المقالات

02 يوليو 2020

التناقض المزعوم بين الأسفار وبين إِنْجِيلِ مَتَّى

1- بين سلسله نسب المسيح الوارد فى انجيل متى اصحاح 9 : 1 – 17 والسلسله الوارده فى انجيل لوقا اصحاح 3 : 23 – 38 فنجيب ان الاسماء التى ذكرها متى ولوقا فى سلسله نسب المسيح اغلبها وارد فى الكتاب المقدس وما لم يذكر فى الكتاب فقد اخذه البشيران من جداول النسب الموجوده وقتئذ. والتى كان اليهود محافظين عليها كل المحافظه حتى ان من لم يجد اسانيد لنسبه عزل من الكهنوت (عز 2 : 61 – 63 ونح 7 : 61 – 65). ولننظر اولا فى الجدولين منفصلين عن بعضهما : (1) جدول انجيل متى – اولا قسمه الى ثلاثه اقسام كل منهما 14 جيلا ولكن القسم الثانى ينقصه واحد فقال بعضهم (بما ان القسم الاول انتهى بداود فاراد ان يجعل اول القسم الثانى داود ايضا لاهميته فى موضوع انجيله وهو اثبات ان المسيح تناسل بالجسد من داود) وقال اخر (يجب قراءه عدد 11 هكذا – يوشيا ولد يهوياقيم واخوته ويهوياقيم ولد يكنيا. الخ). لان متى حذف اسم يهوياقيم لرداءه سيرته وبذلك يصير كل قسم14 جيلا). (ثانيا) ترك متى بين يورام وعزيا ثلاثه ملوك عد 8 وهم اخزيا ويؤاش وامصيا (2 مل 8 : 25، 11 : 2، 12 : 21) وكذلك يهوياقيم الذى كان بين يوشيا ويكنيا (2 مل 23 : 43) تركه ايضا عد 11 فالراى الغالب ان هذه الاسماء الاربعه حسب قول علماء اليهود تركت من جميع الجداول النسبيه الدارجه التى اخذ عنها متى جدوله وذلك لاشتهارهم بشرور كثيره. اما كون الابن ينسب لجده فهذا قد عرفنا مما سبق انه مصطلح عليه فى اللغه العبريه. (ثالثا) اعترض بعضهم على عد 11 (ويوشيا ولد يكنيا واخوته عند سبى بابل) فقال: (1) لم يكن ليكنيا اخوه. (2) قد مات يوشيا قبل سبى بابل بعشرين سنه فكيف يذكر انه ولد يكنيا واخوته عند سبى بابل. والجواب على ذلك ان نسخا كثيره بخط اليد قرىء فيها هكذا (ويوشيا ولد يهوياقيم واخوته ويهوياقيم ولد يكنيا) (انظر قراءات كريسباغ) (فان يوشيا كان ابا يهوياقيم واخوته يوحانان وصدقيا وشلوم (1 اى 3 : 15) ويهوياقيم كان ابا يكنيا عند سبى بابل الاول لانه قد سبى بنى اسرائيل ثلاث مرات، وكان الاول فى السنه الرابعه من حكم يهوياقيم بن يوشيا سنه 3389 ق.م ولهذا قال (كالمت) يجب قراءه الايه 11 هكذا : (يوشيا ولد يهوياقيم واخوته ويهوياقيم ولد يكنيا عند سبى بابل الاول ويكنيا ولد شالتئيل عند سبى بابلى). (2) جدول انجيل لوقا. (اولا) دعى ابن ريسا يوحنا ع 27 وفى (1 اى 3 : 19) دعى حننيا والتشابه بين الاسمين موجود (ثانيا) قيل عد 35 و36 (عابر بن شالح بن قينان بن ارفكشاد) وفى (تك 11 : 12 و1 اى 18 : 1) ان شالح بن ارفكشاد لا ابن ابنه. ذهب البعض ان موسى لم يذكر قينان لتكون الاجيال من ادم الى نوح عشره ومن نوح الى ابراهيم عشره، وقال غيرهم ان قينان وشالح اسمان يدلان على شخص واحد، وذهب كثيرون الى ان قينان لم يكن موجودا فى انجيل لوقا غير ان النساخ اخذوه من الترجمه السبعينيه محاكاه لها. 2- بين مت اصحاح 2 : 3، لوص 2 : 25 و32 و38 ففى الاول انه لم يعلم احد بمولد المسيح وفى الثانى انه علم به كثيرون. فنجيب : ان الاول قصد ان العموم لم يعلموا والثانى ان بعض الاخصاء هم الذين علموا. 3- بين متى اصحاح 3 : 14، يو 1 : 31 ففى الاول ان يوحنا المعمدان كان يعرف المسيح وفى الثانى انه لم يكن يعرفه. فنجيب : ان قوله فى الثانى (لم اكن اعرفه) لم يقصد انه كان يجهله كل الجهل انما قصد انه لم يعرفه المعرفه التامه المعلنه من الله التى تقدره على تاديه الشهاده الصريحه العامه. نعم انه كان قد سمع خبر ولاده المسيح غير المعتاده وانباء حكمته وجوده فحمله ذلك على ان يقول له كما فى الاول يوم اتاه ليعتمد (انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتى الى) الا انه لم يكن له سلطان على تاديه الشهاده قبل نزول العلامه الموعود هو بها من السماء اى نزول الروح القدس عليه مثل حمامه. 4- بين مت اصحاح 4 : 5، لو 4 : 5 ففى الاول يختلف عن الثانى فى ايراد حادثه تجربه السيد المسيح. فنجيب : ان الاول راعى الزمان، والثانى راعى المكان، فلوقا ذكر التجربتين اللتين كانتا فى البريه اولا، اما متى فقد ذكر التجارب حسب ترتيب الزمان. 5- بين متى اصحاح 4 : 18 – 27، مز 1 : 16 – 20 وبين لو 5 : 10 ويو 1 : 35 – 46 ففى الاولين ان المسيح دعا بطرس واندراوس ويغقوب ويوحنا وهم على ساحل بحر الجليل وانه دعا بطرس واندراوس اولا ويعقوب ويوحنا ثانيا وفى الثالث انه دعا الاربعه مره واحده وفى الرابع ان يوحنا واندراوس قابلا المسيح اولا بقرب عبر الاردن ثم عرف اندراوس اخاه بطرس بالمسيح وفى اليوم التالى اهتدى فيلبس ونثنائيل ولم يذكر يعقوب اخو يوحنا. فنجيب : للتوفيق بين متى ومرقس وبين لوقا. نقول ان لوقا ضم دعوتى الرسل الاربعه فى دعوه واحده وقال انهم تركوا كل شىء وتبعوه، واما متى ومرقس ففضلا وذكرا دعوه بطرس واندراوس اولا ثم دعوه يعقوب ويوحنا ثانيا. واما عن التوفيق بين متى ومرقس وبين يوحنا فينبغى ان نعلم ان الاولين يذكران حادثه غير حادثه الثالث لانهما يرويان ما جرى عند بحر الجليل وهو يروى ما حدث فى عبر الاردن ثم ان ما رواه يوحنا كان عباره عن تعرف التلاميذ بالمسيح معرفه بسيطه لم تدم اكثر من يوم واحد، اما حادثه متى ومرقس التى كانت بعد تلك بمده فكانت دعوه التلاميذ ليتبعوا المسيح دائما ولم يكن يعقوب مع التلاميذ حينما قابلوه لاول مره، وبعدما قابلوه عادوا الى اشغالهم الى ان قابلهم ومعهم يعقوب فدعاهمه الدعوه النهائيه فتركوا كل شىء وتبعوه دائما. 6- بين متى اصحاح 7 : 14 ى، اصحاح 11 : 29 و30 ففى الاول قال ان باب الحياه الابديه ضيق وفى الثانى ان نيره هين وحمله خفيف. فنجيب : ان طريق المسيح عسر وصعب فى اول الامر على الذين الفوا الخطيئه وعاشوا فى الشر، ولكنه سهل وهين للذين ذاقوا طيبه الرب وعرفوا لذه العشره معه. 7- بين مت اصحاح 8 اصحاح 13 : 3 وبين مر 4 : 35 ففى الاول ان المسيح علم بالامثال بعد هيجان البحر وفى الثانى انه علم قبله. فنجيب : لا يخفى ان البشيرين الاربعه كان لكل منهم غرض خاص فى كتابته، لهذا لا خلاف بينهم اذا لم يرتبوا الحوادث على نظام واحد لنضرب المثل بالخلاف المذكور هنا فان متى البشير كان غرضه ذكر معجزات المسيح فجمعها مع بعضها مره واحده ثم شرع فى ذكر تعاليمه اما مرقس فراعى زمان حصول اعمال المسيح. ونظير هذا كثير فى الاناجيل الاربعه فقط يتفق ان احدهم يتكلم فى موضوع فيقدم ويؤخر له بعض الحوادث كما يقتضيه المقام ويذكر اخر معجزه هامه قادت بعض الناس للمسيح قبل معجزه لم يكن لهما تاثير كبير بينما يهتم غيره بتدوين الحوادث حسب ترتيب وقوعها الزمنى، ويعنى اخر بمراعاه المكان. ومثل هذا اذا وجد لا يعتبر تناقضا فى كتاب الله، وقد اعرضنا عن ذكر المشاكل التى من هذا القبيل مكتفين بهذا الايضاح. 8- بين مت 8 : 5 – 13، لو 7 : 2 – 10 ففى الاول ان القائد اتى للمسيح طالبا منه ان يشفى غلامه ولما قال له يسوع انا اتى واشفيه اجاب قائد المائه وقال يا سيد لست مستحقا ان تدخل تحت سقفى. وفى الثانى انه ارسل له شيوخ اليهود وانه حين دنا من البيت ارسل يقول له (لا تتعب لاننى لست مستحقا ان تدخل تحت سقفى). فنجيب : ان ما ذكره متى من القائد هو الذى التمس من المخلص ان ياتى ويشفى غلامه هو من باب نسبه الشىء لمن كان السبب فيه فقيل عن سليمان انه بنى الهيكل وهو لم يبنه بنفسه بل امر ببنائه. وقيل عن المسيح انه كان يعمد وكان ذلك بواسطه تلاميذه (يو 4 : 1) وقيل ان بيلاطس جلد يسوع (يو 19 : 1) ولم يفعل ذلك غير جنوده. فهكذا ما طلبه الشيوخ اليهود من المسيح نسب لذلك القائد. اما قوله (لست مستحقا ان تدخل تحت سقفى) فقد قاله القائد للمسيح اول ان تدخل تحت سقفى) بواسطه اصدقائه اذا دنا المسيح من بيته كما ذكر لوقا. ثم قاله له بنفسه عند استقباله له بالقرب من البيت. ويحتمل مع ذلك ان يكون قائد المئه قد خرج فى اثر الشيوخ اليهود واصدقائه للقاء المسيح ثم رجع الى منزله وهم قد سبقوه اليه. 9- بين متى اصحاح 28 : 5 وبين مر 4 : 38 ولو 8 : 24 ففى الاول قال التلاميذ (يا سيد نجنا فاننا نهلك) وفى الثانى (اما يهمك اننا نهلك) وفى الثالث (يا معلم اننا نهلك). فنجيب : بما قاله القديس اوغسطينوس جوابا عن ذلك وهو (ان التلاميذ قصدوا قصدا فى ايقاظهم المسيح وطلب الخلاص ولا يهمنا ان نتاكد اى هذه الروايات تضمن كلامهم بلفظه فى تلك الاستغاثه او انهم نادوا بفير ما ذكر. فالقصد والفكر واحد فى الجميع فاذن قد ذكر كل البشيرين المعنى الواحد بكلمات مختلفه. 10- بين مت 8 : 28 وبين مر 5 : 2 ولو 8 : 27 ففى الاول ان المسيح لما جاء الى العبر الى كوره الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان خارجان من القبور فشفاهما وفى الثانى والثالث انه مجنون واحد. فنجيب : ان مرقس ولوقا لم يذكرا غير المجنون الذى كان اشد هياجا والذى تجلت قدره المسيح فى شفائه اياه كما يظهر من عبارتيهما حيث يذكران هياجه بالتفصيل ليشهرا عظمه الاعجوبه التى صنعها سيدهما بشفائه، اما المجنون الثانى فلم يكن مهما وشفائه لم يكن مدهشا كذلك فاهملا ذكره. 11- وبين مت 9 : 9 وبين مر 2 : 14 وبين لو 5 : 27 ففى الاول دعى احد الرسل متى وفى الثانى لاوى. فنجيب : ان هذا من قبيل تسميه الواحد باسماء مختلفه. فسمعان دعى بطرس وصفا، ثم ان بعض البشيرين اقتصروا على ذكر اسمه ولم يذكر اباه، وغيره ذكر صناعته وظروفه الخصوصيه. 12- بين 9 : 18 وعدد 24 ففى الاول ان رئيسا جاء للمسيح قائلا ان ابنتى الان ماتت. ولكن تعال وضع يدك عليها فتحيا. وفى الثانى ان المسيح لما جاء قال (ان الصبيه لم تمت لكنها نائمه). فنجيب : انه اراد بقوله (لكنها نائمه) انها ستقوم بعد قليل كما ينتبه النائم من رقاده، لا ان ذلك كان نوما حقيقيا. 13- بين مت 9 : 18، مر 5 : 23 ففى الاول قال ان الرئيس قال للمسيح (ابنتى ماتت) والثانى قال (ابنتى على اخر نسمه). فنجيب : ان متى ذكر ما قاله الرجل، ومرقس ذكر واقعه الحال. فقوله ماتت بمعنى (انها مدفنه) قريبه من الموت، فمن عاده المصابين ان يعظموا مصابهم طلبا لمزيد الاشفاق عليهم، فهو تركها على اخر نسمه وظن بعد تركه اياها انها ماتت. وفعلا فقد وجدها بعد رجوعه انها قد ماتت حقا. 14- بين مت 10 : 3 وبين مر 3 : 18 وبين لو 6 : 16 ففى الاول دعى احد الرسل لباوس الملقب تداوس، وفى الثانى تداوس، وفى الثالث يهوذا اخا يعقوب. فنجيب : ان الاسماء الثلاثه لمسمى واحد وقد عرفنا ان اليهود يسمون الشخص الواحد باسماء عده. 15- بين مت 10 : 5 و6، مر 16 : 15 ففى الاول قال المسيحه انه لم يرسل الا الى خراف بنى اسرائيل الضاله، وفى الثانى طلب من تلاميذه تبشير بنى اسرائيل اولا حتى لا يكون لهم عذر فى رفضهم البشاره ومن قبيل الاعتناء باهل الايمان وبعدئذ يكرزون فى العالم اجمع. 16- بين مت 10 : 10 ولو 9 : 3 وبين مر 6 : 8 ففى الاولين ان المخلص منع عن تلاميذه اخذ العصا وفى الثالث اباح لهم ذلك. فنجيب : ان قول الاولين معناه لا تاخذوا شيئا فوق ما يلزمكم اى لا تاخذوا من العصا غير ما يلزم ووجدت قراءه عوضا عن عصا (عصى) وهذا ما تحتمله القرينه لانه يقول (لا... ثوبين ولا احذيه ولا عصا) فهنا التحذير من التكسير والاكتفاء بما تدعوا اليه الحاجه. 17- بين مت 10 : 20، اع 23، 5 ففى الاول وعد السيد المسيح تلاميذه بان روح الله يتكلم فيهم وفى الثانى ان الرسول اخطا واعترف بخطاه بقوله عن رئيس الكهنه انه لم يكن يعرفه حين قال له (سيضربك الله ايها الحائط المبيض). فنجيب : ان معنى قول الرسول بولس (لم اكن اعرف ايها الاخوه انه رئيس كهنه) اى لم يعرفه رئيس كهنه لانه ليس كذلك، لانه يجب ان يكون (رئيس كهنه الله) من ابناء هارون ويبقى كاهنا الى ان يموت ثم يقوم مكانه اخر من ابناء هارون ايضا. وهذا الانسان لا دليل على انه من ابناء هارون او على انه رئيس بامر الهى انما اقامه الناس للرشوه او ما شاكله. وكان فى ذلك المجلس كثيرون مما تولوا تلك الرياسه وعزلوا. وكان من الواجب ان يكون رئيس كهنه الله مشابها لله بعض المشابهه فى صفاته الادبيه، لكن حنانيا كان على غايه المخالفه. فلذلك لم يسلم بولس بانه رئيس كهنه ولم يحسب انه خالف الناموس بما قاله. 18- بين اصحاح 10 : 23 وص 16 : 28 وص 24 : 34 وبين 2 بط 3 : 4 ففى الاول قال المسيح للرسل (فانى الحق اقول لكم لا تكلمون مدن اسرائيل حتى ياتى ابن الانسان) وفى الثانى (ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا فى ملكوته) وفى الثالث قال عندما تنبا عن خراب الهيكل ومجيئه ثانيه (الحق اقول لكم لا يمضى هذا الجيل حتى يكون هذا كله) وفى الرابع ان جميع الذين سمعوا هذا الكلام ماتوا ولم ياتى المسيح ثانيهً. فنجيب : ان معنى اتيان المسيح يقصد به حرفيا مجيئه الثانى للدينونه، ومعناه المجازى يطلق على الكرازه وبشرى الانجيل (يو 14 : 33 واف 2 : 17) وعلى تاييد كنيسته وملكوته بقوه فى العالم (مت 16 : 28) وعلى منح الروح القدس للمؤمنين وامارات محبته (يو 14 : 18 و23 و28) وعلى عقابه الاشرار الذين يرفضون انجيله (2 تس 2 : 8) وعلى دعوه المؤمن عليه بالموت (يو 14 : 3). 19- بين مت 10 : 34، يو 14 : 27 ففى الاول يقول المسيح (ما جئت لالقى سلاما بل سيفا)، وفى الثانى يقول (سلامى اترك لكم. سلامى اعطيكم). فنجيب : ان مراد المسيح بقوله الاول انه حاء ليجعل القداسه تسود فى العالم فى وقت كان فيه للشر سلطان عام، فلابد ان يقوم الحرب بين كليهما ويدوم الصراع حتى تتغلب مبادىء المخلص الساميه على المبادىء الرديئه. والمسيح هو اصل السلام وينبوعه لكنه يبغض الشر ودائما يقاومه ويطلب من تابعيه ان يحاربوا حتى الدم مجاهدين ضد الخطيه. 20- بين مت 12 : 39 و40 وبين اصحاح 27 : 36 – 50 ويو 20 : 1 ففى الاول ان المسيح يكون فى قلب الارض ثلاثه ايام وثلاثه ليالى. وفى الثانى والثالث انه مات يوم الجمعه الساعه التاسعه وقام فى فجر الاحد. فنجيب : بما كتبه احد الاباء الافاضل فى ذلك حيث قال : (انه ينبغى للسائل عن حقيقه مده اقامه مخلصنا بالجسد فى الضريح وقيامته المجيده ان يعتبر بلا شك مواعيده الالهيه التى سبق مصرحا بها عن الامه وموته وقيامته حتى يكون له ذلك اساسا يبنى عليه التكلم فى هذه المساله، ومتى تحقق تلك المواعيد الصريحه الصادره عن هذا السر يتيسر له فهم المساله بكل سهوله وذلك ان السيد له المجد قد كشف النقاب عن هذا الامر واعلنه مرات متعدده قبل وقوعه وابانه. راجع (مت 16 : 21 و17 : 23 ويو 2 : 18 ويو 2 : 18 – 22). 21- بين مت 15 : 22، مر 7 : 26 ففى الاول يقول ان المراه التى استغاثت بالمخلص لشفاء ابنتها كانت كنعانيه وفى الثانى انها كانت امميه وفى جنسها فينيقيه سوريه. فنجيب : ان الاول نظر الى اصلها ونسبتها القديمه، والثانى نظر الى البلاد التى ولدت فيها. 22- بين مت 17 : 1 وبين مر 9 : 1 وبين لو 9 : 28 ففى الاول والثانى (بعد سته ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم الى جبل عال منفردين) وفى الثالث بعد ثمانيه ايام. فنجيب : ان المخلص قبل هذا اى فى (مت اصحاح 16 : 28) وعد بعض تلاميذه بانهم لا يذوقون الموت حتى يروه اتيا فى ملكوته وقصد به ان يروه متجليا على الجبل بمجده مع موسى وايليا فقول الاول والثانى (بعد سته ايام) اعنى بعد مرور سته ايام من الوعد السابق وهذه الايام كانت كامله. اما الثالث فقال بعد ثمانيه ايام لادخاله يوم الوعد ويوم التجلى فى حسابه الايام وحسب جزء اليوم كالاصطلاح العام، وقد ذكر متى ومرقس الايام المتوسطه بينهما فقط. راجع حل مشكله 162. 23- بين مت 19 : 9، لو 16 : 18 ففى الاول اجاز المسيح الطلاق لعله الزنا وفى الثانى قال (ومن يطلق امراته ويتزوج باخرى يزنى. وكل من يتزوج بمطلقه من رجل يزنى). فنجيب : ان الطلاق لعله الزنا امر واضح فى الايه الاولى والزواج بعد الطلاق لهذه العله غيرممنوع، واما الذى نهى عنه المخلص فى الايه الثانيه فهو الطلاق لعله اخرى خلاف هذه، والزواج بمطلقه لغير هذا السبب. 24- بين مت 19 : 17، يو 10 : 30 ففى الاول يقول المسيح بمن لقبه بالمعلم الصالح (لماذا تدعونى صالحا. ليس احد صالحا الا واحد وهو الله) وفى الثانى انه يساوى نفسه بالله بقوله (انا والاب واحد). فنجيب : يظهر ان ذلك الرجل الذى خاطبه المخلص لم يكن يؤمن بان المسيح هو الله ولذا يقول له المسيح ان المديح الذى ينسب اليه يجب لله وحدهفكانه يقول له : اما ان تعترف بانى الله واما ان لا تدعونى صالحا لان ليس صالح الا الله. 25- بين مت 19 و21، يو 11 و12 ففى الاول ان المسيح ارتحل من اريحا وجاء الى اورشليم وفى الثانى انه ارتحل من افرايم وجاء الى قريه بيت عنيا وبات فيها ثم جاء الى اورشليم. فنجيب : ان السيد المسيح لما سافر من الجليل توجه الى اورشليم وحضر عيد المظال ثم سافر الى بريه بعد الاردن ومنها سافر الى بيت عنيا فاقام لعازر ثم توجه الى اورشليم ومنها توجه الى افرايم فلبث قليلا يعلم هناك ثم توجه الى اورشليم عن طريق اريحا فشفى الاعميين ثم زار زكا وتوجه الى بيت عنيا قبل عيد الفصح بسته ايام، ففى الاول ذكر بعض سفريات المسيح والثانى اشار الى البعض الاخر. وقس على ذلك ما تجده من الخلاف بين الانجيلين من هذا القبيل. 26- بين مت 20 : 20، مر 10 : 35 ففى الاول ان ام ابنى زبدى طلبت من المسيح ان يجلس ابناها واحدا عن يمينه والاخر عن يساره، وفى الثانى انهما هما اللذان طلبا ذلك. فنجيب : ان امهما طلبت نيابه عنهما فذكر متى من طلب بالنيابه ومرقس من طلب بالنيابه عنه اذا خجل ابنا زبدى ان يطلبا ذلك لنفسيهما. 27- بين مت 20 : 30 وبين مر 10 : 46 ولو 18 : 35 ففى الاول قيل ان اعميين كانا جالسين فى الطريق ففتح يسوع اعينهما وفى الثانى والثالث انه اعمى واحد. فنجيب : ان متى روى ان المسيح شفى هذين الاعميين اذ كان خارجا من اريحا. وذكر مرقس انه شفى اعمى واحدا عند خروجه منها. وذكر لوقا انه شفاه عند دخوله اريحا : وصحه ذلك ان المسيح شفى اعميين فى اريحا احدهما عند دخوله المدينه والثانى عند خروجه منها. فذكر متى الايتين مره واحده من غير تفصيل، واقتصر كل من مرقس ولوقا على ذكر احداهما لكون الايتين من قبيل واحد. 28- بين مت 21 : 2 وبين مر 11 : 2 ولو 19 : 30 ويو 12 : 14 ففى الاول يذكر ان المسيح طلب من تلميذيه ان يحضرا اتانا وجحشا والثلاثه الاخرون يذكرون جحشا فقط. فنجيب : ان متى ذكر ما حدث بالتفصيل اما البشيرون الاخرون فذكروا فقط الجحش الذى ركبه المخلص. اما قول متى (ووضعا عليهما ثيابهما فجلس عليها) فهو من باب استعمال المثنى فى مكان مفرد كما كانت العاده عند العبرانيين ولمناسبه تكرار ذكرهما بصيغه المثنى. 29- بين مت 21 : 19 و20، يو 16 : 30 ففى الاول ان المسيح لم يعلم ان كان فى التينه ثمر ام لا وفى الثانى انه عالم بكل شىء. فنجيب : ان المسيح تصرف فى امر التينه بهذه الكيفيه لانه كان يروم ان يستخدم حادثتها لفائدتهم، ومذكور فى سفر التكوين ان الله قال لادم يوم سقط (اين انت) (تك 3 : 9) مع انه يعلم مكانه وذلك ليسوقه الى الاعتراف والارار بذنبه. وهكذا سئل المخلص اباه على الصليب قائلا (لماذا تركتنى) ليشهر عظم الامه، وسئل عمن لمسه ليذيع ايمان نازفه الدم، وسال عن لعازر اين وضعتموه، وسال عن كميه الخبز كمن يجهل الشىء لغايه صالحه عنده مع انه يعلم كل الاشياء قبل حدوثها. 30- بين مت 21 : 41، لو 20 : 15 ففى الاول لما ضرب المخلص مثل الكرم قال وماذا يفعل باولئك الكرامين. قالوا له اولئك الاردياء يهلكهم هلاكا رديا ويسلم الكرم الى اخرين يعطونه الاثمار فى اوقاتها). وفى الثانى قال : (فماذا يفعل بهم صاحب الكرم. ياتى ويهلك هؤلاء الكرامين ويعطى الكرم لاخرين. فلما سمعوا قالوا حاشا). فنجيب : ان الكتبه قالوا هذا اولا ثم قاله المخلص ليفهموا ان مال القول موجه اليهم. ولما عرفوا انهم هم المقصودون بهذا المثل قالوا حاشا، اى لا ينطبق علينا. 31- بين مت 26 : 7 – 13، مر 14 : 3 – 9، يو 12 : 3 – 7 فبين الثلاثه خلاف فى حادثه المراه التى دهنت المسيح بالطيب. فنجيب : انه ذكر متى ومرقس انها سكبت الطيب على الراس وذكر يوحنا انها سكبته على القدمين، وذلك لان العاده المالوفه ان يسكب الطيب على الراس والشعر فلم يذكره يوحنا لاشتهاره وذكر الامر الغريب فقط وهو السكب على القدمين. 32- بين مت 26 : 29، رو 14 : 17 ففى الاول وعد المسيح تلاميذه بان يشرب معهم من نتاج الكرمه فى ملكوت ابيه، وفى الثانى (ان ملكوت الله ليس اكلا وشربا). فنجيب : لا يلزم من قول المخلص لتلاميذه (اشربه معكم جديدا فى ملكوت ابى) ان فى السماء خمرا وما شاكلها من المشتهيات الجسديه ولا ولائم حقيقيه هناك. ولكن لان الولائم محل الافراح، والراحه بعد التعب والجهاد، ومجتمع الاصحاب، ولان الخمر كانت تشرب فى عيد الفصح فرحا بالنجاه من عبوديه مصر واعتيد شربها فى كل الولائم فى ذلك الوقت، لذلك كنى المسيح بشربها عن المسرات السماويه والفرح بالنجاه من رق الخطيه. واشار بقوله (اشربه جديدا) الى معناه الروحى. 33- بين مت 26 : 39، يو 10 : 17 ففى الاول يطلب المسيح اعفائه من شرب كاس الموت، وفى الثانى يصرح بان له سلطانا ان يموت او لا يموت. فنجيب : ان كل ما اجراه المخلص ليله الامه فى البستان قصد به تعليمنا فقط. فقد اعطانا نموذجا حسنا نتصرف به فى ضيقاتنا فهو لم يطلب الاستعفاء من الموت بل اراد ان يعلمنا ان لا نسارع بارادتنا الى الالام لعله ضعف طبيعتنا. ولو كان يرغب الانعتاق من الموت لهرب منه وكان ذلك متيسرا له كما سبق ذلك مرارا قبل ان تاتى ساعته (لو 4 : 30 ويو 8 : 59) فهو سلم نفسه مختار كما فى قوله الثانى بدليل ما ذكر فى (يو 18 : 6) من ان صالبيه لما جاءوا يطلبونه وقال لهم (انا هو) رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض فهو كان قادرا ان ينجى نفسه ولكنه لم يفعل ذلك. 34- بين مت 26 : 52، لو 22 : 35 و36 ففى الاول نهى عن حمل السيوف وفى الثانى قال (ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا). فنجيب : ان المخلص فى قوله الثانى كانفى مقام نصح وارشاد لتلاميذه فافهمهم ما سيصيبهم ليستعدوا، ولهذا قرت بين ارساله لهم اولا وبين ارساله لهم ثانيا. فخدمتهم التى قاموا بها اولا (لو 9 : 3) كانت مقصوره على سفر الرسل زمنا قصيرا ومسافه قريبه فى وطنهم وبين المستعدين للترحيب بهم وهو بالقرب منهم فى الجسد كى يرشدهم ويعتنى بهم فلم يصادفوا تعبا رغما عن كونهم كانوا بلا كيس ولا مزود ولا احذيه. واما خدمتهم الثانيه فكان عليهم ليقوموا بها ان يسافروا اسفار طويله لنشر بشرى الخلاص بين الغرباء وبين الاعداء احيانا ويكونوا عرضه لضيقات كثيره واخطار عظيمه ولذا سيحتاجون الى اكياسهم لياخذوها معهم للحصول على القوت فى الاسفار. اما قوله (فمن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا) فهو يدل على شده الخطر المحيط بالمؤمنينواحاجه الى الوسائط لدفع الخطر حتى يضطر الانسان لبيع اثوابه التى لابد منها. فكلام المسيح موجه للمؤمنين عامه فى الازمنه المستقبله وهو انباء باتيان ازمنه الضيق والخطر والاضطهاد والموت فيلزم ان يكون لهم من الادوات اللازمه العاديه من اسلحه وغيرها لدفع الخطر من الوحوش الضاريه او من اللصوص او من الذين يضطهدونهم لاجل ايمانهم. ولهذا لجا بولس الى سيف الدوله الرومانيه ليقى نفسه من مكائد اليهود (اع 22 : 26 – 28، 25 : 11). 35- بين مت 26 : 69 – 75 وبين مر 14 : 66 – 72 ولو 22 : 54 – 62 ويو 18 : 16 – 27 فالاربعه يختلفون فى ذكر حادثه انكار بطرس لسيده. فنجيب : انه قد ذكر متى ومرقس ان جاريتين والرجال قالوا له انه مع المسيح وذكر لوقا جاريه ورجلين، وقال يوحنا الجاريه البوابه. وذلك لان لوقا اقتصر على ذكر المره التى انكر فيها بطرس سيده بشده وقوه فذكره لجاريه واحده سالت بطرس لا ينفى ان جاريه اخرى سالته قبل ذلك واحدى الجاريتين كانت بوابه كما قال يوحنا. وقول متى ومرقس ان رجالا سالوه لا ينفى قول لقا ان رجلين سالاه لانه لا يعقل ان الجميع سالوه مره واحده. 36- بين مت 27 : 2 وبين عدد 3 – 5 ففى الاول ان روساء الكهنه كانوا امام بيلاطس وفى الثانى ان يهوذا فى نفس هذا الوقت رد لهم الفضه فى الهيكل. فنجيب : لم يقل الثانى انه سلمهم الفضه بل ردها لهم اى تركها على ذمتهم فى الهيكل كما يؤخذ من قوله (طرح الفضه فى الهيكل وانصرف) اى تركها لهم حتى ياتوا وياخذوها. 37- بين مت 27 : 5، اع 1 : 18 ففى الاول ان يهوذا انتحر بان خنق نفسه وفى الثانى انه (اذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها). فنجيب : ان الاول ذكر ان يهوذا خنق نفسه ولم يذكر شيئا عن احوال ذلك واما الثانى فذكر ما يستنتج منه ان يهوذا علق نفسه فوق جبل شاهق فانقطع الحبل وهو على الصخور فى الحضيض فكان ما حصل. 38- بين مت 27 : 6، اع 1 : 18 ففى الاول ان رؤساء الكهنه اشتروا حقلا بالثلاثين من الفضه وفى الثانى ان يهوذا اقتنى ذلك الحقل. فنجيب : ان الثانى قصد التشنيع على يهوذا فنسب اليه الاقتناء لانه كان السبب فيه. 39- بين مت 27 : 44 ومر 15 : 32 وبين لو 23 : 39 ففى الاول والثانى ان اللصين كانا يعيرانه وفى الثالث انه واحد فقط. فنجيب ان قول الاولين محمول على وضع المثنى فى العبريه او الجمع موضع المفرد كما فى (لو 23 : 36) حيث قيل عن الجند انهم كانوا يقدمون له خلا مع ان المقدم واحد ولا يبعد ان اللصين اشتركا اولا فى التعيير الا ان احدهما مست قلبه نعمه الله فامن. 40- بين مت 27 : 48، مر 15 : 32 ففى الاول ان واحدا ركض واخذ اسفنجه ملاها خلا وجعلها على قصبه وسقى المسيح وفى الثانى انه اعطوه خمرا ممزوجا بمر وذكر ان الخمر قدم له قبل ان يصلب وهو ما اعتاده ان يعطوه للمصلوبين لكى يخدرهم ويخفف الامهم فرفض المخلص شربه ليستوفى الامه، كما انه ذكر انه اعطى له وهو على الصليب. 41- بين مت 27 : 65، مر 16 : 3 ففى الاول ان بيلاطس وضع حراسا على القبر وفى الثانى ان النساء اذ كن ذاهبات لتحنيط جسد السيد لم يحترن الا فى دحرجه الحجر ولم يحسبن للحراس حساب. فنجيب : ان وضع الحراس كان فى الغد الذى فيه بعد الاستعداد (مت 27 : 62) فلم يعلم به النساء لذا لم يفكرن فيه. 42- بين مت 28 : 1 و2 ومر 16 : 1 – 5 ولو 24 : 1 – 4 ففى الاول ان مريم المجليه ومريم الاخرى لما وصلتا الى القبر نزل ملاك الرب ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه، وفى الثانى انهما وسالومه لما وصلن القبر (راين ان الحجر قد دحرج... ولما دخلن القبر راين شابا جالسا عن اليمين)، وفى الثالث انهن لمل وصلن (وجدن الحجر مدحرجا فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع وفيما هن محتارات اذ رجلان وقفا بهم بثياب براقه). فنجيب : ان نزول ملاك الرب ودحرجته للحجر كما فى متى كان قبل وصول المراتين لان الايه لا تفيد اكثر من ذلك حيث قيل (واذ زلزله عظيمه حدثت لان ملاك الرب نزل من السماء... الخ) فاذن حدث هذا قبل وصول المراتين فلم تشاهداه كما فى (مر 16 : 1 – 5 ولو 24 : 2 ويو 20 : 1) تماما. 43- بين مت 28 : 9 ولو 24 : 9 – 11 ويو 20 : 1 – 18 ففى الاول ان الملاك اخبر المراتين انه قام ن الاموات ورجعا فلاقاهما يسوع فى الطريق وقال سلام لكما ثم قال لهما اذهبا اذهبا وقولا لاخوتى ان يذهبوا الى الجليل وهناك يروننى. ويعلم من لوقا انهن لما سمعن من الرجلين رجعن واخبرن الاحد عشر وجميع الباقين بهذا كله فلم يصدقوهن. وقال يوحنا ان المسيح لقى مريم عند القبر. فنجيب : يظهر من (يو 20 : 2 – 19) ان المجدليه مع رفيقاتها لما مضين الى القبر وراته مفتوحا اسرعت من عند القبر راجعه الى اور شليم فاخبرت الرسل فاسرع حالا بطرس ويوحنا الى القبر وتبعتهما المجدليه فدخل بطرس ويوحنا القبر ورايا البستانى فقط فرجعا الى البيت متعجبين، وهى لبثت عند القبر تبكى. واذا تفرست فى القبر رات ملاكين يقدمان الاحترام للمسيح الذى كان خلف المجدليه فالتفتت المجدليه فرات يسوع بهيئه البستانى، ولما سمعت صوته المعتاد (يا مريم) عرفته فاذن المجدليه رات يسوع اولا وحدها كما روى مرقس ويوحنا ثم اسرعت بامر المسيح تخبر الرسل فلحقت باقى النسوه وهناك رات المسيح ثانيا معهن. المتنيح القس منسى يوحنا عن كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
المزيد
20 مايو 2021

شخصيات الكتاب المقدس إيزابل

وكأنه كان أمرًا زهيدًا سلوكه في خطايا يربعام بن نباط حتى اتخذ إيزابل ابنة اثبعل ملك الصيدونيين امرأة. مقدمة لست أظن أن أفلاطون كان يعلم شيئًا عن إيزابل، أو قرأ قصتها، ولو أنه جاء بعدها على الأغلب بما يقرب من خمسة قرون، لكن أفلاطون أعطانا في أحد كتبه العظيمة، صورة مثيرة خيالية تكاد تكون تشبه إيزابل الملك القديمة تمام المشابهة... إذ طلب إلينا أن نتصور وحشًا ضاريًا يجمع في جسد واحد جميع رؤوس الحيوانات المفترسة مجتمعة معاً ومضاف إليها رأس إنسان، والوحوش لا تعيش جميعًا داخل هذا الجسد الواحد فحسب، لكنها أكثر من ذلك تنمو على نحو أكثر ضراوة وتوحشًا ورعبًا... وهل كانت إيزابل إلا هذا الوحش، وقد أطل من عيني امرأة، فأضحت رمزًا عتيدًا رهيبًا لكل أنثى تفعل الشر على نحو معربد وحشي، يسير في قلب العصور والأجيال، ويدمر الأفراد والبيوت والجماعات والعشائر، والكنائس حتى نسمع القول الإلهي لملاك كنيسة ثياتيرا: «أنك تسيب المرأة إيزابل التي تقول إنها نبية حتى تعلم وتغوي عبيدي أن يزنوا ويأكلوا ما ذبح للأوثان، وأعطيتها زمانًا لكي تتوب عن زناها ولم تتب، ها أنا ألقيها في فراش والذين يزنون معها في ضيقة عظيمة إن كانوا لا يتوبون عن أعمالهم وأولادها أقتلهم بالسيف»... أجل وما إيزابل في الواقع إلا الشر مجسمًا، أو المرأة التي تلقت تدريباً خاصًا على يدي الشيطان، واذا كان كل شرير في العادة لا يقدم على الشر، إلا بإغراء وتحريض شيطاني، إلا أن هناك أفراداً وجماعات، وفرقًا يتجاوزون عادة هذا الحد إلى خط أكثر عمقًا ورهبة وهولا، فيفعلون ما لا يمكن أن يفعله إلا من عرف أعماق الشيطان، أو من دخله الشيطان بتعبير آخر كما قيل عن يهوذا الاسخريوطي «وبعد اللقمة دخله الشيطان» والآن هل لنا أن نتتبع كيف دخل الشيطان هذه المرأة، وتغلغل فيها، ففعلت من الشر ما تطن له الأذن - وفي الوقت عينه، نرى يد الله وعقابه وعدالته التي تؤكد أنه فوق العالي وأن الشرير لا يمكن أن يستفيد من الشر بتة، بل أن الشر هو الحية القديمة التي قد تنفث سمها هنا وهناك، ولكنها تتحول آخر الأمر على صاحبها فتلدغه اللدغة القاسية القاتلة المفزعة المميتة، على نحو الدمار والخراب الذي جاء مروعًا ورهيبًا إلى إيزابل وبنيها والذي ذهب في كل تاريخ مذهب الأمثال. المرأة وشخصيتها الشريرة هل يولد الشر ويستقر في حياة الإنسان بين يوم وليلة، أم أن بذرته كأية بذرة أخرى، تبدأ عندما تزرع في مطلع الأمر، عودًا رطبًا يمكن أن يقلع، أو ينمو على حسب ما ينال من صاحبه أو من الآخرين أو المجتمع من مقاومة أو تأييد، ولا أعتقد أن بي تلك الجرأة التي جعلت الكسندر هوايت، يقارن من هذا القبيل بين أشر امرأة في الوجود وأقدسها، بين إيزابل والعذراء المباركة: ويقول إن إيزابل كان شأنها شأن أي فتاة تدخل العالم، بدأت من نفس النقطة، التي بدأت منها العذراء أيضًا، مع هذا الفارق الضخم الرهيب أن كلتيهما وقفت على رأس الطريق الممتد الطويل، فذهبت العذراء في طريق القداسة والحق لتكون الأم العظيمة المطوبة للمسيح سيدنا مخلص العالم، وذهبت الأخرى في شوطها التعس المرهب لتقطعه إلى النهاية، وتكون رمزًا للشر في كل زمان ومكان، ولا شبهة في أن إيزابل كانت امرأة جميلة، فائقة الجمال تدرك ما في الجمال من قوة، وماله من سلطان، ولا شبهة أيضًا في أنها أحسنت استخدامه على ذلك النحو من الصغيان الذي جرف معه كل مقاومة، ربما حاول أخاب أن يبديها، في بعض اللحظات عندما هم ضميره أن يشتكي أو يحتج أو يثور، على ما تفعل من منكر أو تظهر من شر أو استبداد، ولاشك أن مفتاح المرأة يكمن أيضًا في عقيدتها الدينية فهي ابنة اثبعل ملك الصيدونيين، والكلمة «اثبعل» تعني «مع بعل» أو ذاك الذي يسير مع البعل، ينال رعايته ويتمتع بحمايته، ولم يكن الرجل ملكًا على أمته فحسب، بل كان كما يذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودي كاهنًا للبعل وخادمًا له، وقد كان الملك في الأصل لأخيه، إلا أنه تمكن من اغتياله وأصبح ملكًا وكاهنًا معا واستمر يحكم بلاده اثنين وثلاثين عاماً متواصلة، وكان البعل أبا الألهة عند الفينيقيين ومصدر القوة والبهجة والسيطرة وكنت السواري أو عشتاروت آلهة الخصب والشباب والجمال ولم تكن العبادة في الواقع للاثنين إلا مزاجًا من الفساد والخرافة والقسوة والشهوة والدنس مجتمعة معاً، ولا حاجة إلى القول إن الكاهن وابنته، لابد أن الحياة التي يمكن أن يعيشاها ويسلكاها بين الناس،... قال الأب في ثورة غاضبة لولده الصغير: لا أعلم لماذا أنت ولد رديء،... أنا أذكر إني عندما كنت في سنك لم أكن أرتكب من الحماقات والشر مثل ما تفعل أنت نظيره اليوم!!... وأجابه الولد في هدوء وعمق وأناة ورصانة: ربما يا أبي لأنه كان لك أب أفضل وأجمل! ومهما كان في التعبير من سخرية وقسوة لاذعة، إلا أنه يصور إلى أبعد الحدود ماذا يمكن أن يفعل الآباء في أبنائهم في كل جيل وعصر، وإذا كانت القديسة تريزا قد ذكرت أنها تشكر الله أوفر الشكر، لأن واحداً من أبويها لم يصنع في حياتها إلا ما هو مجيد وعظيم ومقدس، فإنه على العكس تماماً، لا يمكن أن ننسى عندما نتأمل شخصية إيزابل أثبعل وأمها وأهلها وبيتها ومدى ما حملت معها من هذا البيت وهي تشق طريقها إلى أرض إسرائيل تحكم مع زوجها قرابة اثنين وعشرين عاماً ثم تسيطر بعد ذلك في نسلها سنوات أخرى قاسية رهيبة، ولعل هذا يفسر كيف ظهرت هذه المرأة على ما عرفت عليه من قسوة أو شر أو عنف!... بل يفسر كيف لعب الدور الوراثي والديني معًا، أبعد الآثار في طبعها الدموي الفتاك، فلا تستريح إلى منظر القتل أو السفك أو الدم فحسب، بل تسر به وتبتهج وترقص على طلب من مزيد! أليس هذا عينه ما قاله السيد: «تأتي ساعة فيها يظن من يقتلكم إنه يقدم خدمة الله...» أجل وبالحقيقة لا نعلم قط، قسوة أو طغيانًا يمكن أن يصل إليه الإنسان، كمثل هذا الذي يمعن خلف تفسير ديني أو فهم عقائدي، ومن العجيب أن المرأة رغم ما جبلت عليه من هذه القسوة أو البطش إلا أنها كانت واسعة الحيلة شديدة الدهاء، تستطيع أن تجد لكل عقدة حلا حتى هذه التي يقف أمامها نابوت اليزرعيلي وآخاب، دون الاهتداء إلى حل، فنابوت كان لا يملك أصلا أن يتصرف في كرمه إذ هو محرم عليه دينيا أن يفعل هذا بحسب الشريعة والدين، وآخاب لا يعرف كيف السبيل إلى حل مثل هذه العقدة مع شهوته العارمة إلى هذا الكرم، إلى الدرجة التي يدخل فيها إلى بيته، ويضطجع على سريره، ويحول وجهه إلى الحائط، ويمتنع عن الطعام والشراب، على أن المرأة الشريرة، وهي ترى زوجها على هذا الوضع، تأتي إليه وتسخر منه وتتعجب، كيف يعجز الملك، أمام عقدة سهلة ميسورة كهذه، فإذا كانت العقدة دينية، فالحل يمكن أن يكون أيضًا بكل بساطة أو يسر حلا دينيًا يستطيع معه الملك أن يأخذ الكرم كما يشتهي دون مبادلة أو حتى بغير ثمن على الإطلاق، ويتم هذا عن طريق حل واحد لا غير، باتهام نابوت بالتجديف على الله والملك، وليس أيسر من اثبات هذه التهمة، بإشاعة الجو المناسب لها، بالصوم والصلاة والحزن كأعظم جريمة يتصور وقوعها في ذلك الحين، فإذا وجد الشاهدان اللذان يمكن أن يعد للشهادة بذلك، فالعقوبة لا تلحق بنابوت وحده، بل لابد لفظاعتها ورهبتها أن تجرف بأسرته معاً، فيرجم الكل ويصبح الكرم بلا وارث، ويرثه الملك عندئذاك بحكم تقليد كان موضوعًا هناك، وتم الكل كما رسمت المرأة ونقذت، ولا بأس عندها أن يأتي الظلم سافرا في بعض الأحايين فإذا لم يكن بد من غطاء، فان الدهاء يمكن أن يجهز هذ الغطاء، خفيفًا أو كثيفًا على حد سواء، هذه هي المرآة التي يظهر من لغة الكتاب كم كانت على أوفر الحظوظ من الجمال والدهاء والتعصب والقسوة بل كم كانت على قدرة غير عادية في التخطيط لنشره ورسمه وتدبيره وتنفيذه معًا. المرأة وتأثيرها الرهيب قال أحد الكتاب وهو يصف هذه المرأة: «إن ظلها الأسود وقع لسنوات متعددة على شعب إسرائيل ويهوذا، إذ هي من ذلك الصنف من النساء اللواتي لا يتورعن عن عمل كل شيء وبكل عنف وبكل أسلوب، ومتى أتيحت لهن قدرة التخريب والتدمير فإنهن على أتم الاستعداد لفعل ذلك على أبشع الصور وأرهبها»، ولعله من الملاحظ أن آخاب زوجها كان من أول ضحاياها وأشدهم خضوعًا وخنوعًا وسقوطاً تحت تأثيرها المدمر وسلطانها الرهيب! وقد وضع أحدهم هذا السؤال قائلاً يا ترى أيهما أبعد أثرًا في حياة الأزواج والرجال الزوجة الفاضلة التي تجتهد على الدوام في دفع زوجها في طريق الحياة والحق والخير والجمال، أم الأخرى الشريرة التي تحركه تجاه الموت والباطل والشر والدمار، ومن المؤسف أنه أجاب أنه يخشى أن تكون هذه الأخيرة أقوى فعلاً وأبعد تأثيرًا!!.. ومع أن آخاب ورث الكثير من عمري أبيه، إلا أننا لا ينبغي أن ننسى، أنه كان يحمل في كثير من الأحايين القوة والقدرة والشجاعة والوطنية، ولو أنه وجد زوجة تغذي فيه وتقوى أفضل السجايا والمثل والمباديء، لتغير تاريخه على الاطلاق، ولما دخل السوق الرهيبة التي سمع فيها قول الله «بعت نفسك لعمل الشر في عيني الرب». ومن الموكد أن مكبث في قصة شكسبير المعروفة ذلك الرجل الذي بدأ حياته قائدًا انجليزيًا ممتازاً ومحبًا ومحبوبًا من الجميع، ما كان من الممكن أن يتردي في جريمته البشعة في قتل ملكه الكريم الطيب لولا تحريض زوجته بأطماعها الآثمة القاسية الشريرة!! كما أني وإن كنت لا أملك أن أجزم بصحة ذلك التقليد القديم الذي جاءنا عن يوسيفوس: أن إيزابل عندما جاءت تحمل إلى زوجها بشرى الخلاص من نابوت اليبزرعيلي وبيته، اهتز الرجل وفزع في مطلع الأمر، بل ومزق أيضًا ثيابه في هلع ورعب، لكني لا أستبعد أن تكون هذه بعض رعشات الضمير المترنح، والذي كان ينتظر قليلاً من ضربات أخرى حتى يمكن أن يقضي على ما بقي فيه من يقظة أو حركة.كما أن إيزابل تعد من أقدم النساء في التاريخ ممن كتبن على رأس قائمة المضطهدات اللواتي قتلن وذبحن وأرقن الدماء أنهارًا في كل مكان... وما أقسى ما فعلت من هذا القبيل في طول البلاد وعرضها. وقد وقف إيليا في فاجعة النفس يروي أمام الله ما تركت أو ما جعلت عبيدها يتركونه عندما قال: «لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف وهم يطلبون نفسي ليأخذوها» ومع أن الكثير من لغة التشاؤم قد سرت إلى حقيقة ما قال: إذ لم يكن هو وحده، بل كان هناك سبعة آلاف ركبة لم تجث للبعل، وكان من بينهم عوبديا ومن معه من الأنبياء الذين خبأهم وعالهم طوال فترة اضطهاد إيزابل الشنيع، إلا أن هذا العدد بعينه وما بلغت الأمة في خراب ودمار وركام وأنقاض تشهد جميعها بما فعلت هذه المرأة الباغية في حياة الناس!. المرأة والمقاومة الإلهية يتعرض المؤمنون على الدوام في عصور الآلام والاضطهاد إلى السؤال الذي يلح على أذهانهم ومشاعرهم وحياتهم، ويضغط عليهم ضغطًا قاسيًا شديدًا: ولكن أين الله من كل هذه الأحداث والمآسي والاضطهادات، وهل يمكن أن يترك الله الشر دون تحذير أو تنبيه أو مقاومة، وليس هذا من باب العدالة فحسب بل لعله من باب الرحمة أيضًا. وقد أسمع الله إيزابل والشعب أكثر من صوت من هذا القبيل، ولعل أول هذه الأصوات وأصرحها وأهمها كان صوت إيليا النبي الذي ظهر فجأة في طول البلاد وعرضها كالنور البارع في الليلة المظلمة، ومع أننا لا نعرف كم كان عمره عندما ظهر، وفي أي بيئة نشأ، وكيف قضى حياته الأولى، إلا أننا نعلم أنه كان الرجل الذي جبله الله على القوة والعنف والصلابة والخشونة، وأعده للحظة الحاسمة ليقف في وجه الوثنية والشر والطغيان والفساد، وكان حريًا بالمرأة أن تعلم، بأن مملكة الله لا يمكن أن تنقرض، وسيجد الله شهوده وسيبقى الركب التي لا تجثو لبعل، ويخرج في اللحظة الدقيقة قائده الشجاع وبطله المنتصر وفي كل عصور التاريخ هيهات أن يهمل الله أو يترك نفسه بلا شاهد، بل سيقف ولو مع واحد فقط ليصنع فيه ومعه المعجزات والأعاجيب، ألم يفعل هذا مع تليماخوس الراهب القديم الذي قدم نفسه للوحوش في روما، فأبطل هذه اللعب البربرية الوحشية التي درج عليها الرومان... ألم يفعل هذا الأمر نفسه مع لوثر عندما وقف في مجمع ورمس وصاح: هنا أقف ولا أتزحزح وليعني الله!... وألم يشجع في هذا السبيل ابراهام لنكولن الذي آثر أن يفشل عدة مرات، على نجاح باطل مزعوم عندما قال: لا لست ملتزمًا على الإطلاق أن أفوز، بقدر التزامي أن أكون على حق، ولست ملتزمًا أن أنجح، غير أني ملتزم أن أقف إلى جانب النور الذي يصل إلى ويوقفني إلى جانب الإنسان الذي يمسك بالحق، وسأبقى إلى جواره طالما هو على حق. وسأربحه على الفور إذا آثر في وقت ما أن يخضع للباطل» وقد جاءت المقاومة لإيزابل أيضًا من وجه آخر، من منع المطر ثلاث سنوات متواليات حتى تعلم إفلاس آلهتها، إذا كان البعل وعشتاروت عندها وعند أبيها وشعبها سر الغيث والخصب والدسم والحياة، فإذا لم تتحقق هذه، بل جاء على النقيض منها الجوع والحاجة والتعب والضيق، فإن لها أو لغيرها من الشعب أن يتجه إلى الله الحي الحقيقي الذي جهلوه وتركوه، كما أن اللقاء الحاسم على جبل الكرمل، بين نبي الله وأنبيائها، كان يمكن أن يعطيها الدرس الأخير لو آن لها أو للناس أن تنفتح عيونهم أو يتأملوا أو يتنبهوا ولكنهم للأسف هيهات هيهات!!.. المرأة والنهاية المدمرة وبعد هذا كله كان لابد أن تأتي النهاية، التي لم تستطع أن تراها، أو يراها الشعب، في وسط المظاهر المتعددة من غرور أو ضجيج ولكن الله رآها، وحدد أين ومتى وكيف ستكون؟ ومع أن الله أعلنها من البداءة على لسان إيليا، وبدأت بهلاك آخاب الذي لحست الكلاب دمه، وتلاها قتل السبعين من أولاده، بيد أقرب الناس إليهم، وارسال رؤوسهم في سلال متعددة إلى ياهو المتمرد على سيده ومولاه، إلا أنها إلى هذا الحد لم تستطع أن تتعلم أو تتعظ أو ترعوى، بل بالحري تمادت ووصلت في شرها إلى القرار وهي تركض سراعًا إلى الهاوية الأبدية، إذا كحلت بالأثمد عينيها وزينت رأسها، وتطلعت من الكوة، لعلها تستطيع أن تقترب بياهو إلى الغواية والإثم دون أن تعلم أنه أداة الله القاسية الرهيبة والتي ستضع الحد النهائي لما اقترفته من آثام وشرور ومفاسد... ومن العجيب أن الكلاب لم تبق من جسدها الجميل الفاتن «الا الجمجمة والرجلين وكفي اليدين» وذلك لا لكي يثبت صدق الله فحسب، بل لتتحول هذه البقايا معالم خالدة على الطريق لكل العابرين كل من يريد أن يرى ويتعلم كيف ينتهي الشرير وشره «وتكون جثة إيزابل على وجه الحقل في قسم يزرعيل حتى لا يقولوا هذه إيزابل»....
المزيد
21 ديسمبر 2021

القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح(33) حياة الكمال المسيحى

{كونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم السماوي كامل } (متى 5: 48). مفهوم الكمال المسيحى وأهميته ودرجاته... الله يدعونا إلى حياة الكمال... إن الله يدعونا الى الكمال ويريد منا ان نتشبه به في كماله {كونوا أنتم كاملين ، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل} (مت5: 48).فالله كامل لاعيب فيه وجميع سبله عدل وامانه ولا يوجد فيه ظلم أو ظلمة البته {هو الصخر الكامل صنيعه ان جميع سبله عدلاله امانة لا جور فيه صديق وعادل هو} (تث 32 : 4) وبالتاكيد فان الله الرحوم لنيطلب منا شئ مستحيل علينا ان نقوم به. فماذا يقصد رب المجد من هذه الدعوة الروحية العالية المستوى عن الجنس البشري الضعيف بطبيعته بعد السقوط. وما هو هذا الكمال؟ وكيف يصل الإنسان إليه؟ لقد كلم الله قديما ابو الاباء ابراهيم ودعاه لحياة الكمال {ظهر الرب لابرام وقال له انا الله القدير سر امامي وكن كاملا } (تك 17 : 1) كما شهد الكتاب قديما لنوح البار بانه كان كاملا فى جيله { كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله وسار نوح مع الله} (تك 6 :9).لقد راينا فى حياة ابينا ابراهيم كيف اطاع الله وذهب من بين ارضه وعشيرته واهله وهو لا يعلم الى اين يذهب، وعاش متغرباً على الارض بين الخيمة ومذبح الصلاة، بل وقدم ابنه وحيده على مذبح الحب الإلهى والطاعة لله فى إيمان بان الله قادر ان يقيمه من بين الاموات ، وفى تجرد من الماديات رفض ان ياخذ شئ من الممتلكات التى استردها من سالبيها وردها لاصحابها بعد معركة كسرة كدر لعومر{ وقال ملك سدوم لابرام اعطنى النفوس واما الاملاك فخذها لنفسك. فقال ابرام لملك سدوم رفعت يدي الى الرب الاله العلي مالك السماء والارض. لا اخذن لا خيطا ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك فلا تقول انا اغنيت ابرام} تك 21:14-23. من أجل هذا استحق ان يكون بركة { فاجعلك امة عظيمة واباركك واعظم اسمك وتكونبركة} (تك 12 : 2). وان يكون الله ترس وحمايةً له { بعد هذه الامور صار كلام الربالى ابرام في الرؤيا قائلا لا تخف يا ابرام انا ترس لك اجرك كثير جدا} تك 15:1.هكذا عاش نوح حياة الايمان عندما امره الله ببناء فلك وسط اليابسة وانتظر الكثيرمن السنين لياتى الله بالطوفان ويغرق الذين استهزأو به ونجا هو واهل بيته من اجل طاعته وإيمانه بصدق مواعيد الله . الكمال المطلق والنسبي ... الكمال المطلق هو لله وحده، ولا يمكن أن يصل إليه إنسان، لأننا كلنا فى الموازين إلي فوق اى ناقصين أما الكمال الذى نصل اليه فهو الكمال الممكن والنسبى على قدر طاقتنا وعمل نعمة الله فينا وسعينا فى الجهاد الروحى وقدراتنا البشرية وامكانيتنا . ولقد ذكر لنا الكتاب أناس وصفهم بالكمال رغم اننا نعلم ان لهم ضعفات فى حياتهم ، لكن الله كان ينظر ايضا الى توبتهم ونموهم والى ما وصلوا اليه فى نهاية رحلة غربتهم على الارض ولا شك ايضا اننا سننمو فى الابدية وباتحادنا بالله الحى الكامل لنصل الى الكمال المطلوب منا. لقد شهد الله عن أيوب البار بانه كامل { كان رجل في ارض عوص اسمه ايوب وكان هذا الرجل كاملا ومستقيما يتقي الله ويحيد عن الشر} (اي 1 : 1).واستحق ان يدافع الرب عنه أمام حروب الشيطان{ فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي ايوب لانه ليس مثله في الارض رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر} (اي 1 :8). ومع أنه كانت له بعض الضعفات ولكن الله يحكم علي كل إنسان بالنسبة إلي إمكانياته وإلي عصره ومستواه وإلي عمل الروح القدس معه. وقد يكون الكمال صفة نصل اليها بالوصول الى تنفيذ وصية معينة، كما فى مثال الشاب الغنى فان كمال الترك وتنفيذ الوصايا ان نعطى ما لنا للفقراء ونتبع السيد المسيح {إن أردت أن تكون كاملاً، اذهب بع كل مالك وأعطه للفقراء} (مت 21:19). وواجبنا أن نسعى إلي الكمال، وليس لنا أن نقول إننا وصلنا إليه، فالكمال درجات كلما يصل الإنسان إلي واحدة منها، يجد كمالاً آخر أعلي وأبعد فى انتظاره ويكون كمن يطارد الأفق أو السراب .ان القديس بولس الرسول كمثال وهو الذي صعد إلي السماء الثالثة، والذي تعب أكثر منجميع الرسل، نجده يقول {لست أحسب إني قد أدركت أو قد صرت كاملاً، ولكن أسعى لعلي أدرك. افعل شيئاً واحداً، أنسى ما هو وراء، وأمتد إلي ما هو قدام} (في 15,12:3)فإن كان القديس بولس العظيم لا يحسب انه قد صار كاملاً، إنما يسعى لعله يدرك، فماذا نقول نحن؟ ومع ذلك فإن بولس يقول بعد ذلك مباشرة {فليفتكر هذا جميع الكاملين منا} أي جميع من يحسبون أنهم قد صاروا كاملين، أو جميع الذين يحسبهم الناس أنهم كاملين. إن طالباً في الابتدائي قد يأخذ الدرجة النهائية في الرياضيات فيقولون أنه كامل بالنسبة إلي هذا المستوي، وقد لايفقه شيئاً في المستوي الأعلى. وهكذا قد يرتقي من مستوي الكمال في الابتدائية إليمستوي الكمال في الإعدادية، ثم في الثانوية ثم في الجامعة. وكله كمال نسبي، ومعذلك لا يحسب أنه قد صار كاملاً في الرياضيات فهناك مستويات ما تزال أعلي منه.إن الله يدعونا للنمو الروحي المستمر، باستخدام كل وسائط النعمة لكي يصل المؤمن إلى {قياس (مستوى) قامة ملء المسيح} (أف4: 13). وليس هذا الوضع الروحي المرتفع إلاَ بعمل النعمة في النفس المجاهدة، كمال وصلت إليه قامات روحية رفيعة، مثل القديس الأنبا أنطونيوس والأنبا مكاريوس الكبير والأنبا باخوميوس والقديس أثناسيوس الرسولى وليس هؤلاء فقط بل فى كل جيل راينا أناس متزوجين وبتوليين وصلوا الى قامات روحيه عاليه بأمانتهم واستجابتهم لعمل الروح القدس . انالله لا يريد لنا ان نحيا فى الخطية بل ان نتوب ونقلع عنها ولا نعود اليها ثم ننموفى معرفته لنصل الى المحبة الكاملة وننمو الى ان نصل الى القداسة والكمال وقال لنا{عيناي على امناء الارض لكي اجلسهم معي، السالك طريقا كاملا هو يخدمني} (مز 101 :6) {طوبى للكاملين طريقا السالكين في شريعة الرب}(مز 119 : 1). ان الله يدعونا ويحثنا الى السير فى طريق الكمال فى خدمته ونسلك فى وصاياه مشجعا ايانا على النمو المستمر. وكمثال للسعى الى الكمال فقد أشتهر احد المهندسين المعماريين فى أمريكا ببراعته ونظرياته الرائعة فى التصميم وعندما ساله احد المعجبين بعلمه : أية بناية تعتبرها رائعتك الفنية؟ أجاب اود ان تكون البناية القادمة انشالله ! فرد عليه أحد مساعديه ، ولكنك تقول دائما "البناية القادمة" فمتى فرغنا منها لا تعود تهتم وتعكف على التخطيط لغيرها! قال له لانى عندما اراها فانى اكتشف ان هناك ما هوأفضل وأحسن وأكمل فى فكرى فلا يعود الحسن يعجبنى !. فان كان ذلك يحدث فى مجالا لهندسة المعمارية فان النفوس الفاضلة تسعى الى الوصول الى الكمال وتنظر دائما الى الأفضل وتحتفظ بثباتها وتواضعها فى تقدمها . المحبة رباط الكمال ... يمكن أن يصل المؤمن إلىالكمال النسبي بالنمو في الفضائل وعمل الخير والخدمة، مبتدئاً بالنمو في المحبة الباذلة { وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال }(كو 3 : 14).الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. ان بنائنا الروحى يجب ان يقوم على المحبة التى شبهها الاباء القديسين مع التواضع بانهاء المادة الاساسية التى تربط البناء الروحى كله متماسك معا كالمؤنه بالنسبة للحائط تجعله متماسك وحدة واحده ولقد اكد السيد المسيح على أهمية المحبة لانها لب وجوهر كلام الناموس والانبياء { وساله واحد منهم وهو ناموسي ليجربه قائلا. يا معلم اية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الاولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء} مت 35:22-40.اننا بالتقدّم في الفضيلة نتشبّه بالله، حيث يمنحنا الرب نعمة المحبة كثمرة من ثمار الروح القدس لنحب اعدائنا ككمال لوصية المحبة {سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين. لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك. وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل} مت43:5-48. لم تأمر الشريعة ببغض العدوّ كوصيّة يلتزم بها المؤمن، في كسرها كسرللناموس وإنما كان ذلك سماحًا أُعطى لهم من أجل قسوة قلوبهم. لقد ألزمت بحب القريب وسمحت بمقابلة العداوة بعداوة مساوية، لكي تمهد لطريقٍ أكمل، أن يحب الإنسان قريبه على مستوى عام، أي كل بشر. يظهر ذلك بوضوح من الشريعة نفسها التي قدّمت نصيبًا منمحبّة الأعداء ولو بنصيب قليل، فقيل {إذا رأيت حمار مبغضك واقعًا تحت حمله وعدلتعن حلّه فلابد أن تحلّ معه} (خر 23: 5). وقيل أيضًا {لا تكره أدوميًا لأنه أخوك،ولا تكره مصريًا لأنك كنت نزيلاً في أرضه} (تث 23: 7). مع ان الادوميين والمصريين كانوا بمثابة أعداء لهم . لقد طالب السيّد المسيح المؤمنين أن يصعدوا بروحه القدّوس على سلّم الحب فيحبّون حتى الأعداء، ويحسنون إلى المبغضين لهم، ويصلّون لأجل المسيئين إليهم.وبهذا يحملون مثال أبيهم السماوي وشبهه. ويرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن السيّد المسيح قد جاء ليرفعنا إلى كمال الحب، الذي في نظره يبلغ الدرجة التاسعة، مقدّمًا لنا هذه الدرجات هكذا . الدرجة الأولى: ألا يبدأ الإنسان بظلم أخيه. الدرجة الثانية: إذا أصيب الإنسان بظلم فلا يثأر لنفسه بظلم أشد، وإنما يكتفي بمقابلة العين بالعين والسن بالسن (المستوى الناموسى الموسوي). الدرجة الثالثة: ألا يقابل الإنسان من يسيء إليه بشريماثله، إنّما يقابله بروح هادئ. الدرجة الرابعة: يتخلّى الإنسان عن ذاته، فيكون مستعدًا لاحتمال الألم الذي أصابه ظلمًا وعدوانًا. الدرجة الخامسة: في هذه المرحلة ليس فقط يحتمل الألم، وإنما يكون مستعدًا في الداخل أن يقبل الآلام أكثر مما يودّ الظالم أن يفعل به،فإن اغتصب ثوبه يترك له الرداء، وإن سخّره ميلاً يسير معه ميلين. الدرجة السادسة: أنه يحتمل الظلم الأكثر ممّا يودّه الظالم دون أن يحمل في داخله كراهيّة نحو العالم. الدرجة السابعة: لا يقف الأمر عند عدم الكراهيّة وإنما يمتد إلى الحب. "أحبّوا أعداءكم". الدرجة الثامنة: يتحوّل الحب للأعداء إلى عمل، وذلك بصنع الخير "أحسنوا إلى مبغضيكم"، فنقابل الشرّ بعمل خير. الدرجة التاسعة والأخيرة: يصلّي المؤمن من أجل المسيئين إليه وطارديه. هكذا إذ يبلغ الإنسان إلى هذه الدرجة، يقدّم عن الكراهية والعداوة عوضها حبًا عمليًا ويقف كأب مترفّق بكل البشريّة، يصلّي عن الجميع طالبًا الصفح عن أعدائه والمسيئين إليه وطارديه، يكون متشبِّهًا بالله نفسه أب البشريّة كلها. وقد أخبرنا القديس بطرس المختبر، أن الله قادر {أن يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم (1بط5: 10). فهلنثق في وعد الله في أنه يسندنا في سيرنا في طريق الكمال الروحي؟ . اننا اذ نسيرعلى خطى يسوع المسيح المحب فاننا نختبر قول الرب {إن قوتي في الضعف تكمل} (2كو12:9). ان هذه المحبة العملية للاعداء ظهرت على الصليب عندما طلب الحبيب من الآب السماوى الغفران لصالبيه قائلاً { ياابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون} (لو 23 : 34). ومن المعلم الصالح تعلم القديس استفانوس ان يغفر حتى لراجميه وهم يرجمونه بالحجارة { ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية واذ قال هذا رقد} (اع 7 : 60). الكمال نمو روحى فى عدم أكتفاء ... والمعنى المقصود بالكمال أيضا قد يكون عدم الإكتفاء بالوضع الروحي الذي يكون فيه المؤمن المجاهد الآن، لأن الطموح الروحي بلا حدود، فمع أن الرسول بولس قد نال بركات روحية عظيمة، لكنه لم يشبع من المسيح أبداً، بل أعلن أنهظل يسعى للمزيد باستمرار، حتى نال اكليله. وعلَمنا أن نقول دائماً {أستطيع كلشيء في المسيح الذي يقويني}(في 4: 13). والجهاد الروحي يكون في كل المجالات الروحية، وضد كل الخطايا، فقد يترك انسان خطية ما، فيظن أنه بذلك قد ارتفع مستواه الروحي كثيراً، ولعل الشيطان قد توقف عن محاربته في تلك الخطية بالذات، ليعطيها حساساً بالغرور، والميل للإفتخار بالإنتصار على خطية واحدة. وكذلك يجب عدم التهاون مع الخطايا التي يظنها البعض صغيرة أو تافهة لأن من حفظ كل الناموس(وصايا الله)، وانما أُعثر في واحدة فقط، فقد صار متعديا و{مجرماً في الكل} (يع2:10). { ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان }(2كو 2 : 14). اننا لكى نصل إلى الكمال الروحى المطلوب منا ينبغيان نشعر بوجود الله الدائم معنا ومعرفته لافكارنا وتصرفاتنا ومحاسبتنا لانفسنا على كل فكر وقول وسلوك ، وذلك للنمو في النعمة والحكمة. كما يقول صاحب المزمور { جعلت الرب امامي في كل حين.لانه عنيميني فلا اتزعزع} (مز 16 : 8).تخيل مثلاً أن يجلس بجوارك في سيارتك أحد القديسين . فهلتتفوه بكلمة صعبة لمن يضايقك في طريقك؟! عدم تفوهك بذلك يرجع إلى أنك تشعر أن أبمبارك يجلس بجوارك وعلى هذا المنوال ينبغي أن تشعر دائماً أن الله يجوارك ويراقبكفي كلامك وكل تصرفاتك، وبذلك تستطيع أن تبتعد عن العثرة الضارة للنفس وللناس. الاهتمام بتقديس القلب وحياة الكمال.. ان القلب فى هو مركزالحياة الروحية ويقصد به الانسان الداخلى بما فيه من عواطف ومشاعر وانفعالات ودوافع وارادة وهو الموجهه للانسان نحو الخير ومحبة الله او الشر والبعد عنه لهذا يوصينا الانجيل بان يكون قلبنا كاملاً فى محبته لله { فليكن قلبكم كاملا لدى الرب الهنا اذ تسيرون في فرائضه وتحفظون وصاياه كهذا اليوم} (1مل 8 : 61). ولهذا اوصى داود النى ابنه سليمان ان يحب الله بقلب كامل { وانت ياسليمان ابني اعرف اله ابيك واعبده بقلب كامل ونفس راغبة لان الرب يفحص جميع القلوب و يفهم كل تصورات الافكار فاذا طلبته يوجد منك واذا تركته يرفضك الى الابد} (1اخ28 : 9). ولقد بدأ سليمان بداية حسنه لكنه تغير قلبه بسبب محبة للنساء { وكانفي زمان شيخوخة سليمان ان نساءه املن قلبه وراء الهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا معالرب الهه كقلب داود ابيه} (1مل 11 : 4). ان الله يريد ان نعطيه قلوبنا ونسير فى طريقه وهو فى امانته يقوى هؤلاء السائرين فى طريق الكمال معطيا لهم سعادة وبركة { لانعيني الرب تجولان في كل الارض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه} (2اخ 16 : 9). فعليناان نعطى قلوبنا ومحبتنا لله ونحب الغير حبا فى الله محبة روحية طاهره تبنيهم ولاتذيد محبتنا لهم عن محبتنا لله أو تنحرف فتتحول الى شهوة خاطئه تبعدنا عن دائرةمحبة الله . تشجيع الله لنا للسير فى طريق الكمال أن الكمال والقداسة صفة ينسبها الله لأولاده، حتى ولو لم يكونوا كذلك لأنه يحبهم جداً، فلنحاول أن نجاهد لنصل للكمال الذي يريده الله لنا. وتمسك بوسائط الخلاص كلها التي هي طريق للكمال المنشود. فان قالت النفس {أنا سوداء كخيام قيدار} يقول الرب المحب {كلك جميلة ياحبيبتي وليس فيك عيب} (نش1: 5، 4: 7).ان الله يريد ويسعى الى خلاصنا وقداستنا ولهذا يجب علينا ان ننمو ونسعى فى طريق الخلاص والقداسة كما دعانا الكتاب { فاطلب اليكم ايها الاخوة برافة الله ان تقدموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية . ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة. فاني اقول بالنعمة المعطاة لكل من هو بينكم ان لا يرتئي فوق ما ينبغي ان يرتئي بل يرتئي الى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الايمان. فانه كما في جسد واحد لنا اعضاء كثيرة ولكن ليسجميع الاعضاء لها عمل واحد. هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح واعضاء بعض البعض كل واحد للاخر. ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا} رو 1:12-6.نحن نشكر الله على قبوله وتشجيعه لنا لنسير معه فى طريق الكمال كاطفال نحبو يمسك بايدينا لئلا نسقط وعندما نتعثر نجده يسرع الينا كما بطرس الرسول منتشلاً ايانا من الغرق ، ومقويا لنا فى الضعف واهبا لنا كل امكانيات النمو فى حياة القداسة والكمال المسيحى فهو رئيس إيماننا ومكمله وهو الطريق والحق والحياة لكل السائرين فى طريق الكمال . الكمال فى حياة وتعاليم السيد المسيح كمال الله وقداسته ... الله وحده له الكمال المطلق فى ذاته وفى كل شريعته وأعماله وطرقه { هو الصخر الكامل صنيعه ان جميع سبله عدل اله امانة لا جور فيه صديق وعادل هو} (تث 32 : 4). { الله طريقه كامل وقول الرب نقي ترس هو لجميع المحتمين به} (2صم 22 : 31). {ناموس الرب كامل يرد النفس. شهادات الرب صادفة تصير الجاهل حكيما}(مز 19 : 7).وعندما يختار الله الكامل العادل والقدوس له شعباً، يجب ان يصبح هذاالشعب بدوره قدوساً، أي مفروزاً عمَا هو دنيوي، ومكرساً لله، فيفرض عليه بذالك حتماً مطلب الكمال. فما هو مكرّس لله ينبغي أن يكون سليماً صحيحاً لا عيب فيه.فهذه السلامة مطلوبة حتى بالنسبة إلى الحيوانات التي تقرب للذبيحة {لا تقربوا للرب حيواناً أعمى أو مكسوراً أو مجروحاً } (لا 22: 22). وتسري هذه الشريعة ذاتها بالنسبة إلى الكهنة خدام الله فيجب ان لا يكون لديهم عيوب جسدية اوأدبية أو روحيه تعيق خدمتهم (لا 21: 17-23).ثم تصل لتكون مطلب من كل مؤمن ومؤمنة فى المسيح يسوع، وتوصَي القواعد الخاصة بالطاهر والنجس الشروط المقررة في هذا الصدد (لا 11 إلى15). وعندما يتعلّق الأمر بالأشخاص، ينبغي أن يضاف إلى السلامة الطبيعية السلامة الأدبية،فيجب خدمة الله " بقلب كامل "وبكل إخلاص وأمانة (1 ملوك 8: 61، تث 6: 5، 10: 12)، وأن هذه الخدمة تشمل الطاعةللوصايا والكفاح ضد الشر. ولذا فإن الانحرافات في المفهوم الديني كانت موضع محاربه شديدة من جانب الأنبياء فى العهد القديم فاى قداسة وبر يجب ان نسير عليه نحن الذين أخذنا نعمة الروح القدس؟ . أن ما ينبغي البحث عنه هو البر الحقيقي، مع تجنَب العنف والأنانية، ومع العيش في الإيمان بالله، وعمل الحق والإحسان والرحمة وهذا هو مفهوم لصوم الروحى حتى فى العهد القديم { اليس هذا صوما اختاره حل قيود الشر فك عقد النير واطلاق المسحوقين احرارا وقطع كل نير. اليس ان تكسر للجائع خبزك وان تدخل المساكين التائهين الى بيتك اذا رايت عريانا ان تكسوه وان لا تتغاضى عن لحمك.حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعا ويسير برك امامك ومجد الرب يجمع ساقتك. حينئذ تدعو فيجيب الرب تستغيث فيقول هانذا ان نزعت من وسطك النير والايماء بالاصبع وكلام الاثم. وانفقت نفسك للجائع واشبعت النفس الذليلة يشرق في الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر. ويقودك الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة ريا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه. ومنك تبنى الخرب القديمة تقيم اساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى} اش 6:58-12. انالكمال فى السعى لحفظ وصايا الله يجب ان يمتد الى الأمام بحسب عمل النعمة فينا معا لشعور بالضعف وعدم الوصول بعد الى الكمال بل وهذا ما يدعونا اليه الرب { كذلكانتم ايضا متى فعلتم كل ما امرتم به فقولوا اننا عبيد بطالون لاننا انما عملنا ماكان يجب علينا} (لو17 : 10). السيد المسيح ودعوته للكمال ان السيد المسيح فى تجسده على الارض وخدمته تحلى بكل خصال الصلاح والعدل والرحمة وان كان هو الابن الكلمة المتجسد والواحد مع الآب فى الجوهر فانه القدوس والكامل وهو الذى دعانا الى الكمال كما ان الله قدوس وكامل { فكونوا انتم كاملين كما اناباكم الذي في السماوات هو كامل} (مت 5 : 48) .وهو يريد لنا ان نتحد بكماله سائلا الآب من أجلنا { لست اسال ان تاخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير. ليسوا من العالم كما اني انا لست من العالم. قدسهم في حقك كلامك هو حق. كما ارسلتني الى العالم ارسلتهم انا الى العالم. ولاجلهم اقدس انا ذاتي ليكونوا هم ايضا مقدسين فى الحق. ولست اسال من اجل هؤلاء فقط بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم. ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب في وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني. وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحدا كما اننانحن واحد.انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد وليعلم العالم انك ارسلتنيواحببتهم كما احببتني} يو 15:17-23. أعلن لنا السيد المسيح بأن الإله القدوس هو إله المحبة، يضفي على مطلب الكمال الناشئ عن العلاقة بالله، توجهاً جديدا فى علاقتنا بالله وهى ان الله محبة ويريد ان يهبنا محبته ويضفى علينا كماله { وخرج لك اسم في الامم لجمالك لانه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب} حز 14:16. لقد جاء من أجل خلاص الخاطئين (متى 9: 12- 13). أجل، إنه{الحمل الذي بلا عيب}(1 بط 1: 19)، الذي أشار عليه سفر اللاويين ليقدم محرقة عن خطايانا، وفي سبيل غفرانها يسفك دمه على عود الصليب وهذا ما قاله القديس يوحناالمعمدان عندما نظر السيد المسيح مقبلاً اليه (هوذا حمل الله ، الذى يرفع خطية العالم )، فهكذا يصير كاهننا " الكامل " (عبرانيين 5: 9- 10)، القادر أنيجعلنا بدورنا كاملين (عبر 10: 14). { وكما رفع موسى الحية في البرية هكذ اينبغي ان يرفع ابن الانسان. لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن بهبل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم} يو14:3-17. السيد المسيح وكمال الوصايا إن كان السيد المسيح يطالبنا أن نعلن النور الإلهي الساكن فينا خلال حياتنا العمليّة، فتصبح حياتنا كسراجٍ على منارة يضيء لكل من في البيت، ويتمجّد أبونا السماوي أمام الجميع، فما هي الوصايا التي نلتزم بها في حياتنا؟ هل هي وصايا غيرالشريعة الموسويّة؟ وهل تتعارض معها؟ يجيب السيّد مؤكدًا: {لا تظنّوا إنيجئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل} مت 17:5 فقد جاء ليكمّل الناموس والأنبياء بطرق متنوّعة أولاً: تحقّقت النبوّات في شخص المسيّا فلقد أكمل الأنبياء بقدر ما أكّد بأعماله كل ما قيل عنه، فقد اعتاد الإنجيل أن يقول في كلحالة: {لكي يتم ما قيل بالنبي} (مت 1: 22-23)، وذلك عندما وُلد، وعندما ترنم له الأطفال بالتسبحة العجيبة، وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة. لقد حقّق هذه الأمور التيما كان يمكن تحقيقها لو لم يأتِ) ثانيًا: أكمل السيّد الناموس بخضوعه للوصايا دون أن يكسرو صيّة واحدة. يقول ليوحنا المعمدان: {لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل له كل برّ} (مت3: 15)، ويقول لليهود: {من منكم يبكّتني على خطيّة}(يو 8: 46)، كما يقول لتلاميذه:{رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء}(يو 14: 30). هذا وقد شهد عنه النبي،قائلاً{إنه لم يعمل ظلمًا، ولم يكن في فمه غش}(إش 53: 9). ثالثًا: أنالسيّد المسيح لم يكمّل الناموس في نفسه فحسب، وإنما يكمّله أيضًا فينا، قائلاً: هذاهو العجب ليس أنه هو حقّق الناموس، بل وهبنا نحن أيضًا أن نكون مثله، الأمر الذيأعلنه بولس بقوله: {لأن غاية الناموس هي المسيح للبرّ لكل من يؤمن}(رو 10: 4)، كماقال: {دان الخطيّة في الجسد، لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد}(رو8: 3-4)( أنظر ستجد المزيد من عظات القمص افرايم الأنبا بيشوى هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين). وأيضًا: {أفنُبطل الناموس بالإيمان؟! حاشا! بل نثبِّت الناموس} (رو 3:31). فإنه مادام الناموس كان عاملاً لكي يبرّر الإنسان، لكنّه عجز عن تحقيق ذلك.جاء (المسيح) ودخل بالإنسان إلى طريق البرّ بالإيمان مثبتًا غاية الناموس. ما لميستطع الناموس أن يتمّمه بالحروف تحقّق بالإيمان، لهذا يقول{ما جئت لأنقض بل لأكمل} رابعًا: أكمل أيضًا السيّد الناموس بتكميل نصوصه كروحوحياة وليس بعبادة حرفيه وبالدخول إلى أعماق وكمال الوصية. ففي القديم أمر الناموس بعدم القتل، فجاء السيّد ليؤكّد الوصيّة لا بمنع القتل فحسب، وإنما بمنع الغضب باطلاً، أي نزع الجذر، فتبقى الوصيّة في أكثر أمان، إنه بهذا لم ينقضها، بل قدّمها في أكثر حيويّة وقوّة. هكذا فى خطية الزنا يريد لنا ان ننتصر عليها بقداسة الحواسوالفكر {قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن، وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها ، فقد زنى بها في قلبه} مت 27:5-28. إن هذه الخطيّة تكمل على مراحل إثارتها ثم التلذّذ بها، ثم إرضائها فإن كان الناموس قد حرّم إرضاء الخطيّة أيتنفيذها، فإن السيّد المسيح جاء ليقتلع جذورها بمنع الخطيّة من المرحلة الأولى. إنكانت الخطيّة تبدأ بالإثارة خلال النظرة الشرّيرة، ليتقبّلها الفكر ويتلذذ بها ثم تدخل إلى الإرضاء بالتنفيذ العملي، فإنه يسهل على المؤمن أن يواجهها في مرحلتها الأولى قبل أن يكونلها موضع في الذهن أو لذّة خلال الممارسة للخطأ. المسيحى وحياةالكمال أمكانيات الكمال للمؤمن ... لقد طلب منا الله ان نكون كاملين ، ويظن الكثيرين ان هذه الغاية صعبة المنال بل تبدوا مستحيلة فى ظل متغيرات العصر الحديث وصرعاته المتلاحقة . الا انها تبدو متيسرة لنا لو عرفنا واستخدمنا كلا لامكانيات المتاحة لنا من الله ووسائط الخلاص ولو عرفنا ان وصايا السيد المسيح تتجه بالمؤمن لا الى الارض بل للسماء ، عندما يتجه الانسان الى الإرض وشهواتها تتجه سيرته الى أسفل ويهبط فى تصوراته وأفكاره الى سلم المادة والفساد والفناء ولكن اذ يولد الانسان فوق بالماء والروح ويصير مسكنا لروح الله القدوس ويجعل وجهته السماء ورسالته على الارض ان يكون سفيرا لها فان مسيرة حياته تتجه الى أعلى ويعلوفى تصوراته وافكاره وسلوكه وروحياته حتى يصل الى الله الذى هو روح وقدسة وكمال . اننا لا نقفز الى الكمال دفعة واحدة وانما كسلم روحىنصعد درجة ت ويعلوفى تصوراته وافكاره وسلوكه وروحياته حتى يصل الى الله الذى هو روح وقدسة وكمال . اننا لا نقفز الى الكمال دفعة واحدة وانما كسلم روحىنصعد درجة تلو الاخرى فى نمو ويسر . ان فى الروح البشرية من القدرات المخبؤة والامكانيات الخلاقة ما قد لا يخطر على بال بشر . وما يبدوا لنا صعبا ومحال مع العزيمة والصدق والاستجابة لعمل نعمة الله الغنية نصل اليه فى فرح ويسر . كما ان السعى نحو الكمال المسيحى هو راحة للنفس وسعادة للروح . ان كمال الإنسان هو الغاية التى هدفت اليها الحكمة الالهية منذ الازل { فان الذين يحفظون بقداسة ما هو مقدس يقدسون والذين يتعلمون هذه يجدون ما يحتجون به. فابتغوا كلامي واحرصوا عليه فتتادبوا. فان الحكمة ذاتبهاء ونضرة لا تذبل ومشاهدتها متيسرة للذين يحبونها ووجدانها سهل على الذين يلتمسونها. فهي تسبق فتتجلى للذين يبتغونها. ومن ابتكر في طلبها لا يتعب لانه يجدها جالسة عند ابوابه. فالتامل فيها كمال الفطنة ومن سهر لاجلها فلا يلبث له هم.لانها تجول في طلب الذين هم اهل لها وتتمثل لهم في الطرق باسمة وتتلقاهم كلما تاملوا فيها. فاولها الخلوص في ابتغاء التاديب. وتطلب التاديب هو المحبة والمحبة حفظ الشرائع ومراعاة الشرائع ثبات الطهارة. والطهارة تقرب الى الله. فابتغاء الحكمة يبلغ الى الملكوت} حك 11:6-21. التواضع والكمال المسيحى التوضع يحفظ من السقوط ويمنع عنا الكبرياء والسقوط وادانه للغير { وقال لقوم واثقين بانفسهم انهم ابرار ويحتقرون الاخرين هذا المثل. انسانان صعدا الى الهيكل ليصليا واحد فريسي والاخرعشار. اما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل مااقتنيه. واما العشار فوقف من بعيد لا يشاء ان يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلا اللهم ارحمني انا الخاطئ. اقول لكم ان هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاكلان كل من يرفع نفسه يتضع و من يضع نفسه يرتفع}(لو 9:18-14) فمن أراد أن يستفيد من الخلاص المقدم لنا من الله ، عليه أن يعترف بأنه خاطئ (1 يو1: 8)، وأن يبتعد عن الكبرياء ولا يتكل على ذاته أو أمواله أو على ذراع بشر، لكنعلى نعمة الله وكما قال القديس بولس الرسول { لكن ما كان لي ربحا فهذا قد حسبته مناجل المسيح خسارة. بل اني احسب كل شيء ايضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من اجله خسرت كل الاشياء وانا احسبها نفاية لكي اربح المسيح. واوجد فيه وليس لي بري الذي من الناموس بل الذي بايمان المسيح البر الذي من اللهب الايمان.لاعرفه و قوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته. لعلي ابلغ الى قيامة الاموات.(في 3: 7- 11). فبدون التواضع ، لا يمكن اتباع السيد { وقال للجميع ان اراد احد انياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني. فان من اراد ان يخلص نفهسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي فهذا يخلصها.لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله واهلك نفسه او خسرها} لو23:9-25 ف من أراد أن يتقدّم في الكمال، عليه أن يسلك هذا الطريق بسخاء. إن الكلمة الموجهة للشاب الغني توجب علينا تأملها { قال له يسوع ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني. فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة} مت21:19-22. المحبة والتدرج فى حياة الكمال إن الكمال الذي دعي إليه أبناء الله هوكمال المحبة كما ذكرنا { لا تكونوا مديونين لاحد بشيء الا بان يحب بعضكم بعضا لانمن احب غيره فقد اكمل الناموس. لانه لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لاتشته وان كانت وصية اخرى هي مجموعة في هذه الكلمة ان تحب قريبك كنفسك. المحبة لاتصنع شرا للقريب فالمحبة هي تكميل الناموس} ( رو 13: 8-10). لقد دعانا السيد المسيحان نحب الجميع ، محبة تمتد لتشمل أيضاً العدو والمضطهد . إن هذا السخاء فى المحبة يتاتى تدريجيا كلما نمونا فى محبة الله نأخذ منه ونفيضعلى الجميع ، فعلى تلاميذ المعلم الإلهي أن يتقدموا على الدوام، وأن ينموا في المعرفة والحب { وهذا اصليه ان تزداد محبتكم ايضا اكثر فاكثر في المعرفة و في كل فهم} (فيلبي1: 9)، {واله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع بعد ما تالمت ميسيرا هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم} (1بط 5 : 10). الجهاد الروحى وعمل النعمة ان السعى فى طريق الكمال يحتاج منا الى جهاد وسهر روحى وسعى مستمر فى طريق الفضيلة والبر { بر الكامل يقوم طريقه اما الشرير فيسقط بشره }(ام 11 : 5). اننا نحتاج ان نتسلح باسلحته الحرب الروحية { من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا فياليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا. فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر. وحاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الايمان الذيبه تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لاجل جميع القديسين} (اف 13:6-18) كما ان السير فى طريق الكمال يحتاج الى صبر فمن يصبر الى المنتهى فهذا يخلص { واماالصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء} (يع 1 : 4).وفى الصبر يجب ان نقدم فضيلة وتقوى ومودة اخوية وضبط للنفس والحواس واللسان {لاننافي اشياء كثيرة نعثر جميعنا ان كان احد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر انيلجم كل الجسد ايضا} (يع 3 : 2). اننا اذ نسهر على خلاص انفسنا بامانه فان الروح القدس يعمل فينا بغنى ويصير فينا ينبوع ماء حى للتعزية والتغذية ويقودنا فى الطريق ويجعله ملئ بالفرح والسلام { واما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم. سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} يو 26:14-27. اننا نصلى ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا واهبنا لنا ثمر الروح { واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيءربنا يسوع المسيح} (1تس 5 : 23) الكمال المسيحى والحياة الابدية إن المسيحيين لا يكفّون عن الاستعداد لمجيء ربهم، راجينأن يمنحهم الله أن يوجدوا في ذلك اليوم بلا لوم (1 تس 3: 12- 13). إنه يهمهم أن يستجيبوا لرغبة السيد المسيح، ألا وهي أن يشاهد كنيسة تزفَ إليه وكلها بهاء (أف 5: 27). وإذ ينسون ما قد سبق وحققوه، يتجهون إلى الأمام { ليس اني قد نلت او صرت كاملا ولكني اسعى لعلي ادرك الذي لاجله ادركنى ايضا المسيح يسوع. ايها الاخوة انا لست احسب نفسي اني قد ادركت و لكني افعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء وامتد الى ما هو قدام.اسعى نحو الغرض لاجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع. فليفتكر هذا جميع الكاملين منا وان افتكرتم شئايئا بخلافه فالله سيعلن لكم هذا ايضا. واما ما قد ادركناه فلنسلك بحسب ذلك القانون عينه ونفتكر ذلك عينه} فى 12:3-16. قد نصل فى حياتنا الارضية الى مستوى معين لكننا فى السماء سنواصل التقدم فى الكمال والقداسة والفرح والسعادة وكما تحتاج سفينة الفضاء الى صاروخ يدفعها لتخرج من دارة الجاذبية الارضية كذلك نحتاج نحن الى شحنة روحية لتنقلنا من جاذبية الارض وشهواتها ، اننا نجد هذه الشحنة فى محبة الله ووسائط الخلاص من كتاب مقدس وصلاة وصوم وتناول من الاسرار وتأمل روحى وخلوة مع الله ربما يحتاج الامر الى تغصب حتى ندخل فى دائرة المحبة الإلهية وعندما نصل الى الحياة الابدية سننمو فى المحبة والمعرفة وكما قال الكتاب { انظروا اية محبة اعطانا الابحتى ندعى اولاد الله من اجل هذا لا يعرفنا العالم لانه لا يعرفه.ايها الاحباء الان نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم انه اذا اظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو. وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر} 1يو 1:3-3. انناموعودين بالنمو فى الكمال المسيحى فكما ان محبى العلم لا يشبعون ويسعوا الى المذيد هكذا محبى الله ينمو فى المحبة والمعرفة لله من اجل هذا قال لنا السيد المسيح { ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب فيوانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني. وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد. انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد وليعلم العالم انك ارسلتني واحببتهم كما احببتني.ايها الاب اريدان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك احببتني قبل انشاء العالم. ايها الاب البار ان العالم لم يعرفك اما انا فعرفتك وهؤلاءعرفوا انك انت ارسلتني. وعرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكونانا فيهم} يو 21:17-26. القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
15 أغسطس 2021

الإحتمال فى حياة أمنا العذراء

من سمات جيلنا أنه ليس لنا احتمال لأي شئ أو حتى لبعضنا لكننا نجد أن في حياة أُمنا العذراء أنواع احتمال كثيرة :- 1- احتمال اليُتم :- تنيح أبوها وهي في عُمر ستة سنوات وتنيحت أمها وهي في عُمر ثمانية سنوات أي حُرِمت من مشاعر الأبوة والأمومة منذ طفولتها واحتملت دائماً يحتاج الإنسان إلى تدليل وتلبية احتياجاته أُمنا العذراء حُرِمت من حقها في الإعتناء بها ولا يوجد لها أقارب يُشبعون لها احتياجاتها النفسية والعاطفية أيضاً لم تجد من يوجهها في حياتها وسلوكها لكن هذا الإحتمال كان سبب بركة في حياتها ولم يُسبب هذا الحرمان تعب لها بل إحلال الله يريد أن يملأ عواطفنا لكن نحن لا نعطيه الفرصة ونملأها بمعرفتنا داخل كل واحد منا مستودع عاطفي نملأه بطريقتنا ويأتي الله ليدخل فلا يجد له مكان لا أُمنا العذراء حدث لها تفريغ لعاطفتها فملأها الله كما يقول الكتاب ” إن أبي وأُمي قد تركاني وأما الرب فقبلني “ ( مز 27 : 10 ) ويقول أحد الآباء ” إخلِ المكان ليسوع “ملأ الله مستودع عاطفتها بمشاعر مقدسة قد يرى الإنسان أن الله قاسي وهذه نظرة إنسانية بحتة لكن لا الله له إرادة أن كل جزء يُفرغ داخلك يملأه هو الذي يحيا الرهبنة يترك أهله ليصنع إخلاء للمشاعر ليُشبعه الله ويصير هو الكل بالنسبة لهذه النفس . 2- احتمال الفقر :- كانت فقيرة كانت في الهيكل ليس لها أي دخل مادي وليس لها أي طلبات تُلبَّى قد لا يتحكم الإنسان في طلباته لكن أُمنا العذراء ليس لها أي طلبات حتى عندما جاء ميعاد ولادتها لرب المجد يسوع لم تجد مكان تلد فيه والذي وجدته كان كريه الرائحة مجرد مذود للحيوان وصعب لو لم تكن فقيرة مكتفية ما كانت تحتمل ذلك قديماً لم يكن لديهم أثاث فاخر في منازلهم مجرد أساسيات الحياة البسيطة سرير كرسي منضدة وكان هذا عمل يوسف النجار مجرد تصليح هذه الأمور البسيطة فكان دخله بسيط وعندما هربت العائلة المقدسة إلى مصر معروف أن الشخص الحِرَفي يكون معروف في مكانه فقط لكن إذا انتقل لمكان آخر يصير غير معروف وبالتالي لا يعمل فيقول التقليد أن العائلة المقدسة في مصر كانت تبيع من الذهب الذي أهداه لهم المجوس ليُنفقوا منه وعندما عادوا إلى الناصرة طُردوا منها بعد أُسبوع فذهبوا إلى الجليل ولم يكن لهم مسكن في الجليل بدليل أن المسيح على الصليب سلَّم أُمنا العذراء ليوحنا الحبيب لو كان لها بيت ما عَهَد بها ليوحنا فتاة هذا الجيل عندما يتقدم لها شخص للإرتباط لو كان غني تغفر له كل أخطاؤه مقابل غناه أُمنا العذراء عاشت الفقر في أقصى درجاته أُم لها طفل رضيع لا تجد ما تأكله فكانت تأكل عند آخرين والبعض يقبل أن يُطعمها والبعض لا نحن في عصر مادي استهلاكي يجعل الإنسان لا يقنع بما له العذراء قبلت الفقر وشكرت لم تتمرد ولم تغضب من يوسف إنه فقير لا يُلبي احتياجاتها لا يعطي الإنسان قيمة سوى الإنسان نفسه البابا كيرلس السادس كان يرتدي ثياب قديمة إن أردنا بيعها في مزاد ستُباع بمليون بينما لو إنسان ردئ السمعة ارتدى ملابس بملايين لا تساوي شئ لأنه إنسان ردئ أرجوك لا تؤله الشئ ولا تُشيئ الإنسان . 3- احتمال الشك :- لم تُعلن أُمنا العذراء ليوسف النجار وللناس كيف صارت حُبلى لم تقل إن الملاك بشَّرها بالحَبَل الإلهي نسألها لماذا لم تدافِع عن نفسها ؟ تقول بماذا أدافع ؟ هل أقول لهم لقد حل عليَّ الروح القدس ؟ هل أقول إن الملاك بشرني ؟ لن يصدق أحد ذلك والشك يا أُمنا يا عذراء ؟ ونظرات الناس ؟ إحتملت كل ذلك سيف قاسي جداً عندما يعيش إنسان في شر وخطية والناس تنظر له نظرات رديئة لا يهمه لكن عندما يُقال إن أُمنا العذراء أُم القدوس يُنظر لها نظرات رديئة ويُشك في قداستها وعفتها هذا أمر صعب جداً لكنها صمتت واحتملت وفضَّلِت إنه كما بشَّرها الملاك هكذا هو الذي يدافع عنها هناك عند اليهود شريعة تُسمى " شريعة المياه المرة " تتم مع المرأة التي يشك زوجها في عفتها فيأتون بكوب ماء وتُذاب فيها ورقة مكتوب فيها الوصية ثم تشرب المرأة من هذا الماء إن كانت زانية تسقط بطنها وتتورم رجليها وإن كانت غير زانية لا تتأثر بشئ أُمنا العذراء تمت معها هذه الشريعة واحتملت أن تكون مُستهترة . 4- احتمال التعب :- أُمنا العذراء كانت في الهيكل لم تكن مستريحة لأن الهيكل في العهد القديم كله ذبائح ونار وحيوانات صيد لم تُذبح بعد ونفايات حيوانات وروائح كريهة وكان عمل العذراء نظافة الهيكل واحتملت التعب منذ طفولتها ثم خُطِبت ليوسف وكان رجل مُسن واحتملت خدمته ثم احتملت تربية وحمل الطفل يسوع ثم الهروب لمصر دون أن تعرِف أحد فيها ولم يستضِفها أحد هناك وعادت لليهودية تعب ليس لها مكان تستقر فيه وبعد رجوعها كانت تنتقل مع يسوع من مكان لمكان لأنه ليس لها أين تسند رأسها فكانت يوم عند مريم ومرثا ويوم عند بطرس واحتملت التعب كثيراً ما نطلب الراحة بشكل كبير ونطلب خدمة أنفسنا وأجسادنا معروف إن الإنسان الذي ليس له مكان يكون متوتر أُمنا العذراء تعبت في عدم استقرارها رغم إنها السماء الثانية وموضع سُكنى الله . 5- احتمال الإهانات :- أكثر الإهانات التي احتملتها أُمنا العذراء هي الشك وما قبلته عن ابنها يسوع عندما كان يُقال له أنه سامري وبه شيطان أو إنه مُختل صعب على الأم أن تحتمل إهانة ابنها وأيضاً على الصليب نال تعييرات كثيرة وإهانات وضرب ولطم وجلد وبعد صلبه وقيامته وصعوده لم تنتهي الإهانات بل حاول اليهود محاصرة المسيحية وظهر ذلك في استشهاد إستفانوس وكيف كانوا متضايقين من المسيحية لكن الرومان أهملوا المسيحية وسمحوا لليهود أن يرجموا إستفانوس رغم أن الرومان كانوا قد حرَّموا على اليهود تنفيذ أحكام الإعدام يحاكموا كما يشاءون لكن ليس من حقهم أن يحكموا بإعدام شخص إلا في حالة إعدام إستفانوس سمحوا لهم أن يرجموه أربعة عشر سنة عاشتها أُمنا العذراء بعد ربنا يسوع احتملت فيها آلام شديدة من قطع رؤوس الرسل وآلامهم وسجنهم وهذه آلام صعبة حتى أن اليهود اضطهدوا أُمنا العذراء نفسها لأنها أُمه وعندما عرفوا بخبر نياحتها أرادوا منع موكب الجناز حتى لا يحدث تجمهر لئلا يثبُت أن للحركة المسيحية أتباع كثيرين ولم يستطيعوا حتى أن أحد اليهود المتعصبين مد يده لنعش العذراء ليمنع سير الموكب فشُّلت يده ويقول التقليد أنه هو نفسه المُقعد الذي شفاه رب المجد يسوع وقال له ” ها أنت قد برِئت فلا تُخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر “ ( يو 5 : 14) وشفاه التلاميذ ليسير موكب الجناز وعندما صعد جسدها وفتح التلاميذ قبرها ولم يجدوا الجسد تخيلوا أن اليهود سرقوه لكن توما عرَّفهم أن جسدها صعد فصاموا خمسة عشر يوماً ليروا منظر صعود الجسد وكان مع توما دليل صعود جسدها الزنار الذي كان على جسدها في القبر . 6- احتمال المجد :- سهل احتمال الإهانة لكن صعب احتمال المجد والكرامة وكما قال أحد الآباء أن احتمال الكرامة أصعب من احتمال الإهانة لأنه يؤدي إلى كبرياء أُمنا العذراء احتملت المجد في صمت كل هذا المجد ولم تشعر إنها مُميزة عن غيرها خدمت أليصابات لو شعرت بمجدها كأم لله ما ذهبت لأليصابات لأنها هي أيضاً حُبلى مثلها يقول المديح” أقدامِك عجلات نار في بيت أليصابات “ أي خدمت بحماس ..لم تشعر أنه يجب على الآخرين أن يمجدوها كون إنها تحتمل الإهانة فهذا أمر سهل لكن أن تحتمل المجد هذا صعب تقول الأم سارة” يليق أن يعطي الراهب فضة لشاتميه “ في أحد الأيام بعد ما أنهى المتنيح أبونا بيشوي كامل العظة صعد له شخص إلى الهيكل وقال له إنها كانت عظة جميلة جداً أفضل ما سمع في حياته وسأله هل قال لك أحد ذلك ؟ أردت أن أكون أول من أبدى إعجابه بالعظة لكن أبونا بيشوي قال له نعم هناك آخر قال لي ذلك قبلك الشيطان أُمنا العذراء احتملت المجد إنها أُم الله وقالت ” لأنه نظر إلى اتضاع أمته “ ( لو 1 : 48 )إن كانت أُم الطبيب أو الضابط أولا يسعها أحد دائماً الأم تستمد سلطانها من ابنها بالفطرة يقول مارإسحق ” لا تتضايق من الذين يُشاركونك في صُنع إكليلك “أيضاُ يقول ذهبي الفم ” قيلَ عن الرعاة أن الإهانة مكسب لهم والكرامة ثِقَل عليهم “لذلك يقول للخدام ” لا تشتهي دائماً أن تكون رأساً لأن الرأس كثيرة الأوجاع “ لأن في الطب آلام للرأس مُحيرة جداً أُمنا العذراء احتملت المجد وكانت صامتة أسرار كثيرة في حياتها لم تكشفها ولم نعرفها لكننا عرفنا بعضها بالصدفة ولوقا الطبيب كان أكثر شخص تكلم عن التجسد لأنه كان صديق شخصي لها أسرار رحلة هروب العائلة المقدسة لمصر قالتها للبابا ثاؤفيلس الذي كان يحب العذراء جداً وظلَّ يسألها فحكت له تفاصيل أسرار الهروب لمصر وهو الذي دوَّنها لم تقُل شئ من قبل تعلَّم من أُمنا العذراء الإحتمال مشكلة جيلنا التذمر وعدم الرضا لا نفكر إلا في مشاكلنا فنرى حياتنا أصعب حياة عندما يكتشف الإنسان أن حياته في يد الله يشعر بسرور ورضى ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
24 مايو 2022

مفاعيل القيامة

في احتفالنا بعيد القـيـامـة وفـرحـة الخماسين المقدسة تحـضـرنا أفكار كثيرة تؤكد حقيقة قيامة الرب يسوع فـتبـوات الكتـاب تحدثت كثيرا عن القيامة ، كما كانت الأكفان دليلاً حيا على قـيـامـة الرب وهكذا كـانـت ظهورات الرب يسوع المتعددة لتلاميذه ، و كذلك أيضا خوف رؤسـاء الكهنة وتلقينهم للجنود كلمات كاذبة كلها أمور تؤكد حقيقة القيامة ولكننا في احتفالنا بالقـيـامـة لاتريدها دراسة فكرية عقلانية ولكننا نحب أن تصير القيامة في حياتنا اختبارا عمليا وسلوكا يوميا تختبرها كل يوم فتصبح القيامة حياة واختبارا وهذه بعض الأمور التي عندما نتأملها تجعلنا نعيش يروح القيامة 1- القيامة تجعلنا لا نخاف الموت فالرب يسوع عندما قام استطاع أن يكسر شوكة الموت عنا ، ولم يعد للموت سلطان على البشرية ولـم تـعـد الهاوية مكان الإنسان عند انتهاء حياته ، فبالقيامة أصبح الموت ميلادا سماويا جديدا ، فأن أردت أن تعيش القيامة ذكر نفسك دائما أن الرب قد حول لك العقوبة الموت خلاصا الحياة ، وذكر نفسك أيضا أن الرب قد قام لكي عندما تكمل رسالتك ، وتأتى ساعة انتقالك تردد قول الكتاب الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام ( لو ۲۹ : ۲ ) لا يخوف بل بفرح ۲ - القيامة تهبنا فرحا وسط الضيقات فإيماننا أن الام الصليب قد انتهت بالقيامة تجعلنا مطمئنين في الضيقات ، بل فرحين حتى عندما نتألم فتتولد في داخلنا قوة لاحـتـمـال الألام من أجل الرب متذكرين كلمات الكتاب لأنه كـمـا تكثر ألام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثـر تعـريتنا أيضا ( ٢ كوا : 5 ) 3- القيامة تجعلنا نمارس الأسرار الكنسية بوعي روحي عميق وليس كممارسات طقسية جافة فتثق أنك في المعمودية قد دفنت الرب يسوع لتقوم بطبيعة جديدة فتحيا بالبر ، وأنك في الميرون قد تلت موعد الآب السماوي بالروح القدس ، وفي اعترافك تثق أن الرب الذي مات وقام عنك مسرته هي أن يرفع خطاياك ، وفي الإفخارستيا تؤمن أنك تتناول جسد الرب المكسور عنك على الصليب ودمه الذي سال لأجل خلاصك ، فتسلك بالروح لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له ( يو ٢٣ : ٤ ) 4- القيامة تملئنا رجاء وسط مشاكلنا : فالقيامة تعطيك رجاء في عمل الرب في مستقبل حياتك مهما ضاقت بك الحياة ، فلا تترك نفسك في مشاعر والام يوم الجمعة بل بالرجاء تثق أن هناك يوما ثالثا بعد وقت يطول أو يقصر فيه يقيمك الرب من مشكلتك ويفرحك ليكن لك إذا في كل حياتك فكر القيامة فتحيا حياتك فرحا متهللا سالگا بالروح ... فهذه هي مسرة الرب. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران كرسي البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية
المزيد
11 أبريل 2019

يوم الخميس من الأسبوع السادس

إنجيل القداس: المعمودية تعطينا أن نولد كأولاد لله متحدين بالمسيح. ولكن في حياتنا في العالم نخطئ وحيث أن الخطية موت، فنحتاج للإفخارستيا. من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا أيضًا أثبت فيه. فهذا السر هو لإستمرارية ثباتنا في جسد المسيح. ومن له حياة فله إستنارة. لذلك فالتناول يعطي إستنارة. وهذا ما حدث مع تلميذي عمواس إذ إنفتحت أعينهما وعرفا المسيح عند كسر الخبز. فالإنسان الحي حواسه مفتوحة أما الميت فحواسه مغلقة. بالمعمودية صرنا أغصان في الكرمة والتناول هو العصارة التي تعطي الحياة للغصن. مزمور الإنجيل: يا رافعي من أبواب الموت= فالرب رفعنا من الموت للحياة بهذا السر العظيم.لكيما أخبر بتسابيحك= الذي صارت له الإستنارة يعرف المسيح، ومن يعرفه يسبحه. إنجيل باكر: إنجيل القداس عن جسد ودم المسيح المأخوذ من عصير الكرمة. وإنجيل باكر عن الكرامين الأردياء. والكرم هو الكنيسة التي أسسها السيد المسيح وأعطاها حياة هي دمه أي عصير الكرمة. وصعد (= سافر زمانًا طويلا). والمسيح يريد ثمر من هذا الكرم. فهل نحن أحياء مثمرين فع ً لا نفرح قلب المسيح. مزمور باكر: إرحمني يا رب وأنظر إلى ذلي من أعدائي= هذه تساوي "هيأت قدامي مائدة تجاه مضايقي" (مز ٥:٢٣ ). هنا صلاة لله لكي لا نهلك ونستمر أحياء، والهلاك يأتي من أعدائنا الذين يذلونا. لكن الله هيأ لنا سرًا عظيمًا للحياة= يا رافعي من أبواب الموت. البولس: لا يكفي التناول لكي تكون لنا حياة "فالذي يتناول بدون إستحقاق يصبح مجرمًا في جسد الرب ودمه" ١كو ٢٧:١١ ). لذلك نسمع هنا عن ضرورة أن تحيا الرعية كلها أسقف وكهنة وشعب في تقوى فيكون لهم ) ثمر. الكاثوليكون: المسيحي يبني نفسه بإيمان صحيح مصلين في الروح القدس ويحفظ نفسه في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية. ولكن ليس فقط يهتم بنفسه، بل بخلاص إخوته. بكتوا البعض.. خلصوا البعض.. الإبركسيس: هنا نرى بولس الرسول العظيم يكاد يغرق ويموت. فالحياة التي يعطيها الله ليست حياة للجسد بل هي حياة أبدية للروح، هذه نأخذها من الإفخارستيا. ٢مل ٨:٤ -37 إليشع يقيم إبن الشونمية. وهنا موت يتحول إلى حياة مرتين. فالشونمية يصير لها ولد بعد أن شاخ رجلها، ثم بعد أن يموت يقيمه وفتح الصبي عينيه= الحي له إستنارة وهذا هو المقصود بالنبوة، فالمعمودية= حياة جديدة + إستنارة. إش ١:٤٥-10 أرسل الله كورش (وهو رمز للمسيح) وأخضع أمامه أممًا (رمز للشياطين). لأفتح أمامه المصاريع (رمز لفتح أبواب الجحيم وأبواب الفردوس). وأعطيك كنوز الظلمة= قديسي العهد القديم الذين كانوا في الجحيم ونقلهم المسيح إلى الفردوس. ليعلموا الذين هم من مشرق الشمس والذين هم من المغرب أنه ليس غيري= دخول الأمم للحياة. المسيح أعطى الحياة لكل العالم. إقطري أيتها السموات= نزول الروح القدس على الكنيسة لتعطي ثمرها. أم ١:٩-11 الحكمة (المسيح) بنت لها بيتًا (الكنيسة) وثبتت أعمدتها السبعة (الأسرار السبعة) وذبحت ذبائحها (الإفخارستيا)= ومزجت خمرها في الأواني+ كلوا من خبزي وإشربوا من الخمر. لكن التناول من الجسد والدم وحده لا يكفي بل رأس الحكمة مخافة الرب.. بهذه تكثر أيامك= يكون لك حياة أبدية كما قال المسيح من يأكلني يحيا بي. اي ١:٣٥-16 الله لا يستجيب للأشرار. إذًا نحن لن نستفيد من مائدة التناول ويكون لها ثمر في حياتنا إلا لو قدمنا توبة.
المزيد
18 مايو 2020

البُعد اللاهوتي - البعد الروحي - البعد الطقسي

البعد اللاهوتي في هذا العيد: 1- قدرة السيد المسيح بفعل لاهوته أن يقوم من بين الأموات. القدرة على الإقامة من الموت هي من صفات اللاهوت سواء لاهوت الآب أو لاهوت الابن أو لاهوت الروح القدس. (رومية 1: 4) "وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات". إذًا هو الله واهب الحياة. 2- إنه استعلن لتلاميذه ونفخ في وجوههم وأمرهم أن يقبلوا الروح القدس لغفران الخطية، "أقبلوا الروح القدس" (يو 20: 20– 23). 3- إتمام الخلاص للقيامة معنى الصليب والقيامة والصعود الثلاثة مربوطين معًا وليس مخلص هو الرب. 4- تعبير أقامنا معه أي له القدرة على إعطاء نعمة القيامة سواء القيامة الأولى (التوبة) أو القيامة الثانية من بين الأموات (القيامة العامة). البعد الروحي: - فكرة تأمين الإنسان ضد الماضي، الماضي دائمًا يُطارد الإنسان وهو ابتلاع الماضي للحاضر في حياة الإنسان، السيد المسيح عالج هذا الموضوع أنه أتى بالمستقبل كله جسد القيامة وقال له إن كان الماضي يبتلع حياتك فالأبدية ستعوضك هذا. "إن كان الخارج يفنى فالداخل يتجدد، إن كان إنساننا الخارجي يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" حتى لا يصير الإنسان أسير الماضي. -القيامة قدمت لنا حياة لا يغلبها الموت. البعد الطقسي: دورة القيامة وتعنى وجود المسيح في وسط الكنيسة، وقبلها تمثيلية القيامة، وفي القداس نقول بموتك يا رب نبشر وبقيامتك نعترف، بينما الموت لا يُبشر به. س) لماذا لا يقل نبشر بالقيامة ونعترف بالموت؟ ج) حياة الله أمر طبيعي لكن الغريب موت الله فالذي يريد تبشير هو الموت موت المسيح. كيف يموت الله؟ يموت ناسوتيًا فاللاهوت لا يموت لذلك نعبر عن هذه الحقيقة في القداس فالقيامة جزء من طبيعة الله لأن الله هو الحياة."بالموت داس الموت" "أبطل عز الموت" لذلك نقول في القداس بموتك يا رب نبشر. - لا يوجد رفع بخور عشية لعيد القيامة بينما في الميلاد والغطاس وكل الأعياد السيدية لها رفع بخور عشية لماذا لا يوجد رفع بخور عشية؟ لأن السيد المسيح قام في فجر الأحد ولذلك نبدأ بباكر اليوم مباشرة وليس بالعشية. ولذلك يوم القيامة العامة ليس له مساء لأن النور دائم والحياة دائمة ليس هناك مساء ولذلك لا توجد لها عشية. - لا تُصلى المزامير إلا مزمور القداس ورفع بخور باكر، "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج به". نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد
06 ديسمبر 2021

س 2 هل المسيح ابن مريم أيضا؟

نعم الرب يسوع المسيح هو ابن العذراء القديسة مريم، فقد كرر الكتاب المقدس في آيات كثيرة أن المسيح بالجسد حبل به وولد من العذراء القديسة مريم بالروح القدس، يقول الكتاب: " مريم التي وُلد منها يسوع الذي يدعى المسيح " (مت16: 1)، " أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس " (مت18: 1)، وقال الملاك ل " يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس " (مت20: 1)، وقالت الجموع عنه " أليس هذا ابن النجار أليست أمه تدعى مريم " (مت55: 13)، وقال لها الملاك " وها آنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية، فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلا؟ فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله " (لو31: 135)، كما ووصفت العذراء مريم ب أمه " وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا " (يو25: 19)، وأيضا ب " مريم أم يسوع " (أع14: 1)، كما وصفتها اليصابات بالروح القدس ب " أم ربي " ؛ " فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي " (لو43: 1). س 3: إذا هل يولد الله أو يلد؟ هل هو مولود أو والد؟ مبدئيا نقول أن الله فوق الحس أو الجنس، فالله بطبيعته وجوهره غير مولود أو والد، لم يلد ولم يولد، فالله نور " الله نور وليس فيه ظلمة البتة " (1يو5: 1)، " الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية آمين " (1تي 16: 6)، والله روح " الله روح " (يو24: 4)، والله واحد، كائن في الكون وحده، ليس معه أو مثله أو شبيه به أحد ولا إله آخر معه ولا غيره ولا قبله أو بعده هو الأول والآخر وليس إله غيره ؛ " الرب هو الإله ليس آخر سواه " (تث35: 4)، " أنا الأول وأنا الآخر ولا اله غيري " (اش6: 44)، " هل يوجد اله غيري " (اش8: 44)، أنا الرب وليس آخر لا اله سواي " (اش5: 45)، " وحدك الله وليس آخر ليس اله " (اش14: 45)، " إليس أنا الرب ولا اله آخر غيري اله ... ليس سواي " (21: 45)، " لأني أنا الله وليس آخر الإله وليس مثلي " (اش9: 46)، " ليس اله آخر إلا واحدا " (1كو4: 8)، " أني أنا هو قبلي لم يصور اله وبعدي لا يكون " (اش10: 43). فالله أزلي أبدي لا بداية له ولا نهاية. ولم يوجد أصلا بالتوالد إنما هو الموجود الذاتي، الموجود بذاته دون أن يوجده أحد لأنه هو موجد كل الخليقة، خالقها ومدبرها. ولكنه موجود كامل في ذاته، فيه الحياة وفيه العقل، فهو موجود بذاته عاقل بعقله حي بروحه، وخاصية الوجود الذاتي في الذات الإلهية هي ما يسميها الله بالآب، وخاصية العقل في ذات الله يسميها بالكلمة: كلمة الله والذي هو أيضا صورة الله، فالله ناطق بكلمته، ويسميها أيضا بالابن، ابن الله، وخاصية الحياة في الذات الإلهية يسميها بالروح ؛ الروح القدس أو روح الله، روح الله القدوس. الله موجود بذاته، ناطق بكلمته أو عاقل بعقله، حي بروحه.إذا فالله موجود بذاته، الآب، ناطق بكلمته، وكلمته، ابنه، موجود في ذاته، في حضنه " الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر " (يو18: 1)، وروحه القدوس من ذاته وفي ذاته، منبثق عنه، خارج عنه " الروح القدس الذي من عند الآب ينبثق " (يو26: 15).كلمة الله خارج من ذات الله وفي ذاته ومن ثم يسمى بالابن، خارج من ذاته أي مولود من ذاته وفي ذاته ولادة أبدية مثل ولادة النور من النور، كما نقول في قانون لأيمان " مولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق ". وهذه الولادة فوق الحس والجنس، مولود من الآب وغير منفصل عنه، فهذه صفات الإله الواحد الكامل في ذاته. ولكن هذا غير ولادته من العذراء، أي تجسده في ملء الزمان. س 4: إذا كان هو الله الأبدي الأزلي، الأزلي الأبدي، غير المحدود في الزمان والمكان فكيف تكون العذراء مريم هي أمه، وهي مخلوقة ولها بداية؟ كيف يكون للأزلي أم حادثة ومخلوقة؟ نعم العذراء مريم هي أمه بحسب الناسوت (بالجسد) ولكنها دعيت بوالده الإله لأنها ولدت الإله المتجسد ودعتها اليصابات بالروح القدس " أم ربي " (لو43: 1). ولكن أمومة العذراء للمسيح وحبلها به وولادتها له لا يعني أنها اسبق منه في الوجود كإله أو أنها أصله ومصدره كإله، حاشا! فهو بلاهوته اصلها وخالقها فهو الأزلي الأبدي، الأزلي الأبدي، غير الزمني وغير المحدود بالزمن أو المكان، كقوله " أنا هو الألف والياء الأول والأخر " (رؤ11: 1)، " أنا هو الأول والأخر " (رؤ17: 1)، " أنا الألف والياء البداية والنهاية الأول والأخر " (رؤ13: 22). فهو الموجود دائما قبل العذراء بل وقبل الخلائق، فهو خالق كل شئ ؛ " في البدء كان الكلمة والكلمة كان هند الله وكان الكلمة الله ... كل شئ به كان (كون صار) وبغيره لم يكن شئ مما كان (كون). فيه كانت الحياة ... والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا " (يو1: 1،2،14)، " فأنه فيه (المسيح) خلق الكل ما في السموات وما علي الأرض ما يري سواء كان عروشا أم رياسات أم سيادات أم سلاطين الكل به وله قد خلق " (كو15: 1،16). فوالدته العذراء مريم مخلوقة بواسطته، فهو خالقها وأصلها. القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب إذا كان المسيح إلهاً فكيف ُحبل به وولد؟
المزيد
31 أكتوبر 2019

التناقض المزعوم بين الأسفار وبين سفر التكوين ج5

11- وبين اصحاح 5 : 32 " و كان نوح ابن خمس مئة سنة و ولد نوح ساما و حاما و يافث" و اصحاح11 : 10 "هذه مواليد سام لما كان سام ابن مئة سنة ولد ارفكشاد بعد الطوفان بسنتين".ففى الاول (وكان نوح ابن 500 سنه وولد نوح ساما وحاما ويافث) وفى الثانى (لما كان سام ابن مائه سنه ولد ارفكشاد بعد الطوفان بسنتين) مع ان الطوفان حصل اذ كان نوح ابن 600 سنه (تك 7 : 11) فنجيب لا يفهم من قوله (ولد نوح ساما وحاما ويافث) ان ساما كان الاكبر لانه لا عبره بتقديم الاسماء فذكر ساما الاول باعتباره سيكون ابا لابراهيم واسرائيل وداود والمسيح وفى اصحاح10 ذكرت المواليد الثلاثه فذكر اولا يافث عد 2 وثانيا حام عد 6 وثالثا عد 21 فاذا لا عبره من تقديم الاسماء وتاخيرها. ويفهم من (تك : 21) ان اكبر اولاد نوح يافث ومن (تك 9: 24) ان اصغر اولاد حام. فاذا يكون سام الابن الثانى. وقول الكتاب (وكان نوح ابن 500 سنه وولد نوح ساما ويافث) اى لم كان ابن 500 سنه ابتدا ان يلد اولاده فولد اولا يافث سنه 500 وسام سنه 501 ثم ولد سام ابنه ارفكشاد لما كان عمره 100 سنه اى فى منتصف السنه 101 فيكون انه ولده بعد الطوفان بسنتين، باعتبار ان السنه التى ولد فيها هو والسنه التى ولد فيها ابنه تتوسطهما 100 سنه التى جاء بعدها الطوفان لما كان نوح ابن 500 سنه. 12- وبين اصحاح 6: 3 "فقال الرب لا يدين روحي في الانسان الى الابد لزيغانه هو بشر و تكون ايامه مئة و عشرين سنة".وص 11: 10 الخ ففى الاول قال الله عن الانسان : (وتكون ايامه مائه وعشرين سنه) وفى الثانى ان اناسا كثيرون عاشوا اكثرمن ذلك بعد هذا القول. فنجيب ان الله كان عازما على اهلاك الانسان بالطوفان بشره لم يشا ان يهلكه حالا بعد التانى عليه وحدد مده ذلك التانى 120 سنه فلم يقصد ان عمر الانسان سيكون 120 سنه بل ان الطوفان لا ياتى لهلاك البشر حينئذ الا بعد 120 سنه وبعد ذلك ينجو التائب من الهلاك وتهلك كل نفس عاصيه. واذا اعترض بانه ذكر فى تك 5 : 32 ان نوحا كان ابن 500 سنه ثم ان الطوفان جاء وعمره 600 سنه فيكون الفرق هو 100 لا 120 فنجيب. لا ريب ان قول الرب عن الانسان (وتكون ايامه 120 سنه) كان قبل ان يبلغ عمر نوح 500 سنه. وان كان قيل فى اصحاح5 : 32 (وكان نوح ابن 500 سنه) قبل ان يقول الرب عن الانسان (وتكون ايامه 120 سنه) الا اننا نجزم ان القول الثانى قيل قبل الاول لان اصحاح 5 خصص كله للمواليد، من عدد 1- 5 كان قبل ان يبلغ نوح السنهالـ500 من ميلاده لان الكلام من اصحاح 6 : 1الىص 7 : 9 تاريخ لمائه وعشرين سنه وكل ما قيل فى اصحاح 5 : 32 من ان عمر نوح كان 500 سنه حين ابتدا ان يلد بنيه من المحتمل جدا ان الانذار بالطوفان حصل قبله. 13- وبين اصحاح 6 : 9 " هذه مواليد نوح كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله و سار نوح مع الله".ورو 3 : 10 " كما هو مكتوب انه ليس بار و لا واحد". ففى الاول قيل (وكان نوح رجلا بارا) وفى الثانى (ليس بارا ولا واحد) فنجيب ان القولين صادقان لان الاول يقصد ان نوحا كان بارا بالنسبه لاهل جيله، بينما الثانى يقصد انه فى الحقيقه ليس بار ولا واحد، لاستيلاء النقص على الجميع بالنسبه لكمال الله غير المتناهى. 14- وبين اصحاح 6 : 19 و20 "و من كل حي من كل ذي جسد اثنين من كل تدخل الى الفلك لاستبقائها معك تكون ذكرا و انثى.من الطيور كاجناسها و من البهائم كاجناسها و من كل دبابات الارض كاجناسها اثنين من كل تدخل اليك لاستبقائها".وص 7 : 2 و3 "من جميع البهائم الطاهرة تاخذ معك سبعة سبعة ذكرا و انثى و من البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكرا و انثى.و من طيور السماء ايضا سبعة سبعة ذكرا و انثى لاستبقاء نسل على وجه كل الارض".ففى الاول قيل ان الله امر نوحا ان ياخذ من كل ذى جسد اثنين ذكرا وانثى من الطيور كاجناسها ومن البهائم كاجناسها، وفى الثانى ان الله امره ان ياخذ من البهائم الطاهره سبعه ذكرا وانثى ومن البهائم التى ليست بطاهره اثنين ذكر وانثى. فنجيب ان الامر الاول اجمالى والثانى تفصيلى. ولا مجال للاعتراض لان الامر باخذ سبعه عقب الامر باخذ اثنين. المتنيح القس منسى يوحنا عن كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل