العظات

اليوم الاخير من العيد عيد المظال

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهرالدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحناالاصحاح(٧)،ويقول اليوم الأخير من العيد وهذاالعيد يسمى بعيد المظال ،ما "عيد المظال" هذا ؟يتذكربني إسرائيل خروج آبائهم من أرض مصر،عندما ضلوا في البرية أربعين سنة إلي أن وصلوا أرض الميعاد ،ولكي يتذكروا هذا الحدث ويعيشوه مع أهاليهم إنهم ظلوا أربعين سنه ضالين في البرية، كانوا يأتون ناحية الهيكل ويصنعوا مظال لذلك هذا العيد اسمه عيد المظال ،يصنعواخيام ومظالات ويخرجون من بيوتهم ،لايجلس أحد في بيته هذه الفترة ،يجلسون في خيام حول الهيكل ، على أسطح المنازل ، في الحدائق ، في الحقول ، في الشوارع ،كل الناس تكون خارج منازلها ثمانية أيام لكي يتذكروا قصة خروج بني إسرائيل، ويتذكروا عيد الفصح عندما قاموا بذبح خروف الفصح ، ويتذكروا فترة الضلال في البرية .لكن فترة البرية فيها أمورنريد أن نتذكرها أكثر، فهناك أمرين كانوايحبون أن يتذكروه مجدا في هذا العيد تحديدا ،ما هما ؟ "المياه ،النور".من ضمن الأشياء التي كانوا يحتفلون بها في هذا العيد إنهم كانوايخرجوا في اليوم الثامن – الذي وقف يسوع يتكلم فيه آخر يوم في العيد - يخرجوا في الفجر، يذهبون إلي الحقول، ينقسموا إلي فريقين ، فريق يذهب إلي الحقول وفريق آخريذهب مع رئيس الكهنة لبركة سلوام ، فريق يذهب إلي الحقول يقوموا بجمع أغصان كثير جداًويقوموا بربط الأغصان مع بعض بخيوط فضية أو ذهبية ويقومون بهتاف هتافات الخلاص ،مبارك الرب إلهنا ،ومبارك الله الذي أخرجنا بزراع رفيعة ،ويتحدثون عن قدرة الله وعمل الله معهم فيسبحون ويرنمون ، هذا الفريق جمع أغصان،أما الفريق الآخريذهب مع رئيس الكهنة لبركة سلوام ومعه إبريق كبير يملؤه من بركة سلوام ويرجعون على الهيكل ويقوم رئيس الكهنة بالصعود فوق المذبح ومعه البخور الذي هو مذبح المحرقة ويقوم بسكب المياه على المذبح والمياه تنزل بفيض من على المذبح إلي أسفل في الهيكل فيتذكروا المياه. ما هي قصة هذه المياه ؟المياه التي أسقانا الله منها ونحن عطاش في البرية ،فيتذكرواعمل الله أثناء وجودهم في البرية، وطوال فترة جلوسهم في هذه الخيام تجد الأنوار تحيط بهم في كل مكان-لماذا؟- لأن الناس كانت تعيش في الشارع فلابد أن يكون هناك إنارة ،فالنورالكثير مع المياه التي تسكب ، النور والمياه تذكرهم بعمل الله معهم أثناء رحلة البرية عندما ضلوا أربعين سنة. في اليوم الثامن والذي هو اليوم الأخير في عيد المظال وقف يسوع وقال لهم أنا هو المياه ،فسألوه أنت المياه ؟! أجابهم نعم ، وقال منه وعطشان فليقبل إلى ليشرب من آمن بي كما هو مكتوب في الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي ، ماهذا ؟!هذه المياه التي تسكبوها هي مجرد رمز، فبماذا ترمز؟ ترمز لأمريمكن ألاتفهموه أنتم ، ما هو ؟ الروح القدس،ثمأني أحضر لكم مياه من بركة سلوام وتضعوها على الهيكل هذا مجرد رمز فهي رمز "للروح القدس"، انتم أنفسكم تحتاجون لهذه المياه لأنكم تعطشون فأنتم محتاجين لهذه المياه ،من هذه المياه ؟ قال لهم أنا هو المياه ،فسألوه ما هذا ؟ قال لهم من يؤمن بي سيجد نفسه أصبح مصدر للمياه ،ليس فقط عطشان يشرب - لا - هو نفسه أصبح مصدر للمياه ، وتجري من بطنه أنهار ماء حي. تصور ونحن اليوم نتكلم علي سد النهضة ومياه النيل القادمة من أثيوبيا ،وهذا هوالينبوع الذي ينبع منه النيل ، تخيل أن بطنك هذه تجري منها أنهار، ليس نهر النيل فقط لا بل عدة أنهار من بطنك ، كيف ذلك؟! قال هذا عمل الروح القدس، الذي يؤمن به تجري من بطنه أنهار ماء حي، ركز في كلمة"تجري من بطنه"، فمن المفترض بالمنطق عندما نتكلم عن مياه تخرج ، فمن أين تخرج ؟ تخرج من الفم ،فهذا منطقي قليلاً أن المياه تخرج من الفم لكن تخرج من البطن فكيف ؟! قال لك فالبطن هذه تشيرللأعماق ،الذي به عمل روح الله نشيط ومتجدد. فتجري من بطنه أنهار، لكن الأنهار أيضا أنهارماء حي،بمعني متجددة،ربنا يسوع يا أحبائي يتكلم بهذا الكلام لكي يهيئهم لفكرة وحقيقة انسكاب الروح القدس عليهم ،ويصيروا هم آنية للروح القدس ،ويصبحوا هم يملؤون آخرين بالروح القدس ،فهوعما يتحدث؟قال هذا عن الروح القدس.فما هو الروح القدس ؟ قال لهم إنه الذي كان المؤمنون به مزمعون أن يقبلوه ،لأن الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد ، لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد ،ما علاقة عطية الروح القدس بأن يسوع مجد ؟ ولماذا هنا يسوع لم يمجد بعد ؟ قال لك كلمة لم يكن مجد هنا تعني لم يكن صلب ،لأن الصليب هوالمجد ، لكن يسوع صنع معجزات كثيرة جداً ،أليس من المفروض أن المعجزات التي صنعها تكون هذه هي المجد ؟ قال لا ، المجد الذي لربنا يسوع المسيح هو الصليب ، لم يكن قد مجد بعد بمعني لم يكن قد صلب بعد ،لذلك نحن طوال الفترة التي نحتفل ونعيد بذكرى آلامه في أسبوع الآلام نظل نقول له "لك القوة ولك المجد"لذلك ربنا يسوع لم يكن قد مجد بعد،وقد قال هذا على الروح القدس الذي المؤمنين مزمعون أن يقبلوها.نحن يا أحبائي في هذه الفترة ومتبقي يومين لنعيد بعيد حلول الروح القدس علينا في الكنيسة ،فماذا نحتاج؟! نحتاجأن نهيئ أنفسنا وأن نتقبله ، نحتاج أن نكون آنية نقية للروح القدس ، نحن الآن ياأحبائي تعيش الكنيسة "فترة العشرة أيام"التي بين الصعود وبين حلول الروح القدس، هذه العشرة أيام اسمها فترة ترقب،انتظار لعطية عظمى ،تعلم الذي ينتظر حدث كبير!، تعلم العروسة المنتظرة إكليلها!،تعلم الذي ينتظر أن يأخذ جائزة كبرى! ،تعلم الذي ينتظر أن يتوج عمل مهم فعله! ،تعلم الذي ينتظريتسلم هدية! ......إلخ ، فهذه هي العطية العظمى ،نحن الآن جالسين مترقبين أن نأخذ الروح القدس،لكي نكون نحن أنفسنا مصدر للروح القدس، سيكون في أحشاءنا وتجري من بطننا أنهار ماء حي.الروح القدس يا أحبائي لا يعطي لنا بكيل، كلما كنا أمناء للروح القدس كلما تجد الروح القدس غزير داخلك ،متجدد داخلك أنهار ماء حي ،ركز في كلمة حي ، الحي بمعني دائم الحركة.والذي تجري من بطنه أنهارماء حي ،تجد كلامه كله كلام بالروح القدس ، أفعاله كلها أفعال بالروح القدس ، سلوكياته كلها سلوكيات بالروح القدس، لماذا؟ لأنه سالك بالروح ،إذا كانت تأتي داخل قلبه فكرة انتقام يعالجها بروح المحبة ، يأتي داخل قلبه فكر دنس يعالجه بروح الطهارة ،يأتي داخل قلبه روح كسل يعالجه بروح الجهاد، والروح القدس يكون داخله متجدد ونشيط وفعال.من أكثرالأمور يا أحبائي التي تجلب لنا رخاوة،والتي تجلب لنا سيادة للخطية علينا،والتي تجلب لنا تدميرلإرادتنا الروحية، هي أن نكون غير أصدقاء للروح القدس ،وإذا لم أتكلم مع الروح القدس.كيف؟ الكنيسة تعلمنا أن نتكلم مع الروح القدس ، كل يوم في الساعة الثالثة ونقول له "روحك القدوس يارب الذي أرسلته على تلاميذك فهذا لا تنزعه مني أيها الصالح لكن جدده نسألك أن تجدده في أحشاءنا" ، جدده كل يوم في الساعة الثالثة تقول له"هلم تفضل وحل فيا"،تعلم الذي يرحب بضيف يقول له هلم تفضلوحل فيا ،ولكن عندما تحل فيا ماذا تفعل؟ تطهرني من كل دنس ، تجري من بطني أنهار ماء حي ، قال هذا عن الروح القدس.هذا الروح القدس يا أحبائي روح القداسة اسمه الروح القدس ،لماذا ؟ لأنه يقدس.نشتاق أن نعيش حياة القداسة،هيا نتوسل للروح القدس ،أطلب فضيلة من الروح القدس ، اطلب بر، طهارة ، تواضع ، أطلب من الروح القدس أن يفطمك من كل شر،من كل خطية، أطلب من الروح القدس.فالروح القدس يا أحبائي ناقل ،الروح القدس هو المسئول عن توبتنا، عن قداستنا ، المسئول عن الصلاة ،تصور أن الذي يكون مسئول عن أهم الأمورالتي تنمينا نحن نهمله ، لا نعطيه حقه ،فعندما نهمل روح القداسة، عندما نهمل روح العفة ،عندما نهمل روح التواضع –ماالذي نتوقعه؟ -نتوقع الكبرياء والدنس والكسل، ونتوقع شيءآخر غير الروح القدس وهو روح العالم اسمها روح إبليس،ما الذي يسود علينا روح العالم ونكون طامعين ونريد ...،...،...،ولا نشعر بالشبع ،ونقع في خطايا وحتى الروح القدس نهمله،ونفقد حتى الرغبة في الرجوع إلى الله ، نفقد روح التبكيت ،نفقد روح القداسة هذا .لذلك ياأحبائي نحن الآن نقوم بتهيئة أنفسنا لقبول عطية الروح القدس العظيمة،لذلك يقال عن اسمها العطية العظمى هذا الروح القدس.الروح القدس الذي يريد الله أن يعطيه لنا ،ويريد أن يقول لنا هذا يكلفني كثيراً، ما هو ؟صليبي.لا يجب أن أعطيكم الروح القدس بدون أن أصلب،لايجب أن تأخذوا الروح القدس بدون أن تغفر خطاياكم ،ولا يصح أن أكون أنا لا أقدم عنكم ذبيحة الخلاص ، وذبيحة الغفران لكي تصبحون خليقة جديدة ،فقوموا بآخذ الروح القدس ،هيا نعرف قيمته، هيا نستقبله بحب، هيا نرحب به، هيا نجعله فاعل داخلنا ،هيا نعرف أن العطش الذي نشعر به لا يشبع ولا يروي إلا بالروح القدس .لذلك يا أحبائي ربنا يسوع المسيح وقف في المنتصف يوم العيد وقال لهم فالنور الذي تحتفلون به هو أنا ،هذه المياه التي تحتفلوا بها هي أنا ،أنتم تحتفلون بشيء ماضي ،الله وقف مع أهاليكم وأجدادكم وقف مع بني إسرائيل في الماضي وأخرجهم وأسكنهم وأدخلهم أرض الميعاد لكن الذي يهم هوأنتم، المهم أنكم تدخلواالسماء، المهم أنكم تفرحوا بهذه المياه ، لأنني لازلت أعطي ماء ، ماهي المياه التي تعطيها لنا الآن يا ربي ؟ قال مياه الروح القدس أنا لازلت أعطيكم مياه ،مازالت ينابيعي تفيض عليكم ،لازلت أنا أشفق عليكم لأنكم عطشانين. فعندما يضل الإنسان يا أحبائي عن الله يجد نفسه عطشان جداً ،هيا أبحث عن معنى لحياتك ، هيا أطعم نفسك كثيراً واشرب كثيراً،وتنزه كثيراً، وأرتدي كثيراً، واجعل معك نقود كثيرة، أفعل هذا الموضوع في عشرين أو ثلاثين سنة ، ثلاثين سنة للأمام ، أي شيء تحبه تقوم بشرائه، فقم بشراء عشرة منه، لكن بعد عشرين ، ثلاثين سنة قم بسؤال نفسك هل أنت سعيد؟ ستجد نفسك إن ليس هذا ما كنت تتمناه ،ليس هذاالذي يشبعك ، ليس هذا الذي يريحك ، ليس هذا الذي يفرحك، ليست هذه غايتك ، لماذا ؟ لأن الله يا أحبائي لم يخلقنا لذلك -لا- لم يخلقنا لكي تكون لدينا ممتلكات، لم يخلقنا لنعيش هذه الدنيا لكي نأخذ منها على قدر ما أستطاعنا بالعكس، بل لكي نترك منها على قدر ما أستطاعنا ،خلقنا لهذاالعالم لكي يكون العالم وسيلة نربح بها الملكوت ،لكي يكون روحه القدوس فاعل فينا ونشهد له، ونصبح نور لكل من حولنا، ومياه لكل العطاش.لذلك ياأحبائي هذه الفترة قل الكلمة الصغيرة التي علمتها لنا الكنيسة "هلم تفضل وحل فيا"، من الممكن أن تقولها وأنت ترشم على نفسك علامة الصليب ،ممكن أن تقولهاوأنت تنحني، فعندما تقولها كثيراً ستجد نفسك عطية الروح القدس تأتي إليك في شخص يريد أن يستقبلها لأن الروح القدس لا يحب أن يكون ثقيل على أحد ،لا يحب أن يكون ضيف غير مرحب به، لذلك أحيانا يقول لك "لا تطفئ الروح"، فمن الممكن أن يكون الروح القدس داخلي وينطفئ،يكون صامت،يكون غير فعال .ربنا يعطينا يا أحبائي أن نشتاق لحلول الروح القدس داخلنا ونقول له كل وقت وكل ساعة هلم تفضل وحل فيا وطهرني من كل خطية ربنا يكمل نقائصناويسندكل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

حديث الرب يسوع مع نيقوديموس

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا الكنيسة اليوم فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح الثالث ، "حديث نيقوديموس مع السيد المسيح" وهو رجل من كبار علماء اليهود ، يقال أنه من أعضاء مجمع السنهدريم الذين هم سبعين شيخ ، فهو رجل له مكانة كبيرة في الكيان، كان يسمع عن ربنا يسوع كثيراً أنه يصنع معجزات فكان يحتار في أمره ، فهو كان يريد أن يذهب يتحدث معه ، يريد أن يذهب ليسأله ، لكنه في الحقيقة كان خائف أن أي شخص يراه ، ويسألوه أنت مع من؟ أنت تتبع الناصري ؟ فذهب إليه ليلا، ودائما عندما تأتي سيرة نيقوديموس يقول هذا الذي أتى إليه ليلا، فأصبحت هذه علامة تميزه ، فذهب إليه وهو خائف وقال له نحن نعلم إنك أتيت من الله ، وتصنع معجزات ، وشاهدنا لك أشياء ، فكيف تفعل هذا ؟ فقام السيد المسيح بنقله لمستوى أعلى تماما، قال له إن لم تولد من فوق لن ترى ملكوت السماوات، فقال كيف أولد من فوق؟ هل أرجع مرة أخرى إلي بطن أمي وأولد مرة أخرى ، قال له إن لم تولد من الماء والروح لن تدخل ملكوت السموات، المولود من الجسد جسد هو، لكن مولود من الروح روح هو، فماذا تريد يا معلم أن تقول لنيقوديموس ؟ وماذا تريد أن تقول لكل أحد منا ، فنحن داخلنا نيقوديموس الذي هو الرجل الذي يريد أن يعيش كيانه الاجتماعي ويريد أن يعيش مظاهر العالم ومظاهر الدنيا لكن في نفس الوقت يسوع بالنسبة له شيء يحب أن يتبعه لكن يتبعه قليلاً أو يتبعه أحيانا أو يتبعه في الظلام ، فإن نيقوديموس يمثل جزء من داخل كياننا الداخلي الإنساني. قال له المولود من الجسد هذا شئ والمولود من الروح شئ أخر فروح هو، يريد أن يقول له لا تخلط الأثنين ببعضهما البعض ، هذا شيء وهذا شيء آخر، وربنا يسوع يريد أن يقول لنا أيضاً ذلك ، الجسد هو جسد والروح هو روح ، نحن الآن مولودين للروح، المولود من الجسد جسد هو، ما هو الجسد ؟ الجسد هو الذي نعيش فيه الآن ، الذي يريد المأكل ، المشرب ، النوم ، الراحة ، الغرائز، هذا هو الجسد يريد احتياجات مادية ، يريد كرامات ، يريد أرضيات ، يريد أن يكبر مقامه ، يريد أن يكبر دائرة نفوذه ، هذا المولود من الجسد فالمولود من الجسد جسد هو ، جميعنا نعلم ما هو الجسد ، ضعيف جدا ويزول وفي الآخر يذهب للتراب، هذا المولود من الجسد ، المولود من الروح فهو روح فهو شيء آخر، ما هي الروح؟ قال الروح هي نسمة القدير، الجسد من التراب فهو آتي بالتراب ونفخ فيه نفخه نسمة حياة ، فأنا جسد وروح ، أنا يوجد في من الأرض ومن السماء ، أنا بداخلي الإثنين، لكن لم يختلطوا ببعض ، فهذا الجسد لا يتحول للروح مطلقا ، وهذا الجسد شيء آخر تماما غير الروح ، وطلبات الجسد تختلف تماما عن طلبات الروح ، والتزامات الجسد غير التزامات الروح ، المولود من الجسد جسد هو ، والمولود من الروح روح هو ، فالجسد هذا جميعنا نعاني منه ، من منا لا يعرف تعب الجسد ، ألم الجسد ، احتياجات الجسد، لكن الروح فهي نسمة الله فيك، الروح هذا الذي يشتاق إلي الخلود ،الروح الذي يشتاق إلي الله ، الروح الذي يشتاق للأبدية، الروح هو الذي يرتفع فوق المادة، الروح هو الذي لا يشتاق إلي أتساع الأرض لكنه يشتاق إلى المجد السماوي ، الروح له طلبات أخري ، لذلك يقول المولود من الجسد جسد هو ، يوجد ناس مولودة بالجسد وتقضي حياتها كلها للجسد وسوف تعيش بالجسد للجسد إلي آخر لحظة ، نري الجسد ينتهي وتدفن وترجع مرة أخري للجسد ، بالجسد ذهبت للتراب، ذهبت للجسد ، إنتهى الأمر. ماذا يعني ذلك ؟ يعني أن دائرة الحياة لديها توقفت ، لماذا لأنها من الجسد وعاشت بالجسد وذهبت للجسد، ذهبت للتراب، ذهبت للموت الذي أخذت منه، لكن المولود من الروح ليس كذلك فهو مختلف ، المولود من الروح يعتبر أن هذا الجسد هو مجرد الشكل الخارجي لكي يحتوي على جوهر إلهي عالي القيمة وغالي القيمة جدا، قيمتك في الروح ليس في الجسد ، الذي يعطينا الحياة الآن ليس الجسد ، فاذا انتقل شخص فالجسد يظل موجود لكن طالما الروح ذهبت فإنتهت الحياة. لذلك أنا لست مديون للجسد لأنني حي في الجسد ، لا أظل طوال عمري أدلل في الجسد، وأخدم الجسد، وأطبطب علي الجسد، وألبي احتياجات الجسد ، وفي الحقيقة ليس الجسد سر الحياة ، ليس الجسد مصدر الكيان ، ليس الجسد مصدر الوجود ، مصدر الوجود هو الروح ، لذلك قال المولود من الروح هو روح ، فالروح تشتاق للخلود ، تشتاق الأبدية ، تشتاق إلي الفضيلة ، لذلك مثلما أعطي الله الجسد إمكانيات تساعده على الحياة ، أعطى أيضاً الروح إمكانيات تساعدها على الحياة والنمو، أعطاني في الجسد إمكانيات تساعدني على الحياة ، أعطي لي آيدي ، عين ، أذن ، معده تهضم الأكل ، وغريزة أكل لكي أشتاق للأكل ، لأني لو لم يوجد لدي غريزة للأكل من الممكن أن أموت جوعا ، أعطاني كل المتطلبات التي تجعلني أستطيع أن أعيش ، هذا بالنسبة للجسد ، لكن في الحقيقة الروح أعطاني لها كل الإمكانيات التي تنمو بها ، جعلها باستمرار مشتاقة إلي فوق ، جعلها باستمرار مشتاقة إلي اللانهاية ، لذلك دائما تجد الجسد مهما تعطي له غير راضي ، مهما تعطي له تجده غير مشبع، غير سعيد ، لا حدود لرغباته لماذا ؟ لأننا لا نعيش لهذا ، كلما يأخذ احتياجاته كلما تزيد احتياجاته أكثر، كلما يدخل في دائرة فراغ أكبر لأنه يشعر أنه مهما آخذ فهو لا يشبع ، الحكيم قال ذلك : "كل الأنهار تصب إلي البحر والبحر ليس بملآن" ، هذا الجسد مهما تعطي له لا يشبع، لا يشكر، لا يكتفي ، لا يرضى . لأن في الحقيقة الموضوع أكبر بكثير من الجسد ، متي يشبع الجسد ؟، متى يرضى الجسد؟ إذا كان منقاد بالروح ، فالروح هو الذي يعطي الرضا ، الشكر ، الاكتفاء، السمو. لذلك يا أحبائي نحن نعيش الآن في الأثنين معا، موجود الجسد فينا وموجود الروح أيضا، لكن إذا سألت نفسي هل أنا سالك بالروح أم سالك بالجسد ؟ أنا أستطيع أطلق على نفسي إنسان جسد أم إنسان روح ، أنا مولود بالجسد وأعيش بالجسد ، وعايش ألبي رغبات الجسد فقط، أم أني مولود بالروح وأحاول ألبي رغبات الروح ، وأرتقي برغبات الروح ، وأطلع إلي فوق . لذلك يا أحبائي نحن موجودين لهذا الأمر، والكنيسة قصدت تضع لنا هذا الفصل الآن، فلماذا؟ لكي تقول لك أنت في رحلة الصوم المقدس أوشكت علي الأنتهاء ، لكي يكون فيك إنسان الروح ، لكي إنسان الروح يبدأ بالنمو ، لكي إنسان الروح هو الذي يقود الجسد يصبح هذا الجسد مجرد وعاء لأن لو لم يولد إنسان الروح داخلي سأشعر بالعدمية ، العدمية تأتي من العدم، يشعر أنه يظل يقتني أشياء لكن يظل يدخل في دائرة من الفراغ ، إنسان الروح لا بد أن يولد داخلنا ، ولا بد أن يشبع ، ولا بد أن يعرف إنه مسرته في الله ، وشبعه في الله. لذلك مثلما أعطي لي الله غريزة آكل بها أعطاني إشتياقات روحية ، تجد الإنسان الروحاني يحب الصلاة جدا ، يعشق الكتاب المقدس ، القداس هو السماء التي على الأرض ، يكون موجود بالجسد لكنه لا يكون معنا نهائيا هو فوق، في القداس يقول الأب الكاهن "أرفعوا قلوبكم" فنجيب "هي عند الرب" بمعني أنني لن أنشغل بأي شيء آخر، مثل من بجواري ، ماذا يرتدي ، متي حضر، من يتكلم ، من متعب .... إلخ، أنا رافع قلبي فوق ، إنسان الروح؛ إنسان الروح سعيد جدا بعمل ربنا في حياته ، هموم الأرض هذه بالنسبة له تافهة ، لا ينشغل كثيراً بماذا يأكل ، ماذا يلبس ، لا ينشغل بالمقتنيات لإنه يعرف تماما أنها زائلة ، عرف ، فهم إن إنسان الجسد لا يستحق أن أعيش له ، لأنه زائل، أعيش لزائل ، أتعب نفسي على أشياء ليس لها فائدة، تخيل عندما تظل تعمل عند شخص وفي النهاية تكتشف أنه يعطيك المقابل عملات مزيفة ، فالجسد كذلك ، فأنا لن أعيش للجسد لكي يعطيني في النهاية عملة مزيفة ، يعطيني لذة أعتقد أنها تشبعني وأجد نفسي لا أشبع ، أظن في نفسي أنه عندما يصبح لدي أشياء معينة سأكون راض، ولا يحدث هذا الرضا ، لماذا ؟ لأنها ضريبة الإنسان. لذلك الإنسان الذي في الجسد دائما قلق ، غير راض، غير سعيد، دائما مخاصم ، دائما في نزاع مع من حوله ، لأنه يريد أن يزيد من أمور الجسد، ويظل يمشي في دائرة ، مسكين .. مسكين ، يظل يجمع مال ، كرامه ، نفوذ ، يفرح جدا إذا قال له أحد كلمة احترام ، مسكين لأنه من الأساس جائع ، لم يجد كيانه في الله ، الروح متعبة، غير مغذاه ، الجزء الإلهي الموجود فينا عندما يكون مائت يصبح الإنسان مسكين ، يظل يشحت كرامة ، عطف ولا يجد . لذلك يا أحبائي الإنسان الذي يقتني المسيح يقول كفاني ، أنا ما صدقت وجدتك ، يقول لك من امتلكك شبعت كل رغباته ، إنسان الروح الذي وجد المسيح يصبح قانع ، هادئ ، لا يوجد في نزاع مع أحد ، ولا خصومة مع احد ، لماذا ؟ لأن اهتماماته ليست من اسفل ، لذلك قال لك إنت لستم من اسفل ، إنسان الجسد دائما في نزاع مع السراب، يحاول يمسك شيء ، يحاول يأخذ شئ ، ويكتشف أنه أضاع ....، .....، ...... ، مسكين من الممكن أن يقضي طوال عمره هكذا. على سبيل المثال قرأت عن شخص مليونير، غني جدا ، معه ملايين من الدولارات ، وطبعا هذا الغني يجعله يحيا مشغول جدا ، جدا بالأخص عن زوجته وعن أبنائه ، مشغول تماما، وعصبي وطول الوقت منفعل ، مشدود ، لم يعيش هادئ أبدا، ولا زالت الثروة لديه تزيد إلي وصلت لمليارات الدولارات ، ولم يجد وقت يجلس مع زوجته ، أولاده. للأسف زوجته تعلقت بالسائق ، وبعد ذلك هذا الرجل حدث له ذبحة صدرية ومات ، فتزوجت الزوجة من السائق ، السائق فجأة وجد لديه حوالي 3,000,000,000 دولار ، فقال لقد اكتشفت الآن إن العمر الذي مضي كان هذا الرجل يعمل لدي لست أنا الذي أعمل لديه ، مسكين الإنسان الذي أضاع عمره كله ، أضاع زوجته ، بيته ، أبنائه ، هل تعتقد أنه كان يعرف أنه يضيع ؟ لا لقد كان غير فاهم ، مخدوع . علينا يا أحبائي إن ننتبه ، يوجد أشياء أهم بكثير ، روحك أهم ، خلاص نفسك أهم ، ربح الملكوت أهم ، ربح زوجتك وأبنائك في المسيح يسوع وتطمئن عليهم إنهم يعيشون في حضن المسيح أهم ، وإن كان دخلك أقل .. أقل .. أقل ، لا يهم، لكن المهم أننا قد وجدنا المسيح ، نحيا في حضنه ، أمنه، فعندما تربط أبنائك بالمسيح تكتشف أنه أصبح لديهم شكر ، رضا ، الأمور التي كانت تتعبك ، كنت متصور إنك كنت تعمل فقط لكي ترضيهم ، ليس هذا ما يرضيهم ، الذي يرضيهم أنك تربطهم بالمسيح ولكي يرتبطوا بالمسيح لابد أن يروك وانت مرتبط بهم ، ويشعرون أنهم أغلي الأشياء وأجمل من أي شيء وأكبر من أي شيء ، أنت يا ابني أجمل شيء ، طالما أنا أراكي في المسيح فأنتي أجمل واحده في الدنيا ، أغلي واحدة في الدنيا وأنا لا أريد شيء من الدنيا كلها إلا أن أراكي في حضن المسيح فقط. لذلك يا أحبائي المولود من الجسد جسد هو ، المولود من الروح روح هو ، هل هذا الأمر سهل ؟ لا يوجد به نزاع طبعا ، عندما تدرس في شخصية أبونا أسحاق يقول رفقة كان في بطنها الطفلين ، لدرجه إنه كان بينهم نزاع قوي جدا وهما داخل بطنها ، لدرجة أنها قالت " أن كان هكذا فلماذا أنا "، فمضت لتسأل الرب تقول له ما هذه الحرب ياربي ؟، قال لها لا تخافي في بطنك أمتين، ومنك يخرج شعبان وكبير مستعبد لصغير ، قال لها أنتي بداخلك الأثنين إنسان الجسد وإنسان الروح ، وهم يظلوا في صراع لا تخافي ، فالكبير يستعبد للصغير، إنسان الروح سينتصر، لا تخافي أطمئني لكن علينا أن نهتم بإنسان الروح ، لا بد أن نهتم بإنسان الروح ، نقوم بتربيته وتغذيته ومساندته وتشجيعه . هيا نفرح بالصوم وهيا أقول لجسدي قف معتدلاً وصلي ، هيا أقول لبيتي أنا وبيتي أعبد الرب ، هيا نزرع في أبنائي مبادئ ، هيا أزرع في أبنائي إشتياقات روحيه ، نحضر لهم كتاب ونتأمل ونسأل فيه ، تقول لي يا أبونا لا يسمعون ، أقول لك أفعل هذا مع أي شخص مستجيب ، وإذا لا يوجد أحد استجاب، يكفي أن يروك أنت تصلي ، أنت تقرأ ، تقرا الكتاب المقدس ، يروك انت تركع ، فعندما تقوم بالصلاة في بيتك يصبح الكل مبارك في شخصك أنت . الروح أقوى فماذا يفعل؟ يمتص ، مثل النور، النور بمفرده بدون أي مشاكل ينتصر على الظلمة ، هو هكذا له سلطان أقوى ، الحياة أقوى تنتصر على الموت هي كذلك ، الروح ينتصر على الجسد لكن المهم أن نمنحه فرصة. لذلك يا أحبائي لدينا فرصة في الأسبوعين الباقيين نعيش للروح ستجد في نهايات الصوم أثناء الصوم يقرأ سفر أشعياء ، ستجده يقول لك آية جميلة "كفوا على الإنسان " ، بمعني كفاية حياة للجسد ، كفاية حياة للتراب ، كفاية حياة للأرض ، كف عن الإنسان . لذلك يا أحبائي فرصة جميلة وأنت في ختام الصوم عيش للروح ، وافي للروح ، وافي لمن سيبقي معك للأبد ، هذا الجسد يذهب إلي التراب ولن يتبقى منه شئ ، الذي تهتم به جدا، فلا تركز عليه جدا لأنه مؤقت بل اهتم بالشيء الذي يظل معك طول الوقت ، المستمر معك ، قم بتغذيته وصداقته وأرضيه وأفرحه لأن هو مرضاته في الله . ربنا يعطينا يا أحبائي في هذه الأيام المقدسة التي تتدخر لنا الكنيسة فيها من كل خيراتها وتغذي الروح ، أن نتبعها بصدق ، وأن نكون أوفياء للروح ، خاضعين للروح . يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

الصلاة الاسبوع الاول من الصوم المقدس

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين. تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح الحادي عشر عن الصلاة على اعتبار أن الكنيسة في الأسبوع الأول من الصوم تريد أن تضع مبادئ في قلوب أبنائها أهمها أن الصوم لابد أن يكون مقترن بالصلاة، لذلك الكنيسة تقرأ لنا اليوم ماذا نقول في الصلاة؟ فربنا يسوع قال لهم نقول الصلاة الربانية "أبانا الذي" الله يريد أن نتكلم معه كأب لنا، نقدس أسمه، نطلب ملكوته، نطلب مشيئته، أن تكون مشيئته على الأرض مثلما هي في السماء، نطلب أن الله يعطينا قوت اليوم، ولا نكون منشغلين كثيراً بهموم الحياة، ونطلب أن الله يغفر لنا ذنوبنا، ومثلما هو يغفر لنا ذنوبنا لابد أن نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا، ونطلب منه ألا يدخلنا في تجربة، وأن ينجينا من الشرير. بعد ذلك قال لنا المثل الذي يقال عليه اسمه "مثل صديق نصف الليل" عن شخص، رجل فقير أتى إليه ضيف في وقت متأخر من الليل، وله دالة أن يبيت لديه، فالرجل يريد أن يكرمه ويقدم له شيء لكنه رجل فقير ليس لديه شيء، وهو في خجل منه قام يبحث فيمن حوله وقال من أستطيع أن أطلب منه، وظل يفكر إلى أن تذكر شخص قريب منه ومعروف عنه أنه فاضل، رحيم، طيب، فقال له انتظرني قليلاً حتي أعود، وذهب يطرق على باب هذا الرجل صديقه، في وقت متأخر، قال له أنا آسف أعطيني فقط ثلاثة أرغفة فقد آتى إلي ضيف فجأة، جعل نفسه كمن لا يسمعه، طرق مرة ثانية وقال له أنا آسف، آتيت في وقت متأخر أنا أعلم لكن أعطني ثلاثة أرغفة آتى إلي ضيف، فأجابه وقال أهذا وقت تأتي فيه؟!، أنا نائم وسط أبنائي الآن لن أعطيك الوقت متأخر، فالرجل لم يذهب ظل يطرق، والرجل الآخر يريد أن ينام، فقال أنا أفضل شيء أفعله لكي أكمل نومي أن أعطي هذا الرجل ما يريده سريعاً وأجعله يذهب لكي أنام، فيقول لك إن لم يعطيه بسبب أنه يريد أن يعطيه سوف يعطيه من أجل لجاجته، لماذا أختار ربنا يسوع هذا المثل؟! هذا المثل أنا أريدكم أن تصلون به بالضبط، أقول لك على ثلاث كلمات من هذا المثل: ١- شدة الاحتياج. ٢- اللجاجة. ٣- الاستجابة. ١- شدة الاحتياج : إذا لم يشعر هذا الرجل بشدة الاحتياج لن يذهب ليطلب في هذا الوقت الصعب، ومن الممكن ألا يطلب اساسا حتى إذا الوقت مناسب، يقول ليست مشكله ألا يوجد لدينا خبز الآن، لا يهم، لكن شدة الاحتياج تجعله يذهب ويطرق على الباب، ماذا عن شدة الاحتياج؟ أنا وأنت إذ لم يكن لدينا أحساس شديد جدا بالاحتياج لربنا فإن صلاتنا تكون صلاة ضعيفة، صلاتنا ستكون صلاة بالشفتين، لن تكون من القلب، ولن تكون بحرارة، ما الذي يولد الحرارة إلي القلب في الصلاة؟، ما الذي يجعل الصلاة تدخل لدرجة القبول إلي الله؟، ما الذي يجعلني أضطر للجاجة؟ هي شدة الاحتياج، موقف هذا الرجل صعب، فلا يوجد لديه شيء ليقدمه، فنحن كذلك، عندما أكون أنا في موقف صعب ولدي احتياج شديد، ومشتاق جداً أن يكون لدي شيء أنا مفتقده، أصلي وأطلب من الله، ما قوة الصلاة التي أصليها؟ هي قوة الاحتياج، يوجد شخص لا يشعر أنه يحتاج للصلاة، شخص آخر يشعر أنه لا يحتاج إلى غفران خطاياه، وآخر يشعر أنه لا يحتاج إلي الطهارة، وآخر لا يحتاج للشكر، وآخر لا يحتاج إلى المحبة، وآخر لا يحتاج إلى أي فضيلة، فكيف نطلب منه أن يصلي ؟!، صلاته كلها روتين، كلها شكلية، كلها بلا معنى، بلا فائدة، لماذا؟ لأنها خالية من الاحتياج، يقف أمام الله كواجب أو كروتين، لكن ما الذي يجعل أن الصلاة تكون فيها روح؟ شدة الاحتياج، حتى إذا كنا نصلي من أجل الآخرين، لجاجتنا وشدة احتاجينا من أجل الآخرين بأن نستعطف، نطلب، فالكنيسة تعلمنا عندما نطلب كأن شخص يشحذ، نمد أيدينا، أنا أطلب رحمتك يارب، شدة الاحتياج متي أشعر فعلا أن صلاتي بدأت تكون صلاة حقيقية؟ مع شدة الاحتياج. ما رأيك في بداية هذا الصوم أن تكرس الصوم لكي تقتني فضائل معينة أنت فقير منها جدا، أنا أتمنى ... ، ... ، ...، فهيا بنا ما دمنا محتاجين هيا نشحذ، هيا أرني عزيمتك، هيا أرني لجاجتك كيف تكون؟، لذلك تسمع عن الآباء القديسين يقول لك عن صلاة اسمها صلاة الدموع، لماذا يبكي؟، متي يبكي الشخص؟، الشخص يبكي عندما تعجز الكلمات عن التعبير، فتجده بكى، ما الذي يجعل الناس تبكي في الصلاة؟ هذه دموع تأتي عندما تعجز الكلمات، والإلحاح من داخل شديد، ومن داخلك، تطلب ثم تطلب، فهذا يا أحبائي ما نطلق عليه شدة الاحتياج، نقول له يارب نحن قارعين باب تعطفك، نحن نظل نطرق، لماذا المثل موضح أن الرجل الذي يعطيه الخبزات متشدد؟ قال لك أنا أعطيك مجرد مثل، إذا افترضنا أن الله لا يريد أن يستجيب لطلباتك في وقت من الأوقات فلا تذهب لذلك أعطي مثل آخر موازي لهذا المثل وهو "مثل قاضي الظلم"، عن رجل قاضي يقال عنه أنه لا يخاف الله ولا يا يهاب إنسان، هذا قاضي ظالم، سيدة أرمله تذهب إليه وهو لا يحكم لها ولا ينصفها، وقالت له أنصفني من خصمي، قال أيضا أنه سوف ينصفها من أجل لجاجتها. الاحتياج يا أحبائي أبحث في نفسك: كم خطية رابضة على باب قلبك؟، إلى أي مدى أنا مغلوب من ضعفات كثيرة ولا أقدر عليها، أنا غير قادر، أنا عاجز، أنا ضعيف، بمجرد أن أشعر بعجزي وضعفي وشدة احتياجي من هنا تبدأ الصلاة الحقيقية، قبل ذلك كان تدريب، شيء بسيط، بمجرد أن الاحتياج يزيد داخلك، يلح داخلك، بمجرد أن تشعر بعجز شديد، فقر شديد، أنظر إحساس الإنسان الفقير الذي لم يجد ما يأكله، فنحن لابد أن نقف أمام الله هكذا، إحساس الذي لم يجد طعام وجائع، جائع، جائع، ولم يجد ما يأكله. ٢- اللجاجة : ماهي اللجاجة؟ أنني لم أذهب، لن أذهب، إلا إذا أخذت الأرغفة، لم أذهب إلا إذا أخذت رحمة، لم أذهب إلا إذا شعرت بمصالحة، لن أذهب إلا إذا شعرت بتوبة، لن أذهب إلا إذا شعرت بسلام، أنا سأظل واقف أمامك يارب، لا أستطيع الذهاب، هل أذهب فارغ؟!، لا يليق. نحن كذلك يا أحبائي نظل نطرق على الباب ونظل نقول له أفتح لنا يا سيد، أحد القديسين كان يقول افتح لنا يا سيد ذلك الباب الذي أغلقناه علينا بإرادتنا، أنا الذي أغلقته، الله لايغلق الباب أبدا أنا الذي أغلقه، أفتح لنا يا سيد ذلك الباب الذي أغلقناه علينا بإرادتنا، يعود فيقول لك هكذا فإن فتحت لنا فهذا حق وإن لم تفتح لنا فهذا حق، لماذا؟ نعم فإنه عندما يفتح هذا حق لكن إذا لم يفتح فهذا من جزيل رأفته، وإن لم تفتح لنا فمبارك الذي أغلق علينا بعدل، أنا لا أستحق، فماذا إذا لم يفتح؟ لن أذهب، سأظل أطرق، مثلما قال لك عن فاضي الظلم هذا يقول لك فلن يشاء إلي زمان، مثلما يقول لك علي صديق نصف الليل هذا، ليس مجرد أنه رجل طرق، طلب، فأعطي له. لا فهو أخذ وقت وأجابه جواب شديد، أنا نائم وسط أبنائي، بمعنى في الفراش الآن مع أبنائي، ما الذي آتي بك في هذه الساعة، فمن الممكن أن يشعر كل واحد منت أن الله لايزال متأني عليه لا يريد أن يستجيب لطلبته، لماذا؟ قال لن يشاء إلي زمان، من الممكن أن يكون هذا ليس وقت الاستجابة ولازال الله له تدابير، فماذا علي أن أفعله؟ أستمر، أظل في اللجاجة، شدة الاحتياج تأتي باللجاجة، تريد أن تتعلم اللجاجة؟! الكنيسة تعلمها لك، ترى كم مرة تقول فيها كلمة كيرياليسون؟ ٤١ مرة، هل الله لم يسمع؟!، ويجعلك تقول كيرياليسون بنفس النغمة، لماذا؟ فهذا زن، ففي اللحن القبطي هناك ألحان يقولون عليها في نغمتها أنها ألحان زن، "هيتين إبرسڤيا" هذا زن بشفاعة والدة الإله، مثل الطفل الصغير الذي يزن علي شيء إلى أن يأخذه، فنحن كذلك الكنيسة تعلمك تكون طفل صغير واقف أمام الله لتزن، كم من مرة يقول أنعم لنا بغفران خطايانا، كم من مرة يقول لك يارب ارحم، كم من مرة يقول اهدنا لملكوتك، لماذا تكرار نفس المعاني؟ تصلي المزامير تجدهم يشبهون بعض جدا نفس المعاني، ألا يكفي واحد؟!، لا أبداً صلي كثير، قل كثير، الذي يصلي التسبحة يجد كلمات تتردد كثير، الذي يصلي مجمع التسبيح الذي فيه ننادي بالقديسين تجده يحدثك عن قديسين كثير جداً في مجمع التسبحة ومردها أنعم لنا بمغفرة خطايانا، وكلها بنفس النغمة، إنتيف كانين نوفي نان إيڤول، ونكررها كثيراً فهل الله لا يسمع، لا إنه يسمع لكنه يريد أن يسمع منك أكثر، اللجاجة، تعلم أن تقول لله ارحمني، الآباء القديسين يعلمونا صلاة اسمها صلاة يسوع التي هي "يا رب يسوع المسيح إبن الله ارحمني أنا الخاطئ"، "يا ربي يسوع المسيح إبن الله ارحمني أنا الخاطئ"، ياربي يسوع المسيح إبن الله ارحمني أنا الخاطئ، كم مرة؟، لا تقوم بالتعداد، قل كثيراً جداً لأنك عندما تقول هذا سيطهرك، ينقي مشاعرك. لذلك يا أحبائي هيا نتعلم اللجاجة في الصلاة هيا نكون لدينا احتياج. ٣- استجابة : تشعر بفرحة في داخلك بعدما كنت مثقل، بعدما كنت حزين، أصبحت جيداً، تجد إحساس آتى إليك يقول حسنا، حسنا، كفى، كفى، كفى، أنا أرفع يدي وأصلي، أنا سأعطيك نعمة، لكن لماذا كان الماضي هكذا؟ لما لا أن الذي يطلب يأخذ في حينه، يقول لك من الممكن أن تأخذ شيء ما ولا تحافظ عليه، من الممكن أن تأخذ شيء لا تعرف قيمته، من الممكن أن تأخذ شيء تتفاخر به أمام الناس، من الممكن أن تأخذ شيء تشعر أنه آتى من مجهودك، لكن لا، اللجاجة الكثير تفهمك أن الذي أخذته ليس حقك، فلماذا أخذته، لأني أنا ملح في الطلب، لأني بصراحة أنا لا أستحقها، لكن أنا لم أهون عليه فأعطاها لي فقط، هي اللجاجة كذلك، اللجاجة لكي تختبر ثباتنا، وتختبر محبتنا، وتختبر رجائنا، ولكي نحافظ علي الأشياء التي نأخذها، هل تعتقد أن الله ليس من الممكن أن يعطينا فضائل بلا حساب، لا بل يمكن. تصور شخص معنا الآن لديه محبة كبيرة جداً ولديه ينبوع طهارة كطهارة الملائكة ولديه روح صلاة قوية جداً مثل صلاة أبو مقار، الأنبا أنطونيوس، هل تعتقد أن الله لا يود أن يعطينا مثلها، لكن للأسف بمجرد ما آخذ شيء مثل هذه أنا أول شيء يأتي إلي إحساس بالافتخار الشديد جدا، يأتي إحساس إن الناس كلها لا شيء، وأنا الذي لايوجد مثلي، ويأتي إلي إحساس ...،....،... إلخ فأجد أن هذه الأشياء من الممكن أن تضرني، نعم من الممكن تضرك حقا. لذلك الله يريد أن يعطينا بالاتضاع، لذلك انكسر أمام الله وأسجد، انحني كثيراً جداً وما أجمل السجود والانحناء بلجاجة مع بطن فارغة، ما البطن الفارغة؟ هي الصوم. ما أجمل لجاجة الصلاة وأنت مانع جسدك عن ملذات كثيرة جداً من أجل محبتك له، وأنت صالب جسدك، جسد مصلوب مع نفس منسحقة مع روح مرفوعة مع أيدي تتضرع هذا هو الصوم. لذلك يا أحبائي اقرن صومك بصلوات كثيرة، كن كثير اللجاجة، كن شاعر بشده الاحتياج، إذا لم تأخذ لا تنصرف، بل انتظر الرب، داود النبي قال "من محرس الصبح إلي الليل فلينتظر إسرائيل الرب لأن الرحمة من عند الرب عظيم هو خلاصه". ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا أمين.

الكنيسة والقديسين الجمعة الاولي من أبيب

بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . اليوم والغد يا أحبائي تحتفل الكنيسة برموز عظيمة من آبائنا القديسين، فاليوم تذكار نياحة القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وتذكار استشهاد القديس أغناطيوس الأنطاكي، وغداً نحتفل بعيد الأنبا بيشوي الرجل البار الكامل حبيب مخلصنا الصالح ونعيد أيضًا للقديس العظيم الأنبا كاراس . كنيستنا يا أحبائي كنيسة قداسة، كنيسة قديسين عاشروا المسيح وأحبوه بصدق ليس مجرد كلام، لكن تركوا إلينا خطواتهم لكي ننظر إلى نهاية سيرتهم ونتمثل بإيمانهم، لذلك أود أن أقول لكم ثلاث نقاط صغيرة لكي ترى القداسة وهم: ١- مقابلة عشق بعشق. ٢- تطبيق عملي للإنجيل. ٣- علامات على الطريق. أولا : مقابلة عشق ببعشق :- القديس يوحنا سابا أو يقولون عليه الشيخ الروحاني يقول لك: "أولئك يا رب الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس بل تركوا كل شيء وسعوا خلف الغني بحبه ساعة ما أدركوا مقدار محبته في قلبهم ما صبروا أن يبقوا في أفراح العالم لحظة واحدة". ساعه ما أدركوا مقدار محبته في قلوبهم ما صبروا أن يبقوا في أفراح العالم لحظة واحدة، أي أنهم تركوا الأب والأهل والأخوة والأصدقاء وصاروا يسعون في طريق الأتعاب بلا شبع يسرعون في حمل فضائلهم، الله أشرق عليهم بشعاع من حبه هم أيضا قاموا بمبادلة الحب بحب، فلم يحتملوا السكنى بين الناس، فهم يريدوا أن يبقى معهم بمفردهم. هذه هي القداسة يا أحبائي، الأنبا شنودة رئيس المتوحدين طفل صغير، أرسله والده وهو صغير ليعمل في القطيع الذي يمتلكه خاله، والأنبا بيجول رجل تقي، يجعل الطفل الصغير يعمل معه، يقول أن الطفل كان يتصدق بطعامه على الرعاة منذ أن كان طفل صغير، ووالده لاحظ أن الطفل شنودة يعود إلى منزله في وقت متأخر، فذهب إلى خال الطفل الأنبا بيجول وقال له أنا أرسلت إليك الطفل الصغير فهو صبي صغير يعود إلي الساعة العاشرة مساءاً والساعة التاسعة مساءاً تمهل قليلاً على الطفل، لماذا تجعله يعمل لهذا الوقت المتأخر؟!، فأجابه لا، أنا لم أستبقيه لوقت متأخر، فهو يعمل بالكثير إلى الساعة الرابعة وأقول له تفضل بالذهاب إلى المنزل الساعة الثالثة أو الرابعة فهو طفل صغير، قال له لكنه لا يأتي الساعة الثالثة ولا الرابعة ولا الخامسة ولا حتى الساعة السادسة فهو يأتي بعد الساعة التاسعة فقال له كيف؟!، فقاموا بمراقبة الطفل وجدوا الطفل بمجرد أن يقول له خاله إذهب إلى المنزل الولد يذهب إلى كهف بعيد قليلاً يدخل ليصلي ولا يشعر بالوقت بالرغم أنه طفل صغير، وعندما كانوا يقوموا بمراقبته يقول لك وجدوا وجهه مضيء ووجدوا شعاع نار يخرج من أصابعه وهو طفل صغير، أولئك يارب الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس، "شعاع من الحب". ما هي حياة القداسة يا أحبائي؟! أبحث عن ماذا أعطاني الرب، وما المفترض أن أعطيه أنا، أنظر مقدار محبة الله لنا، من المفترض أنا أحبه إلى أي حد؟!، الحب يغير، مقابلة عشق بعشق، كان أبونا بيشوي كامل يقول لك من أجمل المناظر التي أراها هي قبر القديسة دميانة، الذي يقع في البراري، يقول لك أن فوق منه يوجد مذبح، فالمسيح مذبوح من أجل دميانة، ودميانة مذبوحة من أجل المسيح. هكذا يا أحبائي كل شخص فينا، المسيح أحبنا، ذبح من أجلنا، ونحن أيضا يكون لدينا استعداد أن نذبح من أجله أو نحيا من أجله، من أجلك نمات كل النهار، هذه يا أحبائي حياة القداسة، مقابلة عشق بعشق، حب بحب فهي مبادلة، من أخطر الأشياء يا أحبائي أن الإنسان يكون بليد في محبته لله، لأنه غير مدرك ماذا فعل الله معه؟، وبلادة الحب تأتي بالكسل، وتأتي بانفصال في تنفيذ الوصية، وتجعل الصوم ثقيل، وتجعل الصلاة تكاد أن تكون معدومة بلادة الحب، فأين الحل؟! أدرك محبة الله في داخلك. "ساعة ما أدركوا مقدار محبته في قلبهم ما صبروا أن يبقوا في أفراح العالم لحظة واحدة " . إدراك محبة الله، ترك كل شيء، لماذا؟ لأنه وجد الجوهرة الغالية الكثيرة الثمن، وجد الكنز المخفي الذي يقول لك مضى وباع كل شيء لكي يقتنيه، هذا يا أحبائي جمال الحياة مع الله، اكتشف محبة الله لك، اكتشف فدائه، خلاصه، محبته، غفرانه، تجسده، صليبه، كل هذا من أجلي ومن أجلك، يالها من سعادة للشخص الذي شعر بمقدار محبة الله له، يا لسعادة الشخص الذي محبة الله ثابتة في داخله لا تتغير ولا تتشوه حسب الظروف. "ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا" البار من أجل الآثمة. ثانياً : وصية عملية :- الإنجيل يكون عملي، الإنجيل يا أحبائي لم يعطى لنا لمجرد المعرفة، لا بل الإنجيل للحياة، الإنجيل يا أحبائي لا لنعرف آيات ونقوم بحفظها ونعتبر أنفسنا أشخاص متفوقين في الإنجيل، الإنجيل ليغير حياتنا، هذا هدف الإنجيل، وهدف أي قراءة، أي دراسة في الإنجيل ليست للمعرفة فقط ولكن لتغيير الحياة، فهم أطاعوا الأنجيل، مثلما قال معلمنا بولس الرسول "شكراً لله لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها"، أطع من قلبك التعليم الذي يقال لك، كثيراً ما نسمع يا أحبائي لكن عند التنفيذ تجد حواجز كثيرة جدا جدا، وكثيراً جدا لا تكون لدينا رغبة في التغيير، نسمع ولكن نريد أن نظل كما نحن، ونري نماذج والكنيسة تعطي لنا نماذج لكن تجد نفسك تنظر إلى الخلف، ولا تريد أن تتغير يقول لك لا كن حذر. القديس أغناطيوس الأنطاكي قديس اليوم هو الذي صار أسقف بعد معلمنا بطرس، هناك عصر معروف باسم عصر الآباء الرسوليين، من هم الآباء الرسوليين؟ هم الذين خلفوا الرسل مباشرة، مثل بوليكاربوس، أغناطيوس، هؤلاء الذين جاءوا بعد الرسل مباشرة، الملك وجد أن كرازته تتسع والكثير من الناس تدخل الإيمان، فقام بأغوائه وأغرائه، لكن دون جدوى، فأرسله لروما لكي يستشهد، وبالطبع شعبه كله كان يبكي فهو كان أسقف لم يكن رجل من عامة الشعب، فكروا أن يفعلوا شئ مثلما نحن بعقلنا البشري نريد أن نحل مشكلة، قالوا نعطي رشوة للجنود لكي يتركوه، فذهبوا بالفعل للتفاوض معهم عن النقود، والجنود لديهم استعداد أن يفعلوا أشياء مثل هذه من أيام السيد المسيح عندما أعطوهم رشوة لكي يقولوا أنهم أتوا ليلا وسرقوه، فموضوع الرشوة للحراس وللجنود كان معروف جدا، فقالوا نعطي الجنود رشوة لكي يطلقوا لنا القديس أغناطيوس، والقديس أغناطيوس علم بذلك، فمن المفترض بفكرنا البشري يكون سعيد ويقول أنظروا أولادي يريدوا أن ينقذوني، شكرا لهم كثيرا، ويصلي للرب لكي يتمم الموضوع ويخرج، ولكنه في الحقيقة غضب وقال لهم : "لا تصنعوا بي شفقة في غير موضعها، وأتركوني لأطحن، أتركوني لأنياب الوحوش، أريد أن أقدم خبز لله". يقول لك وأما أغناطيوس فكان متعطشا للاستشهاد، ما هذا الكلام؟ كان متعطشا للاستشهاد!، ويقول لك وهو مقيد وسائر في الموكب كان يقبل السلاسل، ما هذا يا أحبائي؟!، وصية عملية، مقابلة حب بحب، يعيش الأنجيل، ستجد الوصية ليست لمجرد المعرفة أو للذة العقلية أو للافتخار لا فهي للحياة. لذلك يا أحبائي في هذه الأيام الكنيسة مثل الأم التي تعطي ابنها وجبة ضخمة جدا، تقول له "كل" أو مثل الولد الكسلان الذي يمسكوا يده ويجعلوه يجري، أو الولد الذي لا يفهم شيء يقول له تعال سوف أعطيك درس مخصوص تعالى وتعلم، ردد، هذه سير القديسين الموضوعة لنا يا أحبائي، لكي تقول لنا الكنيسة "انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" كنيستك غنية، تعطيك نماذج حية، طفل صغير صار أب ورئيس جماعة الرهبان، قالوا لخاله الأنبا بيجول صلي له، قال لا هذا الولد هو الذي يضع يده علي، ليس أنا الذي أضع يدي عليه، وأمسك بيد شنودة وهو طفل صغير ووضعها على رأسه، قال له أنت ستصبح رئيس للمتوحدين وستصبح أب ومدبر لجماعة كبيرة من الرهبان، وبالفعل بنى أثنين من الأديرة، وكل دير يوجد به في المتوسط ألفين راهب، يقودهم ويعلمهم ويرشدهم لقد صار بركة كبيرة. القديس أغناطيوس الأسقف والشهيد يترك نموذج لأبنائه حيث قال من الممكن وأنا حي ومتواجد مع أبنائي ألا يستفادوا مني، لكن من الممكن أن يستفادوا بموتي، من الممكن عندما يروني وأنا أقبل الاستشهاد بفرح أن حياتهم تتغير أكثر من العظات. هذه يا أحبائي عظمة القديسين في كنيستنا، إنجيل عملي، لذلك لا توجد فضيلة تشتاق إليها، ويكون من الصعب عليك تنفيذها إلا ما تجد لها تطبيق عملي، "إذا أردت أن تكون كاملا إذهب بع كل أموالك وأعطيه للفقراء وتعالي أتبعني" وصية صعبة جداً، وأريد أن أفهمها وأن أشرحها وأن أعرف كيف أنفذها تجد الأنبا أنطونيوس، "ينبغي أن يصلى كل حين" كيف؟! تجد الأنبا بيشوي يشرحها، كيف يشرحها؟ فأنت تعلم ماذا كان يفعل لكي يصلي وجميعنا نعلم ورأينا الحبل النازل من قلايته، عندما يقول لك "أعطوا تعطوا" عندما يحدثك عن الرحمة تجد الأنبا إبرآم، عندما يقول لك "لم يحبوا حياتهم حتى الموت" وعندما يقول لك "عذبوا ولم يقبلوا النجاة"، يوجد ألوف من الشهداء وعلى رأسهم أميرهم القديس والشهيد مار جرجس ما هذا؟! كل وصية لديها التطبيق العملي لها، لذلك يقال أن أجمل شرح للآية هم القديسين، إنجيلنا مشروح بالقديسين ومعاش بالقديسين، "مشروح ومعاش". ثالثاً : علامات علي الطريق :- خطوات على الطريق أنا رأيت الآن أنهم يقابلوا عشق بعشق، وأعلم أنهم يقوموا بتطبيق ما جاء بالإنجيل، فأين أنا؟، أين نفسي، لابد أن أضع نفسي في الموضوع، ولكني يا رب بعيد جدا جدا، هذا الكلام صعب علي جدا، يقول لك أبدأ بداية صغيرة، بداية صغيرة جدا، بدلا من أنك بعيد عن الصلاة تماما أبدأ بالصلاة حتى وإن كان قليلاً، بدلا من أنك بعيد عن العطاء جداً وتعيش في أنانية نفسك، لا أبدأ اجتهد أنك تقوم بتجربة بركة العطاء، بدلاً من أنك تعيش للعالم وأفراحه وملذاته أبدأ أعرف كيف تعيش للمسيح، حتى ولو بمقدار بسيط والله يعطيك أن تذوق من حلاوته، علامات على الطريق، يقول لك تعالى سر خلفي، أنظر ماذا فعلت أنا، أنظر أنا كم تعرضت لضغوط، كم تعرضت لعذابات ولتهديدات ولإغراءات لكن كل هذه كانت بالنسبة لي لا شيء، لماذا؟! لأني كان هناك شيء أمام عيني هذا الذي يشغلني، هو الذي آخذ قلبي، آخذ فكري، فأصبحت هذه الأشياء لا تؤثر في، ولا تغير في قلبي كثير، ما هذا؟! هذا عمل المسيح يا أحبائي، وهذا هو جمال عمل المسيح في كنيسته، في أولاده، اجتهد اجتهد أن يكونوا هؤلاء ليسوا مجرد قديسين عاشوا فترة وقد انتهت حياتهم، لا، فحياتهم باقية. لذلك الكنيسة تصنع لهم تذكارات باستمرار، لماذا هذه التذكارات، هي لنا يا أحبائي، لماذا تقرأ لنا الكنيسة السنكسار؟ لكي تقول لنا هيا أكملوه، فهو لا زال مفتوح ونحن نرى يا أحبائي في كل جيل أن الله يختار أشخاص أمناء يصبحون سنكسار مفتوح، والسنكسار لا ينتهي. ما هذا الموضوع؟! إن كل واحد منا مدعو لأن: ١- يقابل عشق بعشق. ٢- يكون إنجيل عملي. ٣- أن يكونوا علامات على الطريق. تريد أن تسأل نفسك أين أنت؟ إذهب خلفهم، تريد أن تتشجع إذهب خلفهم، تريد أن تتعزى إذهب خلفهم، لذلك يا أحبائي ليس فقط نتشفع بالقديسين لكي يقوموا بعمل بعض الطلبات مثل النجاح، العمل، السفر للخارج، الزواج، لا فأنا أريد أن أقول له علمني الصلاة، علمني الجهاد، أفطمني من العالم، أفطمني من نفسي، أعطني شجاعة الاعتراف بك، فرحني بك، حببني فيك، حاول ألا تكون سير القديسين لمجرد أنك تستخدمهم في قضاء أمور أرضية أو زمنية، لا فهم موجودين لأمر أكبر من ذلك بكثير، إنهم يقولوا لك هيا تعالى خلفنا، لذلك الكنيسة تتزين بالقديسين وتجدهم موضوعين أمامك، لكي يقولوا لك هيا تعالى خلفنا، لماذا أنت جالس هكذا ولماذا هذا الكسل؟، فالكنيسة يا أحبائي تزين لنا بالقديسين، لكي يكونوا هم فرحتنا وبهجتنا. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

طريق القداسة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تعيد الكنيسة يا أحبائي اليوم باستشهاد التسعة والأربعون شهيد شيوخ شيهيت، وأيضا تعيد الكنيسة اليوم بنياحة قديسة عظيمة اسمها القديسة أنسطاسيا، وفي الحقيقة من روعة كنيستنا انك تجد كل يوم قديسين تحتفل بهم الكنيسة، لأن الكنيسة تريد أن تقول لنا طريقكم هو طريق القداسة، وحياتكم حياة قداسة، ومنهجكم منهج قداسة، فسيروا في طريق القداسة. فعندما تأتي لترى هؤلاء التسعة والأربعين شهيد تجد البربر قادمين، فكان يوجد في الدير حصن من أجل هجمات البربر هذه، فهي تكون كثيرة جداً. لأن هؤلاء البربر هم أشخاص لا يريدون أن يشاركهم أحد في سكنى البراري لكي يقوموا بالسرقة والنهب ويفعلوا ما يريدونه، يبتاعوا أي شيء مثلاً عبيد، فهم عملهم كله قائم على الغش وعلى القسوة وعلى القتل وعلى السرقة، فتجمعات الرهبان كانت تسبب لهم قلق، ولكي يتقي الرهبان شرهم فكانوا يصنعوا لأنفسهم حصون، ومن المؤكد أن حضراتكم رأيتم الحصون في الأديرة، يوجد في كل دير خصوصًا برية شيهيت تجد حصن، رئيس الدير شيخ البرية قال لهم هناك غزوة بربر قادمه الذي يريد أن ينتظر ليستشهد فلينتظر، والذي يريد أن يدخل الحصن ليدخل، فالتسعة والأربعين ظلوا موجودين وهذا رقم ليس بقليل ومعظمهم من كبار السن فهم شيوخ، فجاء البربر بالهجوم وجدوا هؤلاء فقاموا بذبحهم كلهم، وكان الملك ثيؤدسيوس قد أرسل وزير ليستشير رهبان الدير، ويقول لهم لقد تقدمت في العمر ولم أنجب أطفال، فهل أقوم بمحاولة زواج أخرى وأتزوج وأنجب أم لا؟ أنظر إلى أي درجة هذا الرجل يحب أن يستشير رجال الله، فهو قد آخذ نصيحة قبل ذلك من شيوخ الدير قالوا له لا، لا تفعل هذا، فأرسل إليهم ثانية ليسأل فظلوا يصلون، فآتي إليهم صوت من الرهبان الذين كانوا قبلهم، قالوا لهم ما سبق أن تحدثنا به نتحدث به، بمعنى نفس الكلام الذي تحدثنا به قبل ذلك فلا تحاول، فقد وصلت الرسالة، المهم أن هذا الوزير في أثناء وجوده حدث هذا الهجوم وابنه طفل صغير رأى استشهاد التسعة والأربعون شهيد، لكنه رأى منظر جميل جداً، رأى أن كل شخص يستشهد يأتي إليه الملاك ويلبسه إكليل، فأنبهر الطفل وقال لوالده يا أبي أنا أريد أن أذهب لآخذ أكليل مثلهم، فالطفل وصف لوالده منظر هو يراه، فالأب أيضا تحمس لهذا الأمر، وذهب واستشهد معه، هذه هي محبة ربنا، تدفعنا إلى الموت من أجله. أيضاً القديسة أنسطاسيا فتاة شابة جميلة، والديها أثرياء في مدينة القسطنطينية، الملك كان متزوج لكنه أعجب بجمالها وأراد أن يتزوجها، فهي لا تعلم ماذا تفعل؟!، لا تعلم كيف ترفض؟، لأنه الملك، فذهبت واستشارت الملكة التي هي زوجة الملك الذي يريد أن يتزوجها، قالت لها الملكة سوف أهربك، فهربتها إلى مصر، وأتت من القسطنطينية إلى مصر، وترهبت في مكان، ولأن الملك كان يطاردها، ظل يبحث عنها، فقامت بالاستئذان من أب قديس اسمه الأب دانيال أب برية شيهيت، أن تقوم بتغيير ملابسها إلى زي الرجال، وأصبح اسمها أنسطاسي، وظلت ثمانية وعشرون عاماً لا يعلم أحد شيء عن سرها، وأي استشارة لها مع الأنبا دانيال كانت تكتبها على قطعه من الحجارة أو قطعة رخام صغيرة تكتب له الأشياء التي كانت تريد أن تأخذ فيها المشورة، إلي أن تنيحت وأظهر الله قصتها وكرامتها. "طريق القداسة" أحبائي طريقنا كلنا، يريد عزيمة، يريد رغبة، يريد جدية، أنا سأقوم بوصف هذا الموضوع في ستة كلمات صغيرة جداً، كل أثنين مع بعضهما البعض:- أولا : حب وعشرة. ثانيا : جدية واستمرار. ثالثا : تعزية ومكافأة. أولا : حب وعشرة :- جميع القديسين ستجد محبتهم لله محبة شديدة، أوصف لك ما معنى المحبة، أشياء منجذب لها جدا، مثل الذي يحب النقود، تجده مشدود للنقود جداً، ينجذب إلى سيرتها، ينجذب إلى منظرها ، ينجذب إلى تعدادها، ينجذب لاقتنائها، يحبها، حب تعني جاذبية قلب، هكذا محبتنا إلى الله يا أحبائي لابد أن تكون قلوبنا منجذبة لله، بمجرد أن تسمع كلمة عنه تصبح مشدود، عندما تحضر القداس يكون قلبك متطلع إلى فوق، تقرأ الأنجيل تكون في شغف أنك تسمع كلمته، وتكون لحظة الصلاة من أجمل لحظات يومك، سوف أصلي، سوف أتقابل معه، عريس نفسي، هذا يا أحبائي طريق القداسة يبدأ بالحب، وأي عمل في طريق القداسة بدون حب يكون عمل مائت، الصلاة بدون حب تكون روتين، الاستشهاد بدون حب إلى الله يكون اسمه انتحار، هؤلاء التسعة والأربعين شهيد إذا لم يوجد بداخلهم رصيد محبة لله وقالوا نعم نموت فيكونوا لا يتحملون معيشتهم لكن بحب إلى الله صاروا شهداء، محبة إلى الله. تريد أن تبدأ طريق القداسة وتكون جاد مع الله قم بزيادة رصيد الحب، كيف يزيد رصيد الحب؟ أنظر إلى أي درجة تنجذب إلى صفات الشخص، دائما الشخص ينجذب للأشياء التي تعطي له، التي تحبه، ودائما الشخص ينجذب إلي الشخص الذي يحبه، عندما تتأمل عطايا الله لك، وغفران الله لك، وستر الله عليك، ومحبة الله لك، وصليب ربنا لأجلك، هذا الكلام كله يحرك المشاعر البليدة، لذلك كان أبونا بيشوي كامل يعطي تدريب كثير، ويقول لك أنظر إلي يسوع المصلوب أنظر له كثيراً، لماذا تنظر إليه؟! لكي تتحرك بلادة القلب التي داخلنا وفتور الحب الذي داخلنا، القلب القاسي يلين، والبعيد يقرب، الحب الذي داخلك، لذلك أول أمر هو حب، الحب يأتي بالعشرة، تحلو معه العشرة، تجد هؤلاء القديسين لهم عشرة جميلة مع ربنا يسوع المسيح. ماذا تعني عشرة؟ تعني اختبارات، مذاقة، تداخل، أسرار متبادلة، هذه هي العشرة، العشرة تعني أمان العشرة تعني وحدة، العشرة تعني ألفة، هل من الممكن أن يكون بيننا وبين الله هذه العشرة؟ نعم، معه تحلو العشرة، لابد أن يكون بينا وبين ربنا عشرة يا أحبائي، عشرة تعني جربته كثير، طلبته كثير، وكلمته كثير، وكلمني كثير، ورد علي كثير، وطلبت منه أشياء أخرى، وفعل أشياء ولم يفعل أشياء أخرى، وأدركت لماذا لم يفعل هذه الأشياء لأنه عشرة، لابد يا أحبائي أن يكون بيننا وبين ربنا عشرة، لابد أن يكون بينا وبين ربنا علاقة عميقة، وأنت تسير، تجلس، نائم، تأكل. يوجد عشرة، تشعر أنه رفيقك، تتبعه، لا تفعل شيء إلا وتشعر أن الله معك، تسير في الشارع وتشعر بأنه معك، لا تنام إلا وتشعر أنه معك، تستيقظ وتشعر أنه معك، عشرة ربنا يا أحبائي ليست للحظة - لا -الحياة مع الله اللحظية التي تتكون بالأوقات عندها لا تبني عشرة، يقول علي القديسة أنسطاسيا عندما جلست في المغارة ظلت ثمانية وعشرون عاماً في المغارة، عشرة، يوجد عشرة، يوجد علاقة حب متبادلة، بعد ذلك ماذا يحدث؟ الحب والعشرة بما يأتون بعدهم؟!، عندما يوجد حب وعشرة ستجد جهاد وأمانة وتعب واستمرار، حب وعشرة يوجد تعب، التعب مع الله يا أحبائي تعب لذيذ، لماذا لذيذ؟ لأن يوجد فيه حب، الأصوام مع ربنا لذيذة لأن يوجد فيها حب وعشرة وقفات الصلاة الطويلة لذيذة لأنه يوجد حب وعشرة، الحديث مع ربنا، الجهاد من أجله، السجود من أجله، الخضوع لربنا. ثانيا : الجدية والأستمرار :- كلما يوجد حب وعشرة ستجد الحياة جدية، لذلك يا أحبائي أحيانا كثيرة تقول لماذا لا يوجد لدي جدية مع الله؟ أقول لك معذرة فالمشكلة ليست في الجدية، المشكلة فيما قبلها، أن رصيد الحب والعشرة قليل. يقول لك عن أبونا يعقوب عندما أحب رحيل فوالدها قال له اعمل لدي سبع سنوات وأنا أعطيها لك زوجة، أما والدها فأعطاه ليئة بدلاً من راحيل، قال له لكن هذا لم يكن اتفاقنا من البداية أنا أريد راحيل، قال له قم بخدمتي بها سبع سنين أخرى، لقد عمل أربعة عشر عاماً، لكن الكتاب يقول لنا كلمة جميلة يقول: "وهو حسبها كأيام قليلة بسبب كثرة حبه لها"، أربعة عشر عاماً من العبودية لدى لبان، يقول لك حسبها أيام قليلة بسبب كثرة حبها لها، كلما يتعب يعقوب قليلاً وكلما لبان يضغط عليه يقول لك أنه قام بتغيير أجرته عشر مرات، كلما يضغط عليه لبان، وبمجرد شعور أبونا يعقوب بالتعب يقول أنا أترك هذا الرجل الذي هو لبان ولكن بمجرد أن يتذكر راحيل يقول لا فأنا أحتمل من اجل حبي لها، فنحن كذلك يا أحبائي آلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد، كلما تشعر بالتعب قليلاً تتذكر المسيح فتقول أن هذا لا شيء، كلما نقدم جهاد نقول ما هذا الذي نقدمه، فأنا كتلة كسل، الكنيسة تقول لي أصوم، سوف أصوم بأقصى طاقة بأكبر قدر ممكن من الجدية والأمانة، فكلما أقول لنفسي كفى هذا الصوم أتذكر كلمة حسبها أيام قليلة بسبب كثرة حبه لها، وهذا الكلام ليس لمجرد لحظات، كن حذراً فجهاد اللحظات هذا جهاد جميل، لكن لا يستمر، الحياة مع الله يا أحبائي ليست حياة للمناسبات، الحياة مع الله ليست حياة أحداث، فمثلاً نسمع عن حادثة الكنيسة البطرسية والتفجيرات التي حدثت في الكنيسة، قلبنا يرتفع كلنا، نخاف كلنا، نحيا مع الله أسبوع أو أكثر نكون ملتزمين وبعدها نعود وننسى، لا الحياة مع الله ليست حياة مناسبات، ليست تحت أحداث، لا إطلاقاً، الرصيد الذي داخلنا لمحبة الله لا يتوقف على مناسبة ولا على حدث، بل بالعكس أنت كل يوم تقول مع معلمنا بولس "أنسى كل ما هو وراء امتد إلى ما هو أمام، أسعى نحو الغرض"، بمعنى أن شخص باستمرار يذهب طول الوقت للأمام، استمرار، الحياة مع ربنا يا أحبائي استمرار وجدية، اليوم البولس الذي قرأ عليك من رسالة العبرانيين يقول لك "لأنكم لم تجاهدوا بعد حتى الدم" بمعنى إلى آخر لحظة، لآخر نفس، جهاد واستمرار، هل الجهاد واستمرار هذا يشعرنا بالملل؟ يقول لك لا، لأنه يوجد به حب وعشرة فلا تشعر بملل، لا يوجد شخص يعيش مع ابنه أو ابنته وهو عمره سنتين أو ثلاثة بعد ذلك أصبح لديه ستة، ثمانية، أثنى عشر، فيشعر بالملل من هذا الابن ويقول أريد أن أغيره، وكل يوم أستيقظ أجد هذا الولد، لا ، يوجد حب عشرة تزيد وتنمو، علاقة فيها حياة، فهي علاقة متجددة، لذلك لا تتعجب عندما تذهب إلي الدير مثلاً أو عندما ترى أشخاص تعيش في القداسة ولديه سبعون سنة أو ثمانون سنة شيخ عجوز، فتقول هذا كبر جداً، فهو يتحرك بصعوبة لكن داخله مقدار من محبة ربنا عجيب، من أين أتت؟ من العشرة، الجهاد، الأمانة، الاستمرار، لا يشفق على نفسه. الحياة مع ربنا يا أحبائي تريد جهاد وأمانة مستمرة، لكي نعيش في طريق القداسة فلابد أن يكون لدينا أمانة وجهاد مستمر، تعب كل يوم يوجد تعب، لكن يوجد فرح، يوجد تعب نعم لكن يوجد تغيير، يوجد تعب لكن فيه إرضاء لله، وبهذا ندخل على النقطة الأخيرة التي هي تعزية ومكافأة. ثالثا : التعزية والمكافأة :- التعزية الآن أما المكافأة فهي سماوية وبعد حين، لكن الآن ستأخذ تعزية، يا أحبائي لايوجد جهاد مع الله إلا وله تعزية، ما معنى تعزية؟ تعني هؤلاء الناس الذين عاشوا مع الله والذين قضوا حياتهم مع الله وتألموا كثير من أجل اسمه، والذين قدموا أصوام وجهادات وأتعاب كثيرة هؤلاء يا أحبائي لم يكونوا مكتئبين، لا فهم كان من داخلهم فرح وتعزية، التعزية هي النعمة البديلة، فمثلاً أنت صائم فبذلك بدأت تحرم جسدك من مجموعة رغبات لديه، فعندما تكون صائم تحرم جسدك من أشياء لكن أخذت نعمة بديلة فهذه التعزية، لكن النعمة البديلة كانت نعمة روحية فأنت منعت نفسك من الأكل لكن أخذت من داخلك فرح وسلام، منعت نفسك من رغبات وشهوات لكن أخذت داخلك روح انتصار، فهذه هي التعزية التي تأخذها في جهادك، لا تعتقد أن هؤلاء الناس القديسين عاشوا طريق جهادهم والاستمرار هذا بدون تعزيات، لا ، فكثير من الأفراح كانت تأتي، وكثيراً ما تنظر إليهم وتجد قلبهم هذا يطفر فرحة من التعزية، هناك تعزية سماوية، لا تعتقد أن الله يبيت مديون لأحد، لا، كل جهاد، وكل أمانة، وكل تعب، له فرحته وله الأجر، هذه هي التعزية، تعزية أرضية لكن يوجد أيضا مكافأة سماوية. اليوم الإنجيل الذي قرأ علينا في التطويبات، كل تطويب وله مكافأته في نفس السطر، طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض، طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله، طوبي للرحماء لأنهم يرحمون، إذا طردوكم وعيروكم افرحوا لأن أسماءكم مكتوبة في الملكوت، كل أمر وله المكافأة الخاصة به، تقرأ في سفر الرؤيا كل حين يقول لك من يغلب أعطيه حصاة بيضاء، من يغلب أجعله عمودا في هيكل إلهي، من يغلب أعطيه اسما ما هذا؟ هذه المكافأة، يوجد مكافأة سماوية يا أحبائي تنتظرنا، الله يريد أن يعطينا مكافأة، ضع عينك على المكافأة، التي قال عنها معلمنا بولس الرسول من أجل الجعالة، مكافأة، يوجد مكافأة يا أحبائي لأن الله يقول لنا أن كل جهاد وكل تعب وكل قداسة سوف تقدموها ستنالون عنها إكليل سمائي. قم بقراءة الكتاب المقدس وأنظر وعود الله، أنظر مكافآت الله، فهو يعطي تعزية على الأرض ومكافأة في السماء، عينك على المكافأة لكي تستطيع أن تتعب من أجل ربنا، القديسين كلما كانت المكافأة تثبت في قلوبهم كلما تحملوا أي تعب، اليوم هذا الطفل الصغير الذي رأى شيوخ شيهيت وهم يوضع لهم أكاليل بدأ يندهش ويقول ما هذه الأشياء الجميلة؟، ما هذا النور؟، المشهد كان مشهد قاسي جداً، مشهد سيف ودم، ومشهد غير آدمي، لكن على مقدار ظلام المنظر من دم وموت فهناك منظر آخر من أشخاص نورانية، وتظل تلبس أكاليل، هذا المشهد عكس هذا تماما. القديسين يا أحبائي الذي جعلهم يعيشوا في طريق القداسة بمنتهى الجدية أن أعينهم أنفتحت على المكافأة، فبدأ يهون عليهم التعب، وبدأوا يتعاملوا مع الله بكثرة، أصبحوا يفعلون الشيء ولا ينتظروا ما يأخذوه الآن، فهم يعلمون أن في نهاية الرحلة يوجد مكافأة، لذلك معلمنا بولس قال لك: "قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، أخيرا وضع لي أكليل البر" معلمنا بولس يقول هذا الكلام وهو مازال حي في هذه الأرض، بمعنى أن الإكليل لم يوضع بعد، فهو لم يمت، لم يستشهد، لكنه لديه ثقة، فنحن كذلك طالما نحن نثق أن الله سوف يعطينا مكافأة نحن لا نضعف، لذلك يقول: "لأني عالم بمن آمنت وموقن أنا متأكد أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى النفس الأخير". طريق القداسة يا أحبائي ينبغي فيه هؤلاء الستة كلمات، حب وعشرة، استمرار يتجددوا في القلب، جدد الحب الذي بداخلك، راجع الحب الذي بداخلك، قديس من القديسين يقول: "أنظر إلى الحب الذي بداخلك وأنت ستعرف إلى أي مدينة تنتمي". بمعنى ماذا تحب أنت؟ فعندما تكون تحب أمور أرضية فأنت منتمي للأرض، وعندما تحب أمور سماوية فأنت منتمي للسماء. ١- حب وعشرة. ٢- جهاد وأمانة واستمرار. ٣- تعزية ومكافأة. سر في الطريق، سر في الطريق وابدأ ولو بأول خطوة، ابدأ وقل له أنا أحتاج حقا أن أنمي محبتي لك يارب، أنا أحتاج أن أدخل في عشرة أكثر جدية معك، أحتاج أن أستمر، وستجد الله يعطيك تعزية ويرد عليك بالمكافأة. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

ما بين الغطاس والتوبة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين. تستمر الكنيسة يا أحبائي في احتفالها بعيد الظهور الإلهي واليوم يقال عنه ثاني أيام عيد الغطاس، وكأن عيد الغطاس مستمر لأنه هناك فعل روحي مهم جدا، فالكنيسة تريد تتأكد أن أولادها قبلوه واقتبلوه وتأثروا به وعاشوا فيه، أريد التحدث في ثلاث أمور سريعا : ١- لا يوجد عيد في الكنيسة يا أحبائي يخص المسيح فقط، لايوجد شيء فعله المسيح كان لنفسه، كل ما فعله المسيح كان لأجلنا، فهو عندما تجسد لم يتجسد لنفسه ولكنه تجسد لنا، عندما مات لم يمت لنفسه ولكنه مات لنا، عندما قام لم يقم لنفسه ولكنه قام لنا، وكذلك عندما صعد فهو صعد لنا، عندما أعتمد من يوحنا المعمدان لم يعتمد لنفسه ولكنه اعتمد لنا من يوحنا المعمدان. كل عيد في الكنيسة يا أحبائي في داخله بركة مخفية لنا، يحملها وينقلها لنا ربنا يسوع المسيح كنائب عنا، كل عيد يحمل بركة مخفية في المسيح يسوع كنائب عنا، فنحن لابد يا أحبائي أن مفهومنا في الأعياد يكون مفهوم قبول نعمة خاصة بي أنا، قبول عطية من الله أراد أن يرسلها لي عن طريق ابنه الحبيب ربنا يسوع المسيح و يعطيها لي، فاليوم هو يعطيني نعمة المعمودية، اليوم هو يأخذ المعمودية من يوحنا المعمدان لكي يقول لي هذه المعمودية ليست معموديتي أنا، هذه معموديتك أنت، لكي يقول لي هذا اليوم بالنسبة لك يوم ممتلئ بالبركات، كن حذر لا تخرج منه فارغ، كنت أتحدث مع مجموعة من الأحباء وأقول لهم أنا أريدكم تتخيلوا أنكم ذهبتم إلي مكان وهذا المكان كان يوزع به شيء فتجد الجميع يحملون أشياء، تقول لأحدهم هذا الشيء من أين اشتريته؟ يجيبك من المكان .... ، فتسأله كم دفعت من النقود؟ فيجيبك لا هذا يوزع، فتسأله هل يوزع على كل الأشخاص؟، هل الكل يأخذ؟ نعم الكل يأخذ، الكل يأخذ، فتقول إذن سوف أدخل لآخذ أنا أيضًا، كذلك نحن يا أحبائي العيد في الكنيسة نعمة، نعمة تعطي للجميع، فلابد أننا عندما نأتي لندخل ندخل بنية أننا نريد أن نأخذ، لكن ماذا نأخذ؟ نأخذ نعمة روحية، الكنيسة يا أحبائي ممتلئة بالبركات، ينبوع بركات، كل عيد يحمل قوة في داخله، ويحمل نعمة في داخله، ويحمل بركة في داخله، لذلك يا أحبائي نحن نحتاج جداً أن نراجع أنفسنا ونقيس أنفسنا ونتأكد هل أنا أخذت بركة هذا العيد أم لا؟، أي عيد يمر عليك، أي مناسبة تمر عليك، اسأل هل أنا اليوم كنت مجرد مشاهد. لذلك الكنيسه إذا ركزت على ألحانها، عندما تصلى بالروح ستجد أن هناك نعمة تريد أن تنتقل إليك، وهناك مشاعر تريد أن تنتقل إليك، هناك روح تريد أن تنتقل إليك، أنت عليك أن تتقبل هذه النعم، فهذا أول شيء في مفهوم العيد. ٢- ما النعمة التي لي في هذا العيد؟ يجيبك نعمة التوبة، المعمودية التي أعتمدها ربنا يسوع المسيح اسمها معمودية التوبة، عيد الغطاس، عيد الظهور الإلهي، هذا عيد التوبة الذي يغسل من الخطايا، لذلك يقول لك ربنا يسوع المسيح نزل في عمق الأردن ليدفن خطايانا، وبعض الآباء القديسين يقولوا كلمه أخرى لم يقولوا يدفن لكن يقولوا ليغرق خطايانا، بمعنى أنه أغرق خطايانا في الأردن، تعلم عندما يغرق شيء إذن فهو بذلك إنتهى، لذلك فلنبارك الذي أغرق خطايانا في نهر الأردن، خطايانا غرقت في نهر الأردن، مثلما غرق فرعون في البحر الأحمر ونجى بني إسرائيل وعبروا هكذا نحن في عيد الغطاس خطايانا تغرق وننجوا نحن، خطايانا تموت ونحيا نحن. عيد الغطاس يا أحبائي يجعل الشخص يفكر هل الخطايا التي بداخلي غرقت أم لا؟، ماتت أم لا؟، هل خطايانا مازالت كما هي؟ فلماذا أنا تاركها، الغطاس هذا اغتسال بماء، غسل بماء، غسل بماء الكلمة، الغسل هذا يعني النظافة، الغسل هذا يعني أنه يزيل من الإنسان أي تلوث علق به، هذا هو الاغتسال، هذا هو العيد، هذه نعمة العيد ومفهوم العيد الذي يخص كل واحد فينا بشخصه، يتوب، يسأل نفسه ما الخطايا المتكررة في حياتي؟، ما الخطايا الملتصقة بي؟، ما الخطايا التي لا أستطيع التصرف جهتها؟، ما الخطية المحبوبة؟، ما الخطية التي لها سلطان علي؟، هذا كله يا أحبائي لابد أن يغرق في عيد الغطاس، والذي لابد أن يغرق بنعمة المسيح، أنا لم أقف أشاهد فقط - لا - أقوم بأخذ موقف، أقدم توبة، أصرخ، أقدم ميطانية، أقول يارب قم بتفكيكي، يارب أغرق خطاياي، يارب ارفع عني هذا النير، لا تتركني هكذا، لا تتركني في هذه الحالة، لا تتركني أستمر كثيراً بحالي الضعيف هذا، لا تتركني. هذا يا أحبائي مفهوم العيد ونعمته وقوته وبركته، أن هناك عطية من الله وتخصني أنا، ولابد أن أكون على علم بها، فمثلاً في التجسد أكون على علم أن هذا يبارك طبيعتي يفتقد جنسي البشري الشقي، وفي الغطاس لابد أن أعرف أن خطاياي تغرق في الأردن، وفي الصليب لابد أن أعرف أنه يتم لي أنا، فداء شخصي لي أنا، وفي القيامة أنا نفسي أقوم معه، وفي الصعود أنا نفسي أصعد، نحن لا نشاهد فقط يا أحبائي، فكل هذه العطايا من أجلنا، وكل هذه العطايا يا أحبائي لكي تنقلنا من حالة إلى حالة، لذلك أي عيد لابد أن أفهم المعنى الروحي له، وأفرح به، وأعيشه، وأخذ نعمته، وأخذ بركته، ولا أكون مجرد متفرج أو شاهد على حدث، لا بل أغتسل من كل ضعف داخلي، فعلي سبيل المثال عندما يترك الشخص شيء غير نظيف فتصبح رائحته كريهة، وتجعل الأشياء أسف في القول أن يحدث لها تعفن، فالذي يترك خطية بداخله لا يغسلها يحدث لها تعقن داخله، الذي يترك خطيه بداخله لا ينظفها تقوى، تنتشر، فإذا تركت أي شيء وليكن أكل مثلا غير نظيف تأتي عليه ميكروبات، وحشرات، وبكتيريا، وفطريات، ويجتمع عليه النمل، وأشياء كثيرة، ويصبح له رائحة، فكذلك الخطية بل وأصعب، فالسكوت عن الخطية يا أحبائي من أصعب الأمور التي من الممكن أن تقوم بأذية الإنسان، لابد أن الإنسان يقدم توبة، عيد الغطاس يذكرك بأن تغتسل من خطاياك، عيد الغطاس يذكرك أن تدفن خطيتك مع المسيح في عمق الأردن، عيد الغطاس يا أحبائي هو قبولنا لنعمة معمودية جديدة، لذلك من أجمل التذكارات التي نتذكرها في عيد الغطاس تجديد عهد معموديتنا، من أجمل العطايا التي نتذكرها في الغطاس تجديد عهد معموديتنا، إننا نعمد معك يا ربنا يسوع المسيح. كان القديس العظيم الأنبا انطونيوس يقول لأبنائه يا أبنائي جددوا كل يوم عهد معموديتكم كأنكم كل يوم قد عمدتم من جديد، يا أولادي في كل يوم جددوا عهد معموديتكم، جدد عهد المعمودية كأنكم اليوم قد عمدتم جديدا، جدد عهد معموديتك، قل له يا رب أريد أن أولد من فوق وأصبح إنسان جديد لك، وهذه النقطة الثالثة التي أريد أن أحدثك عنها ما الفرق بين معمودية المسيح ومعمودية يوحنا؟ ٣- ما الفرق بين معمودية المسيح ومعمودية يوحنا؟ معمودية يوحنا كانت معمودية للتوبة، كانت معمودية لغسل الخطايا، لكن معمودية المسيح هذه معمودية الميلاد الجديد الفوقاني، هذه معمودية الولادة للمسيح، معمودية البنوة للمسيح، تأخذ بنوة للمسيح، نحن اليوم نجدد عهد معموديتنا بمعني أننا نجدد عهد بنوتنا لله، نجدد عهد ميلادنا الجديد الفوقاني، "الذي أنعم علينا بالميلاد الفوقاني بواسطة الماء والروح"، هذا الذي نحن نجدده اليوم يا أحبائي، هناك فرق كبير بين معمودية يوحنا ومعمودية المسيح، معمودية يوحنا تماما كمثل سر الاعتراف الآن، التوبة والاعتراف هذه معمودية يوحنا لكن معمودية المسيح هي الجذر، ما هو الجذر؟ حق البنوة للمسيح، حق البنوة للسماء، حق أنك أنت أصبحت جزء أصيل في الجسم المقدس، حق صليبه وقيامته، هذه معمودية المسيح، لم تعد أنت تغتسل من خطية فعلتها لا أنت أصبح ضميرك يغسل، وقلبك يغسل، وتنال نعمة البنوة بالميلاد الفوقاني، ليس فقط لتخلص من خطيتك لا بل تأخذ نعمة الميلاد الجديد ليس فقط تخلص من خطيتك ولكنك تأخذ طبيعة جديدة، لذلك يقول "إن كان أحد في المسيح يسوع فهو خليقة جديدة"، أنت خليقة جديدة، أنت تأخذ الآن نعمة خليقة جديدة، يا لسعادتك أنت مولود من السماء، أنت فيك ختم الروح، لقد أصبح من حقك أن تقول على نفسك أنك ابن المسيح إذ أعطيتنا نعمة البنوة، بغسيل الميلاد الفوقاني. يا أحبائي معمودية يوحنا كانت باب لبركات لنا، معمودية يوحنا كانت مقدمة لكي نأخذ مفاعيل ومفاهيم كانت غامضة علينا قبل ذلك، لذلك يا أحبائي بالمعمودية تنال الاستنارة، بالمعمودية تأخذ قوة التوبة هي التي تدفعك دائما للتوبة ليس توبة مرة مثل معمودية يوحنا لا بل تجعل داخلك روح توبة متجدد، رفض للخطايا، فهم لكلمة الله، روح الله. لذلك تلاحظ أن الإبركسيس الذي قرئ عليك اليوم فصل الخصي الحبشي، عن رجل تقي يحب الله ويريد أن يعرف عنه، فترك الحبشة وذهب إلى أورشليم، كي يسمع عن الله ويرى السجود ويرى الهيكل، وبينما هو في الطريق كان يركب على مركبة، هذا الرجل كان يعتبر أن هذه فترة مقدسة فجلس يقرأ في الكتاب المقدس، لكنه في الحقيقة وجد نفسه لا يفهم، فجاء فيلبس الرسول فقال له أنا أقرأ أمور لا أفهمها، فأنا أقرأ كلام يقول "كمثل شاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها". فهو عمن يتحدث؟ هذه أمور غامضة حقا ومن الصعب فهمها، يقول عن نفسه أم عن آخر؟!، الذي كتب هذا الكلام هو أشعياء، فهل أشعياء يقول هذا الكلام عن نفسه، بمعنى هل هو يقول أنا مثل شاة تساق إلى الذبح أم عن آخر؟ عن من؟ تتخيل يا أحبائي أنه عندما شرح له فيلبس وجد أن الشرح عليه صعب جدا، صعب، وجد أن الحل في المعمودية لكي تفهم لابد أن تأخذ الميلاد الفوقاني، لابد أن تأخذ الماء والروح، فقال لفيلبس هذا ماء ما الذي يمنع أن أعتمد؟!، أنت رسول وهذه مياه فهل هناك شيء يمنع ، قال له لا أبدا هيا بنا. ففي العصور الأولى من الكنيسة يا أحبائي المعمودية كانت تتم في المياه الجارية، لكن عندما بدأ يكون هناك عصور اضطهاد لم تصبح المعمودية في المياه الجارية هكذا، في نهر، في وضح النهار - لا - بدأت تكون في أماكن مخفية، وبدأت في النهاية تتطور وتكون جزء من مبنى الكنيسة، في داخل الكنيسة، تكون في جنوب الكنيسة من الناحية الغربية إشارة لأن الشخص قادم ليقتبل الإيمان من الغرب لكي بعد ذلك يدخل على الشرق في نور المسيح، فنحن في عيد الغطاس نجدد عهد معموديتنا ونتذكر، نتذكر البركات التي لنا في المسيح يسوع، نتذكر الكنز الذي لنا في المسيح يسوع، نتذكر النعمة التي لنا في المسيح يسوع، لأنه عندما لا يتذكر الإنسان هذه البركة يا أحبائي يفقد أمور كثيرة جدا معها، يفقد بنوته لله، ويفقد غسل خطاياه، ويفقد نعمة أخذها ويفقد عمل الروح القدس داخله. لذلك يا أحبائي لا تترك هذه الأيام تمر عليك وأنت لا تنتبه ماذا أخذت أنت؟، وماذا نلت؟ فأنت نلت، وأنت أخذت، وأنت تباركت، وأنت أخذت نصيب بركة في هذا العيد، أنت نزلت معه في الأردن، وأخذت نعمة بنوة جديدة، أنت سمعت الصوت من السماء الذي قال "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". ربنا يعطينا يا أحبائي في كل عيد وفي كل يوم أن نفهم مقاصد الله، وأن ندرك أن لنا بركات مخفية لنا فيها حقوق، وأن نطالب بها، وأن نصرخ من أجلها. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمة لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل