العظات
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج7
الأصْحَاحُ السَّادِسَُ عَشَرَ :-
" مَسَحَ داوُد مَلِكاً "
رفض الله شاوُل مِنْ المُلك بِسبب تعدياته الكثِيرة00مرَّة قدَّم ذبِيحة وَعِندما سألهُ صَمُوئِيل النبِى عنها قال لَهُ لأِنَّكَ تأخرت عَنْ المجِئ00وَفِى حرب عمالِيق قَالَ لَهُ الله حرِّم كُلّ شئ لِعمالِيق فوجدناه إِحتفظ بِبعض الذبائِح وَبعض الغنائِم ، وَلَمَّا سألهُ صَمُوئِيل النبِى قَالَ أنّ الشَّعْب هُوَ الَّذِى فعل ذلِك وَإِحتفظ بِبعض المواشِى وَالغنم لِتقدِيم ذبائِح لله فَرأينا صَمُوئِيل النبِى يقُول لَهُ عِبارة جمِيلة [ هَوذا الإِستماعُ أفضلُ مِنَ الذَّبِيحةِ وَالإِصغاءُ أفضلُ مِنْ شحمِ الكِباشِ ] ، الله لاَ يفرح بِذبائِح مِثلما يفرح بِالطاعة لِكلامه00صَمُوئِيل أعلن أمام شاوُل أنّ الرَّب قَدْ رفضهُ وَوجد آخر غيرهُ [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ حَتَّى متى تنُوحَ عَلَى شَاوُلَ وَأنَا قَدْ رَفضتهُ عَنْ أنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ ] ، صَمُوئِيل لازال يبكِى عَلَى شَاوُل رغم أنَّ الله رفضهُ فِى بِدايِة السِفر قُلنا أنَّ هذا السِفر هُوَ سِفر الصلاة00صَمُوئِيل رجُل مُصَلِّى00إِنْ كانت لديهِ مُشكِلة مَعَْ شَاوُل كيف يحِلّها ؟ هل بِالتوبِيخ وَالكلام ؟ بِالصلاة00مُمكِن يوبّخ لكِنْ ليس لِلحظات ثُمَّ يمضِى الأمر وَينتهِى00لاَ00كان يمضِى وقت طوِيل فِى الصلاة مِنْ أجل شَاوُل وَليتنا نتعلَّم ذلِكَ عِندما تُصادِفنا مُشكِلة مَعَْ شخصٍ مَا بدل ما نتكلَّم نُصَلِّى مِنْ أجله00حَتَّى أنَّ الله قَالَ لِصَمُوئِيل هل أنت أحنّ مِنِّى عَلَى شَاوُل00صَمُوئِيل يُمّثِل قلب مُتسِع جِدَّاً00قلب يحمِل صلاح الله00يحمِل قلب بِحسب قلب الله 00ينُوح عَلَى إِنسان رفضه الله إِلاَّ أنَّهُ عِندهُ آراء فِى توبة الكثِيرِين وَهذا يُعرِّفنا مسئوليتنا نحو إِخوتنا ، حَتَّى الَّذِينَ تركُوا الإِيمان وَالجاحِدين وَالغير مُستمِعِين لِصُوت الله هل أنَا أُصَلِّى مِنْ أجل إِخوتِى وَالضُعفاء وَالمُعانِدِين وَالمُتمردِين ؟ 00صَمُوئِيل لاَ يُصَلِّى فقط بَلْ وَينُوح وَالنواح درجة أعلى مِنْ البُكاء 00هُوَ بُكاء بِحُزن مِنْ هُنا يقُول لَهُ حَتَّى متى تنُوح عَلَى شَاوُل وَأنَا قَدْ رفضتهُ ؟ وَلِنرى الدرجة الَّتِى يصِل لها القلب الواسِع بِالإِيمان أنَّهُ ينُوح عَلَى إِخوتِهِ الساقِطين تحت نِير الخطايا قَالَ الله لِصَمُوئِيل إِطوِى صفحة شَاوُل [ إِملأْ قرنكَ دُهنْاً وَتعالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبيتلحمِيِّ ] 00إِملأ قرنك دُهن وَأنَا أُرسِلك إِلَى يسَّى البيتلحمِى أبو داوُد مُجرّد أنْ تتخلَّص مِنْ شَاوُل أنَا أُرسِلك لِبيت يسَّى [ لأِنِّي قَدْ رأيتُ لِي فِي بنِيهِ مَلِكاً ] 00أنت يا الله تعلم شعبك كُلّه00كُلَّ أولادك بيت بيت وَشخص شخص وَقرية قرية نعم أعرِفهُمْ الله يقُول لِصَمُوئِيل أنَا رأيت لِى فِى أولاد يسَّى أحدهُمْ ينفع مَلِكَ لإِسرائِيلَ وَكما يقُول المزمُور [ عينايَ عَلَى أُمناء الأرضِ ] ( مز 101 : 6 )00أىّ الله يعرِف الكُلّ[ العارِف قلب كُلّ أحد القُدُّوس المُسترِيح فِى قديسيه ]هُوَ يقُول أنَا قَدْ رأيت لِى فِى بيت يسَّى مَلِكَ 00يا الله الَّذِى لاَ يعلمهُ النَّاس أنت تعلمهُ00الصبِى الصغِير داوُد الَّذِى فِى قرية صغِيرة وَلَهُ سبعة إِخوه غيرهُ أنت تعرِفهُ أحياناً يضربنا عدو الخير ضربة صعبة وَهى أنْ نتساءل هل يعرفنا الله وَيشعُر بِنا ؟ماذا أُمَثِل لله ؟ أنَا واحِد وسط ملايِين ؟00لاَ00الله يعرفك وَكما قَالَ لأرميا[ قبلما صَوَّرتُكَ فِي البطنِ عرفتُك وَقبلما خرجتَ مِنْ الرَّحِمِ قدَّستُكَ ] ( أر 1 : 5 )وَكما يقُول لِيعقُوب [ أنت لِي ]00أنت مِلكِى الله يُرِيد أنْ يُقِيم لِنَفْسِهِ أشخاص يختارهُمْ لِيعملُوا لِحِساب ملكوته00نِعمة العهد الجدِيد جعلتنا كُلِّنا ملُوك [ وَجعلنا مُلُوكاً وَكهنةً للهِ ] ( رؤ 1 : 6 )00الله يُرِيد أنْ يُعلِن غايتهُ فِينا وَيُقِيم مِنْ كُلٍّ مِنَّا مَلِكَ لَهُ وَمسِيح لَهُ الله يُحِب ذلِكَ وَيُرِيد أنْ يملُكَ عَلَى كُلّ نَفْسَ لَهُ وَيُعطِيها أنْ تصلُح لِمملكة وَكما يقُول عَنْ النَفْسَ البشريَّة [ فَبسطتُ ذيلِي عليكِ000 فَصِرتِ لِي 000 فَصلُحتِ لِمملكةٍ ] ( حز 16 : 8 – 13 ) قَالَ الله لِصَمُوئِيل قَدْ رأيت لِى مَلِكاً فِى بيت يسَّى [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ كيف أذهبُ0إِنْ سَمِعَ شَاوُلُ يقتُلُنِي ] 00صَمُوئِيل حركته محسُوبة هُوَ مِنْ حقَّه يذهب لأىّ مكان لِيُقِيمْ طقُوس دِينيَّة لكِنْ ليس مِنْ حقَّه أنْ يمسح مَلِكَ فِى وجُود مَلِكَ الله حلَّ لَهُ المُشكِلة فَقَالَ لَهُ خُذ لِنَفْسَكَ ذبِيحة وَقدِّمها عَنْ بيت يسَّى البيتلحمِى وَأجمع القرية كُلّها وَبِذلِكَ يكُون لَكَ الحقَّ فِى أنْ تدخُل القرية00ذهب صَمُوئِيل كما قَالَ لَهُ الله وَجمع أهل القرية كُلّهُمْ وَلكِنْ هذا الأمر لَمْ يكُونُوا مُعتادِين عليه قَالَ لَهُ الله [ خُذْ بِيدِكَ عِجلةً مِنَ البقرِ وَقُلْ قَدْ جِئتُ لأِذبح لِلرَّبِّ0 وَأدعُ يَسَّى إِلَى الذبِيحةِ وَأنَا أُعَلِّمُكَ ماذا تصنعُ وَأمسحْ لِيَ الَّذِي أقُولُ لَكَ عَنْهُ ] 00أنَا أعلم مَنَ الَّذِى ستمسحهُ لِى00الَّذِى أقُولُ لَكَ عنهُ00لَوْ عرفنا أنَّ الله إِختارنا ملُوك لتعاملنا مَعَْ أنفُسِنا بِإِحساس مُختلِف00لَوْ عرفنا أنَّنا مُختارِين لعرفنا إِرادة الله أنَّهُ يُعطِينا كرامة عظِيمة كما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالته لأهل أفسُس [ كَمَا إِختارنا فِيهِ قبل تأسِيسِ العالم ِلِنكُون قدِّيسيِن وَبِلاَ لُومٍ قُدّامهُ فِي المحبَّةِ ] ( أف 1 : 4 )00عِندما أعرِف إِنِّى مُختار مِثْلَ داوُد أعرِف كَمْ أعطانِى الله مَا لاَ أستحِقهُ فَأتعامل مَعَْ نَفْسِى بِطرِيقة مُختلِفة وَقَالَ الله لِصَمُوئِيل [ إِمسح لِيَ الَّذِي أقُولُ لَكَ عَنْهُ0 فَفَعَلَ صَمُوئِيلُ كما تكلَّمَ الرَّبُّ وَجَاءَ إِلَى بيتِ لَحمٍ ] وَمِنْ الآنَ نضع صُورة لِداوُد وَنُطّبِقُها عَلَى المسِيح وَسنجِد أوجه مُقارنة أكثر مِنْ 20 – 30 نُقطة 0
أوَّلاً :- داوُد وَالمسِيح مِنْ بيت لحم00عِندما ذهب صَمُوئِيل لِبيت لحم [ فَإِرتعد شُيُوخُ الْمدِينةِ عِنْدَ إِستقبالِهِ وَقَالُوا أسَلاَمٌ مجِيئُكَ ] 00أجِئت فِى سلام ؟نحنُ بلد صغِيرة لِماذا جِئت ؟ أحياناً النِفُوس الغير مُهيَّئة لِعطايا الخلاص ترتعِد فِى حِين أنَّ النِفُوس المُهيَّئة لِعطايا الخلاص تمتلِئ بِالسلام00هل أنَا نَفْسِى مُهيَّئة لَمَّا تأخُذ عطايا الخلاص ؟هل ترتعِد أم تمتلِئ بِالسلام ؟قَالَ لهُمْ صَمُوئِيل [ سَلاَمٌ0 قَدْ جِئتُ لأِذبحَ لِلرَّبِّ0 تَقَدَّسُوا وَتعالوا معِي إِلَى الذَّبِيحةِ] 00 أنَا أُرِيد أنْ أُقّدِم ذبِيحة وَأشكُر الله00وَكلِمة " تقدَّسُوا وَتعالوا معِى لِلذَّبِيحة "نقولها بِإِستمرار لأِنْفُسِنا وَنحنُ ذاهِبِين لِكُلّ قُدَّاس لأِنَّهُ لابُد أنْ نُقّدِس أنفُسِنا لِلذَّبِيحة إِحذر أنْ تتقدَّم لِلذَّبِيحة بِدُون تقدِيس صادِق لأِنَّ الذَّبِيحة تحتاج تقدِيس فِكر وَقلب وَنَفْسَ بِالتوبة وَالإِستعداد قَالَ صَمُوئِيل النبِى لِيسَّى البيتلحمِى هات أولادك لِى واحِد واحِد00فَأتى بِالبكرِ وَهُوَ أَلِيآبَ وَتوقَّع صَمُوئِيل أنَّ البِكر هُوَ الَّذِى يختاره الله00وَسأل الله هل هُوَ الَّذِى تُرِيده يارب ؟ فَقَالَ الرَّبّ [ لاَ تنظُرْ إِلَى منظرِهِ وَطُولِ قامتِهِ ] 00طُول القامة يُذكِّرنا بِشَاوُل الَّذِى كان أطول إِنسان فِى البلد كُلّها[ لأِنَّهُ ليس كما ينظُر الإِنسان لأِنَّ الإِنسان ينظُر إِلَى العينين وَأمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ ينظُرُ إِلَى القلبِ] 00إِحذر أنْ تنظُر لِلمظهر لاَ تختار الطوِيل أوْ ذُو العينين00الإِنسان ينظُر لِلعينين لكِنْ الله يختار بِحسب القلب[ وجدت داوُد عبدِي حسب قلبِي ]00لِذلِكَ الكِتاب يقُول[ لاَ تحكمُوا حسب الظَّاهِر ] ( يو 7 : 24 )00لاَ تغتر بِالمظهر وَ لاَ تُقيِّم الأمور مِنْ الخارِج 00حاوِل أنْ تكُون لَكَ نظرة عمِيقة لِلأمُور00فَقَالَ لَهُ [ فَدَعَا يَسَّى أبِينادابَ وَعَبَّرَهُ أمَامَ صَمُوئِيلَ0 فَقَالَ وَهذا أيضاً لَمْ يخترهُ الرَّبُّ0 وَعَبَّرَ يَسَّى شَمَّةَ0 فَقَالَ وَهذا أيضاً لَمْ يخترهُ الرَّبُّ0 وَعَبَّرَ يَسَّى بَنِيهِ السَّبْعَةَ أمَامَ صَمُوئِيلَ فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى الرَّبُّ لَمْ يخترْ هؤُلاءِ ] بدأ يَسَّى يدعِى أولاده السَّبعة كُلّهُمْ لكِنْ الله لَمْ يختار مِنهُمْ أحد00وَسأل صَمُوئِيل يَسَّى أليس لديك أولاد أُخرى ؟ يَسَّى عبَّرَ عَلَى صَمُوئِيل كُلَّ أولاده الَّذِينَ كانُوا فِى الذَّبِيحة وَقَدْ تخيَّل أنَّهُمْ هُمْ أولاد يَسَّى فقط وَليس لَهُ آخر لَمْ يحضر الذَّبِيحة 00لكِنْ يَسَّى قَالَ لَهُ يوجد ولد صغِير فِى الحقل حَتَّى لاَ نترُك كُلِّنا عملنا وَ لاَ نتغيَّب عَنْ رعية الغنم فَأخذت أولادِى الكِبار لأِنَّهُمْ أهم وَتركت الصغِير يرعى الغنم [ بَقَي بعدُ الصَّغِيرُ وَهُوذا يرعى الغنمِ0 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى أرسِلْ وَأتِ بِهِ ]داوُد رقم ثمانية بين إِخوتِهِ 00وَرقم ثمانية يُشِير إِلَى الحياة الجدِيدة لأِنَّ الله خلق الخلِيقة فِى سِتَّة أيَّام وَإِستراح فِى اليوم السَّابِع00وَرقم ثمانية يُشِير لِحياة جدِيدة حياة أُخرى وَالمسِيح جاء لِيُعطِينا حياة جدِيدة 00حياة أُخرى00الملكُوت السَّماوِى00هذا هُوَ رقم ثمانية فِى داوُد إِذاً داوُد إِشترك مَعَْ المسِيح مِنْ حيثُ المولِد مدِينة بيت لحم وَفِى رقم ثمانية أيضاً رقم ثمانية يُشِير دائِماً إِلَى ما هُوَ فوق الزمان أىّ الأبدِى وَالمسِيح مَلِكَ سماوِى00وَكُون أنَّ داوُد أخِر إِخوته إِذاً لاَ يُعتبر أنَّ المسِيح جاء رأس الخلِيقة فِى البِداية لأِنَّ رأس الخلِيقة هُوَ آدم لكِنَّهُ جاء فِى مِلء الزمان مولُود مِنْ إِمرأة00إِذاً وجه التشابُه كبِير هُنا أيضاً داوُد يرعى الغنم وَالمسِيح شبَّه نَفْسَه بِالراعِى الصالِح وَسيرعى خِراف الله الناطِقة أىّ شعبه وَكنِيسته00قَالَ صَمُوئِيل لِيَسَّى إِحضِر الصغِير [ فَأرسل وَأتَى بِهِ0 وَكَانَ أشقرَ مَعَْ حَلاَوَةِ العينينِ وَحَسَنَ الْمنظَرِ ] 00جمِيل المنظر جِدَّاً وَهادِئ00أشقر أىّ بِهِ ملامِح الجمال وَمُرِيح لِلنَفْسَ جِدَّاً00إِذاً حَتَّى فِى الملامِح تطابُق بين داوُد وَالمسِيح الَّذِى قِيل عَنْهُ [ حلقةُ حلاوة وَكُلّهُ مُشتهياتٌ ] ( نش 5 : 16 )00[ أبرعُ جمالاً مِنْ بنِي البشر0 إِنْسكبتِ النِّعمةُ عَلَى شفتيك ] ( مز 45 : 2 ) [ فَقَالَ الرَّبُّ قُمِ إِمسحهُ لأِنَّ هذا هُوَ ]00ما أروع تدابِيرك يارب تختار الصغِير الَّذِى بِلاَ قِيمة تختار المنسِى وَالغير محسُوب أهل لِلذَّبِيحة00نعم يارب أحكامك غير أحكام البشر00أىّ لَوْ أخذنا رأى يَسَّى فِى أولاده يقُول أنَّ السَّبعة أبناء الكِبار أهم مِنْ الصغِير( داوُد ) كُلَّ إِبن مِنْ السَّبعة مُهِمْ أمَّا الثامِن فَلاَ00أترُكهُ مَعَْ الغنم00ألاَ يوجد عِندك يا يَسَّى آخر يرعى الغنم لِنأخُذ داوُد وَنمسحهُ مَلِك ؟ يقُول00لاَ00يكفِيهِ الغنم00لكِنْ هذا هُوَ مَنَ إِختارهُ الله فَقَالَ الله لِصَمُوئِيل قُمْ إِمسح لِى داوُد [ فَأخذَ صَمُوئِيلُ قرنَ الدُّهنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسطِ إِخوَتِهِ 0 وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى داوُد مِنْ ذلِكَ اليومِ فَصَاعِداً ] 00الله يُحِب أنْ يختار المُذدرِى وَغير الموجُود00يختار الَّذِى قَدْ لاَ يُعطِيه النَّاس أهميَّة أوْ قِيمة كافية00هذِهِ حِكمة الله وَلِنُلاحِظ أنَّ كُلَّ البركات الَّتِى أُعطيت فِى العهد القدِيم لَمْ تُعط لِبكر بَلْ لآخرلِكى يُمّهِد أذهاننا أنَّ الَّذِى سيأتِى إِنْ لَمْ يكُنْ هُوَ رأس الخلِيقة بِحسب الخلِيقة آدم إِلاَّ أنَّهُ سيصِير رأس الخلِيقة آدم الثانِى وَيصِير أخونا البِكر وَمُتقدِمنا فِى كُلَّ شئ وَقائِد موكِب نُصرتنا فَنجِد أنَّهُ مِنْ البِداية مُنذُ هابِيل وَقايِين وَالبركة لهابِيل00إِسماعِيل وَإِسحق أخذ إِسحق الوعد وَالبركة رغم أنَّهُ ليس البِكر بِحسب الجسد00عِيسُو وَيعقُوب أخذ يعقُوب البركة رغم أنَّهُ الأصغر00أولاد يهُوذا فارِص وَتارِح كانت البركة لِتارِح الأصغر00أفرايِم وَمِنسَّى أولاد يوسِف وضع يعقُوب أبِيهِ يديهِ معكُوسة عَلَى رأس أفرايِم وَمِنسَّى رغم أنَّ يوسِف حاول أنْ يُصّحِح وضع يدىّ يعقُوب لكِنَّهُ رفض وَجعلهُما بِشكل علامِة الصلِيب لِيأخُذ الأصغر البركة00وَعِندما كلَّمهُ يوسِف لِيُعطِى البركة لِلبكرِ وَأنَّهُ أخطأ الوضع قَالَ لَهُ يعقُوب أُصمُت هذا أصح ، هُنا الله يُمّهِد أذهاننا لِلمسِيح الَّذِى سيصِير بِكر الخلِيقة وَكلِمة " داوُد " تُعنِى " محبُوب " [ وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِندِ شَاوُل وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيٌّ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ ]00هل أنت يارب تُجرِّب النَّاس بِالشَّرُور ؟ هل مِنْ المُمكِنْ أنْ تضع فِى إِنسان رُوح ردِئ ؟00لِنرى أنَّ الرُّوح يأتِى وَيعمل فِينا كُلِّنا لكِنْ مَعَْ غير مُستحقِيه لاَ يبقى الرُّوح أبداً00لاَ يبقى فِى مَنَ يتهاونُون بِهِ بِسبب عدم ثباتِهِم وَثبات عزمِهِم فِى الحِفاظ عَلَى نِعمة الرُّوح وَعِندما يستهزأ الإِنسان يكُون هُوَ الَّذِى رفض رُوح الله فَيُهيئ بِذلِكَ نَفْسَه لِيكُون مسكن لِلرُّوح الردِئ دُون مُقاومة 00إِذاً مَنْ الَّذِى يسمح لِلرُّوح الردِئ أنْ يأتِى ؟الشخص نَفْسَه00نعم هُوَ بِسماح مِنْ الله لكِنْ الَّذِى فعل ذلِكَ هُوَ الشخص نَفْسَه مَعَْ تهاوُن شَاوُل هذا ما حدث00بغتهُ رُوح ردِئ00فَلاَ تقُل أنَّ الله هُوَ الَّذِى أرسل الرُّوح الردِئ بَلْ شَاوُل هُوَ الَّذِى رفض قبُول رُوح الرَّبّ00بدأ شَاوُل يكتئِب وَيحزن وَيُصبِح ذِهنه غير موزُون فَأتُوا إِليهِ بِحُكماء فَقَالُوا أنَّ بِهِ شيطان وَالعِلاج أنْ يأتُوا إِليهِ بِإِنسان يعزِف لَهُ00مَنَ ؟ قالُوا يوجد إِبن لِيَسَّى البيتلحمِى يُجِيد العزف وَالترنِيم [ فَأجاب وَاحِد مِنَ الغِلمانِ وَقَالَ هُوذا قَدْ رأيتُ إِبناً لِيَسَّى البيتلحمِيِّ يُحسِنُ الضَّربَ وَهُوَ جَبَّارُ بأسٍ وَرجُلُ حربٍ وَفصِيحٌ وَرجُلٌ جَمِيلٌ وَالرَّبُّ مَعَْهُ ] 00سِر قوَّتِهِ أنَّ الرَّبّ معهُ00لِنرى تدابِير الله أنَّهُ سمح أنْ يكُون لِداوُد مواهِب كثِيرة لِيستخدِمها لِمجد إِسمه وَلِيُعِدّه لِلمملكه فَأىّ مكان أفضل لِداوُد لِيتعلَّم سِياسِة المملكة فِيهِ ؟ هُوَ قصر المَلِكَ00كيف يدخُلهُ وَهُوَ راعِى غنم بسِيط ؟ يقُول الله أُرسِل رُوح ردِئ لِشَاوُل فَيحتاج لإِنسان يعزِف لَهُ وَأُرسِل لَهُ داوُد لِيعزِف لَهُ وَبِذلِكَ يدخُل القصر وَيتعلَّم وَيتربّى عَلَى رِعاية المملكة [ ما أبعد أحكامهُ عَنِ الفحصِ وَطُرُقهُ عَنْ الإِستقصاءِ ] ( رو 11 : 33 )أفضل مكان يُعِد فِيهِ مُوسى لِيكُون قائِد لِلشَّعْب هُوَ قصر فرعُون وَتربَّى مُوسى فِى قصر فرعُون لِيقُود الشَّعْب00أيضاً تربَّى داوُد فِى قصر شَاوُل كى يُعِدّهُ الله قائِد وَمَلِك لِلشَّعْب00تدابِير فائِقة يعجز الإِنسان عَنْ وصفها لِذلِكَ طاقِتنا وَمواهِبنا الله يستخدِمها لِمجده00داوُد كان موهِبة صغِيرة جِدَّاً لكِنْ الله إِستخدِمها إِستخدام عجِيب مواهبك بسِيطة ضعها فِى يد الله لِيستخدِمها لِمجده00داوُد يعرِف العزف وَالترنِيم وَيضرب بِالمقلاع00شئ بسِيط قَدْ لاَ يهتم الإِنسان بِهِ لكِنْ الله يُعِد بِها الإِنسان لِخلاصه أُنظُر الله يُرِيد أنْ يستخدِم مواهِبك الضعِيفة لِيتمجّد بِها00فَكَانَ داوُد يذهب لِشَاوُل لِيعزِف لَهُ 00[ وَكَانَ عِندما جاء الرُّوحُ مِنْ قِبَلِ اللهِ عَلَى شَاوُلَ أنَّ داوُدَ أخَذَ العُودَ وَضَرَبَ بِيدِهِ فَكَانَ يرْتاحُ شَاوُلُ وَيَطِيبُ وَيذهبُ عَنْهُ الرُّوحُ الرَّدِيُّ ]00بعض الآباء يُفّسِرُون القِيثارة الَّتِى كان يعزِف بِها داوُد أنَّها كلِمة الله الَّتِى تُعلَّمِنا صُوت الخلاص وَتُعطِى قوَّة عَلَى غلبة الرُّوح الشَّرِير 0
الأصْحَاحُ السَّابِعَُ عَشَرَ :-
" جُليات وَ دَاوُدَ "
قِصَّة جُليات وَداوُد نركِّز فِيها عَلَى بعض النِقاط00الشعبان مُجتمِعان فوق الجِبال لِلحرب كُلٍّ مِنهُما ينتظِر نزول الآخر كى يُحارِبهُ00وَهُما خائِفان مِنْ بعضِهِما وُكُلٍّ مِنهُما لَهُ تارِيخ طوِيل فِى الحرُوب 00وَكان معرُوف أنَّ الشَّعْب الَّذِى ينزِل أوَّلاً مِنْ فوق الجبل يستطِيع الشَّعْب الآخر أنْ يضربهُ مِنْ فوق بِسهُولة00لِذلِكَ لاَ ينزِل الإِثنان وَ لاَ يترُكان المكان فوق الجِبال وَتمُر الأيَّام وُهُما مُترصِدان لِبعضِهِما بِالأسلحة فَخرج جُليات مِنْ شعب الأعداء مادام الأمر لاَ يسِير جيش ضِدّ جيش فَليكُنْ رجُل ضِدّ رجُل00إِذاً الشخص رمز لِلمجموعة00إِنْ غلبت أنَا تكُونوا لنا عبِيد وَإِنْ غلب هُوَ نكُون لكُمْ عبِيدإِذاً الحرب هى ليست شخص لِشخص بَلْ شعبين ضِدّ بعضِهِما00هذِهِ الحرب تُشِير لِلحرب الرُّوحيَّة00عِندما تُحارِب عدو الخير وَتغلِب أنت تكُون الكنِيسة كُلّها غالبة وَلكِنْ عِندما تُغلب مِنْ عدو الخير تجعل الكنِيسة كُلّها مغلُوبة وَهذا هُوَ سِر التوبة وَالإِعتراف أنَّهُ عِندما غُلِبت الكنِيسة كُلّها أمام عدو الخير إِذاً لابُد أنْ تأتِى وَتعتذِر لِلكنِيسة كُلّها الَّتِى غلبتها مِنْ عدو الخيرلِنرى الصِفات الَّتِى قِيلت عَنْ جُليات [ فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ إِسمُهُ جُلياتُ مِنْ جَتَّ طُولُه سِتُّ أذرُعٍ وَشِبرٌ ]00" جَتَّ " أحد دول فلسطِين الَّتِى ذهب لها تابُوت العهد فَضُرِبت بِالبواسِير00طولهُ سِتَّة أذرُع وَشِبرٌ وَالذِراع حوالِى 45سم أىَّ طُولهُ ثلاثة أمتار[ وَعَلَى رَأسِهِ خُوذَةٌ مِنْ نُحاسٍ وَكَانَ لاَبِساً دِرْعاً حرشفيَّاً وَوزنُ الدِّرعِ خمسةُ آلاَفِ شاقِلِ نُحاسٍ0 وَجُرمُوقَا نُحاسٍ عَلَى رِجليهِ وَمزراقُ نُحاسٍ بينَ كتِفيهِ ]00يحمِل دِرع وزنةُ خمسة آلاف شاقِل فِضَّة وَالشاقِل يُساوِى 12 – 15 جم أىّ حوالِى 75كجم الدِرع فقط00وَيحمِل دِرُوع أُخرى00كُلّ جُزء مِنْ جسدهِ حَتَّى الأذرُع وَالأرجُل مُغطَّاه منظره مهُول بِآلات الحرب الَّتِى يحمِلها [ فَوَقَفَ وَنادى صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ لِماذا تخرُجُونَ لِتَصْطَفُّوا لِلحربِ أمَا أنَا الْفِلِسْطِينِيُّ وَأنتُمْ عبِيدٌ لِشَاوُلَ0إِختارُوا لأِنْفُسِكُمْ رَجُلاً وَلِينزِلْ إِلَيَّ0 فَإِنْ قَدَرَ أنْ يُحارِبنِي وَيقتُلنِي نصِيرُ لَكُمْ عبِيداًوَإِنْ قَدَرْتُ أنَا عليهِ وَقتلتهُ تَصِيرُونَ أنْتُمْ لنا عبِيداً وَتخدِمُونَنَا ]00عِندما يُغلب الإِنسان مِنْ شهوتِهِ يُذِل نَفْسَه وَالكنِيسة كُلِّها [ وَقَالَ الْفِلسْطِينِيُّ أنَا عيَّرتُ صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ هذا اليوم0 أعطُونِي رَجُلاً فَنَتَحَاربَ مَعاً0 وَلَمَّا سِمَعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ الْفِلِسْطِينِيّ هذا إِرتاعُوا وَخافُوا جِدَّاً ]00إِرتعب اليهُود لأِنَّ الحرب أصبحت الآن رجُل ضِد رجُل00وَمَنَ الَّذِى سيُضّحِى بِنَفْسِهِ لِيُحارِب هذا الْفِلِسطِينِى00أصبح الشَّعْب كُلّه فِى أزمة صعبة وَرهِيبة00داوُد حَتَّى الآنَ لَمْ يأتِ وَمادام المسِيح غير موجُود إِذاً الغلبة مُستحِيلة00مادام داوُد غير موجُود ستكُون فِى موقِف شَاوُل وَالشَّعْب مُرتعِد00لاَ تدخُل الحرب بِقُدراتك وَذاتك لأِنَّ الحرب لِلرَّبّ00وَكما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول [ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ0هَادِمِينَ ظُنُوناً وَكُلَّ عُلْوٍ يرتفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ00] ( 2 كو 10 : 4 – 5 ) 00قادِرِين بِالله وَليس بِذواتنا [ وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّ يتقدَّمُ وَيقِفُ صباحاً وَمَساءً أربعِينَ يَوْماً ] 00كُلَّ يوم صباحاً وَمساءً يقُول نَفْسَ الكلام لِمُدّة 40يوم00كلام سخِيف00أليس لديكُمْ رجُلاً يأتِى لِيُحارِبنِى رقم أربعِين هُو حاصِل ضرب 4 x 10 00عشرة رقم يُشِير لِلكمال00رقم أربعة يرمُز لِلإِتجاهات الأربعة لِلأرض00أىّ رقم 40 يُشِير إِلَى مِلء أزمِنة العالم 00المُعيِّر يقِف وَيُعيِّر الأرض كُلّها وَكُلّ أولاد الله فِى كُلّ زمان وَكُلّ مكان حَتَّى جاء داوُد لِيُحارِب كمال الأزمِنة أربعِين يوم حَتَّى يأتِى مِلء الزمان [ فَقَالَ يَسَّى لِداوُد إِبنِهِ خُذْ لإِخوتِكَ إِيفَةً مِنْ هذا الفرِيكِ وَهذِهِ العشر الخُبزاتِ وَأركُضْ إِلَى الْمحلَّةِ إِلَى إِخوتِكَ ]00أبناء يَسَّى السَّبعة دخلُوا الحرب أمَّا الثامِنْ داوُد فَهُوَ صغِير وَغير كُفء فِى نظر النَّاس 00فَأرسلهُ أبوه وَمعهُ طعام لِيفتقِد سلامِة إِخوته " الإِيفة " تُساوِى ثلاثة كِيلات00يَسَّى قَالَ لِداوُد خُذ هذِهِ الثلاثة كِيلات فرِيك وَالعشر خُبزات وَأذهب إِطمئِن عَلَى إِخوتك00عِندما نقرأ الكِتاب بِتدقِيق نجِد أنَّ هذِهِ هى نَفْسَ مُكوِّنات ولِيمة أبِينا إِبراهِيم قدَّم فِيها ثلاثة كِيلات دقِيق وَعشر خُبزات إِبراهِيم أدرك بِالسِر الولِيمة الَّتِى تصِله إِلَى العشاء الأخِير وَإِستقبال المسِيح وَالغلبة00الثلاثة هى الثالُوث وَالعشرة هى الوصايا00إِذا تحمَّلت بِسِر الثالُوث القُدُّوس وَتزيَّنت بِالوصايا العشر سيُقّدِم لَكَ المسِيح الغلبة لاَ محالة ( تك 18 ) داوُد أتى بِإِرسالية مِنْ الأب أىّ يَسَّى لِيطمئِن عَلَى إِخوتِهِ [ إِفتقِدْ سَلاَمَةَ إِخوتِكَ وَخُذْ مِنْهُمْ عُرْبُوناً ]00عِندما أتى المسِيح قِيل عنهُ أنَّهُ خُبز الحياة00وَأتى المسِيح أيضاً مِنْ عِند الآب لِيفتقِد سلامتنا وَفِى نَفْسَ الوقت أتى وَمعهُ خُبز وَقوَّة الحياة خُذْ مِنهُمْ عربُون أىّ هات مِنهُمْ علامة تدُل عَلَى سلامِتهُمْ لأِنِّى خائِف عَلَى إِخوتك هات علامِة سلامة رِسالة أوْ مندِيل أوْ00أىّ شئ مِنهُمْ يدُل عَلَى سلامِتهُمْ قدِيماً كَانَ معرُوف أمر العربُون00مِثال لِذلِكَ يوسِف عِندما أراد إِخوته أنْ يثبِتُوا لأبِيهِ يعقُوب أنَّهُ مات جاءوا بِقمِيصه مُلُّوث بِالدم 00أىّ لابُد مِنْ علامة محسُوسة يُخاطِبُون بِها بعضهُمْ [ وَكَانَ شَاوُلُ وَهُمْ وَجَمِيعُ رِجالِ إِسْرَائِيلَ فِي وادِي الْبُطْمِ يُحارِبُونَ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ0 فَبَكَّرَ داوُدُ صباحاً وَترَكَ الغنمَ مَعَْ حَارِسٍ ]00بكَّر داوُد00إِستعداد وَطاعة لأِبيِهِ وَالمسِيح أطاع الآب [ مِنْ أجلِ السُّرُورِ الموضُوعِ أمامهُ00] ( عب 12 : 2 )[ مَعَْ كونِهِ إِبناً تعلَّمَ الطَّاعَةَ00] ( عب 5 : 8 ) داوُد أطاع [ وَذَهَبَ كما أمرُه يَسَّى وَأتَى إِلَى الْمِتراسِ وَالجيشُ خارِجٌ إِلَى الإِصطِفَافِ وَهتفُوا لِلحرْبِ0وَإِصطفَّ إِسْرَائِيلُ وَالْفِلِسْطِينيُّونَ صَفَّاً مُقابِلَ صَفٍّ ]00ذهب داوُد وَرأى الأزمة وَسأل وَعرف الأمر00وَلنرى ماذا قَالَ داوُد [ فَكَلَّمَ داوُدَ الرِّجالَ الواقِفِينَ معهُ قائِلاً ماذا يُفعلُ لِلرَِّجُلِ الَّذِي يقتُلُ ذلِكَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَيُزِيلُ العارَ عَنْ إِسْرَائِيلَ0 لأِنَّهُ مَنْ هُوَ هذا الْفِلِسْطِينِيُّ الأغلفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ] 00هل أنت يا داوُد آخر غير الَّذِى نراهُ نحنُ ؟ هل لَكَ عُيُون غير عيوننا ؟ ألم تخف مِنْ جُليات مِثلنا أم لأِنَّكَ أتيت لِتنظُر تتكلَّم بِهذا الكلام ؟ هل تتكلَّم مِنْ فراغ ؟النَفْسَ الَّتِى بِها قوَّة الله وَمُختبِره عمله تشعُر أنَّها مُحمَّله بِقوَّة تفُوق طاقِة جيش [ إِنْ يُحارِبنِي جيش فَلْن يخافَ قَلبِي ] ( مز 26 مِنْ مزامِير صلاة باكِر ) 00عِندما نقرأ هذا الكلام نقُول أنَّهُ كبِير جِدَّاً عَلَى داوُد الصغِير00لاَ00داوُد مملؤ إِيمان وَثِقة فِى قوَّة وَعمل الله يقُول داوُد مَنْ هذا الفلسطينِى الأغلف حَتَّى يُعيِّر صُفُوف الله الحيِّ [ فَكَلَّمَهُ الشَّعْبُ بِمِثْلِ هذا الكَلاَمِ قائِلِينَ كذا يُفعلُ لِلرِّجُلِ الَّذِي يقتُلُهُ ]00بدأوا يقُولُون لَهُ عَلَى المُكافأة00وَلمحهُ أخوه الأكبر ألِيآبَ وَسألهُ ماذا أتى بِكَ إِلَى هُنا [ فَحَمِيَ غَضَبُ ألِيآبَ عَلَى داوُد وَقَالَ لِماذا نَزَلْتَ وَعَلَى مَنْ تركْتَ تِلْكَ الغُنيماتِ القلِيلةَ فِي الْبَرِّيَّةِ ]00لِماذا تركت الغنم ؟ وَبدأ ألِيآبَ يُوّبِخ داوُد[ أنَا عَلِمْتُ كِبرياءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ لأِنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِكَىْ تَرَى الحَرْبَ ]00أنت ولد مغرُور وَمُتكّبِرمُنذُ أنَّ مسحهُ صَمُوئِيل وَإِخوتهُ يغِيرُون مِنهُ00يقُول لَهُ ألِيآبَ أنَا عالِم غرُورك وَشرّ قلبك أنت أتيت لِترى الحرب وَتتطفَّل عَلَى ما يحدُث00داوُد يُجِيب بِمُنتهى الحِكمة[ فَقَالَ داوُد ماذَا عمِلتُ الآنَ ]00إِنِّى أسأل فقط00داوُد فِى قلبِهِ وَنيتِهِ أنْ يدخُل الحرب مَعَْ شَاوُل وَلَمْ يستطِيع أنْ يُخبِر إِخوته فِى المرَّة السابِقة أراد يُوناثان أنْ يدخُل الحرب وَلَمْ يستشِر شَاوُل00عِندما تُحمل النَفْسَ بِقوَّة الله تشعُر أنَّها غير مُحتاجة لِمشُورة أحد 00وَكما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول أنَّ الله سُرّ أنْ يختاره مِنْ بطن أُمِّهِ [ لِلوَقتِ لَمْ أستشِرْ لحماً وَدَماً ] ( غل 1 : 16 )0الإِعلان فِى القلب يكُون إِعلان فائِق يفُوق طاقِة البشرعِندما ندرِس الكِتاب المُقدَّس نجِد دائِماً أنَّ الَّذِينَ يعملُون أعمالاً عظِيمة يعملُوها فِى صمت00نحميا ظلَّ 4 – 5 أيَّام فِى أُورُشلِيم يتفقّد السُور دُون أنْ يُخبِر أحد وَلَمْ يتكلَّم00إِبراهِيم عِندما قدَّم إِبنه إِسحق ذبِيحة لَمْ يُخبِر أحد00يُوناثان لَمَّا دخل الحرب لَمْ يتكلَّم مَعَْ أحد00وَداوُد هُنَا لَمْ يتكلَّم مَعَْ أحد إِلاَّ شَاوُل كى يستأذِنهُ [ فَقَالَ داوُد لِشَاوُلَ لاَ يسقُط قلبُ أحدٍ بِسببِهِ0 عبدُك يذهبُ وَيُحارِبُ هذا الْفِلِسْطِينِيَّ] 00لِنرى كيف تكلَّم داوُد مَعَْ شَاوُل لأِنَّ داوُد لَمْ يكُنْ قَدْ ذهب لِشَاوُل لِيعزِف لَهُ مُنذُ فترة فَنْسَى شَاوُل داوُد نظراً لِطُول الفترة وَلِمرض شَاوُل [ فَقَالَ شَاوُلُ لِداوُد لاَ تستطِيع أنْ تذهب إِلَى هذا الْفِلِسْطِينِيِّ لِتُحارِبَهُ لأِنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنذُ صِباهُ ]00موقِف إِخوة داوُد بِهِ حسد وَرفض وَالمسِيح كَانَ مرفُوض مِنْ إِخوتِهِ [ إِلَى خاصتِهِ جاء وَخاصتهُ لَمْ تقبلهُ ] ( يو 1 : 11 )00 [ أسلموهُ حَسْداً ]( مت 27 : 18 ) قَالَ شَاوُل لِداوُد أنت غُلام صغِير وَهُوَ رجُل حرب مُنذُ صِباه00داوُد يُرِيد أنْ يدخُل الحرب بِأىّ وسِيلة [ فَقَالَ داوُد لِشَاوُل كَانَ عبدُك يرعَى لأِبيِهِ غَنَماً فَجاءَ أسَدٌ مَعَْ دُبٍّ وَأخَذَ شَاةً مِنَ القطِيعِ0 فَخَرجتُ وراءهُ وَقتلتُهُ وَأنقذتُها مِنْ فِيهِ وَلَمَّا قَامَ عَلَىَّ أمسكتُهُ مِنْ ذَقْنِهِ وَضربتُهُ فَقتلتُهُ ]00لاَ تخف فَأنَا قتلت أسد وَدُب مِنْ قبل أرجُوك إِسمح لِى00النَفْسَ المملؤة بِعمل الله تشعُر بِقوَّة خفيَّة لاَ نستطِيع أنْ نصِفها[ وَهذا الْفِلِسْطِينِيُّ الأغلفُ يكُونُ كواحِدٍ مِنهُما لأِنَّهُ قَدْ عَيَّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ ]لاَ تخف هذا الفلسطِينِى سيكُون مِثلهُما00لِنرى الغِيره وَالثِقة فِى عمل الله وَالرجاء00يُوناثان كَانَ واثِق أنَّ الله سيدفع لَهُ الشَّعْب قبل الحرب وَقُلنا مَا أجمل أنْ يثِق الإِنسان فِى عمل الله قبل الشئ وَليس بعده 00هكذا داوُد لَهُ نَفْسَ الثِقة [ وَقَالَ داوُد الرَّبُّ الَّذِي أنقذنِي مِنْ يَدِ الأسدِ وَمِنْ يَدِ الدُّبِّ هُوَ يُنقِذُنِي مِنْ يَدِ هذا الْفِلِسْطِينِيِّ ]00شَاوُل قَالَ لَهُ إِذهب وَألبِسُهُ زى الحرب وَلَمْ يسترح فِيهِ داوُد فخلعهُ00فَقَالَ لَهُ شَاوُل هل ستذهب لَهُ بِدُون عِداد حرب ؟ موقِف مُضحِك الأسلِحة هى قُدرات البشر أسلِحة بشريَّة00داوُد لَمْ يدخُل بِأسلِحة بشريَّة رفضها وَلَمْ يحتمِلها00النَفْسَ الَّتِى تعِيش فِى ثِقة فِى عمل الله لاَ تحتمِل وَ لاَ تثِق فِى قُدرات البشر وَ لاَ أسالِيب البشر بَلْ ترفُضها [ إِذْ قَدْ طرحنا عنَّا ] أىّ طرحها هُنا نجِد داوُد يأخُذ بِيدِهِ عصا وَالعصا هى الصلِيب إِشارة خفيَّة عَنْ الصلِيب فِى الكِتاب [ وَأخَذَ عصاهُ بِيدِهِ وَانتخبَ لَهُ خمسةَ حِجارةٍ مُلْسٍ مِنَ الوادِي وَجعلها فِي كنفِ الرُّعَاةِ الَّذِي لَهُ أيْ فِي الجِرَابِ وَمِقلاَعَهُ بِيدِهِ وَتقدَّمَ نحو الْفِلِسْطِينِيِّ ]00أخذ عصاهُ وَخمسة حِجارة مُلس أى ملساء وَتقدَّم بِالحِجارة وَالمقلاع نحو الفلسطينِى وَعِندما نظرهُ جُليات تعجَّب مَعَْ حلاوة منظرِهِ وَصِغر سِنِّهِ وَمظهرهُ المُدلّل00منظر مُضحِك منظر داوُد مَعَْ جُليات فَقَالَ جُليات [ ألَعَلِّي أنَا كلبٌ حَتَّى أنَّكَ تأتِي إِليَّ بِعِصِيٍّ0 وَلعن الْفِلِسْطِينِيُّ داوُد بِآلِهتِهِ0 وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِداوُد تَعَالَ إِليَّ فَأُعطِي لحمكَ لِطُيُور السَّماءِ وَوُحُوشِ البرِّيَّةِ ]جُليات لعن داوُد وَألِهتهُ وَقَالَ لَهُ إِنْ كُنت قَدْ جِئتُ لِتُحارِبنِى فَتَعَالَ نعلم أنَّ العصا هى الصلِيب وَالحِجارة فِى الكِتاب المُقدَّس دائِماً تُشِيرُ لِلمسِيح وَهُوَ قَالَ عَنْ نَفْسَه [ فَالحجر الَّذِي رفضهُ البنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رأسَ الزَّاوِيَةِ ]( 1 بط 2 : 7 )00وَمُعلّمِنا بولس الرسُول قَالَ عنَّا نحنُ كنِيسة العهد الجدِيد حِجارة الله الحيَّة00وَمِنْ علامات الخلاص فِى نهر الأردُن أنَّهُمْ رفعُوا حِجارة مِنْ النهرِأيضاً فِى سِفر الرؤيا قَالَ الَّذِى يغلِب أُعطيه حصاه بيضاء أى حِجارة00رمز لِلمسِيح داوُد قَالَ لِجُليات [ أنت تأتِي إِلَيَّ بِسيفٍ وَبِرُمحٍ وَبِتُرسٍ0 وَأنَا آتِي إِليكَ بِاسمِ رَبِّ الجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ ]00أنت معك أسلِحة بشريَّة أمَّا أنَا فَمعِى ربّ الجُنُود00ثُمَّ قَالَ لَهُ كلِمة رائِعة [ هذا اليومَ يحبسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي ]كلِمة فِى مُنتهى القوَّةألم ترى منظرهُ يا داوُد ألم تخفَ مِنْ هيئِة جُليات ؟ يقُول داوُد00لاَ00ثُمَّ يُكمِل كَلاَمَه لِجُليات [ فَأقتُلُكَ وَأقطعُ رأسكَ0 وَأُعطِي جُثثَ جيشِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ هذا اليوم لِطُيُورِ السَّماءِ وَحيواناتِ الأرضِ فَتعلمُ كُلُّ الأرضِ أنَّهُ يوجد إِله لإِسْرَائِيلَ ] 00سبق وَقُلنا أنَّ الشَّعُوب تتعارف عَلَى الآلِهه بِالنُصرة فِى الحرُوب وَالإِله الأقوى هُوَ الَّذِى يغلِب فِى الحرب إِنْ كان شعب يعبُد بقره وَآخر يعبُد الشَّمس وَدخلا فِى حربٍِ معاً فَإِذا غلب الشَّعْب الَّذِى يعبُد الشَّمس إِذاً إِلههُ هُوَ الأقوى وَالكُلّ يعبُد الشَّمس 00لِذلِكَ أحبَّ الله إِستخدام الحرُوب فِى العهد القدِيم لِيُعلِن نَفْسَه كَإِله وَليس لإِنَّهُ يغوِى الحرُوب 00لِذلِكَ يقُول عنهُ المزمُور [ القاهِر فِي الحرُوب هذا هُوَ مَلِكَ المجد ]أنت أتيت لِتُكلّمنا عَنْ السَّلام فَلِماذا الحرُوب ؟ يقُول لأِنَّهُ هُوَ الأسلُوب الَّذِى كانُوا يتعارفُون بِهِ قدِيماً عَلَى الآلِهه 00لاَ يفهمُون مجد الإِله إِلاَّ مِنْ الحرب00دخل داوُد وَأخذ المقلاع [ وَضرب الْفِلِسْطِينِيَّ فِي جبهتِهِ فَارْتَزَّ الحجرُ فِي جبهتِهِ وَسقط عَلَى وَجهِهِ إِلَى الأرضِ] 00داوُد أخذ الخمس حِجارات معهُ إِحتياطِى لكِنَّهُ مِنْ الأُولى أصاب الفلسطِينِى رغم أنَّ كُلَّ ما فِى جُليات كان مُختبئ تحت آلات الحرب إِلاَّ جبهتِهِ00نساهاالله لَهُ تدبِير يعرِف كيف يغلِب 00يقُول الآباء[ لَمْ يُدرِك جُليات أنَّ جبهتهُ مكشُوفة ]00الله يعرِف كيف يجعلنِى أغلِب سيرى لِى أسلُوب لِلغلبة وَإِنْ كان المنظر لاَ يُوحِى بِالغلبة لكِنَّهُ سيجعلنِى أغلِب لَمْ يُدرِك جُليات أنَّ السيف وَالرُمح لاَ يقدِر أنْ يحمِيهِ لكِنْ مِقلاع الكِلاب يستطِيع أنْ يهِزّ كيانه 00كلام قوِى 00داوُد يُرِيد أنْ يُمِيته وَلَمْ يكُن معهُ سيف فَأخذ سيف جُليات وَقطع رأسهُ[ وَأخذ داوُد رأسَ الْفِلِسْطِينِيِّ0 وَأتَى بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ0وَوَضع أدواتِهِ فِي خيمتِهِ] 00المجد لَكَ يارب صُورة رائِعة لِغلبة أولاد الله وَغلبة الله عَلَى الصلِيب إِذْ محى الصك المكتُوب عليناوَعِندما يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول[ إِذْ جرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أشهرهُمْ جِهاراً 00] ( كو 2 : 15 ) 00هذِهِ عادة قدِيمة فِى الحرُوب عِندما يغلِب شعب آخر فِى حربٍ يأتِى بِقاداتِهِ وَيُجرِّدهُمْ مِنْ رُتبهُمْ وَيزِفّهُمْ وسط الشَّعْب الغالِب مُجرّدِين مِنْ رُتبهُمْ 0داوُد لَمْ يزِف جُليات مهزُوم بَلْ زفَّ رأسهُ00المسِيح غلب الشيطان سحقهُ وَأتى بِرأسِهِ وَوضعهُ فِى البُحيرة المُتقِدة بِنارٍ وَكبرِيت00وضعهُ فِى خيمتِهِ00مَا أجمل أنَّنا نُعلِن إِنتصار الله فِى حياتنا وَالإِنسان الَّذِى كَانَ أداه فِى يَدِ الشيطان يُقّدِم أعضاءه أداهَ بِر فِى يَدِ الله وَيُصبِحُ عبد لِلقداسة الشَّعْب كُلَّه تعجَّب وَهتف وَشعب فِلِسطِين هرب00سأل شَاوُل عَنْ داوُد فَقَالَ لَهُ أبنير رئِيس الجيش أنَّهُ لاَ يعلمهُ وَهُوَ ليس مِنْ الجيش لأِنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ الجيش لعرِفهُ أبنير00فَسألهُ شَاوُل [ إِبنُ مَنْ أنتَ يَا غُلاَمُ0 فَقَالَ داوُد إِبنُ عبدِكَ يَسَّى البيتلحِمِيِّ ]00داوُد يقُول " عبدك " بعد أنْ إِنتصر وَجعل الشَّعْب ينتصِرمَا أجمل النَفْسَ الَّتِى تغلِب وَتتضِع00وَسنرى فِى الإِصحاحات القادِمة مزِيد مِنْ إِتضاع داوُد رغم إِنتصاراته ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج6
الأَصْحَاحُ الرَّابِعَُ عَشَرَ :-
يصِف الحالة الصعبة التَِّى وصل إِليها الشَّعْب مِنْ ذُل وَندم وَهزِيمة وَيأس إِلاَّ أنّهُ كان يوجد شمعة مُضِيئة وسط الشَّعْب مِنْ خِلال يُوناثان إِبن شاوُل الَّذِى قَالَ لِغُلامه[ تَعَالَ نَعْبُرْ إِلَى حَفَظَةِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ الَّذِينَ فِي ذلِكَ الْعِّبرِْ0 وَلَمْ يُخِبرْ أَبَاهُ ] ،تعال لِنذهب لِمنطِقة الفلسطِينيِّيِنَ وَكَانَ مَعَْ شاوُل فِى ذلِك الوقت 600 رجُل حرب فقط وَليس معهُمْ سِلاح يُوناثان تجرَّأ وَقلبه مملؤ إِيمان وَقَالَ لِغُلامه كلِمات جمِيلة [ تَعَالَ نَعْبُرْ إِلَى صَفِّ هؤُلاءِ الْغُلْفِ لَعَلَّ اللهَ يَعْمَلُ مَعْنَا لأِنَّهُ ليسَ لِلرَّبِّ مانِعٌ عَنْ أنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أوْ بِالْقَلِيلِ ] ، يُرِيد أنْ يذهب لِيُحارِب جيش هُوَ وَغُلامه فقط وَيقُول الله قادِر أنْ يُخَلِّص بِكثِير أوْ بِقلِيل قلب مملؤ إِيمان وَثِقة بِعمل الله كثِيراً كثِيراً ما تيأس النَفْسَ وَتصغُر فِى عين نَفْسَهَا وَتشعُر أنّ عدوها إِرتفع عليها وَأذلَّ فِى الأرض حياتها سِلاح القلب هُوَ الإِيمان لِذلِكَ النَفْسَ المُتحليَّة بِالإِيمان رصِيدها مَعَْ الله كبِير جِدَّاً بينما الَّذِى يأخُذ بِحسابات البشر ييأس لِذلِك مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول[ الَّذِينَ بِالإِيمان قهرُوا ممالِك ] ( عب 11 : 33 ) بِالفِعل الأمر لاَ يحتاج مهارة أوْ قوَّة بَلْ إِيمان [ وَهذِهِ هى الغلبةُ الَّتِى تَغلُِبُ العالم َ إِيمانُنَا ] ( 1 يو 5 : 4 ) هل تشعُر أنَّكَ مُوسى تغلِب وَلَوْ بِإِمكانيات ضعِيفة بِالإِمكانيات " الإِيمان " قهرُوا ممالِك قَالَ الغُلام [ إِعْمَلْ كُلَّ مَا بِقلبِكَ تَقَدَّمْ هأنَذَا مَعَْكَ حَسَبَ قَلْبِكَ ] ، أيضاً الغُلام لهُ نَفْسَ الإِيمان كَانَ مُمكِنْ يُحبط قلبه وَقوَّتهُ قَالَ يُوناثان لِغُلامِِهِ نذهب لِلفِلِسْطِينيِّيِنَ لَوْ قَالُوا أُخرجُوا لَنْا تكُون علامة أنّ الله يدفعهُمْ لَنْا قَالَ الْفِلِسْطِينيُّون [ إِصْعَدَا إِلَيْنَا فَنُعَلِّمَكُمَا شَيئاً ] ، قَالَ يُوناثان لِغُلامه هكذا دفعهُمْ اللهُ لِيدِنا قَالَ يُوناثان [ إِصْعد وَرَائِي لأِنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَهُمْ لِيَدِ إِسْرَائِيلَ ] ما أجمل أنْ يكُون لَنْا ثِقة قبل حدُوث الأمر تخيَّل أنَّكَ داخِل حرب وَمعك آخر فقط وَنقُول قَدْ دفعهُمْ الله لِيدِنَا [ فَصَعِدَ يُوناثان عَلَى يديهِ وَرِجليهِ وَحامِلُ سِلاَحِهِ وراءهُ فَسَقَطُوا أمَامَ يُوناثَانَ وَكَانَ حَامِلُ سِلاَحِهِ يُقَتِّلُ وَرَاءَهُ ] ، مُجرَّد أنّهُ صعد ورأوهُ سقطُوا أمامهُ يُوناثان صعد عَلَى يديهِ وَرجليهِ لَوْ لَمْ يكُنْ طرِيق الصعُود فِيهِ إِنكسار لَنْ ينجح أنا أصعد لهُ بِمذلَّة عَلَى رجاء أنّهُ يعمل [ لاَ بِالقُدرةِ وَ لاَ بِالقوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ ربُّ الجنُودِ ] ( زك 4 : 6 ) إِصعد بِركُوع هل تُرِيد أنْ تغلِب عدُوّك ؟ إِصعد على يديك وَرجليك وَإِنحنِى وَأسجُد وَثِق أنّ الله سيُعطِيك نُصره [ وَكَانَ إِرتعادٌ فِي الْجبل كُلّه ] ، خاف الْفِلِسْطِينيُّون وَإِمتلأوا رِعده مِنْ إِثنين فقط وَتخيَّلُوا أنّهُ كُلّ فترة سيخرُج لهُمْ إِثنان مِنْ بنِى إِسرائِيل ، لكِنْ هذان لَمْ يكُونا عاديان بَلْ مملؤان إِيمان لَوْ الكنِيسة بِها نَفْسَ الإِيمان تغلِب ممالِك وَتقهِر العدو وَتجعل كُلّ مَنَ حولها فِى رِعدة مُبارك إِسمكَ يارب لأِنَّكَ تستخدِم الضعِيف تستخدِم يُوناثان وحدهُ الَّذِى بِحِكمة لَمْ يُخبِر أباهُ حَتَّى لاَ يُعْطِلهُ لأِنَّ أعمال النُصره تتِم فِى الخفاء كما ذهب إِبراهِيم أبونا لِيُقّدِم إِبنه إِسحق مُحرِقة لله دُون عِلم أحد لَوْ كان الأنبا أنطونيُوس سأل النَّاس هل أذهب لأعبُد الله وَأهِب نَفْسِى لهُ أم لاَ ما كَانَ يُصبِح الأنبا أنطونيُوس هُناك أمور تحتاج صُوت الله فقط دُون النَّاس وَفِى أوِل ضربة لِيُوناثان ضرب فِيها نحو عشرِين رجُلاً [ وَكَانَ إِرتِعادٌ فِي الْمَحَلَّةِ فِي الْحقلِ وَفِي جَمِيعِ الشَّعْبِ الصَّفُّ وَالْمُخَرِّبُونَ إِرتعدُوا هُمْ أيضاً وَرَجَفَتِ الأرْضُ فَكَانَ إِرتِعادٌ عَظِيمٌ فَنَظَرَ الْمُراقِبُونَ لِشاوُلَ فِي جِبْعَةِ بنيامِينَ وَإِذا بِالجُمهُورِ قَدْ ذابَ وَذهبُوا مُتَبَدِّدِينَ ] لِذلِك كَانَ الأنبا أنطونيُوس عِندما تهِيج عليه حرُوب العدو يقُول [ لِيقُمْ الله وَلِيتبدّد جَمِيع أعدائه ] جرَّب بِالإِيمان سِلاح المسِيح وَإِسمه وَشفاعة القدِيسين وَستغلِب شاوُل تعجّب بِمَنْ حدث ذلِكَ وَطلب أنْ يُعِد شعبه لِيعرِف مَنَ فعل ذلِك فَعْرَفَ أنّهُ يُوناثان وَغُلامهُ فَأحضر أخِيَّا الكاهِن وَقدَّم التابُوت ، وَلَمَّا صَلَّى الكاهِن سمع الضجِيج يزداد فِى مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ ، فَقَالَ شاوُل لأخِيَّا الكاهِن [ كُفَّ يَدَكَ ] أىّ كُفَّ عَنْ الصلاة أخذ القرار مِنْ نَفْسَه مرَّة أُخرى إِستخدِم الكهنُوت لأغراض شخصيَّة خطأ جدِيد لِشاوُل شاوُل مُتسرِّع وَجمع النَّاس لِلحرب وَبِالفِعل [ لأِنَّ شاوُلَ حلَّفَ الشَّعْبَ قائِلاً مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يأكُلُ خُبزاً إِلَى الْمَسَاء حَتَّى أنتقِمَ مِنْ أعْدَائِي ] مُتسرِّع شاوُل فَأوَّلاً قَالَ " أعدائِى " كلِمة تُعلِن أنَّ شاوُل أخذ الموضُوع شخصِى فِى حِين أنَّهُمْ أعداء الله لِذلِك إِستخدِم الكهنُوت لِغرض شخصِى وَكأنَّ الشَّعْب شعبه وَليس شعب الله قرار مُتسرِّع كُلّ الشَّعْب لاَ يأكُل حَتَّى يرى شاوُل ماذا يفعل حَتَّى المساء يُوناثان لَمْ يسمع لأباه وَمدّ يدهُ وَأخذ قطرِ عسل وَالشَّعْب كان مُتعب مِنْ قِلَّة الطعام سأل شاوُل الله أنُكمِل الحرب أم لاَ ؟ لَمْ يُجِب الله شاوُل فَعْلِمَ أنّهُ توجد خطيَّة فِى الشَّعْب وَأحسَّ أنّهُ فِى أزمة ، فَقَالَ الله مُخَلِّصَ إِسرائِيل شاوُل مُتقلِّب ساعة يستخدِم الله وَساعة يعتمِد عَلَى نَفْسَه فَقَالَ شاوُل [ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ مَخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ وَلَوْ كَانَتَ فِي يُوناثانَ إِبْنِي فَإِنَّهُ يَمُوتُ مَوْتاً ] الشخص الأمِين حيثُما توجَّه غلب وَيفعل بِبأس وَيُنقِذ إِسرائِيل مِنْ يَدِ ناهِبيه [ وَأخذ شاوُلُ الملِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَحاربَ جَمِيعَ أعدائِهِ حواليهِ مُوآبَ وَبَنِي عَمُّونَ وَأَدُومَ وَمُلُوكَ صُوبَةَ وَالْفِلِسْطِينيِّيِنَ وَحيثُما توجَّه غَلَبَ0 وَفَعَلَ بِبأسٍ وَضَرَبَ عَمَالِيقَ وَأنقذَ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ نَاهِبيِهِ ] عدوِنا يُرِيد أنْ ينهبنا لكِنْ حيثُما نتوجَّه المفرُوض أنَّنا نغلِب [ وَكَانَتَ حربٌ شَدِيدَةٌ عَلَى الْفِلِسْطِينيِّينَ كُلَّ أَيَّامِ شَاوُلَ ] آية رائِعة تنطبِق علينا ، نحنُ نحيا الحرب كُلَّ أيَّام حياتنا جِهاد لاَ ينقطِع لاَ تظُن أنّ العدو إِذا هُزِم سينصرِف[ لِلرَّبِّ حربٌ مَعَْ عمالِيق مِنْ دُورٍ إِلَى دُورٍ ] ( خر 17 : 16 ) فلسطِين حاربت بنِى إِسرائِيل حوالِى 400سنة وَلَمْ تهدأوا لكِنْ لِلأسف أنّ مبدأ الأُخوة البرُوتوستانت هُوَ الخلاص فِى لحظة ، إِنتهِت الحرب هكذا لاَ بَلْ كانت الحرب شدِيدة كُلَّ أيَّام شاوُل الملِك [ وَإِذا رأى شَاوُلُ رَجُلاً جَبَّاراً أوْ ذا بأسٍ ضَمَّهُ إِلَى نَفْسِهِ ] قيادة حكِيمة عِندما يجِد رجُل جبَّار بأسٍ يضَّمهُ لِجيشِهِ النَفْسَ الواعية الَّتِى تعِيش لحظِة ضعف تتدارك الضعف لِكى تضُم كُلّ مرَّة فضائِل لِتتقوَّى فِى الحرب 0
الأصْحَاحُ الْخَامِسَُ عَشَرَ :-
[ وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ إِيَّاىَ أَرْسَلَ الرَّبُّ لِمَسْحِكَ مَلِكاً عَلَى شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ ] ، صَمُوئِيل يُحاوِل يؤكِّد لِشاوُل أنّ الشَّعْب هُوَ شعب الله وَليس شعبه هُوَ [ وَالآنَ فَأسمع صوتَ كَلاَمِ الرَّبِّ هكذا يقُولُ رَبُّ الجُنُودِ إِنِّي قَدِ إِفتقدتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صعُودِهُ مِنْ مِصْرَ ] الله يُذكِّرهُ وَيتذكّر عمل عمالِيق مِنْ 400سنة وَيقُول أنا إِفتقدت عمل عمالِيق حَتَّى لَوْ أنت تناسيت [ سوف أمحُو ذِكر عمالِيق مِنْ تحت السَّماء ] الله يشعُر بِمسئولية نحو شعبه لِذلِك قَالَ أنَا أمحو ذِكر عمالِيق مِنْ تحت السَّماء أبِيده مِنْ الأرض وَِأفنِيه لكِنْ شاوُل عمل العكس[ فَالآنَ إِذْهب وَإِضرب عَمَالِيق وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَ لاَ تَعْفُ عنهُمْ بَلِ أقتُلْ رَجُلاً وَإِمرأةً طِفلاً وَرَضِيعاً بقراً وَغَنَماً جَمَلاً وَحِمَاراً ] الله طلب مِنْ شاوُل أنْ يضرب عمالِيق وَيفنِيهُمْ طِفلاً وَرجُلاً وَغنماًوَقَدْ نقُول هُنا أنَّ الله قاسِى لكِنْ الله يُجِيبُنا أنّهُ يُرِيد أنْ يُبِيد الشَّر مِنْ جذوره [ طُوبى لِمَنَ يُمسِكُ أطفالِكَ وَيضربُ بِهُمْ الصَّخرة ]( مز 136 مِنْ مزامِير النُّوم ) " الأطفال " هى الأفكار الصغِيرة الَّتِى إِذا تركناها وَأهملناها قَدْ تِكبر وَتُحارِبنا [ فَأستحضر شاوُلُ الشَّعْبَ وَعَدَّهُ مِئَتَيْ ألْفِ رَاجِلٍ ] إِذاً عدد الجيش زاد وَأصبح 200000 رجُل ، لكِنْ سِبط يهُوذا الَّذِى تمسَّك بِمُلكِهِ كَانَ يشعُر أنَّهُ مُميّز عَنْ باقِى الأسباط فَلَمْ يدخُل فِى التعداد وَكان تعداده وحده10000 حارِب شاوُل عمالِيق وَغلب لكِنّهُ لَمْ يُحرِّم الجيش كما قَالَ لَهُ الله بَلْ أمسَك أجاج مَلِكَ عمالِيق حيَّاً هؤلاء هُمْ الَّذِين سيقتلوه وَيُعّلِقوه عَلَى باب لكِنْ شاوُل تهاون معهُمْ وَكَانَ هذا التهاوُن هُوَ سبب الهلاك [ وَعَفَا شاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أجاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالبقرِ وَالثُّنْيَانِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ وَلَمْ يرضوا أنْ يُحَرِّمُوهَا0 وَكُلُّ الأمْلاَكِ الْمُحتقرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا ]عفُوا عَنْ الجيِّد وَكسّر شاوُل كلام الله وَطمع فِى الغنائِم وَتخيَّل أنَّهُ ضحك عَلَى الله وَأنَّ الله يتغافل[ وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ قَائِلاً نَدِمْتُ عَلَى أنِِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً لأِنَّهُ رَجَعَ مِنْ ورائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي ] الله لاَ يندم لكِنّهُ أُسلُوب الكِتاب لِنفهمْ مشاعِر الله بِلُغة البشر خطُورة التهاوُن وَالتساهُل وَتكسِير كلام الله وَالسير بِفِكر الذات وَالمشُورة الشخصيَّة يؤدِى إِلَى الهلاك وَكَانَ رد فِعل صَمُوئِيل النبِى رائِع [ فَإِغتاظَ صَمُوئِيلُ وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ اللَّيْلَ كُلَّهُ ] جيِّد أنْ يصرُخ الإِنسان إِلَى الله فِى مشاكله وَيُحوِّلها لِصلاه [ فَبَكَّرَ صَمُوئِيلُ لِلِقاءِ شاوُلَ صَبَاحاً0 فَأُخبِرَ صَمُوئِيلُ وَقِيلَ لَهُ قَدْ جاء شَاوُلُ إِلَى الكرمل وَهُوذا قَدْ نَصَبَ لِنَفْسِهِ نَصَباً وَدَارَ وَعَبَرَ وَنَزَلَ إِلَى الجِلجالِ ] شاوُل مِنْ شِدَّة فرحِهِ بِذاته وَبِإِنتصاره فِى الحرب أخذ لِنَفْسِهِ غنائِم وَأقام لِنَفْسِهِ نصباً أىّ تمثال فِى بِدايِة شاوُل كان مُتضِع وَإِختبأ بين الأمتِعة عِندما نصَّبُوهُ مَلِكاً وَكَانَ كَأصمَّ مَعَْ شاتِميه ، وَلكِنْ عِندما عمل الله فِى حياة شاوُل تخيَّل أنّهُ هُوَ الفاعِل وَأقام لِنفْسِهِ تمثال الله يُرِيد أنْ يعمل معنا لكِنّهُ يخاف علينا مِنْ السقُوط فِى الكبرياء أين إِتضاعك يا شاوُل وَأين بساطِة قلبك ؟ النَفْسَ الغير واعية وَ لاَ تُراقِب نَفْسَهَا سهل أنْ تتغيَّر بِسُرعة لأِنَّها عُرضة لِعدو الخير أنْ يُخرِّب ما بِداخِلها [ فَأذكُر مِنْ أين سقطتَ وَتُبْ ] ( رؤ 2 : 5 ) قَالَ شاوُل لِصَمُوئِيل [ مُبَارَكٌ أنْتَ لِلرَّبِّ قَدْ أقَمْتُ كَلاَمَ الرَّبِّ ] شاوُل سبق فِى الحدِيث لأِنّهُ خجل مِنْ صَمُوئِيل [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ وَمَا هُوَ صَوْتُ الغنم هذا فِي أُذُنيَّ وَصوتُ البقرِ الَّذِي أنَا سَامِعٌ ] أجابهُ شاوُل أنَّ الشَّعْب هُوَ الَّذِى عفا عنها لأِجل الله إِذا كُنت يا شاوُل قَدْ منعت النَّاس عَنْ أنْ يأكُلوا طعاماً قبل الحرب حَتَّى المساء ،وَعِندما أكل يُوناثان إِبنك أردت أنْ تُمِيته ، إِذاً لَكَ كلِمة مُقامة عَلَى الشَّعْب فَكَيف تركت الشَّعْب يعفى عَنْ الغنائِم ؟ شاوُل تحاجج بِذبائِح الله قَالَ صَمُوئِيل [ كُفَّ فَأُخبِرَكَ بِمَا تكلَّمَ بِهِ الرَّبُّ إِلَيَّ هذِهِ اللَّيْلَةَ ] أجمل شيئ الإِقرار بِالخطيَّة وَقُول الإِنسان إِرحمنِى يا الله وَ لاَ يُقّدِم أعذار كما قدَّم آدم عِند سقُوطه [ أليس إِذْ كُنتَ صَغِيراً فِي عينيكَ صِرَتَ رأسَ أسباطِ إِسْرَائِيلَ وَمَسَحَكَ الرَّبُّ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ0 وَأرسلَكَ الرَّبُّ فِي طَرِيقٍ وَقَالَ إِذهبْ وَحَرِّمِ الخُطاة عَمَالِيقَ وَحارِبهُمْ حَتَّى يفنوا فَلِمَاذَا لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ بَلْ ثُرْتَ عَلَى الغنِيمةِ وَعملتَ الشَّرَّ فِي عَيْنيَِ الرَّبِّ ] لكِنْ شاوُل يُصّمِمْ عَلَى تبرِير نَفْسَه [ فَقَالَ شاوُلُ لِصَمُوئِيلَ إِنِّي قَدْ سمِعتُ لِصوتِ الرَّبِّ وَذهبتُ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أرسلنِي فِيهَا الرَّبُّ وَأتيتُ بِأجاجَ مَلِكِ عَمَالِيقَ وَحَرَّمْتُ عَمَالِيقَ0 فَأخذ الشَّعْبُ مِنَ الغنِيمةِ غَنَماً وَبقراً أوَائِلَ الْحَرَامِ لأِجْلِ الذَّبْحِ لِلرَّبِّ إِلهكَ فِي الجِلجالِ ] شاوُل يقُول " الرَّبُّ إِلهك "وَليس " إِلهنا " صَمُوئِيل عبَّر عَنْ فلسفة عمِيقة فِى الحياة الرُّوحيَّة فَقَالَ لِشاوُل[ هل مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالمُحرِقاتِ وَالذَّبائِحِ كَمَا بِإِستماعِ صوتِ الرَّبِّ هُوذا الإِستماعُ أفضلُ مِنَ الذَّبِيحةِ وَالإِصغاءُ أفضلُ مِنْ شحمِ الْكباشِ ] إِذا وضعنا الذبائِح فِى كفَّة مِيزان وَطاعِة الرَّبّ فِى الكفَّة الأُخرى فَأيُّهما أفضل ؟ الطاعة أفضل الكنِيسة تقُول صُم إِسمع كلامها أفضل مِمَّا أحدِد صُوم لِنَفْسِى بِحسب فِكرِى النَفْسَ الخاضِعة الأمِينة محبُوبة لله أفضل مِنْ الذبائِح [ لأِنَّ الَّتمرُّد كخطيَّةِ الْعِرافةِ وَالعِنادُ كالوثنِ وَالَّترَافِيمِ ] وصل التمرُّد إِلَى حد العِرافة وَالدجل وَالعِناد أىّ التصمِيم عَلَى عدم الطاعة إِلَى عِبادِة الوثن [ لأِنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ ] [ وَدار صَمُوئِيلُ لِيمضِي فَأمسكَ بِذَيْلِ جِبَّتِهِ فَإِنمزقَ فَقَالَ صَمُوئِيلُ يُمَزِّقُ الرَّبُّ مملكة إِسْرَائِيلَ عنك اليومَ وَيُعطِيها لِصاحِبكَ الَّذِي هُوَ خيرٌ مِنْكَ وَأيضاً نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ لاَ يكذِبُ وَ لاَ يندمُ لأِنَّهُ لَيْسَ إِنساناً لِيندمَ ] أعلن الله رفضه لِشاوُل كَمَلِكَ[ فَقَالَ قَدْ أخطأتُ وَالآنَ فَأكرِمنِي أمام شُيُوخِ شعبِي ] شعر شاوُل بِخطيتِهِ ليس لأِنّ الله رفضهُ مِنْ المُلك وَلكِنْ لأِنَّ صورتهُ ستهتز أمام الشَّعْب لكِنْ صَمُوئِيل رفض طلب شاوُل وَرجع مِنْ ورائِهِ وَتولَّى صَمُوئِيل قتل أجاج مَلِكَ عَمَالِيق وَلَمْ يتهاون [ وَقَالَ صَمُوئِيلُ قَدِّمُوا إِليَّ أجاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ فَذَهَبَ إِليهِ أجاجُ فَرِحاً وَقَالَ أجاجُ حَقّاً قَدْ زالتْ مرارةُ الْموتِ ] أجاج تخيَّل أنَّهُ بِيَدِ صَمُوئِيل سيحيا [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ كَمَا أثْكَلَ سيفُك النِّساءَ كذلِك تُثكْلُ أُمُّكَ بين النِّساءَ فَقَطَعَ صَمُوئِيلُ أجاجَ أمَامَ الرَّبِّ فِي الجِلجالِ ] الإِنسان الرُّوحِى يُحارِب العدو بِلاَ شفقة وَفِى الجِلجالِ أىّ المخدع لأِنّ الله أعطانا سُلطان عَلَى العدو أنْ نسحقهُ [ وَذهب صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّامَةِ وَأمَّا شاوُلُ فَصَعِدَ إِلَى بيتِهِ فِي جِبعةِ شاوُلَ وَلَمْ يعُدْ صَمُوئِيلُ لِرُؤيَةِ شاوُل إِلَى يومِ موتِهِ ] لَمْ يعُد صَمُوئِيل يفتقِد شاوُل حَتَّى موتِهِ لكِنّهُ شعر بِمسئولية نحو شاوُل لِذلِكَ [ لأِنَّ صَمُوئِيلَ ناح عَلَى شَاوُلَ وَالرَّبُّ نَدِمَ لأِنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ ] صَمُوئِيل قلبه بِحسب قلب الله وَالله رفض شاوُل مِنْ المُلكَ لكِنْ لاَ نعرِف موقِف شَاوُل مَعَْ الله لعلّهُ يكُون قَدْ تاب لكِنّهُ كان مُستمِر فِى العِناد حَتَّى بعد مُلَكَ داوُد الكِتاب يقُول [ إِكرمُوا المَلِكَ ] ( 1 بط 2 : 17 ) وَصَمُوئِيل أكرم شَاوُل بِصلاته مِنْ أجله ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.
دراسة فى سفر نشيد الانشاد ج3
[ أرِينِي وجهَكِ أسمِعِينِي صوتَكِ لأِنَّ صوتَكِ لطِيف وَوَجهَكِ جمِيلٌ ]( 2 : 14 ) تخيَّل أنَّ السيِّد المسِيح يبحث عَنْ النَّفْسَ وَيُخاطِبها قائِلاً أنَّ وجهَكِ جمِيل وَصوتَكِ لطِيف تخيَّل أنَّ السيِّد المسِيح يشتاق أنْ يرى وجهنا رغم أنَّنا صنعه يديه يُرِيد سماع صوتنا جيِّد أنْ تتراءى النَّفْسَ أمام الله وَتقِف أمام خالِقها قَدْ لاَ يقبلنا النَّاس لكِنْ الله يقبلنا لأِنَّنا عمله قَدْ أتكلَّم مَعَْ إِنسان لاَ يُرِيد سماعِى لكِنْ الله يسمعنِى فتخيَّل أنَّنا نقِف فِى الصلاة أمامه بِلاَ مُبالاه وَهُوَ يُرِيد سماعنا تخيَّل أنَّهُ يُخاطِبك وَيقُول أنَّ وجهَكَ جمِيل وَصوتَكَ لطِيف لابُد أنْ تشعُر بِقبُول الله لَكَ كثِيراً ما نقُول هل يسمعنا الله ؟ هل يرانا وَيشعُر بِنا ؟ لابُد أنْ تشعُر أنَّ حدِيثك معهُ حدِيث مُتبادل وَهُوَ يُرِيد سماعك أحد القدِيسِين يقُول فِى مُناجاه [ الله يقُول أنا مُشتاق لِسماع صوتك فأسكتَّ الملائِكة كى أسمعُ صوتك أبعدت كُلّ السَّمائِيين لأِرى وجهك ] تخيَّل أنَّ الله يفرح بِتسبِيحنا أكثر مِنْ تسابِيح السَّمائِيين الله يعلم أنَّ ملائِكته أرواح خادِمه لكِنْ أنا فِى الجسد وَالضعف لِذلِكَ تسبِيحنا لذَّته يُرِيد سماعه إِنْ كُنَّا مازِلنا مُبتدِئِين إِلاَّ أنَّ كُلّ كلِمة تخرُج مِنَّا تُمجِّده يُحِب سماعها أكثر شئ يُحارِبنا بِهِ عدو الخير أنَّنا غير محبُوبِين لدى الله يقُول أحد القدِيسِين [ ثِق أنَّ أُذُن الله قرِيبة مِنْ شفتيكَ ] أنا أسمعك لأِنَّ صوتَكَ جمِيل وَوجهِكَ لطِيف [ خُذُوا لنا الثَّعالِب الثَّعالِب الصِّغار المُفسِدة الكُرُومِ لأِنَّ كُرُومنا قَدْ أقعلت ]( 2 : 15 ) أى أعطى ثمراً كثِيراً ما تكُون هُناك ثعالِب صغِيرة تفسِد الكُرُوم لأِنَّها أخطر مِنْ الثَّعالِب الكبِيرة لأِنَّ الصغِيرة عندها نهم كذلِكَ الخطايا الصغِيرة تُفسِد الحياة الرُّوحيَّة مِثلَ الإِدانة وَالغضب وَالكِذب مُمكِن يكُون إِنسان لاَ يتكلَّم لكِنْ داخِلهُ يُدِين الآخرِين ثعالِب صغِيرة تُفسِد الكُرُوم فَلاَ يُعطِى ثمر[ حبِيبِي لِي وَأنَا لَهُ الرَّاعِي بين السُّوسنِ ] ( 2 : 16 ) خصُوصيَّة هُوَ لِى وَأنا لَهُ وَهذا يُدخِلنا لِلآية الجمِيلة [ أدخلنِي المَلِكُ إِلَى حِجالِهِ ] ( 1 : 4 ) مُجرَّد أنْ قالت النَّفْسَ إِجذبنِى وراءك فنجرِى تُفاجأ أنَّهُ يُدِخلها إِلَى حِجاله" الحِجال " هِى " الغُرفة الخاصَّة بِالعرُوس " لِذلِكَ لابُد أنْ أشعُر أنَّ لِى حِجال مَعَْ الله مكان أتحدَّث معهُ فِيه عرِيسِى السَّماوِى لِذلِكَ كُلّ نَفْسَ لها عِشرة حلوة مَعَْ الله تشعُر أنَّ كُلّ وقت تعِيش فِيهِ معهُ هُوَ حِجالها ترتفِع فِيهِ فوق مُستوى الزمن هل شعرت أنَّكَ تجاوزت معهُ حدُود الزمن ؟ هذا هُوَ الحِجال [ حيثُ تجلِس يا الله تُطعِم الأبرار مِنْ طعام الحقَّ ] هل جلسنا فِى وقت خاص مَعَْ الله وَإِختبرت الهدوء وَالسكيِنة ؟ نَفْسَكَ تهدأ وَجسدك يهدأ وَتبدأ نَفْسَكَ تسمو فوق ذاتِها هذا هُوَ الحِجال لاَ يلِيق أنْ نكُون مَعَْ الله بِدُون خصُوصيَّة فِى الأماكِن العامَّة لابُد مِنْ عِشرة خاصَّة يُعلِن لَكَ فِيها قِمَّة مجده وَحُبّه هل لَكَ العِشرة الَّتِى تُشعِرك بِحضُوره ؟ لحظات عربُون ملكُوت السَّموات مُمكِن يكُون الدافِع لدىَّ ضِيقة أمُر بِها [ لأِنَّهُ يُخبِّئُنِي فِي مظلَّتِهِ فِي يومِ الشَّرِّعَلَى صخرةٍ يرفعُنِي ] ( مز 27 : 5 ) هل جرَّبت حِجاله ؟ هل إِختبرت أنْ يخطف عقلك فِى الصلاة أى لَمْ تعُد تشعُر بِثِقله وَثِقل الجسد ؟ وَكما يقُول الشيِخ الرُّوحانِى [ الإِنسان يستنشِق رائِحة الحياة ] هل جرَّبت سكُون الحواس ؟ هذا هُوَ الحِجال الخرُوج مِنْ عالم الحِس إِذا لَمْ تختبِره تشعُر بِكسل وَثِقل الصلاة وَ لاَ تشعُر بِفرح فِيها صلِّى بِرُوح وَفرحة وَقُل لَهُ كَمْ أنت عظِيم أنت الَّذِى أخرجتنا وَجعلتنا ندوس فرعُون هل جرَّبت أنَّ قلبك يطفُر فرحاً فِى الصلاة ؟هل شعرت وَأنت فِى القُدَّاس أنَّ نَفْسَكَ تسجُد مَعَْ جسدك فِى التقدِيس وَتُعطِيه مجداً ؟هل توجد نغمات تخرُج مِنْ القلب تُعبِّر عَنْ محبِّة الله ؟ هذِهِ هِى ولِيمة العُرس لمحة مِنْ عربُون الملكُوت قُل لَهُ أنا صغِير لَمْ أختبِر كُلّ هذِهِ الخبرات هل حِجالَكَ لأُِناس مُعيّنِين فقط ؟فيقُول لَكَ لاَ أُدخُل حِجالِى مُتسِع أنا أُرِيد سماع صوتكَ الجمِيل وَأرى وجهك اللطِيف وَكما يقُول أشعياء النبِى [ أيُّها العِطاشُ جمِيعاً هلُمُّوا إِلَى المِياه وَالَّذِي ليس لَهُ فِضَّة تعالُوا اشترُوا وَكُلُوا هلُمُّوا اشترُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثمنٍ خمراً وَلبناً ] ( أش 55 : 1 ) [ نبتهِجُ وَنفرحُ بِكَ ] ( 1 : 4 ) الَّذِى يدخُل الحِجال ينال بهجة وَفرحة عِندما تخرُج النَّفْسَ مِنْ العالم تشعُر بِفرح لاَ يُنطق بِهِ وَمجِيد لَوْ حياة الإِنسان الرُّوحيَّة ليس بِها فرح يكُون بِها خطأ لكِنْ لَوْ حُزن بِسماح مِنْ الله يكُون داخِلهُ فرح خفِى لابُد أنْ تعِيش الفرح بِالله [ تُعظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ وَتبتهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخلِّصِي ]( لو 1 : 46 ) رنَّة الفرح الرُّوحِى داخِلك لاَ تستطِيع أنْ تصِفها لِذلِكَ يقُول داوُد فِى المزمُور [ بِهِ تفرح نِفُوسنا لأِنَّنا عليهِ توكَّلنا ] لابُد أنْ تُجرِّب هذِهِ الفرحة فِى حِجالِهِ فيقُول أشعياء النبِى [لأُِعطِيهُمْ جمالاً عِوضاً عَنِ الرَّمادِ وَدُهنَ فرحٍ عِوضاً عَنِ النَّوحِ وَرِداء تسبِيحٍ عِوضاً عَنِ الرُّوحِ اليائِسةِ] ( أش 61 : 3 )[ حوَّلت نُوحِي إِلَى فرحٍ ] يتحوَّل النُّوح إِلَى فرحٍ فِى الحِجال عِندما أُعلِن لَهُ شكواى وَأحوِلها إِلَى صلاة أكُون فرِح بِحِجاله يقُول القدِيس سِيرافِيم سيرافِسكِى [ يا لِفرحِى بِيسُوعِى ] عِندما تشعُر بِفرح تعرِف أنَّكَ سائِر فِى طرِيقه فرح رُوحِى مسئوليَّة عمل الرُّوح فرح الإِنسان مهما كانت الوصايا صعبة لكِنْ بِالرُّوح حِملها خفِيف النَّفْسَ مُتعبة لكِنَّها مسرُورة الطرِيق ضيِّق وَشاق لكِنْ المدِينة جمِيلة الطرِيق رغم صعوبته لاَ يخلو مِنْ علامات الفرح الأنبا أنطونيُوس يقُول لأولاده [ فرح الله يُرَّبِى عقولهُمْ وَيُعزَّيها ][ نذكُرُ حُبَّكَ أكثر مِنَ الخمرِ بِالحقِّ يُحِبُّونَكَ ] ( 1 : 4 ) كُلّ قدِيسِيك وَأبرارك بِالحقِّ يُحِبُّونك هل أنا مِثلهُمْ بِالحقِّ أُحِبّهُ ؟ لِنرى أبونا إِبراهِيم بِالحقِّ يُحِبّهُ يُقّدِم إِبنه مُحرِقة أى يحترِق أمام عينيهِ بِالنسبة لإِبراهِيم إِختبار سهل !!! السيِّد المسِيح يطلُب مِنْ كُلّ إِنسان إِسحاقه إِسحاقه أى أجمل ما يملُكَ وَما يتعلَّق بِهِ قلبه الَّذِى فِيهِ مشاعِره وَقلبه الله لاَ يُحِب الفِصال أُرِيد إِسحق لاَ إِسماعِيل إِسحق إِبنك وحِيدك حبِيبك الَّذِى تُحِبّه إِذا نجحت فِى الإِختبار أكُون بِالحقِّ أُحِبّهُ الأشياء الَّتِى تُحِبّها وَتقِف حائِل بينك وَبين الله سواء الأهل أوْ الذَّات أوْأُترُكها[ لكِنْ ما كَانَ لِي رِبحاً فهذا قَدْ حسِبتُهُ مِنْ أجلِ المسِيحِ خسارةً ] ( فى 3 : 7 ) هل عِندِى إِستعداد أنَّ كُلّ مالِى يتحوَّل إِلَى رماد أمام عينىَّ ؟إِبراهِيم لَمْ يقُل لِسارة عَنْ ذبِيحة إِسحق حَتَّى لاَ تُعِيقه كُلٍّ مِنَّا لَهُ سارة داخِله هِى عواطِفه بعض الأمور لابُد أنْ أتجاوز فِيها سارة معقُول يقُول لها الله يطلُب مِنكِ إِسحق لِنُقّدِمُهُ إِليهِ ؟ بِالطبعِ لاَ لَوْ تحكَّمنا فِى عواطِفنا مَعَْ الله فَإِنَّها لاَ تُقرِّبنِى إِليهِ لِنُخاطِب أنفُسنا لَوْ الله طلب مِنَّا شئ غالِى وَأمسكناه عنّه تكُون محبِّتنا لَهُ بِاللِسانِ فقط داوُد أب لأُسرة وَقائِد جيش وَمَلِكَ وَيقُول لله [ سبع مرَّاتٍ فِي النَّهارِ سبَّحتُكَ عَلَى أحكامِ عدلِكَ ] ( مز 119 : 164 ) [ أُحِبُّكَ ياربُّ يا قُوَّتِي ] ( مز 18 : 1 ) معقُول داوُد لديهِ وقت فراغ لِيُصَلِّى لَهُ سبع مرَّات [ بِاللَّيلِ تُنذِرُنِي كُليتاي ] ( مز 16 : 7 ) " الكُلى " هِى أعمق جُزء فِى جسد الإِنسان وَكأنَّهُ يقُول أنا مِثل إِنسان تُنذِرهُ كُليتاه لِيقُوم لِلصلاة أعماقه تئِن عليه لِيُصَلِّى إِنسان عرف كيف يتجاوب مَعَْ موجة الصلاة بِالحقِّ يُحِبُّونهُ مِثلَ المجدليَّة وَيُوحنا الحبِيب وَالعذراء مريم وَ[ أخبرنِي يا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي أين ترعى أين تُربِضُ عِند الظَّهِيرةِ ] ( 1 : 7 ) أنا أبحث عنك أين أنت ؟ كثِيراً ما لاَ نراه وَ لاَ نشعُر بِهِ فهل نصمُت ؟ لاَ أطلُبه أين هُوَأين تجتمِع قُطعانه رُبما تكُون خطيتِى هِى الفاصِلة بينِى وَبينه رُبما مَنْ حولِى هُمْ الَّذِينَ فصلُونِى عنّه رُبما يُرِيد هُوَ ذاك فِى كُلّ الحالات سأطلُبك لابُد لِرصِيد الحُب فِى العِشرة مَعَْ الله أنْ يقودنِى لَهُ أين أنت ؟ خُذنِى لِمراعِيك الجيِّدة يقُول فِى سِفر حزقيال 34 : 14 [ أرعاها فِي مرعىً جيِّدٍ وَيكُونُ مراحُها عَلَى جِبالِ إِسْرَائِيلَ العاليةِ هُنالِكَ تربُضُ فِي مراحٍ حسنٍ وَفِي مرعىً دسِمٍ يرعون عَلَى جِبالِ إِسْرَائِيلَ ] هُناك بعض المراعِى عِندما يأكُل مِنها الحيوان يكُون لِلحمِهِ مواصفات خاصَّة مراعِى دسِمة وَخِصبة أنا أقُول لَكَ أخبرنِى أين ترعى أين تربُض ؟ لأِنَّ مراعِيك دسِمة لأِنِّى كثِيراً ما رعيت فِى مراعِى غير دسِمة فلم يكُنْ لِى ثمرالراعِى يجلِس لِيسترِيح هُوَ وَرعيِّته معهُ فأين تسترِيح مَعَْ قدِيسِيك ؟ كثِيراً ما نرعى فِى قُطعان العالم فأين قطِيعك أنت ؟ أُرِيد أنْ أكُون فِى مرعاك يقُول سيِّدنا البابا[ أنا لَوْ ضللت فأنا خرُوفك وَإِنْ لَمْ أكُنْ موجُود فِى حظِيرتك ] أنا معدُود وَمحسُوب عليك فإِنْ لَمْ تجِدنِى ففتِّش عنِّى لكِنِّى الآنَ أنا أطلُبك أين ترعى أين تربُض ؟يقُول أنا أرعى وَأنا أربُض مَعَْ غنمِى [ وَأطلُبُ الضَّالَّ وَأسترِدُّ المطرُود وَأجبرُ الكسِير وَأعصِبُ الجرِيحَ ] ( حز 34 : 16 ) هذِهِ مسئوليتِى إِنْ ضللنا يطلُبنا وَإِنْ كسرنا يُجبِّرنا وَإِنْ جُرِحنا يعصِبنا هُوَ يُرِيد أنْ يكُون لنا الطبِيب النَّفْسِى وَالجسدِى وَالرُّوحِى لابُد أنْ نختبِر يَدهُ الشافية0
جيِّد مَنْ يعرِف أين هُوَ فيذهب إِليهِ عِندما علِمت المرأة الخاطِئة أنَّهُ فِى بيت الفرَّيسِى ذهبت لَهُ وَلَمْ تُبالِى بِكلام النَّاس هُوَ رابِض فِى القلب وَأنا أبحث عنّه خارِجِى[ ليس هُوَ بعِيد عنك ذاك الَّذِى تبحث عنهُ ] [ لكِنْ حِين وجدتك وجدتك عمِيق فِى أعماقِى أنت كُنت معِى أمَّا أنا فلم أكُنْ معك يالِشقاوتِى وَغباوتِى ] هكذا كَانَ القدِيس أُوغسطِينُوس يقُول قُل لَهُ أنت بِذراعك تحمِل الحُملان وَتقُود المُرضِعات فإِخبرنِى أين أنت ؟[ لِماذا أنا أكُونُ كمُقنَّعةٍ عِند قُطعانِ أصحابِكَ ] ( 1 : 7 ) " قُطعان أصحابِكَ "هِى إِهتمامات الحياة النَّفْسَ مُقنَّعة أى فِى كُلّ مكان لها شكل مُختلِف لِماذا أنا أتشكلّ بِشكل العالم ؟ لِكى أجِده لابُد أنْ أخلع الأقنِعة فأنا صورته أنا ملامِحه لِذلِكَ يُعاتِب الله النَّفْسَ فيقُول لها [ إِنْ لَمْ تعرِفِي أيَّتُها الجمِيلةُ بين النِّساء فاخرُجِي عَلَى آثار الغنمِ ] ( 1 : 8 ) عِتاب لطِيف وَكما قَالَ لَهُ فِيلُبُّس [ أرِنا الآب وَكفانا ]( يو 14 : 8 ) فيُجِيبه يسُوعَ [ أنَا معكُمْ زماناً هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تعرِفنِي يا فِيلُبُّسُ الَّذِي رآنِي فقد رأى الآبَ ] ( يو 14 : 9 ) هُوَ يُخجِل النَّفْسَ وَيقُول لها " إِنْ لَمْ تعرِفِي فاخرُجِي عَلَى آثار غنمِي " خطوة عمليَّة لاَ يكفِى الطلب وَالمُناجاه لمُهِمْ الخطوة العمليَّة إِتعِب جسدك إِسهر وَأقرأ وَسبِّح وَأعمل أعمال محبَّة وَهذا هُوَ الخرُوج عَلَى آثار الغنم جِديِّة فِى البحث آثار الغنم هُمْ القدِيسِين هُمْ يعرِّفُونا الطرِيق بِدونهُمْ نتوه لأِنَّهُمْ وصلوا قبلنا أبونا إِبراهِيم فِى إِيمانه وَداوُد فِى بِرَّه وَيوسِف فِى طهارته وَأيوب فِى صبره وَ الَّذِينَ فِى الإِيمان وَرثُوا المواعِيد [ وَارعي جِداءكِ عِند مساكِنِ الرُّعاةِ ] ( 1 : 8 ) الجِداء خِراف صغِيرة إِرعُوها عِند مساكِن الرُّعاة أى رُعاة الكنِيسة إِذهب لَهُمْ بِجِدائك أى ضعفاتك وَشهوات ذاتك ستجِد لها حل عِند مساكِن الرُّعاة لاَ تتهاون وَ لاَ تتراخى لأِنَّهُ مُنتظِرك فِى الطرِيق إِصحاح 4 : 4 يُخاطِب النَّفْسَ أوْ الكنِيسة فيقُول لها [ عُنُقُكِ كبُرجِ داوُد المبنِيِّ لِلأسلِحةِ ألفُ مجنٍّ عُلِّقَ عليهِ كُلُّها أتراسُ الجبابِرةِ ] ( 4 : 4 ) ما هُوَ عُنُقُك ؟بُرج داوُد هذا ليس غزل كَانَ قدِيماً فِى تِلَكَ العصُور كُلّ مدِينة لها بُرج عالِى تُراقِب مِنهُ حدودها هذا البُرج عَلَى سور المدِينة فِى أركانِهِ وَيقِف عليهِ الجُنُود لِحراسة المدِينة فمثلاً مدِينة داوُد لها بُرج هذا البُرج هُوَ سبب أمان المدِينة فيقُول الله لِلكنِيسة عُنُقُك كبُرج داوُد أى أنتِ سبب أمان النِفُوس أنتِ الحِصن المنِيع تُنّبِهِى أولادِك لِلعدوأيضاً قدِيماً كَانَ الجُنُود العائِدُون مِنْ الحرُوب مُنتصرِين يُعلِّقُون مِجنهُمْ مكتُوبة عليها أسمائهُمْ عَلَى بُرج المدِينة كإِفتخارعِندما أشترِك فِى الحرب وَأنتصِر أُعلِّق المجن الَّذِى صددت بِهِ سِهام العدوبِهِ أُعلِن إِنتصارِى فأُعلِّقه عَلَى البُرج كإِفتخار لِى كُلّ مُجاهِد فِينا لَهُ مجن مُعلَّق عَلَى بُرج الكنِيسة إِنِّى جاهِدت وَحارِبت وَإِنتصرت ما أجمل أنْ يكُون لِى مجن عَلَى بُرج الكنِيسة يشهد لِجِهادِى ضِد عدو الخير لِمجد الكنِيسة لِنرى مجن الأنبا أنطونيُوس كثِيراً ما صدَّ سِهام وَمجن مارِجرجِس كثِيراً ما غلب بِه تُرى هل لِى مجن أتراس جبابِرة مُعلَّقة عَلَى بُرج داوُد ؟ إِحذر أنْ لاَ يكُون لَكَ مجن وَليس لَكَ جِهاد وَأوِل سهم مِنْ عدو الخير يُسقِطك دون أنْ تستخدِم مجنك لأِنَّ مجنك هُوَ سبب مجدك وَفخرك ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.
دراسة فى سفر نشيد الانشاد ج2
نحنُ نحتاج أنْ نشعُر بِمحبِّة الله وَنشعُر بِثِقة فِى محبَّتِهِ كثِيراً ما نفقِد ذلِكَ الإِحساس وَنتعب لكِنْ إِذا علمنا مكانتنا عِند الله سنسترِيح وَينفتِح قلبنا لَهُ أجمل ما فِى سِفر النشِيد أنَّهُ يصِف النَّفْسَ البشريَّة فِى كُلّ حالاتها فِى تعبها وَفِى فتورها وَفِى حماسها وَفِى عُمق عِلاقِتها مَعَْ الله وَالله يُخاطِب النَّفْسَ وَيعرِف كَمْ هِى محبُوبته أحياناً نتجاوب مَعَْ محبَّته وَأحياناً لاَ [ فِي اللَّيلِ عَلَى فِراشِي طلبتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طلبتُهُ فما وجدتُهُ ] ( 3 : 1 )النَّفْسَ تبحث عنّه [ إِنِّي أقُومُ وَأطُوفُ فِي المدِينةِ فِي الأسواقِ وَفِي الشَّوارِعِ أطلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طلبتُهُ فما وجدتُهُ ] ( 3 : 2 ) كثِيراً ما نقُول أنَّنا عِندما نبحث عنك لاَ نجِدك لِماذا ؟ لَمْ أجِده ليس فِى فِراشِى فقط بَلْ طُفت فِى الشَّوارِع وَالمدِينة وَلَمْ أجِده [ وجدنِي الحرسُ الطَّائِفُ فِي المدِينةِ فقُلتُ أرأيتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فما جاوزتُهُمْ إِلاَّ قلِيلاً حَتَّى وجدتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فأمسكتُهُ وَلَمْ أرخِهِ ] ( 3 : 4 ) لَوْ فهمنا لِماذا إِختفى ؟ لعرفنا سبب لِماذا [ أمسكتُهُ وَلَمْ أرخِهِ ] لَوْ لَمْ أُعانِى فِى البحث عنّه لِما كُنت مُمسِكه بِهِ هكذا حُرَّاس المدِينة هُمْ قدِيسين الكنِيسة الَّذِين إِختبرُوا عِشرتهُ وَنسألهُمْ أين هُوَ ؟ فما جاوزتهُمْ إِلاَّ قلِيلاً أى لَمْ يترُكنا أكثر مِنْ طاقتنا لكِنْ هذِهِ النَّفْسَ كانت أمِينة لله طافت تبحث عنّه فِى كُلّ مكان وَتعرَّضت لِتعب اللَّيل وَلكِنْ عِندما شعر أنَّها ستُصاب بِفشل أعلن لها نَفْسَه ما أجمل النَّفْسَ الَّتِى تتعب فِى لِقائِهِ [ إِنْ تعبت قلِيلاً فِى طلبه ستفرح كثِيراً بِلِقائه ] أحد القدِيسين يُشّبِه إِشتياقنا وَبحثِنا عنّه بِلِقاء يعقُوب بِإِبنه يوسِف وَلِنتخيَّل هذا اللِقاء الرهِيب [ لِيُقبِلُكَ ضمِيرِى كما قبَّل يعقُوب حبِيبه يوسِف ] لِذلِكَ يقُول سِفر النشِيد [ فأمسكتُهُ وَلَمْ أرخِهِ حَتَّى أدخلتُهُ بيت أُمِّي وَحُجرة مَنْ حبِلتْ بِي ] ( 3 : 4 ) وجدتهُ فِى الشَّارِع فأخذتهُ معِى وَأغلقت عليهِ بيت أُمِّى حُجرة مَنْ حبلت بِى [ أُحلِّفُكُنَّ يا بناتِ أُورُشلِيم بِالظِّباء وَبِأيائِلِ الحقلِ ألاَّ تُيقِّظنَ وَ لاَ تُنبِّهنَ الحبِيب حَتَّى يشاء ] ( 3 : 5 ) أنا دخلت معهُ وَسكنت معهُ وَإِسترحت معهُ فَلاَ يقطع أحد هذِهِ الرَّاحة فَلاَ تُنبِّهنَ الحبِيب حَتَّى يشاءهل قضيت ليالِى مَعَْ الحبِيب بِهذِهِ الصورة وَتحلو لَكَ العِشرة معهُ لِهذِهِ الدرجة أنَّكَ لاَ تُرِيده أنْ يُفارِقك وَتقُول لَهُمْ لاَ تُيقِّظنَ الحبِيب حَتَّى يشاء[ مَنْ هذِهِ الطَّالِعةُ مِنَ البرِّيَّةِ كأعمِدةٍ مِنْ دُخانٍ مُعطَّرةً بِالمُرِّ وَاللُّبانِ وَبِكُلِّ أذِرَّةِ التَّاجِرِ ] ( 3 : 6 ) صِفات النَّفْسَ المُجاهدة صِفات الكنِيسة الخارجة مِنْ برَّيَّة العالم وَالحرب الرُّوحيَّة فتكُون كأعمِدة دُخان مُعطَّرة بِالمُرِّ أى الألم وَاللُّبان أى رائِحة المسِيح الذَّكيَّة لاَ يُمكِن أنْ تكُون حياتك لُبان فقط وَتعزيَّة لاَ لابُد أنْ يكُون فِيها ألم إِتعب جاهِد إِثبت ثابِر ستنال اللُّبان إِذا قبلت المُرّوَبِكُلّ أدوات التاجِر الشَّاطِر الَّذِى يعرِف كيف يربح تِجارته هكذا نِفُوسنا كُلّ ما نِتاجِر وَنقُول عليك إِتكلت وَإِذا لَمْ أبِيع اليوم أنتظِر لِلغد لابُد أنْ يكُون عِندِى حِكمة التِجارة إِذا لَمْ أبِيع اليوم وَأقُول سأُغلِق غداً فَلَنْ أكُون تاجِر شاطِرأجمل ما فِى الحوار مَعَْ الله [ كُلُّكِ جمِيلٌ يا حبِيبتِي ليس فِيكِ عيبة ] ( 4 : 7 ) كيف أنا أكُون بِلاَ عيب ؟ فأنا أعلم أنَّكَ فاحِص القلُوب وَإِلَى ملائِكتك تُنسِب حماقة هُوَ يُحِبِنا حَتَّى أنَّهُ ينسى عيوبنا مهما كُنَّا خُطاه فنحنُ فِى عينه حلويِن ليس بِنا عيب ألِهذِهِ الدرجة ؟نعم مُعلَّمِنا بولس الرسُول يقُول [ إِنْ لامتنا قُلُوبُنا فَاللهُ أعظمُ مِنْ قُلُوبِنا ] ( 1 يو 3 : 20 ) أى مهما تشعُر بِمرارة داخِلك وَ لاَ تُسامِح نَفْسَكَ لكِنْ الله يسامحك هذِهِ ليست دعوة لِلإِستهتار بَلْ دعوة لِلجِهاد بِحُب مُمكِن تقبل هذِهِ الآية عَلَى نَفْسَكَ [ كُلُّكِ جمِيل يا حبِيبتِي ليس فِيكِ عيبة ] ؟ لِمزِيد مِنْ حُب الله داخِلَكَ فتزداد فِى العطاء وَالجِهاد بِحُب هُوَ أحبَّ يعقُوب وَقدَّسه وَقبلهُ إِبن مِنْ أولاده [ قَدْ سبيتِ قلبِي يا أُختِي العرُوسُ قَدْ سبيتِ قلبِي ]( 4 : 9 ) معقُول أكُون موضِع إِنشغالك يا الله وَحُبَّك لِدرجِة إِنِّى أسبِى قلبك ؟ نعم هُوَ قَالَ[ لذَّتِى فِي بنِى آدم ]أصحاح 5 الله يطلُب النَّفْسَ[ أنَا نائِمة وَقلبِي مُستيقِظٌ صوتُ حبِيبِي قارِعاً افتحِي لِي يا أُختِي يا حبِيبتِي يا حمامتِي يا كامِلتِي لأِنَّ رأسِي امتلأ مِنَ الطَّلِّ وَقُصصِي مِنْ نُدى اللَّيلِ ]( 5 : 2 ) تخيَّل أنَّ السيِّد المسِيح يُشّبِه نَفْسَه أنَّهُ واقِف يقرع عَلَى بابك وَأنت تُغلِقه وِيظِل بِالسَّاعات واقِف يقرع حَتَّى أنَّ شعره يُنَّدى بِندى اللَّيل علامِة طول الإِنتظار وَالمُثابرة فِى طلب النَّفْسَ مُمكِن تقرع يا الله عَلَى قلبِى كُلّ هذِهِ الفِترة وَأنا لاَ أفتح ؟ مُمكِن أبحث عنّه وَعِندما أجِده لاَ أرخِهِ وَمُمكِن هُوَ يبحث عنِّى وَيسعى لِطلبِى00وَالعجِيب فِى الإِجابة الوارِدة مِنْ العرُوس [ قَدْ خلعتُ ثوبِي فكيف ألبسُهُ0 قَدْ غسلتُ رِجليَّ فكيف أُوسِّخُهُما ]( 5 : 3 ) معقُول أنَّهُ بعدما يخلع الإِنسان ثوبه وَيغسِل رجليه لاَ يقُوم مِنْ النوم بعدها ؟ أعذار تافِهة مُقابِل محبِّة الله[ حبِيبِي مدَّ يدهُ مِنَ الكوَّةِ فأنَّتْ عليهِ أحشائِي ] ( 5 : 4 ) خجلت مِنْ نَفْسِى الأحشاء أكثر جُزء حسَّاس لِذلِكَ يُشَّبِهُوا الكنِيسة بِأحشاء يسُوعَ أنَّت عليهِ أحشائِها أى تألَّمت مِنْ عظمِة محبَّتِهِ لها لأِنَّ هذا فوق إِحتمالها فَهُوَ إِبتلَّ مِنْ ندى اللَّيل مِنْ طول إِنتظاره عَلَى الباب وَعِندما قدَّمت النَّفْسَ أعذارها التافِهه مدَّ يدهُ مِنْ الكوَّة كَمْ مرَّة مدَّ يدهُ لَكَ مِنْ الكوَّة ؟ كثِيراً كثِيراً ما يأتِينا بِطُرُق مُباشرة ( الباب ) وَطُرُق غير مُباشرة( الكوَّة )[ قُمتُ لأِفتح لِحبِيبِي وَيداى تقطُران مُرّاً وَأصابِعِي مُر قاطِر عَلَى مقبضِ القُفلِ ]( 5 : 5 ) أخِيراً قامت النَّفْسَ لِتُقابِلهُ تُرى ماذا حدث ؟ [ فتحتُ لِحبِيبِي لكِنَّ حبِيبِي تحوَّل وَعَبَرَ ] ( 5 : 6 ) " تحوَّل وَعَبَرَ " ألست أنت الطالِب النَّفْسَ فلِماذا تحوَّلت وَعَبَرَتَ ؟[ نَفْسِي خرجت عِندما أدبر0 طلبتُهُ فما وجدتُهُ دعوتُهُ فما أجابنِي وجدنِي الحرسُ الطَّائِفُ فِي المدِينةِ ضربُونِي جرحُونِي حفظةُ الأسوارِ رفعُوا إِزارِي عنِّي أُحلِّفُكُنَّ يا بنات أُورُشلِيم إِنْ وجدتُنَّ حبِيبِي أنْ تُخبِرنهُ بِأنِّي مرِيضة حُبّاً ] ( 5 : 6 – 8 ) فِى هذِهِ المرَّة حرس المدِينة ضربُوها حِكمة الله أنَّ النَّفْسَ لاَ تأخُذ أوْ لاَ تتعوَّد لِقائِهِ السهل فلمَّا خرجت لَهُ تحوَّل وَعَبَرَهل عِندما أجِد حبِيبِى تحوَّل عنِّى وَعَبَرَ أعُود لِلنوم مرَّة أُخرى أم أبحث عنّه ؟ العرُوس بحثت عنّه حرس المدِينة هُنا رمز لِحرُوب الشيَّاطِين المُرَّة لِلنَّفْسَ [ فَإِنَّ مُصارعتنا ليست مَعَْ دمٍ وَلحمٍ ] ( أف 6 : 12 ) لِذلِكَ يقُول مُعلَّمِنا بولس الرسُول [ لَمْ تُقاوِمُوا بعدُ حَتَّى الدَّمِ مُجاهِدِينَ ضِدَّ الخطيَّةِ ] ( عب 12 : 4 ) لأِنَّهُ فِى زمن بولس كانت رِياضِة المُصارعة مُنتشِرة جِدّاً بحيث تنتهِى بِموت أحد المُتصارِعِين هكذا الحرب مَعَْ إِبلِيس مُرَّة ما أروع كلِمة [ مرِيضة حُبّاً ] هل أتاكَ مرض الحُب أم لاَ ؟ ليتنا كُلّنا نُصاب بِمرض الحُب لأِنَّهُ يُغيِّر الكيان الأنبا أنطونيُوس باع كُلّ أمواله وَالشُهداء قدَّموا حياتهُمْ لأِنَّهُمْ جمِيعاً كانُوا مرضى بِالحُبّ وَأصابهُمْ حُب الله كُلّ نَفْسَ لاَ تُبالِى بِالعالم وَتدُوس عَلَى رغباتها وَتغلِب جسدها هِى نَفْسَ مرِيضة حُبّاً هذا المرض عِندما يُصِيب إِنسان فَإِنَّهُ يسبِى عقله وَقلبه وَتُصبِح مشاعِرهُ ليست مَعَْ الأرض وَكما قَالَ الشيِخ الرُّوحانِى [ ساعة ما أدركُوا مِقدار محبَّتِهِ فِى قلوبِهِمْ ما صبِرُوا أنْ يبقُوا فِى أفراح العالم ساعة واحِدة بَلْ ألقُوا عنهُمْ كُلّ حُب جسدانِى وَسعُوا خلف الغِنى فِى حُبِّهِ ][ ما حبِيبُكِ مِنْ حبِيبٍ أيَّتُها الجمِيلةُ بينَ النِّساء ما حبِيبُكِ مِنْ حبِيبٍ حَتَّى تُحَلِّفِينا هكذا ] ( 5 : 9 ) مَنْ هُوَ حبِيبُكِ هذا حَتَّى تمرضِى بِحُبِّهِ ؟ لِنرى مواصفات الحبِيب [ حبِيبِي أبيضُ وَأحمرُ0 مُعلم بينَ رِبوةٍ ] ( 5 : 10 ) أى مُميَّز وسط 10000 شخص أعرفه مِنْ صوته وَملامِحه وَعينيهِ وَقصده هل صوت يسُوعَ فِى قلبك مُميَّزأم مازال غير واضِح وسط زحمِة الإِهتمامات وَالمشاغِل ؟[ رأسُهُ ذهب إِبرِيز قُصصُهُ مُسترسِلة حالِكة كالغُراب عيناهُ كالحمامِ عَلَى مجارِي المِياهِ مغسُولتانِ بِاللَّبنِ جالِستانِ فِي وقبيهِما ] ( 5 : 11 – 12 ) مِنْ مراحِم الله أنَّ العِين حسَّاسة فحوَّطها بِعِظام لِحِمايتها [ خدَّاهُ كخمِيلةِ الطِّيبِ وَأتلاَمِ رياحِينَ ذَكِيَّةٍ ] ( 5 : 13 ) " خمِيلة طِيب " أى " صُحبة أوْ حِزمة وروُد " [ شفتاهُ سُوسن تقطُرانِ مُرّاً مائِعاً يداهُ حلقتانِ مِنْ ذهبٍ مُرصَّعتانِ بِالزَّبرجدِ بطنُهُ عاج أبيضُ مُغلَّف بِالياقُوتِ الأزرقِ ساقاهُ عمُوداً رُخامٍ مُؤسَّستانِ عَلَى قاعِدتينِ مِنْ إِبرِيزٍ طلعتُهُ كلُبنانَ0 فتىً كالأرزِ ] ( 5 : 13 – 15 ) كُلّ هذا الوصف وَتشعُر أنَّها لاَ تعرِف كيف تصِفه فتقُول [ حلقُهُ حلاوة وَكُلُّهُ مُشتهيات0 هذا حبِيبِي وَهذا خلِيلِي يا بنات أُورُشلِيم ] ( 5 : 16 ) خُذ تدرِيب أُكتُب صِفات يسُوعَ بِالنسبة لَكَ حَتَّى تقُول لَهُ أنت الكُلَّ لِى كلِمات عاجِزة عَنْ وصفه " حلقة حلاوة وَكُلُّهُ مُشتهيات "هل ذُقت حلاوتهُ ؟ أبيض فِى نقائه أحمر فِى فِدائه وَإِحمراره يدُل عَلَى بياضه وَالعكس هل سمعت مِنْ حلقِهِ كلِمات حلوة وَذُقت مُشتهياته أم عدو الخير يعرِض عليك الجانِب الشاق فِى الحياة الرُّوحيَّة ؟ لِتُجِيبه أنَّهُ يستحِق أنْ نشقى فِى طلبه لأِنَّ حلقه حلاوة وَكُلُّهُ مُشتهيات [ اُجذُبنِي وراءك فنجرِي ] ( 1 : 4 ) لِنسأل سؤال مُهِم هل مسئوليَّة خلاصِى وَإِنجذابِى نحوك لِى فِيها دور مِثلَكَ ؟ هل أبحث أنا عنك أم تبحث أنت عنِّى ؟يقُول يسُوعَ فِى يُوحنا 6 : 44 [ لاَ يقِدرُ أحد أنْ يُقبِل إِليَّ إِنْ لَمْ يجتذِبهُ الآبُ الَّذِي أرسلنِي ] أنت قُلت أنَّهُ لاَ يقدِرُ أحد يأتِى إِليك إِنْ لَمْ يجذِبهُ الآب إِذاً الحل أنْ تقُول لَهُ إِجذبنِى وراءك فنجرِى إِجذبنِى مِنْ ذاتِى وَمِنْ رغباتِى وَمِنْ العالم مِثلَ المجال المغنطِيسِى الَّذِى يجذِبُ إِليهِ مَنْ لَهُ صِفة الجاذِبيَّة نحنُ فِينا صِفات أولاد الله وَمِسحة مِنّه إِذاً أنا قابِل لِلإِنجذاب إِلاَّ إِذا أفسدت أنا طبعِى مغناطِيسى هُوَ محبِّته الَّذِى يجعل كُلّ القوى المُحِيطه بِى تتلاشى[ وَأنَا إِنِ ارتفعتُ عَنِ الأرضِ أجذِبُ إِلَيَّ الجمِيعَ ] ( يو 12 : 32 ) وَكَانَ يقصِد الصلِيب أى أنَّ صليبه مغناطِيس قوَّة حُب صلِيبه قادِرة أنْ تجذِبنا جمِيعاً00النِفُوس الَّتِى تضع نَفْسَها فِى مجاله وَتكُون فِى دائِرة صلِيبه تنجذِب وَترضى بِهِ [ قَالَ هذا مُشِيراً إِلَى أيَّةِ مِيتةٍ كَانَ مُزمِعاً أنْ يمُوتَ ] ( يو 12 : 33 ) يقُول فِى سِفر هُوشع [ لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلَ غُلاَماً أحببتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دعوتُ ابنِي ]( هو 11 : 1 ) أى يعقُوب وَأخرج أولاده مِنْ مِصْرَ [ وَأنَا درَّجتُ أفرايِمَ مُمسِكاً إِيَّاهُمْ بِأذرُعِهِمْ فلم يعرِفُوا أنِّي شفيتُهُمْ كُنتُ أجذُبُهُمْ بِحِبالِ البشرِ بِرُبُطِ المحبَّةِ وَكُنتُ لَهُمْ كمنْ يرفعُ النِّيرَ عَنْ أعناقِهِمْ وَمددتُ إِليهِ مُطعِماً إِيَّاهُ ] ( هو 11 : 3 – 4 ) أنت يا مَنْ درَّجت أفرايِم أى ( علَّمتهُ السيَّر ) مُمسِكاً بِذراعه أنت قُلت أنَّكَ جذبتهُ بِرُبُطِ المحبَّة مُمكِنْ تجذِبنِى بِرُبُطِ المحبَّة فأنا أُرِيد أنْ أجرِى وراءك[ عرِّفنِي الطرِيق الَّتِي أسلُكُ فِيها ] ( مز 143 : 8 ) [ كراعٍ يرعى قطِيعهُ بِذِراعِهِ يجمعُ الحُملانَ وَفِي حِضنِهِ يحمِلُها وَيقُودُ المُرضِعاتِ ] ( أش 40 : 11 ) هُوَ يجمع حِملانه بِذِراعه أى أنا مسئولِيته وَ " المُرضعات " هِى المُبتدِئِين إِذاً كُلُّنا مسئولِيته أجمل شئ أنْ نسِير خلفه وَأنْ يُدِخِلنا مجال محبَّتِهِ يقُول أحد القدِيسين[ إِجذِبنِى إِنْ شِئت أنا أم لَمْ أشأ ] إِجذِبنِى حَتَّى لَوْ لَمْ أرِد أنا فهذِهِ مسئولِيتك فِى هُوشع 2 : 6 – 7 الله يُخاطِب النَّفْسَ البشرَّيَّة الَّتِى أرادت أنْ تهرب مِنّه فيقُول لها [ لِذلِكَ هأنذا أُسَيّجُ طرِيقكِ بِالشَّوكِ وَأبنِي حائِطها حَتَّى لاَ تجِد مسالِكها فتتبعُ مُحبِّيها وَ لاَ تُدرِكُهُمْ وَتُفتِّشُ عليهِمْ وَ لاَ تجِدُهُمْ فتقُولُ أذهبُ وَأرجعُ إِلَى رجُلِي الأوَّلِ لأِنَّهُ حِينئِذٍ كَانَ خير لِي مِنَ الآنَ ] سيُّسيِج بِشوك حولها وَيبنِى حائِطها حَتَّى لاَ تجِد مسلك لِلهرب وَسوف يُجبِرُها عَلَى الحياة معهُ حنان الله أنت تعلم زيغانِى تعلم إِنِّى أُرِيد أنْ أسِير خلف آخر غيرك لكِنْ أنت تقُول لِى سأُسيِّج حولك وَأبنِى حائِط وَتُبعِدنِى عمن أُرِيده فأعُود لَكَ مِنْ جدِيد[ وَهِي لَمْ تعرِف إِنِّي أنَا أعطيتُها القمح وَالمِسطار وَالزَّيت وَكثَّرتُ لها فِضَّةً وَذهباً جعلُوهُ لِبعلٍ ] ( هو 2 : 8 ) ليتنِى طلبتهُ إِجذبنِى وراءك فأجرِى ما أجمل أنْ تتقابل مشيئتِى مَعَْ مشيئتهُ أنا أقُول لَهُ إِلَى إِسمك وَإِلَى ذِكرك شهوة النَّفْسَ بِنَفْسِى إِشتهيتك فِى اللَّيل وَأرميا النبِى يقُول لَهُ [ عرفتُ ياربُّ أنَّهُ ليس لِلإِنسانِ طرِيقُهُ ليس لإِنسانٍ يمشِي أنْ يهدِي خطواتِهِ ] ( أر 10 : 23 ) ليس لِى أنْ أعرِف طرِيقِى فإِرشدنِى [ نحنُ لاَ نعرِف ماذا نعمل لكِنْ نحوك أعيُننا ] عمل الله فِى جذب النِفُوس عمل خطِير مَنْ الَّذِى جذب لاوِى وَزكَّا وَمُوسى الأسود وَالقدِيس أُوغسطِينُوس ؟ هُوَ ربطهُمْ بِرُبُط المحبَّة هُوَ الَّذِى أغلق عليهُمْ الطُرُق مَنْ الَّذِى أتى بِالسامِريَّة وَدِيماس وَتلامِيذه ؟لِذلِكَ قَالَ [ ليس أنتُمُ اخترتُمُونِي بَلْ أنَا اخترتُكُمْ ] ( يو 15 : 16 ) لكِنْ هل أنا أمِين لِهذا الإِختيار أم لاَ ؟ هُوَ نِفْسِه يكُون لَهُ آلاف مِنْ العذارى وَالمُحِبِين مَنْ أتى بِشَاوُل ؟ كَانَ ذاهِب لِيُعّذِب القدِيسين فِى دِمِشق مُهِمَّة رسميَّة وَإِذ بغتةً أشرق عليهِ نور مِنْ السَّماء وَظهر لَهُ وَجذبهُ وَأتى بِشَاوُل لكِنْ النَّفْسَ لها دور وَالله يرى الإِستعدادات الله جذبنا كُلِّنا لكِنْ المُهِم أنْ نقبل كُلِّنا سمعنا صوته وَشعرنا بِهِ المُهِم لاَ نرفُض شَاوُل كَانَ مُمكِن يرفُض أيضاً لاوِى وَفِى ولِيمة العُرس المدعويين رفضُوا الدعوة لِذلِكَ طلب مِنْ الخُدَّام أنْ يخرُجوا وَيبحثُوا فِى الشُّوارِع لِيأتوا بِآخرِين لِلولِيمة إِحذر أنْ تترُك مكانك لِغيَّرك معقُول تكُون جذبت كُلّ هؤلاء وَأمَّا أنا فَلاَ ؟ لاَ إِجذبنِى كما جذبت السابِقِين [ فَأُعلِّمُ الأثمة طُرُقَكَ ]( المزمُور الخمسُونَ ) لِماذا نحنُ لَمْ نكُنْ خُدَّام بعد حَتَّى الآنَ ؟ لأِنَّنا لَمْ نسمع صوته داخِلنا عِندما نسمعهُ داخِلياً نصِير مسِيحيين بِحق فنصِير حِملان الله يُرِيد أنْ يجذِبنا فإِجذِبنا يا الله مِنْ الإِهتمامات التافِهة وَمِنْ شهوات العالم الجُنُود الَّذِينَ كانُوا تحت الصلِيب ألقُوا قُرعة عَلَى ثِياب السيِّد المسِيح أحد الجُنُود كانت لَهُ القُرعة عَلَى حِذاء المُخلِّص فلبسهُ مِنْ الإِستخفاف وَعِندما رأى أحداث الصلِيب إِنجذب لها جِدّاً وَعِندما رأى الشَّمس تظلمّ وَالنَّاس يقرعُون صدورهُمْ تعجَّب يُقال أنَّهُ ذهب إِلَى أحد الجِبال وَهُناك صلَّى تحت شجرة فإِذ بِهِ فِى جبل الزيتون وَتحت الشجرة الَّتِى كَانَ يجلِس تحتها يسُوعَ حِذاء يسُوعَ جذبهُ [ فنجرِي ] عِندما أنجذِب لَهُ يكُون عِندِى إِندفاع قوِى فِى الطرِيق فأجرِى[ الغِلمانُ يُعيُون وَيتعبُون وَالفِتيانُ يتعثَّرُون تعثُّراً وَأمَّا مُنتظِرُو الرَّبِّ فيُجدِّدُون قُوَّةً يرفعُون أجنِحةً كالنُّسُورِ يركُضُون وَ لاَ يتعبُون يمشُون وَ لاَ يُعيُون ]( أش 40 : 30 – 31 )إِذا إِنجذب فِى طرِيق الله تجِد نَفْسَكَ تجرِى فِى الفضِيلة وَالأصوام بِلاَ تعب [ يرفعُون أجنِحة كالنسُور ] لأِنَّ النسر جِناحه قوِى لِذلِكَ يُحلِّق عالِياً هل تُرِيد أنْ تُحلِّق فوق فِى الصلاة كالنسُور ؟ هذا يحتاج تجدِيد قوَّة وَمُعلَّمِنا بولس يقُول [ أُركُضُوا لِكي تنالُوا ] ( 1 كو 9 : 24 ) القدِيس أُوغسطِينُوس جرى بِمُجرَّد أنْ تاب بِدموع وَصلوات وَنُسك وَأصبح أُسقُف القدِيس مُوسى الأسود جرى فِى الفضِيلة مِنْ رئِيس عِصابه إِلَى رئِيس رُهبان حَتَّى أنَّ جسدهُ أصبح كالخشب اليابِس جرى فِى الأصوام وَالأتعاب وَعرف كيف يستُر العيُوب معرُوض علينا الجرى فِى الطرِيق لِكى نكسب وَلكِنْ لاَ يُعِيقنا سِوى خطايانا وَجمِيل أنَّ الَّذِى يذوق محبِّة الله يجذِب مَنْ حوله الرُسُل جذبُوا الجمِيع السامِريَّة جذبت بلدتها الَّذِى يُرِيد أنْ يجرِى وحدهُ هُوَ لَمْ يجرِى بعد حَتَّى الآنَ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين .
دراسة فى سفر نشيد الانشاد ج1
سِفر نشِيد الأنشاد هُوَ قُدس أقداس الحياة الرُّوحيَّة حيثُ يُقال أنَّ هُناك تدرُّج فِى الأسفار الآتية الأمثال ، الجامعة ثُمَّ نشِيد الأنشاد وَيُمّثِلهُ الآباء مِثل إِنسان فِى هيكل الرَّبَّ حيثُ يُمّثِل سِفر الأمثال الدار الخارِجيَّة وَسِفر الجامعة يُمّثِل القُدس أمَّا سِفر نشِيد الأنشاد فَهُوَ قُدس الأقداس أسمى ما يُمكِنْ أنْ يُقال عَنْ الحياة الرُّوحيَّة وَعُمق العِلاقة مَعَْ الله فِى نشِيد الأنشاد وَقَدْ كتبهُ سُليمان الحكِيم فِى نِهايِة حياته.
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج5
الإِصحاحُ الْحَادِي عَشَرَ :-
بدأت إِنتصارات شاوُل الملِك وَكان شاوُل لَمْ يُمارِس العمل الملُوكِى أىّ مازال يحيا فِى الحقل وَلَمْ ينتقِل النقلة الكبِيرة الَّتِى سمح بِها لهُ الله أنْ يكُون ملِكَ فَجاء نَاحَاشُ العمُّونِى وَهُوَ ضِد شعب الله وَنزل إِلَى يابِيِش جلعاد وَحاصرها وَذلّ شعبها وَقال لِيستعبِدهُمْ طول الأيَّام ، وَقالُوا لهُ ندخُل معك فِى عهد وَنُستبعد لَكَ ، فَطلب مِنهُمْ طلب عجِيب لِكى يدخُل معهُمْ فِى عهد طلب أنّ كُلّ إِنسان مِنهُمْ تُقوّر لهُ عينه اليُمنى علامِة العبُوديَّة لهُ طول الأيَّام فَخَافَ أهل يابِيِش جلعاد وَطلبُوا فُرصة لِلتفكِير وَأخذ المشُورة فِى سِبط يشُوع نجِد أنّ سبطىّ رآوبِين وَجاد وَنِصف سِبط مِنسّى أرادوا أنْ يحيوا شرق الأردُن وَلَمْ يأخُذوا مِيراث فِى كنعان الحقِيقيَّة هذِهِ هى منطِقة يابِيِش جلعاد وَهذا إِشارة لِلنِفُوس الَّتِى لاَ تُرِيد أنْ تُكمِل المسِيرة أىّ لاَ ترغب فِى الجِهاد الرُّوحِى ، أوْ تصِل لِدرجة مُعيّنة وَتقِف ، هذِهِ هى يابِيِش جلعاد الَّتِى تكُون مُعرّضة لِناحاش العمُّونِى " نَحَاش " أىّ " جِنْسَ " إِشارة لِعدو الخير الَّذِى يُحِبُّ تملُّك النِفُوس الَّتِى ترفُض الجِهاد ، وَيذِل النِفُوس الَّتِى لاَ تُحِبُّ الإِستمرار فِى الجِهاد وَكثِيراً ما نكُون مِنْ هذِهِ النوعيَّة وَنسِير لِفِترة وَنقِف ، فِى حِين أنّ خيرات كثِيرة تنتظرنا لكِنّنا لاَ نُثابِر ، وَفِى هذِهِ الحالة يذِلّنا ناحاش العمُّونِى وَيُقّوِر لنا العين اليُمنى الَّتِى تعنِى فقد البصِيرة الرُّوحيَّة فَهَلَ يوجد أخطر مِنْ حالِة إِنسان لهُ أعيُن وَ لاَ يُبصِر ؟ الأعمى رُوحياً هُوَ الَّذِى لاَ يرى خطاياه وَيقُول عنهُ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول [أعمى قَصِيرُ البصرِ قَدْ نسِيَ تطهِير خطاياهُ السالِفة ] ( 2 بط 1 : 9 ) ، هذا هُوَ الأعمى ، نَاحَاشُ العمُّونِى يُرِيد أنْ يعمل فِينا علامة وَهى أنْ يعمِينا وَيفقِدنا البصِيرة النِفُوس الَّتى لاَ ترى مجد الأبديَّة وَ لاَ تُحِبُّ أنْ ترى مجد الله هى نِفُوس قوّر لها ناحاش عينها ،فِى الفن القبطِى تُرسم صُورة العشاء الأخِير وَبِها يهُوذا بِعينٍ واحِدةٍ وَفِى جانِب وحدهُ ،عكس باقِى الرُسُل لأِنّ نَاحَاش العمُّونِى قوّر لهُ عينه اليُمنى ، هذا هُوَ المجد الَّذِى يسلِبهُ مِنّا عدو الخير قالُوا لهُ [ إِقطع لنا عهداً فَنُستعبدَ لَكَ ] ، إِشارة لِلضعف00النَفْسَ الَّتِى لاَ تُحِبُّ الجِهاد وَإِكتفت وَأرادت أنْ تسكُن شرق الأردُن مُعرّضة لِحربٍ شرِسة ، لِذلِكَ ينصحنا الآباء ألاّ نقِف بَلْ نُسابِق وَنُجاهِد [ لَمْ تُقاوِموا بعدُ حَتَّى الدَّمِ مُجاهِدِينَ ضِدَّ الخطيَّةِ ] ( عب 12 : 4 ) ، إِستمرار [ النَفْسَ متى أهملت حياة الفضِيلة جذبتها الأمور المُضادّة رغمٍ عنها ] ،النَفْسَ الَّتِى تُهمِل الفضِيلة نَاحَاش يقوى عليها وَيُسيِطِر ، تقوِير العين اليُمنى مذلَّة لِذلِكَ الَّذِى يحيا مَعَْ الله يُوصف بِالإِستنارة [ مُستنِيرةً عيُونُ أذهانِكُمْ ] ( أف 1 : 18 ) ،وَيُقال [ الحكِيمُ عيناهُ فِى رأسِهِ ] ( جا 2 : 14 ) ، أمَّا النَفْسَ المسبيَّة بِالخطايا لاَ ترى وَالشيطان ينصِب لها فِخاخ وَهى تذهب لهُ بِنَفْسِها ، لِذلِكَ يُقال[ باطِل أنْ يُنصب فخ أمام عينىّ كُلّ ذِى جِناح ] ، الَّذِى لهُ جِناح يطِير مِنْ الفِخاخ ،نحنُ لنا أجنِحة الرُّوح وَعيُون مُستنِيرة ، لِذلِكَ كُلّ فخ يُنصب لنا باطِل عِندما قال شعب يابِيِش لِناحاش أعطِنا فُرصة سبعة أيَّامٍ نستشِير مُشِيرِين تركهُمْ سبعة أيَّامٍ ، إِذا كان يخافهُمْ ناحاش مَا كان يترُكهُمْ سبعة أيَّامٍ لكِنّهُ كان يستهِين وَيستخِف بِهُمْ لِذلِكَ تركهُمْ [ أُترُكنا سبعة أيَّامٍ فَنُرسِلَ رُسُلاً إِلَى جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ فَإِنْ لَمْ يُوجد مَنْ يُخَلِّصُنَا نخرُج إِليكَ ] ، إِذا لَمْ نجِد مَنْ يُخَلِّصُنَا نأتِى إِليك وَنقُول لَكَ نُستعبدُ لَكَ وَتُقّور عِيوننا ذُل فَجَاء الرُسُل إِلَى شاُول [ وَتَكَلَّمُوا بِهذا الكلامِ فِي آذانِ الشَّعْبِ فَرَفَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أصواتهُمْ وَبَكَوْا وَإِذا بِشاوُلَ آتٍ وَرَاءَ البقرِ مِنَ الحقْلِ ] ، أوِل مُهِمة حقِيقيَّة تُقابِل شاوُل وَهُوَ مَلِكَ وَكان لاَ يزال يحيا حياته القدِيمة فِى الحقل وَلَمَّا قالُوا لهُ هذا الكلام حمى غضبه جِدّاً وَأتى بِفدَّان بقرٍ وَقطَّعهُ وَأرسل قِطعهُ لِتُخُوم إِسرائِيل وَقَالَ [ مَنْ لاَ يخرُجُ وراء شاوُلَ وَوَرَاء صَمُوئِيل فَهكذا يُفعلُ بِبقرِهِ ] ، أىّ يقطع بقرهُ [ فَوَقَعَ رُعبُ الرَّبِّ عَلَى الشَّعْبِ فَخَرجُوا كرَجُلٍ وَاحِدٍ ] ، عاشُوا الوِحدة وَالرُعب فَتوّحدوا وَذهبوا لِشاوُل وَإِبتدأ يعدِّهُمْ وَوجدهُمْ 300000 رجُل مِنْ إِسرائِيل وَ30000 رجُل مِنْ يهُوذا وَقَالَ لهُمْ إِذهبُوا إِلَى أهل يابِيِش جلعاد وَقُولُوا لهُمْ[ غداً عِندمَا تحمى الشَّمْسُ يَكُونُ لَكُمْ خَلاَصٌ ] ، وعد بِالإِيمان أنّهُ غداً قبل أنْ تحمى الشَّمس يكُون خلاص وَيجِب أنْ يكُون هذا الإِيمان هُوَ إِيمان النِفُوس المؤمِنة بِعمل الله أجمل شيئ أنْ نُصّدِق المواعِيد قبل تحقِيقها وَليس بعد شاوُل كان لهُ إِيمان شدِيد وَقوِى أنّهُ غداً عِندما تحمى الشَّمس يكُون خلاص هل لنا مواقِف مَعَْ الله يظهر فِيها إِيماننا بِمِثل هذِهِ الدرجة أنّ الله سيعمل سيعمل [ أتى الرُّسُلُ وَأخبرُوا أهل يابِيِش فَفَرِحُوا ] ، بعض الترجمات تقُول " آمنوا " وَهى كلِمة أفضل سمعُوا الرِسالة إِبتدأ نَاحَاش العمُّونِى يُرسِل رُسُل لأهل يابِيِش يقُول لهُمْ غداً سنأتِى إِليكُمْ وَلَمْ يظهر أهل يابِيِش أنّ داخِلهُمْ السَّلام الَّذِى شعروا بِهِ وَالغلبة الَّتِى قالُوا لهُمْ عنها إِسرائِيل فَقَالُوا لِناحاش تعالوا غداً وَالله يفعل ما فِيهِ الخير[ وَكَانَ فِي الغدِ أنَّ شاوُل جعل الشَّعب ثلاثَ فِرَقٍ وَدخلُوا فِي وسطِ المحلَّةِ عِندَ سَحَرِ الصُّبحِ وَضربُوا العمُّونِيّينَ حَتَّى حَمِيَ النَّهارُ ] شاوُل معهُ 330000 رجُل قسّمهُمْ إِلَى ثلاث فِرق هجموا مِنْ ثلاث جِهاتٍ على جيش ناحاش وَغلبُوهُمْ حَتَّى قِيل[ وَالَّذِينَ بقُوا تَشَتَّتُوا حَتَّى لَمْ يبقَ مِنهُمْ إِثنانِ مَعاً ] ، لَمْ يبق مِنهُمْ إِثنانِ معاً ، خافُوا وَتشتَّتُوا كُلّ واحِدٍ مِنهُمْ فِى طريقِهِ مُبارك أنت ياربّ عِندما تُحِبُّ أنْ تُمّجِد أولادك وَتنصُرهُمْ تكُون مُرعِب لإِعدائِهِمْ وَأعدائك فَتفنِيهُمْ وَتُشتَّتهُمْ ، رُعب لِدرجِة أنّهُ لَمْ يوجد إِثنان معاً جبرُوت خلاص يمِين الرَّبِّ وَلِنُقِيم مُقارنة بين نَاحَاش العمُّونِىُّ بِجيشِهِ الَّذِى لَمْ يبقى مِنهُ إِثنانِ معاً وَجيش شعب الله ألـ 330000 الَّذِين خرجُوا كرجُلٍ واحِد مَا أروع الكنِيسة فِى وحدِتها وَوِحدة قلُوب المؤمِنين الَّتى دائِماً الكنِيسة تُركِّز عليها يكُونُ لنا وحدانيَّة القلب ، لنا طِلبة واحِدة وَإِشتياق واحِد وَراعِى واحِد وَإِنجِيل واحِد وَهدف واحِد وَسؤال وَاحِد وَ [ خِرافِي تسمعُ صوتِي وَأنَا أعرِفُهَا فَتتبعُنِي ]( يو 10 : 27 ) [ وَقَالَ الشَّعْبُ لِصَمُوئِيلَ مَنْ هُمْ الَّذِينَ يقُولُون هَلْ شاوُلُ يملِكُ علينا0 إِيتُوا بِالرِّجالِ فَنقتُلهُمْ ] ، بدأ الشَّعْب يتوّحد وَقالُوا مَنَ هُمْ الَّذِين رفضُوا شاوُل وَرفضُوا تقدِيم هدايا لهُ ؟ هؤلاء هُمْ بنِى بلِيعال هاتُوا كُلّ هؤلاء الرِجال فَنقتُلهُمْ أخذُوا رأى شاوُل [ فَقَالَ شاوُلُ لاَ يُقتلْ أحد فِي هذا اليومِ لإِنّهُ فِي هذا اليومِ صنعَ الرَّبُّ خلاصاً فِي إِسْرَائِيلَ ] ، شاوُل لَمْ يترُك الإِنتقام لِنَفْسَه ، لَمْ يسمح لِغروره أنْ ينتقِم وَهذا هُوَ قلب الرَّاعِى الَّذِى لابُد أنْ يكُون عِنده لُطف على رعيتهُ وَيُطِيل أناته عليهُمْ وَمحتمِلهُمْ حَتَّى لَوْ كان فِيهُمْ مَنَ أهانوه أوْ سخرُوا مِنهُ أوْ قالُوا أنّهُ لاَ يصلُح اليوم يقُولُون لهُ هات هؤلاء الَّذِين سخرُوا مِنك وَأقتُلهُمْ وَهُوَ اليوم فِى مركز قوَّة ،بينما عِندما كان فِى موقِف ضعف كان كأصمَّ لإِنّ النَّاس لَمْ تكُنْ تعرِفهُ بعد لكِنَّكَ اليوم يا شاوُل فِى موقِف قوَّة فَإِنتقِم لِنَفْسَكَ ، فِيُجِيب شاوُل لاَ لاَ يلِيق لإِنّهُ اليوم يوم خلاص صنعهُ الله لإِسرائِيل جيِّد وَرائِع هُوَ قلب الرَّاعِى الَّذِى يترّفق على الرَّعيَّة مِثْلَ الأب الَّذِى لاَ يُحاسِب أطفاله على حماقتهِمْ قلب الرَّاعِى المُتسِع الَّذِى يقُول عنهُ القدِيس يُوحنا ذهبىّ الفم[ قِيل عَنْ الرُعاه أنّ الإِهانة مكسب لهُمْ وَالكرامة ثِقل عليهُمْ ] [ وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ هَلُمُّوا نذهب إِلَى الجِلجالِ وَنُجَدِّدْ هُناكَ الْمملكةَ ] ،" الجِلجال " هُوَ مكان مواعِيد الله مكان دحرجِة العارقال صَمُوئِيل تعالُوا إِلَى الجِلجال نُجَدِّد المملكة [ فَذَهَبَ كُلُّ الشَّعْبِ إِلَى الجِلجالِ وَمَلَّكُوا هُنَاك شاوُلَ أمَامَ الرَّبِّ فِي الجِلجالِ ] ،تجمّع الشَّعب بِقلبٍ واحِد جددّوا هُناك عهد مملكتهِ داخِلهُمْ [ وَذَبحُوا هُناك ذبائِح سلامةٍ أمامَ الرَّبِّ وَفرِحَ هُناك شاوُلُ وَجَمِيعُ رِجالِ إِسْرَائِيلَ جِدّاً ] 0
الإِصحاحُ الثَّانِي عَشَرَ :-
" حدِيث صَمُوئِيلُ الوداعِى "
يحكِى الإِصحاح حَتَّى نِهايِة مرحلة صَمُوئِيل النبِى الشَّعْب فرِح وَمُتحِد وَصَمُوئِيل أقام لهُمْ شاوُل مَلِكَ ، فَقَالَ لهُمْ صَمُوئِيل أمام الشَّعْب وَشاوُل [ هأنذا قَدْ سَمِعْتُ لِصوتِكُمْ فِي كُلِّ مَا قُلتُمْ لِي وَمَلَّكتُ عليكُمْ مَلِكاً وَالآنَ هُوذَا الملِكَ يمشِي أمامكُمْ وَأمَّا أنَا فَقَدْ شِختُ وَشِبتُ وَهُوذَا أبنائِي معكُمْ وَأنَا قَدْ سِرتُ أمامَكُمْ مُنذُ صِبايَ إِلَى هذا اليوم هأنذا فَإِشهدُوا عَلَىَّ قُدَّامَ الرَّبِّ وَقُدَّامَ مَسِيحِهِ ] ، " مَسِيحِهِ " أىّ " شاوُل " صَمُوئِيل جمع الشَّعْب لِيُكلِّمهُمْ أمام شاوُل وَيقُول لهُمْ أنَا اليوم أُخلِى مسئوليتِى مِنْ قِيادِة الشَّعْب وَأُسلّمها أمام الله لِشاوُل ، وَبدأ يُكلّمِهُمْ وَيُطلِعهُمْ كَمْ هُوَ كان عفِيف فِى ما فعلهُ معهُمْ[ ثورْ مَنْ أخذتُ وَحِمارَ مَنْ أخذتُ وَمَنْ ظَلَمتُ وَمَنْ سحقتُ وَمِنْ يَدِ مَنْ أخذتُ فِديَةً لأُِغضِيَ عينىَّ عنهُ فَأَرُدَّ لَكُمْ فَقَالُوا لَمْ تظلِمنَا ] ، جيِّد هُوَ الرَّاعِى الَّذِى يسمع مِنْ رعيته شِهادة كهذِهِ ، فَيقُولُون لهُ أنت لَكَ قلب كجمر النَّار على خلاصنا مِنْ فرط محبتك لنا كُنت تُوّبِخنا لكِنْ لَمْ تظلِمنا راعِى بذل نَفْسَه عَنْ الخِراف كان ينفِق وَينفِق كما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول أنّ حاجاته خدمتها يداهُ شِهادة صالِحة مِنْ الله وَمِنْ رعيته ، وَكما يقُول مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول[ صائِرينَ أمثِلةً لِلرَّعيَّةِ ] ( 1 بط 5 : 3 ) [ لاَ كمن يتسلّط على الموارِيث ] ،لاَ تأخُذ شيئ مِنْ رعيتك بَلْ إِخدِم صَمُوئِيل خدم الشَّعْب 20 سنة وَيقُول لهُمْ مَنْ مِنكُمْ ظلمت جيِّد أنْ يشهد لَكَ الله القائِد الَّذِى يكُون بِلاَ عيب يكُون مُثمِر ، [ نحنُ لاَ نحتاج لِلُغة مُنمّقة لكِنْ نحتاج إِلَى نموذج بِلاَ عيب ] الله يُرِيد الرُعاه نماذِج حيَّة أمام رعيتهِمْ ، صَمُوئِيل يقُول ذلِك أمام شاوُل وَكأنّهُ يُعطِيه درس لِيتعلّم ، ليتنِى أعرِف أنَّك بعدِى تقُول لهُمْ عَنْ نَفْسَك ثور مَنْ أخذت فَيُجِيبُك شعبك أنت لَمْ تظلِمنا [ فَقَالَ لهُمْ شاهِدٌ الرَّبُّ عليكُمْ وَشاهِد مسِيحُهُ اليوم هذا أنَّكُمْ لَمْ تجِدُوا بِيدِي شيئاً فَقَالُوا شاهِدٌ وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ الرَّبُّ الَّذِي أقَامَ مُوسى وَهرُونَ وَأصعد آباءكُمْ مِنْ أرضِ مِصْرَ ] ، بعدما كلّمهُمْ عَنْ عملهُ معهُمْ قصّ عليهُمْ قِصَّة الشَّعْب مُنذُ خروجهُمْ مِنْ أرض مِصْرَ وَكأنّهُ يقُول لهُمْ أنتُمْ إِمتداد عمل الله ، وَيُذكِّرهُمْ بِعمل الله فِيهُمْ وَبِهُمْ [ فَلَمَّا نسُوا الرَّبَّ إِلههُمْ باعهُمْ لِيَدِ سِيسرا رئِيسِ جيشِ حاصُورَ وَلِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَلِيَدِ مَلِكِ مُوآبَ فَحَارَبُوهُمْ ] ، أىّ إِذا نسيتُمْ الرَّبّ سيُسلّمكُمْ لِيدِ أعدائكُمْ [ فَصَرخُوا إِلَى الرَّبِّ وَقَالُوا أخطأنَا لأِنَّنَا تركنَا الرَّبَّ وَعبدنَا الْبعلِيمَ وَالْعشتارُوثَ ] ، صرخُوا لِلرَّبِّ عِندما ذلّهُمْ الرَّبَّ بِيدِ الأُمم صَمُوئِيل يُذكِّرهُمْ بِيفتاح وَيربعل وَالقُضاة الَّذِين عمل بِهُمْ الرَّبَّ فِى الشَّعْب [ وَلَمَّا رأيتُمْ نَاحَاشَ مَلِكَ بنِي عَمُّونَ آتِياً عليكُمْ قُلتُمْ لِي لاَ بَلْ يملِكُ علينا ملِكٌ وَالرَّبُّ إِلهكُمْ مَلِككُمْ فَالآنَ هُوذَا المَلِكُ الَّذِي إِخترتُمُوهُ ] ، يقُول لهُمْ أنتُمْ الَّذِين إِخترتُمْ شاوُل ، هذِهِ هى إِرادتكُمْ الذاتيَّة وَهذا خطأ [ وَهُوذا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ عليكُمْ مَلِكاً إِنْ إِتَّقيتُمُ الرَّبَّ وَعبدتُمُوهُ وَسمِعتُمْ صَوتهُ وَلَمْ تعصُوا قولَ الرَّبِّ وَكُنتُمْ أنتُمْ وَالمَلِكُ أيضاً الَّذِي يَمْلِكُ عليكُمْ وراء الرَّبِّ إِلهِكُمْ ] ،الرَّبَّ يُمكِن أنْ يتغاضى عَنْ إِختياركُمْ المَلِك بِشرط أنْ تظِلُّوا خاضِعِين لِعمل الله وَتسِيرُون تحت قيادتِهِ وَتدبيره [ وَإِنْ لَمْ تسمعُوا صوتَ الرَّبِّ بَلْ عصيتُمْ قول الرَّبِّ تَكُنْ يَدُ الرَّبِّ عليكُمْ كَمَا عَلَى آبَائِكُمْ ] ، فِى حدِيثِى الوداعِى معكُمْ سأُرِيكُمْ شيئ [ فَالآنَ أُمثُلُوا أيضاً وَأنظُروا هذا الأمر العظِيمَ الَّذِي يفعلُهُ الرَّبُّ أمَامَ أعيُنِكُمْ0 أمَا هُوَ حَصَادُ الحِنطةِ اليومَ ] ، حصاد الحِنطة فِى الربِيع أىّ فِى طقس مُعتدِل [ فَإِنِّي أدعُو الرَّبَّ فَيُعطِي رُعُوداً وَمطراً فَتَعلمُون وَترون أنّهُ عَظِيمٌ شَرُّكُمُ الَّذِي عملتُمُوهُ فِي عينِيِ الرَّبّ بِطَلَبِكُمْ لأِنْفُسِكُمْ مَلِكاً ] ، إِختياركُم لِلملِك خطأ وَلكِنْ سيُصّحِح خطأكُمْ إِذا سِرتُمْ بِتدبِير الله ، وَقَالَ أنّ الله سيُعطِى رعُود علامِة خطأكُمْ وَحدث بِالفِعل رغم أنّ الجو مُعتدِل [ وَخَافَ جَمِيعُ الشَّعْبِ الرَّبَّ وَصَمُوئِيلَ جِدّاً ] [ وَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ لِصَمُوئِيلَ صَلِّ عَنْ عبِيدِكَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ حَتَّى لاَ نَمُوتَ ] ، أنت شفِيعنا وَسنضع ثِقتنا فِى إِلهك رغم أنّ إِلههُ هُوَ إِلههُمْ لكِنّهُمْ أخطأوا إِليه [ لأِنَّنَا قَدْ أضَفْنَا إِلَى جَمِيعِ خَطَايانَا شَرّاً بِطَلَبِنَا لأِنْفُسِنَا مَلِكاً ] ، فَأجابهُمْ صَمُوئِيل[ لاَ تخافُوا إِنَّكُمْ قَدْ فعلتُمْ كُلَّ هذا الشَّرِّ وَلكِنْ لاَ تحِيدُوا عَنِ الرَّبِّ بَلِ أُعبُدُوا الرَّبَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ ] ، بعدما عرّفهُمْ خطأهُمْ طمأنهُمْ بِشرط أنْ يكُونُوا مَعَْ الله بِكُلّ قلوبهُمْ راعِى يُوّبِخ وَيُشّجِع الشَّعب خاف مِنْ الرعُود فَرفعهُمْ صَمُوئِيل ، راعِى جيِّد يفتح باب الرَّجاء [ وَ لاَ تَحِيدُوا لأِنَّ ذلِكَ وراء الأباطِيلِ الَّتِي لاَ تُفِيدُ وَ لاَ تُنقِذُ لأِنَّها باطِلةٌ لأِنَّهُ لاَ يترُكُ الرَّبُّ شعبهُ مِنْ أجلِ إِسمِهِ العظِيمِ ] ، لاَ تخافُوا لأِنَّ إِسمهُ دُعى عليكُمْ حَتَّى لَوْ أخطأتُمْ الله يعمل مِنْ أجل إِسمِهِ رفعهُمْ صَمُوئِيل بعدما شعرُوا بِكمال الضعف جيِّد أنّ الرَّبّ يعمل مِنْ أجل إِسمِهِ وَنَفْسِهِ لأِنَّهُ كيف يُدّنِس إِسمه ؟ الله يُدافِع عَنْ إِسمه وَنحنُ كُلُّنا مدعويين على إِسمِهِ مسِيحيين ثُمَّ يقُول صَمُوئِيل آية هى مُفتاح السِفر [ لأِنَّهُ قَدْ شاء الرَّبُّ أنْ يجعلكُمْ لَهُ شعباً وَأمَّا أنَا فَحَاشَا لِي أنْ أُخطِئَ إِلَى الرَّبَّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلوةِ مِنْ أجلِكُمْ ] ، صَمُوئِيل سلَّم القيادة لِشاوُل لكِنّهُ لَنْ يكُون سلبِى ، سيظل إِنسان عملِى وَعمله خفِى وَهام جِدّاً أنا لَنْ أكُفّ عَنِ الصلاة لأِجلكُمْ حَتَّى لَوْ كان غيرِى هُوَ المسئُول عنكُمْ الآن لأِنَّ الكفّ عَنِ الصلاة خطيَّة مسئوليَّة عَنِ الآخرين تُعطِى إِحساس أنَّ الكفّ عَنِ الصلاة عَنِ الآخرين خطيَّة جيِّد أنْ تشعُر أنّ قلبك مُلتهِب مِنْ أجل الآخرين مهما كانُوا رافِضِين لَكَ وَلإِلهك هذا ما حدث مَعَْ الشَّعْب الَّذِى عبد الأوثان وَترك الله وَرفض توبِيخ صَمُوئِيل مسئوليَّة الرَّاعِى هى الصلاة مِنْ أجل الآخرين كَشَفِيع يطلُب عَنْ الكُلّ وَيسأل عَنْ الكُلّ وَإِنْ لَمْ يطلُب وَلَمْ يشفع تكُون بِالنسبة لهُ خطيَّة كان أبونا بيشُوى يتخِذ هذِهِ الآية هدف لهُ ، إِحساسه بِهذِهِ الآية كأنَّهُ وجد أكثر مِنْ كِنز [ إِنَّمَا إِتَّقُوا الرَّبَّ وَأعبُدُوهُ بِالأمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ بَلِ أنظُرُوا فَعْلَهُ الَّذِي عَظَّمهُ معكُمْ وَإِنْ فَعَلتُمْ شَرّاً فَإِنَّكُمْ تهلكُون أنتُمْ وَمَلِكُكُمْ جَمِيعاً ] 0
الإِصْحاحُ الثَّالِثَُ عَشَرَ :-
" بِدايِة سقُوط شَاوُل "
شاوُل قِصّتهُ مملؤة بِالتقلُّبات ، بِهِ خفيَّات خطأ وَظاهِرات صحِيحة وَهذا يُمّثِل النَفْسَ الغير أمِينة مَعَْ الله شاوُل شعر بِنَفْسَه بعدما غلب نَاحَاش وَتخلَّى صَمُوئِيل عَنْ القيادة [ وَإِختار شَاوُلُ لِنَفْسِهِ ثلاثة آلافٍ مِنْ إِسْرَائِيلَ فَكَانَ ألفانِ مَعَْ شاوُلَ فِي مِخماسَ وَفِي جبلِ بيتِ إِيلَ وَألف كَانَ مَعَْ يُوناثانَ فِي جِبْعَةِ بنيامِينَ ] ، بدأ شاوُل يُكّوِنَ جيش لِنَفْسَه ،ألفان معهُ وَألف مَعَْ إِبنِهِ يُوناثان أمَّا باقِى الشَّعْب فَأرسل كُلّ واحِد مِنهُمْ إِلَى بيتِهِ [ وَضَرَبَ يُوناثان نَصَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِي فِي جِبعَ فَسَمِعَ الْفِلِسْطِينيُّونَ ] ،وَهذا سِر العداء بين إِسرائِيل وَفلسطِين الَّتِى كرهت إِسرائِيل فَتجمّع الْفِلِسْطِينيَّونَ لِمُحاربة إِسرائِيل[ ثلاثُون ألفَ مَركبةٍ وَسِتَّةُ آلاَفِ فَارِسٍ وَشعْبٌ كالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شاطِئِ الْبحرِ فِي الْكثرَةِ ] ، مركبات وَشعب وَفِرسان [ وَصعدُوا وَنزلُوا فِي مِخماس شرقيَّ بيتِ آونَ ] ، عرفُوا أنّ شاوُل فِى مكان وَيُوناثان فِى مكانٍ آخر رغم أنّهُمْ لَمْ يعرِفُوا العدد الَّذِى مَعَْ الإِثنانِ فوقف الجيش الفلسطِينِى فِى الوسط لِيسِد الإِتصال بين شاوُل وَيُوناثان وَشعر الشَّعْب أنّهُ فِى ضنك [ إِختبأ الشَّعْبُ فِي الْمغايِرِ وَالغِياضِ وَالصُّخُورِ وَالصُّرُوحِ وَالأبآرِ وَبعضُ العِبرانيِّيِنَ عبرُوا الأُردُنَّ إِلَى أرضِ جاد وَجِلعاد وَكَانَ شاوُلُ بعدُ فِي الجِلجالِ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِرْتَعَدَ وَرَاءهُ] ، نموذج صعب لِلنَفْسَ الَّتِى تفقِد إِيمانها فِى لحظة رغم أنَّ الله تمجَّد فِى حياتهُمْ كثِيراً حَتَّى أنَّهُ أرسل مُنذُ قريب رعُود وَبرُوق لكِنّهُمْ تعوَّدوا عَلَى الإِتكال عَلَى النظرة البشريَّة فَإِختبأوا فِى المغايِر وَالغِياضِ وَفِى الأبآرِرُعب صُورة صعبة لِنَفْسَ تنسى عمل الله وَمواعِيده وَمركزها عِنده وَ لاَ تتذكّر سِوى ضعفِها فَتختبِئ ، كثِيراً ما تنسى أنَّها محفُوظة وَلها مِنهُ مواعِيد لكِنَّها تنظُر لِضعفِها فقط فَتيأس عِندما لاَ يُدرِك الإِنسان عمل الله وَيُحاصر مِنْ أعدائه يضعُف [ فَمَكُث سبعة أيَّامٍ حَسَبَ مِيعادِ صَمُوئِيلَ وَلَمْ يأتِ صَمُوئِيلُ إِلَى الجِلجالِ وَالشَّعْبُ تَفَرَّقَ عَنْهُ ] ، صَمُوئِيل قَالَ لِلشَّعْب سَأُصَلِّى عنكُمْ سبعة أيَّامٍ وَفِى اليوم السَّابِع أُقّدِم عنكُمْ ذبائِح00لكِنّهُ تأخّر فَقَالَ شاوُل قّدِمُوا لِى الذبائِح لأُِقدِمُها كارثة شعر شاوُل أنَّهُ كَمَلِكَ لهُ سُلطان كهنُوتِى وَإِذا كان صَمُوئِيل تأخّر فَهُوَ قادِر أنْ يُقّدِم بدلاً مِنْهُ ذبائِح [ وَكَانَ لَمَّا إِنتهى مِنْ إِصعادِ المُحرِقَةِ إِذا صَمُوئِيلُ مُقبِلٌ فَخَرَجَ شَاوُلُ لِلِقائِهِ لِيُبارِكَهُ ] ، بدأ الموقِف الصعب لَمَّا تقابل شاوُل مَعَْ صَمُوئِيل ، فِى البِداية كان صَمُوئِيل قَدْ أعطاهُ بعض التحذِيرات ، قَالَ لهُ أنّ الجمال باطِل وَأنْ لاَ يقترِب مِنْ الجِداء وَالخمر وَتحذِير مِنْ الإِقتراب لِلكهنُوت وَتحذِيرات أُخرى كثِيرة [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ ماذا فعلت0 فَقَالَ شاوُلُ لأِنِّي رَأيتُ أنَّ الشَّعْبَ قَدْ تفرَّقَ عَنِّي وَأنتَ لَمْ تأتِ فِي أيَّامِ المِيعادِ وَالْفِلِسْطِينيُّونَ مُتَجَمِعّوُن فِي مِخماسَ فَقُلتُ الآنَ ينزِلُ الْفِلِسْطِينيُّونَ إِليَّ إِلَى الجِلجالِ وَلَمْ أتضرَّعْ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ فَتَجَلَّدْتُ وَأَصْعَدْتُ الْمُحرِقَةَ ] ، قوَّيتُ قلبِى وَأصعدتُ المُحرِقة فَقَالَ صَمُوئِيل لِشاوُل [ قَدْ إِنحمقتَ ] ، أنتَ تُبّرِر أعمالَكَ هذِهِ ؟هذا خطأ حماقة عمل الكهنُوت ليس لأِىّ إِنسان لهُ فِئة مُخصّصة فقط أنتَ فِى جهلٍ عظِيم شاوُل كَانَ يُرِيد أنْ يقُوم بِدُور صَمُوئِيل وَلَمْ ينتظِر لِليوم السّابِع وَتعجَّل لأِنَّ صَمُوئِيل أتى فِى مِيعاده شاوُل لهُ سلُوكيات مُتهوِّرة وَليس لديهِ صبر لِمواعِيد الله فِى الإِصحاحُ الثانِى قال لِلكاهِن صَلِّى وَلَمْ يصبِر فَقَالَ لهُ كفى صلاة لَمْ ينتظِر إِتمام الصلاة أحياناً عِندما تترُك النَفْسَ البِرّ تستبِيح المُقدّسات وَعِندما تترُك مخافِة الله تذدرِى بِالعمل الكهنُوتِى وَكأنَّهُ مِثلهُمْ كيف وَهذا سِر مِنْ الله ؟ [ لأِنَّهُ الآنَ كَانَ الرَّبُّ قَدْ ثَّبتَ مَملَكَتَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأبَدِ وَأمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتَكَ لاَ تقُومُ قَدِ إِنتخبَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قلبِهِ وَأمرهُ الرَّبُّ أنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ ] ،فِى العهد القدِيم ظهر بعض الملُوك كان لهُمْ نَفْسَ السلُوكيَّات وَكان هلاكهُمْ سرِيع الَّذِى لاَ يحترِم مُقدَّسات الله فَهَذَا دلالة عَلَى خراب النَفْسَ صَمُوئِيل يقُول لِشاوُل الأمر قَدْ خرج مِنْ عِند الرَّبّ أنّ مملكتك قَدْ إِنتهت وَ لاَ تقُوم ، بينما الله قَدْ إِنتخب لِنَفْسِهِ آخر وَهُوَ " داوُد " أىّ " يسُوع " [ لأِنَّكَ لَمْ تحفظْ مَا أمركَ بِهِ الرَّبُّ وَقَامَ صَمُوئِيلُ وَصَعِدَ مِنَ الجِلجالِ إِلَى جِبعةِ بنيامِينَ وَعَدَّ شَاوُلُ الشَّعْبَ الْموجُودَ مَعَْهُ نحو سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ ] ، الَّذِين بقوا مَعَْ شاوُل سُتمائة رجُل بينما فِى الحرب مَعَْ نَاحَاش كَانَ معهُ 330000 رجُل ، وَالعجِيب فِى هذا الموقِف أنّ شاوُل لَمْ يخاف صَمُوئِيل وَلَمْ يشعُر بِخطأه بَلْ قدّم أعذار وَتبرِيرات وَلَمْ يقُل أنَا إِنحمقت وَقدّمت الذبِيحة مِنْ أصعب الأُمور أنَّ النَفْسَ تعلم خطأها وَ لاَ تقُل أنَّها أخطأت بَلْ تُبّرر الخطأ وَتُؤخِر التوبة ، وَكمَا يقُول الآباء [ ليس أفضل مِنْ إِلقاء الملامة عَلَى النَفْسَ ] ،قُل أنَا أخطأت مهما كَانَ الَّذِين حولَكَ مُخطِئين لاَ تُلقِى الخطأ عَلَى مَنْ حولَكَ وَتقُول مِثل آدم المرأة الَّتِى أعطيتنِى ،لِنُقارِن بين موقِف شاوُل وَمارِينا الراهبة الَّتِى قبلت التُهمة رغم أنَّها فتاه وَقَالَتَ{ إِنِّى شاب وَقَدْ أخطأت فَإِغفِر لِى } ، وَلَمْ يعلموا أنَّها فتاه إِلاَّ فِى ساعِة نياحتها صعب أنْ نُبّرِر أخطأنا ، بينما كلِمة " أخطأت " تُعطِى صلاح وَسلام ، فِى حِين أنّ كبرياء الإِنسان يمنع عنهُ السَّلام العجِيب أيضاً فِى شاوُل أنّ صَمُوئِيل قَالَ لهُ أنّ الله سيُزِيل عنك المملكة وَيختار غيرك لكِنّهُ لَمْ يهتم فَعدَّ الشَّعْب الَّذِين معهُ وَمارس حياته بِطرِيقة عاديَّة وَلَمْ يهتز كما كان قدِيماً عِندما أُخِذ التابُوت بِواسِطة الفلسطِينيُّون لَمْ يهتز إِسرائِيل النَفْسَ الَّتِى تحيا فِى رخاوة لاَ تُبالِى حَتَّى وَلَوْ قَالَ الإِنجِيل [ إِنْ لَمْ تتوُبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تهلِكُونَ ] ( لو 13 : 3 & 5 ) أسمع التحذِير أنّ مملكتِى لاَ تدُوم وَأنّ الملكُوت سيُنزع مِنِّى وَنصِيبِى سيُعطى لآخر وَأُمارِس حياتِى بِطرِيقة عاديَّة وَكأنِّى لَمْ أسمع التحذِير كان يجِب عَلَى شَاوُل أنْ يلبِس المسُوح وَيجلِس عَلَى الرماد وَيُقّدم توبة لكِنّهُ لَمْ يفعل صعب عَلَى الله أنْ لاَ يستجِيب الإِنسان لِندائه عِندما تشتّت الجيش وَالشَّعْب قَامَ الْفِلِسْطِينيُّون بِعمل صعب لِزيادِة مذلِّة إِسرائِيل أنّهُمْ أخذُوا سِلاحهُمْ وَالآلات الَّتِى تمِد الأسلِحة [ وَلَمْ يوجد صانِع فِي كُلِّ أرضِ إِسْرَائِيلَ لأِنَّ الْفِلِسْطِينيِّينَ قَالُوا لِئلاَّّ يعملَ العِبرانِيُّونَ سيفاً أوْ رُمْحاً ] ، أخذُوا الصُنّاع خِطة عدو الخير أنْ يأخُذ مِنك السيف وَالرُمح لَوْ نقرأ فِى رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسُول عَنْ سيف الرُّوح وَخوذة الخلاص وَ" السيف " هُوَ " كلِمة الله " ، عِندما يبعِدك عدو الخير عَنْ الإِنجِيل وَالصلاة ستُصبِح بِلاَ سيف وَ لاَ رُمح فَكَيف تُحارِب ؟ ستُذل صُورة مؤلِمة لِعمل الخطيَّة الَّذِى يُحّطِمْ طاقات الإِنسان فَيكُون بِلاَ سيف وَ لاَ يد مرفُوعة وَ لاَ مِنجل الَّذِى هُوَ لِلحصاد وَ لاَ فأس وَ لاَ مِعول عدو الخير يأخُذ كُلّ آلات الحرب [ وَكَانَ فِي يومِ الحربِ أنَّهُ لَمْ يُوجدْ سيفٌ وَ لاَ رُمحٌ بِيَدِ جَمِيعِ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَْ شَاوُلَ وَمَعَْ يُونَاثَانَ ] ، الأسلِحة ردِيئة وَالشَّعْب مذلُول وَ لاَ يوجد صُنّاع هل سيف الرُّوح معك حاد أم أنت معدُود فِى جيش الله لكِنْ سيفك ردِئ إِذا كُنت جُندِى نشِيط يكُون سِلاحك نشِيط هُوَ أعطاك السِلاح وَأنتَ تُسّلِمهُ لِعدُوك ؟! صُورة لِلشعب عِندما أهمل الوصايا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج4
أراد الشَّعب أنْ يُنّصِب لهُ ملِك مِثل باقِى الشِعُوب وَحزِن صموئِيل لِطلب الشَّعب لكِنّهُ صَلّى إِلَى الله الَّذِى أجابهُ أنْ يُطاوِعهُمْ وَيُقِيم لهُمْ ملِك جيِّد أنّ صموئِيل يأخُذ كلام الشَّعب وَيُصَلِّى بِهِ فِى أُذُن الرَّبِّ .
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج3
الإِصحاحُ الخامِسُ :-
[ فَأَخَذَ الْفِلِسْطِينيُّون تَابُوتَ اللهِ ] ، أمر مُحزِن أنْ يُؤخذ تابُوت الله حتَّى أنّ عالِى الكاهِن حزِن ليس لِموت ولديه وَ لاَ لِهزِيمة الشَّعب لكِنْ لأِنّ التابُوت قَدْ أُخِذ [ وَأخَذَ الْفِلِسْطِينيُّون تَابُوت اللهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ وَأَقَامُوهُ بِقُرْبِ دَاجُونَ ] ، خاف الفلِسطِينيُّون عِندما أخذوا التابُوت لِذلِك وضعوه مَعْ إِلههُمْ داجُون وَفِى الصباح وجدوا داجُون ساقِط على وجهِهِ أمام تابُوت الله فَأقامُوهُ مرّة أُخرى[ فَأَخَذُوا دَاجُونَ وَأَقَامُوهُ فِي مَكَانِهِ0 وَبَكَّرُوا صَبَاحاً فِى الْغَدِ وَإِذَا بِدَاجُونَ سَاقِطٌ عَلَى وَجهِهِ عَلَى الأرْضِ أمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ وَرَأْسُ دَاجُونَ وَيَدَاهُ مَقْطُوعَةٌ عَلَى الْعَتَبَةِ ] ،داجُون لهُ شكل سمكة وَفِى صباح اليوم التالِى وجدوهُ ساقِط على وجهِهِ وَيداهُ وَرأسهُ مقطُوعين على العتبة لِذلِكَ لاَ يدُوسُون على العتبة مِنْ بعدها فِى العهد القدِيم كان عِند النَّاس جهل بِالله فَكانُوا يعبُدُون آلهة تُعطِيهُمْ أشياء مُعيَّنة ، تُعطِيهُمْ قوَّة أوْ خير أوْ إِنتصار فِى الحرُوب أوْ تكُون مصدر شر لِعلّهُمْ يُرضُوها فَمَثلاً يعبُدُون عِجل لأِنّهُ مصدر خير لحم وَلبن وَيُساعِد فِى الأرض لِذلِكَ هُوَ مصدر خير وَقوَّة ، وَآخرُون يعبُدُون النَّهر وَيقُولُون أنّهُ مصدر الخير الحقِيقِى وَالوسِيلة لِعِبادِة شيئ مُعيَّن أنّ الخير يزِيد فِى بِلادهُمْ بِسببِهِ ، وَالَّذِى يُؤكِّد قوَّة إِلههُمْ أنّهُمْ ينتصِرُون فِى الحرُوب على بِلاد أُخرى لها آلهة غير إِلههُمْ لِذلِكَ كان يوجد فِكر خطِير فِى العهد القدِيم وَهُوَ أنّ الله لمَّا أراد أنْ يُخرِج شعبه مِنْ مِصر وَلأِنّ مِصر كانت بلد مُتعدِّدة الخيرات لِذلِكَ فَهى مُتعدِّدة الآلهة ، لِذلِكَ كان فِى إِخراجِهِ لِشعبِهِ مِنْ مِصر إِعلان لِمجدِهِ فِى مِصر ، لِذلِك كانت الضربات العشر موّجهة لآلهة مِصر سواء النَّهر الَّذِى تحوّل إِلَى دم وَالَّذِى إِعتبروه إِله مصدر خير ، فَضربهُ الله لِيُعلِن مجده أنّهُ الإِله الحقِيقِى لِذلِكَ وضع الفلِسطِينيُّون تابُوت الرَّبّ فِى معبد داجُون حتَّى يكُون الوضع إِله أمام إِله ، وَعِندما سقط داجُون مرَّة وَإِثنين قالُوا أنّ داجُون غير مُسترِيح مَعْ التابُوت النَفْسَ البعِيدة عَنْ الله تكُون فِى عمى رُوحِى حتَّى أنّ كهنِة داجُون قدِّسوا العتبة لأِنّ رأس داجُون سقطت عليها جهل وَفُقدان تمييز وَفُقدان معرِفة الله عِندما يكُون الله داخِلنا ( تابُوت الله الحامِل وصاياه ) فَإِنّهُ يُحطِّم الشَّر وَقُدراته الَّتِى بِداخِلنا ( داجُون ) [ لِذلِكَ لاَ يَدُوسُ كَهَنَةُ دَاجُونَ وَجَمِيعُ الدَّاخِلِينَ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ عَلَى عَتَبِةِ دَاجُونَ فِي أَشْدُودَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ ] [ فَثَقُلَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى الأشْدُودِييِنَ وَأَخْرَبَهُمْ وَضَرَبَهُمْ بِالْبوَاسِيرِ فِي أشْدُودَ وَتُخُومِهَا ] ، تعامل الله مَعْ أهل أشدُود فَأصابهُمْ بِالبواسِير وَهُوَ مرض مُتعِب وَمؤلِم ، فَكان أهل أشدُود مُتألمِين ، وَإِختار الله مرض غير مؤذِى وَلكِنْ لهُ علامة مُميّزة ، وَأيضاً غير مُعدِى حتَّى لاَ يظُنّوا أنّهُ عدوى فخاف أهل أشدُود مِنْ التابُوت [ وَقالُوا لاَ يَمْكُثُ تَابُوتُ إِلهِ إِسْرَائيلَ عَُنْدَنَا لأِنَّ يَدَهُ قَدْ قَسَتْ عَلَيْنَا وَعَلَى دَاجُونَ إِلهِنَا ] ، هُنا الله يُعلِن نَفْسَه إِله رغم أنّهُ بِلاَ شعب الله لاَ يحتاجنا لِلشهادة لهُ لكِنّهُ مِنْ فرط حُبِهِ لنا يستخدِمنا هُنا فِى أشدُود لاَ يوجد لهُ شعب لكِنْ أهلها خافوا مِنهُ لِذلِكَ نقلوا التابُوت إِلَى جت[ وَكَانَ بَعْدَمَا نَقَلُوهُ أنَّ يَدَ الرَّبِّ كَانَتْ عَلَى الْمَدِينَةِ بِإِضْطِرابٍ عَظِيمٍ جِدّاً وَضَرَبَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنْ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ وَنَفَرَتْ لَهُمْ الْبَوَاسِيرُ ] ، فَنَقلوهُ إِلَى عقرُون [ وَلَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ اللهِ إِلَى عَقْرُونَ أنّهُ صَرَخَ الْعَقْرُونيُِّونَ قَائِلِينَ قَدْ نَقَلُوا إِليْنَا تَابُوتَ إِلهِ إِسْرَائِيلَ لِكَىْ يُمِيتُونَا نَحْنُ وَشَعْبَنَا ] ، وَبدأ التابُوت يعمل مُشكِلة بين الشعُوب مجد الله لمَّا يكُون الله يُعلِن مجده بِذِراعة الرَّفِيعة وَأنّهُ قادِر وَقوِى وَكلِمتهُ حيَّة وَأمضى مِنْ سيف ذِى حدين وَفعَّالة رغم أنَّ منظره تابُوت ، وَمِنْ جهل الفلِسطِينيُّون قَالُوا لِنعتبِرهُ إِله مِنْ ضِمن الآلهة ثُمّ قالُوا لاَ [ أَرْسِلُوا تَابُوتَ إِلهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرْجِعَ إِلَى مَكَانِهِ وَ لاَ يُمِيَتنَا نَحْنُ وَشَعْبَنَا لأِنَّ إِضْطِرَابَ الْمَوْتِ كَانَ فِي كُلِّ الْمَدِينَةِ يَدُ اللهِ كَانَتْ ثَقِيلَةً جِدّاً هُنَاكَ وَالنَّاسُ الَّذِينَ لَمْ يَمُوتُوا ضُرِبُوا بِالْبَوَاسِيرِ فَصَعِدَ صُرَاخُ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّمَاءِ ] ، النَّاس كُلّها مُتألِمة وَصُراخهُمْ صعد لِلسَّماء مِنْ شِدَّة الألم 0
الإِصحاحُ السَّادِسُ :-
[ وَكَانَ تَابُوتُ اللهِ فِي بِلاَدِ الْفِلِسْطِينيِّينَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ ] ، فقد بنِى إِسرائِيل التابُوت لِمُدّة سبعة أشهُر وَلَمْ يسألُوا عنهُ وَلَمْ يُفكِّرُوا فِيه صعب جِدّاً الله يستخدِم ضعف البشريَّة لِيُعلِن قوَّتهُ لِشعبٍ آخر لأِنّ إِسرائِيل تخيّل أنّ الله وَتابوته أداة سحريَّة ينتصِروا بِها لكِنْ الله يقُول لهُمْ أنّ سِر نُصرتهُمْ هُوَ قداستهُمْ جاء الفلِسطِينيُّون بِعرَّافِين لِيُعلّموهُمْ ماذا يفعلُون بِالتابُوت ، فَقَالَ العرَّافُون مشورة وَهى لِيتأكّدوا إِذا كانت البواسِير بِسبب التابُوت أم لاَ ، لِذلِكَ قالُوا لِنأتِى بِبقرتين مُرضعتين أىّ لهُما خِلفة جدِيدة وَلَمْ يعلُوهُما نِير مِنْ قبل فَنَضع عليهُما نِير وَهدايا وَالتابُوت فَإِذا سارتا البقرتان فِى خطٍ مُستقِيم فِى إِتجاه تخُوم الفِلِسْطِينيُّون وَلَمْ تلتفِتا لِلبيت الَّذِى فِيهِ وِلدتهُما الجدِيدة يكُون الأمر مِنْ الله النِير يجعل البقرة تسِير فِى جديَّة وَفِى خط مُستقِيم وَإِذا لَمْ يكُنْ قَدْ علاها نِير مِنْ قبل فَإِنَّها لاَ تعرِف كيف تسِير بِهِ ، قال أيضاً العرَّافُون إِذا أرسلتُمْ التابُوت محمُول على البقرتين إِلَى إِسرائِيل لاَ تُرسِلوه فارِغاً بَلْ أرسِلُوا معهُ قُربان إِثم الفِلِسطِينيُّون شعروا بِقُدرة الله وَأنّ ما حدث معهُمْ كان بِسبب خطأهِم فِى حق الله[ حِينَئِذٍ تَشْفَوْنَ وَيُعْلَمُ عَُِنْدكُمْ لِمَاذَا لاَ تَرْتَفِعُ يَدُهُ عَنْكُمْ ] ، أنتُمْ لاَ تحتمِلُوا الضربات الَّتِى أرسلها الله على مِصر لِذلِكَ أرسلوهُ سرِيعاً إِلَى إِسرائِيل الآباء القدِيسُون يقُولُون أنّ البقرة الَّتِى لَمْ يعلُوها نِير مِنْ قبل تُمّثِل النَفْسَ الَّتِى تعِيش بِحسب وصيَّة الله وَ لاَ يعلُوها نِير آخر نِير عبوديَّة لأِنّهُ لَوْ علاها نِير آخر لاَ تعرِف كيف تسلُك بِمُقتضى الوصايا بَلْ هى تحمِل نِير الوصايا فقط وَالبقرتين المُرضعتين هُما النَفْسَ الَّتِى تتعلّم الجديَّة فِى وصايا الله ، نَفْسَ تسِير بِإِستقامة وَ لاَ تسِير بِحسب عواطِفها لأِنّ البقرتين أحسّتا أنّهُما فِى مُهِمَّة أهم مِنْ مُهِمَّة إِرضاع أولادهُما سارتا البقرتان وَخلفهُما الهدايا وَخلفهُمْ الفِلِسطِينيُّون حتَّى حدود إِسرائِيل فَفرِح الإِسرائِيليُون [ وَكَانَ أهْلُ بَيْشَمْسَ يَحْصِدُونَ حَصَادَ الْحِنْطَةِ فِي الْوَادِي فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَرَأَوُا التَّابُوتَ وَفَرِحُوا بِرُؤْيَتِهِ ] ، فَقَدّموا ذبِيحة لله وَأكرموه وَأخذوا الهدايا وَلكِنْ الله [ وَضَرَبَ أهْلُ بَيْتَشَمْسَ لأِنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ ] ، لأِنّ التابُوت يدخُل إِليهِ رئِيس الكهنة فقط وَقَدْ لاَ يراه مِنْ كثرة البخُور ، لِذلِكَ عِندما كان الشَّعب يأخُذ التابُوت معهُ فِى الحرُوب كان يُغطِيه بِغطاء جلد تُخس وَغِطاء آخر ،لِذلِكَ هُناك إِحتمالين إِمَّا أنّ التابُوت رجع لأهل بيتشمس بِدُون غطاء فنظروه أوْ أنَّهُمْ هُمْ الَّذِين عرّوه لِينظُروه وَفِى كِلتا الحالتين إِمَّا تركوه بِدُون غطاء أوْ هُمْ الَّذِين عرّوه فَهَذَا تهاوُن بِمُقّدسات الله ، هكذا نحنُ أحياناً نتهاون بِمُقدّسات الله إِذا كان الله قَدْ ضرب خمسِين ألف شخص مِنْ أهل بيتشمس لأِنَّهُمْ نظروا تابوته فما بالِى أنا الَّذِى أتقدّم إِلَى التناوُل وَأنا أراعِى شر داخِلِى مُمكِن أتكبّر أوْ فِى قلبِى أىّ شر لكِنِّى أقاوِم هذا الشَّر هذا يقبلهُ الله ، لكِنْ إِذا كُنت مُعجب بِالشَّر الَّذِى داخِلِى فهذا ما يرفُضهُ الله [ وَقَالَ أهْلُ بَيْتَشَمْسَ مَنْ يَقْدُرُ أنْ يَقِفَ أمَام الرَّبِّ الإِلهِ الْقُدُّوسِ هذَا وَإِلَى مَنْ يَصْعَدُ عَنَّا وَأَرْسَلُوا رُسُلاً إِلَى سُكَّانِ قِّرْيَةِ يَعَارِيمَ قَائِلِينَ قَدْ رَدَّ الْفِلِسْطِينيُّونَ تَابوتَ الرَّبِّ فَأنزِلُوا وَأَصْعِدُوهُ إِلَيْكُمْ ] 0
الإِصحاحُ السَّابِعُ :-
رجع الشَّعب لِلكُتُب وَقال رؤساء الكهنة لِيُغطّى التابُوت [ فَجَاء أهْلُ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ وَأَصْعَدُوا تَابُوتَ الرَّبِّ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ أَبِينَادَابَ فِي الأكَمَةِ وَقَدَّسُوا أَلِعَازَارَ إِبْنَهُ لأِجْلِ حِرَاسَةِ تَابُوتِ الرَّبِّ ] ، أبِيناداب شخص نقِى وَظلّ التابُوت داخِل بيتِهِ أربعِين سنة تُرى هل كلِمة الله داخِلِى تدخُل وَتستقِر [ هَهُنا أسكُن لأِنِّي أردتهُ ] ( مز 131 مِنْ مزامِير صلاة النَّوم ) ،هل أنا أُقدِّس كلِمة الله داخِلِى ؟ هل أنا مُكرّس ذهنِى لِحراسِة كلِمة الله ؟ هل أنا يقِظ على كلِمة الله ؟ هل أتذكّر الوصيَّة بِإِستمرار ؟ وَكما يقُول الآباء إِحذر مِنْ الغفلة وَالنسيان[ ثلاثة تسبِق الخطيَّة الغفلة وَالنسيان وَالشهوة ] [ وَنَاحَ كُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَرَاءَ الرَّبِّ ] ، أراد الشَّعب أنْ يعُود لله فَكانت لهُ قصَّة توبة ، [ وَكَلَّمَ صَمُوئِيلُ كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً إِنْ كُنْتُمْ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ رَاجِعِينَ إِلَى الرَّبِّ فَأنْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيَبَةَ وَالْعَشْتَارُوث مِنْ وَسْطِكُمْ وَأَعِدُّوا قُلُوبَكُمْ لِلرَّبِّ وَأعْبُدُوهُ وَحْدَهُ فَيُنْقِذَكُمْ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينيِّينَ فَنَزَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْبَعْلِيمَ وَالْعَشْتَارُوثَ وَعَبَدُوا الرَّبِّ وَحْدَهُ ] ،كان داخِل الشَّعب آلهة غرِيبة لأِنّ الشَّعب كان بِهِ ضعف وَضُعفاء ، بِهُمْ مَنَ قلّد جِيرانه وَخاصةً فِى أخِر سبعة أشهُر الَّتِى لَمْ يكُنْ التابُوت أثناءها فِى إِسرائِيل ، لإِنّهُ فِى غِياب كلِمة الله مُمكِن النَفْسَ تتلّوث بِشهوة ، لِذلِك يوجد خطر فِى عدم قِراءة الكلِمة لأِنّ النَفْسَ تتلّوث بِآلهة غرِيبة بِشهوات وَخطايا فَإِنزعُوا الآلهة الغرِيبة [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ إِجْمَعُوا كُلَّ إِسْرائِيلَ إِلَى الْمِصْفَاةِ فَأُصَلِّيَ لأِجْلِكُمْ إِلَى الرَّبِّ ] ،" المِصفاة " هُوَ مكان إِلتقاء الشَّعب مَعَ الله وَهى مكان فسِيح حتَّى أنّ شاوُل مُسِح فِى المِصفاة ملِك أماكِن فسِيحة يلتقُون فِيها بِالرَّبِّ ، وَالمِصفاة شهدت وعُود كثِيرة لله وَالشَّعب صموئِيل يقُول لِلشَّعب تعالُوا نُقّدِم توبة عَنْ جهل زمان وَلأِشفع فِيكُمْ أمام الرَّبِّ وَهذا هُوَ عمل الكاهِن لِذلِكَ يقُول الكاهِن [ لِتكُنْ هذِهِ الذبِيحة مقبُولة عَنَ خطاياى وَجِهالات شعبِك ] ، أىّ أنّ الخطأ خطأى أمَّا شعبك فَإِحسِب لهُ خطيتهُ جِهالة [ فَإِجْتَمَعُوا إِلَى الْمِصْفَاةِ وَإِسْتَقَوْا مَاءً وَسَكَبُوهُ أمَامَ الرَّبِّ وَصَامُوا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَقَالُوا هُنَاكَ قَدْ أَخْطَأْنَا إِلَى الرَّبِّ ] ، سكب الماء عادة لِلتضرُّع وَالتذلُّل لِذلِكَ نُلاحِظ عِبارة مُعلّمِنا بولس الرسُول [ أُسكبُوا قُلُوبكُمْ ] ، أىّ لاَ يكُون بِها شيئ النَفْسَ الَّتِى تُقّدِم توبة تنسكِب أمام الله كالماء حتَّى لاَ يظِل داخِلها أذيال لِلخطيَّة السابِقة وَكانت عادة الصُوم مقرُونة بِالتوبة وَالتضرُّع الشَّعب فِى المِصفاة وَصموئِيل يُصَلِّى لأِجلِهِ وَلكِنْ الله سمح أنْ يُهيِّج الفِلِسطينيُّون على إِسرائِيل فِى هذِهِ اللحظة إِذْ قَدْ تخيّلوا أنّ الشَّعب مُجتمِع لِلحرب فَخاف إِسرائِيل مِنْ الفِلِسطينيينَ [ وَقَالَ بَنُو إِسْرائِيلَ لِصَمُوئِيلُ لاَ تَكُفَّ عَنْ الصُّراخِ مِنْ أَجْلِنَا إِلَى الرَّبِّ إِلهِنَا فَيُخَلِّصَنَا مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ ] ، صرخ صموئِيل لله مِنْ أجل الشَّعب جيِّد أنْ يشفع صموئِيل لله عَنْ الشَّعب [ وَبينما كان صموئِيل يُصُعِدُ المُحرِقة تقدَّمَ الْفِلِسْطِينيُّونَ لِمُحاربةِ إِسْرائِيلَ فَأرعد الرَّبُّ بِصوتٍ عَظِيمٍ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى الْفِلِسْطِينيِيِّنَ وَأزعجهُم فَإِنكسروا أمام إِسْرائِيلَ ] ،هُنا لَمْ يُحارِب الشَّعب لكِنْ الله أعطاهُمْ نُصرة بِدُون حرب الله أرعد على الأعداء وَأزعجهُم فَإِنكسروا أمام إِسرائِيلَ بِدُون حرب [ وَخرجَ رِجالُ إِسْرائِيلَ مِنْ المِصَفاةِ وَتبعُوا الْفِلِسطِينيِيِّنَ وَضَرَبُوهُمْ إِلَى مَا تحت بيتِ كارٍ فَأخذ صَمُوئِيلُ حجراً وَنصبهُ بين المِصَفاةِ وَالسِّنِّ وَدَعَا إِسمهُ حجر الْمَعُونةِ وَقَالَ إِلَى هُنَا أعاننا الرَّبُّ ] ، دائِماً يُحِبُّ الله النَفْسَ المُتذكِّرة إِحساناته ، لِذلِكَ كانُوا يُقِيمُون ما أشبه بِالنُصُب التذكارِى لِتذكُّر إِحساناته فَمَثلاً أبِينا يعقُوب أقام مذبح مِنْ الحِجارة كى يراه أولاده فَيتذكّرُون عمل الله مَعْ يعقُوب أبيهُمْ ، أيضاً عِند عبُور نهر الأردُن أنْ أخذ رِجال إِسرائِيل إِثنى عشر حجراً مِنْ قاع النَّهر وَأقاموا مذبح تذكار لِعمل الله معهُمْ أمَّا نحنُ فَنستطِيع تدوِين أعمال الله معنا حتَّى لاَ ننسى إِحساناته وَلِنتعلّم كَمْ حجر وضعناه تذكار لأِعمال الله معنا ، وَكما يقُول الآباء القدِيسُون [ أنَّكَ ستظل تضع فِى حياتك حجر على حجر حتَّى أخِر حجر عِند باب الفردُوس وَتقُول إِلَى هُنا أعاننا الرَّبِّ ] ،لأِنّ عدو الخير سيظل يُحارِبك حتَّى باب الفردُوس [ وَقضى صَمُوئِيلُ لإِسْرائِيلَ كُلَّ أيَّامِ حَيَاتِهِ وَكان يذهب مِنْ سنةٍ إِلَى سنةٍ وَيدُور فِي بيتِ إِيلَ وَالجِلجالِ وَالمِصفاةِ وَيقضِي لإِسْرائِيلَ فِي جَمِيعِ هذِهِ المواضِعِ وَكان رُجُوعُهُ إِلَى الرَّامَةِ لأِنَّ بيتهُ هُناك وَهُناك قَضَى لإِسْرائِيلَ وَبَنَى هَناك مذبحاً لِلرَّبِّ ] ، إِفتقاد الخادِم لِرعيتِهِ فِى المِصفاة وَالجِلجال وَبيت إِيل وثُمّ يعُود لِلرَّامة حيثُ بيتهُ ، وَالرَّامة تُمّثِل الفردُوس ، وَ "الجِلجال " تعنِى " دحرجِة العار " ، وَالمِصفاة مكان تجمُّع الشَّعب وَمُراقبة الأعداء ،لِذلِك يقُول الآباء أنّ حياتك لابُد أنْ تمُر بِهذِهِ الأماكِن ، لابُد أنْ تمُر على الجِلجال أىّ دحرجِة العار أىّ التوبة وَتكُون فِى المِصفاة لِتُراقِب الأعداء أىّ الجِهاد وَ فِى النِهاية تعُود لِلرَّاحة أىّ الرَّامة 0
الإِصحاحُ الثَّامِنَ :-
الشَّعب مُتقلِّب كُلّ يوم بِحال مُختلِف مِثل النَفْسَ البشريَّة الشَّعب الَّذِى أرعد الله على الفِلِسطِينيينَ مِنْ أجلِهِ قالُوا لِصموئِيل [ هُوذا أنت قَدْ شِختَ وَإِبناك لَمْ يَسِيرا فِي طَرِيقِكَ فَالآنَ إِجعل لنا ملِكاً يقضِي لَنَا كَسَائِر الشُّعُوبِ ] ، هل إِلَى الآن تُرِيدُون تقلِيد الشَّعُوب وَلَمْ تتعلّموا حتَّى الآن أنّ إِلهكُمْ مُختلِف عَنَ سائِر الشّعُوب لابُد أنْ أشعُر إِنِّى مُختلِف عمن حولِى وَأنّ ملكِى وَإِلهِى هُوَ يسُوعَ [ فَسَاءَ الأمرُ فِي عيني صَمُوئِيلُ إِذْ قالُوا أعطِنَا ملِكاً يقضِي لَنَا ] ، غضب صموئِيل وَصَلّى لله ، [ وَصَلَّى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ ] ، ما أجمل أنْ أُحّوِل مُشكلتِى لِصلاة وَما أصعب أنْ أُحاوِل فِيها بِذاتِى [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلُ إِسْمع لِصُوت الشَّعبِ فِي كُلِّ مَا يقُولُون لَكَ لإِنَّهُمْ لَمْ يرفُضُوكَ أنتَ بَلْ إِيَّاىَ رفضُوا حَتَّى لاَ أملِكَ عَليْهِمْ ] ، لِماذا أنت غاضِب فَإِنّهُمْ لَمْ يرفُضُوك أنت بَلْ رفضُوا مُلكِى عليهُمْ جيِّد أنْ نرى أنّ صموئِيل رجُل صلاة ، وَما أجمل أنْ ترفع نَفْسَكَ لِلصلاة رغم أنّ الموقِف لَمْ يحتمِل الصلاة وَالتأنِّى بَلْ يحتاج قرار سرِيع وَما أجمل الله الَّذِى لهُ كُلّ الممالِك وَيقبل أنْ يُرفض ، وَأيضاً إِلَى الآن كثيِرُون يرفُضونهُ وَهُوَ يُشرِق شمسهُ عليهُمْ [ حسب كُلِّ أعمالِهِم الَّتِى عمِلُوا مِنْ يومِ أصعدتهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى هذا الْيومِ وَتركُونِي وَعبدُوا آلِهةً أُخْرَى هكذا هُمْ عامِلُون بِكَ أيضاً ] ، الله مُتذكِّر الخطايا وَ لاَ يُعلِنُها إِلاّ فِى حِينِها عِندما يجِد النَفْسَ جاحِدة دائِماً فَيُعلِن لها خطاياها الله مُتذكِّر أنّ الشَّعب رافِض لهُ مُنذُ أخرجهُ مِنْ مِصر صموئِيل كان يرفُض فِكرِة إِقامِة ملِك لكِنّهُ وضع لهُمْ تحذِيرات وَهى [ هذا يكُونُ قضاءُ الملِكِ الَّذِي يملِكُ عليكُمْ يأخُذُ بنيِكُمْ وَيجعلهُمْ لِنَفْسِهِ لِمراكِبِهِ وَفُرْسَانِهِ فيركُضُونَ أمامَ مَراكِبِهِ ] ، بِالفِعل تحقّق كلام صموئِيل النبِى فِى سِفرىّ صموئِيل الأوَّل وَالثانِى حيثُ أنّ يربعام جعل الشُبَّان يركُضُون أمام مركبتهِ ، هؤلاء الشباب هُمْ أولاد الشَّعب [ وَيأخُذُ بناتكُمْ عَطَّاراتٍ وَطبَّاخاتٍ وَخبَّازاتٍ0 وَيأخُذُ حُقُولكُمْ وَكُرُومكُمْ وَزيتُونكُمْ أجودها وَيُعطِيها لِعبِيدِهِ0وَيُعَشِّرُ زُرُوعَكُمْ وَكُرُومكُمْ وَيُعطِي لِخِصيانِهِ وَعَبِيدِهِ ] ، سيأخُذ أولادكُم فِى عمله الخاص وَيأخُذ خيركُم وَيُعطِيهِ لِعبيدِهِ [ فَتصرُخُون فِي ذلِكَ الْيومِ مِنْ وجهِ ملِكِكُمُ الَّذِى إِخترتُموهُ لإِنْفُسِكُم فَلاَ يستجِيبُ لَكُمُ الرَّبُّ فِي ذلِكَ الْيومِ فَأبَى الشَّعْبُ أنْ يسمعُوا لِصوتِ صَمُوئِيلَ وَقالُوا لاَ بَلْ يكُونُ علينا مَلِكٌ ] ، كثيِراً ما لاَ تستجِيب النَفْسَ لله ، كثيِراً ما يقُول الله لَكَ أنّ الخطيَّة ستأخُذ أجمل وَأجود ما لديك وَتستعبِدك وَأنت تقُول أنا قابِل ذلِك صموئِيل عرض على الشَّعب ما سيفعلهُ الملِك بِكُلّ فِئة مِنْ فِئات الشَّعب ، وَهذِهِ الفِئات هى طاقات النَفْسَ ، وَالله يُحذِّر مِنْ نِير العبُوديَّة لكِنْ النَفْسَ تقُول لهُ لِيكُن لِى ملِك [ فَسَمِعَ صَمُوئِيلُ كُلَّ كَلاَمِ الشَّعبِ وَتكلَّم بِهِ فِي أُذُني الرَّبِّ ] ، صموئِيل لهُ عِلاقة خاصَّة بِالله وَكأنّهُ يهمِس فِى أُذُنيهِ [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ إِسمع لِصوتِهِمْ وَملِّكَ عليهِمْ ملِكاً فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِرِجالِ إِسرائِيلَ إِذهبُوا كُلُّ واحِدٍ إِلَى مَدينتِهِ ] ، الله سمح لِلنَفْسَ بِالحُريَّة إِلَى النِهاية الله يُرِيد أنْ يكُون علينا ملِك بِحُريَّة وَليس بِالإِجبار ، فَلنستخدِم الحُريَّة بِطرِيقة صحِيحة وَ لاَ نسِير بِها فِى عبُوديَّة الشهوات بَلْ نكُون فِى مُلكِهِ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين .
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج2
الإِصحاح الثانِى :-
[ فَصَلَّتْ حَنَّةُ وَقَالَتْ فَرِحَ قَلْبِي بِالرَّبِّ إِرْتَفَعَ قَرْنِي بِالرَّبِّ إِتَّسَعَ فَمِي عَلَى أَعْدَائِي] ، النَفْسَ أمام أعمال الله العظِيمة لاَ تملُك إِلاّ التسبِيح عِندما نأخُذ عطيَّة مِنْ الله تجِد مشاعِرها مُتأجِجة بِالحُبّ وَتتزاحم الكلِمات داخِلها لِذا كنِيستنا كنِيسة تسبِيح وَكُلّ نَفْسَ أمِينة ذاقت محبِّة الله لاَ تملُك إِلاّ التسبِيح وَالحمد لله ، وَالله يتلذّذ بِسماع التسابِيح نحنُ فُقراء فِى التسبِيح لله فَمَنَ مِنّا يقِف فِى الصلاة وَيقُول لهُ " أنت ضابِط الكُلّ أنت قدُّوس إِله الآلِهة إِلة عظِيم عجِيب فِى أفعالك وَأفكارك أنت الحافِظ عهده وَمراحِمه وَ" ، الله يُحِب سماع هذِهِ الصلوات ، لِذلِكَ دائِماً الأعمال العظِيمة فِى الكِتاب كان نتيجتها تسبِيح لاَ يُمكِن أنْ يشُق الله البحر الأحمر وَ لاَ تمسِك مريم النبيَّة الدُّف وَتُسّبِحه مَعَ الشَّعب وَتقُول [ سَبِّحوا الرَّبِّ لأِنّهُ بِالمجدِ قَدْ تمجّد ] ، نقُول لله نُرِيد أنْ نُعّبِر لَكَ عَنْ عظِيم أعمالك وَمجدك بِالتسبِيح أيضاً دبوَّرة القاضية وَالنبيَّة عِندما إِنتصرت على سِيسرا سبّحت العذراء مريم سبَّحت وَالثلاث فِتية سبّحوا الله النَفْسَ الأمِينة لابُد لها أنْ تُترجِم مشاعِرها لِتسبِيح ، لابُد أنْ نُسّبِح وَنشكُر الله فِى كُلّ صلاة الله يعلم أنّهُ قُدُّوس وَتخدِمهُ الملائِكة وَأنّهُ ضابِط الكُلّ وَلكِنّهُ يُحِبُّ أنْ يسمع كُلّ هذا مِنْ أولاده ، إِنَّهُمْ يتغنّون بِصِفاته ليس لِعجزه أوْ نقصه بَلْ لِيشعُر أنَّنا نُقِرُ بِحمدِهِ وَقداستهِ فَنَقُول لهُ أنت قُدُّوس الله قُدُّوس القوِى حَنَّة تقُول لهُ إِرتفع قرنِى لابُد أنْ تشعُر بِقوَّة الله فِى حياتك وَأنَّها سِر فرحك نحنُ محرُسون بِقوَّة الله فَلاَبُد أنْ نشعُر بِعظمتهِ أحياناً نشعُر أنّ الله فِى حياتنا باهِت بينما العذراء تقُول [صَنَعَ بِي عظائِمَ ] ( لو 1 : 49 ) [ لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ لأِنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلهِنَا ] ، كُلّ الأمور تتغيّر لكِنْ الصخرة لاَ تتغيّر المشاعِر تتغيّرالبِلاد تتغيّرلكِنْ الله لاَ يتغيّر هُوَ صخرة لاَ يتغيّر إِتجاهنا وَنشعُر دائِماً أنَّنا مُطمئنِين فِى حياتنا لأِنَّنا مُتكِلِين عليه هُوَ صخرِتنا [ لاَ تُكَثِّرُوا الْكَلاَمَ الْعَالِي الْمُسْتَعْلِيَ وَلِْتَبْرَحْ وَقَاحَةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ ] ، كفاكُم كلام لاَ يلِيق بَلْ لِيكُن كلامكُم يلِيق بِعظمِة الله [ لأِنَّ الرَّبَّ إِلهٌ عَلِيمٌ0 وَبِهِ تُوزَنُ الأعْمَالُ ] ، النَفْسَ الَّتِى تتكلّم بِكلام الرُّوح تأخُذ لِسان تسبِيح هذِهِ هى مدرسة الرُّوح التُهمة الَّتِى أُتُهِم بِها السيِّد المسِيح هى أنّهُ لَمْ يتعلّم فَكيف يتكلّم بِهذا الكلام أليس هُوَ إِبن النَّجار ؟ لكِنّهُ أجابهُمْ إِنّهُ تعلّم مِنْ أبيه السَّماوِى بِهِ تُوزِن الأعمال لأِنّ مِيزان الله غير مِيزان البشرمُمكِن النَّاس تقُول إِنِّى تقِى لكِنْ الله يعلم القلب النَفْسَ الَّتِى تتحِد بِالله تشعُر أنّ الله هُوَ الَّذِى يُقِيمُها لِذا تُرضِى الله فقط فَلاَ تُقِيم أحد لأِنّهُ هُوَ إِله علِيم بِهِ تُوزن الأعمال [ الشَّبَاعَى آجَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْخُبْزِ وَالْجِيَاعُ كَفُّوا ] ، الشَّباعى جاعُوا فَعملوا لِكى يأكُلوا ، وَالَّذِين كانُوا جِياع إِكتفوا حَنَّة كانت جائِعة لكِنّها شبعت وَإِكتفت بِالثمر[ حَتَّى أنَّ الْعَاقِرَ وَلَدَتْ سَبْعَةً وَكَثِيرَةَ الْبَنِينَ ذَبُلَتْ ] ، حَنَّة لَمْ يكُن عِندها سبعة بنِين لكِنْ رقم سبعة فِى الكِتاب يرمُز لِلكمال وَكأنَّها نالت مِنْ الرّبّ كمال الثمر لِذا تقُول[ يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَُلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ وَيُمَلّكٌهُمْ كُرْسِيَّ الْمَجْدِ لأِنَّ لِلرَّبِّ أَعْمِدَةَ الأَرْضِ وَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ ] ،حَنَّة تُعلِن قُدرة الله وَرِعايتهُ لنا كلِمات فائِقة الأسرارالنَفْسَ الَّتِى تُحِبُّ الله ينفك لِسانها مِنْ عُقدة صمتِهِ صعب أنَّنا نقِف أمام الله وَ لاَ نعرِف ماذا نقُول لهُ لأِنّ قلوبنا لَمْ تتعوّد الرفع وَلِسانُنا لَمْ يتدرّب الحدِيث مَعَ الله لَوْ درّبنا قلوبنا وَلِسانُنا لاَ يُمكِن أنْ نقِف فِى حضرتِهِ صامِتين حَنَّة كانت إِنسانة تسبِيح لِذلِكَ هذِهِ الصلاة هى عيِّنة فقط ممّا فِى قلبِها [ وَذَهَبَ أَلْقَانَةُ إِلَى الرَّامَةِ إِلَى بَيْتِهِ ] ، رجِع ألقانة إِلَى بيتِهِ فِى الرِّامة بِدُون صموئِيل الطِفل الَّذِى كان عُمره وقتها سنتان [ وَكَانَ الصَّبِيُّ يَخْدِمُ الرَّبَّ أمَامَ عَالِي الْكَاهِنِ وَكَانَ بَنُو عَالِي بَنِي بَلِيَّعَالَ لَمْ يَعْرِفُوا الرَّبَّ ] ، هُنا الإِنجِيل يُقِيمُ مُقارنة صموئِيل الطِفل وَأولاد عالِى الكاهِن العتِيق الَّذِين كانُوا أشرار كانُوا بنو بلِيعال رغم أنّهُمْ أولاد كاهِن لكِنْ الشَّر كان مُتأصِل فِيهُمْ أحياناً الإِنسان يملُك عليه الشَّر وَ لاَ توجد مؤثِرات تُؤّثِر عليه رغم أنّ عالِى كان تقِى وَقديس لكِنْ كان لهُ خطيَّة وَهى أنّهُ لَمْ يُرّبِى أولاده فِى خُوف الله وَلَمْ يكُنْ يُنذِرهُمْ كان الصبِى صموئِيل يخدِم الرَّبّ بينما أولاد عالِى فِى شرٍ عظِيم رغم أنّهُمْ فِى الكهنُوت لكِنّهُم كانُوا مُخالِفين لِشريعة الكهنُوت وَكانُوا يعملون الخطيَّة مَعَ النِساء فِى الخيمة وَيُقّسِمُون الذبِيحة بِحسب هواهُمْ وَليس بِحسب الشريعة لأِنّ النَفْسَ عِندما يملُك عليها الفساد لاَ تحترِم المُقدّسات ، وَأحياناً نحنُ نشعُر داخِلنا بِذلِكَ وقارنا لِلمذبح يقِل وَلِلذبِيحة يقِل ، بينما النَفْسَ الَّتِى بِها مخافة الله تدخُل الكنِيسة بِفرح تترنّم بِالمزامِيرالنَفْسَ البعِيدة عَنَ الله تدخُل الكنِيسة بِإِستهتار [ وَكَانَ صَمُوئِيلُ يَخْدُمُ أمَامَ الرَّبِّ وَهُوَ صَبِيٌّ مُتَمَنْطِقٌ بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ ] ،مخافة الله كانت أمان عينىّ الطِفل وَالكِتان إِشارة إِلَى البِرّ [ وَعَمِلَتْ لَهُ أُمُّهُ جُبَّةً صَغِيرَةً وَأَصْعَدَتْهَا لَهُ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ عَُِنْدَ صُعُودِهَا مَعَْ رَجُلِهَا لِذَبْحِ الذَّبِيَحةِ ] ، حَنَّة مُعتادة أنْ تصعد كُلّ سنة لِتُقّدِم ذبِيحة فَكانت تأخُذ معها لِصموئِيل جُبَّة صغِيرة جدِيدة كتجدِيد عهد نذرها لأِبنها لأِنَّها قدّمتهُ بِلاَ ندامة وَكأنَّها تقُول لهُ إِثبت على ما أنت فِيه وَكُنْ فَرِحاً كما أنا فَرِحة ،[ المُعطِي المسرُور يُحِبُّهُ اللهُ ] ( 2 كو 9 : 7 ) ، أجمل شيء أنْ نُعطِى لله أمور غالية فِى حياتنا كما قدّم أبونا إِبراهِيم إِسحق إِبنهُ يقُول القدِيسُون [ كُلٍّ مِنّا لهُ إِسحق فَقّدِم لهُ إِسحاقك ] ، وَبِالنسبة لِحَنَّة الله يقُول أنا أُرِيد صموئِيل أُرِيد البكرِى لِماذا ؟ لأِنّهُ أوَّل فرحة لها[ وَبَارَكَ عَالِي أَلْقَانَةَ وَإِمْرَأَتَهُ وَقَالَ يَجْعَلْ لَكَ الرَّبُّ نَسْلاً مِنْ هذِهِ الْمَرْأَةِ بَدَلَ الْعَارِيَّةِ الَّتِي أَعَارَتْ لِلرَّبِّ وَذَهبَا إِلَى مَكَانِهِمَا ] ، نالا البركة عِوض ما أعطتهُ لله [ وَشَاخَ عَالِي جِدّاً وَسَمِعَ بِكُلِّ مَاعَمِلَهُ بَنُوهُ بِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَبِأَنَّهُمْ كَانُوا يُضَاجِعُونَ النِّسَاءَ ] ، عرف عالِى الكاهِن تفاصِيل خطايا بنُوه [ فَقَالَ لَهُمْ لِمَاذَا تَعْمَلُونَ مِثْلَ هذِهِ الأُمُورِ لأِنِّي أَسْمَعْ بِأُمُورِكُمُ الْخَبِيثَةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ لاَ يَا بَنِيَّ لأِنّهُ لَيْسَ حَسَناً الْخَبَرُ الَّذِي أَسْمَعٌ تَجْعَلُونَ شَعْبَ الرَّبِّ يَتَعَدَّوْنَ ] ، توبِيخ بِرخاوه لاَ يا أولادِى لابُد أنْ نعرِف متى نُوّبِخ وَمتى نُدّلِل وَلابُد أنْ يكُون لنا حِكمة لِنعرِف كيف نتصرّف وَمتى فَلاَ تستعجِب الرّبّ الرقِيق وَبِيدِه سُوط يطرُد الباعة مِنْ الهيكل بينما فِى حنان يقِف مَعْ المرأة المُمسكة فِى ذات الفِعل وَيقُول لِليهُود مَنَ مِنكُم بِلاَ خطيَّة فَليرمِها بِحجرأراد أنْ يقُول لهُمْ دعوا الدينونة لِلديَّان ثُمّ يُنذِرُها وَيقُول لها أما دانِك أحد وَأنا لاَ أُدِينك لاَ تعودِى لِلخطيَّة مرَّة أُخرى نراه أيضاً حنُون مَعَ بُطرُس الرسُول عِندما أنكرهُ لكِنّهُ شدِيد مَعْ الكتبة وَالفرّيسيُون وَكأنّهُ راصِد لِكُلّ تصرُّفاتهُمْ وَيُعطِيهُمْ الويل غضب الله مِنْ عالِى الكاهِن بِسبب أولاده بينما الطِفل صموئِيل[ وَأَمَّا الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ فَتَزَايَدَ نُمُوَّاً وَصَلاَحاً لَدَى الرَّبِّ وَالنَّاسِ أَيْضاً ] ، تزايد فِى النِعمة فِى عينىّ الله وَالنَّاس وَهُنا لمحة عَنْ المسِيح فَقَدَ قِيل عنهُ نَفْسَ الكلِمات فِى إِنجِيل لُوقا الإِنجِيليين مُشّبعِين بِالعهد القدِيم فِى الفترة ما قبل صموئِيل النبِى كان يوجد أنبياء لكِنّهُمْ ليسوا بِصِفة رسميَّة أمام الشَّعب فَكان الله يُعيِّن أُناس أتقياء مِنْ الشَّعب يكُونوا لِسانه فِى وسط الشَّعب وَيُطلق عليهُمْ رِجال الله فِى هذِهِ الفِترة ذهب رجُل الله لِعالِى الكاهِن وَقال لهُ الله يقُول لَكَ أولادك دنّسوا هيكلِى وَأنت فضّلت أولادك عنِى لكِن إِحذر [فَوْقَ العالِي عَالِياً] ( جا 5 : 8 ) ، أنت هكذا تأخُذ حقِّى [ لِذلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ إِنِّي قُلْتُ إِنَّ بَيْتَكَ وَبَيْتَ أَبِيكَ يَسِيرُونَ أَمَامِي إِلَى الأبَدِ وَالآنَ يَقُولُ الرَّبُّ حَاشَا لِي فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغَرُونَ ] ، الَّذِين يُكرِموننِى أُكرِمهُمْ وَالَّذِين يحتقروننِى يصغُرُون كلِمة " إِحتقار " كلِمة صعبة وَالله يستعمِلها كثِيراً فِى الخطيَّة وَكأنَّها إِحتقار لله قالها لِداوُد عِندما سقط وَأخطأ قال لهُ أنت إِحتقرتنِى أيضاً يقُول لِعالِى الكاهِن أولادك لَمْ يعمِلُوا الخطيَّة فِى الشَّعب بَلْ هُمْ إِحتقروننِى هل أنا أُكرِم الله فِى بيتِى وَأولادِى وَأُعلّمِهُمْ الصلاة وَالتسبِيح أم كُلّ همِّى هُوَ أكلهُمْ وَشُربُهُمْ ؟ الأكل وَالشُرب مُمكِن أىّ شخص يُعطِيه لهُمْ لكِنَّكَ أب أوْ أُم مسئول أمام الله عَنْ أولادك رُوحياً [ هُوَذَا تَأْتِي أَيَّامٌ أَقْطَعُ فِيهَا ذِرَاعَكَ وَذِرَاعَ بَيْتِ أَبِيكَ حَتَّى لاَ يَكُونَ شَيْخٌ فِي بَيْتِكَ وَتَرَى ضِيقَ الْمَسْكَنِ فِي كُلِّ مَا يُحْسَنُ بِهِ إِلَى إِسْرَائِيلَ وَ لاَ يَكُونُ شَيْخٌ فِي بَيْتِكَ كُلَّ الأْيَّامِ ] ، بِالفِعل أولاد عالِى كُلّهُمْ كانُوا مُجتمِعِين فِى مكان وَهُمْ شُبَّان وَهاج شاوُل الملِك على داوُد النبِى وَقِيل لهُ أنّ داوُد مُختبِىء عِندهُمْ فَذَهب هُناك وَقتلهُمْ لكِنْ أصعب شيئ على الراعِى هُوَ ضِيق المسكن كان بطريرك أيَّامه بِها ضِيقات فَطلب مِنْ الله أنْ يأخُذ نَفْسَه ضِيق المسكن هُوَ أنّ أولاد الله يتركوه وَتصِير الكنِيسة بِلاَ مؤمِنين ، هذا هُوَ ضِيق المسكن وَهُو مُر على الراعِى [ وَجَمِيعُ ذُرّيَّةِ بَيْتِكَ يَمُوتُونَ شُبَّاناً ] [ وَأُقِيمُ لِنَفْسِي كَاهِناً أَمِيناً يَعْمَلُ حَسَبَ مَا بِقَلْبِي وَنَفْسِي ] ، هذِهِ إِشارة لِلمسِيح وَفِى نَفْسَ الوقت إِشارة لإِحلال الكهنُوت[ وَأَبْنِي لَهُ بَيْتاً أَمِيناً فَيَسِيرُ أمَامَ مَسِيحِي كُلَّ الأيَّامِ ] ، هذِهِ مملكِة داوُد هُوَ الَّذِى يُقّدِس الشَّعب وَيُنادِى بِملكُوتِى وَيُمّهِد الطرِيق لِى أنا " مسيِحِي " كانت كلِمة غرِيبة على مسامِع النَّاس فِى ذلِكَ الوقت وَالكنِيسة الآن تقرأ المزمُور قبل الإِنجِيل وَكأنّ داوُد يُعِد الطرِيق أمام المسِيح 0
الإِصحاح الثالِث :-
[ وَكَانَ الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ يَخْدُِمُ الرَّبَّ أمَامَ عَالِي0 وَكَانَتَ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَزِيزَةً فِى تِلْكَ الأْيَّامِ ] ، الله عِندما يجِد الشَّرُور كثِيرة يُعّزِز نَفْسَه وَقلبهُ ينكسِر وَ لاَ يُنادِى كثِيراً حتَّى لاَ يجرحُوا قلبه وَتكُون دينونتهُمْ أكبر عِندما تكُون النَفْسَ مُنغمِسة فِى الشَّرُور يكُون الإِنجِيل أمامها مفتُوح وَلكِنَّها لاَ تفهم لأِنّ كلِمة الله عزِيزة ، بينما لَوْ عاشت النَفْسَ حياة توبة تجِد كلِمة الله سخيَّة [ وَكَانَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ إِذْ كَانَ عَالِي مُضْطَجِعاً فِي مَكَانِهِ وَعَيْنَاه إِبْتَدَأَتَا تَضْعَفَانِ لَمْ يَقْدِرْ أنْ يُبْصِرَ وَقَبْلَ أنْ يَنْطَفِىءَ سِرَاجُ اللهِ وَصَمُوئِيلُ مُضْطَجِعٌِ فِي هَيَكَلِ الرَّبِّ الَّذِي فِيهِ تَابُوتُ اللهِ ] ، مكان عالِى الكاهِن تقرِيباً الحُجرة الَّتِى بِجانِب صموئِيل وَلكِنّهُ لَمْ يقُل مكانه قُرب تابُوت الله بينما قِيل عَنْ مكان صموئِيل فِى هيكل الرَّبّ أمام تابُوت الله رغم أنّ الإِثنان فِى الهيكل إِذن هُوَ تكلّم عَنْ القلب قلب صموئِيل غير قلب عالِى رغم أنّ الإِثنان بِجانِب بعضِهِما أىّ مُمكِن تكُون فِى عملك لكِنَّك أمام هيكل الله بِالقلب ، وَمُمكِن تكُون فِى الكنِيسة لكِنْ قلبك بعِيد عَنْ الله هى حالِة قلب وَالآباء القدِيسُون يقُولُون[ أنّ العالم كُلّه يُصبِح كنِيسة لِلقلب الخائِف الله ] الله دعا صموئِيل وَهُوَ طِفل فِى عُمر إِثنى عشر سنة أوْ أقل فَلَم يستطع أنْ يُمّيِزُ الصُوت وَكان الطِفل لهُ فِى الهيكل حوالِى عشر سنوات عِندما سمِع الصُوت يُناديه ذهب إِلَى عالِى الكاهِن وَسألهُ هل طلبتنِى ؟ أجابهُ عالِى بِالنفى وَتكرّر النِداء ثلاث مرّات وَفِى كُلّ مرّة يذهب لِعالِى ، وَفِى ثالِث مرَّة فهم عالِى ما يحدُث لِصموئِيل فقال لهُ [ إِذْهَبِ إِضْطَجِعْ وَيَكُونُ إِذَا دَعَاكَ تَقُولُ تَكَلَّمْ يَارَبُّ لأِنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ فَذَهَبَ صَمُوئِيلُ وَإِضْطَجَعَ فِي مَكَانِهِ ] ،عالِى جرّب الله وَإِختبرهُ فَعرِف الصُوت ليتنا نقُول لله دائِماً تكلّم ياربّ فَإِنّ عبدك سامِع قبل الإِنجِيل وَقبل القُدّاس وَقبل الصلاة النَفْسَ الخاضِعة لله تسمع صوتهُ الله حنُون على النَفْسَ رغم جهلِها فَنادى على صموئِيل أربع مرَّات وَفِى رابِع مرَّة قال لهُ صموئِيل تكلّم ياربّ فَإِنّ عبدك سامِع ، فَقَالَ لهُ الله [ هُوَذَا أنَا فَاعِلٌ أَمْراً فِي إِسْرَائِيلَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ ] ، هُنا تحقّقت كلِمة رجُل الله الَّذِى أتى لِعالِى الكاهِن بعد عشر سنوات الله أطال أناته عشر سنوات أحياناً نستهِين بِلُطف الله لكِنْ سيأتِى وقت وَيقُول الآن سَأصنع أمر تطِنُّ لهُ الأذان الله صامِت أمام شرور العالم لكِنْ سيأتِى وقت وَيعمل [ لأِنّهُ ليس رحمة فِى الدينُونة لِمَنَ لَمْ يستعمِل الرَّحمة ]( مِنْ قِطع الخِدمة الثالِثة ) [ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ عَلَى عَالِي كُلَّ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَى بَيْتِهِ أَبْتَدِئُ وَأُكَمِّلُ وَقَدْ أَخْبَرْتُهُ بِأَنِّي أَقْضِي عَلَى بَيْتِهِ إِلَى الأبَدِ مِنْ أَجْلِ الشَّرِّ الَّذِي يَعْلَمُ أنَّ بَنِيهِ قَدْ أَوْجَبُوا بِهِ اللَّعْنَةَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَمْ يَرْدَعْهُمْ0 وَلِذلِكَ أَقْسَمْتُ لِبَيْتِ عَالِي أَنَّهُ لاَ يُكَفَّرُ عَنْ شَرِّ بَيْتِ عَالِي بِذَبِيحَةٍ أَوْ بِتَقْدِمَةٍ إِلَى الأبَدِ ] ، الآن لَنْ أُنذِرهُ مرَّة أُخرى بَلْ سأُقِيم عليهِ ما تكلّمت بِهِ لأِنّهُ لَمْ يُردِع أولاده عَنْ شرورهُمْ [ وَإِضْطَجَعَ صَمُوئِيلُ إِلَى الصَّبَاحِ وَفَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَافَ صَمُوئِيلُ أنْ يُخْبِرَ عَالِي بِالرُّؤْيَا ] ، صموئِيل رقِيق رغم أنّهُ يعلم بِشرور أولاد عالِى إِلاّ أنّهُ يأخُذ رأى وَمشورة عالِى إِحترام كهنُوت لأِنّ الكهنُوت هُوَ وعاء لِلرُّوح أمَّا شخص الكاهِن وَأعماله فَهَذَا شيئ لاَ يخُصِنا الله لاَ يُعطِى أسراره لِبِر الكاهِن وَكما يقُول القدِيس مارِأفرآم[ أعطِى الكرامة اللائِقة لِلكاهِن كوكِيل لأسرار الله وَ لاَ تتأملّ أعماله فَهُوَ مِنْ حيث درجتهُ ملاك وَمِنْ حيث طبيعتهُ إِنسان وَبِالرَّحمة صار وسِيط بين الله وَالنَّاس ]هُوَ إِنسان لكِنْ صار وعاء لله ، وَهكذا تعامل صموئِيل مَعَ عالِى وَشعر أنّهُ صغِير أمام عالِى فَخَافَ أنْ يُخبِرهُ بِالرُّؤيَا ، لكِنْ عالِى نادى صموئِيل وَطلب مِنهُ أنْ يقُص لهُ الرُّؤْيَا وَشجّعهُ وَقال لهُ أنّ الله سيفعل لَكَ وَيُزِيد إِذا لَمْ تُخبرنِى [ فَأَخْبَرَهُ صَمُوئِيلُ بِجَمِيعِ الْكَلاَمِ وَلَمْ يُخْفِ عَنْهُ فَقَالَ هُوَ الرَّبُّ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ يَعْمَلُ ] ، سمِع عالِى الكلام لِثانِى مرَّة ، المرَّة الأوَّلى مِنْ رجُل الله وَالمرَّة الثانية مِنْ الرّبّ مُباشرةً لكِنْ الله يعلم الخفاء فَخِدمة عالِى وَتقواه لَنْ تذهب هباء 0
الإِصحاح الرَّابِعُ :-
حدث حرب بين فلسطِين وَشعب الله وَهُزِم شعب الله [ وَقَالَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ لِمَاذَا كَسَّرَنَا الْيَوْمَ الرَّبُّ أمَامَ الْفِلِسْطِينيِيِِّنَ0 لِنَأْخُذْ لأِنْفُسِنَا مِنْ شِيلُوهَ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ فَيَدْخُلَ فِي وَسْطِنَا وَيُخَلِّصَنَا مِنْ يَدِ أَعْدَائِنَا ] ، نأخُذ معنا التابُوت فِى الحرب فَنغلِب وَنخلُص مِنْ يد أعدائنا فَأخذوا التابُوت معهُمْ [ فَخَافَ الْفِلِسْطِينيُّونَ لأِنَّهُمْ قَالُوا قَدْ جَاءَ اللهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ وَقَالُوا وَيْلٌ لَنَا لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُ هذَا مُنْذُ أَمْسِ وَ لاَ مَا قَبْلَهُ ] ، إِرتعب الفلسطِينيُون مِنْ التابُوت قائِلِين [ وَيْلٌ لَنَا مَنْ يُنْقِذُنَا مِنْ يَدِ هؤلاَءِ الآلِهَةِ الْقَادِرِينَ هؤلاَءِ هُمُ الآلِهَةُ الَّذِينَ ضَرَبُوا مِصْرَ بِجَمِيعِ الضَّرَبَاتِ فِي الْبَرِّيَّةِ ] ، الضربات العشرة كانت حرب آلِهة وَكُلّ ضربة كانت ضِد آلِهة المصرِيين وَليس ضِد أشخاص ، النَّار وَالشَّمس وَالنَّهر وَالذُباب وَكُلّها آلِهة عبدها المصرِيين وَكأنّ الله يُعلِن نَفْسَه هُوَ الإِله الحقَّ ، لِذا خاف الفلِسطِينيُون وَبنِى إِسرائِيل إِعتبروا أنّ التابُوت أداة نصر لكِنْ فِى النِهاية هُزِم شعب الله لأِنّ الله أراد أنْ يُعلِّم شعبه أنّ السِر ليس فِى التابُوت بَلْ فِى تقواهُمْ وَنقاوتهُمْ وَحِفظِهِمْ لِلوصايا هى الَّتِى تُعطِيهُمْ النُصرة لاَ تتعامل مَعَ الله بِحسب الشكل لِكى تنال مصالِح مُعيّنة لاَ لاَ تتناول لِكى تنجح أوْ تضع الإِنجِيل بِجانِب مرِيض لاَ يعمل بِالإِنجِيل ، السلُوك بِمُقتضى إِلهنا وَوصاياه هُوَ الَّذِى يُعطِينا الغلبة إِيمانُنا مِنْ أصعب مواقِف العهد القدِيم [ وَأُخِذَ تَابُوتُ اللهِ ] ، أخذ الأعداء التابُوت وَكأنّ الله يقُول أنا مُمكِن أتخلّى عنك لَوْ أنت تخلّيت عنِّى عالِى الكاهِن كان قلبهُ مُضطرِب ليس لأجل أولاده الَّذِين كانُوا فِى الحرب بَلْ لأجل تابُوت الله ، وَجاءهُ إِنسان وَأخبرهُ أنّ أولاده ماتوا وَأُخِذ التابُوت [ وَكَانَ لَمَّا ذَكَرَ تَابُوتَ اللهِ أَنَّهُ سَقَطَ عَنِ الْكُرْسِيِّ إِلَى الْوَرَاءِ إِلَى جَانِبِ الْبَابِ فَانْكَسَرَتْ رَقَبَتُهُ وَمَاتَ ] ، عِندما علِم عالِى بِخبر التابُوت حزِن وَسقط وَإِنكسرت رقبتهُ وَمات وَهذا أمر يُحسب لهُ ، زوجة فِينحاس كانت حامِل وَولدت إِبناً أسمتهُ " إِيخابُود " وَهى كلِمة جدِيدة على إِسرائِيل وَمعناها " التابُوت أُخِذ " لنَفْسَ الَّتِى تُحِبّ الله تحزن على تابُوت الله لأِنّ الله سِر نُصرتها وَمجدها ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين .