العظات

التوبة ومحاسبة النفس

عِنْدَ بِدَايِة سَنَة جِدِيدَة عَلَيْنَا كُلِّنَا أنْ نَشْكُرْ رَبِّنَا عَلَى السَنَة المَاضِيَة بِمَشَاكِلْهَا وَتَجَارِبْهَا وَأتْعَابْهَا وَضِيقَاتْهَا .. وَيَجِب عَلَيْنَا عِنْدَ رَأس السَنَة أنْ نَجْلِس جَلْسَة هَادِئَة مَعَ أنْفُسَنَا نَعْرِف فِيهَا أخْطَائنَا .. نَعْرِف فِيهَا نِرْجَع إِزَاي لأحْضَان الْمَسِيح .

الله والانسان

أريد أن أتكلم معكم عن الله والإنسان , سوف أقرأ معكم جزأ من سفر التثنية الإصحاح 32 عدد 8 بركاته على جميعنا آمين " حين قسّم العلى من الأمم حين فرق بنى آدم نصب تخوما لشعوب حسب عدد بنى إسرائيل , إن قسم الرب هو شعبه يعقوب حبل نصيبه , وجدوا فى أرض قفر و فى خلائن مُستوحش أحاط به و لاحظه و صانه كحدقة عينه , كما يُحرك انسر عشه و على فراخه يرف و يبسط جناحيه و يأخذها و يحملها على مناكبه هكذا الرب إقتانه و ليس معه إله أجنبى , أركبه على مرتفعات الأرض فأكل ثمار الصحراء و أرضعه عسل من حجر و زين من صوان الصخر و زبدة بقر و لبن غنم و مع شحم خراف و كباش أولاد داشان و تيوس مع دسم لب الحنطة و دم العنب شربه خمرا " مجدا للثالوث الٌأقدس .

شهادتى للمسيح

من سفر أرميا بركاته على جميعنا أمين .. ” قد أقنعتني يارب فاقتنعت وألححت عليَّ فغلبت .. صرت للضحك كل النهار كل واحدٍ استهزأ بي .. لأني كلما تكلمت صرخت .. ناديت ظلم واغتصاب لأن كلمة الرب صارت لي للعار وللسخرة كل النهار .. فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد باسمهِ .. فكان في قلبي كنارٍ مُحرقةٍ محصورة في عظامي فمللت من الإمساك ولم أستطع “ ( أر 20 : 7 – 9 ) نتحدث في موضوع " شهادتي للمسيح " .. هذا الموضوع الهام جداً في حياتنا .. إن كل مسيحي لابد أن يكون شاهد للمسيح وأن يكون كارز القديس يوحنا فم الذهب يقول أن الشمس ربما لا تأتي بضوء ولكن ليس هناك مسيحي لا يشهد للمسيح إن أرميا النبي أعطاه الله رسالة من أجل التوبة وإنذار الشعب من السبي بسبب تراخيهم وطلب الله من أرميا أن يُنذرهم ولكن الشعب لا يُبالي .. بل كانوا يسخرون منه .. فأخذ أرميا قرار بأن لا يذكره ولا ينطق بعد باسمهِ حتى لا يُعيِّره أحد .. ولكن وجد داخله نار محصورة في عظامه .. فوجد نفسه غير قادرعلى السكوت الشهادة للمسيح بها ثلاث نقاط :- 1.عِشرتي مع المسيح . 2.ضرورة الشهادة . 3.مجالات الشهادة .

الغيرة

هُناك أمراض تُصيب الجسد وَأُخرى تُصيب النَفْسَ ، فمثلاً الشهوة مرض جسدِى ، بينما الغيرة وَالكبرياء مِنْ أمراض النَفْسَ ، فكما أنّ الجسد لهُ ضعفات ، هكذا النَفْسَ أيضاً ، الغيرة مرض نَفْسِى يبدأ بعدم المحبّة ثُمّ الغيرة ثُمّ الحسد وَينتهِى بالإِنتقام ، وُهُناك فِى الكِتاب المُقدّس أمثِلة للغيرة المُرّة مِنها :0 (1) قصّة قايين وَهابيل هابيل قدّم للرّبّ مِنْ أبكار غنمِهِ وَسمانِها ، أمّا قايين فقدّم للرّبّ مِنْ أثمار الأرض ، فنظر الرّبّ لهابيل وَقُربانه وَأمّا لقايين وَقُربانه فَلَمْ ينظُر [ فإِغتاظ قايين جِداً وَسقط على وجهِهِ ] ( تك 4 : 5 ) ، بدأت بعدم محبّة ثُمّ غيرة ثُمّ غيظ وَإِنتهت بقتل قايين لهابيل 0 (2) قصّة سارة وَهاجِرطلبت سارة مِنْ أبينا إِبراهيم أنْ يتزّوج مِنْ هاجِر جاريتها ليُقيم لها نسل بإِسمها ، وَعِندما أصبحت هاجِر حُبلى غارت مِنها سارة[ فدخل على هاجِر فحبلت وَلمّا رأت أنّها حُبلى صغُرت مولاتِها فِى عينيها ، فقالت ساراى لأِبرام ظُلمِى عليك 0 أنا دفعت جاريتِى إِلَى حِضنك 0 فلّما رأت أنّها حبلت صغُرت فِى عينيها 0 يقضِى الرّبّ بينِى وَبينك 0 فقال أبرام لساراى هوذا جاريتُِك فِى يدكِ إِفعلِى بِها ما يحسُن فِى عينيكِ ، فأذلّتها ساراى0 فهربِت مِنْ وجهِها ] ( تك 16 : 4 – 6 ) الغيرة مرض نَفْسِى يُصيب الإِنسان بعدم المحبّة ، وَيجعلهُ فِى مُقارنة مَعَ غيرِهِ ، وَكُلّ ما كان الإِنسان أنانِى وَمُحِب لذاته كُلّما يزداد بُغضة وَكُرهه لِمَنْ حوله ، لِذلِك الغيرة هى مِنْ حروب عدو الخير للإِنسان يجعلهُ يفقِد طاقِة المحبّة وَيُحوّلها لطاقِة هدم وَمُقارنة وَإِفساد ، الله أعطى الإِنسان طاقات حُب مُمكِن يحِب بِها مَنَ حوله ، وَمُمكِن يتعِب نَفْسَه بِها ، مُمكِن أحِب إِخوتِى وَأكون عُضو بنّاء وسطهُم ، أُختِى عندها صِفة تُميّزها وَأنا عِندِى أُخرى تُميّزنِى

الأشتياق لله

” كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله .. عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي .. متى أجئ وأتراءى قدام الله .. صارت لي دموعي خبزاً نهاراً وليلاً إذ قيل لي كل يومٍ أين إلهك .. هذه أذكرها فأسكب نفسي عليَّ لأني كنت أمُرُّ مع الجماع أتدرج معهم إلى بيت الله بصوت ترنمٍ وحمدٍ جمهورٍ مُعيِّدٍ .. لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ارتجي الله لأني بعد أحمدهُ لأجل خلاص وجههِ يا إلهي نفسي مُنحنية فيَّ لذلك أذكرك من أرض الأردن وجبال حرمون من جبل مِصعر .. غمر يُنادي غمراً عند صوت ميازيبك .. كل تياراتك ولُججك طمت عليَّ .. بالنهار يُوصي الرب رحمته وبالليل تسبيحة عندي صلاة لإله حياتي .. أقول لله صخرتي لماذا نسيتني .. لماذا أذهب حزيناً من مُضايقة العدو .. بسحقٍ في عظامي عيَّرني مُضايقيَّ بقولهم لي كل يومٍ أين إلهك .. لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ترجي الله لأني بعد أحمدهُ خلاص وجهي وإلهي “ ( مز 42 ) ” كما تشتاق الإيل إلى جداول المياه “ .. الإيل هي الغزلان .. معروف عن الغزلان أنها تجري بسرعة كبيرة جداً .. وتُسرِع في أمرين هما أولاً عندما تهرب من مطاردة وعندها قُدرة فائقة أن تجري بسرعة على الجبال المُرتفعة .. وثانياً تجري بسرعة عالية جداً نحو مجرى المياه لتشرب .. ويُقال أن الغزلان حيوان حار أي دورته الدموية نشيطة أي جسده ساخن هذا أمر يُزيد عطشه أكثر .. ولديها وجبة مُحببة جداً هي الحيات لكن للأسف بعد هذه الوجبة تشعر بعطش غير مُحتمل وهي أصلاً حيوان يميل للعطش لذلك تجري بسرعة رهيبة للماء للشرب .. داود النبي في البرية يرى هذا المشهد غزلان تجري بشدة وسرعة للماء .. المشهد جَذَبه فقال يارب نفسي مُشتاقة إليك كاشتياق الأيائل للمياه من يجري للصلاة ومن يشتاق يعطي وقته لك في جلسة يومية .. من لديه رغبة لله مثل الأيائل للماء ؟ دائماً الحية تُشير في الكتاب المقدس إلى الشيطان .. عندما تغلب النفس حيل عدو الخير يزداد اشتياقها لله .. الإشتياق يزداد عندما تأكل الحيات .. إذاً الإشتياق يتوقف على الجهاد الروحي في أحد الأيام جلست فتاة مع أبونا بيشوي كامل جلسة اعتراف وكانت هذه الفتاة مرتبطة بشاب لم توافق عليه الأسرة لكنها كانت مُصرَّة على ذلك الشاب لأنها ارتبطت به عاطفياً فكانت تبكي في اعترافها وتقول لأبونا بيشوي أنها تحب الشاب جداً ولن تستطيع أن تتركه أو تبتعد عنه .. ولأن أبونا بيشوي رجل روحاني عندما رأى حال الفتاة هكذا وبخ نفسه قائلاً كيف ارتبطت هذه الفتاة بالشاب وأحبته لهذه الدرجة بينما أنا لا أعرف كيف أحب الله مثلما أحبت هي الشاب ؟! لو أحببت يسوع مثلها لن أتركه أبداً !هل أنا مشتاق لله وأحبه وأُسرِع إليه ؟ هل لحظات الصلاة ثقيلة أم لذيذة ؟ صوت الله في الإنجيل مُفرِح ومُشبِع أم غير مفهوم ؟ عدم الفهم يأتي من عدم التفاهم ومن الفجوة .. والفهم يأتي من العِشرة .. أستطيع أن أفهم الإنجيل من عِشرتي مع الله .. أنا مشتاق لك يا الله .. وكلما جاهدت كلما غلبت الحيات ” تطأ الأفعى وملك الحيات وتسحق الأسد والتنين “ ( مز 90 ) .. عندما غلبت حب العالم داخلي وروح الحقد والإستهتار و أستطيع أن أغلب الحية وأشتاق لله الغزلان تُراقب الحية حتى تخرج من جُحرها وتأكلها .. هكذا أراقب نفسي ومداخلها ومخارجها لأغلب عدو الخير ويزداد اشتياقي لله .. وإن لم تخرج الحية من جحرها تملأ الغزلان فمها بالماء وتدفعه بقوة نحو جُحر الحية فتخرج الحية وتلتهمها الغزلان .. وإن لم تخرج الحية من هذا الموقف تستطيع الغزلان أن تُصدِر صوت قوي بنفخة قوية جداً فتضطر الحية للخروج .. هكذا لابد أن يكون لدينا أفكار لطرد الحيات .. عدو الخير يحاربني من خلفي ومن أمامي أو من حفره أو ..... وهو يرى الوقت المناسب للحرب .. علينا أن نرصُده وكلما قاومناه كلما ازداد اشتياقنا لله وكلما اتحدنا بالخطية كلما قل اشتياقنا لله تقول أنا لا أتلذذ بالقداس ولا أستمتع بالصلاة ولا أفهم الإنجيل و...... أسألك هل جاهدت ؟ كلما ازداد جهادك ازداد اشتياقك لله .. الغزلان كلما غلبت الحيات وأكلتها كلما ازداد عطشها كلما ازداد اندفاعها نحو ينابيع المياه .. ينابيع الحق .. وكلما ازداد الجهاد أكثر كلما ازداد الإشتياق كلما غلب الإنسان وانتصر ويصل إلى درجة ” أما أنا فصلاة “ ( مز 109 : 4 ) يحكي المتنيح الأنبا بيمن عن المتنيح أبونا ميخائيل إبراهيم أنه كان يأتي إلى الإسكندرية كل عام وكان أولاده يأتون إليهِ للإعتراف .. وفي أحد المرات كان الأنبا بيمن يبيت مع أبونا ميخائيل وقَلَقْ أثناء الليل فوجد أبونا ميخائيل يصلي ودعاه ليصلي معه .. وبعد الصلاة ذهبا للقداس وفيما هما ذاهبان وقف أبونا ميخائيل عند باب البيت وقال للأنبا بيمن لنصلي دقائق .. وعند باب العمارة قال له لنصلي دقائق .. وفي الطريق قال له لنصلي دقائق استعداد للقداس .. وعند باب الكنيسة طلب أيضاً أن يُصليا .. وعند الأيقونات وعند باب الهيكل و صلاة .. صلاة في كل لحظة وكل مكان وكل الظروف اشتياق الإنسان لا يكتسب هذه الخبرة في لحظة بل بالإختبار تتولد في القلب حرارة روحية تُنمي الإشتياق .. ” أن العالم كله يُصبح كنيسة لمن يُصلي “ كان أبونا ميخائيل إبراهيم يدعو بالبركة ويصلي لكل من يُقابله سواء يعرفه أو لا يعرفه .. بائع .. أُم تحمل طفلها .. طالب .. عامل .. مشغول بالناس .. إنسان يُبارك كل أحد .. أما نحن فإن رأينا شاب نقول أنه منحرف والبائع غاش و...... نلعن كل من نراه .. لا .. القلب المُحب لله يُبارك .. هذا لا يأتي في لحظة .. والصلاة لا تبدأ مع بداية الصلاة بل تبدأ قبل الصلاة .. جيد أن نحيا حضور الله الدائم” عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي .. متى أجئ وأتراءى قدام الله “ .. داود النبي كتب هذا المزمور وكان المسبيين يُرددونه يسألون الله متى نُفَك من نير الأسر .. متى رباطاتي العاطفية والناس وخطاياي تنحل عني ؟ كلما انحلت رباطات العالم عني كلما ازدادت رباطاتي بالله .. كلما أفرغت مكان لمحبة الله في قلبي كلما مَلَك عليَّ أكثر كما قال أحد الآباء ” اخلِ المكان ليسوع “ .. أحياناً يود الله أن يجلس معنا ويفرح بنا لكن للأسف لا نسمح له ولا نُخلِ مكان له في قلبنا لأننا مشغولون بأمور عالمية وصانعين عالم لأنفسنا فلا يجد لنفسه مكان عندنا .. وفي نهاية اليوم قد نتذكره بعد أن نكون قد تعبنا فلا نستطيع حينئذٍ أن نجلس معه لابد أن يكون الله بالنسبة لنا شهوة كما يُقال ” نحن عُشَّاق ليسوع “ .. نحب أن نجلس معه ونتعامل معه .. المتنيح أبونا بيشوي كامل كان يتفق مع المعترفين على قراءة الإنجيل بالوقت وليس بعدد الإصحاحات أي يقرأ ساعة ساعتين .. ليشبع من يسوع ” كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله .. عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي “ .. عطشت .. أي إنسان مُتلهف شغوف أن يجلس مع الله .. الإنسان الروحاني يسعى بنشاط للصلوات بينما الإنسان الجسداني تدفعه للصلاة وكأنك تدفعه للجَلد .. اقصِر نفسك ودربها على التغصب وقل لنفسك مادُمتِ تعيشين بالجسد ستندمين قومي الآن .. ” لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ارتجي الله “ .. لماذا أنتِ كئيبة .. لماذا أنتِ حزينة يا نفسي ؟ ترجي الله .. لماذا الناس مهمومة ؟ لأنهم بعيدون عن الله .. يقولون لك ” قل لنا عن سبب يُبهِج الحياة “ .. الإرتباط ؟ الدراسة ؟ العمل ؟ كل هذه الأمور فرحها مؤقت ولا تُشبِع .. لا يوجد شئ مُشبع حتى لو مركز عظيم فإنهُ يُدخِلَك في صراعات جديدة .. الغِنَى والثروة تُزيد عطشك للمال ويُزيد التطلعات .. دائرة لا تنتهي .. الشبع في الله فقط كما يقول القديس أوغسطينوس ” من اقتفى آثارك لن يضل قط ومن امتلكك شبعت كل رغباته “ .. كفايتنا من الله .. الذي يحيا مع الله يعيش سعيد مُكتفي شابع .. عندما تشبع بالله يزيدك الله وترحم اخوتك الغزلان تسير في مواكب ويسيرون مسنودين على بعضهم البعض .. وعندما تتعب الغزالة المتقدمة الموكب تعود إلى خلف الموكب وتستند على أخرى لتستريح .. هكذا مواكب هجرة الطيور أكثر طير يتعب في الهجرة هو المتقدم الموكب لأنه يعمل تفريغ للهواء أمامهم ليُسهِّل لهم هجرتهم لذلك لابد أن يكون أقواهم كما يقول الكتاب ” اِحملوا بعضكم أثقال بعضٍ “ ( غل 6 : 2 ) .. ليت الله يستخدمني ليضع آخر رأسه عليَّ ويستريح جلست فتاة تحكي لصديقتها مشكلة أحزنتها وكانت الأخرى تهوِّن عليها أمر المشكلة وفي النهاية طلبت الفتاة من صديقتها أن تسند رأسها على كتف صديقتها لتستريح .. الذي يحمل الآخر يُريحه لأنه يشعر به يقول داود النبي ” صارت لي دموعي خبزاً نهاراً وليلاً “ .. لا يكفي الإشتياق بالقول .. لا يكفي أن نجوع ونعطش بل لابد أن نأكل ونرتوي .. أي أحب الله من رغباتي الخاصة وألتصق بالسماء فتصغُر الأرض في عينيَّ .. لكن مادمت مذلول لرغباتي لن أستطيع أن أحب الله ولن تصغُر الأرض ورغباتي لا .. لتصغُر الأرض ورغباتي حتى أصل إلى درجة ” من لي في السماء ومعك لا أُريد شيئاً في الأرض “ ( مز 73 : 25 ) .. أفضل شئ يُلهِب قلوبنا أمام الله أن نقف أمامه بمشاعر مُتجمعة ونُعبِّر عن ذُلنا بدموع أمامه .. ” اجعل أنت دموعي في زقك “ ( مز 56 : 8 ) قل له أنا يارب أحبك وأريدك وقد أكون ضعيف لكن ليس معنى ذلك إني أرفضك .. لا .. أريد الإقتراب إليك وأشتاق إليك .. يقول مارإسحق ” محبة الله غرَّبتني عن كل البشر والبشريات “ .. محبة الله تعطي الكفاية .. يقول أحد الآباء القديسين لله ” قد جرحت نفسي أيها الحبيب .. أنا لا أقوى على ضبط لهيبك .. سأجري مُسبِّحاً إياك “ .. جروحك جرحتني لأني بها أدركت محبتك وأدركت طول أناتك لذلك أحب الجلوس معك وأريد أن يكون بيني وبينك خفاء وعِشرة وعمق .. وأشكو لك ضعفي وأقول لك أن آمالي وضعفاتي وطموحاتي وثقتي هي فيك عواطف الإنسان واشتياقاته إلى أين تأخذه ؟ صعب نعيش مع الله بدون اشتياق وصعب نتحدث عن كيف نحيا مع الله بدون أن نكون مشتاقين له .. اشتياق أي مشاعر ولنرى أشواق القديسين .. مكسيموس ودوماديوس يتركان المُلك ليبحثا عن الله في البراري وسارا مسافات طويلة حتى تعبا من السير بحثاً عن القديس أبو مقار وفقدا قوَّتهما على المسير فأكملا الطريق إلى أبو مقار زحفاً حتى وصلا إليه وقد أعياهما التعب جداً .. وعندما رآهما أبو مقار شعر أنهما مُرفهان وخاف أن لا يحتملا طريق الرهبنة فقال لهما أنتما أولاد ملوك لن تحتملا طريق الرهبنة .. فقالا له جربنا .. ولما رأى ثبات عزمهما فرح بهما .. وكان لسان نار يخرج من فم مكسيموس عندما يصلي متجهاً إلى السماء وكان الذباب يحوطه لكن لا يستطيع أن يغلبه .. اشتياق من عمق القلب الإشتياق يفرَّح الإنسان ويجعله مفطوم عن العالم .. قد تقول نحن نحيا وسط العالم ولنا بيوت وأُسَرْ وأولاد و نعم .. لكن جيد أن يشترك الله معك في همومك وكلما عجزت عن حل أمر كلما كان الوقت الأفضل لله لأن الأمر يخصه .. خطايانا هو قادر عليها .. وضعفاتنا .. ومشاكلنا هذه كلها أمور هو قادر عليها .. ضعفاتك هي وقود حبك لله ولا تُضعِفَك .. نعم عدو الخير يستخدمها ليبعدك عن الله .. لكن لا .. إجعلها سبب انسحاق أمام الله لتشعر بقوة الله فيك .. لولا شعورك بضعفك ما كنت تحتاج للقوة .. إختبر أن تقف أمام الله صامت مُفكراً في حسابات الله معك وعمله معك .. فكَّر في عشرة أمور جيدة فعلها الله معك .. هل شكرته على كونك مسيحي وإنه أعطاك أسرة تحب الله وتشجعك على الكنيسة ؟ هذه كلها أمور من الله عطايا منه تستحق الحب .. لو بحثت في حياتك تجد عطايا كثيرة أعطاها الله لك .. عقل .. صحة .. أسرة .. كنيسة .. عمل .. بيت .. أمور كثيرة الشيطان يطمسها لأنه ليس في صالحه أن تقترب لله فيغلبك بهمومك .. لا .. جيد أن يعيش الإنسان محبة الله مهما كانت ظروفه صعبة وأن يجعل ظروفه سبب لاقترابه لله أكثر ” لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ارتجي الله “ .. كثيرون يرفضون حياتهم وأُسَرِهِمْ وظروفهم و........ العيب ليس في الأسرة والحياة و......... بل فينا نحن .. الذي يحب الله يعرف كيف يتجاوز حزنه .. ترجى الله .. الحل ليس في تغيير الحياة أو الأسرة أو الظروف .. لا .. الحل في المسيح هل هو موجود في حياتك أم لا ؟ لو موجود في حياتك ستكون أفضل .. ضع همومك في يده واسعى إليه باشتياق وقف أمامه بشوق عالي كما تشتاق الإيل إلى جداول المياه قال له أحد الآباء القديسين أنا متعجب منك يا الله كيف ظلَّ الأنبا أنطونيوس معك وحدك عشرون سنة ولم يَمِلْ أو يتضايق .. وكيف ظل الأنبا بولا سبعون سنة لم يرى فيها وجه إنسان ولم يكتئب ؟ لأن فيك يا الله الكفاية وتعزيات الناس تقل في حياة الإنسان الذي يشبع بالله .. عندما يملأ الله حياة إنسان لن يشعر بفقدان شئ قال أحد الآباء القديسين عندما تلتقي النفس بالله لن تشعر بحزن أو حرمان .. وقال أيضاً لله أنا أشتاق للقاءك كلقاء يعقوب بابنه يوسف ووقع على عنقه زمان .. تخيل لهفة اللقاء بين أبينا يعقوب وحبيبه يوسف الذي كان في نظره ميت أو أكلهُ وحش .. وقال لله ” ليقبلك ضميري كما قبل يعقوب حبيبه يوسف .. جميع ما بداخلي ليكن مشغول بمحبتك وكل أعضائي فلتُبارك اسمك القدوس .. ليس من أخذك في حضنه إلاَّ وقد عبرت رائحتك في ثيابه واستمرت بها حتى بُلِيَت .. ليس من قبلك بمحبة واحتمل البُعد عنك .. ليس من سمع لكلامك ولم يتقد في قلبه شِبه جمر نار ولم يشتاق لأنسى كلامك .. ليست من دفنت حبيبها ونظرت وجهك وذكرت في قلبها أن لها ميت .. لقاءك يُزيل كل الأحزان ونورك يحل كل الصعوبات وصوت كلامك يقلع الأوجاع من القلب .. ليس من نظر وجهك ولم يكن قلبه كل ساعة عطشاناً لنظرك .. كل ناظريك كانوا مُبتهجين بنظرك .. الصبيان يحترقون بالمحبة .. الشبان بنظرك يمتلكون سروراً .. الشيوخ بنظرك يتحركون بالتمجيد .. العذارى بنظرك كن يمتلئن عفة .. كل الطغمات مع الرياسات بنظرك كانوا يتزودون بكل التعزيات .. من رآك واحتمل قلبه ألاَّ يراك “ يقول له ليتني أقع على عنقك زمان لأني مشتاق إليك كاشتياق أبينا يعقوب لحبيبه يوسف .. وكل من اقترب منك وتلامس معك استمرت معه رائحتك لأنها أقوى من الثياب .. وعندما يقرأ آية من كلامك تتحول داخله نار تُلهِب قلبه بحبك .. ومن هي التي دفنت حبيب لها واقتربت منك وتذكرت أن لها ميت ؟ هذا ليس عدم أمانة منها لمن دفنته لكن لقاءك المُعزِّي يُزيل كل الأحزان ويُنسي كل الأمور المُحزنة لأنه لقاء مُفرح .. الذي ينشغل بالله يشبع فلا تحركه أي أمور حتى عواطفه لأنك تُشبِع وتملُك وتجعل الإنسان يفطم نفسه عن محبة من حوله باختياره وإرادته الإشتياق لله موضوع عمرنا كله نقف أمامه ونتأمل غفرانه واحتماله وصليبه وفداءه و عندما تزداد هذه الأمور داخلنا يزداد اشتياقنا .. لذلك ختم داود مزموره ” لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ترجي الله لأني بعد أحمدهُ خلاص وجهي وإلهي “ .. لأني تعلمت أن أترجى وجهك فلن أحزن .. ” واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس وجهك يارب أطلب “ ( مز 27 : 4 ، 8 ) .. داود النبي لم يكن راهب مُتفرغ لله بل كان رجل متزوج وملك لكن قلبه مشغول بالله .. كثيراً ما يكون إنسان ظروفه صعبة ويعيش مع الله وآخر حياته مُستريحة ولا يعيش مع الله .. الظروف لا تصنع علاقة مع الله بل القلب .. فكَّر كثيراً في محبة الله وستره وفداءه وغفرانه وسَنَده وربنا يُزيد اشتياقنا إليه ويُعطينا نعمة نغلب بها عدو الخير ويُلهب قلوبنا بشوقه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

حياة الفرح

فِى إِنجيل مُعلّمِنا يُوحنا البشير إِصحاح 16 ربِنا يسُوعَ يقُول كده[00 سأراكُمْ أيضاً فتفرح قُلُوبكُمْ وَ لاَ ينزعُ أحد فرحكُمْ مِنكُمْ ] ( يو 16 : 22 ) فِى الحقيقة نشعُر أنّ إِحنا مُحتاجين جِدّاً إِنْ إِحنا نسمع عَنْ الفرح ، مِش بس نسمع لكِنْ نعيش الفرح لإِنْ إِحنا فِى عصر مليان ضغُوط ، وَ مليان ضِيقات وَ تجارُب وَ أوجاع ، وَ مليان خطايا ، وَ ما أسهل إِنْ الإِنسان يفقِد فرحة ، وَ ما أسهل إِنْ الإِنسان يعيش الكآبة وَ الحُزن ، لِذلِك عايِز أقول إِنْ لو أنا عايش مِش فرحان أوْ لو أنا عايش فِى حُزن أو كآبة أعرف إِنْ أنا فىَّ حاجة فِى حياتِى مَعَْ ربِنا غلط العايش مَعَْ ربِنا صح عُمره ما يُبقى حزِين وَ لاَ مُكتئِب وَ لاَ مهمُوم وَ لاَ حزِين أبداً [ سأراكُمْ أيضاً فتفرح قُلُوبكُمْ وَ لاَ ينزعُ أحد فرحكُمْ مِنكُمْ ] ( يو 16 : 22 ) ،أحِب أنْ أتكلّم معاكُمْ فِى نُقطتين :-

بركات التجسد الالهى فى حياة ابينا أدم

في أفراح التجسد الالهي أحب القي الضوء علي حياة أبونا أدم وعلاقتها بالبركة التي أخذناها بالتجسد أدم كان يحمل صورة الله ومجد الله وبهاء الله وكانت توجد داله عميقه بين أدم وبين الله فقد هئ له الله كل شئ .. واعد له كل شئ ووضعه في جنه عدن لأنه أحبه جداً حتي انه يقال ان ملامح أدم كانت جميله جداً .. كانت النعمه تشع من كل كيانه كان الله يري ادم فيفرح .. هكذا ايضاً كان ادم يفرح لدرجة كانت ادم طريقة غذائه في وجود الله فلما كان يأكل وهو شاعر ان هذا الاكل من يد الله كانت محبته لربنا تزيد وكان يؤل لعشره اعمق وأجمل .. وهذا هو الهدف الاساسي والحقيقي من خلقة الانسان ان الانسان يكون في شركة ووحده وحب وتمتع لعطايا الله ورأي الله ان كل شئ حسن واما الانسان فرأه حسن جداً .. وميز الله ادم بالنطق والحريه والعقل والتفكير والابداع والتسلط علي الطبيعه .. ادم هو من سمي الحيوانات وزرع الارض .. وكان ادم حكيماً جدا فقد سمي امراته حواء وقال لأنها ام كل حي ودعاها امرأه لأنها من امرء أخدذت واستخدم حكمته في الارض وربنا كان يسعد بخلقه ادم وكانت هي الصوره التي ارادها الله للإنسان وطبعا القداسه والبر والعباده كل هذا يحقق صورة ربنا جوه الانسان فتجد أدم في قمة التمتع .. وربنا خلق الانسان لأنه يحبه ولكي يشترك معاه ويكون في عباده وربنا يسلطه علي الارض .. لأن العباده تحقق انسانية الانسان ولما جاءت الخطية .. فقد فسد كل هذا .. الوحدة أصبحت فرقة .. العباده حصل فيها شرخ .. المحبة حصل فيها ابتعاد.. الصوره حصل فيها تشوه.. السلطان علي الطبيعه أصبح ناقص .. لأنها كانت خاضعه للإنسان قبل الخطيه .. ولكن بعد الخطيه حتي الطبيعة تمردت علي الانسان فشوهت الصوره وتعقدت القداسه وأصبحت الاراده تفكر في إرضاء نفسها بدلاً من ارضاء الله وأصبح الله حضوره ثقيل ... و بدأ ادم يختبأ من الله لذلك لابد ان تراجع ذاتك في اي حالة انت ..حالة ماقبل السقوط ام حاله ما بعد السقوط .. لذلك كان كل هدف التجسد ان يرجعك للحاله الفردوسية .. في المحبة والسيادة والعبادة أدم كان يسود علي الطبيعه .. لم يكن خائف من الحيوانات و لا من شئ بل كانت كل العطايا تقربة من الله اكثر لكن الخطية صنعت هذا الانفصال .. فالوحدة انشرخت فقال الله كل فرقة حصلت بين ادم وبيني سأوحدها ولكن بطريقة اجمل.. لأن ادم كان علي صورة الله واما ربنا يسوع المسيح فهو رسم جوهره .. بهاء مجده وحامل كل قدرته فأصبح المجد الذي لنا في ادم الثاني اكثر من ادم الاول قبل السقوط.أدم كانت وحدته مع الله شركة وحب لكن وحدة ادم الثاني تأتي من الاقنوم والجوهر مع الله فأننا اذ ولدنا من الاب والام نأخذ فساد أدم ولما نتعمد نأخذ ميلاد سمائي .فإذا كان ادم مخلوق علي صورة الله ، فإن المسيح هو صوة الله.كل ما اخذه ادم كنعمه .. موجود في المسيح كحقيقة كل ما اخذه ادم كنعمه حتي ما يبدو لنا انه لا يستحقه .. اخذناها من ربنا يسوع المسيح لأنها نعمه خاصه به هو أدم كان له سلطان علي الطبيعه .. والمسيح جاء واظهر سلطانه علي الطبيعه .. يأمر الرياح والبحر والارواح النجسه .. له سلطان علي الموت اذ يقول " لعازر هلم خارجاً" وايضاً " يا امرأه كوني محلوله من ضعفك " ولو تاملنا في معجزات ربنا يسوع لوجدنا انه كان يعلن فيها سلطانه علي كل الامور التي تمردت علي الله .. فإخراج الشياطين ليعلن ان له سلطان علي الشياطين معجزه شفاء الابرص ليعلن ان له سلطان علي روح النجاسة التي دخلت الي العالم معجزة شفاء اليد اليابسه ليعلن ان له سلطان علي الاراده معجزه اسكات الرياح ليعلن ان له سلطان علي الطبيعه إذاً معجزاته كانت لها معاني أعمق وأعلي من مجرد الحدث نفسه ليرجع بهذاسلطان ادم ويعلن سلطان الله الجديد.ادم كان له معرفه وحكمه وربنا يسوع مذخر فيه كل كنوز الحكمه والنعمه ربنا قبلما يخلق ادم اعد له الكون كله .. وربنا ايضاً هيئ العالم كله بنوات لإستقبال المسيح ادم كل المجد فقده وعصي الله اما ربنا يسوع المسيح ف " ان افعل مشيئتك يا الهي سررت" ان كان ادم قد قدم عصيانفالمسيح قدم طاعه " مع كونه ابناً تعلم الطاعه" و " لتكن لا ارادتي بل ارادتك "لدرجة ان احد الاباء يقول " مباركه هي سقطة ادم التي جلبت علينا كل هذه البركات" اذ كان ادم قد ادخل الموت الي العالم فالمسيح امات الموت بموته ادم وقع في الكبرياء والمسيح كان في قمة الاتضاع ليعالج كبرياء ادم ادم اشتهي مجد الالوهيه فتعري من مجد البشريه لكن ربنا يسوع المسيح وجدناه منتهي الوداعه والاتضاع ووجدناه اخر الكل .. معري ومطرود ليقول لنا لا تأخذوا من ادم غرور وعصيان بل خذوا امني تواضع ووداعه ادم فقد القداسه واما ربنا يسوع فمملوء قداسه وبر ادم فقد الصوره وشوهها واما ربنا يسوع فورثنا مجد الألوهيه وجعلنا ابناء ورثه ورعية مجد الله لذلك في فتره اعياد التجسد الالهي لابد ان نعرف ماحدث لأدم لكي ندرك ماذا قد رد الله لنا بتجسده فقد رد لنا الصوره والاراده والقداسة والحياه والبر والطاعه لذلك في المسيح قد تحقق الوعد بالخلاص فيا احبائي.. ان كنا مازلنا نعاني من الخطيه فنحن اذا لم نتمتع ببركات التجسد ولكن .. نحن من نور ولسنا من ظلمه .. اخذين منه كل بر وقداسه وعدل .. تلك هي النعمه التي انسكبت علينا في بنوتنا للمسيح نحن مولودين حسب الروح لنرث كل بركه ونعمه افرح في تلك الفتره بما فعله المسيح من اجلك اسأل نفسك هل انت شاعر بذلك؟تخيل ان كان المسيح قد اعطانا كل هذا وورثنا كل ماله واعطانا الحق والصوره وفي النهايه وجدنا نحن مكتئبين وحزاني !!!كلها افكار من عدو الخير فلا للعوده لأدم وفكر السقوط.. لأن نحن لنا فكر المسيح فلنقل بشجاعه " اخذ الذي لنا واعطانا الذي له.. نسبحه ونباركه ونزيده علواً الي الابد "الله يكمل نقائصنا ويكمل كل ضعف فينا بنعمته له المجد الدائم امين

دروس من ظهورات السيد المسيح بعد القيامة

سفر الاعمال " واراهم نفسه حياً براهين كثيرة " ظهر السيد المسيح لفرد ( بطرس ، يعقوب ، يوحنا ) ولفردين ( تلميذى عمواس ، المريمتان ) وظهر لعشر تلاميذ من غير توما وظهر 3 مرات ( فى الجليل – فى العلية – قبل الصعود على جبل الزيتون ) ل 11 . ومره آخرى ظهر ل7 فى بحر طبرية ومره ظهر لاكثر من 500 أخ فظهورات المسيح لها دروس كثيره

السماء ج 1

مُهِم جِدّاً تعلُّم إِقتناء الحياة الأبديّة ، فمثلاً إِنجيل العشيّة عَنْ الرجُل وكيل الظُلم الّذى لمّا وجد أنّهُ مُمكِن يُطرد مِنْ عملهُ فأراد أنْ يُؤّمِنْ مُستقبلهُ فنجِدهُ بدل ما يجِد إِنسان مديُون لهُ بِعشرة فيقُول لهُ إِجعلهُمْ خمسة ، وَالّذى عليه 100 يجعلهُمْ 80 ، حتَّى إِذا طُرِد مِنْ عملهُ يقبلهُ هؤلاء ، السيِّد المسيح يمدح هذا العمل لأنّهُ رجُل نظر للأمام وَ لَمْ ينظُر لِلحظتِهِ فقط ، أىّ عمل للحياة الآتية هكذا حياتنا بِدُون التفكير فِى السَّماء تتعِبنا لأنّ السَّماء هى الأمل الّذى نحيا بِسببهِ ،ما سبب جعلِنا نتقّبل قمع الجسد وَأىّ تعب وَ ألم ؟ لِماذا نقبل أىّ لُون مِنْ ألوان الحرمان ؟ نحنُ نحيا قابِلين أىّ ضغط وَ حرمان مِنْ أجل السَّماء ، وَ إِذا لَمْ تُوجد سماء فلِماذا نقبل كُلّ هذا ؟ لِذلِك مِنْ أجمل تعاليم الكنيسة التعليم عَنْ السَّماء وَالسَّماويات ، وَالأخرى وَالأخراويّات ، حتَّى أنّ آباء الكنيسة جعلوهُ عِلم واسِع وَأسموه " عِلم الأسخاتُولُوجِى " ، أىّ عِلم الأخراويّات ، لأنّهُ ليس مِنْ المعقُول أنْ نُجاهِد هذا الزمن وَنحنُ لاَ نعلِم إِلَى أين نذهب ، ليس مِنْ المعقُول أنْ يُسافِر إِنسان لِمسافة طويلة وَيتحّمل فِى هذا السفر مشقّات كثيرة وَيسألوه أين أنت ذاهِب ؟ يقُول لاَ أعلم ، لِماذا تتحّمل المشقّات ؟ يقُول لاَ أعرِف ، هل المكان الّذى أنت ذاهِب إِليه فِيهِ لذّة وَ مُفرِح ؟ يقُول لاَ أعلم مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [00 نحنُ واثِقُون كُلَّ حِينٍ وَعالِمُونَ أنَّنا وَنحنُ مُستوطِنُون فِى الجسد فنحنُ مُتغرِّبُون عَنْ الرّبّ ] ( 2 كو 5 : 6 ) ، مادُمنا فِى الجسد نكُون مُتغرِّبين عَنْ الرّبّ ، نحنُ نئِن مُشتاقين أنْ نخلع هذا الجسد لِكى نستوطِن عِند الرّبّ ، وَ مادُمنا مُستوطنين فِى الجسد لاَ نستطيع أنْ نستوعِب السَّماء ، الّذى يمنعنا عَنْ معرِفة الحياة الأبديّة هُوَ الجسد ، نحنُ مُشتاقين لِخلع الجسد معرِفة السَّماء تُرِيح الإِنسان وَترفعهُ فوق الهّم وَالضيق ، معرِفة السَّماء تجعل رجاء الإِنسان يزيد وَيقبل الألم ، وَمادام الإِنسان يجهل السَّماء يخُور فِى الطريق لِذلِك السَّماء وجدت نصيب كبير فِى تعاليم المسيح وَالإِنجيل ، حتَّى أنّ مُعظم أمثلته يقُول فِيها " يُشبِه ملكُوت السَّموات عشر عذارى 00" ، يتكلّم عَنْ الحقيقة الجميلة ، الّذى يحتاج أنّ أولاده يتأثّرُون بِها حقيقة الملكُوت لِذلِك يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول[ فنثِقُ وَ نُسرُّ بِالأولى أنْ نتغرَّبَ عَنِ الجسدِ وَنستوطِنَ عِندَ الرَّبِّ ] ( 2 كو 5 : 8 ) ، نُريد أنْ نتغرّب عَنْ الجسد لِكى نسكُن مَعَْ الله ، أىّ يكُون وطننا عِندهُ ، مُستقرّنا عِندهُ ، لِذلِك وعدنا السيِّد المسيح وَقال [ فِى العالم سيكُونُ لكُمْ ضِيقٌ0وَلكِنْ ثِقُوا0أنا قَدْ غلبتُ العالمَ ]( يو 16 : 33 ) ، سيكُون لنا فِى العالم ضيق لكِنْ ثِقتنا أنّ لنا السَّماء بعد العالم تجعلنا نتحّمل الأتعاب ، وَتهُون علينا المشقّات وَكما يقُول أحد الآباء القديسين أنّ كُلّ أتعاب وَ كُلّ ضيقات العالم الحاضِر ستُنسينا إِيَّاها لحظة واحِدة مِنْ الأبديّة ، لحظة واحِدة مِنْ الأبديّة ستُنسينا كُلّ أتعاب الأرض ، وَ يقُول أيضاً العكس كُلّ مجد العالم وَملذّات الأرض لحظة واحِدة مِنْ الجحيم تُنسينا إِيَّاها ، أكيد الإِنسان الّذى فِكره أنّ ملذّات العالم تُشبِع لحظة واحِدة مِنْ الجحيم تُنسيه أين كان وَمَنْ هُوَ ، وَأيضاً لحظة واحِدة مِنْ المجد تُنسينا كُلّ أتعابنا ، لِذلِك يقُول القديسُون[ طوبى للّذين يعملُون الآن بِكُلِّ قوّتهُمْ فإِنّ لحظة واحِدة فِى هذا المجد تُنسيهُمْ كُلّ أتعابهُمْ ] لِذلِك عِندما لاَ نتعرّف على السَّماء نُشبِه إِنسان لاَ يعرِف أين يذهب وَ ما هُوَ هدفه ، وَإِذا واجهتهُ ضِيقات لاَ يعرِف كيف يُواجِهها ، لِذلِك لابُد أنْ نتعرّف على السَّماء لأنّها معرِفة مُعزّية ، مُفرِحة ، تنقِلنا مِنْ حياة التعب لِحياة الفرح لِكى تجعل إِنسان يقبل أىّ ضيق كلّمه عَنْ المُكافأة ، نحنُ نتكلّم عَنْ الأتعاب وَ الجِهادات وَ لَمْ ننظُر إِلَى المُكافأة ، لِذلِك الجِهاد ثقيل لأنّنا لاَ نعرِف أين نذهب ، جهدِنا شحيح ، لكِنْ إِذا نظرنا لِلمُكافأة نتعب وَنشقى مِنْ أجلها ، كما قال مُعلّمِنا داوُد النبِى [عطّفت قلبِى لأصنع برَّك مِنْ أجل المُكافأة ] ( مز 119 ) ، أنا عطّفت قلبِى لأصنع برَّك أىّ جعلت قلبِى يميل ناحية البِر مِنْ أجل المُكافأة أحِب أنْ أتكلّم معكُمْ فِى نُقطتين :-

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل