العظات

باركوا ولا تلعنوا

يعلمنا الكتاب المقدس وصية جديدة وجميلة ﴿ باركوا ولا تلعنوا ﴾ ( رو 12 : 14) .. والسؤال ما هي البركة ؟ البركة هي السلام والنعمة ومصدرها الله ويعطيها واضع الناموس .. فالله هو الذي يبارك أولاده وشعبه .. البركة هي أن يأتي بالشئ مئات أضعافه .. وأن يكون الشخص على إتكال كامل في الله .. البركة تكون في الجسديات والماديات والروحيات قديماً يقول الرب لأبينا إبراهيم ﴿ أُباركك .... وتكون بركة ﴾ ( تك 12 : 2 ) .. فإن بركة الله حين تقع على أحد يكون هذا الإنسان مصدر للبركة لكل من حوله .. لذلك يأخذ الكاهن البركة من الله ويُصبح هو بركة لشعبه .. فسلام الكاهن ودعاؤه بركة لمن حوله .. لذلك أوصانا الله أن نبارك ولا نلعن .. رأينا في العهد القديم الصراع بين أبونا يعقوب وأخوه عيسو من أجل أن يحصل كلٍ منهما على البركة التي كانت تُعطى للإبن الأكبر ويكون هذا الإبن محظوظ لهذا أصبح أبونا يعقوب فيما بعد أبو أسباط الإثنى عشر رؤوس شعب الله ويقول أحد القديسين ﴿ إجعل كل شخص يباركك ﴾ .. لأنه جميل جداً أن تشعر أنك لم تعيش معتمد على ذكائك ولا قدراتك وإمكانياتك .. ولكن بخير وبركة من الله عليك .. فإذا تسلسلنا مع موضوع البركة في الكتاب المقدس من آدم وحواء نرى أن الله بارك نسلهم .. نوح بارك إبنه سام ولعن إبنه كنعان .. ربنا بارك أبونا إبراهيم وأعطى له من ندى السماء ومن دسم الأرض .. وأخذت البركة تتوارث إلى أن إنتهت بسيدنا المسيح لأن البركة التي وعد الله بها آدم ونسله هي مجئ يسوع المسيح من نسل آدم فصار المسيح هو مصدر البركة ومحورها التي إنتهت فيه بركات العهد القديم وبدأت فيه بركات العهد الجديد .. وكما يقول معلمنا بولس في رسالته إلى أفسس عن الله ﴿ باركنا بكل بركة روحية ﴾( أف 1 : 3 ) .. فإذا كان قديماً كان الإبن ينتظر البركة من أبوه أصبحت البركة من أبونا السماوي فادينا ومخلصنا حين أكون أنا بركة من يسوع المسيح أُصبح أنا مصدر للبركة للآخرين .. فرحنا كثيراً لما جاء إلينا ربنا يسوع المسيح أرض مصر ودعا إلينا ﴿ مبارك شعبي مصر ﴾ ( أش 19 : 25 ) .. فوجود مسيحيين في مصر حتى الآن بسبب بركة يسوع المسيح .. أيضاً وجود خير وسلام ونِعم وبركات وكنائس وأديرة وتعليم في مصر أساسها بركة المسيح .. لهذا يجب علينا أن نتعلم كلمات كثيرة تخرج بركة مثل * ربنا يحافظ عليك .. ربنا معاك .. ربنا يحفظك * .. وإن شعرت بالحزن والظلم قل * ربنا يسامحك * بدون إنتقام حتى لا يأخذ أحد دينونة بسببك .. يُحكى عن الآباء القديسين عند هجوم البربر أنهم كانوا يرفضون الإستشهاد خوفاً من هلاك أحدهم ( أي البربر ) بسبب قتل الآباء لذلك ينبغي علينا أن نبارك كل أحد .. وكل ما كانت حياتنا مليئة بالبركة تمتلئ خدمة وبذل وعطاء وتبحث بإجتهاد عن كلمة بركة من أحد .. يُذكر أن منذ 15 أو 20 سنة كان هناك أب راهب مُتنيح يدعى * أبونا أندراوس الصموئيلي * بمستشفى زيزنيا وكان يتردد عليه الكثير والكثير من الناس لنوال البركة وكان يدعي لكل أحد ويقول له * يكون معاك ما يكون عليك * .. حقاً كلام البركة مفرح .. والرب يسوع المسيح بارك كل مكان ذهب إليه .. وعندما أخذ الجسد البشري بارك أجسادنا .. وعندما أكل من طعامنا بارك الطعام .. وعندما ركب سفينة في البحر بارك البحر وما فيه .. لذلك نحن مقدسين .. فمن الله نحصل على كل البركات ويعطينا إمكانيات وقدرات فائقة تفوق الطبيعة قديماً طلب رب المجد من شعبه أن يعملوا 6 أيام واليوم السابع لا يعملوا .. وهو يعطيهم في اليوم السادس طعام اليوم السادس والسابع معاً .. أمرهم بالعمل ست سنوات والسنة السابعة لا يعملوا وهو في السنة السادسة يعطيهم طعام السنة السادسة والسابعة .. وهكذا أيضاً في سنة اليوبيل أي السنة ألـ 50 وهو يعطيهم طعام السنة ألـ 50 في السنة 49 .. خير وبركة وطعام يكفي سنة 49 ، 50 معاً .. هذا لكي يعرفوا أن المسألة هي رزق من عنده وليس مجرد بذل جهد منهم .. لهذا نطلب منه أن يبارك ثمار الأرض .. ويذكر إجتماعاتنا ويباركها ويعطيها خير .. جميل أن نشعر أننا نأكل من يد الله ومن محبته .. لذلك وجب الشكر قبل الأكل يروي القديس المتنيح الأنبا أبرآم أسقف الفيوم أنه وزع المال الخاص بالفقراء فإنه لم ينقص ويقول * لا عوزنا ولا حوزنا * .. أيضاً يقول البابا شنوده في هذا الأمر – وهو يقوم بنفس العمل وتوزيع المال على إخوة الرب – أن الحقيبة التي يحملها التي يُوضع بها المال لا يشعر بها فارغة أبداًما أجمل أن تلمس الخير داخل حياتك .. وأن الله هو صانع البركات .. فعلينا دائماً أن ندعو لأولادنا بالبركة ولإخوتنا وأقاربنا وحتى أعدائنا .. لأن الدعوة تفتح القلب واللعنة تؤلم .. بل إدعو للمبغضين بالبركة لأن هذا هو عمل الله .. وبدون الله أنا صغير لا أقوى على عمل شئ .. مثل الكرة الصغيرة التي متى وُضعت في كوب ماء فإنها تُصبح كبيرة عندما تراها من خلال الماء .. وهكذا عمل الله فينا يجعلنا أكبر وأوسع في هذا الوقت تستطيع أن تدعو لمبغضيك وتباركهم .. ومتى اختبرت بركة الله في حياتك يعطيك هو فيض من البركات وتُصبح مفتوح بالخير والبركة للكل لأن مكيالك أصبح مكيال إلهي فإن مصدر البركة هو الله .. ويقول لنا سفر العدد أنه كانت هناك جبال محددة جبل للبركة وجبل للعنة .. فمن المؤكد أن الله هو سبب البركة الموجودة في حياتنا يُذكر عن الأب المُتنيح أبونا ميخائيل إبراهيم أنه كان يبارك كل من كان أمامه مهما كان .. بائع .. إمرأة تحمل طفل .. بيوت يسكنها مسيحيون أو غير ذلك لأن من بداخله بركة مصدرها الله بالطبع يعطيها لمن حوله .. وتقول الكنيسة عن الأنبا بولا أول السواح أنه كان سبب البركة لمصر في وقت فيضان النيل .. إذن من الممكن أن يكون شخص بركة لبلد كاملة وفرد يكون سبب بركة لعائلة ( زوج أو زوجة أو أحد الأبناء ) يُحكى عن القديس العظيم أبو مقار أنه ذات يوم خرج مع أبناؤه وتلاميذه في الصباح الباكر ولما سبقوه تلاميذه شاهدوا رجلاً قوياً يمسك بقدوم وينحت في الصخر لعمل تمثال ليعبده الناس .. فذهب إليه التلاميذ وتحدثوا معه وهاجموه بكل قوة على عمله هذا .. إلا أن الرجل أمسك بهم وضربهم وقيدهم وألقى بهم خلف التمثال .. وبعد فترة من الوقت وصل القديس العظيم أبو مقار إلى مكان الرجل بإبتسامة وقال * سلام لرجل الهمة والنشاط * .. فرد عليه الرجل وسأله عن الذين يرتدوا نفس ملابسه ومروا قبله وقال له بما فعل بهم .. وأخبره الرجل أيضاً أنهم أهانوه أما أنت فمختلف وعاملتني معاملة حسنة .. أبو مقار بارك عابد الأوثان وكانت هذه البركة سبب تحول هذا الرجل .. ولهذا يجب أن تكون دعواتنا سبب بركة لغيرنا وسبب تغيير في حياة الآخرين .. ولا تلعنوا لأن أولاد الله لا يعرفون اللعنة في العهد القديم أراد أحد الملوك أن يحارب شعب الله رغم أنه كان يعلم أنه شعب مبارك .. فجاء هذا الملك برجل الله بلعام وطلب منه أن يلعن الله هذا الشعب حتى يقوى هو عليه فإن هذا الشعب يعيش ببركة الله .. فإذا كنا لا نستحق البركة والله يباركنا فيجب علينا أن نبارك غيرنا .. فإن محبة الله في القلب تُحول العدو إلى حبيب وتعطي النفس إتساع .. وعلينا أن نعيش حسب فكر الله ونحب أعدائنا ونبارك لاعنينا هناك تدرج في ثلاث كلمات مرة عن طريق الحب ومرة أخرى في الكره :- الأولى ← دعوة للحب ؛ الثانية ← دعوة كي نبارك ؛ الثالثة ← دعوة كي نُحسن . الأولى ← لعدوي ؛ الثانية ← لمن يلعني ؛ الثالثة ← لمن يُبغضني . فإذا تدرج هو في كرهك تدرج أنت معه في محبتك .. هذا هو عمل ربنا في حياتنا ونشعر ببركته .. فإجعل البركة شاملة حياتك وحياة من حولك ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

معك لا أريد شيئا على الارض

معلمنا داود النبي يقول { من لي في السماء ومعك لا أريد شيئاً في الأرض } ( مز 73 : 25 ) .. هناك صفة مشتركة بين القديسة دميانة والقديس العظيم الأنبا أنطونيوس .. فالإثنان إحتكروا مباهج العالم .. داسوا على غنى العالم .. القديسة دميانة كانت إبنة لوالي ومن أسرة ثرية جداً .. الأنبا أنطونيوس ورث " 300 " فدان من أجود أنواع الأراضي .. إلا إنهم ضحوا بالمال والمركز إن حياة الإنسان صراع بين السماء والأرض .. يريد أن يقتني ويملُك وتزداد ثروته .. هناك خطورة على الإنسان الذي يُستعبد لممتلكات الأرض .. تخيل إذا الأنبا أنطونيوس عاش في مفاوضة بين أن يعيش في صحراء جرداء أو يعيش في مُلك وغِنى وإمكانيات كثيرة فإن الطبع البشري سوف يجذبه لحياة التملك .. من هنا يجب أن ننظر لكل هذا كلون من ألوان الترفع والتعقل .. ليس معنى هذا أن نترك كل مالنا ولكن على الأقل لا نتعلق بأي شئ .. فإن التعلق بالأشياء يجلب الحزن .. فإن فكره .. وقلبه .. وعقله يرتبط بهذه الأشياء إذا بحثنا في الكتاب المقدس نجد كثير من الآيات التي تقول أن الإمتلاك يجلب الحزن .. في سفر التكوين إصحاح " 13" في قصة لوط .. { فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن ..... } ( تك 13 : 10 ) .. عندما إختار لوط لنفسه إختار سدوم وعمورة التي جلبت عليه خزي وعار .. فالإمتلاك جلب له الحزن .. في سفر يشوع إصحاح " 7 " عخان بن كرمي عندما رأى { رداءً شنعارياً نفيساً ومئتي شاقل فضة ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلاً فاشتهيتها وأخذتها } ( يش 7 : 21 ) .. النتيجة هي موته وجاء بهزيمة لشعبه .. أحياناً الإمتلاك يصبح عبودية .. إيليا النبي عندما أراد أخاب الملك أن يأخذ أرض نابوت اليزرعيلي .. رجل فقير .. عندما رأى الملك الكرم إشتهاه وطلب من نابوت أن يأخذه منه رغم إنه ميراثه .. ولكن يقول الكتاب أن الملك { دخل بيته مكتئباً مغموماً من أجل الكلام الذي كلمه به نابوت اليزرعيلي قائلاً لا أعطيك ميراث آبائي .. واضجع على سريره وحوَّل وجهه ولم يأكل خبزاً }( 1مل 21 : 4 ) .. الملكية أثمرت حزن رغم إنه كان ملك ولديه الكثير .. يقول الحكيم { من يحب الفضة لا يشبع من الفضة ومن يحب الثروة لا يشبع من دخلٍ هذا أيضاً باطل } ( جا 5 : 10) جميل أن أقتني في حياتي بعض الأشياء .. ولكن الغير مستحب أن أكون عبد لها .. الوحيد الذي يشبع هو من إقتنى المسيح داخل قلبه .. أيضاً في قصة * حنانيا وسفيرة * وطمعهم بعد بيع الحقل جلب لهم الفضيحة والموت .. علينا أن نتعامل مع مغريات العالم بكل تعفف إن ربطنا في أرجل حمامة كثير من الذهب وطلبنا منها أن تطير فلا تستطيع الطيران .. فإنه يجب أن تتخلص من الحمل الذي يربطها إلى أسفل كي تستطيع أن ترتفع .. هكذا النفس كلما قلت إرتباطاتها بالأرض كلما كان إرتفاعها وسموها سهل .. الإرتباط بالأرضيات يُذهب العقل .. لهذا آبائنا القديسين كان من السهل عليهم أن يقدم حياته لأنه غير مرتبط بشئ على الأرض عدو الخير يستغل ضعف الإنسان .. فإن المخترعات كثيرة .. عدو الخير يتاجر بعدم قناعة الإنسان .. لذلك حذرنا بولس الرسول من هذه الأمور فيقول { تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه .. أعرف أن أتضع وأعرف أيضاً أن أستفضل تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص }( في 4 : 11 – 12 ) .. جميل أن تكتفي بما لديك وتشكر .. وتقتني المسيح الجوهرة الغالية كثيرة الثمن .. معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى تلميذه تيموثاوس يقول { ستأتي أزمنة صعبة لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين بلا حنوٍ بلا رضىً } ( 2تي 3 : 1 – 3 ) النفس الشبعانة هي نفس فرحانة .. يقول بولس الرسول { وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة } ( 1تي 6 : 6 ) .. فإن ما حدث مع لوط حدث أيضاً مع أبينا إبراهيم ولكنه قال له خذ ما تريد لأننا نحن أخوان ( تك 13 : 8 ) .. رغم أن أبينا إبراهيم هو الأكبر – فهو عم لوط – وكان من الطبيعي أن يختار إبراهيم أولاً الأرض ولكنه تنازل له .. عندما دخل إبراهيم معركة طلب منه ملك المدينة أن يأخذ الثروات ويعطيه الناس ولكن أبونا إبراهيم قال له سأعطيك الناس والثروات .. { لا آخذن لا خيطاً ولا شراك نعلٍ ولا من كل ما هو لك } ( تك 14 : 23 ) سأل أحد القديسين ذات مرة وقال * ما هي أعظم معجزة قام بها الآباء الرسل ؟ * .. فجأته إجابات كثيرة .. ولكنه قال إجابة السؤال في النهاية بعد كل المحاولات والإجابات وهي أن الشعب اليهودي جاء بكل أمواله ووضعها تحت أقدام الرسل .. فهناك صلة وثيقة بين اليهود والملكية أو المال .. فإن اليهود يعبدوا المال والملكية .. إنكسار روح الله داخلهم .. من يعطي الهدوء والإطمئنان ؟ معرفة الله الإله الحقيقي .. { وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم }( أع 4 : 33 ) يروي لنا الكتاب قصة جميلة عن إليشع النبي والمرأة الشونمية .. خدمت هذه المرأة إليشع بكل حب لأنها رأت فيه قُدسية خاصة .. وقامت ببناء حجرة صغيرة في منزلها له واعتنت به وأطعمته وشرَّبته فإنها إمرأة كريمة ونقية ومُضحية .. وذات مرة سأل إليشع تلميذه جيحزي ماذا يفعل لهذه المرأة ؟ كيف يرد لها كل هذه الخدمات ؟ فسألها ماذا أصنع لكِ ؟ إليشع النبي بما أنه رجل الله .. رجل تقي فكان يلجأ إليه الملك ليسأله في بعض الأمور .. أيضاً رئيس الجيش قبل دخوله إلى المعركة يذهب ليسأل أيضاً هذا الرجل .. فسأل المرأة وقال لها { هل لكِ ما يتكلم به إلى الملك أو إلى رئيس الجيش .. فقالت إنما أنا ساكنة في وسط شعبي } ( 2مل 4 : 13) .. أي أن هذا يكفيني .. فإنها كانت مكتفية بما لديها فقط ولا تريد شئ ما أجمل كنيستنا في الصلاة وهي تقول { ليكون لنا الكفاف في كل شيءٍ كل حينٍ نزداد في كل عملٍ صالح } .. هل عندما نسمع الكاهن يقول هذا نوافق على ما قاله أم لدينا رأي آخر ؟ فعندما أخذنا الله في داخلنا أخذنا كل شئ وشعرنا أن هذه الدنيا صغيرة .. وأن لا يوجد من يُشبع ويُغني بعدك .. هذا هو أجمل إختبار على الأرض إذا طلبنا أن نقوم بهذا عملياً نقول لا تتعلق بأي شئ .. فإن أبسط الإمكانيات تعيِش الإنسان .. إكتفي بما عندك .. عندما تسأل نفسك عن إحتياجاتك الرئيسية فإنها بسيطة .. درب نفسك على العطاء .. عند زيارة أحد لك في بيتك إسأل نفسك ماذا يكون في بيتي يمكن أن أقدمه له كهدية ؟ علينا أن نُفك من الإرتباطات .. يسوع وهو الغني إفتقر لكي يُغنينا .. من يريد أن يعيش مع المسيح عليه أن لا يتمسك بشئ أبداً .. الآباء ينصحونا قائلين عندما تريد أن تنظر إلى غيرك أنظر لمن هو أعلى منك روحياً وأقل منك مالياً الآباء القديسين يحدثونا عن شئ يُسمى * بالفقر الإختياري * .. أي أن تتنازل عن كل شئ بإرادتك .. نحن لا نحتقر الملكية ولكن تمسكنا بما هو أفضل .. فإن أي احتياج داخل الإنسان هو علامة ضعف .. فإن القوي هو من يضبط نفسه .. أي احتياج علامة أنانية .. لا تعيش في عبودية الأشياء .. كلما تنازلت عن أشياء كلما أعلنت أن الله هو راعي نفسك وهو الذي يسد كل احتياجاتك .. إختبار ربنا ورعايته لينا هو أن نقول { معك لا أريد شيئاً في الأرض } الآباء القديسين ترى إن جاءهم أحد يسألهم في شئ فهي فرصة عظيمة لكي يقلل مقتنياته .. لا تنسى القديس أبو مقار وهو ذاهب إلى قلايته رأى جمل وعليه كل مقتنيات القديس وضعها لص على الجمل وذهب إلى داخل القلاية ليُحضر باقي المقتنيات .. فدخل أبو مقار وساعد هذا اللص في أخذ كل شئ ووضعها على الجمل .. وانصرف اللص وعندما جاء أبو مقار ليُغلق الباب إكتشف أن هناك كثير من الزيتون في وعاء فأخذ يجري وراء اللص ليعطي له هذا ربنا يسوع المسيح أخلى ذاته وأخذ شكل العبد كإنسان .. إفتقر من أجلنا .. فالمسيح هو غنانا .. فالآباء الرهبان في الأديرة ممنوع أن يمتلك أحد فيهم شئ .. كل شئ يُعطى لرئيس الدير لكي يُعيد توزيعها .. يحكي لنا سيدنا البابا عن أن كان هناك في دير السريان قديماً حجرة بها ملابس الرهبان .. وعندما يأتي إليه مشوار خارج الدير يدخل هذه الحجرة ويلبس منها ويذهب وعندما يأتي يدخل نفس الحجرة ويرتدي ثيابه السابقة ويترك ما بها من ملابس التي أخذها مرة أخرى .. يحكي سيدنا أن ذات مرة طلبه البابا كيرلس وهو مازال راهب في الدير .. فذهب إليه مرتدياً طاقية وليس عمة .. فقال له البابا كيرلس بمداعبته * أنت لا تعرف إنك في مقابلة مع البطرك ؟ * رد عليه سيدنا وقال له * حاللني يا سيدنا فإن العمة التي أرتديها أخذها أحد الآباء وذهب بها * .. فإنه يعرف أن كرامته ليست في ملبسه أو مظهره علينا أن نبحث في أنفسنا عن الشئ الذي يربطنا بالأرض لكي نُحل منه .. ونتخيل أنفسنا بدونها لكي لا تطلب أنفسنا الكثير والكثير .. علينا أن نقولا بدلاً من نريد ونريد .. نقول علينا أن نتخلى ونتخلى .. ربنا جعل آبائنا القديسين لا يريدون شئ .. ملأهم بغناه وإنه سيغنينا نحن أيضاً بمحبته وبركته وجواهره الغالية الثمينة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

التوبة ومحاسبة النفس

عِنْدَ بِدَايِة سَنَة جِدِيدَة عَلَيْنَا كُلِّنَا أنْ نَشْكُرْ رَبِّنَا عَلَى السَنَة المَاضِيَة بِمَشَاكِلْهَا وَتَجَارِبْهَا وَأتْعَابْهَا وَضِيقَاتْهَا .. وَيَجِب عَلَيْنَا عِنْدَ رَأس السَنَة أنْ نَجْلِس جَلْسَة هَادِئَة مَعَ أنْفُسَنَا نَعْرِف فِيهَا أخْطَائنَا .. نَعْرِف فِيهَا نِرْجَع إِزَاي لأحْضَان الْمَسِيح .

شفاة حماة سمعان

تَقْرَأ الكِنِيسَة فِي العَشِيَّة اليُوْم مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِ لُوقَا أصْحَاح 4 وَهُوَ يَتَكَلَّم عَنْ شِفَاء حَمَاة سَمْعَان .. وَكُلِّنَا نَحْفَظ هذَا الفَصْل لأِنَّ الكِنِيسَة عَلِّمِتنَا أنْ نُصَلِيه فِي صَلاَة الغُرُوب { ثُمَّ قَامَ مِنَ الْمَجْمَعِ وَدَخَلَ بَيْتَ سِمْعَانَ . وَكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ بِحُمَّى شَدِيدَةٌ . فَسَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا . فَوَقَفَ فَوْقَاً مِنْهَا وَزَجَرَ الْحُمَّى فَتَرَكَتْهَا وَفِي الْحَالِ قَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ . وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ كَانَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ مَرْضَى بِأنْوَاع أمْرَاضٍ كَثِيرَة يُقَدِّمُونَهُمْ إِلَيْهِ ، أمَّا هُوَ فَكَانَ يَضَع يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَيَشْفِيهُمْ ، وَكَانَتْ الشَّيَاطِين تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرَُخُ وَتَقُولُ : أنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ فَكَانَ يَنْتَهِرَهُمْ وَلاَ يَدَعَهُمْ يَنْطِقُونَ ، لأِنَّهُمْ كَانُوا قَدْ عَرَفُوهُ أنَّهُ هُوَ الْمَسِيحُ } ( لو 4 : 38 – 41 ) .. وَالمَجد لله دَائِمَا أمِين

بالحق يحبونك

وَنَحْنُ فِي هذَا اليُوْم يُوْم عِيد الشُهَدَاء الَّذِي لَهُ أثَر عَمِيق فِي كِنِيسِتنَا حَتَّى أنَّهُ جَعَلَ رَأس كُلَّ الشُّهُور وَرَأس السَنَة وَبِدَايِة حَيَاة جَدِيدَة كَي يَكُون هُوَ القُوَّة الدَّافِعَة لِلحَيَاة الرُّوحِيَّة عَلَى مَدَار السَنَة .. وَكُلَّ سَنَة تَمُر نَتَذَكَّر آبَائنَا الشُّهَدَاء نَأخُذ شُحْنَة لِلسَنَة الجَدِيدَة .. وَمَهْمَا قَدَّمنَا لَهُمْ مِنْ تَكْرِيم فَنَحْنُ لاَ نَفِيهُمْ حَقَّهُمْ .. لكِنْ لِنَرْفَع عُيُونَنَا وَنَرَى أجمَل مَشْهَد وَأجمَل تَكْرِيم لَهُمْ فِي السَّمَاء إِعْتِرَاف لَهُمْ بِتَعَبهُمْ وَاعْتِرَاف وَتَكْرِيم لِجِرَاحِهِمْ وَعَذَابَاتِهِمْ .. لِذلِك سَنَتَكَلَّم فِي عِيد الشُّهَدَاء عَنْ نُقْطِتِين مُهِمِين هُمَا :- 1/ تَنَوُّع الشُّهَدَاء 2/ فَضَائِل الشُّهَدَاء كَانْت فَضَائِلَهُمْ كَثِيرَة لِسَبَبِين :- أ/ كَانَ عِنْدَهُمْ مَحَبَّة أمِينَة لله ب/ كَانَ عِنْدَهُمْ تَعَلُّق شَدِيد بِالأبَدِيَّة

القراءة الروحية

يَقُول إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِ لُوقَا البَشِير { وَأمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ } ( لو 2 : 52 ) .. النُمُو فِي الحَيَاة يَحْتَاج غِذَاء لِذلِك لاَبُد لَنَا مِنْ قِرَاءة فِي المَجَال الرُّوحِي كَي نَنْمُو فِي حَيَاتنَا الرُّوحِيَّة .. لِذلِك سَنَتَكَلَّم عَنْ :-

وحدتنا فى المسيح

نَتَكَلَّم مَعَْ بعض شوية بِنِعمة ربِّنا فِى موضُوع لَذِيذ خالِص عَنْ الجسد الواحِد ، وحدِتنا مَعَْ بعض ، ها أقرا معاكُمْ جُزء مِنْ إِنجِيل مُعَلِّمنا يُوحنا أصحاح 17 عدد 11 وَبعد كِده ها نِقرا مِنْ 22 لِلأخِر ، يقُول كِده يُوحنا 17 : 11 [ أيُّها الآبُ القُدُّوسُ احفظهُمْ فِي اسمِكَ الَّذِينَ أعطيتنِي لِيَكُونُوا واحِداً كما نحنُ000وَأنا قَدْ أعطيتُهُمُ المجدَ الَّذِي أعطيتنِي لِيَكُونُوا واحِداً كما أنَّنا نحنُ واحِد0أنا فِيهُمْ وَأنتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى واحِدٍ وَلِيَعْلَمَ العالمُ أنَّكَ أرسلتنِي وَأحببتهُمْ كما أحببتنِي0أيُّها الآبُ أُرِيدُ أنَّ هؤُلاءِ الَّذِينَ أعطيتنِي يَكُونُونَ مَعِي حيثُ أكُونُ أنا لِيَنظُرُوا مجدِي الَّذِي أعطيتنِي لأِنَّكَ أحببتنِي قبلَ إِنشاءِ العالمِ0أيُّها الآبُ البَارُّ إِنَّ العالم لَمْ يعرِفْكَ0أمَّا أنا فَعَرَفتُكَ وَهؤُلاءِ عرفُوا أنَّكَ أنتَ أرسلتنِي0وَعَرَّفتُهُمُ اسمك وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهُمُ الحُبُّ الَّذِي أحببتنِي بِهِ وَأكُونَ أنا فِيهُمْ ]0وَلِرَبِّنا المجد دائِماً أبدِيّاً آمِين فِى البِداية أحِبَّائِى يجِب أنْ تعرِف أنَّ الله قصده فِى الخلِيقة كُلَّها أنْ تحيا فِى وِحده ، الله يقصِد أنْ تحيا الخلِيقة كُلَّها فِى وِحدة ، مِنْ يوم ما ربِّنا عمل الإِنسان عمل الإِنسان عشان يعِيش فِى وِحدة معاه وَفِى وِحدة مَعَْ بعض ، أقدر أقُول إِنْ فِكر الوِحدة ده عاش بِه الإِنسان لِغاية السُقُوط ، فَالسُقُوط هُوَ سِر إِفساد الوِحدة ، فَأوِل ما حصل السُقُوط إِبتدى يِحصل إيه يتكلِّم عَنْ المرأة الَّتِى أعطيتنِى وَيبتدِى يِحصل الإِنفصال بينهُمْ بعد ما كانُوا هُمَّ الإتنِين واحِد إِبتدى يِحصل الإِنفصال ده ، عشان كِده ربِّنا رِجِع تانِى يِحِب يوَّحد الإِنسان وَيوَّحد البشرِيَّة ، عايِز يِخَلِّى الإِنسان يعِيش فِى دِفء الوِحدة ، فِى حُب الكيان الواحِد ، ده قصد ربِّنا ، لِدَرَجِة إِنْ ربِّنا يقُول أنا عايِزهُمْ يكُونُوا واحِد زى ما إِحنا واحِد ، تخيَّلُوا كِده ربِّنا عايِزنا زى ما هُوَ واحِد فِى الآب فِى الجوهر عايِزنا إِحنا نعِيش واحِد فِى جوهر واحِد عشان يُبقى إِحنا واحِد زى ما هُوَ واحِد فِى الآب ، وَكَأنَّهُ يُرِيد أنْ يرتقِى بِنا إِلَى مُستوى وِحدة هِىَ ذاتها وِحدة الإِبن فِى الآب عشان كِده أقدر أقول لَكُمْ إِنْ طول فِترِة الله لِلإِنسان عايِز يعِيش فِى الوِحدة دِيَّت ، سواء فِى العهد القدِيم أوْ فِى العهد الجدِيد ، الَّلِى مِنِّنا يتذَّكر فِى العهد القدِيم تِلاَقِى ربِّنا أمرهم كِده مَثَلاً يعمِلُوا خِيمة الإِجتماع وَيقولَّك خِيمة الإِجتماع دِى تتحط فِين00فِى النُص وَحوالِين خِيمة الإِجتماع فِى إيه00أسباط إِسْرَائِيلَ الإِثنى عشر ، ثَلاَث أسباط مِنْ كُلَّ ناحية ،شمال جنُوب شرق غرب المنظر العام لَوْ أخدت لَه منظر كِده مِنْ فوق كِده مِنْ طيَّارة منظر بانُوراما كِده ها تلاقِى إِنْ فِى مجموعة عايشة هِنا كُلَّ واحِد فِيهُمْ بِيمَثِل جُزء لكِنْ هُمَّ كُلُّهُمْ مُجتمع واحِد ، لَمَّا أثناء البرِّيَّة حَبُّوا يرتَحِلُوا خلُّوهُمْ يرتَحِلُوا بِنَفْسَ النِظام يمشوا مَعَْ بعض يقفوا مَعَْ بعض ،مجموعة كبِيرة ضخمة مُكَوَنة تقرِيباً مِنْ 3 مليون نَفْسَ يتحرَّكوا نَفْسَ الحركة ، يقفوا00يقفوا ، يمشوا00يمشوا ، يقولَّك " وَحَسَب أمر الرَّبَّ كَانُوا يمشُون وَحَسَب أمر الرَّبَّ كَانُوا يرتَحِلُون "، زى ما ربِّنا بِيقُول لهُمْ ، وَالمكان الَّلِى يقُول لهُمْ عليه أُقف00أُقف ، أمشِى00أمشِى ، مجموعة كيان واحِد بِنبض واحِد ، بِفِكر واحِد ، بِكيان واحِد ، تسأل أى واحِد فِيهُمْ رايح فِين ؟ يقولَّك إِحنا رايحِين كِنعان ، مِين القائِد بِتاعكُمْ ؟ يقولَّك مُوسى ، إِيه العِبادة بِتاعتك ؟ يقولَّك الهِيكل ، إِنتَ مِين ؟ أنا واحِد فِى المجموعة ، أنا واحِد فِى وِحدة ، أنا واحِد فِى كيان ، عشان كِده ربِّنا نظَّم لِهُمْ عِبادات بِأعياد بِمواسِم بِطِقُوس بِشرائِع بِأعياد بِذبائِح ، كُلَّ ده عشان يِضمن إِيه00وحدِتهُمْ ، حا تِعمِل إِيه ؟يقولَّك ها نِعمِل الفِصح ، حا تِعمِل إِيه ؟ يقولَّك ها أقدِّم ذَبِيحة00لِيه ؟ أصل أنا خاطِى ، فَنَفْسَ الَّلِى بِيعمِله فُلان بِيعمِله فُلان لأِنَّهُمْ أصحاب هدف واحِد0 بِالنِسبة لِموضُوع الوِحدة ها نِتكَلِّم مِنْ أربع وِجهات نَظر :-

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل