العظات

كيف نستفيد من القُدّاس الإلهىِ ج1

يصعُب علينا أن نحضر القُدّاس الإلهىِ ولا نتفاعل معهُ أو نفهمهُ أو نُشارك فيهِ والقُدّاس هو عِصب الحياة الروحيّة لأنّهُ ينقل لنا فِعل الخلاص نحنُ نعلم أنّ خلاصنا تمّ على الصليب ولكى ينتقل لنا فِعل الخلاص الذى تمّ فىِ الجُلجُثة فإنّهُ ينتقل لنا من خلال المذبح ولكى نتلامس معهُ لابُد من سر التناول لذلك القُدّاس يُنّمينا روحياً ويُمتعنّا بالخلاص حتى أنّ المُتنيح البابا كيرلس من أسرار قداستهُ وبرّه وتقواه أنّهُ كان يبدأ يومهُ بالقُدّاس وإذا واجهته مُشكلة كان يضعها على المذبح وإذا كان لديهِ عدّة مشاكل كان يُوزّعها على مذابح الكنيسة لأنّ إيمانهُ أنّ المذبح يحل المشاكل نحنُ نحتاج إلى خمسة أشياء لنستفيد من القُدّاس هُم :-

الست العدرا والكنيسة والنفس البشريّة

أيام أُمنّا الست العدرا أيام مُفرحة وكُلّها بهجة وكُلّها سرور وكُلّها بركات وتعزيات ، فإن جعلنا الصيام شهر شهرين ثلاثة فإنّ الإنسان سيكون فرحان ، وسنجد أنّ الناس ستأتىِ للكنيسة وسيكونوا حريصين جداً على حضور النهضة ، فالناس كُلّها تُحب الست العدرا وبإستمرار نحنُ بنُشعر أنّها فىِ وسطنا تُفرح قلوبنا فىِ الحقيقة أحب أن أتكلّم معكُم اليوم فىِ موضوع مُهم لحياتنا ، وسيكون فىِ صورة مُقارنة بين الست العدرا والكنيسة والنفس البشريّة والتى هى أنا وأنت سأتكلّم كيف أنّ الست العدرا هى صورة ونموذج للكنيسة ، وما يُقال على الست العدرا ينطبق على الكنيسة وعلى النفس البشريّة سأتكلّم بنعمة ربنا فىِ خمس نِقاط تربُط الثلاثة معاً :-

ألقاب المسيح

من سفِر أشعياء النبّى ( لأنّه يُولد لنا ولد ونُعطى إبناً وتكون الرياسة على كتفيه ويُدعى إسمهُ عجيباً مُشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام 0لنمو رياستهِ وللسّلام لا نهاية على كُرسىّ داود وعلى مملكتهِ ليُثبّتها ويُعضدها بالحق والبرّ من الآن إلى الأبد0غيرة رب الجنود تصنع هذا )" أش 9 : 6 – 7 " من أروع وأجمل ما فى الكنيسة سر التجسُد الإلهىِ سر قوة الكنيسة وتميُزها أنّ الله صار جسداً سر عجيب لا يُدرك بالعقل البشرى وفى الحقيقة لو أدركنا التجسُد بطريقة صحيحة تزداد كمية الحُب فى قلوبنا وتنمو لو علمنا ماذا فعل الله من أجلنا لكى يُخلّصنا ويُقدّس طبيعتنا ويجعلنا مُتحدين بهِ فى لحمهِ وعظامه ليصير واحد منّا ونحن منّه لزادت محبتنا لهُ ليس غرض التجسُد فِداء فقط لا بل ليتحد بنا و يُغيّر طبيعتنا الفاسدة ويجعل الإنسان مُتشبّه بالله ، وكما قال بُطرس الرسول " شُركاء الطبيعة الإلهيّة " لو فهمنا التجسُد نفهم محبة الله لنا " تحنُنّك غلبك وتجسّدت " كان الله فوق والإنسان تحت ويُعطيه أوامر لا تقتل لا تسرق لا تحلف والإنسان لا يستطيع أن يفعل ذلك مُمكن لو الإنسان صلّى يتحد بكِ يا الله ؟ يقول نعم لكن للأسف ظلّ الإنسان فى طبيعتة الفاسدة وكما قال أيوب " ألا يوجد مُصالح ليضع يدهُ على كلينا " وأشعياء النبىّ يقول" ليتك تشُق السماء وتنزل " ولكن لمّا تجسّد إتحد بنا وبارك طبيعتنا فيهِ صار المسيح كواحد منّا ونائب عنّا أجمل ما فى التجسُد أنّ كُل ما فعلهُ المسيح فعلهُ بنا ولنا ونحن داخلهُ ، ولمّا صُلب صلبنا معهُ ولمّا قام قُمنا معهُ ، نحن فيهِ جُزء منّه لمّا هو غلب نحن غلبنا وكُل مجد وكُل قوة حققّها المسيح لنا وبنا لذلك توجد عظمة فى التجسُد ، الشىء الوحيد الذى نختلف فيهِ مع ديانات كثيرة هو التجسُد التجسُد يصدم العقل كيف ينزل الله ويُصبح إنسان ؟ المسيح ليس هو إنسان ويُحاول أن يجعل نفسهُ إله لا العكس هو إله وصار إنسان وهذا فرق كبير ، ولمّا صار إنسان شابهنا فى كُل شىء " الكلمة صار جسداً وحلّ فينا " ، لذلك أشعياء النبىّ بعين النبّوة قبل المسيح بـ 750 سنة يقول " يُولد لنا ولد ونُعطى إبناً وتكون الرياسة على كتفيه ويُدعى إسمهُ عجيباً مُشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام " 00ألقاب جميلة وكثيرة جداً00هل هو عجيب ؟ هل هو قدير ؟ هل هو؟؟؟؟؟؟؟

رحلتنا إلى كنعان وأحاد الخماسبن المقدسة ج2

رحلة فى بريّة الحياة تُحدّثنا عنها الكنيسة وتحتاج لمقّومات منها الإيمان والخُبز والماء والنور والمسيح هو خُبز حياتنا وينبوع الماء الحى وهو النور الذى يُضىء لنا الطريق ، أيضاً هذه الرحلة تحتاج إلى معرفة الطريق وتحتاج لغلبه لأنّ بها أعداء كثيرون وتنتهى بدخول كنعان الذى نُُؤهّل له بعطية الروح القُدس.

رحلتنا إلى كنعان وأحاد الخماسبن المقدسة ج1

الكنيسة يا أحبائىِ بحكمة عالية جداً وبإرشاد من الروح القُدّس بتضع تعاليمها لكى تضع فىِ مؤمنيها وأولادها روح عاليّة جداً راسخة وتتقدّم بهُم إلى المجد وإلى الأبديّة فتوجد رحلتين يتلوا بعضُهم ويعيش فيهُم المؤمن أعماق أعماق روحيّة وهُم :- 1- رحلة الصوم المُقدّس 2- ورحلة الخماسين

قراءات نبوات الصوم الكبير ج2

نبوات الصوم الأحد الخامس:- تُقرأ فيه النبوات الآتيّة يوم الأحد أشعياء 37 يوم الإثنين من أشعياء 38 يوم الثُلاثاء من أشعياء 40 يوم الأربعاء من أشعياء 41 يوم الخميس من أشعياء 42 يوم الجمعة من أشعياء 43 قد سبق وعلمنا أنّ الكنيسة تتدّرج فى رحلة الصوم مع سفر أشعياء النبى من حالة إنسان فيه الخطيّة من أسفل القدم إلى الرأس إلى حالة إنسان ينفجر مثل الصُبح نوره فى أخر إصحاح تدّرج فى الصوم وفى قبول الله للنفس سفر أشعياء عامةً ينقسم إلى قسمين :- أ‌- القسم الأول من إصحاح 1 : 39 ويصف حال الإنسان ( وصف للخطيّة ). ب‌- " الثانى " " 40 : 66 ويتكلّم عن الخلاص والمخلّص ( وصف للخلاص) . لذلك من بعد إصحاح 40 نجد أنّ للسفر زهو خاص وتُحل ألغازه ويُصبح أكثر لمعاناً.

قراءات نبوات الصوم الكبير ج1

تدّخر الكنيسة لنا كنوز فى رحلة الصوم المُقدس من أجل تقديس أولادها ومن أجل دفعِهم فى طريق الفضيلة والقداسة والبر فتُخرج من كنوزها أجمل وأقوى ما عندها من أجل أن يخرُج الإنسان من رحلة الصوم المُقدس بأكبر فائدة وأعظم عطيّة يُمكن أن يتحملها بشريوجد جانب مُهم فى فترة الصوم قد لا يُتابعه كثير منّا وهو موضوع النبوات التى تسبق القُداسات فى رحلة الصوم هذه النبوات تحمل فِكر روحى عالى جداً لفكرة الصوم فهى بحر عظيم لذلك سنتناول منها نبوات أشعياء النبى العجيب أنّ كُل يوم لا يوجد فيه إنقطاع لا توجد فيه نبوات بل يُصلّى المزمور والإنجيل مُباشرةً النبوات تُتلى فى أيام الإنقطاع فقط ونبوات أشعياء النبى قسّمتها الكنيسة على مدار الصوم كُلّه بحيث تقرأ جزء مِنها فى كُل أسبوع.

كيف نستفيد من القُدّاس

1- تقديم القرابين فىِ الكنيسة الأولى:- ذبيحة الإفخارستيا ذبيحة عطاء محبة من الله محبة وبذل من الله بإبنهِ الوحيد أن يُعطينا جسد إبنهِ ودمهُ لنأكُل ونشرب لذلك هو عطيّة حُب عطيّة محبة الله الآب لأولادهُ وإن لم نفهم ما معنى عطيّة المحبة لا نستطيع أن نتفاعل معهُ بنفس المحبة لابُد أن نُقدّم لهُ شىء بنفس المستوى هو قدّم لنا نفسهُ فلابُد أن نُقدّم نحنُ أنفُسنا أيضاً لهُ فىِ القُدّاس لذلك لابُد أن يكون لنا إشتراك فىِ القرابين أباءنا وأجدادنا كانوا أنشط منّا فىِ تلك الحركة كانوا دائماً يأتون بتقدمات للكنيسة لذلك نقول فىِ القُدّاس " إذُكر يارب الذين قدّموا هذهِ القرابين والذين قُدّمت عنهُم والذين قُدّمت بواسطتهِم " أى لا أضع أموال فىِ صندوق الكنيسة بل أحضِر أفخم أنواع الدقيق وأطلُب تقديم الحمل منهُ تقدُمات محبة بوعى وأبُادلهُ محبة بمحبة وأقُدّم لهُ ذاتىِ الحمل أمام الأب الكاهن يكون صحيح ولكنّهُ يكسرهُ لأننّا نأخُذ جسد مكسور " جسدىِ الذى يكُسر عنكُم " لابُد أن يتجزّأ أولاً حتى يُثبت أنّهُ جسد مكسور من أجلنا أيضاً الدم الذى فىِ الكأس ليس دم فىِ أوردة وشرايين بل دم مسفوك " دمىِ الذى يُسفك عن كثيرين " فماذا يكون تفاعُلنا مع الجسد المكسور والدم المسفوك لابُد أن نُقدّم ذواتنا وأمور من عندنا آباء الكنيسة الأولى كانوا يُفضلّون أن يشتركوا فىِ تقديم القرابين لذلك فىِ مرد قبلّوا بعضكُم بعضاً نقول " تقدّموا تقدّموا على هذا الرسم " بينما الصح هو " قدّموا قدّموا على هذا الرسم " قدّموا وليس تقدّموا تقدّموا تعنىِ دخولنا الهيكل لنأخُذ الجسد والدم ولكن المقصود هُنا قدّموا أنتُم القرابين هذا يُعطينا إحساس حُب أعلى بيننّا وبينّهُ فىّ العهد القديم يقول " لا يظهر أمامىِ أحد فارغاً " " توفى النذور لك يا الله فىِ صهيون " الله يُحب التقدمات " يُقدّمون على مذابحك العجول " الآن فىِ العهد الجديد توجد تقدُمات والكنيسة تطلُب عن المُهتمين بالصعائد وبالستور والنذور وكُتب القراءة وأوانىِ المذبح لأنّهُم عارفين مشاعر الحب إتجاه الله إذاً لابُد أن نظهر أمام الله بشىء قديماً كان الفقير أو الغنىِ لابُد أن يظهر أمامهُ بشىء لذلك نُصلّىِ " أصحاب القليل وأصحاب الكثير الخفيات والظاهرات الذين يُريدون أن يُقدّموا وليس لهُم أعطِهم يارب الباقيات عِوضاً عن الفانيات السمائيات عِوض الأرضيات الأبديات عِوض الزمنيات بيوتهُم ومخازنهُم إِملأها من كُل الخيرات " الكنيسة تؤمن أنّهُم يأتون بعطايا محبتهُم والكنيسة لا تؤمن بقبول عطايا الخُطاة إذا كان هُناك إنسان ردىء السيرة وجاء للكنيسة ليُقدّم تقدمة الكنيسة ترفُضها لأنّها عطيّة محبة تُعبرّ عن مشاعر توبة تُرجمِت فىِ هدية " لأنّ زيت الخاطىء لا يدهن رأسىِ " نعم أنا خاطىء لكنّىِ رافض الخطيّة يوجد فرق بين خاطىء يتوب وخاطىء مُصرّ على خطيتهُ ومُتلذّذ بِها بولس الرسول فىِ رسالتةُ لأهل كورنثوس لمس فيهُم ذلك فقال لهُم " المُعطىِ المسرور يُحبهُ الرب " وقال أيضاً " إنّ الله لا يُريد مالك بل يُريد إيّاك " أى أنّ الله لا يُريد أشياء منك بل هو يُريدك أنت يُريد قلبك ومشاعرك لذلك تقدمة الكنيسة تقدمة مشاعر لذلك أيضاً مدح الله المرأة ذات الفلسين نعم هى كانت أقل قيمة من غيرها لكنّها أعظم من ناحية المشاعر والحُب المُهم أنّ الإنسان يُعطىِ هدية لها معنى أكبرفلابُد أن نتبادل ذبيحة المحبة بمحبة لذلك الكنيسة تؤمن أنّ هذهِ العطايا عطايا محبة وتوبة لذلك يقول الكاهن فىِ صلاة سرّية " عِوضهُم عن هداياهُم بمغفرة خطاياهُم " لأنّهُ واثق أنّهُم قدّموها بقلوب تائبة وبقلوب مُشتاقة طقس التقدمة فىِ الكنيسة الأولى طقس مُهم نحنُ نتحد بهِ ونأخُذهُ ونأكُلهُ فلابُد أن يكون لنا إِتحاد مع المذبح نضع قلوبنا وحياتنا داخل الصينية والكأس نُريد أن نُشاركهُ آلامهُ وأنّهُ لنا فىِ هذهِ الذبيحة فىِ كياننا فنُصبح نحنُ الإثنان ذبيحة واحدة لذلك يقول أنّهُ يعتبرنا قُربان لهُ وهو يُقدّم نفسهُ قُربان عنّا " رفع قديسيه إلى العلاء وأعطاهُم قُربان لأبيهِ " القديس أغناطيوس وهو ذاهب للتعذيب حاول شعبهُ أن يمنعهُ فقال لهُم " إجعلونىِ أطُحن من أجل الله لأصُبح خُبزه لهُ " هو كُسر لأجلىِ وأنا أرُيد أن أكُسر لأجلهُ " وتقديم الأثمار التى قُدّمت لك رائحة لذيذة " 0 2- إرتداء الملابس الكهنوتية:- أول شىء فىِ القُدّاس هو إرتداء الكاهن والشمامسة ملابس الخدمة الخاصة بالمذبح لماذا يلبس الكاهن والشمامسة ملابس خاصة بالمذبح ؟هذهِ ملابس مُقدّسة للخدمة فىِ سفر زكريا كان يوجد كاهن يُدعى يهوشع وهو فىِ عصر الرجوع من السبى مع زروبابل سنة 537 ق0م جاء مع الشعب من بابل لأورشليم وأراد الله أن يبدأ مع الشعب عهد جديد فطلب من يهوشع أن يخلع عنهُ الثِياب القذرة ليُلبسهُ ثِياب مُقدّسة مُطرّزة نبّوة عن أنّ الله يُريد من الكاهن أن يخلع ثيابهُ ليلبس ثِياب مُقدّسة أى يخلع خطاياهُ وشخصيتهُ الخاصة ويلبس ثياب بر المسيح بعدما كُل كاهن كان مُميز عن غيرهُ وعن الشمامسة أصبح الكُل مُتوحدّ والكُل واحد والكُل أبيض فىِ تناسُق أمام الله خلعوا ذواتهُم ولبسوا بر الله وكأنّ الكاهن يُريد أن يتغيّر عن نفسهُ وعن رِتم حياتهُ وذاتهُ ويلبس حُلّة من الله بهيّة تليق بِبهائهُ يلبس المسيح لأنّهُ ليس لنا بر نقف بهِ أمامهُ لكن لو لمسناه مُمكن نقف أمامهُ وكأننّا نُريد أن نتغيرّ عن أنفُسنا ونختفىِ فيهِ ونرتديهِ هو ثياب الكهنوت بيضاء إشارة للطهارة والنقاوة والبرّ الكاهن يرشم نفسهُ بعلامة الصليب والكُل يمسك التوانىِ على يدهُ ثُمّ يقوم بعمل الثلاث رشومات وهى " مُبارك الله الآب ضابط الكُل مُبارك الإبن الوحيد مُبارك الروح القُدّس " هكذا يقول الكاهن وهذهِ الرشومات تُستخدم لتقديس الماء والزيت ليحمل قوة الثالوث الأقدس حتى فىِ سر الزيجة تُقال الثلاث تقديسات على خاتم الزيجة ليحلّ عليهِ الروح القُدّس يعمل الكاهن على ملابس الخدمة الثلاثة رشومات ليُقدّسها بقوة الثالوث أثناء إرتداء الكاهن والشمامسة ملابس الخدمة يُصلّىِ الكاهن والشمامسة مزمورى 30، 93 " أعُظمك يارب مز 30 " ، " الرب قد ملك مز 93 " لأنّهُم فرحين بالخدمة ومن علامات الفرح التسبيح وأيضاً يستعطفون الله ويشكروهُ على عطاياه لأنّهُ شملهُم بثياب برّهُ لذلك رنّموا " أعُظّمك يارب لأنّك إحتضنتنىِ ولم تُشمت بىِ أعدائىِ فىِ العشاء يحل البُكاء وفىِ الصباح السرور حّولت نوحىِ إلى فرح منطقتنىِ سروراً " يُسبّح الله على شِمولهُ وعطاياهُ ونِعمهُ وكأنّ الكاهن يُريد أن يقول للّه أنت حّوطتنىِ بمسرّة " الرب قد ملك لبس الجلال لبس القوة " يشعُر الكاهن أنّ هذه الثياب هى جلال الله وقوة الله وعظمتهُ ومُلكهِ إعتراف بالجميل جميل الله عليه وإِحساس بالتغيير عن الذات لقد أصبح الآن مُمثلّ الحضرة الإلهيّة ومن ضمن الطغمات السمائيّة لابس برّ المسيح وبهائهُ لذلك لابُد أن تكون ملابس الخدمة طويلة تستُر الكاهن كُلّهُ أى تشملهُ بكاملهِ وتحتويهِ حتى لا يظهر منهُ شىء أى صار فيهِ فلا تظهر صفاتهُ الشخصيّة ولا طبيعتهُ بل يظهر المسيح فقط لذلك يصير خُدّام المذبح كآلات فىِ يد الله ويد الروح القُدّس يعزف عليها0 3- صلوات الإستعداد:- بعد أن يرتدىِ خُدّام المذبح ملابس الخدمة يسجُد الكاهن أمام المذبح وتكون الأوانىِ المُقدّسة والمفارش مصرورة فىِ منديل كبير ومربوطة بخمس عُقد طرفا المنديل يُعقدا عُقدتان ثُمّ الطرفان الآخران يُعقدا ثلاث عُقد فوقهُما فيُصبح عدد العُقد خمسة يقف الكاهن أمام الأوانىِ المُقدّسة ولفائف المذبح المصرورة بالخمس عُقد ويرشم نفسهُ بعلامة الصليب ويقول الثلاث رشومات " مُبارك الله الآب ضابط الكُل " ويفُك عقدة من الثلاثة العُليّا ثُمّ " مُبارك الإبن الوحيد " ويفُك العقدة الثانية ثُمّ " مُبارك الروح القُدّس " ويفُك العُقدة الثالثة وبذلك يكون قد فكّ الثلاث عُقد لطرفا المنديل ثُمّ يقول" مجداً وإكراماً إكراماً ومجداً " وهو يفُك عُقدتا الطرفان الآخران للمنديل وبذلك يكون قد فكّ الخمس عُقد قبل فك العُقد يقول هذهِ الصلاة " أيّهُا الرب العارف قلب كُل واحد القدّوس المُستريح فىِ قديسيهِ الذى بلا خطيّة القادر على مغفرة الخطايا أنت يا سيدّى تعلم إنّىِ غير مُستحق ولا مُستعد ولا مُستوجب لهذهِ الخدمة المُقدّسة التى لك وليس لى وجة أن أقترب وأفتح فمىِ أمام مجدك المُقدّس ( عِبارات كُلّها تضرُّع ) بل ككثرة رأفاتك إغفر لى أنا الخاطىء وإمنحنىِ رحمة فىِ هذهِ الساعة " ( ثُمّ يفُك الأوانىِ المصرورة ويقول ) " إرسل لى قوة من العلاء لكى أبتدىء وأهُيىء وأكُملّ خدمتك المُقدّسة كما يرضيك كمسرّة إرادتك رائحة بخور نعم يا سيدنا كُن معنا إشترك فىِ العمل معنا باركنا لأنّك أنت هو غُفران خطايانا وضِياء أنفُسنا وحياتنا وقوّتنّا ودالّتنا وأنتِ الذى نُرسل لك المجد والإكرام والسجود أيّهُا الآب والإبن والروح القُدّس الآن وكُل أوان وإلى دهر الدهور آمين " يفرش الكاهن المذبح باللفائف ويضع المفرش الذى يُغطىِ بهِ ( إبروسفارين ) خلف المذبح ويُعدّ الأوانىِ يضع اللفائف مُمكن 8 ، ممُكن 12 حسب العدّة 00كما كانت العُلّية التى لمارمرقس كانت مفروشة ومُعدّة هكذا المذبح أصبح مفروش ومُعدّ لإستقبال المسيح توضع لفافة على هيئة مُثلّث فوق الصينيّة الحاملة فوقها صليب يرمُز للنجم ويعمل مُثلّثين عكس بعضهُما ليُصبح منظر الصينيّة وهى مُغطّاه وبِها فجوة وعليها النجم رمز للمغارة التى وُلد بِها المسيح الكنيسة فىِ القُدّاس تستحضر المسيح وتأتىِ بتفاصيل حياتهُ وكأنّها تحدُث الآن لذلك نشعُر أننّا فىِ المزود وأننّا فىِ بيت لحم وأننّا فىِ الجُلجُثة وفىِ القيامة هكذا عِشنا معهُ مراحلةُ لذلك يُقال فىِ القُدّاس كلمة جميلة كُلّها مهابة " وفيما نحنُ أيضاً نصنع ذكرى آلامهِ المُقدّسة وقيامتهِ من الأموات وصعودهِ إلى السموات وجلوسهِ عن يمينك أيّهُا الآب وظهورهِ الثانىِ الآتىِ من السموات المخوف المملوء مجداً نُقرّب لك قرابينك من الذى لك على كُل حال ومن أجل كُل حال وفىِ كُل حال " نستحضر المسيح فىِ كُل أحداثهُ أجمل ما فىِ القُدّاس أنّك تشعُر أنّك أمام المسيح فىِ بيت لحم وأمام المسيح المُعمدّ فىِ الأردُن وأمامهُ فىِ الجُلّجُثة وأمامهُ وهو قائم مُنتصر حتى رش الماء فىِ نهاية القُدّاس يُشير لصعود المسيح ومُباركتهُ لتلاميذهُ الشمامسة يُرتلّون أثناء الإستعداد لحن البركة وهو لحن إيقاعىِ كما فىِ التعبير العسكرىِ يوجد مارش إستعداد لحدث مُهم هكذا هذا اللحن إستعداد لحدث هام وهو قدوم المسيح على المذبح لحن إيقاعىِ هزّتين وهزّة يسحب القلب ويُعطىِ الإنسان إيحاء بالإستعداد أو إستقبال شخص هام كالأسقُف أو البطريرك أى إعلان عن قدوم شىء مُفرح لابُد أن يكون لنا أثناء اللحن صلوات داخل القلب إستعداداً لإستقبالهِ فنحنُ أمام عُليّة مفروشة ومُعدّة لإستقبال المسيح فلابُد أن أفرش قلبىِ وذهنىِ الذهن بالذات إذا كان غير مُستعد فكيف يشعُر بقيمة الضيف القادم ؟وكأننّا فىِ عُليّة صهيون والمسيح سيجتمع معنا فكيف نُعدّ لهُ أذهاننا وقلوبنا نحنُ نعترف لهُ أننّا مُحتاجين لهُ لذلك يقول الكاهن " إنّما يارب علّمنا هذا السر العظيم الذى للخلاص أنت دعوتنا نحنُ عبيدك الأذلاّء غير المُستحقين أن نكون خُدّام لمذبحك المُقدّس أنت يا سيدنا إجعلنا مستوجبين بقوة روحك القدّوس أن نُكملّ هذهِ الخدمة لكى بغير وقوع فىِ دينونة أمام مجدك العظيم نُقدّم لك صعيدة البركة مجداً وعِظم بهاء فىِ قُدسك اللّهُم مُعطىِ النعمة مُرسل الخلاص الذى يفعل كُل شىء لكُل أحد إعطِ يارب أن تكون مقبولة أمامك ذبيحتنا عن خطاياى وجهالات شعبك لأنّها طاهرة كموهبة روحك القدوس بالمسيح يسوع ربنا هذا الذى ينبغىِ لك معهُ المجد والكرامة والسجود الآن وكُل أوان وإلى دهر الدهور آمين " الكنيسة تعتبر الكاهن هو المسئول لأنّهُ عارف أكثر من الشعب ، لذلك تُعطى الكاهن لقب " خطاياى " والشعب " جِهالات " لأنّهُ أكثر معرفة صلاة كُلّها إنسحاق وخشوع وتضرُّع 0 4- صلوات السواعىِ:- مزامير الأجبية مزامير تحمل تسابيح ونبّوات فنحنُ نتهللّ للحمل القادم فنُسبّح لهُ وأيضاً نتذّكر ما قيل عنهُ من نبّوات المزامير تُقال للحمل لذلك لابُد أن تُقال والحمل حاضر إِشارة لحمل الله الذى يرفع خطيّة العالم فتُقال فىِ المزامير نبّوات عن آلامهُ وصلبهُ وإِفتقادهُ للبشرصلوات السواعىِ القصد منها إِشتراك كُل الشعب فىِ الصلاة لأننّا كُلّنا مُتكاملين وكُلّنا لنا فكر واحد0توجد طريقة للمزامير :- + فىِ الأيام العاديّة نُصلّىِ صلاة الساعة الثالثة والسادسة زمان كان القُدّاس يستغرق حوالى من 5 – 6 ساعات والمفروض أنّ المؤمنين يُصلّون صلوات هذهِ الفترة لذا تُصلّى صلوات السواعىِ حتى صلاة الساعة السادسة0 + فىِ أيام الصوم نُصلّى حتى صلاة الساعة التاسعة لأنّها أيام إنقطاع والمفروض أنّ الكنيسة تنهىِ القُدّاس الساعة 3 ظُهراً 0 + فىِ أيام الصوم الكبير وصوم نينوى وبرامون المِيلاد والغِطاس فنُصلّىِ حتى صلاة النوم والغروب لأنّ الكنيسة تفطر عِند الغروب بذلك نكون قد أعطينا الإستعداد اللائق وبشرّنا بالخلاص وبالنبّوات0 5- غسل الأيدىِ:- الكاهن سيتنقّى ويتطهّر لأنّهُ سيقف أمام المذبح بنقاوة من نقاوة المسيح وببرّ من برّ المسيح لأنّهُ سيدأ خدمة المذبح الكاهن يغسل يدهُ على ثلاث دُفعات يقول فىِ المرّة الأولى " إنضح علىّ بزوفاك فأطهُر إغسلنىِ فأبيضّ أكثر من الثلج " وكأنّ المسيح هو الذى يغسل ثُمّ فىِ المرّة الثانية يقول " تسمعنىِ سروراً وفرحاً فتبتهج عظامىِ المُتواضعة " ثُمّ فىِ المرّة الثالثة يقول " أغسل يدىّ بالنقاوة وأطوف حول مذبحك يارب كى أسمع صوت تسبيحك " الكاهن يُريد أن يقول أنّهُ مُنذُ إرتداء الملابس الكهنوتيّة المُقدّسة للخدمة أعُلن رغبتىِ للدخول للحضرة الإلهيّة وإستعد لعمل النعمة لذلك أرُيد أن أتنقّى من كُل خطيّة داخليّة وخارجيّة إِشارة للشعور الكامل بعدم الإستحقاق فىِ العهد القديم وخاصة فىِ عصور الرومان كان غسل الأيدىِ إشارة للتبرئّة كما فعل بيلاطُس البُنطىِ وبعض الناس يقولون " أنا غسلت يدىِ من هذا الأمر " الكاهن يُعلن أمام الله أنّهُ إنفصل عن نفسهُ وتبرّأ منها ليقف ببرّ الله أنسى صوت تسبيحىِ أنا وإسمعنىِ صوت تسبيحك تكلّم فىِ قلبىِ وعقلىِ ولسانىِ بتسبيحك أنت والكاهن يغسل يديهِ حاول أنت أن تغسل عقلك وقلبك من الهموم والمشاغل أنت الآن أمام الله وتُريد أن تأخُذ لحظة من السماء ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمته لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل