العظات
عمل الملائكة
نَحْنُ اليُّوم فِي لِيلِة عِيد المَلاَك مِيخَائِيل وَلِذَا سَنَتَكَلَّمْ عَنْ عَمَل المَلاَئِكَة فِي حَيَاتْنَا .. أحْيَاناً تَشْعُر أنَّ المَلاَئِكَة طَغْمَة سَمَائِيَّة وَقَدْ يَكُونُوا بَعِيدِينَ عَنَّا وَلاَ يَشْعُرُون بِنَا وَلاَ نَعْرِفْ دُورْهُمْ .. مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالَتِهِ إِلَى العِبْرَانِييِّن يَقُول ﴿ أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَِجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ ﴾ ( عب 1 : 14) .. أي لاَبُد أنْ نُؤمِنْ أنَّ المَلاَئِكَة فِي خِدْمِتْنَا .. نَسْتَطِيعْ أنْ نَقُول أنَّنَا أبْنَاء المَلَكُوت وَيُعْتَبَر المَلَكُوت دَوْلَة وَنَحْنُ مُوَاطِنِيهَا وَرَئِيس الدَّوْلَة هُوَ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. وَأي دَوْلَة لَهَا جِيش يِحَارِبْ عَنْهَا .. نَحْنُ جِيشْنَا هُمْ المَلاَئِكَة .. وَمَعْرُوف أنَّ أي دَوْلَة تُقَاس قُوَّتِهَا بِقُوِّة جِيشْهَا مَادَام جِيش قَوِي وَلَدَيْهِ أسْلِحَة مُتَطَوِرَة تَكُون دَوْلَة لَهَا حِسَاب .. نَحْنُ دَوْلِة المَلَكُوت وَطَنَنَا الأصْلِي هُوَ السَّمَاء وَمَا عَمَلْنَا هُنَا إِلاَّ أنْ نُعْلِنْ أنَّنَا أبْنَاء المَلَكُوت وَبِيتْ كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا مَا هُوَإِلاَّ سِفَارَة لِلمَلَكُوت وَدَائِماً تَحْمِل السِّفَارَة صِفَات وَعَلَمْ دَوْلَتْهَا .. نَحْنُ أبْنَاء المَلَكُوت وَبُيُوتْنَا سِفَارَة لِلمَلَكُوت وَجِيشْنَا هُوَ جِيش المَلاَئِكَة .. لِذلِك سَنَتَحَدَّث عَنْ ثَلاَثَة وَظَائِفْ رَئِيسِيَّة لِعَمَل المَلاَئِكَة فِي حَيَاتْنَا :-
شخصية مفيبوشث
مفيبوشث
عادة إذ يستريح الإنسان ويستقر ينسى الماضي بآلامه ويتجاهل مشار الغير، أما داود النبي والملك صاحب القلب الكبير فنجاحه واستقراره دفعه بالأكثر إلى بحثه عن راحة الآخرين. لقد أراحه الله من جميع أعدائه، بعد موت شاول ويوناثان بحوالي ١٥ سنة لم ينس داود عهده مع يوناثان (١صم ٢٠: ١٤-١٧)، فبدأ يسأل إن كان قد بقى أحد من بيت شاول لكي يصنع معه إحساناً من أجل يوناثان. سمع عن مفيبوشث بن يوناثان، الأعرج الرجلين، فاستدعاه ليرد له حقول جده شاول ويقيمه ضيفاً دائما يأكل معه على مائدتة كأحد أفراد أسرته.
١ – داود يستدعي مفيبوشث ١-٦
٢ – داود يرد له حقول شاول ٧-١٣
١ – داود يستدعي مفيبوشث
من العادات القديمة أن يقتل الملك الجديد كل نسل الملك السابق لئلا يقاوموه ويطلبوا المُلك لأنفسهم (٢مل ١:١١)، أما داود النبي فأدرك أنه لم يستلم المُلك من يد إنسان بل من الله، ولأنه لم يضع قلبه على المجد الزمني بل مجد الله لذا لم يخف على كرسيه ولا طلب قتل نسل شاول، إنما على العكس إذ استقر بدأ يبحث عمن بقى من نسل شاول ليصنع معه معروفاً (٢صم ١:٩).
استُدعى صيبا عبد شاول ووكيله قبل موته، فامتثل أمام داود الملك وأخبره بينه يوجد بعد ابن ليوناثان أعرج الرجلين (٢صم ٣:٩)، وأنه في بيت رجل غني يدعى ماكير بن عمِّيئيل في لودبار بجلعاد شرق الأردن ["ماكير" معناه "مُبتاع"].
"صيبا" اسم آارامي يعني "غصناً" ، كان خادماً أو عبداً للملك شاول. حُرر ربما في وقت تغلب الفلسطينيين على شاول. وكان أباً لعائلة كبيرة واقتني عبيداً.
٢ – داود يرد له حقول شاول
كان داود النبي والملك نبيلاً للغاية في تعامله مع مفيبوشث، كريماً في عطائه له:
أ. تحدث معه وهو صبي صغير السن وأعرج كإنسان معجب به، يُسر بالحديث معه، ذي كرامة ... لقاء داود معه كان أثمن بكثير وأعظم من الحقول التي رُدت إليه، إذ أعطاه مايريح نفسه الداخلية ويشبعها، الأمر الله لا تقدر كل مقتنيات العالم أن تهبها للإنسان. هذا مادفع القديس بولس أن يطالبنا بتقديم قلبنا (الحب) للمحتاجين قبل تقديم الأموال أو العطايا المادية. يقول الرسول: "وإن أطعمت كل أموالي وإن سلمت جسدي حتى إحترق وليس لي محبة فلا أنتفع شيئاً" (١كو ٣:١٣).
ب. يبدو أن مفيبوشث كان خائفاً أن يقتله الملك، لذا طمأنه داود قائلاً له: "لا تخف، فإني لأعملن معك معروفاً من أجل يوناثان أبيك" (٢صم ٧:٩).
ج. لم يأت ليدان بل ليفرح ويأمن ويخلص
د. مازرعه يوناثان من حب وإخلاص وأمانة في صداقته لداود يجنيه ابنه مفيبوشث بعد موت أبيه بسنوات.
ه. قدم داود حباً عملياً له: "أرد إليك كل حقول أبيك" (٢صم ٧:٩)، وطلب من صيبا (يبدو أنه رجل طماع وخبيث أراد فيما بعد عندما طُرد داود أن يغتصب هذه الممتلكات) أن يعمل هو وبنوه وعبيده في حقول شاول لحساب حفيده مفيبوشث.
و. أخيراً حسبه كأهل بيته: "وأنت تأكل خبزاً على مائدتي دائما" (٢صم ٧:٩) ... لم يحتمل مفيبوشث هذا الكرم الشديد والحب المتدفق والرقة غير المتوقعة حتى وهو أعرج" سجد وقال: من هو عبدك حتى تلتفت إلى كلب ميت مثلي؟!" ٢(صم ٨:٩).
سبق أن سجد داود ليوناثان بكونه ولي العرش (١صم ٤١:٢٠)، وها هو ابن يوناثان يسجد لداود كملك.
داود في سخائه يرمز للسيد المسيح ، الذي يدعونا إليه لنلتقي معه كأحباء؛ ينزع عنا الخوف، ويرد إلينا ما فُقد منا (الطبيعة الصالحة التي خلقنا عليها) كما وهبنا أن نجلس على مائدته السماوية نتناول جسده ودمه المبذولين سر خلاص وتمتع بالحياة الأبدية.
المقيم المسكين من التراب الرافع البائس من المزبله هذا نصيبنا فى ملكنا السماوى يريد أن نقيم معه أن نأكل على مائدته نفوسنا الصغيرة المشوهه المطروده الذليله (يكون للذلليل رجاء )نفوسنا التى قطعت الرجاء فى العلاقه مع داود وظنت أن داود عدواً لها ماذا تصع حين تدرك أنه يبحث عنا ويطلبها ليكرمها إنه يعمل من أجل بره وصلاحه ليس من أجلنا وإن كانت أثامنا تشهد علينا إعمل من أجل إسمك إختار المذدرى وغير الموجود إنه إله الضعفا معين من لا عون له رجاء من لا رجاء له
العجب أنت تسال عنى وأنا ظننت أنك نسيتنى أنت تطلب تقابلنى وأنا هارب من وجهك أنت تريد أن تكرمنى وأنا أظن أنك تريد أن تقتلنى كيف كان هذا اللقاء وكم به من عجائب وحب وكرامه
ياللكرامه التى يريد أن يعطيها الله لاولاده يدعونا تعالوا خذوا كلوا رثوا كونوا معى فى بيتى أجعلكم من عائلتى من خاصتى المقربين المحبوبين
الثالوث يدعوك أن يقيم عندك وأنت تتردد الملائكه ترفعك على أجنحتها وأنت تتنهد
أحيانا الإنسان لا يصدق العطيه من وفرتها ويستكثر على نفسه ولا يعلم أن هذا سخاء العاطى وليس إستحقاق –ونحن نتقدم للتناول نتعجب من تنازل وموهبه الله حتى نكاد نتراجع (نقول غير مستحق ولكنى محتاج)
القداس يتلخص فى كلمه إجعلنا مستحقين – أعطيتنا ما تشتهى الملائكه أن تتطلع عليه
الإله يعطى مأكلاً بالحقيقة –موهبه ليس لها مثيل
الكاهن فى القداس يخاطب الله (إمنحنى أن أفهم ما هو عظم الوقوف أمامك)
كان صيبا يطمع في اغتصاب أملاك مفيبوشث بن يوناثان غير مكتف بأن يقوم هو وبنوه وعبيده بإدارتها، وقد وجد الفرصة سانحة لإثارة داود ضد مفيبوشث حتى يصدر داود أمره بنقل الملكية إليه عوض مفيبوشث.
لقد أدرك صيبا أن داود رجل حكيم وقوي، وأن الضيقة التي يجتازها عابرة، وأن الانتصار حليفه في النهاية، لذا أسرع إلى اللقاء معه وسط الضيقة حينما كان داود على قمة جبل الزيتون حيث قدم له حمارين مشدودين عليهما مائتا رغيف خبز ومئة عنقود زبيب ومئة قرص تين وزق خمر. قال له أن الحمارين لبيت الملك كما أن الأكل والشرب لمن يصاب بإعياء في البرية ...
سأل داود عن مفيبوشث و في مكر أجاب صيبا: "هوذا هو مقيم في أورشليم، لأنه قال: اليوم يرد لي بيت اسرائيل مملكة أبي" (٢صم ٣:١٦). هكذا شوه صيبا صورة سيده أمام داود الذي قدم كل إحسان وحب وتكريم لمفيبوشث. كلمات صيبا غير مقبولة، لأنه لم يكن ممكنا لمفيبوشث الأعرج أن يستلم الحكم من أبشالوم بكل جماله وقوته وسلطانه الذي عرف كيف يغتصب الحكم من داود الملك. لكن داود كان مهتماً بأمور كثيرة وعاجلة، مدركاً أن مفيبوشث لن يمثل خطراً عليه أو على ابنه، وإنما في عجلة وبغير تدقيق اغتاظ وحسب مفيبوشث خائناً وناكراً للجميل، وأصدر قراره لصيبا: "هوذا لك كل ما لمفيبوشث" (٢صم ٤:١٦). سجد له صيبا وقال: "ليتني أجد نعمة في عينيك يا سيدي الملك" (٢صم ٤:١٦).
لقد سمح الله لداود أن يجتاز هذه التجربة القاسية، وهو شعوره بخيانة مفيبوشث ضده، الأمر الذي لم يكن يتوقعه قط، وكان ذلك لخيره وبنيانه من جوانب كثيرة، مهنا:
أ. كان لابد لداود أن يشرب من ذات الكأس التي ملأها بيده، فقد خان رجله الأمين أوريا الحثي ونام ضمره زماناً، لذا أراد الله أن يذوق داود مرارة الخيانة، وهاهو يذوقها بخيانة ابنه له، وأيضاً أخيتوفل، وهوذا مفيبوشث وغيرهم كثيرون. الذين أحسن إليهم يسيئون إليه أكثر مما أساء إليه الأعداء!
ب. استخدم الله هذه التجربة لخيره، فقد كان داود ومن معه في حاجة إلى هذه الهدية، التي قدمها صيبا له. الله يعولنا بكل الطرق، عال إيليا بغراب، وعال داود ورجاله خلال خبث صيبا وخداعه!
اكتشف داود فيما بعد خداع صيبا له، وتعلم ألا يصدر أحكامه بعجلة. لقد أدان مفيبوشث وغضب عليه وحرمه من ممتلكات جده ظلماً. شمعي وصيبا يلتقيان بداود
أرسل شمعي وصيبا لمقابلة داود، الأول سب عند هروبه من أورشليم (٢صم ١٦: ٥-١٣)، والثاني كذب عليه حينما ادعى أن مفيبوشث يطمع في الكرسي الملكي (٢صم ١٦: ١-٤). خرج الأول معه ألف رجل من بنيامين وجاء الثاني معه بنوه الخمسة عشر وعبيده العشرون. خاضوا الأردن ليلتقوا بالملك.
رأى أبيشاي أن الوقت مناسب للانتقام من شمعي، أما داود فحسب أن الوقت هو وقت فرح وتضميد جراحات واتساع قلب للجميع، وقت حب وسماحه وعفو!
ماأعجب شخصية داود، مع كل نجاح أو نصرة لا يطلب سلطة وإن نالها لا يسئ استغلالها، بل يحول السلطة إلى حب ورعاية: يري في الكرسي الملوكي مجالاً للجمع والمصالحة والاتحاد لا لإثارة تصديع وانشقاقات. بعفوه عن شمعي كسب كل سبط بنيامين بل واستراحت قلوب الأسباط الأخرى من أجل هذه الروح السمحة!
إن كان هذا بالنسبة للملك، فماذا نقول عن الأسقف أو الكاهن أو أي قائد روحي؟! الكهنوت أبوة ورعاية وليس سلطة ودكتاتورية! الكهنوت حب في المسيح وليس عجرفة وكرامة زمنية!
إن شرف الكهنوث عظيم، لكن إن أخطأ الكهنة فهلاكهم فظيع.
لايخلص الكاهن لأجل شرفه، إنما إن سلك بما يليق بشرفه.
القديس إرونيموس
٤ – مفيبوشث يلتقي بداود
نزل مفيبوشث من بيته في جبعة بنيامين إلى أورشليم ليلتقي بالملك داود، حيث لم يعتن برجليه ولا بلحيته منذ ترك داود الكرسي، فوجد باب الملك مفتوحاً أمامه! كان قلب داود مفتوحاً وأبواب قصره مفتوحة للجميع حتى بالنسبة لمقاوميه والمسيئين إليه. التقى بشمعي الذي سبه وصيبا الذي خدعه وها هو يلتقي بمفيبوشث الذي أوضح الأمر أمامه مؤكداً أن صيبا خدعه إذ أخذ أحد الحمارين وتركه وهو أعرج بلا مطية (٢صم ١٦: ١-٤). لقد عاتبه داود عن عدم خروجه معه، لكنه ترك له المجال للدفاع دون أخذ حكم مسبق، وحينما أدرك أن صيبا قد وشى بسيده صفح عن مفيبوشث وحكم بتقسيم الحقول – ربما قصد محاصيل الحقول – بين مفيبوشث وصيبا. لم يحكم ضد صيبا ولا طرده من خدمته لأنه صنع معه معروفاً وقت شدته.2صم 28:19
تأثر مفيبوشث من كلمات داود وحواره الملك فأعلن اهتمامه بمجئه لا برد نصف الممتلكات إليه. حسب رجوع الملك إلى أورشليم لا يقارن بأية مكاسب أخرى.
كان داود رمزاً للسيد المسيح الذي جاء إلى عالمنا خلال مزود بقر بلا أبواب ومتاريس، مفتوح للجميع لكي ندخل ونحاوره، وإذ نسمع صوته نحسب مجيئه إلى أورشليمنا الداخلية أفضل من كل بركة أو مكسب نناله! حلوله فينا أعظم من أن يقارن بأية بركة مهما كانت قيمتها! مسيحنا يسكن في قلوبنا بيشبع كل احتياجاتنا.
نحب الله ليس لعطاياه ولكن له نسجد له يكفينى حبك ويغنينى أنى إبنك أنت تشبع أعماقى وأنت كفايتى وشبعى إن أعطيت فهذا حق وإ، أخذت فهذا حق
ما أجمل النفس الشبعانه ما اجمل النفس التى تعرف ما تريد الذى لى فى السماء معك لا أريد شيئاً على الأرض –أنت نصيبى كفايتى وشبعى –كان نصيب اللاوى هو الرب ولا يرث أرضاً لأنهم موهوبون له موهبه
أريد خلاصك سلامك غفرانك
من يقتفى أثارك لن يضل قط ومن إمتلكك شبعت كل رغباته
معك لا نحتاج لشىء ننسى أنفسنا لأنك أنت الكنز أنت المعطى جميع الخيرات
كيف نطلب غيرك وكيف نطلب ما لأنفسنا وأنت أعطيتنا كل شىء
شخصية راحاب
راحاب
نجِد كلِمة راحاب الزانية سِتّة مرّات أربع مرّات منها فِى العهد القديم فِى سِفر يشوع [ يش 2 : 1 & 6 : 17 & 22 & 25 ] وإِثنين فِى العهد الجديد [عب 11 : 31 &يع 2 : 25]
ّ عاشت فِى مديِنة أريحا ذات الأسوار العالِية الشامِخة الحصينة المملوءة كبرياء وإِرتفاع و تجبُرّولكِنّنا نجِد فِى هذهِ السيّدة إِيمان بالله وقوّته وعمله ِذلِك يجِب أن نقِف عِندها كثيراً و نتعلّم وهُنا نجِد أنّ القديس يوحنا فم الذهب يُحدِّثنا قائِلاً [إِنّهُ مِنْ العار أن تظهر أنت فِى عدم إِيمان أكثر مِنْ زانِية ]
فإِن كان إِسم راحاب يعنىِ رحب أو مُتّسع فرُبّما كان لإِسمها واقِع فِى حياتها التّى إِتسعت لِتشمل جوانِب كثيرة مِنْ الحياة بِكُلّ شرّها وبمِلء بركاتها فقد عاشت وسط مدينة فاسِدة رُبّما كان زِناها ضِمن إِطار دينىِ وثنىِ فرُبّما كانت مخدوعة بِحيل الشيطان المملوءة غِشاً أنا بشقاوتى لم أكن معك
إِن الله يريد أن يُقدِّم لك مخازنهُ الملآنة التّى تنتظِرك لِتفيض عليك بِلا توقّف كوعد الكِتاب المُقدّس [ سَوَاقِى الله مَلآْنَة ماءً ( إِشارة للرّوح القُدس ) " مز 65 : 9 " ] فمَنَ آمَنَ بىِ تجرىِ مِنْ بطنِهِ أنهار ماء حى ماء مُتجدِّد إِنّها ينابيع الروح التّى لا تجِف أبداً أريحا إِنّها أقوى مُدُن كنعان عُرِفِت بأسوارُها المنيعة الشامِخة
وكان مِنْ المعلوم أنّ أخبار بنىِ إِسرائيل كانت قد ذاعت فِى كُلّ الأرض بل صاروا مصدر رُعباً وخوفاً لِجميع الشعوب مِنَ حولهُم وهذا تصديق لِنشيد موسى النبوىِ [ يسَْمعُ الشّعُوبُ فَيَرتَعِدُونَ تَأَخُذُ الرّعدَةُ سُكّانَ فِلِسْطِينَ حِينَئِذٍ يَنْدَهِشُ أُمَرَاءُ أَدُومَ أَقْوِياءُ مُوآبَ تَأَخُذُهُمُ الرَّجفةُ يَذُوبُ جَمِيعُ سُكّانِ كَنْعَانَ تَقَعُ عَلَيهِمِ الْهَيْبَةُ وَ الرّعْبُ] ( خر 15 : 14 – 16 )
إنّها صاحِبة أسرع وأحكم قرار فِى قبول الإِيمان وأصبح الله بالنسبة لها أغلى شىء فِى الوجود رُبّما عرفت بالرّوح أنّ مَنَ يحيا فِى المسيح يسوع يُردِّد [ وَلاَ نَفْسِى ثمِينَة عِنْدِى ] ( أع 20 : 24 )
إِستقبلتهُما راحاب رحّبت بِهُما أدخلتهُما فِى بيتِها بِسلامٍ ولعلّها أول ما دخل الجاسوسان بيتِها سألتهُما عَنَ شعبهُما وغايتهُما فِى إِتيانهُما وأظهرت أفكارها مِنْ جِهة بنىِ إِسرائيل فوثقا بِها وفتحا قلبيهُما لها وعلّماها بعض التعاليم بشأن الإِله الحقيقىِ فوجدوا فيها إِيمان عجيب رُبّما لمْ يروهُ فِى شعب بنىِ إِسرائيل أنفُسهُم حقا يارب لاتترك نفسك بلا شاهد حتى ولو فى أريحا المملوءة شروراَ , ولك فى كل مكان وزمان من يباركك لأن اسمك عظيم بين الأمم
وسُرعان ما وصل الخبر إِلَى ملِك أريحا فقيل لِملِك أريحا هُوذا قد دخل إِلَى هُنا رجُلان مِنْ بنىِ إِسرائيل لِيتجسّسا الأرض فأرسل الملِك [ إِلَى رَاحَابَ يقُولُ أَخْرِجِى الرَّجُلَيْنِ اللّذَيْنِ أَتَياَ إِلَيْكِ وَدَخَلاَ بَيْتَكِ لأَنَّهُمَا قَدْ أَتَياَ لِكَىْ يَتَجَسّسَا الأْرْضَ كُلَّهَا ] (يش2: 3)
وهُنا نجِد راحاب تُعرِّض حياتها للخطر وتُخبّىء الجاسوسان بِمُجرّد أن دخل إِليها رُسُل الملِك فوق سطح منزلها بين عِيدان الكتّان التّى كانوا عادةً يُنضّدونُها ( يُرصّوُنُها بِنظامٍ ) على أسطُح المنازِل لِكى تجِف بِحرارِة الشمس ومِنْ ثمّ كانوا يأخُذوُن أليافها لِتُغزل وتُنسج ويستخدِمون العيِدان فِى الوقود
تجّول الجاسوسان وشعرا بِنظرات التعجُبّ فِى عيون كثيرون ورُبّما تكلّم معهُم البعض وشكّ فيِهُما وأيضاً تتبّعاهُما عن بعد فى كل مكان يذهبان إليه وحتى النهاية ورُبّما حاولا الخروج مِنْ المدينة فِى المساء ولكِن الأبواب أُغلِقت فإِضطرّا للنِزول فِى فُندُق على سور المدينة فدخلا بيت راحاب لِيضطجِعا إِنّها تدابير الله الفائِقة للعقول الّذى يجعل كُلّ الأشياء تعمل معاً للخيرفتنقِذهُم راحاب وتُنقذ راحاب بهُم
إِله حى فإِشتاقت أنْ تعرِفهُ وأنْ تدخُل فِى شعبهِ رغم أنّها زانِية إِلاّ أنّها علِمت أنّهُ حنّان رحيم طويل الروح كثير الرحمة وثقت أنّهُ يقبل الزُناة وكأنّها تعلم إِسلوب إِله إِسرائيل الّذى وعد وقال[ حَوَّلَ لأَِجِْلكَ الرّبّ إِلهُكَ اللّعْنة إِلَى بَرَكَةٍ لأَِنَّ الرّبّ إِلهَكَ قَدْ أَحَبَّكَ] ( تث 23 : 5 )
إِنّها علِمت أنّ حُبّه أقوى مِنْ إِثمها ونعمتهُ أعظم مِنْ ماضيها
أى رجاء لنا فِى راحاب إِنّها أعلنت إِيمانها عملياً فعرّضت حياتِها للخطر لِذا مدحها مُعلّمِنا بولس الرسول فِى الرسالة للعبرانيين [ بِالإِْيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ ] ( عب 11 : 31 ) إِنّهُ إِيمان عظيم إِستحقت بِهِ أنْ تدخُل فِى قائِمة عُظماء رِجال الإِيمان التّى وردت فِى عب 11 وضعها الوحى جنباً إِلَى جنب مع أُمِنا سارة التّى هى رمز لأورشليم العُليا ( غل 4 : 26 ) والتّى أنجبت لأبونا إِبراهيم إِسحق إِبن الموعِدإنه إيمان إِمرأة سيّئة فِى أسوأ المُدُن فإِستطاعت هذهِ المرأة الزانِية التّى تسكُن فِى مدينة تنتظِر دينونة الله وإِدانتهُ أنْ تُعلِن إِيمانها بأعمالها لِتنال وعداً أكيداً بالخلاص فيقول مُعلّمِنا يعقوب الرسول[ كَذلِكَ رَاحَابُ الزّانِيَةُ أَيْضاً ، أَمَا تَبَرَّرَتْ بالأَْعْمَالِ ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ ( عمل ) وَأَخْرَجَتْهُمْ فِى طَرِيقٍ آخَرَ ؟ ] ( يع 2 : 25 ) فأعلن الرسول بولس عَنَ إِيمانها وأعلن الرسول يعقوب عَنَ أعمالها إِذْ أنّهُ لاَ يُمكِن فصل هذا عَنَ ذاك
نُلاحِظ هُنا أنّ يعقوب الرسول يتكلّمْ أولاً عَنَ إِيمان أبونا إِبراهيم الّذى قدّم إِبنهُ إِسحق على المذبح وإِيمان راحاب فيقول [ كَذلِكَ رَاحَابْ الزّانِيَةُ ] وكلِمة (كذلِكَ) هُنا تعنىِ حرفياً ( فِى ذات الطريق أو على نَفَسَ المُستوى) فليتنا نتمتّع بِهذا المُستوى الّذى يُريدهُ الله لنا لذلك لنصل الى إيمان كذلك ( أى فِى ذات الطريق وعلى نَفَسَ المُستوى )
إِنّها تجاوبت مع نِداء النِعمة فعزمت على ترك عِبادة الأوثان والخروج مِنْ بؤرة الخطيّة والإِثم وإِحتقار شهواتها وآمنت وإِستجابت وفعلت إِنّهُ التفاعُل المُبارك المُقدّس لِعمل روح الله داخِل النَفَسَ إِنّهُ إِيمان يُخجِل أولاد الله
وعد بالنجاة [ هُوَذَا نَحْنُ نَأَتىِ إِلَى الأْرْضِ فَارْبُطىِ هذَا الْحَبْلَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرمِزِ فِى الْكَوَّةِ التّى أَنْزَلتِنَا مِنْهَا وَاجْمعَىِ إِلَيْكِ فِى الْبَيْتِ أَبَاكِ وَأُمّكِ وَإِخْوتَكِ وَسَائرَ بَيْتِ أَبِيكِ 0فَيَكُونُ أَنّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بيَتِكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ بَرِيئَينِ] ( يش 2 : 18 – 19 )
العلامة التّى أُعطيت هى الحبل القُرمزى الّذى يُشير إِلَى دم السيّد المسيح الّذى بِدونهِ لا يُمكِن الخلاص الحبل القُرمزى رمز وإِشارة للمُخلِّص الّذى سيأتىِ فِى مِلء الزمان ويُخلِّص البشريّة بِدمهِ المسفوك على عود الصليب وهُنا يقول القديس أمبروسيوس
[ فقدت الزانِية كُلَّ رجاء فِى وسائِل الأمان البشرىِ وسط دمار المدينة ولكِن إِيمانها غلب فقد ربطت حبلاً قُرمُزياً على الكُوّة رفعت علامة إِيمانها وشِعار آلام الرّبّ حتى يكون رمز الدم السرّىِ الّذى يُخلِّص العالم ]
ويالهُ مِنْ منظر عجيب ضرب الكهنة بالأبواق وهتف الشعب هُتافاً عظيماً وإِذا بالسور العملاق يسقُط فِى مكانهورُبّما أخذ الخوف والرُعب عشيرة راحاب الأسوار تسقُط والبيت على السور فماذا يمنع سقوط بيتهُم ؟؟ إِنّ رؤية السور وهو يتهاوى مِنْ حولهُم إِختبار صعب لإِيمانهُم ولكنّهُم لَمْ يُغادِروا البيت ولَمِ يفتحوا الباب المُغلق وأطاعوا وظلّوا فِى البيت يُراقِبون مِنْ النافِذة فهذهِ هى رجاءهُم الوحيد يرقُبُون منها عمل الله مع شعبه أمّا باب البيت سيؤدىِ بِهُم إِلَى أريحا وهذا ما رفضوا أن يحيوا فيِهِ ولكِن ها راحاب تقِف صامِدة واثِقة مُمسِكة بالحبل القُرمُزى والحبل يتحدّث عَنَ الإِرتباط فهو مجموعة خيوط ممزوجة ببعضها تُعطىِ قوّة بعضها لِبعضلقد رُبِط هذا الحبل بين يدىّ راحاب وأيدىِ الرجُلين حينما إِستخدمتهُ لتهريبهُما لقد رُبط بينهُما مؤمِنه أنّ فيهِ سر النجاة وحقاً سقطت الأسوار وهلك الجميع وبقى بيت راحاب وعشيرتها داخِلهُ فِى أمان لَمْ يسقُط مِنْ بيتهُم حجراً واحِداً ولَمْ يهلك منهُم أحداً والجميع يُعانِقون راحاب أنّها لحظات إِنتصار الإِيمان الإِيمان العامِل الحى إِيمان مِنْ سمعت وصدّقت وها هى الآن ترى وتختبِر وكأنّها تُردِّد [ بِسَمْعِ الأُْْْْْذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنىِ ] ( أي 42 : 5 )
راحاب وسط أسرائيل
دخلت هذهِ الأُمميّة وسط إِسرائيل لِتُغرس فِى شجرة الزيتون الحقيقيّة ويستخدِم الكِتاب المُقدّس تعبير[ إِلَى هذَا الْيْومِ ] عِندما يتحدّث عَنَ بقاء الشىء إِلَى نهاية الحياة فشاع هذا القول [ إِلَى هذَا الْيْومِ ] يعنىِ إِلَى نهاية العالم أى أنّ راحاب وعشيرتها إِنضمّت إِلَى إِسرائيل الحقيقىِ ( كنيسة العهد الجديد ) إِلَى هذا اليوم هذهِ التّى كانت قبلاً زيتونة برّيّة طُعِمت فِى الزيتونة الأصليّة فصارت شريكة فِى أصل الزيتونة ودسمِها ( رو 11 : 17) هذهِ التّى كانت زانية تحيا اليوم فِى وسط شعب الله مُتمتِّعة ببركات حضوره تشترِك فِى الأعياد والشرائِع وتُجاهِد كالوصايا وتحفظ الثياب طاهِرة تحيا عروساً مُقدّسة عفيفة للرّب
( 2 كو 11 : 2 ) ولا تعود لِزِناها بل فِى قداسة الرّبّ كقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ هَكَذَا كَانَ أُنَاس مِنْكُمْ لكِن إِغْتَسَلْتُمْ ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ ، بَلْ تَبََرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرّبّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهِنَا ] ( 1 كو 6 : 11 )
وهذهِ المرأة تستطيع الآن أن تُخبِر ببهجِة الحياة مع الله لأنّها عاشت حياتان وشتّان بين شعب أريحا وشعب الله شعب يبحث كيف يُرضىِ غرائزه وكبرياؤه وشعب يبحث كيف يُكرّم إِلهه ويتبعهُ مِنَ كُلَّ القلب وإِن أخطأ يندموينكسِرويُقدِّم ذبائح للرضى والسرور والغُفران إِنّهُ شعب خوف الله مُسمّر داخِلهُ
إِنّها عرِفت الآن لِماذا سمح الله بوجودها فِى أريحا لِكى تشعُر بالأكثر بقيمة وجودها فِى وسط شعب الله إِنّهُ الإِله المُحِب الّذى يُحِوّل اللعنة إِلَى بركة والعقوبة إِلَى خلاصإِنّها تستطيع أنْ تُردِّد
[ أُعظِّمك يارب لأنّك إِحتضنتنىِ ] ( مز 30 : 1 ) وفِى كُلَّ مرّة تشترك مع شعب الله فِى عِبادتهُم تتذكّر العادات المرذولة القديمة والطقوس الدِينيّة البغيضة التّى عاشت بِها وسط شعب أريحاوتتمنّى لو إِستطاعت أن تجمع شعب أريحا جميعهُمْ فِى بيتِها ويتمتّعوا معها بِما تتمتّع هى الآن
ولكِن ما تستطيع فِعله الآن أنْ تُنادىِ كُلَّ إِنسان [ أُدْخُلْ يَا مُبَارَكَ الرّبّ 0لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجاً وَأَنَا قَدْ هَيَّأتُ الْبَيْتَ] ( تك 24 : 31 ) ستُنادىِ للجميع تعالواأُنظُرواذُوقواكُلَّ شىء قَدْ أُعِدلاَ تستعفوابل تُلزِم كُلَّ مَنَ يُقابِلها بالدخول حتى يمتلىء البيت خارِج البيت لا يوجد إِلاّ الموت والهلاك أُدخُل يا مُبارك الرّبّ فهو مُنتظِرك [0لأِنَّ الرّبّ قَدْ أَعَدَّ ذَبِيحَةً قَدَّسَ مَدْعُوِّيهِ ]
( صفنيا 1 : 7 )
ما أجمل الكنيسةبيت راحاب الجديد المُحتمِية فِى دم احمل المُقدِّمة الخلاص والنجاه للعالم كُله فإِن كانت راحاب وثقت فِى حبل قُرمُزى كمْ يكون لنا خِزى إِنْ لَمْ نثِق فِى دم يسوع المسيح الّذى بِرُوحٍ أزَلىًّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لله بِلاَ عَيْبٍ ، لِيُطهّر ضمائرنا مِنْ أعمال ميّتة لِنخدِم الله الحى
( عب 9 : 14 )
وكُلَّ مَنَ ذاق النجاة مع راحاب كيف يحيا بعد لآخر ؟!كيف يعود يشتاق لِحياة أريحاكيف يخون مَنَ نجّاه مِنْ موت مُحقّق كيف يُفكّر فِى إِهانة الله كما سلك قديماً وهو يسكُن وسط شعب يُفكّرون كيف يُرضون الله كُلَّ حين وعلى الدوام
تحيا النِفوس داخِل الكنيسة مُتمتِّعة ببهجِة الخلاص ُرتِلّون تسبِحة الغلبة والخلاص الّذى لنا بصوتٍ لا يسكُت وأفواه لا تفتُرونُبارِك عظمتهُ
وتمتّعت راحاب بِما لا يخطُر على قلبِها أنْ يقبلها سلمون كزوجة لهُ ( أحد الجاسوسان ) وهنا نتخيل أن هناك حديثاَ قد دار بين راحاب وسلمون :كيف وأنت بالذات دون هذا الشعب جميعهُ تعرِف عنّىِ كُلَّ شىءكيف تقبل أن يقترِن إِسمك بإِسمىِ وإِنْ قبلت أنت سيسخر الجميع منك بسببى سيُقال عنك أنّك أحببت زانِية
فيرُد عليها سلمون ويقول : قَدْ وجدت فيكِ ما لَمْ أجِدهُ فِى كُلَّ بنات إِسرائيل فكُلُكِ جميل ياحبيبتى ليس فيكِ عيبة (نش7:4) ولاَ أخشى أنْ يُعيّر إِسمىِ بِسببك فلا أحد يعرِفك مِثلىِ فلا أُبالىِ بِكلام أحد
وكأنّها تختبِر وعد الرّبّ الّذى أعطاه لإِبنة صهيون ( كنيستهُ ) فِى سِفر أشعياء [ عِوَضاً عَنْ كَوْنِكِ مَهْجُورَةً وَمُبْغَضَةً بِلاَ عَابِرٍ بِكِ أَجْعَلُكِ فَخْراً أَبَدِيّاً فَرَحَ دَوْرٍ فَدَوْرٍ وَتَعْرِفِينَ أَنَىِ أَنَا الرّبّ مُخَلِّصُكِ وَوَلُّيِكِ عَزِيزُ يَعْقُوبَ عِوَضاً عَنِ النّحَاسِ آتِى بِالذَّهَبِ وَعِوضاً عَنِ الْحَديدِ آتِى بِالْفِضَّةِ وَعِوَضاً عَنِ الْخَشَبِ بِالنُّحَاسِ وَعِوَضاً عَنِ الْحِجَارَةِ بِالْحَدِيدِ وَأَجْعَلُ وُكَلاَءَكِ سَلاَماً وَوُلاَتَكِ بِرَّاً ] ( أش 60 : 15 – 17 )
ودخلت راحاب بيت سلمون لتبدأ حياة جديدة رائِعة لَمْ تعرِفها مِنْ قبل زواج مُقدّس نقىِ فِى بيت رجُل مِنْ أشراف يهوذا ولها الحق فِى التمتُّع بِكُلَّ حقوق شعب الله فليست بعد غريبة أو نزيلة بل فِى رعويّة بيت إِسرائيل الجميع ينظُرون إِليّها نظرة جديدة لَمْ تتعوّدها مِنْ قبل فقد صارت مُكرّمة جِداً فبدأت تعرِف معنى جديداً للحياة وأنجبت بوعز وبوعز ولد عوبيد وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود الّذى أتى المسيح مِنْ نسله ولَمْ تُدرِك مَنَ سيصير بوعز هذا !!ولكِن لعلّها أدركت فِى السماء أنّها صارت جِدّة للمسيح
ماذا أقول وأنا لا أستطيع أنْ أُنهىِ الحديث عَنَ راحاب وعشيرتها وبيتها ولكِن ليس أجمل مِنْ الكلِمات التّى إِلَى نهاية العالم أى أنّ راحاب وعشيرتها إِنضمّت إِلَى إِسرائيل الحقيقىِ ( كنيسة العهد الجديد ) إِلَى هذا اليوم هذهِ التّى كانت قبلاً زيتونة برّيّة طُعِمت فِى الزيتونة الأصليّة فصارت شريكة فِى أصل الزيتونة ودسمِها ( رو 11 : 17) هذهِ التّى كانت زانية تحيا اليوم فِى وسط شعب الله مُتمتِّعة ببركات حضوره تشترِك فِى الأعياد والشرائِع وتُجاهِد كالوصايا وتحفظ الثياب طاهِرة تحيا عروساً مُقدّسة عفيفة فنالت مِنْ الأفراح ما كانت لا تستطيع أن تحتمله وهى تحيا على الأرض فبينما هلك شعب الله بِسبب عدم الإِيمان فماتوا فِى البرّيّة إِذا بِهذهِ الأُمميّة الزانِية تغتصِب المواعيد الإِلهيّة بالإِيمان الحى العامِل فيصير لها ولِعائِلتها نصيب فِى أرض الموعِد لالا بل أكثر مِنْ هذا بكثير ويأتىِ مُشتهى كُلّ الأُمم والأجيال المسيّا المُخلِّص مُتجسِّداً مِنْ نسلِها ( مت 1 : 5 )
لأنّنا بِدراسة سلسلة أنساب السيّد المسيح المذكورة فِى إِنجيل متى نعرِف أنّها تزوّجت سلمون أحد الجاسوسين اللّذين آوتهُما فِى بيتِها إِذ رأى فيها إِمرأة عظيمة الإِيمان والأفعال وسلمون هذا كان أميراً فِى عشيرة يهوذا إِذ شعر بِمعروف راحاب إِذ أنقذتهُ وزميله مِنْ موت مُحقق بِها وأخذها زوجة لهُ بعدما محت نعمة الله خزى حياتِها السابِقة صارت راحاب زوجةً فِى بيت قيادىِ فِى إِسرائيل وولدت بوعز الّذى نقرأ عنهُ فِى سِفر راعوث ورأينا كم أنّهُ شخص يحمِل قلباً مُتسِعاً مملوء رحمة وحُباً إِنّهُ إِبن راحاب التّى أستحىِ الآن أن أدعوها زانِية وبوعز الّذى تزوّج راعوث وولد عوبيد وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود ومِنْ نسلهُم جاء المسيح مُخلِّص البشريّة إِنّهُ شرف إِشتاقت إِليهِ كُلّ بنات إِسرائيل
إِنّهُ مِنْ المُلاحظ فى سلسلة نسب يسوع ذكر مُعلّمِنا متى أربعة نِساء ثامار – راحاب – راعوث – و بثشبع ثلاثة منهُنّ زُناة ( ثامار – راحاب – بثشبع ) وواحِدة أجنبيّة ( راعوث ) ويُعلِّق القديس جيروم على هذا [ لا تضُم هذهِ السلسلة أى نِساء قديسات بل تضُم فقط مَنْ يوجّه الكِتاب المُقدّس إِليهِم اللوم حتى يُمكِن لِذاك الّذى جاء لأجل الخُطاة أن يقضىِ على خطايا الجميع ]
شخصية سمعان الشيخ ج1
سمعان الشيخ ج1
لو25:2 الآن تطلق عبدك ياسيدى بسلام
هناك أشخاص فرحت بتجسد ربنا 9العذراء يوحنا اليصابات زكريا سمعان الرعاة المجوس حنه النبيه يوسف
وهناك من إضطرب هيرودس رؤساء الكهنه وهناك من لا يدرى وهذا حال البشرية إلى الآن هناك من ينتظر بشوق وهناك من يعلم بمجيئة وتحقق ويقاوم وهناك من لا يدرى
قَدَّمت لنا أحداث الميلاد بالحقيقة صورة مفرحة لصداقة ربنا يسوع مع الجميع، فها عذراء فقيرة تحبل وتلد رمزًا للكنيسة التي تنعم بالعذراويّة الروحيّة خلال اتِّحادها بالعريس البتول فتُنجب أولادًا بتوليِّين روحيًا، والعاقر الشيخة تلد، والكاهن الصامت يسبِّح، والجنين في الأحشاء يرتكض وحَنَّة الأرملة تمجِّد الله وسمعان الشيخ البار المتوقِّع تعزيّة إسرائيل يقوده الروح ليحمل صديقه السماوي بين ذراعيه... اسم "سمعان" يعني "المُستمع" أو "المُطيع" فيشير إلى المؤمنين الطائعين من اليهود الذين طال بهم الزمن مترقِّبين تحقيق النبوَّات، والتمتَّع بذاك الذي هو مشتهى الأمم. وإذ قادهم الروح القدس إلى الهيكل حملوا السيِّد بين أذرعتهم واشتهوا بصدق أن يخرجوا من العالم بعد ما استراحت قلوبهم من جهة خلاص الشعوب وإعلان مجد الله بين الأمم
وسمعان الشيخ نموذج لمن ترقب بشوق ولهفه يتوقع سرعه مجيئة – صورة حية للرجاء للبقيه التقيه كما قال حبقوق على مرصدى أقف على مرصدي اقف و على الحصن انتصب و اراقب لارى ماذا يقول لي و ماذا اجيب عن شكواي (حب 2 : 1)– بعد إشتياق البشرية كلها يهود وأمم فهو يمثل حال البشرية –وكما لمست المرأة هدب ثوب المسيح برأت كم يكون الذى إحتضنه وحمله على ذراعية
له مكانه فى الكنيسة فى صلاة النوم ونصف الليل وفى إختيار الحمل ويلفه ويمسكه مجداً وإكراما ويدور حول المذبح بارك الله مجدا وإكراما
وفى قراءة الإنجيل يحمل البشارة ويدور حول المذبح ويقول الكاهن الآن ياسيد تطلق عبدك بسلام هذه شهوة نفسى ان تتلى كلمتك على شعبك وفى التناول نحمله داخلنا وفى مصافحه الكاهن الرب يحفظ كهنوتك مثل ملكيصادق وهارون وزكربا وسمعان كهنه الله العلى له تذكار سنوى فى 8 امشير بعد 40 يوم من الميلاد
ولنا ثلاثه وقفات شخصية سمعان وتسبحته ونبوته
وصف سمعان إنسان بارا تقيا متوقعا تعزيه الروح القدس كان عليه الروح القدس
تقدم الام ذبيحه تطهيرها بعد 40 يوم عن نفسها وعن إبنها سمعان الروح القدس أعده منذ 300سنه نقى من الداخل والخارج متوقع تعزيه إسرائيل
400 سنه إنقطعت النبوة وإنتشر الشر الهيكل صار مغارة لصوص يئن من أجل الرجاسات كان البار يوما فيوما يعذب نفسه البار بالاعمال الاثيمه وهو يرقب وسط الظلمه الحالكه وكلنا نشكو من الشر وإنتشارة توقع تعزيه ومجىء المخلص
سمعان والترجمة السبعينية
بطليموس اراد ان يتودد لليهود وطلب مترجمين من العبرى لليونانى 70 شخص فى سبعين يوماً لذلك سميت بالسبعينيه إذ استولى بطليموس الأول على أورشليم أرسل كثير من الأسرى اليهود إلى مصر وأعطاهم الحرية في ممارسة أعمالهم التجارية. اهتم بعضهم بالفكر الهيليني والثقافة اليونانية، وقاموا بحركة ترجمة لبعض كتبهم الدينية. أنشأ بطليموس مكتبة الإسكندرية التي ضمت أكثر من نصف مليون مجلدًا. وجاء عن بطليموس الثاني "فيلادلفي، أي محب أخيه" Ptolemy II Philadelphus (283-246 ق.م) أنه اهتم بترجمة التوراة من العبرية إلى اليونانية، وهي الترجمة المعروفة بالسبعينية Septuagint وتعتبر أهم ترجمة للعهد القديم من العبرية إلى اليونانية. وقد جاءت قصة هذه الترجمة في خطاب أرستياس Letter of Aristeas في المنتصف الأخير من القرن الثاني ق.م. أشار بطليموس إلى كاتب يوناني لديه يدعى أرسكاى ليكتب لرئيس الكهنة اليعازر في أورشليم أن يرسل إليه نسخ الأسفار المقدسة وكتب التاريخ مع بعض الخبراء في اللغة العبرية واللغة اليونانية، وقد أرسل إليه هدية فاخرة ووعده بإطلاق سراح 120 ألفًا من اليهود المقيمين في مصر. أرسل اليعازار 72 عالمًا، ستة من كل سبط وسلمهم نسخة التوراة مذهبة للملك، فأكرمهم الملك. أقامهم في جزيرة فاروس عند مدخل مرفأ الإسكندرية، التي ألحقت فيما بعد باليابسة وأقيمت فيها المنارة. قسمهم الملك ستة وثلاثين فرقة، ووزعهم في أماكن منفردة، وطلب منهم أن يترجموا التوراة، فأقاموا نحو سبعين يومًا حتى أكملوا الترجمة. وقد أجزل لهم بطليموس الجوائز، وكان ذلك في حوالي سنة 250 ق.م. اُستخدمت هذه الترجمة في مجامع اليهود في مصر حتى يمكنهم أن يقرأوا من الكتاب المقدس يوميًا باللهجة الكوين Koinĕ التي نشرها الإسكندر الأكبر في كل الشرق كان ذلك بتدبير إلهي حيث أمكن للعالم بثقافته اليونانية أن يتعرف على النبوات الخاصة بالسيد المسيح عند كرازة الرسل لهم، خاصة وأن الترجمة تمت بواسطة علماء يهود قبل انتشار المسيحية. ها العذراء تحبل خشي سمعان أن يترجم كلمة عذراء "تي بارثينوس" (إش 7: 14)، فيسخر به الملك ويهزأ به، فأراد أن يستبدلها بكلمة "فتاة". ويبدو أن الشك دخل إليه، فتساءل: "كيف يمكن لعذراء أن تحبل وتلد؟" في وسط صراعه الداخلي بين ثقته في الكتاب المقدس وأمانته في الترجمة وبين استحالة تحقيق ذلك رأى في حلم من يقول له: "إنك لن تعاين الموت حتى ترى عمانوئيل هذا مولودًا من عذراء". عاش قرابة 300 عاما فكلّ بصره، وجاء إلى الهيكل وحمل السيد المسيح على ذراعيه وأبصر. جلس الشيخ في طريق العالم يتفرس لينظر متى يأتي سيد العالم كما وعد. جازت عليه أجيال، وجاز الموت هنا وهناك، ولم يتعرض له، والشيخ قائم ثابت ومستيقظ ليكون شاهدًا ببقائه لسيد الأزمان، لأن الكلمة حفظه في الطريق حتى يأتي الذي يأتي؟ مار يعقوب السروجي لماذا تتوانى؟... قم خذ الطفل من سمعان الشيخ واحمله أنت أيضًا على ذراعيك فتفوح من جسدك المائت رائحة الحياة التي من جسده المقدس. القديس يوحنا سابا انفتحت عينا سمعان لرؤية الطفل، وانفتحت بصيرته الداخلية لإدراك سرّ الخلاص ، وانفتح لسانه بالتسبيح والنبوة
واراد ان يكتب للامم ها فتاة لئلا يشكوا فى النص
واتاه صوت ترجم كما قرات وعاش 300 سنه ينتظر تحقيق وعد الله متمسك بوعد الله تمسك بكلمه الله إمسك بالحياة الابدية التى إليها دعيت
الروح القدس كان عليه اتى بالروح عرفه بالروح كيف تعرفت على المخلص لم تراه فى سلطانه اللاهوتى سر من اسرار سمعان( ليس المعجزة هى التى تجعل الإنسان يؤمن ها هو يرى طفلا لم يرى أحد معجزات مثل فرعون امام موسى)
كيف إعترفت بالوهيته
تسبحته إطلق عبدك إحمل المسيح وتحتضنه هذا هو الطريق الوحيد للخروج من هذا العالم اتى بالروح إلى الهيكل هل اتينا بالروح اين الخشوع فى الصلاة والتناول
حمله على ذراعيه الرافع كل الجهات بقدرته كان الكاهن يحمل الطفل ويرددة فى اربع جهات المسكونه وباركهما ككاهن احمله فى التناول وكلمته وذراعيك هما محبه الله والقريب وهما كلمه الله فى العهدين
الآن إذ حمله سمعان الكاهن على ذراعيه ليقدَّمه أمام الله أدرك أنه ليس هو الذي يقدَّمه، بل سمعان يُقدِّم لله بواسطته. فالابن لا يقدِّمه العبد لأبيه، إنما بالحري الابن يقدِّم العبد لربِّه... الذي ينطلق لله بسلام إنما يُقدِّم تقدِمة للرب كان المسيح إذن نورًا ومجدًا لإسرائيل، ومع أن بعض اليهود ضلُّوا الطريق وجهلوا الكتب وأنكروا المسيح، إلا أن قومًا منهم خلصوا وتمجَّدوا بيسوع وكان على رأسهم الرسل المقدَّسون الذين أضاءوا بنورهم مصباح الإنجيل في أقاصي الأرض.
والمسيح مجد إسرائيل أيضًا لأنه يُنسب إليهم حسب الجسد مع أنه "على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد" (رو 9: 5).القدِّيس كيرلس الكبير:
أولاً: يعلن عموميّة الخلاص وجامعيّة الكنيسة، فإنَّ كان شعبه إسرائيل الذي تجسّد منه وحلّ في وسطه قد تمجَّد، وقبِل بعض اليهود الإيمان به خاصة الاثنى عشر رسولاً، لكن إسرائيل الجديد ضم من كل الأمم، إذ أعلن انفتاح ذراعيّ الله بالحب العملي على الصليب لأجل كل الأمم، إذ يقول: "لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك (صليبك)، الذي أعددته قدَّام وجه جميع الشعوب.نور إعلان للأمم" [30-32].هذه النظرة الروحيّة تلقَّفتها الكنيسة بفرح، فقد قيل: علّق على الشجرة ذاك الذي يجمع الكل فيه. إذ فقدناه خلال شجرة، فبالشجرة أيضًا أُعلن للجميع، مظهرًا نفسه الارتفاع والطول والعرض والعمق، وكما أخبرنا أحد السالفين أنه أعاد الاتِّحاد بين الشعبين في الله خلال انبساط يديه. فقد كانت هناك يدان إذ وُجد شعبان منتشران إلى أقاصي الأرض، ووُجدت رأس واحدة، إذ يوجد إله واحدإن كانت الكنيسة في بهجتها بالتسبحة الملائكيّة (المجد لله في الأعالي...) صارت تترنَّم بها كل صباح، فإنَّ في فرحها بهذه التسبحة التي لسمعان الشيخ (الآن يا سيِّد تُطلق عبدك...) صارت تتغنَّى بها في تسبحة نصف الليل كما في تسبحة النوم.
ثانيًا: إذ سمع يوسف والقدِّيسة مريم هذه التسبحة كانا يتعجَّبان، لأنه ما أعلنه لهما الله عند البشارة صار معلنًا لسمعان الكاهن والشيخ بصورة واضحة. وإذ تمتَّعا ببركة سمعان الكاهن،
الرجاء مهما طال الزمن إطلق عبدك بسلام لاخرج ابشر به سكان الجحيم اطلقنى محمول بكلمتك هل انا فى حاله استعداد لان اخرج من الجسد
عينى ابصرت خلاصك رأى بعين الايمان والنبوة رغم انه بار ولكن الناموس لا يكفى ولا يبرر رغم انه من جهه الناموس بلا لوم
النبوة
وقال لمريم وضع لسقوط وقيام كثيرين
انت المخلص كيف سقوط من جه قبول الايمان انا احكم على نفسى من يقبل يسوع المسيح قد ختم ان الله صادق
المسيح هو الحجر من يسقط علي يتردد ومن سقط هو عليه يسحقه كل من يؤمن به لا يخزىإذن السيِّد المسيح الذي هو حجر الزاويّة المختار الكريم الذي أقامه الآب في صهيون، لكي من يؤمن به لن يخزى (رو 2: 9)، إذ سقط علي غير المؤمن سحقه، وإن سقط غير المؤمن عليه يترضَّض (لو 20: 18). هذا الحجر الكريم يُعلن في صهيوننا الداخليّة، فيحطِّم فينا كل فسادٍ ويسحق كل شرٍ، لكي يقوم بناء الله الداخلي في استقامة وبرّ. إنه الحجر الذي لا يقوم علي أساس خاطئ، لذلك به "يسقط ويقوم كثيرون"!
صليب المسيح معثر صخرة عثرة لعلامه تقاوم الصليب علامة ابن الانسان امتدت نبوته حتى مجىء المسيح كان الله الآب قد أرسل ابنه لخلاص العالم (يو 3: 16) خلال علامة الصليب، لكن ليس الكل يقبل هذه العلامة ويتجاوب مع محبَّة الله الفائقة، بل يقاوم البعض الصليب ويتعثَّرون فيه. هذا ومن ناحية أخرى فإنَّ سقوط وقيام الكثيرين يشير إلى سقوط ما هو شرّ في حياتنا لقيام ملكوت الله فينا، فعمل السيِّد المسيح أن يهدم الإنسان القديم ليُقيم الإنسان الجديد؛ يقتلع الشوك ليغرس في داخلنا شجرة الحياة.
هذا الفكر من جهة سقوط وقيام كثيرين في إسرائيل، أي سقوط الجاحدين وقيام المؤمنين، وسقوط الشرّ فينا لقيام برّ الله داخلنا قد وضَّح في كتابات الآباء، إذ جاء فيها:
"لأننا رائحة المسيح الزكيّة لله في الذين يخلُصون وفي الذين يهلَكون" (2 كو 2: 15). يقول سواء في الذين يخلُصون أو الذين يهلِكون يستمر الإنجيل في عمله اللائق؛ وكما أن النور وإن كان يحسب عَمَى بالنسبة للضعيف لكنه يبقى نورًا. والعسل في فم المرضى مُرّ لكنه في طبعه حلو؛ هكذا للإنجيل رائحته الزكيّة حتى وإن كان البعض يهلك بسبب عدم إيمانهم به، لأنه ليس هو السبب في هلاكهم إنما ضلالهم هو السبب... بالمخلِّص يسقط ويقوم كثيرون لكنه يبقى هو المخلِّص حتى وإن هلك ربوات... فهو لا يزال مستمرًا في تقديم الشفاء.
وانتى ايضا يجوز فى نفسك سيف يوسف يشك واليهود وتامر اليهود على ابنها الصليب ابتعاد اولاد المسيح عنه ماذا يعني بقوله "لتُعلن أفكار من قلوب كثيرة" [35]؟ إن كان السيف - سواء الألم أو كلمة الله - يجتاز نفس القدِّيسة مريم، فإنَّ هذا يفضح فكر الكثيرين وقلوبهم، مثل الكتبة والفرِّيسيِّين الذين يتظاهروا بحفظ الناموس والغيرة علي الشريعة، فإنَّهم أمام الله مع القدِّيسة مريم تنفضح حقيقتهم الداخليّة، ويظهر رياءهم الباطل
شفاة حماة سمعان
تَقْرَأ الكِنِيسَة فِي العَشِيَّة اليُوْم مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِ لُوقَا أصْحَاح 4 وَهُوَ يَتَكَلَّم عَنْ شِفَاء حَمَاة سَمْعَان .. وَكُلِّنَا نَحْفَظ هذَا الفَصْل لأِنَّ الكِنِيسَة عَلِّمِتنَا أنْ نُصَلِيه فِي صَلاَة الغُرُوب { ثُمَّ قَامَ مِنَ الْمَجْمَعِ وَدَخَلَ بَيْتَ سِمْعَانَ . وَكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ بِحُمَّى شَدِيدَةٌ . فَسَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا . فَوَقَفَ فَوْقَاً مِنْهَا وَزَجَرَ الْحُمَّى فَتَرَكَتْهَا وَفِي الْحَالِ قَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ . وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ كَانَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ مَرْضَى بِأنْوَاع أمْرَاضٍ كَثِيرَة يُقَدِّمُونَهُمْ إِلَيْهِ ، أمَّا هُوَ فَكَانَ يَضَع يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَيَشْفِيهُمْ ، وَكَانَتْ الشَّيَاطِين تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرَُخُ وَتَقُولُ : أنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ فَكَانَ يَنْتَهِرَهُمْ وَلاَ يَدَعَهُمْ يَنْطِقُونَ ، لأِنَّهُمْ كَانُوا قَدْ عَرَفُوهُ أنَّهُ هُوَ الْمَسِيحُ } ( لو 4 : 38 – 41 ) .. وَالمَجد لله دَائِمَا أمِين
القُدَّاس الإلهِي رِحْلَة لِلسَّمَاء
القُدَّاس الإِلهِي هُوَ رِحْلَة لِلسَّمَاء وَأعْظَمْ عَمَلٌ يُعْمَل عَلَى الأرْض أقْدَس عَمَلٌ يِتْعِمِل فِي الأرْض كُلَّهَا هُوَ القُدَّاس عَلَشَانْ كِدَه أقْدَرٌ أقُول إِنْ لَوْ حَبِّينَا نِعْرَف إِحْنَا عَايْشِينْ لِيه وَعَايْشِينْ إِزَّاي وَعَايْشِينْ بِقُوِّة إِيه ؟ أقُول لَك إِنْتَ عَايِش عَلَشَانْ تَتَمَتَّعْ بِالقُدَّاس وَإِنْ أجْمَل مَا فِي حَيَاتَك هُوَ القُدَّاس القُدَّاس هُوَ نُقْطِة إِلْتِقَاء السَّمَاء وَالأرْض إِذَا كَانْ يُمْكِنْ وُجُودٌ نُقْطَة لِلإِلْتِقَاء بِينْ السَّمَاء وَالأرْض فَتِكُون هذِهِ النُقْطَة هِيَ القُدَّاس عَلَشَانْ كِدَه نِلاَحِظ إِنْ كِنِيسِتْنَا القِبْطِيَّة لَمَّا تِحِبْ تِحْتِفِل بِأي حَاجَة تِحْتِفِل بِالقُدَّاس وَلِنَفْتَرِض عِيد القِيَامَة لَوْ عَايْزَِينْ نِحْتِفِل بِهذَا العِيد مَاذَا نَفْعَل ؟ هَلْ نِهَيَص وَنُنْفُخ بَالُونَات ؟ لاَ لاَ طَبْعاً وَلكِنْ نِعْمِل قُدَّاس – لِيلِة عِيد – مَمْزُوج بِألْحَان فِيهَا رَنِّة فَرَح تِحَسِّسْنَا بِالقِيَامَة إِذَا أرَدْنَا الإِحْتِفَال بِالتَّجَسُّد نِعْمِل قُدَّاس إِذَا أرَدْنَا الشُّعُور بِالصُوم الكِبِير نِعْمِل قُدَّاس إِذَا أرَدْنَا الإِحْتِفَال بِعِيد قِدِيس نِعْمِل قُدَّاس إِذَا أرَدْنَا نُذْكُر شَخْص مُنْتَقِل نِعْمِل قُدَّاس إِذَا أرَدْنَا نَقُوم بِصَلاَة إِكْلِيل – إِنْتُمْ عَارْفِينْ إِنْ زَمَان الإِكْلِيل كَانَ يَتِمْ بِالقُدَّاس – فَالقُدَّاس هُوَ طَرِيقِة تَعْبِيرْنَا عَنْ أي مُنَاسْبَة وَأي حَالَة إِذَا أرَدْنَا طِلْبَة مُعَيَّنَة تِكُون فِي القُدَّاس الكِنِيسَة فِي ضَمِيرْهَا وَفِي قَلْبَهَا إِنُّه أعْظَمْ عَمَلٌ يُعْمَل عَلَى الأرْض وَنُقْطِة الإِلْتِقَاء بِينْ كُلَّ مَا هُوَ سَمَاوِي وَكُلَّ مَا هُوَ أرْضِي لِذلِك لاَ يَلِيقٌ إِنْ أنَا لاَ أكُون فَاهِمْ القُدَّاس أوْ لاَ يَلِيقٌ أنْ أكُون غِير مُتَفَهِمْ القُدَّاس أوْ لاَ يَلِيقٌ إِنْ لاَ أعْرِف مَاذَا يُقَدِّم القُدَّاس وَلأِنْ المَوْضُوع شَيِّقٌ وَلَذِيذ لاَ أُرِيدْ أنْ أضَيَّعْ وَقْتِي فِي مُقَدِّمَة وَأُرِيدْ أنْ أبْدَأ الجُزْء المُهِمْ فِي القُدَّاس مِنْ أوِّل بِدَايِة صَلاَة الصُّلْح وَكَمَا كُنَّا نُسَمِّيه وَنُطْلِقٌ عَلِيه إِسْم ** قُدَّاس المُؤمِنِينْ وَلِنَبْدَأ المَوْضُوع مِنْ البِدَايَة يُمْكِنْ تَقْسِيم القُدَّاس إِلَى ثَلاَثَة أقْسَام رَئِيسِيَّة :-
معجزة صيد السمك
تقرأ علينا ياأحِبّائِى الكنِيسة فِى هذا الصباح المُبارك إِنجِيل مُقابلة ربنا يسُوع المسِيح مَعَْ بُطرُس الرسُول أسفرت عَنْ تحوّل مُعلّمِنا بُطرُس مِنْ صيَّاد لِلسمك إِلَى صيَّاد لِلنَّاس
وَالمُعجِزة دى ياأحِبَّائِى وَالحادِثة دى مُهِمَّة جِدّاً لأِنَّها كانت بِدايِة تعارُف أربعة مِنْ أهم الآباء الرُسُل على ربِنا يسُوع المسِيح ، الّلِى صاروا أعمدة فِى الكنِيسة المُقدّسة ، لأنّ هُمَّا إِتنين إِخوات وَإِتنين إِخوات تانيين شُركا فِى نَفْسَ المهنة
بُطرُس وَأندراوِس إِتنين إِخوات بِيصطادوا ، لهُم إِتنين شُركا فِى نَفْسَ المهنة الّلِى هُوَ يعقُوب وَيُوحنا ، فَأربعة شُركا بِيصطادوا مَعَْ بعض ، كُلّ يوم رِزقهُمْ مُشترك ، حياتهُمْ مُشتركة ، ربِنا يسُوعَ العارِف قلُوب الجمِيع شايِف فِى الأربعة دول إِستعداد حلو ، شايِف فِيهُمْ قلُوب نقيَّة ، شايِف فِيهُمْ حماس لِعمل الله ، شايِف فِيهُمْ أوانِى طاهِرة ، أوانِى مجد ، فَمستخسرهُمْ إِنَّهُمْ يضيَّعوا حياتهُمْ فِى حكايِة صيد السمك ، فَعايِز يحوّلهُمْ مِنْ حكايِة صيَّادِى سمك إِلَى صيَّادِى ناس
طيِّب تعمِل إيه ياربِى يسُوعَ ؟ حاوِل تروح توعظهُمْ ، حاوِل تروح تكلّمهُمْ ، حاوِل تروح توجِهّهُمْ ، طيِّب إيه المكان المُناسِب لَوْ واحِد يكلِّم واحِد فِى موضُوع مُهِم جِدّاً زى ده ؟ يعنِى روح لهُ بيته ، أوْ يتكلِّم معاه كِده فِى وقت خاص ، يكُون الشخص ده إِلَى حدٍ ما عِنده إِستعداد يِسمع
لكِنْ ربِنا يسُوعَ لهُ إِسلوب تانِى عجِيب مُرتفِع فوق أذهانَّا جِدّاً جِدّاً ، يروح لهُ فِين ؟ يروح لهُ فِى مكان شُغله ، يروح لهُ فِى مكان إِهتماماته ، المكان الّلِى بيقضِى فِيه مُعظم اليوم ، صيد السمك
وَمعرُوف إِنْ الراجِل الّلِى يصطاد سمك ، لمَّا يجِيب السمك على الشاطِىء وَهُوَ لِسَّه على الشاطِىء تُبقى النَّاس مستنياه عشان يبِيع لهُمْ السمك ، وَبعد ما يبِيع السمك يُقعد ينضّف الشِباك بِتاعته وَيعِد نَفْسَه لِتانِى يوم
لمَّا يرّوح بيته فِكره برضُه مشغُول بِإيه ؟ بِالشُغل بِتاعه وَالصيد وَالنهارده كان يوم كويس ، النهاردة مِش كويس ، ربِنا يعوَّضنا بُكره ، ربِنا يخلِّى بُكره زى النهاردة ده لَوْ يوم كويس ، وَهكذا
فَالراجِل طول النَّهار ذِهنه مشغُول بِإيه ؟ بِالشُغل بِتاعه ، عشان كِده نلاقِى إِنْ الإِنسان مِنْ أكتر الحاجات الّلِى تُبقى بؤرِة إِهتماماته أكل العِيش ، وَ لاَ ننسى أبداً إِنْ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول كان رجُل مُتزوِج ، وَكانت حماته تحيا معهُ ، فَكان عليه أعباء
طيِّب ربِنا يسُوعَ لمّا يحِب يدخُل لِلإِنسان يدخُل لهُ مِنين ؟ مِنْ موضِع إِهتمامه ، شوف المكان الّلِى الإِنسان بِيهتم بِه إيه ؟ وَإيه الحاجة الّلِى سحبه ذِهن الإِنسان وَتفكيره واخدُه مِنّه ، مُعظم طاقته وَمُعظم فِكره رايِح فِى المكان ده ، ربِنا يسُوع يدخُل مِنّه
فَنلاقيه يِجِى لواحده زى السامريَّة مِنْ خلال الموضُوع الّلِى شاغِلها إِنْ لها خمسة أزواج ، يروح لِمتى العشَّار فِى مكان الجِباية ، نلاقِى ربِنا يسُوعَ كُلّ إِنسان يحاوِل إِنْ هُوَ يتخاطِب معهُ بِالأسلُوب الّلى الأسلُوب ده بِالنسبة لِلإِنسان هُوَ مُفتاح شخصيته
فَمُفتاح شخصيَّة مُعلّمِنا بُطرُس هى إيه ؟ حكايِة صيد السمك ، ياما ربِنا يُبقى عايِز يكلّمنا وَمِش عارِف ، فيُقعد يفكّر عَنْ إِسلُوب مُناسِب يكلّمنا بِه أوْ يتعامِل معانا بِه ، تملِّى يتعامِل مَعَْ كُلّ واحِد فِينا مِنْ موضِع إِهتماماته
فكتير جِدّاً ربِنا يكلّمنا مِنْ خلال أشغالنا ، أوْ يكلّمنا مِنْ خلال أولادنا ، أوْ يكلّمنا مِنْ خلال أمر شاغِل بالنا جِدّاً ، فكُلّ إِنسان مَثَلاً مُحِب لِلعالم تلاقِى ربِنا يكلّمه مِنْ خلال العالم ، كُلّ إِنسان مُحِب لِلمال تلاقِى ربِنا يكلّمه مِنْ خلال المال ، الإِنسان المُحِب جِدّاً لِلمال ، المال نَفْسَه يقوله أنا زائِل ، المال نَفْسَه بِيقوله أنا مُتغيِّر ، المال نَفْسَه يقوله لاَ تضع ثِقتك فىَّ لأِنْ زى ما إِنت شايِف كِده أنا ضعِيف ، فَتَملِّى ربِنا كِده يخلِّى الإِنسان يتعلّم مِنْ خلال حياته اليوميَّة
الإِنسان الشهوانِى يلاقِى الشهوة نَفْسَها بِتقوله أنا مِش حا أشبّعك ، يلاقِى الشهوة نَفْسَها بِتقوله حا تخرُج مِنْ عندِى أكثر عطشاً ، حا يلاقِى الشهوة نَفْسَها بِيتعامِل معاها بِزهق وَملل وَقرف ، ليه ؟ أهو ربِنا عايِز يعلّمنا مِنْ خلال نِقاط ضعفِنا
طيِّب ربِنا يسُوعَ شايِف إِنْ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول كُلّ حياته محورها صيد سمك ، يقوله خلاص أدخُل له مِنْ خِلال صيد السمك ، زى كِده لمَّا يُبقى فِى كِده بندول الساعة عمَّال يلِف يلِف لكِنْ هُوَ متركِّز فِين ؟ فِى نُقطة
إِحنا حياتنا أحياناً تُبقى متركِّزة فِى نُقطة ، بس بِنُبقى بِندور حوالِيها ، أهو ربِنا عايِز يدخُل لِنا مِنْ خلال النُقطة دى
راح ربِنا يسُوعَ المسِيح على شاطِىء البحر ، لقى النَّاس كتير متجمّعة ، النَّاس متجمعِين ليه ؟ يشتروا سمك ، طيِّب وَالمراكِب جاية ، إِستنى يسُوعَ مَعَْ النَّاس وَالمراكِب جاية ، المراكِب جات فاضية ، وَالنَّاس هاجِت ، النَّاس الّلِى راكبِين مراكِب مكشرين ، وَالنَّاس الّلِى حا يشتروا سمك دول مِش حا يشتروا سمك عشان يكلوه لاَ ده حا يتاجروا فِيه ، يعنِى ده كُلّ النَّاس ديّت الموضُوع مُرتبِط بِإيه ؟ بِأكل العِيش بِتاعهُمْ ، فَالنَّاس كُلّهُمْ فِى حالة مِنْ الإِحباط سواء الّلِى جايين مِنْ رحلِة الصيد الفاشلة أوْ الّلِى واقفِين على الشط وَمشتروش سمك ، لأِنْ هى كمان كِده النهاردة مِش حا يشتغلُوا
أمَّا الواحِد يُبقى مهيأ نَفْسَه إِنْ هُوَ النهارده يشترِى شوية وَيبيعهُمْ وَيكسب فِيهُمْ أد كِده وَيلاقِى الموضُوع رسِى على مفِيش يلاقِى نَفْسَه إِيه ؟ تِعِب ، وَالنَّاس ديّت عايشة خُبزنا كفافنا ، يعنِى كُلّ يوم بِيومه ، كُلّ رِزق يوم بِيومه ، فَهُوَ يعنِى النهاردة لمّا يُبقى مفِيش دى حاجة صعبة عليهُمْ
طيِّب الجو ده كُلّه ربِنا يسُوعَ المسِيح يعمِل فِيه إيه بقى ؟ قالَكَ عايِز الحقّ يعنِى ، أنا الّلِى عامِل كُلّ الحكاية دى ، أنا الّلِى أمرت إِنْ السمك يهرِب مِنْ البحر فِى هذا الوقت عشان خاطِر أنا عايِز النَّاس دى كُلّها تُقعد تسمعنِى
يروح قايِل لِبُطرُس يعنِى بعد إِذنك طب مُمكِنْ أدخُل جوا السفينة بتاعتك وَأكلِّم النَّاس دى ؟ يكلِّم مِين ؟ يكلِّم النَّاس المُحبطة دى ، آه عايِز أتكلّم معاهُمْ شوية ، دخل ربنا يسُوعَ المسِيح علشان خاطِر يعنِى يتكلِّم مِنها
يقولَكَ [ فَدَخَلَ إِحدى السَّفينتينِ الَّتِى كانت لِسمعانَ ] ( لو 5 : 3 ) وَقال لهُ [ أنْ يُبْعِدَ قلِيلاً عَنْ الْبرِّ ثُمّ جلسَ وَصَارَ يُعلِّمُ الجُمُوعَ مِنَ السفِينةِ ] ( لو 5 : 3 ) ، يبدو إِنّه وقت مُش مُناسِب ، يبدو المكان مُش مُناسِب ، شاطىء بحر لاَ وقت مُناسِب وَ لاَ مكان مُناسِب وَ لاَ حالِة النَّاس النَفْسيَّة مُناسبة ، وَ لاَ إِنت يارب تعرف نوعيَّة النَّاس دى ، دى تشكِيله ، دى تشكِيله ، إِنت تعرف الأشخاص دى منين ؟ رُبما تكُون تعرف واحِد وَلاّ إتنين وَلاّ تلاتة لكِنْ كُلّ النَّاس الّلِى قاعدة دى وَإِلاّ كُلّ النَّاس الّلِى واقفة دى تعرفهُمْ مِنين ؟
صعد يُعلِّم مِنْ السفِينة ، إِبتدا النَّاس – مُتخيِّل كِده – إِنّهُمْ قاعدِين يسمعوه مفِيش وَ لاَ واحِد مِنهُمْ مركِّز معاه ، هُمّا قاعدِين يسمعوه كُلّ واحِد سرحان فِى إيه ؟ فِى همّه ، كُلّ واحِد سرحان حا يرّوح إِزاى بيته فاضِى ، كُلّ واحِد سرحان فِى إِيه ؟ سرحان فِى فشله ، كُلّ واحِد إيه ؟ مضايِق ، مفِيش حد مركِّز معاه
إِبتدا يسُوع يستمِر فِى الكلام ، إِبتدا واحِد ينصِت ، الّلِى بعده ينصِت ، إِبتديت المجموعة كُلّها تنصِت بِما فِيهُمْ مِين ؟ بُطرُس ، بعد ما بُطرُس كان مقعّد يسُوع فِى السفِينة بِتاعته لكِنْ دِماغه مِش معاه أبداً ، أهو إِحنا أحياناً كِده ، أحياناً نبتدِى فِى حياتنا مَعَْ ربِنا مِش مركِّزِين ، أحياناً نبتدِى فِى صلواتنا مِش مَعَْ ربِنا ، أحياناً نقرا الإِنجِيل وَإِحنا مِش مَعَْ الإِنجِيل ، أحياناً طيِّب أحياناً أتعلّل أنا ، أتعلّل أنا ليه مِش مركِّز ؟ أقول أصل أنا مشغُول بِحاجات كتير ، فِى حاجات كتير جِدّاً ، حاجات كتير
ده ياما النَّاس تقولّك مِنْ أكبر الحاجات يا أبونا الّلِى أسرح فِيها فِى الصلاة الّلِى تكُون الحاجات المُقلِقة جِدّاً وَالحاجات الّلِى أنا مشغُول بِها جِدّاً ، الّلِى أحياناً مفكرش بِه أبداً وَتكُون حاجات مُهِمّة قوِى تجِيلِى بِالذات وقت الصلاة وَتجِيلِى بِالذات وقت قرايِة الكِتاب المُقدّس ، الهموم وَالأحزان وَالإِحتياجات وَالفشل وَالسرحان كُلّه يِجِى ، يمكِن الواحِد لمّا يكُون بِيعمِل أىّ عمل تانِى يُبقى مركِّز فِيه ، إِنشا الله حتَّى يكُون بِيتفرّج على التلِيفزيُون يُبقى مركِّز وَفاهِم الأحداث دى رايحة فِين وَجاية مِنين ، وَيحكِى لَكَ الكلام
طيِّب إِذا كان واحِد مَعَْ التلِيفزيُون مركِّز ، إِشمعنى الصلاة ؟ يقولّك لأ الصلاة لها حربها ، كتير مِنّنا بِنُبقى قاعدِين مَعَْ ربِنا يسُوعَ لكِنْ قلبِنا وَذِهنِنا مِش معاه ، طيِّب وَبعدِين ؟ ربِنا يسُوعَ ما يسبناش يستمِر فِى الكلام يستمِر فِى الكلام ، لِغاية لمّا يبتدِى يلاقِى كِده القلب وَالذِهن يتسحِب معاه
جرّب كِده جرّب إِنْ إِنت تثبُت فِى صلاة كُنت بادِيها بِطياشة ، جرّب إِنْ إِنت تقاوِم أفكار الملل وَالضجر الّلِى تجِيلك أثناء صلاة القُدّاس ، جرّب إِنْ إِنت تثبُت فِى الإِنجِيل حتَّى لَوْ كُنت إِنت مِش فاهِم ، جرّب جرّب إِنْ إِنت لاَ تستسلِم لأفكار عدم الفهم ، جرّب إِنْ إِنت يكُون لَكَ فِى الحياة مُثابرة
جرّب وَإِعلم إِنْ كُلّ شيء هُوَ مِنْ صُنع إِيده ، يعنِى الرِحلة الفاشلة بِتاعِت رِحلِة الصيد بِتاعِت مُعلّمِنا بُطرُس مِنْ صُنع إِيد ربِنا ليه ؟ أصل أقولّك على حاجة ، لَوْ كان بُطرُس إِصطاد سمك كتير وَجابه على الشط وَالنَّاس قعدِت تبِيع وَتشترِى وَتفاصِل وَده ياخُد أكتر مِنْ ده ، وَده ياخُد أكتر مِنْ ده ، وَبُطرُس مشغُول لِلبيع ، فِكرك كان يسُوعَ علِّم ؟
طيِّب لَوْ كان وقف يعلِّم كان حد وقف يسمعه ؟ محدِش وقف ، محدِش فاضِى له ، إيه الّلِى واقِف يعلِّم ده إِحنا عايزِين نشتغل ، أحياناً ربِنا يحرّك الأمور علشان هُوَ يدخُل ، أحياناً ربِنا يستخدِم فشل مِنْ أجل نجاح ، أحياناً ربِنا يستخدِم ضعف مِنْ أجل قوّة ، أحياناً ربِنا يضعنِى فِى ضِيقة مِنْ أجل إِنْ أنا ألجأ إِليه ، أحياناً ربِنا يخلِينِى أعرف إِزاى لاَ أتكِل على ذاتِى وَ لاَ قُدراتِى وَ لاَ خبراتِى علشان خاطِر ألقِى بِكُلّ رجائِى عليه
فيقولِى أدِى كُلّ خبرتك فِى الصيد منفعِتش ، وَأدِى كُلّ إِجتهاداتك ، وَأدِى كُلّ سهرك منفعش ، عشان كِده مُعلّمِنا بُطرُس لمّا قعد يسمع الكلام قلبه إِنجذب ، قلبه إِتاخِد ، إِتسحب ، ياما كِده الواحِد يبتدِى كِده بِسرحان لكِنْ يبتدِى كِده هوَّ آية تسحبه ، كلمة تخبط جوه قلبه ، كلمة تجيبه ، كلمة تصطاده ، أتارِى إِنت يارب يسُوعَ المسِيح بدل لمّا كُلّ النَّاس دى صيَّادِين وَشُغلِتهُمْ تِجارِة السمك ، إِنت الصيَّاد الماهِر الّلِى تعرف إِزاى تصطاد النِفُوس
إِذا كُنت إِنت بِتخلِّى الراجِل الصيَّاد ده يعرف يصطاد سمك ، السمك الّلِى لاَ يعرف وَ لاَ يفهم تعرف إِزاى تقوده لِلشباك ، فكيف أنت خالِق الكُلّ تعرف أنْ تقُود العقول وَالقلُوب وَأنت جابِلها وَعارِفها وَفاحِصها
فعرف يجذِب إِليه فإِصطاد ربِنا يسُوعَ المسِيح فِى الشبكة بِتاعته كُلّ النَّاس الّلِى كانِت موجودة ، لِدرجِة إِنّه لمّا ربِنا يسُوع المسِيح لقى النَّاس مُنجذِبة جِدّاً لِتعليمه فحب إِنْ هُوَ يختتِم تعلِيمه أمامهُمْ جمِيعاً بِشيء عملِى
سِمعوا عجبهُمْ الكلام حبُّوا ربِنا حبُّوا كلامه حبُّوا تعالِيمه قال بس لاَ يكفِى ، أنا عايزهُمْ يشوفوا ، فبصَّينا لقينا بيقُول لِمُعلّمِنا بُطرُس [ إِبْعُدْ إِلَى العُمقِ ] ( لو 5 : 4 ) ، فعايز يقوله هُوَ إِنت مِش كُنت واقِف على الشط وَإِنت شايفنِى وَأنا جاى فاضِى ، أدخُل تانِى لِلعُمق وَالنَّهار طلع وَإِنت عارِف كويس إِنْ السمك ما يتجمّعش فِى النَّهار ، لمّا الشمس تطلع خلاص السمك يهرب
قاله [ إِبْعُدْ إِلَى العُمقِ ] ، بصَّينا لقينا بُطرُس بيقوله [ قَدْ تعِبنا الليل كُلّهُ وَلَمْ نَأخُذْ شيئاً ] ( لو 5 : 5 ) ، إِنت مِش واخِد بالك وَإِلاّ إيه ، إِحنا قلبنّاها شمال وَيمين الليل كُلّه ، ياما الإِنسان يا أحِبّائِى يضع فشله أمام الله وَكأن إِنْ خلاص مفِيش فايدة ، أحياناً الإِنسان بِيُبقى وصل لِنُقطة يأس مُعيّنة وَأكِنَّه بِيقُول لِربِنا مفيش فايدة ، أحياناً أُعلِن لِربِنا إِنْ أنا أكِن أنا عارِف أكتر مِنّه أوْ فاهِم أكتر مِنّه وَالحِجّة الّلِى أقولها قُدّامه إِنْ أنا تعِبت الليل كُلّه وَلَمْ أصطاد شيء
فَعايِز أقوله خلاص مِش مُمكِن أضِيف إِلَى فشلِى فشل جدِيد ، مِش مُمكِن أجرّب تجرُبة جدِيدة وَأخرُج مِنها بِفشل أزعل أكتر ، بدل لمّا فشلت مرّة أفشل مرّتين ، [ قَدْ تعِبنا الليل كُلّه وَلَمْ نأخُذْ شيئاً ] ، أحياناً يا أحِبَّائِى ده بِيُبقى حالنا ، حالنا إِنْ إِحنا مُحبطِين ، حالنا إِنْ إِحنا حاسين إِنْ مفيش رجا مِنْ حياتنا ، لاَ قادرِين نخلُص ، لاَ قادرِين نتوب ، لاَ قادرِين نتغيَّر ، حالنا زى ما هُوَ ، الخطايا هى هى
ياما واحِد يِجِى يعترِف يقولّك يا أبونا لَوْ فِى recorder أسجِل لَكَ الإِعتراف بِتاعِى بحيث كُلّ مرّة أقوله هُوَ هُوَ كُنت مُمكِن أجِيب لَكَ ألـ recorder ، هُوَ نَفْسَ الكلام [ قَدْ تعِبنا الليل كُلّه وَلَمْ نَأخُذْ شيئاً ] ، مفيش فايدة
أقولّك دى أفكار يأس ، أقولّك طالما إِنت بِتضع ضعفاتك ديّت أمام ضابِط الكُلّ ، خالِق الكُلّ خلاص ما تقلقش ليه ؟ لأِنْ كلِمة مِنّه تكفِى ، أمر مِنّه يكفِى ، لأِنّهُ قادِر لأِنّهُ هُوَ القدِير ، لأِنْ هُوَ المُخلِّص الّلِى يصنع عظائِم ، وَقَدْ كان
بُناءاً على الكلام الّلِى سِمعه مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول وَجذب قلبه قاله [ إِبْعُدْ إِلَى الْعُمقِ ] ، لقيناه مِش قادِر يتكلِّم ، فقال طيِّب أنا ها أدخُل بس إِرضاءاً لِكلِمتك ، كرامة لَكَ ، أنا مِش عايِز أزعلك ، لكِنْ يعنِى [ على كلِمتك أُلقِى الشبكة ] ( لو 5 : 5 )
جمِيل يا أحِبَّائِى إِنْ إِحنا فِى جِهادنا مَعَْ ربِنا نتكِل على كلِمته ، جمِيل جِدّاً لمّا الإِنسان يجاهِد ، يجاهِد بِكلِمة الله ، ما أجمل إِنْ الإِنسان وَهُوَ واقِف قُدّام ربِنا فِى أىّ حالة كانِت يكلِّم ربِنا بِكلامه ، ما أجمل إِنْ أنا أتكلِّم مَعَْ ربِنا وَأقوله " أنت قُلت " " أنت قُلت " " أنت وعدت "
ما أجمل إِنْ أنا أخُد آية مِنْ ربِنا وَأعتبرها وعد مِنّه وَأتمسّك بِه ، تخيَّل إِنت كِده لمّا واحِد ياخُد وعد مِنْ واحِد مُهِم إِنْ هُوَ مثلاً حا يديله وظِيفة وَ لاّ يشغّله وَ لاّ يعمِل معاه كذا وَ لاّ كذا ، تخيَّل إِنت كِده لمّا واحِد يدِى واحِد كِده وعد بِحاجة مُهِمّة زى كِده ، يقوله خلاص إِنت وعدتنِى ، إِنت قُلت لىَّ
أهو أنا المفرُوض أخُد مواعِيد ربِنا ديّت وَزى ما تعلّمنا الكنِيسة وَتقُول إِنْ [ مواعِيده الحقيقيَّة غير الكاذِبة ] ، إِنت قُلت إِنت قُلت يارب انت أمرت إِنت قُلت [ على كلِمتك أُلقِى الشبكة ] إِنت قُلت [ وَعاضِد الصِّدِّيقِينَ الرّبُّ ] ( مز 37 : 17 ) إِنت قُلت كِده إِنت قُلت [ الرّبّ فادِى نِفُوس عبيده وَكُلّ مَنَ إِتكل عليه لاَ يُعاقبُ ] ( مز 34 : 22 ) إِنت قُلت إِنت قُلت أنا على كلِمتك أُلقِى الشبكة أقوله [ إِقترِبْ إِلَى نَفْسِى فُكّه ] ( مز 69 : 18 ) وَأقوله [ فرِّح نَفْسَ عبدك] ( 86 : 4 ) أقوله
إِتكلِّم مَعَْ ربِنا بِمواعِيده ، إيه رأيك لمّا إِنت تتكلّم مَعَْ ربِنا بِآيات مِنْ عِنده ، على كلِمتك على كلِمتك إِنت قُلت [ أتُرِيدُ أنْ تبرأ ؟ ] ( يو 5 : 6 ) وَأنا أقولّك [ أُرِيد يا سيِّد ] إِنت قُلت وَأنا بِأقولّك
ما أجمل إنْ أنا أكلِّم ربِنا بِكلامه ، ما أجمل إِنْ أنا أفكّره بِأحكامه ، ما أجمل إِنْ أنا أفكّره بِمواعِيده لىَّ ، علشان كِده هِنا يقوله إيه [ على كلِمتك ]
صدّقونِى يا أحِبَّائِى كُلّ جِهاد لِينا خارِج جِهاد قوَّة كلِمة الإِنجِيل جِهاد ضعِيف باطِل ، عايِز تشعُر فِعلاً إِنْ إِنت بِتتكلِّم كلام قانونِى ، وَعاوِز تشعُر إِنْ كلامك كلام مقبُول لدى الله ، إِتكلِّم بِكلامه
ما أجمل كلِمات أرميا النبِي لمّا كان يقُول لِربِنا كِده [ أبرّ أنت يارب مِنْ أنْ أُخاصِمك] ، إِذا كُنت حا أكلّمك حا أكلّمك بِأحكامك إِنت ، يعنِى إيه بِأحكامك ؟ عارِف لمّا يِجِى واحِد كِده مُتهم وَيتكلِّم يقُول " أنا عارِف إِنْ مهما إِتكلّمت مِش حا تسمعونِى لكِنْ أنا حا أكلّمكُمْ بِالقانُون ، أنا حا أجِيب لكُمْ مواد القانُون الّلِى تثبت براءتى "
[ أبرّ أنت ياربُّ مِنْ أنْ أُخاصِمك ] ( أر 12 : 1 ) ، جمِيل جِدّاًَ إِنْ الإِنسان يكلِّم ر بِنا مِنْ جِهة أحكامه ، [ على كلِمتك أُلقِى الشبكة ] ، إِجعل جِهادك جِهاد كلِمة الله ، إِجعل جِهادك مسنُود بِكلِمة ربِنا ، معمول بِكلِمة ربِنا ، له قوَّة فِعل كلِمة ربِنا ، وَكلِمة ربِنا محمولة بِقوّة ، هى نَفْسَها تحمِل قوّة فِى داخِلها ، تسنِد وَتجِد بِها قوَّة وَدالَّة فِى التنفِيذ ، هى نَفْسَها حاملة قوَّة ، هى نَفْسَها حيَّة
[ على كلِمتك أُلقِى الشبكة ] ، فَراح بُطرُس خد المركِب بِتاعته وَدخل لِلعُمق وَألقى ، بس خلِّى بالكُمْ يقُول إيه [ ألقى الشبكة ] ، هُوَ فِى الحقيقة المركِب بِتاعِت بُطرُس أولاً كان معاه إتنين تانِى شُركا ، بس لأِنّهُمْ مِش مصدقين قوِى حكايِة إِنْ هُمّا يدخلوا يصطادوا دخّلوا مركِب واحدة بس عشان خاطِر ربِنا يسُوعَ ما يزعلش ، مدخلوش المركبتين ، وَلمّا بُطرُس دخل بِمركِب واحدة ما ألقاش كُلّ الشبك ، ألقى إيه ؟ شبكة واحدة ، قال مفيش داعِى نفرِد كُلّ الشِباك ، خلّيها واحدة عشان ننزِّلها شوية وَنطلّعها فاضية ، نطلع له تانِى نقوله مفيش
يا دوب نزِّل واحدة لقى الحكاية إيه مِش مصدّق روحه ، بِتتقل وَهُوَ مِنْ خِبرته معاه الصيَّاد مَعَْ إِنّه يهِز بس الشبكة كِده ، يلمِسها يفهم هى فِيها إيه ، فايهِز مِش مصدّق ، قال يمكِن يكُون كِده متعلّقة فِى صخرة وَإِلاّ حاجة ، مِش مصدّق ، يسحب أكتر يشعُر إِنْ فِى جوه حركِة حياة ، مِش حاجة صمَّاء ، لأ دى حركِة حياة ، يسحب أكتر يشوف المنظر بقى ، فِيض مِنْ السمك الكتير ، فيقوا عملوا إيه ؟ نادوا لِلجماعة الّلِى على الشط قالوا تعالوا ساعدونا ، تعالوا ده الصيد كتير جِدّاً ، تعالوا
فنادوا لهُمْ يقُول كِده [ فَصَارتْ شَبَكَتُهُمْ تتخرَّقُ فَأشارُوا إِلَى شُركائِهمُ الَّذِينَ فِى السفينةِ الأُخرى أنْ يأتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ ] ( لو 5 : 6 – 7 ) ليه ؟ لأِنْ هُمّا ما كانوش إِتحرّكوا لِسّه هِناك ، [ فَأتوا وَمَلأُوا السفينتينِ ] ( لو 5 : 7 ) ، يعنِى واضِح إِنْ السفينة التانية لمّا إِبتدِت تِيجِى لهُمْ ربِنا كتّر الصيد أكتر لِدرجِة إِنْ خلاّ السفينتين يتملوا [ حتَّى أخَذَتَا فِي الْغَرَقِ ] ( لو 5 : 7 )
إيه الّلِى عايزِين نقوله هِنا ؟ عايِز أقولّك إِنْ ربِنا هيديك على قدر سعيك ، على قدر إِيمانك ، على قدر جِهادك ، إِبتديت معاه بسيِط بِشبكة واحدة هيديك برضه بس هيديك بسيِط ، إِبتديت معاه بِكُلّ شبكك بِالسفينتين هيديك أكتر وَأكتر وَأكتر
يقولّك إِفتح فمك وَأنا أملأه ، ربِنا يسُوعَ لمّا يأمُر بِشيء عايزك تعمِله بِإِيمان ، عايزك تصدّق كلامه ، تصدّق مواعِيده ، ما تُبقاش بِترمِى الشبكة وَإِنت مهزوز ، وَإِلاّ وَإِنت مِش واثِق ، لأ [ على كلِمتك أُلقِى الشبكة ] ، يأمُر السمك يأمُر السمك ، يجمّعه يجمّعه ، يجِيب لهُمْ أسماك البِحار وَالمُحِيطات ، ما هُوَ ضابِط الكُلّ [ البِحار وَالأنَّهار وَالينابِيع وَكُلّ ما فِيها ] ، كُلّ ما فِيها رهن إشارتة ، كُلّ السمك يتجّمع هِنا يتجّمع ، على اليمين على اليمين ، على الشمال على الشمال
ما أجمل عملك معايا يارب لمّا أثِق فِى كلِمتك وَأطيع أمرك ، وَلَوْ كُنت حتَّى متردِّد وَأبتدِى أنّفِذ الآية وَلَوْ بِضعف لكِنْ إِنت حا تبتدِى تملانِى قوَّة عشان أنّفِذها بِأكتر قوَّة ، عشان أخُد كُلّ القوَّة
ربِنا عايزك تصدّق آية ، يقولّك آية صدّقها ، مِش قادِر أصدّقها ، يقولّك طب إِبتدِى خطوة إِبتدِى خطوة يِجِى واحِد يقولّك مثلاً آية [ تُحِبُّ قرِيبك كَنَفْسِكَ ] ( مت 22 : 39 ) ، أحِب النَّاس زى نَفْسِى ! أنا بحِب نَفْسِى قوِى ، طب إِبتدِى بس إِبتدِى ، إِبتدِى إِعمِل إيه دخّل سفينة واحدة بلاش سفينتين ، طب يعنِى ألقِى إيه شبكة واحدة !!
إِعمِل بس جُزء ، إِبتدِى قدِّم حُب قليل تبُص تلاقيك مسكت ثمر كتير ، لمّا مسكت ثمر كتير إِبتديت إيه تنّزِل كُلّ شِباكك ، بعدما إِبتديت تنّزِل شِباكك كُلّها إِبتديت تعمِل إيه تجِيب غيرك وَتقول لهُمْ تعالوا ، تعالوا معايا أنا وجدت صيد كتير ، أنا سفينتِى حا تغرِق مِنْ كُتر الصيد
زى ما ربِنا يقُول كِده أنا هديكُمْ نِعم حتَّى تقولوا [ كفانا كفانا ] ، إِبتدِى نّفِذ وصيَّة كِده وَشوف كمية الفرحة الّلِى تدِب جوه قلبك
فرح الصيد يا أحِبَّائِى ده فرح لاَ يُعبَّر عنّه ، لَوْ جِبنا راجِل مليونير مليونير يعنِى كنُوز الدُنيا دى تحت رجليه وَقعّدته يصطاد وَمِسك سمكة كميَّة الفرحة الّلِى تدخُل جوه قلبه كبيرة جِدّاً ، لِدرجِة يقولوا إِنْ مِنْ ضِمن الخطوط العِلاجيَّة لِبعض الأمراض إِنّه يخلِّى المرِيض يروح يصطاد ليه ؟ يقولّك عشان عايزِين نفرّح الراجِل ده ، فَعشان نفرّحه ننصحه بِوقت مُعيّن يقعُد يصطاد ، وَهُوَ قاعِد فِى وسط كِده ما هُوَ مهموم وَمُحبط وَيائِس وَمضايق يصطاد يحُط الصِنَّارة يطلّعها يلاقِى سمكة ، يا سلام عِلاج الدُنيا ، إيه ده لُون مِنْ ألوان العِلاج
أهو ربِنا يسُوعَ عاوِز يقولّك كِده ، إِنت ليه بِتفرح بِالصيد ؟ يقولّك أصل دى ما بتعبش فِيها قوِى ، حاجة كِده جاية لى مِنْ عند ربِنا ، حاجة ملهاش أىّ قواعِد ، مُمكِنْ ترمِى عشر مرّات مرّة تيِجِى كده يعنِى ، معتمِدة كتير جِدّاً على الحظ
صيد السمك ده أمر متعلّق تماماً بِيد الله ، فَربِنا حب يجِيب ولاده مِنْ هذِهِ الفِئة الّلِى كُلّ يوم بِيتعاملوا مَعَْ إيه ؟ مَعَْ إِيد ربِنا مُباشرةً ، يقولّهُمْ أنا الرازِق تماماً مفهاش أىّ شطارة ، مفهاش أىّ زكاوة هى كِده ، ربِنا عايِز يدِى يدِى مِش عايِز يدِى ما يدِيش ، فَيملا السُفن كُلّها
ربِنا عايزنِى أبتدِى بِقدر بسِيط وَهُوَ يفيض علىَّ لِغاية لمّا أقوله كِفاية يارب أنا قلبِى لَمْ يحتمِل هذِهِ الفرحة ، أحياناً ربِنا يدِى الإِنسان فرحة الّلِى يعيش فِى وصاياه يقُول كِده إِنَّها فرحة تفُوق فرحِة الوجُود فِى الفردُوس
تعالى كِده جرّب مرّة تصلِّى بِالإِحساس ده وَجرّب كِده تقرا الإِنجِيل بِالإِحساس ده تلاقِى دبِت فِى قلبك فرحة زى فرحِة أبونا آدم وَهُوَ فِى حضرِة الله فِى الفردُوس ، طب لمّا السفينة إِتملِت رِجعوا بقى لِلشاطِىء وجدوا مين ؟ وجدوا يسُوعَ ، طيِّب وَبعدين ؟ أوِل حاجة عملوها مَعَْ يسُوعَ عملوا إيه ؟ يقولّك على بُطرُس إِنّه سجد لهُ [ فَلّما رأى سِمعانُ بُطرُسُ ذلِكَ خَرَّ عِندَ رُكْبتيْ يَسُوعَ قائِلاً أُخرُجْ مِنْ سفِينتِي ياربُّ لأِنِّي رَجُلٌ خَاطِىءٌ ] ( لو 5 : 8 )
إيه ده ؟ إِبتدى يعرف إِنْ الّلِى كان بِيكلِّمه ده مِش مُجرّد مُعلِّم ، مِش مُجرّد كلام لطِيف كان بيقوله ، لاَ ده كلام وَعمل ، ده كلام مُقتدر ، ده كلام محمول بِقوَّة ، فَإِبتدا رصِيد إِيمانه بِربِنا يزِيد
إِحنا محتاجين البُعد ده يا أحِبَّائِى ، أنا أحياناً كتير بأُعجب بِكلِمة الإِنجِيل ، بحِبها ، حلوة كلِمة جمِيلة ، مُمكِن تشكلِّى لُون مِنْ ألوان الإِشباع العقلِى ، مُمكِن مُمكِن أأقرا آية ألاقيها لذِيذة ، لطِيفة ، حلو جمِيل قوِى
[ حِب عدوّك ] ، جمِيلة ياسلام هُوَ فِى أجمل مِنْ كِده كلام ، يقولّك خلِّى بالك عجبِتك نّفِذ بقى ، إِلقِى الشبكة ، صعب ألقِى الشبكة دى مِش أدّاها ، أقولّك معلِش إِعمل بقى على أدّك ، أعمِل على أدِّى ، أوِل لمّا أحِب غيرِى وَبِالذات عدوِّى شوف الفرحة الّلِى تيِجِى لَكَ وَشوف الثمر الّلِى تصطاده ، طب بعد ما تصطاد الثمر ده تعمِل إيه ؟ أسجُد له ، أرّجع له الفضل ، ياما ننِجح فِى حياتنا بس ما نرّجعش النجاح له ، ياما نفشل ثُمّ ننجح وَننسى نسجُد له
المفرُوض إِنْ أنا فشلت ، طب نجحت ، أعمِل إيه ؟ أعرف إِنْ سِر النجاح هُوَ ، لأ أحياناً أرّجع النجاح ده لِكبريائِى ، لِذاتِى ، لِغرورِى ، لِخبرتِى ، أقول أصل أنا صِبرت وَالّلِى يصبُر ينول ، أصل كُلّهُم يئسوا لكِنْ أنا مايأستِش ، أنا راجِل مُثابِر
أقولّك لاَ لاَ لاَ لاَ المفرُوض إِنْ إِنت تحُط رجاءك ده كُلّه فين ؟ فِيه هُوَ ، تتكِل على مين ؟ تتكِل عليه هُوَ ، أدِى الإِنسان الّلِى عايِش فِعلاً مسنُود على كلِمة ربِنا ، يفرح بِثمر ربِنا
يقولّك [ مِنْ تعب يديه يرى وَيفرح ] ، مِنْ تعب يديه ! عشان كِده النتيجة الطبيعيَّة لِنا إِحنا أحِبَّائِى إِنْ إِحنا نعمِل إيه ؟ إِنْ إِحنا لمّا ربِنا يدِينا النِعمة دى إِنْ إِحنا نعمِل إيه ؟ نسجُد لهُ ، [ خَرَّ عِندَ رُكبتيْ يسُوعَ ]
بس فِى الحقيقة فِى كلِمة خرجت مِنْ مُعلّمِنا بُطرُس إِحنا مِش عايزِين نتعلِّم المنهج ده مِنّه ليه ؟ خلِّى بالك مُعلّمِنا بُطرُس هِنا كان لِسّه فِى بِدايِة مُعاملاته مَعَْ ربِنا يسُوعَ ، لِسّه معرفوش قوِى ، فلمّا وجد ربِنا يسُوعَ ملا له السفينة فسجد لهُ ، بس قاله بقى لغاية هِنا وَكفاية لغاية هِنا وَكفاية ، أنا مِش قادِر أأقعُد معاك تانِى ، أنا وحِش جِدّاً جِدّاً وَإِنت كويس جِدّاً جِدّاً فَأنا مِش قادِر أأقعُد معاك [ أُخرُج مِنْ سفينتِى يارب لأِنِّي رجُلٌ خَاطِىءٌ ] ( لو 5 " 8 ) ليه ؟ أصل أنا راجِل وحِش ، أصل أنا راجِل خاطِى [ أُخرُج مِنْ سفينتِى يارب لأِنِّى رجُل خاطِىء ]
يقولّك لأ ده منهج غير مقبُول ، مِش لأِنِّى وحِش أقول أبعِد عَنْ ربِنا ، مِش لأِنِّى خاطِى أقول أخرُج ، ده أنا عايِز أقوله العكس ، خليك معايا فِى السفينة بتاعتِى بِإِستمرار لأِنِّى راجِل وحِش ، فبدل ما أقوله أُخرُج عنِى يارب لأِنِّى رجُل خاطِى ، أقوله أُمكُث معِى يارب لأِنِّى رجُل خاطِى
عشان كِده لَوْ تلاحظوا الكنِيسة عاملة لِنا صلوة جمِيلة جِدّاً ياريت نتمسَّك بِها كُلّنا بعد ما تتناوِل تصلِّى صلاة بعد التناوِل ، فَمِنْ ضِمن العِبارات الجمِيلة جِدّاً فِى صلاة بعد التناوِل نقوله إيه ؟ أنا أخدت المسِيح وَأنا راجِل خاطِى ، فبقوله إيه بقى [ أُمكُث معِى لأِنّ النَّهار قَدْ مال وَرافقنِى إِلَى أنْ ينسم النَّهار فَإِنَّكَ وحْدك غايتِى ] ، أنا عايزك إِنت ، أنا خدتك وَلمّا خدتك حا أمسِكك وَلَمْ أُرخِيك ، مِش حا أفرّط فِيك تانِى أبداً ، أنا خدتك فلمّا خدتك حا أتمسِك بِك إِلَى التمام ، [ أُمكُث معِى ] خليك معايا ، خطيتِى ما تبعدنِيش عَنْ ربِنا ، خطيتِى تجيبنِى لِربِنا ، ضعفِى ما يخلنِيش أهرب مِنّه وَلكِنْ زى ما تعلّمنِى صلاة الأجبية بدل ما أهرب مِنّه أهرب إِليه ، أروح له هُوَ ، هُوَ نجاتِى
بدل لمّا أقوله أُخرُج مِنْ سفينتِى ، أقوله لأخليك معايا فِى السفينة بِتاعتِى ، خلِّى بالكو نَفْسَ المُعجِزة دى ربِنا يسُوعَ عملها بس بعد القيامة ، خلاّهُمْ برضه يصطادوا سمك كتير بس كان هُوَ على الشط ، بس الّلِى حصل مِنْ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول عكس كِده تماماً ، هِنا بُطرُس يقوله [ أُخرُج ] ، لكِنْ لقينا بُطرُس راح نط مِنْ السفينة وَراح له ، أصله عرف إِنّه العِلاج مِش إِنّه يخرُج مِنّه وَلكِنْ العِلاج إِنّه يقترِب إِليه
نتعلّم يا أحِبَّائِى مِنْ المُعجِزة دى إِنْ إِحنا نضع ثِقتنا فِى ربِنا ، إِنْ إِحنا ندِى المجد لِربِنا الّلِى بِيفتقِدنا فِى موضِع إِهتمامنا ، الّلِى قادِر أنْ يصنع معنا أكثر ممّا نسأل أوْ نطلُب أوْ نفتكِر أوْ نفهم ، الّلِى عاوِز يعمِل معانا آية صالِحة تفوق إِمكانياتنا ، عشان نرّجع الفضل له فنسجُد له وَنقوله " أُمكُث معِى يارب لأِنِّى رجُل خاطِى "
ربِنا يدِينا أنْ نتمتّع بِصيد كتير ، فضائِل مُتضافِرة لِكى ما تمتلِىء سفينة حياتنا مِنْ الفضايِل حتَّى ما نُنادِى الآخرين لِكى يُمسِكوا فضايِل ، حتَّى نتقدّم إِليه وَنحنُ قَدْ أمسكنا ثمر كثير
ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته
وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمِين
الآحد الخامس من الخماسين المقدسة – أنا هو الطريق
أنا هو الطريق
اليُوْم الأحَد الخَامِس مِنْ الخَمَاسِين المُقَدَّسَة تِقُول عَلِيه الكِنِيسَة " أحَد الطَّرِيق " وَأُرِيد أنْ أرْسِم أمَامَكُمْ صُورَة لأِسَابِيع الخَمَاسِين وَهُمَّ 7 أسَابِيع ( 7 7 ) وَاليُوْم الخَمْسِين هُوَ يُوْم حُلُول الرُّوح القُدُس .
الأُسْبُوع الأوَّل الإِيمَان
الأُسْبُوع الثَّانِي
الأُسْبُوع الثَّالِث
الأُسْبُوع الرَّابِع
الأُسْبُوع الخَامِس الطَّرِيق
الأُسْبُوع السَّادِس
الأُسْبُوع السَّابِع عَطِيِة الرُّوح القُدُس
أحَد الطَّرِيق يَتَكَلَّم عَنْهُ الإِنْجِيل فِي بِشَارِة مُعَلِّمنَا يُوحَنَّا الإِنْجِيلِي الأصْحَاح 14 وَفِيهِ رَبِّنَا يَسُوع يُهَيِّئ أذْهَانِهِمْ لِفِكْرِة الصُعُود الَّذِي يَسْبِق أرْبِعِينَ يَوْم عَلَى القِيَامَة وَصُعُود رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح ..الكِنِيسَة وَضَعِت هَذَا الأمر لِتُمَهِّدْنَا لِفِكْرِة الصُعُود .. لاَ تَخَافُوا لأِنِّي مَاضِي وَسَوْفَ أتْرُكَكُمْ .. هَذِهِ الكَلِمَات أحْدَثِت إِضْطِرَاب بَيْنَ التَلاَمِيذ لأِنَّهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَعِيشُوا بِدُونه ..فَقَالَ لَهُمْ " آمِنُوا بِالله وَبِي أنَا أيْضاً " ( يو 14 : 1 ) .. { أنَا وَالآبُ وَاحِدٌ } ( يو 10 : 30 { لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ . أنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي . فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ . وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ . أنَا أمْضِي لأُِعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً . وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أنَا تَكُونُونَ أنْتُمْ أيْضاً . وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ } ( يو 14 : 1 – 4 ) .
فُوْق فِي أمَاكِن كَثِيرَة وَلَسْتُ أتْرُكَكُمْ لأِنِّي مَلَلْت مِنْكُمْ وَلاَ لأِجْل عَدَم المَحَبَّة وَلَكِنْ أنَا ذَاهِب لأُِعِد لَكُمْ مَكَاناً وَعِنْدَ أبِي مَوَاضِع كَثِيرَة .. وَفِي التَرْجَمَة اليُونَانِيَّة التَعْبِير أدَق مِنْ هَذَا لأِنَّ المَنْزِل يُفِيد الإِقَامَة المُؤقَتَة وَلَكِنْ كَلِمَة " مَوْضِع " أدَق لأِنَّ المَوْضِع هُوَ مَكَان لِلسُكْنَى الدَائِمَة مِثْل المَكَان التَمْلِيك يَكُون خَاص بِكَ وَأنْتَ حُر فِيهِ .. فِي بَيْت أبِي مَوَاضِع كَثِيرَة لِلسُكْنَى الدَائِمَة المُسْتَقِرَة .. لَوْ كُنْت سَوْفَ أتْرُكَكُمْ هَذَا خَيْر لَكُمْ لأُِرَتِب لَكُمْ أمَاكِن جَاهِزَة .. { أنَا أمْضِي لأُِعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً } .. هَذَا صَنَعَهُ يَسُوع لِيَرْسِم لَنَا الطَّرِيق وَنَطْمَأِن عَلَى مَكَانَنَا .. وَيَقُول إِحْذَر هَذَا مُفْتَاح شَقَّة سَوْفَ أُعْطِيهَا لَك وَلَكِنْ لاَ تَذْهَب إِلَى هَذَا المَكَان قَبْل أنْ أُعْطِيك اليُوْم وَالمَوْضِع الَّذِي سَأُعْطِيه لَك .
رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا جَاءَ عَلَى الأرْض تَرَكَ حِضْن أبِيهِ وَتَرَكَ مَكَان وُجُوده كَإِبن مَحْبُوب لأِبِيهِ مِنْ السَّمَاء وَلَمَّا نَزَل مِنْ السَّمَاء تَمْ تَدْبِير الفِدَاء وَقَالَ سَوْفَ أصْعَد لَيْسَ مِنْ أجل التَوَاجُد الفَوْقِي وَلَكِنْ هُوَ ذَاهِب لِيَأخُذنَا مَعَهُ .. لأِنِّي أنَا فِي الأسَاس ( فِي البَدْء ) كُنْت فُوْق فَهذَا الصُعُود مِنْ أجْلِكُمْ أنْتُمْ وَلَيْسَ مِنْ أجلِي أنَا وَالمَكَان مِنْ البِدَايَة هُوَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَبُد وَأنْ يَكُون لَنَا دَالَّة نَدْخُل بِهَا .. يَكُون لَنَا شِئ يُعْطِينَا إِسْتِحْقَاق الوُجُود .. لأِنَّ الإِنْسَان كَانَ عَايِش مَعَ الله وَطُرِدَ بِسَبَب الخَطِيَّة وَوَضَعَ كَرُوب بِسَيْفٍ مِنْ نَار لِيَحْرُس طَرِيق شَجَرِة الحَيَاة ( تك 3 : 24 ) .. وَلَكِنْ رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا صَعَد أمَام الآب بِجِرَاحَاته وَدَم صَلِيبه مُمَثِّل لِلإِنْسَان كُلَّه فَتَح لِلإِنْسَان طَرِيق الحَيَاة وَالعَوْدَة .
أعْطَى الإِنْسَان حَقٌّ فِي دَم وَفِدَاء الإِبن .. حَقٌّ فِي دَم رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .صَارَ لِلإِنْسَان دَالَّة وَأعْظَم حَقٌّ فِي الوُجُود الدَّائِم وَلاَ أحَد يُسْقِطه أوْ يُغْوِيه وَلاَ يُعَرَّض لِلطَرد مَرَّة أُخْرَى .. هَذَا هُوَ الطَّرِيق المُعَد .. طَرِيق الأقْدَاس .. مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول{ طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً بِالْحِجَابِ أيْ جَسَدِهِ } ( عب 10 : 20 ) .. هَذَا الطَّرِيق كَانِت لَهُ شَرِيعَة .. كُلَّ آلاَم رَبِّنَا كَانِت لِلفِدَاء وَلِتُعْطِينَا إِتِسَاع فِي السَّمَاء لِنَنَال بِهَا نَصِيب أكِيد فِي مَلَكُوت السَّموَات .. ذَاهِب لأُِعِد وَأضْمَن لَكُمْ مَكَان وَدَالَّة بِجِرَاح رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .
وَلَمَّا وَجَدْ التَّلاَمِيذ مُضْطَرِبِين قَالَ لَهُمْ لاَ تَدَعُوا لِلحُزْن مَكَان بَلْ لِلفَرَح لأِنَّنِي أتْرُكَكُمْ لأِخُذَكُمْ لِمَكَانٍ أفْضَل .. مِثْلَمَا يَذْهَب رَبَّ الأُسْرَة في الهِجْرَة يَذْهَب هُوَ أوَّلاً لِيُرَتِّب كُلَّ شِئ قَبْل وُصُولَهُمْ حَتَّى حِينَمَا يَأتُوا يَجِدُوا المَكَان مُعَد وَكُلَّ شِئ مُرَتَّب .. وَيَكُون هُنَاك ضَمَان بِوُجُود الإِبن أوَّلاً – هُوَ يَسْبِقَنَا – أنَا ذَاهِب لاَ تَخَافُوا فِي بَيْت أبِي مَنَازِل كَثِيرَة .. رَبِّنَا يَسُوع فِي تَدْبِير الفِدَاء لَمْ يُهْمِل شِئ وَلَمْ يُسْقِط شِئ لأِنَّ الإِنْسَان المَطْرُود مِنْ حَضْرِة الله وَلاَ يَسْتَحِق سُكْنَى الأرْض صَارَ لَهُ مَسْكَن فِي حِضْن الله وَالسَّمَاء فِي دَالِّة الإِبن .. مِثْل إِبن يَقُوم بِعَمَل حَفْلَة وَيَدْعِي أصْدِقَاؤه وَالأب لاَ يَعْرِفَهُمْ وَلَكِنْ هُوَ يَحْتَفِل بِهُمْ لأِنَّهُمْ أصْحَاب إِبنه .. وَنَحْنُ أيْضاً أصْحَاب وَأصْدِقَاء لِلإِبن وَكُلَّ مَجْد السَّمَاء لَكُمْ وَكُلَّ حَقٌّ الإِبن هُوَ لَكُمْ .. نَحْنُ وَرَثَة لَهُ .
وَلَكِنْ العَطِيَّة وَالبَرَكَات المَأخُوذَة تَحْتَاج إِلَى إِدْرَاك وَكُلَّ مَا لِلإِبن هُوَ لِي وَهُوَ لاَ يَشْعُر ..رَبَّ المَجْد يَسُوع لَمْ يَفْعَل شِئ لِنَفْسه وَلَكِنْ مَاتَ لَنَا وَقَامَ لَنَا وَصَعَدَ لَنَا .. مِثْل أي أب يَقُول أنَا أصْنَع كُلَّ هَذَا مِنْ أجل أوْلاَدِي .. فِكْرَك هَذَا التَعْبِير خَارِج عَنْ تَدْبِير الإِبن ؟!! بَلْ بِدَاخِله .. كُلَّ مَا صَنَعَ كَانَ لَنَا وَلَيْسَ لَهُ .. { وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أنَا تَكُونُونَ أنْتُمْ أيْضاً } .. سَوْفَ أخُذَكُمْ مَرَّة أُخْرَى لأِنَّ كُلَّ نَفْس مِنْكُمْ غَاليَة عَنْدِي وَأُرِيدَكُمْ مَعِي ..وَكَلِمَة " آخُذُكُمْ " فِي التَرْجَمَة اليُونَانِيَّة بِمَعْنَى " أرْفَعَكُمْ لِيَّ بِاسْتِمرَار " .. مِثْل المَغْنَاطِيس سَأظِل أجْذِب فِيكُمْ حَيْثُ أكُون أنَا فِي السَّمَاء .. سَأظِل رَافِعْكُمْ إِلَى السَّمَاء بِاسْتِمرَار .. رَاحْتِي هِيَ أنْ تَكُونُوا أنْتُمْ مَعِي .
لاَ يُمْكِنْ أصْنَع كُلَّ هَذَا وَتَكُونُوا أنْتُمْ فِي مَكَان وَأنَا فِي مَكَان آخَر .. وَأنَا فِي مَكَانِي وَمَجْدِي وَرَاحْتِي لاَ أكُون مِرْتَاح وَإِنْتَ تَعْبَان ( وِحْدَة ) .. نَحْنُ جَسَد الْمَسِيح وَجِسْمه كُلَّه فِي مَكَان وَاحِد حَيْثُ الْمَسِيح جَالِس عَنْ يَمِين أبِيهِ .. وَنَحْنُ أيْضاً جَالِسِين عَنْ يَمِين الآب وَكَإِنَّنَا فِي الْمَسِيح كُلَّ تَصَرُّف أعْمِله بِالْمَسِيح وَمَعَهُ وَفِيهِ .. كُلَّ أمر أصْنَعه فِي حَيَاتِي أفْعَله لَيْسَ بِمُفْرَدِي وَلَكِنْ مَعَهُ .. أجْمَل أمر وُرِّثَ لَنَا رُوح القَدَاسَة .. إِصْنَع أُمُور دَاخِل الْمَسِيح الَّذِي يَجْعَلَك تَغْفِر لِلإِنْسَان ظُلْم تَصْنَع ذَلِك لَيْسَ بِنَفْسَك وَلَكِنْ بِيَسُوع هُوَ بِدَاخِلَك الَّذِي يَجْعَلَك تِغْلِب شَيْطَان الشَّهَوَة .. الْمَسِيح سِر الغَلْبَة .. { بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ } ( أع 17 : 28 ) .
هَذَا الجَمَال الَّذِي لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي حَيَاتنَا .. مَا أجْمَل الإِنْسَان النَّازِل مِنْ مَنْزِله وَهُوَ مَعَهُ فِي العَمَل وَهَوَ يَتَكَلَّم وَهُوَ نَائِم .. الْمَسِيح حَافِظ نُومه .. تَدْرِيب رَائِع هُوَ إِخْتِبَار مَعِيِة الْمَسِيح مَعَنَا يُعْطِي الإِنْسَان هُدُوء وَسَلاَم وَاطْمِئنَان .. إِقْرأ فِي رَسَائِل مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول أُنْظُر كَمْ مَرَّة يَقُول " فِي الْمَسِيح & وَبِالْمَسِيح & وَمَعَ الْمَسِيح " .. كُلَّ حَاجَة عِنْده فِي الْمَسِيح .. لِمَاذَا أخْتَبِر هَذَا الأمر ؟ إِخْتَبِره حِينَمَا تُقْبِل عَلَى فِعْل أمرٍ مَا وَتُرِيد أنْ تَعْرِف إِنْ كَانَ خَطَأ أم صَحِيح وَأنَا شَاكِك فِي هَذَا الأمر إِسْأل الْمَسِيح الَّذِي بِدَاخِلَك سَتَجِد الإِجَابَة وَاحِدَة .
الآبَاء يَقُولُوا { لاَ تَعْمَل عَمَل إِلاَّ وَيَكُون عَلِيه شَاهِد مِنْ الكِتَاب المُقَدَّس } وَحْدَة وَإِتِفَاق كَامِل .. رَأي وَمَشِيئَة وَحُب وَوُجُود .. هَذَا هَدَف الحَيَاة مَعَ الله حَيْثُ يَكُون هُوَ أكُون أنَا .. فِكْرِي وَقَلْبِي وَاشْتِيَاقَاتِي .. آخُذَكُمْ إِلَيَّ .. تِعْرِفُون الطَّرِيق .. هَذَا هُوَ الهَدَف وَيَسُوع طَمْإِنَهُمْ فِيهِ وَأنَّهُ سَيُعَرِّفَهُمْ الطَّرِيق لِيَأتُوا حَيْثُ هُوَ ذَاهِب .. وَتُومَا يَسْأل أنَّهُ لاَ يَعْرِف الطَرِيق ( يو 14 : 5 ) .. حَيْثُ أنَا ذَاهِب عَلَى الصَّلِيب وَبَعْد الصَّلِيب الطَّرِيق إِلَى السَّمَاء .. أنَا ذَاهِب بَعْد قَلِيل وَسَتَجِد بَعْد ذَلِك فِي يُوحَنَّا ( 15 ، 16 ، 17 ) يَشْرَح فِيهَا يَسُوع أسْرَار مَلَكُوت الله وَتَدْبِير الفِدَاء ..وَبَدأ يَسُوع يَرُد عَلَى تُومَا قَائِلاً { أنَا هُوَ الطَّرِيق وَالحَقُّ وَالْحَيوةُ } ( يو 14 : 6 ) .. حَيْثُ يَبْدأ الإِنْسَان يَتْبَع الْمَسِيح فِي طَرِيق الصَّلِيب " 1 " ( أنَا مَاشِي فِي هَذَا الطَّرِيق ) وَطَرِيق السَّمَاء " 2 " ( أنْتَ تَسِير فِي الْمَسِيح يَسُوع ) .. وَإِنْ ضَلَلْت هَذِهِ العَلاَمَات تَكُون أخْطَأت الطَّرِيق حَيْثُ الكَرَامَة وَحُب المَال وَالزِينَة وَالبَاب الوَاسِع وَبِعِدْت عَنْ الطَّرِيق الضَيَّق .. لَنْ تَأخُذ رَقَمْ (2) وَهُوَ السَّمَاء لأِنَّ رَقَمْ (1) هُوَ طَرِيق الصَّلِيب .. لأِنِّي ذَاهِب إِلَى البَاب الضَيَّق أنَا ذَاهِب لأِؤَهِلَك .. لأُِتَمِم تَدْبِير الخَلاَص وَاحْذَر أنْ تَخْتَار طَرِيق آخَر .. كُلَّ إِنْسَان إِسْتَعْفَى أنْ يَحْمِل الصَّلِيب يِجِد حَيَاة صَعْبَة وَيَظِل تَائِه مَهْمَا وَاجِه مُشْكِلَة أوْ تَقَدَّم وَأشْبَع رَغَبَاته تَجِدَهُمْ غِير مَرْضِيِين لأِنَّ الإِنْسَان لاَ يَفْرَح بَعِيد عَنْ الْمَسِيح .. بَعِيد عَنْ طَرِيق السَّمَاء وَالحَيَاة الأبَدِيَّة .. إِسْأل نَفْسَك عَنْ الطَّرِيق .
فِي أعْمَال الرُّسُل يَتَكَلَّم عَنْ الطَّرِيق وَعَنْ الحَيَاة المَسِيحِيَّة رَسَمْ لَنَا الطَّرِيق وَوَصَفَهُ لَنَا بِالصَّلِيب طَرِيق الألَمْ .. وَالبَاب الضَيَّق .. لِذلِك كُلَّ إِنْسَان عَاش الصَّلِيب غَلَبْ العَالم ..{ وَأمَّا مِنْ جِهَتِي فَحَاشَا لِي أنْ أَفْتَخِر إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ } ( غل 6 : 14 ) .. بِالصَّلِيب صُلِبَ العَالم لَنَا وَصَارَ بِلاَ سُلْطَان عَلِينَا .. لَمْ يَعُد جَذَّاب .. وَأنَا لِلعَالم سُمِّرْت .. بِالنِسْبَة لِلعَالم صَارَ لَيْسَ لِي دَافِع أنْ أذْهَب إِلَى العَالم .. حِينَمَا تَصْلُب العَالم وَيُصْلَب هُوَ لَك هَذَا هُوَ الطَّرِيق .. الطَّرِيق الَّذِي يفْتَح لَك .. وَإِنْ كُنْت سَائِر فِي الطَّرِيق إِتبَعْنِي وَانْظُر شَخْص رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. إِحْذَر أنْ تَسِير فِي طَرِيق آخَر .. إِحْذَر أنْ لاَ تَأخُذ الطَّرِيق الَّذِي حَدِّدته أنَا أوْ تِمْشِي فِي طَرِيق آخَر .. لاَ تَخْتَار لِنَفْسَك طَرِيق وَتَرْفُض البَاب الضَيَّق .. وَإِنْ كُنْت تُرِيد أنْ تَسْهَر أمَام التِلِيفِزيُون وَالغِنَاء وَالكَلاَم مَعَ النَّاس إِرْجَع لِلطَّرِيق لأِنَّ الطَّرِيق مَعَ الْمَسِيح فِي البَاب الضَيَّق لأِنَّهُ تَعَب فِيه وَكَلِّفه آلاَم إِبنه وَأعْطَاه كُلَّ بَذْل وَتَعَب وَحُب .. { طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً بِالْحِجَابِ أيْ جَسَدِهِ } .
لاَ تَجْعَل تَعَبه يَذْهَب بَاطِلاً .. سَيَعْجِبَك الطَّرِيق لأِنَّهُ مِنْ أجْلَك لِيوَصَلَك إِلَى السَّمَاء .. مَا أجْمَل الإِنْسَان الَّذِي يَجْعَل السَّمَاء هَدَف شَاغِل قَلْبه وَذِهْنه .. لأِنَّ الفَاقِد الطَّرِيق فَقَد كُلَّ شِئ .. فَقَد الهَدَف .. .. مِثْل إِنْسَان تِسْأله إِلَى أيْنَ أنْتَ ذَاهِب ؟ وَيُجِيبَك أنَّهُ لاَ يَعْرِف لأِنَّهُ فَقَد الهَدَف ..وَلَكِنْ السَيِّد الْمَسِيح كَانَ عَارِف الهَدَف وَأنْتَ أيْضاً سِير فِي الطَّرِيق الضَيَّق المَملُوء صَلِيب وَحِرْمَان لأِنَّ هَذَا الطَّرِيق آخْره السَّمَاء .
وَإِنْتَ فِي رِحْلِة الخَمَاسِين تَحْتَاج إِلَى مُتَطَلِبَات هِيَ .. الإِيمَان .. خُبْز لِلرِحْلَة .. المَاء ..نُوْر لِلطَرِيق .. الطَّرِيق .. سِلاَح الغَلْبَة عَلَى الحُرُوب .. عَطِيِة الرُّوح القُدُس .. قَالَ يَسُوع { أنَا هُوَ الطَّرِيق وَالحَقُّ وَالْحَيوةُ } .. لاَ يَعْرِف أحَد الطَّرِيق إِلاَّ مِنْ خِلاَلِي أنَا وَبِيَّ وَطَرِيقِي هُوَ الصَّلِيب وَبَذْل الذَّات .. إِمْسِك فِيه بِكُلَّ قُوِّتَك وَلاَ تُرْخِيه .. رَبِّنَا يِثَبِّتنَا فِي الطَّرِيق وَيُعْطِي لَنَا إِيمَان وَتَعْزِيَات الطَّرِيق مَهْمَا كَانْ ضَيَّق يِفَرَّحْنَا بِه وَنَقُول لاَ نُرِيد طَرِيق غِيرَك لأِنَّنَا لاَ نَعْرِف آخَر سِوَاك .
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
كيف نستفيد من القُدّاس الإلهىِ ج1
يصعُب علينا أن نحضر القُدّاس الإلهىِ ولا نتفاعل معهُ أو نفهمهُ أو نُشارك فيهِ والقُدّاس هو عِصب الحياة الروحيّة لأنّهُ ينقل لنا فِعل الخلاص نحنُ نعلم أنّ خلاصنا تمّ على الصليب ولكى ينتقل لنا فِعل الخلاص الذى تمّ فىِ الجُلجُثة فإنّهُ ينتقل لنا من خلال المذبح ولكى نتلامس معهُ لابُد من سر التناول لذلك القُدّاس يُنّمينا روحياً ويُمتعنّا بالخلاص حتى أنّ المُتنيح البابا كيرلس من أسرار قداستهُ وبرّه وتقواه أنّهُ كان يبدأ يومهُ بالقُدّاس وإذا واجهته مُشكلة كان يضعها على المذبح وإذا كان لديهِ عدّة مشاكل كان يُوزّعها على مذابح الكنيسة لأنّ إيمانهُ أنّ المذبح يحل المشاكل نحنُ نحتاج إلى خمسة أشياء لنستفيد من القُدّاس هُم :-