العظات
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج5
الإِصحاحُ الْحَادِي عَشَرَ :-
بدأت إِنتصارات شاوُل الملِك وَكان شاوُل لَمْ يُمارِس العمل الملُوكِى أىّ مازال يحيا فِى الحقل وَلَمْ ينتقِل النقلة الكبِيرة الَّتِى سمح بِها لهُ الله أنْ يكُون ملِكَ فَجاء نَاحَاشُ العمُّونِى وَهُوَ ضِد شعب الله وَنزل إِلَى يابِيِش جلعاد وَحاصرها وَذلّ شعبها وَقال لِيستعبِدهُمْ طول الأيَّام ، وَقالُوا لهُ ندخُل معك فِى عهد وَنُستبعد لَكَ ، فَطلب مِنهُمْ طلب عجِيب لِكى يدخُل معهُمْ فِى عهد طلب أنّ كُلّ إِنسان مِنهُمْ تُقوّر لهُ عينه اليُمنى علامِة العبُوديَّة لهُ طول الأيَّام فَخَافَ أهل يابِيِش جلعاد وَطلبُوا فُرصة لِلتفكِير وَأخذ المشُورة فِى سِبط يشُوع نجِد أنّ سبطىّ رآوبِين وَجاد وَنِصف سِبط مِنسّى أرادوا أنْ يحيوا شرق الأردُن وَلَمْ يأخُذوا مِيراث فِى كنعان الحقِيقيَّة هذِهِ هى منطِقة يابِيِش جلعاد وَهذا إِشارة لِلنِفُوس الَّتِى لاَ تُرِيد أنْ تُكمِل المسِيرة أىّ لاَ ترغب فِى الجِهاد الرُّوحِى ، أوْ تصِل لِدرجة مُعيّنة وَتقِف ، هذِهِ هى يابِيِش جلعاد الَّتِى تكُون مُعرّضة لِناحاش العمُّونِى " نَحَاش " أىّ " جِنْسَ " إِشارة لِعدو الخير الَّذِى يُحِبُّ تملُّك النِفُوس الَّتِى ترفُض الجِهاد ، وَيذِل النِفُوس الَّتِى لاَ تُحِبُّ الإِستمرار فِى الجِهاد وَكثِيراً ما نكُون مِنْ هذِهِ النوعيَّة وَنسِير لِفِترة وَنقِف ، فِى حِين أنّ خيرات كثِيرة تنتظرنا لكِنّنا لاَ نُثابِر ، وَفِى هذِهِ الحالة يذِلّنا ناحاش العمُّونِى وَيُقّوِر لنا العين اليُمنى الَّتِى تعنِى فقد البصِيرة الرُّوحيَّة فَهَلَ يوجد أخطر مِنْ حالِة إِنسان لهُ أعيُن وَ لاَ يُبصِر ؟ الأعمى رُوحياً هُوَ الَّذِى لاَ يرى خطاياه وَيقُول عنهُ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول [أعمى قَصِيرُ البصرِ قَدْ نسِيَ تطهِير خطاياهُ السالِفة ] ( 2 بط 1 : 9 ) ، هذا هُوَ الأعمى ، نَاحَاشُ العمُّونِى يُرِيد أنْ يعمل فِينا علامة وَهى أنْ يعمِينا وَيفقِدنا البصِيرة النِفُوس الَّتى لاَ ترى مجد الأبديَّة وَ لاَ تُحِبُّ أنْ ترى مجد الله هى نِفُوس قوّر لها ناحاش عينها ،فِى الفن القبطِى تُرسم صُورة العشاء الأخِير وَبِها يهُوذا بِعينٍ واحِدةٍ وَفِى جانِب وحدهُ ،عكس باقِى الرُسُل لأِنّ نَاحَاش العمُّونِى قوّر لهُ عينه اليُمنى ، هذا هُوَ المجد الَّذِى يسلِبهُ مِنّا عدو الخير قالُوا لهُ [ إِقطع لنا عهداً فَنُستعبدَ لَكَ ] ، إِشارة لِلضعف00النَفْسَ الَّتِى لاَ تُحِبُّ الجِهاد وَإِكتفت وَأرادت أنْ تسكُن شرق الأردُن مُعرّضة لِحربٍ شرِسة ، لِذلِكَ ينصحنا الآباء ألاّ نقِف بَلْ نُسابِق وَنُجاهِد [ لَمْ تُقاوِموا بعدُ حَتَّى الدَّمِ مُجاهِدِينَ ضِدَّ الخطيَّةِ ] ( عب 12 : 4 ) ، إِستمرار [ النَفْسَ متى أهملت حياة الفضِيلة جذبتها الأمور المُضادّة رغمٍ عنها ] ،النَفْسَ الَّتِى تُهمِل الفضِيلة نَاحَاش يقوى عليها وَيُسيِطِر ، تقوِير العين اليُمنى مذلَّة لِذلِكَ الَّذِى يحيا مَعَْ الله يُوصف بِالإِستنارة [ مُستنِيرةً عيُونُ أذهانِكُمْ ] ( أف 1 : 18 ) ،وَيُقال [ الحكِيمُ عيناهُ فِى رأسِهِ ] ( جا 2 : 14 ) ، أمَّا النَفْسَ المسبيَّة بِالخطايا لاَ ترى وَالشيطان ينصِب لها فِخاخ وَهى تذهب لهُ بِنَفْسِها ، لِذلِكَ يُقال[ باطِل أنْ يُنصب فخ أمام عينىّ كُلّ ذِى جِناح ] ، الَّذِى لهُ جِناح يطِير مِنْ الفِخاخ ،نحنُ لنا أجنِحة الرُّوح وَعيُون مُستنِيرة ، لِذلِكَ كُلّ فخ يُنصب لنا باطِل عِندما قال شعب يابِيِش لِناحاش أعطِنا فُرصة سبعة أيَّامٍ نستشِير مُشِيرِين تركهُمْ سبعة أيَّامٍ ، إِذا كان يخافهُمْ ناحاش مَا كان يترُكهُمْ سبعة أيَّامٍ لكِنّهُ كان يستهِين وَيستخِف بِهُمْ لِذلِكَ تركهُمْ [ أُترُكنا سبعة أيَّامٍ فَنُرسِلَ رُسُلاً إِلَى جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ فَإِنْ لَمْ يُوجد مَنْ يُخَلِّصُنَا نخرُج إِليكَ ] ، إِذا لَمْ نجِد مَنْ يُخَلِّصُنَا نأتِى إِليك وَنقُول لَكَ نُستعبدُ لَكَ وَتُقّور عِيوننا ذُل فَجَاء الرُسُل إِلَى شاُول [ وَتَكَلَّمُوا بِهذا الكلامِ فِي آذانِ الشَّعْبِ فَرَفَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أصواتهُمْ وَبَكَوْا وَإِذا بِشاوُلَ آتٍ وَرَاءَ البقرِ مِنَ الحقْلِ ] ، أوِل مُهِمة حقِيقيَّة تُقابِل شاوُل وَهُوَ مَلِكَ وَكان لاَ يزال يحيا حياته القدِيمة فِى الحقل وَلَمَّا قالُوا لهُ هذا الكلام حمى غضبه جِدّاً وَأتى بِفدَّان بقرٍ وَقطَّعهُ وَأرسل قِطعهُ لِتُخُوم إِسرائِيل وَقَالَ [ مَنْ لاَ يخرُجُ وراء شاوُلَ وَوَرَاء صَمُوئِيل فَهكذا يُفعلُ بِبقرِهِ ] ، أىّ يقطع بقرهُ [ فَوَقَعَ رُعبُ الرَّبِّ عَلَى الشَّعْبِ فَخَرجُوا كرَجُلٍ وَاحِدٍ ] ، عاشُوا الوِحدة وَالرُعب فَتوّحدوا وَذهبوا لِشاوُل وَإِبتدأ يعدِّهُمْ وَوجدهُمْ 300000 رجُل مِنْ إِسرائِيل وَ30000 رجُل مِنْ يهُوذا وَقَالَ لهُمْ إِذهبُوا إِلَى أهل يابِيِش جلعاد وَقُولُوا لهُمْ[ غداً عِندمَا تحمى الشَّمْسُ يَكُونُ لَكُمْ خَلاَصٌ ] ، وعد بِالإِيمان أنّهُ غداً قبل أنْ تحمى الشَّمس يكُون خلاص وَيجِب أنْ يكُون هذا الإِيمان هُوَ إِيمان النِفُوس المؤمِنة بِعمل الله أجمل شيئ أنْ نُصّدِق المواعِيد قبل تحقِيقها وَليس بعد شاوُل كان لهُ إِيمان شدِيد وَقوِى أنّهُ غداً عِندما تحمى الشَّمس يكُون خلاص هل لنا مواقِف مَعَْ الله يظهر فِيها إِيماننا بِمِثل هذِهِ الدرجة أنّ الله سيعمل سيعمل [ أتى الرُّسُلُ وَأخبرُوا أهل يابِيِش فَفَرِحُوا ] ، بعض الترجمات تقُول " آمنوا " وَهى كلِمة أفضل سمعُوا الرِسالة إِبتدأ نَاحَاش العمُّونِى يُرسِل رُسُل لأهل يابِيِش يقُول لهُمْ غداً سنأتِى إِليكُمْ وَلَمْ يظهر أهل يابِيِش أنّ داخِلهُمْ السَّلام الَّذِى شعروا بِهِ وَالغلبة الَّتِى قالُوا لهُمْ عنها إِسرائِيل فَقَالُوا لِناحاش تعالوا غداً وَالله يفعل ما فِيهِ الخير[ وَكَانَ فِي الغدِ أنَّ شاوُل جعل الشَّعب ثلاثَ فِرَقٍ وَدخلُوا فِي وسطِ المحلَّةِ عِندَ سَحَرِ الصُّبحِ وَضربُوا العمُّونِيّينَ حَتَّى حَمِيَ النَّهارُ ] شاوُل معهُ 330000 رجُل قسّمهُمْ إِلَى ثلاث فِرق هجموا مِنْ ثلاث جِهاتٍ على جيش ناحاش وَغلبُوهُمْ حَتَّى قِيل[ وَالَّذِينَ بقُوا تَشَتَّتُوا حَتَّى لَمْ يبقَ مِنهُمْ إِثنانِ مَعاً ] ، لَمْ يبق مِنهُمْ إِثنانِ معاً ، خافُوا وَتشتَّتُوا كُلّ واحِدٍ مِنهُمْ فِى طريقِهِ مُبارك أنت ياربّ عِندما تُحِبُّ أنْ تُمّجِد أولادك وَتنصُرهُمْ تكُون مُرعِب لإِعدائِهِمْ وَأعدائك فَتفنِيهُمْ وَتُشتَّتهُمْ ، رُعب لِدرجِة أنّهُ لَمْ يوجد إِثنان معاً جبرُوت خلاص يمِين الرَّبِّ وَلِنُقِيم مُقارنة بين نَاحَاش العمُّونِىُّ بِجيشِهِ الَّذِى لَمْ يبقى مِنهُ إِثنانِ معاً وَجيش شعب الله ألـ 330000 الَّذِين خرجُوا كرجُلٍ واحِد مَا أروع الكنِيسة فِى وحدِتها وَوِحدة قلُوب المؤمِنين الَّتى دائِماً الكنِيسة تُركِّز عليها يكُونُ لنا وحدانيَّة القلب ، لنا طِلبة واحِدة وَإِشتياق واحِد وَراعِى واحِد وَإِنجِيل واحِد وَهدف واحِد وَسؤال وَاحِد وَ [ خِرافِي تسمعُ صوتِي وَأنَا أعرِفُهَا فَتتبعُنِي ]( يو 10 : 27 ) [ وَقَالَ الشَّعْبُ لِصَمُوئِيلَ مَنْ هُمْ الَّذِينَ يقُولُون هَلْ شاوُلُ يملِكُ علينا0 إِيتُوا بِالرِّجالِ فَنقتُلهُمْ ] ، بدأ الشَّعْب يتوّحد وَقالُوا مَنَ هُمْ الَّذِين رفضُوا شاوُل وَرفضُوا تقدِيم هدايا لهُ ؟ هؤلاء هُمْ بنِى بلِيعال هاتُوا كُلّ هؤلاء الرِجال فَنقتُلهُمْ أخذُوا رأى شاوُل [ فَقَالَ شاوُلُ لاَ يُقتلْ أحد فِي هذا اليومِ لإِنّهُ فِي هذا اليومِ صنعَ الرَّبُّ خلاصاً فِي إِسْرَائِيلَ ] ، شاوُل لَمْ يترُك الإِنتقام لِنَفْسَه ، لَمْ يسمح لِغروره أنْ ينتقِم وَهذا هُوَ قلب الرَّاعِى الَّذِى لابُد أنْ يكُون عِنده لُطف على رعيتهُ وَيُطِيل أناته عليهُمْ وَمحتمِلهُمْ حَتَّى لَوْ كان فِيهُمْ مَنَ أهانوه أوْ سخرُوا مِنهُ أوْ قالُوا أنّهُ لاَ يصلُح اليوم يقُولُون لهُ هات هؤلاء الَّذِين سخرُوا مِنك وَأقتُلهُمْ وَهُوَ اليوم فِى مركز قوَّة ،بينما عِندما كان فِى موقِف ضعف كان كأصمَّ لإِنّ النَّاس لَمْ تكُنْ تعرِفهُ بعد لكِنَّكَ اليوم يا شاوُل فِى موقِف قوَّة فَإِنتقِم لِنَفْسَكَ ، فِيُجِيب شاوُل لاَ لاَ يلِيق لإِنّهُ اليوم يوم خلاص صنعهُ الله لإِسرائِيل جيِّد وَرائِع هُوَ قلب الرَّاعِى الَّذِى يترّفق على الرَّعيَّة مِثْلَ الأب الَّذِى لاَ يُحاسِب أطفاله على حماقتهِمْ قلب الرَّاعِى المُتسِع الَّذِى يقُول عنهُ القدِيس يُوحنا ذهبىّ الفم[ قِيل عَنْ الرُعاه أنّ الإِهانة مكسب لهُمْ وَالكرامة ثِقل عليهُمْ ] [ وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ هَلُمُّوا نذهب إِلَى الجِلجالِ وَنُجَدِّدْ هُناكَ الْمملكةَ ] ،" الجِلجال " هُوَ مكان مواعِيد الله مكان دحرجِة العارقال صَمُوئِيل تعالُوا إِلَى الجِلجال نُجَدِّد المملكة [ فَذَهَبَ كُلُّ الشَّعْبِ إِلَى الجِلجالِ وَمَلَّكُوا هُنَاك شاوُلَ أمَامَ الرَّبِّ فِي الجِلجالِ ] ،تجمّع الشَّعب بِقلبٍ واحِد جددّوا هُناك عهد مملكتهِ داخِلهُمْ [ وَذَبحُوا هُناك ذبائِح سلامةٍ أمامَ الرَّبِّ وَفرِحَ هُناك شاوُلُ وَجَمِيعُ رِجالِ إِسْرَائِيلَ جِدّاً ] 0
الإِصحاحُ الثَّانِي عَشَرَ :-
" حدِيث صَمُوئِيلُ الوداعِى "
يحكِى الإِصحاح حَتَّى نِهايِة مرحلة صَمُوئِيل النبِى الشَّعْب فرِح وَمُتحِد وَصَمُوئِيل أقام لهُمْ شاوُل مَلِكَ ، فَقَالَ لهُمْ صَمُوئِيل أمام الشَّعْب وَشاوُل [ هأنذا قَدْ سَمِعْتُ لِصوتِكُمْ فِي كُلِّ مَا قُلتُمْ لِي وَمَلَّكتُ عليكُمْ مَلِكاً وَالآنَ هُوذَا الملِكَ يمشِي أمامكُمْ وَأمَّا أنَا فَقَدْ شِختُ وَشِبتُ وَهُوذَا أبنائِي معكُمْ وَأنَا قَدْ سِرتُ أمامَكُمْ مُنذُ صِبايَ إِلَى هذا اليوم هأنذا فَإِشهدُوا عَلَىَّ قُدَّامَ الرَّبِّ وَقُدَّامَ مَسِيحِهِ ] ، " مَسِيحِهِ " أىّ " شاوُل " صَمُوئِيل جمع الشَّعْب لِيُكلِّمهُمْ أمام شاوُل وَيقُول لهُمْ أنَا اليوم أُخلِى مسئوليتِى مِنْ قِيادِة الشَّعْب وَأُسلّمها أمام الله لِشاوُل ، وَبدأ يُكلّمِهُمْ وَيُطلِعهُمْ كَمْ هُوَ كان عفِيف فِى ما فعلهُ معهُمْ[ ثورْ مَنْ أخذتُ وَحِمارَ مَنْ أخذتُ وَمَنْ ظَلَمتُ وَمَنْ سحقتُ وَمِنْ يَدِ مَنْ أخذتُ فِديَةً لأُِغضِيَ عينىَّ عنهُ فَأَرُدَّ لَكُمْ فَقَالُوا لَمْ تظلِمنَا ] ، جيِّد هُوَ الرَّاعِى الَّذِى يسمع مِنْ رعيته شِهادة كهذِهِ ، فَيقُولُون لهُ أنت لَكَ قلب كجمر النَّار على خلاصنا مِنْ فرط محبتك لنا كُنت تُوّبِخنا لكِنْ لَمْ تظلِمنا راعِى بذل نَفْسَه عَنْ الخِراف كان ينفِق وَينفِق كما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول أنّ حاجاته خدمتها يداهُ شِهادة صالِحة مِنْ الله وَمِنْ رعيته ، وَكما يقُول مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول[ صائِرينَ أمثِلةً لِلرَّعيَّةِ ] ( 1 بط 5 : 3 ) [ لاَ كمن يتسلّط على الموارِيث ] ،لاَ تأخُذ شيئ مِنْ رعيتك بَلْ إِخدِم صَمُوئِيل خدم الشَّعْب 20 سنة وَيقُول لهُمْ مَنْ مِنكُمْ ظلمت جيِّد أنْ يشهد لَكَ الله القائِد الَّذِى يكُون بِلاَ عيب يكُون مُثمِر ، [ نحنُ لاَ نحتاج لِلُغة مُنمّقة لكِنْ نحتاج إِلَى نموذج بِلاَ عيب ] الله يُرِيد الرُعاه نماذِج حيَّة أمام رعيتهِمْ ، صَمُوئِيل يقُول ذلِك أمام شاوُل وَكأنّهُ يُعطِيه درس لِيتعلّم ، ليتنِى أعرِف أنَّك بعدِى تقُول لهُمْ عَنْ نَفْسَك ثور مَنْ أخذت فَيُجِيبُك شعبك أنت لَمْ تظلِمنا [ فَقَالَ لهُمْ شاهِدٌ الرَّبُّ عليكُمْ وَشاهِد مسِيحُهُ اليوم هذا أنَّكُمْ لَمْ تجِدُوا بِيدِي شيئاً فَقَالُوا شاهِدٌ وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ الرَّبُّ الَّذِي أقَامَ مُوسى وَهرُونَ وَأصعد آباءكُمْ مِنْ أرضِ مِصْرَ ] ، بعدما كلّمهُمْ عَنْ عملهُ معهُمْ قصّ عليهُمْ قِصَّة الشَّعْب مُنذُ خروجهُمْ مِنْ أرض مِصْرَ وَكأنّهُ يقُول لهُمْ أنتُمْ إِمتداد عمل الله ، وَيُذكِّرهُمْ بِعمل الله فِيهُمْ وَبِهُمْ [ فَلَمَّا نسُوا الرَّبَّ إِلههُمْ باعهُمْ لِيَدِ سِيسرا رئِيسِ جيشِ حاصُورَ وَلِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَلِيَدِ مَلِكِ مُوآبَ فَحَارَبُوهُمْ ] ، أىّ إِذا نسيتُمْ الرَّبّ سيُسلّمكُمْ لِيدِ أعدائكُمْ [ فَصَرخُوا إِلَى الرَّبِّ وَقَالُوا أخطأنَا لأِنَّنَا تركنَا الرَّبَّ وَعبدنَا الْبعلِيمَ وَالْعشتارُوثَ ] ، صرخُوا لِلرَّبِّ عِندما ذلّهُمْ الرَّبَّ بِيدِ الأُمم صَمُوئِيل يُذكِّرهُمْ بِيفتاح وَيربعل وَالقُضاة الَّذِين عمل بِهُمْ الرَّبَّ فِى الشَّعْب [ وَلَمَّا رأيتُمْ نَاحَاشَ مَلِكَ بنِي عَمُّونَ آتِياً عليكُمْ قُلتُمْ لِي لاَ بَلْ يملِكُ علينا ملِكٌ وَالرَّبُّ إِلهكُمْ مَلِككُمْ فَالآنَ هُوذَا المَلِكُ الَّذِي إِخترتُمُوهُ ] ، يقُول لهُمْ أنتُمْ الَّذِين إِخترتُمْ شاوُل ، هذِهِ هى إِرادتكُمْ الذاتيَّة وَهذا خطأ [ وَهُوذا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ عليكُمْ مَلِكاً إِنْ إِتَّقيتُمُ الرَّبَّ وَعبدتُمُوهُ وَسمِعتُمْ صَوتهُ وَلَمْ تعصُوا قولَ الرَّبِّ وَكُنتُمْ أنتُمْ وَالمَلِكُ أيضاً الَّذِي يَمْلِكُ عليكُمْ وراء الرَّبِّ إِلهِكُمْ ] ،الرَّبَّ يُمكِن أنْ يتغاضى عَنْ إِختياركُمْ المَلِك بِشرط أنْ تظِلُّوا خاضِعِين لِعمل الله وَتسِيرُون تحت قيادتِهِ وَتدبيره [ وَإِنْ لَمْ تسمعُوا صوتَ الرَّبِّ بَلْ عصيتُمْ قول الرَّبِّ تَكُنْ يَدُ الرَّبِّ عليكُمْ كَمَا عَلَى آبَائِكُمْ ] ، فِى حدِيثِى الوداعِى معكُمْ سأُرِيكُمْ شيئ [ فَالآنَ أُمثُلُوا أيضاً وَأنظُروا هذا الأمر العظِيمَ الَّذِي يفعلُهُ الرَّبُّ أمَامَ أعيُنِكُمْ0 أمَا هُوَ حَصَادُ الحِنطةِ اليومَ ] ، حصاد الحِنطة فِى الربِيع أىّ فِى طقس مُعتدِل [ فَإِنِّي أدعُو الرَّبَّ فَيُعطِي رُعُوداً وَمطراً فَتَعلمُون وَترون أنّهُ عَظِيمٌ شَرُّكُمُ الَّذِي عملتُمُوهُ فِي عينِيِ الرَّبّ بِطَلَبِكُمْ لأِنْفُسِكُمْ مَلِكاً ] ، إِختياركُم لِلملِك خطأ وَلكِنْ سيُصّحِح خطأكُمْ إِذا سِرتُمْ بِتدبِير الله ، وَقَالَ أنّ الله سيُعطِى رعُود علامِة خطأكُمْ وَحدث بِالفِعل رغم أنّ الجو مُعتدِل [ وَخَافَ جَمِيعُ الشَّعْبِ الرَّبَّ وَصَمُوئِيلَ جِدّاً ] [ وَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ لِصَمُوئِيلَ صَلِّ عَنْ عبِيدِكَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ حَتَّى لاَ نَمُوتَ ] ، أنت شفِيعنا وَسنضع ثِقتنا فِى إِلهك رغم أنّ إِلههُ هُوَ إِلههُمْ لكِنّهُمْ أخطأوا إِليه [ لأِنَّنَا قَدْ أضَفْنَا إِلَى جَمِيعِ خَطَايانَا شَرّاً بِطَلَبِنَا لأِنْفُسِنَا مَلِكاً ] ، فَأجابهُمْ صَمُوئِيل[ لاَ تخافُوا إِنَّكُمْ قَدْ فعلتُمْ كُلَّ هذا الشَّرِّ وَلكِنْ لاَ تحِيدُوا عَنِ الرَّبِّ بَلِ أُعبُدُوا الرَّبَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ ] ، بعدما عرّفهُمْ خطأهُمْ طمأنهُمْ بِشرط أنْ يكُونُوا مَعَْ الله بِكُلّ قلوبهُمْ راعِى يُوّبِخ وَيُشّجِع الشَّعب خاف مِنْ الرعُود فَرفعهُمْ صَمُوئِيل ، راعِى جيِّد يفتح باب الرَّجاء [ وَ لاَ تَحِيدُوا لأِنَّ ذلِكَ وراء الأباطِيلِ الَّتِي لاَ تُفِيدُ وَ لاَ تُنقِذُ لأِنَّها باطِلةٌ لأِنَّهُ لاَ يترُكُ الرَّبُّ شعبهُ مِنْ أجلِ إِسمِهِ العظِيمِ ] ، لاَ تخافُوا لأِنَّ إِسمهُ دُعى عليكُمْ حَتَّى لَوْ أخطأتُمْ الله يعمل مِنْ أجل إِسمِهِ رفعهُمْ صَمُوئِيل بعدما شعرُوا بِكمال الضعف جيِّد أنّ الرَّبّ يعمل مِنْ أجل إِسمِهِ وَنَفْسِهِ لأِنَّهُ كيف يُدّنِس إِسمه ؟ الله يُدافِع عَنْ إِسمه وَنحنُ كُلُّنا مدعويين على إِسمِهِ مسِيحيين ثُمَّ يقُول صَمُوئِيل آية هى مُفتاح السِفر [ لأِنَّهُ قَدْ شاء الرَّبُّ أنْ يجعلكُمْ لَهُ شعباً وَأمَّا أنَا فَحَاشَا لِي أنْ أُخطِئَ إِلَى الرَّبَّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلوةِ مِنْ أجلِكُمْ ] ، صَمُوئِيل سلَّم القيادة لِشاوُل لكِنّهُ لَنْ يكُون سلبِى ، سيظل إِنسان عملِى وَعمله خفِى وَهام جِدّاً أنا لَنْ أكُفّ عَنِ الصلاة لأِجلكُمْ حَتَّى لَوْ كان غيرِى هُوَ المسئُول عنكُمْ الآن لأِنَّ الكفّ عَنِ الصلاة خطيَّة مسئوليَّة عَنِ الآخرين تُعطِى إِحساس أنَّ الكفّ عَنِ الصلاة عَنِ الآخرين خطيَّة جيِّد أنْ تشعُر أنّ قلبك مُلتهِب مِنْ أجل الآخرين مهما كانُوا رافِضِين لَكَ وَلإِلهك هذا ما حدث مَعَْ الشَّعْب الَّذِى عبد الأوثان وَترك الله وَرفض توبِيخ صَمُوئِيل مسئوليَّة الرَّاعِى هى الصلاة مِنْ أجل الآخرين كَشَفِيع يطلُب عَنْ الكُلّ وَيسأل عَنْ الكُلّ وَإِنْ لَمْ يطلُب وَلَمْ يشفع تكُون بِالنسبة لهُ خطيَّة كان أبونا بيشُوى يتخِذ هذِهِ الآية هدف لهُ ، إِحساسه بِهذِهِ الآية كأنَّهُ وجد أكثر مِنْ كِنز [ إِنَّمَا إِتَّقُوا الرَّبَّ وَأعبُدُوهُ بِالأمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ بَلِ أنظُرُوا فَعْلَهُ الَّذِي عَظَّمهُ معكُمْ وَإِنْ فَعَلتُمْ شَرّاً فَإِنَّكُمْ تهلكُون أنتُمْ وَمَلِكُكُمْ جَمِيعاً ] 0
الإِصْحاحُ الثَّالِثَُ عَشَرَ :-
" بِدايِة سقُوط شَاوُل "
شاوُل قِصّتهُ مملؤة بِالتقلُّبات ، بِهِ خفيَّات خطأ وَظاهِرات صحِيحة وَهذا يُمّثِل النَفْسَ الغير أمِينة مَعَْ الله شاوُل شعر بِنَفْسَه بعدما غلب نَاحَاش وَتخلَّى صَمُوئِيل عَنْ القيادة [ وَإِختار شَاوُلُ لِنَفْسِهِ ثلاثة آلافٍ مِنْ إِسْرَائِيلَ فَكَانَ ألفانِ مَعَْ شاوُلَ فِي مِخماسَ وَفِي جبلِ بيتِ إِيلَ وَألف كَانَ مَعَْ يُوناثانَ فِي جِبْعَةِ بنيامِينَ ] ، بدأ شاوُل يُكّوِنَ جيش لِنَفْسَه ،ألفان معهُ وَألف مَعَْ إِبنِهِ يُوناثان أمَّا باقِى الشَّعْب فَأرسل كُلّ واحِد مِنهُمْ إِلَى بيتِهِ [ وَضَرَبَ يُوناثان نَصَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِي فِي جِبعَ فَسَمِعَ الْفِلِسْطِينيُّونَ ] ،وَهذا سِر العداء بين إِسرائِيل وَفلسطِين الَّتِى كرهت إِسرائِيل فَتجمّع الْفِلِسْطِينيَّونَ لِمُحاربة إِسرائِيل[ ثلاثُون ألفَ مَركبةٍ وَسِتَّةُ آلاَفِ فَارِسٍ وَشعْبٌ كالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شاطِئِ الْبحرِ فِي الْكثرَةِ ] ، مركبات وَشعب وَفِرسان [ وَصعدُوا وَنزلُوا فِي مِخماس شرقيَّ بيتِ آونَ ] ، عرفُوا أنّ شاوُل فِى مكان وَيُوناثان فِى مكانٍ آخر رغم أنّهُمْ لَمْ يعرِفُوا العدد الَّذِى مَعَْ الإِثنانِ فوقف الجيش الفلسطِينِى فِى الوسط لِيسِد الإِتصال بين شاوُل وَيُوناثان وَشعر الشَّعْب أنّهُ فِى ضنك [ إِختبأ الشَّعْبُ فِي الْمغايِرِ وَالغِياضِ وَالصُّخُورِ وَالصُّرُوحِ وَالأبآرِ وَبعضُ العِبرانيِّيِنَ عبرُوا الأُردُنَّ إِلَى أرضِ جاد وَجِلعاد وَكَانَ شاوُلُ بعدُ فِي الجِلجالِ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِرْتَعَدَ وَرَاءهُ] ، نموذج صعب لِلنَفْسَ الَّتِى تفقِد إِيمانها فِى لحظة رغم أنَّ الله تمجَّد فِى حياتهُمْ كثِيراً حَتَّى أنَّهُ أرسل مُنذُ قريب رعُود وَبرُوق لكِنّهُمْ تعوَّدوا عَلَى الإِتكال عَلَى النظرة البشريَّة فَإِختبأوا فِى المغايِر وَالغِياضِ وَفِى الأبآرِرُعب صُورة صعبة لِنَفْسَ تنسى عمل الله وَمواعِيده وَمركزها عِنده وَ لاَ تتذكّر سِوى ضعفِها فَتختبِئ ، كثِيراً ما تنسى أنَّها محفُوظة وَلها مِنهُ مواعِيد لكِنَّها تنظُر لِضعفِها فقط فَتيأس عِندما لاَ يُدرِك الإِنسان عمل الله وَيُحاصر مِنْ أعدائه يضعُف [ فَمَكُث سبعة أيَّامٍ حَسَبَ مِيعادِ صَمُوئِيلَ وَلَمْ يأتِ صَمُوئِيلُ إِلَى الجِلجالِ وَالشَّعْبُ تَفَرَّقَ عَنْهُ ] ، صَمُوئِيل قَالَ لِلشَّعْب سَأُصَلِّى عنكُمْ سبعة أيَّامٍ وَفِى اليوم السَّابِع أُقّدِم عنكُمْ ذبائِح00لكِنّهُ تأخّر فَقَالَ شاوُل قّدِمُوا لِى الذبائِح لأُِقدِمُها كارثة شعر شاوُل أنَّهُ كَمَلِكَ لهُ سُلطان كهنُوتِى وَإِذا كان صَمُوئِيل تأخّر فَهُوَ قادِر أنْ يُقّدِم بدلاً مِنْهُ ذبائِح [ وَكَانَ لَمَّا إِنتهى مِنْ إِصعادِ المُحرِقَةِ إِذا صَمُوئِيلُ مُقبِلٌ فَخَرَجَ شَاوُلُ لِلِقائِهِ لِيُبارِكَهُ ] ، بدأ الموقِف الصعب لَمَّا تقابل شاوُل مَعَْ صَمُوئِيل ، فِى البِداية كان صَمُوئِيل قَدْ أعطاهُ بعض التحذِيرات ، قَالَ لهُ أنّ الجمال باطِل وَأنْ لاَ يقترِب مِنْ الجِداء وَالخمر وَتحذِير مِنْ الإِقتراب لِلكهنُوت وَتحذِيرات أُخرى كثِيرة [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ ماذا فعلت0 فَقَالَ شاوُلُ لأِنِّي رَأيتُ أنَّ الشَّعْبَ قَدْ تفرَّقَ عَنِّي وَأنتَ لَمْ تأتِ فِي أيَّامِ المِيعادِ وَالْفِلِسْطِينيُّونَ مُتَجَمِعّوُن فِي مِخماسَ فَقُلتُ الآنَ ينزِلُ الْفِلِسْطِينيُّونَ إِليَّ إِلَى الجِلجالِ وَلَمْ أتضرَّعْ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ فَتَجَلَّدْتُ وَأَصْعَدْتُ الْمُحرِقَةَ ] ، قوَّيتُ قلبِى وَأصعدتُ المُحرِقة فَقَالَ صَمُوئِيل لِشاوُل [ قَدْ إِنحمقتَ ] ، أنتَ تُبّرِر أعمالَكَ هذِهِ ؟هذا خطأ حماقة عمل الكهنُوت ليس لأِىّ إِنسان لهُ فِئة مُخصّصة فقط أنتَ فِى جهلٍ عظِيم شاوُل كَانَ يُرِيد أنْ يقُوم بِدُور صَمُوئِيل وَلَمْ ينتظِر لِليوم السّابِع وَتعجَّل لأِنَّ صَمُوئِيل أتى فِى مِيعاده شاوُل لهُ سلُوكيات مُتهوِّرة وَليس لديهِ صبر لِمواعِيد الله فِى الإِصحاحُ الثانِى قال لِلكاهِن صَلِّى وَلَمْ يصبِر فَقَالَ لهُ كفى صلاة لَمْ ينتظِر إِتمام الصلاة أحياناً عِندما تترُك النَفْسَ البِرّ تستبِيح المُقدّسات وَعِندما تترُك مخافِة الله تذدرِى بِالعمل الكهنُوتِى وَكأنَّهُ مِثلهُمْ كيف وَهذا سِر مِنْ الله ؟ [ لأِنَّهُ الآنَ كَانَ الرَّبُّ قَدْ ثَّبتَ مَملَكَتَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأبَدِ وَأمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتَكَ لاَ تقُومُ قَدِ إِنتخبَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قلبِهِ وَأمرهُ الرَّبُّ أنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ ] ،فِى العهد القدِيم ظهر بعض الملُوك كان لهُمْ نَفْسَ السلُوكيَّات وَكان هلاكهُمْ سرِيع الَّذِى لاَ يحترِم مُقدَّسات الله فَهَذَا دلالة عَلَى خراب النَفْسَ صَمُوئِيل يقُول لِشاوُل الأمر قَدْ خرج مِنْ عِند الرَّبّ أنّ مملكتك قَدْ إِنتهت وَ لاَ تقُوم ، بينما الله قَدْ إِنتخب لِنَفْسِهِ آخر وَهُوَ " داوُد " أىّ " يسُوع " [ لأِنَّكَ لَمْ تحفظْ مَا أمركَ بِهِ الرَّبُّ وَقَامَ صَمُوئِيلُ وَصَعِدَ مِنَ الجِلجالِ إِلَى جِبعةِ بنيامِينَ وَعَدَّ شَاوُلُ الشَّعْبَ الْموجُودَ مَعَْهُ نحو سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ ] ، الَّذِين بقوا مَعَْ شاوُل سُتمائة رجُل بينما فِى الحرب مَعَْ نَاحَاش كَانَ معهُ 330000 رجُل ، وَالعجِيب فِى هذا الموقِف أنّ شاوُل لَمْ يخاف صَمُوئِيل وَلَمْ يشعُر بِخطأه بَلْ قدّم أعذار وَتبرِيرات وَلَمْ يقُل أنَا إِنحمقت وَقدّمت الذبِيحة مِنْ أصعب الأُمور أنَّ النَفْسَ تعلم خطأها وَ لاَ تقُل أنَّها أخطأت بَلْ تُبّرر الخطأ وَتُؤخِر التوبة ، وَكمَا يقُول الآباء [ ليس أفضل مِنْ إِلقاء الملامة عَلَى النَفْسَ ] ،قُل أنَا أخطأت مهما كَانَ الَّذِين حولَكَ مُخطِئين لاَ تُلقِى الخطأ عَلَى مَنْ حولَكَ وَتقُول مِثل آدم المرأة الَّتِى أعطيتنِى ،لِنُقارِن بين موقِف شاوُل وَمارِينا الراهبة الَّتِى قبلت التُهمة رغم أنَّها فتاه وَقَالَتَ{ إِنِّى شاب وَقَدْ أخطأت فَإِغفِر لِى } ، وَلَمْ يعلموا أنَّها فتاه إِلاَّ فِى ساعِة نياحتها صعب أنْ نُبّرِر أخطأنا ، بينما كلِمة " أخطأت " تُعطِى صلاح وَسلام ، فِى حِين أنّ كبرياء الإِنسان يمنع عنهُ السَّلام العجِيب أيضاً فِى شاوُل أنّ صَمُوئِيل قَالَ لهُ أنّ الله سيُزِيل عنك المملكة وَيختار غيرك لكِنّهُ لَمْ يهتم فَعدَّ الشَّعْب الَّذِين معهُ وَمارس حياته بِطرِيقة عاديَّة وَلَمْ يهتز كما كان قدِيماً عِندما أُخِذ التابُوت بِواسِطة الفلسطِينيُّون لَمْ يهتز إِسرائِيل النَفْسَ الَّتِى تحيا فِى رخاوة لاَ تُبالِى حَتَّى وَلَوْ قَالَ الإِنجِيل [ إِنْ لَمْ تتوُبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تهلِكُونَ ] ( لو 13 : 3 & 5 ) أسمع التحذِير أنّ مملكتِى لاَ تدُوم وَأنّ الملكُوت سيُنزع مِنِّى وَنصِيبِى سيُعطى لآخر وَأُمارِس حياتِى بِطرِيقة عاديَّة وَكأنِّى لَمْ أسمع التحذِير كان يجِب عَلَى شَاوُل أنْ يلبِس المسُوح وَيجلِس عَلَى الرماد وَيُقّدم توبة لكِنّهُ لَمْ يفعل صعب عَلَى الله أنْ لاَ يستجِيب الإِنسان لِندائه عِندما تشتّت الجيش وَالشَّعْب قَامَ الْفِلِسْطِينيُّون بِعمل صعب لِزيادِة مذلِّة إِسرائِيل أنّهُمْ أخذُوا سِلاحهُمْ وَالآلات الَّتِى تمِد الأسلِحة [ وَلَمْ يوجد صانِع فِي كُلِّ أرضِ إِسْرَائِيلَ لأِنَّ الْفِلِسْطِينيِّينَ قَالُوا لِئلاَّّ يعملَ العِبرانِيُّونَ سيفاً أوْ رُمْحاً ] ، أخذُوا الصُنّاع خِطة عدو الخير أنْ يأخُذ مِنك السيف وَالرُمح لَوْ نقرأ فِى رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسُول عَنْ سيف الرُّوح وَخوذة الخلاص وَ" السيف " هُوَ " كلِمة الله " ، عِندما يبعِدك عدو الخير عَنْ الإِنجِيل وَالصلاة ستُصبِح بِلاَ سيف وَ لاَ رُمح فَكَيف تُحارِب ؟ ستُذل صُورة مؤلِمة لِعمل الخطيَّة الَّذِى يُحّطِمْ طاقات الإِنسان فَيكُون بِلاَ سيف وَ لاَ يد مرفُوعة وَ لاَ مِنجل الَّذِى هُوَ لِلحصاد وَ لاَ فأس وَ لاَ مِعول عدو الخير يأخُذ كُلّ آلات الحرب [ وَكَانَ فِي يومِ الحربِ أنَّهُ لَمْ يُوجدْ سيفٌ وَ لاَ رُمحٌ بِيَدِ جَمِيعِ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَْ شَاوُلَ وَمَعَْ يُونَاثَانَ ] ، الأسلِحة ردِيئة وَالشَّعْب مذلُول وَ لاَ يوجد صُنّاع هل سيف الرُّوح معك حاد أم أنت معدُود فِى جيش الله لكِنْ سيفك ردِئ إِذا كُنت جُندِى نشِيط يكُون سِلاحك نشِيط هُوَ أعطاك السِلاح وَأنتَ تُسّلِمهُ لِعدُوك ؟! صُورة لِلشعب عِندما أهمل الوصايا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج4
أراد الشَّعب أنْ يُنّصِب لهُ ملِك مِثل باقِى الشِعُوب وَحزِن صموئِيل لِطلب الشَّعب لكِنّهُ صَلّى إِلَى الله الَّذِى أجابهُ أنْ يُطاوِعهُمْ وَيُقِيم لهُمْ ملِك جيِّد أنّ صموئِيل يأخُذ كلام الشَّعب وَيُصَلِّى بِهِ فِى أُذُن الرَّبِّ .
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج3
الإِصحاحُ الخامِسُ :-
[ فَأَخَذَ الْفِلِسْطِينيُّون تَابُوتَ اللهِ ] ، أمر مُحزِن أنْ يُؤخذ تابُوت الله حتَّى أنّ عالِى الكاهِن حزِن ليس لِموت ولديه وَ لاَ لِهزِيمة الشَّعب لكِنْ لأِنّ التابُوت قَدْ أُخِذ [ وَأخَذَ الْفِلِسْطِينيُّون تَابُوت اللهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ وَأَقَامُوهُ بِقُرْبِ دَاجُونَ ] ، خاف الفلِسطِينيُّون عِندما أخذوا التابُوت لِذلِك وضعوه مَعْ إِلههُمْ داجُون وَفِى الصباح وجدوا داجُون ساقِط على وجهِهِ أمام تابُوت الله فَأقامُوهُ مرّة أُخرى[ فَأَخَذُوا دَاجُونَ وَأَقَامُوهُ فِي مَكَانِهِ0 وَبَكَّرُوا صَبَاحاً فِى الْغَدِ وَإِذَا بِدَاجُونَ سَاقِطٌ عَلَى وَجهِهِ عَلَى الأرْضِ أمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ وَرَأْسُ دَاجُونَ وَيَدَاهُ مَقْطُوعَةٌ عَلَى الْعَتَبَةِ ] ،داجُون لهُ شكل سمكة وَفِى صباح اليوم التالِى وجدوهُ ساقِط على وجهِهِ وَيداهُ وَرأسهُ مقطُوعين على العتبة لِذلِكَ لاَ يدُوسُون على العتبة مِنْ بعدها فِى العهد القدِيم كان عِند النَّاس جهل بِالله فَكانُوا يعبُدُون آلهة تُعطِيهُمْ أشياء مُعيَّنة ، تُعطِيهُمْ قوَّة أوْ خير أوْ إِنتصار فِى الحرُوب أوْ تكُون مصدر شر لِعلّهُمْ يُرضُوها فَمَثلاً يعبُدُون عِجل لأِنّهُ مصدر خير لحم وَلبن وَيُساعِد فِى الأرض لِذلِكَ هُوَ مصدر خير وَقوَّة ، وَآخرُون يعبُدُون النَّهر وَيقُولُون أنّهُ مصدر الخير الحقِيقِى وَالوسِيلة لِعِبادِة شيئ مُعيَّن أنّ الخير يزِيد فِى بِلادهُمْ بِسببِهِ ، وَالَّذِى يُؤكِّد قوَّة إِلههُمْ أنّهُمْ ينتصِرُون فِى الحرُوب على بِلاد أُخرى لها آلهة غير إِلههُمْ لِذلِكَ كان يوجد فِكر خطِير فِى العهد القدِيم وَهُوَ أنّ الله لمَّا أراد أنْ يُخرِج شعبه مِنْ مِصر وَلأِنّ مِصر كانت بلد مُتعدِّدة الخيرات لِذلِكَ فَهى مُتعدِّدة الآلهة ، لِذلِكَ كان فِى إِخراجِهِ لِشعبِهِ مِنْ مِصر إِعلان لِمجدِهِ فِى مِصر ، لِذلِك كانت الضربات العشر موّجهة لآلهة مِصر سواء النَّهر الَّذِى تحوّل إِلَى دم وَالَّذِى إِعتبروه إِله مصدر خير ، فَضربهُ الله لِيُعلِن مجده أنّهُ الإِله الحقِيقِى لِذلِكَ وضع الفلِسطِينيُّون تابُوت الرَّبّ فِى معبد داجُون حتَّى يكُون الوضع إِله أمام إِله ، وَعِندما سقط داجُون مرَّة وَإِثنين قالُوا أنّ داجُون غير مُسترِيح مَعْ التابُوت النَفْسَ البعِيدة عَنْ الله تكُون فِى عمى رُوحِى حتَّى أنّ كهنِة داجُون قدِّسوا العتبة لأِنّ رأس داجُون سقطت عليها جهل وَفُقدان تمييز وَفُقدان معرِفة الله عِندما يكُون الله داخِلنا ( تابُوت الله الحامِل وصاياه ) فَإِنّهُ يُحطِّم الشَّر وَقُدراته الَّتِى بِداخِلنا ( داجُون ) [ لِذلِكَ لاَ يَدُوسُ كَهَنَةُ دَاجُونَ وَجَمِيعُ الدَّاخِلِينَ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ عَلَى عَتَبِةِ دَاجُونَ فِي أَشْدُودَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ ] [ فَثَقُلَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى الأشْدُودِييِنَ وَأَخْرَبَهُمْ وَضَرَبَهُمْ بِالْبوَاسِيرِ فِي أشْدُودَ وَتُخُومِهَا ] ، تعامل الله مَعْ أهل أشدُود فَأصابهُمْ بِالبواسِير وَهُوَ مرض مُتعِب وَمؤلِم ، فَكان أهل أشدُود مُتألمِين ، وَإِختار الله مرض غير مؤذِى وَلكِنْ لهُ علامة مُميّزة ، وَأيضاً غير مُعدِى حتَّى لاَ يظُنّوا أنّهُ عدوى فخاف أهل أشدُود مِنْ التابُوت [ وَقالُوا لاَ يَمْكُثُ تَابُوتُ إِلهِ إِسْرَائيلَ عَُنْدَنَا لأِنَّ يَدَهُ قَدْ قَسَتْ عَلَيْنَا وَعَلَى دَاجُونَ إِلهِنَا ] ، هُنا الله يُعلِن نَفْسَه إِله رغم أنّهُ بِلاَ شعب الله لاَ يحتاجنا لِلشهادة لهُ لكِنّهُ مِنْ فرط حُبِهِ لنا يستخدِمنا هُنا فِى أشدُود لاَ يوجد لهُ شعب لكِنْ أهلها خافوا مِنهُ لِذلِكَ نقلوا التابُوت إِلَى جت[ وَكَانَ بَعْدَمَا نَقَلُوهُ أنَّ يَدَ الرَّبِّ كَانَتْ عَلَى الْمَدِينَةِ بِإِضْطِرابٍ عَظِيمٍ جِدّاً وَضَرَبَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنْ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ وَنَفَرَتْ لَهُمْ الْبَوَاسِيرُ ] ، فَنَقلوهُ إِلَى عقرُون [ وَلَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ اللهِ إِلَى عَقْرُونَ أنّهُ صَرَخَ الْعَقْرُونيُِّونَ قَائِلِينَ قَدْ نَقَلُوا إِليْنَا تَابُوتَ إِلهِ إِسْرَائِيلَ لِكَىْ يُمِيتُونَا نَحْنُ وَشَعْبَنَا ] ، وَبدأ التابُوت يعمل مُشكِلة بين الشعُوب مجد الله لمَّا يكُون الله يُعلِن مجده بِذِراعة الرَّفِيعة وَأنّهُ قادِر وَقوِى وَكلِمتهُ حيَّة وَأمضى مِنْ سيف ذِى حدين وَفعَّالة رغم أنَّ منظره تابُوت ، وَمِنْ جهل الفلِسطِينيُّون قَالُوا لِنعتبِرهُ إِله مِنْ ضِمن الآلهة ثُمّ قالُوا لاَ [ أَرْسِلُوا تَابُوتَ إِلهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرْجِعَ إِلَى مَكَانِهِ وَ لاَ يُمِيَتنَا نَحْنُ وَشَعْبَنَا لأِنَّ إِضْطِرَابَ الْمَوْتِ كَانَ فِي كُلِّ الْمَدِينَةِ يَدُ اللهِ كَانَتْ ثَقِيلَةً جِدّاً هُنَاكَ وَالنَّاسُ الَّذِينَ لَمْ يَمُوتُوا ضُرِبُوا بِالْبَوَاسِيرِ فَصَعِدَ صُرَاخُ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّمَاءِ ] ، النَّاس كُلّها مُتألِمة وَصُراخهُمْ صعد لِلسَّماء مِنْ شِدَّة الألم 0
الإِصحاحُ السَّادِسُ :-
[ وَكَانَ تَابُوتُ اللهِ فِي بِلاَدِ الْفِلِسْطِينيِّينَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ ] ، فقد بنِى إِسرائِيل التابُوت لِمُدّة سبعة أشهُر وَلَمْ يسألُوا عنهُ وَلَمْ يُفكِّرُوا فِيه صعب جِدّاً الله يستخدِم ضعف البشريَّة لِيُعلِن قوَّتهُ لِشعبٍ آخر لأِنّ إِسرائِيل تخيّل أنّ الله وَتابوته أداة سحريَّة ينتصِروا بِها لكِنْ الله يقُول لهُمْ أنّ سِر نُصرتهُمْ هُوَ قداستهُمْ جاء الفلِسطِينيُّون بِعرَّافِين لِيُعلّموهُمْ ماذا يفعلُون بِالتابُوت ، فَقَالَ العرَّافُون مشورة وَهى لِيتأكّدوا إِذا كانت البواسِير بِسبب التابُوت أم لاَ ، لِذلِكَ قالُوا لِنأتِى بِبقرتين مُرضعتين أىّ لهُما خِلفة جدِيدة وَلَمْ يعلُوهُما نِير مِنْ قبل فَنَضع عليهُما نِير وَهدايا وَالتابُوت فَإِذا سارتا البقرتان فِى خطٍ مُستقِيم فِى إِتجاه تخُوم الفِلِسْطِينيُّون وَلَمْ تلتفِتا لِلبيت الَّذِى فِيهِ وِلدتهُما الجدِيدة يكُون الأمر مِنْ الله النِير يجعل البقرة تسِير فِى جديَّة وَفِى خط مُستقِيم وَإِذا لَمْ يكُنْ قَدْ علاها نِير مِنْ قبل فَإِنَّها لاَ تعرِف كيف تسِير بِهِ ، قال أيضاً العرَّافُون إِذا أرسلتُمْ التابُوت محمُول على البقرتين إِلَى إِسرائِيل لاَ تُرسِلوه فارِغاً بَلْ أرسِلُوا معهُ قُربان إِثم الفِلِسطِينيُّون شعروا بِقُدرة الله وَأنّ ما حدث معهُمْ كان بِسبب خطأهِم فِى حق الله[ حِينَئِذٍ تَشْفَوْنَ وَيُعْلَمُ عَُِنْدكُمْ لِمَاذَا لاَ تَرْتَفِعُ يَدُهُ عَنْكُمْ ] ، أنتُمْ لاَ تحتمِلُوا الضربات الَّتِى أرسلها الله على مِصر لِذلِكَ أرسلوهُ سرِيعاً إِلَى إِسرائِيل الآباء القدِيسُون يقُولُون أنّ البقرة الَّتِى لَمْ يعلُوها نِير مِنْ قبل تُمّثِل النَفْسَ الَّتِى تعِيش بِحسب وصيَّة الله وَ لاَ يعلُوها نِير آخر نِير عبوديَّة لأِنّهُ لَوْ علاها نِير آخر لاَ تعرِف كيف تسلُك بِمُقتضى الوصايا بَلْ هى تحمِل نِير الوصايا فقط وَالبقرتين المُرضعتين هُما النَفْسَ الَّتِى تتعلّم الجديَّة فِى وصايا الله ، نَفْسَ تسِير بِإِستقامة وَ لاَ تسِير بِحسب عواطِفها لأِنّ البقرتين أحسّتا أنّهُما فِى مُهِمَّة أهم مِنْ مُهِمَّة إِرضاع أولادهُما سارتا البقرتان وَخلفهُما الهدايا وَخلفهُمْ الفِلِسطِينيُّون حتَّى حدود إِسرائِيل فَفرِح الإِسرائِيليُون [ وَكَانَ أهْلُ بَيْشَمْسَ يَحْصِدُونَ حَصَادَ الْحِنْطَةِ فِي الْوَادِي فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَرَأَوُا التَّابُوتَ وَفَرِحُوا بِرُؤْيَتِهِ ] ، فَقَدّموا ذبِيحة لله وَأكرموه وَأخذوا الهدايا وَلكِنْ الله [ وَضَرَبَ أهْلُ بَيْتَشَمْسَ لأِنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ ] ، لأِنّ التابُوت يدخُل إِليهِ رئِيس الكهنة فقط وَقَدْ لاَ يراه مِنْ كثرة البخُور ، لِذلِكَ عِندما كان الشَّعب يأخُذ التابُوت معهُ فِى الحرُوب كان يُغطِيه بِغطاء جلد تُخس وَغِطاء آخر ،لِذلِكَ هُناك إِحتمالين إِمَّا أنّ التابُوت رجع لأهل بيتشمس بِدُون غطاء فنظروه أوْ أنَّهُمْ هُمْ الَّذِين عرّوه لِينظُروه وَفِى كِلتا الحالتين إِمَّا تركوه بِدُون غطاء أوْ هُمْ الَّذِين عرّوه فَهَذَا تهاوُن بِمُقّدسات الله ، هكذا نحنُ أحياناً نتهاون بِمُقدّسات الله إِذا كان الله قَدْ ضرب خمسِين ألف شخص مِنْ أهل بيتشمس لأِنَّهُمْ نظروا تابوته فما بالِى أنا الَّذِى أتقدّم إِلَى التناوُل وَأنا أراعِى شر داخِلِى مُمكِن أتكبّر أوْ فِى قلبِى أىّ شر لكِنِّى أقاوِم هذا الشَّر هذا يقبلهُ الله ، لكِنْ إِذا كُنت مُعجب بِالشَّر الَّذِى داخِلِى فهذا ما يرفُضهُ الله [ وَقَالَ أهْلُ بَيْتَشَمْسَ مَنْ يَقْدُرُ أنْ يَقِفَ أمَام الرَّبِّ الإِلهِ الْقُدُّوسِ هذَا وَإِلَى مَنْ يَصْعَدُ عَنَّا وَأَرْسَلُوا رُسُلاً إِلَى سُكَّانِ قِّرْيَةِ يَعَارِيمَ قَائِلِينَ قَدْ رَدَّ الْفِلِسْطِينيُّونَ تَابوتَ الرَّبِّ فَأنزِلُوا وَأَصْعِدُوهُ إِلَيْكُمْ ] 0
الإِصحاحُ السَّابِعُ :-
رجع الشَّعب لِلكُتُب وَقال رؤساء الكهنة لِيُغطّى التابُوت [ فَجَاء أهْلُ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ وَأَصْعَدُوا تَابُوتَ الرَّبِّ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ أَبِينَادَابَ فِي الأكَمَةِ وَقَدَّسُوا أَلِعَازَارَ إِبْنَهُ لأِجْلِ حِرَاسَةِ تَابُوتِ الرَّبِّ ] ، أبِيناداب شخص نقِى وَظلّ التابُوت داخِل بيتِهِ أربعِين سنة تُرى هل كلِمة الله داخِلِى تدخُل وَتستقِر [ هَهُنا أسكُن لأِنِّي أردتهُ ] ( مز 131 مِنْ مزامِير صلاة النَّوم ) ،هل أنا أُقدِّس كلِمة الله داخِلِى ؟ هل أنا مُكرّس ذهنِى لِحراسِة كلِمة الله ؟ هل أنا يقِظ على كلِمة الله ؟ هل أتذكّر الوصيَّة بِإِستمرار ؟ وَكما يقُول الآباء إِحذر مِنْ الغفلة وَالنسيان[ ثلاثة تسبِق الخطيَّة الغفلة وَالنسيان وَالشهوة ] [ وَنَاحَ كُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَرَاءَ الرَّبِّ ] ، أراد الشَّعب أنْ يعُود لله فَكانت لهُ قصَّة توبة ، [ وَكَلَّمَ صَمُوئِيلُ كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً إِنْ كُنْتُمْ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ رَاجِعِينَ إِلَى الرَّبِّ فَأنْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيَبَةَ وَالْعَشْتَارُوث مِنْ وَسْطِكُمْ وَأَعِدُّوا قُلُوبَكُمْ لِلرَّبِّ وَأعْبُدُوهُ وَحْدَهُ فَيُنْقِذَكُمْ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينيِّينَ فَنَزَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْبَعْلِيمَ وَالْعَشْتَارُوثَ وَعَبَدُوا الرَّبِّ وَحْدَهُ ] ،كان داخِل الشَّعب آلهة غرِيبة لأِنّ الشَّعب كان بِهِ ضعف وَضُعفاء ، بِهُمْ مَنَ قلّد جِيرانه وَخاصةً فِى أخِر سبعة أشهُر الَّتِى لَمْ يكُنْ التابُوت أثناءها فِى إِسرائِيل ، لإِنّهُ فِى غِياب كلِمة الله مُمكِن النَفْسَ تتلّوث بِشهوة ، لِذلِك يوجد خطر فِى عدم قِراءة الكلِمة لأِنّ النَفْسَ تتلّوث بِآلهة غرِيبة بِشهوات وَخطايا فَإِنزعُوا الآلهة الغرِيبة [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ إِجْمَعُوا كُلَّ إِسْرائِيلَ إِلَى الْمِصْفَاةِ فَأُصَلِّيَ لأِجْلِكُمْ إِلَى الرَّبِّ ] ،" المِصفاة " هُوَ مكان إِلتقاء الشَّعب مَعَ الله وَهى مكان فسِيح حتَّى أنّ شاوُل مُسِح فِى المِصفاة ملِك أماكِن فسِيحة يلتقُون فِيها بِالرَّبِّ ، وَالمِصفاة شهدت وعُود كثِيرة لله وَالشَّعب صموئِيل يقُول لِلشَّعب تعالُوا نُقّدِم توبة عَنْ جهل زمان وَلأِشفع فِيكُمْ أمام الرَّبِّ وَهذا هُوَ عمل الكاهِن لِذلِكَ يقُول الكاهِن [ لِتكُنْ هذِهِ الذبِيحة مقبُولة عَنَ خطاياى وَجِهالات شعبِك ] ، أىّ أنّ الخطأ خطأى أمَّا شعبك فَإِحسِب لهُ خطيتهُ جِهالة [ فَإِجْتَمَعُوا إِلَى الْمِصْفَاةِ وَإِسْتَقَوْا مَاءً وَسَكَبُوهُ أمَامَ الرَّبِّ وَصَامُوا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَقَالُوا هُنَاكَ قَدْ أَخْطَأْنَا إِلَى الرَّبِّ ] ، سكب الماء عادة لِلتضرُّع وَالتذلُّل لِذلِكَ نُلاحِظ عِبارة مُعلّمِنا بولس الرسُول [ أُسكبُوا قُلُوبكُمْ ] ، أىّ لاَ يكُون بِها شيئ النَفْسَ الَّتِى تُقّدِم توبة تنسكِب أمام الله كالماء حتَّى لاَ يظِل داخِلها أذيال لِلخطيَّة السابِقة وَكانت عادة الصُوم مقرُونة بِالتوبة وَالتضرُّع الشَّعب فِى المِصفاة وَصموئِيل يُصَلِّى لأِجلِهِ وَلكِنْ الله سمح أنْ يُهيِّج الفِلِسطينيُّون على إِسرائِيل فِى هذِهِ اللحظة إِذْ قَدْ تخيّلوا أنّ الشَّعب مُجتمِع لِلحرب فَخاف إِسرائِيل مِنْ الفِلِسطينيينَ [ وَقَالَ بَنُو إِسْرائِيلَ لِصَمُوئِيلُ لاَ تَكُفَّ عَنْ الصُّراخِ مِنْ أَجْلِنَا إِلَى الرَّبِّ إِلهِنَا فَيُخَلِّصَنَا مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ ] ، صرخ صموئِيل لله مِنْ أجل الشَّعب جيِّد أنْ يشفع صموئِيل لله عَنْ الشَّعب [ وَبينما كان صموئِيل يُصُعِدُ المُحرِقة تقدَّمَ الْفِلِسْطِينيُّونَ لِمُحاربةِ إِسْرائِيلَ فَأرعد الرَّبُّ بِصوتٍ عَظِيمٍ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى الْفِلِسْطِينيِيِّنَ وَأزعجهُم فَإِنكسروا أمام إِسْرائِيلَ ] ،هُنا لَمْ يُحارِب الشَّعب لكِنْ الله أعطاهُمْ نُصرة بِدُون حرب الله أرعد على الأعداء وَأزعجهُم فَإِنكسروا أمام إِسرائِيلَ بِدُون حرب [ وَخرجَ رِجالُ إِسْرائِيلَ مِنْ المِصَفاةِ وَتبعُوا الْفِلِسطِينيِيِّنَ وَضَرَبُوهُمْ إِلَى مَا تحت بيتِ كارٍ فَأخذ صَمُوئِيلُ حجراً وَنصبهُ بين المِصَفاةِ وَالسِّنِّ وَدَعَا إِسمهُ حجر الْمَعُونةِ وَقَالَ إِلَى هُنَا أعاننا الرَّبُّ ] ، دائِماً يُحِبُّ الله النَفْسَ المُتذكِّرة إِحساناته ، لِذلِكَ كانُوا يُقِيمُون ما أشبه بِالنُصُب التذكارِى لِتذكُّر إِحساناته فَمَثلاً أبِينا يعقُوب أقام مذبح مِنْ الحِجارة كى يراه أولاده فَيتذكّرُون عمل الله مَعْ يعقُوب أبيهُمْ ، أيضاً عِند عبُور نهر الأردُن أنْ أخذ رِجال إِسرائِيل إِثنى عشر حجراً مِنْ قاع النَّهر وَأقاموا مذبح تذكار لِعمل الله معهُمْ أمَّا نحنُ فَنستطِيع تدوِين أعمال الله معنا حتَّى لاَ ننسى إِحساناته وَلِنتعلّم كَمْ حجر وضعناه تذكار لأِعمال الله معنا ، وَكما يقُول الآباء القدِيسُون [ أنَّكَ ستظل تضع فِى حياتك حجر على حجر حتَّى أخِر حجر عِند باب الفردُوس وَتقُول إِلَى هُنا أعاننا الرَّبِّ ] ،لأِنّ عدو الخير سيظل يُحارِبك حتَّى باب الفردُوس [ وَقضى صَمُوئِيلُ لإِسْرائِيلَ كُلَّ أيَّامِ حَيَاتِهِ وَكان يذهب مِنْ سنةٍ إِلَى سنةٍ وَيدُور فِي بيتِ إِيلَ وَالجِلجالِ وَالمِصفاةِ وَيقضِي لإِسْرائِيلَ فِي جَمِيعِ هذِهِ المواضِعِ وَكان رُجُوعُهُ إِلَى الرَّامَةِ لأِنَّ بيتهُ هُناك وَهُناك قَضَى لإِسْرائِيلَ وَبَنَى هَناك مذبحاً لِلرَّبِّ ] ، إِفتقاد الخادِم لِرعيتِهِ فِى المِصفاة وَالجِلجال وَبيت إِيل وثُمّ يعُود لِلرَّامة حيثُ بيتهُ ، وَالرَّامة تُمّثِل الفردُوس ، وَ "الجِلجال " تعنِى " دحرجِة العار " ، وَالمِصفاة مكان تجمُّع الشَّعب وَمُراقبة الأعداء ،لِذلِك يقُول الآباء أنّ حياتك لابُد أنْ تمُر بِهذِهِ الأماكِن ، لابُد أنْ تمُر على الجِلجال أىّ دحرجِة العار أىّ التوبة وَتكُون فِى المِصفاة لِتُراقِب الأعداء أىّ الجِهاد وَ فِى النِهاية تعُود لِلرَّاحة أىّ الرَّامة 0
الإِصحاحُ الثَّامِنَ :-
الشَّعب مُتقلِّب كُلّ يوم بِحال مُختلِف مِثل النَفْسَ البشريَّة الشَّعب الَّذِى أرعد الله على الفِلِسطِينيينَ مِنْ أجلِهِ قالُوا لِصموئِيل [ هُوذا أنت قَدْ شِختَ وَإِبناك لَمْ يَسِيرا فِي طَرِيقِكَ فَالآنَ إِجعل لنا ملِكاً يقضِي لَنَا كَسَائِر الشُّعُوبِ ] ، هل إِلَى الآن تُرِيدُون تقلِيد الشَّعُوب وَلَمْ تتعلّموا حتَّى الآن أنّ إِلهكُمْ مُختلِف عَنَ سائِر الشّعُوب لابُد أنْ أشعُر إِنِّى مُختلِف عمن حولِى وَأنّ ملكِى وَإِلهِى هُوَ يسُوعَ [ فَسَاءَ الأمرُ فِي عيني صَمُوئِيلُ إِذْ قالُوا أعطِنَا ملِكاً يقضِي لَنَا ] ، غضب صموئِيل وَصَلّى لله ، [ وَصَلَّى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ ] ، ما أجمل أنْ أُحّوِل مُشكلتِى لِصلاة وَما أصعب أنْ أُحاوِل فِيها بِذاتِى [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلُ إِسْمع لِصُوت الشَّعبِ فِي كُلِّ مَا يقُولُون لَكَ لإِنَّهُمْ لَمْ يرفُضُوكَ أنتَ بَلْ إِيَّاىَ رفضُوا حَتَّى لاَ أملِكَ عَليْهِمْ ] ، لِماذا أنت غاضِب فَإِنّهُمْ لَمْ يرفُضُوك أنت بَلْ رفضُوا مُلكِى عليهُمْ جيِّد أنْ نرى أنّ صموئِيل رجُل صلاة ، وَما أجمل أنْ ترفع نَفْسَكَ لِلصلاة رغم أنّ الموقِف لَمْ يحتمِل الصلاة وَالتأنِّى بَلْ يحتاج قرار سرِيع وَما أجمل الله الَّذِى لهُ كُلّ الممالِك وَيقبل أنْ يُرفض ، وَأيضاً إِلَى الآن كثيِرُون يرفُضونهُ وَهُوَ يُشرِق شمسهُ عليهُمْ [ حسب كُلِّ أعمالِهِم الَّتِى عمِلُوا مِنْ يومِ أصعدتهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى هذا الْيومِ وَتركُونِي وَعبدُوا آلِهةً أُخْرَى هكذا هُمْ عامِلُون بِكَ أيضاً ] ، الله مُتذكِّر الخطايا وَ لاَ يُعلِنُها إِلاّ فِى حِينِها عِندما يجِد النَفْسَ جاحِدة دائِماً فَيُعلِن لها خطاياها الله مُتذكِّر أنّ الشَّعب رافِض لهُ مُنذُ أخرجهُ مِنْ مِصر صموئِيل كان يرفُض فِكرِة إِقامِة ملِك لكِنّهُ وضع لهُمْ تحذِيرات وَهى [ هذا يكُونُ قضاءُ الملِكِ الَّذِي يملِكُ عليكُمْ يأخُذُ بنيِكُمْ وَيجعلهُمْ لِنَفْسِهِ لِمراكِبِهِ وَفُرْسَانِهِ فيركُضُونَ أمامَ مَراكِبِهِ ] ، بِالفِعل تحقّق كلام صموئِيل النبِى فِى سِفرىّ صموئِيل الأوَّل وَالثانِى حيثُ أنّ يربعام جعل الشُبَّان يركُضُون أمام مركبتهِ ، هؤلاء الشباب هُمْ أولاد الشَّعب [ وَيأخُذُ بناتكُمْ عَطَّاراتٍ وَطبَّاخاتٍ وَخبَّازاتٍ0 وَيأخُذُ حُقُولكُمْ وَكُرُومكُمْ وَزيتُونكُمْ أجودها وَيُعطِيها لِعبِيدِهِ0وَيُعَشِّرُ زُرُوعَكُمْ وَكُرُومكُمْ وَيُعطِي لِخِصيانِهِ وَعَبِيدِهِ ] ، سيأخُذ أولادكُم فِى عمله الخاص وَيأخُذ خيركُم وَيُعطِيهِ لِعبيدِهِ [ فَتصرُخُون فِي ذلِكَ الْيومِ مِنْ وجهِ ملِكِكُمُ الَّذِى إِخترتُموهُ لإِنْفُسِكُم فَلاَ يستجِيبُ لَكُمُ الرَّبُّ فِي ذلِكَ الْيومِ فَأبَى الشَّعْبُ أنْ يسمعُوا لِصوتِ صَمُوئِيلَ وَقالُوا لاَ بَلْ يكُونُ علينا مَلِكٌ ] ، كثيِراً ما لاَ تستجِيب النَفْسَ لله ، كثيِراً ما يقُول الله لَكَ أنّ الخطيَّة ستأخُذ أجمل وَأجود ما لديك وَتستعبِدك وَأنت تقُول أنا قابِل ذلِك صموئِيل عرض على الشَّعب ما سيفعلهُ الملِك بِكُلّ فِئة مِنْ فِئات الشَّعب ، وَهذِهِ الفِئات هى طاقات النَفْسَ ، وَالله يُحذِّر مِنْ نِير العبُوديَّة لكِنْ النَفْسَ تقُول لهُ لِيكُن لِى ملِك [ فَسَمِعَ صَمُوئِيلُ كُلَّ كَلاَمِ الشَّعبِ وَتكلَّم بِهِ فِي أُذُني الرَّبِّ ] ، صموئِيل لهُ عِلاقة خاصَّة بِالله وَكأنّهُ يهمِس فِى أُذُنيهِ [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ إِسمع لِصوتِهِمْ وَملِّكَ عليهِمْ ملِكاً فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِرِجالِ إِسرائِيلَ إِذهبُوا كُلُّ واحِدٍ إِلَى مَدينتِهِ ] ، الله سمح لِلنَفْسَ بِالحُريَّة إِلَى النِهاية الله يُرِيد أنْ يكُون علينا ملِك بِحُريَّة وَليس بِالإِجبار ، فَلنستخدِم الحُريَّة بِطرِيقة صحِيحة وَ لاَ نسِير بِها فِى عبُوديَّة الشهوات بَلْ نكُون فِى مُلكِهِ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين .
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج2
الإِصحاح الثانِى :-
[ فَصَلَّتْ حَنَّةُ وَقَالَتْ فَرِحَ قَلْبِي بِالرَّبِّ إِرْتَفَعَ قَرْنِي بِالرَّبِّ إِتَّسَعَ فَمِي عَلَى أَعْدَائِي] ، النَفْسَ أمام أعمال الله العظِيمة لاَ تملُك إِلاّ التسبِيح عِندما نأخُذ عطيَّة مِنْ الله تجِد مشاعِرها مُتأجِجة بِالحُبّ وَتتزاحم الكلِمات داخِلها لِذا كنِيستنا كنِيسة تسبِيح وَكُلّ نَفْسَ أمِينة ذاقت محبِّة الله لاَ تملُك إِلاّ التسبِيح وَالحمد لله ، وَالله يتلذّذ بِسماع التسابِيح نحنُ فُقراء فِى التسبِيح لله فَمَنَ مِنّا يقِف فِى الصلاة وَيقُول لهُ " أنت ضابِط الكُلّ أنت قدُّوس إِله الآلِهة إِلة عظِيم عجِيب فِى أفعالك وَأفكارك أنت الحافِظ عهده وَمراحِمه وَ" ، الله يُحِب سماع هذِهِ الصلوات ، لِذلِكَ دائِماً الأعمال العظِيمة فِى الكِتاب كان نتيجتها تسبِيح لاَ يُمكِن أنْ يشُق الله البحر الأحمر وَ لاَ تمسِك مريم النبيَّة الدُّف وَتُسّبِحه مَعَ الشَّعب وَتقُول [ سَبِّحوا الرَّبِّ لأِنّهُ بِالمجدِ قَدْ تمجّد ] ، نقُول لله نُرِيد أنْ نُعّبِر لَكَ عَنْ عظِيم أعمالك وَمجدك بِالتسبِيح أيضاً دبوَّرة القاضية وَالنبيَّة عِندما إِنتصرت على سِيسرا سبّحت العذراء مريم سبَّحت وَالثلاث فِتية سبّحوا الله النَفْسَ الأمِينة لابُد لها أنْ تُترجِم مشاعِرها لِتسبِيح ، لابُد أنْ نُسّبِح وَنشكُر الله فِى كُلّ صلاة الله يعلم أنّهُ قُدُّوس وَتخدِمهُ الملائِكة وَأنّهُ ضابِط الكُلّ وَلكِنّهُ يُحِبُّ أنْ يسمع كُلّ هذا مِنْ أولاده ، إِنَّهُمْ يتغنّون بِصِفاته ليس لِعجزه أوْ نقصه بَلْ لِيشعُر أنَّنا نُقِرُ بِحمدِهِ وَقداستهِ فَنَقُول لهُ أنت قُدُّوس الله قُدُّوس القوِى حَنَّة تقُول لهُ إِرتفع قرنِى لابُد أنْ تشعُر بِقوَّة الله فِى حياتك وَأنَّها سِر فرحك نحنُ محرُسون بِقوَّة الله فَلاَبُد أنْ نشعُر بِعظمتهِ أحياناً نشعُر أنّ الله فِى حياتنا باهِت بينما العذراء تقُول [صَنَعَ بِي عظائِمَ ] ( لو 1 : 49 ) [ لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ لأِنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلهِنَا ] ، كُلّ الأمور تتغيّر لكِنْ الصخرة لاَ تتغيّر المشاعِر تتغيّرالبِلاد تتغيّرلكِنْ الله لاَ يتغيّر هُوَ صخرة لاَ يتغيّر إِتجاهنا وَنشعُر دائِماً أنَّنا مُطمئنِين فِى حياتنا لأِنَّنا مُتكِلِين عليه هُوَ صخرِتنا [ لاَ تُكَثِّرُوا الْكَلاَمَ الْعَالِي الْمُسْتَعْلِيَ وَلِْتَبْرَحْ وَقَاحَةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ ] ، كفاكُم كلام لاَ يلِيق بَلْ لِيكُن كلامكُم يلِيق بِعظمِة الله [ لأِنَّ الرَّبَّ إِلهٌ عَلِيمٌ0 وَبِهِ تُوزَنُ الأعْمَالُ ] ، النَفْسَ الَّتِى تتكلّم بِكلام الرُّوح تأخُذ لِسان تسبِيح هذِهِ هى مدرسة الرُّوح التُهمة الَّتِى أُتُهِم بِها السيِّد المسِيح هى أنّهُ لَمْ يتعلّم فَكيف يتكلّم بِهذا الكلام أليس هُوَ إِبن النَّجار ؟ لكِنّهُ أجابهُمْ إِنّهُ تعلّم مِنْ أبيه السَّماوِى بِهِ تُوزِن الأعمال لأِنّ مِيزان الله غير مِيزان البشرمُمكِن النَّاس تقُول إِنِّى تقِى لكِنْ الله يعلم القلب النَفْسَ الَّتِى تتحِد بِالله تشعُر أنّ الله هُوَ الَّذِى يُقِيمُها لِذا تُرضِى الله فقط فَلاَ تُقِيم أحد لأِنّهُ هُوَ إِله علِيم بِهِ تُوزن الأعمال [ الشَّبَاعَى آجَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْخُبْزِ وَالْجِيَاعُ كَفُّوا ] ، الشَّباعى جاعُوا فَعملوا لِكى يأكُلوا ، وَالَّذِين كانُوا جِياع إِكتفوا حَنَّة كانت جائِعة لكِنّها شبعت وَإِكتفت بِالثمر[ حَتَّى أنَّ الْعَاقِرَ وَلَدَتْ سَبْعَةً وَكَثِيرَةَ الْبَنِينَ ذَبُلَتْ ] ، حَنَّة لَمْ يكُن عِندها سبعة بنِين لكِنْ رقم سبعة فِى الكِتاب يرمُز لِلكمال وَكأنَّها نالت مِنْ الرّبّ كمال الثمر لِذا تقُول[ يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَُلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ وَيُمَلّكٌهُمْ كُرْسِيَّ الْمَجْدِ لأِنَّ لِلرَّبِّ أَعْمِدَةَ الأَرْضِ وَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ ] ،حَنَّة تُعلِن قُدرة الله وَرِعايتهُ لنا كلِمات فائِقة الأسرارالنَفْسَ الَّتِى تُحِبُّ الله ينفك لِسانها مِنْ عُقدة صمتِهِ صعب أنَّنا نقِف أمام الله وَ لاَ نعرِف ماذا نقُول لهُ لأِنّ قلوبنا لَمْ تتعوّد الرفع وَلِسانُنا لَمْ يتدرّب الحدِيث مَعَ الله لَوْ درّبنا قلوبنا وَلِسانُنا لاَ يُمكِن أنْ نقِف فِى حضرتِهِ صامِتين حَنَّة كانت إِنسانة تسبِيح لِذلِكَ هذِهِ الصلاة هى عيِّنة فقط ممّا فِى قلبِها [ وَذَهَبَ أَلْقَانَةُ إِلَى الرَّامَةِ إِلَى بَيْتِهِ ] ، رجِع ألقانة إِلَى بيتِهِ فِى الرِّامة بِدُون صموئِيل الطِفل الَّذِى كان عُمره وقتها سنتان [ وَكَانَ الصَّبِيُّ يَخْدِمُ الرَّبَّ أمَامَ عَالِي الْكَاهِنِ وَكَانَ بَنُو عَالِي بَنِي بَلِيَّعَالَ لَمْ يَعْرِفُوا الرَّبَّ ] ، هُنا الإِنجِيل يُقِيمُ مُقارنة صموئِيل الطِفل وَأولاد عالِى الكاهِن العتِيق الَّذِين كانُوا أشرار كانُوا بنو بلِيعال رغم أنّهُمْ أولاد كاهِن لكِنْ الشَّر كان مُتأصِل فِيهُمْ أحياناً الإِنسان يملُك عليه الشَّر وَ لاَ توجد مؤثِرات تُؤّثِر عليه رغم أنّ عالِى كان تقِى وَقديس لكِنْ كان لهُ خطيَّة وَهى أنّهُ لَمْ يُرّبِى أولاده فِى خُوف الله وَلَمْ يكُنْ يُنذِرهُمْ كان الصبِى صموئِيل يخدِم الرَّبّ بينما أولاد عالِى فِى شرٍ عظِيم رغم أنّهُمْ فِى الكهنُوت لكِنّهُم كانُوا مُخالِفين لِشريعة الكهنُوت وَكانُوا يعملون الخطيَّة مَعَ النِساء فِى الخيمة وَيُقّسِمُون الذبِيحة بِحسب هواهُمْ وَليس بِحسب الشريعة لأِنّ النَفْسَ عِندما يملُك عليها الفساد لاَ تحترِم المُقدّسات ، وَأحياناً نحنُ نشعُر داخِلنا بِذلِكَ وقارنا لِلمذبح يقِل وَلِلذبِيحة يقِل ، بينما النَفْسَ الَّتِى بِها مخافة الله تدخُل الكنِيسة بِفرح تترنّم بِالمزامِيرالنَفْسَ البعِيدة عَنَ الله تدخُل الكنِيسة بِإِستهتار [ وَكَانَ صَمُوئِيلُ يَخْدُمُ أمَامَ الرَّبِّ وَهُوَ صَبِيٌّ مُتَمَنْطِقٌ بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ ] ،مخافة الله كانت أمان عينىّ الطِفل وَالكِتان إِشارة إِلَى البِرّ [ وَعَمِلَتْ لَهُ أُمُّهُ جُبَّةً صَغِيرَةً وَأَصْعَدَتْهَا لَهُ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ عَُِنْدَ صُعُودِهَا مَعَْ رَجُلِهَا لِذَبْحِ الذَّبِيَحةِ ] ، حَنَّة مُعتادة أنْ تصعد كُلّ سنة لِتُقّدِم ذبِيحة فَكانت تأخُذ معها لِصموئِيل جُبَّة صغِيرة جدِيدة كتجدِيد عهد نذرها لأِبنها لأِنَّها قدّمتهُ بِلاَ ندامة وَكأنَّها تقُول لهُ إِثبت على ما أنت فِيه وَكُنْ فَرِحاً كما أنا فَرِحة ،[ المُعطِي المسرُور يُحِبُّهُ اللهُ ] ( 2 كو 9 : 7 ) ، أجمل شيء أنْ نُعطِى لله أمور غالية فِى حياتنا كما قدّم أبونا إِبراهِيم إِسحق إِبنهُ يقُول القدِيسُون [ كُلٍّ مِنّا لهُ إِسحق فَقّدِم لهُ إِسحاقك ] ، وَبِالنسبة لِحَنَّة الله يقُول أنا أُرِيد صموئِيل أُرِيد البكرِى لِماذا ؟ لأِنّهُ أوَّل فرحة لها[ وَبَارَكَ عَالِي أَلْقَانَةَ وَإِمْرَأَتَهُ وَقَالَ يَجْعَلْ لَكَ الرَّبُّ نَسْلاً مِنْ هذِهِ الْمَرْأَةِ بَدَلَ الْعَارِيَّةِ الَّتِي أَعَارَتْ لِلرَّبِّ وَذَهبَا إِلَى مَكَانِهِمَا ] ، نالا البركة عِوض ما أعطتهُ لله [ وَشَاخَ عَالِي جِدّاً وَسَمِعَ بِكُلِّ مَاعَمِلَهُ بَنُوهُ بِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَبِأَنَّهُمْ كَانُوا يُضَاجِعُونَ النِّسَاءَ ] ، عرف عالِى الكاهِن تفاصِيل خطايا بنُوه [ فَقَالَ لَهُمْ لِمَاذَا تَعْمَلُونَ مِثْلَ هذِهِ الأُمُورِ لأِنِّي أَسْمَعْ بِأُمُورِكُمُ الْخَبِيثَةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ لاَ يَا بَنِيَّ لأِنّهُ لَيْسَ حَسَناً الْخَبَرُ الَّذِي أَسْمَعٌ تَجْعَلُونَ شَعْبَ الرَّبِّ يَتَعَدَّوْنَ ] ، توبِيخ بِرخاوه لاَ يا أولادِى لابُد أنْ نعرِف متى نُوّبِخ وَمتى نُدّلِل وَلابُد أنْ يكُون لنا حِكمة لِنعرِف كيف نتصرّف وَمتى فَلاَ تستعجِب الرّبّ الرقِيق وَبِيدِه سُوط يطرُد الباعة مِنْ الهيكل بينما فِى حنان يقِف مَعْ المرأة المُمسكة فِى ذات الفِعل وَيقُول لِليهُود مَنَ مِنكُم بِلاَ خطيَّة فَليرمِها بِحجرأراد أنْ يقُول لهُمْ دعوا الدينونة لِلديَّان ثُمّ يُنذِرُها وَيقُول لها أما دانِك أحد وَأنا لاَ أُدِينك لاَ تعودِى لِلخطيَّة مرَّة أُخرى نراه أيضاً حنُون مَعَ بُطرُس الرسُول عِندما أنكرهُ لكِنّهُ شدِيد مَعْ الكتبة وَالفرّيسيُون وَكأنّهُ راصِد لِكُلّ تصرُّفاتهُمْ وَيُعطِيهُمْ الويل غضب الله مِنْ عالِى الكاهِن بِسبب أولاده بينما الطِفل صموئِيل[ وَأَمَّا الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ فَتَزَايَدَ نُمُوَّاً وَصَلاَحاً لَدَى الرَّبِّ وَالنَّاسِ أَيْضاً ] ، تزايد فِى النِعمة فِى عينىّ الله وَالنَّاس وَهُنا لمحة عَنْ المسِيح فَقَدَ قِيل عنهُ نَفْسَ الكلِمات فِى إِنجِيل لُوقا الإِنجِيليين مُشّبعِين بِالعهد القدِيم فِى الفترة ما قبل صموئِيل النبِى كان يوجد أنبياء لكِنّهُمْ ليسوا بِصِفة رسميَّة أمام الشَّعب فَكان الله يُعيِّن أُناس أتقياء مِنْ الشَّعب يكُونوا لِسانه فِى وسط الشَّعب وَيُطلق عليهُمْ رِجال الله فِى هذِهِ الفِترة ذهب رجُل الله لِعالِى الكاهِن وَقال لهُ الله يقُول لَكَ أولادك دنّسوا هيكلِى وَأنت فضّلت أولادك عنِى لكِن إِحذر [فَوْقَ العالِي عَالِياً] ( جا 5 : 8 ) ، أنت هكذا تأخُذ حقِّى [ لِذلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ إِنِّي قُلْتُ إِنَّ بَيْتَكَ وَبَيْتَ أَبِيكَ يَسِيرُونَ أَمَامِي إِلَى الأبَدِ وَالآنَ يَقُولُ الرَّبُّ حَاشَا لِي فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغَرُونَ ] ، الَّذِين يُكرِموننِى أُكرِمهُمْ وَالَّذِين يحتقروننِى يصغُرُون كلِمة " إِحتقار " كلِمة صعبة وَالله يستعمِلها كثِيراً فِى الخطيَّة وَكأنَّها إِحتقار لله قالها لِداوُد عِندما سقط وَأخطأ قال لهُ أنت إِحتقرتنِى أيضاً يقُول لِعالِى الكاهِن أولادك لَمْ يعمِلُوا الخطيَّة فِى الشَّعب بَلْ هُمْ إِحتقروننِى هل أنا أُكرِم الله فِى بيتِى وَأولادِى وَأُعلّمِهُمْ الصلاة وَالتسبِيح أم كُلّ همِّى هُوَ أكلهُمْ وَشُربُهُمْ ؟ الأكل وَالشُرب مُمكِن أىّ شخص يُعطِيه لهُمْ لكِنَّكَ أب أوْ أُم مسئول أمام الله عَنْ أولادك رُوحياً [ هُوَذَا تَأْتِي أَيَّامٌ أَقْطَعُ فِيهَا ذِرَاعَكَ وَذِرَاعَ بَيْتِ أَبِيكَ حَتَّى لاَ يَكُونَ شَيْخٌ فِي بَيْتِكَ وَتَرَى ضِيقَ الْمَسْكَنِ فِي كُلِّ مَا يُحْسَنُ بِهِ إِلَى إِسْرَائِيلَ وَ لاَ يَكُونُ شَيْخٌ فِي بَيْتِكَ كُلَّ الأْيَّامِ ] ، بِالفِعل أولاد عالِى كُلّهُمْ كانُوا مُجتمِعِين فِى مكان وَهُمْ شُبَّان وَهاج شاوُل الملِك على داوُد النبِى وَقِيل لهُ أنّ داوُد مُختبِىء عِندهُمْ فَذَهب هُناك وَقتلهُمْ لكِنْ أصعب شيئ على الراعِى هُوَ ضِيق المسكن كان بطريرك أيَّامه بِها ضِيقات فَطلب مِنْ الله أنْ يأخُذ نَفْسَه ضِيق المسكن هُوَ أنّ أولاد الله يتركوه وَتصِير الكنِيسة بِلاَ مؤمِنين ، هذا هُوَ ضِيق المسكن وَهُو مُر على الراعِى [ وَجَمِيعُ ذُرّيَّةِ بَيْتِكَ يَمُوتُونَ شُبَّاناً ] [ وَأُقِيمُ لِنَفْسِي كَاهِناً أَمِيناً يَعْمَلُ حَسَبَ مَا بِقَلْبِي وَنَفْسِي ] ، هذِهِ إِشارة لِلمسِيح وَفِى نَفْسَ الوقت إِشارة لإِحلال الكهنُوت[ وَأَبْنِي لَهُ بَيْتاً أَمِيناً فَيَسِيرُ أمَامَ مَسِيحِي كُلَّ الأيَّامِ ] ، هذِهِ مملكِة داوُد هُوَ الَّذِى يُقّدِس الشَّعب وَيُنادِى بِملكُوتِى وَيُمّهِد الطرِيق لِى أنا " مسيِحِي " كانت كلِمة غرِيبة على مسامِع النَّاس فِى ذلِكَ الوقت وَالكنِيسة الآن تقرأ المزمُور قبل الإِنجِيل وَكأنّ داوُد يُعِد الطرِيق أمام المسِيح 0
الإِصحاح الثالِث :-
[ وَكَانَ الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ يَخْدُِمُ الرَّبَّ أمَامَ عَالِي0 وَكَانَتَ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَزِيزَةً فِى تِلْكَ الأْيَّامِ ] ، الله عِندما يجِد الشَّرُور كثِيرة يُعّزِز نَفْسَه وَقلبهُ ينكسِر وَ لاَ يُنادِى كثِيراً حتَّى لاَ يجرحُوا قلبه وَتكُون دينونتهُمْ أكبر عِندما تكُون النَفْسَ مُنغمِسة فِى الشَّرُور يكُون الإِنجِيل أمامها مفتُوح وَلكِنَّها لاَ تفهم لأِنّ كلِمة الله عزِيزة ، بينما لَوْ عاشت النَفْسَ حياة توبة تجِد كلِمة الله سخيَّة [ وَكَانَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ إِذْ كَانَ عَالِي مُضْطَجِعاً فِي مَكَانِهِ وَعَيْنَاه إِبْتَدَأَتَا تَضْعَفَانِ لَمْ يَقْدِرْ أنْ يُبْصِرَ وَقَبْلَ أنْ يَنْطَفِىءَ سِرَاجُ اللهِ وَصَمُوئِيلُ مُضْطَجِعٌِ فِي هَيَكَلِ الرَّبِّ الَّذِي فِيهِ تَابُوتُ اللهِ ] ، مكان عالِى الكاهِن تقرِيباً الحُجرة الَّتِى بِجانِب صموئِيل وَلكِنّهُ لَمْ يقُل مكانه قُرب تابُوت الله بينما قِيل عَنْ مكان صموئِيل فِى هيكل الرَّبّ أمام تابُوت الله رغم أنّ الإِثنان فِى الهيكل إِذن هُوَ تكلّم عَنْ القلب قلب صموئِيل غير قلب عالِى رغم أنّ الإِثنان بِجانِب بعضِهِما أىّ مُمكِن تكُون فِى عملك لكِنَّك أمام هيكل الله بِالقلب ، وَمُمكِن تكُون فِى الكنِيسة لكِنْ قلبك بعِيد عَنْ الله هى حالِة قلب وَالآباء القدِيسُون يقُولُون[ أنّ العالم كُلّه يُصبِح كنِيسة لِلقلب الخائِف الله ] الله دعا صموئِيل وَهُوَ طِفل فِى عُمر إِثنى عشر سنة أوْ أقل فَلَم يستطع أنْ يُمّيِزُ الصُوت وَكان الطِفل لهُ فِى الهيكل حوالِى عشر سنوات عِندما سمِع الصُوت يُناديه ذهب إِلَى عالِى الكاهِن وَسألهُ هل طلبتنِى ؟ أجابهُ عالِى بِالنفى وَتكرّر النِداء ثلاث مرّات وَفِى كُلّ مرّة يذهب لِعالِى ، وَفِى ثالِث مرَّة فهم عالِى ما يحدُث لِصموئِيل فقال لهُ [ إِذْهَبِ إِضْطَجِعْ وَيَكُونُ إِذَا دَعَاكَ تَقُولُ تَكَلَّمْ يَارَبُّ لأِنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ فَذَهَبَ صَمُوئِيلُ وَإِضْطَجَعَ فِي مَكَانِهِ ] ،عالِى جرّب الله وَإِختبرهُ فَعرِف الصُوت ليتنا نقُول لله دائِماً تكلّم ياربّ فَإِنّ عبدك سامِع قبل الإِنجِيل وَقبل القُدّاس وَقبل الصلاة النَفْسَ الخاضِعة لله تسمع صوتهُ الله حنُون على النَفْسَ رغم جهلِها فَنادى على صموئِيل أربع مرَّات وَفِى رابِع مرَّة قال لهُ صموئِيل تكلّم ياربّ فَإِنّ عبدك سامِع ، فَقَالَ لهُ الله [ هُوَذَا أنَا فَاعِلٌ أَمْراً فِي إِسْرَائِيلَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ ] ، هُنا تحقّقت كلِمة رجُل الله الَّذِى أتى لِعالِى الكاهِن بعد عشر سنوات الله أطال أناته عشر سنوات أحياناً نستهِين بِلُطف الله لكِنْ سيأتِى وقت وَيقُول الآن سَأصنع أمر تطِنُّ لهُ الأذان الله صامِت أمام شرور العالم لكِنْ سيأتِى وقت وَيعمل [ لأِنّهُ ليس رحمة فِى الدينُونة لِمَنَ لَمْ يستعمِل الرَّحمة ]( مِنْ قِطع الخِدمة الثالِثة ) [ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ عَلَى عَالِي كُلَّ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَى بَيْتِهِ أَبْتَدِئُ وَأُكَمِّلُ وَقَدْ أَخْبَرْتُهُ بِأَنِّي أَقْضِي عَلَى بَيْتِهِ إِلَى الأبَدِ مِنْ أَجْلِ الشَّرِّ الَّذِي يَعْلَمُ أنَّ بَنِيهِ قَدْ أَوْجَبُوا بِهِ اللَّعْنَةَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَمْ يَرْدَعْهُمْ0 وَلِذلِكَ أَقْسَمْتُ لِبَيْتِ عَالِي أَنَّهُ لاَ يُكَفَّرُ عَنْ شَرِّ بَيْتِ عَالِي بِذَبِيحَةٍ أَوْ بِتَقْدِمَةٍ إِلَى الأبَدِ ] ، الآن لَنْ أُنذِرهُ مرَّة أُخرى بَلْ سأُقِيم عليهِ ما تكلّمت بِهِ لأِنّهُ لَمْ يُردِع أولاده عَنْ شرورهُمْ [ وَإِضْطَجَعَ صَمُوئِيلُ إِلَى الصَّبَاحِ وَفَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَافَ صَمُوئِيلُ أنْ يُخْبِرَ عَالِي بِالرُّؤْيَا ] ، صموئِيل رقِيق رغم أنّهُ يعلم بِشرور أولاد عالِى إِلاّ أنّهُ يأخُذ رأى وَمشورة عالِى إِحترام كهنُوت لأِنّ الكهنُوت هُوَ وعاء لِلرُّوح أمَّا شخص الكاهِن وَأعماله فَهَذَا شيئ لاَ يخُصِنا الله لاَ يُعطِى أسراره لِبِر الكاهِن وَكما يقُول القدِيس مارِأفرآم[ أعطِى الكرامة اللائِقة لِلكاهِن كوكِيل لأسرار الله وَ لاَ تتأملّ أعماله فَهُوَ مِنْ حيث درجتهُ ملاك وَمِنْ حيث طبيعتهُ إِنسان وَبِالرَّحمة صار وسِيط بين الله وَالنَّاس ]هُوَ إِنسان لكِنْ صار وعاء لله ، وَهكذا تعامل صموئِيل مَعَ عالِى وَشعر أنّهُ صغِير أمام عالِى فَخَافَ أنْ يُخبِرهُ بِالرُّؤيَا ، لكِنْ عالِى نادى صموئِيل وَطلب مِنهُ أنْ يقُص لهُ الرُّؤْيَا وَشجّعهُ وَقال لهُ أنّ الله سيفعل لَكَ وَيُزِيد إِذا لَمْ تُخبرنِى [ فَأَخْبَرَهُ صَمُوئِيلُ بِجَمِيعِ الْكَلاَمِ وَلَمْ يُخْفِ عَنْهُ فَقَالَ هُوَ الرَّبُّ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ يَعْمَلُ ] ، سمِع عالِى الكلام لِثانِى مرَّة ، المرَّة الأوَّلى مِنْ رجُل الله وَالمرَّة الثانية مِنْ الرّبّ مُباشرةً لكِنْ الله يعلم الخفاء فَخِدمة عالِى وَتقواه لَنْ تذهب هباء 0
الإِصحاح الرَّابِعُ :-
حدث حرب بين فلسطِين وَشعب الله وَهُزِم شعب الله [ وَقَالَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ لِمَاذَا كَسَّرَنَا الْيَوْمَ الرَّبُّ أمَامَ الْفِلِسْطِينيِيِِّنَ0 لِنَأْخُذْ لأِنْفُسِنَا مِنْ شِيلُوهَ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ فَيَدْخُلَ فِي وَسْطِنَا وَيُخَلِّصَنَا مِنْ يَدِ أَعْدَائِنَا ] ، نأخُذ معنا التابُوت فِى الحرب فَنغلِب وَنخلُص مِنْ يد أعدائنا فَأخذوا التابُوت معهُمْ [ فَخَافَ الْفِلِسْطِينيُّونَ لأِنَّهُمْ قَالُوا قَدْ جَاءَ اللهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ وَقَالُوا وَيْلٌ لَنَا لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُ هذَا مُنْذُ أَمْسِ وَ لاَ مَا قَبْلَهُ ] ، إِرتعب الفلسطِينيُون مِنْ التابُوت قائِلِين [ وَيْلٌ لَنَا مَنْ يُنْقِذُنَا مِنْ يَدِ هؤلاَءِ الآلِهَةِ الْقَادِرِينَ هؤلاَءِ هُمُ الآلِهَةُ الَّذِينَ ضَرَبُوا مِصْرَ بِجَمِيعِ الضَّرَبَاتِ فِي الْبَرِّيَّةِ ] ، الضربات العشرة كانت حرب آلِهة وَكُلّ ضربة كانت ضِد آلِهة المصرِيين وَليس ضِد أشخاص ، النَّار وَالشَّمس وَالنَّهر وَالذُباب وَكُلّها آلِهة عبدها المصرِيين وَكأنّ الله يُعلِن نَفْسَه هُوَ الإِله الحقَّ ، لِذا خاف الفلِسطِينيُون وَبنِى إِسرائِيل إِعتبروا أنّ التابُوت أداة نصر لكِنْ فِى النِهاية هُزِم شعب الله لأِنّ الله أراد أنْ يُعلِّم شعبه أنّ السِر ليس فِى التابُوت بَلْ فِى تقواهُمْ وَنقاوتهُمْ وَحِفظِهِمْ لِلوصايا هى الَّتِى تُعطِيهُمْ النُصرة لاَ تتعامل مَعَ الله بِحسب الشكل لِكى تنال مصالِح مُعيّنة لاَ لاَ تتناول لِكى تنجح أوْ تضع الإِنجِيل بِجانِب مرِيض لاَ يعمل بِالإِنجِيل ، السلُوك بِمُقتضى إِلهنا وَوصاياه هُوَ الَّذِى يُعطِينا الغلبة إِيمانُنا مِنْ أصعب مواقِف العهد القدِيم [ وَأُخِذَ تَابُوتُ اللهِ ] ، أخذ الأعداء التابُوت وَكأنّ الله يقُول أنا مُمكِن أتخلّى عنك لَوْ أنت تخلّيت عنِّى عالِى الكاهِن كان قلبهُ مُضطرِب ليس لأجل أولاده الَّذِين كانُوا فِى الحرب بَلْ لأجل تابُوت الله ، وَجاءهُ إِنسان وَأخبرهُ أنّ أولاده ماتوا وَأُخِذ التابُوت [ وَكَانَ لَمَّا ذَكَرَ تَابُوتَ اللهِ أَنَّهُ سَقَطَ عَنِ الْكُرْسِيِّ إِلَى الْوَرَاءِ إِلَى جَانِبِ الْبَابِ فَانْكَسَرَتْ رَقَبَتُهُ وَمَاتَ ] ، عِندما علِم عالِى بِخبر التابُوت حزِن وَسقط وَإِنكسرت رقبتهُ وَمات وَهذا أمر يُحسب لهُ ، زوجة فِينحاس كانت حامِل وَولدت إِبناً أسمتهُ " إِيخابُود " وَهى كلِمة جدِيدة على إِسرائِيل وَمعناها " التابُوت أُخِذ " لنَفْسَ الَّتِى تُحِبّ الله تحزن على تابُوت الله لأِنّ الله سِر نُصرتها وَمجدها ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين .
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج1
سِفر صموئِيل الأوَّل مِنْ الأسفار الرائِعة الَّذِى يحكِى تعامُلات الله مَعَ شعبه وَكنِيسته وَكهنته وَكيف أنّ الله يُدّبِر كُلّ شيء وَهُوَ صانِع التارِيخ الحقيقِى لِلكنِيسة ، وَهُوَ الَّذِى يُقِيم الرُعاة وَيُعطِيهُمْ الكلِمة ، وَهُوَ صانِع النُصرة وَالهزِيمة سِفرىّ صموئِيل الأوَّل وَالثانِى وَسِفرىَّ ملوك الأوَّل وَالثانِى هى أسفار المملكة وَيحكِى قصَّة تارِيخ مملكة إِسرائِيل وَقِصص ملوكها وَتدُّخلات الأنبياء وَتعامُلات الله مَعَ شعبه ،وَفِى كُلّ مرحلة كيف يُعطِيهُمْ الله نِعمة خاصَّة وَمشيئة خاصَّة .
دراسة فى سفر راعوث ج3
رَاعُوث تخلَّت عَنْ صِفتها كإِمرأة وَالتقطت وسط الرِّجال فِى الحقل وَهذا يُشِير إِلَى أنَّ النَّفْسَ الأمِينة لاَ تعرِف التدلِيل وَتعرِف كيف تحتمِل المشقات فِى جِهاد الرِّجال كُلّ نَفْسَ تدخُل فِى عِشرة حلوة مَعَْ الله تدخُل فِى طبع وَجِدِيَّة وَإِلتزام الرِّجال بعدما عملت وَكافأها بُوعز سجدت لَهُ وَسألت كيف وجدت نِعمة فِى عينيهِ النَّفْسَ الأمِينة تتصاغر أمام الله لِذلِكَ أعطاها بُوعز عطايا أكثرهكذا قانُون الحياة الرُّوحِيَّة كُلّ ما تنكسِر أمام الله كُلّ ما يُزِيدكَ عطايا حَتَّى يفعل معكَ كما فعل بُوعز مَعَْ رَاعُوث حيثُ ناولها بِيَدِهِ طعام لِذلِكَ نحنُ نُؤمِن أنَّ المسِيح هُوَ الَّذِى يُناوِلنا جسده قِمَّة الحُب أنَّ شخص يُطعِم آخر بِيَدِهِ النَّفْسَ كُلّ ما تُعلِن خضُوعها لله تكُون النتِيجة مزِيد مِنْ العطايا وَهذا يدفعها لِمزِيد مِنْ الجِهاد.
دراسة فى سفر راعوث ج2
رجعت رَاعُوث وَحماتها مِنْ مُوآب وَوصلتا بيت لحم فِى أوان الحصاد وَلَمْ يعرِفهُما أحد لأِنَّ ملامِح نُعمِى تغيَّرت وَرَاعُوث كانت غرِيبة عَنْ الشَّعْب.
دراسة فى سفر راعوث ج1
زمن السِفر :-
أثناء عصر القُضاة فِى فِترة جدعُون القاضِى تقرِيباً 0
قِصة السِفر :-
يحكِى قِصة بسِيطة لكِنْ لها معانِى رُوحِيَّة عمِيقة جِدّاً تقُول القِصة أنَّ رجُل يُدعى ألِيمالِك يعِيش فِى بيت يهُوذا فِى بيت لحم مسقط رأس ربَّ المجد يسُوع هذِهِ المدِينة تعرَّضت لِمجاعة فأخذ ألِيمالِك زوجته وَولديه وَهاجر إِلَى مُوآب وَمُوآب هذِهِ مُسماه عَلَى إِسم أحد أولاد لوط الَّذِى لمَّا خرج مِنْ سدُوم وَعمورة كَانَ عِندهُ صدمة أنْ يعِيش فِى وسط ناس فعاش الوِحدة مَعَ بنتيهِ فقط لكِنْ بناته جاءت لهُما فِكرة شرِّيرة وَهِى أنْ يضطجِعوا مَعَ أبوهُمْ لِكى يكون لهُمْ ذِكر فِى الأرض فولدت الإِبنة الكُبرى مُوآب وَولدت الإِبنة الصُغرى عمُّون أى أنَّ مُوآب هُوَ ثمر الخطِيَّة لِذلِكَ عُرِف الشَّر عَنْ شعب مُوآب هذا الرجُل ألِيمالِك الَّذِى مِنْ بيت لحم ذهب إِلَى مُوآب بيت الشَّر وَزوَّج أولاده مِنْ مُوآبيات رغم أنَّ هُناكَ وصِيَّة تقُول لاَ يتزوَّج اليهُودِى بِأُمميات كانت الزوجتان الأُمميات هُما عُرفةُ وَرَاعُوثُ وَبعد فِترة مات الرَّجُل ثُمَّ ولديه وَبقيت الزوجة نُعمِى وَكِنَّتاها عُرفة وَرَاعُوث وَلمَّا طال الزمن وَبدأت نُعمى تجوع ففكرت فِى الرُجُوع لِبيت لحم وَطلبت مِنْ كِنَّتاها أنْ يظِلا فِى مُوآب لكِن راعُوث رفضت أنْ تترُكَ حماتِها بينما رجعت عُرفة إِلَى بيت أبِيها بعد إِلحاح حماتِها عليها فعادت نُعمِى وَرَاعُوث إِلَى بيت لحم وَعرفها أهل بيت لحم وَلكِنْ كَانَ شكلها قَدْ تغيَّر فقالت لهُمْ نُعمِى أنَّ الله قَدْ أذلَّها وَعاشت رَاعُوث مَعَ نُعمِى وَكانت رَاعُوث مُجتهِدة وَكَانَ وقت الحصاد وَفِى وقت الحصاد كانُوا يترُكُون جوانِب الحقل لِيلتقِط مِنْهُ الغُرباء وَأيضاً يلتقِطُوا الَّذِى يقع مِنْ أصحاب الأرض وَجاء أحد أصحاب الحُقُول وَهُوَ مِحور السِفر وَيُدعى بُوعز نزل لِحقلِهِ فوجد رَاعُوث مُجتهِدة فِى الحصاد وَسأل عنها وَعرفها وَتركها وسط الحصَّادِين تأكُل معهُمْ وَتشرب معهُمْ وَرجعت رَاعُوث بِحصادٍ كثِير لِنُعمِى وَحكت لِحماتِها عمَّا حدث معها خِلاَلَ اليوم وَعرَّفتها أنَّها كانت فِى حقل بُوعز فقالت لها نُعمِى أنَّهُ ثانِى ولِى لهُمْ أى أنَّهُ إِذا مات الزوج يتزوَّج زوجتهُ لِيُقِيم لِلميت نسل وَإِذا مات الولِى الأوَّل يتزوجها الولِى الثَّانِى وَهكذا وَكَانَ بُوعز هُوَ الولِى الثَّانِى لِرَاعُوث ( كَانَ الصُّدُقِيُون قَدْ سألوا السيِّد المسِيح عَنْ زوجة تزوجها سبعة أخوة فتكون زوجة لِمَنَ مِنهُمْ فِى السَّماء فقال لهُمْ السيِّد المسِيح أنَّهُ فِى السَّماء لاَ يُزوجون وَ لاَ يتزوجون هؤلاء السبعة أخوة هُمْ أولِية الزوجة ) قالت نُعمِى لِرَاعُوث إِذهبِى إِلَى بُوعز وَعرَّفِيه درجة القرابة بيننا وَقَالَ لها بُوعز لِنسأل الولِى الأوَّل الَّذِى وجد نَفْسَه سيخسر إِذا تزوَّج بِرَاعُوث فتركها لِبُوعز وَكَانَ ثمر زواجِهِما عُوبِيد أبو يسَّى أبو داوُد النبِى رَاعُوث تُمَّثِل النَّفْسَ المُجاهِدة المُتمسِكة بِالوصايا وَ لاَ تُحِب العالم تُمَّثِل كنِيسة الأُمم الَّتِى تركت الوثنِيَّة وَأرتبطت بِالمسِيح إِذاً بُوعز يُشِير لِلمسِيح أمَّا نُعمِى فَهِى تُمَّثِل النَّامُوس الَّذِى هُوَ الخطوة الأولى لِلإِرتباط بِبُوعز وَ لاَ يلِيق أنْ ترتبِط نُعمِى بِبُوعز وَلكِنْ لاَ يُمكِنْ الإِستغناء عنها [ لأِنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعطِيَ0 أمَّا النِّعمةُ وَالحقُّ فبِيسُوعَ المسِيحِ صَارَا ] ( يو 1 : 17 ) أى أنّنا لاَ نرتبِط بِالمسِيح دُون المرُور بِالنَّامُوس0
الأصْحَاحُ الأوَّلُ :-
[ حدث فِي أيَّامِ حكمِ القُضاةِ أنَّهُ صَارَ جُوع فِي الأرضِ فذهب رجُل مِنْ بيتِ لحمِ يهُوذا لِيتغرَّبَ فِي بِلاَدِ مُوآبَ هُوَ وَامرأتهُ وَابناهُ ] هُنا النَّفْسَ البشرِيَّة الَّتِى لاَ تحتمِل المجاعة المجاعة نوعان مجاعة جسدِية أى ضِيقات وَتجارُب وَآلام وَلابُد أنْ لاَ ننفُر مِنها لكِنْ هذا الرَّجُل فشل فِى إِحتمال الضِيقات وَنسى مواعِيد الله وَشعب الله وَفكَّر بِطرِيقة مادِّية أحياناً النَّفْسَ ترفُض أى ضِيقة مِنْ الله بينما يقُول الأنبا بولا[ مَنْ يهرُب مِنْ الضِيقة يهرُب مِنْ الله ]هذا الرَّجُل هرب مِنْ الضِيقة بِطرِيقة بشرِيَّة بينما[ إِنْ أراد أحد أنْ يأتِي ورائِي فليُنكِر نَفْسَهُ وَيحمِلْ صلِيبهُ كُلَّ يومٍ وَيتبعنِي ]( لو 9 : 23 )[ وَمَنْ لاَ يحمِلُ صلِيبهُ وَيأتِي ورائِي فَلاَ يقدِرُ أنْ يكُونَ لِي تلمِيذاً ] ( لو 14 : 27 ) إِذاً لابُد مِنْ شرِكة الآلام0
النوع الثَّانِى مِنْ المجاعة هُوَ مجاعة رُوحِيَّة فَلاَبُد مِنْ إِحتماله كثِيراً ما نشعُر بِفترات جوع رُوحِى وَفتُور وَعدم تلذُّذ بِالله وَبِالصلاة وَالإِنجِيل وَتُرى ما الحل ؟الحل هُوَ الثبات وَالصمت الله ينظُر إِلَى الثبات الَّذِى يثبُت وَيكون أمِين فِى فترات الفتُور يتذكَّى أمام الله أكثر لأِنَّ ذلِكَ قِمة الحُب النَّفْسَ الَّتِى تهرُب مِنْ الجوع الأرضِى وَالرُّوحِى بِطرِيقة بشرِيَّة وَتقُول أعِيش كباقِى النَّاس هذا ليس حل بَلْ الحل هُوَ الثبات عَلَى ما تعلَّمتهُ وَتقُول[ بِاسمِكَ أرفعُ يَدَيَّ كما مِنْ شحمٍ وَدسمٍ ] ( مز 63 : 4 – 5 )هذا يُعطِى حماس أكثر لِلحياة مَعَ الله ما الَّذِى يجعلكَ تعرِف معنى الخِير ؟الجفاف وَتعرِف معنى النُور ؟الظلاَمَ هذا الرَّجُل رفض المجاعة وَهذا يُعلِنْ عَنْ نَفْسَ ترفُض عمل الله ما مِنْ ضِيقة تُقابِلنا وَنأخُذ قرار مِنْ ذواتنا هذا خطرإِحذر أنْ تأخُذ قرار فِى ضِيقة تُقابِلَكَ مِنْ ذاتكَ قرار بشرِى وَتقُول أذهب إِلَى مُوآب هذا الرَّجُل حسبها حِسبة خطأ فِى لحظة وَنفَّذها لكِنْ ذلِكَ خِدعة مِنْ عدو الخِير[ فَأتوا إِلَى بِلاَدِ مُوآبَ وَكانُوا هُناكَ0وَمَاتَ ألِيمالِكُ رجُلُ نُعمِي وَبقِيت هِي وَابناها ثُمَّ مَاتَا كِلاَهُما محلُونُ وَكِليُونُ فتُرِكتِ المرأةُ مِنِ ابنيها وَمِنْ رجُلِها ]عِندئِذٍ أرادت نُعمِى أنْ تعود إِلَى بيت لحم لأِنَّ الله كَانَ قَدْ إِفتقد شعبه بِالخير [ فَقَامتْ هِيَ وَكنَّتاها وَرجعتْ مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ لأِنَّها سمِعتْ فِي بِلاَدِ مُوآبَ أنَّ الرَّبَّ قَدِ افتقد شعبهُ لِيُعطِيهُمْ خُبزاً ] وَأرادت نُعمِى أنْ تُقنِع كنَّتاها أنْ يعودا إِلَى بيت أبويهِما فِى سِفر رَاعُوث بعض مبادِئ وَأخلاقِيات عالية رَاعُوث أظهرت شخصِيَّة المرأة المُحِبة الباذِلة نُعمِى قالت لِكنَّتاها الرَّبُّ يصنع معكُما إِحساناً كما صنعتُما بِى وَلِيُعطِيكُما الرَّبُّ راحة كُلُّ واحِدة فِى بيت رجُلِها هذا الكَلاَمَ لاَ يخرُج إِلاَّ مِنْ سيِده تقية وَأُم بارة حِكمة وَمحبَّة وَإِتساع00جمِيل أنَّ الشخص عِندما يُرِيد أنْ يقُوم بِأمرٍ مُعيَّن أنْ يضع نَفْسَه مكان الآخرِين وَ لاَ ينظُر لَهُ مِنْ وِجهة نظره هُوَ [ لاَ تنظُرُوا كُلُّ واحِدٍ إِلَى ما هُوَ لِنَفْسِهِ بَلْ كُلُّ واحِدٍ إِلَى ما هُوَ لآِخرِينَ أيضاً ] ( فى 2 : 4 ) نُعمِى تكلَّمت مَعَ كنَّتاها ثُمَّ قبَّلتهُما أى أنَّها إِتخذت القرار[ وَرَفعنَ أصواتهُنَّ وَبكينَ ] بنات مُخلِصات قالت رَاعُوث وَعُرفة لاَ بَلْ نعُود معكِ لِشعبكَ نُرِيد أنْ نطمئِن عليكِ لكِنَّها أرادت إِقناعهُما فقالت لهُما [ هل فِي أحشائِي بنُون بعدُ حَتَّى يكُونُوا لكُما رِجالاً اِرجِعا يا بِنتيَّ وَاذهبا لأِنِّي قَدْ شِختُ عَنْ أنْ أكُونَ لِرَجُلٍ وَإِنْ قُلتُ لِي رجاء أيضاً بِأنِّي أصِيرُ هذِهِ اللَّيلةَ لِرَجُلٍ وَألِدُ بنِينَ أيضاً هلْ تصبِرانِ لَهُمْ حَتَّى يكبُرُوا هلْ تنحجِزانِ مِنْ أجلِهِمْ عَنْ أنْ تكُونا لِرَجُلٍ ] هذا كَلاَمَ غير منطِقِى إِسلُوب جمِيل فِى التعامُل مَعَ كنَّاتِها الشخص الَّذِى لاَ أتعامل معهُ كإِبن لِى يكُون التعامُل معهُ صعب [ لاَ يا بِنتيَّ فَإِنِّي مغمُومةٌ جِدّاً مِنْ أجلِكُما ] هِى مغمُومة عليهِما وَعِندها شعُور أنَّ الَّذِى حدث لَهُمْ كَانَ بِسبب تفكِيرها هِى وَزوجِها لِذا قالت لهُما [ لأِنَّ يَدَ الرَّبِّ قَدْ خرجت عَلَيَّ ] تُرِيد أنْ تقُول أنَّ الذنب ذنبِى أنا وَليس ذنبكُما [ ثُمَّ رفعن أصواتِهُنَّ وَبكين أيضاً فقبَّلت عُرفةُ حماتها وَأمَّا رَاعُوثُ فلصِقتْ بِها ] أرادت نُعمِى أنْ تُقنِع رَاعُوث كما أقنعت عُرفة فقالت لها [ هُوذا قَدْ رجعت سِلفتُكِ إِلَى شعبِها وَآلِهتِها اِرجعِي أنتِ وراء سِلفتُكِ ]عُرفة تُمَّثِل الجِهاد الشخصِى أى الَّذِى يُرِيد أنْ يتحِد بِالله لكِنْ بِالمجهُود الشخصَِى الذَّاتِى بِعواطِفِهِ وَإِمكانِياتِهِ البشرِيَّة فيصِل إِلَى حد مُعيَّن وَ لاَ يستطِيع أنْ يتعداه لِلوصُول إِلَى بُوعزإِلاَّ إِذا كَانَ لِهذِهِ النَّفْسَ إِستنارة داخِلِيَّة لِذلِكَ كُلّ جِهاد بِطاقة بشرِية محدُود ثُمَّ يعُود مِثْلَ عُرفة لكِنْ لِتقُول النَّفْسَ [ معُونتِي مِنْ عِندِ الرَّبِّ ] ( مز 121 : 2 ) كَمِثْلَ رَاعُوث الَّتِى قالت لِحماتِها [ لاَ تُلِحّي عَلَي أنْ أترُككِ وَأرجِعَ عنكِ لأِنَّهُ حيثُما ذهبتِ أذهبُ وَحيثُما بتِّ أبِيتُ شعبُكِ شعبِي وَإِلهُكِ إِلهِي حيثُما مُتِّ أمُوتُ وَهُناكَ أندفِنُ هكذا يفعلُ الرَّبُّ بِي وَهكذا يزِيدُ إِنَّما الموتُ يفصِلُ بينِي وَبينكِ ] قرار قوِى جعل رَاعُوث تستحِق أنْ يأتِى مِنها عُوبِيد وَتدخُل فِى سِلسِلة أنساب المسِيح نعم رَاعُوث ذاهِبة إِلَى المجهُول لكِنْ عِندها ثِقة أنَّها مَعَ نُعمِى وَنُعمِى هِى مصدر بركة لِرَاعُوث قالت رَاعُوث لِنُعمِى [ إِلهُكِ إِلهِي ] رَاعُوث تُعلِن إِيمانها بِإِله نُعمِى رغم أنَّ كُلّ المؤشِرات تقُول إِنْ إِله نُعمِى ذلَّها كما قالت فِيما بعد رَاعُوث إِستحقت المِيراث الصالِح بِسبب إِشتياقات قلبِها هذِهِ هِى النَّفْسَ الأمِينة الَّتِى تسِير مَعَ الله سواء كَانَ يوجد تعزِيات أوْ ضِيقات إِنَّما تقُول لله أتبعك حيثُما تمضِى سأتبعك وَإِنْ حملت الصلِيب وَإِنْ تُهان وَإِنْ تُذل هذِهِ هِى النَّفْسَ الَّتِى لها رصِيد مِنْ الحُب يتعدَّى طاقتها البشرِية إِحذر أنْ تضع عائِق بينك وَبين الله كما قَالَ بُولُسَ الرَّسُولَ[ مَنَ سيفصِلُنا عَنْ محبَّةِ المسِيحِ أشِدَّة أمْ ضِيق أم اضطِهاد أم جُوع أم عُري أم خطر أم سيف ] ( رو 8 : 35 ) رَاعُوث تتكلَّم بِقلب حار مُتجِه لله وَعِندها إِستعداد أنْ تعِيش مِنْ أجل الله وَتُضَّحِى بِذاتِها مِنْ أجله جيِّد أنْ يفوق الإِنسان طاقته البشرِية وَيلغِى عقله وَيُسَّلِم لله كما قَالَ بُولُسَ الرَّسُولَ عِندما كانت السفِينة ستغرق بِهِمْ [ سلَّمنا فصِرنا نُحملُ ] ( أع 27 : 15 ) هكذا رَاعُوث لَوْ كانت قَدْ فكَّرت بِعقلِها لكانت تقُول مَنَ هِى نُعمِى هذِهِ الأرملة الَّتِى تركت شعبها وَشعبها نساها وَفِى أرضها بِها مجاعة حَتَّى ألتصِق بِها أحياناً أولاد الله يأخُذُون شكل نُعمِى الَّتِى ليس لها سند نُعمِى تُمَّثِل النَّامُوسَ لأِنَّ بِها شيخوخة وَعجز وَعُقمْ لكِنَّها طرِيق لِلوصُول إِلَى بُوعز لِذلِكَ الكِتاب المُقدَّسَ يضُم العهد القدِيم وَالعهد الجدِيد لابُد أنْ نعرِف نُعمِى لِكى نتحِد بِبُوعز رائِعة الكلِمات الَّتِى قالتها رَاعُوث لِنُعمِى لأِنَّها نشِيد حُب ليتنا نقوله لله أنّنا لَنْ نترُكه حيثُما ذهب نذهب ليتنا نشعُر أنَّ كُلّ مكان نذهب إِليهِ يكون فِيهِ الله لأِنَّهُ لاَ يحِدَّه مكان هذا يأتِى مِنْ قِمَّة العِشرة وَقِمَّة الحُب يا ليت هذا الحُب يكون لِمسِيحنا فنتمسَّكَ لِدرجِة الموت عِندما وجدت نُعمِى أنَّ رَاعُوث مُتمسِكة بِها تركتها تذهب معها إِلَى بيت لحم الله يُحِب أنْ يسمع مِنّا هذا الإِلحاح وَنقُول لَهُ إِنَّنا لَنْ نترُكه حَتَّى وَلَوْ جُرِّبنا أوْ لَوْ سمح لنا بِجفاف وَكما يقُول بُولُسَ الرَّسُولَ [ تدرَّبتُ أنْ أشبعَ وَأنْ أجُوعَ ] ( فى 4 : 12 )المُهِمْ أنَّ كِفايتنا مِنْهُ هُوَالله يُحِب أنْ يسمع مِنّا هذِهِ الإِلحاحات حَتَّى لاَ نكُون تابِعِين لَهُ لِهوى شخصِى كما قَالَ ربَّ المجد لِلَّذِينَ تبعوه أنَّهُمْ تبعوه ليس لأِنَّهُمْ رأوا آياته بَلْ لأِنَّهُمْ أكلوا مِنْ الخُبز وَشبِعوا أمَّا رَاعُوث فهِى تبعت نُعمِى وَإِلهها لِلمحبَّة المُجرَّدة [ وَكَانَ عِند دُخُولِهِما بيتَ لحمٍ أنَّ المدِينة كُلَّها تحرَّكت بِسببِهِما وَقالُوا أهذِهِ نُعمِي ] المدِينة كُلّها تحرَّكت لمَّا دخلت لأِنَّ ملامِحها كانت قَدْ تغيَّرت النِفُوسَ الَّتِى تترُكَ المعِيَّة مَعَ الله وَتلتمِسَ الخِير مِنْ مُوآب تفقِد ملامِحها وَصورِتها كإِبن لله أحياناً نقُولَ معقُولَ يكُون هذا الشخص مسِيحِى ؟ فلِماذا يتكلَّم هكذا وَيتصرَّف بِسلُوكَ هكذا ؟! الَّذِى يترُك الله يفقِد ملامِح النِّعمة لأِنَّ الله يرسِم ملامِحه علينا لِذلِكَ قالت نُعمِى [ لاَ تدعُونِي نُعمِي بَلِ ادعُونِي مُرَّةَ لأِنَّ القدِيرقَدْ أمرَّنِي جِدّاً ] نُعمِى عِندها وعى رُوحِى تعلم أنَّ الَّذِى بِها ليس مِنْ المجاعة لكِنْ بِتدبِير إِلهِى القدِير هُوَ الَّذِى صنع هذا جيِّد أنْ يكون لنا نظرة لِما وراء الأحداث عِندما نُجرَّب نقُول أنَّ القدِير صنع هذا " القدِير" أى لاَ ننسِب لَهُ حماقة جيِّد أنْ نشعُر أنَّ كُلّ آلام هِى بِسماح مِنْ الله [ إِنِّي ذهبتُ مُمتلِئةً وَأرجعنِي الرَّبُّ فارِغةً ] النَّفْسَ الَّتِى تلتمِس خيرها مِنْ غير الله تفقِد ما عِندها كما الإِبن الضَّالَ الَّذِى تركَ أبوه وَسحب كُلّ طاقاته الَّذِى يخرُج بِزوجة وَأولاد يُمَّثِلَ النَّفْسَ الَّتِى تخرُج بِجسدها وَكُلّ طاقاتها فتعُود فارِغة [ فَرَجعتْ نُعمِي وَرَاعُوثُ المُوأبِيَّةُ كنَّتُها معها الَّتِي رجعت مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ وَدخلتا بيتَ لحمٍ فِي ابتِداءِ حصادِ الشَّعِيرِ رجعُوا فِى بِدايِة موسم الحصاد بعد أنْ تركُوها فِى مجاعة الخِير ينتظِركَ إِنْ ثبتَّ لكِنَّكَ أحياناً لاَ تثبُت وَ لاَ تصبِرإِنتظِر الرَّبَّ بدأ الأصْحَاح الأوَّل بِمجاعة وَإِنتهى بِحصاد لِذلِكَ كَانَ دائِماً يُقرأ هذا السِفر فِى موسم الحصاد قدِيماً وَيحكِى عَنْ المرأة الَّتِى تحمِل داخِلها سُنبُلة الحصاد ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً آمِين.