العظات

السلوك بالروح

فى تذكار آبائنا الشهداء بتقرأ علينا الكنيسة يا احبائى فصل من بشارة معلمنا لوقا اصحاح اثنا عشر عن لا تخافوا عن اللذين يقتلون الجسد الانسان يا احبائى عنده محبة البقاء وعنده ارتباطات كثيرة بالارض وعنده شهوات كثيرة تجذبه إلى أسفل فعشان خاطر الإنسان بحالة الجسد بتاعه اللى محاط بالضعف والمجذوب إلى أسفل واللى كله آمال فى هذه الحياة الزمنية نقول له ماتخافش من الموت يبقى أمر مستحيل تقدر تقول عليه أمر صعب يصل إلى أنه يبقى أمر عكس الطبيعة عشان ده بتقول له ماتخافش من الموت لالا مفيش حاجة كدة ده الموضوع بسيط بسيط ازاى الموضوع مش سهل طيب ازاى يا احبائى الانسان ميخافش من الموت وازاى الانسان لا يخاف من اللذين يقتلون الجسد أقول لك لازم ناخد بالنا من إن الانسان مش بس جسد لا الانسان روح ونفس وجسد الروح دى الدايرة الواسعة ده نسمة القدير فينا وديه الشئ الالهى اللى فينا اللى يحركنا لو جسد قاعد قدامنا كدة ويعنى ربنا سمح ان نفسه تؤخذ منه وتطلع روحه يفضل قاعد محدش حاسس فيه حاجة بيفضل قاعد ويجى بعد القداس وفى آخر القداس نقول له يا عم فلان قوم يالا عشان التناول يالا قوم الراجل مابيقمش بس هو قاعد موجود وكلنا شايفينه غير موجود لكن أيه اللى محركه من هنا يا احبائى احنا لازم نعرف ايه اللى بيحرك الجسد أيه سر حياة الجسد مش الجسد اذن عشان الجسد لا يخاف من اللذين يقتلون الجسد لازم مايبقاش عايش فى دايرة الجسد فقط لازم يبقى عايش فى الدايرة الأوسع دائرة الروح ودايرة النفس تيجى فى النص بقى دايرة الجسد الجسد يبقى خادم للروح والنفس لو الروح والنفس لها اشتياقات روحية وبتتغذى باستمرار وبتقوى باستمرار بتعرف تقود الجسد لو الروح خملانة وهمدانة والنفس معندهاش اشتياقات روحية يبقى مين المنتصر الجسد فبيجى الانسان دلوقتى كل واحد فينا يسأل نفسه أيه مكانة الروح فى حياتى ايه مكانة النفس أيه مكانة الجسد تلاقى الجسد هو اللى مهتمين هو اللى عايز ياكل هو اللى عايز يشرب عايز ينام وعايز يروح وعايز يعيش وعايز وعايز طيب فين الروح ضعيف ضعيف فين الاشتياقات الابدية فيت الاشتياق للخلود والبقاء فين الحياة الابدية فى حياة الانسان كلها ضعيفة طيب النفس أيه بقى قالوا النفس دى موضوعة بين الروح والجسد لو النفس كانت ميالة للجسد وبقت بتشتهى تلاقى الانسان نفسه جسدياً ولو النفس انحازت للروح بقى الانسان نفسه روحانياً يبقى الروح والنفس بيقدروا يضبطوا الجسد بقى الروح والنفس بيقدروا يقودوا الجسد اللذين ينقادون بروح الله فاؤلئك هم أولاد الله من هنا يا احبائى لما تلاقى أباؤنا الشهداء بيقدموا على الاستشهاد يجرأه ماتستغربش ماتفتكرش ان ده فعل جسدانى ان ده شخص قوى العزيمة ان ده شخص سوبر داخل يقول لهم أنا مسيحى يالا طلعوا السيف بتاعكم الموضوع كدة احنا شايفينه ان ده واحد بطل لأ الموضوع ده له قصة كبيرة قوى بس قصة خفية أيه هى نفسه شكلها أيه وروحه شكلها أيه عشان كدة يا أحبائى زى ما الجسد بياكل لازم النفس تاكل ولازم الروح تاكل زى ما الجسد ده كل شوية بيجوع الروح كل شوية بتجوع والنفس كل شوية بتجوع بنغذيهم ولا لأ . كل يوم قبل ما نتعشى بالليل لما تيجى تاكل تقول يا ترى الروح بتاعتى أكلت النهاردة يا ترى النفس بتاعتى أكلت النهاردة يا ترى أنا غذيت الروح ولا بس باغذى الجسد يفضل الجسد يكبر يكبر وتفضل الروح تصغر تصغر عشان كدة أول لما نسمع سيرة استشهاد نعمل نفسنا أيه مش قادرين نستحمل حتى السيرة ليه أصل الجسد هو اللى مسيطر أمتى بقى يا احبائى الروح يبقى هو اللى مسيطر أمتى الانسان يغذى نفسه باستمرار بكلمة الله وباستمرار يقرأ الانجيل بتاعه يلاقى روحه بتتسع دايرة الحياة الابدية تنفتح الاشتياقات السماوية بتكبر فتبتدى الروح تقوى تشيل معاها الجسد الجسد سلطانه يقل طلباته تقل داخلين على صوم تلاقيه فرحان فرحان ليه لأن الروح شايلة الجسد طيب تعالى لما الروح تبقى ضعيفة وتقول للجسد صوم تلاقى الجسد عامل ايه مكتئب ومتضايق هيتحرم من كذا ومن كذا ومن كذا وشايف ان مافيش قصادها أى مقابل هو موضوع جسدى بحت فواحد يحرم جسده بضيق وهو مش حاسس بأى ثمرة ولا حاسس باى رجاء فى هذا الآخر ده بيعمل أيه يا احبائى ده بيعمل فجوة كبير قوى عشان كدة يا احبائى محتاجين نغذى ارواحنا محتاجين جداً أن الروح تكبر وان الروح تتغذى وان الروح تنمو محتاجين جداً يا احبائى ان أحنا نعرف يعنى أيه ان الروح دى تاكل يعنى أيه أنا كل ما بصلى روحى بتقوى كل ما بأعمل فضيلة الروح بتقوى بتعرف تنتصر على الجسد بتعرف تقود الجسد هيبقى الجسد بكل أعماله الجسدية إلا ان اسمه جسد روحانى لما نطلب منه يصوم يبقى فرحان لما أطلب منه يصلى يبقى نشيط لما نطلب منه يقف كويس يقف كويس فى القداس يبقى واقف باعتدال ليه أصل مش الجسد اللى بيعمل كدة الروح هى اللى عطياه القوة أنه يعمل كدة عشان كدة يا احبائى لما تلاقى جسدك كدة دايماً مش مطاوع الأعمال الروحية ودايماً ضدك على طول ومقاوم لكل أعمال الروح اعرف ان ده جاى من تقصير روحى الجسد مظلوم الذنب مش ذنب الجسد دى ميول الجسد الطبيعية الجسد مأخوذ من التراب مشدود فيه حاجة اسمها جاذبية أرضية مشدودة إلى تحت الجسد دى طبيعته ثقل الجسد . لما أبونا يصلى لنا فى القداس يقول له ابطر سائر حركاته المغروسة فينا الجسد معروف بضعفاته الكبيرة طيب ازاى الجسد ده بقى الجاذبية الأرضية بتعمل معه إلى أسفل أزاى الجسد ده بكل ثقله بترفعه لفوق لازم تربطه بحاجة قوية تشده لفوق لازم يكون له حاجات خفية بترفعه لفوق زى ما يكون فيه طيارة يبقى فيه موتور يبقى فيه مراوح مع سرعة بتخلى الطيارة ترتفع حتى لو راكب فيها 500 واحد بالشنط بتاعتهم بيشيلهم الهواء ازاى ده الروح بتاعتك ماتشيلش جسد ده الروح بتاعتك ممكن تشيل كل اللى فى الكنيسة دول لكل اللى فى الكنيسة ممكن يكون محمولين على روحك قيل عن القديس يحنس القصير انه كان الاسقيط كله محمولاً باصبعه يعنى أيه بقى يعنى واحد شايل الناس دى كلها شايلها ازاى يعنى بقى على اكتافه شايلها بصلواته كان لما يجى الشيطان يحارب تلاميذه مايعرفش كانوا فى مرة اغتاظوا منه وهو ماشى قالوا له ألا يكفيك اننا لا نسطيع ان نهاجمك ولا ان نهاجم السكان الذين حولك مش قادرين نهاجم اللى حواليك كمان ده جاى منين جاى من ان الروح عالية انت ممكن تشيل نفسك وتشيل بيتك وتشيل قرايبك وتشيل كنيستك ممكن ربنا يدى كنيستك نمو وانتقاء روحانى بسببك اقول لك آه ممكن ممكن ممكن أنت لما تصلى للكنيسة وتصلى لابونا البطريرك وللاساقفة وللكهنة وللشمامسة هو الكلام ده فيه حد يعرف يعمله هو الروح بتاعه ده دايماً الشخص اللى باصص تحت رجليه يوم ما يقف يصلى يقول يا رب يعنى نجح الولد يعنى طلباته محدودة ضيقة ليه عايش فى نطاق ضيق الروح بتاعته مش بتطلع فوق مش بنقول ده غلط لكن مابقاش هو ده بس اللى شاغلنا أحنا مشغولين بأمور خلقية آدى الروح فالروح يا احبائى عندها قدرة جبارة للانتقاء عندها قوة جبارة للقوة عندها قوة جبارة لاخضاع الجسد ليه واحد بيعذبوه تلاقيه واقف قدامهم زى الاسد نقول أيه يا رب ده الشخصية ديه جابت منين الكلام ده ما هو حاجة صعبة ازاى ازاى ناس تكون رايحة تتقتل وتتقطع رقبتها وهم بيرنموا وبيسبحوا وبيصلوا مبتسمين ازاى واحد يبقى هو اللى بيدور على السياف مش السياف هو اللى بيدور عليه القديس بطرس خاتم الشهداء من كتر مهابة الله اللى كانت على وجهه كان الراجل اللى حامل السيف خايف يقطع رقبته فتبدل السيف على كثير من الحراس ده ييجى يقطع رقبته يخاف يديه للجندى اللى بعده ييجى يقطع رقبته يخاف يديه للجندى الى بعده فقائد الكتيبة اللى أمرت بتنفيذ أمر قطع رقبة القديس بطرس خاتم الشهداء أمر باعطاء مكافأة لمن سوف يستطيع ان يقطع رأسه ليه هو يعمل فيهم أيه ده واحد حاطين رقبته فى مقصلة كدة ومطلعين له رقبته وبيقولوا لهم يالا أقطع خلاص عاطيين له سيف حاد الروح يا احبائى لما تكون روح قوية تخلى الانسان يعرف ان فيه حياة أبدية وان الجسد ده مرحلة وان الجسد ده محدود وان ده زمن وان انا منتظرنى أبدية وان انا منتظرنى مجد من هنا يا يا احبائى يعرف بظبط . عشان كدة محتاجين نغذى أرواحنا قوى حريصين جداً على الجسد طيب وبيهمل جداً لكل ما هو للروح طيب وفى الآخر تبقى النتيجة أيه جسد متسلط جسد معاند معاكس صلى لأصوم يالا بالعافية اصحى بدرى أحضر قداس خليها الاسبوع اللى جاى ادفع عشور طيب ده أنا أكمل منين أساعد انسان ده أنا مش قادر ما أصل أنا تعبان على طول بلتمس الاعذار على طول عايز يعيش لنفسه طول ما مطاوع الجسد يا احبائى عمال يضيق عليه الدايرة لغاية ما الشخص يحس ان حياته مالهاش أى قيمة ويفقد معنى حياته وهو لسة عايش ليه لأنه عايش فى دايرة ضيقة مابتخرجش برة سلطان ذاته تعالى الجسد ده غذيه روحياً هتبقى تلاقى الجسد ده مطاوع تقول له صلى يبقى مشتاق للصلاة يقف كويس ارفع ايدك لفوق يرفع أيده لفوق أعمل مطانية اسجد يسجد غير كدة يقول لك أيه أنا تعبان مش قادر يالا ننام ده اللى تقول له يالا ننام ده ممكن بعد ما يفتح التلفزيون يقعد للفجر طيب ما كان تعبان طيب ما كان بالجسد يقول لك خلاص جه عند الصلاة والتعب كله حل عليه أشمعنى دلوقتى هو الجسد كدة يا احبائى طول مابتغذيش الروح غذى الروح هتلاقى الجسد مطاوع جداً الجسد ده الثقيل ده تبص تلاقى مسرع لأعمال الروح هتلاقى الجسد بتاعك ده بقى جسد مقدس بقى جسد روحانى عارفين القصة بتاعت شمشون لما كان فى مرة ماشى فى البرية وبعدين طلع عليه أسد عايز يفترسه فشمشون عمل ايه فى الأسد حارب الأسد ومسكه من فكيه وشقه شقتين وبعدين وهو راجع من المشوار بتاعه قالوا له الحق الأسد اللى أنت شقيته نصين ده الجوف بتاعه اتعملت جواه خليه عسل فخذ من العسل اللى جوة الخلية اللى جوة جوف الأسد الميت وأخذ منه وأكل وأعطى اللى معاه وقال يخرج من الآكل أكلاً ومن الجافى أيه حلاوة الآباء القديسيين يقولوا ايه يقولوا الأسد الللى شمشمون ده هو الجسد الطالع ياكلنى عايز يفترسنى عايز يبلعنى عايز يقول فى الحياة ده الأسد لو أنا غلبته الجسد بتاعى ده بدل ما يموتنى هو اللى هيدينى غذاء الجسد ده هو اللى هيصلى هو اللى هيصوم وهو اللى هيعمل مطانية وهو اللى هيقف كويس وهو اللى هيعمل أعمال رحمة وهو اللى قدميه يسرعان إلى بيت الله ويقول فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب وقفت ارجلنا فى ديار اورشليم هو ده الجسد عشان كدة يا احبائى يقول لك يا احبائى ان عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن ان كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ما بنتعجبش يا احبائى كل ما نقرأ سيرة أحد من آبائنا الشهداء ونقول ياه برافو عليه عمل كدة وجت له فكرة أنه يستشهد دى محصلة حياة حسب الروح يوم مع يوم مع يوم ... محصلة حياة حسب الروح خلت النفس تواقة للأبدية وخلت الروح منتصرة وغالية وخلت الجسد خاضع تلاقى للابدية وخلت الروح منتصرة وغالية وخلت الجسد خاضع وشايفه ان الزمن ده جزء صغير الجسد ده جزء صغير والابدية مفتوحة والجسد النورانى قدامه متهلل وشايفه الاكليل بعينه ساعتها بيهون عليه اتعاب الجسد ربنا يدينا يا احبائى ان نسلك بالروح لا بالجسد يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد إلى الأبد أبدياً آمين .

مفاتيح للفرح

تقرأ علينا الكنيسة يا احبائى فى هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا مار يوحنا اصحاح ستة عشر لما ربنا يسوع قال لهم الحق الحق أقول لكم أنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح احنا يا احبائى مشتاقين جداً للفرح الانسان يسمع كلمة فرح يقول ياه يا ريت نفسى افرح يقول لك دى بقت كلمة نادرة بقت كلمة مايتحسهاش نسمع عنها بس لكن الفرح دى يعنى بعيدة ليه يقول لك الدنيا بقى والمشاكل والمشاغل والاحزان والمواقف والتجارب حاجات كثيرة قوى قوى تنزع الفرح من الانسان طيب ازاى الانسان يقتنى الفرح عشان لا نطول فى الكلام أعطيك أربع مفاتيح مهمين قوى عايز تشيل الحزن والكآبة والضيق من داخلك وعايز تفرح عيش أربع حاجات : 1- توبة 2- االمسيح 3 - رضا 4- تسليم أول حاجة توبة ايه أكثر حاجة محزنة للانسان ومخجلة وتجيب الاضطراب ووجع القلب الخطية تفصل عن الله تجلب الغضب الالهى الخطية هى اللى جابت الطوفان للعالم الخطية هى اللى احرقت سدوم وعمورة الخطية هى اللى طردت ابونا آدم من الفردوس الخطية خاطئة جداً الخطية هى السبب الرئيسى فى فقدان الفرح تعالى كدة وشوف الناس كلها لو شفت فيهم روح توبة ورفض لخطاياهم هتلاقيهم مرتفعين التائب فرحان التائب متهلل التائب منتصر التائب يحقق معنى وجوده الالهى أما الخطية فهى مرة الخطية هتلاقى الانسان عايش فى تعاسة القديس انطونيوس كان يسمى الخطية هى الجنون يعنى اختلال العقل يعنى اختلال الموازين دى الخطية عايز تفرح شوف ايه الخطايا اللى ربطاك من أعماق نفسك وخصوصاً الخطايا اللى أنت بتميل إليها والمستعبد لها واطلب الحرية منها هتلاقى بدأت علامات الحرية والفرح والسلام تدب داخل قلبك ودى مش هتيجى غير بالمسيح لأنه قال كدة ان حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون احراراً ده يا احبائى نمرة واحد أول مفتاح التوبة قدم توبة يومية قدم توبة لخطية قدم توبة كل ما تحس ان أنت وقعت أو أنفصلت أو أغضبت الهك قدم توبة فى الحال ما أجمل ان تكون كلمة ارحمنى أنا الخاطى على شفتيك باستمرار ما أجمل ان أنت تقدم باستمرار أنين قلب ضد ضعفاتك ما أجمل ان أنت باستمرار تجدد عهد توبتك فى كل يوم دى نمرة واحد عشان تفرح 1- توبة ، 2- االمسيح . أول واحدة التوبة وعكسها الخطية تثنين المسيح عكسه أنا والعالم ايه أنا والعالم الانسان اللى عايش بالذات بتاعته الانسان اللى عايش للعالم هتلاقى كل شوية يتصدم من نفسه يتصدم من العالم الانسان اللى كل غرضه فى الحياة يشيع رغباته وما أكثر هذا النموذج اللى عايش عشان نفسه ونفسه وبس واللى عايش عشان خاطر نفسه وعايز يتسمتع بالعالم وعمال بقى ياخد صدمات من نفسه ومن العالم دول بيجبوله ايه حزن واكتئاب وضيق لأنه لا يأخذ من نفسه اللى كان متوقعه . ما بياخدش من العالم اللى كان بيتوقعه دايماً تلاقيه مش مبسوط وده الحزن طيب الفرح ايه بقى المسيح معلمنا بولس الرسول يا احبائى قال أحيا لا أنا بل المسيح أول ما المسيح يبتدى يبقى مركز حياتك هنا تبدأ حياة الفرح أول ما المسيح يبقى هو المحور بتاعك اللى أنت عايش له وعايش من أجله وعايز ترضيه وعايش بحسب وصاياه وعايش بحسب فكره ومنهجه وتقول واما نحن فلنا فكر المسيح وتقول لى الحياة هى المسيح هنا يبدأ الفرح عيش حياة المسيح . المسيح كان عايش فى قداسة فى بر بلا هم بلا ثروة فى حرية كاملة فى غلبة للعالم وغلبة للموت وغلبة للشيطان آدى هو ده منهج المسيح جاء عشان يعطينا المنهج عيش المسيح فى كل موقف تتعرض فيه لحياتك فكر فى المسيح كان ممكن يعمل ايه واعمل مثله تقول لى بس مش أنا أنا مش المسيح أقول لك بس أعطاك روحه وأعطاك جسده وأعطاك كلمته هو ده همك ليه أعطاهم لك ليه عشان تفضل أنت فى ناحية وهو فى ناحية لأ عشان تتحول أنت إليه عشان كدة كل واحد فينا ممسوح وكل واحد فينا اسمه مسيحى . مسيحى يعنى ممسوح ممسوح منه . ممسوح منه يعنى ايه ينى لك سماته أما أنتم فلكم منحة من القدوس أنتم الذين قد اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح تخيل نفسك وأنت لابس المسيح كدة لابس المسيح يعنى اللى يشوفك يوق عليك مين أنت المسيح المسيح هو محور الفرح مفيش فرح خارج المسيح يقعد الانسان يا احبائى يدور على أكلة ولا فسحة ولا جيب حاجة تفرحه شوية ولا يروح مشوار ولا يقعد مع شوية أصحاب ولا يتسلى ما اعرفش يعمل ايه كل ده يلاقى نفسه محبط ليه لأنه لم يعطه الاحساس اللى كان مشتاق له مين اللى يعطيك الكلام ده المسيح . المسيح لما بيملك على القلب يا احبائى تلاقى الانسان فيه داخله سلام وفى داخله فرح قال عنه معلمنا بطرس فرح لا ينطق به ومجد لا ينطق به يعنى منعرفش نقول ايه الفرح اللى جوانا ده القديسين كانوا كثير يقعدوا يقولوا يا لفرحى لدرجة ان علامة الانسان المسيحى الحقيقى ان يبقى من جواه فرحان انسان المسيح غالب له خطاياه المسيح ضامن له حياته ضامن له مستقبله انسان المسيح منتظره فاتح له حضنه فى الابدية فمستنيه فعمال يقول يالا نخلص نخلص نخلص على خير أعيش هنا على الأرض أعمل ايه آدى المسيح لغاية ما أروح هناك فى حضنه فلا حاجة مضيقاه ولا حاجة تدخل داخل قلبه ليه لأنه عايش منتظر الابدية السعيدة فنمرة واحد يا احبائى التوبة اللى عكسها الخطية اثنين المسيح اللى عكسه العالم وأنا تعالى كدة شوف عمرك عشت قد ايه لا أنا والعالم وشوف الحصيلة ايه شوف النتيجة عايز تستمر زى ما أنت كدة تبص تلاقى ربنا يقول لك خلاص أنا مش هفرض عليك نفسى بالعافية بس احسبها بس فكر شوف هتبص تلاقى ايه الحكاية عمالة تزداد فى الخطايا طيب يبقى ايه زى ما قال معلمنا بولس انها الآن ساعة فلنستيقظ لازم نقف بقى الآن ده آسف يعنى كدة عامل زى النزيف عمال ينزف فخلى بدل لما مركز الحياة أنا والعالم بقى يخلى مركز الحياة هو المسيح 1- توبة 2- االمسيح 3 - رضا . ايه الرضا ده دايماً يا احبائى تلاقى الانسان عايش مش راضى عن الواقع بتاعه دايماً الانسان لا يشكر دايماً الانسان متطلع لأمور كثيرة قوى قوى فتلاقى بلا رضا مفيش واحد راضى عن أكله وعن بيته وعن لبسه وعن أولاده عن شغله عن بلده أحياناً يبقى عن كنيسته مفيش رضا كل حاجة مش عجباه الانسان ده يا احبائى تلاقيه فى الآخر هو ايه تلاقيه ممزق تلاقيه عايش فاقد لمعنى حياته تلاقيه دايماً باصص لحاجة غيره وباصص لظروف غيره ودايماً طقسى فى تقديماته أول لما يلاقى مثلاً حد ساكن فى شقة كويسة يقول لك يا سلام لو بس الواحد ياخد المكان ده كأن كل العلاج فى حاجة زى كدة أبداً العلاج فى الرضا والرضا ده معناه ايه الرضا ده معناه الكفاية والكفاية دى تيجى ازاى مش هتيجى أبداً بتغيير ظروف فى الخارج أبداً أكيد لكم أقرباء ولا أحباء ولا ابناء سافروا أو هاجروا تعالى شوف عايشين فى دائرة صعبة تقول بس انتم عايشين بقى لبلدكم نظيفة يقول لك آه يا سيدى نظيفة بس لو ما اشتغلتش السيف على رقبتنا يقول لك آه بس احنا عندنا البلد غالية يقول لك غاليه ايه أنت عارف أنا ساكن بكام عارف ولا متعرفش يقول لك كدة رقم يخض يقول لك آه يعنى أنا لو بطلت شغل مش هلاقى مكان تبص تلاقى مساكين توصل لو دخلت معاهم فى ظروفه شوية يصعب عليك توصل بك الدرجة ان ممكن تبعت تساعده ايه ده يقول لك آه انت فكرك ايه هو الرضا ده جاى منين هو اللى غير مكان ده هو ده الرضا لا لا الرضا ده جوة ده فى الداخل دى فضيلة لأن الرضا ده معناها ان انسان يتقبل كل أمور حياته من يد الله بكل خير عشان كدة من علامات ان يكون الانسان بعيد عن ربنا أنه يعيش بلا رضا زى ما قال عنهم معلمنا بولس الرسول فى رسالته لتيموثاوس قال لك بلا رضا بلا حنو تلاقى الانسان قاسى كدة ليس لديه حنو معندوش شفقة على الآخرين الرضا مفتاح الفرح يا سلام كدة لما تسمعوا عن ناس كدة ممكن يكون دخلها محدود لكن عندهم رضا تلاقيهم كدة شاكرين وراضيين وفرحانين ومبتسمين رغم ان ممكن تدخل جوة حياتهم تلاقى فيها صعاب كثيرة ومشاكل كثيرة جداً تبقى مش مصدق ازاى الظروف دى كلها عند الست دى أو عند الراجل ده وبيقول نشكر ربنا واحنا أحسن من غيرنا بكثير وربا معانا لا مش بيسيبنا أنا أتعرضت لكدة ربنا ما سابنيش لحظة الرضا اللى عكسها ايه بقى اللى عكسها التمرد . التمرد اللى هو رفض كل شئ ورفض كل احسانات الله ونكرانها التمرد اللى اخرج ابونا آدم من الفردوس التمرد اللى جلب الطوفان للعالم التمرد اللى بيخلى الانسان عايش متذمر دايماً لأن التمرد عامل زى واحد يجى فى وجه ربنا كدة يقول له أنت مش عاجبنى وحاجتك مش عجبانى وكل حاجة مش عجبانى وشكلى مش عاجبنى تمرد لكن الرضا ده معناه انسان يبارك الله ويشكر كل احساناته . الخطية سبب الحزن التوبة سبب الفرح العالم وأنا سبب الحزن المسيح سبب الفرح التمرد وعدم الرضا سبب الحزن الرضا سبب الفرح آخر حاجة القلق والتسليم من أكثر الحاجات اللى جايبة للانسان الحزن بتاعه ايه الاكتئاب ايه القلق خائف خائف خائف خائف من كل حاجة خائف من نفسه و خائف على اسلوب حياته وخائف على اولاده خائف من الشارع خائف من البلد خائف من الظروف خائف من الاقتصاد وخائف خائف قلقان مرعوب من داخله يقول لك احنا لازم تجتهد فى حياتنا ونعمل اللى علينا لازم نكون مسلمين لازم يكون عندنا تسليم لان من غير التسليم ده هتلاقى نفسنا ايه مكتئبين ده يا احبائى مفتاح جميل الفرح اللى هو ايه سلم للرب الهك طريقك اتكل على الرب بكل قلبك اعطى له فكرك واعطى له قلبك واعطى له مشاعرك وشوف ربنا هيعمل معاك ايه شوف ربنا هيعمل بك ايه التسليم التسليم ده مفتاح مهم قوى يا احبائى لحياة الفرح التسليم ده لما الانسان يعيشه بالحقيقة مش بالكلام احنا كل يوم عمالين نقول لتكن مشيئتك لتكن مشيئتك لتكن مشيئتك لكن فى الحقيقة مشيئتنا أهم وفى توجيهاتنا لنفسنا هى الأهم واللى أنا عايزه هو الأهم لا أنا لازم أقول له لتكن مشيئتك شوف يا رب أنت عايزنى فين وأنت عايز ايه وأنا ابنك أنا مطمئن طول ما ايدى فى ايدك ومطمئن ان أنا فى ايد أمينة وأنت عارف قلبى وأنت عارف ضعفى وانت عارف اشتياقاتى وأنت عارف ضعفاتى وأنت عارف نقائصى أنت عارف أنت تعلم الصالح لى أكثر منى أنت عارف أنت عارف الخبايا عاملنى كما تحب وكما ترغب واحد من القديسين كان يقول له ليكن لنا كلينا حب واحد أو كره واحد شوف يا رب اللى أنت عايزه أبقى أنا عايزه اللى أنت مش عايزه يبقى أنا كمان مش عايزه ولتكن مشيئتك مشيئتى ولتتبع مشيئتى مشيئتك وان لم تكن مشيئتى تتبع مشيئتك انزع منى الميل إلى مشيئتى لو مشيئتى مش هتتبع مشيئتك شيل منى أنا الميل مش بقول لك أنت اللى تغير مشيئتك تخليها تبقى زى ما أنا عايز لأ بقول لك ان لم تكن مشيئتى تتبع مشيئتك انزع منى الميل إليها دى يا احبائى مفاتيح عشان الانسان يبقى فرحان بعيد عن دول يا احبائى متلاقيش انسان فرحان أبداً الخطية والتوبة أنا والعالم المسيح التمرد الرضا القلق التسليم أذن أربع كلمات هم المفتاح توبة المسيح الرضا التسليم هو قال لنا كدة ألا كم فتفرحون ولا يستطيع أحد ان ينزع فرحكم منكم يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا . ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا ولآلهنا المجد أبداً أبدياً آمين .

يعلمكم كل شىء

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين. تعيش الكنيسة يا أحبائي فترة ما بين عيد الصعود وما بين عيد حلول الروح القدس وهي فترة تسمى فترة ترقب، فترة انتظار، فترة اشتياق، ترقب وانتظار واشتياق للعطية العظمى، فقد كان الرسل بمثابة أشخاص جالسين لدرجة أن ربنا يسوع قال لهم لا تتركوا مكانكم، استقروا واثبتوا في الجلوس، تخيل معي أن شخص ينتظر شيء ما لمدة عشر أيام، يظل ينتظر، ماذا ينتظر؟ ينتظر العطية العظمى، وما هي العطية العظمى؟ هي الروح القدس، وهنا يقول لهم "إذا جاء الباراقليط الروح القدس الذي يرسله الآب بإسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم". ما هو الروح القدس هذا؟، ماذا يفعل فينا؟ قال لك هذا الذي يعلمك كل شيء، تخيل عندما أقول لك أن شخص سيأتي لك ليجلس معك وتقول لي ماذا يفعل معي؟ أقول لك هو يعرف كل شيء، تقول له ماذا تعني بكل شيء؟ هذه كلمة غريبة جدا، كلمة شاملة جدا، يعرفك كل شيء، بمعنى أنه يعلمني القراءة والكتابة، ويعلمني الحياة، ويعلمني ماذا أفعل مع أولادي، ويعلمني ماذا أفعل في عملي، ويعلمني ......إلخ، هل يعلمني كل هذه الأمور؟، عندما يلتحق شخص بعمل جديد لابد أن يتعلم العمل، عندما يجلس شخص مع شخص آخر ليعلمه مهمة ما فهو يخصص له جزئية معينة يعلمها له، حتى إذا كان يريد أن يتعلم الحروف، يتعلم لغة، يتعلم موسيقى، فهذا سوف يتعلم خبرة معينة، لكنه يقول سوف أعرفكم كل شيء، كل شيء. هل نريد أن نتعلم كل شيء يا أحبائي؟! فلابد أن نخضع للروح القدس، لابد أن الروح القدس يشكل فينا، ويعلم فينا، ويحفر فينا، وتخضع له، وتقول له "هلم تفضل وحل فينا"، يعرفك كل شيء، فالذي يريد أن يعرف كيف يصلي يطلب من الروح القدس، الذي يريد أن يعرف كيف يقرأ الكتاب المقدس يطلب من الروح القدس، الذي يريد أن يعرف فضيلة ويشتهي أن يتعلمها مثل كيف يسامح، كيف يغفر، كيف يكون لديه روح وداعة، يطلب من الروح القدس، الذي يريد أن يكون بداخله روح عفة يطلب من الروح القدس، الروح القدس يعلمك كل شيء، أكبر عائق يا أحبائي يحرمنا من نعمة كبيرة جداً أن تكون علاقتنا بالروح القدس علاقة متوترة، كأنه غير موجود، فإذا كان المصدر الذي يعلمك كل شيء غير موجود فأنت بذلك - عذرا في التعبير - جاهل، غير متعلم، لا يوجد من يعلمني، لا تطلب مني شيء، وأنا غير متعلم، لا يوجد شخص يعلمني، الروح القدس يعلمكم كل شيء. كثيراً يا أحبائي ما نقول أننا لا نعرف أن نتحدث في الصلاة، عندما أقف للصلاة أشعر بالملل، لا يوجد لدي كلام لأقوله، وإذا وقفت قليلاً بشعر بالملل، وأحيانا أتشتت، وأحيانا لا أقف، فأنا لا أعلم ماذا أفعل؟ أقول لك أطلب الروح القدس، الروح القدس يعلمك الصلاة، يعلمك ماذا تقول؟ قال لك الروح يشفع فينا بأنات لا ينطق بها، ماذا تعني يشفع فينا بأنات لا ينطق بها؟، بمعني أن الروح القدس يجعلك كيف تتحدث، وتتحدث لدرجة أنك لا تتكلم فقط، فأنت تئن، أنا أئن!، إنني لا أعرف أن أتحدث بكلمتين فقط، إنه الروح القدس، الروح القدس هو الذي يصلي داخلك. لذلك يا أحبائي هناك فرق كبير بين صلاة الشفتين وصلاة الروح، فرق كبير جداً، فرق كبير بين أنك تصلي لمجرد الصلاة وبين صلاة الروح، بالروح تعني أن الروح القدس يصلي داخلك، ولكني لا أعرف الروح القدس هذا؟ أقول لك اطلبه، اطلبه، قل يا روح الله علمني، قل تفضل وحل في، قل انطق في، إعمل في لساني، واعمل في قلبي، واعمل في عقلي، أعمل في كياني، شكلني، شكلني بحسب قلبك، روح الله هو عمله يا أحبائي، فهو اسمه روح القداسة، نعم هو اسمه هكذا، اسمه الروح القدس، فعندما يدخل الروح القدس داخل شخص يقدسه، هذا هو عمله، اسمه هكذا، اسمه الروح القدس، فالروح القدس يقدس، قال لك يعلم كل شيء. الذي يريد أن يقرأ الكتاب المقدس، يقول لك لكنني لا أفهمه والكتاب طويل والكلام كثير وأمور كثيرة، معظم الكلام أنا لا أفهمه، أقول لك الروح القدس هو الذي يعلمك، فالكلمة مكتوبة بالروح القدس، قال لك كتبه أناس الله القديسون مسوقين بالروح القدس، الذي كتب هو الروح القدس، فمن أكثر أحد يفهمك؟ الذي كتب، الروح القدس فهو أكثر من ممكن أن يفهمك ما هو مكتوب، هل من الممكن أن أقرأ وأطلب من الروح القدس أن يفهمني؟ نعم، نعم قف للصلاة، قف في صمت، وأغمض عينيك، وقل له يا روح الله فهمني، فهمني، فهمني ما المقصود بهذه الآية؟ وما المقصود بهذه الحادثة؟ وماذا تريد أن تقول لي؟ أنا كشخص، بظروفي، بعائلتي، بحالتي، بعمري، بوضعي، وضعي الاجتماعي، بوضعي في العمل، بدوري في المنزل، وضعي في الصعوبات التي أعيشها، يارب ماذا تريد أن تقول لي؟ الروح القدس يتكلم داخلك، فالروح القدس يعلمك الصلاة، والروح القدس يعلمك الإنجيل، تقرا الإنجيل والروح القدس يفهمك فتجد استنارة عجيبة جاءت إليك، وتجد الكتاب المقدس بالنسبة لك بدلاً من أنك كنت لا تعرف أن تفتحه تصبح لا تعرف أن تغلقه، لأن كان هناك حواجز بينك وبينه، لأنك لا تستطيع أن تستوعب، لأن الكلام غريب عليك، يقول لك بدلاً من أنك كنت لا تعرف أن تفتحه ستتحول إلي أنك لن تعرف أن تغلقه، لأن الكلام جميل، والمعنى رائع، والتطبيق يطبق لك على حياتك الخاصة أنت، ويعلمك أنت، ويوبخك أنت، ويجعل الكلمة تطبع داخلك فتكون لها فعل وتأثير، قال لك يعلمكم كل شيء ماذا تريد أن تتعلم؟ أريد أن أتعلم الصلاة. أريد أن أتعلم الإنجيل. أريد أن أتعلم العبادة. العبادة بالروح والحق، العبادة بالروح، ربنا يسوع قال ذلك للسامرية، قال لها أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، وهل هناك سجود، هناك عبادة، عبادة شكلية، عبادة صنمية، عبادة تقليد، وأنت تجلس الآن وأنت تصلي القداس تصلي بالروح والحق، وتسجد بالروح والحق، وتعبد بالروح والحق، سوف تختلف عبادتك نهائيا، إذا كنت تعبد بهذا الأسلوب، إذا صليت بهذا الأسلوب، إذا تضرعت بهذا الأسلوب، هذا يا أحبائي عمل الله فينا، الروح القدس يا أحبائي يشكل إنساننا الجديد الداخلي ستجد عبادتك عبادة مفرحة عبادة مثل تقدمة هابيل الصديق الذي كان يقدم أجمل ما لديه وهو مسرور. التقدمة المقبولة ليست عبادة قايين، تقدمة الفضلات، تقدمة كل ما هو ليس جيد، الذي يريد أن يقف يقول لله كلمتين فقط وهو غير منتبه، وهو نائم، وهو لا يريد ومتضرر، هذه تقدمة قايين بينما تقدمة هابيل مختلفة، العبادة التي بالفرح، يقول لك "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" العبادة الذي يقول لك "أدخلوا إلى حضرته بترنم"، العبادة الممتزجة بالحضور الإلهي، هذه يا أحبائي النعمة التي تنتظرنا في المسيح يسوع، هذا الذي يريد أن يفعله معنا ويفعله فينا، أن يكون الروح القدس هو الذي يعلمنا ليس أي شخص آخر، فالروح القدس يعلمك كيف تصلي، كيف تقرأ الإنجيل، الروح القدس يعلمك كيف يكون لك عبادة مستقيمة أمام الله، الروح القدس هو الذي ينقي قلبك من مشاعر ملوثة، من كراهية، من أن يكون لك تمييز بين البعض عن البعض الآخر، الروح القدس ينظف كل ذلك، ينظف، يجعلك الجميع، ليس لك عداوة مع أي شخص، وهذا ليس كلام بشري لأنه إذا كان على مستوى الإنسان لا يستطيع الإنسان وأشخاص أن يفعل هذا الكلام، فالإنسان مهما كان محدود، ستجد لديه أشخاص يميل إليهم لا يميل إليهم، أشخاص يشعر بالارتياح معهم ومع أشخاص أخرى لا يشعر بهذا الارتياح، لكن الروح القدس يغير فيك. حينئذ يا أحبائي فترة العشرة أيام تحتاج أنني أجلس وأنتظر العطية العظمى لكي يكون تأثيرها في بحسب المرجو منها بحسب الكنيسة، ما المرجو منها؟ أن تصبح الكنيسة كلها قديسين، كلها بلا استثناء، لا يوجد عضو في الكنيسة ولا يكون عضو في جسم المسيح، والكنيسة عروسه، فعندما أكون أنا وأنت عضو داخل جسم المسيح لا يمكن أن عضو داخل جسم المسيح يكون عضو غير مقدس، الغير مقدس يا أحبائي هو الذي ينفصل عن الجسد لكن كلما أنا في الجسد فأنا مقدس، وبماذا أكون مقدس؟ أكون مقدس بالروح القدس، من هنا يا أحبائي يعلمكم كل شيء، الذي يريد أن يتعلم فضيلة، الذي يشتهي أن يكون لديه وداعه، تواضع، محبة للجميع، لديه روح عطاء نقية خالية من أي مظاهر ولا من أي شوائب ولا من أي رياء، أقول لك أنه لا يوجد ما يعلمك هذه الفضيلة إلا الروح القدس، ستجد الروح القدس يعلمك العطاء النقي، يعلمك المحبة النقية، يعلمك الغفران، كل فضيلة مصدرها الروح يا أحبائي لذلك يقول لك يعلمكم كل شيء، أدخل مدرسة الروح، ستجد الله يعطيك نعمة أنك تنمو في جميع الاتجاهات لأن الروح القدس عندما يعمل في جزء يغذي كل الباقي، عندما ينير لك روح الصلاة تجد الفضائل تفيض عليك، عندما ينير لك الإنجيل ستجد الإنجيل يشكل فيك إنسان جديد، عندما ينير لك الفضيلة ستجد الفضيلة تدفعك إلى الإنجيل وإلى المحبة وإلى الصلاة وإلى العبادة، قال "يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم". بالطبع يا أحبائي التلاميذ عندما كلمهم ربنا يسوع على أنه سينطلق، قالوا له تنطلق! وإلي أين تذهب، نحن اعتادنا عليك، وأحببناك، وتمسكنا فيك، فأنت الذي غيرتنا، نحن مديونين لك بعمرنا وبحياة جديدة وكل شيء فينا، وتأتي الآن في منتصف الطريق وتقول لنا أنا سأنطلق!، إلي إين تذهب؟ وكيف تتركنا؟، نحن كما رأيتنا أحيانا في حال وأحيانا في حال آخر، والحال متعب جدا، وأنت قد رأيتنا عند الصليب الذي لم يكن منذ زمن بعيد فقد كان منذ أربعون يوم فقط، وأنت رأيتنا أننا نخاف، ومن بيننا الذي هرب والذي أنكر، وأنت تقول لنا أنطلق!، قال لهم خير لكم أن أنطلق، لماذا؟، كيف؟، قال لهم لكي أرسل إليكم الباراقليط، المعزي، الذي سيقوم بالدور الذي كنت أنا موجود فيه وأكثر، الذي يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم، فيكون كل الكلام الذي قلته لكم لا ينسى، أي شخص فينا يا أحبائي يدخل في حديث مع شخص آخر ولا يزال يتذكره بعد شهر أو شهرين!، تصور أنك سمعت عظة من شهر ستجد نفسك متذكر منها كلمات قليلة، وهذا من شهر، ماذا إذا كانت من سنتين؟! تقول لا أتذكر، أقول لك ربنا يسوع ظل يعلمهم فترة طويلة تبلغ حوالي ثلاثة سنين، ولكن كل الذي أنت قلته لنا قد نسي، فلذلك نحن نريدك أن تظل معنا لكي تذكرنا بما قلته لنا، قال لهم الروح القدس سيذكركم بكل ما قلته لكم. وهذا العجب يا أحبائي فعندما تأتي لتقرأ الكتاب المقدس وتجد شخص مثل معلمنا متي يكتب لك العظة على الجبل بالكلمة، كيف هذا؟ كيف حفظها؟، كيف حفظ كل هذا الكلام؟، الروح القدس يذكره، فمهما كان الشخص يتذكر لا يمكن يا أحبائي أن يتذكر كل هذه الأحداث، وكل هذه الأقوال باتفاق روح النبوة بين البشيرين كلهم، ليس ممكناً فما الذي ذكرهم؟، ما الذي ذكرهم ماذا قال عندما دخل بيت الفريسي، وبيت عينيا، وعند لعازر، وفي عرس قانا الجليل، ما الذي ذكرهم بكل هذا الكلام، وبكل هذه الأحداث، بكل هذه التفاصيل؟ إنه الروح القدس فهو يذكركم بكل ما قلته لكم، تريد أن تظل كلمة الله التي تقرأها محفورة بداخلك اجعل القراءة تكون بالروح، ستجد الآية خارجة بسهولة لأنها ليست خارجة من الذهن. لذلك يا أحبائي كنيستنا لا تميل كثيراً أن الشخص يتعمد أن يحفظ، فهو يحفظ من تجاوب الكلام، من حلاوة الكلام، من استجابتك له، ومن تلذذك به ستجد نفسك تقوله، يمكن أن نفعل موضوع الحفظ هذا مع السن الصغير لكي نقدس أفكاره نقول له احفظ، لكن عندما تنضج لا يصح أن تظل تحفظ لا بل اجعل الحفظ يأتي مع التلاوة مع المحبة، فالروح القدس يذكركم بكل ما قلته لكم، أنظر ما يمكنه الروح القدس عمله معك، وكم أنت تحتاج إليه، ففي هؤلاء العشرة أيام أجلس في حالة ترقب، أجلس في حالة اشتياق، واجلس في حالة تخيل لهذه الساعة، واستمر في الطلب، واطلب، واطلب، أن الروح القدس يأتي فيك، ويجدك مستجيب، ويجدك سعيد، ويجدك قابل للتشكيل، وقتها يعلمك كل شيء، يعلمك روح الصلاة، يعلمك الإنجيل، يعلمك العبادة، يعلمك الفضيلة، ويكمل كل ما تشتاق إليه، وكل ما يطوق قلبك إليه، وكل ما عجزت عنه، الروح القدس قادر إن يفعله. هذه الفترة أحبائي فترة مقدسة جدا لدرجة أن آباء كثيرون وجيل كبير جدا في الكنيسه كان يقضيها في اعتكاف، عشرة أيام اعتكاف إلى أن ينالوا الروح القدس الذي يعطيهم انطلاق، كرازة، بشارة، قداسة، جرأة. لاحظ التلاميذ بعد حلول الروح القدس، أقرأ سفر الأعمال وأنظر بعد حلول الروح القدس مدى الفرق، والاختلاف. ربنا يعطينا يا أحبائي في هذه الفترة المقدسة أن نترقب ونتوقع ونترجى أن يحل فينا ويطهرنا من كل دنس. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

مابين القيامة والتناول

احنا دلوقتى فى الاسبوع الثانى من الخماسين المقدسة اللى الكنيسة عايزة ترفع قلوبنا وتمسكنا فى المسيح القائم الحى من الاموات وسؤال كثير بنسأله ونقول ازاى نعيش القيامة ازاى أنا استفيد بالقيامة . القيامة بالنسبة لى أنا كانسان تبقى ازاى ما انا مش عارف أقول لك الكنيسة تعطى لك الخطوات الاسبوع اللى فات الكنيسة ركزت فيه على الايمان بالقيامة ما هو ما ينفعش تقول أنا نفسى استفيد بالقيامة وأنت ايمانك فى القيامة مهزوز عشان كدة الكنيسة تركز فى الاسبوع اللى فات على ظهورات ربنا يسوع المسيح لتلاميذه فى القيامة لغاية لما أيقنوا وصدقوا لغاية ما وصلنا لأكثر تلميذ كان شاكك فى حقيقة القيامة اللى هو توما وقال ربى والهى وسجد اذن تبدأ القيامة فأول مرحلة عشان أعيش القيامة لازم أصدقها لازم لما يقول لك المسيح قام أنت تقول بالحقيقة قام بالحقيقة يعنى فعلاً أيوة أيوة انا مصدق صح أيوة بالحقيقة قام فأول خطوة لازم تكون من داخلك بتقول فعلاً قام طيب عشان القيامة النهاردة تنتقل لى أنا الكنيسة تعطى لك أول خطوة مهمة جداً عشان فعل القيامة ينتقل إليك أيه هى الخطوة الفعلية عشان القيامة تنتقل إليك قال لك التناول ازاى قال لك أه من يأكل جسدى ويشرب دمى له حياة أبدية أنا أقيمه فى اليوم الأخير يعنى التناول يعطى لك الحياة الابدية يعنى التناول بينقلك من الموت للحياة يعنى التناول هو القيامة عشان تفرح بالقيامة أتناول عشان تشعر بالقيامة وفعل القيامة التغيير اللى بيدخل جوة حياتك اتناول من يأكل جسدى ويشرب دمى له حياة ابدية انا أقيمه فى اليوم الأخير قال لك ان من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وانا فيه أنت لما تثبت فى المسيح أنت بتثبت فى مين اللى هو مين المسيح الحى القائم من الاموات اذن فعل القيامة حصل أيه انتقل إليك القيامة فعلياً انتقل إليك بايه بالتناول عشان كدة يا احبائى ده اسمه سر الاسرار من يأكل من هذا الخبز يعيش إلى الابد . اللى هى أيه اللى هى القيامة الأفضل اللى احنا بترجاها هى دى القيامة يعنى أقدر أقول لك ان القيامة هى التناول والتناول هو القيامة أقول لك أيوة لأن الانسان مين بالذنوب والخطايا ميت تعالى كدة أدخل إلى الموت اللى داخلك وشوف كدة هتلاقى الخطايا كثيرة قبر قبر الخطية ونتانته كل ده الخطية طيب أيه اللى يطهر من الخطية ديه أيه اللى يخليك تعرف تتجاوز خطاياك ديه توبتك وتيجى تتناول تلاقى نفسك الحياة دخلت إليك انسان ميت ياخد الحياة . الحياة أقوى من الموت تحييه لما تيجى الدنيا ضلمة عايزين نغلب الضلمة ديه نعمل ايه ماينفعش نقعد نقول يالا امشى يا ضلمة مابتعرفش تقعد تقول يالا امشى يا ضلمة هش يا ضلمة كفاية يا ضلمة لأ نور النور تنور الضلمة تنتهى أيه هو النور هو غلبة الضلمة طيب هو أيه الضلمة مفيش حاجة اسمها ضلمة لكن الضلمة هى عقاب النور اذن احنا بالنسبة لنا يا احبائى عشان نشعر بالتناول فعلاً عشان نشعر بالقيامة فعلاً الكنيسة بتقول لك اتناول لأن هو ده اسمه الجسد الحى يا احبائى احنا لو عرفنا قيمة التناول فى الكنيسة ولو اتناولنا واحنا عندنا ايمان باللى احنا بنتناوله فعل المناولة اللى احنا بناخده احنا حالنا يختلف كثير لان انت بتاخد المسيح داخلك وتتحذ به تخرج برة انت نفسك بقيت مسيح انت امال انت أتحدت بمين غيرك ثبتك اتحدت به وهو لك ثبت فيه وهو فيك بقت حياته حياتك الموت اللى فيك انتقل إليه بس لأنه رئيس الحياة فالموت اللى فيك لم يميته لكن الحياة اللى فيه أحيتك أنت عشان كدة يا احبائى اتناول عشان تقوم عشان تحيا عشان تغلب عشان تنتصر ما أجمل يا احبائى ان أنت تحضر قداس بروح التوبة وتقعد كدة عمال تهيأ نفسك للتناول وعمال تتكلم وتقول يا رب أنا غير مستحق وتلاقى القداس كله هو رحلة توبة احبائى احنا كثير جداً نحاول نقيم نفسنا ان احنا نتناول ولا لا نتناول من غير القداس لأ أصل أنا وحش أنا لم أغير ف يعنى خلينى وقت تانى أكون كويس هو أمتى أنت بقيت كويس أنت هتبقى أمتى كويس هو ازاى واحد يشفى من غير دواء تعالى خد الدواء تعالى لتشفى تعالى لتحيا تعالى عشان تتغير مكسل ليه بقى معقول يا احبائى يبقى المسيح على المذبح والكاهن بيصرخ ويقول خذوا كلوا منه كلكم المسيح يا احبائى لو نظر لكنيسة انهاردة وفيه واحد مابيتناولش يبقى صعبان عليه وكأنه بيقول لك يا ابنى أنت تعبت وأنت جئت لغاية هنا فاضل خطوة ليه أيه اللى منعك تقول له أصل فطرت يقول لك ياه هو ده اللى منعك أيه اللى منعك أصل عندى خطية طيب ما أنا بأقول لك تعالى ما هو طهارة لانفسنا واجسادنا وارواحنا ما تعالى ما هو لأنك خاطى أنت تيجى عشان تتناول هو أنت بار ما هو لأنك خاطى ما احنا بنقول له يا رب أنا غير مستحق ولا مستعد ولا مستوجب صلى كدة صلاة قبل التناول بايمان وبتأنى تعمل فيك فعل قوى جداً جداً صلى صلاة قبل التناول وتقول له أنت يا رب لم تستنكف ان تدخل بيت الابرص أنت يا رب ماقرفتش البرص دول الناس مايحبوش يتعاملوا معاهم ولا من بعيد حتى . فى العهد القديم كان الشخص الابرص عشان يحذر الناس من نفسه لو ماشى فى سكة لازم يبقى ماشى مغطى وجهه من الخزى ولو حس ان فيه حد جاى يقعد يصرخ ويقول انا ابرص ابرص ابرص يعنى خد بالك لا تمر بمعنى شوف قد أيه حقارة الانسان الابرص ده وقد ايه الناس تقرف منه وقد أيه هو منبوذ هى ديه الخطية بس مع كدة يقول لك أنت لم تستنكف ان تدخل بيت الابرص أجمل شعور يخليك تقدر تقول ان أنت تتناول ان أنت تقعد تقول أنا ابرص ابرص ابرص أنا يا رب غير مستحق مرة واحد جاى يعترف فيقول أنا يا أبونا فى الحقيقة أنا مش عارف أقول لك أيه بس أنا حاسس ان أنا كوم زبالة ومكسوف من نفسى فقلت له أجمل احساس يجيلك لما تعترف لما تحس ان أنت حاسس ان انت غير مستحق هو ده الشعور اللى المسيح عايز يشوفه فيك وتقول له أنت يا رب لم تستنكف ان تدخل بيت الابرص أنت لم تمنع الخاطئة من قدميك كان المفروض تقول لهم لا لا امنعوا الست دى ماتدخلش اساساً أيه اللى دخلها دى مش مدعوة وأنا جاى البيت عندك يا سمعان عشان تجيب لى أشكال وألوان ومين دى كمان اللى تيجى تجيب لنا الخزى دى امرأة خاطئة فى المدينة يعنى صيتها معروف بالحاجات الوحشة جاية وعمالة تقبل قدميه وبتغسلها بدموعها وعمالة تسكب طيب ، طيب اشخط فيها وأقول لها لما تبقى ست كويسة لما تتوبى تعالى لأ أنت لم تمنع الخاطئة من تقبيل قدميك آدى عمل المسيح فى حياتنا يا احبائى عمل المسيح فى حياتنا أنه يخلينا نستمتع بقوة غفرانه مين اللى بيمنعك من ان أنت تتمتع بقوة غفران المسيح مفيش حاجة تمنعك إلا أنت تقول لى خطاياى أقول لك خطاياك دى تجيبك للمسيح لا تبعدك عن المسيح خطاياك تجيبك تقول له ارحمنى قدسنى طهرنى اجعلنى مستحق اشفينى دى خطاياك تجيبك لا تبعدك عشان كدة عايز تتمتع بالقيامة تعالى واتناول وقف فى القداس صلى صلى صلى وارفع قلبك واطلب توبة توبة رحمة رحمة طول القداس مفيش غير التوبة والرحمة وانعم لنا بغفران خطايانا يا رب ارحم وكيرياليسون وطول القداس اجعلنا مستحقين أوعى تقول له يا رب أنا غير مستحق اتناول أخذت الجسد الحى الموت اللى فيك تحول لحياة بقيت واحد جديد بقيت عندك استعداد تشهد للمسيح بقى العالم صغير بالنسبة لك الخطية بقت لم تقيدك الماضى بتاعك مابقاش يؤرقك أنا أخذت المسيح خلاص يقول لك بس أنت مش عارف بس خلاص ما المسيح غفر المسيح نقل واحد كان ميت وحيى هتقعد تكلمه عن الموت ما هو حى خلاص هو قدامك دلوقتى شخص حى الموت كان ده كان ماضى كانت مرحلة وخلصت خلاص ماينفعش تقول للعازر بعد ما قام من الموت يا ميت يا ميت يا ميت عمال تقول لى ميت ميت بس أنا أهو قدامك حى وأدينى بتحرك يبقى مين اللى صح فينا أنا وإلا أنت خلاص يبقى أنا حى عشان كدة قال لنا أنا حى فأنتم تحيون فأنت بنعمة المسيح خد حظك ونصيبك من الميراث اللى سابهولك خد حقك ونصيبك من النعمة اللى أعطهالك مش عطيها لحد عطيها لأولاده ماهو ماينفعش هو يقوم وأولاده موتى أيه فايدة المسيح يقوم واحنا أموات أيه الفايدة واحنا عمالين نقول اخرستوس آنستى والمسيح قام أيه الفايدة والكنيسة كلها صورة المسيح القائم عشان يبقى المسيح قام لأ مش عشان المسيح قام عشان احنا قمنا لأن هو ماقامش عشان نفسه هو ماقامش يعمل عمل كدة وتروح الناس كلها كدة مسقفة برافو برافو شفتم هو عمل أيه لأ هو قام عشان يبطل شيطان الموت قام عشان الموت لا يسودنا قام عشان احنا كمان نقوم من خطيتنا اللى يعيش الكنيسة صح يقول لفترة الصوم الكبير يا سلام ياه أيه الجمال ده نفسى الصوم الكبير مايخلصش عايزه يفضل على طول كدة وبعد كدة ينتقل على الخماسين يقول أيه ياه أيه الفترة الجميلة دى نفسى الفترة الجميلة دى فترة الخماسين متخلصش بس خلى بالك اللى هيقول الخماسين ماتخلصش لازم يكون قبلها قال أيه نفسى الصوم الكبير مايخلصش أحسن ما يقول على حاجة ثانية لأ هو يقول الصوم الكبير جميل مفرح مشبع تدخل على القيامة تقول أيه دى أكثر فرحاً وأكثر شبعاً وأكثر سروراً والكنيسة يا احبائى عايزانا نتمتع بالابدية واحنا على الأرض عايزة يبقى أنتقالنا للأبدية ده أمر هين وسلس جداً عايزاه يبقى محصلة طبيعية لما تحياه الآن أنتقالنا للأبدية زى بالظبط كدة لما واحد يروح رحلة يمشى يمشى يمشى كثير بطيارة ولا بعربية وبعدين بيجى كدة يقولوا له أنت دلوقتى فى أمريكا بشكل هين جداً هو قطع المسافة بس لسة بتقطع بك المسافة للأبدية تبقى تلاقى نفسك لما تعمل لا تنزل فين فى اورشليم السماوية تبص تلاقى الموضوع ده يقول لك آه ما هو الكنيسة اشتغلت معانا شغل كثير بقى عشان كدة أنت فى الوقت بتاعك اللى اسمه الرحلة الابدية اللى أنت فيها دلوقتى دى الرحلة اللى فى الآخر هتوصل بها هتوصل بيها لأيه للسماء عشان كدة فى القداس يجى فى بداية القداس يقول ارفعوا قلوبكم فتقولوا هى عند الرب وقبل ما التناول يبتدى يقول لك احنا وصلنا خلاص تقول فلنشكر الله الآب ضابط الكل لأنه جعلنا أهلاً ان نقف فى هذا الموضع المقدس أيه بقى ده موضع السماء أنت خلاص دخلت على السماء وهتدخل على شجرة الحياة اللى هو التناول عشان تاكل منها اللى ياكل منها لا يموت أنت أخذت القيامة أنت كنت ميت وحييت أنت أنتقلت من حالة لحالة من حياة إلى حياة عيش فى الكنيسة وأفرح بها واحضر القداس وتوب فى القداس وصلى فى القداس وارفع قلبك فى القداس ماتسرحش وركز وكل ما تسرح ارشم على صدرك علامة الصليب وكل ما مشاعرك تبرد شوية تقعد تقول يا رب انعم لى بغفران خطايانا تقعد تقول يا رب أنا غير مستحق وفى الآخر تقعد تقول الصلاة بتاعة الصلاة قبل التناول و تتناول تفتح فمك تاخد الجوهرة الغالية كثيرة الثمن تاخد لؤلؤة الآلئ تاخد المسيح تقفل عليه بقى على فمك كدة وكأنك عايز تقول أيه أنا عايز أستمتع بك بقى أدخل جوايا وأقفل عليك عايز أخبيك جوايا نفسى أخرج من الكنيسة ما أكلمش حد نفسى أخرج أصلى نفسى أخرج أكرز باسمك نفسى أخرج من هنا على السماء مش عايز أكمل أيامى يقول لك لأ أنت هتكمل أيامك عشان لك رسالة على الأرض لغاية لما تبقى تاخد استحقاق الحياة الأبدية ربنا يعطينا يا احبائى فى فترة الخماسين نتمتع بالمسيح القائم نثبت فى المسيح القائم تتحول حياتنا من موت إلى حياة . ربنا يقبل توبتنا ويكمل ويسند كل ضعف فينا ولآلهنا المجد أبداً أبدياً آمين .

لا لليأس

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . فترة الصوم الكبير يا أحبائي هي من أقدس فترات السنة والهدف منها التوبة والرجوع إلى الله بكل القلب، ومن الممكن يا أحبائي أثناء الصوم يكون لدينا بعض الضعفات، ووقتها يدخل إلينا روح يأس أو فشل أو حزن، وتقول إنني صائم وأفعل الخطية، فما فائدة الصوم؟، هل الله يقبل صوم مثل صومي، وتجد الصوم تحول إلى شكل ميت، وهذه في الحقيقة يا أحبائي خدعة شيطانية شديدة جداً على الإنسان، أن يجعله يفعل الشيء الروحي لتسكين الضمير ولا يرجو منه أي نتيجة، لماذا هذا؟ كيف يكون الإنسان يصلي ويشعر أن هذا الموضوع ليس له أية فائدة، يصوم ويشعر أن هذا الموضوع ليس له أية فائدة، يفعل أفعال روحية على قدر ما يستطيع لكن في نفس الوقت لا يرجو نتيجة، لماذا؟ لأنني قمت بالتجربة قبل ذلك ولم يأتي بنتيجة وأنا مثلما كنت، فإذن أنا صائم فقط لكي لا أكون خرجت عن التقاليد الموروثة، وخرجت عن عادات كنت أفعلها منذ الصغر، فأنا صائم وكفى بذلك، كيف يا أحبائي يتعامل الإنسان مع هذا الموقف؟!، أقول لك افعل كل ما هو عليك واجعل لديك رجاء، أنت تفعل من أجل الله ليس من أجل نفسك، أنت تفعل لكي تكون أمين والله هو الذي يقوم بمكافأتك، لابد أن نكون مدركين جدا يا أحبائي أن الله لا يطالبنا بالنتائج، ولكن يطالبنا بالأمانة والجهاد والتعب، الله لا يطلب منك شئ فوق طاقتك لكنه في نفس الوقت يريد أن تبذل أقصى طاقتك، الله يريد أن يقدسك بالكمال، تكون ملكه حقيقي، قلبك ملكه، فكرك ملكه، ومشاعرك ملكه، بيتك ملكه، زوجتك ملكه، وأبنائك ملكه، كل ما تملك ملكه، الله يريد أن يملك على الحياة، ومن هنا يا أحبائي عليك أن تعيش بفكر مقدس، وتتمسك برجائك، وإن سقطت. لذلك الكنيسة يا أحبائي تقرأ لنا في أحاد الصوم وتحدثك مرة عن الابن الضال، وتقول لك هيا ارجع مرة أخرى، المرة التي تليها تحدثك عن السامرية، تقول لك أن هذه السامرية تكرر سقوطها عدة مرات لكنها رجعت، فإن تكرر سقوطك عدة مرات أرجع، بعد ذلك يحدثك عن المخلع لكي يقول لك مهما طالت فترة المرض ومهما طالت فترة الخطية لا تيأس أبدا، ما هي الميزة لدى هذا الرجل المخلع؟، ما الذي جعل ربنا يسوع يتحنن عليه هو تحديداً ويلقيه في البركة أول شخص؟، أنه صبر 38عام ولم يرى أي نتيجة ولا أي تحسن لكنه جالس بجانب البركة، مهما كانت حالتنا يا أحبائي لا يوجد بها تحسن يجب أن تظل بجانب البركة، ما هي البركة؟ هي ينبوع النعم، الكنيسة، الأسرار، ينابيع الروح هذه هي البركة، ظل بجانب البركة، لا تترك الصلوات، لا تتركك الأصوام، لا تترك الكنيسة، لا تترك الكتاب المقدس، ظل بجانب البركة، وطالما إنت بجانب البركة سوف تشفى، وإن لم تكن شفيت الآن، ظل بجانب البركة لا تترك المكان، لا تترك الجهاد، لا تترك سلاحك الروحي أبدا، وعدو الخير يظل يعمل علي هذه النقطة، يقول لك أنت تصلي ولم تشعر، وتصوم بلا فائدة، وتذهب الكنيسة ولا يوجد نتيجة، يقول لك هذا يكفي، لا صوم ولا صلاة ولا كنيسة، وعش مثلما تكون وكفى لا تتعب نفسك، فقل له لا أبدا، أنا لا أفقد رجائي أبدا، لذلك نحن دائما نقول له يارب لا تقطع رجاءنا يا سيدي من رحمتك، يمكن أن يأتي إليك لحظات ضعف لكن طالما أنت متمسك برحمة ربنا أنت تعرف أن تتغلب على هذا الضعف، أنت لابد أن تعرف باستمرار أن أمام الله النعمة الوحيدة التي سوف تدخلك الملكوت هي رحمة ربنا، أنت لا تدخل باستحقاقاتك، أنا لا أدخل باستحقاقاتي، لا يوجد إنسان منا يستحق العطايا التي يعطيها الله له، لكن ماذا؟ لأننا لا نتكل على برنا بل على رحمتك هذه التي بها أحييت جنسنا، فعلى ماذا نتكل؟ على رحمته، أكثر كلمة الكنيسة تعلمها لك أن تقول يارب ارحم، كيرياليسون، يارب أرحم، ارحمني يارب، طالما أنك تقول ارحمني فأنت تسير في الطريق الصحيح، حتى وإن كنت تخطئ، طالما أنت متأسف في قلبك ونادم على كل فعل خطأ فعلته فأنت تسير في الطريق الصحيح حتى وإن كنت تخطئ. على سبيل المثال عندما يأتي يا أحبائي أحد منا ليشتري شيء من عند البائع ولنفترض أنه يشتري طماطم أو برتقال يقول له أعطني إثنين كيلو ويبدأ في أن يضع البرتقال هكذا واحدة تلو الأخرى إلى أن يضع برتقالة فتأتي بالإثنين كيلو، فهل هذه البرتقالة الأخيرة هي التي أتت بالوزن المطلوب أم كل ما قبلها، نحن كذلك، أنت قد وضعت جهاد عند الله لكن الكفة لم ترجح بعد فهذا غير منسي أمام الله، هذا جزء من خطة جهادك، وجزء من خطة خلاصك، أقول لكم على أمر خطير جداً يا أحبائي بفرض أننا أتينا بنتيجة سريعة جداً وهائلة وممتازة والمرجوة، وجميعنا أصبحنا أبرار، وجميعنا أصبحنا بلا خطية، وقد نلنا كل ما نلناه، لا يوجد حروب في أجسادنا، وليس لدينا أطماع في العالم، وليس لدينا أي سقطات من أي نوع، تخيل نفسك في هذا الوضع، تخيل أنه من الممكن أن يصل بك لدرجة أنك لا تحتمل هذا البر، أقول لك عندما أكون جيد ولا يوجد لدي أي سقطات فهذا شيء جميل، لكن إذا كنت وأنا ممتلئ بالأخطاء أقوم بالإدانة للآخرين، إذا كان وانا ممتلئ بالضعفات ولا أترك أحد وشأنه، أما إذا كنت أنا بلا عيوب، فماذا أفعل في الآخرين؟!، أنا لن أترك شخص فأنا سوف أريد أن أحاكم وأعاقب الجميع، لذلك فالله يسمح أن يكون فينا هذه الضعفات، لكي تكون هي بذرة تواضعنا، لكي تكون هذه الضعفات بذرة رحمة مننا للآخرين، لكي عندما يقولوا لك على شخص فعل .... أو..... تقول ربنا يسنده، ربنا يساعده، وربنا يسامحه ويسامحني، ويغفر له ويغفر لي، لماذا؟ لأننا كلنا في الموازين إلى فوق. لذلك يا أحبائي هذا الضعف يمكن أن يكون هو وقود محبتنا لله إننا نحتاج إلى الله، لأن لدينا ضعفات غير قادرين علي التخلص منها، فماذا نفعل؟ نصرخ لله، لذلك يا أحبائي الأخطر من الخطية هو اليأس، من الممكن أن الله لا يغضب منك إذا سقطت في الخطية لكن يغضب منك أكثر إذا رفضت التوبة، ومن الممكن أن الله يتحنن علينا بسبب خطايانا لكن من الممكن يغضب منا بسبب أننا يأسنا من رحمته، لأن الذي يفعل خطايا كثير وييأس معها كأنه يرسل إلى الله رسالة ويقول له أنت لا تغفر، كأنه يرسل إلى الله رسالة صعبة جدا يقول له أنت قاسي، أنت لا تغفر، وربما يقول له أنت لا تستطيع أن تغفر خطاياي لأنني خطاياي كبيرة قليلاً عن الآخرين، فأنت لا تغفر، أنت قاسي، أنت لا تستطيع أن تغفر، وهذه هي أكبر أهانه نقوم بتوجيهها إلي الله. لذلك يا أحبائي اليأس أخطر كثيراً جداً من الخطية، الخطية التي تجلب علينا تواضع، الخطية التي تجعلنا نهرب إلى الله، الخطية التي تجعلنا نصرخ لله، فهي سبب برنا ليست سبب هلاكنا، لكن ما سبب الهلاك الفعلي؟ أن الإنسان يخطئ وييأس، لذلك يا أحبائي يقول لك "لأننا بالرجاء خلصنا"، فلا تقطع رجائك أبدا، مهما كان الحال لديك، علمنا الآباء دائما يقول لك دعك مثل الطفل الصغير الذي مهما أخطأ يذهب ويلقي بنفسه في حضن أبوه، في حضن أمه، ويكون شاعر بالأسف وفي نفس الوقت شاعر أنه مقبول، تخيل معي مشاعر الابن الضال عندما رجع وهو مرتمي في حضن أبوه، كان يشعر في هذه اللحظة بإحساسين متناقضين تماما، أنه سيء جدا جدا جدا، وأنه لا يستحق أبدا أبدا أبدا، لكن في نفس الوقت يشعر أنه محبوب جدا، وغالي جدا، وأبيه جميل جدا، ورحيم جداً، لابد أن نشعر بالإثنين مع بعضها البعض يا أحبائي، لابد أن نشعر أننا سيئين جدا فعلاً، قد تمسكنا جدا فعلا، بالآثام حبل بي وبالخطايا ولدتني أمي فعلا، الخطية هي جزء من طبعنا، فعلا ليس مولود امرأة يتزكى أمامه، فعلا كلنا تحت الضعفات، لابد لأن نشعر بهذا جيداً جدا، ونكون متذكرين أن خطايانا كثير كثير، لكن في نفس الوقت لابد أن نشعر أننا في إيدي رحيمة، لابد أن أشعر أنني مقبول من رحمة ربنا، أنا لست مرذول أبدا، لذلك يقول لك الخاطئ هو مجرم ولكنه غير مرذول، يقول لك عش بفكرك في الجحيم ولكن لا تيأس أبدا، قل دائما أنا غير مستحق لأي بركة الله يعطيها لي، لكن في نفس الوقت لا تيأس أبدا، لأنك لا تأخذ أي بركة بناءاً على استحقاقك لكن بناء على رحمته هو، بناء على أبوته هو، لذلك الكنيسه تريدنا في الصوم ألا نخرج منه إلا وقد جاهدنا ضد خطايانا، لا نخرج إلا ونحن رصدنا خطايانا وأصبحنا نئن منها ونقول يارب يارب ارفع عني ... ،... ، ... يارب طهرني، يارب أغسلني، يارب نقيني، يارب اشفيني من عيوبي، إشفيني من كبريائي، إشفيني من محبة العالم، إشفيني من العين الشريرة، إشفيني من محبة المال، إشفيني من الغرور والكبرياء والعظمة، إشفيني من حب التسلط، إشفيني من ذاتي، إشفيني من ضعفاتي، وكل شخص فينا مثلما قال الكتاب يعرف ضربة قلبه، كل شخص له ضربة، ستجد داخلك مشاعر عدم محبة تجاه شخص، ستجد هناك أمور كثيرة أنت خبأتها داخلك، مثلما قال له "هناك خطية رابضة عند الباب وإليك اشتياقها"، كل إنسان فينا لابد أن يبحث عن الخطية الرابضة عند الباب وإليه اشتياقها، ما النقطة التي مربوط منها، ما هي الخطية الرابضة الماكثة المستقرة داخلك وأنت تصمت عليها، وهذا هو أخطر ما يكون، هل هناك يا أحبائي شخص يتفق مع لص يختبئ داخل منزله؟!، هناك تواطؤ بين شخص آتي ليسرقك وأنت تسهل له الحال!، لا فالخطية لابد أن تقاومها حتى إذا كان هذا اللص داخل منزلك، حتى إذا كان لكنه يكون مختبئ منك لكن أنت لن تسكت عليه، هل تعرف أنه في المكان .... و تصمت لا، فلابد أن تصرخ، أن تفعل كل ما في طاقتك، لكي يخرج هذا اللص، أيضاً الخطية هكذا، "في وسطك حرام يا إسرائيل"، أخرج الذي بداخلك وأكشفه أمام الله، وثق أن الذي لا تقدر عليه أنت أن تتركه على الله، هل نحن نقدر على هذه الضعفات؟! فهي ضعفات في الطبع الإنساني البشري، الله هو الذي أعطاك النعمة والقوة التي تعرف أن تتوب بها، كل غنى الله لنا يا أحبائي، كل قوة الله لنا، الكتاب المقدس بكلمته، الصليب بعمله الخلاصي، القديسين بقوتهم، اسم ربنا يسوع المسيح بجبروته، كل هذا من أجل خلاص الإنسان من أجل نقاوة الإنسان وبره. فلا تمضي علينا فترة الصوم يا أحبائي هكذا، لا بل لابد أن نخرج من الصوم وقد ولد فينا الإنسان الروحي الجديد، لابد أن نخرج من الصوم ونحن فعلا فعلا وضعنا كل ضعفاتنا أمام الله، وضعنا رجائنا فيه هو، وأود أن أقول لك صدقني الذين يجاهدون كثيراً حتى إذا كان بدون نتيجة لهم كرامة كبيرة جداً لدى الله، أستطيع أن أقول لك ومن الممكن أن تكون عبارة غريبة عليك قليلاً أن الذين يسقطوا ويقوموا لهم كرامة أكثر أمام الله من الذين لم يسقطوا ولم يتوبوا لأنهم مثل الأشخاص التي تحارب في ميادين عنيفة، الذي يحارب في ميدان عنيف هذا يكلل، يقول لك أن المجاهد يكلل بكثرة جراحاته، الذي دخل ضد فريق سهل وغلب فهو غير الذي دخل ضد فريق صعب وغلب، اللاعب الذي يدخل فيه جول وبعد ذلك يظل يلعب ويظل يعوض هذه الأهداف هذا مجهوده وفرحة الانتصار لديه أكثر من الذي أنتصر بسهولة، لذلك يقول لك "طوبت الذين أخطأوا وبكوا وناحوا أكثر من الذين لم يخطئوا ولم يبكوا ولم ينوحوا"، أنت ضع ضعفاتك أمام الله وصارع باسمه، وثق أن الحرب للرب، وكل أمانة وكل جهاد وكل تعب ضد ضعفاتك مرصود لك عند الله كرامة، مرصود لك درجة، مرصود لك مكافأة. إذن نريد أن ننتهي بهذا الصوم أننا لا نصمت على ضعفاتنا حتى وإن كنا لازلنا في ضعف، لا تكن مغرور بالنتيجة لأن عند الله المقياس غير ذلك تماماً، الله ينظر إلى القلب، الله ينظر إلى اشتياق القلب، الله ينظر إلى الاستعداد، ينظر إلى التعب، ينظر إلى الأمانة. لذلك يا أحبائي ونحن في فترة الصوم المقدس نقدم أقصى ما لدينا، من أتعاب جسد ومن روح صوم حقيقية، من فطام من خطية، من كراهية للخطية، من صرخات وأنات إلى القادر أن ينقذنا، ظل بجانب البركة، لا تترك البركة أبدا لأن سر شفاءك ليس أنك تترك البركة، سر شفائك إنك تظل بجانب البركة، والبركة في التعريف الروحي يا أحبائي يعلمنا القديسين أنها هي الكنيسة، ظل بجانب البركة لكي تضمن شفائك، وكلنا قادمين لكي نكون بجانب ينبوع الشفاء، ويقول لك "كانوا مطروحين حول البركة مرضى بأنواع أمراض كثيرة" عمي وعرج و.... أمراض كثيرة كلنا يا أحبائي قادمين لله ولكل شخص فينا ضعفات مختلفة، لا أحد يدين الآخر لأن الذي يقول لأخيه يا أعرج يقول له معذرة أنت لم تعي أنك لا تبصر، والذي يقول لأخيه أنت لا تبصر يقول له أنت أيضا لا تسمع، فكل منا لديه ضعفه، كلنا مرضى بأنواع أمراض كثيرة، جئنا لنترجى رحمته، كلنا مرضى جئنا لنترجى الشفاء، لم نأتي لكي ندين بعض، لم نأتي لكي نقول لكل أحد ما هو مرضه، كلنا قادمين لكي نلتف حول الطبيب الحقيقي، لكي نأخذ سر شفائنا، الذي يقال عن الجسد والدم "يعطى عنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه". ربنا يعطينا يا أحبائي في فترة الصوم توبة حقيقية وروح جهاد أمينة، الله ينظر إليها فيرفع ويشفي. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

شهداء سمالوط

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. المجد للآب والابن والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . نحن آتينا إليكم من الإسكندرية لكي نأخذ بركتكم، لأنكم قدمتم للكنيسة هدية جميلة جداً، وهي نفوس أهاليكم وأقاربكم وأصدقائكم وأباءكم الذين استشهدوا على اسم المسيح، ودائماً ثابتين، دائماً أقوياء، دائماً شهود لربنا يسوع، أي أنكم أنتم أولاد الشهداء، فأنتم رأيتم في أهاليكم كم هم أحبوا الله أكثر من أي شيء آخر، لذلك أريد أن أقول لكم أربع أشياء صغيرة تجعلكم كيف تكونوا أنتم شهداء :- ١- محبة الله . ٢- محبة السماء . ٣- محبة الكنيسة . ٤- محبة القديسين . أولا: محبة الله : لأن الله هو الذي أعطانا كل شيء، هو الذي خلقنا، عندما وجدنا نفعل الخطية، وجدنا خطاه نزل من السماء على الأرض وصلب من أجلنا، فهل بذلك هو يحبنا أم لا؟، فهل نقول له نحن لا نحبك؟!، نحن نحب أنفسنا أكثر منك؟!، لا بل نحن نقول له يارب نحن نحبك أكثر من أنفسنا، نحبك أكثر من أنفسنا، الذي يكون شهيد لابد أن يحب الله أكثر من نفسه، فالذي يحب الله أكثر من نفسه يمكن أن يكون شهيد. ثانيا: محبة السماء : السماء المكان الذي يسكن فيه الله، الذي فيه عرش الله، السماء التي يوجد فيها القديسين، السماء التي يوجد بها تسبيح، السماء لا يوجد فيها جسد مثل جسدنا الذي طوال الوقت يريد أن يأكل وأن ينام وأن يشرب .. إلخ، لا فعندما نذهب للسماء نأخذ جسد جديد، ولكي نكون شهداء لابد أن نكون نحب السماء، نحب نكون متواجدين مع الله ومع القديسين، نسبح كثيراً، نصلي كثيراً، نرفع قلبنا لله كثيراً، نعيش معه كثيراً، فالذي يريد أن يكون شهيد لابد أن يحب الله ويحب السماء، لا يمكن أن يكون شخص لا يحب السماء ويكون شهيد، كيف يكون شهيد وهو لا يحب السماء؟! أين سيذهب بعد ذلك؟ أنت إذا تعرف السماء وتعرف جمال السماء حتى إذا تعذبت قليلاً، حتي إذا آلمني جسدي قليلاً، لكن أنا بعد ذلك سأكون مع المسيح، لذلك لا تعثروا إذا شاهدتم أحد الشهداء يتعذب ويتألم فهو يرى السماء تجعله لا يشعر بالآلامات التي ترونها. ثالثاً: محبة الكنيسة : الذي يريد أن يكون شهيد لابد أن يحب الكنيسة، يأتي إلى الكنيسة بإيمان ويكون صائم ويريد أن يتناول، ويرى القديسين وكل ما في الكنيسة، كلما تعيش فيها أكثر كلما تشتاق للسماء، وكلما تشتاق للسماء تشتهي أن تكون شهيد، كلما تحب الكنيسة كلما تحب أن تكون موجود مع الله كثيراً، كلما تحب الكنيسة كلما تحب أن تكون مع القديسين كثيراً، كلما تحب الكنيسة كلما يقرأ عليك السنكسار الذي هو سير القديسين، أنتم تعلمون أن الشهداء أقربائكم اسمائهم ستوضع في السنكسار، وسوف يقرأ هكذا أن هناك بلد في صعيد مصر من محافظة سمالوط في قرية اسمها " العور" استشهد فيها عشرون شهيد من ضمنهم ١٣شهيد من قرية العور سوف يكتب ذلك، الجميع سوف يسمعون عن هؤلاء الشهداء، ويسمعون عن قرية العور، أين يسمعوها؟! في السنكسار، وهذا السنكسار أين نسمعه؟ في الكنيسة، وكلما نأتي إلى الكنيسة كلما نعرف أكثر عن سير القديسين والشهداء، لكي أحب الاستشهاد ولكي أكون شهيد لابد أن أحب الكنيسة . رابعاً: محبة القديسين : لكي أكون شهيد لابد أن أحب الشهداء، من أمير الشهداء؟ القديس مار جرجس، مار جرجس ظل يتعذب سبع سنوات، في هؤلاء السبع سنوات كان من الممكن أن يقول أنا ليس لي علاقة بالمسيح، أنا ....، أنا جسدي تألم كثيراً، لا أبدا، بل كلما كانوا يعذبونه كلما كان يتقوى في الإيمان، أنتم رأيتم أقربائكم الشهداء كيف أنهم كانوا لا يخافون من الموت، استشهاد حسنا نستشهد، لماذا؟ لأننا سنذهب مع يسوع، هؤلاء القديسين لن يخافوا من الموت لأنهم يريدون أن يعيشوا مع المسيح، أنا أعرف قديسين كثيرين استشهدوا، أجد نفسي أنا أيضا أصبحت صديقهم، وعندما أنا أصبحت صديقهم أريد أنا أيضا أن أكون شهيد، لذلك لدينا مارمينا، مار جرجس، أبو سيفين، واليوم قرأنا سيرة القديسة بربتوا، فتاة صغيرة استشهدت، فالذي يريد أن يكون شهيد لابد أن يحب الشهداء، يحب القديسين، ويرى كم هم أحبوا الله، وكم تعبوا من أجل الله، وكم قدموا من صوم كثير، صلاة كثيرة، قدموا حياتهم من أجل المسيح، الذي يريد أن يكون شهيد لابد أن يحب الله. ربنا يحافظ عليكم ويبارك فيكم، نحن آتينا لكي نأخذ بركتكم، نحن فرحين أننا في وسطكم، شاعرين أننا لا نستحق أن نكون في وسطكم.لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين .

وبعد ذلك تطلع الى الابدية

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا إصحاح 11 وفيه يتحدث ربنا يسوع عن "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم أن يفعلوا شيئا أكثر بل أعلمكم ممن تخافوا خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم". في الحقيقة يا أحبائي ربنا يسوع يريد أن يرفع نظرنا إلي فوق لما بعد ذلك الذي بعد ذلك، ماذا يعني بعد ذلك؟ نحن كثير يا أحبائي ما نعيش نفكر في الآن، مهتمين جدا بالآن، مهمومين جدا بالآن، محصورين جدا في الآن، الزمن قادر أن يبتلع الإنسان بتفكيره، بمشاعره، بعواطفه كل ما يملك، لكن وبعد ذلك! في الحقيقة لا نفكر كثيراً، لا نفكر في كلمة بعد ذلك، هو قال لك إذا كان هناك أحد يضطهدك الآن أو إذا كان هناك الآن أحد يقتل جسدك لا تخف، تقولون هذا كلام غريب!، هل هناك شيء بعد الموت؟! إن أقصى أقصى ألم جسدي ونفسي للإنسان هو الموت، قال لك لا تخف من الذي يقتلك، فمن ماذا إذن أخاف؟ إذا كنت لا أخاف ممن يقتلني، لا بل تخف من الذي بعد ذلك، ما هو الذي بعد ذلك؟ قال لك الذي بعد أن تموت له سلطان أن يلقي في جهنم. إذن فهو يريد أن يمر بك مرحلة الجسد، ويريد أن يمر بك مرحلة الزمن، ويدخلك فيما بعد الجسد والزمن الذي هو الحياة الأبدية، وهذا يا أحبائي الذي لابد أن يشغل تفكيرنا وقلبنا ومشاعرنا كثيرا، الحياة الأبدية، الذي بعد ذلك، دائما يا أحبائي في كل أمور حياتنا اسأل نفسك هذا السؤال ماذا بعد؟، عملت كثيراً وأدخلت مكسب وأصبح معك نقود وكان حلمك أن يكون معك مثل هذه النقود، أسال نفسك بعدها ماذا بعد؟، لديك أطفال كبروا قل وماذا بعد؟، تزوجوا قل وماذا بعد؟، أنجبوا أطفال قل وماذا بعد؟، وماذا بعد؟، وماذا بعد؟، ما الذي بعد ذلك يا أحبائي؟، ما الذي بعد ذلك؟، فلابد أن نكون على علم ماذا بعد ذلك؟، لذلك أكثر نعمة حركت القديسين في حياة القداسة هي اشتياقهم للسماء، نظروا لما بعد ذلك، لكن هناك آلام على الأرض اعتبروا هذه الآلام جزء من الرحلة للسماء، اعتبروا أن هذه الآلام يا أحبائي مقدمة السماء، فلم ينشغلوا بها كثير، وصلت بهم لدرجة أن الذي يسبب لهم آلام نفسية أو جسدية لا ينشغلوا بهم جداً لأنهم يعرفوا أن كل هذا معناه خطوة للسماء، خطوة للمجد، فيصبح ذلك لا يشغله كثيراً. دائما يا أحبائي نفكر في نهاية الرحلة، لا يمكن لشخص أن يذهب إلي العمل وهو لا يعرف أين يذهب، لا يمكن لشخص أن يذاكر وهو لا يعلم في أي مرحلة دراسية هو؟! أو عندما يمتحن إلى ماذا يصل؟، لا يمكن لشخص أن يكون يعمل وهو لا يعلم أنه في النهاية سوف يأخذ مقابل، فدائما يا أحبائي أي عمل نعمله يكون في ذهننا نهايته، عندما يعلنوا عن رحلة أهم معلومة تشغلك أين تذهب هذه الرحلة؟، هناك شخص يقول لك رحلة إلى الصعيد، وآخر يقول لك رحلة إلى أوروبا، وآخر يقول لك رحلة إلى أديرة وادي النطرون، أنت تحدد بناء على المكان الذي تريد الذهاب إليه، نحن أيضا يا أحبائي لابد أن نحدد حياتنا بناء على المكان الذي نريد أن نذهب إليه، ومن خلال معرفتنا هذا المكان نستطيع أن نحدد ماذا نركب لكي نذهب إليه، نحن يا أحبائي لابد أن تكون السماء تشغل تفكيرنا، لابد أن نحدد موقفنا من السماء، وأنها حلمنا، وأن هذه موضع اشتياقاتنا، وأن هذه هي التي تشغل قلوبنا، تريد أن تعرف إذا كنت ستذهب إلى السماء أم لا؟ أقول لك إلى أي درجة أنت مشغول بها، شاهد الكنيسة مشغولة بالسماء إلي أي درجة، فهي تصنع قبة عالية ولونها أزرق وفي أخرها ملائكة، لماذا؟ لكي تقول لك أنت في السماء، تصنع لك نوافذ لا تري فيها شيء إلا السماء، لكي تقول لك فنحن نجعلك تتذوق من المكان الجميل الذي أنت مشتاق إليه، لذلك أكثر مكان تستريح فيه هو الكنيسة لأنك تري فيها السماء، أستريح فيها من أتعاب الأرض، الضغوط التي أنا فيها والزمن الذي يضغط علي أنا أستريح منه هنا، وكلما تدربنا على السماء ونحن بالأرض كلما بدأت السماء معي على الأرض، الكنيسة تقول لك القديسين محيطين بك، والقديسين في السماء، ترى الكاهن وترى الشمامسة يرتدون أبيض لكي يذكروك بالملائكة المسبحين والمرنمين، ترى الشورية وترى البخور مثلما قال في سفر الرؤيا الأربعة وعشرون قسيس في أيديهم مجامر مملوءة بخور الذي هو صلوات القديسين، أنت لديك قديسين ومجامر وكهنة وشمامسة وملائكة وقديسين وسماء وذبيحة، الخروف القائم كأنه مذبوح، إذن الكنيسة تقول لك ها هي السماء على الأرض. إذن يا أحبائي نحن لابد أن نعرف ماذا نريد، وإلى أين نصل، لذلك تجد الكنيسة تعلمنا في صلاة "أبانا الذي" أن نقولها ونصليها كثير مثلما علمنا ربنا يسوع نقول كثير كلمة ليأتي ملكوتك، لماذا؟ لأننا نشتاق له، نشتاق إلى الملكوت، تختم الكنيسة قانون الإيمان وتقول "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي" منتظرين حياة الدهر الآتي، ليس من الممكن أن شخص يكون منتظر شيء لا يفكر فيه، الشيء التي يكون الشخص منتظره لابد أن يشغل تفكيره، منتظرها وليس من الممكن شخص يكون منتظر شيء وعندما تأتي إليه يقول لا أريده، فهو منتظر. لذلك يا أحبائي المنتظرين الملكوت بالنسبة لهم الموت هو الخطوة التي تصل بهم إلى المكان الذي يريدون الذهاب إليه، فأصبح الموت يا أحبائي هو وسيلتنا إلى الملكوت، من هنا يا أحبائي تأتي مشغوليتنا بالسماء، قم بالتفكير كثيراً في السماء، أقرا كثيراً في سفر الرؤيا، فكر في مكانك أنت الشخصي في السماء، فكر في نصيبك أنت في السماء، فكر أنت ماذا فعلت؟ وماذا تفعل لكي تصل للسماء ويدخلك السماء؟، أجعل السماء موضع انشغالك، حب الصلاة، حب الوجود في حضرة الله، حب التناول، حب التسبيح، حب العطاء، لأنه من خلال العطاء تحول أرصدة للسماء تشفع فيك فوق في السماء، فكلما كانت السماء تشغل تفكيرك كلما كانت حياتك على الأرض بدأت تكون حياة سماوية، لأن الإنسان يا أحبائي الذي لا يعيش السماء على الأرض لا يستطيع أن يعيشها فوق في السماء، لا يستطيع، يقال أن ذات مرة شاهد شخص رؤية أن الله أراد أن ينذره رأى رؤية صف ممتلئ بأشخاص تدخل السماء، فرأى البعض يدخل والبعض الآخر لا يدخل، لكن رأى أشخاص من الذين يدخلون كانوا أصدقائه جدا، فقال إذن أنا من المجموعة التي سوف تدخل، فجاء عند باب السماء وجد الملاك قد منعه وقال له لا أنت اسمك غير مكتوب، قال له كيف فأنا أصدقائي يدخلون وظل يبكي وقال له أريد أدخل أرجوك ادخل، فجاء صوت قائلا "دعه يدخل"، فأصبح مسرور ودخل، وعندما دخل وجدهم يسبحون، يرنمون، يسجدون، يباركون، قدوس قدوس قدوس، ففي الحقيقة هو غير معتاد علي ذلك، فشعر بالملل فسأل الذي على يساره وقال له متي ينتهوا؟ فقال له في الحقيقة هم لا ينتهون، قال له أمعقول لا ينتهوا؟!، قال له لا لن ينتهوا، ففكر وقال من الممكن أن يكون الذي على يساري يبالغ، فسأل الذي عن يمينه، وقال له متي سينتهون؟ قال لا هم لا ينتهوا، لا ينتهوا، هنا لا ننتهي، فظل واقفا حتي شعر بالملل، تخيلوا ماذا حدث؟ قال أريد أن أخرج، أريد أن أخرج، أنا لا أستطيع، أنا لا أستطيع، أريد أن أخرج. فهذه كانت رؤية تمهيد له لكي يصلح حياته، هل أنت تعتقد أن شخص غير موجود أبدا في حضرة الله الآن ويريد بعد ذلك أن يعيش في حضرة الله باستمرار، تعتقد شخص لم يفتح كتاب أبدا وتريده في النهاية أن ينجح. لذلك يا أحبائي يقولون "ما حياتنا في السماء إلا امتداد طبيعي لما نحياه الآن على الأرض، ما نصيبنا الأبدي إلا امتداد جدا لمن نحياه على الأرض" مثلما بالضبط عندما يكون ابنك يأخذ درس وتذهب لتطمئن عليه من المدرس، تقول له ما مستوي الطفل ؟ يقول لك لا إنه متفوق هو ولد ممتاز، نحن فقط نفكر في أنه يأتي ب 97٪ أو 98٪ نحن نحاول أن نحسن فقط درجته فتطمئن، المدرس يشعر من مجهود الولد أن مجهوده يوصله إلي ذلك، بينما تسأله على ولد آخر يقول لك لا فهو يريد تركيز كثير ومهمل جدا، ونحن نحاول معه، وأنا عملت .....،..... وهو غير مستجيب، فأشعر أن هذا الولد سيقع، ويسقط. فنحن كذلك يا أحبائي إذا نحن الآن نسعى للسماء ننال السماء، إذا كنا لا نسعى للسماء لن ننال السماء، إذا نعيش السماء علي الأرض سنأخذ السماء، إذا لم نعيش السماء على الأرض لا نأخذ السماء فوق، إذا كنت قريب من الله الآن ستكون قريب من الله بعد ذلك، إذا كنت بعيد عن الله الآن ستكون بعيد عن الله بعد ذلك، لذلك فكر في كلمة وبعد ذلك، دائما يا أحبائي نفكر في القادم، أكثر ما يشغل الإنسان المستقبل، لكنه من المفترض أن الذي يشغلنا بالأكثر المستقبل الأبدي، إلى أي شيء آخر نريد أن نصل، وما الميراث الذي نحن نريده، الذي يقول عنه معلمنا بطرس الرسول "ميراث لا يفنى ولا يفسد ولا يضمحل محفوظ لكم في السماويات"، إذا كان الله يا أحبائي أعد لنا ملكوت السموات، أعده تخيل أنت عندما تبني بيت جميل وتزينه وتعمل فيه حدائق وتعمل فيه حمام سباحه وتعمل فيه زينة وتزينه وتحضر له أفضل مفروشات وأفضل إضاءة وتظل تهتم بكل تفاصيله وأعددته أساسا لأولادك، وتجد أولادك لا يريدون أن يذهبوا وتجد أولادك لن يشاركوك حلمك الجميل هذا ولن يشاركوك المكان الجميل الذي أنت فعلته، ويريدون أن يذهبوا أماكن أخرى فإلي أي درجه تكون أنت متأثر في قلبك على هذا الإحساس، عندما يقول الله لنا "لأن أباك سر أن يعطيكم الملكوت"، وعندما يكون أعطانا مواصفات هذا الملكوت ونحن منصرفين عن الملكوت، ونحن غير منشغلين بالملكوت، ونحن لا نفكر في الملكوت، ونحن لا نشتاق للملكوت، فلابد أن أقول في كل مره أصلي فيها "أبانا الذي" عندما أقول كلمة "ليأتي ملكوتك" أفكر فيها جيدا، هل أنا بالفعل أفكر في الملكوت ومشتاق أن الملكوت يأتي، فكر في كلمة وبعد ذلك، الإنسان يا أحبائي حول الوسائل إلى أهداف، الإنسان بخدعة شيطانية ماكرة جدا حول الوسائل إلى أهداف، المال وسيلة عدو الخير حوله إلى هدف، العمل وسيلة، الزواج وسيله، الأبناء وسيله، الهجرة وسيلة، كل هذه الوسائل يا أحبائي أصبحت أهداف كبيرة ، واحد أولاده هم كل شيء، وآخر المال هو كل شيء، وآخر الهجرة هي كل شيء، وآخر لديه ممتلكاته هي كل شيء، يقول لك كن حذر أن هذه كلها أمور زائلة، الذي يظل يربي في أولاده، ويريدهم لكي يكبر هو بهم يصدم بعد ذلك أن هؤلاء الأولاد يتركوه، الذي يسافر، الذي يتزوج، فقد كان من المفترض أن تربيهم أولا للمسيح، وكنت من البداية تعلم أن هؤلاء عطية الله لك، وأنت مجرد أمين ومؤتمن على تربيتهم، فأنت لا تربيهم لنفسك بل تربيهم للمسيح، لا تربيهم لكي تفتخر أنت بهم بل لكي المسيح يفتخر بهم، فتقول له هؤلاء أولادك وهم عطيتك وهم البركة التي اعطيتها لي وأنا أكون أمين عليها، فانت ناظر إليهم على أنهم نعمة توصلك للمسيح ليست تأخذك من المسيح، كذلك المال، كذلك العمل، كذلك السفر، كذلك المكان، أي شيء يا أحبائي فليكن وسيلة للتقرب لله، عدو الخير جعل الوسائل أهداف، تخيل أنت عندما يعجب شخص بالأتوبيس ويقول لك أنا أريد أن أعيش فيه، يقول لك لا هذا يخص الرحلة، يخص الرحلة، هذا لا نعيش فيه، يقول لك أنه أعجبني. نحن كذلك يا أحبائي هناك أشياء نتعلق بها في العالم وهي في حقيقة جوهرها هي وسيلة لكي نقرب بها إلي الله لذلك انتبه لكلمة "وبعد ذلك" هذه، ضعها أمام قلبك كثيرا، كلمة بعد ذلك، بعد ذلك، بعدما تنال الذي أنت تريد أن تعمله هذا، بعد ذلك ماذا تفعل؟، ماذا تفعل بعد ذلك، وبعد ذلك. لذلك ربنا يسوع المسيح يقول لنا أقصى ما برهب الإنسان هو الموت، وإذا كان أقصى شيء يرهب الإنسان السيف، لا تخف، لا تخف من الذي يقتل الجسد، بل تخف من الذي بعد ذلك، فالذي بعد ذلك هو الأهم لأن الذي بعد ذلك هو الدائم، الذي بعد ذلك هو الذي ليس له حل، الذي بعد ذلك هو المصير الأبدي، كم تتألم هنا؟ تتألم سنة، عشرة، عشرين، ستعيش كم سنة خمسين، سبعين، لا الذي بعد ذلك أطول، الذي بعد ذلك أبدية، الذي بعد ذلك لا نهاية، الذي بعد ذلك خلود، فما الذي من المفترض أن يهتم الفرد به؟ دائما يقولون يا أحبائي أن أي رقم يقسم أو يقارن بما لانهاية يساوي صفر، بمعني إذا قلنا عشرة على ما لانهاية يساوي صفر، فإذا قلنا مائة على ما لانهاية يساوي أيضا صفر، لأن ليس من المعقول أنك تضع كوب ماء في محيط وفي النهاية تريد أن تقيس منسوب المحيط ارتفع ام لا، نقول له سوف نضع عشرة أكواب لكي نرى سوف يزيد المحيط إلي أي حد، لا شيء، ولا يزيد، ولا تشعر أنه زائد ولا أي شيء إذن نضع مائه كوب، 2000 كوب، يقول لك أي رقم على ما لانهاية يساوي صفر، أي رقم سوف نعيشه على الأرض أحبائي على ما لانهاية التي هي الأبدية يساوي صفر، إذن الذي نحن نعيشه الآن هو صفر، الذي نحن نعطيه كل اهتمامنا وكل انشغالنا هذا، لا شيء، الذي لابد أن نهتم به هو النهاية، لذلك يقول لك "غير ناظرين إلى ما يرى بل إلى ما لا يرى لأن ما يرى وقتي وأما ما لا يرى فأبدي". فلذلك دائما اسأل نفسك سؤال وبعد ذلك، وبعد ذلك، أخذت ما أريده هذا حستا، هل شبعت إذن، هل شعرت بالاكتفاء، هل شعرت بالرضا أبدا. الإنسان يا أحبائي عميق جدا جدا بعمق الله، أي شيء تضعه فيه لا يشعر بالشبع، ما الذي يشبعه؟ الله، لا يوجد لذة تشبع الإنسان ولا ترضي الإنسان، لذلك مسكين الإنسان الذي في صراع شديد مع نفسه، ويظل يجري وراء مسرات العالم وفكره أنه إذا سهر سهرة في مكان معين وأكل أكلة معينة فهو سيكون سعيد، بالعكس كثير من الأشخاص يا أحبائي التي تسعي وراء هذه الأمور تجدها أشد اكتئابا من الناس المحرومة ، لأن الناس الذين وضعوا في أنفسهم آمال الأرضية ووجدها أنها لا تشبعهم يصبحوا عرضة للإحباط أكثر من غيرهم، لماذا؟ لأنه كان يفكر أنه سيكون مبسوط إذا عمل هذا ، كان فكره أن سيكون سعيد إذا اشترى هذا المكان، أو العربية، أو الفيلا، وبعد ذلك يجد نفسه من داخله مازال فارغ نقول له لماذا؟ لأنك إنت أنت عميق وقوي جدا، أنت عميق جدا بعمق الله، تضع بداخلك .... ولا .... ولا .... إلخ تأتي بهذا الكون كله وتضعه داخلك لا تشبع لأن الكون هذا كله جزء من الله، الله هو الذي يشبعك. لذلك يا أحبائي الإنسان الذي يمتلك الله يكون مشبع، القديس أوغسطينوس قال ذلك "من امتلكك شبعت كل رغباته" من امتلكك شبعت كل رغباته لذلك كانوا ينصحون الآباء ويقولون لهم "اقتني سلاما لا ملكا واشتهي سلاما لا ذهبا" لذلك يا أحبائي الإنسان الذي يكون الله أمام أعينه والذي يريد أن يشبع بالله يكون الله بالنسبة له مصدر سرور، من الممكن أن يكون فقير في الإمكانيات الأرضية والزمنية لكن غني بكلمة الله وغني بمخافة الله ومملوء حكمة وهدوء وسلام ومشورة وممتلئ بكلمة ربنا، ويجلس بجانبه شخص آخر من الممكن أن يكون مشهور وغني لكن تشعر أنه فارغ ، تشعر أنه لا يوجد فيه وبعد ذلك، دائما فكر في كلمة بعد ذلك، إذن أنا الآن في المكان، أنا الآن أعمل، أنا الآن أأخذ، الآن أنا لدي أولاد في المرحلة الثانية. وبعد ذلك، فكر، فكر في النهاية إلى أين تريد أن تذهب؟، في النهاية أين مكانك؟، الذي أنت جهزته لنفسك. ربنا يعطينا يا أحبائي أن يكون نصيبنا في السماء، وتكون السماء هي موضع انشغالنا واشتياقنا وأشواقنا، وتكون السماء هي هدفنا. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمة لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

الجمعة الاولى من شهر هاتور

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين. انجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مرقس البشير الأصحاح العاشر عن موقف نعرفه جميعاً وهو عندما تقدم إليه تلميذيه يعقوب ويوحنا ابنا زبدي وقالوا له نريد أن تفعل لنا كل ما طلبناه، نريد طلب منك، فقال لهم ماذا تريدان أن أفعل لكما؟، فقالوا له أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك. في الحقيقة هذا طلب جميل لكن من الممكن أن يطلبه الشخص وهو لم يحسب نفقته، هما يريدان المجد، هما يريدان الكرامة، هما يريدان أن يكونوا ملتصقين بالسيد المسيح باستمرار، مثلما نجد شخص يحب شخص آخر جداً فيقول له أشتهي أن أعيش معك طوال الوقت، فهما كأنهما يقولان له ذلك، يقولان نحن لا نريد أن نعيش معك هنا فقط لكن أيضا في المجد، أيضا فوق، فقال لهما يسوع "لستما تعلمان ماذا تطلبان"، وكأنهم يقولون له لماذا؟! فنحن نعرف جيداً ماذا نريد، نحن نريد أن يجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك، ونحن كنا نتخيل أنك بمجرد أن تسمع من أحد هذا الكلام ستقول له تحت أمرك، حاضر، من عيني .... إلخ، فهذا طلب جميل، يا ليت جميع الناس تطلب هذا الطلب، لكنه قال لهم لا أنتم لا تعلمون ماذا تطلبون؟، ثم قام بمواجهتهم بالحقيقة، ما هي الحقيقة؟، أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا، وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟، فقالوا له نستطيع. ما هو الكأس؟ الصليب. ما هي الصبغة؟ الدم. هل تستطيعوا أن تشربوا الكأس التي أشربها أنا؟ هل تستطيعوا أن تصلبوا؟ هل تستطيعوا أن تصطبغوا بدمكم؟ هل تستطيعوا أن تحتملوا هذه الآلامات وهذه الإهانات وهذه الأتعاب؟ هل تستطيعوا أن تحملوا الصليب؟ فقال لهما يسوع : "أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها، والصبغة التي أصطبغ بها أنا فتصطبغان، أما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعد لهما". نحن يا أحبائي نمر بفترة مليئة بالقلق، والكثير من الأخبار المزعجة، ويوجد بها أمور مزعجة بالفعل، لكن في الحقيقة الإجابة في إنجيل هذا اليوم الذي يقوم بالرد علي القلق الذي نمر به، وكأن الله يريد أن يقول لنا هناك صبغة لابد أن تصطبغا بها، هناك كأس لابد أن يشرب، والصبغة والكأس هما سبب المجد، وهما الطريق للجلوس عن يمينه وعن يساره، لذلك نستطيع أن نقول يا أحبائي لو قمنا بقياس ما يحدث الآن بمقاييسنا نحن البشرية سوف نعثر جدا، ونتعب جدا، ونخاف جدا، ونضطرب جدا، تقول لي ولكن الذي يحدث كثير، أنظر عدد الكنائس التي احترقت، كم شخص استشهد، كم شخص تعذب، لماذا الله لا يدافع عنا، لماذا لا يدافع الله عن كنيسته، لماذا لا يدافع الله عن أولاده، ولماذا هو تاركنا هكذا وإلى متى؟، كثيرا يا أحبائي ما نقيس أمور سماوية بأشياء أرضية، كثيرا يا أحبائي عقولنا البشرية هي التي تغلب والإيمان ينسحب، وهذه خطه عدو الخير الخطيرة وهي أن يقع بنا في فخ الخوف، فخ الضعف، فخ عدم الإيمان، وهذا الأخطر من الذي يحدث، الذي يحدث يا أحبائي ليس بجديد علي الكنيسة، ولا علي تاريخ الكنيسة، أنت قد تندهش إذا علمت كم كان عدد الكنائس في مصر، تتعجب من عدد الأديرة التي كانت في مصر، لقد كان الساحل الشمالي يا أحبائي مليء بالأديرة، كل كيلو أو أثنين كيلو تجد دير، ويقولوا وأنت تسير علي طريق الساحل الشمالي أصوات التسبحة لا تنقطع، فعندما تبعد عن دير ويبدأ الصوت يخفت تسمع صوت دير آخر، إلى أن تصل مرسي مطروح، لكن هدمت هذه الأديرة، قال لك أن الأديرة يمكن أن تهدم لكن الإيمان يبقي، لو جئنا لنخير الله وقلنا له يارب الإيمان أم الأماكن؟ يقول لك الإيمان، إذا كان المقياس بالأماكن يا أحبائي تعالوا لنذهب إلى أوروبا أو أمريكا وشاهدوا الكنائس والكاتدرائيات الشاهقة، التي لا تستخدم أبدا، التي تحولت إلي متاحف، قم بالذهاب إلي روما، ايطاليا شاهد عظمه الكنائس هناك، تحولت إلى متاحف، تدخل باشتراك واشتراك كبير وضخم، لماذا تدخل؟ تدخل لكي تلتقط صور، تدخل لكي تنبهر. لكن هل الله يقصد أن تكون بيوت عبادته متاحف؟! هل الله يقبل أن تكون له أماكن لمجرد التصوير أو التفاخر؟! الله عندما جاء ليولد ولد في مذود، وعندما عاش عاش في أحقر المدن بيت لحم الصغرى بين مدن يهوذا. نحن يا أحبائي لا بد أن نعرف أن إيماننا أهم من أي شئ آخر، وأننا هياكل الله الحية، وأن الإيمان يقاس بنا ليس بعدد كنائسنا، وأن مخافة الله التي داخلنا هي أهم من أي خوف آخر، لذلك قال "وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا" لا تضطربوا. عندما يقوم عدو الخير بعمل خطط ويحرك بها الإيمان فهو بذلك نجح، لكن إذا فعل خطط وثبت بها الإيمان فهو بذلك فشل، نحن يا أحبائي نحتاج أن نثبت في مواعيد الله، قد يقول أحدكم ولكن هناك مواعيد تقول لك "شعرة من رؤوسكم لا تسقط"، مواعيد تقول "إن أبواب الجحيم لن تقوي عليها"، مواعيد تقول "يحفظ جميع عظامكم واحدة منها لا ينكسر"، فالمواعيد موجودة لماذا لم تحقق؟ اقول لك أنتبه هذه المواعيد هي مواعيد أبدية وليست زمنية، عندما يقول لك يحفظ جميع عظامكم ليس مقصود بها عظامك الآن، لا بل يحفظك أبديا بلا عيب، حتي وأن قطعت أعضائك لكن يحفظ جميع عظامك، يحفظ إيمانك، يحفظ قلبك، يحفظ سلامة نفسك من الداخل. لذلك يا أحبائي عندما ننظر إلى قديس مثل القديس يعقوب المقطع فهو قد تقطع لكن تعالى أنظر له في السماء وكرامته ومجده لتفهم ماذا يعني أنه يحفظ جميع عظامكم، الأمر أمر أبدي وليس زمني، عندما تأتي لتشاهد نفوس المؤمنين العابدين المصلين في أصغر مكان وأبسط مكان تعرف أن الله لا يهتم بالحجر ولكن يهتم بالإيمان، تعرف أن قصد الله لنا يا أحبائي أن نثبت فيه، ونثبت في محبته، وأن نثبت في إيمانه. نحن لابد أن نعرف يا أحبائي أن تفكيرنا إلى حد كبير محصور في الأرض والزمن، لكن تفكير الله مركز على السماء وعلي الأبدية، تفكيرنا أرضي زمني وتفكير الله أبدي سماوي، ومن هنا التعارض، نحن نريد أن يرفعنا الجميع على الأكتاف، نحن نريد مثلاً عندما يأتي شخص ليهدم كنيسة أن الأرض تشق وتبتلعه أو شخص يطلق عليه رصاصة فيموت أو تشل يده، نحن نريد هذا، وحينئذ نقول معجزة ونصبح جميعاً فرحين ونشعر بالانتعاش، أقول لك ليس هذا هو المقياس الروحي، ليست هذه هي معايير الله، لذلك قال لك تعال أشرب الكأس التي شربتها أنا، تعال اصطبغ بنفس الصبغة التي اصطبغت بها أنا، ربنا يسوع عندما آتى شخص ليدق مسمار في يده هل قام بشل يده؟!، ربنا يسوع عندما اقتيد للذبح ماذا فعل في صالبيه؟ دعي لهم بالبركة. وهل ترك الصليب يتم أم استخدم قدرته الإلهية في إيقاف الصليب؟ أبدا، فهو استخدم قوته الإلهية في إتمام الصليب، لذلك يا أحبائي تم الصليب، سيدنا يسوع المسيح عري من ثيابه، بصق عليه، جلد، أهين، وضع في رأسه إكليل شوك، لطم علي وجهه، هذا الكأس يا أحبائي، نفوسنا تجزع من هذا الكأس يا أحبائي، نفوسنا تهرب من الألم، نفوسنا تتضايق من سيرة الصليب، أقول لك لا يوجد مجد بدون صليب، لذلك عندما قالا له نستطيع، رجع مرة أخرى ربنا يسوع المسيح قال لهما أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها والصبغة التي أصطبغ بها أنا فتصطبغان، هذا يا أحبائي شرط المجد الذي وعدنا به الله، "وهب لكم لا أن تؤمنوا به فقط بل أن تتألموا أيضا معه". نحن يا أحبائي عندما نتألم لا نسير في الطريق بمفردنا، لا فهو سلك هذا الطريق من قبلنا، هذا طريق كرسه من أجلنا، هذا طريق هو اختاره بإراداته، فهو أحب الصليب من أجل السرور الموضوعة المحتملة أمام الصليب مستهينا بالعار، لذلك يا أحبائي نفوسنا لا تخف ولا تجزع، لأنه إذا خفنا فذلك هو الأصعب من أي شيء أخر، الأصعب من أن تهدم الكنيسة أن يهدم الإيمان، الأصعب من أن إنسان منا يجلد أو يهان أو حتي يموت أن الإيمان هو الذي يموت، لذلك أثبت في مسيحك، عندما تسمع أن هناك مخاطر قم بالصلاة، وأرفع قلبك إلى فوق، قل له يارب دبر، يارب أحرس، يارب أحمي، وقم بالصلاة ليس فقط لأجل كنيستك وليس لأخواتك المسيحيين فقط لكن قم بالصلاة للبلد كلها، قم بالصلاة للمضطهدين، قم بالصلاة للمتضايقين، قم بالصلاة للمتألمين، قم بالصلاة للمحبوسين، قم بالصلاة لجميع الذين في خطر، قم بالصلاة لأجل الكل، وأفتح قلبك بالحب للكل، واجعل نفسك مثل سيدك، لا تجعل قلبك أبدا يمتلئ بالبغضة، لأن حينما يحاربنا عدو الخير بحربين يكون هزمنا هزيمة قاتلة، يحاربنا في الإيمان والمحبة، حرب شنيعة، أصعب من حرب الرصاص، فماذا يتبقى يا أحبائي إذا هدم الإيمان والمحبة؟، فأين المسيح؟، وأين المسيحية؟. إذن يا أحبائي نحن نحتاج جدا في هذه الفترة أن يكون لنا رسوخ في الإيمان، وأن يكون لنا ثبات في المحبة، وأن تكن المحبة بغير رياء، محبة صادقة، محبة ينبوعها ربنا يسوع المسيح المصلوب الغافر لصالبيه، محبة حقيقية إنجيلية كاملة من ضمير كامل بلا لوم ولا غش، محبة بحسب محبة ربنا يسوع المسيح. نحن يا أحبائي تاريخ كنيستنا ممتلئ بالآلام، والذي يقول لك غير ذلك ويريد أن يسع لك الباب، قل له لا نحن نعرف بابنا جيدا، أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها، والصبغة التي أصطبغ بها أنا فتصطبغان، هذا هو الشرط يا أحبائي، هناك شرط، هناك طريقا جديداً حيا كرسه لنا بالآلام، هذا هو الطريق يا أحبائي، هذا هو الشرط ، من أراد منكم أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني، هناك صليب يا أحبائي لابد أن نحمله، المسيحية غالية، المسيحية هي طريق يؤدي بك إلي المجد السماوي، فلابد يا أحبائي ألا نستثقل أو نهرب أو نجزع من حمل أي صليب، تستعد نفوسنا لأي آلام، ولكن لا نفرط في إيماننا، ولا نفرط في محبتنا أبدا مهما كان الثمن. لذلك يا أحبائي امسك في مواعيد الله، أمسك مزاميرك وصلي بها، أمسك صليب، أصرخ إلى ألهك، وقل كيرياليسون، أرفع قلبك إلى الله، أعمل تماجيد للقديسين الذين تحبهم، ستجد نفسك أنت ممتلئ بالسلام حتى إذا كانت الظروف حولك مازالت ممتلئة بالاضطراب، وثق أن صلاتك لها تأثير حتى وإذا كنت أنت ترى أن هناك شرور تحدث لكن من الممكن أن تكون شرور كثيرة منعت من أجل صلاتك، هذا يا أحبائي إيماننا وهذا رجائنا ونحن نعيش بهذا الرجاء يا أحبائي وبهذا الإيمان، إذا نظرت إلي آبائك القديسين وتاريخ كنيستك ستجد أنها مر بها عصور كثيرة، كثير مضطهدين، كثير من الدول، كثير من الحكام، كثير من الطغاة، قسوة علي الكنيسة ولكن الكنيسة ثبتت، والإيمان يثبت بكل ضيق وبكل افتراء فعلوه بخدع، وفعلوه بإيعاز من عدو الخير. لذلك يا أحبائي لابد أن نعرف أن للرب حرب مع عماليق من دور إلي دور، وأن قوات الظلمة هي التي تحرك، وأن عدو الخير متربص، ومن أكثر الأمور التي تقلقه هي علامة الصليب، وهي الذبيحة، وهي المسيحيين. لذلك يا أحبائي نحن أيضا نقول له "كما سلكت أنت ينبغي أن نسلك نحن"، أعطني يارب كأسك لأشربها، وأعطني يارب صبغتك لكي أصطبغ بها، وإن كنا ضعفاء فأنت تسندنا، أنت يارب الذي أمام أعيننا، وصليبك أمام أعيننا، لا نجزع أبدا طالما أنت أمامنا، تقدمنا أنت حامل صليبك، أسندنا أنت وأعطنا أنت النعمة أننا نحمل صليبك لأننا ضعفاء لكن بك أنت نستطيع أن نحمل الصليب. لذلك يا أحبائي كل لباس الصليب، وكل العباد وكل النساك وكل الآباء احتملوا بكل سرور وكل فرح، على سبيل المثال نذكر عندما قاموا ذات مرة علي دير للعذارى وقاموا بقتل جميع العذارى اللواتي بداخله، لكن كانت هناك عذراء مصابة بالشلل فلا تستطيع الحركة، محبوسة في قلايتها، وتسمع أصوات الدم، وتسمع أصوات الصراخ والدم المتدفق، وترى المناظر لكنهم لا يروها، ماذا تفعل؟! تصرخ وتظل تحرك في باب قلايتها لكي تلفت أنتباههم أن هناك عذراء باقية، أحبوا التعب، أحبوا الموت، عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل، هذا إيماننا، وهذا رجاؤنا، نحن نثق يا أحبائي في مواعيد الله، أن البلد الذي وضع أرجله فيها يباركها، مهما كان هناك مكائد فإنه يباركها، أنظر إلى الدول التي حولنا ستجد المسيحية فيها تندثر، لكن في مصر المسيحية تقوى، نسمع يا أحبائي عن قديسين كثير جدا، نسمع عن القديس أوغسطينوس فهو في بلد في الجزائر، أين المسيحية الآن في الجزائر؟!، أين القديس أغناطيوس قديس أنطاكية، أين المسيحية في أنطاكية الآن؟، أين المسيحية في تركيا الآن يا أحبائي؟، لذلك يا أحبائي قديسي مصر ودماء شهداء مصر وأبرار مصر ورهبان مصر وعذارى مصر حافظين مصر بناء علي وعده أن يكون له مذبح في وسط أرض مصر. لا نخف يا أحبائي، بل نجعل رجائنا وثقتنا فيه، لذلك في قداس أمس يقول يا أخواتي لا تستغربوا البلوة المحرقة المحيطة بكم. الحادثة بينكم، لا تستغرب لأن من المؤكد أن الله له إرادة، لذلك يريد أن يقول لك عندما تمسك في مواعيد الله، عندما تتشدد بالإيمان، ستجد نفسك أنت ممتلئ بالسلام، أرجو منك بدلا من أن تضع روح اضطراب في من حولك أزرع فيه سلام، حتى إذا كنت أنت الآن لا تصلي، اليوم إذا كان هناك كلام على أنه يكون يوم صعب اجعله يكون يوم صلاة، اجعل اليوم هو يوم اتحاد بإلهك، مثلما قال دانيال قال أنا لم أقضي هذه الليلة مع الأسود ولكنني قضيتها مع الملائكة، كانت الليلة التي قضاها دانيال في جب الأسود حسبت له من أجمل أيام عمره، لم يقضيها مع الأسود ولكن قضاها مع الملائكة. الله يعطينا سلام، الله يعطينا إيمان، الله يعطينا محبة. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

انت هو المسيح ابن الله الحي

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين المجد للآب والابن والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا متى الإصحاح السادس عشر عندما "جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس، كان يسأل التلاميذ قائلا من تقول الناس إني أنا ابن البشر، أما هم فقالوا قوم يقولون أنك يوحنا المعمدان، وقال آخرون إيليا، وقال آخرون آرميا أو واحد من الأنبياء، قال لهم وأنتم من تقولون إني أنا، فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيح ابن الله الحي، فأجاب يسوع وقال له طوبي لك يا سمعان بن يونا إن لحما ودما لم يعلن لك هذا لكن أبي الذي في السموات". في الحقيقة يا أحبائي إن معرفة ربنا يسوع المسيح هي مركز حياتنا المسيحية والتي تؤدي بنا إلى الحياة الأبدية، من هو المسيح بالنسبة لي؟، من يقول الناس إني أنا، أنا من؟ في الحقيقة قالوا له يقولون عنك أنك يوحنا، وقالوا يقولون عنك أنك إيليا، ويقولون عنك أنك ارميا، قال لهم أنا يقال عني أشخاص كثيرة جداً!، ما كل هذا؟! لكن أنتم تقولون من أنا؟، من تقولون أنتم إني أنا؟، الحقيقة أجاب بطرس وقال له أنت هو المسيح ابن الله الحي، في الحقيقة إعلان بطرس إعلان كان ينتظره ربنا يسوع المسيح أن يسمعه من تلاميذه، لأنه بلا شك ربنا يسوع المسيح وهو في حياته كبشر يتردد فيه الكثيرون، ربما إذا عرفوا أنه هو المسيح ابن الله ربما ليس فقط يتردد فيه الكثيرون لا بل يعثر فيه الكثير، لأنه من هو ابن الله هذا؟، من هو ابن الله الحي هذا الجالس في وسطنا يذهب، يأكل، يشرب، ينام، يتعب، من هذا الذي نقول عنه أنه المسيح ابن الله الحي؟!، لذلك ربنا يسوع المسيح عندما سمعها من بطرس أعطى له التطويب، قال له "طوباك، طوباك يا سمعان بن يونا إن لحما ودما لم يعلن لك"، ليس هناك أحد جلس معك وشرح لك وحلل لك وأفهمك قال لك بما أن ... إذن، تتذكر عندما رأيناه في الموقف ..... فمن يكون؟ فهو ...... لا لم يجلس معه أحد ليفهمه، لكن ما الذي جعله يقول هذا الكلام؟ إعلان، ما الذي جعله يقول هذا الكلام؟ المعرفة، ما الذي جعله يقول هذا الكلام؟ الاحتكاك، ما الذي جعله يقول هذا الكلام؟ ربنا يسوع المسيح نفسه عندما وجد استجابته، عندما وجد محبته، عندما وجد تودده أعلن له، قال له "إن لحما ودما لم يعلن لك هذا" نحن يا أحبائي لابد أن نعرف من هو المسيح بالنسبة لنا؟، وإذا كنا نقول هو المسيح ابن الله الحي فلابد أن تكون ليس من مجرد العقل لا فهي لابد أن تكون إعلان، ما معنى إعلان؟ بمعنى أنه لابد أن نقولها بقلوبنا، ما الفرق بين العقل والإعلان؟، ما الفرق بين المعرفة والإعلان؟ ، العقل هذا بالتحليل، بالمنطق، بالمذاكرة، لكن الإعلان هذا بالقلب، الإعلان هذا بالاستنارة، الإعلان هذا معرفة من الداخل ليس من السطح، الإعلان هذا عميق، الإعلان هذا تدريجي، الإعلان يمتد إلى الإنسان الخفي، الإعلان يمتد إلى جوهر الإنسان وإلى داخل الإنسان وإلى كيان الإنسان، هذا الفرق بين الإعلان والمعرفة ، قال له "إن لحما ودما .... لكن أبي الذي في السموات" إنه إعلان لذلك يا أحبائي الحياة المسيحية قائمة على الإعلانات، ما معنى إعلان؟ يعني التجسد هذا إعلان، الصليب هذا إعلان، الثالوث هذا إعلان، المجيء إعلان، السماء إعلان كل هذه الأمور يا أحبائي إذا كنا نضع ركائز حياتنا المسيحية على معرفة عقلية وليس إعلان تصبح حياتنا هشة، تصبح حياتنا مهتزة، ستجد المجيء والدينونة والتجسد والصليب موضع تردد وشك، وموضع فحص ليس موضع إيمان وتسليم وخضوع، لذلك قال له "طوباك يا سمعان بن يونا أن لحما ودما لم يعلن لك أبي الذي في السموات"، معرفة حياتية، معرفة عشرة، معرفة الله معرفة اقتراب، معرفة سجود، معرفة خضوع لابد يا أحبائي أن نختبر إعلان ربنا يسوع المسيح لنا في السماء، ما أجمل سفر الرؤيا عندما يبدأ بكلمة إعلان يسوع المسيح، إعلان، إعلان لشيء خفي، إعلان لشيء سري، يعلن فقط إلي المحبين والراغبين والصادقين والجادين، يفتح للإعلان، بمقدار ما نتودد إلى الله بمقدار ما يعلن لنا ذاته، بمقدار ما نكون أمناء وراغبين وشغوفين في معرفته هو يفتح لنا كنوز معرفته لذلك تجد شخص يعرف الله وشخص آخر يعرفه فقط بالعقل أو بالمنطق أو بالأفكار، لماذا؟ لأنه آخذ الأمر من على القشرة الخارجية، لذلك يصدم في أي شيء، ويعثر في أي شيء، وبمجرد أن الله لا يفعل له ما يريد يتضايق مجرد أن الله يرسل تجربة معينة يبدأ يتشكك في الله نفسه لماذا هذا؟ لأنه يريد الله الذي يخدمه هو، يريد الله الذي يحقق له رغباته، يريد الله الذي يفحصه بعقله، لكن إعلان ربنا ليس كذلك يا أحبائي، الله غير مفحوص ، إذا كان الله مفحوص لم يكن إله، إذا كان الله يدرك بالعقل لم يكن إله، لذلك هنا قال "طوباك يا سمعان بن يونا إن لحما ودما لم يعلن لك". فكيف يكون هذا الإعلان؟ قم واتبع ربنا يسوع المسيح، أذهب خلفه، أحضر كل المواقف التي يفعلها، وأحضر كل التعاليم التي يقولها، وافتح قلبك وآمن، وافتح قلبك وصدق، ستجد شعور قوي جدا يقول داخلك أنت هو المسيح ابن الله الحي، جربه وهو يغفر لك، جربه وهو ينير عقلك، جربه وهو يعطيك تواضع، جربه وهو يعطيك من كنوز خيراته، جربه وهو يعطيك سلام في حياتك، تقول من هذا؟ تقول هذا المسيح ابن الله الحي، تقول هذا ربي وإلهي ومخلصي يسوع المسيح، هذا ما آراه كل يوم، والذي أحب أن أجلس معه، والذي أحب أن أسمع له، والذي أحب أن أجلس تحت أقدامه، لذلك يا أحبائي إعلان ربنا يسوع المسيح هذا لا يأتي بالعقل، بل يأتي بالحب أحد الآباء القديسين يقول "إن أردت أن تعرف أسرار اللاهوت كيوحنا افعل مثله" ما هو مثله؟ أن تتكئ على صدر المخلص، من أين عرف يوحنا الأسرار؟ كان يجلس بجواره كثيراً، كان يتكئ على رأسه، كان يضع رأسه على كتفه، كان يجلس جانبه ويتودد إليه ويكون ملاصق له ويتبعه أينما يذهب، عندما تودد إليه، عندما تتبعه أينما يذهب، عندما وضع رأسه على كتفه، بدأ يفهم أسرار وأسرار وأسرار، لذلك أكثر شخص كلمنا عن لاهوت ربنا يسوع المسيح هو يوحنا، لماذا؟ قال لك لأن هذا سر معرفة اللاهوت، ما سر معرفة اللاهوت يا أحبائي؟ ما سر أنني أعرف الثالوث القدوس؟ لكي أعرفه جيداً أقترب من الله، أقترب منه، ومن فكره، ومن أفعاله، تودد إليه، أعبده بصدق وأمانة، أسجد كثير. لذلك الآباء يقولون "أن اللاهوتي الحقيقي هو المصلي، من اللاهوتي الحقيقي؟ الذي يصلي كثير، الذي يصلي كثير يعرف، هذا هو الذي يقال له طوباك لأن لحما ودما لم يعلن لك هذا، كشف له الأسرار، قال له أنت المسيح ابن الله الحي، ابن الله الحي نعم، انتهبوا إلى أن المعرفة في عصر ربنا يسوع المسيح كانت معرفة سيادية، بمعنى أن الكل ينتظر ويتوقع المسيا، لكن أي مسيا الذي هم يتوقعوه؟ المسيا في خيالهم شخص عظيم جدا سوف ينتصر بهم في جميع الحروب، المسيا في نظرهم شخص يحررهم من أي عبودية، المسيا في نظرهم شخص سيأتي عليهم بأراضي كثيرة متسعة وفيرة سوف يرثوها وهي ليست لهم، المسيا بالنسبة لهم يعني انتصارات في الحروب وخيرات وتوسعات أرضية، وشخص يسحق جميع الأعداء، هذا هو المسيا. فهم يظلوا يقولوا هيا تعالى يا مسيا، خلصنا من الرومان، أوسع أرضنا، أغنينا، أعطينا، فهذا هو المسيا الذي في ذهنهم. لكن جاء ربنا يسوع المسيح بعكس ما تصوروا تماما، فقير بسيط متواضع هادئ، يدخل مع كتبة وفريسيين في حوارات، لا يريد أن يدخل في الأمور السياسية، فهل هو أنت حقا المسيا أم لا؟ لا بالتأكيد ليس هو، فكل العلامات التي تقول أنه هو المسيا ليست هي بالنسبة لهم، لماذا؟ لأنهم كانوا يفهموا المسيا بالمعنى الضيق، بالأرض والأعداء والميراث والغنى والعظمة والغلبة، لكن الحقيقة أن ربنا يسوع المسيح آتي ليهزم الأعداء الغير منظورين، أن ربنا يسوع المسيح جاء ليعطينا ميراث ملكوت السماء وليس هذه الأرض التراب، وأن مفهوم العظمة عند ربنا يسوع المسيح أن الذي يكون آخر الكل يصبح هو أول الكل، فهو قد غير المفاهيم، لذلك أعثروا فيه ولم يفهموه، لكن بطرس رغم أنه هو عكس المفاهيم الأرضية التي تقول أنه له هذه الصفات لكي يكون هو المسيا، لكن رغم أنه عكس هذه المفاهيم كلها إلا أنه أثبت لهم وأعلن وقال أنه هو المسيح ابن الله الحي، بالطبع من المؤكد أن هذا الاعتراف أفرح ربنا يسوع، وبالتأكيد اعتراف بطرس غير مفاهيم كثيرة في أذهان بقية التلاميذ نحن يا أحبائي إذا عاش إنسان واحد فقط بعشرة حقيقية مع الله يكون هو نفسه خير إعلان عن الله، إذا اختبر إنسان واحد حلاوة الله في حياته يكون هو خير معلم عن ما هي الحياة مع الله، ربنا يسوع يحتاج لنموذج مثل بطرس لكي يؤمن به الآخرين، لأنه هو قال لهم وهم مغلقين قلوبهم لن يدركوا. نحن يا أحبائي الله أعطانا إعلان له، أعطي لنا إعلانه، نحن المحظوظين الذين أعلن لنا، نحن الذين أخذنا مسحة الروح، نحن الذين أخذنا السر المقدس، نحن الذين أخذنا مسحة الميرون، ماذا تفعل مسحة الميرون؟ تنير القلب، تنير العقل وتجعله يستوعب الأمور الروحية، تجعله لا يأخذ الامور الألهية بالتحليلات العقلية، نحن الذين أكثر أشخاص أعطيت لهم مواهب الروح القدس، ومعرفة الروح القدس أعطيت لنا، ولكن ماذا تفعل فينا معرفة الروح القدس؟ يعرفنا روح الله لأنه لكي تعرف من هو المسيح بدون الروح فذلك صعب، القديس يوحنا قال "لا يستطيع أحد أن يقول أن المسيح رب إلا بالروح القدس". فهل نحن أخذنا الروح؟ نعم أخذنا الروح، إذن نحن نستطيع أن نهتف ونقول أن المسيح رب بكل سهولة لأنه أعطي لنا الإعلان، إعلان يسوع المسيح، لحما ودما لم يعلن لك، فهذا الإعلان ساعد قلبك أن ينمو، افتح قلبك لهذا الإعلان لكي يثمر هذا الإعلان فيك، اعتراف بألوهيته، كرازة بألوهيته، تمجيد لألوهيته، افتح قلبك لكي لاهوت معرفة الله ومعرفة الثالوث تثمر في حياتك، سر يا أحبائي تعطلنا الكثير في حياتنا الروحية الكلمة التي قالها لليهود أنتم تسجدون لما لستم تعرفون، عندما نعرف جيداً نحن لمن نسجد، أتعلم معرفة الله ماذا تعمل فينا؟!، تجعلك لا توجد لحظة في حياتك أنت مبتعد فيها عن الله، قلبك ينبض بمحبته، فكرك دائما يكون ملتصق به، لسانك دائما يلهج فيه، حتى إن أكلت أو شربت أو نمت أو عملت في كل أمورك أنت في حالة وحدة بالله، لماذا؟ لإنه أعلن لك لأن الله بالنسبة لك ليس لحظات، لا بل حياة، الله بالنسبة لك ليس نظريات لا بل إعلان ومن هنا يا أحبائي نحن نحتاج جداً أن نفتح قلوبنا باستمرار لإعلان ربنا يسوع المسيح، ونطلب أن الله يعلن لنا ذاته، نطلب أن الله يكشف لنا حقائق، نطلب أن الله يعطينا القلب المفتوح لكي يرى عجائب، لكي هذه المعرفة تغير في مفاهيمي، تغير في حياتي، الحياة المسيحية يا أحبائي قائمة علي الإعلان، لذلك حتى الكنيسة قائمة على الإعلان، لماذا؟ كلها اسمها أسرار، أنت تجلس اليوم تصلي ولديك إيمان أن السماء تكون مفتوحة، ولديك إيمان ويقين أن الله يسمع، ولديك إيمان ويقين أن روح الله يحل في وسطنا، ويحل على القرابين ويقدسها ويطهرها ويحولها ويظهرها لنا، وبعدما يحول القرابين نتناول جميعاً، ونتناول كلنا قطعة صغيرة كأنها جزء طعام أرضي لكن إيماننا ويقيننا كله أنه جسد سماوي، فما هذا كله؟ كل هذا إعلان، لذلك يا أحبائي الحياة المسيحية قائمة على الإعلان، كذلك الطفل الصغير وهو يعمد، الطفل لا توجد به علامة ظاهرة أمام أعيننا خارقة للطبيعة، نحن نري طفل صغير أخلعنا ملابسه، وأنزلناه في ماء، وتجد الجميع يفرح ويتهلل، فما الذي حدث؟!، لا فإن هناك سر حدث، هناك تحول جوهري حدث، لأن هذا الولد كان مولود من التراب لكن الآن أصبح مولود من الروح، كان مولود من الجسد وأصبح مولود من الله، كان مولود وارث الموت الآن آخذ الحياة الأبدية، كان مولود منسوب لأبيه وأمه الآن منسوب للمسيح وللكنيسة، كان مولود ومعه خطية الآن آخذ بر وغفران خطايا، هل كل هذا حدث؟ نعم كل هذا حدث، كيف؟! بإعلان، بإعلان، أيضا أثنين يدخلوا الإكليل لكي يتزوجوا مازالوا هما أثنين، بعدما يتم سر الإكليل لا تمضي ساعة حتى يقول لك هما ليسوا إثنين هما أصبحوا جسد واحد، فكيف يصدق هذا الكلام؟ بالإعلان، الحياة المسيحية يا أحبائي إعلان، الإنجيل إعلان، اللاهوت إعلان، الحياة الأبدية إعلان، هذا الإعلان يحتاج أن نجلس طوال عمرنا طوال عمرنا نكتشف فيه، وأجمل ما في حياتنا يا أحبائي أنها في المسيح يسوع لا تدرك كمالها إلا في الأبدية، بمعنى أننا نظل نكتشف أشياء ونفرح نفرح نفرح نفرح ونقضي أجزاء كبيرة من الطريق لكن لا نبلغه، مثلما قال معلمنا بولس. "نحن ننظر الآن في مرآه"، بمعنى أننا سنأخذ الحياة الكاملة فوق، يا لبهجة يا لبهجة الإنسان الذي عاش في المسيح يسوع على الأرض عندما تكتمل معرفته في السماء، عندما يعرف كل أسرار اللاهوت، ويعرف كل أسرار التجسد الإلهي، ويعرف كل أسرار الحياة مع الله، ويعرف كل أسرار حقائق الحياة والأمور الغامضة، ويعرف كل أسرار تدابير الله مع البشر، لذلك السمائيين لا يكفوا عن تسبيحه وتمجيده لأنهم عرفوا أشياء مذهلة، لماذا؟ لأن الإعلان أكتمل نحن الآن يا أحبائي علينا أن نجتهد في هذا الإعلان، لا تترك الإعلان الذي يريد الله أن يعطيه لك، لأن هذا يتوقف عليه أمور كثيرة جدا في حياتك، لأنه إذا كانت حياتك بدون إعلان ستكون مجرد معتمد على مجموعه الأمور التي تراها بعينك، والأمور التي تراها بعينك لا تجعلك تتقدم كثير، لأنه قال لك هكذا "غير ناظرين إلى الأمور التي ترى بل إلى الأمور التي لا ترى لأن الأمور التي ترى وقتية وأما الأمور التي لا ترى فأبدية" ربنا يعطينا إعلان محبته وإعلان معرفته ونسعى فيها ونكتشفها فنمجده ونعترف به ليلا ونهارا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل