العظات
تأسيس سر الأفخارستيا
رب المجد يسوع بعدما أكمل رِسالة الخلاص بالتمام ، فىِ حاجة مُهمة لازم يعملها وخلاّها فىِ الأخر0
لا يُرى ماشياً فىِ شوارع اليهوديّة لأنّ كان فىِ مؤامرات علشان يقبضوا عليه ، لأن كان فىِ موضوع مُهم كان لازم يعملهُ ، إيه يارب ؟ أصنع الفِصح مع تلاميذىِ ، شهوة إشتهيت أن آكُل الفِصح معكُم قبل أن أتألّم 0
لأنّى لمّا أكسر نفسىِ للموت أعطيكُم عطيّة دايمة ليكُم ولكنيستىِ بإستمرار ، فجمع تلاميذهُ وأخذ خُبز وكسر وقسّم ، مُفاجأة عجيبة يأخُذ الخُبز ويقول لهُم هذا هو جسدىِ ، مُفاجأة مُذهلة ، هّو ده الخلاص الّلىِ رب المجد عايز يسيبهُ لنا ، خلاص حى ودائم إلى الأبد0
علشان تأخُذ بركة الصليب لازم جسدىِ المكسور ده تأكُله ودمىِ المسفوك ده تشربه ، لازم الخلاص الّلىِ رب المجد يسوع الّلىِ صنعهُ يتنقل لينا علشان يُعطىِ جسدنا الميت يأخُذ حياة ويلبس عدم فساد ، بإيه ؟؟؟ نأخُذهُ فين ؟؟؟ نأخُذهُ فىِ الجسد والدم0
ذبيحة حيّة دايمة مُمتدّة ، من أهم أعمال المسيح الخلاصيّة لأنّهُ إشتاق جداً أن يكسر جسدهُ ويُسفك دمهُ ، وقال " إصنعوا هذا لذكرىِ " ( بإستمرار ) ، كنيسة الرُسل كانوا " يواظبون على كسر الخُبز " 0
والذى يصنع التذكار حاجة من الأربعة دول : الشىء نفسهُ أو الحاجة نفسها ، أثر من الشىء يُعطيك تذكار ، أو صورة للشىء ، أو فِكرة عن الشىء أو كلمة0
الصليب علشان نصنع تذكارهُ عايزين نعمل حاجة من الأربعة ، فرب المجد حب يصنع حاجة لذكرُه ، نفس الشىء نفسهُ ، أهم حاجة نفس الشىء ، حب يعطينا نفس الشىء ، هاعطيكُم جسدىِ ودمىِ ، جسد حقيقىِ ودم حقيقىِ ، ولدرجة لمّا لقاهُم مش قادرين يستوعبوا قال " جسدى مأكل حق ودمىِ مشرب حق " 0
إنّ ذبيحة الإفخارستيا هى غاية خلقة الله للعالم ، عمل مُهم جداً ، وإلاّ الخلاص بتاعهُ لم ينتقل إلينا ، جسد مكسور 00دم مسفوك نتمتّع بهِ إلى الأبد ، كُل مرّة تأكلون من هذا الخُبز000
السر النهارده عظيم يليق بهِ كُل مجد وكُل كرامة ، القديس يوحنا فم الذهب يقول " إذا كان فىِ جماعة كفرة وبرابرة لمّا سمعوا بالمولود تركوا كُل أعمالهُم ولقوه فىِ مزود فقير فسجدوا إليه وإحنا رغم إننّا أهل بيت الله كم يليق بنا الإستعداد الّلىِ نقدّمهُ لهُ ، إحنا الّلىِ بنشوفهُ فى كنيستةُ كُل مجد وكُل كرامة نعمل إيه معاه ؟! " 0
تكرار السر لثباتنا دى عطيّة إلهيّة ، سمح الله أن يُعطيها لنا ، أن يُعطينا نفسهُ لدرجة تفوق كُل خيال ، عايز يدّينا نفسهُ بلا شبع وبلا نهاية ، الذبيحة عايزه إستعداد لائق ومجد لائق وكرامة لائقة 0
ماذا يصنع دم إبن الله فىِ أولادهُ ، إحنا هنأخُذهُ جوّانا ، يعمل إيه ؟ قداسة وتطهير ويُعطىِ طبيعة جديدة ومجد لائق ، ليكُن إتحادىِ بك اليوم علامة للخلاص 0
أنا عايز أجدّد عهد محبتىِ بجسدىِ ودمىِ ، نستعد لهُ إزاى ونشتاق لهُ أد إيه ؟ لو كان فىِ العالم مكان واحد فيهِ جسد المسيح كُنّا نذهب إليه ، هنأخُذهُ نفسه الإله يُعطىَِ مأكل بالحقيقة ، وإلاّ يكون علشان هّو فىِ كُل مكان رِخص 0
ده تدبير من الله ، عايز يستخدمنا لأوانىِ مجدهُ ، عايز يفيض علينا من مجدهُ ، دى مسئولية ، الأجراس الّلىِ بتدُق بتقول خُذوا كُلوا ، خُذوا لأنّفُسكُم قوة وحياة 0
أول ما أعطى تلاميذهُ إطمأن ، كان مأجلّ الصليب علشان التناول ، علشان صليبىِ ده يكون دائم ليكُم ، ولا يكون ضاع أبداً ، ويُبقى بإستمرار معكُم على المذبح ، الّلىِ عايز يتقابل مع المسيح يجىِ المذبح فيها المسيح خلاصىِ ، لا تقلق ، الذبيحة قوة وغُفران ، كُل ما يشتاقهُ الإنسان على الأرض لا يكون أهم من المذبح 0
إحنا مش عارفين نشكُرك إزاى ، خلاص وغُفران الخطايا والحياة الأبدية أعطاهُم لنا لازم يكون لنا إنتظام وشِركة فىِ التناول ، القديس باسيليوس حزين على شعبهُ لأنّهُم بيتقدّموا أربع مرّات فىِ الإسبوع0
ربنا يُعطينا نفسهُ بقّوة عجيبة علشان نأخُذ منهُ الخلاص والحياة والثبات ، يوم مُهم جداً لأنّ الخلاص الّلىِ تم عملهُ لكُل واحد ، الذبيحة بتُقدّم لينا كُلنا وتجمعنا كُلنا وتخلينا رأى واحد0
المسيح هينتشر فىِ المؤمنين بخُبزة واحدة ، إحنا كُلنا جسد واحد فىِ المسيح يسوع ، إعلموا أنّ اليد التى تُناولكُم هى نفسها يد رب المجد يسوع ، التناول ده يسّموه الآباء القديسين خُبز الخلود ، أأخُذ عدم الموت ، أنا دخل لىّ موت وفىّ فساد ، الّلىِ يغلب الفساد الجسد والدم لأن ده الطبيعة الإلهيّة الّلىِ تطهرّ وتنقىِ ، مهما كانت الخطيّة يُسكن فينا بغنى ، ولا أكون أنا أبداً بعيداً عن الخلاص ، أعطى حياة جديدة لأولادهُ ، أحبهُم حتى الموت0
زى ما هّو مات من أجلهُم ، كُل واحد فيهُم مات من أجلهُ ، لمّا أخذتنىِ إثبت فىّ ، الموت لا يغلبك وأخذت عدم موت 0
كُل واحد أكل الجسد والدم صار فيهِ الحياة الّلىِ تغلب الموت وفعلاً غلبوا الموت ، كُل دول ليه لمّا أخذوا المسيح أخذوا قوة ، المفروض قوة المسيح تنقل إلىّ فِعل حياة يُعطىِ غلبة على نفسىِ ، الّلىِ مات من أجلىِ لازم أموت من أجلهُ ، زى ما المسيح يُعطينا الجسد والدم لازم نُعطىِ لهُ حياتنا ، أد إيه قوة الجسد والدم لمّا نأخُذها تصير عاملة فينا وتُعطينا بهاء ومجد0
كُل إنسان يُقبل إلى التناول بضمير نقىِ وبجسد خاشع بيكون فىِ مفعول ، لأنّهُ بيصيرّ النفس دى مُستحقة لفعل وعمل جديد ، زى بنك مفتوح يقولك خُد زى ما إنت عايز0
الكنيسة فىِ جوهرها هى مذبح ، كنيسة قوية جداً حسب القلب والجوهر والكرازة ، كنيسة شِركة وحُب للكُل ، كُل عضو مُهم فىِ الكنيسة0
الكنيسة تُحضن الكُل لأنّها حيّة ، الجسد الحى ، وفىِ حوار حى فىِ القُدّاس فىِ تفاعُل حى ، وأبونا يقول للشعب " السلام لجميعكُم " لأنّ الشعب كان خايف جداً من تقسيم الجسد0
سر عميق جداً ، سر لفرحتنا وبهجتنا وثباتنا وتقديسنا ، كيف ننجو إن أهملناهُ ؟! واحد من القديسين يقول " أى راعىِ قدّم نفسهُ لقطيعهُ " مين ده الّلىِ غذّى قطيعهُ بنفسهُ ! المسيح عمل كده ، غذّى كنيستهُ بجسدهُ ودمهُ0
كُل مرّة نأخُذ من هذا الخُبز نأخُذ منهُ قوة وكرازة وحق وعدل ، ذبيحة الجسد والدم تُعطينا قوة تغلب فينا الموت0 إنّ المسيحيين يُقيّمون سر الإفخارستيا 00والإفخارستيا تُقّيم المسيحيين0
إيه الّلىِ يدّيك شفاعة وقوة ورحمة ومعونة 00إيه الّلىِ يُعطىِ للسماء إن هى تحضر00تُعطىِ للملائكة بهجة وفرحة وسرور0000القُدّاس0
يوحنا الحبيب كان محروماً من القُدّاس ، يبدو إن السماء عزّتهُ وخلّيتهُ يحضر قُدّاسات ، لأنّهُ شاف مذبح وكهنة وبخور والخروف ( شاف قُدّاس ) ، شاف المسيح كأنّهُ قائم بنفسهُ فىِ القُدّاس " نُحسب كالقيام فىِ السماء " 00 حِضن الآب والمسيح جالس على العرش يفكّرك بالسماء بالظبط 00نشوف البخور والقديسين0
الكنيسة والقُدّاس هو الّلىِ بيُعطينا السماء الّلىِ إحنا مُشتاقين ليها جداً ، يليق إن إحنا نتمسّك بهِ ونُسرع للتقدُّم للكنيسة ولحضور الصلوات لأنّ القُدّاس عايز تهيئة ، فين القلب المُعدّ ، المفروض يكون فىِ إستعداد خاص الّلىِ يطهرّنا من خطايانا0
الله قادر أن يُعطينا قوة السرّ وبهجتهُ وفرحتهُ ولا يمنعهُ أبداً ، فالأب الكاهن بيكون مش طايق نفسهُ من الفرح ومش عارف يُشكر ربنا إزاى0
ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ
لهُ المجد دائماً أبدياً أمين0
ٔأحد الشعانين -الدخول الملوكىِ
أحد الشعانين من الأعياد السيّديّة الكُبرى التى يليق بِها كُل فرحة ، الطقس الشعانينىِ يُعبرّ عن قمة الفرح وبهجة القلب ويُعطىِ للنفس بهجة الخلاص الّلىِ صار لها0
هو أتى ليُخلّص مملكة داود الساقطة ، لقد ذهب رب المجد لأورشليم فىِ الأعياد فقط ، دخلها 3 مرات بطريقة عاديّة ، المرّة دى داخلها علشان يعيدّ الفِصح فىِ أورشليم ، وفىِ نفس الوقت عارف إنهُ هيتصلب ، وإنهُ أخر مرّة هيدخُلها ، فدخولهُ دخول خاص مش دخول عادىِ ، عارف إنهُ خلاص هيسلّم نفسهُ عِوضاً عن البشريّة كُلّها0
وكُل القُرى متجمّعة فىِ أورشليم وفيها حوالىِ ما يقرُب من 3 مليون شخص ، كُل البلد فىِ أورشليم ، وعندما دخلها هو وتلاميذهُ بكى عليها وقالهّا لأنّكِ لا تعلمين ما هو لسلامك ، لأنّهُ قد أخفى عن عينيكِ ، إنتِ مش فاهمة حاجة ، لأنّكِ لا تعلمين زمان إفتقادك 0
هّو داخل يخلّصها لأنّهُ عارف أنّهُ هيشوف فيها مرار ما بعدهُ مرار ، عارف إنّهُم النهاردة هيهتفوا ويقولوا خلّصنا وإرحمنا وبعد كده هيقولوا إصلُبهُ ، فقال للتلاميذ إبن الأنسان هيُصلب فلم يتجاوبوا للكلام لأنّهُ عايز إستنارة0
إنّ الجحش والأتان هُما الأُمم واليهود ، اليهود هُم الأتان ، الأُمم هُم الجحش لا يعرفون ، جاهلين ، المفروض اليهود يكونوا أُستنيروا أكثر من الأُمم0
" حلّوهُم " جاء لخلاص البشريّة حتى ولو تلّوثوا لأقصى درجات الشر ، حتى ولو كان بجهل أو عدم فهم وغباوة ، الحمار معروف عنهُ الغباء ، نحنُ لمّا تلّوثنا بالشهوة وعدم التعقُلّ صِرنا أشبه بالحمار 0
فىِ أكثر من إن إنسان لا يُرضىِ خالقهُ ، يسعى للأرضيات ويترُك السماويات ، ما هى دىِ غباوة ، الإنسان الّلىِ يدين أخوه أشبه بالأتان وبالجحش علشان كده المسيح جاء ليفتقد هذهِ البشريّة الّلىِ صارت فىِ غباوة ، إن إنسان فىِ كرامة دون فهم شبيه بالبهائم التى تُباد0
فلو الإنسان تبع عقلهُ صار أعظم من الملائكة ولو غلب شهواتهُ يُبقى أعظم من الملائكة علشان كده الست العدرا تُكرّم أكثر من الملائكة0
لو إنسان فىِ شهوة وعدم تعقُلّ ، أنا مُش هسيبك وهحلّك وأقولّك إن الرب محتاج إليك ، ربنا عارف كُل جهل ويقولّك جاء وثبتّ وجههُ نحو أورشليم0
من أسفل القدم إلى الرأس جرح وعطب ، الخطية وصلت لأعماق أعماق النفس ، لكن مُبارك رب المجد يسوع الّلى إفتقدنا فىِ شهوتنا وجهلنا ، جاء إلينا وعارف إنهُ هنخونهُ فىِ يوم من الأيام 0
إعلان مُلك على كُل نفس حتى وإن كانت خاطية ، جاء يُحّول الإنسان الّلى زى الحيوان إلى أن يكون مركبة شاروبيميّة ، معقول إن أنا أتحّول من إنسان شهوانىِ حيوانىِ إلى إنسان حامل الله ، واُدخلهُ إلى أعماقىِ وأبتهج بهِ فىِ كُل حين 0
النهاردة المسيح جاء وإفتقدنا فىِ ذُلّنا وفقرِنا ، النهاردة بالذات طقس فرايحىِ ، جاء كملك علشان يُعلن مُلكهُ على كُل نفس ، علشان كده الإنسان العبد للشهوات والمُثقلّ بالجهل والذنوب والخطايا جداً رب المجد جاء وإفتقدهُ وقالهُ أنا هشيلها وأكون حامل إبن الله 0
أجىِ وأنا مهموم بخطايا كتير أبونا يحلّنىِ ويقول كمان خُد إبن الله إحملهُ جواك علشان تتحّول من حيوان إلى حامل لإبن الله0
" إقترب من نفسىِ فُكّها " حلّنا من رباط العُنق ، الخطية بتعمل فينا كده ، زى الحبل الممسوك بالرقبة ويتشدّ ، إنحلّىِ من رُبط عُنقك ، النهاردة إنحلال من رُبط عُنق كتيرة ، مادة وشهوة وذات ، والمسيح بعت رُسل علشان يفُكونا من رُبط العُنق0
إنت يوصل بك الدرجة إن الأتان مُحتاج لهُ ، هو جاء علشان غباوتىِ ، هو مُذخرّ فيهِ كُل كنوز المعرفة والحكمة ، كُل إنسان جاهل وغبىِ عليهِ أن يتحد بهِ ، عايز أفهم إتحد بهِ لأنّ هو كنزالحكمة ، جاى يفتقد البشريّة فىِ جهلها وقساوتها ، جاء ورغم نجاستها جاى يُعلن إحتياجهُ لها0
أد إيه ربنا يسوع بيتنازل معانا ويقول إن أنا مُحتاج إليكُم ، ده أشعياء النبىِ رأك فىِ مجٍدٍ عظيم ، جاى تقول أنا مُحتاج إلى الأتان ده ، هو أتى إلينا ليس بتعالٍ أو بكبرياء وليس بأوامر ، يقول " أتحُبنىِ " جاى يتوددّ للنفس كمن هو مُحتاج إليها ، هو بيقول فليكُن الإحتياج مُتبادل أنا مُحتاج إليك ولتكُن أنت مُشتاق إلىّ ، أنا أبادلك حُب بحُب0
إنتِ تيجىِ تقول بس أدّيك نفسىِ وأنا أركب عليك ، يليق بنا أن نقولهُ حاضر ، إن كُنت مربوط أقولهُ إقترب إلى نفسىِ وفُكّها ، لأنّىِ أنا مُش عارف أجىِ لك0
جاى فىِ موكب بسيط مليان بالأفراح ، وليس موكب سبق أن رُتّب لهُ ، هو جاء من هُنا ولقى المدينة كُلّها بتهتف ، إبتدأ بجماعة المفروض أن تكون الجماعة دى متحمّسة جداً لأنّها تحوّلت إلى 3 مليون ، هو موكب غير مُعدّ ، واحد قلع التوب 00واحد جاب غُصن الزيتون 00وواحد جاب إنفعال قلب وقالوا خلّصنا يا إبن داود0
كم يليق بهِ النهاردة وهو داخل يخلّصها وجاء علشان يصنع الخلاص ، وعلشان كده عملنا دورة الشعانين علشان نقولهُ الكنيسة كُلّها بتسبّحك 00الأبواب تُسبحّك00الست العدرا بتسبّحك ، فيها فرحة غير عاديّة0
ظاهرة خلع الثياب معروفة فىِ تولّىِ الرِئاسة ، يعنىِ هو صار رئيساً ، هى حركة إنفعاليّة من القلب ، يعنىِ إن هذا صار رئيس عليها ، البُسطاء خلعوا لهُ ثيابهُم ، والحُكماء حقدوا عليه، الأطفال كانوا فىِ غمرة الفرح ، والشيوخ عمّالين يزدادوا حِقد وغيرة ، رغم إن الكنيسة عارفين هو مين ده ، ولكن الأطفال لا يعرفون ، البُسطاء سبّحوه أكثر من العُلماء ، معرفة الله مُش عايزه العقل بس ولكن عايزه القلب0
لو فىِ خطية فىِ حياة الإنسان لا يعرف أن يُسبّح الله ، لو إنسان فيه نقاء يكون فيه فرحة قلب لا توصف ، بينما الآخرين فرحانين ، أنا بدّبر الموت مُش عارف أسبّح لإن فىِ موت جوّه حياتىِ ، لأنّ النفس لو خلعت ثيابها ربنا هيلبّسها توب برّ ، هّو فرّحنىِ بهِ 0
لكن الإنسان الّلىِ يحتضن موت فىِ داخلهُ مجىء المسيح يُبقى تُقل ، ليس الأموات يُباركونك يارب ، الخاطىِ لا يعرف أن يُسبّح ، المُر الّلىِ جوّاك مخليك مُش حاسس ببهجة خلاصك ، الأحياء الّلى غالبين موت الخطية جوّاهُم النهارده تقولهُ يارب إنت إفتقدتنا ، إستبدلت مراكب الشاروبيم الّلىِ بيقفوا حولك إلى الأتان ، عِوض أن يُمجدّك الشاروبيم أن يُسبّحك الأتان0
جاء متواضع يملُك على قلوب أولادهُ ، إن سِكتت هؤلاء فإن الحِجارة تتكلّم ، إِرتجّت المدينة وإرتعبت من قِدوم رب المجد يسوع ، إبن النجّار المتواضع خلّى المدينة ترتجّ ، علشان كده المفروض إن رب المجد لمّا يدخُل المدينة يخلّىِ القلب يرتجّ ويُسبّح بعظائم0
الإنسان الّلىِ يدخلّ رب المجد ويُملك على لسانهُ تنفكّ عُقده اللسان ، المفروض إنّىِ أتفاعل مع قِدوم خلاصهُ ، وأعماقىِ الداخليّة تتهزّ ، رب المجد لمّا يدخُل علشان يصنع خلاص المفروض نرتجّ ونسبّحهُ ونقولّهُ لك القوة لك المجد ، لو تفاعل قلبنا مع الحدث كانت الكنيسة ترتجّ فإحنا أعلنّا إن هو ملَك حياتنا0
سنستعيد سلامنا المفقود وصورتنا عِوض الصورة القبيحة ، وأكون كمركبة شاروبيميّة وأُحمل عليه ، علشان كده رب المجد جاى يصنع قوة وفرحة وبهجة ، مهما كان حال الإنسان ومهما كان ضعف الإنسان يليق بنا أن نفرح بهِ جداً 0
نخشى أن يكون فىِ إنسان فىِ الكنيسة ومرّبط ، ومش متفاعل مع الحدث النهاردة ، لها حل لأنّ المسيح جاى يفُكّها ويحلّها وجاى يعلن مُلكهُ عليها ويخلّصها من كُل ظُلم وغِش 0
أد إيه الهيكل مليان قباحات وأد إيه إنت ساكت على أورشليم جوّاها خربانة وجوّاها مغارة لصوص ، العمليّة كُلّها تِجارة ، تحّولت الحكاية من تقديم ذبائح لإرضاء الله إلى مُجرّد تِجارة قبيحة 0
النفس الّلىِ مُمكن تتظاهر بتقوى ، الّلىِ واخدة شكل حلو لكن جوّاها مملوء غِش ورِياء ، علشان كده بنقولّهُ طهرّنا من كُل دنس وغِش وفِعل خبيث ، المسيح جاى يطهرّنا ، صنع سوطاً يبكتّ النفس 0
طهرّت أورشليم قلوبنا الداخليّة من كُل تِجارة مغشوشة وكُل ذبائح ، هّو جاى لأورشليم وعارف كُل حاجة ، لكن هّو جاى وأفتقدنا ، أقولّهُ أنا قابل السوط 00أنا قابل لإن أنا أستاهل 00إستجيب لمّا يطهّر 00نقولّهُ طهرّ 00طهرّنا من كُل دنس 0
ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ
لهُ المجد دائماً أبدياً أمين0
التجسد الالهي
بِنِعْمِة رَبِّنَا سَوْفَ نَتَكَلَّمْ عَنْ مَوْضُوع هَام وَهُوَ التَّجَسُّد الإِلهِي .. وَسَنَتَحَدَّث فِي ثَلاَث نِقَاط وَهُمْ :
- 1 - الفَرْق بَيْنَ التَّجَسُّد وَالمِيلاَد :
====================================================
إِنَّ الكِنِيسَة تُحِبْ كَلِمَة " تَجَسَد " أكْثَر مِنْ كَلِمَة " إِتْوَلَد " فَلِهذَا تُسَمِّي الكِنِيسَة هذَا العِيد بِعِيد التَّجَسُد الإِلهِي أكْثَر مَا تُسَمِّيه بِعِيد المِيلاَدٌ .. وَهُنَاك فَرْق جَوْهَرِي بَيْنَ التَّجَسُّد وَالمِيلاَد .. فَالتَّجَسُّد مَعْنَاه أنَّ الله أخَذَ جَسَد وَأنَّهُ كَانَ مَوْجُوداً .. أي أنَّهُ أخَذَ شَكْل جَسَد فَظَهَر بِالتَّجَسُّد .. أمَّا المِيلاَد يُعَبِّر عَنْ بِدَايَة .. يُعَبِّر أنَّ هذَا الإِنْسَان قَدْ بَدَأَ الآنْ .. وَعِنْدَمَا يُولَدٌ أحَدٌ مِنْ أوْلاَدْنَا لاَ نَقُول عِيد تَجَسُّدُه بَلْ عِيد مِيلاَدُه .. فَالتَّجَسُد يَعْنِي أنَّهُ كَانَ مَوْجُودٌ وَلكِنُّه أخَذَ جَسَد .. فَلأِنَّهُ كَانَ مَوْجُودٌ فَلَهُ بِدَايَة أزَلِيَّة وَلكِنْ هذِهِ بِدَايَتُه الزَّمَنِيَّة .
وَلَيْسَ مِنْ طَبِيعَتُه أنْ يَأخُذ جَسَد فَهُوَ إِله وَلكِنْ مِنْ أجْل فِدَاء الإِنْسَان أخَذَ جَسَد فَأرَادَ الله أنْ يَكُون مِثْل الإِنْسَان .. أرَادَ أنْ يَكُون لَهُ لَحْم وَدَم وَمَوْلُود مِنْ إِمْرَأة مِثْل الإِنْسَان .. وَمِنْ المَعْرُوف عِلْمِياً أنَّ الجَنِين يَتَكَوَن بِذْرَة مِنْ الرَّجُل وَبِذْرَة مِنْ الأُم وَيَتَحِدُوا مَعَ بَعْض .. وَلكِنْ جِسْم الجَنِين نَفْسُه يَتَكَوَن مِنْ جِسْم الأُم .. وَالله قَصَدْ أنْ يَأتِي مِنْ جَسَد السَيِّدَة العَذْرَاء فَالرُّوح القُدُس طَهَّرْهَا وَهَيَّأ جَسَدَهَا حَتَّى عِنْدَمَا يَأخُذ الله جَسَداً يَأخُذ جَسَد بِلاَ خَطِيَّة .
فَالعَالَمْ كُلُّه يَشْهَدٌ أنَّ طَرِيقَة تَجَسُّد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح طَرِيقَة مُعْجِزِيَّة وَلَيْسَ مِيلاَد إِتِحَاد رَجُل بِإِمْرَأة بَلْ إِمْرَأة فَقَطْ .. وَلكِنْ لِمَاذَا قَصَدَ الله أنْ لاَ يَكُون لَهُ أب ؟ وَذلِك لأِنَّ الله يَحْتَاج إِلَى جَسَد وَلاَ يَحْتَاج لِوُجُود .. فَالوُجُودٌ يَعْنِي أنَّهُ مُحْتَاج لِرَجُل أي لِبِذْرَة يُوْجَد بِهَا وَلِهذَا لَمْ يَأتِي الله مِنْ أب بِالرَّغْم مِنْ وُجُود رِجَال أتْقِيَاء .. فَهُوَ أصْلاً مَوْجُود وَلاَ يَحْتَاج لأب لأِنَّهُ أصْل الأُبُّوَة وَأصْل ذُرِّيِة دَاوُد كَائِنْ مُنْذُ الأزَل .. وَلِهذَا فَالله تَجَسَد بِهذِهِ الطَّرِيقَة المُعْجِزِيَّة .. وَعِنْدَمَا نُصَلِّي القُدَّاس يَقُول الكَاهِن ﴿ تَجَسَدَ وَتَأنَّس .. Afsicar[ ouo\ aferrwmi ﴾ .
وَلِكَيْ يَأخُذ جَسَد دَخَل إِلَى بَطْن السَيِّدَة العَذْرَاء .. فَالبِذْرَة بِذْرَة إِلهِيَّة مِنْ الرُّوح القُدُس .. ثُمَّ أخَذَ الصِفَات الَّتِي يَحْتَاجْهَا مِنْ السَيِّدَة العَذْرَاء وَبَدَأَ يُكَوِن نَفْسُه بِالوَضْع المِيرَاثِي فَهُوَ الخَالِق .. وَلِهذَا كُلَّ مَنْ رَأى السَيِّد الْمَسِيح شَهَدٌ أنَّهُ أبْرَع جَمَالاً مِنْ بَنِي البَشَر .. وَأشْعِيَاء النَّبِي قَبْل مِيلاَد السَيِّد الْمَسِيح بِـ 750 سَنَة قَالَ أنَّهُ يَكُون عَجِيباً ( أش 9 : 6 ) .. فَمِيلاَدُه عَجِيب .. مِيلاَد لاَ يُصَدَق .. مِيلاَد لاَ يَفْحَصُه عَقْل .. وَنَحْنُ نَقُول فِي القُدَّاس ﴿ غِير المَفْحُوص ﴾ .. فَلاَبُدْ أنْ نُصَدِّق بِالإِيمَان .. ﴿ لأِنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالعِيَانِ ﴾ ( 2كو 5 : 7 ) .
وَلِهذَا فَنَحْنُ نُؤمِنْ أنَّ هذَا المَوْلُود مَوْلُود إِله فَإِذَا آمَنْ الإِنْسَان أنَّ رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح جَاءَ مِنْ غَيْر زَرْع بَشَر فَيَلِيق بِهِ أنْ يُؤمِنْ أنَّهُ إِله .. وَإِذَا آمَنْ الإِنْسَان أنَّهُ مَوْجُود قَبْل أنْ يُولَد فَعَلَيْهِ أنْ يُؤمِنْ أنَّهُ إِله .. فَهُوَ أصْل الوُجُود وَلاَ يَحْتَاج لِمَنْ يُوجِدُه .. وَلِهذَا فَهُوَ تَجَسَد .. وَلكِنْ جَاءَ وَقْت إِحْتَاج فِيهِ الْمَسِيح لِجَسَد لِيَقْضِي بِهِ مُهِمَّة وَهيَ الفِدَاء .. فَالله غِير قَابِل لِلمُوت أخَذَ جَسَد قَابِل لِلمُوت لِكَيْ يَمُوت نِيَابَةً عَنَّا .. وَإِذَا كَانَ أخَذَ جَسَد فَقَطْ وَلَمْ يَكُنْ مُتَحِد بِهِ كَإِله فَكَانَ هذَا الجَسَد مَات وَدُفِنْ فِي القَبْر .. وَلكِنُّه أخَذَ جَسَد إِلهِي قَابِل لِلمُوت وَغَلَبْ المُوت .
جَسَد لاَ تَنْطَبِق عَلِيه الصِفَات الجَسَدِيَّة الطَّبِيعِيَّة العَادِيَة .. فَفِي مِيلاَدُه وَقِيَامَتُه يُعْلِنْ أنَّهُ إِله .. فَفِي مِيلاَدُه بِطَرِيقِة تَجَسُّدُه العَجِيبَة وَفِي قِيَامَتِهِ بِسُلْطَانُه عَلَى المُوت .. وَكَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنْ يَأتِي وَيَفْدِينَا بِجَسَد وَلكِنْ هذَا الجَسَد يَمُوت وَيَبْقَى فِي المُوت .. أي أنَّ الَّذِي جَاءَ لِيُخَلِّصْنَا هُوَ نَفْسُه وَقَعْ تَحْت سُلْطَان العُقُوبَة .. وَلكِنْ الْمَسِيح جَاءَ يُنْقِذْنَا مِنْ المُوت وَوُضِعْ فِي قَبْضَة المُوت وَلكِنُّه غَلَبْ المُوت .. أخَذَ جَسَد مِثْل الإِنْسَان .. ﴿ صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ ﴾ ( في 2 : 7 ) .. ﴿ فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأوْلاَدُ فِي الَّلَحْمِ وَالدَّمِ إِشْتَرَكَ هُوَ أيْضاً كَذلِكَ فِيهِمَا لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ المَوْتِ أي إِبْلِيسَ ﴾ ( عب 2 : 14) .
- 2 – عَظَمِة التَجَسُّد :
===================================
فَبِتَجَسُّد رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح تَبَارَك الجَسَد .. ﴿ بَارَكْتَ طَبِيعَتِي فِيك ﴾ .. فَالله قَبَل أنْ يَتَحِد بِالبَشَر وَهذَا مِنْ عِظَمْ مَحَبَّتِهِ .. فَهذَا السِّر يُدْرَك بِالإِيمَان وَالرُّوح .. ﴿ لَيْسَ أحَدٌ يَقْدِرُ أنْ يَقُولَ يَسُوعُ رَبٌّ إِلاَّ بِالرُّوحِ القُدُسِ ﴾ ( 1كو 12 : 3 ) .. ﴿ نَحْنُ لَمْ نَأخُذْ رُوحَ العَالَمِ بَل الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ الأشْيَاءَ المَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ ﴾ ( 1كو 2 : 12) .. فَسِر التَّجَسُد سِر فَرَح وَقُوَّة وَبَهْجَة فَالله صَارَ إِنْسَان .. فَأي إِنْسَان طَبِيعِي لاَ يَقْبَل مَا لِرُوح الله وَلاَ يُصَدِّق هذِهِ الأُمور .. أي إِنْسَان يَسْتَوْعِب أنَّ الإِنْسَان يَتَألَّه مِثْل إِنْسَان غَنِي مُمْكِنْ يِعْمِل لِنَفْسُه تِمِثَال ذَهَبْ وَيَأمُر كُلَّ النَّاس أنْ تَسْجُد لَهُ .. فَأي تَعَالِي يَقْبَلَهُ البَشَر لأِنَّ طَبِيعَة الإِنْسَان فِيهَا التَّعَالِي وَالكِبْرِيَاء وَتُحِبْ الظُهُور .. فَالإِنْسَان يَقْبَل أنْ يَتَألَّه مِثْل مَا حَدَث لِمُعَلِّمْنَا بُولِس وَبِرْنَابَا عِنْدَمَا أقَامَا المُقْعَد فِي لِسْتِرَة فَأرَادَ النَّاس أنْ يَعْبُدُوه لأِنَّهُ عَمَل أمر فَائِق ( أع 14 : 8 – 18) .
فَالإِنْسَان مُمْكِنْ يِسْتَوْعِب التَّألُّه وَلكِنُّه لاَ يَسْتَوْعِب التَّأنُس فَهذَا يُعْتَبَر صَعْب وَيُصْدَم بِعَقْلُه وَفِكْرُه وَيَقُول هذَا غِير مُمْكِنْ .. وَهذِهِ عَظَمِة إِيمَانَنَا وَمَحَبِّتْنَا لله فَالله قَدْ إِقْتَرَبَ مِنَّا وَصَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا وَافْتَقَدْنَا .. وَعِنْدَمَا يُقَابِل الإِنْسَان فِكْرِة التَّجَسُّد بِعَقْلُه يُصْدَم وَلكِنْ بِإِيمَانُه يَقْبَل بِفَرَح .. وَنَجِد أنَّ التَّجَسُّد أُعْلِنَ لأِشْخَاص مُعَيَّنَة مِثْل الرُّعَاة الَّذِينَ قَبَلُوا بِفَرَح فِي حِين أنَّ هِيرُودِس قَبَلَهُ بِانْزِعَاج .. وَهكَذَا كُلَّ إِنْسَان مُتَكَبِر وَيُحِبْ السُلْطَة وَالعَالَمْ وَالغِنَى لاَ يَقْبَل الْمَسِيح بِسُهُولَة وَيُصْبِح الْمَسِيح مَصْدَر إِزْعَاج بِالنِّسْبَة لَهُ .. وَكُلَّ إِنْسَان مُتَضِعْ سَاهِر تَقِي وَعَابِد يَشْتَرِك بِفَرَح مَعَ المَلاَئِكَة .. فَمِنْ المُؤكَد أنَّ الرُّعَاة وَالمَجُوس الَّذِينَ ذَهَبُوا لِرُؤيِة رَبِّنَا يَسُوع فُوجِئُوا بِالمَنْظَر الَّذِي رَأوه .. فَقَدْ كَانَ فِي خَيَالِهِمْ شَكْل آخَر غِير الَّذِي رَأوه وَلكِنْ مَعَ بَسَاطِة المَنْظَر قَبَلُوه قَبُول الإِيمَان .. وَلِهذَا فَكَلِمَة " سِر " تُعْنِي شِئ لاَ يُدْرَك إِلاَّ بِالإِيمَان .
فَرَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح عَاشَ عَلَى الأرْض كَإِنْسَان عَادِي جِدّاً يَأكُل وَيَشْرَب وَيَنَام وَيَجُوع وَيُهَان .. فَمِنْ المُمْكِنْ أنْ يَقُول أحَدٌ أنَّهُ لَيْسَ الله وَلكِنْ عِنْدَمَا تَرَى أعْمَالُه وَتَقْتَرِب مِنْهُ وَتَرَى كَيْفِيِة مِيلاَدُه وَالنُبُّوَات الَّتِي تَنَبَّأت عَنْهُ مِنْ مِئَات السِنِين وَتَحَقَّقَتْ .. وَلِهذَا قَالَ السَيِّد الْمَسِيح ﴿ أنْبِيَاء وَأبْرَار كَثِيرِينَ إِشْتَهَوْا أنْ يَرَوْا مَا أنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا .. وَأنْ يَسْمَعُوا مَا أنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا ﴾ ( مت 13 : 17) .. وَأيْضاً ﴿ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأِنَّهَا تُبْصِرُ ﴾ ( مت 13 : 16) .
☼ فَالنُبُّوَات فِي العَهْد القَدِيم تُشِير بِدِقَّة مُتَنَاهِيَة لِكُلَّ مَا فِي شَخْص رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَأنَّهُ سَوْفَ يَأتِي مِنْ سِبْط يَهُوذَا مِنْ نَسْل دَاوُد ..كُلَّ هذِهِ النُبُّوَات عِنْدَ اليَهُود الَّذِينَ لاَ يَعْتَقِدُوا أبَداً بِالْمَسِيحِيَّة .. فَاليَهُودِي ضِد الْمَسِيحِي دَائِماً .. الشَّعْب اليَهُودِي الَّذِي رَفَض الله فَاسْتَبْدَلْهُمْ الله بِأُمُّة أُخْرَى .. فَفِي سِفْر أشْعِيَاء يَذْكُر ﴿ هَا العَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدٌ ابْناً ﴾ ( أش 7 : 14) .. وَدَانِيَال يَتَكَلَّمْ عَنْ مِيعَاد مَجِئ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بَعْد 490 سَنَة مِنْ وَقْت أنْ كُتِبَت النُبُّوَة .. وَمِيخَا النَّبِي يَقُول ﴿ أمَّا أنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أفْرَاتَةَ وَأنْتِ صَغِيرَةٌ أنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ ﴾ ( مي 5 : 2 ؛ مت 2 : 6 ) .. مِيخَا النَّبِي الَّذِي جَاءَ قَبْل الْمَسِيح بِـ 400 سَنَة .. وَأيْضاً حَزْقِيَال النَّبِي تَنَبَّأ عَنْ طَبِيعَة المِيلاَد وَأنَّهُ مِيلاَد بَتُولِي وَقَالَ أنَّهُ بَاب مُغْلَق دَخَلَ وَخَرَجَ مِنْهُ وَظَلَّ البَاب كَمَا كَانَ بِحَالُه ( حز 44 : 2 ) .. وَأيْضاً دَاوُد النَّبِي الَّذِي تَحَدَّث عَنْ مُلُوك تَرْشِيش وَالهَدَايَا الَّتِي سَيُقَدِّمُوهَا لِلْمَسِيح ( مز 72 : 10 – 11) .. وَكَانَ هذَا قَبْل مَجِئ الْمَسِيح بِـ 1000 سَنَة .
- 3 – كَيْفَ نَسْتَقْبِل هذَا العِيد ؟
فَلاَبُدْ أنْ نَسْتَقْبِل الْمَسِيح فِي هذَا العِيد بِكُلَّ سُجُود وَعِبَادَة وَمَخَافَة .. فَالله قَدْ تَمَّمْ كُلَّ النُبُّوَات وَكُلَّ قَصْدُه .. فَالإِله صَارَ إِنْسَان فَقَدْ جَاءَ الله حَتَّى يَفْتَقِد جِنْس البَشَر .. وَقَدِيماً كَانَ الإِله مُحْتَجَبْ لاَ يَرَاه أحَد قَطْ .. فَكَانَ تَابُوت العَهْد يُوضَعْ دَاخِل قُدْس الأقْدَاس وَكَانَ التَابُوت نَفْسُه مُغَطَّى وَلاَ يَدْخُل يَرَاه إِلاَّ رَئِيسُ الكَهَنَة مَرَّة فِي السَنَة .. وَعِنْدَمَا يَدْخُل لِكَيْ يُبَخِر لاَ يَرَى التَابُوت فَكَانَ يُقَدِّم بُخُور كَثِير حَتَّى يُصْبِح المَكَان مَلِئ بِالبُخُور وَتُصْبِح الرُؤيَا غِير وَاضِحَة .. وَعِنْدَ الإِرْتِحَال كَانَ لاَبُدْ أنْ يَكُون التَابُوت مُغَطَّى وَلاَ أحَد يَرَاه .. وَعِنْدَمَا حَاوَل بَعْض النَّاس الوَثَنِيِينْ أنْ يَرْفَعُوا الغِطَاء مِنْ عَلَى التَابُوت حَتَّى يَرُوه فِي كَانَ يُسَمَّى " بَيْتَشَمْسَ " قُتِلُوا كُلُّهُمْ فِي الحَال ( 1صم 6 : 19) .
وَلكِنْ كُلَّ هذِهِ الأسْرَار أُعْلِنَت لَنَا .. فَالإِله وَهُوَ عَلَى الصَّلِيب إِنْشَقَّ حِجَاب الهِيكَل ( لو 23 : 45 ) حَتَّى نَرَى التَابُوت .. فَهُوَ إِقْتَرَبْ مِنَّا حَتَّى نَرَاه وَنَتَلاَمَس مَعَهُ .. وَهذَا الَّذِي حَدَث فِي التَّجَسُّد صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا .. لَمْ يُصْبِح غَرِيب عَنَّا .. أخَذَ كُلَّ مَا فِي الإِنْسَان وَشَارِك الإِنْسَان فِي الحَيَاة وَالإِهْتِمَامَات وَفِي الطَّبِيعَة ..كَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنْ يَكُون الله مُتَعَالِي وَلكِنُّه جَاءَ وَنَزَل لِيَفْتَقِد الإِنْسَان .. ﴿ مِنْ أجْلِي أنَا المَرِيض ﴾ .
وَفِي هذَا العِيد لاَبُدْ أنْ يَكُون لِكُلَّ إِنْسَان وَقْفَة مَعَ الْمَسِيح وَاحْذَر أنْ يَكُون هذَا الأمر غِير مَوْضِع تَفْكِير .. فَكَّر فِي الإِله الَّذِي أحَبَّك .. فَكَّر فِي الإِله الَّذِي قَبَلْ أنْ يَلْبِس ضَعْفَك .. فَكُلَّ مَا يُنْسَبْ لِلْمَسِيح مِنْ أُمور قَدْ تُقَلِّل مِنْ شَأنُه نَحْنُ الَّذِينَ نَتَسَبَّبْ فِيهَا .. كُلَّ مَا يُنْسَبْ لِلْمَسِيح مِنْ ضَعْف وَجُوع نَحْنُ السَبَبْ فِيه .. وَتَذَكَّر دَائِماً هذِهِ العِبَارَة * هذَا مِنْ أجْلِي * .. " وَهذَا نِيَابَةً عَنِّي " .. فَعِنْدَمَا الْمَسِيح يِحْزَن وَيِبْكِي وَيَجُوع وَيِعْطَش فَتَذَكَر أنَّ هذَا مِنْ أجْلِي .. فَمِنْ أجْلَك أخَذَ مَشَاعِرَك وَجِسْمَك وَاتْحَد بِك لَيْسَ مُجَرَّدٌ إِتِحَاد نَفْسِي أوْ مَعْنَوِي بَلْ إِتِحَاد حَقِيقِي وَهذَا عَظَمِة التَّجَسُّد .
فَكَرَامَة لِتَجَسُّدَك يَارَبِّي سَأُحَافِظْ عَلَى جَسَدِي .. وَكَرَامَة لِجَسَدَك يَارَبِّي الَّذِي لَبَسْتَهُ وَأصْبَح هُوَ جَسَدِي سَأُقَدِّس جَسَدِي .. وَكَرَامَة لِجَسَدَك الَّذِي جَعَلْتَهُ هَيْكَل لِسُكْنَى الرُّوح سَأُقَدِّس جَسَدِي وَأُقَدِّس جَسَد إِخْوَتِي وَلاَ أشْتَهِي جَسَد .. وَكَرَامَة لِتَجَسُّدَك يَارَبِّي سَأتَخَلَّى عَنْ كِبْرِيَائِي وَغُرُورِي وَغَطْرَسْتِي وَعَنْ عَجَبِي بِنَفْسِي وَعَنْ كُلَّ مَا يُزَيِنِّي وَأقْبَل أنْ أتَضِعْ كَرَامَةً لإِتِضَاعَك .
فَالإِله صَارَ إِنْسَان وَنَحْنُ عِنْدَمَا نُصَلِّي القِسْمَة نَقُول ﴿ المِزْوَدٌ حَمَلَكَ كَمِسْكِينٍ .. وَالخِرَقُ لَفَّتُكَ .. وَالأذْرُعُ حَمَلَتُكَ وَرُكَبُ البَتُولِ عَظَّمَتُكَ .. وَالفَمُ قَبَّلُكَ وَاللَبَنُ غَذَّاكَ .... ﴾ ( قِسْمِة " أيُّهَا الكَائِن الَّذِي كَانَ " ) .. فَنَجِد أنَّ إِخْوَتْنَا اليَهُود كَانَ فِي فِكْرُهُمْ أنَّ المَسِيَّا سَوْفَ يَأتِي كَمَلِك وَيُحَرِّرَهُمْ مِنْ الرُومَان وَاليُونَان وَالعُبُودِيَات وَيَفْتَح لَهُمْ مَمَالِك وَيُعْطِيهُمْ كُنُوز وَثَرَوَات وَلكِنَّهُمْ إِتْصَدَمُوا بِالْمَسِيح فَوَجَدُوه مُتَضِع وَبَسِيط وَلَيْسَ مَعَهُ مَال وَلَيْسَ لَهُ سُلْطَان بِالجُيُوش وَلكِنُّه أسَّس مَمْلَكَة رُوحِيَّة وَقَالَ لَهُمْ ﴿ مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا العَالَم ﴾ ( يو 18 : 36 ) .. فَلاَ تَطْمَع أنْ يَكُون لَك مَمْلَكَة فِي هذَا العَالَمْ وَلاَ تَطْمَع أنْ يَكُون لَك سِيَادَة وَلاَ مَرْكَز لأِنَّ سَيِّدَك لَمْ يَقْبَل أنْ يَأخُذْ أي مَكَانَة .. بِالعَكْس أخَذْ مَكَان أحْقَر مِنْ أنْ يَقْبَلُه أضْعَف البَشَر لِكَيْ يُشَارِكْنَا ضَعْفِنَا .
فَإِذَا قَبَلْنَا هذَا العِيد بِإِيمَان سَيَتَغَيَّر قَلْبِنَا وَفِكْرِنَا وَاهْتِمَامَاتْنَا وَلكِنْ نَحْنُ مَغْمُوسِين فِي شَهَوَات وَفِي الإِهْتِمَامَات الأرْضِيَّة .. مَغْرُوسِين فِي أُمور لاَ يَقْبَلْهَا الله لأِنَّهُ يُرِيدْ أنْ نَعِيش بِحَسَبُه .. فَالله تَجَسَد حَتَّى نَرَاه .. ﴿ تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ ﴾ ( 1بط 2 : 21 ) .. وَتَرَى كَيْفَ عَاش الْمَسِيح وَكَيْفَ إِتْهَان وَقَبَلْ الإِهَانَة .. فَكَيْفَ لاَ تَقْبَل أنْتَ الإِهَانَة ؟ وَكَيْفَ ظُلِم الْمَسِيح وَأنْتَ لاَ تَقْبَل الظُلْم ؟!! .. فَالْمَسِيح عَاش بَسِيط وَأنْتَ تُرِيدْ أنْ تَعِيش فِي مَمْلَكِة .. وَالْمَسِيح عَاش مُحِبْ لِلكُلَّ حَتَّى أعْدَائُه وَأنْتَ تُغْلِق قَلْبَك وَتَخْتَار النَّاس .. فَافْتَح قَلْبَك لِلْمَسِيح لأِنَّهُ جَاءَ لِيُغَيِّر طَبْعَك .. وَأي مَرَّة تُوضَعْ فِي إِخْتِبَار صَعْب أُنْظُر إِلَى رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَهُوَ الَّذِي سَيَحِل لَك المُشْكِلَة .. وَعِنْدَمَا تُظْلَم أُنْظُر إِلِيه .. ﴿ لَيْسَ عَبْدٌ أعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ ﴾ ( يو 13 : 16) .
☼ فَرَبِّنَا يَسُوع جَاءَ لِيُؤسِّس حَيَاة وَيُؤسِّس مَلَكُوت وَطَرِيق لِلتُوبَة لَنَا .. وَمِنْ أفْرَاح التَّجَسُّد أنَّ هذَا الجَسَد الضَعِيف هُوَ الجَسَد الَّذِي سَوْفَ نَدْخُل بِهِ إِلَى السَّمَاء بِنَفْس شَكْل أجْسَادْنَا .. فَالْمَسِيح دَخَلْ إِلَى السَّمَاء وَجَلَس عَلَى العَرْش كَسَابِق مِنْ أجْلِنَا بِنَفْس مَلاَمِح تَجَسُّدِهِ .. وَكَرَامَة لأِجْسَادْنَا سَنَدْخُلْ بِنَفْس هَيْئِة الجَسَد وَلَيْسَ بِنَفْس طَبِيعْتُه .. وَكَانَ قَدِيماً يَقُول النَّاس لله ﴿ يَا جَالِساً عَلَى الكَرُوبِيم أشْرِقْ قُدَّامَ أفْرَايِم وَبِنْيَامِينَ وَمَنَسَّى ﴾ ( مز 80 : 1 – 2 ) .. ﴿ لَيْتَكَ تَشُّقُّ السَّموَاتِ وَتَنْزِلُ ﴾ ( أش 64 : 1) .. فَفِي عِيد التَّجَسُد تَحَقَّق هذَا وَالجَالِس عَلَى الشَارُوبِيم ظَهَر قُدَّام أفْرَايِم وَمَنَسَّى النَسْل المَحْبُوب لله وَشَقَّ السَّمَاء وَظَهَر وَنَزَل حَتَّى يَجُول فِي وَسَطْنَا فَهُوَ حَلَّ بَيْنَنَا وَسَكَنْ مَعَنَا .. وَكَلِمَة " حَلَّ " فِي التَرْجَمَة اليُونَانِيَّة تَعْنِي " أنَّهُ نَصَبَ خَيْمَتُه وَسَيَظَلْ مَعَنَا كَمَا وَعَدْنَا " .. ﴿ هَا أنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ ﴾ ( مت 28 : 20 ) .
رَبِّنَا يُعْطِينَا بَرَكِة هذَا التَجَسُد المَجِيد فِي حَيَاتْنَا وَنَخْتَبِر وُجُودُه فِي حَيَاتْنَا وَنَخْتَبِر وُجُودُه فِي أجْسَادْنَا
وَنُكْرِم أجْسَادْنَا وَأنْ نَحْيَا فِي إِتِضَاع وَأنْ نُشَارِكُه فِي كُلَّ أيَّام حَيَاتُه عَلَى الأرْض
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
الأسرة والحوار
هناك صفة جميلة جداً نتعلمها من رب المجد يسوع وهي صفة الحوار الهادئ البناء المُحب ظهر جداً مع المرأة السامرية واليوم نريد أن نتعلم ذلك { فجاءت امرأة من السامرة } ( يو 4 : 7 ) حوار صعب جداً من إنسانة شريرة وغالقة لقلبها وواضعة حواجز كثيرة بينها وبين يسوع مثل حاجز الجنس والإنتماء واللغة والعقل وبدأ يدخل معها في حوار{ إذهبي وادعي زوجِك وتعالي إلى هنا أجابت المرأة وقالت ليس لي زوج قال لها يسوع حسناً قلتِ ليس لي زوج } ( يو 4 : 16 – 17 ) وبدأ يقتحم حياتها رغم عدم رغبتها في الكلام معاه
مَعَ الْمَسِيح فِي الإِمْتِحَانَات
{ هذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ . مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ . ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ . طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ . اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ لأِنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ . الأشْبَالُ احْتَاجَتْ وَجَاعَتْ وَأَمَّا طَالِبُوا الرَّبِّ فَلاَ يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ ....... أُولئِكَ صَرَخُوا وَالرَّبُّ سَمِعَ وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِمْ أَنْقَذَهُمْ . قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنْ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ . كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ . يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ . وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ . الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ وَمُبْغِضُو الصِّدِّيقِ يُعَاقَبُونَ . الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ } ( مز 34 : 6 – 22 ) .. هَللِيلُويَا .
فِتْرِة الإِمْتِحَانَات فِتْرَة يَسْتَغِلَهَا عَدُو الخِير ضِدِّنَا رَغم إِنَّهَا أفْضَل فُرْصَة لِلتَّقَرُب مِنْ الله فِي هذِهِ الفِتْرَة وَدَائِماً لاَبُد أنْ نَعْلَم أنَّ :01. النَّجَاح عَطِيَّة مِنْ الله 2. إِلَهْنَا إِله الإِمْكَانِيَات الضَعِيفَة ( مَسِيحْنَا مَسِيح الضُّعَفَاء 3. أُمُور نَحْتَاجْهَا) 4. أهْدَاف لِلمُذَاكْرَة
1. النَّجَاح عَطِيَّة مِنْ الله :
============================
كَثِيرُون يَشْكُون وَيَقُولُون إِنَّهُمْ مُقَصِّرُون وَلَمْ يُجَاهِدُوا وَيَجْتَهِدُوا طَوَال العَام الدِرَاسِي .. هذَا فِكْر هَدَّام لأِنَّكَ بِذلِك تَقُول إِنَّك مَادُمْت مُقَصِّر فَالله لَنْ يَعْمَل مَعَك .. لاَ .. النَّجَاح يَتَوَقَفْ عَلَى جِهَادَك وَعَلَى الله أيْضاً لأِنَّ النَّجَاح عَطِيَّة مِنْهُ وَالعَطِيَّة تَعْتَمِد عَلَى سَخَاء المُعْطِي أكْثَر مِنْ إِحْتِيَاج الآخِذ وَالله هُوَ المُعْطِي وَهُوَ سَخِي { فِي كُلَّ شَيْءٍ كَرِيم وَمُبَارَك } ( جُزء " وَاهْدِنَا إِلَى مَلَكُوتَك " مِنْ القُدَّاس البَاسِيلِي ) .. لاَبُد لِلإِنْسَان أنْ يَشْعُر أنَّ الله مَعَهُ وَلَيْسَ ضِدُّه .. أحْيَاناً نَشْعُر أنَّ الله يَتَصَيَّدْنَا فِي الإِمْتِحَانَات لِيُعَاقِبْنَا .. لاَ .. الله لَيْسَ خِصْم بَلْ أب .. هذَا فِكْر بَشَرِي لأِنَّنَا لاَ نَسْتَوْعِب مَنْ هُوَ الله .
الله إِله وَلَيْسَ إِنْسَان وَأُسْلُوبه وَفِكْره لَيْسَ مِثْلِنَا لِذلِك لاَبُد أنْ نَشْعُر أنَّ الله حَنُون عَلَيْنَا وَخَاصَّةً وَقْت إِحْتِيَاجْنَا وَيَهِمُّه نَِجَاحْنَا وَتَفَوُّقْنَا أكْثَر مِمَّا يَهِمِّنَا نَحْنُ .. وَكَمَا أنَّ الآبَاء الجَسَدِيُون يُرِيدُون نَجَاحْنَا وَهُمْ أكْثَر غِيرَه عَلَيْنَا مِنْ أنْفُسَنَا فَمَا بَال الله الَّذِي عَلَّمَهُمْ هذِهِ المَحَبَّة فَكَمْ يَهْتَمْ بِنَا وَبِنَجَاحْنَا ؟ بِالطَبْع يَهْتَمْ وَيَهْتَمْ وَيُرِيد .. بِذلِك نَكُون سُعَدَاء فِي حَيَاتْنَا .. هُوَ يُرِيد أنْ يُعْلِنْ لَنَا إِشْتِيَاقُه لِتَفَوُّقْنَا وَأعْطَانَا العِلْم لِنُمَجِّدُه .. " العَلِيّ قَدْ ألْهَمْ النَّاس العِلْم لِكيْ يَتَمَجَّد فِيهُمْ " .. عِنْدَمَا عَلَّم مُوسَى النَّبِي الَّذِي { تَهَذَّبَ بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ } ( أع 7 : 22 ) عَلِّمُه كَي يَسْتَخْدِمُه قَائِد لِشَعْبُه وَمِنْ حِكْمِة الله أنَّهُ لَمْ يَجْعَل أُمُّه تُمِيتُه فَوَضَعَتَهُ فِي سَلَّة وَتَرَكَتْهُ فِي النِيل وَتَمُر إِبْنَة فِرْعُون فِي ذلِك المَكَان وَتَرَى الطِفْل مُوسَى وَيَجْذِبْهَا جَمَالُه فَتَأخُذَهُ إِبْن لَهَا وَبِذلِك رَبَّى الله مُوسَى قَائِد إِسْرَائِيل دَاخِل قَصْر فِرْعُون كَي يَعْرِف أُسْلُوب فِرْعُون وَعَلِّمُه .. مُوسَى تَعَلَّم فِي مَصْر وَهيَ كَانَتْ فِي ذلِك الوَقْت أرْقَى بَلَد فِي العَالَم وَأكْثَرْهَا عِلْماً لِكَي يَخْدِم شَعْب الله .. إِذاً الله يُرِيد نَجَاحِي لأُِمَجِّدُه بِعِلْمِي .
لِنَرَى أسْتِير المَلِكَة إِسْتَخْدِم الله جَمَالْهَا لِيَتَمَجَّد .. سُلَيْمَان الحَكِيم بِحِكْمَتِهِ مَجَّد الله .. إِذاً الله جَعَلَ العِلْم أدَاة لِمَجدُه فَهَلْ يَبْخَل عَلَيْنَا بِالعِلْم وَالتَّفَوُّق خَاصَّةً وَأنَّ لَنَا إِسْتِعْدَاد لِلنَّجَاح وَبِنَجَاحْنَا نُمَجِّدُه ؟!! فِي قِصِّة الثَلاَث فِتْيَة أرَادَ المَلِك فِتْيَان لِيَخْدِمُوه فِي قَصْرُه وَكَانَ لَهُ شُرُوط فِي هَؤلاَء الفِتْيَان هِيَ { مِنْ نَسْلِ الْمُلْكِ وَمِنَ الشُّرَفَاءِ فِتْيَاناً لاَ عَيْبَ فِيهُمْ حِسَانَ الْمَنْظَرِ حَاذِقِينَ فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَعَارِفِينَ مَعْرِفَةً وَذَوِي فَهْمٍ بِالْعِلْمِ وَالَّذِينَ فِيهُمْ قُوَّةٌ عَلَى الْوُقُوفِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ فَيُعَلِّمُوهُمْ كِتَابَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ وَلِسَانَهُمْ } ( دا 1 : 3 – 4 ) .. الله إِسْتَخْدِم هَؤلاَء المُتَعَلِمِين لِيَتَمَجَّد بِهُمْ كَمَا يُرِيد أنْ يَتَمَجَّد فِينَا بِعِلْمِنَا .
الله إِسْتَخْدِم دَانِيَال وَأرْمِيَا وَبُولِس الرَّسُول بِكُلَّ ثَقَافَتِهِ وَحِكْمَتِهِ الَّذِي تَعَلَّم النَّامُوس وَحِكْمَة الأُمَم لِيَسْتَخْدِمَهُ لِمَجْد إِسْمُه .. إِذاً النَّجَاح عَطِيَّة مِنْ الله .. الله لاَ يُعْطِي النَّجَاح كَأجر أوْ ثَمَنْ لِجِهَادْنَا .. لاَ .. { هُوَ يُعْطِي أكْثَر مِمَّا نَسْأل } .. النَّجَاح لاَ يُعْطِى لَنَا لإِسْتِحْقَاقْنَا بَلْ لِيُعْلِنْ نَجَاحُه فِينَا .. إِحْذَر أنْ تَظُن أنَّ الله فِي الإِمْتِحَانَات يَجِد فُرْصَة لِيُخَلِّص مِنَّا أفْعَالْنَا .. لاَ .. الله مُعْتَنِي بِنَا أمَّا الإِمْتِحَان فَهُوَ لِلتَّزْكِيَة .. { وَحَدَثَ فِي الأيَّام الَّتِي أرَادَ الله فِيهَا أنْ يُجَرِّب إِبْرَاهِيم } ( مَا يُقَال فِي قِسْمِة ذَبْح إِسْحَق ) .. أرَادَ أنْ يَعْمَل لإِبْرَاهِيم إِمْتِحَان كَي يُزَكِيه وَيَتَفَوَّق إِبْرَاهِيم وَيُصْبِح أبُو الإِيمَان .. إِذاً الإِمْتِحَانَات مُهِمَّة لإِظْهَار قُوِّة الله .
2. الله يَعْمَل بِالإِمْكَانِيَات الضَعِيفَة :0
======================================
لاَبُد أنْ أثِق إِنِّي ضَعِيف وَالكَثِير يَنْقُصَنِي .. فِي فِتْرِة الإِمْتِحَانَات نَجِد أنْفُسَنَا نَسِينَا مَا اسْتذْكَرْنَاهُ طَوَال العَام وَكَأنَّنَا لَمْ نَسْتَذْكِر أي شِئ .. هذَا شُعُور دَائِماً يَكُون مَوْجُود لِكَي نَفْهَمْ أنَّ الله هُوَ مُكَمِّلْنَا وَسَنَدْنَا وَمُعِين ضَعْفِنَا وَإِلاَّ لَوْ دَخَلْنَا الإِمْتِحَانَات وَنَحْنُ مُقْتَدِرِين فَمَا احْتِيَاجْنَا لله ؟ إِذاً حِكْمَة مِنْ الله أنَّ الإِنْسَان دَائِماً يَشْعُر أنَّهُ لَمْ يُدْرِك .. إِذَا كَانَ بُولِس الرَّسُول يَقُول { أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ } ( في 3 : 12) فَمَا بَال نَحْنُ ؟ كَثِيراً مَا يُحِب الله أنْ يَتَمَجَّد فِي الضَّعْف فَقُل لَهُ دَائِماً " أرِينِي قُوَّتَك فِي ضَعْفِي " .. تَمَجَّد فِي ضَعْفِي لِذلِك هُوَ دَائِماً إِله المُسْتَحِيلاَت .. يُعْطُوه خَمْس خُبْزَات وَسَمَكْتِين لِيُطْعِمْ بِهُمْ خَمْسَة آلاَف شَخْص .. شِئ مُضْحِك ؟ لكِنَّهُ هُوَ إِله الإِمْكَانِيَات الضَّعِيفَة حَتَّى أنَّ هَؤلاَء أكَلُوا جَمِيعَهُمْ وَشَبِعُوا وَفَضَلَ عَنْهُمْ إِثْنَيّ عَشَرَ قُفَّة مَمْلُؤة ( مت 14 : 20 ) .
إِله عَجِيب القَلِيل فِي يَدِهِ يَتَضَاعَف وَيَفِيض .. يُحِب يَسْتَخْدِم دَاوُد الفَتَى الصَغِير لِيَقْتُل جُلْيَات وَيَسْتَخْدِم حَصَى فِي مِقْلاَع لِيَقْتُل جَبَّار ( جُلْيَات ) .. إِخْتَارَ الجُّهَال لِيَخْزِي بِهُمْ الحُكَمَاء لِكَي يُرْجِع المَجْد لَهُ .. لِذلِك هُوَ يُحِب أنْ يَعْمَل فِي ضَعْفِي .. يِحِب لَمَّا يِنْقِل الجَبَل وَالبَلَد كُلَّهَا ضِد الْمَسِيحِيِين يِسْتَخْدِم إِنْسَان بَسِيط هُوَ سَمْعَان الخَرَّاز .. قُلْ لَهُ أنَا سَمْعَان الخَرَّاز بَسِيط لاَ أعْرِف شِئ لكِنِّي وَاثِق إِنِّي بِكَ أنْقِل جِبَال .. أرْمِيَا النَّبِي يَقُول لَهُ أنَا وَلَدٌ ( أر 1 : 6 ) .. يُجِيبُه الله " لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ " ( أر 1 : 7 ) .. مُوسَى النَّبِي يَقُول لَهُ أنَا ثَقِيلُ الفَمْ وَاللِّسَان ( خر 4 : 10 ) .. يُجِيبُه الله أنَا أُكَمِّل ضَعْفَك وَأجْعَل أخِيك هُوَ لِسَانَك .. دَاوُد يَقُول { بِإِلهِي تَسَوَّرْتُ أَسْوَاراً } ( مز 18 : 29 ) .. { أَتْبَعُ أَعْدَائِي فَأُدْرِكُهُمْ وَلاَ أَرْجِعُ حَتَّى أُفْنِيهُمْ } ( مز 18 : 37 ) .. الإِنْسَان الضَّعِيف يَقُول { لِيَقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أَنَا } ( يؤ 3 : 10) .
قِصَّة فِي سِفر القُضَاة تَحْكِي أنَّ جَدْعُون ذَهَبَ لِيُحَارِب المِدْيَانِيِّين الَّذِينَ يَقُول عَنْهُمْ الكِتَاب أنَّهُمْ كَالجَرَاد فِي الكَثْرَة .. فَجَمَعَ جَدْعُون كُلَّ الشَّعْب إِجْبَارِي فَكَانَ عَدَدَهُمْ إِثْنَان وَثَلاَثُونَ ألْفاً .. قَالَ الله لِجَدْعُون الشَّعْب الَّذِي مَعَكَ كَثِير { لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ عَلَيَّ إِسْرَائِيلُ قَائِلاً يَدِي خَلَّصَتْنِي . وَالآنَ نَادِ فِي آذَانِ الشَّعْبِ قَائِلاً مَنْ كَانَ خَائِفاً وَمُرْتَعِداً فَلْيَرْجِعْ } ( قض 7 : 2 – 3 ) .. يَقُول جَدْعُون كُلُّهُمْ خَائِفُون فَإِنْ قُلْت ذلِك سَيَعُود الكُلَّ لكِنْ الله يُصَمِّم عَلَى كَلِمَتُه .. يَقُول لَهُ جَدْعُون لِنَضَع شَرْط آخَر فَلْنِحَدِّد بِالأعْمَار مَنْ كَانَ أكْبَر مَثَلاً مِنْ خَمْسِينَ عَام فَلْيَعُود .. يَقُول الله .. لاَ .. قُلْ مَنْ كَانَ خَائِف فَليَرْجَع .. وَيَعُود مِنْ الشَّعب إِثْنَان وَعِشْرُونَ ألَف خَائِف وَيَتَبَقَّى عَشَرَة آلاَف وَيُظَنْ أنَّ هَؤلاَء البَّاقِين خَجَلُوا أنْ يَرْجَعُوا لكِنْ الله يَقُول لِجَدْعُون حَتَّى هَؤلاَء كَثِيرُون فَأرْجِع 9700 وَظَلَّ مَعَهُ لِلحَرْب 300 رَجُل فَقَطْ هَؤلاَء هُمْ المُحَارِبُون وَالله إِسْتَخْدِمْهُمْ بِخِطَّة قَالَ لَهُ إِجْعَل بِيَدِهِمْ مَشَاعِل وَجِرَار وَلِيَكْسَرُوا الجِرَار وَيَصْرُخُوا فَيَشْعُر المِدْيَانِيُّون أنَّهُمْ كَثِيرُون وَبِذلِك تَغْلِب .. وَقَدْ كَانَ فَقَدْ إِنْتَصَرَ جَدْعُون بِالـ 300 مُحَارِب .. هَكَذا أنَا ضَعِيف وَالله يَسْتَخْدِمَنِي حَتَّى لاَ أفْتَخِر بِذَكَاء أوْ جِهَاد بَلْ بِهِ .. الله يُحِب يَعْمَل بِالإِمْكَانِيَات الضَّعِيفَة .
3. أُمُور نَحْتَاجْهَا : 1. السَّلاَم 2. ثِقَة فِي تَدْبِير الله
====================
1. السَّلاَم :
===========
سَلاَم مِنْ الله .. أمَّا الخُوْف وَالقَلَق فَلَيْسَ مِنْ الله .. أي نَشْعُر أنَّنَا هَادِئِين مُسَلِمِين لله .. سَلاَم يَقُول عَنْهُ بُولِس { سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل } ( في 4 : 7 ) .. الخُوْف عَلَى مُسْتَوَى العَقْل لكِنْ بِالمُسْتَوَى الْمَسِيحِي سَلاَمُنَا يَفُوق العَقْل .. نَقُول إِنَّنَا مُطْمَئِنِين لأِنَّنَا مُتَكِلِين عَلَى الله وَوَاثِقِين أنَّهُ يَعْمَل فِي ضَعْفِنَا وَيُعْطِينَا نَجَاح مِنْ عِنْدُه لِذلِك نَحْنُ فِي سَلاَم .. أبُونَا إِبْرَاهِيم ذَهَب لِيُقَدِّم إِبْنُه ذَبِيحَة وَهُوَ فِي سَلاَم .
2. ثِقَة فِي تَدْبِير الله :0
========================
الإِمْتِحَانَات خَيْر .. هَلْ يُعْقَل ذلِك ؟ نَعَمْ .. تُوجَد قِصَّة تَقُول أنَّ إِنْسَان كَانَ يَسْكُنْ فَوْقَ جَبَلٍ عَالِي وَكَانَ لَدَيْهِ حُصَان قَوِي وَكَانَتْ البَلَد كُلَّهَا تَحْسِدُه عَلَى حُصَانُه وَفِي أحَدٌ الأيَّام خَرَجَ الحُصَان وَلَمْ يَعُد وَحَزَنَ هذَا الإِنْسَان جِدّاً فَجَاءَ النَّاس لِيُعَزُّوه عَلَى خِسَارْتُه فَقَالَ لَهُمْ " مَنْ قَالَ أنَّ فُقْدَان الحُصَان خُسَارَة ؟ " وَتَعَجَّبَ النَّاس .. بَعْد أيَّام كَانَ الحُصَان تَائِه فِي البَرِّيَّة فَوَجَدَ قَطِيع خُيُول يَتَكَوَّن مِنْ مَائَة حُصَان فَعَادَ لِصَاحِبِهِ وَمَعَهُ القَطِيع كُلُّه فَأصْبَحَ ذلِك الرَّجُل صَاحِب قَطِيع خُيُول بَرِّيَّة يِبِيع وَيِتَاجِر فِيهَا .. فَجَاءَ النَّاس يُهَنِئُوه عَلَى حَالُة .. فَقَالَ لَهُمْ " مَنْ قَالَ أنَّ ذلِك خَيْر ؟ " .. وَبَعْد أيَّام إِمْتَطَى إِبْنُه أحَدٌ هذِهِ الخُِيُول البَرِّيَّة وَلأِنَّهَا غِير مُدَرَّبَة عَلَى الرُّكُوب سَقَطَ إِبْنُه عَنْهَا وَأُصِيبَ فَذَهَبَ النَّاس لَهُ لِيُعَزُوه فَقَالَ لَهُمْ " مَنْ قَالَ أنَّ ذلِكَ شَر ؟ " .. ثُمَّ تَحْدُث حَرْب وَيُجْمَع كُلَّ شَبَاب البَلَد لِيُحَارِبُوا عَنْهَا مَا عَدَا إِبْنُه المُصَاب وَيَمُوت فِي الحَرْب كُلَّ الشَّبَاب فَيَذْهَب هُوَ لِيُعَزِّي أهْل بَلْدَتَهُ .
لاَ تَقُل عَنْ مَرْحَلَة فِي حَيَاتَك إِنَّهَا شَر هَلْ تَعْرِف مَا هِيَ النِهَايَة ؟ هَلْ لَدَيْكَ ثِقَة فِي تَدْبِير الله أنَّهُ يُرِيد لَكَ الخَيْر ؟ هُوَ مُعْتَنِي بِك وَرَاسِم لَكَ حَيَاة جَمِيلَة .. بُطْرُس الرَّسُول يَسْمَع إِشَاعَة تَقُول أنَّ يُوحَنَّا الحَبِيب لَنْ يَمُوت فَيَقُول لَهُ يَسُوع { إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِئَ فَمَاذَا لَكَ . اتْبَعْنِي أَنْتَ } ( يو 21 : 22 ) .. الله أرَادَ إِسْتِشْهَاد بُطْرُس وَهذَا لِقَصْد وَتَرَكَ يُوحَنَّا بِدُون إِسْتِشْهَاد وَعَاشَ بَعْد بَاقِي التَّلاَمِيذ ثَلاَثُونَ عَاماً لِقَصْدٍ أيْضاً فَقَدْ ظَهَرِت فِي هذِهِ الثَّلاَثُونَ عَام بِدَع تَقُول أنَّ الْمَسِيح لَمْ يَكُنْ إِله فَكَتَبَ يُوحَنَّا إِنْجِيلُه إِنْجِيل لاَهُوتِي .. ثُمَّ تَظْهَر بِدْعَة تَقُول أنَّ الْمَسِيح إِله لكِنْ جَسَده جَسَد خَيَالِي فَيَكْتُب يُوحَنَّا ثَلاَث رَسَائِل عَنْ تَجَسُّد الْمَسِيح وَيَقُول فِيهَا { الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا الَّذِي شَاهَدْنَاهُ وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا } ( 1يو 1 : 1 ) .. وَعِنْدَمَا زَادَ الإِضْطِهَاد عَلَى الكِنِيسَة وَدَخَلِت فِي حَلَقَات الإِسْتِشْهَاد سَمَحَ لَهُ الله أنْ يَرَى السَّمَاء وَيَكْتُب عَنْ جَمَالْهَا وَرَوْعِتْهَا لِيُشَدِّد المؤمِنِِين حَتَّى لاَ يَخَافُوا الإِسْتِشْهَاد وَيَتْرُكُونَ العَالَم .
يُوجَدٌ تَرْتِيب مُعَيَّن لله لِكُلَّ وَاحِد فِينَا .. ثِق فِي ذلِك .. الشُّعُور بِالضَّعْف شُعُور مُفِيد وَكُلَّ جِهَاد رُوحِي هَدَفه فِي النِهَايَة أنْ أشْعُر بِضَعْفِي وَكُلَّ بَرَكَة رُوحِيَّة يُعْطِيهَا الله لَنَا عِنْدَمَا نَشْعُر بِالضَّعْف .. بُولِس الرَّسُول يَقُول { أَنَا مَا أَنَا ....... وَلكِنْ لاَ أَنَا بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي مَعِي } ( 1كو 15 : 10 ) .. الله يُرِيد أنْ يُعْطِينَا خِبْرَة تَفْرِيط الثِقَة فِي النَّفْس .. فِي حَيَاة الإِنْسَان عِدِّة مَرَاحِل هِيَ :0
أوِّل مَرْحَلَة أنَا لاَ الْمَسِيح .
ثَانِي مَرْحَلَة أنَا وَالْمَسِيح .
ثَالِث مَرْحَلَة الْمَسِيح وَأنَا .
رَابِع مَرْحَلَة الْمَسِيح لاَ أنَا .
فِي أي مَرْحَلَة أنْتَ ؟ هُوَ يُرِيدْنَا أنْ نَصِل إِلَى مَرْحَلِة " لاَ أنَا بَلْ الْمَسِيح " لِذلِك مُمْكِنْ نَخْرُج بِرَصِيد قَوِي مِنْ الإِمْتِحَانَات .. إِعْطِي كُلَّ مَادَّة لِقِدِيس وَكُلَّ يُوْم لِقِدِيس لِيُسَاعِدَك عَلَى إِسْتِذْكَار اليَوْم وَمِنْ خِلاَل الإِسْتِذْكَار نَمِّي عِشْرِتَك مَعَ القِدِّيسِين وَبِذلِك تَنْمُو رُوحِياً فِي فِتْرِة الإِمْتِحَانَات .. إِذَا كُنْت تُصَلِّي بِدُون تَرْكِيز .. رَكِّز فِي الصَّلاَة .. إِتَخِذ أيَات وَاحْفَظْهَا مَثَلاً { أُبَارِك الرَّبَّ الَّذِي أفْهَمَنِي } ( مز 15 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. { لِيَقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أَنَا } ( يؤ 3 : 10 ) .. { الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ } ( مز 34 : 22 ) .
4. أهْدَاف الإِسْتِذْكَار :
=======================
تُوجَدٌ سَبَع أهْدَاف خَاطِئَة وَسَبَع أهْدَاف صَحِيحَة .. الأهْدَاف الخَاطِئَة هِيَ شَخْصِيَّة ذَاتِيَّة أمَّا الأهْدَاف الصَّحِيحَة فَهيَ أمَانَة وَلِمَجْد الله .
أهْدَاف خَاطِئَة
هَدَف شَخْصِي ذَاتِي فِيهِ صِرَاع مَعَ النَّفْس وَالآخَرِين .
هَدَف شَخْصِي يُعْطِي ثِقَل وَحِمْل .
مَمْلُوء قَلَق وَخُوف لأِنَّهُ صِرَاع مَعَ الذَّات وَالآخَرِين وَهذَا يَجْعَلَك إِنَاء لِلقَلَق .
يُعْطِي بُعْد عَنْ الله وَالكِنِيسَة لأِنَّهُ لَيْسَ لَدَيْنَا وَقْت لِلصَّلاَة أوْ حُضُور الكِنِيسَة .
يُعْطِي غِيرَه وَحَسَد .
يُنْتِج غُرُور وَكِبْرِيَاء لأِنَّهُ يُعِيد النَّجَاح لِلذَّات وَالإِمْكَانِيَات الذَّاتِيَّة .
أهْدَاف صَحِيحَة
أمَانَة فِي وَزْنَة وَمَجْد لِلْمَسِيح .. لِمَاذَا نِتْعَب ؟ لَيْسَ لِصِرَاع بَلْ أمَانَة وَالهَدَف مَجْد الْمَسِيح وَلَيْسَ التَّفَوُق عَلَى الآخَرِين .
يُعْطِي إِنْطِلاَق نَحْو الله وَشُعُور بِمَعُونَتَهُ وَهُوَ يَحْمِل عَنَّا الأحْمَال .
يُعْطِي ثِقَة وَاتِكَال .
يُعْطِي مَزِيد مِنْ الإِرْتِبَاط بِالْمَسِيح وَالقِدِّيسِين وَمَزِيد مِنْ العِشْرَة الرُّوحِيَّة .
يُعْطِي حُب وَوِحْدَة .
يُعْطِي إِتِضَاع وَإِرْجَاع الفَضْل لله وَالإِعْتِرَاف بِنِعْمِتُه .
فِي النِهَايَة إِحْذَر أنْ تَكُون مِنْ النُوع الأوَّل الَّذِي يَجْلِب كُلَّ هذِهِ الأمْرَاض .. لِنَخْرُج مِنْ الإِمْتِحَانَات وَنَحْنُ نَشْعُر أنَّ الله كَانَ مَعَنَا وَسَيَكُون دَائِماً مَعَنَا .
رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين