العظات
طريق القداسة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تعيد الكنيسة يا أحبائي اليوم باستشهاد التسعة والأربعون شهيد شيوخ شيهيت، وأيضا تعيد الكنيسة اليوم بنياحة قديسة عظيمة اسمها القديسة أنسطاسيا، وفي الحقيقة من روعة كنيستنا انك تجد كل يوم قديسين تحتفل بهم الكنيسة، لأن الكنيسة تريد أن تقول لنا طريقكم هو طريق القداسة، وحياتكم حياة قداسة، ومنهجكم منهج قداسة، فسيروا في طريق القداسة.
فعندما تأتي لترى هؤلاء التسعة والأربعين شهيد تجد البربر قادمين، فكان يوجد في الدير حصن من أجل هجمات البربر هذه، فهي تكون كثيرة جداً. لأن هؤلاء البربر هم أشخاص لا يريدون أن يشاركهم أحد في سكنى البراري لكي يقوموا بالسرقة والنهب ويفعلوا ما يريدونه، يبتاعوا أي شيء مثلاً عبيد، فهم عملهم كله قائم على الغش وعلى القسوة وعلى القتل وعلى السرقة، فتجمعات الرهبان كانت تسبب لهم قلق، ولكي يتقي الرهبان شرهم فكانوا يصنعوا لأنفسهم حصون، ومن المؤكد أن حضراتكم رأيتم الحصون في الأديرة، يوجد في كل دير خصوصًا برية شيهيت تجد حصن، رئيس الدير شيخ البرية قال لهم هناك غزوة بربر قادمه الذي يريد أن ينتظر ليستشهد فلينتظر، والذي يريد أن يدخل الحصن ليدخل، فالتسعة والأربعين ظلوا موجودين وهذا رقم ليس بقليل ومعظمهم من كبار السن فهم شيوخ، فجاء البربر بالهجوم وجدوا هؤلاء فقاموا بذبحهم كلهم، وكان الملك ثيؤدسيوس قد أرسل وزير ليستشير رهبان الدير، ويقول لهم لقد تقدمت في العمر ولم أنجب أطفال، فهل أقوم بمحاولة زواج أخرى وأتزوج وأنجب أم لا؟ أنظر إلى أي درجة هذا الرجل يحب أن يستشير رجال الله، فهو قد آخذ نصيحة قبل ذلك من شيوخ الدير قالوا له لا، لا تفعل هذا، فأرسل إليهم ثانية ليسأل فظلوا يصلون، فآتي إليهم صوت من الرهبان الذين كانوا قبلهم، قالوا لهم ما سبق أن تحدثنا به نتحدث به، بمعنى نفس الكلام الذي تحدثنا به قبل ذلك فلا تحاول، فقد وصلت الرسالة، المهم أن هذا الوزير في أثناء وجوده حدث هذا الهجوم وابنه طفل صغير رأى استشهاد التسعة والأربعون شهيد، لكنه رأى منظر جميل جداً، رأى أن كل شخص يستشهد يأتي إليه الملاك ويلبسه إكليل، فأنبهر الطفل وقال لوالده يا أبي أنا أريد أن أذهب لآخذ أكليل مثلهم، فالطفل وصف لوالده منظر هو يراه، فالأب أيضا تحمس لهذا الأمر، وذهب واستشهد معه، هذه هي محبة ربنا، تدفعنا إلى الموت من أجله.
أيضاً القديسة أنسطاسيا فتاة شابة جميلة، والديها أثرياء في مدينة القسطنطينية، الملك كان متزوج لكنه أعجب بجمالها وأراد أن يتزوجها، فهي لا تعلم ماذا تفعل؟!، لا تعلم كيف ترفض؟، لأنه الملك، فذهبت واستشارت الملكة التي هي زوجة الملك الذي يريد أن يتزوجها، قالت لها الملكة سوف أهربك، فهربتها إلى مصر، وأتت من القسطنطينية إلى مصر، وترهبت في مكان، ولأن الملك كان يطاردها، ظل يبحث عنها، فقامت بالاستئذان من أب قديس اسمه الأب دانيال أب برية شيهيت، أن تقوم بتغيير ملابسها إلى زي الرجال، وأصبح اسمها أنسطاسي، وظلت ثمانية وعشرون عاماً لا يعلم أحد شيء عن سرها، وأي استشارة لها مع الأنبا دانيال كانت تكتبها على قطعه من الحجارة أو قطعة رخام صغيرة تكتب له الأشياء التي كانت تريد أن تأخذ فيها المشورة، إلي أن تنيحت وأظهر الله قصتها وكرامتها.
"طريق القداسة" أحبائي طريقنا كلنا، يريد عزيمة، يريد رغبة، يريد جدية، أنا سأقوم بوصف هذا الموضوع في ستة كلمات صغيرة جداً، كل أثنين مع بعضهما البعض:-
أولا : حب وعشرة.
ثانيا : جدية واستمرار.
ثالثا : تعزية ومكافأة.
أولا : حب وعشرة :-
جميع القديسين ستجد محبتهم لله محبة شديدة، أوصف لك ما معنى المحبة، أشياء منجذب لها جدا، مثل الذي يحب النقود، تجده مشدود للنقود جداً، ينجذب إلى سيرتها، ينجذب إلى منظرها ، ينجذب إلى تعدادها، ينجذب لاقتنائها، يحبها، حب تعني جاذبية قلب، هكذا محبتنا إلى الله يا أحبائي لابد أن تكون قلوبنا منجذبة لله، بمجرد أن تسمع كلمة عنه تصبح مشدود، عندما تحضر القداس يكون قلبك متطلع إلى فوق، تقرأ الأنجيل تكون في شغف أنك تسمع كلمته، وتكون لحظة الصلاة من أجمل لحظات يومك، سوف أصلي، سوف أتقابل معه، عريس نفسي، هذا يا أحبائي طريق القداسة يبدأ بالحب، وأي عمل في طريق القداسة بدون حب يكون عمل مائت، الصلاة بدون حب تكون روتين، الاستشهاد بدون حب إلى الله يكون اسمه انتحار، هؤلاء التسعة والأربعين شهيد إذا لم يوجد بداخلهم رصيد محبة لله وقالوا نعم نموت فيكونوا لا يتحملون معيشتهم لكن بحب إلى الله صاروا شهداء، محبة إلى الله.
تريد أن تبدأ طريق القداسة وتكون جاد مع الله قم بزيادة رصيد الحب، كيف يزيد رصيد الحب؟ أنظر إلى أي درجة تنجذب إلى صفات الشخص، دائما الشخص ينجذب للأشياء التي تعطي له، التي تحبه، ودائما الشخص ينجذب إلي الشخص الذي يحبه، عندما تتأمل عطايا الله لك، وغفران الله لك، وستر الله عليك، ومحبة الله لك، وصليب ربنا لأجلك، هذا الكلام كله يحرك المشاعر البليدة، لذلك كان أبونا بيشوي كامل يعطي تدريب كثير، ويقول لك أنظر إلي يسوع المصلوب أنظر له كثيراً، لماذا تنظر إليه؟! لكي تتحرك بلادة القلب التي داخلنا وفتور الحب الذي داخلنا، القلب القاسي يلين، والبعيد يقرب، الحب الذي داخلك، لذلك أول أمر هو حب، الحب يأتي بالعشرة، تحلو معه العشرة، تجد هؤلاء القديسين لهم عشرة جميلة مع ربنا يسوع المسيح. ماذا تعني عشرة؟ تعني اختبارات، مذاقة، تداخل، أسرار متبادلة، هذه هي العشرة، العشرة تعني أمان العشرة تعني وحدة، العشرة تعني ألفة، هل من الممكن أن يكون بيننا وبين الله هذه العشرة؟ نعم، معه تحلو العشرة، لابد أن يكون بينا وبين ربنا عشرة يا أحبائي، عشرة تعني جربته كثير، طلبته كثير، وكلمته كثير، وكلمني كثير، ورد علي كثير، وطلبت منه أشياء أخرى، وفعل أشياء ولم يفعل أشياء أخرى، وأدركت لماذا لم يفعل هذه الأشياء لأنه عشرة، لابد يا أحبائي أن يكون بيننا وبين ربنا عشرة، لابد أن يكون بينا وبين ربنا علاقة عميقة، وأنت تسير، تجلس، نائم، تأكل. يوجد عشرة، تشعر أنه رفيقك، تتبعه، لا تفعل شيء إلا وتشعر أن الله معك، تسير في الشارع وتشعر بأنه معك، لا تنام إلا وتشعر أنه معك، تستيقظ وتشعر أنه معك، عشرة ربنا يا أحبائي ليست للحظة - لا -الحياة مع الله اللحظية التي تتكون بالأوقات عندها لا تبني عشرة، يقول علي القديسة أنسطاسيا عندما جلست في المغارة ظلت ثمانية وعشرون عاماً في المغارة، عشرة، يوجد عشرة، يوجد علاقة حب متبادلة، بعد ذلك ماذا يحدث؟ الحب والعشرة بما يأتون بعدهم؟!، عندما يوجد حب وعشرة ستجد جهاد وأمانة وتعب واستمرار، حب وعشرة يوجد تعب، التعب مع الله يا أحبائي تعب لذيذ، لماذا لذيذ؟ لأن يوجد فيه حب، الأصوام مع ربنا لذيذة لأن يوجد فيها حب وعشرة وقفات الصلاة الطويلة لذيذة لأنه يوجد حب وعشرة، الحديث مع ربنا، الجهاد من أجله، السجود من أجله، الخضوع لربنا.
ثانيا : الجدية والأستمرار :-
كلما يوجد حب وعشرة ستجد الحياة جدية، لذلك يا أحبائي أحيانا كثيرة تقول لماذا لا يوجد لدي جدية مع الله؟ أقول لك معذرة فالمشكلة ليست في الجدية، المشكلة فيما قبلها، أن رصيد الحب والعشرة قليل.
يقول لك عن أبونا يعقوب عندما أحب رحيل فوالدها قال له اعمل لدي سبع سنوات وأنا أعطيها لك زوجة، أما والدها فأعطاه ليئة بدلاً من راحيل، قال له لكن هذا لم يكن اتفاقنا من البداية أنا أريد راحيل، قال له قم بخدمتي بها سبع سنين أخرى، لقد عمل أربعة عشر عاماً، لكن الكتاب يقول لنا كلمة جميلة يقول: "وهو حسبها كأيام قليلة بسبب كثرة حبه لها"، أربعة عشر عاماً من العبودية لدى لبان، يقول لك حسبها أيام قليلة بسبب كثرة حبها لها، كلما يتعب يعقوب قليلاً وكلما لبان يضغط عليه يقول لك أنه قام بتغيير أجرته عشر مرات، كلما يضغط عليه لبان، وبمجرد شعور أبونا يعقوب بالتعب يقول أنا أترك هذا الرجل الذي هو لبان ولكن بمجرد أن يتذكر راحيل يقول لا فأنا أحتمل من اجل حبي لها، فنحن كذلك يا أحبائي آلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد، كلما تشعر بالتعب قليلاً تتذكر المسيح فتقول أن هذا لا شيء، كلما نقدم جهاد نقول ما هذا الذي نقدمه، فأنا كتلة كسل، الكنيسة تقول لي أصوم، سوف أصوم بأقصى طاقة بأكبر قدر ممكن من الجدية والأمانة، فكلما أقول لنفسي كفى هذا الصوم أتذكر كلمة حسبها أيام قليلة بسبب كثرة حبه لها، وهذا الكلام ليس لمجرد لحظات، كن حذراً فجهاد اللحظات هذا جهاد جميل، لكن لا يستمر، الحياة مع الله يا أحبائي ليست حياة للمناسبات، الحياة مع الله ليست حياة أحداث، فمثلاً نسمع عن حادثة الكنيسة البطرسية والتفجيرات التي حدثت في الكنيسة، قلبنا يرتفع كلنا، نخاف كلنا، نحيا مع الله أسبوع أو أكثر نكون ملتزمين وبعدها نعود وننسى، لا الحياة مع الله ليست حياة مناسبات، ليست تحت أحداث، لا إطلاقاً، الرصيد الذي داخلنا لمحبة الله لا يتوقف على مناسبة ولا على حدث، بل بالعكس أنت كل يوم تقول مع معلمنا بولس "أنسى كل ما هو وراء امتد إلى ما هو أمام، أسعى نحو الغرض"، بمعنى أن شخص باستمرار يذهب طول الوقت للأمام، استمرار، الحياة مع ربنا يا أحبائي استمرار وجدية، اليوم البولس الذي قرأ عليك من رسالة العبرانيين يقول لك "لأنكم لم تجاهدوا بعد حتى الدم" بمعنى إلى آخر لحظة، لآخر نفس، جهاد واستمرار، هل الجهاد واستمرار هذا يشعرنا بالملل؟ يقول لك لا، لأنه يوجد به حب وعشرة فلا تشعر بملل، لا يوجد شخص يعيش مع ابنه أو ابنته وهو عمره سنتين أو ثلاثة بعد ذلك أصبح لديه ستة، ثمانية، أثنى عشر، فيشعر بالملل من هذا الابن ويقول أريد أن أغيره، وكل يوم أستيقظ أجد هذا الولد، لا ، يوجد حب عشرة تزيد وتنمو، علاقة فيها حياة، فهي علاقة متجددة، لذلك لا تتعجب عندما تذهب إلي الدير مثلاً أو عندما ترى أشخاص تعيش في القداسة ولديه سبعون سنة أو ثمانون سنة شيخ عجوز، فتقول هذا كبر جداً، فهو يتحرك بصعوبة لكن داخله مقدار من محبة ربنا عجيب، من أين أتت؟ من العشرة، الجهاد، الأمانة، الاستمرار، لا يشفق على نفسه.
الحياة مع ربنا يا أحبائي تريد جهاد وأمانة مستمرة، لكي نعيش في طريق القداسة فلابد أن يكون لدينا أمانة وجهاد مستمر، تعب كل يوم يوجد تعب، لكن يوجد فرح، يوجد تعب نعم لكن يوجد تغيير، يوجد تعب لكن فيه إرضاء لله، وبهذا ندخل على النقطة الأخيرة التي هي تعزية ومكافأة.
ثالثا : التعزية والمكافأة :-
التعزية الآن أما المكافأة فهي سماوية وبعد حين، لكن الآن ستأخذ تعزية، يا أحبائي لايوجد جهاد مع الله إلا وله تعزية، ما معنى تعزية؟ تعني هؤلاء الناس الذين عاشوا مع الله والذين قضوا حياتهم مع الله وتألموا كثير من أجل اسمه، والذين قدموا أصوام وجهادات وأتعاب كثيرة هؤلاء يا أحبائي لم يكونوا مكتئبين، لا فهم كان من داخلهم فرح وتعزية، التعزية هي النعمة البديلة، فمثلاً أنت صائم فبذلك بدأت تحرم جسدك من مجموعة رغبات لديه، فعندما تكون صائم تحرم جسدك من أشياء لكن أخذت نعمة بديلة فهذه التعزية، لكن النعمة البديلة كانت نعمة روحية فأنت منعت نفسك من الأكل لكن أخذت من داخلك فرح وسلام، منعت نفسك من رغبات وشهوات لكن أخذت داخلك روح انتصار، فهذه هي التعزية التي تأخذها في جهادك، لا تعتقد أن هؤلاء الناس القديسين عاشوا طريق جهادهم والاستمرار هذا بدون تعزيات، لا ، فكثير من الأفراح كانت تأتي، وكثيراً ما تنظر إليهم وتجد قلبهم هذا يطفر فرحة من التعزية، هناك تعزية سماوية، لا تعتقد أن الله يبيت مديون لأحد، لا، كل جهاد، وكل أمانة، وكل تعب، له فرحته وله الأجر، هذه هي التعزية، تعزية أرضية لكن يوجد أيضا مكافأة سماوية.
اليوم الإنجيل الذي قرأ علينا في التطويبات، كل تطويب وله مكافأته في نفس السطر، طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض، طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله، طوبي للرحماء لأنهم يرحمون، إذا طردوكم وعيروكم افرحوا لأن أسماءكم مكتوبة في الملكوت، كل أمر وله المكافأة الخاصة به، تقرأ في سفر الرؤيا كل حين يقول لك من يغلب أعطيه حصاة بيضاء، من يغلب أجعله عمودا في هيكل إلهي، من يغلب أعطيه اسما ما هذا؟ هذه المكافأة، يوجد مكافأة سماوية يا أحبائي تنتظرنا، الله يريد أن يعطينا مكافأة، ضع عينك على المكافأة، التي قال عنها معلمنا بولس الرسول من أجل الجعالة، مكافأة، يوجد مكافأة يا أحبائي لأن الله يقول لنا أن كل جهاد وكل تعب وكل قداسة سوف تقدموها ستنالون عنها إكليل سمائي.
قم بقراءة الكتاب المقدس وأنظر وعود الله، أنظر مكافآت الله، فهو يعطي تعزية على الأرض ومكافأة في السماء، عينك على المكافأة لكي تستطيع أن تتعب من أجل ربنا، القديسين كلما كانت المكافأة تثبت في قلوبهم كلما تحملوا أي تعب، اليوم هذا الطفل الصغير الذي رأى شيوخ شيهيت وهم يوضع لهم أكاليل بدأ يندهش ويقول ما هذه الأشياء الجميلة؟، ما هذا النور؟، المشهد كان مشهد قاسي جداً، مشهد سيف ودم، ومشهد غير آدمي، لكن على مقدار ظلام المنظر من دم وموت فهناك منظر آخر من أشخاص نورانية، وتظل تلبس أكاليل، هذا المشهد عكس هذا تماما.
القديسين يا أحبائي الذي جعلهم يعيشوا في طريق القداسة بمنتهى الجدية أن أعينهم أنفتحت على المكافأة، فبدأ يهون عليهم التعب، وبدأوا يتعاملوا مع الله بكثرة، أصبحوا يفعلون الشيء ولا ينتظروا ما يأخذوه الآن، فهم يعلمون أن في نهاية الرحلة يوجد مكافأة، لذلك معلمنا بولس قال لك: "قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، أخيرا وضع لي أكليل البر" معلمنا بولس يقول هذا الكلام وهو مازال حي في هذه الأرض، بمعنى أن الإكليل لم يوضع بعد، فهو لم يمت، لم يستشهد، لكنه لديه ثقة، فنحن كذلك طالما نحن نثق أن الله سوف يعطينا مكافأة نحن لا نضعف، لذلك يقول: "لأني عالم بمن آمنت وموقن أنا متأكد أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى النفس الأخير".
طريق القداسة يا أحبائي ينبغي فيه هؤلاء الستة كلمات، حب وعشرة، استمرار يتجددوا في القلب، جدد الحب الذي بداخلك، راجع الحب الذي بداخلك، قديس من القديسين يقول: "أنظر إلى الحب الذي بداخلك وأنت ستعرف إلى أي مدينة تنتمي". بمعنى ماذا تحب أنت؟ فعندما تكون تحب أمور أرضية فأنت منتمي للأرض، وعندما تحب أمور سماوية فأنت منتمي للسماء.
١- حب وعشرة.
٢- جهاد وأمانة واستمرار.
٣- تعزية ومكافأة.
سر في الطريق، سر في الطريق وابدأ ولو بأول خطوة، ابدأ وقل له أنا أحتاج حقا أن أنمي محبتي لك يارب، أنا أحتاج أن أدخل في عشرة أكثر جدية معك، أحتاج أن أستمر، وستجد الله يعطيك تعزية ويرد عليك بالمكافأة.
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
ما بين الغطاس والتوبة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين.
تستمر الكنيسة يا أحبائي في احتفالها بعيد الظهور الإلهي واليوم يقال عنه ثاني أيام عيد الغطاس، وكأن عيد الغطاس مستمر لأنه هناك فعل روحي مهم جدا، فالكنيسة تريد تتأكد أن أولادها قبلوه واقتبلوه وتأثروا به وعاشوا فيه، أريد التحدث في ثلاث أمور سريعا :
١- لا يوجد عيد في الكنيسة يا أحبائي يخص المسيح فقط، لايوجد شيء فعله المسيح كان لنفسه، كل ما فعله المسيح كان لأجلنا، فهو عندما تجسد لم يتجسد لنفسه ولكنه تجسد لنا، عندما مات لم يمت لنفسه ولكنه مات لنا، عندما قام لم يقم لنفسه ولكنه قام لنا، وكذلك عندما صعد فهو صعد لنا، عندما أعتمد من يوحنا المعمدان لم يعتمد لنفسه ولكنه اعتمد لنا من يوحنا المعمدان.
كل عيد في الكنيسة يا أحبائي في داخله بركة مخفية لنا، يحملها وينقلها لنا ربنا يسوع المسيح كنائب عنا، كل عيد يحمل بركة مخفية في المسيح يسوع كنائب عنا، فنحن لابد يا أحبائي أن مفهومنا في الأعياد يكون مفهوم قبول نعمة خاصة بي أنا، قبول عطية من الله أراد أن يرسلها لي عن طريق ابنه الحبيب ربنا يسوع المسيح و يعطيها لي، فاليوم هو يعطيني نعمة المعمودية، اليوم هو يأخذ المعمودية من يوحنا المعمدان لكي يقول لي هذه المعمودية ليست معموديتي أنا، هذه معموديتك أنت، لكي يقول لي هذا اليوم بالنسبة لك يوم ممتلئ بالبركات، كن حذر لا تخرج منه فارغ، كنت أتحدث مع مجموعة من الأحباء وأقول لهم أنا أريدكم تتخيلوا أنكم ذهبتم إلي مكان وهذا المكان كان يوزع به شيء فتجد الجميع يحملون أشياء، تقول لأحدهم هذا الشيء من أين اشتريته؟ يجيبك من المكان .... ، فتسأله كم دفعت من النقود؟ فيجيبك لا هذا يوزع، فتسأله هل يوزع على كل الأشخاص؟، هل الكل يأخذ؟ نعم الكل يأخذ، الكل يأخذ، فتقول إذن سوف أدخل لآخذ أنا أيضًا، كذلك نحن يا أحبائي العيد في الكنيسة نعمة، نعمة تعطي للجميع، فلابد أننا عندما نأتي لندخل ندخل بنية أننا نريد أن نأخذ، لكن ماذا نأخذ؟ نأخذ نعمة روحية، الكنيسة يا أحبائي ممتلئة بالبركات، ينبوع بركات، كل عيد يحمل قوة في داخله، ويحمل نعمة في داخله، ويحمل بركة في داخله، لذلك يا أحبائي نحن نحتاج جداً أن نراجع أنفسنا ونقيس أنفسنا ونتأكد هل أنا أخذت بركة هذا العيد أم لا؟، أي عيد يمر عليك، أي مناسبة تمر عليك، اسأل هل أنا اليوم كنت مجرد مشاهد.
لذلك الكنيسه إذا ركزت على ألحانها، عندما تصلى بالروح ستجد أن هناك نعمة تريد أن تنتقل إليك، وهناك مشاعر تريد أن تنتقل إليك، هناك روح تريد أن تنتقل إليك، أنت عليك أن تتقبل هذه النعم، فهذا أول شيء في مفهوم العيد.
٢- ما النعمة التي لي في هذا العيد؟ يجيبك نعمة التوبة، المعمودية التي أعتمدها ربنا يسوع المسيح اسمها معمودية التوبة، عيد الغطاس، عيد الظهور الإلهي، هذا عيد التوبة الذي يغسل من الخطايا، لذلك يقول لك ربنا يسوع المسيح نزل في عمق الأردن ليدفن خطايانا، وبعض الآباء القديسين يقولوا كلمه أخرى لم يقولوا يدفن لكن يقولوا ليغرق خطايانا، بمعنى أنه أغرق خطايانا في الأردن، تعلم عندما يغرق شيء إذن فهو بذلك إنتهى، لذلك فلنبارك الذي أغرق خطايانا في نهر الأردن، خطايانا غرقت في نهر الأردن، مثلما غرق فرعون في البحر الأحمر ونجى بني إسرائيل وعبروا هكذا نحن في عيد الغطاس خطايانا تغرق وننجوا نحن، خطايانا تموت ونحيا نحن.
عيد الغطاس يا أحبائي يجعل الشخص يفكر هل الخطايا التي بداخلي غرقت أم لا؟، ماتت أم لا؟، هل خطايانا مازالت كما هي؟ فلماذا أنا تاركها، الغطاس هذا اغتسال بماء، غسل بماء، غسل بماء الكلمة، الغسل هذا يعني النظافة، الغسل هذا يعني أنه يزيل من الإنسان أي تلوث علق به، هذا هو الاغتسال، هذا هو العيد، هذه نعمة العيد ومفهوم العيد الذي يخص كل واحد فينا بشخصه، يتوب، يسأل نفسه ما الخطايا المتكررة في حياتي؟، ما الخطايا الملتصقة بي؟، ما الخطايا التي لا أستطيع التصرف جهتها؟، ما الخطية المحبوبة؟، ما الخطية التي لها سلطان علي؟، هذا كله يا أحبائي لابد أن يغرق في عيد الغطاس، والذي لابد أن يغرق بنعمة المسيح، أنا لم أقف أشاهد فقط - لا - أقوم بأخذ موقف، أقدم توبة، أصرخ، أقدم ميطانية، أقول يارب قم بتفكيكي، يارب أغرق خطاياي، يارب ارفع عني هذا النير، لا تتركني هكذا، لا تتركني في هذه الحالة، لا تتركني أستمر كثيراً بحالي الضعيف هذا، لا تتركني.
هذا يا أحبائي مفهوم العيد ونعمته وقوته وبركته، أن هناك عطية من الله وتخصني أنا، ولابد أن أكون على علم بها، فمثلاً في التجسد أكون على علم أن هذا يبارك طبيعتي يفتقد جنسي البشري الشقي، وفي الغطاس لابد أن أعرف أن خطاياي تغرق في الأردن، وفي الصليب لابد أن أعرف أنه يتم لي أنا، فداء شخصي لي أنا، وفي القيامة أنا نفسي أقوم معه، وفي الصعود أنا نفسي أصعد، نحن لا نشاهد فقط يا أحبائي، فكل هذه العطايا من أجلنا، وكل هذه العطايا يا أحبائي لكي تنقلنا من حالة إلى حالة، لذلك أي عيد لابد أن أفهم المعنى الروحي له، وأفرح به، وأعيشه، وأخذ نعمته، وأخذ بركته، ولا أكون مجرد متفرج أو شاهد على حدث، لا بل أغتسل من كل ضعف داخلي، فعلي سبيل المثال عندما يترك الشخص شيء غير نظيف فتصبح رائحته كريهة، وتجعل الأشياء أسف في القول أن يحدث لها تعفن، فالذي يترك خطية بداخله لا يغسلها يحدث لها تعقن داخله، الذي يترك خطيه بداخله لا ينظفها تقوى، تنتشر، فإذا تركت أي شيء وليكن أكل مثلا غير نظيف تأتي عليه ميكروبات، وحشرات، وبكتيريا، وفطريات، ويجتمع عليه النمل، وأشياء كثيرة، ويصبح له رائحة، فكذلك الخطية بل وأصعب، فالسكوت عن الخطية يا أحبائي من أصعب الأمور التي من الممكن أن تقوم بأذية الإنسان، لابد أن الإنسان يقدم توبة، عيد الغطاس يذكرك بأن تغتسل من خطاياك، عيد الغطاس يذكرك أن تدفن خطيتك مع المسيح في عمق الأردن، عيد الغطاس يا أحبائي هو قبولنا لنعمة معمودية جديدة، لذلك من أجمل التذكارات التي نتذكرها في عيد الغطاس تجديد عهد معموديتنا، من أجمل العطايا التي نتذكرها في الغطاس تجديد عهد معموديتنا، إننا نعمد معك يا ربنا يسوع المسيح.
كان القديس العظيم الأنبا انطونيوس يقول لأبنائه يا أبنائي جددوا كل يوم عهد معموديتكم كأنكم كل يوم قد عمدتم من جديد، يا أولادي في كل يوم جددوا عهد معموديتكم، جدد عهد المعمودية كأنكم اليوم قد عمدتم جديدا، جدد عهد معموديتك، قل له يا رب أريد أن أولد من فوق وأصبح إنسان جديد لك، وهذه النقطة الثالثة التي أريد أن أحدثك عنها ما الفرق بين معمودية المسيح ومعمودية يوحنا؟
٣- ما الفرق بين معمودية المسيح ومعمودية يوحنا؟ معمودية يوحنا كانت معمودية للتوبة، كانت معمودية لغسل الخطايا، لكن معمودية المسيح هذه معمودية الميلاد الجديد الفوقاني، هذه معمودية الولادة للمسيح، معمودية البنوة للمسيح، تأخذ بنوة للمسيح، نحن اليوم نجدد عهد معموديتنا بمعني أننا نجدد عهد بنوتنا لله، نجدد عهد ميلادنا الجديد الفوقاني، "الذي أنعم علينا بالميلاد الفوقاني بواسطة الماء والروح"، هذا الذي نحن نجدده اليوم يا أحبائي، هناك فرق كبير بين معمودية يوحنا ومعمودية المسيح، معمودية يوحنا تماما كمثل سر الاعتراف الآن، التوبة والاعتراف هذه معمودية يوحنا لكن معمودية المسيح هي الجذر، ما هو الجذر؟ حق البنوة للمسيح، حق البنوة للسماء، حق أنك أنت أصبحت جزء أصيل في الجسم المقدس، حق صليبه وقيامته، هذه معمودية المسيح، لم تعد أنت تغتسل من خطية فعلتها لا أنت أصبح ضميرك يغسل، وقلبك يغسل، وتنال نعمة البنوة بالميلاد الفوقاني، ليس فقط لتخلص من خطيتك لا بل تأخذ نعمة الميلاد الجديد ليس فقط تخلص من خطيتك ولكنك تأخذ طبيعة جديدة، لذلك يقول "إن كان أحد في المسيح يسوع فهو خليقة جديدة"، أنت خليقة جديدة، أنت تأخذ الآن نعمة خليقة جديدة، يا لسعادتك أنت مولود من السماء، أنت فيك ختم الروح، لقد أصبح من حقك أن تقول على نفسك أنك ابن المسيح إذ أعطيتنا نعمة البنوة، بغسيل الميلاد الفوقاني.
يا أحبائي معمودية يوحنا كانت باب لبركات لنا، معمودية يوحنا كانت مقدمة لكي نأخذ مفاعيل ومفاهيم كانت غامضة علينا قبل ذلك، لذلك يا أحبائي بالمعمودية تنال الاستنارة، بالمعمودية تأخذ قوة التوبة هي التي تدفعك دائما للتوبة ليس توبة مرة مثل معمودية يوحنا لا بل تجعل داخلك روح توبة متجدد، رفض للخطايا، فهم لكلمة الله، روح الله.
لذلك تلاحظ أن الإبركسيس الذي قرئ عليك اليوم فصل الخصي الحبشي، عن رجل تقي يحب الله ويريد أن يعرف عنه، فترك الحبشة وذهب إلى أورشليم، كي يسمع عن الله ويرى السجود ويرى الهيكل، وبينما هو في الطريق كان يركب على مركبة، هذا الرجل كان يعتبر أن هذه فترة مقدسة فجلس يقرأ في الكتاب المقدس، لكنه في الحقيقة وجد نفسه لا يفهم، فجاء فيلبس الرسول فقال له أنا أقرأ أمور لا أفهمها، فأنا أقرأ كلام يقول "كمثل شاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها". فهو عمن يتحدث؟ هذه أمور غامضة حقا ومن الصعب فهمها، يقول عن نفسه أم عن آخر؟!، الذي كتب هذا الكلام هو أشعياء، فهل أشعياء يقول هذا الكلام عن نفسه، بمعنى هل هو يقول أنا مثل شاة تساق إلى الذبح أم عن آخر؟ عن من؟ تتخيل يا أحبائي أنه عندما شرح له فيلبس وجد أن الشرح عليه صعب جدا، صعب، وجد أن الحل في المعمودية لكي تفهم لابد أن تأخذ الميلاد الفوقاني، لابد أن تأخذ الماء والروح، فقال لفيلبس هذا ماء ما الذي يمنع أن أعتمد؟!، أنت رسول وهذه مياه فهل هناك شيء يمنع ، قال له لا أبدا هيا بنا.
ففي العصور الأولى من الكنيسة يا أحبائي المعمودية كانت تتم في المياه الجارية، لكن عندما بدأ يكون هناك عصور اضطهاد لم تصبح المعمودية في المياه الجارية هكذا، في نهر، في وضح النهار - لا - بدأت تكون في أماكن مخفية، وبدأت في النهاية تتطور وتكون جزء من مبنى الكنيسة، في داخل الكنيسة، تكون في جنوب الكنيسة من الناحية الغربية إشارة لأن الشخص قادم ليقتبل الإيمان من الغرب لكي بعد ذلك يدخل على الشرق في نور المسيح، فنحن في عيد الغطاس نجدد عهد معموديتنا ونتذكر، نتذكر البركات التي لنا في المسيح يسوع، نتذكر الكنز الذي لنا في المسيح يسوع، نتذكر النعمة التي لنا في المسيح يسوع، لأنه عندما لا يتذكر الإنسان هذه البركة يا أحبائي يفقد أمور كثيرة جدا معها، يفقد بنوته لله، ويفقد غسل خطاياه، ويفقد نعمة أخذها ويفقد عمل الروح القدس داخله.
لذلك يا أحبائي لا تترك هذه الأيام تمر عليك وأنت لا تنتبه ماذا أخذت أنت؟، وماذا نلت؟ فأنت نلت، وأنت أخذت، وأنت تباركت، وأنت أخذت نصيب بركة في هذا العيد، أنت نزلت معه في الأردن، وأخذت نعمة بنوة جديدة، أنت سمعت الصوت من السماء الذي قال "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت".
ربنا يعطينا يا أحبائي في كل عيد وفي كل يوم أن نفهم مقاصد الله، وأن ندرك أن لنا بركات مخفية لنا فيها حقوق، وأن نطالب بها، وأن نصرخ من أجلها.
يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمة لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
معه علي جبل التجلي
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .
تعيد الكنيسة يا أحبائي في هذا اليوم المبارك بعيد تجلي رب المجد يسوع علي جبل طابور، أخذ ثلاثة من تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم إلى جبل عال منفردين، بعد ذلك تغيرت هيئته وصارت ثيابه لامعه أبيض من الثلج، وجاء صوت من السماء يقول "هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا"، ومعلمنا بطرس قال له "جيد يارب أن نكون ههنا"، عيد تجلي ربنا يسوع هو استعلان لمجد لاهوته، من الممكن عندما نتأمل في أحداث عيد التجلي يحدث لنا غيرة من بطرس ويعقوب ويوحنا، نقول لماذا أنتم؟ ونقول كنا نشتهي أن نكون معه، نشتهي أن يأخذنا على الجبل ونصعد إلى فوق ويستعلن مجد لاهوته أمامنا، لكن في الحقيقة يا أحبائي تجلي ربنا يسوع المسيح وإعلان لاهوته لا يقتصر على بطرس ويعقوب ويوحنا فقط لكن إعلان مجد لاهوت ربنا يسوع المسيح خاص بنا جميعا، وجميعنا على دعوة أن يتجلى المسيح في حياتنا، جميعنا على دعوة أن نصعد معه على جبل عال منفردين، كلنا مدعوين، كلنا مدعوين يقول لنا تعالوا أريدكم بمفردكم، تعالوا من فضلكم واتركوا الأسفل قليلاً، تعالوا من فضلكم اصعدوا معي إلى فوق، واصعدوا معي إلى فوق بمفردنا، ربنا يسوع المسيح دعانا يا أحبائي، دعانا أن يتجلى فينا، دعانا أن نصعد معه علي الجبل منفردين، وصعود الجبل يعني ترك الاهتمامات العالمية، نحن نجلس في الأرض، مشغولين بالأرض، مهمومين بالأرض، متضايقين من الأرض، وهو يريد أن يأخذنا إلى فوق، يريد أن يصعد بنا إلى فوق، يريد أن يتجلى معنا فوق، فهل لم يكن ممكناً أن يتجلى أسفل؟، هل كان لا يمكن أن يتجلى في وسط أعداد غفيرة؟ يقول لك لا، لا يمكن ذلك.
الله يا أحبائي يريد أن يتجلى فينا على انفراد، الله يريد أن يتجلى فينا في خفاء، الله يريد أن يتجلى فينا ونحن في ارتفاع، الإنسان المهموم بالأرض، الإنسان الذي كل تفكيره أسفل، صعب أن يتجلى المسيح في حياته، الإنسان الذي يرفض الصعود إلى الجبل منفرداً مع ربنا يسوع المسيح يظل المسيح بالنسبة له إنسان عادي، مثلما قال عليه بعد القيامة تلميذي عمواس قال لهم من هو هذا؟ "قالوا إنساناً نبيا مقتدرا في القول والفعل أمام الله والناس"، الإنسان الجالس في أسفل يمكن أن يكون المسيح بالنسبة له نبي مقتدر في القول والفعل، لكن ليس إله، لكن ليس قادر على كل شيء، لكن ليس هو الذي تود أن تتبعه بكل قلبك، يريد أن يصعدك إلى فوق لكي تعرف مع من أنت تسير، لكي إذا رأيته يصلب لا تعثر فيه، لكي تصدق أنه هو الإله، أنه موضع مسرة الآب، الذي قال "هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا".
هذا يا أحبائي تجلي ربنا يسوع المسيح، الذي يريد أن يعلن مجد لاهوته في حياتنا، الله يا أحبائي لا يتأخر عن استعلان مجد لاهوته فينا أبدا، الدعوة موجودة، لكن نحن الذين نتأخر، نحن الذين نريد أن نظل أسفل، وهو يريد أن يأخذنا معه إلى فوق، نحن الذين نحب أن نعيش في وسط الزحام، وهو يحب أن يكون منفرد بنا، تريد أن يتجلى المسيح في حياتك اصعد معه إلى فوق، اصعد بعقلك، اصعد بقلبك، تجد الكاهن في بداية القداس يقول لك ارفعوا قلوبكم، ارفعوها، يقول لك "آنو إيمون طاس كارذياس"، (آنو) تعني اصعد، لذلك القداس كله أحيانا يسمى صعيدة، أو اسمه آنافورا، (آنافورا) بمعنى شيء يصعد إلى فوق، مثلما يقول لك نافورة شئ يصعد إلى فوق هكذا، اصعد قلبك إلى فوق، اصعد عقلك إلى فوق، ارتفع فوق هموم العالم، ارتفع فوق التفكير الروتيني الذي يخنق الإنسان، نعيش كل يوم لكي نعمل ونأكل ونشرب ومهمومين ومتضايقين لذلك المسيح لا يتجلى في حياتنا، الحياة مع الله يا أحبائي لا تتجزأ، ليس بعض الوقت مع الله والبعض الآخر بعيد عنه، لابد أن تكون في حالة وجود دائم حضرة الله، وأنت في العمل، وأنت في المنزل، وأنت تنام، وأنت تأكل، اصعد معه على جبل عالي، اصعد معه، الله يريد أن يتجلى في عقلك، الله يريد أن يتجلى في قلبك، الله يريد أن يتجلى لنا جميعاً، أمنا السيدة العذراء يعتبر المسيح تجلى في حياتها، قديسين كثيرين تجلى ربنا يسوع في عقلهم وفي قلبهم، ظهرت علامات المسيح فيهم، ظهرت سيرة المسيح فيهم، ظهر ضياء المسيح فيهم، وكأن كل أحد فيهم سمع نفس الصوت هذا ابني الحبيب له اسمع، فأصبح يسمع للمسيح، كل يوم يتأكد له نفس الصوت، هذا هو ابني الحبيب له اسمع، وكل شخص فينا الله يقول له نفس الكلام، ربنا يسوع المسيح يقول لك الله الآب يقول لك هذا هو ابني الحبيب له اسمع، الله يريد أن يعلن مجده فينا، الله يريد أن يسكن فينا، الله يريد أن يمكث عندنا، الله يريد أن يتجلى في ضمائرنا، عقولنا، قلوبنا، أفهامنا، الله يريد أن يتجلى لكي ما نكون شهود له، لكي ما نكون تابعين حقيقين له، نسجد له بالروح والحق، عندما تقف لتصلي وأنت علي جبل عالي ليس معناه أن تذهب في مكان فيه جبل عالي لا لكن يعني أن تصعد عقلك إليه، يعني أن تصعد قلبك له، يعني أن تغمض عينيك، يعني أن تكف عن الاهتمامات الأرضية، يعني أن تصعد بعقلك إلى فوق وتتخيل نفسك أمام عرش مجد نعمته، هكذا يصعد عقلك، وهكذا تصعد مشاعرك، حينئذ يتجلى المسيح في حياتك، حينئذ تستحق أن يعلن لك مجده، التجلي متاح لدينا يا أحبائي لكن نحن الذين كثيراً ما نتأخر عن الاستجابة له، نحن الذين مهمومين بأسفل كثيراً، ومشغولين بأسفل، الله يريد أن يتجلى في عقلك، تجد عقلك بدأ يحدث له وميض إلهي، نور إلهي، ينير لك فكرك، الأمور التي كنت تفكر بها ومنشغل بها بدأت تقل، عندما تصعد إلى مكان عالي، فالأمور التي توجد تحت تصغر، ما سر يا أحبائي أننا مهمومين بالأرض؟ أننا فكرنا تحت، فكل شيء يحدث تحت يخنقننا، يتعبنا، لأنها ظاهرة بحجمها الطبيعي، أصعد إلي أعلى سوف تصغر، إذا نظرت لنفسك من سبعة أو ثمانية أو عشرة سنين ستجد أكثر الأمور التي كانت تخيفك وتقلقك الآن لا تهمك، تقول لكني كنت أعيش منذ عشرة أعوام مهموم بها وكانت تضايقني جداً، تتعبني جداً، أقول لك الله يريدك أن تتعلم من الآن، يريدني أن اتعلم من الآن، لا تختنق بهموم الأرض، لا تكن مذلول بهموم الأرض، لا تنظر للأمور بهذا الحجم الذي يزعجك، اصعد، اطلع إلى فوق، اصعد إلى أعلى ولحظات التجلي هذه ستكون أجمل لحظات عمرك، لدرجة أنك لا تريد أن تنزل، إذن ماذا عن الهموم، العمل ، الأولاد ، ..... إلخ ستقول له جيد يارب أن نكون ههنا، تقول كل شيء سوف يرتبه الله، لتكن إرادة الله، "الأشبال احتاجت وجاعت أما طالبو الرب فلم يعوزهم أي شيء" ، لا يوجد شيء، إنتهى الأمر، أصبحت أكثر الأشياء التي تعطينا اهتمام وتعطينا هموم في حياتنا نجدها تقلصت جداً، الله يريد أن يتجلى في مشاعرك، يريد أن يتجلى داخل قلبك، ينير داخل قلبك، تجد نوره أشرق وجعلك ترى كل شيء بشكل أوضح، ظهرت، وضحت الأشياء البيضاء والأشياء السوداء والأشياء الزرقاء، ظهرت، وضحت الأشياء الأنصاف الحقائق، وضحت الأشياء الغير مرضية لله التي كنت في بداية الأمر يمكن أن تتعثر بها وتقول لا يوجد بها شيء خطأ فجميع البشر يفعلون هكذا، لا بل عندما يظهر نور المسيح تتضح الأوضاع الخاطئة، معرفتك للخطية تبدأ تجعلك أكثر حساسية للنقائص والصغائر الذي كنت تعتبره شيء بسيط قبل ذلك، الآن تقول أنه لا يليق، لا أبدا لن أفعل ذلك، لماذا؟ لأن المسيح تجلى في قلبك، لأن النور دخل إلى داخلك، لأنك علمت ما معنى أنك تغلب المال، وكيف تغلب نفسك، وكيف تربح السماء، عندما ينير المسيح القلب يا أحبائي ينير الطريق، كثير من البشر تضل في الطريق، كثير من البشر تختنق وتغلب من أنفسها، ومن المال، ومن الأرض، ..... إلخ.
لذلك في سفر ارميا يقول لك : "ليذل الرب جميع المرتبطين بالأرض"، الذي يرتبط بالأرض يذل، الذي يرتبط بالأرض يتعذب، ويحيا في شقاء الجحيم وهو بعد علي الأرض، وكأن ذلك عقوبة زمنية قبل أن يأخذ العقوبة الأبدية، لماذا؟ لأنه اختار طريق الأرض فيعيش فيه خائف، مرتعب، مذلول، مرتعش لماذا؟! لأنه يعيش متوهم بالأرض، الذي يرتفع إلى فوق تجده يقول لك "معك لا أريد شيء علي الأرض"، الذي لي في السماء، التجلي يا أحبائي يعرض علينا جميعاً، يسوع يريد أن يأخذنا منفردين ونصعد معه ويجلس معنا ويتجلى أمامنا، ونسجد أمامه ونقول له لا نريد أن ننزل من هنا، إذا قمت بفتح إنجيلك فسوف يتجلى المسيح ويحدثك بآية، واثنين، وعشرة، وسوف يحاصرك بالآية، وينير حياتك، ويتجلى في عقلك، ويتجلى في قلبك، التجلي موجود يا أحبائي ، لم يكن مرة فقط، لا فكان نموذج لكل نفس تبدي استعدادها أن تصعد معه، كان من الممكن أن ربنا يسوع يقول لبطرس ويعقوب ويوحنا اصعدوا معي إلى فوق، فيقولون له منشغلين أين نصعد؟، لا أنتظر قبل أن نصعد قل لنا أين المكان بالضبط؟، وهل فوق سوف نجد طعام أو شراب، كان من الممكن أن يرفضوا، ربنا يسوع يعرض علينا يا أحبائي أن نصعد معه علي الجبل منفردين، قل له أنا أحب أن أجلس معك علي انفراد يارب، ليتنا يكون لنا أوقات نسرقها، نجلس مع انجيلنا، أوقات نسرقها، نجلس أمامه ساجدين، أوقات نختلسها، أننا نكون مرضيين عنده، هذا يا أحبائي تجلي ربنا يسوع المسيح لنا، إنه يدعونا كل يوم، كل يوم يقول لكل أحد فينا تعالي اصعد معي منفرد على جبل عالي، تعالى أنا أريدك أن تعاين مجدي، تعالى أنا أريدك أن تسمع الصوت الإلهي هذا هو ابني الحبيب له اسمع، اسمع وصاياه، اسمع انجيله، اسمع كلماته، اسمع كنيسته، تعالى، تعالى التجلي لك أنت، تعالى أنا أود أنك تتذوق التجلي لكي تقول له جيد يارب أن نكون ههنا، أنا أحب أن أظل معك إلى الأبد، يقول لك لا أنت لك رسالة، انزل أكمل رسالتك وأنت رأيت عينة جميلة من المجد السماوي إلى أن تأتي وتصبح عندي وتبقي معي إلي الأبد، أكمل رسالتك علي الأرض لكن وأنت تكمل رسالتك علي الأرض يكون استعلان مجدي في حياتك، ونوري في حياتك، وكلمتي في حياتك، وأبقى معك إلى الأبد.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
حمل الصليب
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .
إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح الرابع عشر، والذي يقول لنا "وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم: من يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه فلا يقدر أن يكون لي تلميذا ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه أن يصير لي تلميذا ".
ربنا يسوع وجد أشخاص كثيرة تذهب حوله، جمع كثير سائرين معه، أعتقد أنه كانت النتيجة الطبيعية أنه عندما يرى ناس كثيرة تذهب حوله ماذا يحدث؟ يصبح سعيد، يفرح، ويقول أنا أتباعي كثيرة، وسوف تزيد وتكثر، ونريد أن نجذب أكبر عدد من الناس، هذا المنطق الطبيعي لتفكير أي إنسان، لكن وجدنا ربنا يسوع نظر لهذا العدد الكبير وكأنه يريد أن يقوم بتنقيتهم، كأنه لم يغرم بهذا العدد الكبير، كأنه يريد أن يقول لهم هل أنتم تتبعوني بطريقة صحيحة أم لا؟، أم تأتوا خلفي لأجل معجزة، أم طعام، أم من أجل مرض، لماذا تأتوا خلفي؟ فعندما نظر خلفه قال لهم من يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضا لا يقدر أن يكون لي تلميذ، أنا أريدك أن تتخيل هذا الكلام عندما يقال لنا بهذا الشكل، شخص يقول لك أنت لابد أن تبغض نفسك وأبوك وأمك وزوجتك وأخوك وأختك وحتى أولادك، إذا لم تفعل هذا لا تقدر أن تكون لي تلميذا، ما هذا يارب؟! لماذا ترفض الجموع؟!، فمن الممكن أن تقوم بتشجيعهم قليلاً، يجيبك أنا أريد أن الذي يتبعني يكون يتبعني من أجل الملكوت، أنا أريد أن الذي يتبعني تكون تبعية حقيقية، لا أريد تبعية مزيفة، وبعدها قال لهم ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه أن يصير لي تلميذا، بعدما حدثهم عن أن الشخص ينبغي أن يبغض أهله ويبغض حتى نفسه بدأ يكلمهم عن أن من لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه أن يكون لي تلميذا.
هذا يا أحبائي منهج ربنا يسوع المسيح، ربنا يسوع يريد أن نكون له، بالحقيقة له، بالكلية له، بجوهر كياننا له، ألا يتزاحم معه شيء في قلوبنا ولا في اهتماماتنا، أنه يكون حقا هو أعلى ما في حياتنا، ليست مجرد تبعية شكلية، وليس أن ربنا يسوع واحد من ضمن اهتمامات حياتي، واحد من ضمن العلاقات التي في حياتي، لا أبدا، المسيح يريد أن يصبح أعلى من ذلك بكثير، لا تقارن المسيح بأبوك ولا بأمك ولا بزوجتك ولا بأخواتك ولا بأولادك، المسيح أعلى بكثير وأعلى أيضاً من نفسك، عندما يكون الإنسان جوهر حياته نفسه بالتالي تكون جوهر الإنسان حياته، علاقاته، وبالتالي تكون كل علاقة هو يريد منها الأخذ، الإنسان في مرحلة من المراحل واحد من الفلاسفة قال أنا من عشرون عام كنت أحب أمي، من عشرة أعوام أحب زوجتي، الآن أحب أبنائي، ما هذه العلاقة؟ في الحقيقة هذه علاقة نفعية، عندما كان صغير قليلاً كانت أمه أهميتها كبيرة بالنسبة له، فكان متعلق بأمه قليلاً، بعد ذلك فقد كبر قليلاً أصبح لديه لون من ألوان الاعتمادية على نفسه فأمه قلت أهميتها قليلاً وأخذت مكانها زوجته، فكانت زوجته أعلى اهتماماته، بعد ذلك كبر قليلاً أصبح أهم اهتماماته أبنائه، الثلاثة خطأ، فهو لابد أن تكون أمه مهمة، ولابد أن تكون زوجته مهمة، وأولاده مهمين، لكن لا يتم مقارنتهم بالله، لابد أن يعرف أن محبته لأبيه ولأمه تكون في المسيح، محبته لزوجته في المسيح، محبته لأولاده في المسيح، محبته لإخوته في المسيح، والمسيح أهم، فالعلاقة ليست علاقة منافسة - لا - العلاقة علاقة جوهر حياة هو المسيح، هو الذي أعطى كل شيء، وأجدد محبتي له، اعترافي بفضله، لا أقارن بين علاقة وعلاقة، لذلك قال لك ولا حتى نفسك، عندما يكون الإنسان يا أحبائي يجعل نفسه مركز الحياة نفسه، نفسه الذات لديه هي مركز الحياة كلها، كل الأمور تدور حول ذاته، يريد أن يسترخي، يأكل، يشرب، يأخذ نقود، ملذات يريد حياته كلها لذاته ولملذاته، هو محور الحياة، قال لك لكي تعيش معي بطريقة صحيحة لابد أن حتى ذاتك هذه تبغضها، لابد حتى ذاتك هذه تصلبها، لابد حتى ذاتك لا تكون ضدها، لذلك يريد أن يقول لك أن حتى ذاتك لا تكون سبب حياتك.
معلمنا بولس يا أحبائي قال "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في" من مركز الحياة؟ أنا أم المسيح؟ ما هو مركز الاهتمامات الأرض أم السماء؟ الكلام صعب أقول لك صعب لأننا لم نتذوقه، صعب لأن الإنسان العتيق فينا هو الغالب، لكن عندما نعيش الخليقة الجديدة التي في المسيح يسوع التي قال عنها معلمنا بولس "إن كان أحد في المسيح يسوع فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت". الإنسان الذي يثور عليه ذاته، الذي يثور عليه كرامته، الإنسان الذي متطلباته لا تنتهي وتلح عليه، ولا يهدأ إلا عندما يقوم بتلبية طلباتها، وفي النهاية يصبح مسكين لأن كلما يلبي لها طلباتها يجد طلبات أكثر وأكثر فلا يهدأ ولا يشبع ولا يستريح، لماذا؟! لأنه يعيش لذاته، فماذا تفعل ذاته؟ تجعل حياته مرة، لكن إذا كان يعيش للمسيح فإنه يجد الأمر مختلف تماما، قال أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيا، قال لك فما أحياه الآن في الجسد أحياه في إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم ذاته لأجلي أنا أعيش لأجله.
من هنا يا أحبائي كيف نري الحياة بأعين المسيح؟ وكيف نعيش علاقتنا بمشاعر المسيح؟ وكيف يكون محور حياتنا المسيح ليس أنا ولا العالم، لذلك قال لك "من لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يقدر أن يكون لي تلميذا"، وكأن ربنا يسوع المسيح نظر للجموع الكثيرة التي تذهب معه وكان يريد أن يقول لهم هل أنتم تعلمون خلف من تذهبون؟! فليست القصة منظر ولا قصة عدد ولا مشاهدة معجزة هل تفكيركم في النهاية سوف أشفي مقعد أم أقيم ميتا؟!، وجميعكم تمتلئوا بنشوة الانتصار، لا مطلقاً، ففي الحياة معي أنت لابد أن تعرف أنه ينبغي أنا أكون في المقدمة ، قال من احب أبا أو أما أو زوجة أو أخ أكثر مني فلا يستحقني، ومن أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني، هذا يا أحبائي شرط تبعية المسيح، لذلك يا أحبائي الأحداث التي تمر بها كنيستنا وبلادنا أحداث كثيرة ومؤلمة، لا نستطيع أن نقبلها إلا في المسيح، ليس لنا عزاء إلا في المسيح، الذي يعزينا وسط هذه الآلام كلها إن المسيح قال إن الباب ضيق، والمسيح قال أننا لا بد أن نحمل الصليب، عندما يعيش الإنسان يا أحبائي المسيح بالفعل، تكون الآلام بالنسبة له ليست أمور مؤلمة نفسياً عليه ولكنها وسيلة تؤدي إلى السماء، وجهة النظر مختلفة تماما.
هناك فرق يا أحبائي بين نظرة الشيطان للصليب ونظرة أولاد الله للصليب، الشيطان يري الصليب فيرتعب، يغتاظ، يتضايق هذا الشيطان، لكن أولاد الله ينظروا للصليب فيشعرون بالنصرة، أقول لك لكن الصليب ألم، الصليب موت، الصليب هذا دم، الصليب هذا يعني العار، قال لك الألم والعار والدم والموت بالنسبة لي هذا فخري، قال لك هكذا "أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح"، معلمنا بولس الرسول عندما وجد اليهود يفتخروا بالأنساب، بالممتلكات، بالأراضي، بالنسب، فيقولوا نحن من سبط .... ، نحن لدينا الأرض ..... ، نحن تحدث الله معنا، نحن المختونين، نحن الذين آخذنا المواعيد، نحن الذين لنا الأعياد، نحن الذين لنا العهود والشرائع، نحن الذين اخترنا، قال لهم إذن إذا كنت تعيش بهذه الفكرة فعش بها، لكن أريد أن أقول لكم هذه الفكرة لا تنجيكم ولن تخلصكم، أما أنا حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، لن افتخر بنسبي، لن أفتخر أنا من أي سبط، لن أفتخر بكمية الأراضي التي لدينا، وليس بكثرة الممتلكات، أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، لماذا؟ لأنه سر نجاتي، لذلك حملنا للصليب يا أحبائي لابد أن يكون أمام أعيننا، عندما نري هذه الأحداث المؤلمة نصلي للمتألمين ونشاركهم ألمهم، عندما نري هذه الأحداث المؤلمة نحن أنفسنا يكون لدينا إستعداد لقبول مثل هذه الآلام، نحن أنفسنا يكون لدينا إستعداد أن نجتاز هذه الآلام بسرور وفرح، وأقول هكذا "إن كانوا فعلوا هذا بالعود الرطب فكم يكون باليابس" إن كانوا عروا سيدنا يسوع المسيح، إن كانوا أهانوه، إن كانوا طردوه، إن كانوا تآمروا عليه، إن كانوا ظلموه، إن كانوا حسدوه، كل هذا على ربنا يسوع المسيح، إن كانوا فعلوا هذا بالعود الرطب كم يكون باليابس.
فلنقبل يا أحبائي أن نشترك في آلام ربنا يسوع المسيح، الإنسان الذي يعيش في المسيح يسوع هذه الأمور بالنسبة له ليست غريبة وليست جديدة، بل أريد أن أقول لك شيء أكبر من هذا فهي أيضا بالنسبة له شهية ولذيذة لأنها هي التي تصل به للأبدية، لكن النفس المربوطة بالأرض والنفس البعيدة عن روح المسيح تنزعج جدا وتثور جدا وتغضب جدا، لماذا؟ لأنه يرى في هذا أنه ظلم، افتراء، هو ظلم وافتراء حقا نحن لا نقول أن هذا ليس ظلم ولا افتراء، ولكن هل هذا غريب على منهجنا في المسيح يسوع؟ ليس غريب، فهل هذا يعني أن نستسلم، أن نصمت تماما، أقول إن كان هناك أي طرق لتوصيل الرأي أو لإبداء الرغبة في الدفاع عن النفس بشكل راقي، بشكل ممتلئ محبة، بشكل لا يمس سلامك الداخلي، فليكن، لكن وأنت تفعل هذا التصرف لابد أن تعلم أنك قابل، أنت قابل طريق الصليب، الأشخاص الذين يحدث لهم هذه الأمور ليسوا أفضل مننا، لابد أن نكون نحن أيضا لدينا نفس الاستعداد، لأنه قال لك هكذا، "فمن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يقدر أن يكون لي تلميذا".
ما الصليب الذي نحن نحمله يا أحبائي؟ لابد أن نحمل صليب، لابد أن يكون لنا صليب من داخلنا وصليب من خارجنا، فما الصليب الذي من داخلنا؟ أن تحمل آلام جسدك، جهاد ، صوم، وقفة صلاة، وأنت مرهق وأنت متعب، تصلب عينك، وتصلب حواسك، تصلب روح العالم التي بداخلك، فالذي يصلب من الداخل يعرف أن يصلب من الخارج، الذين صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات يعرفوا أن يصلبوا من خارج.
الصليب يا أحبائي لابد أن يخرج من الداخل للخارج، عندما يقبل الإنسان على نفسه أن يقطع عنه سلطان غرائزه وشهواته وطلبات جسده، والذي يستطيع أن يقف للصلاة ويرفع أيديه لله، صلاة بجسده، فعندما يتعرض الجسد لضيق يكون الجسد متقبل لأنه كان ثمرة جهاد في البداية.
معلمنا بولس قال "لا يجلب علي أحد منكم أتعابا" أي لا أحد منكم يستطيع أن يتعبني إذ أني أحمل في جسدي سمات ربنا يسوع، لا أحد يجلب علي أتعاب لأني حامل في جسدي سمات الرب يسوع، لذلك نظر ربنا يسوع المسيح إلى العدد الكبير هذا وقال لهم ما هذا؟! ما كل هذا الجمع؟ هل كل هذه الجموع صادقة؟ هل كل هذه الجموع تعيش المسيح؟ هل كل هؤلاء يعيشون الباب الضيق؟.
إذن أنا سأقول لكم على أمر مهم، أقول لكم الذي يريد أن يأتي ورائي لابد أن أكون أنا الأول بالنسبة له، لا يأخذني هكذا في وسط القائمة، لابد أن يبغض أبوه وأمه وزوجته وأولاده وأخواته، وبعد ذلك قال لك وحتى نفسه، وإذا تريدوا أن أوضح لكم ثانية أيضا، ومن لا يحمل صليبه ويتبعني، هنا من المؤكد أن الناس سوف تراجع أنفسها، من المؤكد أن هناك بعضهم يقولوا طريقك طريق صعب، طريق مستحيل، نحن سنتركك، يقول كنت أتمنى أن تكون معي، لكني أريدك أن تكون معي بطريقة صحيحة، من الممكن أن يرجعوا للخلف لفترة، يمكن أن يعودوا مرة أخرى، ويمكن أن يظلوا في الخلف طوال الوقت، المهم أن الاختيار لنا.
طريق الصليب يا أحبائي معروض علينا، طريق الوصية يا أحبائي معروض علينا، أن نكون للمسيح، طريق الوصية يا أحبائي أن نكون نحن للمسيح، ونكون سالكين في الباب الضيق، وأن نكون سالكين حسب أمر السماء، وألا تكون حياتنا حياة للأرض ولذواتنا، لا لذلك ربنا يسوع يظل يؤكد علينا هذه الحقيقة، وكل ظروف هذه الحياة الله يسخرها من أجل هذه الحقيقة، الله سمح يا أحبائي أن نحيا في أجساد ضعيفة، لماذا؟! لكي نحمل صليب، من منا لا يشعر بهوان الجسد؟، من منا لا يشعر بضعف الجسد؟، فقد كان من الممكن أن الله يعطينا أجساد أقوى من ذلك، لكن الله سمح أن نحيا في آنية ضعيفة، ما هو الإناء الضعيف؟ الإناء الضعيف هو الجسد، لذلك معلمنا بولس قال "إذ لنا هذا الكنز في أوان خزفية" المسيح داخلنا لكن إناء جسدنا هذا أناء خزفي، فهذه الأشياء الخزف دائما تكون ضعيفة، بمجرد أن تسقط فقد إنتهت، وتحطمت، وأصبحت قطع كثيرة وصغيرة، نحن الإناء الخاص بنا إناء خزفي، لماذا أعطانا الله إناء ضعيف؟! لكي نلجأ له، لكي لا نثق بأنفسنا، لكي نعرف أن خلاصنا به هو ليس بشيء آخر، وسمح أيضا أن الحياة التي نعيشها لا تكون حياة فيها كل ما نريده، لماذا فعل ربنا هذا؟، لماذا لا يعطينا كل شيء؟، لماذا كل الأشياء التي نتمناها يأخذها منا؟، لماذا ظروف الحياة دائما متقلبة؟، لماذا تكون ظروف الحياة غير آمنة؟، لماذا ترتفع الأسعار دائما، لماذا يكون كل فترة هناك حروب وتقلبات وثورات وأوبئة وأمراض وأوجاع؟، لماذا يكون هناك تقلبات سياسية؟، لماذا يكون هناك تقلبات اقتصادية؟، لماذا يسمح الله بذلك؟، نحن نريد أن نعيش في هدوء وسلام، قال لك لا بل انتبه فأنا أريدك أن تعلم أن ليست لنا هنا مدينة باقية ولكننا ننتظر العتيدة، أنا أريدك تعلم أنك سوف تعيش حياة بابها ضيق، وطريقها ضيق، وأريدك أن تعرف أن من لا يحمل صليبه ويتبعني لا يقدر أن يكون لي تلميذا.
لذلك ربنا يسوع المسيح عندما عاش بيننا لم يحيا حياة ناعمة، لم يسكن القصور، لم يحيا حياة ممتلئة ترف، أبدا فهو طوال الوقت ينتقل من مدينة إلى مدينة، وكان من أسرة فقيرة، ويعير، ويضطهد، ويطارد، ويهرب، ويأتي ما هذا الكلام كله؟ يريد أن يقول لك أن الحياة لن تكون هي المنتهى بالنسبة لنا، من لا يحمل صليبه، ظروف الحياة يا أحبائي الذي يسمح بها الله في أجسادنا تعلمنا حمل الصليب، أحداث مؤلمة تمر بها الكنيسة تعلمنا حمل الصليب، ننظر يا أحبائي إلى سيدنا يسوع المسيح، ننظر إلى كنيستنا، ننظر إلى تاريخها، ننظر إلى أجدادنا، أجدادنا يا أحبائي لم يكونوا يعرفوا أن يصلوا مثلنا الآن في كنيسة في وضح النهار، بل كانوا عندما يصلوا يكون قبل شروق الشمس يخرجوا، يصلوا في سراديب، يصلوا في أماكن قفرة، يصلوا وهم مطاردين، لكن هذا من المؤكد كان يعطي لحياتهم معنى، كان يعطي لحياتهم من الداخل قوة مع الله.
لذلك يا أحبائي هذه التجارب لابد أن نستفيد منها، تقوينا من داخلنا ولا تضعفنا، تجعلنا نسلك بمنهج حمل الصليب الحقيقي، تجعلنا نستعد بالأكثر، تجعلنا أكثر قوة وأكثر صلابة لأن هذا هو الطريق الذي قال عنه ربنا يسوع المسيح، لذلك معلمنا بطرس الرسول قال لنا "لا تستغربوا من البلوى المحرقة المحيطة بكم" لا تستغرب، لا تستغرب من الألم، لا تستغرب من الصليب، لا تستغرب لأن هناك أشخاص يكرهونك، لا تستغرب أن هناك أشخاص لن تستطيع أن تقبلك بجانبها، لا تستغرب أن هناك أشخاص ليست قابلة صلاتك، لا تستغرب، لماذا؟ لأن هذا ليس بجديد، فهذا هو المنهج الذي تعلموه آبائنا من جيل إلي جيل ونحن علينا يا أحبائي أن نتمسك بروح المسيح، نتمسك بروح الصليب، لأن هذا هو رجائنا، هذا هو قوتنا، وهو دالتنا، وهو عزائنا.
ربنا يعطينا يا أحبائي ألا نتبعه لغرض أرضي، وألا يكون سيرنا خلفه لمجرد تبعية جماعه، لا بل نحن نتبعه بكل قلوبنا ونخافه ونتبعه حاملين صليبنا لأننا اتكلنا عليه.
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
اباكم سر ان يعطيكم الملكوت الجمعة الثانية من بؤونة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها أمين .
إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي هو فصل من بشارة معلمنا لوقا إصحاح ١٢ يقول لنا "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت".
أريد أن أتحدث معكم في هذه الآية فقط، أن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، نحن كثيراً ما يكون لدينا شك هل نحن نذهب إلي الملكوت؟، هل بالفعل هذا الوعد يخصنا؟، ويظل عدو الخير يتحايل معنا على هذه النقطة، ويجعلنا نشعر أننا خارج الملكوت، وبما أننا خارج الملكوت فلنسلك كحسب خارجي الملكوت، في حين أن الآية واضحة والقصد الإلهي واضح أن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، بمعني أنه يعطيه لنا وهو مسرور، بمعنى منحة يعطيها لنا وهو سعيد، أنه يعطيها لنا ليس وهو متضايق، لا يعطيها لنا وهو متردد، لا يعطيها لنا وهو ندمان، لا يعطيها لنا وهو لا يريد أن يعطيها فهو سر أن يعطيكم الملكوت.
أيضا نحن كل يوم نقول له اهدينا لملكوتك، نحن أيضا كل يوم نقول له ليأتي ملكوتك، هو يقول لنا أنه سر أن يعطينا الملكوت ونحن نقول له ليأتي ملكوتك فبذلك نحن تقابلنا، فبذلك نحن ذاهبون لمكان واحد ومتواعدين، كما قال في سفر عاموس "هل يسير إثنين معا إن لم يتواعدا"، نحن متواعدين مع الله لأنه أعطانا الوعد، ما هذا الوعد؟! أن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، قال أيضا "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم قبل تأسيس العالم"، أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، هل لنا هذه الثقة؟ هذا هو الأمر يا أحبائي الذي نحتاج أن نتناقش فيه مع أنفسنا كثيرا، هل أنا متأكد أنني من أبناء الملكوت؟ هل أنا بالفعل مثلما تقول عني الكنيسة من أبناء النور؟ "قوموا يا بني النور"، هل أنا بالفعل لي نصيب في الملكوت أم أنا خارج الملكوت، سر أن يعطيكم الملكوت، لابد أن نتأكد يا أحبائي أننا لنا ثقة، ولنا رجاء، ولنا دعوة ثابتة، وهذه الدعوة ليست بناءاً على كلام أشخاص، لا فهذا كلام صاحب الملكوت نفسه، كأن شخص قام بدعوتك إلى وليمة وأتي إلى منزلك ويقول لك تفضل بأخذ الدعوة ففي ماذا تشك؟، لماذا تنظر إلى الدعوة وتقول لعل تكون الدعوة مزيفة، إذا كانت مزيفة لم يكن جاء إليك من البداية، لم يكن أعطاك الدعوة، كان من الممكن جدا أن يتناساك أو يعتذر لك، أي شيء، لكن لا يعطيك دعوة وهو لا ينوي حضورك، نحن لابد يا أحبائي أن نثق أننا آخذين دعوة الملكوت، سر فهي ليست فقط دعوة، لا بل هو سر أن يعطيكم الملكوت، قد يقول أحدكم يا أبي الحديث مع قدسك مطمئن جداً أننا ذاهبين إلى الملكوت ، لابد أن تتأكد انك ذاهب إلى الملكوت، تقول لي أنا لست متأكد جدا يا أبي لأجل أعمالي، أقول لك أعمالك هذه نقطة أخرى لكن النقطة المهمة أنك لابد أن يكون لديك يقين انك معك التذكرة، لابد أن يكون لديك يقين أنك معك العلامة، لابد أن يكون لديك اليقين أنك مثل بني إسرائيل الذين كانوا جالسين في منزلهم ومطمئنين لأن على المنزل علامة الدم فهم لن يهلكوا، لماذا؟ لأن عليهم علامة الدم، لكن علامة الدم هذه أتت بالإيمان، كان من الممكن إذا كان هناك شخص لايوجد لديه إيمان بهذا الدم لم يكن ذبح خروف فصح، ولم يقم برش الدم على الباب والقائمتين، حينئذ الأمر متوقف على مدي تصديقك لهذه الدعوة، تصدق هذا الوعد، لابد أن تصدق أن أباك سر أن يعطيك الملكوت، إنه مسرور بهذا، مثلما نقول أن شخص قام بدعوتك إلى وليمة وهو فرح بهذه الدعوة، وكأنه يريد أن يقول لك إياك وأن تعتذر، لا فإن وجودك يهمني جدا، فأنت تحديدا وجودك يهمني جدا سوف يفرق معي كثيراً، وجودك سوف يفرحني، تخيل معي أن الله يقول لنا هذا، تخيل أن الله يقول لك وجودك في الملكوت سوف يفرحني، وجودك في الملكوت سيكون سبب سرور لي، تعالوا إلي رثوا، رثوا بمعنى أن هذا حقكم، هذا ميراث، أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، فعندما لا أصدق أنا هذا الوعد فأكون أشكك في مواعيد الله، يصبح كلام الله بالنسبة لي كلام غير مصدق، كلام ليس له واقع، يكون كلام فقط، لا أبدا فمواعيده مثلما نقول عنها أنها مواعيد حقيقية وغير كاذبة، لابد أن نصدق هذا الوعد، لابد أن نكون على علم إننا آخذنا علامة الخلاص واسم الخلاص، لابد أن نكون متأكدين أن أبانا سر أن يعطينا الملكوت من يوم معموديتنا، من يوم نزولنا في بطن المعمودية ونحن أخذنا الصبغة، أخذنا الميلاد الجديد، يقول لك "وأنعم علينا بالميلاد الفوقاني بواسطة الماء والروح"، نحن تم ميلادنا بميلاد يسمى فوقاني، ماذا يعني فوقاني؟ تعني من فوق، أنعم لنا بالميلاد الفوقاني بواسطه الماء والروح، فأنا مولود من فوق وربنا يسوع قال ذلك "أنتم لستم من أسفل" أنت لست من تحت، من يوم معموديتنا يا أحبائي وأخذنا دعوة الملكوت، وأخذنا حق الملكوت، وأبانا سر أن يعطينا الملكوت، من يوم معموديتنا، من يوم رشمنا بالميرون أصبح لنا صبغة مقدسة، أصبح لنا الختم، أصبح لنا العلامة، أصبح من حقك أنك تدخل السماء، يقال أن ذات مرة البابا كيرلس السادس كان ذاهب ليصلي في كنيسة في إحدى قرى البلدان، وفي أثناء التناول أتت فتاه لديها حوالي 12أو ١٣سنة فقال لها ما اسمك؟ فقالت له اسمي دميانة، فتوقف البابا وسأل كاهن الكنيسة قائلاً له هل تعرف هذه الفتاة؟!، هل هذه الفتاة مسيحية؟، قال له نعم ياسيدنا إنها دميانة بنت عم جرجس فصمت قليلاً وقال له لكنها يا ابني ليست عليها العلامة، فعندما سألوا عم جرجس قال في الحقيقة هذه الفتاة عندما ولدت فكانت هناك حالة وفاة، وبعدها مرت الأيام وشعرنا بالخجل وهي قد تربت في مدارس الأحد، لكنها ليست معمدة فهل العلامة ظاهرة؟! نعم نحن علينا علامة مضيئة يا أحبائي، نحن رشمنا بميرون، نحن سكن فينا الروح القدس، هذا الذي يجعلنا ندخل السماء، إذن ماذا يحدث؟ يقول لك حافظ فقط على العلامة، أنا أعطيك دعوة وأقول لك هذه حفلة غالية جداً، قيمة جدا، هذه الدعوة تساوي مثلاً ١٠٠ألف أو ٢مليون جنيه، لكن إذا سمحت عندما تأتي لتدخل دعني أشاهد العلامة فقط ليس أكثر، أشاهد الدعوة، وعندما أشاهد الدعوة أقول لك تفضل بالدخول بل وأنحني لك أيضا، لكن إذا فقدت الدعوة كيف تدخل؟
نحن يا أحبائي إذا قمنا بقيادة الروح الذي بداخلنا، نحن أطفأناه، نحن طمسناه، نحن لم نسلك بمقتضاه، الدعوة قمنا بتقطيعها، وألقائها، ونسيناها، وأهملناها كيف ندخل؟! فيقول لك هنا أنا لا أعرفك، أنت ليس عليك ثياب العرس، أنت ليس لديك حق الدخول.
لذلك يا أحبائي أبانا سر أن يعطينا الملكوت وهو لم يعطيه لنا وهو متضايق لكنه مسرور، ولابد أن تكون متأكد من ذلك، المهم أني أسلك بحسب الملكوت، كما يقول الكتاب المقدس "سيروا في النور مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام"، فمن الممكن أن يكون اليوم في وقت النهار والشمس مشرقة لكن أنا أغلقت النوافذ، أنا الذي قمت بإظلام منزلي، أغلقت الستائر وهي كثيفة، أغلقتها، والنافذة مغلقه، والجو ظلام معتم، لكنه في الحقيقة الشمس مشرقة، من أين أتى الأمر؟ نحن يا أحبائي لدينا نور الإنجيل موجود، نور كلمة الله، حضور الله، حضور القدسين، حضور الكنيسة، حضور جسده ودمه، كل هذه نور لحياتنا، ولكن من الممكن أن أكون أنا الذي أظلمت مكاني، لذلك يا أحبائي لابد أن نكون متأكدين أننا أبناء الملكوت، وأن أبانا سر أن يعطينا الملكوت، هو مسرور بهذا، لابد أن أكون على معرفة ومتأكد أنني لي مكان في السماء، ومكاني جميل في السماء، لكن المهم أن أحافظ عليه، أن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، والله لم يقل شيء ولا يقوم بتنفيذه أبدا.
لذلك معلمنا بولس الرسول في العبرانيين قال انتبه فإن الله عندما أخرج بني إسرائيل من أرض مصر، أخرجهم لكي يدخلهم أرض الميعاد، جميعهم يريد أن يدخلهم أرض الميعاد، قال لك لكن عندما خرجوا من أرض مصر لكي يذهبوا أرض الميعاد يوجد كثيرين تشككوا في جودة أرض الميعاد، تشككوا في ميعاد الميراث، تشككوا في هل حقاً الله يعطينا أرضا تفيض لبنا وعسلا كما وعد، هل بالفعل؟!، هل أنا سأدخل، هل أنا سآخذ، هل فعلا؟!، هل هذا الكلام صحيح حقا، يوجد كثيرين تشككوا في الأمر. فماذا فعلوا؟! فعلوا ثلاثة أشياء :
١- رجعوا مرة أخري يتحدثوا عن أشياء جيدة في أرض مصر، أتتحدث عن أرض مصر أنها كانت جيدة؟! أنت كنت مستعبد.
٢- أصبحوا يتضايقوا من عدم الطعام والشراب في أرض الغربة التي هي البرية.
٣- تحدثوا عن الأرض التي هم ذاهبين إليها أنها أرض تأكل سكانها، أنها أرض رديئة.
بدأ يعود حنينهم لأرض مصر، بدأوا يتذمروا على رحلة البرية، بدأ كل واحد منهم يشكك في أرض الميعاد التي ذاهب إليها، وهذا ما يحدث بالضبط الآن يا أحبائي كل واحد فينا أحيانا يعجب بالعبودية التي يعيش فيها، هذه أرض مصر، ورحلة البرية وكوني أجاهد لكي أصل للسماء هذه رحلة سئيمة بالنسبة لي، وبالنسبة للسماء أنا لست ضامن لها، لا أعرف، يقول لك أشاعوا مذمة الأرض، أنها أرض تأكل سكانها، لذلك قال لك عندما أخرجهم الرب بنية أن يدخلهم أرض الميعاد قال لك بأكثرهم لم يسر الله، ولم يدخلوا، ليس لأن الله لا يريد أن يدخلهم، لا بل الله يريد أن يدخلهم لكنهم لا يريدون الدخول.
لذلك معلمنا بولس يقول في العبرانيين "فلنخف، أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يرى أحد منكم أنه قد خاب منه" هنا يقول لك أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، يعود مرة أخرى يقول لك لكن عليك أن تخاف، مما نخاف؟! لأنه بالرغم من أن أبوك سر أن يعطيك الملكوت أنت قد تصبح الذي لا تريد الملكوت، فلنخف أن أبيك يكون قد سر أن يعطيك الملكوت وأنت تقول له أنا لا اريد هذا الملكوت، أنا لست أصدق الملكوت، أنا لا أعلم شيء عن الملكوت، ما هي وظيفتنا الآن على الأرض يا أحبائي؟ أن نتهيأ للملكوت، أن نستعد للملكوت، أن نشتاق للملكوت، هذا عملنا الأساسي، عملنا الأساسي يا أحبائي أننا باستمرار كل أحد فينا يتخيل مكانه في السماء، قد تقول أنا يبدو أن مكاني بعيد، مكاني صحراء، أنا أريد أن يكون مكاني أفضل، ولكي يكون مكاني أفضل ماذا أفعل؟ أزينه بالفضائل، أزينه بالأعمال الصالحة، أزينه بالتوبة، أزينه بالأعمال التي تليق بأبناء الملكوت.
لذلك أستطيع أن أقول لك أن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، أريد أقول لك إياك أن تتشكك للحظة أنك مرفوض من الملكوت، لا أنت لست مرفوض من الملكوت وطالما نحن مازلنا على الأرض فالفرصة موجودة، ولكنني سيء يقول لك تب، فهو يريد أن يدخلك.
أحد الآباء القديسين كان يقول له هكذا: "أنت يا الله ليس لديك خسارة إلا هلاكنا" ليس لديك شيء اسمه خسارة إلا أن الإنسان يهلك، فيصبح هلاك الإنسان هذا أمر ثقيل على الله، ليس هدف ينتظره الله لنا متي نخطأ لكي يكتب آثامنا، لا أبدا أبدا فهو يكثر الغفران، فهو قال "كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا"، المهم أن يكون لدينا روح التوبة، المهم أن نقول أرحمني، فتفتح لك الأبواب، أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، صدق هذا الوعد، لذلك يقول لك لا تخف، لا تخف، فأنت الآن إذا أصبحت ابن للملكوت كيف تعيش في العالم؟ تعيش غالب للعالم، غالب لأوجاع العالم، أمور العالم تهون عليك، لماذا؟ لأنك إبن الملكوت، المال هين لديك، طلبات الحياة بسيطة، أنا أريد أن يكون لدي قوت وكسوة فقط، أنا لا أريد كثرة مقتنيات، أنا ليس لدي أطماع كثيرة في العالم، ليس لدي أشياء كثيرة أريدها، لماذا؟ لأن أنا أبي سر أن يعطيني الملكوت، فهو أعطاني ما هو أعلى بكثير، دائما الإنسان يا أحبائي الأشياء الكبيرة تفقده اهتمامه بالأشياء الصغيرة، فإذا تأكدنا بالفعل أن أبانا سر أن يعطينا الملكوت، فإن هذا العالم يا أحبائي بكل ما فيه سيصبح بالنسبة لنا هين جداً، ليست مكانتي تأتي من المال الذي معي، أو من البيت الذي أسكن به، أو من السيارة التي أريدها، أو ساعة، أو موبايل أبدا، مكانتي من عنده هو، لأنني ابن للملكوت، لذلك أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، لذلك بعد هذا ماذا قال؟ قال لك الآية التي كان من الصعب أن يقولها لو لم يكن قال الأولى، قال لك "بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة، واصنعوا لكم أكياس لا تفنى". إذا أخذنا هذه الآية فقط تكون صعبة، كيف يقول بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة صعبة جدا، كيف نبيع أمتعتنا ونعطي صدقة، قال لأن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، إذا تأكدت أن السماء لك، إذا تأكدت إن مكانك جميل في السماء، أشياء كثيرة سوف تهون عليك في الأرض، لا يوجد صراع، لا يوجد نزاع، أنت لا تريد شيء لأنه قال لك هكذا "الذي لي في السماء ومعك لا أريد شيئا على الأرض".
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
ان لم تؤمنوا بي فامنوا بالأعمال
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها أمين .
انجيل اليوم فصل من بشارة معلمنا يوحنا وإذا لاحظت ستجد أن معظم أناجيل فترة الخماسين التي تقرأ علينا في الكنيسة تكون من بشارة يوحنا، لماذا يوحنا تحديدا؟ لأن بشارة يوحنا هي المعنية بالأكثر بإعلان لاهوت السيد المسيح، وبما أننا في فترة القيامة المقدسة وفترة إعلان مجد لاهوت ربنا يسوع المسيح عن طريق قيامته المقدسة لذلك ستجد أن معظم فصول الخماسين تقرأ من بشارة معلمنا يوحنا، وهنا نجد حوار مع مجموعة من اليهود كان يحاول الله أن يعلن لهم نفسه، لأنه أمامهم وهم كانوا يحاولوا أن يصدقوا، ويوجد بينهم من كان يصدق، ويوجد بينهم الذين لا يريدون أن يصدقوا، وهو كان يظل يساعدهم أن يصدقوا أنه هو الله الآتي إلى العالم، لذلك قال لهم أن الآب أرسله إلى العالم، فيقول لهم إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، تريدون أن تؤمنوا بي، وتريدون أن تصدقوا إن الله الآب الذي في السماء هو أبي قوموا بالمقارنة بيني وبينه، فإذا وجدتم إنني أعمل أعمال أبي الذي في السماء فحينئذ أنا هو، إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فأمنوا بأعمالي لتعلموا وتؤمنوا إني أنا في الآب والآب في.
فالذي ليس لديه استعداد يصدق أن المسيح هو الله فلينظر إلى معاملته، آتي المسيح إلى العالم يا أحبائي لكي يخبرنا عن الآب، يقول لك: "الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي في حضن أبيه هو خبر"، بماذا خبر؟ خبر عن الآب، من هو الآب؟ الذي لم يره أحد قط، ذات يوم ظل أستاذ في مدارس الأحد يتحدث مع الأطفال عن الله، فكان يقول لهم ربنا عمل هذا، ربنا خلق ذلك ...... إلخ، وكان هناك طفل في الحقيقة لم يستوعب كلمة "ربنا"، فسأل الأستاذ من ربنا؟!، فالخادم وجد أن إجابة السؤال صعبة ولا يستطيع أن يشرحها للطفل من هو ربنا؟!، فقال له "ربنا يا حبيبي الذي هو يسوع" فأجابه الطفل: "نعم يا أستاذ الآن قد فهمت، إذن فلتكمل يا أستاذ"، فماذا يعني ذلك؟! يعني أننا قد عرفنا الآب عن طريق من؟ عن طريق الابن، الآب صفاته بالنسبة لنا هي صفات عالية، الخالق، غير المرئي، غير المحوى، غير المبتدأ، الذي لا يحد، يقول لك عنه غير المفحوص بمعني لا تحاول أن تفحصه، إذن هل سأظل أعبد إله وهو بالنسبة لي لم يرى وغير محوى وغير مفحوص وعندما يحدثوني عن الله أقول لهم أنه لا يراه أحد قط، يحدثوني عن الله أقول لهم لا يصلح أن نتكلم عن الله لماذا؟ لأنه غير مفحوص، فهل سنظل هكذا؟، يجيبك لا بل أنا لن أظل بعيد عن أولادي بهذه الدرجة، أنا سآتي وأسكن في وسطهم، عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا، هناك أشخاص لا تصدق بالكلام، قال لهم إذن الذي لم يصدقني بالكلام فليصدقني بالأعمال، إذن ربنا يسوع المسيح عندما جاء إلي العالم عمل وعلم، لأن هناك أفراد آتوا بالتعليم، هناك أفراد عندما سمعوا الكلام بهتوا، هناك أفراد عندما سمعوا يقول لك عنهم في سفر الأعمال أنهم "نخسوا في قلوبهم"، هناك أفراد أتوا عن طريق الكلام، لكن هناك أفراد لم تأتي عن طريق الكلام قال لهم إذا أنتم غير مصدقين الكلام صدقوا الأعمال، ما هي الأعمال يارب؟ قال لهم أنظروا أنا أتيت لكي أشفي الإنسان، أتيت لكي أخضع الطبيعة التي فسدت، أنا أتيت لكي أغلب الخطية وأغلب الموت وأغلب الشيطان، فإذا كنتم غير مصدقين هيا أنظروا، ستجد ربنا يسوع المسيح أخرج شياطين كثيرين لكي يقول لهم إذا أنتم غير مصدقين إن أنا في الآب والآب في عن طريق الكلام صدقوني عن طريق الأعمال، فإنني أنتهر الشيطان أنه يخرج وبالفعل يخرج، بل أنا أيضاً أحيانا أقول له ليس أخرج فقط ولكني أقول له أخرج وأذهب إلي أين، مثلما حدث مع مجنون كورة الجدريين عندما قال للشياطين أخرجوا وأذهبوا إلي قطيع من الخنازير، هذا يوضح السلطان، جاء ربنا يسوع المسيح ليريهم سلطانه على الشيطان، سلطانه على الخطية، قال لهم "من منكم يبكتني على خطية" فكانوا يحاولوا أن يصطادوه بكلمة، حاولوا أن يستغلوا له أي تصرف خطأ، ولكنهم لم يجدوا مطلقا لماذا؟ لأنه هو الذي بلا خطية وحده، لم يستطيعوا أنهم يصطادوه بخطية، وأثبت لهم، وعلمهم، وعرفهم أنه لم يأتي لكي يكون خاطئ لكن لكي يحمل خطية العالم فصار بلا خطية ولكن صار خطية من أجلنا، فجاء المسيح ليعلن سلطانه على الخطية، يعلن سلطانه على الشيطان، يعلن سلطانه على الموت، الموت الذي تسلط على العالم، الموت المخيف، الموت الرهيب، الموت الذي نقف أمامه جميعاً ضعفاء، مبهوتين، صامتين، عاجزين، فجاء المسيح أمام الموت لم يقف صامت ولم يكن عاجز، بل أقام نوعيات من الموتى ليعلن سلطانه على الموتى، وأكبر إعلان لسلطانه على الموتى أنه هو نفسه قام، فلم يعد الموت يغلبه وكانت نهايته ليست مثل نهاية الأشخاص الذين قاموا، فجميع الذين قاموا قد ماتوا مرة أخرى، لكن المسيح قام وصعد، لذلك هنا يقول لهم "أنا في الآب والآب في"، وإن لم تصدقونني بسبب الأقوال فصدقوني بسبب الأعمال، ستلاحظ أن ربنا يسوع أعلن سلطانه على الموت من خلال ثلاثة أقامهم:-
١- الفتاة التي كانت لازالت على فراش الموت وأقامها.
٢- ابن أرملة نايين الذي خرج من بيته ميت محمول في نعش في طريقه إلى الدفن.
٣- لعازر الذي أنتن وظل بالقبر أربعة أيام.
فهو أقامهم ولكل منهم مرحلة من مراحل الموت.
المرحلة الأولي: التي لازالت علي فراشها.
المرحلة الثانية: الذي كان في طريقه ليدفن.
المرحلة الثالثة: الذي دفن وظل في القبر أربعة أيام حتي أنتن.
وكأن ربنا يسوع المسيح جاء ليقول أنا أتيت لكي أتسلط على الموت بكل مراحله، ومهما كان قوي فأنا أستطيع أن أغلبه.
جاء لكي يتسلط على الطبيعة، الطبيعة التي فسدت، لأن الإنسان عندما أخطأ ليس فقط طبيعته التي فسدت، بل والطبيعة أيضا فسدت، الطبيعة فسدت، الأرض فسدت، لماذا؟! لأنها أكلت من ثمار الخطية، لذلك لعنت الأرض، قال الله لآدم: "ملعونة الأرض بسببك"، فهذه الأرض التي لعنت، والطبيعة التي فسدت، جاء المسيح يتسلط عليها ،جاء المسيح يشفي الطبيعة، لذلك وجدناه يمشي على المياه، ووجدناه ينتهر البحر، وينتهر الرياح، ويحول الماء إلى خمر، جاء يعلن سلطانه على الطبيعة، الطبيعة التي تمردت، الطبيعة التي فسدت جاء ليعلن سلطانه عليها. لذلك معلمنا بولس يقول لك "إذ أخضعت الخليقة للباطل لا عن إرادة بل من أجل الذي أخضعها على الرجاء".
لذلك الخليقة أخضعت للباطل، لكن جاء المسيح أخضعها، جاء المسيح تسلط عليها، لذلك يقول لهم إذ أنتم غير مصدقين لكلامي قوموا بتحليل الأعمال التي أعملها أنا، إذا لم تصدقوا كلامي، إن لم تؤمنوا بي فآمنوا بأعمالي، لتعلموا و تؤمنوا إني أنا في الآب والآب في، فهو تسلط على الطبيعة، وتسلط على الموت، وتسلط على الشيطان، وتسلط على الأمراض بأنواع أمراض كثيرة ومتنوعة، ستجد معظم أنواع الأمراض قد شفاها المسيح، وتجد معظم المراحل العمرية قد تعامل معها ربنا يسوع، فهو تعامل مع الرجل، ومع الشاب، مع المرأة، مع الفتاة، وكأن ربنا يسوع المسيح يريد أن يقول أنا أستطيع أن أشفي كل النفوس، ابن أرملة نايين شاب صغير، ابنة المرأة الكنعانية فتاة صغيرة، لعازر شاب، المرأة المنحنية سيدة كبيرة في السن، نازفة الدم متوسطة العمر، كل الأنواع من البشر أراد المسيح أن يعلن أنه إله الكل، وأنه قادر أن يشفي كل آلام الإنسان، والذي يركز علي معجزات ربنا يسوع المسيح سيجد هناك معجزات كثيرة تمس الرأس، فمثلاً يقول لك شخص مجنون، أعمى، أخرس، هذه الأمراض كلها في منطقة الرأس، رجل لديه يد يابسة هذه اليد، مرأة منحنية هذا الظهر، امرأة نازفة الدم هذه البطن، رجل مفلوج هذه الأرجل، بمعني الرأس واليد والظهر والبطن والأرجل، ماذا يعني ذلك؟! ماذا يريد أن يقول؟ يريد أن يقول أني أتيت لكي أشفي كل الإنسان، يريد أن يقول إن أي واحد منا مهما كان لديه عضو فاسد، ومهما تسلطت الخطية على أعضائه أو على عقله أو على إرادته أو على يده أو على أرجله، اليد في الكتاب المقدس تشير إلى الأعمال، والأرجل تشير للطريق والإرادة، فإن كانت أعمالنا فسدت، وإن كان طريقنا فسد، وإن كانت إرادتنا فسدت، وإن كان عقلنا فسد، وإن كانت عيوننا أو آذاننا فسدت، فكل ما فسد فينا المسيح آتى لكي يشفيه، لذلك يقول صدقوني، إن لم تصدقوني بسبب الأقوال فصدقوني بسبب الأعمال.
النقطة الأخيرة التي أود التركيز عليها أن كل واحد منا مدعو أن يلمس عمل الله في حياته الخاصة، كل واحد فينا لابد أن يقول مع ربنا يسوع المسيح أنا أصدقك بسبب الأقوال وأصدقك بسبب الأعمال، لكن أنا أصدقك بسبب ما تعمله معي أنا، ليس فقط ما تفعله مع الآخرين، لذلك عندما نقارن أحيانا بين معجزات العهد القديم ومعجزات العهد الجديد ستجد معجزات العهد القديم في مجملها غالباً تكون أمور عامة، ماذا تعني عامة؟ بمعني أن الله يشق البحر والجميع يسيروا فيه، هذه معجزة عامة، يمطر لهم من السماء من وسلوى معجزة عامة، يحرق سدوم وعمورة، يجعل الذي ينظر إلى الحية النحاسية يشفى من لدغة الحية، يأتي بعمود نار وعمود نور يتقدمهم في المسيرة في البرية، كل هذه معجزات لكن هذه معجزات عامة، يخرج لهم المياه من الصخرة، يحول لهم المياه المرة إلى مياه عذبة، كلها معجزات عامة، أما في العهد الجديد المعجزة أصبحت خاصة لأنها تمس كياني أنا كشخص، أنا كإنسان. نحن في الكنيسة يا أحبائي حقا كلنا نؤمن بربنا يسوع المسيح لكن كل واحد فينا له إيمان، وكل واحد فينا له عشرة مع المسيح، وكل واحد فينا له اختبار مع المسيح، وخبرة مع المسيح، ومذاقة مع المسيح، وكل واحد فينا المسيح يحدثه هو، وكل واحد فينا لمس شفائه في حياته الخاصة، وكل واحد فينا لمس قدرة الله في حياته الخاصة، هذا ما يريد ربنا يسوع أن يقوله اليوم، يريد أن يقول أنتم لابد أن تؤمنوا بي، الأعمال أمامكم والأقوال أمامكم، وإذا لم تصدقوني بالأقوال صدقوني بالأعمال لتعلموا وتؤمنوا إني أنا في الآب والآب في.
أجمل اختبار في حياتنا يا أحبائي أن نتذوق ربنا يسوع المسيح والذي يتذوقه تتغير حياته، والذي يتذوقه تتغير مفاهيمه، والذي يتذوقه تتغير أولوياته، تتغير أهدافه.
ما سر التشتت الذي في حياتنا؟ أننا لم نتذوق المسيح. لماذا العالم أغلى من الحياة الأبدية؟ لأننا لم نتذوق عذوبة المسيح.
لماذا نغلب من الخطية؟ لم نتذوق عذوبة المسيح.
لماذا مغلوبين من أنفسنا؟، لماذا دائما الوصية بالنسبة لنا في موضع صراع؟، لماذا الكسل الروحي؟
لماذا لا نستطيع أن نغفر؟، لماذا لا نحب أن نسامح؟، لماذا لا نستطيع أن نعطي؟، لماذا لا نستطيع أن نتجاوز أنفسنا في تطبيق الوصايا؟
لأننا لم نتذوق المسيح بعد.
لذلك المسيح يريد أن يقول لنا جميعاً هيا تعالوا، لا نجعل الأيام تمر علينا، لابد أن تؤمنوا إني أنا في الآب والآب في، صدقوا الأقوال، صدقوا الأعمال، صدقوا ما أقوله لكم أنتم، صدقوا ما أفعله معكم أنتم.
ربنا يعطينا في فترة الخماسين أن نتذوقه، المسيح قائم ليقيمنا، المسيح غالب الموت، غالب الخطية، غالب الشيطان.
يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
الراعى يطعم قطيعه
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .
إنجيل هذا الصباح يا أحبائي هو إنجيل الراعي الصالح الذي يقرأ في تذكارات نياح رؤساء الآباء البطاركة، وعمل المسيح في الكنيسة هو عمل الرعاية، ونحن نعتبر بالنسبة للسيد المسيح يقال علينا خرافه الناطقة، وأهم عمل للراعي أنه يغذيهم، يحميهم، يقودهم، وإذا نظرنا لنرى عمل المسيح في حياتنا سنجد عمل المسيح في حياتنا هو الثلاث نقاط :
١- القيادة.
٢- الحماية.
٣- التغذية.
نتحدث في نقطة واحدة اليوم هي تغذية القطيع، عمل المسيح يا أحبائي بالنسبة لنا أنه يطعمنا، يطعمنا لكي نستطيع أن نعيش، مثل الأم التي تنشغل بأبنائها ماذا يأكلون؟ الموضوع ذات أهمية بالنسبة لها جداً، لابد أن تفكر ماذا يأكلون، عمل المسيح بالنسبة لنا يا أحبائي نحن ماذا سنأكل؟، ما الطعام الأساسي الذي يفكر فيه لنا لكي نأكل به باستمرار لنتغذى؟ في الحقيقة مائدتين يتنوع منهم جميع أنواع الأطعمة، الطعامين الرئيسيين الذين يغذينا بهم الله طعامين ليس لهم ثالث وهما:
١- كلمته.
٢- جسده و دمه.
الله ينشغل جدا أن يطعمنا، يشبعنا، يطمئن على حالة إشباع احتياجاتنا عن طريق هاتين الإثنين، الكلمة، والجسد والدم. كلمة ربنا يا أحبائي غذاء لنفوسنا، كلمة ربنا يا أحبائي سند لنا، لذلك يقول "وجدت كلامك كالشهد فأكلته"، لدرجة أنه قال عن ارميا النبي آتي إليه بكلمة ربنا في شيء مثل درج (الدرج يعني مثل شيء ملفوف وطويل)، فقال له قم بأكلها، يقول لك فأكلت الدرج، الله يغذينا بكلمته، من كان بعيد عن الإنجيل يا أحبائي فهو جائع، يوم مع يوم مع يوم يموت، الذي يعبد عن الإنجيل يا أحبائي لم يأكل بمعنى لم يتغذى، بمعنى أن الدورة الدموية داخله تقف، ثم تجف، تجف، الذي يبعد عن الإنجيل يا أحبائي مائت، الذي يبعد عن الإنجيل يبعد عن المرآه، الذي يبعد عن الإنجيل بعيد عن التوبيخ، بعيد عن النداء، بعيد عن محبة الله، بعيد عن معرفه الله.
أين تعرف الله؟ في الإنجيل.
أين تسمع صوته؟ في الإنجيل.
بماذا نتوب؟ بالإنجيل.
بماذا نوبخ على شرورنا؟ بالإنجيل.
بماذا نتنقى؟ بالإنجيل.
على ماذا نسند ونتعزى؟ بالإنجيل.
حينئذ الذي يبعد عن الإنجيل يبعد عن السند، عن التعزية، عن التوبيخ، عن الطريق، فهو قال له هكذا "سراج لرجلي كلامك نور لسبيلي" كلمتك يارب التي تضئ الطريق، إذا كان هناك شخص لا يقرأ في الإنجيل فهو لا يوجد بينه وبين الإنجيل ود ولا عشرة، سائر بدون سراج فإنه يضل الطريق، لا يأكل فيجوع، لا يقرأ، لا يوبخ، لا توجد خطيه يفعلها ويشعر أنها خطأ، يشعر أن الدنيا كلها هكذا، والناس جميعها هكذا، وهذه احتياجاتنا الطبيعية، وهذه حياتنا، ونحن نعيش كما هي الحياة، النور بعيد، لذلك يا أحبائي الله أحب أن يغذينا، بماذا يغذينا؟ معلمنا بولس الرسول عندما جاء ليودع أولاده قال لهم أنا سوف أترككم فقالوا له لا تتركنا وبكوا، لا تتركنا فنحن نحبك، نحن تعلقنا بك، نحن سمعنا منك الكلام الجميل، نحن قدمنا توبة على يدك، واعتمدنا علي يدك، نرجوك لا تتركنا، قال لهم "أستودعكم لكلمة الله الغنية القادرة أن تبنيكم".
عندما أترككم أنا لن أترككم أنا سأترككم لكلمة الله فبذلك أنا لم أترككم، الذي ترك الإنجيل يا أحبائي يترك مصيره الأبدي، الذي ترك الإنجيل يا أحبائي لا يسمع الصوت الإلهي، الذي ترك الإنجيل لا يتغذى، لا يوبخ، لا يتوب، تكبر الخطية بداخله فتتسلط فتتعاظم في داخله، ولا يوجد توبيخ يعني أن هناك مصالحة، هناك رضى على الخطية، تقول لشخص اعترف يقول لك في الحقيقة لا يوجد شيء لا يوجد شيء ويضحك، كيف لا يوجد شيء؟، بل قم بالبحث في قلبك، في مشاعرك، أبحث على إرضائك لله، أبحث على تصوراتك، أبحث في محبتك للعالم، أبحث في محبتك للمال، أبحث في شهواتك، أبحث في محبتك للآخرين، تفحص أمانتك إلى الله، أمانتك للصلوات، أمانتك للقداسات، أمانتك في العشور، أمانتك في أعمال الرحمة، أمانتك في وقتك، افحص أمانتك في مشاعرك، ستجد.
من الذي يكشف لنا هذا يا أحبائي؟ كلمة الله، أستودعكم لكلمة الله الغنية القادرة أن تبنيكم، لذلك قال لنا ربنا يسوع بنفسه "أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به". لا تظن أن الجزء الأول في القداس والذي هو القراءات أنه صلاة إضافية لا بل هو التمهيد، فهو النظافة للتناول، فهو الغسيل الذي قبل التناول، الكلمة هي أنك تحضر أنت القراءات وتتفاعل معها لأنها جزء رئيسي من القداس الذي يؤهلك للتناول، كلمة تنظف فهي الكلمة المقروءة إلى أن تأخذ المسيح الجسد المحي بعدما تكون الكلمة دخلت ونظفت وكشفت، الكلمة تعطيك توبة، تحرك مشاعرك، الكلمة تكشف لك الطريق، الكلمة تعرفك خطة الله لك، طبيعة الله، معاملات الله مع البشر، كلمة الله فيها كل ما نحتاجه دائما ما نشكو من ضعفنا، ضع ضعفك في الإنجيل، فالضعف مذكور في الإنجيل، فهو موجود عند الآباء، أبونا إبراهيم عندما وضع في موقف صعب قليلاً وجدناه كذب ووجدناه ترك ووجدناه رجع ثانية ورائه، هرب من المجاعة، وذهب لمصر، ورأينا في أبونا يعقوب أنه آخذ البركة بطريقة خداع، وذهب إلى خاله لبان، وأيضا عمل خداع، محب للثروة، محب للغنى، فالكتاب المقدس يعرفك طبيعتك البشرية، لم يأتي لك بأشخاص في قامة عالية جداً، ولم يخطئوا أبدا، لا فآتي لك بالبشر، ولكن أراك كيف يتعامل الله مع البشر، كيف يتأنى الله عليهم، كيف يقودهم، كيف يغذيهم، كيف يعلن مسؤوليته عنهم حتى وإن أخطأوا، كيف أن الله بعدما يري كل هذا في أبونا يعقوب يقول له "وها أنا أحفظ حيثما تذهب و أردك إلى هذه الأرض مرة أخرى" كيف أن الله بعدما يجد في بني إسرائيل تعديات كثيرة، بعدما يجد فيهم خطايا وشرور وزيغان كثير يقول "لم يرى اثما في يعقوب ولم يرى تعبا في إسرائيل".
هم أتعبوك جداً، أنت رأيت منهم خطايا كثيرة، فهم صنعوا عجل وعبدوه، وكانوا يصنعون في هيكلك مرتفعات، ويقوموا بعبادة أصنام، وفي النهاية يقول "لم يبصر إثما في يعقوب ولا يري تعبا في إسرائيل" يريد أن يقول لك هؤلاء مسؤوليتي أنا لا أتركهم، إذن يا أحبائي الكتاب المقدس هو الذي يريني أن ضعفي موجود لكن ضعفي له حل، الكتاب المقدس يريك إلى أي درجة أنت يمكن أن تتغذى غذاء الروح، فهو ينير لك، ينير طريقك، يجعلك تتعامل مع العالم بنظرة جديدة، تتعامل مع عملك بنظرة جديدة، تتعامل مع زوجتك وأولادك بنظرة جديدة، تتعامل مع المال بنظرة جديدة، لماذا؟ لأن كلمة الله التي تحكمك للخلاص، تغذى بالكلمة، طالما أن هناك فترات طويلة لم تقوم بفتح إنجيلك فأنت جائع والجوع سيؤدي إلى الموت. يا أحبائي لا نغامر بحياتنا ونراهن كم المدة التي سوف نحياها بدون أكل، تخيل الذي يدعي المقدرة ويقول أنا منقطع عن الطعام، إذن لا تأكل ، يقوم بعمل إضراب، لكن كم سيظل المنقطع عن الطعام هذا لا يأكل يومين، ثلاثة، عشرة، أربعون، خمسون، شهر، شهرين، وبعدها سيموت، الله جعل تكويننا هكذا، نحن ظللنا نقول أن الإنجيل هذا لا يخصنا وأنا لا أفهم ما في الإنجيل، صلي تقول عندما أجد وقت، فأنا بذلك أراهن على مصيري الأبدي، ليس فقط مصيري الأبدي لا بل أنا أيضا لا أستطيع أن أعيش الحياة التي أعيشها الآن، حتى الحياة التي أعيشها الآن تصبح بدون طعم، سيصبح عذاب أبدي وعذاب أرضي.
لذلك يا أحبائي اقرأ الإنجيل لأن الإنجيل هذا اسمه البشارة المفرحة، سر كآبة الإنسان تأتي من أنه يريد أن يحيا فرحا بدون وسائل الفرح، كلمة "أيف" في اللغة القبطية تعني حلو، أيف أنجيليون، أنجيل تعني بشارة، "إيف أنجيل" تعني بشارة حلوة، هذا الإنجيل، أيضا والإفخارستيا "إيف" أيضا، إيف تعني حلو، "خريس" تعني نعمة فبذلك يكون لدي كلمتين يعبروا عن شيئين حلوين، لدي إيف أنجيل، ولدي إيف خريس، فلماذا نترك الأشياء الحلوة؟ لماذا أترك "الإيف خريس"، لماذا أترك النعمة الحلوة، إذن نحن لدينا النعم الحلوة، فأول نعمة ربنا يريد أن يطعمنا بها هي كلمته، لذلك يا أحبائي عندما كان الله يريد أن يصلح شعب في العهد القديم ويجدهم زاغوا، زاغوا، زاغوا كان يأمرهم بعملين ليس لهم ثالث، ماذا يفعل الشعب البعيد عن الله هذا؟ يقول لهم تعالوا مرة أخرى، قوموا بقراءة الشريعة من جديد، فيقوموا بقراءتها فيفرحوا، ويبكوا، ويسجدوا، ويوبخوا على خطاياهم، اقرأ في سفر نحميا، وفي سفر عزرا، عندما قرأوا الشريعة ماذا حدث؟ سجدوا وبكوا، وقالوا لكن الإنجيل به كلام نحن لا نستطيع أن نعيشه، أبسط شيء عندما ذهبنا في السبي تزوجنا من سيدات غريبة وأتينا بهم معنا، وعاشوا معنا هؤلاء السيدات الغريبة، وهؤلاء زوجاتنا ماذا نفعل بهم؟ تخيل عندما قرأوا الإنجيل جعلهم هم من أنفسهم يقولوا نحن لا نستمر في الحياة مع هؤلاء السيدات الأجانب الغريبات بل سنرجعهم بلادهم مرة أخرى، ما الذي أعطاهم الجرأة ليفعلوا ذلك؟ هل كان هناك أحد يستطيع أن يقنعهم ويقول لهم أتركوا زوجاتكم؟، فهو ليس شخص أو إثنين لكن كان الشعب كله، تستطيع أن تقنع شعب بالكامل يتركوا زوجاتهم! هذا موضوع ليس سهلاً، الإنجيل جعلهم يستطيعون أن يفعلوا هذا، وقم بقراءة هذا الكلام في سفر عزرا، يقول لك "ومجدوا الله".
الذي لا تستطيع أنت أن تفعله أبدا الإنجيل يجعلك تفعله بسهولة، الخطية التي تربطك جداً والذي ترى أن الموضوع مستحيل أن تتخلص منه الإنجيل بسهولة يخلصك منه، لماذا؟ لأنه كلمة إلهية ليس كلام بشر، أنت إذا جاءت إليك كلمة من شخص فوق جداً أو مركز كبير جداً أو طبيب كبير جداً وقال لك هذه العادة لا تفعلها، يمكن أنك لا تفعلها رغم أنه كان مستحيل أنك لا تفعلها.
لذلك يا أحبائي نحن نحتاج كلمة الإنجيل، الإيف أنجيليون.
الإيف خريس هي النعمة الحلوة بالتناول، تريد أن تتغذى تناول كثيراً، تريد أن تتغذى فهي اسمها مائدة الرب، قال لك "هذا هو خبز الله النازل من السماء المعطي الحياة للعالم" هو اسمه هكذا، نحن نسميه هكذا، خبز الحياة، تريد أن تعيش قم بالأكل من خبز الحياة، الذي أكله نفسه لا تجوع.
عمل الراعي الصالح يا أحبائي هو توفير الطعام والغذاء لقطيعه، عمل المسيح يوفر الغذاء لقطيعه، نحن قطيعه يريد أن يغذينا، بماذا يغذينا؟ بهاتين النعمتين وهم الإنجيل، والإفخارستيا. الذي يموت منا من الجوع هو بريء منه، يقول لك أنا أعطيك طعام، من منا لا يوجد لديه إنجيل، من منا لا يوجد بجانبه مذبح، من منا الإفخارستيا مستحيلة بالنسبة له أو بعيدة، لا بل هم متاحين، فهو فعل ما عليه، وأعطاك كهنة يظلوا ينادوا عليك يقولوا لك تعالى، اتقدم، اقرأ، يفعلوا لك دراسة، يقوموا بتشويقك لكلمة الله، يشرحوا لك الإنجيل، يقول لك اقرأ والله سيعطيك أكثر وأكثر وأكثر، وكلما تقرأ كلما تسند، قم وتناول من الخبز الذي أكله نفسه لا تجوع، فالأب الكاهن يصرخ ويقول يعطي عنا خلاصا غفرانا للخطايا هذا ونحن نعيش الآن، ونحن نعيش الآن يعطينا هؤلاء، خلاص وغفران للخطايا، هل هناك أحد لا يتمني أن يأخذ خلاص وغفران الخطايا؟!، يقول لك التناول يعطيهم لك، وماذا أيضا؟ المصير الأبدي الذي هو الأهم وحياة أبدية لكل من يتناول منه، وأنت تقول حقا أؤمن، أؤمن أكثر كلمة تقال في القداس، أؤمن أؤمن وأعترف وأصدق ، حقا أؤمن، أؤمن أؤمن أؤمن. لماذا؟ لأنك تؤمن بمفاعيل هذا الجسد الإلهي الذي ينقل لك الحياة.
هو رئيس الحياة، هو الخالد الذي لا يموت، هو الغير المائت، لذلك عندما يأتي الكاهن ليصلي يقول لك الأسرار الإلهية غير المائتة، أووه إن اسمو، الغير المائتة، التي لا تمت، فأنت عندما تأخذه تتحول أنت بطبيعتك المائتة إلى طبيعة غير مائتة، تقول لي هذا يعني أنني لا أموت أقول لك لا أنت سوف تموت لكن الموت لا يتسلط عليك، الموت سينقلك إلى الخلود فتصبح غير مائت، كيف تأخذ هذا الخلود؟، كيف تأخذ الطبيعة الغير المائتة؟، إذا اتحدت بالجسد الإلهي، إذا اتحدت بالجسد الإلهي تتغذى، تقتات، تشبع، تمتلئ، تتعزى، تأخذ البركات السماوية والبركات الإلهية، أكله نفسه لا تجوع، هذا الخبز السماوي النازل من السماء المعطي الحياة للعالم، هذا هو يا أحبائي النعمة الحلوة الذي يريد الله أن يغذينا بها، لذلك يقول الكاهن "خذوا كلوا منه كلكم" لذلك الكنيسة لا تعرف عن أمر اسمه شخص يحضر قداس ولا يتناول، خذوا كلوا منه كلكم، لماذا؟ لأنه ما الذي يمنعني من التناول؟ خطية إذن تب عنها، من المعقول أن أفضل خطية عن التناول!، من المعقول أن أحضر متأخر واحرم من الخبز السماوي!، العطية الإلهية الكبيرة أخسرها على أشياء تافهة!، لا ففي عرف الكنيسة يا أحبائي كان يحضر الشعب قبل الكاهن، في عرف الكنيسة يا أحبائي لا يوجد شخص يأتي بعد أن يفتح الستر، الستر يفتح ونكون جميعنا موجودين، مثلما معلم يدخل الفصل يكون الطلبة موجودين، مثلما مدرس جامعة يدخل المحاضرة الساعة الثامنة يكون الطلبة موجودين، الموضوع ليس موضوع أبونا الكاهن، لا لكن أبونا رمز للمسيح، يفتح الستر وهذا الستر بالنسبة لنا هو الهيكل، الهيكل هذا بالنسبة لنا هو السماء، لذلك تجده مرتفع وتجد فيه العرش الإلهي تجد فيه الملائكة، تجد فيه الأربع حيوانات، وتجد فيه البخور المرفوع والصلوات وتجد فيه الذبيحة، هذه هي السماء، لا يصح أن تفتح السماء ونحن نأتي بعد أن تفتح، فنحن متشوقين لها، تتغذى، تريد أن تشبع، تريد أن يكون المناعة لديك عالية، تريد أن تعرف كيف تقاوم الشرور، تريد أن تعرف أن تقول للشيطان لا، تريد أن تعرف كيف تقول لأفكارك السيئة لا، تريد أن تقول للتليفزيون لا، للكمبيوتر لا، للمعاملات الرديئة التي داخل حياتك لا، تريد أن تأخذ جرأة، تريد أن تعرف كيف تختار مصيرك، قم بالتناول كثيراً لأن هذا ما يعطيك الحسم في الأمور التي لا تقدر عليها لأن وقتها المسيح هو الذي يفعل فيك، وقتها القوة الإلهية هي التي تتحرك فيك ليس أنت، ووقتها تستطيع أن تقول مع معلمنا بولس الكلمة التي يقولها "لا أنا بل المسيح أحيا لا أنا بل المسيح" وقتها تطمئن أنك متحد بالمسيح، وقتها يحيا المسيح في داخلك، وقتها تعيش بحسب الخليقة الجديدة، لماذا؟، لأنك أنت لست أنت، قم بالتعامل مع إنسان يقرأ الإنجيل كثيراً ويتناول كثيراً ستجده ليس هو، فهو من؟! هذا المسيح الذي نتحدث عنه.
معلمنا بولس الرسول يا أحبائي عندما يأتي ليتحدث يكرر كلمة في المسيح، في المسيح ، ثمانين مرة في رسائل معلمنا بولس الرسول يقول لك في المسيح يسوع، في المسيح يسوع، في المسيح يسوع، ثمانين مرة، لأنها كلمة مسيطرة على فكره، ما الكلمة المسيطرة على فكره؟ أنه داخل المسيح، هو من داخل المسيح، هو محفوظ من المسيح، يا لسعادتك يا معلمنا بولس، أنا كيف أصبح مثلك؟ يقول لك بالإنجيل والتناول، بالإنجيل والتناول أنت لن تصبح أنت، أنت ستصبح من؟ أنت ستصبح المسيح، أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في، يعتبر أنه ليس هو الذي يتحدث، يعتبر أنه ليس هو الذي يعيش، يعتبر أنه ليس هو الذي يفكر، يعتبر أنه ليس هو الذي يحب، لذلك قال لك "أما نحن فلنا فكر المسيح" لذلك يقول لك "أنتم الذين قد اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح" أصبحت أنت لابس المسيح، قم بالتناول، ولا تمنع نفسك من الخبز الإلهي ومن المائدة السماوية، العطية التي تفوق كل العطايا، أجمل عطية من الله للبشر أن يعطيهم جسده ودمه، لذلك الكتاب المقدس كان دائما يتحدث عن ثلاث كلمات رمزية، وكانت بداية الثلاث كلمات من العهد القديم إلي سفر الرؤيا، وهم "القمح والمسطار والزيت"، القمح هو الخبز، المسطار هو عصير العنب، في عصير العنب الكرم رمز للدم، الزيت رمز إلى الروح القدس، هؤلاء الثلاثة رموز يا أحبائي هم سر حياتنا، القمح والمسطار والزيت، عندما يقول لك انقطع السكيب، انقطع القمح والمسطار والزيت إعلم أن الله وصل بالإنسان لدرجة أن من كثرة ما رفض الإنسان العطايا فالله كف عن أن يعطي، لكن نشكر الله أنه يعطينا قمح ومسطار وزيت، نشكر الله أن كنائسنا لا تنقطع منها الذبيحة، نشكر الله أن كلمة الله متاحة لكل إنسان في كل بيت وفي كل مكان، نشكر الله أن القمح والمسطار والزيت موجودين لكن للذي يعرف قيمتهم.
لذلك يا أحبائي لا تهمل في إنجيلك، ولا تهمل في قداسك، لا تجعل القمح والمسطار والزيت معروضين عليك وأنت الذي تقول لهم لا في حين أن فيهم سر وجودك وسر حياتك، الله الذي فكر دائما كيف يشبعنا يجدنا مشتاقين أن ناكل، لذلك من ضمن التطويبات الجميلة "طوبي للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون".
فلنكن جياع وعطاش إلى البر لأنه يشبعنا.
يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
إختبار رعاية الله
أنهاردة تذكار نياحة بطريرك عظيم من اعمدة الكنيسة هو البابا يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية بطريرك يشهد للحق بطريرك يعلم بطريرك ناسك بطريرك مضطهد بطريرك أمين علشان كدة يا أحبائى فى نياحة أبائنا البطاركة يقرأ لنا أنجيل الراعى الصالح اللى يبذل نفسة عن الخراف وأن الراعى الصالح رد هو أمتداد لرعاية شخصربنا يسوع المسيح القدوس المبارك بنفسة وكان اللة يا أحبائى أراد أن يجعل رعايتة لنا دائمة فيرسل لنا رعاة بأسمة فكل كاهن وكل أسقف وكل بطريرك هو أمتداد لرعاية شخص المسيح بذاتة فعمل الرعاية فى الكنيسة عمل المسيح لأنة هو الراعى الصالح الذى يبذل نفسة لأنة هو باب الخراف الحقيقية فيجى يوحنا ذهبى الفم حياتة كلها يا أحبائى سلسلة من الاًلاًم لكن فى نفس الوقت حياتة كلها سلسلة من الرعاية فقد أبوة وهو طفل صغير لم يكمل العام أمة عندها عشرين سنة تربى فى يتم ةقهر وأمة كانت بتجتهد أن تعمل علية وبعد كدة كانت ثمرة تعبها أن كان إنسان محب جدا للة أشتاق للرهبنة لكن ولكن ماحبش بسبب أمة وأختير للكهنوت وثم أختير للبطريركية وكان دائم النسك والتقشف علشان كدة يقال عنة أن كان القديس معلمنا بولس الرسول يجلس بجوارة ___________ قراءة رسائل البولس ويقعد ____________ علية أحب جداً خدمة الفقراء وأعتبر أن من أهم أعمال الرعاية للأب الأسقف أو الأب الكاهن هى خدمة الفقراء ولقبهم بأعضاء جسد السيد المسيح وكان فى المطرانية بتاعتة وكان يطعم لا يقل عن خمسة اًلاف فقير يقيموا فى البطريركية __________ وكان يجمعهم __________ القديس يوحنا ذهبى الفم يا أحبائى على قدر ماهو عالم إلا أنة شخص يمارس الرحمة بنفسة ولة تفاسير تتعجب لها وتنظر لعمل الثالوث القدوس حينما نرى كيف فسر هذة التفاسير وكيف عرف هذة ________ علشان كدة يا أحبائى أنهاردة _________ أحتفال الكنيسة بنياحة القديس يوحنا ذهبى الفم دى مناسبة كبيرة قوى لاًن يوحنا ذهبى الفم مش مجرد بطريرك ولكنة نموذج عظيم فى الكنيسة ربنا يسوع المسيح قال عن نفسة قال أنا هو الراعى الصالح فأحنا يا أحبائى فى رعاية ربنا يسوع المسيح لاًنة هو الراعى الصالح بتاعنا هو شخص ربنا يسوع المسيح ____________ أن يختبر رعاية المسيح فى حياتنا الشخصية مين اللى يرعاها هو قال كدة الراعى الصالحيبذل نفسة عن الخراف وقال أنا هو باب الخراف قال الخراف تسمع صوتى فنستحق عمل الرعاية يا أحبائى هو __________ اللة يا أحبائى يرعانا ويدبر أمورنايقوينا ويرسل لنا ما نحتاجة فى حينة وخرج الشعب فى العهد القديم من أرض مصر من أرض مصر خرجهم فى رحلة برية ستموت لاربعين سنة يقولك أن أحذيتهم وسراويلهم لم تبلى تخيل يا احبائى لما واحد يلبس حذاء فى رجلة يقعد أربعين سنة ولا يذوب ( مايدوبش) لمدة أربعين سنة فكرك دة أن الحذاء معمول من جلد من نوع خاص مهما كان نوعة هيتحمل سنتين ثلاثة خمسة عشرة __________ سروال أو الجلابية واحدة لابسهم تقعد عبى جسمة أربعين سنة هو خرجهم زى ما هو كدة خرجهم من أرض مصر زى ما هم بحالهم طيب ة معناة غية هو الراعى الصالح هو فى الطريق بس مش عارفين السكة إية بسيطة أبعت لكم ( أرسل لكم ) عمود نار باليل وعمود نور بالنهار أبعت لك عمود نور فى حياتك أبعت لك عمود نور ماتخافش أول لما العمود يقف يقفوا وأول لما العمود يتحرك يتحركوا أحنا فى رعاية مين فى رعاية ربنا طيب دلوقتى عايزين ناكل بسيطة أبعت لكم أكل منين من فوق يترى من فوق نازل من فوق ببعت لهم المن والسلوى ببعت لهم المن كل يوم ببعت لهم الوجبة بتاعتهم اللى بيحتاجوها كل يوم يبعت لهم على قد اليوم بتاع اللى ياكلوا فية أية دة عمل اللة يا أحبائى دا عمل اللة يارب عن كل اًية ما تقلقش يبعت لهم أحتياجهم وأكثر طيب يو السبت مفروض مايخرجوش فية يقول معلس هابعت لك يوم الجمعة الاكل بتاع الاسبوع مش بس الجمعة كمان لماكانو يزرعوا كان يقول لهم السنة السابعة تأخذوها راحة طيب هناكل منين يقول لهم ماتافوش السنة الثالثة هابعت لكم محصول بتاع سنتين يارب أنت لازم تدينا ( تعطينا ) الضعف فى المحصول يقولك أنت فكرك أية أنت فكرك أن المحصول دة فى إيدك أنت دة ولا بقوتك ولا بزراعك ولا بذكائك لالا يقولك أنا المعتنى بكل واحد انا اللى أخد بالى منة ما أجمل يا أحبائى أن كل إنسان يكون عندةهذا الأنتظار وهذا الإيمان برعاية أب حنين واخد بالة منى قوىواخد بالة من أمور حياتى هوعارف دخولى وخروجى يعرف حدودى ويعرف إمكانياتى ويعرف ضعفاتى ويعرف إحتياجاتى يعرف أنا محتاج أمل أية وأشرب أية وألبس أية وهو عارف كل التفاصيل لكن عايز أقولك أنت لازم يكون عندكثقة كاملة فية ثق فى الراعى الصالح بتاعك اوعى تشك فى رعايتة مش هيسيبك أبداً مهما كان يا احبائى خليك واثق فى الراعى الصالح .. ربنا عايز يقولك أنت بس اتبع يسوع المسيح أنت بس أمشى ورايا أنت بس خلى عندك ثقة فيا أنا اقدر أن أبعت لك ( أرسل ) لك القوت بتاعك واقدر أنأهتم بك وأنت خليك دايما واثق أن أنت فى إيد أب حنين ربنا يسوع يا احبائى أكبر من أن يخاطبنا أن كل واحد فينا يبقى لة أرتباط شخصى مع ربنا فى أمور حياتة أن تدابير اللة فائقة أحنا بالنسبة لة حاجة كبيرة قوى بالظبط لما انت تعمل حاجة صغيرة قوى علشان تفرحة . ربنا هو اللى علمنا أزاى نفرح أولادنا وربنا هو اللى وضع فى قلوبنا محبة ورعاية ومسؤلية لاولادنا إذا كان ربنا هو اللى وضع فينا روح الابوة كم يكون هو يابخت يا أحبائى اللى عايش الجهات دى حاسس أن ربنا دة أبوة يعتنى بكل أمورة أطمئن لانة فى يد راعى صالح عموما البنى اًدم حاسس أن الراعى ________ ولا يأخدها لمكان غدار ولا يتركها عند الذئاب لا دة هيعتنى بها ويبذل نفسة من أجلها ربنا يا أحبائى عايز يورينا رعايتة الحقيقية لنا كل قدراتة من أجلنا أحنا نقولة كدة اللهم تعطى كل شىء لكل أحد يعطى كل حاجة لكل واحد فينا اوعى تظن أنة يعالم دة __________ قوى قوى يقولك دة بالنسبة لربنا دة ولا حاجة يقولك لا لا لا إذا كان العالم مليان ناس قوى قوى لكن انت غالى علية قوى قوى كل واحد فينا لة مزايا عند ربنا كل واحد فينا لة تميز كل واحد فى البشر دى كلها لة البصمة بتاعتة مختلفة عن الناس أزاى الخطوط الرفيعة دى اللى فى إيدينا فى منها سبعة مليار ولا ثمانية مليار ولا تسعة مليار مثلا أزاى الخطوط اللى فى ايدينا مختلفة كل واحد عن التانى كل واحد فينا عينة لها بصمة أزاى مين اللى عمل كدة مين يا أحبائى اللى ميزنا أزاى كل واحد فينا لة صوت مختلف عن التانى أزاى أن أنت تسمع واحد تقول صوت فلان لأزاى يا أحبائى كل واحد فينا يقدر يعرف الصوت أزاى كل واحد فينا لة مشاعر أزاى ربنا ________ رعاية ربنا لنا وتميز ربنا _________ بتاعنا عندة لأن الأمر دة علية أن يحاول ____ يحاول ________ ياترى ربنا يعرف مين ولا مين دة أحنا ولادة ___________ لأنا هو الراعى الصالح ثق فى رعاية ربنا لك جدا ثق أنة بيدبر أمورك وبيدبر كل مرحلة سلم نفسك للة وقولة أنت الراعى الصالح أنت اللى بتدبر حياتى لما تيجى تاكل أشكرة على الأكل لأن مين اللى بعتة هو الكنيسة تعودنا قبل ما ناكل نقول لة كدة تبارك يارب يامن تحولنا منذ حداثتنا فأفتح يديك وأشكرة يعنى وأنا باكل بأفتكر أن ربنا بيأكلنى هو اللى بيأكلنى وأنا طفل صغير تباركت ياربنا يا من تعولنا منذ حداثتنا فأفتح يدك وأشكرة بيشبع كل حى من رضاة يعنى كل واحد بيننا بيأكل من أيد ربنا حول حتى الأكل اللى أنت بتاكلة إلى قصة حب بينك وبين اللة حول الأكل اللى أنت بتاكلة إلى أن دة تعبير من تعابير رعاية اللة لك يفتح يدة فيشبع كل حى من رضاة رعاية فائقة يا أحبائى رعاية فى كل مراحل حياتنا رعاية فى أمورنا يقولك على ___________ الليلة اللى أنتفى فيها حصلت زلزلة كبيرة _________ اللى أمرت بنفية وتحايلت على زوجها علشان خاطر ينفية هى نفسها اللى تحايلت على زوجها علشان يرجعة لما رأت الزلزال . السماء تتحرك لعوننا يا أحبائى اللة يدبر كل أمر لخلاصنا القديس أثناسيوس الرسول لما أحبوا مرة يموتوة ولا ينفوة قالو _________ تنقلب علية وفى نفس الوقت متضايقين منة جدا لانة كان يتكلم عن الإيمان الأرثوذكسى السليم . قالوا أحنا نعمل فية حاجة علشان يموت موتة طبيعية موتة ربنا نرمية فى البحر علشان لو ممتش من البحر والأمواج يموت من الجوع أو العطش وفى الأخريقولك السفينة دى قعدت تمشى بهدؤ وسلام لغاية لما وصلت ميناء الأسكندرية أية دة فية . الراعى الصالح يا أحبائى أوعى تفتكر أن الأكل اللى أنت بتاكلة جاى لوحدة جاى من الماكينة دة جاى من أيد ربنا أوعى تفتكر أن قلبك دة بيدق لوحدة أوعى تفتكر أن النفس اللى أنت بتاخدة دة منك أنت لا دة من عند اللة أوعى تفتكر أن الهواء اللى بتتنفسة دة جايبة لنا محدش جايبة أحنا مديونين لربنا فى حياتنا مديونين للراعى الصالح ياأحبائى اللى يرعانا كل دة الرعاية زادت كل ما الحب بيننا زاد كل ما العلاقة بتبقى أقوى كل ما عرفت يعنى اية أصلى كل ما عرفت يعنى أية أحب الهى كل ما عرفت فضلة عليا أسجد أعترف بفضلة ومحبتة لأنة هو الراعى الصالح فيؤكد علينا يا أحبائى ويثبت فينا حقيقة أنة عارف كل واحد باسمة وعارف كل واحد فينا تفاصيل حياتة أحنا لازم كمان نقول لة أية نسبحك ونباركك نمجدك نشكرك تقعد كدة تعترف بمجدة وتعترف بفضلة برعايتة لأن فى الحقيقة الغنمة المطيعة والشاطرة تبقى لها كرامة كبيرة عند الراعى علشان كدة يا أحبائى يقولوا كدة اللى ____________ على عصاية ربنا يدينا يا أحبائى فى كل لحظة وفى كل وفى كل يوم أن نختبر رعاية ومحبة وأبوة ربنا لنا أن نتأكد فى كل يوم أنة يعرفنا أن نتأكد فى كل يوم أن خلاصنا وسلامنا وأرواحنا وأرزاقنا وأولادنا فية لأنة هو الراعى الصالح ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا لألهنا المجد أبداً أبدياً أمين
غذاء الراعى لقطيعة
فى تذكارات الآباء البطاركة يا احبائى تقرأ علينا الكنيسة انجيل الراعى الصالح قال كدة الحق أقول لكم ان الذى لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف وليطلع من موضع آخر فذاك سارق ولص أما الذى يدخل من الباب فهو راعى الخراف لهذا يفتح الباب والخراف تسمع صوته فيدعو خرافه باسمائها ويخرجها ماذا أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها والخراف تتبعه لانها تعرف صوته راعى الخراف ده يعنى هو اللى بيهتم بهم يعنى هو اللى بيفكر لهم هياكلوا ازاى يناموا فين ايه المكان الآمن يشربوا منين من مكان تكون الماية بتاعته ماية صالحة ايه المكان اللى يقدر يحفظهم من الذئاب ايه الميعاد اللى يخرجوا فيه ايه المعاد اللى يرجعوا منه عارف الغنماية الشقية عارف اللى رجلها تعبانة وعارف اللى سنها كبير وبيحاول يهتم بكل أحد ومن اكثر الحاجات اللى هو بيهتم بها انه هو يأكلهم ربنا يسوع المسيح هو راعى الخراف العظيم هو راعى الرعاة وهو راعى نفوسنا هو المهتم بنا اذا كان على مستوى اهتمام راعى بخروف بيكون مركز معاه جداً واخد باله منه جداً كم يكون راعى النفوس فربنا يسوع باصص الينا دلوقتى كلنا يا احبائى كأننا قطيعه الخاص كل واحد فينا هو عارفه كويس قوى بظروفه بحاله بضعفاته بنقائصه بأمراضه بسنه بظروف بيته عارف كل واحد فينا وعارف احتياجات كل واحد فينا وبيحاول يسددها وعايزنا كلنا شبعانين وعايزنا كلنا مسرورين وفرحانين لكن لازم ناخد بالنا من فرق جوهرى بين طريقة اهتمام ربنا بينا وبين اللى احنا عايزينه منه احنا عايزينه ياخد باله مننا انه يقعدنا فى مكان كويس يعنى يجيب لنا شقة كويسة ويأكلنا أكل كويس يعنى ناكل حاجات كويسة ويشربنا شرب كويس ويرعانا ياخد باله مننا يعنى فى الحقيقة يا احبائى نظرية ان ربنا ياخد باله مننا دى موجودة و موجودة جداً وبيعتنى بنا جداً بس فيه نقطة جوهرية لازم ناخد بالنا منها ان الانسان من ساعة ما بيتعمد يخلع العتيق ويلبس الجديد من ساعة ما احنا اسم المسيح دعى علينا فلم تعد بشرية قديمة لكن بشرية جديدة فاحنا نقدر نقول كدة خلعنا العتيق ولبسنا الجديد ومعلمنا بولس الرسول قال كدة ان كان أحد فى المسيح يسوع فهو خليقة جديدة فلما الخليقة تجددت يتجدد معها غذائها وتجدد معها سكنها وتجدد معها طبيعتها فلم تعد يا احبائى احنا من الخليقة القديمة أو العتيقة اللى هى ايه اللى هى عايزة تاكل وتشرب وتعيش وتسكن لا دى الخليقة القديمة لا دى الخليقة القديمة العتيقة اللى المسيح جاء جددها لنا فخلانا نبقى خليقة جديدة .
الخليقة الجديدة دى أكلها مختلف مش هو الأكل بتاع الخليقة القديمة وسكتها مختلف وذهنها مختلف وطبيعتها مختلفة احنا دلوقتى يا احبائى فى الخليقة الجديدة لازم نعرف ان احنا لنا غذاء جديد ايه الغذاء الجديد اللى ربنا يسوع المسيح بيقدمه لنا حاجتين بيعتمد فيهم بشكل أساسى على تقويتنا واطعامنا وتغذيتنا حاجتين مهمين جداً الكلمة والافخارستيا الكلمة والتناول هو دلوقتى الراعى الصالح بتاعنا الراعى ده عايز يأكل الخراف بتاعته احنا خرافه احنا قطيعه جايبنا هنا الكنيسة ليه عشان يرعانا عشان يهئ قدامنا مائدة ايه المائدة اللى بيقدمها لنا دلوقتى مائدة الخبز السماوى ايه المراعى الخضر اللى بيربضنى عندها ايه مياه الراحة اللى بيوردنى اليها دى ينابيع الروح اذن احنا يا احبائى بقينا خليقة جديدة أكلنا مختلف اللى عايز يعيش بحسب الخليقة الجديدة لازم يتغذى لأنه هيموت لو ما أكلش ايه اللى ياكله ياكل حاجتين ياكلهم أكل أكل أكل مش بشكل معنوى ولا بشكل عقلى لا أكل حقيقى اللى هو ايه الكلمة والافخارستيا عايز تغذى طبيعة الانسان الجديد اللى جواك عايز تقول فعلاً ان أنا خليقة جديدة يبقى تتغذى كويس يبقى تقرأ كثير فى الكتاب المقدس كثير كثير كثير يعنى مش خمس دقائق ولا عشرة دقائق ولا نص ساعة لا تقرأ كثير تعد مع الانجيل كثير ليه لأن ده غذائك ده واحد بياكل شوف أنت بتقضى فى النهار قد ايه أكل رغم ان الانسان معروف بياكل بسرعة يعنى لو جمعت وقت الأكل بتاعك فى اليوم مش هيقل عن ثلث ساعة نصف ساعة فى الثلاث وجبات اللى ممكن أنت تاكلهم على الأقل خالص تقعد مع الانجيل نص ساعة فى اليوم ده على الأقل خالص لم يكن أكثر ليه ما هو أنت بتاكل مش أنت خليقة جديدة طيب يوم مع يوم ما أكلتش ايه اللى يجرالك لو ما أكلتش بحسب الجسد أعضائك بتضمر بتضعف بتهزل كذلك الانجيل عايز تتصلح وعايز تصلح من خليقتك الجديدة غذيها اقعد مع الانجيل عشان كدة يقول لك وجدت كلامك كالشهد فأكلته ويلاقى ان إرميا يشوف درج ياكله وتلاقى ربنا يكلم الانبياء كثير باقوال وتعاليم وبرموز ويخليهم يشبعوا من الكلمات الالهية ليه عشان يتغذوا ده يوم ما يحب يسيب لهم ميراث يسيب لهم كلمته معلمنا بولس الرسول يقول لهم استودعكم لكلمة الله الغنية القادرة ان تبنيكم داود يقول أجتهد أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة وكلامك أحلى من العسل والشهد فى فمى يعنى بيتاكل بيتاكل طعمه حلو وطعمه جميل عايز تغذى الخليقة الجديدة كل كثير اقعد مع الانجيل كثير وكل ما تاكل كل ما تلاقى نفسك جعان وكل ما تلاقى نفسك فرحان وكل ما تفهم فى الاسفار كل ما تقول المجد لعظمتك يا رب ربنا لما حب يعرفنا بنفسه عرفنا نفسه بايه بالانجيل هنعرف ازاى فاللى ما يقراش الانجيل ميعرفش ربنا لأنفى الانجيل هيعلن لك من هو الله الله الرحيم الله غافر الذنب الله ساتر الخطايا والعيوب الله المحب للقداسة الله المحب لقطيعه ولشعبه كل ده الله طويل الاناة معاملات الله فكر الله هتعرفها فين فى الانجيل طيب ما بتقراش الانجيل تبقى أنت غريب عن فكر الله وطالما أنت غريب عن فكر الله هتبقى تلاقى نفسك الحياة الله أنت عايشها عايشها بفكرك مش بفكر الله وهذا هو الجحيم ايه الجحيم الحياة بفكرك عشان كدة تلاقى الانسان بيعانى شقاء واضطراب وخوف وقلق ويشتغل ومش باين عليه ويجيب كثير ويضيع أكثر ومش لاقى طعم لحياته ولا عارف يهدأ ولا قادر يهدأ ليه أصل عايش بفكره مش واخد الفكر الالهى مش متشبع بالكلمة مش شبعان فجعان مسكين فالكلمة اثنين الخبز السماوى عايز تاكل تشبع عايز تغذى الخليقة الجديدة اقرأ الكلمة كثير واتناول كثير كثير كثير كثير نتناول كثير ليه قال لك هذا هو خبز الله النازل من السماء المعطى حياة للعالم يديك حياة أنت وأنا ميتين طيب عايزين نصحى نصحى نعمل أيه ناخد خبز الحياة ده الحياة تتحد بالموت اللى فينا تعمل ايه تحيينا دايماً كدة الحاجة الأقوى تقدر تتسلط على الحاجة الأضعف الضلمة عايز تحاربها مالهاش أى طريقة ان أنت تحاربها لا أنت تقعد تقول يا وحشة يا ضلمة يا كئيبة يا ضلمة ولا تجيب عصاية تضربها بها عايز تقاوم الضلمة نور النور عايز تقاوم الموت اللى جواك دخل الحياة ايه الحياة خبز الله المعطى الحياة للعالم السيد المسيح رئيس الحياة أخذت المسيح اتحدت به واحد من الآباء القديسين يقول لك عارف لما تجيب كدة حتتين شمع كدة وتروح جايب شوية نار وتروح لاحم حتتين الشمع دول الروح القدس لما أنت بتاخد جسم المسيح الروح القدس بيعمل مفعول النار ده يروح لاحم جسم المسيح بايه بجسمك بقى جسم مين ده بقيت أنت ماشى مش بجسمك بقى جسم مين بقى بجسم المسيح عشان كدة هو قال وقاصد ان يقول ان من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وانا فيه عملية اتحاد فعلى يتم مش كلام فلاسفة ولا معلومات اتحاد فعلى الروح القدس بيوحد جسمك بجسم المسيح عايز تتغذى اتناول عايز الخليقة الجديدة اللى جواك تتغذى تصلى كثير ازاى واحنا بس مليانين مشغوليات نرتب ازاى واحنا سرحانين نفهم ازاى كلمة ربنا واحنا مش قادرين نساعد فقراء ازاى واحنا أساسا مش مكفيين عمال تحتار محتار ليه لأن دى الخليقة العتيقة مش الجديدة فى المسيح يسوع هو اللى بيعمل مش أنت هو اللى بيتوب هو اللى بيقدس هو اللى بيتكلم عيش الخليقة الجديدة عشان كدة تتغذى المسيح الراعى الصالح عايز يغذى قطيعه اللى هو أنتم . أنتم مفروض جايين دلوقتى فاتحين قلوبكم وفاتحين اذهانكم مشتاقين للاتحاد به وهو فى الاخر مش لاقى حاجة يغذيكم بها قد ما يقطع من جسمه ويعطى لكم عشان تتحدوا به ده ايه ده قمة الحب و قمة العطاء عشان كدة يا احبائى لو عايز تنمو فى محبتك لربنا وعايز الخليقة الجديدة اللى جواك تكبر وعايز الشكوى الدائمة والكثيرة من حالة الضعف الدائم اللى احنا فيها أقول لك هى حاجة من الاثنين يا تعيش أنت يا يعيش المسيح جواك . عشان المسيح يعيش جواك يعنى لازم تتغذى باستمرار وتتحد به باستمرار طيب هو سايبنا ابداً بيدينا باستمرار مين فينا يا احبائى يقدر يقول له كلمتك مش متاحة لى ومين فينا يقدر يقول له التناول مش متاح لى واحنا يا احبائى احياناً بنتعامل مع بعض ناس فى ظروف صعبة سفر يقول لك ساعتين سفر واللى يقول لك ست ساعات واللى يقول لك أروح بطيارة عشان اتناول واللى يقول لك أروح بلد تانية طيب أحنا نقول ايه اذا كان احنا كدة نقول له لا يا رب ما تسمحش ما تسمحش ان جسدك ودمك يبقى جنبى وأنا نايم ولا مذبحك يبقى مفتوح وأنا غفلان وأنا قلبى مقفول لا منين أما سترك يتفتح يتفتح ستر الهيكل بتاعك يتفتح أنت بتفتح قدامى باب السماء وطالما باب السماء يتفتح قدامى يبقى أنا قاعد زى ما أكون أول الموجودين لأن أنا مش عايش غير علشان خاطر أنا مستنى اليوم اللى اروح فيه السماء وطول حياتى على الأرض أنا عمال اتدرب على السماء اتدرب على السماء لغاية ما ييجى اليوم اللى هستقر فيه فى السماء هتبقى مش متضايق هو عايز يغذينى يا احبائى عارض جسده ودمه علينا بيقول لك تعالى تعالى وأقترب منى لكى تتبرر من خطاياك احنا نقول ايه احنا نقول حاضر جايين خاضعين جايين لك مبكرين جايين لك مشتاقين جايين لك مستعدين مش جايين برخاوة ولا جايين نتكلم ولا جايين نبص على بعض لا جايين عنينا على المسيح على الذبيح جايين عنينا مرفوعة إليه فيه مرد فى القداس يقول ارفعوا أعينكم ناحية المشرق لتنظروا المذبح وجسد ودم عمانوئيل الهنا موضوعين عليه شوفوا المذبح وشوفوا جسد ودم ربنا يسوع المسيح والملائكة ورؤساء الملائكة حواليه ونعد نصلى طول القداس عشان نهئ للحضور الالهى عايز تتغذى عايز الخليقة الجديدة اللى جواك تكبر اللى فيك تكبر تعالى واتغذى من الطعام الجديد ما أصعب يا احبائى ما أصعب ان أنت تيجى الكنيسة عشان عايز تتغذى بطعام العالم وبأسلوب العالم ما أصعب ان يكون انسان ما خلعش العتيق اللى جواه وجاى عايز يعيش بالعتيق جوة الكنيسة نقول لا ما ينفعش عشان تيجى الكنيسة بيتغير طبعك وطالما اتغير طبعك اتغير غذائك عشان كدة بقى أهم حاجة عندك فى الكنيسة هى ان تحضر قداس تحضر صلاة تحضر تسبيح ما هو ده الطعام اللى أنت عايش به تحضر تفسير للكتاب المقدس حاجة تشوقك ازاى تكون تعيش فى سيرة القداسة هو ده الطعام اللى بتقدمه لك الكنيسة اسعى دائماً ان أنت تتغذى بحسب الانسان الجديد لا تهمل الانسان الجديد اللى جواك لا تتركه يتضور جوعاً لا تترك الانسان الجديد اللى جواك وهو مش لاقى حتة لقمة ولا لاقى القوت الضرورى وعمال يضعف يوم مع يوم لا أعطى له وغذيه واللى يغذى الانسان الجديد هيبص يلاقى ايه ابتدى بقى يقدر يسيطر على الجسد يقدر يقول للجسد لأ آخر حاجة عايز أقولها يا احبائى فيه ملحوظة ابتدينا نلاحظ كدة ان الناس بدات تفرط فى صوم يومى الاربعاء والجمعة الناس واخدة الموضوع شوية باستهتار تحت بند ان ربنا يعنى مش بيدق قوى على حاجة زى كدة يعنى هتفرق يعنى ايه ما كله أكل وخلاص لأ ده أبسط دليل ان أنت عايز تسلك بحسب الانسان الجديد الاربع والجمعة دى بتذكرنا بآلام ربنا يسوع المسيح لا يليق أبداً ولا يستقيم أبداً ان النهاردة يبقى يوم جمعة حيث آلام الرب وحيث صليب ربنا يسوع المسيح واحنا نطلب لأنفسنا رفاهية ان احنا عايزين ناكل الأكلة دى ولا الاكلة دى لا ده أبسط حاجة أشاركك فى صليبك يا رب بأقل أنواع المشاركة بحرم جسدى بعض الحرمان من بعض الأمور التى قد يتلذذ بها وهذا قليل عشان اشعر ان هذا هو يوم صليبك فاشاركك فى آلامك بمقدار ضعيف وكل ما أنا قدرت أقوى روحياً أكثر كل ما أنا فرضت على نفسى شركة فى صليب ربنا يسوع المسيح أكثر قوة هو سيدنا لكن لازم نمارس الحد الأدنى فلا تستهتر فى هذا الأمر يا احبائى ولا نفرط فيه أبداً الشخص من يوم ما بيتعمد بيوصيه والديه انهم يحفظوا صوم يومى الاربعاء والجمعة وتلاوة الكتب المقدسة والذهاب إلى البيعة باستمرار ويقول له أنه لا تمكنوا أولادكم من المضى إلى الأماكن غير المرضية اجتهدوا ان تعلموهم الطهارة والعدل والرحمة والصدقة بيعد يوصى من أولها ان أنت تحافظ على صوم يوم الاربعاء والجمعة فأنت عايز تغذى الروح بتاعتك غذيها بالوصية الالهية شوف هو بيقول لك أيه واعمله اتناول كثير صوم كثير اقرأ الكلمة كثير هتلاقى الانسان الجديد اللى جواك ابتدى يكبر ابتدت أشواقك لربنا تزيد ابتدت شهوة الابدية تزيد وابتدت محبة ربنا فى قلبك تزيد واللى يحب ربنا يبص يلاقى نفسه مشتاق لحاجات روحية كثيرة ومفيش انسان يحب ربنا إلا يحب كل اللى حواليه . يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد إلى الأبد أبدياً آمين .