المقالات

04 يناير 2023

لماذا التجسد؟عند القديس أثناسيوس

عقيدة الثالوث الأقدس والتجسد: هناك علاقة وثيقة في كتابات القديس أثناسيوس بين عقيدة الثالوث الأقدس وعقيدة الفداء والخلاص الذي تم بتجسد الله الكلمة وموته وقيامته. وهو يربط في كتاباته بين تعليمه عن شخص المسيح كأحد أقانيم الثالوث الأقدس وعمل المسيح ـ ابن وكلمة الله ـ الأقنوم الثانى كفادى ومخلص. فكلا العقيدتان متلازمتان ومترابطتان.يرى أثناسيوس أن ألوهية المسيح الحقة والتى لا يشوبها شئ بالمرة لا يمكن التعبير عنها بالكلام أو وصفها في تعبيرات، بل هى حياة معاشة، وهذا يتضح بشدة في محاربته لأفكار الآريوسيين ومحاولته لإثبات ألوهية الكلمة في علاقته بتجسد الله الكلمة من أجل فداء وخلاص البشرية. ففي الحقيقة لقد كان القديس أثناسيوس يرفض حتى أن يسمع مجرد كلمة عن "مسيح" طالما أن هذا "المسيح" لن يجيء بفداءٍ وخلاصًا للبشرية. ومبتدئًا من بشارة الرسل وما ترتب عنها من تعليم الكنيسة، علّم أثناسيوس عن المخلص الحقيقى وعن عمله الخلاصى... كخلاص حقيقى. وفسر كيف أن المخلص لابد وأن يكون كائن حقيقى إلهى في جوهره، بل لابد وأن يكون إله لكى يكون له الإمكانية الحقيقية لهذا العمل الخلاصى ولهذا فعند أثناسيوس أن المنكر لوحدانية الابن مع الآب في الجوهر، هو في الوقت نفسه يقلل من قدرة الابن، ويضعه في صفوف المخلوقات. وينكر بالتالى ويشكك في الخلاص الذى تم بواسطة الابن، والتى هو في الواقع كان ضرورة حتمية لأجل الإنسان. وهذا النكران يقود ـ حسب رأى أثناسيوس ـ إلى عدم الاعتراف بربوبية الابن حسب روح الإنجيل وأيضًا لعدم الإدراك العميق لأبعاد وهول الفساد والهلاك الذى حل بالإنسان بعد سقوطه من ناحية، ومن ناحية يقود لعدم الاعتراف بإمكانيات الخلاص التى تمت بواسطة تجسد الله الكلمة والتى أعادت الإنسان إلى شركة الثالوث مرة أخرى. + سقوط الإنسان كان السبب الرئيسى لتجسد الله " الكلمة " وذلك لمحبته للبشر يُعّلم القديس أثناسيوس أن السقوط كان نتيجة فعل حر للإنسان ومن النتائج السلبية المباشرة لهذا الفعل الحر بل وأهمها هو الموت والفساد نتيجة الموت الذى عم البشرية نتيجة لذلك. وهذا ما يوضحه في الفصول الأولى من كتابه تجسد الكلمة ليثبت أن السبب الأول لعملية التجسد هو القضاء على الموت وإعادة الإنسان للحياة الحقيقية. تلك الحياة التى فقدها الإنسان نتيجة المخالفة وتعدى الوصية الإلهية والبعد بالتالى عن الله وفقد النعمة الإلهية. وفي الفصل الرابع من نفس الكتاب يذكر " أن نزوله إلينا كان بسببنا، وأن عصياننا استدعى تعطف الكلمة لكى يسرع الرب في إعانتنا والظهور متأنسًا ". + أزلية المشيئة الإلهية بشأن التجسد وهدفها لقد كان في علم الله السابق إمكانية سقوط الإنسان ونتائجه. كذلك أيضًا عملية التجسد وحتميتها. هكذا ركز أثناسيوس في الفصل الأول من كتابه تجسد الكلمة. أن الله منذ بداية خطته خَلق العالم بالكلمة وأيضًا سوف يخلّصه بالابن، وذلك لأن صفات الله التى لا يمكن أن تتغير أو تتبدل لا تسمح بأن يؤخذ قرار التجسد وخلاص الإنسان بعد سقوطه. كأن الله قد فوجئ بهذا الأمر، بل كان هناك، مشيئة أزلية. ويعود القديس أثناسيوس ليوضح هذا الأمر عندما يشرح بعض آيات الكتاب المقدس في رده على الآريوسيين إذ يقول [.. لأنه رغم النعمة التى صارت نحونا من المخلّص قد ظهرت كما قال الرسول، وقد حدث هذا عندما أقام بيننا، إلاّ أن هذه النعمة كانت قد أعدت قبل أن يخلقنا بل حتى من قبل أن يخلق العالم. والسبب في هذا واضح ومذهل، فلم يكن من اللائق أن يفكر الله بخلاصنا بعد أن خلقنا لكى لا يظهر أنه يجهل الأمور التى تتعلق بنا. فإله الجميع إذًا عندما خلقنا بكلمته الذاتى ولأنه كان يعرف أمورنا أكثر منا ويعرف مقدمًا أننا رغم أنه قد خلقنا صالحين إلا أننا سنكون فيما بعد مخالفين الوصية، وأننا سنطرد من الجنة بسبب العصيان ـ ولأنه وهو محب للبشر وصالح فقد أعد من قبل تدبير خلاصنا بكلمته الذاتى ـ الذى به أيضًا خلقنا. لأننا حتى وإن كنا قد خُدعنا بواسطة الحية وسقطنا فلا نبقى أمواتًا كلية بل يصير لنا بالكلمة الفداء والخلاص الذى سبق إعداده لنا لكى نقوم من جديد ونظل غير مائتين ]. كما أنه في تفسيره لما جاء في رسالة معلمنا بولس إلى أهل أفسس " مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح يسوع، كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قدامه في المحبة قديسين وبلا لوم، إذ سبق فعيننا للتبنى بيسوع المسيح نفسه " يتساءل أثناسيوس استنكارًا كيف اختارنا قبل أن نُخلَق إن لم نكن ممثلين فيه من قبل كما قال هو نفسه؟ كيف سبق فعيننا قبل أن يخلق البشر إن لم يكن الابن نفسه قد " تأسس قبل الدهور " آخذًا على عاتقه تدبير خلاصنا؟، ويعطى مثالاً رائعًا لكى يثّبت هذا التعليم فيقول: " ولأن الله صالح وهو صالح على الدوام وهو يعرف طبيعتنا الضعيفة التى تحتاج إلى معونته وخلاصه لذا فقد خطط هذا، وذلك مثلما لو كان مهندس حكيمًا يريد أن يبنى منزلاً فإنه يخطط في نفس الوقت كيفية تجديده مرة أخرى لو دُمر يومًا ما بعد أن تم بناؤه. وهو يعد لهذا من قبل عندما يخطط، ويعطى للقائم على العمل الاستعدادات اللازمة للتجديد. وهكذا يكون هناك استعداد مسبق للتجديد قبل بناء المنزل وبنفس الطريقة فإن تجديد خلاصنا قد تأسس في المسيح قبلنا، كي يمكن إعادة خلقنا من جديد فيه، فالإرادة والتخطيط قد أُعدا منذ الأزل، أما العمل فقد تحقق عندما استدعت الحاجة وجاء المخلص إلى العالم " . + التجسد في مواجهة الطبيعة البشرية الساقطة كانت وصية الله لآدم يوم أن وضعه في الفردوس، ألاّ يأكل من شجرة معرفة الخير والشر محذرًا إياه أنه يوم أن يأكل منها موتًا يموت. يضع القديس أثناسيوس هذا النص كأساس كتابى وكبرهان على ضرورة وحتمية التجسد.. إذ أن الموت صارت له سيادة شرعية علينا من ذلك الوقت، ويفسر عبارة "موتًا تموت" قائلاً إن المقصود بها ليس مجرد الموت بل "البقاء إلى الأبد في فساد الموت" . ولأنه لم يكن ممكنًا أن ينقض الناموس، لأن الله هو الذى وضعه بسبب التعدى، أصبحت النتيجة في الحال مرعبة حقًا وغير لائقة، لأنه لا يمكن أن يكون الله كاذبًا، ولأجل تغيير هذا الوضع فإن توبة الإنسان لا تصلح إذ يقول بالحرف الواحد " لكن التوبة تعجز عن حفظ أمانة الله لأنه لن يكون الله صادقًا إن لم يظل الإنسان في قبضة الموت (لأنه تعدى فحُكم عليه بالموت كقول الله الصادق). ولا تقدر التوبة أن تغّير طبيعة الإنسان، بل كل ما تستطيعه هو أن تمنعهم عن أعمال الخطية " . لقد كان الاحتياج إلى شئ أساسى وجوهرى وحاسم لكى يعيد الإنسان إلى الوجود الحقيقى، إلى الحياة، إلى الشركة مع الله. كان هناك احتياج إلى التدخل الحاسم لكلمة الله من جديد. وكان حتمًا إذًا أن يتجسد الله الكلمة الذى هو وحده قادر على تصحيح هذه الأوضاع وإعادة الحياة وعدم الفساد إلى الإنسان " فلو كان تَعِدى الإنسان مجرد عمل خاطئ ولم يتبعه فساد، لكانت التوبة كافية. أما الآن بعد أن حدث التعدي، فقد تورط البشر في ذلك الفساد الذى كان هو طبيعتهم ونزعت منهم نعمة مماثلة صورة الله، فما هى الخطوة التى يحتاجها الأمر بعد ذلك؟ أو مَن ذا الذي يستطيع أن يُعيد للإنسان تلك النعمة ويرده إلى حالته الأولى إلا كلمة الله الذي خلق في البدء كل شئ من العدم؟ لأنه كان هو وحده القادر أن يأتي بالفاسد إلى عدم الفساد وأيضًا أن يصون صدق الآب من جهة الجميع. وحيث إنه هو كلمة الآب ويفوق الكل، كان هو وحده القادر أن يعيد خلق كل شئ وأن يتألم عوض الجميع وأن يكون شفيعًا عن الكل لدى الآب " . لقد صار الموت حتمية والتجسد ضرورة: فلم يكن ممكنًا لله أن يتراجع عن حُكمِه على الإنسان بالموت إن أخطأ، ولم يكن أيضًا ممكنًا أن الله يهمل ولا يبال بهلاك البشرية وفنائها. فعدم الإهتمام كان سيُظهر الله وكأنه ليس صالحًا، والتراجع كان سَيُبيّن وكأن طبيعة الله غير ثابتة.فإن كان الأمر هكذا، فقد صار الموت حتميًا، وتجسد كلمة الله وحده ضرورة. وهنا يوضح القديس أثناسيوس لماذا كان لائقًا أن يتخذ الكلمة جسدًا بشريًا كأداة ليخلّص بها الإنسان، ويستبعد أى وسيلة أو طريق آخر، يمكن أن تكون وسيلة لفداء الإنسان وخلاصه: فأولاً: يوضح عدم كفاية التوبة كى يعود الإنسان إلى عدم الفساد والخلود فيقول: " التوبة تعجز عن حفظ أمانة الله، لأنه لن يكون الله صادقًا إن لم يظل الإنسان في قبضة الموت، (لأنه تعدى فحُكم عليه بالموت كقول الله الصادق). ولا تقدر التوبة أن تغير طبيعة الإنسان، بل كل ما تستطيعه هو أن تمنعهم عن أعمال الخطية " .إن مأساة سقوط الإنسان تكمن في أن ما فعله لم يكن مجرد عمل خاطئ، بل كان بالحرى عمل خاطئ تبعه الموت والفساد، لأنه وكما يقول القديس أثناسيوس: " لو كان تعدى الإنسان مجرد عمل خاطئ ولم يتبعه فساد؛ لكانت التوبة كافية " . إن ما جعل التجسد ضرورة؛ هو أنه بعدما حدث التعدى على وصية الله " تورط البشر في ذلك الفساد الذي كان هو طبيعتهم، ونزعت منهم نعمة مماثلة صورة الله" . هذه النعمة التي كانت تمكنهم من أن يبقوا في شركة الحياة وعدم الفساد. ثانيًا: في موضع آخر يُجيب القديس أثناسيوس على الذين لا يرون ضرورة لتجسد الله الكلمة، بل ويهزأون من ظهوره الإلهى بيننا، ويقولون: لماذا لم يُتمم الله أمر خلاص البشرية بإصدار أمر بدون أن يتخذ كلمته جسدًا، أى بنفس الطريقة التي أوجد بها البشرية؟ على هؤلاء يرد القديس أثناسيوس قائلاً: " في البدء لم يكن شئ موجودًا بالمرة، فكل ما كان مطلوبًا هو مجرد نطق مع إرادة (إلهية) لإتمام الخلق، ولكن بعد أن خلق الإنسان وصار موجودًا استدعت الضرورة علاج مـا هو موجود، وليس مـا هو غيــر موجود" . ثم يستطرد قائلاً: " لأن الأشياء غير الموجودة لم تكن هى المحتاجة للخلاص (للتجسد)، بل كان يكفيها مجرد كلمة أو صدور أمر، ولكن الإنسان (المخلوق) الذي كان موجودًا فعلاً وكان منحدرًا إلى الفساد، والهلاك هو الذي كان محتاجًا إلى أن يأتى الكلمة " . ثالثًا: يشير القديس أثناسيوس إلى أنه لا البشر ولا الملائكة، كانوا قادرين على تجديد خلقة الإنسان على مثال الصورة، وذلك لأن الإنسان هو مجرد مخلوق على مثال تلك الصورة، وليس هو الصورة نفسها، كما أن الملائكة ليسوا هم صورة الله . رابعًا: وأخيرًا يوضح القديس أثناسيوس أنه كى يصير كلمة الله معروفًا مرة أخرى بين البشر وبه يُعرف الآب، لم يكن التناسق بين أعمال الخليقة كافيًا، ولم تعد الخليقة وسيلة مضمونة بعد فيقول: " لو كانت الخليقة كافية، لما حدثت كل هذه الشرور الفظيعة، لأن الخليقة كانت موجودة بالفعل، ومع ذلك كان البشر يسقطون في نفس الضلالة عن الله" . لقد سبق وأن أعطى الله للبشر إمكانية أن يعرفوه عن طريق أعمال الخليقة. أما الآن وبعد السقوط، فإن " هذه الوسيلة لم تعد مضمونة وبالتأكيد هى غير مضمونة لأن البشر أهملوها سابقًا، بل إنهم لم يعودوا يرفعوا أعينهم إلى فوق بل صاروا يشخصون إلى أسفل" .وبعد أن أوضح القديس أثناسيوس عجز كل من هذه الوسائل عن تحقيق الخلاص للبشرية، يكشف عن قدرة الكلمة وحده ـ الذي ظهر في الجسد ـ على إتمام هذا الفداء العظيم فيقول: " إنه لم يكن ممكنًا أن يُحوَّل الفاسد إلى عدم فساد إلاّ المخلّص نفسه، الذي خلق منذ البدء كل شئ من العدم، ولم يكن ممكنًا أن يعيد خلق البشر، ليكونوا على صورة الله إلاّ الذي هو صورة الآب، ولم يكن ممكنًا أن يجعل الإنسان المائت غير مائت إلاّ ربنا يسوع المسيح الذي هو الحياة ذاتها. ولم يكن ممكنًا أن يُعلّم البشر عن الآب، ويقضى على عبادة الأوثان إلاّ الكلمة الذي يضبط الأشياء، وهو وحده الابن الوحيد الحقيقى" .وفي عبارات رائعة يعطى المعنى العميق لمفهوم الفداء حسب ما تُعلّم به الكنيسة الشرقية فيقول: " ولما كان من الواجب وفاء الدين المستحق على الجميع، إذ كان الجميع مستحقين الموت فلأجل هذا الغرض جاء المسيح بيننا. وبعدما قدّم براهينًا كثيرة على ألوهيته بواسطة أعماله في الجسد، فإنه قدّم ذبيحته عن الجميع، فأسلم هيكله للموت عوضًا عن الجميع، أولاً: لكى يبررهم ويحررهم من المعصية الأولى، ثانيًا: لكى يثبت أنه أقوى من الموت، مُظهرًا جسده الخاص أنه عديم الفساد، وأنه باكورة لقيامة الجميع " . د. جوزيف موريس فلتس
المزيد
03 يناير 2023

ميلاد المسيح ارتقى بنا من الكبرياء إلى الاتضاع

كل عام وأنتم بخير.. بمناسبة العام الجديد وعيد الميلاد المجيد.. الرب قادر أن يبارك بلدنا المحبوب مصر وسائر الكرازة المرقسية بصلوات صاحب الغبطة والقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وشركائه في الخدمة الرسولية آبائنا المطارنة والأساقفة آمين.في عيد الميلاد المجيد.. نتعلم دروسًا عديدة كل عام.. ونحن في هذا العام نتعلم درسًا هامًا وهو أن الميلاد كان سببًا في الارتقاء للبشرية كلها في عدة أمور منها:ارتقى بنا من الكبرياء إلى الاتضاع:حقًا ما أعجب ذلك.. آدم الإنسان أراد أن يكون إلهًا.. والمسيح الإله صار إنسانًا.. ما أصعب الكبرياء وما أتعبها.. إنها أسقطت الملاك العظيم وصيّرته شيطانًا.. وأضاعت بهاءه ومجده وعظمته.. فوُلِد الرب متضعًا لكي ما يعلمنا أنه بالاتضاع نصل إلى أعلى المستويات، وكل من اختارهم الرب وعمل معهم وبهم كانوا متضعين.حقًا سبحت العذراء الطاهرة القديسة مريم قائلة: «أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ» (لو1: 52، 53). لقد اختار الرب العذراء لأنها متضعة.. أظهرت هذا بكلامها وأعمالها..إذ قالت للملاك: «هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك»، وهكذا أيضًا خدمت أليصابات ثلاثة أشهر.. وعاشت تحفظ كل ما تراه متفكرة به في قلبها دون أن تحكي أو تروي.. وهكذا كان يوسف النجار الذي تلقبه الكنيسة "حارس الميلاد"، لم نعرف عنه الكثير ولا هو تكلم بما رآه أو سمعه.. وقد تحمل السفر الكثير المضني من أورشليم إلى بيت لحم إلى مصر إلى الناصرة..ونفس الحال مع يوحنا المعمدان الذي قال: لست أنا المسيح بل إني لست أهلًا أن أحل سيور حذائه.. ينبغي أن ذاك يزيد وأما أنا فأنقص.. من له العروس فهو العريس أما صديق العريس فيفرح.. وأنا فرحي قد كمل..وهكذا اختار الله تلاميذه أناسًا متواضعين.. عمل فيهم وبهم عملًا عظيمًا جدًا.. لم يستطع أحد أن يعمله.. إذ خرجت أصواتهم إلى الأرض كلها وبلغ كلامهم إلى أقطار المسكونة..وهكذا بميلاد المسيح علمنا كيف نتضع.. إذ هو العالي اتضع.. (آدم ارتفع فانسحق، المسيح انسحق فارتفع).. وُلِد كحقير في مذود للبقر.. لم يكن له مكان في البيت.. من أم يتيمة بلا أب.. لم تحتفل به الأرض ولكن احتفلت السماء. عاش حياته بلا مأوى.. ولا مكان يسند فيه رأسه.. وهو مالك السماء والأرض.. لم يحمل في جيبه مالًا وهو الغني وحده.. عاش فقيرًا مسكينًا.. ليعلمنا أن العظمة ليست في الغنى أو المسكن أو الملبس وإنما في الاتضاع والبساطة.. ليتنا نتعلم هذا الدرس من المسيح.. فلا نسعى وراء العظمة في شكل صراع على المادة والمقتنيات.. فإننا قد دخلنا العالم بلا شيء وسنخرج منه أيضًا بلا شيء. نيافة الحبر الجليل الأنبا تكلا اسقف دشنا
المزيد
02 يناير 2023

أترى ماذا يكون هذا الصبي ( لو 1 : ٥٧-٨٠ )

في الثلاثة آحاد السابقة سمعنا عن صمت القديسة مريم وعن حوارها وعملها الكرازي ، أما وقد اقترب عيد ميلاد السيد المسيح ، فتقدم لنا الكنيسة ميلاد يوحنا المعمدان ، وقد سبق لنا الحديث عن عيد استشهاده في ميلاده يروي لنا القديس لوقا البشير أربعة أمور تمس علاقتنا بميلاد السيد المسيح ونمونا الروحي : 1- تسمية يوحنا [ 59-63 ] . 2- التساؤل : ماذا يكون هذا الصبي ؟ [ 66 ] . 3- تنبؤ زكريا عن الخلاص في بيت داود [ 67-79 ] . 4- كان الصبي ينمو ويتقوى بالروح [ ۸۰ ] . 1- تسمية يوحنا [ 59-63 ] . في يوم ختانه رفضت اليصابات تسميته " زكريا " باسم أبيه ، وقالت : " لا بل يسمى يوحنا " [ 60 ] . لم تذكر اليصابات أنها اتفقت مع رجلها على تسمية الابن ، لذلك تعجب الحاضرون عندما كتب على لوح أن اسمه يوحنا .فماذا وراء هذا الاسم الذي لم يتسم به أحد من عشيرتهما . إذ جاء هذا الطفل ليكون الصوت الصارخ في البرية ليعد الطريق للرب ، أراد الوالدين دون اتفاق سابق ألا يكون منتسبا للعشيرة ، بل ينتسب للرب الذي يعلن حنانه كحمل يحمل خطية العالم . هكذا يليق بإنسان الله ألا ينشغل بالزمنيات ، بل يضع نصب عينيه أن يتمم الرسالة التي وضعها الله له لبنيان ملكوته . في لقاء مع شيخ وزوجته ، سألتهما : ما هي رسالتكما ؟ في دهشة قال لي الشيخ : لم يرد هذا السؤال على ذهني مطلقا ، ولست أعرف ما هي رسالتي . طلبت منه أن يسأل الله في كل صلواته عن رسالته التي وضعها الله في خطته . 2- ماذا يكون هذا الصبي ؟ [ 66 ] . شعر جميع الجيران بأن يد الرب معه [ 66 ] ، وأن له رسالة فائقة لا يعرفها أحد . مسكين الإنسان الذي يكون كسمكة ميتة ليس لها طريق تسلكه ، بل تحركها أمواج البحر في اتجاهات متباينة . مع شعور المؤمن بضعفه يثق في عمل الله به وفيه ، فيقول مع الرسول : " أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني " ( في 4 : 13 ) . إنسان الله يضع أمام عينيه مركزه الجديد كابن الله يعتز بأبوة الله السماوي ، ويثق في تدبير الرب لكل حياته . 3- تنبؤ زكريا الكاهن عن الخلاص في بيت داود [ 67-79 ] . ما شغل قلب زكريا ليس أن الله نزع العار عن الأسرة ، إذ صار لها ابن يستلم منه الكهنوت ، ولا ماذا يقول الناس عنه ، إنما تذكر قول الملاك له : " ويكون لك فرح وابتهاج ، وكثيرون سيفرحون بولادته ، لأنه يكون عظيمًا أمام الرب ، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس ، ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم " ( لو 1 : ١٤-١٦ ) . تهلل الجنين يوحنا في بطن أمه ، وسكب فرحا وبهجة على أسرته ، وامتد الفرح إلى جيرانهم ، وسر به السمائيون إذ رأوه أنه عظيم في عيني الرب ، ويرد كثيرين إلى الرب إلههم ، ويتمتعون بمحبة الله وخلاصة ! 4- و كان الصبي ينمو ويتقوى بالروح [ ۸۰ ] . النمو المستمر علامة الحياة ، فإن كان قد امتلأ من الروح القدس وهو بعد في بطن أمه كقول الملاك ( لو 1 : 15 ) ، فهذا الملء يتجدد باستمرار خلال نموه ، فيزداد قوة بالروح ، هذا ما كان يسعى إليه الرسول بولس لعله يبلغ قامة ملء المسيح ( أف ٤ : ١٣ ) . القمص تادرس يعقوب ملطي كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج
المزيد
01 يناير 2023

تسبحة زكريا الأحد الرابع من شهر كيهك

الاحد الرابع من شهر كيهك المبارك اقترب موعد ظهور المخلص ومزمور اليوم يقول يا جالس على الشاروبيم اظهر انت المختفي المحتجب انت الذى التغمات السماءيه تقف حولك انت الجالس على الشاروبيم المبتعد عنا بعيدا بنقول لك اظهر تعالى وحل بيننا واسكن في وسطنا لخلاصنا يا اللة ارددنا ولينر وجهك علينا فنخلص الكنيسة بتعلن اشتياقها لقدوم المخلص انجيل النهارده انجيل ميلاد يوحنا المعمدان ابن زكريا النبي والكاهن كلنا نعلم أن يوحنا هو السابق السابق هيجي قبل السيد المسيح مادام جاء يوحنا يبقى المسيحي اقترب جداعشان كدة حكمت الكنيسة النهاردة انجيل يوحنا الاسبوع القادم ميلاد السيد المسيح عندنا تمت زمان اليصابات لتلد ابنا سمع جيرانها واقربائها ان الرب قد عظم رحمته لها ففرحوا معها طبعا اليصابات امراه عاقر ولدت ولد ابن في شيخوخه فكان حدث مفرح جدا ورأوا رجاءها فى قدوم المخلص بيزيد اليوم الثامن عاده اليهود انهم يختنوا الطفل وفي اليوم الثامن وهما بيختنوا يسموه الطفل ما يتسماش الا مع الختان بتاعه عندما جاءوا ليختنوا والصبي فسموه بأسم ابيه زكريا كان عاده اليهود لو الشخص تاخر كثير في الانجاب ويشعروا ان هو اواخر ايامه يسموا ابنه على اسمه على اساس اسمه يخلد فقالوا دي ما فيهاش كلام شئ عجيب المفروض اللى يسمى الشخص ابوه او امه لكن لان دة امر مفروغ منة قالوا يسموا الولد باسم زكريا فاجابت امة وقالت لا بل يدعى يوحنا اسم يوحنا معناه الله حنان حنان الرب اقترب من الانسان جدا يوحنا ويوحنا كان المبشر بالمخلص السابق اللي هيعد الطريق فاللة حنان معناه ان الله تحنن واشرق من العلا واعطي نصيب وحقق الوعود فقالت يسمى يوحنا فقالوا لها دة اسم غريب عنك لا يوجد أحد من عشيرتك اسمة يوحنا؟!!لانة كانوا لا يعلمون انها تتكلم بالروح مش عارفين أنها بتحقق مواعيد ومقاصد الهيه الانسان احبائي لما بيكون مطيع في يد الروح بيكون أداء بيكون محقق لمقاصد الله وده اللي احنا عاوزين نتكلم عنة شوية كيف أن الانسان يحقق مقاصد اللة ازاي الانسان يبقى جزء في رحله الخلاص ازاي انا وانت يبقى لينا دور في التبشير بالمخلص ازاي انا وانت نكون أمناء للروح القدس يبقى كل واحد فينا يبقى سابق كل واحد فينا منادى اليصابات بالروح قالت اسمة يوحنا قالوا لها ليس احد في عشيرتك يدعى بهذا الاسم ثم اشاروا الى ابية لماذا تريد ان تسمى الطفل؟ وكان لسه زكريا ما بيتكلمش فطلب لوحه وكتب اسمة يوحنا ..فتعجبوا ....لأنها رغبة الاثنين فى هذا الاسم ...وفتح فمة و لسانه وتكلم مبارك الله..اتكلم امتى؟ ما تكلمش اول لما الولد اتولد..لا.... اتكلم عندما اتوا الية بلوح وسمى الولد ...كان المفروض يتكلم اول ما الولد اتولد... تكلم بعد ما سمى الولد...ده معناه.. عندما الانسان يحقق قصد ربنا ينفتح لسانه... معناه ان الانسان لما يكون خاضع وامين...و يفعل ما لا يريد بل مايريد اللة منة.. هنا فقط تنفك عقده اللسان ...الاباء القديسين يقول لك حينما يرفع القلب بحراره الروح تنفك عقدة اللسان..كام واحد فينا يقف يصلى ويحس انه ما عندوش ولا كلمه يقولها.....كام مره واحد فينا يقف يصلي ويحس اكنه بلا عقل.. واكنة ما عندهوش ولا موضوع... تعالى كدة طاوع الروح شويه وقف شوية.. تعالى .اخضع.. اعمل كام سجدة...ابتدى صلى الصلاه الربانيه بحراره بقلب.. هتلاقي لسانك انفكت العقده بتاعتة... عشان كده يقول لك لما تعرف ان انت ابتديت تصلي بالروح معناها ان انت بتزيد صلاتك صلاة.....امتى تعرف ان انت بتصلى بالروح؟؟لما تحب ان انت تزيدها صلاة اول حاجه تكلم بها زكريا اية؟؟اية المتوقع من شخص لسانة اتفك...وبدا يتكلم؟المتوقع اول حاجه يقولها اشكرك يا رب ان انا ابتديت اتكلم.....ابدا لم يفعل هذا....لكنة بدأ يبارك الله الانسان احبائي لما يكون قلبه مشغول بربنا يبقى اهم حاجه عنده ازاي يتكلم عن ربنا.. مبارك اللة....تكلم مباركا اللة.... اية الكلام اللى ممكن يكون جوايا مش عارف اقوله...لازم يكون كلام بركه... لما ربنا يعمل معايا حاجه لابد ان اباركة.. اتحدث عن قوته وقدرتة وعظمته اتحدث عن اقتدارة...وابارك اللة.... ووقع خوف على جميع جيرانهم الخوف جاي منين؟ ان ربنا اقتربت من الانسان جدا.. اليصابات العاقر أصبحت حامل.. حاجه تثبت قدره ربنا...وتجعل الانسان قلبة يتحرك...يوجد اللاة عظيم.... والصبى اتولد وذكريا طول الفتره دي ما بيتكلمش ابتدا يتكلم فرأوا معجزات قدامهم... هي تقول يوحنا وهو يقول يوحنا.. فالناس خافت..وقع خوف على جميع جيرانهم ..وتحدثت بهذه الامور جميعها كل الناس تكلمت بهذه الامور في جبال اليهوديه لدرجه ان جميع السامعين اللي سمعوا ده حفظوا وبدأوا يتحدث بعضهم مع بعض....واللى كان شاغل عقلهم جدا ولا ذكريا ولا اليصايات....لكن الولد اللي كل ده بيحصل عشانه مين الولد اللي كانت العاقر جابتة ...مين الولد اللي سميا يوحنا... مين الولد اللي ابوه اول ما نطق اسمه وكتبه ابتدا ينطق ويتكلم.... فقالوا...اترا ماذا يكون هذا الصبى... ربنا عاوز يعمل تركيز كبير قوي من يوحنا فى اول لحظه يتولد فيها....لانة يريد كل الانظار تتجه الى يوحنا لكلامة واقوالة.... عشان لما يجي يتكلم الناس تسمع انسان يقولوا علية انة انسان اللة....انة جاء بمعجزات دة كل حياتة معجزات... لما يقول للناس توبوا لما يقول للناس صوت صارخ في البريه اعدوا طريق الرب .اصنعوا سبل مستقيمه..... لما يتكلم مع الناس يكونوا مصغيين لة ... لانه مش عادى.. دة طفل كله معجزات... فكان ربنا بيهيئ القلوب.. ليوحنا بيعدلوا...كأنة بيقول له زي ما انت بتتعدلى انا كمان هعدلك...اترى ماذا يكون هذا الصبى..الذى كان الرب معة.... جميل احبائى ان الانسان يشعر ان هو جزء من تدبير ربنا من صوت ربنا اللي بيبلغ بواسطتة برساله ..اليصابات كانت كدة ..زكريا كان كده ...يوحنا كان كده ...المفروض أن انا وانت لازم نكون كده نكون كل واحد فينا صادق للمخلص.. اجعل .الناس تشوف فيك ايد ربنا.. خلى الناس تشوف فيك عظائم...خلي الناس تشوف فيك عمل الله واضح في حياتك ..خلى الناس تنتفع من كل احداث حياتك..وأنك بتبارك الله..ان حياتك دى هى خادمة للخلاص...ولسانك يتكلم بعجائب هنا يتكلم زكريا من الروح القدس وتنباء قائلا.. مبارك الرب اله اسرائيل الذي افتقد وصنع خلاصا لشعبة...خد بالك هو ما بيتكلمش على نفسه خالص.. علامه ان الانسان ابتدي روح ربنا يشملوا..حكايه ان يكون متركز حوالين نفسه دى بينساها...بدا يتكلم.. مبارك الرب اله اسرائيل الذي افتقد وصنع خلاص لشعبة.. مش مجرد انة افتقدنى انا ووهبلى طفل .. لا...دة الموضوع اكبر من كده بكثير صنع خلاصا لشعبة اقام لنا قرن خلاصا في بيت داود فتاة... مش بيتكلم عن يوحنا ابتدي الروح يكشفلة ماهو اعظم من يوحنا الكلام اللي بيتقال ده عن مين؟ عن ربنا يسوع الذى صنع خلاصا لشعبة.... اقام لنا قرن خلاص من بيت داود فتاه..ده عن المسيح.. القرن يبقى رمز للقوه...بمعنى انة أقام لنا قوة خلاص من بيت داوود فتاة... كما تكلم على افواه انبياءة القديسين منذ الظهر...ابتدي يفتح صفحات قلبة ..ويجيب من كنوز نبوات العهد القديم ..وبدا يحقق نبواته....زى ما تكلم من افواة أنبياءة القديسين منذ الظهر خلاصا من اعبائنا ومن يد جميع مبغضينا ليصنع رحمه مع آبائنا ...ويذكر عهده المقدس...زكريا بيجيب الكلام ده منين ؟تفتح قلبى تلاقي الكلام ده تفتح عقلى تلاقى الكلام ده... انا مشغول بالكلام ده جدا... كلمة ربنا جوايا محتويانى...شملانى... ورفعانى..انا فيها الهج نهارا وليلا....عهدة المقدس فم انبياءة.. جميل الانسان احبائي اللى كلمه ربنا تبقى شغلاة..كلمة ربنا هي اللي مستخبية جواة....شوفنا الكلام ده في الست العذراء..ونشوف دلوقتي الكلام دة فى زكريا ...احيانا الانسان ماتعرفش تفهموا كويس الا لما يتكلم ...الست العذراء كلامها كان قليل قوي.. لكن لما تتكلم قالت ايه...تسبحة عجيبة ... الكلام ده كله جواك انتى يا بنت يا غلبان يا صغيره؟ الناس كلها شايفاكى صغيره وفقيره.. لكن لا لا لا انا ممكن اكون كده بحسب الظاهر لكن افتح قلبى تلاقي فيه كلمه ربنا متسطره محفوظه مشغول بها جدا ..زكريا اتكلم عن القسم الذي حلف لابائنا . ابراهيم ان يعطيه الخلاص من ايدى اعدائنا لنعبده بطهاره وحق قدامه جميع ايامنا....بيتكلم عن الخلاص و بيتكلم عن مبارك الرب الذي اقام لنا قرن خلاص بيت داود. فتاه.. بيتكلم عن مخلص بقوه واقتدار وعظمه..الانسان اللي مشغول ببشرى الخلاص وكلمه ربنا تلاقى عمل ربنا جوه واضح وتلاقي كلمه ربنا جواة شغوفة انها تعلن عن المخلص دة... افتح قلبك وعقلك شوف كلمة ربنا فى ؟؟ مشغول بية قد ايه ؟في مثل بيقول لك تكلم لكى اراك... تتكلم عشان اخذ بالي منك كويس . شايفك بعيني لكنى مش عارف افهمك..تكلم لكى أراك... زكريا تكلم شفت كويس زكريا ده...زكريا الجزء في خطه الخلاص..الخادم للخلاص... اللذى ييحقق المواعيد ..اللى بيتكلم بكلمة ربنا ويهيى القلوب للمخلص ... احبائى إحنا دلوقتى بنعد نفسنا لاستقبال,ابهى وأجمل اعياد ابكنيسه ..لان التجسد الإلهى هو بدا كل البركات . لولا التجسد ماكان العماد..ولولا التجسد ماكان الختان...ولولا التجسد ماكان الصليب والفداء ...ولولا التجسد ماكان القيامة والصعود لولا التجسد ماكان لنا الاشتراك فى بركات المخلص...دى بداية البركات... انت النهارده اعدادك لهذا الحدث العظيم الجليل على اي مستوى ..بشرتك بالخلاص و المخلص اللى جواك قد اقترب المخلص جدا..ماهى مشاعرك و ذهنك في ايه ؟؟مشغول بالمخلص اللي جاي ؟ قلبك في تحقيق نبوات؟قلبك فى كلام شغوف بعمل ربنا المخلص اللي جاي؟؟ مشتاق له...رتبت نفسك لية؟ مشغول به؟ احبائي احيانا بتتحول عندنا الاعياد الى مناسبات لنا وليس للمسيح ..احيانا تتحول الاعياد بالنسبه لنا مظاهر دون جوهر.... شوف زكريا فرحان بأية؟ فرحان انة جاب طفل؟ ابدا... في حاجة تانية مفرحاة اكثر من كده بكثير هو مش محصور في نفسه..هو محصور في ان دة جاء سابق للمخلص...انة جاء يتكلم بكلام يهيئ الطريق للمخلص.... انت ايها الصبي نبى العلى تدعى انت الطفل الصغير محدش عارف خالص قصتك انا عارفها انت مين. انت تتقدم سائرا امام وجه الرب الطفل الصغير ده زكريا ادرك ارسلتة.. انت تتقدم امام وجه الرب لتعد طرقه وتعطى علم الخلاص لشعبة ومغفرة خطاياهم.... الانسان احبائى ..الذي يكون اذنة قلبه في وعي روحي..يدرك ويفهم الأحداث التى تمر بة ده اقتراب المخلص من الانسان ... يا جالس على الشاروبيم اظهر من السماء تعال رد لينا البهجه المفقوده عشان ترجعنا مره ثانيه للفردوس الذى طردنا منة.. تعال عشان تبارك طبيعتنا التى فسدت.. تعال عشان ترجع لنا الحياه والخلود بعد حكم الموت....زكريا فاهم بيحتفل بايه... مش مجرد ختان الطفل ولا حدث يمسوا هو كشخص... لما تكلم تكلم عن خلاص لاسرائيل ولما تكلم عن الطفل اللي هو المفروض ابنن فرحان به ...قالة انت ليك رساله غيري انا مش مجرد ان انا جبت طفلين انت نبى العلى تدعى... انت تتقدم سائرا امام وجه الرب لتعد طرقه وتعطى علم الخلاص لشعبة... انت رسالتك مهم جدا يا يوحنا ...انت قدامك فترة ست شهور تهيئ قلوب لخلاص ولمغفرة خطايا... عايزك تهيى في ست شهور واحد هياتى ويتعمد منك.. ويروا السماء مفتوحه انت رسالتك رسالة عظيمه..لتعد طرقة وتعطى علم الخلاص لشعبه ومغفرة خطاياهم... وينطق بتسبحه جميله من اجل تحنن رحمه اللهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء ليطيى على الجالسين في الظلمه وظلال الموت لكي تستقيم ارجلنا في طريق السلام... ايه الكلام ده؟ روح ربنا جوايا ينطق بعظائم.. الانسان اللى روح ربنا جوايا يتكلم بكلام الله..فم الصديق يتلوا الحكمة ... ناموس الله في قلبه فلا تتعرقل خطوات... من اجل تحنن رحمه الهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء هو عارف ان في رحمه جايه عارف ان الذى فى العلاء اقترب مننا جدا جاء ليشرق علينا ليضيء على الجالسين في الظلمه وظلال الموت عشان يخلصنا من الظلمه لكي تستقيم ارجلنا في طريق السلام.. الحياه احبائي... لها هدف اثمى كثير جدا من مجرد الحياه هى رساله الحياه هي التمتع بالخلاص الحياه هي المسيح الحياه هي المخلص ...عندما تدرك هذة الحقيقه...تخلص من سلطان نفسك وذاتك وتحقق وعود جواك ...كلمه ربنا هتبقى شغلاك جدا تبقى سعيد بها جدا وممسك بها تماما...ويكون فى بهجه جواك الناس بتشتكى من الهموم والمتاعب والغلاء والضيق والتعب ...اقول لك ده يبقى واقع تحت اثقال كثيرة ..لكن المشغول بكلمه ربنا والمشغول بالمخلص يبقى عايش نفس الهموم بس يبقى مرفوع فوق منها ....عايش نفس العالم ونفس ضغوطة زكريا عايش الضغوط بتاعته الجيل بتاعتة..أكثر العصور ظلمة هو العصر الذي سبق مجيء المسيح تماما يعنى عصر ذكريا واليصابات كان البار فى ندرة نادرة جدا....عشان كدة قال الجالسين في الظلمة.. الشعب الجالس في الظلمه ابصر نورا.. المسيح جاء عشان يفتقد البشرية وهي في اقصى درجات ظلمها من بدايه سقوط ادم ابتدت الخطية وابتدت الخطية تتدرج وتتقوى وتتنوع وتزداد زي بالضبط اللي عنده مرض وتشخص بس ممكن انت تبقي شايفه كويس قدامك وتقول لا ده كويس كل ما يعدي عليه الوقت كل ماالمرض يشتغل جواة.. البشريه كانت كده فضلت تدرج تدرج في الظلمه والشهوه والابتعاد عن الله ويزداد الظلام جدا جدا إلى عصر ما قبل المسيح زكريا كان عايش في اقصى العصور ظلمة... لكن كان جواة كلمة ربنا فرحان بربنا... متهلل بربنا..لكن انت عايش عصر في نعمه في كلمه ربنا في مذبح في ذبيحة في اسرار في كهنوت في انجيل في ابرار وفي قديسين اية اللى معطل؟ عشان كده ازاي اكون انا جزء من تدبير الخلاص ازاي اكون جزء من انا اوصل كلمه ربنا حواليا ازاي افرح اللي حواليا ... ازاي ابشر اللي حواليا بمجيء المخلص... اتكلم بكلم زكريا ازاي اقول للى حواليا المخلص خلصنا من اعدائنا من ايدي جميع مبغضينا وحقق لنا القسم الذى حلف بة قديما لابينا ابراهيم ان يعطى خلاصا .. ويعطى قوة...شوف انت بقى لما تكون وعود الكتاب المقدس جواك..وانت حاسس بقوتها و تتكلم بها.. تبقى ايه مشاعرك... ايام احبائي الانسان يعيش فيها في فرحة وبهجة لان المخلص افتقدنا اقترب مننا جدا... يالا بهجتنا لان اللاة الجالس علي الشاروبيم ظهر.يالا بهجتنا لان الله اتى وحل بيننا يالا بهجتنا لان الكلمه صار جسدا وحل بيننا... يبقى عندنا حاجه ثانيه شغلانه اكتر من كدة؟ ولا اكل ولا شرب ولا لبس؟ لا ده احنا مشغولين بامر فوق كدة بكتير....ارفع نفسك شوف قصد الكنيسه من الاعياد وقصد ربنا من الاعياد اية.. دة قصد خلاصى يمس العقول والقلوب قبل ما يمس الاجساد الجسد لان النفس والروح فرحانين الجسد بيفرح فالكنيسه تقول لك افطر وعيد لكن مش هو ده بس المظهر اللي من بره لا دة بيخدم جوهر من الداخل الله يعطينا احبائى بهجة و ان نكون خدام للخلاص الله يعطينا ان نكون صادقين و نتكلم بكلماتة لكي نخبر بكلام انبياءة وببشاير خلاصة لكى نعطى فرحة وغلبة لكل انسان جالس في الظلمه لكي يشرق عليه النور من العلاء ..اللة يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتة ولالهنا المجد اللى الابد امين . القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
31 ديسمبر 2022

إنجيل عشية الأحد الرابع من شهر كيهك

تتضمن تبكيت الذين يتصرفون تصرف الخوارج مرتبة على قول البشير بفصل اليوم : " وكان يسير فـي كـل مدينة وقربه يكـرز ويبشـر بملكوت الله ... ومعـه الاثنـا عـشـر وبعض النساء ( لو ۸ : ۱-۳ ) إذا كانت النساء اللواتي عرفن قدر مواهب المسيح قد تركـن بيوتـهن ومصـالحن وخدمته بما لهن . فما لي ارى الآن أناسا كثيرين يتصرفون بعـد العمـاد تصـرف الخوارج . بل أشر من ذلك كثيرا . حتى أني لا أرى خصلة واحـــدة تمـيزهم عـنالخارجين عنه ولهذا يلتبس على الفرق بين المؤمنين بالمسيح وبين الخارجين عنهم . وذلك لأن المؤمنين بالمسيح حقيقة ينبغي أن يعرفوا خاصتـا الأعمـال الصالحـة المشرق نورها عليهم . وهذا ومن أشكالهم من ملابسـهم وإطراقـهـم إلـى الأرض من كثرة الحياء والوقار من فضيلة التواضع من كيفية المشـى في الشوارع من الكلام في الباقيات السمائية والإعراض عما لا ينبغي . يفعلون هذه ليس بطلب المديح من الناس بل لأنها صارت لهم طبيعة ولكـي ينتفع بها الناظرون لها أما الأن فأني لا أتمكن أن أفرق بين المؤمن وغيره كمـا أني لا استطيع تمييزه عن الخارجين عنا . فكيف وبماذا أميزك أيها الأخ العزيز عـن الباقين ؟ لأني أن اردت ان أعرفك من أصدقائك واصحابك فــأني اراك مصـاحب الزناة والاردياء ومفسودي السيرة . وتطيل الاقامة معهم في ميادين السباق وأمــاكن اللعب وأن أردت أن اعرفك من لباسك فلا أراك تتميز بملابـــــــس الحشـمة التـى يرتديها المؤمنين بل تتشبه بالخارجين في لبسهم وإن أردت أن أعرفك من الحيـاء والوقار والاطراق إلى الارض والسلوك كما ينبغي فأراك متقهقها ضاحكاً ، محدقـاً إلى كل رذيلة طائشاً ومذاراً وإن أردت أن أعرفك من كلامـك فـاراك مولعـاً بالهزء ، ومسارعاً في نقل احاديثك المغنين والمضحكين وما لا يفيد حيــاتك نفعـاً وإن أردت أن أعرفك من مائدتك التي ينبغي أن يقدم عليها ما يدفع ضرورة الجـوع فقط لا البذخ وغيره فأراك تهيئ الألوان اللذيذة . قاصداً اللذات والتفـاخر وإظـهار التعظم على المقلين وغيرهم . وإذا كنت مؤمنا وبماذا أسميك . لأني إن سميتك وحشـاً فكل واحد من الوحوش محافظ على طبيعة نوعه متميز بنقيصة واحدة . أمـا أنـت فتحوى نقائص الجميع . وإن سميتك شيطاناً . فانى أرى الشياطين لا يهتمون ببطونهم ولا يعشقون ما لغيرهم . وإذ كنا لا نشبه الوحوش ولا الشياطين . فكيف نعرف مـع المؤمنين حقاً ؟ وإذا كان الانصباغ في المعمودية بالمسيح مثـالا لموتنـا بالجسـد وانبعاثنا بالحياة الجديدة . فكيف نوجد نحن جسدانيين وكيف لا نسمع بولس الرسـول موبخاً لنا وصارخاً نحونا قائلاً : " اهتموا بما فوق لابما على الأرض . لانكم قد متـم وحياتكم مستترة مع المسيح فأميتوا أعضاءكم التي على الارض الزنا النجاسـة الهوة الردية الطمع فسبيلنا إذن أن نهرب من هذه النقائض . وان نتـأمل فـى صـفـات يسـوع المسيح إلهنا . ونسارع إلى الاقلاع عن آثامنا . ونتمسك بما يقربنا من ملكوت ربنـا . الذي له المجد والعظمة والاكرام إلى الأبد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
30 ديسمبر 2022

كيف تقضى ليلة رأس السنة ؟

الكل يعرف كيف يحتفل الأقباط بليلة رأس السنة الغالبية تذهب إلى الكنيسة وتقضى الوقت في صلوات وتسبيح . حتى إذا ما جاء نصف الليل ، ارتفع قلب كل واحد إلى الله ، في صلاة خاصة ، حتى يكون الله - تبارك إسمه هو أول من نخاطبه في بدء العام الجديد .وهذه الصلاة التي يفتتح بها العام الجديد تحوى أموراً كثيرة فيها اعتراف مركز بكل خطايا العام الماضي ، وابتهال لمغفرتها . وفيها كل الطلبات التي يرفعها القلب في بداية العام الجديد ، سواء ما يحتاجه المصلى ، أو ما يحتاجه أحباؤه وأقرباؤه ومعارفه ، أو صلاة من أجل الغير ، ومن أجل الكنيسة والوطن والعالم كله وفيها شكر على إحسانات الله الخاصة والعامة . كل هذا حسن ، ، ولكنه لا يكفى ينبغي أن يجلس الإنسان إلى نفسه و يفحصها ، و يدرك ما هي عيوبها الخفية والظاهرة ، عيوبها الثابتة والطارئة ، وأسبابها الداخلية مع المؤثرات الخارجية ، والطريقة العملية لإصلاح كل هذا وعرض كل هذا على الله وطلب معونة من روحه القدوس ينبغي معرفة كيفية التخلص من الخطايا المتكررة في كل اعتراف ، وأيضاً التخلص من العادات والطباع الخاطئة ولا يمكن أن تتخلص من أخاطئك الثابتة إلا إذا تخلصت أيضاً من أسبابها التي توقعك فيها نحن للأسف الشديد ، كثيراً ما نعالج النتائج ، ولا نعالج الأسباب ! بينما معالجة الأسباب ، تريحنا أيضاً من النتائج .على أن جهادك الروحي لا يجوز أن يقتصر على الجانب السلبي . فلا بد أن تفكر في الإيجابيات التي تنقصك .أقصد في الفضائل والروحيات التي يجب أن تتدرب عليها .كالوداعة والاتضاع ، والإيمان ، ومحبة الله ، ومحبة الخير . ثق إنك إن وصلت إلى محبة الله ، وثبتت في قلبك ، فستجد أن كل ضعفاتك قد تبددت تلقائياً إذن قضاء ليلة رأس السنة ، يحتاج إلى استعداد من الآن .تمهد من الآن لتلك اللحظات التي ستقف فيها أمام الله ، في بداية العام الجديد .تعد قلبك وفكرك وانسائك الداخلي وإن صدمت بحرب من حروب الشيطان في أول العام ، فلا تيأس .إنه لابد أن يحسد نيتك الطيبة .فليكن هذا العام مباركاً علينا جميعاً ، وعلى بلادنا ، وعلى العالم كله .لیکن عام سلام وحب وخير ۔۔
المزيد
29 ديسمبر 2022

الديانة الطاهرة النقيه عند الله

ونحن في نهاية هذا العام الميلادي يهمنا أن نراجع مبادئنا الروحية ، ومن الأمور الجميلة في الكتاب المقدس أنه يقدم لنا تعاريف محددة للموضوعات الكبرى ، وأهمية التعريف المحدد في حياتنا أن الإنسان يستطيع أن يقيس عليه نفسه . أحد التعاريف القوية التي يقدمها الكتاب المقدس هو تعريف « الديانة الطاهرة النقية عند الله الأب » . يقول القديس يعقوب الرسول : « إن كان أحد فيكم يظن أنه دين ، وهو ليس يلجم لسانه ، بل يخدع قلبه ، فديانة هذا باطلة . الديانة الطاهرة النقية عند الله الأب هي هذه : افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم ، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم » ( يعقوب ١ : ٢٦ ، ٢٧ ) . النقطه الأولى هي أن مفتاح الديانة النقية المقبولة أمام الله هو أن يلجم الإنسان لسانه ، وهذا تعبير قوي جدا ! لأن الأنشطة التي يعملها الإنسان في كل يوم هي متعددة جدا ، لكن يقف على قمتها نشاط الكلام والاستماع والكتابة والقراءة ، وهي أكثر أربعة أنشطه يمارسها الإنسان في كل يوم ، لهذا قال القديس داود النبي : « اجعل يا رب حارسا لفمي . احفظ باب شفتي » ( مزمور 141 : 3 ) . المفتاح الثاني هو قوله « الديانة الطاهرة النقية عند الله » ... لكي يعيش الإنسان هذا المفهوم لابد أن يعرف أن البشر على أنواع ثلاثة : 1- الإنسان الطبيعي ، وهو الذي يعيش الإنسانية من أفكار ومبادئ وما إلى غير ذلك باعتبار أن الإنسان هو قمة الخليقة ، فالله بعدما أوجد هذا الكون وضع على قمته الإنسان بمثابة المالك لهذه الخليقة والساكن في هذا القصر ( الخليقة ) ، وهناك إنسان ينحدر عن طبيعته الإنسانية فيصل إلى ما نسميه : 2- الإنسان الجسداني ، وهو الذي يعيش على مستوى التراب أو الجسد فقط ، وهذا شخص يقع في خطايا متنوعة وأشكال متنوعة من الخطايا ، إن كان حب الشهوة ، أو حب القنية ، أو حب التطلع والمناصب ، وبأية صورة من الصور ، وبهذا يمكن أن يعيش في الخطر والإرهاب والعنف وكل هذه الصور . وهناك إنسان يرتقي فوق الإنسان الطبيعي فيصل إلى 3- الإنسان الروحاني ، أي أن الروح هو الذي يقوده ، وهذا الإنسان هو صاحب الديانة الطاهرة النقية . ولكي تفرق بينهم نجد أن الإنسان الروحاني يعيش حياته ممزوجة بين الجهاد الروحي والنعمة الإلهية ، مبدؤه في الحياة أن يد الله هي التي تقود كل خطوة ، أما إذا كان إنسان على المستوى الطبيعي فهو إنسان يحاول أن يجاهد ولكن بدون نعمة ، فيظن أن الموضوع بقوته أو بممارسة الطقوس كافة سواء قراءات أو صلوات إلى آخره ، لذلك لا يجد تعزية ، ونجده يعيش في المجتمع الذي يملأ حياته . أما النوع المتدني جدا فهو الإنسان الجسداني ، وهذا الإنسان هو الذي لا يرتبط لا بجهاد ولا بنعمة . الديانة الطاهرة النقية عند الله الأب تحتاج هذا الإنسان الروحاني الذي يعرف تماما أن القداسة من الداخل ، ويعرف هذا الإنسان الروحي أن ، وصيه ربنا يسوع المسيح « بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا » ( يوحنا5:15) النقطة الثالثة عندما ندخل في تعريف . الديانة الطاهرة تضع لهذا التعريف جناحين : الجناح الأول في الديانة الطاهرة النقية هو افتقاد الأرامل في ضيقهم ، فكان في الحياة الاجتماعية القديمه في زمن السيد المسيح والقرون الأولى أن الفئات الأكثر ضعفا وتهميشا هم اليتامى والأرامل باعتبار أنه لا يوجد لهم أي سند ، وليس لهم دخل أو رعاية اجتماعية ، ولا أي اهتمام ، وبالتالي يصير الجناح الأول للديانة الطاهرة النقية هو افتقاد الأرامل واليتامي في ضيقهم . وليس المقصود هنا المساعدة المادية فقط ، ولكن المقصود هنا كل أوجه المحبة وأعمال الرحمة التي ممكن أن تقدم ، والمعنى الكبير في هذه الآية هو أن الإنسان لكي ما تكون ديانته طاهرة ونقية وحقيقية ، فلابد أن يبحث عن كل إنسان في ضيقة ( مثل الأيتام والأرامل ) أو محتاج ، ولا اقصد الاحتياج المادي بالتحديد - وإن كان له أهميته – ولكن اقصد الاحتياج حتى الإنساني . الجناح الثاني للديانة الطاهرة النقية عند الله هو « حفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم » ، وهي مسئولية شخصية . هنا يرشدنا أن الإنسان لا بد أن يحفظ نفسه بلا دنس من العالم ، فالعالم قد وضع في الشرير ، وكل إنسان مسئول عن نفسه . في الماضي كان الشر محدودا بحسب وسائل النقل أو المواصلات ، ولكن اليوم أصبح بلا حدود وبكل وسيلة ، ومتاح وعند أطراف الأصابع التي تقوم بالضغط على مجموعة أزرار في أي جهاز . فهل تحفظ أنت نفسك من دنس العالم ؟ في صلاة الساعة التاسعة نصلي ونقول : « أمت حواسنا الجسمانية » ، وليس المقصود الحواس نفسها بل المقصود هو إماتة الشر الذي بها ، فالحواس كما هي مداخل للمعرفة يمكن أن تكون مداخل للشر . والآن وأنت في آخر السنة ، وتريد أن تكون حياتك حياة حقيقية ، لابد أن يكون لك الجناحان ، فالجناح أن الثاني هو ان تعيش في هذه القداسة ، يقول الكتاب « لأن هذه هي إرادة الله : قداستكم » ( تسالونيكي الأولى 4 : 3 ) ، وبهذه القداسة والنقاوة يستطيع الإنسان أن يعاين الله ، والقديس يوحنا الدرجي يقول : « الإنسان الطاهر هو الذي يطرد الحب بحب » ، فهو يطرد حب الدنس أو الشهوة أو الخطية أو أي شيء بحب آخر أسمى منه ، هذا هو الإنسان الطاهر ، ففي قلبك توجد محبات كثيرة ( التليفزيون - النت - الموبيل ) ، ولكن يجب أن يتدرب الإنسان كيف يجب أن يطرد محبة هذه المساعدات على أي شكل من أشكال الخطية ، ويحولها إلى حب آخر . فاحترس لئلا تكون هذه النهضات العلمية وهذه التطورات سببا للدنس في العالم . قل لله : أنا أعدك مع اقتراب عام جديد أن أبدأ معك بداية جديدة ، وأعدك يارب أن إيماني وديانتي ومسيحيتي تكون طاهرة ونقيه وحقيقية ، وأعدك أن يكون لي هذان الجناحان ، افتقاد اليتامى والأرامل وكل من شابههم ، وأيضا حفظ الإنسان نفسه بلا دنس في العالم ، وأعدك يارب أن أعيش هذه المفاهيم ، وأن أعيش هذه المبادئ ، وأتمتع بها معك باستمرار . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
28 ديسمبر 2022

الله مغلوب من محبته

لا توجد خطية تغلب محبة الله، لأن الله مغلوب من محبته، هو قال لعروس النشيد: "حولي عني عينيك فإنهما قد غلبتاني " (نش 6 : 5). إن دموعنا أغلى عند الله من الوصية التي كسرناها، التوبة حصن يركض إليه الخاطئ مثل مدن الملجأ، الله نفسه هو الذي دعانا لكي نتفاوض ونتفاهم " هلموا نتحاجج ..." إنه يبحث لنا عن مخرج .. عن حلول. الله يريد أن يخلّص على كل حال قوماً، مثلما يودّ الشيطان أن ُيهلك على كل حال قوماً .. إن المشكلة هي في الخاطئ نفسه، فهو يخطي ويهرب من الله، وربما يسأله الله: أين أنت ؟ " فنادى الرب الإله ادم و قال له أين أنت" (تكوين 3 : 9) فيدافع عن نفسه ويبررها. الله يريد أن يمتلئ عرسه بالمدعوين هو أعدّ كل شيء وأعد لنا مكاناً في الملكوت. باب التوبة مفتوح وأمامه باب المغفرة. إن نهاية العام فرصة ثمينة للتخلّص مما يثقّل أعناقنا من خطايا، ونحن نشكر الله لأننا ما زلنا أحياء حتى الآن، والفرصة متاحة لنا لكي نقدّم توبة نقية، ولكي نبدأ عاما جديدا خالياً من الخطايا. وليكن عاماً مثالياً نحقق فيه ما لم نستطع تحقيقه في العام الذي أوشك على الانتهاء. هوذا صوت الرب المطمئن " من يقبل إلي لا أخرجه خارجا" (يوحنا 6 : 37). نيافه الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف المنيا وتوابعها
المزيد
27 ديسمبر 2022

نمجد ميلادك غير المُدرَك

تجسد الله الكلمة من العذراء القديسة مريم، دون زرع بشر. ووُلِد ميلادًا بتوليًا، ويرى إيسيذورس الفرميّ أن التجسد الإلهيّ في بطن العذراء بدون زرع بشر، ليس أمرًا مستحيلًا، فحواء خُلقت من ضلع آدم، أي بدون زرع بشر، إذ يقول: [«فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتًاعَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْمًا» (تك2: 21)، حيث أنه في الأول قد خُلِق آدم من تراب الأرض، إذًا ها أن الرجل من الأرض والمرأة من الرجل، والاثنان خُلقا بدون اتحاد جسديّ. فلأن المرأة كان عليها دَيْنٌ للرجل، لأنها صارت منه بدون زرع بشر (بذرة)؛ سدّدت له الدين بأن صارت أُمَّ الرب وأعطته جسدًا بدون زرع بشر. إذًا ليس من المستحيل على الطبيعة، لكن مثلما قد صار بالضبط بالفعل مع الأبوين الأولين، هكذا أكملَ بتدبير الرب، بالرغم من أن كل العجائب ترجع إلى هذا المولود ذاته] (رسالة إلى اليهود فيما يتعلق بالحبل الإلهيّ).يؤكد ذلك أيضًا القديس كيرلس الأورشليميّ (348 -386)، فيتسائل: [ كيف وُلدت حواء في بدء الخليقة؟ من هي الأم التي حملت بها؟ إن الكتاب يقول إنها وُلِدت من جنب آدم ... فهل تولد حواء من جنب آدم بدون أم، ولا يولد طفل من بطن عذراء بدون أب؟! إن هذا دَيْن للرجل على المرأة. لأن حواء وُلِدت من الرجل فقط دون أن تحبل بها أم. ولكن مريم العذراء أوفت الدَيْن وردت الجميل لأنها حبلت حبلًا بلا زرع رجل، بل حبلت بالروح القدس حبلًا بلا دنس] (الكلمة صار جسدًا).ويشرح القديس كيرلس الكبير هدف التجسد، موضحًا [لقد جاء الابن وصار إنسانًا لكي يحوّل طبيعتنا فيه هو، وابتدأ أولًا بالميلاد الذي جعله مقدسًا وعجيبًا، إذ جعله ميلادًا للحياة، لكي ننال نحن هذه النعمة وتصل إلينا منه لكي نولد «لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ» (يو1: 13)، وبالروح القدس تولد نفوسنا ميلادًا جديدًا روحيًا، مشابهًا لميلاد ذاك الذي هو بالطبيعة وبالحق الابن، وبذلك ندعو الله أبًا، ويؤهّلنا هذا الميلاد أن نبقى في عدم انحلال لأننا امتلكنا ليس طبيعة آدم الأول الذي فيه انحللنا، بل طبيعة آدم الثاني] (المسيح الواحد: 5).فحاجتنا لكي نصبح أبناء الله، أن يولد الكلمة المتجسد من عذراء دون زرع بشر، فالابن الوحيد، هو ابن بالطبيعة: لذلك نصلي في قانون الإيمان: [مولود من الآب قبل كل الدهور]، ونؤكد على ذلك أيضًا، أنه [مولود غير مخلوق]، فالمولود له نفس طبيعة الوالد، وله نفس خواصه وطبيعته، فلقب ابن غير مضاف إليه (حوار حول الثالوث 1)، في تجسده لم يخلق لنفسه جسدًا من خارج العذراء مريم، بل أخذ جسدًا حقيقيًا محْيِيًا بروح عاقلة من الطبيعة المخلوقة التى للعذراء مريم. بفعل الروح القدس اتخذ ناسوتًا خاصًا به جدًا، متحدًا به اتحادًا طبيعيًا وأقنوميًا، حقيقيًا، كاملًا، بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغير، فاحتفظ كلٌّ منهما بخصائصه، فالطبيعة الواحدة لها خصائص الطبيعتين معًا في آنٍ واحد، لذلك يُسمّى سر التجسد، وسر الاتحاد. مساوٍ لنا كالتدبير، من قِبَله أخذنا نعمة البنوة، وأصبحنا أبناء الله. لذلك ولُد الكلمة المتجسد من أم عذراء دون زرع بشر. القمص بنيامين المحرقي
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل