو داخلك لمّا رأى الناس عظمة يوحنا إرتابوا فى شخصيته فسألوه من أنت ؟ المسيا أم إيليا ؟ قال لستُ أنا " أنا لستُ أهلاً أن أنحنى وأحلّ سيور حذائه " أنا فقط أتيت لأشُير إليه ولا أشُير إلى نفسى لستُ أهلاً أن أنحنى وأحلّ سيور حذائه تعبير يهودى ليس معناه الإتضاع فقط بل كان هُناك عاده عند اليهود تقول أنّ الذى يموت دون أن يُقيم نسل أقرب إنسان له يتزوج إمرأته ليُقيم لهُ نسل ويُسمى ذلك الإنسان " ولىّ " ولكن لنفرض أنّ الولى الأول رفض الزواج من من إمرأة المُتوفى يتزوجها الولى الثانى وهو أبعد درجة فى القرابة من الولى الأول إن وافق الولى الثانى يخاف أن يُطالبه الولى الأول بالمرأة فيما بعد لذلك كانوا يأتون بالولى الأول عند باب المدينة ويخلعون نعليه ويحتفظون بهُما حتى إن طالب بالمرأة فيما بعد يُذكّروه لرفضه الأول ودليل ذلك وجود نعليه عندهُم هُنا يوحنا المعمدان يقول أنا لستُ أهلاً أن أنحنىِ وأحلّ سيور حذائهِ أى أنا لستُ العريس أتيت بقوة وجبروت لأشُير لهُ ، كُل واحد منّا داخله المسيح يُشير للمسيح ويعرّفه للناس ويقول لستُ مُستحق أن أنحنىِ وأحلّ سيور حذائه أنا صديق العريس ولستُ العريس نفسهُ يوحنا صوت صارخ والروح القُدس بتدبير عجيب إختاره حتى أنّ اليهود لم يستطيعوا أن يُقاوموه وتبعهُ جموع كثيرة ، لذلك مُخ يسوع يوحنا المعمدان لُقبّ أنّه أعظم مواليد النساء سر عظمة يوحنا تجرّده وأنّه غير مُستعبد لشىء هل تُريد أن تكون عظيم ؟ العظمة ليست فى المال أو المركز أو بل فى تقواك أن لا تكون مغلوب من شىء داخلك أن تدوس على شهواتك قبل أن تدوس هى عليك هذا هو يوحنا المعمدان لذلك قال عنّه المسيح هل تتخيلون يوحنا أنّه إنسان بلُباس ناعمة ؟ لا بل هو رجل برارى إلى يوم ظهوره فى إسرائيل حتى أنّه لم يكُن يعرف المسيح نعم تعامل معهُ وهو جنين لكن مُنذ أن أخُتطف وهو فى البرارى يعيش لذلك أشار لهُ الروح القُدس على المسيح بالحمامة يوحنا قال أنا أعُمدّكُم بالماء لكن الذى يأتى بعدى يُعمدّكُم بالماء والروح " الذى رفشه بيدهِ وهو يُنّقى " ما هو الرفش ؟
عندما يزرع الزارع قمح ويجمعه ليُدخله البيدر ليفصل القمح عن القش أو التبن فيفصلهُ بالرفش وهو آلة مثل الجروف ولهُ أسنان ويرفع بهِ القمح لأعلى فى مكان بهِ رياح فيفصل الهواء التبن عن القمح ويفصل القمح ويُجمع للمخازن هكذا جاء يسوع ورفشهُ بيدهِ ليُنقّى بيدرهُ ويفصل القمح عن التبن النفوس التى ليس بها عِشرة مع المسيح والرياح ترفعها وتبعدها هى التبن بينّما النفوس التى بها النعمة وتُحافظ على نظراتها وقلبها تكون مُثقلّة بالنعمة فتدخُل المخازن يوحنا يُشير للمسيح لكن عندما يأتىِ الذى رفشهُ بيدهِ تُرى هل أكون قمح أم تبن ؟ هل لى عِشرة تُعطينى إستحقاق أن أكون فى مخازنهِ أم لا ؟ سر عظمة يوحنا تجرّدُه وتقواه وأنّ تعليمه هو حياتهُ " يوحنا عمل وعلّم " سر عظمتهُ شهادة المسيح نفسه لذلك نتعجب من إتضاع يوحنا عندما يقول " لستُ مُستحق أن أنحنى وأحلّ سيور حذائهِ " " يأتى بعدى من هو أقوى منى " ويُجيبه المسيح بنفس نشيد الإتضاع ويقول له " إسمح الآن "يوحنا يقول أنا لستُ مُستحق أن ألمس حذائهِ والمسيح يقول لهُ ضع يدك على رأسى الله يُريد نفوس مُتضعة وهو قادر أن يرفع البائس من المذبلة إحذر أن تشعر أنك قليل لا هو يُريد أن يكرمك ويراك ويرفعك المسيح إتضع ليوحنا ويوحنا إتضع للمسيح يوحنا يُنذرنا " إصنعوا أثمار تليق بالتوبة " إسمع وقُل هذه الكرامة كرامة التوبة التوبة مُثمرة لا توجد توبة مُعطلّة لا تُصدّق أنّ إنسان تائب يكون غير مُتضع أو غير وديع التائب ثمار التوبة تظهر عليه لا يُصدّق أحد أنّ شجرة تين لا تُعطى ثمر التين كُل إنسان يقول أنا إبن الله لكن إن لم يكُن بهِ ثمر لا يكون إبن لله يوحنا يصرُخ فينا اليوم لنُهيىء أنفُسنا لقبول المسيح أخطر شىء أن تكون حياتك نظريات ولا تعرف المسيح وأنت تُصلّى له لا الملائكة تخدمك والأنبياء يقولون لك نحن تحت أمرك والقديسين يُشجّعونك لتلحق بهُم هو أتى لك وأنت من فوق "أنعم علينا بالميلاد الفوقانى " كُل واحد منّا نال معمودية التوبة والخلاص لذلك صلوات المعموديّة بها شِق للتوبة قبل المعموديّة خاصة وأنّ بعض غير المؤمنون يُريدون أن يعتمدوا فما الدليل على قبولهُم الإيمان ؟إنسانُه الداخلى بدأ يتهيأ هذه هى معموديّة التوبة الداخليّة التى تعدّه للميلاد الفوقانى عندما يتغير داخل الشخص فهذه علامة التوبة وبذلك يكون مُهيأ لنعمة الميلاد الجديد وعندما يأخذ نعمة الميلاد الجديد لا تنتهىِ هذه النعمة بل هى مُتجدّده وعندما يُخطىء يتوب وكُل ما يتوب أكثر مفاعيل المعمودية تظهر أكثر نحن أخذنا خِتم الخِتم لا يُعاد لكن إذا تلّوث يُنظّف التوبة والمعموديّة رفيقان للحياة وهُما يُدخلانك السماء ربنا يكملّ نقائصنا ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.
التجسد الالهى - ليلة عيد الميلاد
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
نحنُ نؤمن أننّا نُعيدّ عيد يُسمّى عيد التجسُدّ الإلهىِ نحنُ نؤمن أنّ إبن الله أتى فىِ الجسد أى تجسدّ ربما تستريح الكنيسة لِكلمة " تجسدّ " أكثر من كلمة " ميلاد " لذلك تُسمّيه " عيد التجسُدّ الإلهىِ " أكثر ما تُسمّيه " عيد الميلاد " فما الفرق بين التجسُد والميلاد ؟ بالطبع فرق جوهرىِ.
الفرق بين التجسُدّ والميلاد :-
التجسُدّ معناه أخذ جسداً أى كان موجود من قبل لكنّهُ أخذ شكل جسد.
الميلاد يُعبرّ عن بِداية يُعبرّ عن أنّ هذا الإنسان قد بدأ الآن فنقول أنّ فُلان وُلد لا نقول أنّ فُلان تجسدّ لماذا ؟ لأنّ الفرق هو أن التجسُدّ يعنىِ أنّهُ كان موجود لكنّهُ أخذ شكل جسد ولأنّهُ كان موجود فلهُ بِداية أزليّة لكن التجسُدّ هو بِدايتهُ الزمنيّة ليس من طبيعتهُ التجسُدّ لكنّهُ لأجل الفِداء أخذ جسد وقال أكون مثل الإنسان نقول لهُ كان مُمكن لك أن تأتىِ يا الله وسط العالم ونراك كإنسان يقول لا أنا أُريد أن أكون مثلك بِلحم ودم ومولود من إمرأة معروف علمياً أنّ الجنين يتكّون من إتحاد بذرة من الرجُل مع بذرة من المرأة والحياة من الله أمّا جسد الجنين نفسه فيتكّون من جسم الأُم أى لو وزن الطفل 3ك فهذا الوزن من الأُم الروح القُدس طهرّ العذراء وهيأها ليحلّ فيها الله لماذا قصد الله أن لا يكون لهُ أب جسدىِ ؟ كُلنا نعرف أنّهُ " الروح القُدس يحلُ عليكِ " والعالم كُلهُ يشهد بذلك أنّ ميلاد يسوع لم يأتِ من إتحاد رجل وإمرأة بل من إمرأة فقط لِماذا ؟ لأنّهُ يحتاج لجسد وليس لوجود الوجود يعنىِ أنّهُ يحتاج بذرة من الرجُل لكنّهُ فىِ الأصل موجود ويحتاج فقط لجسد فتجسدّ بهذهِ الطريقة المُعجزيّة لِماذا لم يأتِ من أب فقد كان هُناك أتقياء كثيرون ؟ لأنّهُ لا يحتاج لوجود لأنّهُ موجود وهو أصل الأبوّه هو مُنذُ الأزل لذلك نقول أنّهُ تجسدّ فنقول فىِ القُدّاس " تجسدّ وتأنّس " " آفتشىِ ساركس " " آفتشىِ " تعنىِ أخذ جسداً أى واحد موجود وأخذ شىء هذا الجسد من العذراء والبذرة بذرة إلهيّة من الروح القُدس وكوّن نفسهُ داخل العذراء لأنّهُ إله خالق لذلك كان أبرع جمالاً من بنىِ البشر ولأنّ ولادتهُ عجيبة قال عنهُ أشعياء قبل ميلادهُ بـ 700 سنة " إسمهُ عجيباً " ميلادهُ عجيب لا يفحصهُ عقل " غير المفحوص " بل يُصدّق بالإيمان لا بالعيان إن كُنت قد آمنت أنّهُ جاء بدون زرع بشر فلابُد أن تؤمن أنّهُ إله وإن كان هو أصل الوجود ولا يحتاج لمن يوجدهُ فتجسدّ أى أنّهُ موجود ويحتاج لجسد لقضاء مُهمة الفِداء الله الغير قابل للموت أخذ جسد قابل للموت ليموت عنّا وينتصر على الموت لو كان قد أخذ جسداً فقط وغير مُتحد بهِ كإله كان الجسد عِند موتهِ يُدفن ويفنى ويُغلب من الموت لكنّهُ أخذ جسداً وإتحد بهِ فصار جسد إلهىِ لا تنطبق عليهِ صِفات الجسد العادىِ من حيثُ الفناء لذلك غلب الموت عجيب فىِ ميلادهُ وفِدائهُ كان مُمكن يفدينا بالجسد ويبقى الجسد فىِ الموت فيكون من فدانا تحت سُلطان الموت تخيلّ إنسان يغرق ويأتىِ غطّاس لينقذهُ فيغرق معهُ لا المسيح جاء بالجسد مثل إنسان صائراً فىِ شِبه الناس أى مثلنا " إذ تشارك الأولاد فىِ اللحم والدم إشترك هو أيضاً فيهُما لكى يبيد بالموت ذاك الذى لهُ سُلطان الموت " الجسد اليوم تبارك بهِ أنت يارب باركت جسدىِ لأنّك الإِله قبلت أن تتحد بىِ أنا أمر لا يستوعبهُ عقل بل يُدرك بالإيمان والروح لذلك لا يستطيع أحد أن يقول المسيح رب إلاّ بالروح القُدس أخذت الروح القُدس وأصبحت إبن الله اليوم سر فرح وبهجة لذلك الإنسان الطبيعىِ لا يقبل ما للّه أى إنسان يستوعب أنّ إنسان يتألّه !!! مُمكن يستوعب أنّ إنسان غنىِ يُقيم لنفسهُ تمثال ذهب والناس تسجُد لهُ أى تأليه للإنسان نقبلهُ لكن أى تنازل لا نقبلهُ لأنّ طبيعتنا مُتعالية مُتكبرّة بولس وبرنابا عِندما أقاما المُقعد فىِ لسترة أراد الشعب أن يعبدهُما الإنسان يستوعب التألّه لكن لا يستوعب التأنُّس يصطدم بعقلهُ فنقول هذهِ عظمة إيماننا وعظمة الله أنّهُ إقترب منّا وصار واحد منّا لذلك فِكر التجسُدّ يصطدم بالعقل لكن الإيمان يقبلهُ بِفرح ولذلك أيضاُ أُعلن لِناس مُعينّه الرُعاه قبلوهُ بِفرح لكن هيرودس رفضهُ كُل مُتكبرّ يكون التجسُدّ لهُ مصدر إزعاج لكن كُل مُتضع ومُتعبدّ نقىِ يقبل أكيد الرُعاة والمجوس صُدموا ممّا رأوهُ من بساطة ميلادهُ كانوا مُتخيلين منظر أكبر من الذى رأوهُ لكنّهُم قبلوا بساطتهُ بعظمة الإيمان يُسمّى سر التجسُدّ سر أى يُقبل بالإيمان المسيح عاش إنسان طبيعىِ يأكُل ويشرب ويجوع ويُشتم وفنقول هذا إنسان لكن إذا إقتربت من ميلادهُ وتجسُدّهُ سترى عظمة ميلادهُ وسترى النبّوات التى تحققّت فيهِ " كثيرون إشتهوا أن يروا ما أنتُم ترون ولم يروا " النبّوات كثيرة جداً عنهُ تقرأها عِند اليهود الذين هُم ضد المسيحيّة جداً البعض قد يمدح اليهود لكن المسيحيّة تقول أنّهُم من إستبدلهُم الله الله فىِ البِداية إختارهُم لكنّهُم رفضوه ورغم ذلك التوّراه مازال عِند المسيحيين يؤمنون بهِ ويقرأون " ها العذراء تحبل وتلد إبناً " و00 "" يا يهودىِ من هذا الذى تنبّأ عنهُ أشعياء من 700 سنة قبل ميلادهُ ؟ من هو الذى تنبّأ عنهُ دانيال أنّهُ سيأتىِ بعد 490 سنة ؟ وبالفعل وُلد المسيح وتجسدّ بعد 490 سنة من دانيالميخا تنبّأ عنهُ وعن ميلادهُ حزقيال تنبّأ عن طبيعة ميلادهُ أنّهُ بتولىِ الباب مُغلق دخل وخرج منهُ وهو مُغلق أيضاً تنبّأوا عن أنّهُ من سِبط يهوذا وملوك ترشيش يُقدّمون لهُ هدايا إن كانوا قد تنبّأوا عنهُ مُنذُ آلاف السنين وتحقّقت النبّوات فيهِ فمن يكون هو ؟ هو المسيّا اليوم نفرح لأنّهُ تمّم كُل بر اليوم تمّم قصدهُ أنّهُ صار إنسان ليفدينىِ الإله المُحتجب الذى لا يراهُ أحد قط رأيناهُ التابوت كان داخل قُدس الأقداس ولا يراهُ سوى رئيس الكهنة ويُقدّم بخور كثير حتى لا يراهُ ما هذا ؟ أسرار اليوم نعرفها وتُكشف لنا لذلك حتى فىِ الإرتحال كانوا يحملون التابوت مُغطّى حتى لا يراهُ أحد حتى أنّ بعض الوثنيين أرادوا رؤية التابوت فرفعوا غِطائهُ فقُتلوا فىِ الحال لكن اليوم شقّ حِجاب الهيكل ليُعلن إقترابهً منّا جداً هذا ما حدث فىِ التجسُدّ صار كواحد منّا وشاركنا فىِ كُل شىء شاركنىِ فىِ نسلىِ وإهتماماتىِ وحياتىِ وطبيعتىِ كان يُمكنهُ أن يكون إِله مُتعالىِ لكنّهُ جاء لأجلىِ أنا المريض أحبائىِ إحذر أن تُعيدّ عيد التجسُدّ الإِلهىِ دون أن تقترب منهُ لأنّهُ شاركك لحمك ودمك وليكُن موضع تفكيرك فكّر فىِ الإِله الذى أحبّك ولمس ضعفك كُل ما يُنسب للمسيح من أمور قد تُقلّل من شأنهُ هى من أجلنا وبِسببنا كُل ما يُنسب إِليهِ من جوع وعطش و هو بِسببنا كُلّما تقرأ آيات عن حالهُ كإنسان وأنت مُتصّورهُ داخلك إِله لا تحزن بل أُكتُب فوقها من أجلىِ لأنّهُ إتحد بك إتحاد ليس معنوى أو نفسىِ بل إتحاد حقيقىِ لذلك نقول لهُ كرامة لتجسُدّك أحافظ على جسدىِ وأُقدّس جسدىِ كرامة لتجسُدّك أُقدّس جسدىِ الذى لبستهُ من أجلىِ وكرامة لتجسُدّك أُقدّس جسدىِ وجسد إخوتىِ كرامة لجسدك سأتخلّى عن كبريائىِ وعمّا يُزيننىِ وأقبل أن أتضع " الإِله صار إنساناً " لذلك نقول " المزود حملك كمسكينٍ والخرقُ لفّتك الفمُ قبلّك واللبنُ غذّاك وهذا هو العجبُ فىِ إِتضاعك " الإنسان الطبيعىِ لا يقبل ما لروح الله لذلك لا يقبل التجسُد ولذلك تخيلهُ اليهود ملك يغلب الرومان ويُوسّع مملكتهُم ويُعطيهُم السِيادة على من حولهُم لكنّهُم صُدموا بهِ لأنّهُم وجدوهُ مُتضع بسيط فقير وقال لهُم مملكتىِ ليست من هذا العالم لا تحزن لأنّهُ شاركنا ضعفاتنا حتى أنّهُ وُلد فىِ أبسط الأماكن مزود لذلك لو قبلنا هذا العيد ستتغيّر إهتماماتنا لأننّا مُنغمسين فىِ العالميات لا هو " تاركاً لنا مِثالاً كى نتبّع خطواتهُ " يقول لك تعال وكُن مثلىِ وإنظُر كيف كُنت أحيا حياة بسيطة وأنت تُريد مملكة إنظُر كيف أحبّ الجميع وأنت تتعالى أنا أُهان وأنت لا تقبل الإِهانة وفىِ أى موقف صعب تقف فيهِ أنظُر إلىّ فىِ أى مرّة تُظلم فيها أنظُر إلى سيّدك الذى ظُلم وأُهين فلماذا لا تقبل أنت الظُلم ؟ لذلك جاء المسيح ليؤسّس لنا طريق توبة وطريق الملكوت فجاء ليقول لنا بالتجسُدّ أنّ جسدنا الضعيف هذا سندخُل بهِ السماء لذلك المسيح فىِ مجدهُ وسمائهُ يكون بنفس ملامح تجسُدّهِ وسيُقيمنا بنفس ملامح شكلنا وكرامة لتجسُدّهِ سندخُل السماء بجسدنا نعم سيكون بطبيعة مُختلفة لكن كرامة لتجسُدّهِ سنكون بنفس ملامح جسدنا كُلّما فكّرنا كيف يكون الإِله إنسان نتحيّر كيف الإِله المُحتجب يظهر وقد كانوا يقولون " يا جالس على الشاروبيم إظهر قُدّام أفرايم ومنّسى " " ليتكّ تشُقّ السماء وتنزل " الآن ظهر وشقّ السماء ونزل ليكون وسطنا لذلك نقول " وحلّ بيننا " وكلمة " حلّ " معناها نصب خيمتهُ أى لم يأتِ لِزيارة عابره بل نصب خيمتهُ وسطنا سكن بجانبنا سكن معنا هذا ما حدث بالتجسُدّ وسيظل معنا لأنّهُ وعدنا أنّهُ " ها أنا معكُم كُل الأيام وإلى إِنقضاء الدهر "ربنا يكملّ كُل نقائصنا ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.
التسليم فى حياة العذراء - عشية عيد العذراء
بسم الأب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان،وإلى دهر الدهور كلها أمين
السيده العذراء قالت للملاك هوذا أنا آمه الرب ليكن لي كقولك أليصابات عندما ذهبت لتزور السيدة العذراء قالت لها طوبى للتى آمنت ان يتم ماقيل لها من قبل الرب فضيلة جميلة في السيدة العذراء لابد أن نقف لديها وهي فضيلة التسليم قبل أن نتكلم عن فضيلة التسليم أحب أن أقول إن سر تكريمنا للست العذراء ليس لفضائلها مهما كثرت فضائل الست العدرا تكريم الكنيسة للسيدة العذراء ليس لمجرد إنها لديها فضائل،ولكن تكريم الكنيسة للسيدة العذراء لأنها أم الله نقول،وبالأكثر القديسة المملوءة مجدا العذراء كل حين والدة الإله القديسة الطاهرة مريم التي ولدت لنا الله الكلمة بالحقيقة سر تكريمنا للسيدة العذراء ليس لمجرد صمتها أو عفتها أواتضاعها أو تسليمها ولكن لانها أم الله السيدة العذراء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لم ترى لها أيقونة إلاوإنها حاملة للرب يسوع لان كرامتها من كرامة الرب يسوع التسليم في حياة السيدة العذراء أمر جميل جدا نحب أن نتعلم منه نتكلم بنعمة الله في ثلا ث نقاط:- أولاالتسليم في حياة السيدة العذراء.
ثانيا عن التسليم في حياتنا نحن.
ثالثا. كيف أن نقتني حياة التسليم؟
أولا التسليم في حياة السيدة العذراء:-
لابد أن نعرف أن السيدة العذراء أساسا مولودة من أب وأم فقراء جدا انتقل والدها و تنيح وهي عمرها ثلاث سنوات
وهي عمرها ست سنين انتقلت والدتها اصبحت بلا أب أو أم لا يوجد إنسان يعولها فدخلت إلى الهيكل وعندما دخلت الهيكل عاشت الخضوع عاشت الطاعة عاشت التسبيح عاشت العشرة مع الله لكنها كانت خاضعة لمعلمي الهيكل ربما كانت الصورة في أذهانها البنت التي في الهيكل بنت جالسة طول النهار تصلي وتسبح ولكن الصورة ليست كذلك فقط هي جلسة تصلي وتسبح ولكنها كانت أيضا تهتم جدا بنظافة الهيكل وخدمة الكهنة معروف إن الهيكل اليهودي مليء ذبائح لا تخلص الذبيحة إلا وأن تأتي الذبيحة التي بعدها فتاة مثل السيدة العذراء فتاة صغيرة كانت تنظف وتشيل هذه هي كانت دور السيدة العذراء في الهيكل رأيته منذ فترة صورة للسيدة العذراء كانت غريبة جدا كانت بنت صغيرة لابسة لبس قديم وشعرها منكوش ورجلها حافية وبتجري وهي في الهيكل لم تلاحق الخدمة السيدة العذراء بنت بسيطة جدا مطيعة جدا خاضعة جدا كبرت في السن عايشة التسليم فقالوا لها لا بد أن تطلعي من الهيكل فقالوا لها لا بد أن تتخطبى ولكنها كانت تريد أن تعيش نظيرة إلى الرب لكن مع كلامهم اطاعت وقالت حاضر فعملوا قرعة لبعض الرجال لكي يروا من هو الشخص الذي تخطب له وقعت القرعة على يوسف البار يوسف البار كان في ذاك الوقت عمره 70 عام بنت لديها 12 سنة تخطب لرجل لديه 70 سنة تقول حاضر تسليم عجيب لم نرى بنت في هذا الكوكب مثلها تسليم عجيب أخذها يوسف لديه ويوسف رجل فقير كان شغلته في النجارة وكان لا يوجد لديه ورشة للنجارة فكان يشتغل في بيته ووجدنا الملاك يبشرها ويقول لها أن الروح القدس يحل عليكى وقوة العلي تظللك والقدوس المولود منك يدعى إبن الله كيف يكون هذا؟ وأنا لست أعرف رجلا أمر عجيب جدا إن بنت عذراء الملاك، يقول لها انك سوف تحملي فقالت له كيف؟ تتعجب أحبائي أن الأمر الذي الذي يعد لة البشرية منذ 5000 سنة للبشرية السيدة العذراء تقبله في لحظة قالت وهذا أنا أمه الرب ليكن ليك كقولك الأمر الذي لا يصدق بالعقل الذي لا يستوعب بالعقل الأمر الذي الإنسان إذا استوعبه يخاف جدا من وجهات نظر الناس حياة التسليم أحبائي هي أن يحيا الإنسان محمولا على مشيئة الله حياة التسليم أن يقول الإنسان لا إرادتي بل إرادتك حياة التسليم هي هو ذا أنا أمه الرب ليكن ليك كقولك لدرجة أن رأيناه اقرب مايكون للسيدة العذراء الرجل البار الذي وقع عليه الاختيار هو نفسه شك فيها إذا كان يوسف شك فيها ماذا تفعل الناس؟ لدرجة أننى قرات فى كتاب السيدة العذراء تعرضت لإهانات فظيعة جدا من حملها من يوسف حتى لو كان هذا الحمل حمل طبيعي إلا أنها كانت موضع سخريةلدرجة أن يوسف عندما شك فيها قالوا أنة ذهب اشتكى لشخص من كهنة اليهود قالوا البنت الذي أنا خطبتها حامل السيدة العذراء رغم إنها عايشة في كل هذه القداسة إلا أنها قبلت كل هذه الإهانة السيدة العذراء أم الأطهار دائما الرهبان في الاديرة يحبو جدا يسمو الأماكن على اسم السيدة العذراء لأنها شفيعة البتوليين تجد السيدة العذراء في البراموس جنب منها دير السريان السيدة العذراء المحرق دائما الرهبان يحبوا أن يتسموا بأسمها أحتملت الشك أحتملت الإهانة ليكن لي كقولك لدرجة يقولوا عندما ذهب يوسف اشتكى أن هذه البنت حامل قالوا لة نحن سوف نجيبها سرا ونتكلم معها وفي العهد القديم في سفر العدد توجد شريعة اسمها شريعة الماء المر ما هي هذه الشريعة؟ عندما يذهب شخص واشتكى من زوجته أو من بنته أو من قريبته يقول إن هذه البنت أو الفتاة حامل وأنا شاكك فيها يتعامل معها شريعة الماء المر يأتوا بماء ويجلس الكاهن يقرأ لها بعد الويلات ومعه قطعة من الورق ويقول لها الرب سوف يعاقبك والبنت تقول أمين ويأتي بهذه الورقة ويقطعها ويضعها في الماء ويقول لها اشربي الماء البنت تشرب الماء لو البنت بريئة لا يحدث لها شيء لو البنت فعلا عملت خطية جسمها يتورم وهذا يكون خزي وعار بالنسبة لها يقال إنه يوجد بعد الكهنة أشار على يوسف أن يتم للسيدة العذراء هذه الشريعة لهذة الدرجة الأهانة؟!لكن السيدة العذراء تنظر إلى السماء وتقول هوذا أنا أمه الرب الإنسان الذي يضع بين الله حياته حتى وإن أحاط به تجارب أو ضيقات يقول هوذا أنا امه الرب ليكن لي كقولك أنت فعلت أنت يا رب سوف تتصرف يعدي موضوع الحمل الإلهي والميلاد رأيناه في مكان فقير جدا بنت لا احد مكان أن تولد فيه تسليم عجيب لدرجة أن رأينا هذا المكان الذي تولد فيه ليس مجرد بيت أو حجرة أو مكان مخزن لكنه مزود للبهائم قبلت في كل أمورها السيدة العذراء كانت تقول حاضر جميل جدا الإنسان الذي واثق في تدبير الله في حياته ويقول له ها أنا ذا يارب هوذا انا امه الرب ليكن ليك كقولك ولان يوسف فقير فكان لا يمتلك المصروف إللي يصرف على العذرا، ولا ربنا يسوع، ولكنه هو يشتغل في حرفة تعتمد على أن الناس تعرف هو من أين يصرف على السيدة العذراء وربنا يسوع المسيح التدبير الإلهي يسمح أن تكون من ضمن الهدايا التي أتى بها المجوس ذهب لكي يوسف يصرف من هذا الذهب على السيدة العذراء وعلى ربنا يسوع المسيح وهذا هو الذي صرف منه أثناء الرحلة الى ارض مصر الإنسان إللي مسلم حياته لربنا ربنا يعوله ربنا يرتب له ربنا صانع الخيرات يقول قم خذ الصبي وأمه وأ هرب إلى مصر لأن هيرودس مزمع أن يقتل الصبي ويذهبوا وكل مكان يدخلوا إليه ببركة الطفل الإلهي تسقط الأوثان فتثور المدينة ويترضوهم في كل مكان السيدة العذراء تطرد من هنا إلى هنا وهي مسلمة تماما تسليم عجيب رأيناه في السيدة العذراء توجد أمور وإنت مسلم ربنا حياتك هو يتصرف ربنا من حكمته الإلهيه يريد أن ربنا يسوع المسيح أقدامه تطأ أرض مصر هو أراد أن يسوع يزور أرض مصر ليبارك أرض مصر ويبارك شعب مصر لأنه يعلم بالتدبير أنه سوف تكون مصر في يوم من الأيام هي عمود للدين الأرثوذكسي إللي يكون في وسطها مذبح ويخرج منها رجال أبطال الإيمان يخرج منها نور الرهبنة للعالم كله عن طريق العظيم انطونيوس اللة يعلم انة سوف يكون لو شعب كبير عايشين ببركة وجود يسوع في أرض مصر عندما أقول يا رب لماذا تفعل ذلك يا رب؟ ما بعد ذلك؟ وبعد ذلك ترجع مرة أخرى تعيش مع ربنا يسوع المسيح في تسليم من بلد لبلد رغم أن أثناء حياة ربنا يسوع المسيح كثير بلدان أغلقت أبوابها امامها والسامرة أغلقت بابها أمامه لحين أن وصل يسوع إلى الصليب والعذراء مسلمة لدرجة إنه قال لها كلمة هذه الكلمة أطاعت بها 14 عام من عمرها هي كلمة واحدة فقط يا امرأة هوذا ابنك على يوحنا الحبيب يا يوحنا هوذا أمك فأخذها ذلك التلميذ إلى ذلك الوقت تسليم عجيب ربنا يسوع المسيح قال لها يا امرأة يسوع لم يقول للسيدة العذراء يا امرأة إلا مرتين في الكتاب المقدس مرة في عرس قانا الجليل والمرة الأخرى عند الصليب لماذا؟ لانة يريد أن يشير الانتباه أن هذه هي المرأة التي نسلها يسحق راس الحية يريد ان يقول إن هذه المرأة الذي يتحقق بها الوعد بالخلاص يقصد يسوع بهذة الكلمة يلفت الانتباه إن هذه المرأة التي نسلها سوف يسحق نسل الحية تسليم عجيب كل هذه الأمور.
ثانيا التسليم في حياتنا نحن؟
في الحقيقة نحن محتاجين إننا نعيش محمولين بالثقة الإلهية محتاجين إننا نعيش بكلمة هوذا أنا أمه الرب محتاج إني أعيش بهذا السلام يارب ليكن لي كقولك أعمل إللي إنت عاوزه لتكن لا إرادتى بل إرادتك ما أجمل الإنسان الذي عندما يفعل أي إنسان يتأكد إنه بأمر إلهي ما أجمل الإنسان الذي يشعر بأنه عايش بحسب قصد اللة جميل جدا أكثر شيء تتعب الإنسان أحبائى هى إرادته الذاتية فكره البشري الذى أسقط الإنسان وطرد الإنسان من حضرة الله الإرادة البشرية المنفردة أنا أصير مثل الله أنا أريد أكون شيء وهو شىء انا فكر وهو فكر هذا الذي أسقط الإنسان عندما ربنا يسوع المسيح جاء لكي يفدى الإنسان احب يرجع للإنسان هذا العيب ليعالجة فجعل إرادة وفقا لارادة الله أرجع للبشرية وحدة الإرادة مع الله وقال له لتكن لا إرادتى بل إرادتك اطاع حتى الموت موت الصليب أسلم ذاته لكي يقول عوض عصيان آدم انا سأقدم طاعة للة أكثر شيء تتعب الإنسان الإرادة المنفصلة التمرد العصيان العناد كثير واحد في حياته يقول لماذا؟ يكون يريد أن يدبر الأمور بحسب إرادته كتير يكون الإنسان قلقان على كل شيء اليوم احبائي من أكثر الأشياء إللتى تعب الناس القلق كل الناس قلقانة هذه ضربة من العدو يريد أن يفقد عليك بهجة حياتك،ويضيع منك بهجة حضورك مع الله يريد أن ينزع منك لمحة الاتكال على الله ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين.
العذراء وحياة التسليم
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
فَضَائِل وَبَرَكَات كَثِيرَة وَمَجْد عَظِيم مُخْفَى دَاخِل أُمِّنَا السَيِّدَة العَذْرَاء وَلكِنْ يُوْجَدٌ فَضِيلَة نُرِيدْ أنْ نَتَعَمَقٌ فِيهَا وَنَأخُذ بَرَكَاتْهَا مِنْ السَيِّدَة العَذْرَاء وَرَبِّنَا يُعْطِينَا قُلُوب مَفْتُوحَة وَآذَان صَاغِيَة قَالَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء ﴿ هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ ﴾ ( لو 1 : 38 ) سَنَتَحَدَث عَنْ حَيَاة التَّسْلِيم عِنْدَ السَيِّدَة العَذْرَاء وَسَنَتَحَدَّث فِي ثَلاَث نِقَاطْ :-
1- التَّسْلِيم عِنْدَ العَذْرَاء :-
التَّسْلِيم يَعْنِي إِنْسَان يِسَلِّمْ أي يَتْرُك إِرَادَتُه لإِرَادِة الَّذِي أمَامُه وَالسَيِّدَة العَذْرَاء عَاشَتْ حَيَاة التَّسْلِيم وَالخُضُوع لِكُلَّ أمر إِلهِي فَأبُوهَا تَنَيَّح وَعُمْرَهَا ثَلاَث سَنَوَات وَأُمَّهَا تَنَيَّحَتْ وَكَانَ عِنْدَهَا سِتْ سِنِينْ وَلكِنَّهَا سَلِّمِتْ وَعَاشِتْ فِي الهِيكَل حَيَاة التَّسْلِيم وَكَانَتْ خَادِمَة فِي الهَيْكَل اليَهُودِي وَيُوْجَد صُورَة فِي أذْهَان البَعْض أنَّ السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ تُسَبِّح وَتُرَنِمْ فِي الهِيكَل وَلكِنْ هذَا جُزْء مِنْ حَيَاتْهَا وَلكِنْ يُوْجَد جُزْء آخَر وَهُوَ أنَّ البِنْت فِي الهِيكَل اليَهُودِي تُصْبِح خَادِمَة وَالهِيكَل اليَهُودِي فِيهِ ذَبَائِح كَثِيرَة وَيَحْتَاج إِلَى تَنْظِيفْ وَالَّذِي يَقُوم بِعَمَلِيِة التَّنْظِيفْ الخَادِمَات أوْ النَّذِيرَات وَمِنْ ضِمْن البَنَات كَانَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء وَتُوْجَد صُورَة لِلسَيِّدَة العَذْرَاء غَرِيبَة وَهيَ شَعْرَهَا مَنْكُوش وَرِجْلِيهَا حَافْيَة وَهذَا يَدُل عَلَى الضَّغْط الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا فِي الخِدْمَة وَبَدَأ سِنَّهَا يِكْبَر وَلَمْ تُفَكِّر السَيِّدَة العَذْرَاء إِلَى أيْنَ تَذْهَبْ أوْ مَاذَا يَفْعَلُوا بِهَا ثُمَّ قَالُوا لَهَا أنَّهَا سَوْفَ تُخْطَبْ وَلكِنَّهَا تُرِيدْ أنْ تَعِيش حَيَاة البَتُولِيَّة وَلَمْ تَعْتَرِض فَعَمَلُوا عَلَيْهَا قُرْعَة حَتَّى يَجِدُوا الشَّخْص وَكَانَ هذَا الشَّخْص هُوَ يُوسِف النَّجَار وَكَانَ فِي ذلِك الوَقْت عَنْدُه 70 سَنَة وَكَانَتْ إِمْكَانِيَات يُوسِف فَقِيرَة جِدّاً فَهُوَ يَعْمَل نَجَّار فِي المَنْزِل وَلَيْسَ لَهُ وَرْشَة أي يِصَلَّح الأشْيَاء وَلاَ يَقُوم بِعَمَل أشْيَاء جِدِيدَة وَبِالتَّالِي دَخْلُه بَسِيطْ جِدّاً وَفِي كُلَّ هذَا السَيِّدَة العَذْرَاء تَقُول حَاضِر وَلَمَّا أتَى المَلاَك لِيَقُول لَهَا أنَّهَا سَوْفَ تُصْبِح حَامِلٌ فَالأمر الَّذِي أعَدَّهُ الله لِلعَالَمْ مُنْذُ 5500 سَنَة إِسْتَوْعِبِتُه العَذْرَاء فِي لَحْظَة وَلِهذَا قَالَتْ لَهَا ألِيصَابَات ﴿ طُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ ﴾ ( لو 1 : 45 ) وَلكِنْ هذَا الأمر سَيُعَرِّض ذَات السَيِّدَة العَذْرَاء إِلَى إِهَانَات وَسَيَشُك فِيهَا أقْرَب النَّاس وَبِالفِعْل نَجِدْ أنَّ يُوسِف البَّار أرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً ( مت 1 : 19) وَلكِنَّهَا فِي كُلَّ هذَا خَاضِعَة وَيُوْجَدٌ شَرِيعَة فِي العَهْد القَدِيم فِي سِفْر العَدَد تُسَمَّى شَرِيعِة (( المَاء المُر )) هذِهِ الشَّرِيعَة تُطَبَّقٌ عَلَى السَيِّدَة أوْ البِنْت الَّتِي يُشَك إِنَّهَا عَمَلِتْ خَطِيَّة وَزَنِتْ وَوُجِدَت حَامِل فَيَتِمْ إِحْضَار مَاء وَيَقُوم الكَاهِن بِقِرَاءِة الوَيْلاَت عَلَيْهَا وَتَقُول البِنْت فِي كُلَّ مَرَّة " آمِين آمِين " وَيَقْطَعْ الوَرَقَة دَاخِل المَاء وَتَقُوم البِنْت بِشُرْب المَاء فَإِذَا كَانَتْ عَمَلِتْ خَطِيَّة يَتَوَرَّم جِسْمَهَا وَتَسْقُطْ رِجْلِيهَا لأِسْفَل وَإِذَا لَمْ تَفْعَل تُصْبِح سَلِيمَة وَتَحْبَل بِزَرْع ( عد 5 : 11 – 28 ) وَيُقَال أنَّ السَيِّدَة العَذْرَاء جَازَتْ هذَا الإِخْتِبَار فَالسَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ تَقُول إِذَا كَانَ رَبِّنَا رَاضِي بِالإِهَانَة أوْ بِرَجُل فَقِير وَكِبِير فِي السِّنْ فَلْتَكُنْ إِرَادَتُه وَبَعْد ذلِك يَرَى يُوسِف البَّار رُؤيَة حَتَّى لاَ يَخَاف وَيَأتِي وَقْت الوِلاَدَة وَلَمْ تَجِدٌ السَيِّدَة العَذْرَاء أي مَكَان لِتَلِدٌ فِيهِ وَوَلَدَت فِي مِزْوَدٌ وَكَانَ مُمْكِنْ عِنْدَمَا تَرَى السَيِّدَة العَذْرَاء مَنْظَر المِزْوُدٌ تَعْتَرِض وَلكِنْ فِي كُلَّ الأُمور كَانَتْ تَقُول حَاضِر ثُمَّ تُوْجَدٌ مُشْكِلَة وَهيَ عَدَم وُجُودٌ دَخْل لِيُوسِف النَّجَار حَتَّى يِصْرِفُوا مِنُّه فَيُوسِف فِي بَلَدٌ غَرِيبَة وَلاَ أحَدٌ يَعْرِفْ أنَّهُ نَجَّار فَيَحْدُث تَدْبِير إِلهِي عَجِيبْ وَهُوَ أنْ يَأتِي المَجُوس لِيُقَدِّمُوا هَدَايَاهُمْ ذَهَبْ وَلُبَان وَمُرّ ( مت 2 : 11) وَيُقَال أنَّ هذَا الذَّهَبْ هُوَ الَّذِي تَرَبَّى بِهِ يَسُوع وَهُوَ الَّذِي أُنْفِقَ بِهِ عَلَى إِحْتِيَاجَاتُه ثُمَّ يَظْهَر المَلاَك لِيُوسِف وَيَقُول لَهُ خُذْ الصَّبِي وَأُمُّه وَاهْرَب إِلَى مِصْر وَكُلَّ بَلَدٌ تَدْخُل فِيهَا السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ الأوْثَان تَقَعْ وَيَقُوم النَّاس بِطَرْدَهَا وَفِي كُلَّ هذَا السَيِّدَة العَذْرَاء تَقُول حَاضِر وَكَانَتْ تُرَبِّي رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِالجَسَد وَعِنْدَ الصَّلِيبْ كَانَتْ فِي تَسْلِيمْ عَجِيبْ فَلَمْ تَعْتَرِض فِي أي مَرْحَلَة أوْ تِدَّخَل أوْ تَتَمَرَدٌ وَلَمْ تُحَاوِل أنْ تَجْعَل الأُمور تَسِير حَسَبْ هَوَاهَا أوْ فِكْرَهَا أوْ رَغْبِتْهَا وَلكِنَّهَا عَاشِتْ حَيَاة تَسْلِيمْ كَامِلَة فَالأمر الَّذِي لَمْ يَسْتَوْعِبُه الأبْرَار وَالكَهَنَة وَالأتْقِيَاء أنْ يُوْجَدٌ عَذْرَاء تَحْبَل وَلكِنْ السَيِّدَة العَذْرَاء إِسْتَوْعِبِتْ الأمر وَحَفَظِتُه فَالأمر الَّذِي أُخْفِيَ عَنْ أعْيُنْ كَثِيرِينْ كَانَ وَاضِحٌ أمَام السَيِّدَة العَذْرَاء وَمُمْكِنْ أحَدٌ يِسْأل سُؤَال لاَهُوتِي وَهُوَ مَنْ الَّذِي كَانَ يَعْرِفْ أنَّ السَيِّد الْمَسِيح هُوَ إِبْن الله(( الله المُتَجَسِّد )) ؟ وَالإِجَابَة هِيَ أنَّ السَيِّدَة العَذْرَاء هِيَ الوَحِيدَة الَّتِي كَانَتْ تَعْرِفْ فَالسَيِّدَة العَذْرَاء رَأت السَيِّد الْمَسِيح فِي كُلَّ مَرَاحِل حَيَاتُه وَهُوَ يِكْبَر وَيَتَكَلَّمْ فَكَيْفَ كَانَ حَدِيثُه وَاهْتِمَامَاتُه ؟ وَكَانَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء فِي حَالِة دَهْشَة وَهذِهِ الحَالَة أوْجَدِت صَمْت فِي حَيَاتْهَا وَكَانَتْ تُفَكِّر فِي جَمِيعْ هذِهِ الأُمور فِي قَلْبِهَا وَعِنْدَمَا إِعْتَرَفَ بُطْرُس أنَّ الْمَسِيح هُوَ إِبْن الله الحَيِّ ( مت 16 : 16)لَمْ يَكُنْ إِيمَانُه مِثْل إِيمَان السَيِّدَة العَذْرَاء بِدَلِيل أنَّهُ شَك وَاهْتَز إِيمَانُه أمَام جَارِيَة .
2- التَّسْلِيم فِي حَيَاتْنَا :-
بِالرَّغْم مِنْ أنَّ كُلَّ ظُرُوفْ السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ ظُرُوفْ صَعْبَة وَمُعَاكْسَة إِلاَّ إِنَّهَا كَانَتْ تَقُول حَاضِر فَأحْيَاناً يَقُول الإِنْسَان حَاضِر فِي الظُّرُوفْ الَّتِي تَسِير عَلَى هَوَاه وَلكِنْ هَلْ مُمْكِنْ أنْ يَقُول حَاضِر فِي الأُمور الَّتِي لاَ تَسِير مَعَ إِرَادَتُه ؟ فَالإِنْسَان إِذَا نَجَح يَقُول حَاضِر وَلكِنْ إِذَا لَمْ يُوَفَّقٌ هَلْ يَقُول حَاضِر ؟ وَالإِنْسَان السَّلِيمْ يَقُول حَاضِر وَلكِنْ إِذَا حَدَثْ لَهُ مَرَض هَلْ يَقُول حَاضِر ؟ فَالتَّسْلِيمْ هُوَ أنْ أقْبَل كُلَّ شِئ فِي كُلَّ وَقْت وَأنْ أشْعُر أنَّ حَيَاتِي فِي يَدْ الْمَسِيح فَالتَّسْلِيمْ هُوَ الخُضُوع الكَامِل لله بِمِلْء الإِيمَان وَلِهذَا نَجِدْ أنَّ حَرْب القَلَقٌ تَتَزَايَدْ عَلَى الإِنْسَان خَاصَّةً فِي هذَا الجِيل فَالإِنْسَان طُول الوَقْت يُفَكِّر وَلاَ يَعِيش مُطْمَئِنْ أوْ هَادِئ لأِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يُسَلِّمْ وَدَائِماً قَلِقٌ عَلَى المُسْتَقْبَل فَأغْلَبْ الأمْرَاض أسْبَابْهَا عَصَبِيَّة وَنَفْسِيَّة وَهذَا فَخ مِنْ عَدُو الخِير حَتَّى لاَ يَعِيش الإِنْسَان فِي أمْن فَالإِنْسَان يَعِيش دَائِماً فِي دَائِرَة وَلكِنْ يَحْتَاجٌ فِي كُلَّ هذَا إِلَى التَّسْلِيمْ فِي كُلَّ أحْوَال حَيَاتُه وَلاَ يَلْجَأ إِلَى أعْمَال غِير سَلِيمَة ﴿ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ ﴾ ( زك 2 : 8 ) يُحْكَى أنَّ أبُونَا بِيشُوي كَامِل عِنْدَمَا تِعِبْ فِي أخِر أيَّامُه كَانِتْ تَاسُونِي أنْچِيل حَزِينَة جِدّاً وَكُلَّ مَا يَضَعْ أبُونَا يَدُه عَلَى شَعْر ذَقْنُه فَكَانَ الشَّعْر يَسْقُطْ وَكَانَتْ تَاسُونِي أنْچِيل تَبْكِي وَفِي مَرَّة نِزِل شَعْر كَثِير مِنْ ذَقْن أبُونَا فَتَاسُونِي أنْچِيل إِنْهَارِتْ فِي البُكَاء وَلكِنْ أبُونَا بِيشُوي قَالَ لَهَا إِنَّ هذَا الشَّعْر لاَ يَسْقُطْ إِلاَّ بِإِذْن الله فَالصُدْفَة لاَ تَلْعَبْ دُور فِي حَيَاتْنَا وَلاَ المَال وَلاَ الذَّكَاء وَلاَ الأقَارِبْ ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ ﴾ ( مرا 3 : 37 ) فَكُلَّ شِئ بِتَدْبِير وَأمر وَإِرَادِة الله وَعَلَى الشَّخْص أنْ يَثِقٌ فِي إِرَادِة وَتَدْبِير الله وَأنْ يَخْضَعْ لله فَرَبَّ المَجْد قَالَ ﴿ أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ ﴾ ( مت 6 : 25 ) فَالَّذِي يُعْطِيك الأهَمْ ألاَ يُعْطِيك الأقَلْ ؟!!الَّذِي أعْطَاكَ الجَسَد ألاَ يُعْطِيك الطَّعَام ؟!! وَلكِنْ نَجِدٌ النَّاس تَعِيش فِي قَلَقٌ عَلَى الأكْل وَالشُرْب وَنَجِدٌ أنَّ عَدُو الخِير يُشَكِّك الإِنْسَان فِي القَلِيل حَتَّى يَنْسَاق الإِنْسَان وَرَاءَهُ فَأُمور كَثِيرَة يُحَاوِل عَدُو الخِير أنْ يُقْلِقْنِي وَيِفْقِدْنِي سَلاَمِي وَأنْ أنْسَى خَيْرَات الله إِلهِي وَأنْ أسْأل الله لِمَاذَا يَارَبَّ تَفْعَل هذَا ؟ فَعَدُو الخِير يَسْتَثْمِر الظُّرُوف وَلكِنْ عَلَى الإِنْسَان أنْ يَقْبَل إِرَادِة الله وَيَقْبَل كُلَّ شِئ مِنْ يَدِيه فِي ثِقَة أنَّهُ يَصْنَعْ الكُلَّ حَسَن فَنَحْنُ لاَ نَعْلَمْ مَاذَا يَفْعَل الله وَلكِنْ نَحْوَك عُيُونَنَا ( 2أخ 20 : 12) فَلِمَاذَا هَرَبْ رَبِّنَا يَسُوع مِنْ وَجْه هِيرُودِس ؟ فَحَسَبْ تَقْدِير الإِنْسَان كَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنَّ الله يِمَوِّتْ هِيرُودِس وَلاَ يَهْرَبْ وَلكِنْ الله لَهُ قَصْد هُوَ أنْ يَأتِي إِلَى مِصْر وَيُبَارِك شَعْبَهَا وَيُصْبِح هُنَاك مَذْبَحٌ وَعَمُودٌ فِي أرْض مِصْر ( أش 19 : 19) وَأنْ تُصْبِح مِصْر يُوْم مِنْ الأيَّام عَمُودٌ الْمَسِيحِيَّة وَكَارِزَة لِلعَالَمْ فَرَبِّنَا إِسْتَخْدِم هِيرُودِس فَهُوَ الَّذِي يُحَرِّك الأُمور وَمِنْ الجَمِيلٌ أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّ الأُمور الَّتِي لاَ تَسِير عَلَى إِرَادَتِهِ أنَّ الله هُوَ الَّذِي يُحَرِّكْهَا وَأنَّهُ يَفْعَل كُلَّ شِئ حَسَبْ إِرَادَتِهِ وَلكِنْ الإِنْسَان مُتَعَجِّل لِمَعْرِفَة خِطَّة الله فِي حَيَاتُه وَلكِنْ الله يُرِيدْ أنْ يَتَعَامَل الإِنْسَان مَعَ يَدِهِ القَدِيرَة وَأنْ يَفْهَمْ مَا يَحْدُث لَحْظَة بِلَحْظَة فَيَشْعُر الإِنْسَان بِفَرَح وَسَعَادَة لأِنَّ الله يُرَتِّب حَيَاتُه فَمُعَلِّمْنَا بُطْرُس عِنْدَمَا إِنْحَنَى السَيِّد الْمَسِيح لِيَغْسِل رِجْلِيه قَالَ بُطْرُس حَاشَاك يَارَبَّ وَلكِنْ رَبِّنَا قَالَ لَهُ إِذَا لَمْ أغْسِل رِجْلِيك لاَ يَكُون لَكَ نَصِيبٌ مَعِي فَقَالَ بُطْرُس إِغْسِل يَارَبَّ وَلكِنُّه كَانَ فِي خَجَل وَحِيرَة لِمَاذَا يَفْعَل الله هكَذَا ؟ وَكَانَ رَدٌ رَبِّنَا عَلِيه لَسْتَ تَفْهَمْ الآنْ مَا أنَا فَاعِلُه وَلكِنَّك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد ( يو 13 : 5 – 9 ) وَ" فِيمَا بَعْد " مُمْكِنْ تِكُون بَعْد سَاعَة أوْ شَهْر أوْ فِي الأبَدِيَّة فَمُمْكِنْ أنْ تَحْدُث أشْيَاء فِي حَيَاتِي وَلكِنِّي لاَ أفْهَمْهَا وَلكِنْ سَيَفْهَمْ الإِنْسَان كُلَّ شِئ فِي الأبَدِيَّة حَيْثُ يُرْفَعْ عَنَّا الجَهْل وَنَأخُذْ المَعْرِفَة الكَامِلَة فَكُلَّ مَا نَرْفُضُه عَلَى الأرْض نَقْبَلُه فِي الأبَدِيَّة يُحْكَى عَنْ أبُونَا مِيخَائِيل إِبْرَاهِيم أنَّ إِبْنُه الأكبَر كَانَ طَبِيب مُتَزَوِج وَأنْجَبْ طِفْلَة ثُمَّ أُصِيبَ بِمَرَض وَتَنَيَّح فَجَاءَ كَاهِن زِمِيل أبُونَا حَتَّى يُعَزِّيه فَعِنْدَمَا دَخَلِتْ الطِّفْلَة فَمِسِك أبُونَا الزَّائِر هذِهِ الطِّفْلَة وَحَضَنْهَا وَانْهَار فِي البُكَاء فَإِذَا بِأبُونَا مِيخَائِيل هُوَ الَّذِي طَيِّبْ خَاطِر الكَاهِن وَقَالَ لَهُ إِنّ مَا حَدَث هُوَ أمر مِنْ الله وَإِرَادَتُه وَهُوَ فِي مَكَان جَمِيلٌ وَقَالَ لَهُ إِذَا كَانْ إِبْنُه سَافِر فِي بِعْثَة إِلَى أمْرِيكَا أفَلاَ كَانَ هذَا الكَاهِن يَأتِي لِتَهْنِئِة أبُونَا ؟فَالسَّمَاء أحْسَنْ مِنْ البِعْثَة وَلكِنْ أحْيَاناً الكَلاَم سَهْل وَلكِنْ التَّنْفِيذ يِخْتِلِفْ وَالمَوْقِفْ هُوَ الَّذِي يَخْتَبِر الإِنْسَان .
3- كَيْفَ أقْتَنِي التَّسْلِيم ؟
أ- حُبْ الله :-
الإِنْسَان يُحِبْ الله وَلاَبُدْ أنْ يَثِقٌ أنَّ الله يُحِبُّه وَأنّ الله لاَ يُؤذِيه أوْ يَضُرُّه .. فَالله لَيْسَ ضِد الإِنْسَان وَهُوَ الَّذِي يُعْطِينَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنَىً لِلتَّمَتُّع ( 1تي 6 : 17) فَإِذَا كَانَ الأب يُعْطِي أوْلاَدُه عَطَايَا جَيِّدَة فَكَمْ بِالأوْلَى الله ( مت 7 : 11) فَنَحْنُ أوْلاَدُه وَهُوَ الَّذِي يَرْعَانَا فَنَحْنُ مِلْك لَهُ وَمِنْ الأشْيَاء الصَّعْبَة أنْ يَجْعَل الإِنْسَان أُمورُه تَسِير عَلَى طَرِيقْتُه .
ب- الثِّقَة :-
الثِّقَة تَجْعَل الإِنْسَان يَتْرُك نَفْسُه لِشِئ وَعَلَى قَدْر مَا نِسَلِّمْ لِرَبِّنَا أُمور حَيَاتْنَا عَلَى قَدْر مَا نِجْبِرُه عَلَى الإِعْتِنَاء بِنَا وَعَلَى قَدْر مَا نَتَوَلَّى أُمور حَيَاتْنَا نِجْبِرُه عَلَى أنْ يَتَخَلَّى عَنَّا فَمَنْ الَّذِي يَقُودٌ حَيَاتَك أنْتَ أم الله ؟فَالله هُوَ الَّذِي يَقُودْنَا فِي مَوْكِبْ نُصْرَتِهِ ( 2كو 2 : 14) فَلاَبُدْ أنْ يَكُون الإِنْسَان عَنْدُه ثِقَة أنَّ الله قَدِير وَأنَّهُ صَانِعْ الخَيْرَات وَهُوَ الَّذِي دَبَّر الكُون وَصَنَعُه حَسَن فِي وَقْتِهِ أفَلاَ يَصْنَعْ كُلَّ شِئ فِي حَيَاتِي حَسَن فِي وَقْتِهِ حَتَّى إِذَا وُجِدَت شِدَّة أوْ أزْمَة فِي حَيَاة الإِنْسَان ؟فَنَحْنُ نَقُول فِي القُدَّاس ﴿ أُقَدِّمُ لَك يَا سَيِّدِي مَشُورَات حُرِّيَتِي ﴾ ( مَا يَقُولُه الكَاهِن قَبْل رُشُومَات الخُبْز فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) .
ج- الإِخْتِبَارٌ :-
فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش حَيَاتُه بِذِهْنُه يَشْعُر أنَّ حَيَاتُه لاَ تُوْجَدٌ فِيهَا سَلاَمٌ وَلكِنْ عِنْدَمَا يَتَذوَق التَّسْلِيمْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ أصْبَحٌ هَادِئ وَمُطْمَئِنْ فَالتَّسْلِيمْ حَيَاة إِخْتِبَارٌ وَلاَبُدْ أنْ يَخْتَبِر الإِنْسَان حَيَاة التَّسْلِيمْ كُلَّ يُوْم حَتَّى تَنْقِلُه مِنْ مَجْد إِلَى مَجْد فَيَقُول سَلَّمْنَا فَصِرْنَا نُحْمَل ( أع 27 : 15) وَمِنْ أكْثَر الأشْيَاء الَّتِي تُسَبِّبْ القَلَقٌ فِي حَيَاة الإِنْسَان رَغَبَاتُه الكَثِيرَة المُتَصَارِعَة وَطَلَبَاتُه وَعَدَم شَبَعُه وَلكِنْ عِنْدَمَا يَخْتَبِر حَيَاة التَّسْلِيمْ يَشْعُر بِالفَرَح وَالبَهْجَة وَيَشْعُر أنَّ الله هُوَ كِفَايْتُه وَشَبَعُه وَيَقُول لِتَكُنْ إِرَادِة الهَ فَأنَا أُرِيد الله فَقَطْ وَعِنْدَمَا يَتَذَكَّر الإِنْسَان حَيَاتُه وَيَخْتَبِر عِنَايِة الله بِهِ فَمِنْ الصَّعْب أنْ لاَ يُسَلِّمْ بَاقِي حَيَاتُه لله فَالَّذِي أعَانَ الإِنْسَان مُنْذُ حَدَاثَتِهِ هَلْ يَعْجَز عَنْ تَدْبِير بَعْض الأيَّام أوْ الإِحْتِيَاجَات ؟ فَهذِهِ الأُمور بِالنِّسْبَة لله تَافْهَة فَقَبْل الشُّرُوع فِي أي عَمَل أوْ أي مَوْقِفْ فِي حَيَاة الإِنْسَان لاَبُدْ أنْ يَكُون مَمْزُوج بِصَلاَة وَخُضُوع وَتَسْلِيمْ وَيَقْتَنِعْ بِإِرَادِة الله قَبْل أي أمر مَصِيرِي فِي حَيَاة الإِنْسَان لاَبُدْ أنْ يُسَلِّمْ الإِنْسَان هذَا الأمر لله فَالإِنْسَان يَخَافْ مِنْ إِرَادَتُه وَلكِنْ عِنْدَمَا يَضَعْ الأمر أمَام الله يَقُول لله أنَا أُرِيدْ إِرَادَتَك وَأنْ تَهْدِينِي وَيَمِينَك تُمْسِكْنِي أنَا أُرِيدْ أنْ أتَأكِّدْ أنَّ الأمر مِنَّك وَلِتَكُنْ إِرَادَتِي كَإِرَادَتَك فَالعِصْيَان هُوَ الّذِي أحْدَر الإِنْسَان مِنْ السَّمَاء إِلَى الأرْض وَخَطِيِّة أبُونَا آدَم فِي الأسَاس هِيَ العِصْيَان وَلكِنْ الشِئ الَّذِي يِرَجَعْنَا إِلَى الحَيَاة الفِرْدُوسِيَّة هِيَ حَيَاة الطَّاعَة وَالتَّسْلِيمْ وَعِنْدَمَا جَاءَ الله عَلَى الأرْض قَدَّم طَاعَة عِوَض العِصْيَان فَالله أطَاعَ حَتَّى مَوْت الصَّلِيب ( في 2 : 8 ) فَلاَبُدْ أنْ يَقُول الإِنْسَان لله حَاضِر وَيُكْثِر مِنْ الصَّلاَة وَيَحِيد إِرَادَتُه أي يَضَعْهَا جَانِباً فَلاَ تُزَل قَدَم الإِنْسَان لأِنَّ كُلَّ شِئ يُعْمَل بِإِرَادِة الله حَتَّى وَإِنْ كَانْ فِي مَظْهَر حَيَاتُه أتْعَاب فَحَيَاة السَيِّدَة العَذْرَاء فِيهَا أتْعَاب وَحَيَاة السَيِّد الْمَسِيح أيْضاً فِيهَا أتْعَاب وَلكِنْ مَا هِيَ فِكْرِة الإِنْسَان عَنْ الأتْعَاب ؟ فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش حَيَاة التَّسْلِيمْ يَعِيش فِي سَلاَمٌ حَتَّى إِنْ وُجِدَت الآلاَم وَالأتْعَاب وَالضِيقَات فَكُلَّ أمر أقُول لله أنَا عَبْدَك وَإِبْن أمَتَك ( مز 115 مِنْ مَزَامِير التَّاسِعَة ) وَأقُولْ لَهُ أيْضاً ﴿ أنَا أُخْضِعُ ذَاتِي دُونَ عِنَادٍ لأِصَابِعِكَ تُشَكِّلُ فِيَّ ﴾( مِنْ تَرْنِيمِة " أيُّهَا الفَّخَارِي الأعْظَمْ " ) رَبِّنَا يُعْطِينَا حَيَاة التَّسْلِيمْ وَيَرْفَعْنَا بِبَرَكِة السَيِّدَة العَذْرَاء وَيِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد إِلَى الأبَد آمِين.
بركات الصعود - عشية عيد الصعود
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين
عيد الصعود هو عيد رد الإنسان للسماء عيد ينال فيهِ الإنسان كرامته التى فقدها يقول القديس يوحنا ذهبىِ الفم إنّ الإنسان الذى عاش فى حضرة الله وكان يتمتّع بالوجود مع الله عندما أخطأ طُرد من حضرة الله وعندما طُرد أوقف الله كاروب بسيف نار مُتقلّب لحراسة طريق شجرة معرفة الخير والشر ومنع الإنسان من الفردوس الإنسان المطرود يفتح لهُ المسيح ليس طريق الفردوس بل السماء موضع الأقداس وعرش الله عندما طُرد الإنسان من الفردوس عاش فى الأرض مذلول وفى ضيق لأنّ الله قال لهُ أنت لا تستحق الأرض لذلك بعرق جبينك تأكُل خُبزك وتُنبت لك الأرض شوكاً وحسكاً الإنسان الذى لا يستحق سُكنى الأرض صار من مواطنى السماء المسيح أكمل التدبير بالقيامة وظلّ أربعين يوماً على الأرض ليُثبّت الكنيسة " وأراهم نفسهُ حياً ببراهين كثيرة " إعطونى لآكُل " " جسّونىِ " براهين كثيرة تُثبت أنّه حى كى يُثبّت الكنيسة ورقم أربعين يرمُز لما هو أرضىِ وسماوىِ 4 فى10 رقم أربعة يُشير لأركان الأرض الأربعة ورقم عشرة يُشير للسماء السيد المسيح ظلّ أربعين يوم ليجعل الأرض الأرضيّة أرض سماوية ويُحضرنا معهُ لأبيهِ لذلك عندما يفقد إنسان شخص عزيز عليهِ تقول لهُ الكنيسة إصنع لهُ تذكار الثالث والأربعين لماذا هذان التذكاران ؟ تقول الكنيسة :-
الثالث كى تشعُر أنّ هذا الشخص الذى توفّى لم يمُت بل قام فى اليوم الثالث مع المسيح.
والأربعين كى تتذكّر الصعود وكأنّ هذا المُتوفّى أخذ مجد سماوىِ وإشترك مع المسيح فى صعوده.
قال السيد المسيح " أنا ذاهب لأعُد لكم مكان " ذهب كسابق ليعُدّ لنا مكان فى سفر التكوين فى قصة يوسف الصدّيق الذي أهُين وأذُل وطُرد وسُجن وأخيراً رفعهُ الله وأقامهُ رئيساً على أرض مِصر كُلّها وعندما جاء إخوته لهُ ليأخذوا القمح عرّفهم وقال لهُم" تعالوا إصعدوا إلى مِصر وأمكثوا معىِ ولا تحزنوا على أساسكُم لأنّ خيرات جميع أرض مِصر هى لكُم " دائماً يُقال عن مِصر إنزلوا وليس إصعدوا لأنّ مِصر مُنخفضة عن أورشليم لكن يوسف هُنا قال لهُم إصعدوا ولا تحزنوا على أساسكُم أى بيوتكُم هاتوا أبيكُم وتعالوا وأعطاهُم فى الطريق شيئان زاد وحُلى وثياب فى مِصر أخونا الذى أؤتمن على الخيرات أى المسيح لذلك قال للمجدليّة " إذهبىِ وإعلمىِ إخوتىِ " المسيح أخونا كسابق صعد من أجلنا لم يرض أن يكون فى مجد سماوى ونحن فى الأرض القفر وجدنا مُتمسكين بالأرض فقال لنا لا تحزنوا على الأساس لأنّ جميع خيرات مِصر هى لكُم أنا ذهبت لأعُد لكم خيرات فلا تضعوا قلوبكُم على الأرض وخيرها لتكُن قلوبكُم على خيرات السماء لا يمُكن أن يكون يوسف فىِ مِصر بخيرها وإخوّته فى قفر لذلك يقول إنجيل قُدّاس اليوم " يو 17 " أخر إنجيل قبل الصعود " العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملتهُ والآن مجدّنىِ بالمجد الذى لى قبل إنشاء العالم " صورة الإنسان الذى أهُين من قبل قد إنتهت والآن مجدّنى بالمجد الذى كان لى فهل يتمجدّ هو ويترُكنا نحن فى الشقاء لا هو يقول تعالوا معىِ لا تحزنوا على الأساس على التُراب لأنّ جميع خيرات مِصر هى لكُم لكن نحنُ يارب فى رحلة غُربة حتى نأتى إليك يقول لنا لا تخافوا سأعُطيكم ضمان الرحلة سأعُطيكم زاد وثياب وحُلى الزاد هو خُبز الحياة والثياب والحُلى هُما عطايا الروح القُدس نحنُ كُلّنا أخذنا الزاد والُحلى والثياب نحنُ كُلّنا أخذنا عربون الروح فى المعمودية ونُحاول دائماً أن نُراجع نقاوة الثياب ونُجدّد روحهُ كما نطلُب فى الصلاة " روحك القدّوس جدّده فى أحشائنا " أعطانا الله هُنا فى رحلة غُربتنا زاد أى خُبز الحياة لئلاّ نخور فى الطريق لأنّ الطريق كُلّه تعب أحد الآباء يقول أنّه طريق لصوص والثياب والحُلى رمز للروح القُدس لذلك عيد الصعود هو عيد مجدنا عيد تمام عمل فداء المسيح فى العهد القديم رئيس الكهنة فى يوم الكفّارة كان يذبح ثور تكفير عن خطايا الشعب ثم يقول الله ليس بعد فيأخُذ رئيس الكهنة من دم الثور فى إناء ويدخُل قُدس الأقدّاس وينضخ بالدم على التابوت وبذلك يتم التكفير ما حدث فى الصليب أنّ المسيح أتّم التكفير لأنّه ذبُح لأجلنا وفى الصعود ترآى للآب بدم نفسهِ لم يدخُل قُدس الأقداس بإناء بهِ دم ثور لكنّه دخل بجراحات نفسهِ فوجد فِداء أبدىِ فإذا كان دم الخروف أو الثور يغفر لكُم فكم يكون دم الإبن الأزلى فإذا كان الصليب هو عمل الفِداء والصليب غلب الموت فالصعود يُتمّم الكفارة لذلك نقول لهُ اليوم فتحت لنا طريق الأقداس وأصبحنا من سُكان السماء الأب الكاهن فى القُداس يقول " أين هى قلوبكُم " نُجيبهُ ونقول " هى عِند الرب " قلوبنا فوق عِندما رأى أخوة يوسف مجدهُ فرحوا وجمعوا حاجاتهُم ليذهبوا إليهِ أيضاً نحنُ نجمع ما نحتاج لهُ فى ذِهابنا لأخونا نجمع إشتياقات للسماء الصعود أزاد إشتياقاتنا للسماء مثال لذلك شخص جاءته هِجرة لدولة أوروبيّة لن يذهب بأسُرته مُباشرةً لهذه الدولة لكنّه أولاً يذهب وحدهُ ويرى المكان ويُعدّ لأسُرته المسكن المُناسب والمدارس التى تُناسب أولاده ثم يُرسل لأسُرته لتحضر عنده فى المكان الذى أعدّه لهُم هذه الأسُرة تتعامل مع مِصر على أنّها فترة مؤقتّة حتى تذهب لرب الأسُرة هذا ما حدث معنا هو ذهب ليُعدّ لنا مكان فى السماء والكنيسة تفطمنا عن مجد العالم وتُزيد إشتياقنا للسماء لأنّنا مُهاجرين وتُقدّسنا بالصعود ولذلك أيضاً فى سفر التكوين فى قصة أبينا إبراهيم قال لهُ الله " نسلك سيُذّل فى الأرض رُبعمائة سنة ثم يخرُجون بأملاك جزيلة " بولس الرسول يقول أنّ " نسلك " تعنىِ واحد وإن كان يقصد عدد كبير كان يقول أنا لك لكن نسلك أى واحد أى المسيح نسلك سيظلّ فى الأرض 400 سنة ثم يخرُج بأملاك جزيلة السيد المسيح مُنذ ولُد وهو مذلول ومُهان ومُضطهد ويُفترى عليه وعاش على الأرض 400 شهر لأنّ عمُره عند الصلب كان ثلاثة وثلاثون سنة وثُلث أى 33 فى 12 = 396 شهر والثُلث حوالى 4 شهور إذاً عُمره كان 400 شهر أى أنّ المسيح نسل إبراهيم سيعيش على الأرض 400 شهر يُهان ويُذل ويُشتم ثم يخرُج بأملاك جزيلة ذهب وفِضة وحُلى وزاد هذه الأملاك خرج بها بنىِ إسرائيل من أرض مِصر وعملوا منها خيمة الإجتماع هذا هو المسيح الذى خرج من الأرض بأملاك كثيرة التى هى نفوس المؤمنين والصدّيقين الذين أرضوه مُنذ البدء الذين كانوا فى الجحيم لذلك يقول القُدّاس" رفع قديسيهِ إلى العُلا وأعطاهُم قُربان لأبيهِ " هؤلاء هُم أملاكُه الجزيلة نفوس الصدّيقين أعطاهُم قُربان لأبيهِ لذلك الذين خرجوا من مِصر بنوا بهِ المسكن والمسكن هو نحنُ كما قال بولس الرسول الأملاك الجزيلة هى الخيرات التى رفعها للآب بالصعود أى نحن الصعود يعرّفك أنّك فى حِضن الآب مُنذ الآن يعرّفك مكانك كى تشتاق لهُ كإنسان أثناء دراستهُ الثانوية يزور كُلية من كُليات القمة ويقولون لهُ إن إجتهدت ستدخُل هذه الكُلية نحنُ مع المسيح وكما يقول الكِتاب " أقامنا معهُ وأجلسنا معهُ فى السماويات " هذه هى رسالة المسيح لنا فى حياتنا لذلك نقول لهُ فى القُداس " أصعدت باكورتى إلى السماء " المسيح هو أخونا البكر وأجمل ما ينوب عن الخليقه فى المسيح تقدّسنا كُلّنا وعندما تقدّم للآب تقدّمنا معهُ وفيهِ من الأعياد فى العهد القديم عيد إسمهُ " عيد الباكوره " وهو عندما تظهر تباشير المحصول فى الحقول يفرح صاحب الأرض فيأخُذها الإنسان اليهودىِ ويُقدّمها للهيكل فيأخُذها الكاهن ويُصلّى صلاة الترديد ويرفعها للسماء ثلاثة مرات وهو يُسبّح ويشكُر الله أساس كُل الخيرات الذىِ يُعطى الأرض خيراتها وكأنّ الشخص الذىِ يُقدّم أول قطفة من أرضهِ أى حِزمة الباكورة هذه كأنّه قدّم لله أرضه كُلّها لأنّ الباكورة لها زهوة مُختلفة لذلك عندما يُقدّمها لله يُعتبر كأنّه قدّم الأرض كُلّها هذه الحِزمة تُشير للمسيح بِكر الخليقة وثمرها وأجمل ما فيها وعندما قبلهُ الآب كأنّه قبل الحقل كُلّه أى الكنيسة المسيح أراد أن يعيش معنا نفس الحقل وقدّم نفسهُ باكورة عن الحقل كُلّه وكأنّه قدّم الحقل كُلّه للآب لو إكتشف الإنسان مكانته عِند الله ما كان قد أهان نفسهُ بالخطايا وما كان قد ضيّع مكانه فى السماءالمسيح الذى صِعد ليترآى أمام الآب بجراحات نفسهِ لُيتّمم لنا الفِداء ويُصعدنا معهُ وفيهِ للآب يُفرّح قلوبنا دائماً ويُزيد إشتياقاتنا للسماء موطننا الأصلىِ ويُثبتنّا فيهِ ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.
شروط استعلان القيامة _ ليلة القيامة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين
يقول بولس الرسول " لأعرفه وقوة قيامته وشِركة آلامه مُتشبّهاً بموتهِ " بولس الرسول لم يُعاين القيامة وهو فى الإيمان لم يكُن قد آمن أثناء القيامة لكنّه يحكى لنا عن مجموعة رأت وعاينت القيامة وعاشتها فقال " أنّه ظهر لصِفا ثم للأثنى عشر وبعد ذلك دُفعة واحدة لأكثر من خُمسُمائة أخ أكثرهُم باقٍ إلى الآن ولكن بعضُهم رقدوا ثم بعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرُسل أجمعين وآخر الكُل كأنّه للسقط ظهر لى أنا " ] 1 كو 15 : 5 – 8 [ هُنا بولس الرسول يقول لنا كيف يرى الإنسان المسيح وكيف نُعاين القيامة وكيف وإن كُنت لا أحيا زمنها إلاّ إنّ زمنها لا ينتهى لأنّ قيامتهُ أبديّة كيف أقول كما قال بولس ظهر لى أنا أيضاً ؟
عندما كان المسيح مُتجسّد على الأرض كان أى إنسان يستطيع أن يراه يبحث عنّه ويذهب لهُ حيثُما وُجد حتى من كانوا ضده كانوا يستطيعون أن يروه لكن بعد القيامة ليس أى إنسان يراه هو قال وأنا على الأرض أحيا يستطيع أى إنسان أن يرانى لكن بعد القيامة إختار من أعُلن لهُ نفسى فهل أنا ممّن إخترتهُم ليُعاينوك يارب ؟؟ لذلك كى نُدرك القيامة ونُعاينها لابُد من عدّة شروط تتوّفر فينا
شروط مُعاينة القيامة :-
1- شِركة الآلام أول من رأى القيامة هُم من ذهبوا معهُ حتى الصليب المجدليّة ويوحنا الحبيب.
2- أصحاب الإشتياق والإجتهاد أصحاب الجديّة والنشاط الروحى مثل المجدليّة.
3- أصحاب الإيمان القيامة تُستوعب بدرجة من درجات الإيمان.
4/ معرفة الكُتب.
1- شِركة الآلام:-
غير مُمكن أن يُعلن الله نفسهُ فى قيامتهِ لنفس لم تُشاركهُ آلامهُ ولا تؤمن بصليبهُ أو لنفس تحيا فى راحة وترفض الألم شرط التمتّع بالقيامة أن نُشاركة آلامه أرُيد أن أرى الرب وأتمتّع بقيامتهِ نقول لك شاركهُ آلامهُ كُل واحد فينا الآن معروض عليه شِركة الآلام فكثيرين مُتألمين ومُضطهدين وحزانى و" إن كُنت تتألّم معهُ فستتمجّد أيضاً معهُ " ولنرى مريم المجدليّة لها شِركة الآلام وتبعت المسيح حتى الصليب ورأتهُ القديس يوحنا الحبيب كان معهُ فى كُل مُحاكماتهُ وحتى الجلد ورأه وهو مُعلّق على الصليب الذى يتبع يسوع حتى جثسيمانى والجُلجُثة لهُ إستحقاق القيامة المسيح يُعلن نفسهُ للنِفوس المُستعدّه والمُستحِقة لشِركة الآلام لذلك عندما نتذكّر خروف الفِصح قديماً قال لهُم الله أنّه لابُد أن يُشوى بالنار أى لابُد أن تذوق المسيح المُتألّم وتتعرّف على المسيح المُتألّم من أجلك لذلك الذى لا يفتخر ولا يؤمن بصليبه لا يستحق أن يكون مسيحياً آلام يسوع تُسمّيها الكنيسة آلام مُشفية و مُحييّة فإن رفضت الألم فى حياتك لن تُعاين بهجة القيامة إحِتمل آلامك بشُكر وإتبعهُ حتى جثسيمانى والجُلجُثة ومُحاكماتهُ ولا تترُكه حتى تطمئن أنّهُم أنزلوه من على الصليب ووضعوه فى القبر هكذا تفعل الكنيسة فى إسبوع الآلام تسير معهُ خطوة خطوة مُنذ دخولهُ أورشليم وحتى صلبهِ ودفنهِ تُشاركهُ ثم تقول لا يليق أن يكون المسيح فى القبر ونحنُ نِيام لذلك تقول لك تعال وإسهر هذه الليلة فى الكنيسة وشاركهُ آلامه.
2- أصحاب الإشتياق و الإجتهاد:-
مثل المجدليّة كان إشتياقها وإجتهادها عالى جداً يوحنا الحبيب بُطرس كُلّهُم أصحاب إشتياق المجدليّة ذهبت للقبر والظلام باقٍ رغم أنّها إمرأة لم تخف الحُراّس ولا الظلام النفوس التى لها إشتياق عالى لا تُبالى الصِعاب ولا حُرّاس الليل ولا حتى طبيعتها هذه النفوس يقول عنها الله أنّه يدخُلها ويصنع منها منزل أى يسكُن فيها القيامة تُعلن لقلب مُشتاق كالمجدليّة التى سهرت الليل كُلّه تُعدّ الحِنوط والطيب وتقول نعم هو مات أمام الناس لكنّه لم يمُت فى قلبى لذلك إستحقت أن تكون أول من إستعلن الله لهُم القيامة وتكون هى مُبشرّة القيامة فهل تُريد أن ترى وتُعاين القيامة ؟ قُم والظلام باقٍ الناس نائمة لكن قلبك مُستيقظ كما يقول داود النبى " بالليل تُنذرنى كليتاى " قلب مُشتاق " سبقت عيناى وقت السِحر " قبل أن يُضىء النهار أنا أقوم هذه نِفوس تنال الباكورة وتستحق إعلان القيامة النفوس التى تسأل بإجتهاد " قُل لى أين وضعتهُ وأنا آتى وآخُذه "يا مريم أنتِ إمرأة كيف تحملين جسد ميت ؟ وماذا يقول عنكِ الناس ؟ تُجيبنا مريم المجدليّة أنا لا أحتمل أن أكون بدونهِ النفس التى تبحث بإجتهاد وبكُل أمانة عن يسوع وتُريد أن تراه يُعلن لها القيامة قد يكون المسيح بجانبك فى مسكين فى مُحتاج فى خِدمة لكنّك لا تراه لأنّ القلب غير مُشتاق و لا يجتهد فى البحث عنّه يقول الآباء " إتعب فى البحث عنّه كى تراه "" لأنّه ليس بعيد عنك ذاك الذى تُريد أن تراه " كُن أمين ومُجتهد وأنت تراه يقول إنجيل القيامة عن بُطرس ويوحنا " وكانا يركُضان معاً " أى يجريان00سرعة ونشاط وإجتهاد أكثر شىء يحجب الله عنّا هو الكسل المجدليّة لم تنتظر طلع النهار بل والظلام باقٍ والذى منعها أنّ أبواب المدينة كانت مُغلقة فإنتظرت حتى فُتحت وكانت أول الخارجين من المدينة نشاط وإجتهاد تخلّص من التراخى وكُن من أصحاب الخروج والظلام باقٍ" الذين يُبكرّون إلىّ يجدوننى" إن تعبت من أجلهُ لن ينسى هو تعبك المجدليّة سهرت تُعدّ الحِنوط بنشاط هذا الإجتهاد جعلها مُبشرّة للرُسل بالقيامة لأنّ الله ليس عنده رُتب ومراكز بل يتعامل معنا حسب إشتياقاتنا النفِوس التى تعبت الليل كُلّه ولم تصطد شيئاً أعلن نفسهُ لها عند بحر طبريّة عندما تسهر على الإنجيل أو تُصلّى وتتعب الليل كُلّه من أجل الله لا يترُكك دون إصطياد حتى ولو فى الهزيع الرابع قِف للصلاة ولو وقت قليل لكن بإشتياق قد نقول أنّ هذه الأيام صعبة أو صحتى ضعيفة يقول لك الآباء " إنّ الله يعلم إشتياقات القلب ويُكملّ النقائص " الله يعلم كُل ضعفاتىِ ويعلم إشتياقاتىِ ويُكملّ نقائصىِ لأنّه وقت قليل بإشتياقات يُثمر أكثر من وقت كثير بقلب بطىء فمن أين الإشتياقات ؟ نقول من الحُب الكثير الذى أحبّ كثيراً يُغفر لهُ كثيراً الذى تذّوق إحتمال الله لهُ وخلاص الله وعطاياه يُحب كثيراً عندما تُدرك إحسانات الله يزداد إشتياقك وكما قال فى المثل إثنان على الواحد خُمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون وسامحهُما الدائن فمن منهُما يُحبه أكثر ؟ بالطبع الذى سامحهُ بالأكثر عندما تُدرك كم احبكّ الله وغفر لك وبذل نفسهُ لأجلك سيتحرّك قلبك بحُب غير عادىِ عندما تشعر أنّ الله نسى خطاياك وجعلها كنهر يعبُر وطرحها فى بحر النسيان ومحى الصك المكتوب عليك ستحبّه أكثر وتشتاق لهُ أكثر فى العصر الرومانى كانوا يكتبون علّة كُل مُذنب على باب زنزانتهُ ماهو جُرمهُ الذى يُعاقب عليه هذا هو الصك ويُقال أنّ كُل واحد منّا كان لهُ صك على سجنهِ جاء المسيح ومحى الصك الذى علينا وفدانا فكم نُحبّه ؟
3- أصحاب الإيمان :-
يقول الكتاب عن يوحنا الحبيب أنّه " رأى وآمن " الإيمان كيف أنال إستحقاق إعلان القيامة ؟ بالإيمان إيمان أنّ المسيح قام وغلب الموت" عالمين أنّ الذى أقام يسوع سيُقيمنا نحنُ أيضاً معهُ " وتكلّم الآباء عن درجات الإيمان بالقيامة فقالوا :-
الدرجة الأولى العذراء التى يذكُرها الإنجيل فى أحداث القيامة لأنّ لها إيمان قوى بالقيامة ولم تكُن تحتاج لأنّ ترى دلائل عليها ويقول الآباء أنّه بالتأكيد أعلن الله لها القيامة بطريقة خاصة جداً.
الدرجة الثانية يوحنا الحبيب الذى رأى وآمن.
الدرجة الثالثة مريم المجدليّة التى رأت وشكّت فعادت مرّة أخُرى لترى.
الدرجة الرابعةبُطرس الذى رأى ومضى مُتعجّب مما كان أى غير قادر على أخذ قرار بالتصديق أو الرفض.
الدرجة الخامسة الإثنى عشر تلميذ الذين لم يذهبوا للقبر ليروا فأتى يسوع حتى عندهُم ليُريهم ذاته فرأوه وآمنوا. الدرجة السادسة توما وهو درجة إيمان بطيئة جداً لأنّه أراد أن يرى ويلمس كى يؤمن.
القيامة تحتاج درجة من الإيمان ففى أى درجة من هؤلاء أنت تحيا ؟ كُل الأمور الروحيّة تحتاج للإيمان كى تتمتّع بها " الذى مات لأجل خطايانا وقام لأجل تبريرنا "إذا لم تؤمن بذلك لن تتمتّع بغُفران خطاياك ولا ببرّه ليكُن لك إيمان أنّه قادر أن يغفر وأنّه ظهر لك أيضاً إن كُنت ضعيف الإيمان رقّىِ نفسك من توما إلى الإثنى عشر تلميذ إلى لو لم يكُن لك إيمان بالأبديّة ستحيا حياة وقتيّة لو لم يكُن لك إيمان بالروح القُدس ستكون حياتك مهزوزه لذلك الكنيسة جعلت الأمور الروحيّة أسرار أى بعمل الروح القُدس إنسان يُصلّى وآخر أيضاً يُصلّى إنسان يتناول وآخر يتناول إنسان يعترف وآخر يعترف الفرق بين الواحد والآخر فى كُل هذا هو الفرق فى درجة الإيمان التى تجعل تمتّع الإنسان بالله يختلف عن الآخر.
4- معرفة الكُتب:-
الذى يجعل إيمان التلاميذ بطىء هو عدم معرفتهم بالكُتب كما قال المسيح لتلميذى عمواس " أيُها الغبيان والبطيئا القلوب فى الإيمان بجميع ما تكلّم بهِ الأنبياء أما كان ينبغى أنّ المسيح يتألّم بهذا ويدخُل إلى مجدهِ ثم إبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يُفسّر لهُما الأمور المُختصّة بهِ فى جميع الكُتب " ما الذى يجعلنى لا أحيا القيامة ؟ إنىِ لا أعرف الكُتب ولا أعرف أنّه دبرّ لخلاصىِ ولصليبهُ مُنذ آدم ولنرى النبوات العجيبة فى الكتاب من نبّوة نسل المرأة يسحق رأس الحيّة ثم نوح والطوفان وأعطاه علامة للنجاه ثم يتكلّم عن يونان والثلاثة أيام التى قضاها فى جوف الحوت و فى سفر هوشع يقول " وبعد ثلاثة أيام يُحيينا " هذا إعلان للقيامة القلب الشغوف بالكتاب يُعلن لهُ الله القيامة ويحياها ويُصدّقها المسيح مخفى فى الكُتب ويُريد أن يُعلن نفسهُ لك من خلاله إفتح قلبك للكتاب وكُن أنت إنجيل والإنجيل أنت وسطرّه على قلبك عِتاب يسوع كان صعب " لم تعرفوا بعد الكُتب " كيف يا الله تُعطينا الكتاب ونحنُ لا نستوعبهُ جيداً ؟ إذا إستوعبت الكُتب ستُعلن لك القيامة فى ذبيحة التطهير للأبرص الذى كان فى نظر الشريعة دنس وممقوت جداً ويشعرون بغضب الله عليه حتى أنّهم لا يرونّه حتى بعيونهم فكان يُغطى وجهه ويعلن لمن لم ينتبه أنّه أبرص فكانوا يأتون بعصفوران يُذبح واحد ويُرش دمهُ على الآخر ويُطلق الآخر إشارة للموت والقيامة أيضاً فى ذبيحة تيس عزازين يُذبح تيس ويُطلق الآخر إلى بريّة عزازين والذى يُذبح توضع عليهِ قطعة نسيج حمراء والذى يُطلق عندما يصل إلى بريّة عزازين تبيض قطعة النسيج الحمراء إعلان عن الغُفران وبعد الصلب لم تعُد قطعة النسيج تبيض إعلان عن إنتهاء الرمز وأنّ المسيح جاء بنفسهِ ليغفر ويفدىِ إعرف الكُتب عندما تعرف الإنجيل يستنير قلبك بمعرفة الله ليت الله الذى أعلن نفسهُ لبولس الرسول بعد عشرين سنة من قيامتهِ يُعلن نفسهُ لنا لأنّ إعلان نفسهُ دائم لمن يشتاق ولهُ إيمان بهِ ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.