العظات
يدعو خرافه الخاصة باسماء
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تعلمنا الكنيسة يا أحبائي في تذكارات آبائنا البطاركة أن تقرأ لنا فصل يتكرر علينا كثيراً وهو انجيل الراعي الصالح فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح (10)،وسوف نتناول نقطة واحدة فقط صغيرة وهي عندما يقول يدعو خرافه الخاصة بأسماء، أي أن الراعي يعرف قطيعه رغم أننا نشاهد أن هذا القطيع كبير جداً ومزدحم جداً وأشكالهم جميعاً تشبه بعضهم البعض، لكن هو كراعي يعرفهم كل واحد بتفاصيله، ويعطي لهم أسماء، فينادي على كل خروف باسمه وهكذا يعطيهم أسماء، وبالطبع الخراف تميز جداً صوت الراعي، أي أنهم وهم يسيرون ويكون عددهم كثيرين وواحدة منهم ذهبت يسار قليلاً فينادي عليها أو يرفع صوته عليها فتأتي على الفور ناحيته، نفس الأمر يحدث حينما يريد الله أن يطمئنا عليه، يريد أن يقول أن عيني عليكم جميعاً، وأعرفكم، وأعرف كل واحد فيكم باسمه، وشكله، وظروفه، وبيته، وعائلته، ومشاكله وكل شيء.أحياناً كثيرة يا أحبائي نفقد اليقين في هذه النقطة، هل الله يشعر بي؟!،هل الله يعرفني أنا تحديداً؟!،هل أنا في وسط هذه الدنيا كلها معروف عند الله باسمي؟!،هل من المعقول أن الله يعرف ظروفي؟!،أحياناً لا نصدق كل ذلك، أقول لك اذن تعالي أنظر إلى نفسك هكذا من منا يشبه الآخر بالضبط؟! فالأخوات التوأم لا يشبهوا بعض بالضبط، لكن ليس فقط من يشبه الآخرفي كل الشعب الذي في الكرة الأرضية الذي يقرب على ثمانية مليار نسمة هل يوجد بينهم شخص يشبه الآخر؟!،هل أنت يارب خلقت كل إنسان وظللت تفعل له ملامح خاصة قال لك نعم كل إنسان، كل فرد أنا أعرفه باسمه، واعرفه بظروفه،واعرف اهتماماته، يدعو خرافه الخاصة بأسماء أحبائي هذه النقطة عندما يعرفها الشخص منا فإنه يطمئن جداً، أي أنك يارب تعرفني، تعرف اسمي، تعرف ظروفي، تعرف حالتي، يقول لك بالطبع فأنا الذي فعلت لك لون بشرتك، أنا الذي فعلت لك لون عينيك، أنا أعطيتك مواهب، أنت قلبك من الداخل به أشياء أنت لا تعرفها لكن أنا أعرفها، أنت الرئتين من داخلك بهما أشياء لا تعرفها ولكن أنا أعرفها، أنت الكليتين من داخلك بهما أشياء أنت لا تعرفها ولكن أنا أعرفها، أنا أعلم، أنا أعلم عنك ما لا تعلمه أنت، في سفر أشعياء يقول "أنا دعوتك باسمك أنت لي" ذات مرة سيدة تقول لي من أكثر الألقاب التي أحبها وعندما أقوله اطمئن جداً هو "أنت ضابط الكل"، عندما أقول كلمة ضابط الكل يحدث لي اطمئنان، في بعض الأحيان الإنسان يأتي له فكر أن الدنيا تسير صدفة، تسير كما تسير، لا أبدا فالشمس تشرق في أوقات بالثواني، تشرق، تشرق مقاسة بدقة شديدة جداً، أحياناً يا أحبائي عدو الخير يود أن يطمس من أعيننا هذه الحقيقة لكن عندما يعرفها الإنسان تجد الصلة بينه وبين الله تتوطد جداً، وتقوى جداً، وتكبر جداً، أنت أبي قال لك نعم أنا أرعاك هنا في زمن الحياة، أرعاك وأرسلك إلى مراعي خضر، المراعي الخضر هي الكنيسة، مياه الراحة هي ينابيع الروح القدس، إلى أن أطمئن عليك لكي أرسلك لتبيت في الحظيرة، ما هي الحظيرة؟ الحياة الأبدية، بمعنى أنه الآن يرعانا إلى أن يطمئن علينا أننا دخلنا الحظيرة، يريد أن يعود بنا مرة أخرى للحياة الأبدية، نحن وجودنا في السماء وسوف نذهب أو نرحل إلى السماء مروراً بالأرض، إذن من يرعانا في فترة الأرض؟ هو، كثيراً يا أحبائي أشخاص تشكك في هذا الكلام، في العهد القديم في سفر صفنيا يقول لك كلمة صعبة جدًا يقول أنه يوجد أناس تقول "أن الرب لا يحسن ولا يسيء" بمعنى أنه - عذراً في التعبير- كقلته لا يفعل شيئاً، لا يحسن ولا يسيء! لا فأنت لا تعلم من هو، لا فهو ضابط الكل، وهو كان يثبت لهم في العهد القديم أنه هو الذي يحرك التاريخ يوم أن يريد يسبي الشعب كان هو الذي يجعل الملك الوثني الأممي نبوخذنصر يتحدث في قلبه يجعله يسبيهم، وعندما يريد أن يرجعهم يتحدث في قلب ملك وثني اسمه كورش ملك فارس لكي يرجعهم، يريد أن يقول لهم أنا صانع التاريخ وإن كان من حيث الشكل يتواجد ناس لكن أنا الذي أحركهم ما أجمل يا أحبائي أن يكون لدينا يقين أن الله يعرفني، وعارف ظروفي، وعارف أموري، واتحدث مع ضابط الكل الذي يعرفني ويعرف حدودي ويعرف مشاكلي ويعرف نفسيتي ويعرف همومي ويعرف أحزاني، يعرف، لكن لابد أن أكون منتبه أنه مهتم جداً بخلاصي، مهتم جداً جداً أن أذهب للسماء، وأمور الحياة ليست بنفس القدر من الاهتمام لديه لأن الذي يشغله بالأكثر الأبدية، يشغله بالأكثر أنني أذهب للسماء،حتي إذا كان عن طريق ضيق الحياة،أنا بالطبع غير مقتنع بهذا الكلام أنا أريد الحياة الجميلة والسهلة والواسعة، يقول لك نعم أنا سوف أرعاك في الحياة لكن أهم شيء لدي أن أرسلك للحظيرة، أهم شيء لدي أن أرجعك للأبدية، هذا قصد الله يا أحبائي من حياتنا.ما أجمل أن الشخص يكون متأكد أن حياته هذه كلها في يد الله، وهو ضابط الكل وهو الذي عيناه تراقب كل شيء وفاحص القلوب والكلى وفاحص الأعماق، الكلى هي من أكثر الأعضاء العميقة في جسم الإنسان، مختبئة لأنها حساسة جداً، الله خبأها يقول لك هو فاحص الكلى، قل له أنت تعرف قلبي وتفحص كليتاي، الكلى العميقة جداً الذي خبأها الله في الداخل جداً هو يعرفها ويعرف كل ما فيها، ما هذا؟!، نريد أن نتأكد أن الله راعي نفوسنا، نريد أن نشكر الله علي محبته ورعايته لنا، نريد أن نشعر أنه يهتم بنا ويعتني بنا، نريد أن نقول له أنا متأكد أنك شاعر بي وتعرفني وأنا أقول لك أنا أطلب ملكوتك وأنا أريدك تعطني توبة، وأريدك تعطني رحمة،أريدك أن تجعلني في قطيعك أكون طائع لك،وأكون واثق فيك وواثق في محبتك، كثيراً ما تأتي علينا ظروف كثيرة في هذه الحياة تشككنا في هذه الأمور، كثيراً ما تتضايق الناس وتتألم من أمور كثيرة ويظلوا يقولوا لماذا تركنا الله؟، لماذا؟،هل هو موجود،هل هو يعرف، هل هو يشعر بي، إذن لماذا يحدث لي كل ذلك؟!لأن في الحقيقة يا أحبائي هو يعتني بنا جداً خصوصًا لأجل خلاص نفوسنا، من الممكن أن نكون مهتمين بالأكثر بالزمنيات لكن هو في الحقيقة يهتم بالأكثر بالأبديات، ما يعنيه جداً، ما يعنيه جداً مستقبلنا الأبدي، مثلما بالضبط عندما يكون هناك طفل مهتم جداً أن يلعب وأبيه مهتم جداً أنه يذاكر فأن أبيه يرى ما هو ألاهم أما الطفل فإنه يرى الآن فقط، نحن كذلك مع الله بالضبط، نحن نرى الآن لكن هو يرى ألاهم، عندما يتأكد الإنسان أن الله يرعى نفسه وضابط أمور حياته فيقول في كل أمور حياته أشكرك يارب، أشكرك على تدبيرك، أشكرك على افعالك التي أراها والتي لم أراها يحكى عن أبونا بيشوي كامل الله ينيح نفسه أنه كان مريض سرطان وأنتم تعلمون أن مرض السرطان مؤلم جداً وأدويته وعلاجه يسقط الشعرفكان شعر لحيته يسقط فكانت تاسوني أنچيل زوجته تتأثر عليه نفسياً وتبكي كثيراً عندما تجد شعره يسقط، وإذا كان يجلس ووجدت عدة شعور على ملابسه،فذات مرة وجدها تبكي فوضع يده على رأسه فسقط في يده كمية من الشعر فقال لها أريد منك أن تعرفي لي عدد هؤلاء يا أنجيل، فبالطبع هي تريد أن تقول له ما هذا الذي تقوله؟!، لكن كل الذي يهمه أنه شغلها وقال لها أتعرفي هذا الشعر لا يوجد فيهم شعرة واحدة سقطت إلا بأذن، أخذت أذن،تأمل عندما يكون الإنسان لديه هذا اليقين رغم أنه في شدة وضيق، فهو قال لك "شعور رؤوسكم محصاة"، هو يعلم، يدعو خرافه الخاصة بأسماء.ربنا يثبت داخلنا يقين أننا معروفين لديه، وأننا محبوبين لديه، وأننا مهمين لديه، وأنه يرعانا في الزمن لكي ما يطمئن علينا في الأبدية ويدخلنا إلى الحظيرة يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .
اذهبن الى الباعة و ابتعن لكن
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد أمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل اوان والي دهر الدهور كلها آمين .
في تذكار القديسات عموما في سنكسار اليوم سواء الراهبات أو الشهيدات تقرأ علينا الكنيسة انجيل العذارى الحكيمات وهو فصل معروف من بشارة معلمنا متي الاصحاح 25 الذي يتحدث عن العذارى الحكيمات اللذين أخذوا زيت في مصابيحهن مع انيتهن أما الجاهلات عندما فرغ الزيت لديهم وجاء العريس فقاموا بالذهاب الي الحكيمات وقالوا لهم إعطونا من زيتكن فقالوا لهم كلمة ثقيلة نريد ان نتحدث عليها قالوا لهن: "اذهبن إلى الباعة وابتعن لكن".
فمن هم الباعة؟ الباعة هم :-
١-القديسين
٢-المعلمين
٣-الفقراء
١- القديسين: الباعة هم القديسين فبقراءة سير القديسين يحدث تشبع بتجارة عظيمة من سير ونماذج ومواقف تشبه حياتنا تماما، لذلك يقول اذهبن الي الباعة والحقيقة أن كنيستنا ممتلئة بالباعة (كل يوم عيد قديس وإثنين وثلاثة وأربعة)، ممتلئة بالتجار الناجحين، ممتلئة بأشخاص نستطيع أن نأخذ منهم.
فالباعة معناها : عندما أقول لك أنا أذهب للبائع لأني أريد شيء، فإني اذهب للشخص الذي يقوم ببيعه، لذلك أقول لكم: أذهبوا للقدسين أقتنوا منهم " تقوي أو تواضع أو محبة او تطبيق وصايا ". اذهبوا للأنبا انطونيوس، اذهبوا للأنبا بيشوي، أذهبوا لأبو مقار، أذهبوا للأنبا موسى الأسود، أذهبوا للقديسين مكسيموس ودوماديوس ، أذهبوا للست دميانه ، فهؤلاء هم الباعة فلا يصح أن يكون هؤلاء الباعة موجودين ولا نشتري منهم، بمعني ان يكون هناك محلات مفتوحة، واضعين بضاعتهم، ويقولوا لكم أشتروا.
+ القديسين وسيرهم لابد أن تكون لنا منهج "أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم" وكل شخص منا قلبه يميل لفضيلة معينة ستجد الكنيسة مليئة بنموذج وأثنين وثلاثة يقوموا بتعليمك هذه الفضيلة .
٢- المعلمين : فيوجد الكثير من المعلمين في الكنيسة مثل القديس اثناسيوس، القديس كيرلس الكبير، والقديس ديسقورس، وأقوال الأنبا انطونيوس، وأقوال وعظات القديس مكاريوس...إلخ
الكنيسة ممتلئة بالباعة فهم يوجد لديهم البضاعة ونحن محتاجين، إذن فالباعة موجودين صدقوني يا أحبائي لو لم يوجد باعة كنت أقول لنا عذرنا ، مثلما يكون هناك شخص يبحث عن شيء علي سبيل المثال دواء غير متوفر، فيظل يبحث في كل الصيدليات ولا يجده، الباعة لا يوجد لديهم، بينما لا يوجد هذا الوضع في العرف الروحي لأن الباعة لديهم ولديهم كثيراً وبوفرة وهم يقولون لك اتفضل البضاعة وأنت تسأل كم أدفع؟ فيجيبون لن تدفع شيء مادي لكنك تدفع فقط اشتياقك لهذا الشيء.
تصور معي أن شخص لديه سوبر ماركت كبير، به كل أنواع البضائع ويقول لك قل فقط ماذا تريد؟ فمن هم الذين يقولوا لك هذا ؟ هم الباعة في الكنيسة هما القديسين يقولوا لك مثلا أنت ماذا تريد؟
تريد ان يكون لديك رحمة لديك الأنبا آبرام، تريد أن تتعلم الصلاة لديك الأنبا بيشوي، تريد ان تتعلم التقشف والزهد والنسك لديك القدسيين مكسيموس ودوماديوس.
ماذا تريد أن تتعلم؟ تريد أن تتعلم الإنجيل لدينا قديسون حبوا الإنجيل الباعة هم القديسين.
والمعلمين تركوا لنا كنوز ولازالت الكنيسة بها معلمين لازالت الكنيسة غنية ، أتذكر ذات يوم أحد الشبان قدم لي هدية بها هارد ديسك للكمبيوتر وكانت سعة هذا الهارد كبيرة جداً (واحد تيرا) قلت له: لماذا كل هذا؟ قال لي هذه جميع عظات البابا شنودة وجميع عظات أبونا بيشوي كامل وجميع عظات أبونا بولس جورج وجميع عظات أبونا تادرس يعقوب وجميع عظات أبونا لوقا سيداروس وكل عظات .... فأجبته لماذا كل هذا متي سنسمع كل هذا الكلام نحن سوف نسمعه في السماء، فالكنيسة غنية مليئة معلمين وممتلئة بالآباء ومليئة نماذج وتقول لك أتعلم من هؤلاء الباعة.
٣- أخواتنا الفقراء: هؤلاء في الظاهر نحن نعطيهم لكن في حقيقة الأمر نحن الذين نأخذ منهم نحن، لا نعطيهم لكن نأخذ منهم الكنيسة ممتلئة من هؤلاء الباعة والذي يريد أن يبحث عن فقير سيجد، فمن الممكن يكون أحد أقربائك، ومن الممكن ان يكون أحد جيرانك، ومن الممكن أن يكون شخص رأيته فقلبك تحرك إليه. الكنيسة ممتلئة بالباعة فكم من فقير ومحتاج ومريض ومتألم فكل هؤلاء باعه. ففي العالم تكون المحلات مزدحمة بالمشترين لكن في الحياة الروحية تكون الحقيقة عكس ذلك ، الباعة كثيرون والمشترين قليلين .
تخيل أن القدسيين جميعهم كل قديس لديه محل، ومعلمين الكنيسة كل معلم لديه محل، والفقراء كل فقير لديه محل، ولا يوجد اشخاص يريدون الشراء لذلك يقول لك احترس سيأتي وقت تسأل فيه عن الذي اشتريته؟ وعن الذي أخذته؟ فتجيب لا يوجد وقتها يغلق الباب -ربنا لا يسمح بهذا- فهيا بنا من الآن نتاجر ونجمع، من الآن نطرق على باب القدسيين ونطلب منه هذه الفضيلة ونقول لهم اذا سمحت أنا محتاج هذه الفضيلة، هيا بنا نطرق على باب المعلمين ونقول لهم علموني أنا محتاج، هيا نطرق على باب الفقراء ونقول لهم أنا الذي محتاج أن اساعدكم، فأنا وقتما أعطيك شيء فأنا الذي أخذ وليس أنت الذي تأخذ.
ربنا يعطينا ان نكون دائماً حريصين أن نجد الباعة ونطرق ابوابهم ونأخذ منهم لكي نربح وان نجمع لنفوسنا زيت يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما والي الابد امين
خطورة الإدانة وعلاجها
بسم الاب والابن والروح القدس إله واحد أمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل اوان والي دهر الدهور كلها امين
إنجيل اليوم وهو فصل من بشارة معلمنا مار لوقا البشير الإصحاح ٦ والذي يتضمن مجموعة مبادئ مهمة سنتحدث اليوم عن واحدة منها فقط
يقول" ما بالك تنظر القذي الذي في عين أخيك ولا تفطن الخشبة التي في عينك وكيف تستطيع أن تقول لأخيك يا أخي دعني إخرج القذي من عينك وأنت لا تبصر الخشبة التي في عينك يا مرائي إخرج الخشبة أولا من عينك وحينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذي من عين أخيك".
يتحدث عن خطيه كثيراً ما نفعلها فنحن لا نركز علي خطايانا أو ضعفانتا ولكننا نركز على خطايا الآخرين ، في بعض الأحيان يا أحبائي عندما يجتمع البعض فتكون التسلية لديهم ان يتحدثوا على الآخرين وهذه التسلية يجدوا فيها لون من ألوان اللذة يجلسوا ويتحدثون بكل ما هو رديء، وقليلا ما هو جيد ، يتحدثون بالأكثر على السلبيات، وفي حقيقه الامر هذه الخطية خطيرة جدا، وسوف نتحدث اليوم عن نقطتين :-
١- خطورتها ٢- علاجها
١- خطورتها : إلي اي حد هذه الخطية دون غيرها تهين الله، تغضب الله، تنزع نعمة ربنا من الإنسان الذي يقع فيها، ووقتها ربنا يرفع عنه رحمته. يالها من كلمات صعبة جداً (ينزع النعمة ... يرفع الرحمة) - فلماذا؟ - لأن الله يتوقع أن أترفق أنا بأخي مثلما هو مترفق بي، فعندما يجدني أنا قاسي على أخي فيقول الرب انا اترفق عليك وانت قاس على اخيك .
+ لذلك يقول القديسين : إن الذي ينشغل بخطايا أخيه ولم ينشغل بخطاياه فيكون كمن يبكي على ميت غيره ويطلق ميته، فمثلاً إنسان لديه ميت يتركه ويقوم بالبكاء على موتي الآخرين، فإن الإنسان الذي يركز على خطايا الآخرين يفقد القدرة والقوة على إصلاح نفسه، فإذا انت متطلع دائما على أخطاء الآخرين فلن تلتفت لأخطائك، فأنا أري نفسي دائما بريء ومن المخطئ؟ الآخرين ، في الحقيقة في بعض الأحيان يصل شعور الإنسان ان جميع الناس هم المخطئين ، بداية من كل الأشخاص الذي يعرفهم في دائرة علاقتنا الضيقة أولا أسرتنا، بعد ذلك أوسع قليلاً في عملنا، بعد ذلك في جيراننا، بعد ذلك في الكنيسة ،بعد ذلك في البلد، بعد ذلك في العالم وهكذا لأنه يري جميع الناس خاطئين، لذلك فأن هذا الأمر يغضب الله ويعري الإنسان من النعمة ويدفعه للهلاك خاصة عندما يدين ويشهر وخاصة عندما يحتقر، لذلك الله يقول لك " يا مرائي أخرج أولا الخشبة" ، يريد ان يقول لك اذا كانت عين أخيك فيها قذي، كلمه قذي بمعني (سلاية)، فأنت نفسك عينك لا يوجد بها سلاية بل خشبة. تصور معي ان هناك شخص يوجد عمود خشب بعينه، وعين أخيه بها سلاية وأنا الذي عيني بها لوح الخشب، أريد أن أخرج السلاية الموجودة في عين اخي. فهو يريد ان يقول لك انظر انت اولا نفسك، فأنك من الأساس نظرك ضعيف لذلك يقول لك ياليتك دائما تركز على نفسك، لماذا لا نحكم على شرورنا وندين انفسنا التي نعرف خطاياها وضعفاتها تماما.
أنا اعرف أني لدي ألف ضعفه ... مائه الف ضعفه، وأخي هذا أنا اري فيه شيء، انت تري ضعفه واحدة ولا ترى في نفسك مائه ضعفة لذلك أستطيع أن أقول لك انه يوجد خطورة في الإدانة فبها الإنسان يصبح عاري من نعمة ربنا، وفي الحقيقة الإنسان عندما يدين الآخرين هو يغتصب حق الله ويأخذ دور الله لأن الذي له حق الإدانة هو من؟ هو الديان الذي له حق الدينونه. أستطيع أن اقول لك ان الله يعلم ظروف كل شخص ويعلم حدود كل شخص ويعلم إمكانيات كل شخص ويعلم ضعفات كل شخص، لذلك أستطيع أن أقول لك لكي تعرف مدي خطورة هذه الخطية فأنها تؤدي إلى تخلي الله عن الإنسان، معلمنا بولس الرسول قال" انت الذي تدين غيرك تحكم علي نفسك" فعندما تدين غيرك فأنت تحكم على نفسك بالخطأ.
لماذا؟
لأنك انت الذي تدين غيرك انت تفعل تلك الامور بعينها، انت الذي تتحدث عن ان هذا الشخص يحب المال وأنت أيضا تحب المال، انت تتحدث ان هذا الشخص فعل أمر خطأ فانت تفعل مثله واكثر. لذلك أود ان اقول لك إن الشخص الذي يكون ملتفت لغيره لابد أن يأخذ في اعتباره إن هذا الأمر يهين الله.
+ لذلك قال أحد القديسين لسانك كأنه مصنوع بلسان حداد مثل السكين الذي ينهش في الناس فيقول لك احترس لئلا يكون لسانك كذلك ينهش في الناس لكن لابد ان تكون مجتهد جدا ان تكون أمين ومدقق في الكلام لدرجة أن احد القديسين يقول لك إياك أن تدين أحد من الناس لئلا يبغض الله صلاتك، وقديس أخر قال الذي يدين فقد هدم سوره بنقص معرفة. السور الذي هو حصنك قال لك الإنسان الذي يطلق لسانه على الناس بكل جيد وردئ لن يؤهل لنعمة الله يقول لك لا تدن أحدا ولا تقع بإنسان وعندئذ سيهب الله لك الراحة والهدوء دائما.
+ فأعلم إن خطية الإدانة هذه خطية خطيرة جدا اذن ماذا افعل ؟ تأتي هنا النقطة الثانيه
٢- علاجها : أول شيء اعلم إن الحكم لله، الدينونة للديان هو الذي يعرف الضعفات والنقائص والحدود والإمكانيات. وهذا الشخص ماهي مشكلته بالضبط، وهذا الشخص ما هي نشأته، وهذا الشخص لماذا يقول هذا. لابد ان اكون مدرك إن الحكم لدي الله ليس كحكمي، فأنا لا اري إلا هذا الفعل أما الله فهو يعرف الحدود ويعرف الدوافع ويعرف القلب ويعرف الأعماق، وان الموضوع لديه ليس قوانين وأحكام مطلقة، فهو عالم الخفايا فمن الممكن ان شخص يفعل شيء وشخص أخر يفعل نفس الشيء لكن لدي الله الأمر مختلف تماما.
يحكي قصة انه ذات يوم يوجد مركب بها عبيد معروضين للبيع ومن ضمن هؤلاء العبيد مجموعة من البنات منهم بنتين توأم فأتت أسرة تقيه محبه لله يريدون ان يربوا بنت في مخافة ربنا فقاموا بشراء هذه البنت ثم اخذوها لكي يعلموها الصلاة والصوم والتسبيح والميطانيات والقديسين والكنيسة والقداسات والتسبحة فهم يأملون أن يقوموا بتربيه هذه البنت فتصبح بنت المسيح، وأتت مجموعة أخرى قاموا بشراء البنت الثانية لكن هذه المجموعة كانت عملها فرقة رقص يعملوا في المجون والسكر والخلاعة فتربت هذه البنت على ذلك، فأصبحت تفعل خطايا لأنها تربت علي ذلك ، والبنت الثانية تصلي وتصوم فهي أيضا تربت علي ذلك، فسأل أحد القديسين هل الله سيدين هذه البنت مثل أختها هل تعتقد انه يدينهم مثل بعض؟ بالطبع لا لأن هذه البنت التي تفعل الخطية مظلومة ومن المؤكد أن البنت الأخرى الظروف هي التي ساعدتها لكي تصبح كذلك.
لذلك اريد ان أقول لك لا تحكم على أحد.
+ الكتاب المقدس يقول " لا تحكموا حسب الظاهر " فعندما تجد نفسك سوف تدين غيرك ردد قولين :-
١-هو لمولاه : معلمنا بولس الرسول قال "لماذا تدين عبد غيرك هو لمولاه" بمجرد ان تأتي لتدين أحد تذكر "هو لمولاه "
+ ماذا تعني "هو لمولاه"؟ تعني على سبيل المثال ان هناك شخص يعمل لدي أسرة تسكن أمامنا وهذا الشخص نحن نراه إنه لا يرتب ولا ينظف فهذا ليس دورنا إن نقول له نظف مثلا، ليس دورنا ان نقول له لماذا انت جالس هكذا طوال النهار، ليس دورنا لأنه "هو لمولاه" فالشخص الذي قام بتوظيفه هو الذي يعلم، فمن الممكن ان يكون الشخص الذي قام بتوظيفه يقول لك من قال لك انه يعمل بالنظافه أن وظيفته أمن، أنا أريده جالس فقط . فأنت تعتذر وتقول أنا لم أكن اعلم أنا توقعت ان هذا الراجل كسلان طول النهار جالس بدون عمل. لا بل "هو لمولاه "
عندما تري شخص يتصرف تصرف لا يروق لك فمن الممكن أن يكون هذا التصرف لا يعجبك أنت لان هذا طبعك ومن الممكن ان يكون يعجبه لأن هذا هو طبعه فلابد أن تقول "هو لمولاه " وفي الحقيقة أن معلمنا بولس عندما يقول "لماذا تدين عبد غيرك هو لمولاه" فهو يريد ان يقول كما باللغة الدارجة "وانت مالك" هو لمولاه الشخص الذي انت تتكلم عليه "هو لمولاه".
٢- هو أبر مني : يعلمنا الآباء كلمة جميلة جداً أود أن تتذكرها دائما وهي: "هو أو هي أبر مني". معناها سريعا من الكتاب المقدس في سفر التكوين الاصحاح 38 ستجد قصة رجل اسمه يهوذا لديه ثلاثة بنين اثنين منهم كبار والثالث طفل صغير والولد الكبير تزوج بامرأة ولم يأتي منها بنسل فمن المفترض ان الولد الذي يليه يتزوج نفس المرأة لكي يأتي بنسل ولكن هذا الولد رفض لم يكن يريد ان يأتي بنسل من هذه السيدة -هذه السيدة اسمها ثامار- فذهبت ليهوذا وقالت له انا الآن لا يوجد لي نسل فماذا افعل؟ فأجابها اذهبي الي بيتك أو اذا كنتي تريدين ان تنتظري الولد الصغير الي ان يكبر (فهذا طبعا نوع من أنواع الذل أو الاستخفاف). فالبنت لشهوة قلبها ان يعطيها الله نسل انتظرت فعلا الولد الصغير ولكن الولد الصغير رفض أن يتزوجها. وكان يهوذا الأب ذاهب لكي يجز الغنم خارج المدينة وهذا موسم يوجد به فرحة وبعض الاحتفالات موسم جز الغنم يجلب لهم خير كثير وعندما كان يسير في الطريق فكان يهوذا للأسف مستهتر قليلا فقامت ثامار وتخفت في زي بنات يفعلوا خطية الزنا وصنعت الخطية معه وهو لم يكن يعلم إنها ثامار ثم قالت له ماذا تعطيني فقال لها سوف أعطي لك معزة فقالت له انني لن انتظر لتأتي من جز الغنم هناك فأنا أريد منك شيء رهن إلي ان تأتي بالمعزة فأخذت منه العصاة الذي كان يمتلكها والخاتم وقالت له اتركهم معي الي أن تأتي بالمعزة أولا. وعندما ذهب من عندها ذهبت هي الأخرى فأرسل رسوله بالمعزة فرجع له وقال أنا ذهبت اسأل عن هذه السيدة لم أجدها فرجعت بالمعزة فبذلك هي احتفظت بالعصاية والخاتم وبعد شهور ذهبوا اليه وقالوا له: هوذا زوجة ابنك الأرملة حامل فقد زنت، قال لهم تخرج خارجا وتحرق بالنار أمام الجميع يالها من فضيحة اما هي فقالت لهم أنا فقط أريد ان أستأذنكم في شيء، أريد أن أرسل له العصاية والخاتم فأرسلت له العصاية والخاتم وعندما رآها قال "هي أبر مني". هي لم تخطئ ولكنها قصدت ان تأتي بنسل لأن حياتها كلها كانت متوقفة على فكرة انها تقيم نسل لكن هو أخطأ هو الدافع لديه كان شر لكن الدافع لديها كان خير.
إذن عندما تقوم بإدانة الآخرين تذكر "هو أبر مني" هو فعلا يفعل شيء خطأ لكن من الممكن أن يكون الدافع لديه غير الدافع لدي "هو ابر مني ، هي ابر مني" فعندما تجد شخص لا يروق لك وستبدأ بالتحدث عنه تذكر كلمتين "هو ابر مني" و "هو لمولاه".
احذر إن تجد نفسك تسترسل وتتحدث عن الآخرين بأمر ردئ، احذر ان تأخذ حكم الله ومكان الله.
فعندما أتوا للمسيح بالمرأة التي امسكت في ذات الفعل سترها ووقف وقال لهم من منكم بلا خطية يرميها أولا بحجر. منذ قديم الزمن كان الشخص الذي يفعل خطأ في العرف اليهودي يرجم.
الرجم عند اليهود شيء قاسي جدا يحفر له حفرة بطوله ويوقفوه على رأس الحفرة بظهره وبمجرد أن الحكم يحكم عليه يأتوا بالشهود، فالشاهد الأول يقول أنا رأيت هذه السيدة في يوم معين ووقت معين مع شخص معين في مكان معين، والشاهد الثاني يقول أنا رأيت هذه السيدة في نفس المكان يقوموا بتجهيز الشهود الأوائل وبالأخص الاول والثاني أول شئ يحدث بعد صدور الحكم فيقوموا بدفع الرجل او السيدة وهو ينظر اليهم بوجهه وظهره للحفرة فبذلك يقع داخل الحفرة ومن الممكن عند وقوعه أن يحدث كسر في رقبته ويموت هذا من البداية قبلما يقومون بضربه فاذا لم يمت يقوم الشاهد الأول يلقي أول حجر والشاهد الثاني يلقي ثاني حجر وبعد ذلك من حق كل الموجودين ان يلقون بالحجارة بعد الشاهد الأول والثاني. وهنا في هذا الموقف السيدة موجودة والحفرة موجودة والشهود موجودين والحجارة موجودة والشاهد الأول مجهز يده ومجهز نفسه تماما والشاهد الثاني والباقين جميعهم مجهزين الحجارة.
لكن ربنا يسوع رأي هذا الموقف فأتي بالسيدة وأوقفها خلفه وقال لهم من حيث إنها تستحق الرجم فهي فعلاً تستحق لكن أنا أريد ليس الشاهد الأول الذي يلقيها بأول حجر بل الذي يلقيها بأول حجر يكون شخص بدون خطية فنظروا بعضهم لبعض فلم يجدوا فرأيناه هو الذي ستر خطيتها قال لها "أما ادانك أحد... ولا أنا آدينك... أذهبي بسلام".
+ إذن عندما تجد شخص يفعل خطية استره عندما تجد إنسان لديه ضعفات كثيرة لا تتحدث عنه، اذا كنت تستطيع ان تصلح أصلح. لكن لا تأخذ مكان الله لا تتكلم على غيرك فأنت بذلك تأكل في لحم غيرك ، وعندما تتكلم على غيرك فانت بذلك لن تري خطاياك وأنك بذلك لن تنظر الخشبة التي في عينك وتظل تدقق وتتكلم على القذي التي في عين أخيك.
لذلك استطيع أن أقول لك انه عندما يأتي اي موقف ستبدأ الناس تتحدث فيه في الإدانة فقل كلمتين "هو لمولاه" و "هو أبرمني ".
ربنا يعطينا إن نكون مدققين وألا تكون التسلية الوحيدة لدينا التحدث عن الآخرين فهذا شيء لذيذ بالنسبة لنا وفي النهاية شخص يقول نحن لم نقل شيء خطأ نحن نروي أشياء حدثت بالفعل لكن الله يقول لك أستر، فعندما يجد الله إنسان يستر ينعم عليه بستره.
ذات يوم كان هناك راهب في دير يفعل خطيه فحكموا عليه أن يخرج من الدير فوجدوا راهب قديس يعتبر أب اعتراف الرهبان اسمه القديس بيساريون يجهز نفسه هو أيضا لكي يذهب مع الراهب. فرأوا الراهب الأول ذاهب بالقفة وبعدها وجدوا القديس بيساريون ذاهب خلفه بالقفة التي تخصه، فقالوا له لماذا تذهب أنت؟ فأجابهم وانا أيضا خاطي.
ربنا يعطينا أن نعلم الي أي حد الله يستر علينا فنتعلم نحن أيضا نستر على الآخرين ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لألهنا المجد الدائم امين.
السماء تبدأ من الأرض
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تحتفل الكنيسة اليوم بعيد عظيم وهو عيد نياحة أمنا السيدة العذراء سيدتنا وملكتنا كلنا، (21 طوبة) نستطيع أن نقول عليه أن هذا هو الاحتفال الكبير في السماء بأمنا السيدة العذراء، بينما العيد الذي نحتفل به في شهر أغسطس هو تذكار صعود جسدها، لكن عيد نياحتها هو 21 طوبة، كل يوم (21) من الشهر القبطي نحتفل فيه بتذكار العذراء فهو مأخوذ من 21 طوبة أي أن هذا هو التذكار الرئيسي لنياحة السيدة العذراء ومعها أيضاً قديسة عظيمة وهي القديسة إيلارية ابنة الملك زينون، سواء أمنا السيدة العذراء أو القديسة إيلارية أو التذكار الذي نحن فيه اليوم الذي يخص تذكار الأربعين كلها تدور حول فكرة واحدة وهي فكرة الغربة على الأرض، هي فكرة أننا هنا نعيش بشكل مؤقت، أي حياة تنتهي لا تكون حياة، أي زمن ينتهي لا يكون زمن، الحياة الحقيقية لا نقول عليها حياة وتنتهي، الحياة آتية من الاستمرار، من الشيء الحي، لكن أشياء تنتهي لا نسميها حياة، فما هي الحياة الحقيقية التي لا تنتهي؟ هي الحياة الأبدية أما نحن الآن في مقدمة الحياة الأبدية، نحن الآن في بداية الحياة الأبدية، نحن نستطيع أن نقول عليها مرحلة التأهيل للحياة الأبدية، فالشخص يذاكر فترة بعدها يأخذ شهادة ليعمل بها عمره كله، نحن الآن في فترة المذاكرة التي نأخذ بها الشهادة لنحتفل بها باقي العمر كله، العمر في الحقيقة يبدأ الآن من الأرض للحياة الأبدية وتستمر في السماء في سفر التثنية الله قال لهم سوف أعطيكم أيام تعيشوها كأيام السماء على الأرض، نحن من المفترض الآن يا أحبائي أن نتدرب على الحياة السماوية، ولنا شفعاء وأولهم أمنا السيدة العذراء ولنا معونة إلهية من الروح القدس ولنا توجيهات من الكتاب المقدس ولنا حياة ربنا يسوع المسيح كل هذا لكي نعيش حياة سماوية ونحن على الأرض، ما هي الحياة السماوية؟ نلخصها في ثلاثة كلمات:
١-الحضور الدائم في حضرة الله: في السماء سوف نكون معه للأبد، نكون معه دائمًا.
٢- التسبيح والتمجيد.
٣- الفرح الذي لا ينطق به.
نحن مدعوين من الآن لنعيش هؤلاء الثلاثة نقاط، وبمجرد أن نبتعد عن هؤلاء الثلاثة فبذلك ابتعدنا عن السماء فبذلك ابتعدنا عن نصيبنا الأبدي ابتعدنا عن الحياة الأبدية.
١- الوجود الدائم في حضرة الله : على المسيحي يا أحبائي أن يحيا دائمًا في حضرة الله، في الكنيسة، في منزله، في الشارع، في عمله، في كل مكان،"جعلت الرب أمامي في كل حين"، من يجعل الله أمامه باستمرار قد بدأت معه السماء من الآن فهو ليس منتظر السماء لكي يعيشها بل يعيشها من الآن وهو على الأرض، نحن لا ننتظر السماء نحن نعيش السماء من الآن، كلما ثبت في وعي الإنسان وثبت في إدراكه حقيقة الوجود الدائم في حضرة الله فقد بدأت السماء، قد بدأت الحياة الأبدية على الأرض، يقولون أن الشخص الذي يشعر أنه هو والله فقط في هذه الحياة هذا هو الشخص الذي بدأت معه الحياة الأبدية، إن لم تشعر أنك أنت والله فقط في هذه الحياة أنت بعيد عن الراحة في كل مكان، البار القديس يوسف الصديق عندما وضع في تجربة مع امرأة فوطيفار تريد أن تغويه يدخل في الخطية قال لها "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" سألته أين هو الله فأجاب موجود الآن، موجود وسطنا، شخص يقول لك هذه لحظة شر، لحظة شيطان، لا فالله موجود في كل لحظة، اجعل الله يملك على فكرك وكيانك ووجدانك ومشاعرك وحضورك واجعل الله يسبقك في كل مكان أنت قد بدأت معك الحياة الأبدية، أنت أخذت نقطة، أخذت عربون، أخذت مقدمة من الحياة الأبدية، عندما يذهب شخص لشراء شيء ويقولون له هذه ثمنه (......) جنيهاً فيقول لهم خذ هذا جزء من الجنيهات عربون فقط، نحن الآن نأخذ مقدمة الحياة الأبدية، نأخذ عربون الحياة الأبدية، الله يريد أن نتذوق الحياة الأبدية لكن بشرط متى يدفع الشخص عربون؟ عندما يكون صادق ولديه نية كاملة أن يأخذ هذه الأشياء،الله يعطينا هذا العربون عندما يجد لدينا النية الصادقة، عندما تأتي الكنيسة وتقول "أهدينا يارب إلى ملكوتك" تكون نابعة من قلبك، تئن في صلاتك وتقول اهدينا يارب إلى ملكوتك،اهدينا يارب لملكوتك، الإنسان الذي تأخذه الحياة ومكتفي بأمور هذه الحياة، ويلهى عن الحياة الأبدية هو يعلن من الآن أنه غريب عن الحياة الأبدية، ويعلن من الآن أنه لا يستحق الحياة الأبدية لأنه في الحقيقة يقيمها في أعماقه أنها لا تستحق فيقول أنك أنت تقول لا تستحق الحياة الأبدية أن تأخذ كياني ووجداني وشخصي ووقتي إذن أنت لا تستحق الحياة الأبدية،لكن بمجرد أن أقول الحياة الأبدية تستحق وأنا أعطيها من قلبي ومن فكري فأنت بذلك تستحق الحياة الأبدية.
2- التسبيح :إلى أي درجة أحب التسبيح؟، إلى أي درجة أحب معية القديسين؟،إلى أي درجة أحب الحياة السماوية؟، إلى أي درجة أحب الكنيسة؟،إلى أي درجة أحب صلوات الكنيسة؟،"إذا ما وقفنا في هيكلك المقدس نحسب كالقيام في السماء"، يقول "أعطيت الذين هم على الأرض تسبيح السيرافيم" ونحن لا نزال علي الأرض، أنت ونحن على الأرض أعطيتنا تسبيح السيرافيم، في القداس يقول "الذي ثبت قيام صفوف غير المتجسدين في البشر، الذي أعطى الذين هم على الأرض تسبيح السيرافيم"، أي ونحن جالسين الآن إذا كان بين كل رجل والآخر مسافة أو سيدة والآخرى مسافة ففي المسافات الفارغة يوجد سمائيين جالسين، ونحن نصلي يوجد وسطنا سمائيين، بين كل اثنين يوجد واحد سماوي يصلي معنا، وأصواتنا تصعد مع أصواتهم ممتزجة بهم، الذي يحب التسبيح يشعر بهذا الكلام، عندما يقول كلمة آجيوس يمتلئ قلبه بالحضور الإلهي،عندما يقول نسبحك نباركك نمجدك نشكرك نسجد لك نخدمك نعترف لك ننطق بمجدك هذا بدأت معه السماء من الآن، هذا الذي يحب التسبيح ما أصعب يا أحبائي أن يذهب شخص لبلد أو مكان وهو يجهل لغته تماماً، تكون مسألة صعبة جدًا إذا ذهب مكان يسألوه حتى عن اسمه لا يعرف السؤال، يقولوا له (what is your name ? ) فلا يعرف،تخيل أنت شخص يسأله أحد عن سؤال فيصمت، لا يعرف يجاوبه أو يجاوب على سؤال آخر هذا من البداية فهل بعد ذلك يكمل معه الحديث؟، على سبيل المثال يقول له اجلس هنا يقول لا أفهم، يقول لها عمل هذا أو افتح الصنبور،اقفل، حرك هذا الكرسي، لا يعلم ما هذا، فنحن أيضاً كذلك إذا لم نكون معتادين على التسبيح فإننا نكون غرباء عن السماء ونحن علي الأرض، متفوقين في لغة الأرض، عرفنا نعمل، وعرفنا نربح، وعرفنا نتحدث مع الآخرين،وعرفنا نتحدث مع بعض، وعرفنا .... ، .... ، .... إلخ، هذا جيد لكن كيف أجهل لغة البلدالتي كل أشواقي إليها، لغة البلد التي أنا متأكد أني مهاجر لها وذاهب إليها، أظل اجهز طوال الوقت وأنا جالس هنا أجهز أوراقي، أجهز فكري، وأظل مشغول، جميعنا معنا جواز السفر للسماء، معنا التأشيرة، كلنا لنا الحق، كلنا السماء تراسلنا وتقول لنا سوف تأتوا، وكلما نودع أحد من أحبائنا نشعر أنه سيأتي يوم ونلحق به، عندما شخص تأتي له كل هذه الدعاوي للهجرة وكل هذه التأمينات للهجرة ولا يفكر في المكان الذاهب إليه فيكون بذلك لا يريده، لا يريده غير منشغل به،التسبيح معناه أني منشغل بالسماء، كلما ارتبط الإنسان بالأرض أكثر كلما أعلن عدم رغبته في السماء، كلما ارتبط بالماديات، كلما ارتبط بالأرضيات، كلما ربط نفسه أكثر بأمور الأرض، كلما تعلق أكثر بالأرض كلما نسي السماء وصارت السماء هي الغريبة، في حين أن الحقيقة المؤكدة هي السماء وكل الذي في الأرض الله علمنا أنه زائل وأنه مؤقت، التسبيح، الوجود السماوي، ما هو نصيبي في السماء؟، ما هو مكاني في السماء؟،أين المكان الذي أنا ذاهب إليه؟.
أتذكر رجل بسيط جاء في فترة يحضر تبرعات كثيرة يحضر اليوم مبلغ ما، ثم الأسبوع القادم، ثم الأسبوع الذي يليه لدرجه أن العطايا أصبحت زيادة كثيراً، هذا الكلام حدث معي أنا شخصيا فشعرت بالقلق على الرجل لئلا يكون في حالة من عدم الاتزان، شعرت بالقلق لئلا بعدما يتوفى هذا الرجل فأولاده يجدوه غير تارك لهم شيء يقولوا هذا أعطي الكنيسة يحزنوا ويقولون ما الذي جعل بابا يفعل هذا، وكيف أن أبي الكاهن يأخذهم منه، فقد جاء إلي فكر قلق، فذات مرة جاء هذا الرجل وأحضر لي مبلغ فقلت له عم فلان شكراً جزيلاً لك وهذا كثير وربنا يعوضك وأنت فعلت كثيرا جعل جزءًا معك، واجعل شيء لأولادك وأنا أقولها له وأضع احتمال أنه يكون في حالة من عدم الاتزان الفكري أو النفسي، وجدته في كامل الوعي يقول لي أبونا أنا عشت على الأرض غني وأريد أن أعيش في السماء غني،ماذا يعني ما هو يفعل؟ يقوم بعملية تحويل، أنت واعي جيداً أنت فاهم ماذا تفعل؟.
الإنسان يا أحبائي الذي يتعلق بالسماء تقل في عينه جداً أمور هذه الدنيا، يشعر أنه من التفاهة أننا نخسر بعض لأجل ماديات، ومن التفاهة أننا نتعلق بأمور زائلة، وأنه لا يليق أني اجعل قلبي في هذه الأمور، التعلق بالسماء يشفينا من أمور كثيرة جدًا.
٣- الفرح الكامل :من أكثر الأمور التي تفصلنا عن السماء هي الهم والغم والأحزان، يقول لك عن السماء أنها الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد، طالما نحن نعيش في حزن وكآبة فنحن غرباء عن السماء، لكن أمور الأرض وأمور الحياة ممتلئة بالهم والحزن يارب نرتفع فوق منها، يارب أنت ترفعها عننا، يارب أنت تجعلنا غير خاضعين لها.
الكتاب المقدس يا أحبائي والحياة في المسيح لا تعدنا أبدا بحياة ناعمة، ولا يخدعنا أبدا بأننا طالما نحن مع الرب لا تواجهنا المشاكل أبدا، لم يقل لنا هذا أبدا، قال لنا في العالم سيكون لكم ضيق، هو قال لنا هناك ضيق، الحياة مع ربنا ليست مجرد أدوية مسكنة لا هذا واقعي، لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم، نحن لا نقول أنه لا يكون هناك ضيقات لكننا لنا وعد أننا سوف نرتفع فوق منها، لا نقول أن الدنيا لا يكون فيها شيء لا فهو قال لنا "ستتكبدون حزناً ولكن يتحول حزنكم إلى فرح"، لماذا هو قال ذلك، قال لنا في العالم سيكون ضيق، قال العالم يفرح وأنتم ستحزنون وعدنا وقال لنا وفهمنا ورأيناه عندما جاء ربنا يسوع وعاش على الأرض لم يعيش حياة ناعمة لكنه عاش حياة بلا مأوى، عاش في ضيق، عاش في فقر،عاش في ألم، كل تجربة نشكو منها هو عانى منها كالاتهامات الباطلة، الخيانة، ليس له أين يسند رأسه، ليس له مكان يأويه،تألم، تآمروا عليه، اتهموه زور،ظلم، كل ما نشكو منه هو اجتازه لكي يقول لنا ارتفعوا فوق هذا الكلام الحياة السماوية حياة فرح، ليس فرح لأنه لا يوجد آلام،لكن فرح لأننا قد غلبنا الألم، فرح لأننا تجاوزناه لأننا أدركنا البركات التي في داخله ومن هنا بدأت الحياة السماوية علي الأرض،أعطيتكم أن تعيشوا أيام السماء على الأرض، أمنا السيدة العذراء كانت تعيش وترى كل الأحزان التي يمكن أن نجتازها، لكن من داخلها سلام السماء، وفرح السماء، وحب السماء، لم نراها أبدا في نزاع مع أحد، لم نراها أبدا في حالة اضطراب إلى الصليب والقيامة والصعود، هو تركها لكي تثبت الكنيسة وتثبت التلاميذ هذه يا أحبائي الحياة السماوية ونحن في تذكار الأربعين نأخذ درس أن هذا الرجل نفسه عاش الحياة السماوية، عاش الوجود في حضرة الله، كان يحب بيت ربنا والتسبيح، يحب الفرح والسلام، لا يحب الهم، لا يحب الكلام الكثير،لا يدخل في نزاعات، رجل سلام، إذن ما هذا؟ هذا معناه أنه يحب السماء على الأرض، سلامي أغلى من النزاع،سلامي أغلى من الاضطراب ربنا يعطينا يا أحبائي حياة الاستعداد ويعطينا الحياة السماوية، بركة أمنا السيدة العذراء يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينابنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .
الله محب البشر الصالح
بالطبع نحن سعداء برؤيتكم لأن هناك أشخاص من بينكم لم نراها منذ فترة طويلة وبالتأكيد أنه كانت لديهم مراجعة، فإن هذه الفترة وهي فترة ما قبل الامتحانات يكون الشخص فيها مرتبك، مشتت، غير متذكر، متشكك وبداخله أفكار كثيرة قد تكون أكثر من أفكار المذاكرة نفسها، مثلاً كم عدد الدرجات التي أحصل عليها؟، بماذا سوف ألتحق؟، هل سيقف الله معي أم أنه مثلما أنا كثيراً ما لا أكون معه فهو أيضا لا يكون معي؟!، أفكار كثيرة مشوشة، الشخص مننا يظل يحسبها بعقله، هل الله سيجد الفرصة التي يقول لي فيها أنا أريد أن آخذ حقي منك!، أحيانا هناك أشخاص تظن أن الله يفعل هكذا، ويظل مذبذب ثم تأتي إليه لحظة يقول فيها أنا لا أتذكر أي كلمة في الكمياء، ولا كلمة في الفيزياء، ... إلخ، لا يوجد شيء أبدا، أريد أن أقول لك أن كل هذا كلام طبيعي، إذن ماذا نفعل؟
أولا أريدك أن تنتبه أن الله لا يمكن أبدا يأتي لشخص يقول له هيا بنا لأنهي معك حسابات، هذا الكلام بيننا وبين بعضنا نحن البشر، لكن الله اسمه محب البشر الصالح، أتعرف ما معني كلمة صالح؟ الصلاح يقصد به أنه لا يتعامل مع من أمامه بالمثل، بمعنى أن الله يشرق شمسه لكل البشر حتى الذين يقولوا أنه غير موجود، وكل الشعوب سواء التي تعبد النار، البقرة، وكل هذه الأشياء الغريبة التي تندهش لها جدا، الله يعطي لهم خير، يطعمهم، يسقيهم، يشرق لهم الشمس، ويعطيهم كل شيء، يعطيهم الصحة وكل نعمة، الله ليس من النوع المنتقم، الله ليس من النوع الذي يقول للبشر أنا أفعل معكم ....، ....،.... إلخ، الله ليس كذلك، الله يحبنا وإن كان من الممكن أن يجربنا لكن تجاربه لا تحتاج إلى امتحان أو درجات، لا ليست هذه أبدا، بدليل أنك من الممكن أن تجد الطالب الأول أو الثاني على الجمهورية غير مسيحي، نقول يارب أأنت تترك أولادك هكذا؟!، يقول لك لا معذرة هذا موضوع آخر، ليس موضوع تصفية الحسابات، لابد أن تثق في الله أنه يحبك، إذا سمحت لابد أن تثق في الله أنه يحبك، ولابد أن تثق في شيء آخر أن الله صانع الخيرات، ولابد أن تثق في شيء ثالث وهو أن الله ضابط الكل، مدبر كل شيء، لابد أن تثق أن الله يحبك، الله يدبر لك أمورك أكبر من حدود عقلك الضيقة، لكن ما موضوع الامتحانات؟! هذا موضوع أن تذاكر فيه وتحصل معلومات وأشياء تفييدك، فلابد أن تذاكر جيدا وتفعل كل ما هو عليك بكل أمانة وكل إخلاص وتفعل كل ما عليك واترك المتبقي علي الله بكل ارتياح، الله يريد أن يقول لك اجتهد وافعل كل ما عليك، وهناك كلمة الآباء يعلموها لنا ويقول لك "الله يطلب منك أن تفعل ما تستطيع ليفعل هو معك ما لا أنت تستطيع"، كل ما تستطيع أن تفعله فأفعله، والذي لا تقدر عليه أتركه على الله، لكن هناك عدد من الأسئلة بداخلي تضايقني، أنا لم أكن أمين جداً في المذاكرة في الفترة الماضية، لقد لهوت كثيراً، قمت بالتقصير، شخص آخر يقول لك أنا أفكر في التأجيل، أفكر أني أقسم المواد الدراسية، أقول له لا بل أنهي، هناك طالب آخر يقول لك أنه كان يعتقد أنه لن يوجد امتحانات بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا فكان لا يبالي، فيفاجئ أنه هناك امتحانات يقول لك انتبه! أي أفكار تقصير جاءت لك قبل ذلك الحل لها هو الآن، أي تقصير أنت كنت فيه في الفترة الماضية الحل الآن، إذا كان متبقي على الامتحانات من الآن أسبوعين أو ثلاثة فقل يارب قويني في هذه الفترة فالله يعمل فيها ما لا أنت تتصوره، الله يبارك في القليل، الله يبارك جداً في القليل، أن تكون أمين كل يوم تجد الله أعطاك كثيراً جداً، لكن أنت اتعب وأفعل ما عليك بأقصى طاقة لديك، لا تقصر أبدا، عندما جاء التلاميذ إليه يقولون نريد أن نشبع الجموع قال لهم أعطوهم ليأكلوا، قالوا له ليس لدينا، وقالوا له هناك كمية قليلة جداً نخجل منها ولا نعرف كيف نقولها لك وهي أن هناك فقط خمسة أرغفة وسمكتين، هل يصلحوا؟!، هل يصلحوا خمس خبزات وسمكتين على خمسة آلاف فرد ماعدا النساء والأطفال؟!، أم هذه كمية من المفترض أن لا نحتسبهم ولا نتحدث عليهم لأنهم طعام طفل صغير والدته أعطته له، كمية بسيطة جداً، قالوا له ليس لنا إلا خمسة أرغفة، قال لهم أحضروهم لي، أنا أريدهم لكي أشبع بهم الجموع، ما هم الخمس خبزات وسمكتين؟ هم ما لديك، هذا كل ما لديك، كل الذي تملكه، هو قليل جداً ويشعرك بالخجل لكن أعطيهم له في يده، إذا سمحت كل قدرتك الذهنية والجسدية وكل تركيزك هذه الفترة لا تقصر فيها أبدا لأنه لا يصح، لا يصح أن يكون معي خمس خبزات وسمكتين وأعطي له خبزتين وسمكة مثلاً، وأقول له خذ هؤلاء تصرف بهم فأنت تعرف أن تفعل كل شيء، يقول لي لا، أنا أريد كل ما معك، ما هو أقصي تركيزك، أقصى وقتك، أقصي سهر يمكن أن تسهره، أقصى شخص يستيقظ مبكراً، اجتهد بالورقة والقلم التي تذاكر بها، ما هو التركيز الذي تذاكر به، أفعل أقصى مجهود لديك والباقي علي الله، أريد أن أقول لك صدقني أن هذه الفترة يمكن أن تكون من أجمل فترات حياتك التي تلتصق بها بالله، التي أنت تشعر فيها بمليء ضعفك، التي تشعر فيها أنك في احتياج شديد لله، انتبه لأني بمجرد أن أشعر أني أفضل، وأشعر أني أستطيع، سأشعر أن الله غير مهم بالنسبة لي، لكن حينما أشعر أني لست الأفضل ولا استطيع، وقتها من سيكون المهم بالنسبة لي؟ أنت يارب، فكثيراً ما اعتمدت علي نفسي، كثيراً ما كنت أرى نفسي أني أفضل ومتفوق وأعرف، أقول لك لا أنا الآن علمت يارب أني لا شيء، أكثر الأشخاص الذين يستطيعوا تجدهم يقولون علي أنفسهم أنهم لا شيء هم أنتم، لا أعرف، لا أستطيع، يارب قويني، يارب أنا ضعيف .
لذلك أستطيع أن أقول لك أن هذه الفترة جميلة في أنك تختبر عمل الله معك، وجود الله في حياتك، وتكون فترة جميلة ولذيذة ومفرحة، ليست فترة نكد أو حزن أو شخص يكتئب ويغلق الكتاب ويقول لك لن أدخل الامتحان والذي يقول لك سوف أدخل بعض المواد، لا أنت أفعل ما عليك واترك الباقي علي الله، كم تحصل من الدرجات؟ الله يدبر لك الخير، انتبه ليس شرط أن يكون كل الناس أطباء، ليس شرط، ليس شرط أن تكون كل الناس في شيء واحد لا، فالله من جماله علينا خلق فينا تنوع، جعل مهندس، مدرس، محامي، صيدلي، محاسب، طبيب، لأنه إذا محونا من البلد أي فئة سوف تشعر أن المجتمع به خلل، أي فئة حتي إذا كانت الممرض ستصبح هناك مشكلة إذا مستشفى كبيرة ولا يوجد بها محاسب فهذه مشكلة كيف تحاسب المرضى؟ كم تأخذ منهم؟، وإذا كان ليس هناك أحد يشتري هذه الطلبات كلها كانت مشكلة، كل واحد الله أعطاه مكان لابد أن يكون أمين فيه، هذا هو المطلوب، فإن الشخص المميز في الكلية العادية أفضل من الشخص العادي في الكلية المميزة، أو يمكن أن نقول عليها إذا شخص في كلية متقدمة جداً لكن لم ينجح ويظل يفشل، حتى هو أمام نفسه صورته تظل تهتز، أذن نحن مطلوب منا أن نكون أمناء جداً، نردد دائما الآية التي تقول "أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني"، لذلك آخر نقطة أريد أن أقولها لكم أريد أن أنصحكم طوال وقت المذاكرة بأن تفعلوا أربع أمور:
١- أرشموا على نفسكم علامة الصليب كثيراً، يأتي إليك خوف، قلق، اضطراب، عدم مذاكرة، غير ملم، لا تفهم، ارشم علي نفسك علامة الصليب بهدوء أو يمكن بأحد أصبعك ترشم على ذهنك علامة صليب فيكون هذا سند ومعونة لك .
٢- ردد اسم يسوع بمعنى قل يارب يسوع المسيح أعني، يارب يسوع المسيح قويني، قل يارب يسوع المسيح وضع الكلمة التي تريدها، يارب يسوع المسيح بارك في الوقت، يارب يسوع المسيح فهمني، يارب يسوع المسيح دبر حياتي بحسب إرادتك، يارب يسوع المسيح اسندني، يارب يسوع المسيح ....إلخ، الذي يرشم صليب ويقول كلمة يارب يسوع المسيح يمتلئ من ينبوع نهر سلام فيض .. فيض .. فيض .
٣- ردد آية، آية صغيرة مثلاً "أنا هو لا تخافوا"، أو "أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني"، تقل آية، آية صغيرة هكذا، "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف"، أنا هو لا تخافوا، أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني، قل آية، عندما تقل أية تجد نفسك تشددت يقول لك لا تخف تشدد وتشجع، يقول لك أنا دعوتك باسمك أنت لي، يا رب ما هذا؟ هذه شحنة طاقة جميلة جداً، يمكن أيضاً أن تكتب مجموعة آيات أمامك مثلاً طوبي لجميع المتكلين عليك، الرب فادي نفوس عبيده وكل من اتكل عليه لا يعاقب، الرب نوري وخلاصي ممن أخاف، أنا هو لا تخافوا، أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني ، طوبي لجميع المتكلين عليه، عندما تقول آية تأخذ طاقة كبيرة جداً ووعود من ربنا جميلة .
٤- تتشفع بقديس أو بقديسة، حينما تذاكر وتشعر باضطراب قل يا أمي يا عذراء، يا مار جرجس، يا أبو سيفين، يا مار مينا، يا بابا كيرلس، يا ست دميانة، يا ملاك ميخائيل، تنادي علي قديس أو قديسة، يا أنبا أنطونيوس، يا أنبا موسي، يا أنبا بيشوي، فهي لم تعد فكرة مذاكرة وكفى لكن أصبحنا مثل الصلاة التي نصليها "لكي نكون بمعسكرهم محفوظين"، أنت لن تجلس بمفردك، واشعر بالسعادة جداً عند ذهابي لزيارة شباب أو شابات أجد كثيراً منهم يضعون صور قديسين حولهم أكثر من خمسين صورة ليطمئن بهم .
ثق أنك في يد الله، ثق أن الله يحبك، ثق أن الله ضابط الكل، ثق أن الله صالح لا يأتي الآن ويقول لك أنا أتركك لا الله لا يترك أحد إلا الذين يتركوه، والله لم يتركه لا بل أنا عندما تركته أشعر أني أنا تركته، وأشعر أن الله ليس معي، لكن أنا الذي تركته ليس هو، نحن إذا كانت الشمس مشرقة الآن وقمنا بغلق الشباك ووضعنا علي أنفسنا غطاء للتدفئة في البيت ستشعر أن البيت مظلم جداً، رغم أن الشمس مشرقة لكن أنا الذي منعتها ليست هي التي تمنع نفسها عنا، أحياناً نشعر مع الله أنه غير موجود لكن هذا غير صحيح، لذلك أحد القديسين يقول له يارب "إن تركتك فلا تتركني"، أذن هذه الفترة فترة جميلة، ترى فيها إلى أي قدر الله معك، إلى أي درجة الله صالح، هذه الفترة تكتشف فيها ضعفك، وعندما تكتشف فيها ضعفك تحتاج جداً لله، تمسك بالله جداً، تمسك في وعوده، تمسك في صلاحه، تمسك بضابط الكل، افعل كل ما هو عليك، أبذل أقصي طاقة لديك، قدم له الخمس خبزات وسمكتين الذين معك، وأنت تذاكر ترشم صليب، تردد اسم يسوع، تردد آية، تتشفع بقديس أو قديسة، بماذا ألتحق؟ الذي يريده الله، أنا يارب أريد ....،....،.... لكن لتكن مشيئتك، المهم أن أكون معك، المهم أكون أمين، المهم أمجد أسمك، في أي مكان أمجد اسمك.ربنا يبارك فيكم، يحافظ عليكم، نحن نصلي لأجلكم، ونتذكركم لن ننساكم أبدا، وكل الناس تصلي لكم .ربنا يملئكم بالسلام، يعطيكم روح اجتهاد، روح أمانة، روح تدقيق، ونفرح بكم ونفرح بنتائجكم، لكي تكونوا صورة جميلة لربنا يسوع المسيح في كل مكان . لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .
الإيمان الخماسين المقدسة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد أمين .تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها أمين .
الأسبوع الأول من الخماسين يا أحبائي هو أسبوع الإيمان لأنه حقيقة القيامة والتي واجهت كثير جداً من الشكوك من البداية بمجرد أن تعرف موضوع أن المسيح قام كثيرون كانوا لا يصدقوا، وهذا الأسبوع تحديداً من أكثر الفترات التي ظهر فيها ربنا يسوع المسيح لكثير من التلاميذ لكي يؤكد ويثبت حقيقة القيامة، منذ لحظة أن عرفت القيامة وجدنا البعض يصدق والبعض لا يصدقوا، البعض ترك البلد والبعض الآخر عاد مرة ثانية،لدرجة أن اثنين من تلاميذه الذين هم تلميذي عمواس قالوا لك إن بعض النسوة حيرننا إذ قلناأنه قد قام،أي أن نساءقالوا، انتبه من كلمات نساء قالوا هذه فإنها تحمل كثير من الشك، نساء قالوا أنه قام نعم لكن أنتم ماذا تقولون؟،نجدشخص مثل معلمنا بطرس آخذ سبعة من التلاميذ وذهبوا ليصطادوا فأنت يا بطرس لم تصطاد منذ وقت طويل يزيد عن الثلاث سنوات فهل تعود للصيد مرة أخرى؟ وكأن قصة المسيح قدانتهت كثيراً يا أحبائي ما تواجهت القيامة بتشكيك لكن ربنا يسوع المسيح يظهر وبأشكال كثيرة وفي أماكن كثيرة ويؤكد على أن الذي مات هو الذي قام، وكان يريهم جراحاته لكي يصدقوا ولكي يثبت،نحن هذا الأسبوع نريد أن نثبت في قلبنا حقيقة القيامة،لأنه من الممكن أن نكون مصدقين لكن بدرجة ضعيفة،من الممكن أن نكون مصدقين لكن ليس باقتناع كامل،ليس فقط على قيامة المسيح بل على أنناقمنا، لابد أننا أيضا نصدق أننا قمنا، لابد أننا أيضا نقتنع أننا قمنا،ليس فقط المسيح قام، لابد أني أقول مع توما ربي وإلهي، لابد أني أقول مع التلاميذ ففرحوا التلاميذ إذ رأوا الرب،لابد أني أسجد مع كل من رأى حقيقة القيامة، لابد أن أصدق أن القبر فارغ، لابد أن أصدق أن الذي مات هو الذي قام،هذا الكلام مهم جداً لذلك نلاحظ أن أول آحاد القيامة هو أحد توما، لماذا؟لأنه يقول لك لابد أن تبدأ رحلة الخماسين بالتصديق الكامل،الإيمان الكامل وطوبى للذي آمن ولم يرى،لابد يا أحبائي أن يكون لدينا تصديق كامل لحقيقة القيامة لذلك التحية المسيحية والأسلوب المسيحي ليس فقط في فترة الخماسين، تثبيت حقيقة القيامة إخرستوس آنيستي.. آليثوس آنيستي،المسيح قام .. بالحقيقة قام،أؤمن، أؤمن، أؤمن، تثبيت حقيقة القيامة يا أحبائي كانت هي أساس الكرازة كلها، لأنه إذا انتهت حياة ربنا يسوع المسيح عند الصليب فقط يكون أتم الفداء لكنه غلب،غلب من الموت،هو أتم الفداء لكن معناه أن الموت قوى عليه، لكن المسيح مات وقام فبذلك نقول له أكملت التدبير بالجسد،أكمل التدبير،القيامة هي التي عينت أن المسيح هو ابن الله بالحقيقة،القيامة هي التي أعلنت ألوهية المسيح،تخيل عندما نكون أتباع للمسيح ونكون مقهورين وضعفاء وشاهدنا هوهو يصلب،شاهدنا هوهو يظلم، وقلوبنا تعتصر من الألم عليه،ومتحيرين، هل هو كان إله أم هو كان إنسان؟!، من أين جاء؟!، وهل كل النبوات التي قيلت عنه صحيحة أم خاطئة؟!، في حيرة شديدة جداً، والمسيح مات ووضع في القبر لكنه قام،سوف يتحول كل ضعف فينا لقوة، وكل إنسان كان مختبئ في مكان يخرج ويقول المسيح قام، وكل إنسان لم يكن يعرف المسيح يريد الآن أن يبحث عنه،يريد أن يقول أين هو؟ أنا أتبعه،فهوالإله الحقيقي، القيامة أعلنت ألوهية السيد المسيح لأنه لا يوجد أحد أقام نفسه بنفسه، ربنا يسوع المسيح يعتبر أنه أكبر إنسان عاش على الأرض أخذ حكم ظلم، لأن أي إنسان يأخذ حكم ظلم إذا فحصته قليلاً ستجده هو نفسه حتى إذا كان برئ من الحكم الذي أخذه لكنه مذنب في أمور أخرى،لكن ربنا يسوع المسيح بار بالكامل،البار بالكامل يأخذ أقصى عقوبة بالكامل، من هنا تأتي شناعة القضية نفسها،البار بالكامل يأخذ حكم ظالم بالكامل، ستجد هذه القضية التي وضعت عليه وضعت عليه بظلم، مثلما قال أشعياء "ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه"،الذي ظلم هذا وضع في قبر وأهين، قام ياللبهجة،ويالنور الخبر عندما يدخل داخل القلب،نرى وقتها ماذا يكون شكل تبعيتك للمسيح؟ بعدما كنت تعرف أنه مصلوب فتعرف أنه قام،ماهي رؤيتك الآن للمسيح؟ تغيرت تماماً، إيمانك وتصديقك للمسيح تغير تماماً، تعاليم المسيح السابقة التي كنت تسمعها قبل القيامة تختلف عن الآن، المعجزة التي كنت تعرفها قبل القيامة غير الآن، كل أعمال المسيح إذا قمت بوضعها في ضوء القيامة سوف تختلف تماماً، تختلف تماماً لأنك أنت الآن تتعامل مع معلم جاء من السماء، تتعامل مع معلم هو ابن الله الذي نزل من السماء من أجل خلاص العالم، هذا هو، هو الذي آتي إلينا من السماء لكي ما يرفعنا مرة أخرى إلى السماء،هو الذي جاء ليرفع عنا عقوبة الموت، هوالذي جاءليرفع عنا نيرالخطية،هو الذي يجعلنا نتبع لحياة جديدة اسمها آدم الجديد، الإنسان الجديد، هو الذي قال أن الإنسان الأول من التراب لكن الإنسان الثاني الرب من السماء،من هو الإنسان الأول الذي من التراب؟هو آدم،الإنسان الثاني الرب من السماءهو ربنا يسوع المسيح حقيقة القيامة يا أحبائي عندما تدخل داخل القلب وتصدق تجعل كل مشكلةلديك تكون بسيطة،لا تكن مهموم،لا تكن حزين، لا تكن خائف لأنك ثابت في المسيح الذي غلب،الذي غلب الموت، غلب الشر، غلب الظلم، غلب الأرض، الذي ارتفع وقال أنا متى ارتفعت اجذب إلي الجميع أثبت في المسيح،تعالى ابحث عن أشياء تعطيك فرح في الحياة فلن تجد، تعالى أبحث عن أشياء تعطيك سلام، اطمئنان، أبحث عن أشياء تعطيك هدوء، العالم كله الآن يا أحبائي وليس من الآن فقط بل منذزمن طويل لكنه قد ازداد الآن أن الناس كلها تبحث عن أشياء لتفرحها،الناس تشتهي حتى أن تأخذ مخدر لكني نسي الدنيا قليلاًويستريح، الناس تفكر في الانتحار لكي يقول لك أنه يريد أن ينتهي من هذا الهم، مساكين لأنهم لم يعرفوا أن مفتاح الحياة في رئيس الحياة،هو قال ذلك "فيه كانت الحياة"،فيه كانت الحياة عندما أبعد عنه فأنا ابتعدت عن الحياة فأصبح أنا ميت، تجد الإنسان لن يعرف أن يعيش،وبالطبع هو لن يعرف أن يعيش فماذايفعل؟يظل يشكو،يشكو مثلاً من زوجته، من أولاده،من العمل، من الغلاء،من البلد، من الناس، من الجو، من الحر، من البرد وأي شيء الإنسان غيرمحتمل أي شيء،لماذا؟ لأن توقعاته أنهم نال ممكن أن يأخذ راحة أو سلام أقول لك صدقني صدقني لا تتعب نفسك كثيراً، وفر على عمرك بدلاً من أن تكتشف الحياة بعد ١٠أو٢٠ أو ٣٠سنة تراها الآن،أن هذه غايةالحياة،معلمنا بولس الرسول قال "لي الحياة هي المسيح"، عيش المسيح، عيش المسيح، "أما نحن لنا فكر المسيح"، اجعل المسيح يكون أمام عينك باستمرار، تأمل في كلامه وفي تعليمه،ليست تأمل فقط لكن تحاول أن تعيشها،اقترب من منهجه،اقترب من فكره،اقترب من مشاعره، اقترب من كلامه تجدالحياة اختلفت معك تماماً، وأنتتتعامل مع كل هذا فينور القيامة التيغلب بها المسيح، تذوق هذهالغلبة،تذوق هذهالفرحة،تذوق هذاالانتصار ربنا يعطينايا أحبائي فترة القيامة ونحن لازلنا في بدايتها أن نكون فرحين ومتمتعين وثابتين يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .
التوبة والمعمودية
الإنجيل الذي قرئ علينا هو فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح الثالث، عن حديث ربنا يسوع المسيح مع نيقوديموس عن المعمودية، عن الميلاد من الماء والروح، أذا لاحظت في الثلاث أحاد المتتالية والذين نحضرهم الآن ستجدهناك أحد للسامرية، ثم أحد للمخلع،ثم الأحد القادم أحد المولود أعمى، الثلاثة بهم عناصر مشتركة، ماهي هذه العناصر المشتركة التي في الثلاثة؟المرض، الشفاء، المرض والشفاء وهناك شيء آخرمشترك وهو المياه،الثلاثة بهم مياه،السامرية فيها مياه،المولودأعمي فيه مياه، المخلع فيه مياه،ما كل هذه المياه، ما معناها؟ تعني المعمودية،الكنيسة كانت تأخذ الصوم الكبير كله فترة توبة، وفترة مهمة جداً لكل الناس الذين يريدون أن يدخلوا الإيمان يحضروا هذا الصوم الكبير كموعوظين،إلى يوم أحد المولود أعمى فهو يسمى أحد التناصير، الكنيسة علمتنا أن اسمه أحد التناصير،كل الناس الموعوظين كانوا يعتمدوا في هذا اليوم، تقول لي يا أبي ولكن نحن معمدين، لماذا أحد التناصير؟،ولماذايظلوا يتحدثوا معنا على أن الذي لم يولد من الماء والروح، ولماذايظلوا يقولوا لنا على السامرية المياه، وعلى المخلع المياه، وعلى المولود أعمي المياه، في الحقيقة هذه المعمودية لن تكون مرة، تقوللي لا المعمودية مرة واحدة، أقول لك لا المعمودية ميلاد للمسيح طول العمر، هي نعم لا تعاد لكن لابد باستمرار أتذكر أنني معمد،أتعرف أن أي شخص منكم يعرض عليه أي شر، أو أي فكرة شريرة، أو أي شيء ردئ،تأتي في قلبك، تأتي في عينك،تأتي في فكرك،أتعرف أن أكثر نعمة تجعلك تطردها هي أنك معمد،أنا معمد، وأنا أتمنى أن جميعكم تعدوني أن تفعلوا هكذا أن يكون في البيت لديكم صورة صغيرة لكم أنتم في يدكم وأنتم في يد الكاهن في مياه المعمودية، هذه الصورة بماذا تذكرك؟بأنني مولود من فوق، أنني مولود من المسيح، أنا مختلف، لا فأنا عيني لا ترى هذه الأشياء، أنا ابن المسيح، أنا مرشوم بالميرون،إذن فالمعمودية ليست موضوع أنني معمد منذ زمن وأنا صغير وانتهت بذلك،لا فالمعمودية هذه ميلاد المسيح لابد أن تتذكره العمر كله لذلك فترة الصوم الكبيرهي فترة إعدادنا لأننا نظل باستمرار نجدد عهد معموديتنا، وأتذكر أنني مختلف لذلك ربنا يسوع اليوم في الإنجيل مع نيقوديموس قال له"إن لم يولد من الماء و الروح لن يدخل ملكوت السموات"،لابدأن تتذكروا أنكم مولودين من الماء والروح،عندمايأتي أصدقائك أوزملائك حتى لو للأسف يكون مسيحي أو بنت مسيحية ويتكلم معك في أي شر، في أي شيء ردئ،في أي خطية، تذكردائماً أنك مولود من فوق،تذكردائماً أنك معمد، تذكردائماً أنك مرشوم بالميرون،وذلك يعني أنك مختوم،مختوم أي أنك ملك المسيح فلا يصح ذلك،معلمنا بولس الرسول قال "أفآخذ أعضاء المسيح واجعلها أعضاء زانية؟ حاشا"،يا بولس هل أعضائك هذه أعضائك أنت أم أعضاء المسيح؟ قال لك منذ يوم المعمودية هذه الأعضاء لم تصبح لي لكنها أصبحت أعضاء للمسيح، اسأل نفسك هذا السؤال،إذا تريد باستمرار أن تأخذ قوة دفع، إذا تريد باستمرار أن تنتصر علي الخطية،إذا تريد باستمرار أن تحارب ويكون في يدك سلاح قوي تغلب به، عليك أن تتذكر دائماً أنك معمد،أنك لست من أسفل لكن أنت من فوق، أنت مولود من فوق، احضر صورتك وانت معمد وقل ها أنا الآن هنا أولد من المسيح،أيضاً منذ وقت المعمودية أصبح لي أب وأم، غير الأب والأم الذين بالجسد، منهم؟أبي هو المسيح وأمي هي الكنيسة، الكنيسة هي أمك ،فهي التي تقوم بتربيتك، وتغذيك،وتكبرك،هي التي تحبك،هي التي توصيك الكنيسة لذلك لابد أن تفرح بالكنيسة وأي فرصة تجد فيها قداس تعالى وأحضر على الفور،احرص على أنك تتربى في الكنيسة، تشبع بها، تتغذى بها لأنك مولود من فوق،أنت مولود من الماء والروح، عندما يفكر الإنسان في نفسه انه معمد هذا يحميه من روح العالم، يحميه من الغرور والكبرياء، يحميه من الشهوات الله قادر أن يجعلنا دائماً نتذكرأننا ملكه،وأننا أولاده، وأننا لسنا مثل أولاد العالم، أننا مخصصين لأننا مرشومين لأننا مختونين للمسيح، ربنا يحافظ عليكم يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين.
اخرج اولا الخشبة من عينك
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا مارلوقا البشير الإصحاح (6)، يتحدث فيه عن مجموعة مبادئ مهمة سوف أتناول منها مبدأ واحد فقط حينما يقول"ما بالك تنظر القذى الذي في عين أخيك، ولا تفطن للخشبة التي في عينك، وكيف تقدر أن تقول لأخيك يا أخي دعني أخرج القذى من عينك وأنت لا تبصر الخشبة التي في عينك، يامرائي أخرج أولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك".
يتحدث عن خطية كثيراً ما نسقط فيها أننا لا ننتبه من خطايانا أو ضعفاتنا ونركز على خطايا غيرنا، أحياناً كثيرة يا أحبائي الناس عندما تجلس مع بعضها تكون تسليتهم هي الكلام عن الناس، وهذا يجده فيه لون من ألوان اللذة، يجلسوا وينسوا أنفسهم ويتحدثوا بكل ما هو رديء وقليلاً مما هو جيد، أي أنهم يتحدثون بالأكثر عن الأشياء الرديئة، وفي الحقيقة هذه الخطية خطيرة جداً، سوف أحدثكم في نقطتين عن خطورتها وعن علاجها.
أولاخطورتها :كم أن هذه الخطية تحديداً تهين الله، تغضب الله، تنزع نعمة ربنا من الإنسان الذي يرتكبها وتجعله يرفع عنه رحمته،يا لها من كلمة صعبة جدًا ينزع النعمة، ويرفع الرحمة، لماذا؟ لأنه كان يتوقع أنني أترفق بأخي مثلما هو مترفق بي، لكن عندما يجدني قاسي على أخي يقول لي أنا أترفق عليك وأنت قاسي على أخوك!، لذلك القديسين يقولون لنا الذي ينشغل بخطايا أخيه ولا ينشغل بخطاياه فيكون كمن يبكي على ميت غيره ويترك ميته، كأن شخص لديه ميت يترك ميته ويظل يبكي على موتى الآخرين، يقول لك إن الإنسان عندما يركز مع خطايا غيره يفقد القوة والقدرة على اصلاح نفسه، طالما أنا متطلع على الدوام على خطايا الآخرين أنا لن التفت لأخطائي، طالما أنا متطلع على الدوام على خطايا الآخرين أنا أرى نفسي دائمًا بريء، ومن المخطئين؟! الناس، ومن الناس؟! في الحقيقة من الممكن أن يصل الإنسان لدرجة الشعور بأن كل الناس هم المخطئين، من كل الناس؟! بداية من كل الذين نعرفهم في دائرة علاقتنا الضيقة في أسرتنا بعدها أوسع قليلاً في عملنا، بعد ذلك جيراننا، بعد ذلك في الكنيسة، بعد ذلك في البلد، بعد ذلك في العالم، وهكذا هو يرى كل الناس مخطئين، لذلك أستطيع أن أقول لك أن هذا الأمر يغضب الله ويعري الإنسان من النعمة، ويدفعه إلى الهلاك،خاصة عندما يدين ويشهر، وخاصة عندما يحتقر، لذلك أريد أن أقول لك أن الله يريد أن يقول لك يامرائي أخرج أولاالخشبة، يريد أن يقول لك أنت عين أخيك بها قذى،والقذى تستطيع أن تقول عليها"سلاية"لكن يريد أن يقول لك أنت نفسك عينك ليس فيها سلاية لكن فيها خشبة، تخيل عندما يكون شخص عينه بها عامود من خشب أو لوح خشب والآخر عينه بها سلاية، وأنا الذي عيني بها لوح خشب أنا الذي أريد أن اخرج السلاية التي في عين أخي، أنت فقط لاحظ نفسك فأنت أساسا نظرك ضعيف لذلك يقول لك أتمني أن تركز دائمًا على نفسك، لماذا لا ندين أنفسنا ونحكم علي شرورنا؟، نحكم على شرورنا وعلى أنفسنا التي نعرف خطاياها وضعفاتها تماماً أنا أعرف أن لدي ألف شيء، مائة ألف شيء وأخي أنا أرى فيه شيء،لكنك ترى فيه ضعفة واحدة وأنت تعرف على نفسك مئات من الضعفات!، لذلك أستطيع أن أقول لك أن هناك خطورة في هذه الإدانة أنها تجعل الإنسان يتعرى من نعمة الله، وفي الحقيقة الإنسان عندما يظل يدين الآخرين كأنه يغتصب حق الله، ويأخذ دور الله لأن الذي له حق الإدانة هو الديان أستطيع القول بأن الله يعلم ظروف كل شخص ويعرف حدوده ويعرف إمكانياته ويعرف ضعفاته، لذلك أستطيع أن أقول لك لكي تعرف كم خطورة هذه الخطية والتي تجعل الله يتخلى عن الإنسان، عندما تجلس في مجلس وهم يتحدثون عن سير الناس انتبه،معلمنا بولس الرسول قال أنت الذي تدين غيرك تحكم على نفسك بالخطأ لماذا؟ لأنك "أنت الذي تدين غيرك أنت تفعل هذه الأمور عينها"، أنت الذي تتحدث عن أن فلان يحب المال فأنت أيضاً تحب المال، أنت تتحدث عن أن فلان أخطأ في بعض الأمور وأنت تفعل ذلك وأكثر،لذلك أستطيع أن أقول لك أن الشخص الذي لا يلتفت لنفسه لابد أن ينتبه جداً من أن هذا الأمر يهين الله، لدرجة أحد الآباء القديسين قال "أنت كأن لسانك لسان مصنوع بلسان حداد"، تعرف الحديد الذي مثل السكين الذي ينهش في الناس يقول لك انتبه لئلا يكون لسانك هكذا، لا انتبه!، لابد أن تنتبه جداً أنك تكون أمين ومدقق في الحديث، لدرجة أن أحد الآباء القديسين قال "إياك أن تعيب في أحد لئلا يبغض الله صلاتك"، وأيضاً أحد القديسين قال "الذي يدين فقد هدم سوره بنقص معرفة"، السور الذي هو حصنه، قال لك الإنسان الذي يطلق لسانه على الآخرين بكل سيء ورديء لن يؤهل لنعمة الله، ويقول لك لا تدن أحدا ولا تقع بإنسان وحينئذ سيهبك الله الراحة والسرور والهدوء، أعرف دائمًا أن خطية الإدانة خطية خطيرة جداً، إذن ماذا أفعل؟!وهذا يدخلنا على النقطة الثانية.
ثانياعلاجها :اعرف أن الحكم لله، الدينونة للديان، هو الذي يعرف الضعفات والنقائص والحدود والإمكانيات، وفلان هذا ما مشكلته بالضبط؟، وفلان هذا كيف كانت نشأته؟، وفلان لماذا يقول هذا؟، لابد أن أكون فاهم أن الحكم عند الله يختلف عن الحكم لدينا، فأنا لا أرى غير هذا التصرف، لكن الله يعرف الحدود والدوافع والقلب ويعرف الأعماق، والموقف لديه ليس شروط محكمة أو قوانين جامدة لا فهو يعرف الخفايا، بمعنى أنه قد يفعل شخص شيءوشخص آخر يفعل نفس الشيء لكن عند الله الأمر مختلف تمامًا، هناك قصة أنه كان يوجد مركب بها عبيد للبيع من ضمنها مجموعة بنات بينهم بنتين توأم، فجاءت أسرة تقية محبة لله يريدون أن يربوا بنت في مخافة الله فقاموا بشراء هذه البنت وأخذوها لكي يعلموها الصلاة والصوم والتسبيح والميطانيات والقديسين والكنيسة والقداسات والتسبحة، لديهم أمل أن يربوا بنت تكون بنت للمسيح، ثم جاءت مجموعة أخرى لشراء البنت الأخرى لكن هذه المجموعة كانوا فرقة رقص يعملوا في المجون والسكر والخلاعة فتربت البنت على ذلك، ربوها من أجل ذلك، فظلت هذه الفتاة تتربى بهذا الشكل فارتكبت الخطايا لكنها تربت على ذلك، هم الذين علموها ذلك، والفتاة الأخرى تصلي وتصوم هي تربت على ذلك، علموها ذلك، أحد الآباء القديسين يسأل الله كيف سيدين هذه الفتاة والأخرى، هل تظن أنه يدينهم مثل بعض بالضبط، لا من المؤكد أن هذه الفتاة مظلومة، وهذه الفتاة الظروف هي التي ساعدتها، لذلك أريد أن أقول لك لا تحكم على أحد، الكتاب المقدس يقول لا تحكموا حسب الظاهر، عندما تجد نفسك سوف تدين أحد قل كلمتين :
١ـ هو لمولاه : معلمنا بولس الرسول قال "لماذا تدين عبد غيرك هو لمولاه"، بمجرد أن تقدم على إدانة أحد قل هو لمولاه، ما معنى هو لمولاه؟ تعني أن إذا كان هناك شخص عامل يعمل عند جيراننا وهذا العامل نحن نراه لاينظف ولا يقوم بعمله، فهذا ليس دورنا أننا نقول له قم بعملك، ليس دورنا أننا نقول له لماذا تجلس طوال النهار هكذا، ليس دورنا لأن "هو لمولاه" الرجل الذي اتفق معه على العمل هو الذي يعرف، فمن الممكن أن الرجل الذي اتفق معه على العمل يقول لك من الذي قال لك أن عمله هو التنظيف بل هو عمله أنه فرد أمن وأنا جعلته يجلس فقط للحراسة، فتقول معذرة لم أكن منتبه لذلك فقط كنت أظن أن هذا الرجل كسول ويجلس طوال النهار دون أن يقوم بعمله، لا "هو لمولاه" عندما تشاهده يفعل تصرف لا يروق لك فمن الممكن أنه لا يعجبك أنت لأنك أنت طبعك مختلف عنه، فلابد أن تقول هو لمولاه، وفي الحقيقة معلمنا بولس عندما يقول "لماذا تدين عبد غيرك هو لمولاه" كأنه يريد أن يقول لنا كلمة باللغة الدارجة "انت مالك" هو لمولاه،الذي أنت تظل تتحدث عليه هذا هو لمولاه هناك كلمة أخرى جميلة جداً يعلمها لنا الآباء أحب أنك تتذكرها كثيراً جداً :
٢- هي أو هو أبر مني :الكتاب المقدس في سفر التكوين الإصحاح (٣٨) ستجد قصة عن رجل اسمه يهوذا لديه ثلاثة أبناء اثنين منهم عمرهم كبير وابن منهم لازال صغير، الابن الأكبر تزوج بامرأة ولم يقم نسل فمن المفترض أن الولد الأصغر منه يتزوج نفس المرأة ليقم نسلا، فالولد الذي يليه رفض لم يكن يريد أن يقيم نسلا من هذه السيدة، هذه السيدة اسمها ثامار فذهبت ليهوذا وقالت له أنا بذلك ليس لي نسلا ماذا أفعل؟ فقال لها اذهبي إلى بيتك إلا إذا أردت أن تنتظري هذا الولد الصغير عندما يكبر،بالطبع هذا لون من ألوان الذل والاستخفاف، قال لها انتظري هذا الولد الصغير فالمرأة لشهوة قلبها أن يعطيها الله نسلا انتظرت بالفعل حتى كبر الولد الصغير وفي النهاية هذا الولد رفض أن يتزوجها، فكان يهوذا الذي هو الأب ذهب ليجز غنمه خارج المدينة وهذا يكون موسم يكون فيه فرحة واحتفالات، موسم جز الغنم هذا يجلب لهم خير كثير، وهو ذاهب في الطريق يهوذا كان للأسف مستهتر قليلاً، فثامار هذه تخفت في زي بنات زانيات وفعلت معه الخطية وهو لم يكن يعرفها ثم قالت له ماذا تعطيني قال لها أعطيك معزة فقالت له أنت سوف تذهب لتجز الغنم أنا لا انتظر أنا أريد منك شيء رهن إلى أن تحضر لي المعزة، فأخذت منه عصاه وخاتمه وقالت له اجعلهم معي حتى تحضر لي المعزة، فبمجرد أنه ذهب من عندها هي أيضاً ذهبت، أرسل المعزة فالرسول الذي أرسله لها قال له أنا ذهبت لأسأل عن هذه المرأة ولكني لم أجد أحد فعاد له مرة أخرى بالمعزة فهي بذلك احتفظت بالعصا والخاتم، بعد عدة شهور ذهبوا له وقالوا زوجة ابنك الأرملة حامل، فهي قد زنت، قال لهم"تخرج خارجاً وتحرق بالنار أمام الجميع"،يا لها فضيحة!، قالت لهم أنا أريد فقط أن أستأذنكم في شيء، أريد أن أرسل له العصا والخاتم، فأرسلتهم له وبمجرد أن رآهم قال كلمة،قال "هي أبر مني"، هي لم تخطئ هي كانت تقصد أن تنجب نسل لأن حياتها كلها كانت متوقفة على فكرة أنها تقيم نسل لكنه هو أخطأ، هو الدافع عنده كان شر لكن هي كان خير، لكن أمام الناس يروها أخطأت، إذن عندما تخطئ أنت قل هو أبر مني، هو بالفعل حقا يفعل شيء غير صحيح لكن دوافعه غير دوافعي، هو أبر مني، هي أبر مني عندما تجد أحد لا تعجب به وتبدأ تتحدث في سيرته قل كلمتين هو أبر مني، هو لمولاه، إياك أن تجد نفسك تسترسل وتتحدث في سير الناس بأمر رديء، إياك أنك تأخذ حكم الله ومكان الله، فالسيد المسيح عندما أحضروا له المرأة التي أمسكت في ذات الفعل سترها وقال لهم "من منكم بلا خطية فليرمها بحجر"، كان في قديم الزمن الشخص الذي يفعل خطأ في العرف اليهودي يرجم وهذا الرجم عند اليهود شيء قاسي جداً، بأن يحفروا له حفرة على طوله ويقفوا به على رأس الحفرة بظهره وبمجرد أن ينطق بالحكم عليه يحضروا الشهود، الشاهد الأول يقول أنا رأيت هذه السيدة اليوم (....)، الساعة(.....)، مع الشخص (....)، في المكان (.....)، وأيضاً الشاهد الآخر، يقوموا بتجهيز الشهود خاصة الأول والثاني وبمجرد أن يصدر الحكم يلقوا الرجل أو المرأة وهو يقف وجهه إليهم وظهره للحفرة فيسقط داخل الحفرة وقد يحدث أن بمجرد سقوطه تكسر رقبته فيموت، هذا منذ البداية قبل أن يضربوه، لكن ماذا يحدث ولو أنه لازال حي؟!، يقوم الشاهد الأول بإلقاء أول حجر والشاهد الثاني يلقي ثاني حجر بعد ذلك يحق لكل الموجودين أن يلقوه بالحجارة بعد الشاهد الأول والثاني، أما في هذه الحالة فنرى السيدة موجودة، الحفرة موجودة، الشهود موجودين، الحجارة موجودة، الشاهد الأول مستعد جيداً، وكذلك الشاهد الآخر وبقية الحاضرين كلهم مستعدون بالحجارة، ربنا يسوع رأى هذا الموقف فأحضر المرأة وأوقفها خلفه وقال لهم من جهة أنها ترجم فهي يجب أن ترجم لكن أنا أريد ليس الشاهد الأول هو الذي يلقيها بأول حجر أريد أن الذي يلقيها بأول حجر يكون شخص بلا خطية فالتفتوا لبعض ولم يجدوا،فبذلك وجدناه أنه ستر خطيئتها، قال لها أما أدانك أحد؟،ولا أنا أدينك اذهبي بسلام، عندما تجد شخص يفعل خطية استره، عندما تجد أحد لديه ضعفات كثيرة لا تتحدث، إذا استطعت أن تصلح فأصلح،لا تأخذ مكان الله، لا تتحدث على غيرك لأنك بهذا كأنك تأكل في لحمه، وعندما تتحدث على غيرك كأنك لا ترى خطاياك وكأنك لا ترى الخشبة التي في عينك وتظل تدقق وتتحدث عن القذى التي في عين أخيك لذلك أستطيع أن أقول لك عندما يحدث أي موقف ستبدأ الناس تتحدث فيه بالإدانة قل كلمتين: هو لمولاه، هو أبر مني ربنا يعطينا أننا نكون مدققين، لا تكون هذه تسلية بالنسبة لنا، لا يكون الحديث في سير الناس شيء لذيذ بالنسبة لنا، وفي النهاية شخص يقول لك نحن لا نقول شيء خطأ نحن نحكي أشياء حدثت بالفعل، أقول لك استر، عندما الله يجد إنسان يستر فإن الله ينعم عليه بستره، ذات مرة راهب في دير فعل خطية فحكموا عليه أن يخرج من الدير فوجدوا راهب قديس يعتبر أب اعتراف الرهباناسمه القديس بيساريونوجدوه يجهز نفسه هو أيضا لكييخرج من الدير، فبينما الراهب الأول خارج بقفته وحاملها وجدوا هذا القديسخارج خلفه بقفته، قالوا له لماذا أنت ذاهب قال لهم وأنا أيضا خاطئ ربنا يعطينا أننا نتعلم كم أن الرب ساتر علينا فنتعلم نحن أيضاً نستر على الآخرين ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .
يارب علمنا كيف نصلى
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين، تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين.
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا لوقا البشير، حيث رأى التلاميذ ربنا يسوع المسيح وهو يصلي "وإذ كان يصلي في موضع قفر فلما فرغ قال له واحد من تلاميذه يارب علمنا أن نصلي" . تخيل عندما تري شخص يفعل شيء بشكل جميل، بشكل لم تراه من قبل، فإنك تحب أن تعرف كيف يفعل هذا؟!، فهم شاهدوا ربنا يسوع المسيح وهو يصلي، فشعروا أنهم لم يعرفوا كيف يصلوا، شعروا أنهم محتاجين أن يتعلموا كيف يصلوا، فقام أحد تلاميذه بسؤاله وقال له يارب علمنا أن نصلي، علمنا كيف نصلي مثلما أنت تصلي، أنت استغرقت وقت طويل جداً في الصلاة، أنت كنت تصلي بحرارة شديدة بتركيز شديد، بحب شديد، علمنا وقل لنا كيف نصلي؟
ونحن في بداية فترة الصوم المقدس ما أجمل أن يتحد الصوم بالصلاة، لذلك أود أن أقول لك ثلاث كلمات سريعة عن كيف نصلي؟ :
١- بإيمان
٢- بحب
٣- باحتياج
أولا : الإيمان :- لابد وأن أكون على علم أنا مع من أتحدث؟، لابد أن أكون فاهم ومتأكد ان الذي أكلمه يسمعني، لابد أن اعلم أنني في حضرة ضابط الكل، في حضرة ملك الملوك، في حضرة الله، اذا لم يكن عندي إيمان أنني في حضرة الله فمع من أتحدث أذن؟، أتحدث مع نفسي! ، أتحدث مع الهواء!، أتحدث مع الحائط! ، أتحدث مع الحجرة التي أنا بداخلها! ، بالطبع لا، لذلك ما أجمل أن تكون صلاتنا بإيمان ، أنا أعلم مع من أتكلم ، أغلق باب قلبك، وباب حواسك، وباب مشاعرك، وقل تجمعي يا كل حواسي، وخاطب نفسك وأعرف أنت أمام من تقف، ذات مرة أحد الآباء القديسين عندما كان يجد نفسه يقف برخاوة في الصلاة، يقف بكسل ، فكان يخاطب نفسه ويقول قف معتدلاً، قف برهبة، قف برعدة، أعلم أن الآن أنت تقف أمام الله وسلطان أبيك يلقيك في جهنم فتعقل وقم وأعتدل يقول لنفسه قف جيداً، قف معتدلاً، وأعلم أمام من أنت واقف الآن، أنت تقف أمام من له سلطان أن يلقيك في جهنم، لذلك الكنيسة تعلمنا "هوذا أنا عتيد ان أقف أمام الديان العادل مرعوبا ومرتعبا من كثرة ذنوبي"، أغمض عينك وجمع حواسك وجمع مشاعرك وأعلم أمام من انت تقف، أعرف أنك تقف امام خالقك، أعرف أنك تقف أمام ضابط الكل، أعرف أنك تقف أمام الديان العادل ، أعرف أنك تقف أمام القادر والمعين والمحب والخالق والرازق، فعندما أعرف أمام من أقف سأقف جيداً، فعندما يغيب عنا الإيمان بمن الذي أنا أقف أمامه تأتي الرخاوة ، الكسل ، عدم الانتباه والتركيز، لكن عندما أعلم أمام من أقف بهذا يكون الأمر مختلف ، الكنيسه تعلمنا عندما نقف نصلي كأنك تقف أمام قاضي وكل التهم أنت مدان بها ، تصور أنك تقف أمام قاضي وأمامه ملف ممتلئ، ملف به كل إدانة لك وانت تعلم أنك مدان وعليك حكم شديد تصور أنت أمام قاضي بهذه الحالة فكيف تكون أنت وقتها، هل تقف غير منتبه؟، هل تقف وأنت ليس لديك تركيز؟، تقف وانت تريد أن القاضي يقول لك لوسمحت انتبه معي ، ركز معي، فمن من المفترض أن يركز مع الآخر؟، لذلك نحن نصلي ونقول له: "بكل حرص ونشاط فعلت، ولكل خطية بشوق واجتهاد ارتكبت، ولكل عذاب وحكم استوجبت"، أنا أعلم أني مدان، أعلم أني غلطان ، ومهما كان الحكم الصادر عليا فهو حق، تصور عندما يصلي شخص وهو يعلم أمام من يقف، فلابد ان تؤمن أنه هو الذي خلقك ، ايمان بأنه ضابط الكل، أنه أبوك السماوي، أنه هو الذي بيديه النجاة، الذي يمكنه أن يقول كلمه "إيمانك خلصك أذهب بسلام". إذن فأنا بذلك أخذت براءة وكل الأدلة كانت ضدي، لذلك يقول أيضا أية إدانة تكون إدانتي أنا المضبوط بالخطايا أي كما يقال "متلبس"، وعندما تقول بكل حرص ونشاط فعلت، أتعلم هذه في القانون بما تسمى؟ اسمها سبق الإصرار ، بمعني أنني لم أفعل الخطية بضعف فسقطت، لا فأنا فعلتها بحرص ونشاط، فعندما تقف أمام الله في ذلك الوقت كيف تقف؟ بإيمان.
إيمان أني أقف امام الديان العادل، الذي من الممكن أن يعطيني براءة، الذي من الممكن أن يجد لي ثغرة من عنده هو، الذي يقول لي اذهب بسلام ، إيمان أنه يسمعك ، إيمان أنه يعرف كل تفاصيل حياتك ، إيمان أنه يعرف ضعفاتك ، إيمان أنه يعرف نوايا قلبك، فتستطيع أن تكلمه بدالة، إيمان بمعني أنه يعلم أنك تود أن تتوب وتتمنى أن تتوب ولكن لا تستطيع.
ثانيا : الحب :- بالطبع يوجد رهبة كبيرة لله، وحقا أنا أمام الديان، لكن هذا الديان هو الذي خلقني، هو الذي فداني، هو يسعى ورائي، فهو يطلب خلاص نفسي، لذلك أقول له "أحببت أن يسمع الرب صوت تضرعي" ، لذلك أقول له "أحبك يارب يا قوتي" - قف بحب - فإن أي ممارسة روحيه يا أحبائي تخلو من الحب سيزول معناها ، تصور أنك تصوم بدون حب فهذا تغيير أكل، فهذا يسمي حرمان للجسد، وعندما نصلي بدون حب فبماذا تسمي هذه الصلاة؟!، اسمها عبادة وثن، وعندما تغفر بدون حب اسمه ضعف، كأنك شخص لم يعرف أن يأخذ حقه ، لكن الحب يزين الفضيلة، أعطي حب ، حب لخالقك، حب لشخص أنت مدان له، حب لأنه يدبر كل أمور حياتك ، حب لأنه هو الذي يرزقك ويعطيك، ويغفر لك ، ويسامحك، حب لأنه بالحقيقة بدونه لا تقدر أن تفعل شيء ، لذلك يا أحبائي يعلمنا الآباء القديسين ويقولوا لنا تريد أن تصلي؟ فتجيب نعم أريد ان أصلي فيقولوا لا تتخيل أن الصلاة تبدأ وقت الصلاة، لا إطلاقاً، فالصلاة لا تبدأ وقت الصلاة ، فما هي الصلاة ؟؟ الصلاة هي حالة أنت تعيشها قبل الصلاة، حالة إيمان أنك موجود مع الله ، وحالة حب لله ، إن قلبك يهتف بحب الله باستمرار، وباستمرار تشعر بالله، وتشعر بوجوده وتشعر بمحبته، ويترجم هذا كله في شكل وقفة صلاة، لكن هلم أحذف الإيمان واحذف الحب واقول لك قف للصلاة، كأنك تأتي بحمل ثقيل وتريد أن تحمله على ظهرك ، شئ ثقيل جدا جدا ، وإذا وقفنا بملل، بضجر، بكسل يقول لك كن حذر، لابد أن تكون صلاتك بحب، برفع قلب ، باشتياق، تصور معلمنا داود وهو يقول "روحي تبكر إليك يا إلهي منذ الليل"، بمعني أني عندما أنام ، أتمنى أن أستيقظ لكي أصلي، لكي أقف أمامك، يقول لك في الليل تنذرني كليتاي بمعني ان هناك شئ يؤلمني ويقول لي قف للصلاة فأنت لديك فترة لم تصلي إلى الله ، فلذلك رغم إنه كان ملك يقول لك سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك ، مرة يقول لك عشية وباكر ووقت الظهر، يعني ثلاث مرات، لكن مرة أخرى قال لك أما أنا فصلاة ، بمعنى أنا باستمرار في حالة صلاة ليس فقط في الأوقات التي أصلي فيها ، لذلك يقول القدسيين لك الصلاة تبدأ قبلما تصلي ، الصلاة هي حالة انت تعيشها أثناء اليوم، الصلاة هي محصلة حياتك بينك وبين الله ، لذلك كلمه صلاة تأتي من الصلة ، من الاتصال، لايوجد أتصال يومي مع الله فلا يوجد صلاة، آية كانت فستكون هزيلة، ضعيفة ، فاترة ، لا يوجد لها معني ، فتشعر أنك لم تصلي، وبعدها عندما يقال لك صلي فتقول أنا في الحقيقة لا أعرف أصلي ، أنا أذا صليت مثلما لا أصلي فلا يوجد فارق، لا يوجد داعي لكي أتعب نفسي ، أتعلم الشخص الذي كلما يدخل امتحان يسقط، يسقط عشرين مرة يسقط فيقولوا له أدخل هذا الامتحان يقول لهم سأدخل ثانية! ، هذا يكفي ، يقولوا لك لا أنك أنت لم تذاكر، أنك انت غير مجتهد ، كن حذر فمن المفترض لكي تدخل الامتحان أن يكون هناك استعدادات ، ماذا أفعل ؟
أبدأ من الآن، ارفع يدك للسماء قليلاً، ردد ترنيمة صغيرة ، قل آية، تذكر موقف لربنا يسوع المسيح ، تذكر شيء هو صنعه لك، لكي تقف أمامه مديون له ، لذلك أستطيع أن أقول لك الصلاة تريد هاتين النقطتين المهمين جدا الإيمان و الحب.
ثالثا : الاحتياج :- وفي الحقيقة أن الإيمان والحب مهمين جدا، لكن نحن غير متفوقين بهم قليلاً، أحتاج آخذ براءة ، فأنا مدان، أنا خطاياي كثيرة جداً أحتاج أن أنال الغفران ، أحتاج أن أتمتع براحة وسلام، عندي مشاكل لا أعرف حلها ، أشياء كثيرة في حياتي أكبر من قدراتي ، وأعلم أنه عندما يكون لديك أشياء كثيرة في حياتك اكبر من قدراتك بأن هذا أكبر دافع للصلاة ، لدرجة أنهم يقولون مساحة العجز في حياتك بين ما تعمل وما ينبغي أن تعمل هي مساحة الصلاة، فالذي أنا أفعله أقل بكثير من الذي ينبغي أن يفعل ، المساحة الكبيرة هذه يقال عنها هي مساحة الصلاة ، لا أستطيع تربية أولادي جيداً هي مساحة الصلاة، لا أستطيع أصلي جيداً هذه مساحة الصلاة ، لا أستطيع الجهاد ضد الخطية هي مساحة الصلاة ، لا أستطيع ارضاء الله هي مساحة الصلاة، مساحة العجز في حياتك هي مساحة الصلاة ، لذلك ربنا سمح إن مساحة العجز في حياتنا تكون كبيرة ، فلماذا تكون كبيرة؟ لكي تكون مساحه الصلاة أيضا كبيرة، وإذا كنت أستطيع فعل كل شئ كان ممكن أكون غير محتاج لربنا ، فأنا أعرف أعمل كل الاشياء ، لكن الله سمح وأراد إن الإنسان يكون لديه نقائص وضعفات كثيرة لكي يقف بها أمامه ويقول له أذكر ضعفي وذلي وغربتي ومسكنتي، أنا ضعيف، أرحمني يا رب فأني ضعيف، أشفني يا رب لان عظامي قد اضطربت.
"الاحتياج" لذلك كلما أدرك الانسان مدي احتياجه كلما كانت صلاته حاره، الحرارة من المفروض أن تأتي من الإيمان والحب، لكننا غير متفوقين في الإيمان والحب ، لكن احتياجنا كبير، إذن أبدأ بالاحتياج وقف "أشحت" ، أتعلم الذي قال له لن أطلقك إن لم تباركني، أنا محتاج ، أبونا يعقوب كان باقي أمامه وقت قليل جداً وسوف يقابل أخيه عيسو وهو يعلم أن عيسو دموي فيقوم بقتله، ويعلم أنه قبل ذلك خدع عيسو، فهو كان يعلم أن هناك صعوبة شديدة جداً سوف يقوم بمواجهتها، فكان يصرخ ، فهذه هي حالة كل شخص فينا وهو يصلي شاعر بصعوبة جدا على أمور كثيرة في حياتي ، فأنا أقول له لن أتركك، لم أطلقك أن لم تباركني، قل له يارب تتدخل ، يا رب اعمل ، يا رب ارحمني، يا رب اغفر خطاياي.
الكنيسة اليوم في الجزء الذي قرأته كلمتك عن اللجاجة ، الرجل الذي قال لئلا تزعجني ، الأرملة التي كانت تأتي له كثيرا، تصور عندما نكون تائهين ونستعير كلمة الكتاب المقدس لأنها في الحياة كلمة صعبة ، تصور أنك عندما تصلي لكي تزعج ربنا بصلاتك ، تقول له ارحمني ، ارحمني ، ارحمني ، لذلك الكنيسة تجعلك تقول كيرياليسون كثير، فبذلك نحن نزعجه، تصور أنت شخص يقول لك نفس الكلمة هات ، هات ، هات ، هات ،.......، هات. ما هذا التكرار فهذا يكفي ، أكثر كلمة تتكرر في القداس هي أرحمني، أكثر كلمة تتكرر في القداس لينعم علينا بغفران خطايانا ، تجد الشماس يرد مرد عن الشمامسة ، عن البطريرك ، عن اللاهوت، عن السماء ، عن أي أمر لكن في النهاية ماذا يقول؟ "أغفر لنا خطايانا" فهي أهم طلبه لأننا ذاهبين للقداس لكي تغفر خطايانا ، ولن نذهب الا عند شعورنا إن خطايانا قد غفرت، لذلك الذي يأتي بالروح ويصلي فالأمر يختلف معه كثيرا، كل مرة تأتي لتصلي صح لن تخرج مثلما دخلت أبدا ، ما أجمل الكلمة التي قيلت عن العشار "فخرج مبررا".
والآن وأنتم واقفين لتسمعوا صلاة القداس اطلبوا كثيراً اغفر لنا، ارحمني، وسامحني عندما تقولها كثيرا فتنال نعمة خرج مبرراً
الاحتياج، فإننا نحتاج الي جهاد روحي لست أعرف ، نحتاج لغفران خطايانا لست اعرف، نحتاج لتدبير أمور كثيرة في حياتنا لست أعرف، نحتاج لحل مشاكل كثيرة في حياتنا لست أعرف، عاجز ضعيف، ارحمني يا الله وتتدخل، قويني، أسندني، اجعل من احتياجك آداة لصلاتك، اجعل من احتياجك مادة لصلاتك، علمنا أن نصلي، فصلي بالذي تحتاج اليه ، أحتاج أشياء كثيرة جدا، الخطية ....،....، .....، أذكرها في الصلاة، يارب أشفيني من ذلاتي، أشفيني من كبريائي، أشفيني من الغضب، يارب أشفيني من محبة العالم، أشفيني من محبة المال، أشفيني من تدابير البشرية، يارب أشفيني من الكراهية، يارب أشفيني من أي شهوة رديئة، كلم ربنا بذلك، وأريد أن أقول لك أنه ليس بكثرة الكلام، قل كلام قليل بقلبك وردده ، تعلم انه عندما يأتيك احساس أنك تقف أمام قاضي وقضيتك أوراقها كثيرة وكلها إدانات مثلما قلت لك، فتقف وانت تنظر لأسفل، وتقول له انا آسف، سامحني لذلك يعلمنا القديسين أن وضع الجسد في الصلاة مهم، أنك تقف وأنت خاضع برأسك، تقف بقلب منكسر خاشع، قل كلمة ارحمني، قل كلمه سامحني، انا ليس لدي عذر، انا مدان ، لكن انا متكل علي رحمتك، لذلك عندما يصلي الكاهن في القداس ويقول "هذا الذي يظهر فيه ليدين المسكونة بالعدل، ويجازي كل واحد فواحد كنحو أعماله" فنقوم بالرد عليه ونقول له "كرحمتك يارب وليس كخطايانا" قم بالآخذ في الاعتبار ان كل مرداتنا علي الكاهن تثبت ما قاله أبونا بمعني أي كلمه قالها أبونا نقول : أمين، حقا نؤمن، نؤمن ونعترف ونصدق، آمين آمين آمين، فيما عدا هذه ولا نقل آمين، تصور معي أن ابونا يقول لنا سيعطي كل واحد كنحو أعماله ونحن نقول أمين - لا ... كن حذر- هذه الكلمة لا يمكن أن نقول فيها آمين، هذه نقول فيها آسف يا أبي، نقدم فيها اعتراض، لا نستطيع ان نقول فيها آمين ، سنقول "كرحمتك يارب وليس كخطايانا".
تريد أن تتعلم الصلاة خذ الثلاث كلمات وفكر فيهما كثير، وعلم نفسك كيف ترضي الله، وعلم نفسك كيف تتكلم ، وعلم نفسك كيف ترفع قلبك ، ثلاث كلمات إيمان ، حب ، احتياج.
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمآ أبديا أمين.