العظات

العودة للسماء

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل آوان والي دهر الدهور كلها أمين. تعيش يا أحبائي الكنيسة هذه الفترة المباركة من أقدس فتراتها والتي يقال عليها "فترة العشرة أيام"، ماهي فترة العشرة أيام ؟ هي الفترة من عيد الصعود إلي عيد حلول الروح القدس ، ربنا يسوع قال لتلاميذه لا تبرحوا أورشليم ، أجلسوا هنا ولا تتنقلوا يمين أو يسار، إلي أن تلبسوا قوة من الأعالي، طبعا أقوال كثيرة كان ربنا يسوع المسيح يقولها لهم وهم لا يفهموها ، قال لهم أمضي إلي الآب فوجدهم حزنوا فقال لهم أنه خير لكم أن انطلق، لا نحن نريدك معنا لا تتركنا، لكن للأسف هذا المفهوم الضيق، أنا لابد أن أسبقكم لكي أخذكم ، أنا لن أترككم لأني أريد أن أترككم ، لن أترككم لأني لست أحبكم ، لن أترككم لأني مللت منكم - لا - لكن أنا سوف أترككم لكي أجهز لكم مكان أفضل ، لذلك فترة العشرة أيام هي فترة استعدادنا لكي يرجع الإنسان إلي الفردوس، ويرجع مرة أخرى لحالته قبل السقوط ، ويرجع مرة أخرى ليكون مسكن للروح القدس ، ويرجع مرة أخرى ليكون من أبناء السماء ، ربنا يسوع المسيح أكمل الفداء ، تجسد ، صلب، مات، قبر، قام، هزم الموت. فهل سنظل أسفل طول الوقت، يقول لك لا أنا هزمت الموت لكي أرجعكم مرة أخرى للفردوس الذي طردت منه، فهيا بنا لكي أرجعكم مرة أخرى إلي فوق. ولكي يرجعنا مرة أخرى إلي فوق فعل أمرين؛ ذهب هو الأول ، وأعطانا الطريق الذي نذهب به للفردوس، ما هو الذي يساعدنا لكي نذهب الي الفردوس؟ قال سوف أعطيكم الروح القدس، أنا سوف أرسم لك الطريق وأنت تذهب خلفي، لكن سوف تحتاج قوة لأنك ضعيف وفيك طبع ضعيف، القوة التي تؤمنك لكي تستطيع الوصول، ما هي ؟ الروح القدس. هذه هي الفترة التي نعيشها الآن ، فهو رجع مرة أخرى لكي يأخذنا معه إلي الفردوس ويأخذنا مرة أخرى للمجد الأبدي الذي تركنا بعد سقوطنا في الخطية ، أبونا آدم في الفردوس كان في حالة تمتع ، لا يعرف معني كلمة مخالفة ، لا يعرف معنى شيء سوى الله، كان الله كل شيء بالنسبة له ، لا يعرف معني الخوف ، لا يعرف معني الموت ، بمعني إذا تحدثت مع أبونا آدم قبل السقوط عن الموت فيجيبك ما معني الموت، فهو لم يري أي شخص مات، ولن يسمع عن شيء اسمه موت، فكلمة موت ليست موجودة ، لا يوجد موت، لا يوجد خطية ، لا يوجد شيء يفصله عن الله ، يوجد تمتع بوجود ربنا ، في حالة راحة دائمة ، سلام دائم ، موجود مع الله لا يعكر صفوه شيء أبدا ، هذه حالة آدم قبل السقوط في صلح مع الطبيعة ، الطبيعة تخضع له ، الحيوانات تخضع له، هو الذي أسماها بهذه الأسماء ، الحيوانات، الطبيعة تخضع له في محبة كاملة مع ربنا، في حالة وحدة مع الله ، سلام كامل، لا يعرف الخوف، لا يعرف القلق، لا يعرف الاضطراب، لا يعرف الموت، ولا يخاف الموت ، فماذا يسمون هذه الحالة ؟ يسموها حالة شركة مع الله، حالة وحدة مع الله، لكن عدو الخير حسد هذا الوضع، أصبح لا يطيق هذا الوضع. عدو الخير أساسا كان من سكان السماء لكنه طرد منها ، فمن الطبيعي الذي طرد من السماء لا يريد أحد أن يجلس مع الله في السماء ، فهو يريد أن البقية تطرد مثله، فقام بلعب لعبته المتعبة والصعبة الذي يفعلها معنا إلي الآن ، فهو لا يريدني أن أتمتع بربنا ، لا يريدني أن أكون في وحده مع الله ، لا يريدني أظل في سلام مع الله ، فهو يريد أن يفقد الوحدة ، يريد إقناعي إن الحياة مع ربنا ليست حلوة ومعي أنا كشيطان تكون حلوة ، هذا ما فعله مع أبونا آدم ، فقال له الشيطان هو قال لك لا تأكل من هذه الشجرة لأنه لا يحبك ، فهو قال لك لأنك يوم تأكل منها تصبح مثله ، قام بإدخال أفكار غريبة ، ومن المؤسف أن أبونا آدم غوي ، صدق قال صحيح لي أنا إذا أكلت من هذه الشجرة وهو يقول لي لم تأكل منها وانا كان في تخيلي أنه قال لا هذا لأنه يحبني لكن أنا إذا أكلت من هذه الشجرة سوف أصبح مثله ،لا أنا سوف أكل منها ، فأنت بذلك تخالف ربنا يجيبك لا أنا مثله، هذا جوهر الخطية يا أحبائي ، ما جوهر الخطية ؟ المخالفة ، التعدي ، فقد الوحدة، التعالي على الله ، عدم تصديق الله ، عدم الثقة في الله ، هذا الكلام يفعل انفصال داخل الإنسان ، فأبونا آدم انفصل بإرادته، انفصل باختياره ، انفصل برغبته ، واستحسن أن يبقى بعيدا عن الله ، تصور حجم المأساة الشديد ، وبدلا من أنه كان يجلس متمتع بربنا، بدأ يشعر بالعري وبدأ يشعر بالخوف وبدأ يشعر بالقلق وبدأ بعدما كان في حالة وحدة وانسجام مع ربنا يخاف من ربنا وبدأ يبتعد عن ربنا لدرجة إن ربنا قال له أين أنت. أصبح مختبئ ، نحن أيضا كثيرا نختبئ من ربنا، نحن كثيراً نهرب من الصلاة ، ومن القداس، ومن الإنجيل ، لا نريد أن نسمع صوته ، فهو يوبخنا ، ينبهنا ، ونحن نريد أن نعيش كما نحب، هذا أبونا آدم فهل الله كان يريد أن يطرده ؟ أبدا كان يريد أن يظل معه، الله لم يكن يريد أن يطرده ، لكن من الذي يريد أن يطرد ؟ آدم هو الذي كان يريد أن يطرد ، يقول "فأكلت بإرادتي ، وتركت عني ناموسك برأيي، أنا اختطفت لي قضية الموت" ، أنا الذي أخذتها ، تخيل شخص يقوم بفتح خانة بيديه وهي من الخارج مكتوب عليها الموت ، هو الذي قام بفتحها ، قال له يوم أن تأكل من الشجرة موتا تموت ، تصور ان هذا الكلام خطأ ، لم يصدق ربنا ، فدخل إلي طبع أبونا آدم انفصال عن الله وفساد. ففسد الجنس البشري ، وأصبح النسل كله من آدم يأخذ نفس هذه الطبيعة الفاسدة ، ورأينا الخطية والذي يقوم بقراءة الكتاب المقدس يري كيف سادت الخطية ، الموت دخل إلى العالم ، دخل، هجم، كان الله يبحث عن الأبرار، نادراً ما يجد أحد، إلي أن وجد ربنا شخص مثل أبونا نوح ، أبونا أبراهيم ،أبونا موسى. وحتى ضعفاتهم كان يقبلها ، فكان من المهم لديه أنهم يريدونه ويحبونه ويخافوه و يسيرون معه، لأن الناس كانت تستحسن الابتعاد عن الله ، فماذا تفعل يارب ؟ أتي بالطوفان وأهلك الخليقة كلها وقال لكي نجدد الخليقة، هل الطوفان عندما جاء جدد الخليقة ؟ أبدا فوجدنا الإنسان هو الإنسان، أباد الخليفة كلها فيما عدا ثمانية أنفس ، نوح وزوجته وثلاث أبناء وثلاث زوجات، خرجوا من الفلك ورأوا عظمة عمل الله ، الخليقة كلها ماتت ، قم بإرضاء الله ، قم ببناء مذبح للرب، فقاموا ببناء مذبح وبدأوا لكن للأسف لم يستطيعوا أيضا ، ووجدنا نوح سكر وتعرى وأولاده فعله أشياء مؤسفة ..... إلخ وعندما تقوم بقراءة باقي القصة تجدها ممتلئة بأمور مؤسفة ، فماذا تفعل الآن يا ربي؟ قال أنا لست أفعل طوفان مرة أخرى فهذه هي خليقتي ، قال أنا سوف أعطيهم وصايا لكي أقوم بضبطهم قليلا، فأعطى لهم مجموعة قوانين، لا يصح عمل ....،....،.... إلخ أعطاهم وصايا، ماذا فعلوا بالوصايا ؟ حاولوا، اجتهدوا، لكن للأسف لم يستطيعوا أيضآ ، لم يستطيعوا؛ يقول له لا تفعل ذلك يقول له حاضر، يحاول يمسك نفسه مرة واثنين وثلاثة بعد ذلك يفعل الخطية، الوصية تقول إن الذي يفعل هذا يموت، إذن فبذلك هذا الشخص مات ، فالوصية بذلك ماذا فعلت؟ معلمنا بولس الرسول قال "أنا بالناموس عرفت الخطية" ، قال "جاءت الوصية مات الإنسان وعاشت الخطية"، فهل هذا يا رب الذي تريده؟ أنت تريد يارب أن الإنسان يموت والخطية تعيش!، فظل ربنا يتأنى علي الإنسان قال أرسل أنبياء ينزلوا ويعلموهم لكن لم يسمعوا لهم ، أصبحوا يقتلون الأنبياء ، وأخرى يقومون برجمهم، يقول لك عن أشعياء النبي قاموا بنشر عظامه، لم يكتفوا بموته، لا فأيضا قاموا بنشر عظامه ، تعلم عندما يكون هناك شخص مغتاظ من شخص آخر، فهم كانوا مغتاظين من بره لأن هذا النبي يقوم بتوبيخهم، فبماذا بعد يا رب ، هل تترك الخطية تسود، هل تترك الخليقة التي أنت قمت بخلقتها تهلك! هل أرسل لهم شخص؟! ولكن الشخص الذي أرسله أيضاً سيكون به نفس البذرة ، إذن ماذا نفعل يا رب؟ قال سأرسل بذرة جديدة مختلفة عن كل البذار التي أرسلتها، ما هي البذرة الجديدة ؟ جنس جديد للبشر، من هذا الجنس الجديد للبشر؟ قال أنا ، فجاء ربنا في شكل بشر وفي جوهر بشر ليس فقط شكل ، أخذ جسدا ، وتجسد وتأنس، ووجدنا الله متحد بالإنسان والإنسان متحد مع الله ، وبدأ الله بداية جديدة مع الإنسان بخلقة جديدة ، خلقة من؟ خلقة المسيح . فأصبح كل نسل آدم فاسد، مهما فعلنا محاولات ، تصور إنك لديك قطيع غنم والجد الأصلي له مصاب بمرض معين، فأعطانا قطيع هزيل، مريض، لا يأتي مثلا بلبن، لا يأتي بخير، طوال الوقت متعب، يموت مبكرا، فصاحب القطيع يفكر في حل المشكلة ، يحضر أدوية، يطعمه بطعام أحسن ، يصنع لهم تهوية أحسن ، يحضر لهم أشياء و....و..... ويحاول إلي أن يقولون له لا يوجد فائدة، ماذا تفعل وقتها؟ يقول لك سوف أحضر سلالة جديدة ، يحضر سلالة جديدة وتبدأ بداية جديدة والذي مضي كله لا يهم . هذا عمل السيد المسيح معنا نحن كجنس بشري، ماذا فعل؟ عمل خليقة جديدة ، في تسابيح الكنيسة نسميها "عجينه جديدة" عجينه جديدة، نسل جديد ، زرع جديد ، أتي ببكر للخليقة جديد ، من هو؟ السيد المسيح فصار رأس الخليقة الجديدة ، وما علاقتنا نحن به ؟ نحن أصبحنا أولاده ، كيف ؟ قال لك المسيح أتحد بالكنيسة وأصبح المسيح والكنيسة ينجبوا بنين له عن طريق المعمودية نولد من المسيح، يأتي إلينا الشخص ابن لآدم وارث للخطية، وارث للفساد، وارث للموت ، فالكنيسة تأخذه وتقول له أنت ابني ، أنت ابن المسيح ليس ابن آدم ، تعال يا حبيبي ألدك، ينزل داخل بطن الكنيسة ويخرج من بطن الكنيسة مولود ولادة جديدة ، إن كان أحد مولود من فوق يدخل ملكوت السماوات ، هذا هو الميلاد الفوقاني ، "أنعم لنا بالميلاد الفوقاني بواسطة الماء والروح" فنزل أسفل، الإنسان ينزل في المياه يدفن ، يولد للمسيح أصبح ما اسمه؟ أصبح الأب هو المسيح والأم هي الكنيسة، وأصبح الإنسان يحمل نسل جديد، نسل امتداد لنسل المسيح ، لذلك معلمنا بولس قال: "إن كان أحد في المسيح يسوع فهو خليقة جديدة" ، خليقة جديدة ، نوع جديد، ليس الذي كان موجود من قديم الزمان ، ليس نسل آدم ، فما هو النوع الذي لنا الآن؟ هل نرجع لحالة آدم؟ قال لا لن نرجع لحالة آدم ، سنرجع لحالة أحسن من آدم ، لأن آدم كان عرضه للخطأ، وكان ضعيف، وكان من الممكن أن يغوى بسهولة ، بمعني أنه لم يثبت نجاحه ، تعلم عندما تأتي شركة تستفيد من منتجها، الذي كان به عيب معين ويقوم بعمل الموديل الجديد يقول لك هذا اسمه موديل جديد .. هذا منتج جديد .. هذا المعدل ، المعدل في ضوء أخطاء الذين قبل ذلك، جاء المسيح في ضوء أخطاء آدم صنع الإنسان المعدل خليقة جديدة . ما هي الخليقة الجديدة ؟ فهل نحن لا نخطئ؟ قال لك حتى إذا أخطأت أنت لن تفقد بنوتك لله ، حتى اذا أنت أخطأت لن تفقد صورة ربنا التي بداخلك، حتى إذا أخطأت ، إذن ماذا أفعل؟! يقول لك سترجع لصورتك بالتوبة ، اتحد بي فأغفر لك خطاياك، سأعطيك أشياء تجعلك دائما جديد ، ما هما ؟ قال لك سوف أعطيك الروح القدس وأعطيك جسدي ودمي ، فلا تخف، تمسك بهم ستجد دائما صورتك مثل صورتي، وصورتي مثل صورتك، لا تخف ويجلس الإنسان مع ربنا حتى وإن سقط يقوم ، حتى وإذا الصورة تلفت لديه الأصل ، لا تخف، تسترجع لقيمتك لأن قيمتك فيك لن تأخذها من خارج على سبيل المثال ذات مرة أحضرت للأولاد ورقة بعشرة جنيهات وسألته كم هذه؟ قال عشرة جنيهات قمت بتطبيقها على أثنين وسألته كم هذه؟ قال عشرة جنيهات فقمت بتطبيقها على أربعة وسألته كم هذه؟ قال عشرة جنيهات. وإذا وقعت في الأرض فكم هذه؟ عشرة جنيهات ، فهي قيمتها فيها مهما كان. فنحن كذلك الآن نحن في المسيح يسوع قيمتنا فينا، قادمة من من؟ قادمه منه هو ، لذلك يا أحبائي صار لنا ميراث في المسيح يسوع ، فجاء المسيح لكي يرجعنا للملكوت الذي طردنا منه فهذا ما يشغلني لأنكم أبناء الملكوت، فهيا بنا سويا ، هذا ما فعله المسيح ، تري في عيد الصعود وهو يصعد الي فوق فهل صعد له ؟ لا لنا، لأنه في الأصل من فوق فهو ليس بحاجه إلي الصعود لكنه صعد لأجلنا ، الإنسان الغير مستحق لسكني الأرض صار من سكان السماء، الإنسان الذي كان عليه عقوبة، الإنسان الذي فسد طبعه ، الإنسان الذي تسطيع أن تقول عليه عندما تقرأ العهد القديم وتشعر إنه لا يوجد منه فائدة، مهما فعل ربنا لا يوجد فائدة، عصيان دائم ، يميل للخطية دائما، يعطي له هيكل يصنع عبادة أوثان داخل الهيكل، يعطي له شرائع للتطهير يفعلها بحسب الشكل ، فماذا فعل المسيح ؟ قال لك لا أنا لم أعطيك ناموس يرشدك، معلمنا بولس الرسول يقول ماذا كانت الوصية في العهد القديم قال لك عاشت الخطية ومت أنا ، لكن عندما جاء المسيح مات هو وماتت الخطية وعشت أنا ، اشتراني فهل أعيش أنا على الأرض! يقول لك تعيش على الأرض فترة لكي ترجع مرة أخري السماء، فهيا تعالوا لأن مكانكم الأساسي في السماء ، لذلك يقول لنا أنتم لستم من أسفل، إذن يا رب ما الذي يعيننا في رحلتنا لكي نرجع مرة أخري السماء، طبيعتنا رديئة ، نميل للخطايا ، نميل للفساد ، لا نستطيع أن نذهب للسماء، قال سأعطيك الضمان الذي تذهب به للسماء ، ما هو ؟ قال لي سأضع روحي القدس ساكن داخلك إذا أخطأت سيبكتك، إذا قدمت توبة يقبلك ، يعلمك تصلي ، يعلمك تتوب ، يعلمك إنك في وحدة مع الله ، يطمئنك ، لا يتركك إلي أن تدخل السماء هذا هو الروح القدس. ولكن ما هذه الفترة التي نحن جالسين فيها ماذا نفعل فيها؟ نبارك الذي فدانا، والذي أعطانا ، والذي علمنا ، والذي انتظرنا ، والذي بارك طبعنا، والذي جدده ، والذي أعطانا خليقة جديدة غير معرضة للمخالفة مرة أخرى والسقوط مرة أخرى وقال لك لا أنت لم تعد مثل آدم ، إن كان أحد في المسيح يسوع فهو خليقة جديدة ، دائما تمسك ، دائما قم بإرضاء الروح القدس التي داخلك ، ثق إن مكانك موجود. هناك مشكلة واحدة فقط والتي من الممكن أن تواجهك، واحدة فقط هي عندما تصر إنك لن تريد، تخيل شخص يكون يقود سيارة ليست بحالة جيدة ، فهي تعطل وتعطل وتعطل ... إلخ، فقاموا بإبدال هذه السيارة قالوا له هذه سيارة قوية اركب وأطمئن ونام، كن بهذه السيارة وهي ستقوم بتوصيلك ، تخيل إذا هذا الشخص قام بفتح السيارة وألقي بنفسه من السيارة ، فهو يموت، كذلك نحن المسيح أعطي لنا الكنيسة وأعطي لنا الأسرار وأعطي لنا الروح القدس وقال لنا ظلوا داخل هذا المجال وسوف تصلوا، المشكلة الوحيدة التي من الممكن أن تقابلنا ان نلقي بأنفسنا من هذه السيارة، لا تسمح يا رب أنا سوف أمسك بها "بأيدي وسناني" وطوال مدة جلوسي بالسيارة سأظل أسأل الناس الذين داخلها وأطمئن على نفسي بأني جيد وفي أحسن حال هذه هي الفترة التي نعيشها الآن. لذلك أفرح بعمل ربنا جدا واشكره جدا، وقل له أنا الإنسان الترابي أصبحت وارث لعدم الفساد ، وارث لملكوت المسيح ، يقول لك نعم أصبحت وارث لعدم الفساد وأصبحت وارث لملكوت المسيح ، أخذت أنا الذي لك لكي أعطيك الذي لي، أصبحت أنت قديس، أصبحت ابن الملكوت ، أصبحت مبارك ، أصبحت وارث لمواعيد الله ، وكرامة ومجد الملكوت أصبح لك. لذلك قال لك "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت". ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

راعى صالح كسيده

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في تذكار نياحة الآباء البطاركة فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح العاشر، وهو فصل الراعي الصالح ، يحدثنا عن ربنا يسوع عندما قال عن نفسه "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف". كل شخص منا في حياته لابد أن يكون كسيده راعي صالح، الزوج في منزله راعي صالح، والأم والزوجة راعي صالح، والشاب والفتاه الذين مازالوا في الدراسة أو في الجامعة أو في العمل أو في مدرسة راعي صالح، كل شخص يا أحبائي عليه أن يفكر في نفسه كيف يكون كسيده راعي صالح، راعي صالح بمعنى أنه يهتم بمن حوله، بمعنى أنه يحاول يقدم لمن حوله ما يحتاجون، قد يسألني أحدكم: وأنا من يقدم لي إذا كنت أنا أفكر في من حولي، أقول لك في الحقيقة لكي يشبع الإنسان فهذا صعب وأكثر طريقة تقوم بإشباعه أنه يعطي وليس يأخذ، أكثر طريقة تشبعه أن يعطي وليس يأخذ، فمهما أخذ الإنسان تجده دائما جائع، الشيء الذي يشبعه أنه يعطي - ماذا يعطي؟ - يعطي حب، اهتمام، ابتسامة، صلاة، رعاية، يشبع الاحتياجات، الأب والأم في المنزل لابد أن يعرفوا أن لديهم دور كبير جداً في شيء اسمه الرعاية، في شيء اسمه تسديد الاحتياجات، لابد أن نعرف أن الأب في البيت ليس مجرد مصدر للمال، بالطبع لا، من الممكن أن تكون ظروف الحياة وضغوطاتها حولت دور الأب في البيت أن تكون فكرته عن دور الأب في البيت أن يكون مصدر للمال، ومن الممكن أيضا أن تكون حولت الفكرة عن الأم أنها مصدر للطعام، لا لا فالدور أكبر من ذلك بكثير، الأم ليست فقط لتقدم الطعام، والأب ليس مجرد لتقديم المال، لا فالدور أكبر بكثير من ذلك، نحن علينا إن نهتم بالروح ونهتم بالنفس ونهتم بالجسد، لكن اهتمامنا بالجسد فقط فهذا معناه عبودية للأمور الزائلة، الإنسان عندما أخطأ في أيام أبونا آدم، آدم قبل أن يخطئ أعطى له الله سلطان على الطبيعة، سلطان على الحيوانات، سلطان على البحر، سلطان على الكون كله، الله أعطى له سلطان على الطبيعة، وكانت الطبيعة خاضعة له، ولكن بعد أن سقط انفصل عن الله، وبعدما انفصل عن الله تمردت عليه الطبيعة وخضع هو للطبيعة بعد أن كانت الطبيعة هي التي تخضع له، بعد أن كانت حيوانات البرية هي التي تخضع له، بدلاً مما كانت الأرض هي التي تخضع له أصبح هو الذي يخضع لها، وقال له بعرق جبينك تأكل خبزك، فكلما أنفصل الإنسان عن الله كلما عاش تحت وطأة هذه العقوبة، التي هي أن الطبيعة تسود عليه، أو بصراحة أن الأمور المادية والأمور الزائلة تتسلط عليه، تصبح هذه الأمور هي التي تعطي له الحياة، كلما انفصل عن الله، وكلما اتحد بالله عاد إلى الصورة الأولى أن الطبيعة تخضع له، إذن الإنسان بإرتباطه بالله تصبح الأمور المادية بالنسبة له سهلة. إذن يا أحبائي لابد أن نعرف أن دورنا أكبر بكثير من مجرد أن ناكل ونشرب، لا فهناك احتياجات للجسد، احتياجات للنفس، احتياجات للروح، ولابد أن كل أسرة تعرف أن لها دور مع بعض، أن يذهبوا إلى السماء مع بعض، أن يرتبطوا بالله معا، أن ينموا معا، أن يصلوا معا، ولكن إذا كان هناك عنصر غير مستجيب، فلنظل مع المستجيب ، أما إذا لم نجد أي شخص مستجيب لتكن أنت، نعم لتكن أنت، أبونا إبراهيم أثناء ترحال حياته ذهب إلى أماكن كثيره جدا، لكن كل مكان يذهب إليه كان يقول: "وبني هناك مذبح للرب"، كل مكان يذهب إليه وبني هناك مذبح للرب، إني أشعر بالسعادة جداً عندما أدخل منزل أو عندما أفعل صلاة تبريك لشباب سيتزوجون ويقولون لي هنا ركن الصلاة، هذا المكان الذي نقف نصلي فيه، أنا عندما أقوم بالتبخير أشعر أن هناك مكان يوجد به أيقونة وبجانبه قنديل أو شمعة أو مصباح مضيء، هذا ركن الصلاة، لا بد أن يكون لديك في البيت مذبح، هنا مذبح للرب، هذا المكان الذي نصلي فيه، نحن لا نعيش لكي نأكل ونشرب فقط، الحياة ليست أرض، الحياة ليست زمن، الحياة ليست جسد، الحياة ليست استهلاك، لا فالحياة أرقى من ذلك بكثير، وأجمل من ذلك بكثير، لذلك تجد نفسك وأنت بعيد عن الله أن كل شيء لا يوجد له مذاق، ستجد نفسك دائما مشدود وغاضب، وبعدما نشبع الجسد تماما تجدنا كلنا نعيش دائرة حزن واكتئاب، فكان من المفترض أن الإنسان يهتم بالجسد ليصبح سعيداً أبدا، لماذا؟ لأنه ليس من يقوم بإشباعي، فهذا ليس محور الحياة. حينئذ يا أحبائي أنا الراعي الصالح لابد أن كل شخص في المنزل يكون له دور في الأبعاد العميقة التي لدى الإنسان، الحب فجميعنا نحتاج الحب، كل من في المنزل يحتاج إلي الحب، كل شخص فينا لابد أن يقدم حب للآخر، الابن يقدم لوالده ولوالدته ولإخوته، الأخت تقدم لإخوتها وللأب والأم، والزوج يقدم لزوجته، والزوجة تقدم لزوجها، كل شخص يحتاج للحب، راعي صالح، يقول عن ربنا يسوع المسيح أن الشاب الغني نظر إليه وأحبه، هذه النظرة ممكن أن تكون نظرة حب، نظرة حنو، يوجد بها شعور بالقبول. في بعض الأحيان يا أحبائي تجد أقرب الناس لبعضهم هم أكثر ناس يقومون بأذية بعضهم البعض، فهم من أكثر الناس الذين يشعرون إن كل شخص فينا لا يوجد له قيمة، وأنه غير محبوب، وأنه مرفوض، وإنه مرذول، وأنه سيء جدا، وأنه حتى الله لا يحبه، لماذا؟ لأننا لا نستطيع أن نقوم بتوصيل بعض الأمور التي تكون أهم من أمور الجسد، من الممكن أن نقدم أمور جسدية فهي تعبير عن الروح والنفس، عندما يقوموا بدراسة احتياجات الإنسان يجدوا أن أقل احتياجات لديه هي الاحتياجات الجسدية، نجد الاحتياجات الروحية والنفسية أكثر عمقا، وعندما تشبع هذه الاجتياحات نجد الجسد خاضع ومتشبع، وعندما لا تشبع الجسد يتمرد ويظل يطلب، يطلب، يطلب، يطلب ولا يشعر بالشبع، شعور القبول. ما أجمل ربنا يسوع المسيح وهو يتحدث مع السامرية ويعطيها قبول في الحديث، فهو لم يشعرها بالرفض، أو مدي قبحها، بل قال لها حسنا قلتي، أنتي بالصواب أجبتي، يريد أن يقول لها أنتي بداخلك شيء جميل جداً، فأصبحت هذه السيدة في حالة من الاندهاش، كيف يكلمها كذلك؟، كيف يقوم بمقابلتها؟. فجميع الناس رافضة لها وتحتقرها، إذا قدم كل شخص فينا للآخر يا أحبائي الحب والقبول الذي يحتاجه فهذه هي الرعاية الصالحة. ستجد ربنا يسوع المسيح مع المرأة الخاطئة التي قامت بسكب الطيب على أقدامه، وكل المنزل رافضها، وكل من في المنزل مندهش لماذا هو يتركها تفعل ذلك؟، وكل من في المنزل يقولون هذه السيدة من قام بإدخالها من الأساس، لكن بينما هم يقولون في أنفسهم "لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة وما حالها أنها خاطئة"، وعندما يود الكتاب المقدس أن يصفها يقول "إذا امرأة خاطئة في المدينة" بمعني أنها مشهورة، ليست في نطاق ضيق لكن في المدينة بمعنى أن صيتها في الشر واسع، فهذه السيدة أبسط شيء لها أن ترفض، تطرد، لا ولكن المسيح يقوم بقبولها، ويقبل تقدمة توبتها ومحبتها، ويمدح توبتها، ما هذا يا أحبائي؟، نحن نحتاج أن نقدم لأولادنا أشياء يحتاجوها، أنا الراعي الصالح كل شخص فيكم راعي صالح في منزله، قدموا لأبنائكم أشياء يريدوها ليس فقط أمور الجسد، فمثلاً إذا قال الأب لابنه أنا أحبك، إذا الأم قالت لإبنها أنا أحبك، إذا قالوا له أنت جميل، أنت متفوق، أنت تعرف في ... ، ... ، إذا قمنا بالشكر فيه أمام الناس كثيراً، فالتوبيخ الكثير يجرح، علاقتنا مع أقرب ما يكون لنا دائماً تكون علاقة متوترة لأننا نري أخطاءهم، ونظل نركز عليها، كالذي لا يقوم بالمذاكرة، والذي لا يقوم بسماع الكلام، والذي يعود متأخرا، والتي فعلت ...،....،..... إلخ فإننا دائما ننقل لأولادنا صورة مشوهه عن أنفسهم، وبالتالي صورة مشوهة عن الله، أن الله لا يحبني، وأن الله لا يقبلني، وإن قبلني يكون بشروط، وما أصعب شروطه، ما هو الشرط الذي أقدمه لابني لكي يشعر أنه مقبول؟ شرط الكمال، بمعنى أنه لابد أن يكون 10/١٠ في كل المواد، وكل تصرفاته ملتزمة تماما، ويجلس هادئ، ويسمع الكلام وعندما يقوم بفعل كل هذا نقوم بنقل شعور أنه مقبول وأننا راضين عنه ونحن أيضاً متغصبون على ذلك، فهذا ينقل لأولادنا أن الله يصعب إرضائه، ينقل لهم أنه دائما شخص قليل في حين أن دورنا هو أن نسند أولادنا ونعرفهم أنهم مقبولين ومحبوبين ونحن نقبلهم حتى بأخطائهم، فهل هذا معناه أني لا أوبخهم؟ لا قم بتوبيخهم، لابد أن تعلمهم، لابد أن تقول لهم على أخطائهم، لكن عندما تقوم بالتوبيخ لابد أن تعرفه إني أرفض التصرف ليس الشخص، في الكثير من الأحيان عندما نقوم بإنتهار شيء يصل للشخص الذي أمامنا أننا نكرهه، لا فأنا أرفض التصرف ولا أرفضك أنت، أنا غير موافق على هذا، غير موافق على ذلك، لكن أنت حبيبي، أنت جميل، أنت تفعل أشياء كثيرة حلوة، لذلك أتمني أن تفعل ... ، ...، ... إلخ، وعموما على قدر استطاعتك. لابد يا أحبائي أن نقدم الرعاية "أنا الراعي الصالح"، فهناك ما يسمى بتسديد الاحتياجات، الإنسان مثلما يجوع للأكل يجوع للحب أيضاً، الإنسان مثلما لديه رغبة في الحياة لديه رغبة في الأبدية، الإنسان مثلما لديه ميول للخطية لديه رغبة للكمال، لذلك نحن لابد أن نشبع الاحتياجات العميقة والإيجابية يشعر أنه مقبول، يشعر أنه محبوب، يشعر أنه يحترم، يشعر أننا نفهمه، يشعر أننا شاعرين به وشاعرين باحتياجاته، فهذا كله ينتج عنه رعاية، أنا أريدك أن تتخيل معي الراعي الصالح إذا كانت كل اهتماماته فقط هي الأكل فأصبح لا يهتم بالذئاب، لا يهتم متى يأتي الليل؟، لا يهتم إذا فقد خروف، لا يهتم إذا كان خروف يشكو من ألم برجليه، لا يهتم بأولاده أي غنمه، لا يهتم بكل هذا ويقول أنا دوري الأكل فقط لا ليس دورك الأكل فقط، لكن رعاية شاملة، نحن يا أحبائي دورنا مع بعضنا البعض رعاية شاملة، كل واحد ينظر لاحتياجات الآخر، وطبعا احتياجات الطفل، تختلف عن احتياجات الكبير، تختلف عن احتياجات المراهق ، وتختلف عن احتياجات الزوج، وعن احتياجات الزوجة، وعلى كل واحد فينا أن يفهم احتياجات الآخر ما أجمل أحبائي الزوجة التي تعرف احتياجات زوجها، وما أجمل الزوج الذي يعرف احتياجات زوجته، وما أجمل أن أعرف احتياجات الطفل، واحتياجات المراهق، واحتياجات المراهقة، لابد أن أعرف. ذات مرة كنت أشرح موضوع لشباب مقبلين على الزواج، فقمت بسؤالهم من منكم قام بقراءة شيء عن هذا الموضوع؟ فوجدت شخص من بين تقريبًا ١٢٠ شخص، شخص!. قلت لهم يا أولادي الذي يقوم بعمل مشروع دجاج أو أرانب يقوم بالقراءة كثيراً جداً لكي يعرف طريقة تربية الدجاج، ويظل يدرس الأمراض التي تصيبها، وما هي مواسمها؟، ويسأل ويرى ويبحث ويشاهد فيديوهات .... إلخ، فكيف يا أحبائي أن حياتنا نفسها، جوهر حياتنا نفسه لم يأخذ منا الاعتناء الكافي ، على أساس يسير أوتوماتيك!، لا فهو لا يسير أوتوماتيك، من الممكن أن أكون أنا سبب تعب كل من حولي، في حين أني أري أني أفعل كل ما في استطاعتي، فما هو كل ما في استطاعتي؟ هو أني أعمل وأجلب النقود، لا ليس هذا فقط ما نحتاجه، فنحن نحتاج أشياء أخرى، نحتاجك أنت، نحتاج التحدث معك، وأنت تحتاج أن تسمعهم، تحتاج أن تفهمهم. ذات مرة كان هناك طفل في أمريكا يحب والده وكان يعلم أنه مشغول دائما، فكان يعلم أن أجر ساعة العمل لوالده بمبلغ كبير، كان وقتها أجر الساعة حوالي 30 دولار، فالولد ظل يأخذ من والده نقود مرة ٢دولار، ٢دولار .... إلي أن قال له: أبي أريد 7 دولار فقال له كثير جداً، فأجابه الطفل أنا قمت بإدخار 23 دولار ومتبقي لي سبعة لكي أدخر 30 دولار مقابل ساعة العمل لديك، لأني أريدك تجلس معي ساعة، يريد أن يقول لك أنا أحتاج لك، كل شخص منا في البيت تفكيرنا أنه يريد أن يأكل ويشرب فقط لا فهو لديه احتياجات أخري أهم. إذا كانت الكنيسة اليوم تقرأ لنا فصل الراعي الصالح فهي تريد أن تقول لنا لابد أن نهتم ببعضنا البعض، ونقوم برعاية بعض، ونقوم برعاية الضعفاء، ونرعى الذي يشعر أنه ضعيف وأنه قليل، فالطفل الذي يكون شقي قليلاً فنحن قمنا بإنقال صورة له أنه منحرف، فبذلك يقول لنا لا تسألوني عن شيء لأنني منحرف، فطالما أنتم تصروا علي تصنيفي هكذا، فلماذا تطلبون مني شيء جيدا؟، لماذا تريدون مني أن أذهب للكنيسة بما أنني شخص منحرف؟، فأنتم تقولون علي ذلك وقمتم بإشاعتها وأعلمتوا الجميع بذلك. إذن فنحن لابد أن نعرف أننا دورنا مع من حولنا أهم وأعمق بكثير من أننا نحضر النقود والطعام، لا ليس فقط، بل أنا هو الراعي الصالح، الراعي الصالح يعرف خاصته، يعرفها باسمها، يعرفها بظروفها، يعرفها بأحوالها. لذلك يا أحبائي هيا نهتم داخل منازلنا، هيا نهتم بأحبائنا، هيا نهتم بأقربائنا، هيا نهتم بزملائنا، لكي نكون كمثال سيدنا وأن يكون كل شخص فينا راعي صالح. ربنا يوجه حياتنا ويصحح أخطائنا ويقوم بتقويم كل خطأ فينا. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

الراعي يطعم قطيعة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . إنجيل هذا الصباح يا أحبائي هو إنجيل الراعي الصالح الذي يقرأ في تذكارات نياح رؤساء الآباء البطاركة، وعمل المسيح في الكنيسة هو عمل الرعاية، ونحن نعتبر بالنسبة للسيد المسيح يقال علينا خرافه الناطقة، وأهم عمل للراعي أنه يغذيهم، يحميهم، يقودهم، وإذا نظرنا لنرى عمل المسيح في حياتنا سنجد عمل المسيح في حياتنا هو الثلاث نقاط : ١- القيادة. ٢- الحماية. ٣- التغذية. نتحدث في نقطة واحدة اليوم هي تغذية القطيع، عمل المسيح يا أحبائي بالنسبة لنا أنه يطعمنا، يطعمنا لكي نستطيع أن نعيش، مثل الأم التي تنشغل بأبنائها ماذا يأكلون؟ الموضوع ذات أهمية بالنسبة لها جداً، لابد أن تفكر ماذا يأكلون، عمل المسيح بالنسبة لنا يا أحبائي نحن ماذا سنأكل؟، ما الطعام الأساسي الذي يفكر فيه لنا لكي نأكل به باستمرار لنتغذى؟ في الحقيقة مائدتين يتنوع منهم جميع أنواع الأطعمة، الطعامين الرئيسيين الذين يغذينا بهم الله طعامين ليس لهم ثالث وهما: ١- كلمته. ٢- جسده و دمه. الله ينشغل جدا أن يطعمنا، يشبعنا، يطمئن على حالة إشباع احتياجاتنا عن طريق هاتين الإثنين، الكلمة، والجسد والدم. كلمة ربنا يا أحبائي غذاء لنفوسنا، كلمة ربنا يا أحبائي سند لنا، لذلك يقول "وجدت كلامك كالشهد فأكلته"، لدرجة أنه قال عن ارميا النبي آتي إليه بكلمة ربنا في شيء مثل درج (الدرج يعني مثل شيء ملفوف وطويل)، فقال له قم بأكلها، يقول لك فأكلت الدرج، الله يغذينا بكلمته، من كان بعيد عن الإنجيل يا أحبائي فهو جائع، يوم مع يوم مع يوم يموت، الذي يعبد عن الإنجيل يا أحبائي لم يأكل بمعنى لم يتغذى، بمعنى أن الدورة الدموية داخله تقف، ثم تجف، تجف، الذي يبعد عن الإنجيل يا أحبائي مائت، الذي يبعد عن الإنجيل يبعد عن المرآه، الذي يبعد عن الإنجيل بعيد عن التوبيخ، بعيد عن النداء، بعيد عن محبة الله، بعيد عن معرفه الله. أين تعرف الله؟ في الإنجيل. أين تسمع صوته؟ في الإنجيل. بماذا نتوب؟ بالإنجيل. بماذا نوبخ على شرورنا؟ بالإنجيل. بماذا نتنقى؟ بالإنجيل. على ماذا نسند ونتعزى؟ بالإنجيل. حينئذ الذي يبعد عن الإنجيل يبعد عن السند، عن التعزية، عن التوبيخ، عن الطريق، فهو قال له هكذا "سراج لرجلي كلامك نور لسبيلي" كلمتك يارب التي تضئ الطريق، إذا كان هناك شخص لا يقرأ في الإنجيل فهو لا يوجد بينه وبين الإنجيل ود ولا عشرة، سائر بدون سراج فإنه يضل الطريق، لا يأكل فيجوع، لا يقرأ، لا يوبخ، لا توجد خطيه يفعلها ويشعر أنها خطأ، يشعر أن الدنيا كلها هكذا، والناس جميعها هكذا، وهذه احتياجاتنا الطبيعية، وهذه حياتنا، ونحن نعيش كما هي الحياة، النور بعيد، لذلك يا أحبائي الله أحب أن يغذينا، بماذا يغذينا؟ معلمنا بولس الرسول عندما جاء ليودع أولاده قال لهم أنا سوف أترككم فقالوا له لا تتركنا وبكوا، لا تتركنا فنحن نحبك، نحن تعلقنا بك، نحن سمعنا منك الكلام الجميل، نحن قدمنا توبة على يدك، واعتمدنا علي يدك، نرجوك لا تتركنا، قال لهم "أستودعكم لكلمة الله الغنية القادرة أن تبنيكم". عندما أترككم أنا لن أترككم أنا سأترككم لكلمة الله فبذلك أنا لم أترككم، الذي ترك الإنجيل يا أحبائي يترك مصيره الأبدي، الذي ترك الإنجيل يا أحبائي لا يسمع الصوت الإلهي، الذي ترك الإنجيل لا يتغذى، لا يوبخ، لا يتوب، تكبر الخطية بداخله فتتسلط فتتعاظم في داخله، ولا يوجد توبيخ يعني أن هناك مصالحة، هناك رضى على الخطية، تقول لشخص اعترف يقول لك في الحقيقة لا يوجد شيء لا يوجد شيء ويضحك، كيف لا يوجد شيء؟، بل قم بالبحث في قلبك، في مشاعرك، أبحث على إرضائك لله، أبحث على تصوراتك، أبحث في محبتك للعالم، أبحث في محبتك للمال، أبحث في شهواتك، أبحث في محبتك للآخرين، تفحص أمانتك إلى الله، أمانتك للصلوات، أمانتك للقداسات، أمانتك في العشور، أمانتك في أعمال الرحمة، أمانتك في وقتك، افحص أمانتك في مشاعرك، ستجد. من الذي يكشف لنا هذا يا أحبائي؟ كلمة الله، أستودعكم لكلمة الله الغنية القادرة أن تبنيكم، لذلك قال لنا ربنا يسوع بنفسه "أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به". لا تظن أن الجزء الأول في القداس والذي هو القراءات أنه صلاة إضافية لا بل هو التمهيد، فهو النظافة للتناول، فهو الغسيل الذي قبل التناول، الكلمة هي أنك تحضر أنت القراءات وتتفاعل معها لأنها جزء رئيسي من القداس الذي يؤهلك للتناول، كلمة تنظف فهي الكلمة المقروءة إلى أن تأخذ المسيح الجسد المحي بعدما تكون الكلمة دخلت ونظفت وكشفت، الكلمة تعطيك توبة، تحرك مشاعرك، الكلمة تكشف لك الطريق، الكلمة تعرفك خطة الله لك، طبيعة الله، معاملات الله مع البشر، كلمة الله فيها كل ما نحتاجه دائما ما نشكو من ضعفنا، ضع ضعفك في الإنجيل، فالضعف مذكور في الإنجيل، فهو موجود عند الآباء، أبونا إبراهيم عندما وضع في موقف صعب قليلاً وجدناه كذب ووجدناه ترك ووجدناه رجع ثانية ورائه، هرب من المجاعة، وذهب لمصر، ورأينا في أبونا يعقوب أنه آخذ البركة بطريقة خداع، وذهب إلى خاله لبان، وأيضا عمل خداع، محب للثروة، محب للغنى، فالكتاب المقدس يعرفك طبيعتك البشرية، لم يأتي لك بأشخاص في قامة عالية جداً، ولم يخطئوا أبدا، لا فآتي لك بالبشر، ولكن أراك كيف يتعامل الله مع البشر، كيف يتأنى الله عليهم، كيف يقودهم، كيف يغذيهم، كيف يعلن مسؤوليته عنهم حتى وإن أخطأوا، كيف أن الله بعدما يري كل هذا في أبونا يعقوب يقول له "وها أنا أحفظ حيثما تذهب و أردك إلى هذه الأرض مرة أخرى" كيف أن الله بعدما يجد في بني إسرائيل تعديات كثيرة، بعدما يجد فيهم خطايا وشرور وزيغان كثير يقول "لم يرى اثما في يعقوب ولم يرى تعبا في إسرائيل". هم أتعبوك جداً، أنت رأيت منهم خطايا كثيرة، فهم صنعوا عجل وعبدوه، وكانوا يصنعون في هيكلك مرتفعات، ويقوموا بعبادة أصنام، وفي النهاية يقول "لم يبصر إثما في يعقوب ولا يري تعبا في إسرائيل" يريد أن يقول لك هؤلاء مسؤوليتي أنا لا أتركهم، إذن يا أحبائي الكتاب المقدس هو الذي يريني أن ضعفي موجود لكن ضعفي له حل، الكتاب المقدس يريك إلى أي درجة أنت يمكن أن تتغذى غذاء الروح، فهو ينير لك، ينير طريقك، يجعلك تتعامل مع العالم بنظرة جديدة، تتعامل مع عملك بنظرة جديدة، تتعامل مع زوجتك وأولادك بنظرة جديدة، تتعامل مع المال بنظرة جديدة، لماذا؟ لأن كلمة الله التي تحكمك للخلاص، تغذى بالكلمة، طالما أن هناك فترات طويلة لم تقوم بفتح إنجيلك فأنت جائع والجوع سيؤدي إلى الموت. يا أحبائي لا نغامر بحياتنا ونراهن كم المدة التي سوف نحياها بدون أكل، تخيل الذي يدعي المقدرة ويقول أنا منقطع عن الطعام، إذن لا تأكل ، يقوم بعمل إضراب، لكن كم سيظل المنقطع عن الطعام هذا لا يأكل يومين، ثلاثة، عشرة، أربعون، خمسون، شهر، شهرين، وبعدها سيموت، الله جعل تكويننا هكذا، نحن ظللنا نقول أن الإنجيل هذا لا يخصنا وأنا لا أفهم ما في الإنجيل، صلي تقول عندما أجد وقت، فأنا بذلك أراهن على مصيري الأبدي، ليس فقط مصيري الأبدي لا بل أنا أيضا لا أستطيع أن أعيش الحياة التي أعيشها الآن، حتى الحياة التي أعيشها الآن تصبح بدون طعم، سيصبح عذاب أبدي وعذاب أرضي. لذلك يا أحبائي اقرأ الإنجيل لأن الإنجيل هذا اسمه البشارة المفرحة، سر كآبة الإنسان تأتي من أنه يريد أن يحيا فرحا بدون وسائل الفرح، كلمة "أيف" في اللغة القبطية تعني حلو، أيف أنجيليون، أنجيل تعني بشارة، "إيف أنجيل" تعني بشارة حلوة، هذا الإنجيل، أيضا والإفخارستيا "إيف" أيضا، إيف تعني حلو، "خريس" تعني نعمة فبذلك يكون لدي كلمتين يعبروا عن شيئين حلوين، لدي إيف أنجيل، ولدي إيف خريس، فلماذا نترك الأشياء الحلوة؟ لماذا أترك "الإيف خريس"، لماذا أترك النعمة الحلوة، إذن نحن لدينا النعم الحلوة، فأول نعمة ربنا يريد أن يطعمنا بها هي كلمته، لذلك يا أحبائي عندما كان الله يريد أن يصلح شعب في العهد القديم ويجدهم زاغوا، زاغوا، زاغوا كان يأمرهم بعملين ليس لهم ثالث، ماذا يفعل الشعب البعيد عن الله هذا؟ يقول لهم تعالوا مرة أخرى، قوموا بقراءة الشريعة من جديد، فيقوموا بقراءتها فيفرحوا، ويبكوا، ويسجدوا، ويوبخوا على خطاياهم، اقرأ في سفر نحميا، وفي سفر عزرا، عندما قرأوا الشريعة ماذا حدث؟ سجدوا وبكوا، وقالوا لكن الإنجيل به كلام نحن لا نستطيع أن نعيشه، أبسط شيء عندما ذهبنا في السبي تزوجنا من سيدات غريبة وأتينا بهم معنا، وعاشوا معنا هؤلاء السيدات الغريبة، وهؤلاء زوجاتنا ماذا نفعل بهم؟ تخيل عندما قرأوا الإنجيل جعلهم هم من أنفسهم يقولوا نحن لا نستمر في الحياة مع هؤلاء السيدات الأجانب الغريبات بل سنرجعهم بلادهم مرة أخرى، ما الذي أعطاهم الجرأة ليفعلوا ذلك؟ هل كان هناك أحد يستطيع أن يقنعهم ويقول لهم أتركوا زوجاتكم؟، فهو ليس شخص أو إثنين لكن كان الشعب كله، تستطيع أن تقنع شعب بالكامل يتركوا زوجاتهم! هذا موضوع ليس سهلاً، الإنجيل جعلهم يستطيعون أن يفعلوا هذا، وقم بقراءة هذا الكلام في سفر عزرا، يقول لك "ومجدوا الله". الذي لا تستطيع أنت أن تفعله أبدا الإنجيل يجعلك تفعله بسهولة، الخطية التي تربطك جداً والذي ترى أن الموضوع مستحيل أن تتخلص منه الإنجيل بسهولة يخلصك منه، لماذا؟ لأنه كلمة إلهية ليس كلام بشر، أنت إذا جاءت إليك كلمة من شخص فوق جداً أو مركز كبير جداً أو طبيب كبير جداً وقال لك هذه العادة لا تفعلها، يمكن أنك لا تفعلها رغم أنه كان مستحيل أنك لا تفعلها. لذلك يا أحبائي نحن نحتاج كلمة الإنجيل، الإيف أنجيليون. الإيف خريس هي النعمة الحلوة بالتناول، تريد أن تتغذى تناول كثيراً، تريد أن تتغذى فهي اسمها مائدة الرب، قال لك "هذا هو خبز الله النازل من السماء المعطي الحياة للعالم" هو اسمه هكذا، نحن نسميه هكذا، خبز الحياة، تريد أن تعيش قم بالأكل من خبز الحياة، الذي أكله نفسه لا تجوع. عمل الراعي الصالح يا أحبائي هو توفير الطعام والغذاء لقطيعه، عمل المسيح يوفر الغذاء لقطيعه، نحن قطيعه يريد أن يغذينا، بماذا يغذينا؟ بهاتين النعمتين وهم الإنجيل، والإفخارستيا. الذي يموت منا من الجوع هو بريء منه، يقول لك أنا أعطيك طعام، من منا لا يوجد لديه إنجيل، من منا لا يوجد بجانبه مذبح، من منا الإفخارستيا مستحيلة بالنسبة له أو بعيدة، لا بل هم متاحين، فهو فعل ما عليه، وأعطاك كهنة يظلوا ينادوا عليك يقولوا لك تعالى، اتقدم، اقرأ، يفعلوا لك دراسة، يقوموا بتشويقك لكلمة الله، يشرحوا لك الإنجيل، يقول لك اقرأ والله سيعطيك أكثر وأكثر وأكثر، وكلما تقرأ كلما تسند، قم وتناول من الخبز الذي أكله نفسه لا تجوع، فالأب الكاهن يصرخ ويقول يعطي عنا خلاصا غفرانا للخطايا هذا ونحن نعيش الآن، ونحن نعيش الآن يعطينا هؤلاء، خلاص وغفران للخطايا، هل هناك أحد لا يتمني أن يأخذ خلاص وغفران الخطايا؟!، يقول لك التناول يعطيهم لك، وماذا أيضا؟ المصير الأبدي الذي هو الأهم وحياة أبدية لكل من يتناول منه، وأنت تقول حقا أؤمن، أؤمن أكثر كلمة تقال في القداس، أؤمن أؤمن وأعترف وأصدق ، حقا أؤمن، أؤمن أؤمن أؤمن. لماذا؟ لأنك تؤمن بمفاعيل هذا الجسد الإلهي الذي ينقل لك الحياة. هو رئيس الحياة، هو الخالد الذي لا يموت، هو الغير المائت، لذلك عندما يأتي الكاهن ليصلي يقول لك الأسرار الإلهية غير المائتة، أووه إن اسمو، الغير المائتة، التي لا تمت، فأنت عندما تأخذه تتحول أنت بطبيعتك المائتة إلى طبيعة غير مائتة، تقول لي هذا يعني أنني لا أموت أقول لك لا أنت سوف تموت لكن الموت لا يتسلط عليك، الموت سينقلك إلى الخلود فتصبح غير مائت، كيف تأخذ هذا الخلود؟، كيف تأخذ الطبيعة الغير المائتة؟، إذا اتحدت بالجسد الإلهي، إذا اتحدت بالجسد الإلهي تتغذى، تقتات، تشبع، تمتلئ، تتعزى، تأخذ البركات السماوية والبركات الإلهية، أكله نفسه لا تجوع، هذا الخبز السماوي النازل من السماء المعطي الحياة للعالم، هذا هو يا أحبائي النعمة الحلوة الذي يريد الله أن يغذينا بها، لذلك يقول الكاهن "خذوا كلوا منه كلكم" لذلك الكنيسة لا تعرف عن أمر اسمه شخص يحضر قداس ولا يتناول، خذوا كلوا منه كلكم، لماذا؟ لأنه ما الذي يمنعني من التناول؟ خطية إذن تب عنها، من المعقول أن أفضل خطية عن التناول!، من المعقول أن أحضر متأخر واحرم من الخبز السماوي!، العطية الإلهية الكبيرة أخسرها على أشياء تافهة!، لا ففي عرف الكنيسة يا أحبائي كان يحضر الشعب قبل الكاهن، في عرف الكنيسة يا أحبائي لا يوجد شخص يأتي بعد أن يفتح الستر، الستر يفتح ونكون جميعنا موجودين، مثلما معلم يدخل الفصل يكون الطلبة موجودين، مثلما مدرس جامعة يدخل المحاضرة الساعة الثامنة يكون الطلبة موجودين، الموضوع ليس موضوع أبونا الكاهن، لا لكن أبونا رمز للمسيح، يفتح الستر وهذا الستر بالنسبة لنا هو الهيكل، الهيكل هذا بالنسبة لنا هو السماء، لذلك تجده مرتفع وتجد فيه العرش الإلهي تجد فيه الملائكة، تجد فيه الأربع حيوانات، وتجد فيه البخور المرفوع والصلوات وتجد فيه الذبيحة، هذه هي السماء، لا يصح أن تفتح السماء ونحن نأتي بعد أن تفتح، فنحن متشوقين لها، تتغذى، تريد أن تشبع، تريد أن يكون المناعة لديك عالية، تريد أن تعرف كيف تقاوم الشرور، تريد أن تعرف أن تقول للشيطان لا، تريد أن تعرف كيف تقول لأفكارك السيئة لا، تريد أن تقول للتليفزيون لا، للكمبيوتر لا، للمعاملات الرديئة التي داخل حياتك لا، تريد أن تأخذ جرأة، تريد أن تعرف كيف تختار مصيرك، قم بالتناول كثيراً لأن هذا ما يعطيك الحسم في الأمور التي لا تقدر عليها لأن وقتها المسيح هو الذي يفعل فيك، وقتها القوة الإلهية هي التي تتحرك فيك ليس أنت، ووقتها تستطيع أن تقول مع معلمنا بولس الكلمة التي يقولها "لا أنا بل المسيح أحيا لا أنا بل المسيح" وقتها تطمئن أنك متحد بالمسيح، وقتها يحيا المسيح في داخلك، وقتها تعيش بحسب الخليقة الجديدة، لماذا؟، لأنك أنت لست أنت، قم بالتعامل مع إنسان يقرأ الإنجيل كثيراً ويتناول كثيراً ستجده ليس هو، فهو من؟! هذا المسيح الذي نتحدث عنه. معلمنا بولس الرسول يا أحبائي عندما يأتي ليتحدث يكرر كلمة في المسيح، في المسيح ، ثمانين مرة في رسائل معلمنا بولس الرسول يقول لك في المسيح يسوع، في المسيح يسوع، في المسيح يسوع، ثمانين مرة، لأنها كلمة مسيطرة على فكره، ما الكلمة المسيطرة على فكره؟ أنه داخل المسيح، هو من داخل المسيح، هو محفوظ من المسيح، يا لسعادتك يا معلمنا بولس، أنا كيف أصبح مثلك؟ يقول لك بالإنجيل والتناول، بالإنجيل والتناول أنت لن تصبح أنت، أنت ستصبح من؟ أنت ستصبح المسيح، أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في، يعتبر أنه ليس هو الذي يتحدث، يعتبر أنه ليس هو الذي يعيش، يعتبر أنه ليس هو الذي يفكر، يعتبر أنه ليس هو الذي يحب، لذلك قال لك "أما نحن فلنا فكر المسيح" لذلك يقول لك "أنتم الذين قد اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح" أصبحت أنت لابس المسيح، قم بالتناول، ولا تمنع نفسك من الخبز الإلهي ومن المائدة السماوية، العطية التي تفوق كل العطايا، أجمل عطية من الله للبشر أن يعطيهم جسده ودمه، لذلك الكتاب المقدس كان دائما يتحدث عن ثلاث كلمات رمزية، وكانت بداية الثلاث كلمات من العهد القديم إلي سفر الرؤيا، وهم "القمح والمسطار والزيت"، القمح هو الخبز، المسطار هو عصير العنب، في عصير العنب الكرم رمز للدم، الزيت رمز إلى الروح القدس، هؤلاء الثلاثة رموز يا أحبائي هم سر حياتنا، القمح والمسطار والزيت، عندما يقول لك انقطع السكيب، انقطع القمح والمسطار والزيت إعلم أن الله وصل بالإنسان لدرجة أن من كثرة ما رفض الإنسان العطايا فالله كف عن أن يعطي، لكن نشكر الله أنه يعطينا قمح ومسطار وزيت، نشكر الله أن كنائسنا لا تنقطع منها الذبيحة، نشكر الله أن كلمة الله متاحة لكل إنسان في كل بيت وفي كل مكان، نشكر الله أن القمح والمسطار والزيت موجودين لكن للذي يعرف قيمتهم. لذلك يا أحبائي لا تهمل في إنجيلك، ولا تهمل في قداسك، لا تجعل القمح والمسطار والزيت معروضين عليك وأنت الذي تقول لهم لا في حين أن فيهم سر وجودك وسر حياتك، الله الذي فكر دائما كيف يشبعنا يجدنا مشتاقين أن ناكل، لذلك من ضمن التطويبات الجميلة "طوبي للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون". فلنكن جياع وعطاش إلى البر لأنه يشبعنا. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان والي دهر الدهور كلها آمين. إنجيل معلمنا لوقا نجد ربنا يسوع يتحدث مع تلاميذه ويعطيهم تعاليم سماوية روحية، من أهمها كلمة نعرفها جميعاً حيث يقول لهم "طوباكم أيها المساكين بالروح لأن لكم ملكوت السموات"، في كثير من الأحيان لا نلتفت إلي موضوع المساكين بالروح، لكن أود أن أتكلم عنها في دقائق. في حقيقة الأمر إذا قمت بالبحث عن سبب خطايا كثيرة ستجد سببها كبرياء الإنسان، عظمته، غروره، ذاته، قم بتحليل خطايا كثيرة ستجد سببها الذات، الأنا، تنظر إلى محبة العالم، ومحبة المقتنيات، أنا ، أنا أريد، أنا أريد أن أمتلك هذا الشيء، أريد هذا الشيء يكون لي وملكي أنا، فهناك مرحلة في الحياة وهي مرحلة الطفولة فيها تجد الطفل يود كثيراً أن كل شئ يراه يمتلكه، لكن إذا استمرت هذه المرحلة مع الإنسان يصبح هناك خطر شديد عليه، الأنا، فمحبة المال أصلها الأنا، محبة الشهوات أصلها الأنا، أنا أريد أن أستمتع بهذا الشيء، أريد هذا الشيء يصبح ملكي، حتى إذا كانت إنسانة أريدها تصبح ملكي وملكي أنا، الشهوة أساسها الأنا، محبة المال أساسها الأنا، البغضة والكراهية أساسها الأنا، التعظم، الإدانة، فأنا عندما أتحدث في سير الآخرين فهذا يعني كأنني أقمت نفسي قاضي عليهم، وكأنني قمت بتصنيف نفسي أني أحسن من كل الناس، "الأنا"، الطمع يأتي من الأنا، محبة العظمة، عندما تحدث معلمنا بطرس عن شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، إذا قمت بتحليل هؤلاء الثلاثة ستجدهم الأنا، الأشخاص تختلف مع بعضها بسبب الأنا، الإنسان لماذا يريد الملكية بسبب الأنا، لماذا يغار الناس من بعضهم البعض بسبب الأنا، فهذه الأنا مشكلة كبيرة جدًا - نعم - ولكن الأخطر من مشكلة الأنا هو ألا يكون الشخص شاعر بها، يكون الشخص داخله مرض خطير (ربنا يرحمنا من هذه الكلمة) خطير وخبيث، ولا يشعر به، فماذا يحدث إذن؟ يظل يكبر، يكبر، يكبر، وهل تتخيل أن المحب للانا يشعر أنه مخطئ؟ أبدا، فدائماً ينصف نفسه لأنه دائماً يحب أن يحن على نفسه، تجده يشفق على نفسه جداً ويكون قاسي جداً على الآخرين، تجده يفكر في نفسه جداً، وقليلا ما يفكر في الآخرين، تجد هذا الأمر أصبح يزيد داخله، ستجد كل من حوله يهرب منه لأنه متكبر، فهل تعتقد أنه يقول أن الناس تهرب مني لأني متكبر؟ أم يقول لك لأنهم سيئين، لأنهم هم سيئين، ولأنهم هم .... ، .... ، .... ، .... ، ويظل يبحث عن نقاط ضعف في كل من حوله، لا فكن حذر من الأنا، لذلك تجد أول التطويبات "طوباكم أيها المساكين بالروح". لذلك إذا قمت بقراءة سير القديسين ستجد بينهم فضائل كثيرة جداً لكنهم اشتركوا في الاتضاع، يقول أن الاتضاع خلص كثيرون بلا تعب، بلا تعب بأقل مجهود الإنسان يخلص، لكن من الذي يخلص؟ المتواضع، المزمور يقول "إلى هذا أنظر إلى المسكين المرتعب من كلامي" يقول لك "لأن الرب لا يسر بساقي الرجل بل يسر الرب بخائفيه والراجين رحمته". من الذين لديهم مخافة الله؟، من يصلي صلاة حارة؟ المتواضع، من يشفق على الناس؟ المتواضع، من يسعى لمصلحة الآخرين؟ المتواضع، من يعطي غيره ويساعد غيره؟ المتواضع، فنحن لابد أن ننتبه لأنه في الحقيقة ستجد خطايا كثيرة تظل تكبر، وكلما في العصر بدأت تزيد عجلة السرعة، وكلما طلبات البشر بدأت تزيد، وكلما تزيد ضغوط الحياة كلما تزيد الأنانية، لذلك تلاحظ أن المجتمعات الأكثر تقدماً تجد فيها الذاتية عالية جداً، عالية جداً، ستجد أن حتى الإخوة لا توجد حنية فيما بينهم، على عكس المجتمعات الهادئة تجدها قليلة مترابطة والناس تشعر ببعضها لماذا؟ لأن المجتمع له ضريبة، يعطيك سرعة حياة، يعطيك تكنولوجيا، ويعطيك تقدم، ويعطيك دخل عالي لكن يأخذ منك ما هو أغلى، يأخذ منك مشاعرك تجاه الآخرين وتزداد مشاعرك تجاه نفسك فذاتك ترتفع، ترتفع، ترتفع، وتبدأ تشعر أنك محور الكون كله، أنا الذي أجلب النقود، أنا الذي أقوم بتشغيل الجهاز، أنا الذي أقوم باختيار أغلى الأشياء، وأنا الذي أتنزه وأنا .... ، ..... ، تجد الأنا تزيد، هل تعتقد أن الأنا تشعر بالشبع؟ لا تشعر بالشبع مطلقا، تعتقد أن الإنسان يشعر بالأنا؟!، أبداً بل قليلاً جداً ما تجد إنسان يشعر بالأنا أنها عالية بل بالعكس كلما زادت الأنا لديه كلما يشعر أن الآخرين هم الأقبح، فهذه تجربة مرة، يقول لك نعم، لذلك يا أحبائي عندما نري ضعفات كثيرة جداً في عصرنا لابد أن نفكر في أنفسنا، فالكاهن في القداس يقول "هذا الذي يأتي في مجده ليدين المسكونة بالعدل ويعطي كل واحد فواحد كنحو أعماله " كل شخص على حدا، يقوم بمحاسبتي بمفردي، ويقوم بمحاسبتك بمفردك ..... إلخ، كل شخص بمفرده ستجد أشياء كثيرة تمنعنا الذات منها. تصور أنه من الممكن أن تكون الذات هي التي تجعلك لا تصلي لأنك تشعر بالاكتفاء ولا تشعر بالضعف، من الممكن أن تكون ذاتي هي التي تجعلني أقف أمام الله بغير انسحاق تجعلني أقول: أنا شاطر، أنا قوي، أنا جيد، أنا أعرف أن أحل الأمر بيدي، فلذلك الله مكانه في حياتي قليل ، تخيل الإنسان عندما يستمر في هذه الحالة!، ترى إلى متى يستمر فيها؟، فماذا تحتاج؟ تحتاج نقطة انتقال، أنه لا أنا بل المسيح، تحتاج نقطة انتقال لا يكون مركز حياتك هو أنت، لا تعيش فقط لكي تتلذذ، تتنعم، تأخذ، تنفق، تجمع، تطمع، تتعالى، تكن مغرورا، تتعصب - لا إطلاقاً - لذلك مسكنة الروح هذه تحتاج أن الإنسان يطلبها جدا، "القلب المنكسر المتواضع لا يرذله الله"، من الذي من الممكن أن يلفت نظر الله الآن ونحن ههنا؟! المتواضع، من الذي من الممكن أن الله يركز معه؟! المتواضع، القلب المنكسر المتواضع لا يرذله الله، دائما يقال مثلاً أنه إذا أحضرنا قليل من المياه أو خرطوم من المياه وسكبناه في مكان ستجد المياه تستقر في الأماكن المنخفضة، المياه تستريح، هكذا النعمة، النعمة تستقر لدى المتواضع، والمتكبر ماذا يحدث له؟! المياه تجري من فوقه سريعاً، فكل شخص منا يحتاج التواضع جدا. لذلك فإننا نجد الكثير من المشاكل في حياتنا تحدث بسبب غرورنا وبسبب كبريائنا وبسبب عدم الشفقة علي الآخرين وبسبب الأنا، لقد قرأت قصة عن مشكلة زوجية بين رجل وسيدة وهما الإثنين متشاجرين مع بعضهما البعض وأخذوا قرار أن يتركوا البيت وهو كان يقول لها أنا لم أرى معك يوم جيد، وهي تقول له بل أنت ... ، ...، وهو يقول لها ... ، ...، وقد كان لديهم طفلة صغيرة في المرحلة الابتدائية ترى الأب يجمع أشياءه والأم أيضا تجمع متعلقاتها؛ فقالت لهما أنا لا أستطيع أن استغنى عنكم أنتما الإثنين، أنا لابد أن أعيش معكم أنتما الإثنين، قالوا لها لا، ففي النهاية حكموا على أنفسهم أن تعيش الطفلة أسبوع لدى أحد منهم ، جلست البنت في الأسبوع الأول تبكي وتصلي، تصلي، تصلي، فقامت بفعل شيء من دون علمهم، فماذا فعلت؟ أحضرت هدية بسيطة وقامت بإرسالها للرجل وقالت له سامحني وهذه كانت ساعة غضب وأنا لا أستطيع العيش بدونك وقامت بالإمضاء باسم الأم، وبعدها أخذت الهاتف المحمول من والدها وأرسلت رسالة إلى والدتها وقالت أنا لا أستطيع العيش بدونك وهذه كانت ساعة غضب وسامحيني، فرجع الإثنين إلى بعضهم البعض، وكل واحد منهم قدم اعتذار للآخر، فحدثته عن الهدية وحدثها عن الرسالة فإذ بهما لا يعلمون شيء، فبذلك كانت البنت أحكم من الإثنين، فقاموا بسؤال البنت من أين أتيتي بهذه الفكرة؟ فأجابت بالصلاة، قمت بالصلاة كثيراً لأني كنت حزينة عليكم. إذن ما الذي حدث لهم؟ كسرت ذاتهم، ففي هذا الموقف كان يحتاج أن أحدهم يكسر ذاته، من الذي يكسر ذاته؟ الشيطان دائما ينمي فكرة أن الذي يكسر ذاته هو الضعيف، لكن بالعكس فهو القوي، من يبادر، من يعطي، من يصلي لأجل الآخر، من يقوم بكسر ذاته، لا يوجد شخص ضعيف يستطيع أن يكسر ذاته، لا بل الذي يكسر ذاته هو الأقوى، الذي يكون مستند علي نعمة. ولكي يكون حديثنا عملي ومنطقي فمن أين يأتي موضوع الاتضاع هذا؟ الاتضاع يأتي من أمرين صغيرين جداً: ١- تعلم كثيراً من المسيح، الاتضاع هو المسيح، القديس مار إسحاق يقول لك "حينما نتكلم عن الاتضاع فإننا نتكلم على الله لأن الاتضاع هو الحلة التي لبسها اللاهوت لكي ما يخلصنا بها". "عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد". نزل من السماء، فعندما تري صورة يسوع وهو مولود في مزود تقول هل الإله يرضى بذلك، عندما تقوم بقراءة الكتاب المقدس وتجد يسوع يهان تقول هل الإله يرضي بذلك، عندما تري يسوع عاريا على الصليب تقول هل الإله يرضي بذلك، هذا هو العجب في اتضاعك، تريد أن تتعلم التواضع أنظر إلى صليب ربنا يسوع، أنظر ليسوع، وأنظر لحياته، وأنظر لأعماله، "هذا الذي من أجلنا نحن البشر من أجل خلاصنا نزل من السماء". جاء من السماء، تخلى عن مجده وجاء، الذي لم يحسب خلسة أن يكون مساويا لله لكنه أخلى ذاته أخذا شكل العبد صائرا في الهيئة كإنسان، شكل العبد نعم شكل العبد، لذلك أريد أن أقول لك لكي تتواضع تعلم من المسيح، وكلما ارتفعت نفسك قليلاً تقول أنا بذلك خرجت عن منهج المسيح، منهج المسيح هو منهج التواضع، أنظر كثيراً للمسيح. ٢- أنظر لضعفك، أنظر لخطيتك، أبحث عن شيء يجعلك تتعالي فلا تجد شئ حلو تتكبر به، إذا كان لدينا أشياء حلوة تكون من المسيح، لكن نحن كلنا ضعف، كلنا ضعف، أنت إذا تذكرت فقط ضعفات يوم واحد فعلتها ستجد نفسك تخجل من نفسك، فبماذا نتكبر إذن؟! ونحن كل يوم مغلوبين بالآثام والخطايا، بماذا نتكبر ونحن نصلي كل يوم ونقول الخطاة الذين أولهم أنا، أولهم أنا، أنا أول الخطاة، لذلك الإنسان عندما يتكبر فهذا شيء لا يوافقه إطلاقاً، لماذا؟ لأنه في الأصل من تراب، في الأصل خاطئ، فكيف يكون كائن ترابي و خاطئ يتفاخر، لا تصلح، عندما يقول أحد الآباء نحن أصلنا من تراب، وإذا ارتفع التراب يحدث عفارة، إذا قمت برفع قليل من التراب تحدث عفارة، يصبح لا يليق، ليس جيد، فأنت لا تهدأ إلا أذا التراب سقط مرة أخري للأرض، نحن أيضاً كذلك. لذلك ذات مرة رأى القديس العظيم الأنبا أنطونيوس طريق ضيق ممتلئ بالفخاخ، وممتلئ بالثعابين والحيوانات الشرسة ومخيف جدا، فصرخ لله وقال له ما هذا ياربي هل الطريق هكذا؟ هل الطريق شاق جدا، وصعب جدا، ومستحيل جدا، فمن ينجو من كل هذا يا رب؟، من ينجو من كل هذا؟، فأنا إذا نجوت من فخ سأسقط في عقرب، إذا نجوت من عقرب سأسقط في أسد، ما هذا الطريق؟ قال له من ينجو من هذا يارب؟. فجاء إليه صوت قائلا له المتواضعون ينجو يا أنطونيوس. لذلك الكبرياء لا يليق بنا يا أحبائي، لأن الإنسان يعرف بضعفه، الإنسان يعرف بخطاياه، فلا يوجد أجمل من أن تقف أمام الله وتقول له ارحمني أنا الخاطئ، أكثر كلمة الكنيسة تستخدمها "كيرياليسون"، أكثر كلمة الكنيسة تستخدمها "أنعم لنا بمغفرة خطايانا"، "يارب أرحم"، فهل يوجد إنسان متكبر يستطيع أن يقول كلمة يارب ارحم؟ فهيا يا أحبائي نطلب مسكنة الروح، نطلب الاتضاع، هيا نتخلى عن العتيق الذي بداخلنا، نتخلى عن الأنا، فهل من الممكن أن هذا يأتي مرة واحدة؟، لا بل يأتي تدريجياً، كيف يأتي تدريجياً؟ أنظر إلى المظاهر التي أنت مقتنع بها إنها يوجد بها كبرياء، أتخذ خطوة، خطوة ولو بسيطة، تعلم أنت إذا قمت بالتخلي عن جنيه فهذا جزء من ثمن رحلة تواضعك، جنيه واحد فقط هذا جزء من رحلة التواضع لديك، إذا قمت بالسجود مرة واحدة هذا جزء من رحلة التواضع، إذا غفرت لإنسان فهذا جزء من الرحلة، إذا قمت بمصالحة إنسان كان غاضب منك أو أنت على قطيعة معه من زمن فهذا جزء من الرحلة، إذا أبصرت خطاياك هذا جزء من الرحلة، إذا قمت بالاعتراف للكاهن وقمت بفضح خطاياك وتقول أنا سيء هذا جزء من الرحلة، إذا تناولت بقلب منكسر هذا جزء من الرحلة، إلى أن تجد نفسك بدأت تقتني قلب بحسب قلب الله، طوبي للمساكين بالروح. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

البيت المسيحى الذى يهب قديسين

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد أمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين احتفلت الكنيسة يا أحبائي يوم الثلاثاء الماضي بتذكار القديس أوغسطينوس واليوم قديس اسمه القديس بيساريون وغداً إثنين إخوة ترهبوا واستشهدوا القديس اسمه القديس مويسيس وأخته سارة وإثنين آخرين أيضاً قديسين إخوة استشهدوا هما أغابيوس وأخته تكلا. إذا قمنا بجمع هؤلاء الثلاثة مجموعات أمام بعضهم البعض، القديس أوغسطينوس وأمه القديسة مونيكا كانت دائمة الصلاة من أجله، اليوم القديس بيساريون يقول لك عنه أن والديه كانوا تقيين محبين لله، غداً ستجد مويسيس قدوة لأخته سارة التي هي أصغر سنا منه ذهبوا هما الإثنين للرهبنة، وبعد ذلك أتت له رغبة في الاستشهاد، وعندما علمت سارة أن أخيها ذهب لكي يستشهد ذهبت هي أيضا استشهدت مع أخيها، وإثنين آخرين أيضا كان لديهم رغبة في الاستشهاد، واستشهدوا بالفعل هما القديس أغابيوس وأخته تكلا. إذن كيف ينتج بيت قديسين؟!، كيف يربي بيت قديسين للمسيح؟، أنظر دموع القديسة مونيكا من أجل ابنها أوغسطينوس، أنظر كم هي شغوفة لخلاص نفس ابنها، أنظر إلى ذهابها للكنيسة وإلى صلاتها من أجل ابنها، وتتضرع إلى الله من أجل توبته، وهو قلبه قاسي، إلا أن دموع أمه مثلما قال لها الأب الأسقف "ثقي يا ابنتي أن ابن هذه الدموع سوف لا يهلك". والقديس بيساريون قديس اليوم يصبح راهب، ناسك، عابد، متوحد، مصلي لكن يقول لك أن أبويه كانوا بارين، أتقياء، محبين لله، محبين للفقراء. وغداً تذكار القديس مويسيس وأخته سارة يذهبوا للرهبنة وبعد ذلك يذهبوا للاستشهاد، وبعد ذلك تجد أيضا القديس أغابيوس وأخته تكلا، ما هي أقصى اهتماماتنا في منازلنا؟، أن نقوم بالأكل والشرب والتنزه هذا جيد لكن أين الله من مركز البيت؟!، أقصى اهتماماتنا بالنسبة لأولادنا أن يصبحوا متعلمين تعليم كبير جداً، لكن هل أقصى اهتماماتي والتي أضعها في ذهني أن يصبحوا قديسين؟، هل أقوم بتربية ابني لأن في ذهني تصور نهائي له أن يصبح إنسان اسمه صورة المسيح في المجتمع، فتصوري هذا هو الذي يقوم برسم الخطة كلها، فلابد أن أعلم النهاية لكي أسير في اتجاهها، لكن إذا لم يوجد لدي تصور لآخر الشيء الذي أفعله سأصبح متشتت. عندما نترك أنفسنا يا أحبائي نجد أن المجتمع يشكلنا ونجد أن وسائل الإعلام تشكلنا ونجد أن آراء الناس تشكلنا، لكن ليس المجتمع أو تصوراتنا أو آراء الناس من الممكن أن تفعل لدينا شيء جيد. نحن لنا إنجيل ولنا كنيسة ولنا قديسين ولنا قدوه ولنا هدف، هدفنا أن نربح السماء، هدفنا أن نحيا في رضاه، هدفنا أن نمجد اسمه القدوس، هذه الأشياء عندما تكون واضحة تجعل الطريق أوضح، وعندما تبعد عن أعيننا تجعل الطريق غير واضح، لذلك يا أحبائي هذه الأسر المسيحية التي أعطاها لنا الرب في الكنيسة كنماذج فهي ينبغي ألا تمر علينا بدون تأثير، فلابد أن تجعلنا نراجع أنفسنا، هل يوجد صلاة في منزلنا أم لا؟، يوجد إنجيل في منزلنا أم لا؟، يوجد مخافة الله في منزلنا أم لا؟، يوجد أعمال رحمة وصدقات للفقراء في منزلنا أم لا؟، أم أن كل شخص ينشغل بنفسه، وكل شخص يغذي أنانيته، وكل شخص يريد طلبات وكأنه يريد أن يأخذ حق الأسرة كلها لنفسه، وكل شخص أهم شيء لديه أفكاره واهتماماته الشخصية، ونصبح نعيش في المنزل وكأن كل شخص يعيش في جزيرة مستقلة تماما عن الآخر. بيت يصنع قديسين، يكون بيت للمسيح اسمه بيت يسوع، ذات مرة قمت بزيارة رجل تقي ذهب للسماء الآن، وعندما ذهبت لافتقاد هذا الرجل وجدت لافتة على البيت مكتوب عليها بيت يسوع، هل أنا أفهم جيداً معنى أن بيتي هذا بيت يسوع؟، هل بالحقيقة الكلمة التي قيلت "الكنيسة التي في بيتك" هل أنا حقا أعتبر أن بيتي كنيسة؟، في سر الزيجة يا أحبائي عندما نقوم بصلاة طقس سر الزيجة فإننا نلبس العريس برنس، هذا البرنس لا تراه إلا على الكاهن، فهو ثياب كهنوتية، على اعتبار أن الكنيسة تؤمن إن هذا البيت سيصير كنيسة للمسيح، والزوج هو كاهن هذا البيت، فهو المسئول عن العبادة وتقدمات المحبة وتقدمات السجود لله وتقترب أسرته لله عن طريقه، هذا فكر الكنيسة. عندما نعيش يا أحبائي دون أن ننتبه لماذا نحن نعيش؟، وما الذي نريده؟، وإلى أين نريد ان نصل؟، فإننا نضل الطريق. ما أسهل الإنسان الذي لا يعرف أخر نقطة في نهاية رحلته، ما أسهل أن يضل، لذلك يقال أن القائد الحقيقي - وكل زوج وزوجة في البيت هو قائد - يقول لك هو الذي يرى نهاية الرحلة قبل أن تبدأ هذا هو القائد الحقيقي، لابد أن يرى أولا آخر نقطة هو يريد أن يصل إليها وأين توجد؟، لكي يحدد الطريق الذي يسير فيه وبناء عليها سيحدد أين يذهب؟، عندما تذهب مشوار، أو عندما تسافر، عندما تذهب إلى مكان ما فهناك شيء اسمه الطريق، فهذا الطريق كيف تقوم بتحديده، ليس على حسب الطريق الذي آراه أنا أنه جيداً - لا - لكن علي حسب إلي أين أنت ذاهب؟، على سبيل المثال إذا كان هناك شخص يريد الذهاب إلي دمنهور لا ينبغي أن يصر على أن يسير بالطريق الصحراوي، فلابد أن يسير بالطريق الزراعي، لأنه هو الأقرب إليه، نحن أيضاً لابد أن أعرف أنا أين أريد أن أذهب واختار أفضل طريق، أنا أريد أن أذهب إلى السماء، أنا أريد أن أربح الملكوت، أنا أريد أن أقول "أما أنا وبيتي فنعبد الرب"، أريد أن أجعل بيتي كنيسة، أريد أن أقف للصلاة أنا وأولادي وزوجتي، نريد أن نرفع أيدينا لله، إذا قال لي أحد الأولاد أنه لا يريد الوقوف للصلاة أقول له نعم، ونقف نحن نصلي ويرانا ونحن نصلي، فمن الممكن أن تكون هذه المرحلة من حياته التأثير لديه ليس وقوفه للصلاة، لكن يمكن أن تكون مرحلة أنه يراكم وأنتم تصلوا ، فهذه أيضاً لها تأثير، وهناك تأثير آخر وهو أن تصلوا من أجله، قد يقول لي أحدكم يا أبي أنا أتحدث ولا يوجد من يسمع لكلامي، أقول لك لا بل يكفي أنهم يروك وأنت تصلي، وأن تصلي من أجلهم، يكفي أن يوجد في بيتك صلاة، يكفي أن يذكر اسم ربنا في بيتك، فهذا يزرع في بيتك سلام وحب وروح ربنا يسكن في المنزل، كن أنت التغيير الذي تريده، مثلما علمونا ولا تنتظر التغيير من غيرك، بيتك هو بيت المسيح وأسرتك هذه هي أسرة للمسيح وحياتك كلها مسؤولية أمام الله. لذلك يا أحبائي الإنجيل الذي قرئ علينا اليوم يقول "من هو يا ترى الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه على جميع أمواله" نحن لابد أن نعرف أننا وكلاء على بيوتنا، نحن أمناء على بيوتنا، ربنا قام بتوكيلي أمين علي أسرة، فنحن علينا أن نقودها في طريق الخلاص، كل شخص يا أحبائي لابد أن يغير من طريقة تفكيره واهتماماته، هناك ظاهرة تقول أن الناس تأتي إلي الكنيسة هذا شيء جيد هذه خطوة جميلة، لكن في الحقيقة قاموا بفصل حياتهم مع الله ما بين الكنيسة وما بين الحياة العملية وما بين بيتهم، تجدهم داخل الكنيسة لكنهم لا يقومون بالصلاة في البيت، تجدهم يحبون ويحرصون على حضور أولادهم إلى الكنيسة لكنهم لا يقومون بتربية أبنائهم في منزلهم على المبادئ المسيحية، فماذا يحدث من ذلك؟ يحدث لون من ألوان الازدواجية عند الأبناء ، فالذي يتعلمه في الكنيسة شيء والذي يراه في البيت شيء أخر، أيهما يكون أكثر تأثير عليه؟ الأشياء المعيشية هذه هي الأكثر تأثيراً، الطباع، طريقة الحياة نفسها، السلوكيات اليومية التي يراها هي تنطبع في بيته أكثر، ولذلك عندما أغلقت الكنائس في روسيا لأكثر من مائة عام لإنتشار الشيوعية وكان الذي يعلن عن ديانته يعتقل ويعذب ويموت، فكان لا يوجد شيء اسمه ديانات نهائيا لمدة مائة عام، إلى أن جاء وقت وقالوا قد إنتهى هذا العصر وسنقوم بفتح الكنائس مرة أخري ومن أراد أن يذهب ليصلي فليذهب للصلاة، من المتوقع بعد مائة عام من غلق الكنيسة أنه عندما تفتح الكنيسة مرة أخرى، بالطبع الأطفال حديث الولادة لم يروا أبونا، خدام، شمامسة، ولا يعلموا الصلاة، القداس، ولا يعلموا طريق كنيسة من الأساس لا يعلموا، تتوقع عندما تفتح الكنائس هل هناك أحد يذهب إلى الكنيسة بعد مائة عام وهي مغلقة، التصور العجيب أن الكنائس كانت ممتلئة إلي آخرها، وعندما يأتي الكاهن لصلاة القداس يجد الشعب جميعه يقول كل الألحان معه، فأين حفظوا؟! ومن أين أتوا لهم بشمامسة لكي يحفظوا؟!، فمتي تعلموا هذه الألحان؟! من المنازل، المنازل كانت تعلم، فإذا كان البيت يعلم فعندما يقال بالحقيقة نؤمن تجد كل الكنيسة تقول، أين تعلموه، لا يوجد مدارس أحد، لا يوجد درس ألحان، لا يوجد شمامسة، لا بل الأب والأم والجد والجدة هم الذين قاموا بتعليمهم هذه الأشياء، فعندما فتحت الكنيسة وجدوا الكنيسة مستمرة، البيت هو الكنيسة وهو النواة، القديس أوغسطينوس الفضل للبيت، القديس بيساريون قديس اليوم الفضل للبيت، وغداً القديس مويسيس وأخته سارة الفضل للبيت، القديس أغابيوس وأخته تكلا الفضل للبيت. دور البيت يا أحبائي عندما نغفله فنحن نغفل ركن رئيسي في حياتنا مع المسيح، الاعتماد على أن الأولاد يأتوا الي الكنيسة فهذا شيء جيد، لكن لا يكفي أبدا، يقول لك الأولاد مشتركين في المسابقات وفي المهرجان وفي النادي هذا شيء جيد وجيد جدا، لكن أيضا لا يكفي، ما الفائدة من كل هذا التعليم ويذهب إلي البيت يجد أشخاص يقوموا بإهانة بعضهم البعض، وأشخاص يتحدثوا على بعضهم البعض، وأشخاص لا يحبوا بعضهم البعض، وأشخاص يدخلون في منافسات مع بعضهم البعض، وأشخاص يتحدون بعضهم البعض، فيقول لك أن الحياة مع الله هي لون من ألوان الخيال، هي حياة غير واقعية. حينئذ يا أحبائي علينا أن نعرف أننا أمناء لله، وإن بيتنا هذا بيت اسمه بيت يسوع بيت المسيح، كان هناك عبارة متداولة يتداولها الآباء في بيوتهم، ويكتبوها تقول "يسوع هو رب هذا البيت، والضيف الغير المنظور على المائدة، والمستمع الصامت لكل حديث". يسوع يجلس في بيتك ويسمع، لا تعتقد أن يسوع لا يسمع الكلام الذي يقال في البيت، فمن الأفضل أن يكون الكلام الذي يقال في البيت والذي يسمعه يسوع يكون كلام مرضي لله، يسوع هو رب هذا البيت والضيف الغير المنظور على المائدة فهو يجلس ويأكل معنا، الضيف الغير المنظور على المائدة والمستمع الصامت لكل حديث. أحبائي القناعة بذرتها من البيت والصلاة بذرتها من البيت والمحبة بذرتها من البيت والقناعة بذرتها من البيت والعطاء بذرته من البيت ، لذلك يا احبائي لا نستهين أبدا بالرسالة التي أعطاها لنا الله. أختم كلامي بالعذر الشديد الذي يقوله الناس الآن وهو المشغولية، "مشغولين" أقول لك فلابد أن تكون هذه المشغولية مشغولية هادفة، ولابد أن أعلم لماذا أنا مشغول؟، تصور أنت عندما تكون مشغول من أجل أبنائك، لكن تكون مشغول عن أبنائك، فهل أنت مشغول من أجلهم أم مشغول عنهم؟!، إذا كنت مشغول عنهم تصبح هذه المشغولية مشغولية ضاره، لا أنت لابد أن تكون مشغول من أجلهم، مشغول من أجلهم بمعني أن كل هذه المشغولية لكي تقوم بتربيتهم تربية صحيحة، أنت مشغول لكي تعلمهم أشياء أنت تود بهذه المشغولية أن تغرسها فيهم، أنت تود أن تعلمهم، وتقوم بتربيتهم أبناء لله، وتريد أن تجعلهم لديهم ثقة في أنفسهم، وتريد أن يكونوا محبوبين ومحبين، وتريد..... إلخ، لديك مبادئ كثيرة جداً، لكن من الممكن أن نكون غير منتبهين إلى هذا الأمر، ونظل نغرس في أبنائنا أشياء غير صحيحة، ونظل نجتهد لكي فقط نلبي لهم احتياجاتهم، لكن لا الموضوع ليس موضوع مجرد تلبية احتياجات، وليس كل طلباتنا منهم فقط إنهم مثلاً يقوموا بالمذاكرة، هذا لا يكفي، ليست فقط المذاكرة لكن أنا أريد بتربية ابني للمسيح، أنا ليس هدفي أن ابني يصبح فقط طبيب لا، ليس من المهم أن يكون طبيب، فماذا يعني أو يفيد طبيب ولا يخاف الله، غير أمين، غير عفيف، فماذا يعني طبيب أو أي منصب آخر كبير لكن إنسان مبادئه كلها مشوهة وملوثة؟! - بالطبع لا - هذا الإنسان لا نرغب فيه ليس هذا ما نريده، أتذكر أن أبونا بيشوي كامل قبل خدمته بالكهنوت كان اسمه الأستاذ سامي كامل وكان يخدم في كنيسة العذراء بمحرم بك بجوارنا وكان يخدم أسرة لأولاد في مرحلة ثانوي وقام بالافتقاد لولد في ثالثة ثانوي فوالد هذا الولد قال له يا أستاذ الولد هذه السنة في ثانوية عامة ونحن مشغولين وهو لن يذهب إلى الكنيسة لأني أريده أن يصبح طبيب، فنحن شاكرين لك وحاول ألا تقوم بتعطيله، أبونا بيشوي كان رجل لطيف فقال له لكن إذا أستطاع أو إذا وقته سمح، بلطف قال له قم بنسيانه هذه السنة، فقال له من فضلك اسمح لي من وقت لآخر أن آتي وأجلس معه، ولكي يحضر قداس كل فترة ويتناول، فأجابه إننا هذه السنة أجازه يا أستاذ، ولا يوجد داعي لحضورك لأنه لن يكون هناك وقت لمقابلتك، مرت الأيام والولد أصبح بالفعل طبيب وبعد عدة سنوات ذهب هذا الرجل يسأل على الأستاذ سامي كامل في كنيسة العذراء محرم بك، قال لهم أريد الأستاذ سامي كامل لأنه كان خادم لابني وأنا أريده في موضوع مهم جدا جدا، قالوا له سامي كامل! لكن لا يوجد خادم هنا اسمه سامي، هل أنت تقصد من حوالي سبعة أو ثمانية أعوام؟! إنه أصبح كاهن الآن في كنيسة مار جرجس سبورتنج، فذهب له وعندما رآه أبونا تذكره، قال له هل تتذكرني؟ أجابه طبعا أتذكرك، فقام بالسؤال عليه وعلى ابنه، وقال له إني أعلم انه دخل كلية الطب لعله يكون بخير، قال له أرجوك أن تنقذني فهو قد تعرف على ممرضة غير مسيحية وتعلق بها ويتقابلوا مع بعض، فهو قد قام بجعله طبيب حقا لكنه لم يتذكر أن يعلمه ما هو أهم من أن يصبح طبيب. أحبائي البيت مصنع قديسين، البيت للمسيح، أولادنا للمسيح، حياتنا للمسيح، "إن أكلنا أو شربنا لمجد الله" إذا ذهبنا للتنزه تكون الأجبية معنا، فنحن لا نعيش شيزوفرنيا، المصيف ليس بعيد عن المسيح لأنه ترفيه، لا بل الترفيه لدينا داخل المسيح، كل شيء نفعله نرى فيه المسيح، الطبيعة فيها المسيح، أنت إذا ذهبت إلى شاطئ هذا شيء جميل لكن أنت ذاهب لكي تصفي نفسك لكي تسمو، ليت نظرتنا للأمر تكون أن المسيح هو مركز الحياة، لذلك معلمنا بولس الرسول لخص الحياة كلها في كلمة واحدة حين قال "لي الحياة هي المسيح". ربنا يبارك بيوتنا ويبارك حياتنا ويجعله مركز لكل اهتماماتنا. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل آوان وإلي دهر الدهور كلها آمين. هذه الآية نعرفها جميعاً من بشارة معلمنا يوحنا ختم بها إنجيل اليوم وهي "في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم". الحقيقة يا أحبائي ما أكثر ضيقات العالم، ما أكثر ضغوط العالم، ما أكثر هموم العالم، ربما يكون كما نشعر أن كلما تطورت الحياة أكثر، كلما تزيد التكنولوجيا أكثر، وكلما تدخل المدنية أكثر كلما يزيد الضيق أكثر، لماذا الضيق؟ لأنه في الحقيقة الله لم يخلق الحياة لكي تصبح كذلك، الله خلقها لتكون هادئة أكثر من ذلك، الإنسان هو الذي جعلها سريعة، الإنسان هو الذي جعلها ممتلئة بالاضطراب، الإنسان هو الذي لا يرغب أن يسير بحسب مقاصد الله وهي أنه عندما يأتي الظلام تجد الناس تذهب للنوم، وعندما يشرق النور الناس تستيقظ، والناس تعمل مع ربنا في الطبيعة، تصور أن هناك شخص يعمل في حقل فتكون الدنيا واسعة والهواء جيد ويرى يد الله جداً والزرع وهو ينمو، يجلس هادئ، فيوجد أوقات بها عمل، وأوقات بها هدوء، وبعد وقت الظهيرة يكون قد إنتهى من عمله ويشكر الله ويذهب للبيت هادئ قليلاً وهكذا، لقد كان هذا قصد الله في الحياة، لكن الإنسان أطماعه في الحياة أكثر من ذلك بكثير، فأصبح يريد ... ، ... ، ... ، حينئذ قم بدفع الثمن، ما هو الثمن الذي يدفعه الإنسان مقابل طلباته الكثيرة الذي لا يستطيع أن يغلبها؟ للأسف العالم يغلبه، فبدلاً من أن يأخذ من العالم هدوء واطمئنان يأخذ من العالم اضطراب وانزعاج، وهذه هي القاعدة التي فعلها الله للإنسان، كلما خالف الإنسان مقاصد الله يقوم بدفع الضريبة، "في العالم سيكون لكم ضيق". وهناك ضيق آخر بسبب اسم ربنا يسوع المسيح الذي دعي علينا ضيق الاضطهاد، ضيق الآلام، هناك ضيق آخر بسبب مدنية الحياة وسرعتها، يوجد ضيق آت من داخلنا وضيق من خارجنا، ضيق آت بسببنا وضيق بسبب من حولنا، في العالم سيكون لكم ضيق، فما هو حل هذا الضيق؟ الحل أن الإنسان لا يقع تحت الضيق، الحل أن الإنسان لا يترك نفسه لهذا الضيق ويغلبه، صعب جدا يا أحبائي إننا نقوم بزيادة ضيق العالم بضيقات داخلية لدينا، فماذا يفعل الإنسان قال "ثقوا أنا قد غلبت العالم" ما هو حل ضيقات العالم؟ المسيح ، المسيح ، المسيح، شخص يقول لك لكنها كلمة نظرية، لا فالثقة فيه، الاتكال عليه، الرجاء به. صدقني إذا عشت حياة خارج المسيح سوف تتعذب، تتألم، ستجد نفسك بدون فرح، بدون شبع، بدون رضا، مختلف مع معظم من حولك، ستجد نفسك دائماً ناقم على الوضع الذي أنت فيه، هذا لا يعجبك، ولا هذا يرضيك. لماذا؟ لأنك خرجت خارج المسيح، المسيح يعطيك قبول لنفسك، المسيح يعطيك قبول لكل من حولك، هل هناك أحد يقبلك ويقبلني مثل المسيح بكل عيوبي وكل أخطائي، هو يقبلني، لماذا يقبلني؟ لأنه هو الذي خلقني، "يداك صنعتني وجبلتني". العالم كله والناس كلها يمكن أن ترفضنا لكن الله مات لحبه لنا، العالم كله يمكن أن يرى أخطائنا لكن الله يستر على هذه الأخطاء، ويرى أشياء جيدة فينا نحن لا نراها في أنفسنا، تخيل أن الله يري داخل كل واحد فينا حاجات جيدة هو لا يراها في نفسه، تخيل أن الله يتأنى علينا، تخيل أن كل الأخطاء التي نفعلها هو ساتر عليها، فإذا كان هو ساتر على أخطائنا، وإذا كان يرانا أفضل مما نحن نري أنفسنا، فلماذا نعيش في أضطراب وانزعاج؟ كثرة طلبات الإنسان، كثرة رغبات الإنسان، كثرة أطماع الإنسان هي التي تجعله يعيش في ضيق، تجد دائما الرغبات لا تشبع، لأن الإنسان عميق جداً لكي يصل لدرجة أنه يقول أنا مكتفي، أشكرك يارب، هذ يكفي جداً، من هذا الذي يصل لهذه الدرجة من الاكتفاء؟! هل يوجد شخص يترقى في منصب معين ويقول هذا يكفي؟ هل يوجد شخص يحصل على قدر معين من المال ويقول هذا يكفي؟، هل يوجد شخص يحصل على سلطة معينة في النهاية يقول هذا يكفي؟، كفايتنا من الله، إن لم تشبع نفوسنا بالله يا أحبائي فلن تشبع. لذلك قال القديس أوغسطينوس كلمة جميلة قال "من امتلكك شبعت كل رغباته"، حقا يارب الذي يمتلكك تشبع كل رغباته، فما المطلوب الآن؟ مطلوب إني لا أدخل داخل هذه الدوائر العنيفة، في العالم سيكون لكم ضيق. ما الضيق، أنظر إذا ترك الإنسان نفسه في هموم الغلاء، دخول المدارس، التكاليف، الذي يريد أن يأكل، الذي يريد أن يلبس، الذي يريد التنزه، يقول لك صدقني إذا لم نتعلم القناعة من داخلنا وإذا لم يكن لنا الاكتفاء من داخلنا، لا نشبع، لا نهدأ، لا نستريح، لذلك أستطيع أن أقول لك أكبر شيء تعطيه لابنك هو القناعة، أكثر شيء تعلمه لابنك أنه غني، أنه جميل، أكثر شيء تعلميه لابنتك انها لا ينقصها شيء، أنه لا يوجد شيء أبدا سيزينها أو يجملها، لا "الملابس، شعرها، بشرتها" ولا أي شيء، فالذي يزينها من داخلها، في العالم سيكون لكم ضيق ثقوا أنا قد غلبت العالم. كثيراً يا أحبائي الإنسان يضع نفسه تحت ضيقات العالم، ويمتلئ بالحزن والاكتئاب والضيق، عالم ممتلئ ضيق، الله يقصد أن يكون هناك ضيق في العالم لكي نعيش معه في الأرض ولكي نشتاق إلي الراحة الحقيقية في السماء، تخيل عندما أعيش عمري كله رافض الضيق، وناقم على الضيق، ومتمرد على الحياة، ولم أفهم الدرس. فما هو الدرس الذي يأتي من ضيق العالم أمرين مهمين جدا: ١- أن تكون عيني في العالم علي المسيح لأنه هو الذي يجعلني أغلب الضيق. ٢- لكي اشتاق للحياة الأبدية. فمتي نستريح من أتعاب هذا العالم؟. يقول لك قم بتجهيز نفسك للسماء، السماء لا يوجد فيها هذا الضيق يا حبيبي، تقول له أنا مشتاق للحياة الأبدية، يقول لك هيا مبروك عليك السماء، يسألك هل أنت مستعد؟ تجيبه : ليس بالدرجة الكافية ، يقول لك حاول يا حبيبي حاول ، فالله من خلال ضيق العالم يجهزني لأبدية سعيدة ، ومن خلال ضيق العالم يجعلني أرتبط به هو أكثر لأن هو سلامنا، لان منه تكتمل كل احتياجاتنا، كلما تقع في ضيق في العالم أنظر إليه، من سفر أشعياء يقول لك "في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته يخلص"، يا رب أنقذني، يا رب أنا في تجربة، يارب أنا في ضيقة، يا رب أحميني من نفسي، احميني من العالم، احميني من التحارب ، احميني من الشهوات ، احميني من مكائد عدو الخير الخفية والظاهرة ، في العالم سيكون لكم ضيق أمسك في ربنا لأنه هو الذي غلب العالم وكلما تزيد الضيفات كلما أفهم أنه يوجد قصد إلهي ، ما هو القصد الإلهي لله، أنه يضيق عليك الحلقة، يا ربي لماذا تضيق علي الحلقة، يا رب قم بتوسيعها، فيجيبك لا لأنني لم أخلقكم لهذه الحياة أنا خلقتكم لكي تكون هذه الحياة فترة، أنا خلقتهم لحياة أبدية، لذلك لا أريدكم أن تعتبروا أن العالم هو نهاية الحياة - لا - فهو بداية الحياة الأبدية، لذلك أريدكم تعلموا أنكم لن تستقروا هنا وأخذتم كل شيء هنا وتسعدوا هنا وتفرحوا هنا، يقول لك لا بل خفة ضيقاتنا الوقتية تنشأ لنا ثقل ومجد أبدي، أنا أريدكم للسماء، طوبي للإنسان يا أحبائي الذي طوال حياته يفهم أن هذه الضيقات بقصد وبإرادة إلهية لكي يزداد شوقنا للسماء، فنحن نري في العالم ضيقات كثيرة نري كراهية، غدر، مؤامرات، حقد، لكن حينئذ لا تدين الآخرين بل قل يا رب متي أذهب إلى عالم كله محبة، متي يا ربي استريح من أتعاب هذا العالم، متى أنتقل من هذا العالم وأذهب للعالم الذي لا يوجد به بكاء ولا حزن ولا تنهد، يقول لك أنتظر بعض الوقت، فتسأله لماذا أنتظر؟ يجيبك من أجل أمرين لأني أريدك أن تكمل رسالتك وتكمل توبتك. فلماذا يبقينا الله في هذه الحياة إلى الآن لسببين لابد أن نفهمهم جيداً، لماذا أظل إلي الآن موجود بالحياة؟ فهناك أشخاص أصغر مني انتقلوا وسافروا إلى السماء، والآن هم متنعمين بالحياة السعيدة فلماذا أنا؟ لأجل هذين الأمرين لأكمل توبتي وأكمل رسالتي، أي شخص منا لا بد أن يسأل نفسه لماذا أنا مازالت علي قيد الحياة إلى الآن؟ لأكمل توبتي أكمل رسالتي، هيا لنفعل في هذين الأمرين. ١- ماذا عن توبتك؟! فأنا بطئ في التوبة، أنا لست رافض للخطية، أنا أسعي للخطية، أنا متمسك بالخطية، أنا متلذذ بالخطية، أنا غير أمين، أنا غير مدقق، فهيا قم قدم توبة وأشكر الله أنه معطيك فرصة كل صباح جديد برحمة جديدة ،هيا نكمل توبتنا، هيا نقوم بتوبيخ أنفسنا على خطايانا، هيا نقول له ارحمني، ارحمني، ارحمني، قم بتفكيكي، تعال أنت يارب، كمل توبتك، ادخل ربنا في توبتك واطلب منه. ٢- كمل رسالتك : ماهي رسالتي يارب في هذه الحياة؟ أن تمجدني، تعبدني، تكرمني في العبادة، نعم هذه رسالة، أن تكرمني في الضعفاء، أن تهتم بالضعفاء، أن تنشر الحب، أن تنشر اسمي، أن تنادي وتخبر بأعمالي، هذه رسالتك في الحياة، الله أرسلنا لهذه الحياة نور يا أحبائي، ارسلنا لهذه الحياة لكي نبشر بموته وقيامته، الله أرسلنا لهذه الحياة لكي نكون شهداء أمناء له، فدائما تذكر هذه الحقيقة، ففي بيتك أنت شاهد، في عملك أنت شاهد، مع أحبائك أنت شاهد، أنت صورة حية للمسيح، لذلك فهي رسالة، فأنا موجود إلى الآن لكي أكمل توبتي وأكمل رسالتي، لكن أنا مشتاق أن أتخلص من هذا العالم الممتلئ بالضيق، وأظل أقول متي أتراءى أمامك يارب، يجيبك باقي قليلاً كمل توبتك، لأنني يا حبيبي أريد لك مكان جميل، لأني مهيئ لك مكان جميل جداً، وأنا أري أنك لست مهيأ لهذا المكان، أنا أعددت لك مكان حلو جدا، فوق خيالك أنت، فماذا تفعل أذن ؟ هيا استعد، تزين بالفضائل، كف عن الشر، حد عن الشر أفعل الخير وأطلب الأمانة، اسعى ورائها، باستمرار اسعي لرضى الله، راجع نفسك، راجع الثعالب الصغيرة، راجع الكراهية ، راجع الشهوة، راجع حب العالم، راجع حب المال، راجع حب السلطة ، راجع حب الكرامة ، .... ، .... ، إلخ أنا أحتاج أراجع كثير، فهيا قم واركع أرفع يدك وقلبك بصلوات نقية وقل له مع معلمنا داود "أقترب إلي نفسي وفكها ولا تتسلم للوحش نفس يمامتك" تعالى يارب وأنقذني وخلصني، فكلما تفعل ذلك ماذا يحدث "في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" هذا وعد الله لنا يا أحبائي أنه يغلب العالم، ليس معناه أننا نعيش في عالم بلا ضيق - لا - هو لم يعدنا بعالم بلا ضيق، لا فهو لم يخدعنا، هو لم يقول لنا أننا نعيش في العالم بلا ضيق، فالعالم ممتلئ بالضيق، لكنني سوف أجعلك تغلب الضيق، فأنا لا أتركك تعيش في العالم بلا ضيق لا، فسمة الضيق هي سمة رئيسية في العالم لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم، يجعلك الله تعيش في نفس واقعك ونفس الآلام لكنك غالب لهذه الآلام، لكنك لا تسقط تحتها، بالعكس أنت قائم فوق منها، أحبائي الله لم يرسلنا إلى هذا العالم لكن نهلك في العالم، لا ، أرسلنا إلى هذا العالم لنشهد له في العالم ونخلص بالعالم وتكون ضيقات العالم مجال لصراخنا نحو الله وتكون ضيفاتنا في العالم وسيلة خبرة حياة مع الله فننمو بالله، لذلك يا أحبائي في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم، كن حذر ألا تسقط تحت أمور هذا العالم، تذكر دائما لماذا نعيش؟، لا تدع عينك تنزل من علي المسيح لكي لا تزيد آلامك، الضيقات لأجل أمرين تذكرهم دائما، الضيقات لكي أتعلق في المسيح جدا، لكي أفهم أن من خلال هذه الضيقات أشتاق للأبدية، فلماذا الله أبقاني إلى الآن، لأجل أمرين لكي أكمل توبتي، وأكمل رسالتي. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

ان الحصاد كثير و لكن الفعلة قليلون

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . عندما يكون هناك تذكار لأحد الآباء الرسل أو من السبعين رسول تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا، والذي يقول "ثم عين الرب سبعين آخرين" أختارهم لكي يكرزوا، لكي يذهبوا إلى أورشليم وإلى السامرة وإلى أقصى الأرض لكي يدعو الناس للتوبة، وقال لهم كلمه لاتزال تعتبر شعار لكل إنسان مسيحي، وهي "أن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون"، ربنا يسوع يريد أن يضع في قلوبنا غيرة، يقول لنا اخدموا لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون، تصور عندما يوجد حقل الله أنعم عليه ببركات، وممتلئ خير، ممتلئ محصول، لكن تصور أننا لم نجد الشخص الذي يحصده، فهذا شيء صعب جداً، فالشجرة تعطي ثمر والأرض تعطي محصول وأعيننا تري ثمار كثيرة جداً، ولا يتبقى إلا آخر خطوة وأسهل خطوة وهي جمع المحصول، تخيل ربنا يسوع المسيح يقول لنا الحصاد كثير بمعنى أن الزرعة نجحت، لكن الفعلة قليلون، ما هو الحصاد يارب؟ قال الذي فعلته أنا للعالم، الخلاص الذي أعطيته للعالم، الحب الذي أعطيته للعالم، البذرة التي قمت بزراعتها في العالم أثمرت لكن تريد من يحصدها. تصور أن هناك أشخاص تحتاج فقط أن نكلمهم عن المسيح لدقائق، تصور أن هناك أشخاص بعيدة عن المسيح غير مسيحيين يحتاجوا فقط إلى شخص يقول لهم أن هناك ما يسمى بالمخلص ، فهو إله من حبه للإنسان خلقه، وعندما فسد الإنسان فكان لا يوجد شخص يمكن أن يخلصه إلا الذي خلقه، الذي أستطاع أن يخلقه يستطيع أن يخلصه، قل له هذان الكلمتين واتركه ليراجع أفكاره، فمن الممكن أن هذان الكلمتين تأتي بأشخاص للإيمان، فلنفترض أن هناك شخص مسيحي بعيد عن المسيح تماما، شخص يحتاج أن تقول له : لماذا لا تأتي إلى الكنيسة، يجيبك لأني مشغول قل له العمر يمضي والإنسان إذا ترك نفسه للمشغولية فأنه لن يجد وقت أبدا، فأتمني أن نتقابل في الكنيسة وأتركه، من الممكن أن تقول هذا الكلام لعشرة أفراد ويأتي فرد واحد فقط، فنحن نراها كثيراً جداً أنك من الممكن بمجرد أن تقابل شخص ما في الطريق وتقول له لماذا لا أراك في الكنيسة؟ تجده اليوم التالي في الكنيسة، "الحصاد كثير والفعلة قليلون"، الله يريد فعلة. لذلك يقول "ثم عين الرب سبعين آخرين" ما معني عين؟ بمعنى اختار، تقول لكن أنا لست من بين الذين قام بتعينهم الرب، فهو له مجموعة أشخاص يحب أن يختارهم، فالخدام أشخاص مميزين بالتأكيد ليس أي شخص يخدم، يقول لك لا أبداً، القديس يوحنا ذهبي الفم يقول لا يوجد شيء اسمه شخص مسيحي ليس خادم، أنت ممسوح بالروح القدس، أنت قمت بأخذ مفعول الروح القدس، أنت عضو في الجسد، لا يصلح أن عضو في الجسد ينفصل عن الجسد، عضو في الجسد يخدم الجسد كله، عندما يكون هناك شخص يتناول الطعام فأن عينه تعمل، يداه تعمل، وفمه يعمل، ومعدته تعمل، كل الأعضاء تعمل عمل واحد، عندما يأتي شخص ليرتدي ملابسه فعينه تعمل، عضلاته تعمل، أعصابه تعمل، لكي يستطيع أن يرتدي ملابسه، أي عمل بسيط الإنسان يفعله تشترك فيه كل أعضائه، هكذا الكنيسة لا يوجد فيها عضو يكون خامل. "عين الرب"، كل شخص فينا معين من قبل الرب، فأنا معين، شخص يقول لي: أنا! أقول لك نعم أنت معين، معين من الله، قال "الذين عرفهم سبق فعينهم، الذين سبق فعينهم سبق فبررهم". سبق فعرفهم، سبق فعينهم، الله قام بتعيننا، نعم قام باختيارنا، قم بقراءة رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أفسس الأصحاح الأول يقول لك "مبارك الله أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية من السماويات الذي اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة". أنا وأنت الله قام باختيارنا قبل أن نولد، الذي اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة، نحن مختارين، نحن معينين، نحن سفراء، نحن له، نحمل صورته، "عين الرب سبعين آخرين"، فكل الذين أمامي في الكنيسة معينين؛ منذ سنوات كثيرة كان الشباب أو الشابات الذين يقومون بالدراسة الجامعية، بعد الانتهاء من الجامعة، يأتي لهم شيء اسمه خطاب التعيين، يقول له أنك عينت في شركة الكهرباء، في شركة المياه، في شركة الري، ... ، ... ، وهكذا، خطاب تعيين، فكانوا يمزحون مع الشباب ويقولوا لهم لا تجلس في المنزل تنتظر خطاب التعيين، قم بأي وظيفة حتي يأتي خطاب التعيين، تصور أنك معين من ربنا يسوع يقول لك أنت ابن (فلان) المعمد، المولود، الذي تخدم في كنيسة .. أنا قمت بتعيينك لخدمة أعضاء جسمي، اخدمني أنا، من خلال مريض، شخص محتاج، شخص حزين، شخص مهمل، شخص بعيد عن المسيح، مستشفى، دار أيتام، دار مسنين، شخص مدمن، شخص عليه دين، شخص مسجون، أسرة شخص مسجون، أشخاص ضعيفة في أسرتك، اخدم، أكثر شيء يا أحبائي يقوم بأذية الإنسان أن يعيش في سجن نفسه، لذلك الإنسان دائما متضايق، محصور داخل نفسه، دائرة تخنق لماذا؟ أنا ونفسي وهمومي ومشاكلي، فهل تنتهي المشاكل؟ لا تنتهي، فكيف يخرج الإنسان منها؟ يعيش لغيره، اخرج نفسك واخرج بيتك من دائرة نفسك، قم بالسؤال عن شخص محتاج، قم بخدمه شخص محتاج. الله اختارنا ووضع ثقته فينا، يقول لك أنت بدلاً مني، أرسلتكم للعالم، "عين الرب"، عينك بوظيفة، معين لكي تصبح شاهد لله، وقال انتم تكونوا شهودي، أنت الشاهد لي، أنت وسط العالم أنت رسالتي، إذا قمت بقراءة الكتاب المقدس بتدقيق ستجد أدوار معينة على الإنسان المسيحي أن يقوم بها، سوف أختصر منهم ستة : ١- أنتم ملح الأرض : أنت الملح الذي يعطي مذاق، بدونك العالم مائع، بدونك العالم لا يؤكل، لا يفرح، أنتم ملح الأرض. ٢- أنتم نور العالم : بدونك العالم مظلم، صدقوني ربنا يسوع المسيح لا يقوم بمجاملتنا، لا يقول كلام معنوي لكي يرفع معنوياتنا - لا - أنتم نور العالم فعلا، العالم بدونكم مظلم، أنتم القداسة في العالم، أنتم الطهارة في العالم، أنتم الأمانة في العالم، أنتم الحب في العالم، أنتم العطاء في العالم، أنتم الرحمة في العالم، ... ، ... ، أنتم ملح الأرض ، أنتم نور العالم. ٣- أنتم الخمير الذي يخمر العجين كله : خميرة، قطعة الخميرة الصغيرة لكن هي التي تنتشر، وتعطي طعمها ومفعولها للعجين كله، أنت الخمير المقدس في العالم كله، قليل لكن مؤثر. ٤- أنتم رسل ٥- أنتم سفراء ٦- أنتم رسالة رسول، رسالة، سفير. ٧- رائحة المسيح : معلمنا بولس قال أنكم رائحة المسيح. عين الرب سبعين آخرين، دورك في العالم مهم جداً، ربنا يسوع صعد للسماء، لكنه ترك تلاميذه، وقال عن تلاميذه أنهم من يقوموا بإكمال رسالتي، لذلك الكاهن يقول: "تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكروني إلى آجيء" وجميعكم تقومون بالرد آمين، آمين، آمين بموتك يارب نبشر، أنت خادم، ولابد أن تكون خادم، على سبيل المثال الأسبوع الماضي قمت بمقابلة شاب قادم من أمريكا، وكان من المهم لدي أن أطمئن على حياته الروحية، أطمئن على علاقته مع الله، فسألته هل تذهب للكنيسة؟ قال نعم نشكر ربنا، قال لي لابد أن أذهب، فأنا أذهب أكثر مما كنت أذهب هنا ، قلت له هذه بركة كبيرة، قال لي أذهب ٤أو ٥ مرات في الأسبوع، جيد جدًا، فسألته هل هناك خدمه تخدمها؟، قال نعم أخدم خدمه صغيرة علي قدر استطاعتي، فسألته ما هي الخدمة؟ قال لي خدمه اسمها خدمة صيانة، صيانة ماذا؟! قال لي نحن ثلاثين شاب مجتمعين مع بعضنا البعض ولدينا مشرف للمجموعة يمر علي الكنيسة ويبحث عن أي شيء يحتاج لصيانة وليكن مثلاً المصباح لا يضيء، ستر المنجلية به تمزق، كسر في الحديد الخاص بسلم الهيكل، يحضرون الأشخاص الذين يقوموا بالتصليح، فهي خدمه. الله يريد كل شخص منا يخرج طاقته للمسيح بحسب إمكانياته، حسب طاقتك، حسب معرفتك، لكن لا تترك نفسك لنفسك، ولا تعيش في دائرة نفسك، إذا كنت تعرف كيف تقوم بالخبز، الطبخ، الخياطة، الأسلوب اللبق مع الآخرين، أي إمكانية، أي ملكة. لابد أن نعرف أن أي إمكانيات اعطاها الله لنا فهو اعطاها لنا له، أي إنسان يا أحبائي يستطيع فعل شيء فليبحث كيف يخدم به، في بعض الأحيان أجلس مع طبيب وأقول له الله جعلك طبيب لكي تعالج من يحتاج أولا ثم بعد ذلك لربح المال، لكي تخدم بهذه المهنة، فأنت يأتي إليك مرضى من كل الديانات اشهد عن المسيح مع المرضى، لابد أن تعرف نفسك أنك في داخل عملك أنت خادم، عين الرب سبعين آخرين، الله يريد أن يعين، الله يريد أن ملكوته ينتشر، يريد أن خدمته تمتد، لا يريد عمل صليبه يعطل، ولا طلبته تختبئ، يقول "لا يمكن أن تخفي مدينة موجودة على جبل ولا يوقدون سراجا ويضعوه تحت مكيال"، فالمصباح لابد أن يوضع على مكان مرتفع، أنت كإنسان مسيحي لابد أن تضيء. لذلك يا أحبائي ونحن نعيش تذكار استشهاد القديسين بطرس وبولس أمس، ونعيش اليوم تذكار القديس الشهيد أولمباس تلميذ القديس بطرس الرسول، لابد أن نعرف أن الخدمة والحياة في المسيح لا تستمر بفرد، بطرس أستشهد لابد أن يكون خلفه مئات، وأيضا بولس، هذا ما يحدث إلي اليوم، فكم شخص يريد أن يكون مثل بولس، كم شخص يريد أن يكون مثل بطرس، كم شخص يضع نفس حياة بولس داخل قلبه، من الكلمات الرائعة التي قالها بولس عندما قال أنا لست مهم، قال "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في"، قال كلمة أخري مهمه جدا "ولا نفسي ثمينة عندي حتي أكمل بفرح الخدمة والسعي التي أخذتها من الرب يسوع ". يقولوا له إذا ذهبت لأورشليم سيقتلونك، يقول لا يوجد مشكلة، وأيضا إذا ذهبت لروما قال لهم أنا أتمني الموت ولكن أتمني فعل شيء قبلها أن أشهد لربنا، فقالوا له تذهب إلى روما فقال أنا لدي شهوة ان اذهب لروما لكن لا أستطيع لأني مسجون، فكيف أذهب إلى روما، روما عاصمة العالم، روما بها الثقافة، بها المعرفة، روما بها القوة، روما بها السلطة، يريد أن يغزوها بولس، فعل حيلة وهو يحاكم قال لهم أنا مواطن روماني كيف تحكموا علي وأنا غير مقضي علي، أنا رافع دعواي إلى قيصر، تريد أن تحاكم عند قيصر، خافوا منه وقالوا حقا هذا مواطن روماني، قالوا إلى قيصر يذهب، فقال أشكرك يارب، ستذهب تحاكم عند قيصر، الناس جميعها تخاف من قيصر، فهو رجل لديه "بطش" أنت ذاهب لنيرون بنفسك، فأنا أريد الذهاب إلي روما لكي أشهد للمسيح، عندي شهوة أن أكمل حياتي في روما لأني أريد أن استشهد في روما، لكن قبل أن أستشهد أريد أن أشهد للمسيح هناك. نحن يا أحبائي حياتنا إذا تركناها لأنفسنا فقط فنكون نسجنها، نقللها، نحدها، غير متمتعين بها، لا يصح أن قارورة طيب تكون مغلقة فقارورة الطيب لابد أن تفتح لكي تعطر رائحتها المكان، أنت أيضا كمسيحي لابد أن يكون لك مفعول، الملح لابد أن يوضع في الطعام، النور يضيء للناس، الرائحة لابد أن تكون لراحه الكل، الرسالة موجودة لكي تقرأ ليس لتكون مغلقة. هكذا يا أحبائي كل واحد منا، "عين الرب سبعين آخرين"، كل واحد منا يقول له يارب ماذا تريد أن أفعله؟ يقول لك أخدم بالإمكانيات التي لديك، قم بمساعدة أحد، قم بالسؤال علي أحد، أنت كن قدوة لمن حولك، قم بالصلاة في بيتك، أرفع يدك، حاول تقلل من طلباتك الشخصية لكي تشفق على من حولك، حاول يكون لديك خدمة بالكلمة الطيبة، حاول يكون لديك خدمة بابتسامة، حاول تمارس العطاء لمن حولك، فكر وأنت تأكل هل الرجل الغفير يستطيع أن يجد هذا الطعام؟!. تجد نفسك وتجد بيتك يوجد فيه بركة، أصبح في حياتك سعادة تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي. ربنا يعطينا يا أحبائي أن تدرك رسالتك، أننا معينين من الله، لخدمته، لمجده. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

ارسالية السبعين رسولا

بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين ، تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في تذكارات نياحة أو استشهاد أحد من الآباء الرسل فصل من انجيل معلمنا لوقا البشير إصحاح ١٠ وهو إرسالية السبعين رسولا، الكنيسة في تذكارات الذين تعبوا في الخدمة تحملنا أمانة امتداد رسالتهم، وتقول لنا مثلما أرسل السيد المسيح سبعين في وجود حياته على الأرض فهو يحتاج أن يرسل كثيرين وكثيرين من أجل اعلان ملكوته، من أجل نشر رسالة خلاصه ، من اجل امتداد ملكوته على الأرض ، يقول "بعد ذلك عين الرب سبعين آخرين وأرسلهم أمام وجهه اثنين اثنين ، وقال لهم اطلبوا من رب الحصد أن يرسل فعلة الي حصاده"، وقال لهم "أن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون" ، ربنا يسوع في قلبه وفي عقله الملكوت، ونشر الملكوت، وامتداد الملكوت، ويريد أن كل إنسان يبعد عن طريق الضلال ويدخل في طريق محبة الله، هذه هي رسالته، أن يتمتعوا بخلاصه، يتمتعوا بمعرفته، ويدخلون معه في عهد أبدي، هذه هي رسالته لكن ليكمل رسالته فهو يحتاج الي ناس ، يحتاج يرسل ناس ، ناس مختارة الذين هم السبعين فقط؟! قال لا مازال الحصاد كثير ولازال الفعلة قليلون. ما هو موضوع الحصاد والفعلة؟، يريد أن يقول لك إذا كان قلبك ممتلئ بمحبة الله، إذا كنت متمتع بالفعل ببركات خلاصه ، ستجد نفسك لا تحتمل أن تصمت ، ولا تحتمل أن تري إنسان خارج طريق خلاصه ، فماذا تفعل؟ تنادي باسمه ، تجذب الآخرين إليه ، تدعوهم للتوبة ، تدعوهم للتمتع بالحياة معه ، هذا عمل الإنسان المسيحي يا أحبائي ، عمل الإنسان المسيحي أن يكون له رسالة المسيح علي الأرض ، هذا عمل الإنسان المسيحي أن نحمل أسمه ، نحمل كرازته ، نحمل منهجه. هنا في انجيل معلمنا لوقا اصحاح ١٠ عمل رسالة السبعين رسول، قبل ذلك عمل رسالة اختيار الاثني عشر تلميذ وقال لهم أنتم لا تخرجون خارج أورشليم، قال لهم أذهبوا إلي خراف بيت إسرائيل الضالة، الذين هم أهلكم لكن لا يعرفون الله، فعندما وجد باقي خراف إسرائيل الضالة ليسوا جميعهم قابلين الإيمان، ويوجد منهم نسبة كبيرة تقاوم ، نسبة كبيرة رافضة، نسبة كبيرة لا تريد ، نسبة كبيرة متعالية ، قال إذن أتركوهم ، وقال لهم أذهبوا للعالم أجمع ، هيا أذهبوا أكرزوا لهم ، أذهبوا إلي أورشليم واليهودية وإلي السامرة وإلي أقصي الأرض. كان سبق وقلت لكم أنه ينبغي أن يكون لدينا خيال عن منطقة أورشليم أيام المسيح لابد أن تتخيلها جيداً جدا لأن كل تعاليم الإنجيل مبني علي معرفة الأماكن ، ساحل البحر المتوسط، وفي المنتصف خط مستقيم بنهر الأردن، فقط هذه هي خريطة أورشليم ، خط هكذا ومائل وخط هكذا في المنتصف ، في المساحة التي بين الخط المائل وخط المنتصف ثلاثة مدن مهمين جدا، أسفل جدا أورشليم ، في المنتصف السامرة ، فوق الجليل، وفي الجزء الشرقي لنهر الأردن يوجد مدينتين كبار جدا، جزء أسمه العشرة مدن ، وجزء أسمه عبر الأردن ، هؤلاء هم الخمس مدن الرئيسية الذين كرز السيد المسيح فيهم وعاش بهم. لقد قال لهم اليهودية ولكنهم لم يستجيبوا معكم، إذن نذهب الي فوق قليلاً ، أين نذهب؟ السامرة، إذا رفضوكم في السامرة أذهبوا إلي أقصى الأرض. هذه هي رسالة الإنسان المسيحي في كل جيل يا أحبائي ، يخدم في اليهودية التي هي بيت كل شخص فينا ، لابد أن نبدأ ببيتنا، لابد أن تبدأ بأبنائك ، بزوجتك ، بزوجك ، لابد أن أبدأ بأخواتي ، بأقربائي، بجيراني ، بيتي أورشليم ، الذي يسمع ويستجيب فقد نال الخلاص والذي لا يسمع فهنا كان يقول لهم أذهبوا الي المدينة إذا قبلوكم فهذا جيد وإذا لم يقبلوكم أخرجوا منها وقولوا لهم حتي الغبار الذي التصق بأرجلنا سننفضه لكم ، بمعنى أننا لا نريد شيء منكم أبدا ، بمعني حتى إننا لا نريد أن نتذكركم ولو لثانية ، حتى الغبار الذي لصق بأرجلنا ننفضه ، يصبح أنتم دمكم على رأسكم ، أما إذا قبلوكم يكون حسنا فهذا هو الهدف ، أبدأ اكرز في بيتك ؟ هل تعلم ما الذي يمنعك أن تكرز في بيتك؟ أن تكون أنت لا تعيش للمسيح ، ستجد نفسك تحدثهم عن المسيح وأنت لا تعيش للمسيح فالكلام متناقض ، غير مرتبط ببعض ، أذن قبل أن تكرز في بيتك لا بد أن تغير من نفسك أولا ، لكي يروك تصلي فعلا ، يروك وأنت رافع يدك ، لكي يروك في البيت وأنت تسجد ، لكي يروك وأنت أمين في كلامك ، لكي يروك وأنت تحب من حولك بالحقيقة ، لكي تكون إبن حقيقي للمسيح ، لذلك يا أحبائي موضوع الكرازة هذا موضوعنا كلنا ، علي كل مسيحي أن يكون خادما ، علي كل مسيحي أن يكون كارزا ، وعلي كل مسيحي أن يكون صورة المسيح في المكان الذي يعيش فيه ، هذه هي رسالتنا ، هل أنت تعيش للمسيح ؟ قال لك مجرد أنك تعيش للمسيح "لا يمكن أن تخفي مدينه كائنة علي جبل ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال". بمجرد أن تعيش مسيحي ستجد نفسك أنرت ، نعم حياتك اختلفت ، الناس من حولنا تحتاج ليس كلام بل أفعال ، نريد أن نري إنسان أمين فعلا ، صادق فعلا ، إنسان عفيف فعلا ، إنسان مدقق فعلا ، إنسان يحافظ على لسانه وقلبه وفكره ومشاعره فعلا أعظم كرازة ، إذا بدأت أنت تعيش المسيح من داخلك فبدأت أن تكون كارزا للمسيح، حدث ابنك، أجلس مع أبنك بمفردك ، أجلس مع أبنتك بمفردك ، وقل أني أريدك أن تدخل في عشرة حقيقية مع المسيح ، خسارة أن تستهلك نفسك ، وقتك ، فكرك في أمور تافهة ، أساله أنت تصلي أم لا ؟، أنت لماذا تكسل عن الصلاة؟ أنا أقول لك لماذا أنت تكسل لأني انا مثلك كذلك أنت تكسل لأن روح العالم تأخذك وأنت تكسل أنك تبدأ تتكلم مع من أمامك ، غير معقول أن لا نعرف أن نحدث أقرب الناس لنا ، فعندما يكون الانجيل داخلي مكتوم ، والحق يكون باطل ، الخير الذي بداخلي يصبح شر ، فأصبح أنا لا أستطيع الكلام ، كيف أتكلم؟ ، أذن الأمر يبدأ من داخلي. إذن أنا كنت سيء ، ما المشكلة إذا كنت سيء ؟ ليس عيب أنني كنت سيء لكن العيب أن استمر سيء ، ليس عيب أن يكون لدي أخطاء نحن بشر لكن المشكلة الأكبر أنني أستمر، لذلك الله يريد أن نتغير، وإن أنا تغيرت أقوم بتغيير من حولي ، أورشليم أبدأ اكرز في أورشليم ، إذا لم يستجيبوا قم ببذل مجهود ، صلي لهم، كن فدية لهم ، قم بتشجعيهم ، حاول أن يروا فيك نموذج عملي ، وإن رفضوا أخرج لمن بعدهم لا تقف ، وهم "السامرة" السامرة مقاومة للمسيح معروفة دائما كانوا السامريين في عداوة شديدة جدا مع اليهودية ، يقول لم يستطع يسوع أن يصنع هناك آية بسبب عدم إيمانهم ، قلوبهم قاسية، يوحنا ويعقوب كانوا يشعرون أن السامرة بلد مرفوضة وسيئة وغير مستجيبة ، قالوا لربنا يسوع المسيح أطلب نار لتحرقهم قال لهما لستما تعلمان من أي روح أنتما ، لا فأنا متأني علي كل إنسان حتى إذا كان رافض ، لأن كل إنسان وله زمن ، ولكننا رأينا في السامرة المرأة السامرية إنسانة ضعيفة لكن حين تحدث معها المسيح أتت ، وعندما أتت جاءت بالمدينة ، الحصاد كثير لكن الفعلة قليلون. هيا نعمل في جيش خلاص ربنا يسوع المسيح ، هيا نبدأ لنذهب للسامرة ، الناس الرافضة ، الناس التي أغلقت قلبها ، يروك أنت تتغير فيتغيروا هم أيضا ، يروك أنت تتوب فهم يتوبون ، يروك أنت تتقدس فهم يتقدسون، أما إذا رفضوا ، فهنا ربنا يسوع يقول لهم أذهبوا إلي البلد وأكرزوا وقولوا لهم قد أقترب ملكوت السماوات الذي يسمع فقد خلص والذي لا يسمع لا يخلص. لذلك يا أحبائي يقول لك أنت غير مطالب بإيمان الآخرين لكن مطلوب منك أنك تكرز ، لست مطالب بالنتيجة لكن مطلوب منك الأمانة والجهاد والتعب ، هذا ما يريده الله ، لذلك يا أحبائي أفعل ما عليك فعله. نحن في هذه الفترة المقدسة الكنيسة تجعلنا نعيش فيها فترة صوم الأباء الرسل فترة خدمة، ناس تمتعت بميلاد المسيح وعماد المسيح وعمل المسيح ومعجزات المسيح وصليب المسيح وقيامة المسيح وحلول الروح القدس عشنا كل هذه الأحداث. ونحن في يناير ونحتفل بالميلاد ومنتصف يناير نحتفل بالعماد ، بعدها الكنيسة تقول لك هيا لكي نصوم الصوم الكبير ونعيش مع المسيح أقواله ، تعليمه ، حياته ، صليبه ، قيامته ، صعوده ، حلول الروح القدس ، ماذا تنتظر بعد كل هذا؟ ، وكأنه يقول لك أنا فعلت دوري ، اتفضل أنت أكمل الدور جاء عليك أنت. هذه هي الفترة التي نحن فيها، ما هي الفترة التي نحن فيها ؟! بموتك يارب نبشر هذا دورنا ، يريد أن يقول لك ما هو المطلوب مني ثانية لأفعله؟ لا يوجد ، خاطئ خلصتك ، مذنب رفعت الدين عنك ، جسدك سيء أخذته بدلاً منك ، أعطيتك بري ، أعطيتك ملكوتي ، أعطيتك حياتي ، فهيا قم بنشر ملكوتي علي الأرض ، أنت صورة ملكوتي ، أنت "تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكرونني إلي أن آجيء" ، هذا عملك ، لذلك يا أحبائي الحصاد كثير ، تخيل أنت أن ربنا يسوع متعشم ان البشرية كلها تعرفه ، كل الناس فهم خليقته ، ما الذي في قلبك ياربي يسوع المسيح ؟ يقول لك كل خليقته تدخل الملكوت ، فلماذا خلقتهم ؟ ليهلكوا !. لا قال لك الحصاد كثير، ناس كثيرة جداً مطلوب أن كل هؤلاء الناس تدخل الي الإيمان ، مطلوب أن كل هؤلاء يعرفوه ، مطلوب أن كل هؤلاء يعبدوه ، فماذا يحتاج هؤلاء ؟ يحتاجوا إلي ناس تكرز ، ناس تنادي ، ناس تكون حياة المسيح داخلها حية ، ناس تكون حياة المسيح داخلها أغلي من حياتها الشخصية ، بولس قال في سفر الأعمال الأصحاح العشرون "ولا نفسي ثمينة عندي" ذات يوم جلس مع الآباء الرسل فجاء إليه نبي وأخذ حزام بولس وربط به نفسه ويده وقال لهم صاحب هذه المنطقة سيقتاد إلي المحاكم ، ويهان ويذل ويقتل، فبكوا جميع الموجودين ، قالوا صاحب هذه المنطقة بولس لا تتحرك من هنا ، نحن لا نتركك، بولس قال لهم أنتم تبكوا و توجعوا قلبي ، قال لهم أنا مستعد لا أن أربط فقط ولكن مستعد إن أموت من أجله ، وبعدما كان المشهد مشهد عاطفي وبكاء وعلاقات بشرية رفعوا أعينهم إلي السماء ، أنا لا أستطيع أن أربط فقط أنا أستطيع أموت من أجله ، وبالفعل قال لهم هأنذا ذاهب بالروح إلي أورشليم ، لا أعلم ماذا يصادفني هناك، أنا لم أعرف ماذا أجد ، لكنني أعلم أن وثقا وشدائد تنتظرني ، أنا أعرف، لذلك عندما جاء إلي أورشليم ناس رأوه في الهيكل قالوا هذا هو ، هذا الذي ضد اليهودية ، هذا الذي ضد الهيكل ، هذا من يقوم بإدخال الناس الي الإيمان ، هذا هو من يقوم بإدخال الناس إلي الهيكل ، والهيكل هذا اسمه الموضع المقدس، والموضع المقدس لا يدخله الأمم ولا الغرباء وفعلوا له تهمة وجمعوا الناس عليه وقبضوا عليه ، وناس نذرت نفسها قالوا لا نأكل أو نشرب إلا إذا مات هذا الشخص ، تصور أربعين رجل فعلوا نذر علي موته ، إلي هذا الحد كانت حياته في خطر، نعم حياته في خطر، لكنه قال ولا نفسي ثمينة عندي الإنسان يا أحبائي الذي يمتلئ بمحبة المسيح حياته أو فكرته عن نفسه هو -كحياة شخصية - تصبح غير مهمة، يصبح المهم هو المسيح ، لذلك قال "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيا" لذلك يقول لهم الحصاد كثير والفعلة قليلون أطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده ، لذلك نحن جميعنا لابد أن نكون خدام. هيا نكرز في منازلنا ، هناك ناس تعيش للمسيح لكن بعيد عن المسيح ، هناك ناس تعيش للمسيح بالاسم فقط ، في ناس داخل بيوتنا وعائلاتنا بعيدين تماما عن المسيح ، وصدقني الذي أنت تراه رافض المسيح تماما، الذي تراه متكبر جدا، ومتعظم جدا، ولا يوجد منه فائدة، صدقني ربنا مات من أجله ويحبه ويريده لذلك نري التلاميذ أصبحوا مندهشين ، رجعوا الي الفرح ، رجعوا فرحين ، وقالوا له أننا لم نكن نتوقع ذلك، فقال لهم لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل أفرحوا أن أسمائكم مكتوبة في السموات، رجعوا بفرح عظيم طبعا ، لأن كثيرين استجابوا لهم ، نحن ضعفاء ، نحن لا نعرف شيء ، ربنا يحب يستخدم الضعفاء والذين لا يعرفون شيء، هو يحب هذا. تعلم أن الذي يقول أنا أعرف ، يقول له أنا غير محتاج لك ، أنا أريد الذين لا يعرفون، أنا أريد الضعيف، اختار الصياد، الجاهل ، البعيد ، الخاطئ ، العشار ، اللاوي ، لكي يحول كل هؤلاء لأواني مجد له ، أحبائي الحصاد كثير والفعلة قليلون ، أبدأ غير داخل نفسك أنت ، نور مصباحك أنت ، نور عقلك وقلبك بنور كلمة ربنا ، أبدأ أرفع يدك في بيتك وصلي وأركع ، أبدأ بقراءة الأنجيل وأشبع به لكي تمتلئ أنت بكلمة ربنا ، أبدأ أن تكون أنت نفسك آية ، تكون أنت نفسك أنجيل ، فبمجرد أن تبدأ هذه الخطوة ستجد نفسك غير محتمل أن تري إنسان بعيد عن خلاص ربنا يسوع المسيح ، فتنادي للكل، تعالى، لأورشليم ، لليهودية ، للسامرة ، إلي أقصي الأرض. ربنا يعطينا يا أحبائي أن نكون شهود أمناء له، ننادي باسمه، نأتي له بنفوس، نقول له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

اليوم الاخير من العيد عيد المظال

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهرالدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحناالاصحاح(٧)،ويقول اليوم الأخير من العيد وهذاالعيد يسمى بعيد المظال ،ما "عيد المظال" هذا ؟يتذكربني إسرائيل خروج آبائهم من أرض مصر،عندما ضلوا في البرية أربعين سنة إلي أن وصلوا أرض الميعاد ،ولكي يتذكروا هذا الحدث ويعيشوه مع أهاليهم إنهم ظلوا أربعين سنه ضالين في البرية، كانوا يأتون ناحية الهيكل ويصنعوا مظال لذلك هذا العيد اسمه عيد المظال ،يصنعواخيام ومظالات ويخرجون من بيوتهم ،لايجلس أحد في بيته هذه الفترة ،يجلسون في خيام حول الهيكل ، على أسطح المنازل ، في الحدائق ، في الحقول ، في الشوارع ،كل الناس تكون خارج منازلها ثمانية أيام لكي يتذكروا قصة خروج بني إسرائيل، ويتذكروا عيد الفصح عندما قاموا بذبح خروف الفصح ، ويتذكروا فترة الضلال في البرية .لكن فترة البرية فيها أمورنريد أن نتذكرها أكثر، فهناك أمرين كانوايحبون أن يتذكروه مجدا في هذا العيد تحديدا ،ما هما ؟ "المياه ،النور".من ضمن الأشياء التي كانوا يحتفلون بها في هذا العيد إنهم كانوايخرجوا في اليوم الثامن – الذي وقف يسوع يتكلم فيه آخر يوم في العيد - يخرجوا في الفجر، يذهبون إلي الحقول، ينقسموا إلي فريقين ، فريق يذهب إلي الحقول وفريق آخريذهب مع رئيس الكهنة لبركة سلوام ، فريق يذهب إلي الحقول يقوموا بجمع أغصان كثير جداًويقوموا بربط الأغصان مع بعض بخيوط فضية أو ذهبية ويقومون بهتاف هتافات الخلاص ،مبارك الرب إلهنا ،ومبارك الله الذي أخرجنا بزراع رفيعة ،ويتحدثون عن قدرة الله وعمل الله معهم فيسبحون ويرنمون ، هذا الفريق جمع أغصان،أما الفريق الآخريذهب مع رئيس الكهنة لبركة سلوام ومعه إبريق كبير يملؤه من بركة سلوام ويرجعون على الهيكل ويقوم رئيس الكهنة بالصعود فوق المذبح ومعه البخور الذي هو مذبح المحرقة ويقوم بسكب المياه على المذبح والمياه تنزل بفيض من على المذبح إلي أسفل في الهيكل فيتذكروا المياه. ما هي قصة هذه المياه ؟المياه التي أسقانا الله منها ونحن عطاش في البرية ،فيتذكرواعمل الله أثناء وجودهم في البرية، وطوال فترة جلوسهم في هذه الخيام تجد الأنوار تحيط بهم في كل مكان-لماذا؟- لأن الناس كانت تعيش في الشارع فلابد أن يكون هناك إنارة ،فالنورالكثير مع المياه التي تسكب ، النور والمياه تذكرهم بعمل الله معهم أثناء رحلة البرية عندما ضلوا أربعين سنة. في اليوم الثامن والذي هو اليوم الأخير في عيد المظال وقف يسوع وقال لهم أنا هو المياه ،فسألوه أنت المياه ؟! أجابهم نعم ، وقال منه وعطشان فليقبل إلى ليشرب من آمن بي كما هو مكتوب في الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي ، ماهذا ؟!هذه المياه التي تسكبوها هي مجرد رمز، فبماذا ترمز؟ ترمز لأمريمكن ألاتفهموه أنتم ، ما هو ؟ الروح القدس،ثمأني أحضر لكم مياه من بركة سلوام وتضعوها على الهيكل هذا مجرد رمز فهي رمز "للروح القدس"، انتم أنفسكم تحتاجون لهذه المياه لأنكم تعطشون فأنتم محتاجين لهذه المياه ،من هذه المياه ؟ قال لهم أنا هو المياه ،فسألوه ما هذا ؟ قال لهم من يؤمن بي سيجد نفسه أصبح مصدر للمياه ،ليس فقط عطشان يشرب - لا - هو نفسه أصبح مصدر للمياه ، وتجري من بطنه أنهار ماء حي. تصور ونحن اليوم نتكلم علي سد النهضة ومياه النيل القادمة من أثيوبيا ،وهذا هوالينبوع الذي ينبع منه النيل ، تخيل أن بطنك هذه تجري منها أنهار، ليس نهر النيل فقط لا بل عدة أنهار من بطنك ، كيف ذلك؟! قال هذا عمل الروح القدس، الذي يؤمن به تجري من بطنه أنهار ماء حي، ركز في كلمة"تجري من بطنه"، فمن المفترض بالمنطق عندما نتكلم عن مياه تخرج ، فمن أين تخرج ؟ تخرج من الفم ،فهذا منطقي قليلاً أن المياه تخرج من الفم لكن تخرج من البطن فكيف ؟! قال لك فالبطن هذه تشيرللأعماق ،الذي به عمل روح الله نشيط ومتجدد. فتجري من بطنه أنهار، لكن الأنهار أيضا أنهارماء حي،بمعني متجددة،ربنا يسوع يا أحبائي يتكلم بهذا الكلام لكي يهيئهم لفكرة وحقيقة انسكاب الروح القدس عليهم ،ويصيروا هم آنية للروح القدس ،ويصبحوا هم يملؤون آخرين بالروح القدس ،فهوعما يتحدث؟قال هذا عن الروح القدس.فما هو الروح القدس ؟ قال لهم إنه الذي كان المؤمنون به مزمعون أن يقبلوه ،لأن الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد ، لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد ،ما علاقة عطية الروح القدس بأن يسوع مجد ؟ ولماذا هنا يسوع لم يمجد بعد ؟ قال لك كلمة لم يكن مجد هنا تعني لم يكن صلب ،لأن الصليب هوالمجد ، لكن يسوع صنع معجزات كثيرة جداً ،أليس من المفروض أن المعجزات التي صنعها تكون هذه هي المجد ؟ قال لا ، المجد الذي لربنا يسوع المسيح هو الصليب ، لم يكن قد مجد بعد بمعني لم يكن قد صلب بعد ،لذلك نحن طوال الفترة التي نحتفل ونعيد بذكرى آلامه في أسبوع الآلام نظل نقول له "لك القوة ولك المجد"لذلك ربنا يسوع لم يكن قد مجد بعد،وقد قال هذا على الروح القدس الذي المؤمنين مزمعون أن يقبلوها.نحن يا أحبائي في هذه الفترة ومتبقي يومين لنعيد بعيد حلول الروح القدس علينا في الكنيسة ،فماذا نحتاج؟! نحتاجأن نهيئ أنفسنا وأن نتقبله ، نحتاج أن نكون آنية نقية للروح القدس ، نحن الآن ياأحبائي تعيش الكنيسة "فترة العشرة أيام"التي بين الصعود وبين حلول الروح القدس، هذه العشرة أيام اسمها فترة ترقب،انتظار لعطية عظمى ،تعلم الذي ينتظر حدث كبير!، تعلم العروسة المنتظرة إكليلها!،تعلم الذي ينتظر أن يأخذ جائزة كبرى! ،تعلم الذي ينتظر أن يتوج عمل مهم فعله! ،تعلم الذي ينتظريتسلم هدية! ......إلخ ، فهذه هي العطية العظمى ،نحن الآن جالسين مترقبين أن نأخذ الروح القدس،لكي نكون نحن أنفسنا مصدر للروح القدس، سيكون في أحشاءنا وتجري من بطننا أنهار ماء حي.الروح القدس يا أحبائي لا يعطي لنا بكيل، كلما كنا أمناء للروح القدس كلما تجد الروح القدس غزير داخلك ،متجدد داخلك أنهار ماء حي ،ركز في كلمة حي ، الحي بمعني دائم الحركة.والذي تجري من بطنه أنهارماء حي ،تجد كلامه كله كلام بالروح القدس ، أفعاله كلها أفعال بالروح القدس ، سلوكياته كلها سلوكيات بالروح القدس، لماذا؟ لأنه سالك بالروح ،إذا كانت تأتي داخل قلبه فكرة انتقام يعالجها بروح المحبة ، يأتي داخل قلبه فكر دنس يعالجه بروح الطهارة ،يأتي داخل قلبه روح كسل يعالجه بروح الجهاد، والروح القدس يكون داخله متجدد ونشيط وفعال.من أكثرالأمور يا أحبائي التي تجلب لنا رخاوة،والتي تجلب لنا سيادة للخطية علينا،والتي تجلب لنا تدميرلإرادتنا الروحية، هي أن نكون غير أصدقاء للروح القدس ،وإذا لم أتكلم مع الروح القدس.كيف؟ الكنيسة تعلمنا أن نتكلم مع الروح القدس ، كل يوم في الساعة الثالثة ونقول له "روحك القدوس يارب الذي أرسلته على تلاميذك فهذا لا تنزعه مني أيها الصالح لكن جدده نسألك أن تجدده في أحشاءنا" ، جدده كل يوم في الساعة الثالثة تقول له"هلم تفضل وحل فيا"،تعلم الذي يرحب بضيف يقول له هلم تفضلوحل فيا ،ولكن عندما تحل فيا ماذا تفعل؟ تطهرني من كل دنس ، تجري من بطني أنهار ماء حي ، قال هذا عن الروح القدس.هذا الروح القدس يا أحبائي روح القداسة اسمه الروح القدس ،لماذا ؟ لأنه يقدس.نشتاق أن نعيش حياة القداسة،هيا نتوسل للروح القدس ،أطلب فضيلة من الروح القدس ، اطلب بر، طهارة ، تواضع ، أطلب من الروح القدس أن يفطمك من كل شر،من كل خطية، أطلب من الروح القدس.فالروح القدس يا أحبائي ناقل ،الروح القدس هو المسئول عن توبتنا، عن قداستنا ، المسئول عن الصلاة ،تصور أن الذي يكون مسئول عن أهم الأمورالتي تنمينا نحن نهمله ، لا نعطيه حقه ،فعندما نهمل روح القداسة، عندما نهمل روح العفة ،عندما نهمل روح التواضع –ماالذي نتوقعه؟ -نتوقع الكبرياء والدنس والكسل، ونتوقع شيءآخر غير الروح القدس وهو روح العالم اسمها روح إبليس،ما الذي يسود علينا روح العالم ونكون طامعين ونريد ...،...،...،ولا نشعر بالشبع ،ونقع في خطايا وحتى الروح القدس نهمله،ونفقد حتى الرغبة في الرجوع إلى الله ، نفقد روح التبكيت ،نفقد روح القداسة هذا .لذلك ياأحبائي نحن الآن نقوم بتهيئة أنفسنا لقبول عطية الروح القدس العظيمة،لذلك يقال عن اسمها العطية العظمى هذا الروح القدس.الروح القدس الذي يريد الله أن يعطيه لنا ،ويريد أن يقول لنا هذا يكلفني كثيراً، ما هو ؟صليبي.لا يجب أن أعطيكم الروح القدس بدون أن أصلب،لايجب أن تأخذوا الروح القدس بدون أن تغفر خطاياكم ،ولا يصح أن أكون أنا لا أقدم عنكم ذبيحة الخلاص ، وذبيحة الغفران لكي تصبحون خليقة جديدة ،فقوموا بآخذ الروح القدس ،هيا نعرف قيمته، هيا نستقبله بحب، هيا نرحب به، هيا نجعله فاعل داخلنا ،هيا نعرف أن العطش الذي نشعر به لا يشبع ولا يروي إلا بالروح القدس .لذلك يا أحبائي ربنا يسوع المسيح وقف في المنتصف يوم العيد وقال لهم فالنور الذي تحتفلون به هو أنا ،هذه المياه التي تحتفلوا بها هي أنا ،أنتم تحتفلون بشيء ماضي ،الله وقف مع أهاليكم وأجدادكم وقف مع بني إسرائيل في الماضي وأخرجهم وأسكنهم وأدخلهم أرض الميعاد لكن الذي يهم هوأنتم، المهم أنكم تدخلواالسماء، المهم أنكم تفرحوا بهذه المياه ، لأنني لازلت أعطي ماء ، ماهي المياه التي تعطيها لنا الآن يا ربي ؟ قال مياه الروح القدس أنا لازلت أعطيكم مياه ،مازالت ينابيعي تفيض عليكم ،لازلت أنا أشفق عليكم لأنكم عطشانين. فعندما يضل الإنسان يا أحبائي عن الله يجد نفسه عطشان جداً ،هيا أبحث عن معنى لحياتك ، هيا أطعم نفسك كثيراً واشرب كثيراً،وتنزه كثيراً، وأرتدي كثيراً، واجعل معك نقود كثيرة، أفعل هذا الموضوع في عشرين أو ثلاثين سنة ، ثلاثين سنة للأمام ، أي شيء تحبه تقوم بشرائه، فقم بشراء عشرة منه، لكن بعد عشرين ، ثلاثين سنة قم بسؤال نفسك هل أنت سعيد؟ ستجد نفسك إن ليس هذا ما كنت تتمناه ،ليس هذاالذي يشبعك ، ليس هذا الذي يريحك ، ليس هذا الذي يفرحك، ليست هذه غايتك ، لماذا ؟ لأن الله يا أحبائي لم يخلقنا لذلك -لا- لم يخلقنا لكي تكون لدينا ممتلكات، لم يخلقنا لنعيش هذه الدنيا لكي نأخذ منها على قدر ما أستطاعنا بالعكس، بل لكي نترك منها على قدر ما أستطاعنا ،خلقنا لهذاالعالم لكي يكون العالم وسيلة نربح بها الملكوت ،لكي يكون روحه القدوس فاعل فينا ونشهد له، ونصبح نور لكل من حولنا، ومياه لكل العطاش.لذلك ياأحبائي هذه الفترة قل الكلمة الصغيرة التي علمتها لنا الكنيسة "هلم تفضل وحل فيا"، من الممكن أن تقولها وأنت ترشم على نفسك علامة الصليب ،ممكن أن تقولهاوأنت تنحني، فعندما تقولها كثيراً ستجد نفسك عطية الروح القدس تأتي إليك في شخص يريد أن يستقبلها لأن الروح القدس لا يحب أن يكون ثقيل على أحد ،لا يحب أن يكون ضيف غير مرحب به، لذلك أحيانا يقول لك "لا تطفئ الروح"، فمن الممكن أن يكون الروح القدس داخلي وينطفئ،يكون صامت،يكون غير فعال .ربنا يعطينا يا أحبائي أن نشتاق لحلول الروح القدس داخلنا ونقول له كل وقت وكل ساعة هلم تفضل وحل فيا وطهرني من كل خطية ربنا يكمل نقائصناويسندكل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل