المقالات

27 يوليو 2025

انجيل قداس يوم الأحد الثالث من شهر أبيب

تتضمن وجوب إلقاء الرجاء على الله مرتبة على أشباع الخمسة الآلاف رجل من الخمسة الأرغفة والسمكتين ( لو ۹ : ۱7-۱0 ) إن السيد المسيح له المجد لما سمع بقطـع رأس يوحنـا المعمـدان تـرك أورشليم وأتى إلى برية قريبة من بيت صيدا ليستريح مع تلاميذه انفـراد . فتبعتـه جموع كثيرة . فتحنن عليهم وعلمهم ثم شفى مرضاهم بدون أن يطلب منه ذلك ولما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين : " الموضع خلاء والوقت قد مضـى . اصـرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما . فقال لهم يسوع لا حاجة لـه ان يمضوا ... أعطوهم أنتم ليأكلوا .. وصنع لهم هذه الآية العظيمة التـى سـمعتم خبرها بفصل اليوم فأكل نحو أكثر من خمسة آلاف رجل مـاعدا النسـاء والاولاد وشبعوا . ورفع ما فضل عنهم اثنتا عشرة قفة مملوءة . وذلك مـن خمسـة أرغفـة وسمكتين مت ١٤ : ١٤-١٢. وهي أعجوبة عظيمة وبرهان مقنع على تحنن فادينا . وبـاعث قـوى لاحياء الثقة التامة داخل قلوب البشر وإلقاء رجائهم على الله دون سـواء . فالرجـاء ينشأ مع نشوء الانسان وهو طبيعي في قلوب البشر . الرجاء هو تعزيـة المريـض أثناء مرضه لانه يأمل الشفاء العاجل . تجد الرجاء في القلب النوتي عنـد مصادفـة أهوال البحار . فإنه يعلل نفسه بالرجاء لنجاته من الغرق . فلولا الرجـاء لمـا زرع زارع ارض ولا صنع صانع شيئا . لان كل الاشياء إنما تعمل على يقين فالرجاء هو الذي جعل هاتيك الجموع الكثيرة تمضى وراء السيد بدون زاد . لانـهم عرفوا أن القادر على شفائهم عن أمرضهم قادر أيضا على اشباعهم خبزا . الرجـاء هو تعزية الانسان في عالم الاتعاب والاحزان . وقد خلقه الله فينا ليكون هـو جلـت قدرته موضوع رجائنا . غير أن فريقا من الناس يلقـــون رجـاءهم علـى النـاس والاموال وما اشبه ذلك . فاسمع توبيخاته تعالى لامثال هؤلاء قال : " ماذا يصنع أيضـل لكرمي وأنا لم أصنعه له " أش ٤:٥ " وقال : " یا اورشلیم یا اورشلیم یا قاتلة الانبياء وراجمـة المرسلين اليها . كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخـهـا تحـت جناحيها ولم تريدوا " مت٢٧:٢٣ وقال أيضا : " ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا على " أش٢:١ وقال أيضا : " بسطت يدى طول النهار إلى شعب متمرد سائر في طريق غير صـالح وراء أفكاره " أش٢:٦٥ . وقال أيضا : " ملعون الرجل الذي يتكل على الانسان ويجعل البشـر ذراعه وعن الرب يحيد قلبه " ار٥:١٧ هذا بعض من أقواله تعالى . فلماذا لا نثق بها ونضع رجاءنا عليه ونــــذوق عذوبة خدمته قبل ان نذوق خدمة العالم ؟ لاسيما وهو يقول لنا بلســـان نبيـه داود : " ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب . طوبى للرجل المتوكل عليه "مز٨:٣٤ وإلا فقولوا لي بحقكم أي شئ لم يصنعه لنا إلهنا ليستميل قلوبنا إليـه . وهـا هو يتراءف على البشر بكل هيئة ويخاطبهم بأنواع كثيرة . أحيانـا كمبشـر يبشـر المساكين في كل مدينة . ويلقى الصلح والسلام . وأحيانا كسامرى يعـزى الحزانـى ويشفى المرضى ويسكن الامواج ويهدئ العواصف . وتارة كراع إذا وجـد خروفـا ضالا حمله على أكتافه وقال لاصدقائه افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال لو٥:١٥-٦وتارة كأب شفوق يعانق أولاده ويباركهم قـائلا : " دعـوا الأولاد يـأتون إلـى ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات " مت ١٤:١٦ فما بالنا نترك إلهنا الشفوق علينا ونلقى رجاءنا على بشر مثلنا مائتين . مـع علمنا اننا بفقدهم نفقد حمايتهم أيضا فتضيع علينا مصالحنـا . وربمـا يصيبنـا أذى من أعدائهم بسبب انتسابنا اليهم . وما الذي يمنعنا من استدراك خطايانا والعودة إلـى صوابنا فنلقى رجاءنا على إلهنا . ونتكل عليه دون سواه . عمـلا بقولـه تعـالى : " لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده " مز٣:١٤٦ و " طوبى لمن إلـه يعقوب معينه ورجاؤه على الرب إلهه " مز٥:١٤٦ ولنعد على اسماعكم ذكر بعض الحوادث لتعلموا أن إلـهنا رؤوف ورحيـم بعباده المتكلين عليه . وفي كل حين يعينهم ويجيب طلبتهم . قال الكتــاب المقـدس : " مرض حزقيا ملك أورشليم للموت . فجاء اليه اشعياء النبي وقال لـه . هكـذا قـال الرب أوص بيتك لانك تموت ولا تعيش . فوجه وجهه إلى الحائط وصلى إلى الـرب قائلا : آه يا رب أذكر كيف سرت أمامك بالامانة وبقلب سليم وفعلت الحسـن فـي عينيك . وبكى حزقيا بكاء عظيما . ولم يخرج إشعياء إلى المدينة الوسطى حتى كـان كلام الرب إليه قائلا أرجع وقل لحزقيا رئيس شعبي هكذا قال الرب إله داود أبيـك . قد سمعت صلاتك . قد رأيت دموعك . هأنذا أشفيك . في اليوم الثالث تصعد إلى بيـت الرب . وأزيد على أيامك خمس عشرة سنة وأنقذك من يد ملك أشور مع هذه المدينـة وأحامي عن هذه المدينة من أجل نفسي ومن أجل داود عبدی " ٢مل١:٢٠-٦ فها قد أثبتنا اليكم أيها الاحباء من موسى والانبياء وأخبار الملوك وجـوب القاء الرجاء على الله دون سواه . فسبيلنا أذن أن نتواضع تحت يده القوية لكي يرفعنا في حينه . ملقيـن كـل همنا عليه لأنه هو يعتني بنا لأننا بدونه لا نقدر أن نفعـل شـيئا يو٥:١٥ ولنتمسـك بإقرار الرجاء الموضوع أمامنا كمرساة أمينة للنفس وثابتة تدخل إلـى مـا دخـل الحجاب عب١٩:٦ . غير حائدين عن اعتراف رجائنا فإن الذي وعد هـو أميـن عب٢٣:١٠ . له المجد والاكرام والعزة والسجود إلى الأبد أمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
26 يوليو 2025

عِلاقتِى بالله

سوف نقرأ جُزء مِنَ رِسالة مُعلّمِنا يوحنا الرسول الأولى الإِصحاح الأول بركاته على جميعنا آمين [ الّذى كان مِنَ البدء ، الّذى سمِعناهُ ، الّذى رأيناهُ بِعيوننَا ، الّذى شاهدناهُ ، وَلمستهُ أيدينَا ، مِنْ جِهة كلِمَةِ الحياة فإِنَّ الحياة أُظهِرت ، وَقَدْ رأينَا وَنشْهَدُ وَنُخبِرُكُمْ بِالحياة الأبديّة التّى كانتْ عِندَ الآبِ وَأُظهِرت لَنَا الّذى رَأيْنَاهُ وَسَمِعنَاهُ نُخبِرُكُمْ بِهِ ، لِكَىْ يَكُونَ لَكُمْ أيْضاً شرِكَةٌ مَعَنَا وَأمّا شرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِىَ مَعَ الآْبِ وَمَعَ إِبنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَنَكْتُبُ إِليْكُمْ هذَا لِكَىْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً]مجداً للثالوث الأقدس نوِد أنْ نتكلّم عَنَ موضوع عِلاقتِى بالله ، فنحنُ نشعُر أحياناً أنّ عِلاقتنا بالله عِلاقة نظريّة مُجرّد أنّنا نسمع عنها أوْ هى مُجرّد عِظات أوْ كِتاب نقرأهُ أوْ ما نسمع مِنَ أشخاص عمل معهُمْ الله شىء أوْ أنّنِى أُحاوِل أنْ أعرِفهُ وَأفهمهُ ، لكِنْ فِى كثير مِنَ الأحيان إِذا سألنا شخص عَنَ عِلاقتهُ بِربِنا وَعَنَ إِحساسه بِربِنا وَهل فِعلاً لك عِلاقة مَعَ ربِنا ؟ نجِد للأسف أنّهُ مُمكِن يكون لاَ توجد هذهِ العِلاقة وَنجِد مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ إِنّىِ أعرِفهُ ] ، وَمُعلّمِنا يوحنا يقول [ الّذى رأيناه بِعيونِنا وَسمِعناه وَلمستهُ أيدينا ] فلنتخيّل كيف أنّنا أولاد الله وَلاَ نعرِفهُ ، مُجرّد كلام سمِعناه عنهُ ، وَلِذلِك سوف نتحدّث فِى ثلاث نِقاط ، العِلاقة التّى بينِى وَبين الله يجِب أنْ تكون :- 1- عِلاقة حيّة :- أى أشعُر أنّ الله كائِن حىّ أمامِى أكلّمه يسمعنِى أطلُب منهُ يشعُر بىّ [ أنا حىّ وَأنتُم تحيون ] ،فهل إِحساسنا بالله أنّهُ حىّ أم لا ؟ إِحساس بالله أنّهُ يقدِر فِعلاً عِندما أتكلّم معهُ وَأكون موجودة فِى حضرتهِ أشعُر إِنّى فِى وجود سيِّد ممالِك الأرض ملِك الملوك وَربّ الأرباب إِنّهُ رئيس الحياة ، وَعِندما أتحدّث معهُ لابُد أنْ أشعُر إِنّنِى أتحدّث مَعَ رئيس الحياة كيان حىّ الكيان الإِلهِى كثيراً ما يُحارِبنا عدو الخير يضع بِداخِلنا بذوراً رديئة مِنَ شك وَهم وَحُزن وَيجعلنِى أنصرِف عَنَ الله وَ يُفقدنِى الثِقة فِى وجود الله ، وَمتى أفقدنِى الثِقة فِى وجود الله فصلنِى عَنَ الحياة فصرتُ ميِتاً وَنجِد مُعلّمِنا بولس يقول [ الله الّذى أعبُدهُ بِروحِى فِى الإِنجيل ]، فإِنّى أشعُر بوجوده وَأشعُر أنّ كُلَّ كلِمة فيها حياة ، وَلِذلِك عِندما نُصلّى وَنسجُد فِى الصلاة فهذا دليل على شعور الشخص بأنّهُ موجود فِى حضرة الله وَالله قائِم أمامه فيسجُد مِنَ جلال عظمتهِ يُسبِّح وَيُمجِّد بِوقار وَخِشوع وَتذلُّل وَيأتِى هذا الوقار وَالخِشوع وَالتذلُّل مِنَ إِحساس إِنّنِى أتحدّث مَعَ إِله حىّ فأجِد أنّ عِلاقتِى بِهِ عِلاقة حيّة إِيليا النبِى كان دائِماً يقول [ حىّ هو الرّبّ الّذى أنا واقِف أمامه ] ، إِنّ العِلاقة الحيّة يا أحبائِى تُعطينِى حُب وَنمو ، وَكثيراً ما نجِد منّا مَنْ لاَ يعرِف يُصلّى لأنّهُ يشعُر أنّ العِلاقة التّى بينه وَبين الله غير حيّة فَلاَ يوجد حوار فهى عِلاقة نظريّة ، فالصلاة تُعنِى صِلة وَلِهذا لابُد أنْ أشعُر إِنّى فِى حضرِة الله وَأنّهُ توجد صِلة بينِى وَبين الله أطرح لهُ همّى وَمشاكِلِى وَخطاياى وَأتحدّث معهُ بِكُلَّ وضوح فهو القادِر وحدهُ أنْ يرفع عنك كُلَّ الهموم وَالأحزان وَهو القادِر أنْ يُعين وَيرفع وَمِنَ المُفترض أنْ تتحّول همومنا إِلَى صلوات وَخطايانا وَضعفاتنا إِلَى صلوات ، إِنّها عِلاقة حيّة [ الإِتكال على الرّبّ خير مِنَ الإِتكال على البشر وَالرجاء بالرّبّ خير مِنَ الرجاء بالرؤساء ] ، فلن يفعل لك البشر شيئاً ، لِذلِك لابُد مِنَ وجود عِلاقة حيّة بينك وَبين الله فِيها حياة وَليس موت ، تطلُب منهُ عطايا ثانويّة وَتطلُب منهُ أنْ يُعطيك خلاص وَغُفران وَيُدّبِر أُمورك ، إِنّهُ حديث سرّى خفِى وَلنرى دانيال وَ الثلاث فتية عِندما طلبوا منهُمْ ألاّ يُصلّوا وَألاّ يطلُبوا أى طِلبة مِنَ غير الملِك ، فنجِد دانيال يذهب وَيفتح نافِذته نحو أورشليم ورفع عينيهِ نحو أورشليم ورفع قلبهُ وسجد لإلههُ وَتحدّث معهُ رغم أنّ هذا سوف يُكلّفهُ حياته وَلنرى آباءنا الرُسُل عِندما كانوا يمُرّون بِمُشكِلة كانوا يرفعوا صلاة لله وَيشكون لهُ قائِلين [ أُنظُر يارب لِتهديداتهُمْ وَأمنح عبيدك أنْ يتكلّموا بِكلامك بِكُلَّ مُجاهرة وَلتُجرى آيات وَعجائِب بإِسم فتاك القُدّوس يسوع ] ، وَلِذلِك نجِد النتيجة كانت تزعزُع المكان ، إِنّها صلاة حيّة صلاة قادِرة مُقتدِرة إِذا كان الله قَدْ أطاع جدعون عِندما طلب مِنَ الله أنْ تكون الدُنيا كُلّها ندى وَأنْ تُصبِح الجزّة يابِسة ثُمّ طلب مِنَ الله أنْ يفعل العكس وَأنْ يجعل الدُنيا جافّة وَالجزّة رطِبة ، وَهذا مُستحيل حتّى وَإِنْ كانت قوانين الطبيعة تمنع ذلِك ، إِنّها عِلاقة حيّة وَثِقة فِى عمل الله وَيقولون عَنَ إِليشع النبِى أنّهُ عِندما مات إِبن الأرملة التّى كانت تعوله صلّى قائِلاً لله [ حتّى إِبن هذهِ الأرملة لَمْ تُمسِك يدك عنها بلْ بسطتها لِتؤذيه ] ، وَبدأ يُصلّى لله وَلقد أقام لهُ الله الصبىّ وَنجِد مُعلّمِنا داوُد فِى مزمور التوبة يقول [ لِكى تتبرّر فِى أقوالك وَتغلِب إِذاحُوكِمت ] ، فلنرى قوّة الحياة التّى تجعل الشخص يشعُر بيقين فِى الله ، فإِذا كانِت عِلاقتِى بالله عِلاقة حيّة أستطيع أنْ أشعُر أنّ الله حىّ وَأعرِف مقاصِدهُ وَأشعُر بإِرادتِهِ وَتدبيره وَترتيبه لىّ وَنرى أنّ العِلاقة التّى بين آبائِنا القديسين وَالله عِلاقة تصنع عجائِب لأنّها عِلاقة حيّة ، وَلِذلِك فمِنْ الخطر أنْ تتحوّل عِلاقتنا بالله إِلَى عِلاقة نظريّة جافّة ميتة ليس فيها حياة ، فإِنْ شعرت بِهِ وَأدركت مَعَ مَنَ أتكلّم [ يجرِى حديثِى معهُ سِرّاً وَلاَ رقيب ] ، فالآباء القديسين كانوا يبدأون الصلاة وَلاَ يُدرِكون كيف ينهوها ، فالقديس الأنبا أرسانيوس كان يُصلّى مِنْ إِشراق الشمس لإِشراق شمس تانِى يوم وَالقديس الأنبا بيشوى كان يربُط شعره بِحبل كى يستمِر فِى الصلاة طوال الليل ، إِنّ لديهِ ذخائِر وَالكلام لاَ ينتهِى لديهِ ، فكيف لاَ يكون بينِى وَبين إِلهِى كلام ؟؟ فأنا لدىّ مِنَ الهموم وَمِنَ الخطايا وَلدىّ إِشتياقات أُريد أنْ يُعطيها لىّ الله ، وَعِندى طلبات عَنَ آخرين وَنجِد أنّ آبائِنا كان مِنَ المُمكِن أنْ يلوموا الله بِطريقة فيها لون مِنَ ألوان الجرأة لأنّهُمْ يشعُرون بوجوده ، فمتى تكلّمت ينساب الكلام مِنَ شفتىّ 0 2- عِلاقِة حُب :- بِقدر إِدراكِى لِحُب الله لىّ بِقدر ما أحبّه وَبِقدر ما المحبّة تكون مُتبادلة بِقدر ما الحياة فِى العِلاقة تكون عِلاقة وطيدة ، فرُبّما أشعُر أنّ الله أحب العالم وَلكِن لاَ أشعُر أنّهُ أحبّنِى أنا بالأخص ، وَرُبّما أشعُر أنّ محبّة الله مُجزّأة على العالم وَأنّ نصيبِى منها بسيط جِداً وَهذا خطأ إِنّها نُقطة صعبة فِى عِلاقتِى بالله ، فمِنَ المفروض أنْ أشعُر أنّ حُب الله خاص بىّ ، وَنجِد مُعلّمِنا بولس يقول [ الّذى أحبّنِى وَأسلم نَفْسَهُ لأجلِى ] ، الّذى صُلِب لأجلهُ هُو فقط ، وَعلى هذا فبقدر ما أكتشِف حُب الله لىّ بِقدر ما أُبادِلهُ حُب بِحُب ، فالله قَدْ قدّم لك حُب للمُنتهى ، قدّم لك نَفْسَهُ فلنتخيّل عِندما يتحّول حُب الله فِى حياتنا لِكلام نظرِى دون حياة ، وَعِندما تشعُر النَفْسَ أنّهُ ليس لها مكان فِى محبّة الله وَهُنا لاَ تعرِف كيف تُحِبّهُ ، فليكُن لديك إِحساس بِخصوصيّة محبّة الله ، فهذا الصليب لك ، قطرات الدم هذهِ مِنَ أجلك أنت ، لك موضِع فِى كُلَّ مُسمار وَشوكة وَحربة وَكُلَّ ثُقب فِى الأقدام أحد الآباء القديسين يقول[ أنا أثِق أنّهُ لو لَمْ يكُنْ فِى العالم إِلاّ أنا لكان إِبنْ الله أتى مِنَ أجلِى ] ، أى إِذا لَمْ يوجد مِنَ ذُريّة آدم إِلاّ أنا فقط كان الله سوف يأتِى ، إِنّهُ إِحساس بِخصوصيّة محبّة الله لىّ وَالّذى يُضيِّع محبّة الله إِنّنا نشعُر أنّها مِلك الكُلَّ وَإِن أنا لىّ جُزء القديس أوغسطينوس عِندما دخل فِى عِلاقة حُب قويّة جِداً بالله بدأ يشعُر أنّ حُب الله لهُ هو فقط حتّى أنّهُ يقول للرّبّ [ أنت تحتضِن وجودِى بِرعايتك وَكأنّى وحدِى موضوع حُبّك تسهر علىّ وَكأنّك قَدْ نسيت لخليقة كُلّها ، تهبنِى عطاياك وَكأنّى أنا وحدِى موضوع حُبك ] ، لقد شعر القديس أوغسطينوس بأنّ العِلاقة التّى بينه وَبين الله عِلاقة خاصّة جِداً ، حُب قوى غامِر وَمحبّتهُ خاصّة بىّ أنا وَبِحياتِى إِذا أدركنا حُب الله لنا لعرفنا كيف نكون مدينون لهُ بِعُمرِنا وَحياتِنا ، لِذلِك يقول داوُد النبِى [ الّذى نجّا مِنَ الحُفرة حياتِى الّذى رفعنِى مِنَ أبواب الموت الّذى شفى كُلَّ أمراضِى ] ، فهو الّذى يستحِق محبتِى وَغفر لىّ خطاياى أحد الآباء يُشبّه هذهِ العِلاقة بِفتاة مُتمرِّدة على والديها لاَ تستمِع لِكلامهُمْ ووالِدها دائِم النُصح لها ، وَفِى إِحدى المرّات تنزِل هذهِ الفتاة مُتأخِرة بِملابِس سيئة وَينزِل وراها والِدها ، فيتجمّع حولها الشباب وَيسرِقوها وَيُقطِّعوا لها ملابِسها وَيعتدوا عليّها ، فنجِد الأب يُدافِع عَنَ إِبنتهُ ، فتعدّى الشباب عليه وَضربوه ، وَعِندما شعروا أنّهُ رأهُم وَهُم يعتدوا عليها وَيسرِقوا أشياءِها ضربوهُ أكثر حتّى مات الرجُل ، فما إِحساس هذهِ الفتاة بعد ذلِك بِوالِدها ؟ كُلَّ عدم الطاعة سوف يتبدّل وَيتحّول إِلَى طاعة وَعدم الحُب يتحوّل إِلَى حُب وَتبدأ فِى إِسترجاع هذهِ الذكريات إِنّى مديونة لك بِعُمرِى ، وَكما يقول داوُد النبِى [ كلامُك سِراج لِرجلىّ وَنور لِسبيلِى ] ، فلقد أقمت على حِفظ أحكام عدلك ، فبقدر ما أكتشِف محبّة الله لىّ بِقدر ما أُحِبّهُ وَكُلّما أُحِبّه أكثر كُلّما تنمو عِلاقتِى بِهِ أكثر وَكُلّما تزداد طاعتِى لهُ كُلّما علا إِحساسِى بِهِ ، وَعِندما تزداد الطاعة وَيرتفِع إِحساسِى بِهِ أبدأ أدخُل معهُ فِى حياة ما الّذى يجعل شاب أوْ شابة يُعطِى حياته لله ؟إِنّهُ يشعُر بعمل الله السرّى العجيب فِى حياته ، يشعُر بتيار حُب مِنَ الله غير عادِى وَيشعُر بدين غير عادِى تِجاه الله وَأنّهُ لاَ يستطيع أنْ يوفّى الله حقّهُ مِنَ الحُب إِلاّ بأبسط شىء مُمكِن أنْ يُقدّمهُ لهُ وَهو حياته ، وَهذا هو ما نجِدهُ فِى شُبان وَشابّات يُحِبّوا أنْ يُقدِّموا أنَفْسَهُمْ كعذارى لله ، فلقد أدركوا محبّتهُ وَبِقدر ما كانت محبتهُمْ لهُ كبيرة داخِل قلوبهُمْ بِقدر ما نذروا أنَفْسَهُمْ لهُ ، فإِن لَمْ أشعُر بِحُبِّهِ فكيف سأُبادلهُ الحُب إِذ قال[ الّذى يُحِب قليل يُغفر لهُ قليل وَالّذى يُحِب كثير يُغفر لهُ كثير ] فكُلّما شعرت بِمحبّة الله وَأنّ الدين الّذى علىّ لهُ كبير كُلّما أدخُل معهُ فِى عِشرة وَحُب أكثر ، هذهِ هى عِلاقة الله بىّ [ الّذى أحبّنِى وَأسلم نَفْسَهُ مِنَ أجلِى أنا ] ، يا ليت حُب الله لاَ يكون نظرِى داخِلنا وَتكون معرِفتنا بِهِ عقليّة فلابُد أنْ أشعُر بالله فِى حياتِى 0 3- عِلاقِة ثِقة :- لابُد أنْ أشعُر بِثِقة كبيرة فِى تدابير الله وَفِى أعماله وَفِى خطوات الله فِى حياتِى وَفِى تدابيره لأولادِى وَأنْ أشعُر بيده فِى كُلَّ أُمورِى فهو الّذى يصنع وَهو الّذى يُدّبِر ، فالشخص الواثِق فِى تدابير الله هو الّذى يرفع قلبه بإِستمرار لله وَيقول لهُ أنت فعلت إِنّى سوف أطلُب منك الكثير وَلكِنّنِى لدىّ ثِقة أنّ مشيئتك صالِحة وَعِندِى ثِقة فِى أنّ إِرادتك أفضل وَأنّ تدابيرك أفضل مِنَ تدابيرِى وَأنّ عملك أفضل مِنَ عملِى فإِنّى لاَ أُريد مشيئة نَفْسَىِ بل مشيئة نَفْسَكَ أنت فكُلّما أدخُل فِى عِلاقة حيّة مع الله كُلّما تزداد ثقتِى بِهِ وَتزداد ثِقتِى فِى تدابيره وَأقول لهُ [ لتكُن مشيئتك ] وَأستودِع لهُ هُمومِى وَمشاكلِى وَأحياناً نجِد أنّ الله يبعث لنا بِهذهِ المشاكِل لِكى تزداد خِبرة عِلاقتنا معهُ لأنّ الإِنسان أحياناً يضع ثِقتهُ فِى البشر وَأحياناً يُحاوِل الإِنسان أنْ يحِل مشاكِلهُ بِنَفْسَهِ وَيعتقِد أنّهُ قادِر على ذلِك فيبعث لك بِشىء لاَ تقدِر عليه وَعِندها تطلُب تدخُلّ الله ، وَعِندما تزداد خبرِتك مع الله – مُنذُ البِداية – سوف تلجأ لهُ مُنذُ البِداية قبل أنْ تلجأ لعقلك أوْ معارِفك أوْ حتّى قبل إِمكانياتك إِنّهُ يُريد أنْ أتكلّم معهُ وَأنْ أشكو لهُ وَأثِق فِى تدابيره وَإِنْ كُنت فِى بعض الأوقات لاَ أدرِى لِماذا يفعل ذلِك ؟؟ وَلاَ أستطيع إِستيعاب ذلِك وَلكنّى عِندى ثِقة فِى أنّهُ يفعل كُلَّ خير فِى كُلَّ أمر لأنّهُ صانِع خيرات وَيُقال عَنَ نُعمى فِى الكِتاب المُقدّس فِى سِفر راعوث أنّها خرجت مِنَ أرض يهوذا وَمعها زوجها وَإِثنينْ مِنَ أولادها وَفِى أرض يهوذا مات زوجها ثُمّ مات إِبنها وَبعد ذلِك مات إِبنها الثانِى وَظلّت عشر سنوات بعيدة عَنَ أرض يهوذا وَعِندما رجعت سألوها عَنَ زوجِها وَأولادها فقالت لهُمْ [ إِنّ الرّبّ قَدْ أذلّنِى وَالقدير قَدْ أمرّنِى ] ، فهى لاَ تُنسِب إِليّهِ حماقة فهى تصِفهُ بالقدير وَهذهِ الكلِمة لاَ تخرُج إِلاّ مِنَ أتقياء مِثل حِنّة أُم َصموئيل وَمِنَ السيّدة العذراء عِندما قالت [ لأنّ القدير قَدْ صنع بِى عظائِم ] ، وَهى شاكِرة وَواثِقة أنّ التجارُب التّى حدثت فِى حياتِها لَمْ يُحدِثها إِنسان وَلاَ ظروف أبداً وَلكنّهُ عمل الله فكُلّما دخل الإِنسان فِى عِشرة مع الله كُلّما شعر أنّ كُلَّ أُمور حياته مِنَ الله فأثِق فيها وَأقبلها وَأشكُره ، وَإِذا لَمْ أكُنْ قادِرة عليها أطلُب منهُ نِعمة على إِحتمالها فيُعطينِى بركة وَقوّة لإِحتمالِها فأحياناً يشعُر الرّبّ أنّ أفضل شىء لنا هو الذُل فيبعث لنا بِتجرُبة تُذلِنافَلاَ تغضب لأنّ أفضل طريق لِى لأعرِفك هُو الذُل ، وَنجِد داوُد النبِى يقول دائِماً [خير لِى أنّك أذللتنِى ] فنجِد الإِنسان إِذا إِستند لشىء يتكبّر وَيتعالى على إِخواته وَأبسط الإِمكانيات التّى يُعطيها الله لهُ يتكبّر بِها على النّاس وَهُنا يُحاوِل الله أنْ يُرجِعه عَنَ طريق الذُل ، وِلِذلِك نجِد الآباء القديسين كانوا يُذلّون أنفُسَهُمْ ، فالله لاَ يُذِل إِلاّ الّذى لاَ يعرِف كيف يُذِل نَفْسَهُ المُتكبِرة لِذلِك نجِد أنّ كنيستنا كنيسة نُسك وَأصوام وَشُهداء وَكنيسة تعرِف كيف تتذلّل وَتنسحِق أمام الله بإِختيارها دون إِجبار وَلكِن بِحُب وَثِقة فِى الله وَفِى أعماله وَتدابيره وَأشعُر بيده فِى كُلَّ أمر وَفِى كُلَّ تجرُبة إرميا النبِى كان يقول [ مِنَ ذا الّذى قال فكان وَالرّبّ لَمْ يأمُر ] ، عاموس النبِى كان يقول [ هل مِنَ بليّة فِى الأرض وَالرّبّ لَمْ يُحدِثها ] ، فالرّبّ أحدث الطوفان على الأرض وَأهلك سدوم وَعمورة وَلقد كان الطوفان حُب وَإِشفاق لِئلاّ يفسد العالم كُلّهُ فأراد الله أنْ يوقِف تيار الشرّ إِشفاقاً منهُ على أهل سدوم وَعمورة لِئلاّ يتفاقموا فِى شرِّهِم أهلكهُمْ فكان هلاكه صلاح وَكان الطوفان تجديد للعالم وَتجديد للخليقة الجديدة ، فحتّى إِنْ كان فيها لون مِنَ ألوان العقوبة إِلاّ أنّها عقوبة تحمِل حُب وَخلاص وَخير حتّى إِنْ لَمْ أراهُ لكِنّهُ خير وَنجِد داوُد النبِى يقول [ خيراً صنعت مع عبدك ] ، فعلى الرغم مِنَ كون داوُد مُطارداً مِنَ قوّات الملِك وَمُهدّد فِى كُلَّ مكان يذهب إِليّهِ إِلاّ أنّهُ يثِق أنّ هذا خيراً[ صلاحاً وَأدباً وَمعرِفة علّمنِى ] ، فالعلاقة الحيّة بالله هى عِلاقة ثِقة فِى الله وَفِى كلامه وَفِى مواعيده وَتدابيره فِى كُلَّ أُمور حياتِى ، أثِق فِى أنّك طالما يارب أردت هذا الأمر فأنا أثِق فِى تدبيرك [ وضعت يدى على فمِى لأنّك أنت فعلت ] إِنّنا فِى حاجة أنْ تكون عِلاقتنا بالله فيها بُعد عملِى ، إِنّنا فِى حاجة لِمعرِفتةُ فِعلاً وَليس مُجرّد أنْ نسمع عنهُ أوْ نقرأ عنهُ ، إِنّنا فِى حاجة لِعِلاقة تنتقِل مِنَ مُجرّد عِلاقة نظريّة لِعِلاقة عِبادة بالرّوح وَالحق فلابُد أنْ أقِف فترات طويلة وَأُصلّى بحيث لاَ يحِد هذهِ الفترة زمن وَأبعِد عَنَ أثقال مسئولياتِى لحظة وَليس مِنَ المُهِم متى تختِم الصلاة بل قِف بِكُلَّ حُريّة وَبِحواس مُجمّعة وَذهن يقِظ مرفوع وَتحدّث وَأطرح أمامه كُلَّ أُمورِى ، فلابُد أنْ تكون عِلاقِتنا بالله عِلاقة حيّة فَلاَبُد أنْ يكون فِى عِلاقِتنا بالله بُعد خاص وَأنْ أعرِف أنّ كُلَّ تجارُبِى وَهمومِى وَمشاكلِى وَأحزانِى بِسماح مِنَ الله كى تنمو عِلاقتِى بِهِ أكثر وَكُلَّ أمر يبعثهُ الله لىّ كى أحوّلهُ لِحديث بينِى وَبينه ياليت عِلاقِتنا يا أحبائى بِربِنا يسوع تكون عِلاقة حيّة فيها حُب وَثِقة وَسوف ينظُر الله بِكُلَّ تأكيد إِلَى الإِشتياق وَيُكمِلّ النقائِص ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك - الاسكندرية
المزيد
25 يوليو 2025

مختارات حلو الكلام

1- الخوف من الحب ھو الخوف من الحیاة. ومن یخاف الحیاة ما ھو إلا شخص میت. (برتراند راسل) 2- اجعل علاقتك مع الجمیع كورق الشجر، من یبقى یثمر، ومن یسقط لن یعود. 3- الحیاة حب لأنھا تنبع من إلھ الحب. 4- صدیقي لا تنسى أن إرھاق الجسد یعیق انشراح الروح. 5- لا تسكب الدموع الساخنة على الأحزان الماضیة. (أغسطینوس) 6- إن الیوم الذي لا تجلس فیھ مع لله،لا تحسبھ من أیام حیاتك. (مار إسحق) 7- اللي یسمع كلام الناس ما ینفعش،واللي یاكل حرام ما یشبعش. 8- عندما یبدأ الجمال من القلب یسمع الأصم ویراه الأعمى. 9- التفكیر في شخص كثیرًا یجعلھ یفكر بك. 10- إذا وجدت لینًا في أحدھم، فاعلم أنھ شخص قوي لأن القساة ضعفاء. 11- الأصدقاء عائلة أخرى أنجبتھم الأیام. 12- أنت لا أحد حتى یحبك أحد. 13- قد تبكي، ھذا حقك، وقد تحزن،وھذا حقك، ولكن إیاك ثم إیاك أن تنكسر. 14- من استرسل بعقلھ، تطور بفكره. 15- كن كالمطر الھادئ یلامس الأرض ولا یخدشھا. 16- لیس كافیًا أن تمتلك عقلاً جیدًا، المھم أن تستخدمھ جیدًا. 17- سیاج العاقل عقلھ وسیاج الجاھل كرشھ. 18- لا وحش أسوأ من الإنسان. ھوالإنسان الذي یقتل أخاه الإنسان. 19- أن تقنع الذبابة أن الزھور أجمل من القمامة، أسھل من أن تقنع الخونة أن الوطن أغلى من المال. 20- الأطفال ملائكة الأرض. 21- القراءة غذاء الفكر، والمحبة غذاء الروح، والكتابة غذاء العقل. 22- حبل الصنارة الطویل لا یصطاد السمكة الكبیرة. 23- ما یمیز الفیلسوف إنھ یعي جیدًا أكثر من غیره. 24- كل فكر یرى الحقیقة من جانب ویكشف منھا عن جزء. (طھ حسین) 25- الموت یعید صیاغة البشر ویجعلھم أكثر إحساسًا بالحیاة. 26- لا تجعل حیاتك كتابًا مفتوحًا حتى لا یمزقھ من لا یحسن القراءة. 27- المغرور كالطائر كلما ارتفع في السماء صغر في أعین الناس. 28- لا یمكنك التخطیط للمستقبل، إذا ظللت تفكر في الماضي. 29- لا تلوموا الزمان، فقد أرھقتھ عیوبنا. 30- الزھور تذبل مع الزمن، لكن الكلمة المكتوبة وردة لا تذبل ولا تموت. 31- لیس عیبًا أن نكون فقراء ولكنھا جریمة أن نكون متخلفین. 32- المحبة كالحق تنتصر دائمًا. 33- ھون علیك: كل الحیاة مغادرة وكل المآسي عابرة. ھذه دنیانا. 34- إذا لم تحب شیئًا فقم بتغییره، وإذا لم تستطع فقم بتغییر موقفك. 35- إذا تكاثرت السھام علیك، فاعلم أنك في المقدمة. 36- لا تبخل بوقتك على من یمنحك العمر كلھ. 37- لطف الرد یبني الود. 38- لا تكن كالفئران ترى القطط أقوى وأكبر الكائنات في العالم. 39- لابد أحیانًا من لزوم الصمت لیسمعنا الآخرون. الصمت فن عظیم من فنون الكلام. 40- یدفع الجندي من دمھ ثمن شھرة قائده. (مثل إیطالي) 41- إذا لم تخرج من الصندوق الذي نشأت فیھ، فلن تدرك كم ھو كبیر حجم العالم. قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
24 يوليو 2025

بدعة نسطور

بعض من تعاليم نسطور0 رفض الاتحاد بين الطبائع الله منزه عن التجسد الله منزه عن الاتصال والاتحاد بالمادة اللاهوت يتصل بالروح الانسانية كوسيط وليس بالجسد الانساني للمسيح. اللاهوت اتصل بروم المسيح لذلك فالاتصال بالجسد هواتصال بوسيط الفصل بين الطبيعتين وتوحيد الكرامة الانسان والله يعبدا معا لأن الله الكلمة أعطى للمسيح الإنسان ألقابه كلمة الله إذ علم بسابق علمه أن يسوع سوف يكون قديسا، فقد اختاره وأنعم عليه بألقابه الإلهية، موحدا اياه معه في الكرامة. وأنه قد رافقه في البطن، وفي الميلاد والصلب وقواه ثم أقامه من الأموات أي أن المسيح الكلمة يرافق المسيح الانسان. ومن الواضح من الأقوال التي ذكرها القديس كيرلس عن نسطور أن نسطور قد علّم بإبنين ومسيحين الواحد منهما الله والكلمة والآخر إنسان، وقد نتج عن الهرطقة النسطورية أمران خطيران: أولاً: إنزال يسوع الناصري إلى مرتبة نبي أو انسان قديس حل عليه أقنوم الكلمة بعد أن اختاره بسابق علمه وقوّاه. وقد رفض القديس كيرلس هذا التعليم الذي ظهر أثره جليا بعد ذلك في القرن السابع الميلادي. ثانيا: الشرب بالله في العبادة بأن يُعبد إنسان مع الله بعبادة واحدة نتيجة أن الله قد أعطى هذا الإنسان كرامة مساوية لكرامة الله وهذا قد فتح الطريق لرفض المسيحية بعد ذلك عند جماعات كبيرة من الناس قُبِل الأمر الأول باعتباره شيء ممكن ورُفِض الأمر الثاني باعتباره شِرك بالله وكفر، وبهذا قدم نسطور أسوأ صورة للمسيحية تؤدي إلى رفض ما فيها من حق وقبول ما هو ليس فيها في آن واحد لذلك فإن نسطور قدم المسيحية بصورة يسهل مهاجمتها ورفضها وبناء على التعليم النسطوري يترتب أنه لما فارق الروح الجسد على الصليب، أي فارق اللاهوت المتصل بالروح الجسد، أصبح جسداً غير متصل باللاهوت نهائيا ففصَل اللاهوت عن الجسد فصلا تاما في حال موت السيد المسيح لم يكتف بفصل الطبائع من جهة الاتحاد بل فصل الاتصال أيضاً هذه هى البدعة (الهرطقة) النسطورية التي حرمها المجمع المسكوني في أفسس 431 م: عاشرا: رؤية موجزة لفكر نسطور العقائدي ثمة إشكاليتان أساسيتان في فكر نسطور اللاهوتي، وسوف نتعرض لهما بصورة موجزة: 1: موقف نسطور من مفهوم والدة الإله theotokos من الواضح أن نسطور لم يكن هو – ولا حتى صديقه أناستاسيوس – أول من واجه هذا التعبير, إذ قد تعرض له ديردوروس الطرسوسي و ثيودوروس الموبسيوستي وكلاهما رفضه – وإن كان ثيودوروس أقل قليلا من معلمه ديودوروس – تبعا لمدرسة أنطاكية في تصورها الكريستولوجي كما أسلفنا القول وفي رأي نسطور فإن كلمة "ثيوتوكوس" لم تميز بدرجة كافية بين الناسوت واللاهوت في المسيح. ولقد قال في خطبته الأولى: " إنهم يسألون إن كان من الممكن أن تدعى مريم والدة الإله. لكن هل لله أم إذا؟ وفي هذه الحالة يجب أن نعذر الوثنية التي تكلمت عن أمهات للآلهة. لكن بولس عندها يكون كاذبا لما قال عن لاهون المسيح (عب 7: 3) أنه بلا أب, بلا أم, بلا نسب. لا يا أعزائي لم تحمل مريم الله.. المخلوق لم يحمل الخالق إنما حملت الإنسان الذي هو أداة اللاهوت. لم يضع الروح القدس الكلمة, لكنه أمد له من العذراء المطوبة هيكلا حتى يمكنه سكناه.. أنا أكرم هذه الحلة التي استفاد منها من أجل ذلك الذي احتجب في داخلها ولم ينفصل عنها..أنا أفرق الطبائع وأوحد الكرامة. تبصر في معنى هذا الكلام. إن ذاك الذي تشكل في رحم مريم لم يكن الله نفسه لكن الله اتخذه.. وبسبب ذاك الذي إتخذ فإن المتخذ أيضا يدعى الله". غير أن د. ق. حنا الخضري يعرض بعض النقاط الرئيسية التي دفعت نسطور لرفض لقب والدة الإله: 1- خوفه من الخلط بين المفهوم المسيحي لمريم العذراء والمفهوم الوثني للإلهات العذارى. 2- مكانة مريم والخوف من التحول إلى عبادتها. 3- رأى نسطور في اصطلاح أم الله رائحة الهرطقة. 2 – فكرة الاتحاد بين شخصين في المسيح هناك من يرى أن مشكلة نسطور الرئيسية هي في أنه آمن بان ثمة شخصين مستقلين في المسيح وأن ما حدث هو اتحاد خارجي فقط في الصورة، مثلما قال بذلك ديردوروس الطرسوسي.وربما يظهر ذلك بوضوح من الفقرة المقتبسة فيما يتعلق بالميلاد من العذراء مريم في الفكرة السابقة. وفي خطبة أخرى نقلت عنه قال فيها: " إنهم يدعون اللاهوت معطي الحياة قابلا للموت, ويتجاسرون على إنزال اللوجوس إلى مستوى الخرافات المسرح، كما لو كان (كطفل) ملفوفا بخرق ثم بعد ذلك يموت.. لم يقتل بيلاطس اللاهوت – بل حلة اللاهوت. ولم يكن اللوجوس هو الذي لف بثوب كتاني بواسطة يوسف الرامي.. لم يمت واهب الحياة لأنه من الذي سوف يقيمه إذا مات.. ولكي يصنع مرضاة البشر اتخذ المسيح شخص الطبيعة البشرية.. أنا أعبد هذا الإنسان مع اللاهوت ومثل آلات صلاح الرب..والثوب الحي الذي للملك غير أن هناك الكثيرون ينفون ذلك ويؤكدون أن نسطور لم يؤمن مطلقا بوجود مسيحين أو ابنين ودائما ما يؤكد وحدة البرسبون (الأقنوم). "فبحسب مفهوم نسطور أن عملية الاتحاد بين الهيئتين أو البروسبونين تمت عن طريق تبادل الهيئتين واختراقهما الواحدة للأخرى وبذلك أصبحت هيئة العبد هي هيئة الله وهيئة الله هي هيئة العبد (في 2: 6 – 11) فإن هيئة العبد "يسوع" أصبح معبودا ومكرما كاللاهوت واللاهوت أصبح بدوره عبدا" وأخيرا فإن هذه المشكلة لابد أن نفهمها في سياق كل ما سبق ذكره بشأن الاختلاف بين مدرسة أنطاكية التي كان ينتمي إليها وبين مدرسة الإسكندرية التي شكلت عدوه الرئيسي. وأيضا ما يتعلق بالصراعات لفرض السطوة والنفوذ. كما يمكننا أن نزعم أنه بلا شك فإن اللاهوت الكريستولوجي في تلك الفترة لم يكن قد وصل إلى مرحلة كافية من النضج التي تؤهله لقبول أو رفض فكرة ما بشكل قاطع وسليم. كلمة أخيرة هل كان نسطور هرطوقيا حقا؟ أي هل كانت عقيدته فعلا تنكر بعض من أهم مبادئ الإيمان المسيحي القويم؟ أم تراه قد أدين لافتقاده إلى الأساليب والحيل الماكرة والعقل المتزن غير المتهور, وكذا لشراسة وسعة حيلة كيرلس عدوه السكندري اللدود؟ هل من أدانوه فهموا عقيدته بشكل صحيح؟ أم تراهم أدانوا فقط صورة مشوهة من أفكاره؟ ثمة أسئلة لم يتوصل العلماء إلى إجابات لها، هذه الأسئلة تزداد تعقيدا لميل بعض المؤرخين إلى تفسير الصراع النسطوري في ضوء أحداث وموضوعات تالية بعدها. حتى أن الكثير من البروتستانت رأوا في نسطور رائد ومبشر بالبروتسانتية، ليس لشيء سوى رفضه للقب "والدة الإله" وربما أن نسطور يكون قد أخطئ في بعض الأفكار والاتجاهات ولكن بلا شك فإن ما تعرض له كان مجحفا بشكل كبير. ونحن نحتاج اليوم أن نعيد النظر بشكل موسع وموضوعي – بقدر الإمكان – إلى الفكر الكريستولوجي الخاص بنسطور وكذا مواقفه ضد بعض التعبيرات التي مازالت تستخدم حتى الآن – وكثيرا ما تستخدم بشكل خاطئ أو غير دقيق. علينا الآن ونحن ندرس نسطور أن نسعى بكل اجتهاد لتنقية هذا الصراع من كل العناصر غير الشريفة التي شابته – وهي في تصوري كثيرة للغاية – وإن نعمل على دراسة القضايا اللاهوتية دراسة لاهوتية فقط. أعترف أن هذه الفكرة تبدو بعيدة المنال بل وربما خيالية ومستحيلة، لكنني أؤمن أن ثمة إمكانية لحدوثها إن أردنا نحن ذلك وفي النهاية يبقى نسطور نموذجا لرجل مخلص وخطيب بارع لكنه قليل الدهاء, آمن بفكرة ونادى بها بكل ما أوتي من قوة، ودفع ثمن إيمانه غاليا جدا من شهرته وكرامته ومكانته و تاريخه واسمه الذي ظل لقرون عديدة ملطخا بوصمة الهرطقة القديس كيرلس الكبير في رسالته إلى أكاكيوس أسقف ميليتين Melitene وهي الرسالة رقم (40) من الرسائل التي أرسلت منه وإليه (أي القديس كيرلس) يقول في الفقرة (10) من الرسالة [ قد وجدنا أن نسطور قد ألغى تماماً ميلاد ابن الله الوحيد بحسب الجسد لأنه ينكر أنه وُلد من إمرأة بحسب الأسفار المقدسة إذ يقول: " لا تقول الأسفار الإلهية في أي موضع أن الله وُلد من العذراء، أم المسيح (خريستوطوكوس Christotokos) بل تقول أن يسوع المسيح، الإبن والرب، قد وُلد ] وطالما يعلن هذا بوضوح كيف يمكن أن يشك أحد أنه، بقوله هذه الأمور. يقسٍّم الإبن الواحد إلى إبنين. واحد منهما – ناظراً إليه في إنفصال عن الآخر - يقول عنه إنه إبن ومسيح ورب، إنه الكلمة المولود من الله الآب، أما الآخر، وهو أيضا في إنفصال عن الآخر، يقول عنه إنه إبن ومسيح، ورب. وغلنه ولد من العذراء القديسة؟ " فقرة (12) في نفس الرسالة يقول القديس كيرلس: [ عندما كان نسطور يعظ في الكنيسة كان يقول: " لهذا السبب أيضا يسمى المسيح (الله الكلمة) لأنه لا إتصال لا ينقطع Uninterrupted Conjoining مع المسيح " وأيضا يقول " إذن فلنحفظ اتصال الطبيعتين الغير مختلط Unconfused Conjoining of Natures، ولنعترف بالله في الإنسان وبسبب هذا الإتصال الإلهي، نوقّر ونكرم الإنسان المعبود مع الله الكلي القدرة " ] فقرة (13) [ وهكذا أنت ترى كيف أن تفكيره متناقض لأنه مملوء بكليته بعدم الوقار، إذ يقول: " أن كلمة الله يُدعى وحده المسيح، وله إتصال دائم مع المسيح ". لذلك ألا يقول بوضوح تام أن هناك مسيحين Two Christs؟ ألا يعترف أنه يكرّم ويوقر إنسانا – لا أعرف كيف – يُعبد مع الله؟ " ] فقرة (16) [ نسطور يتظاهر بأنه يعترف أن الكلمة، بينما هو الله، تجسد وتأنس، ولكن إذ لم يعرف معنى التجسد، يتحدث عن طبيعتين لكي يفصلهما عن بعضهما البعض، فاصلا الله وحده على حده، وأيضا الإنسان بدوره (على حدة)، وهو متصل بالله بعلاقة خارجية فقط بحسب مساواة الكرامة أو على الأقل القدرة الحاكمة. لأنه يقول ما يلي: " الله (الله الكلمة) لا ينفصل عن الواحد (يسوع الناصري الإنسان) المرئي، وبسبب هذا، أنا لا أفصل كرامة الواحد الغير منفصل. أنا أفصل الطبيعتين لكني أوحد العبادة " ] من الواضح أن نسطور علّم بشخصيتين إتحدا في شخص واحد في يسوع المسيح ولذلك رفض لفظ " ثيئوتوكوس " لوصف ميلاد الله المتجسد من العذراء القديسة مريم، واعتبر أن المولود منها وهو إنسان لا غير، متصلا بالكلمة إبن الله وفيما يلي بعض مقتطفات من أقواله: 1) } هما شخصان: شخص ذاك الذي ألبَس وشخص الآخر الذي لَبَس { 2) } لذلك فإن صورة الله هي التعبير التام عن الله للإنسان. فصورة الله المفهومة من هذا المنطلق يمكن أن نظن أنها الشخص الإلهي. الله سكن في المسيح وكشف ذاته للبشر من خلاله. مع أن الشخصان هما في الحقيقة صورة واحدة لله { 3) } يجب ألا ننسى أن الطبيعتين يستلزمان أقنومين وشخصين فيه متحدان بقرض وتبادل بسيط
المزيد
23 يوليو 2025

روحانية الصلاة

ما أجمل أن يصلي الإنسان إنه يشعر في صلاته إنه قد انتقل من مستوى الأرضيين إلي مستوي السمائيين، لكي يشارك الملائكة في طقسهم إن الصلاة شرف عظيم لا نستحقه فنحن بها ندخل في عشرة مع الله، ونذوق وننظر ما أطيب الرب وفيها تكون أذنا الرب ملتصقة بأفواهنا ما هي الصلاة أذن..؟ 1 - الصلاة في معناها البسيط هي حديث الله؟ ولكن هل هي حديث اللسان، أم هي حديث القلب؟ لاشك أنها حديث القلب ولذلك فإن السيد المسيح وبخ الذين يصلون بشفاههم فقط، وذكرهم بقول الكتاب "هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا" (مر 6:7) إذن الصلاة ليست مجرد كلام، ولا مجرد محفوظات أو تلاوات. 2- أنما الصلاة -من الناحية الروحية- اشتياق إلي الله. وفي هذا يقول داود النبي "كما يشتاق الإيل إلي جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله عطشت نفسي إلي الله، إلي الإله الحي متى أجيء وأتراءى قدام الله" (مز 42: 1،2) ويقول أيضًا "يا الله أنت إلهي، إليك أبكرعطشت نفسي إليك" (مز 63: 1) كلما تشتاق نفسك إلي الله، وتكلمه عن شوق، تشعر أنك تكلمه من قلبك، وتستفيد من الصلاة. 3 - لآن الصلاة ليست مجرد اشتياق، إنما اشتياق صادر عن حب. فالصلاة تبدأ أولًا في القلب حبًا، ثم ترتفع إلي الذهن أفكارًا، ثم ينطق بها اللسان ألفاظا هي أصلا حب يقول فيه المرتل "محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119) من محبته لله، اسم الله لاصق بعقله، لاصق بقلبه، هو طول النهار تلاوته بل يقول له أيضًا "باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما شحم ودسم" (مز 4:63). 4 - فالصلاة هي إذن شبع روحي بالله: كما يتغذى الجسد بالطعام، تتغذى الروح بالوجود في حضرة الله وبالحديث مع الله، وبالصلة القلبية مع الله إن كنت تصلي ولا تشعر بشبع، فأنت في الواقع لا تصلي كما تسري نقطة الماء في النهر إلي أن تصب في البحر الكبير وتندمج فيه، هكذا قلب الإنسان يسري في الصلاة إلي أن يتحد بقلب الله،و أول وسيلة لذلك هي الصلاة لذلك قيل: 5 - ان الصلاة هي جسر ذهبي، يصل بين المخلوق والخالق. أنها تذكرنا بسلم يعقوب الواصل بين السماء والأرض، يصعد عليه الملائكة، يوصلون الصلوات، وينزلون باستجابة الله. 6 - قيل أن الصلاة هي عمل الملائكة، أو هي أنشودة الملائكة. تصوروا السارافيم وقوفًا أمام العرش الإلهي يقولون "قدوس قدوس قدوس" (أش 6) وترتوي بهذا نفوسهم هذه هي الصلاة. صدقوني إن كثيرين يقولون إنهم يتحدثون إلي الله، بينما في الواقع هم لا يصلون لأنه حديث لا مشاعر فيه ولا عواطف، ولا صلة. 7 - لذلك الصلاة هي صلة مع الله: وهكذا تشعر بالوجود في الحضرة الإلهية تشعر بوجود الله، وبوجودك مع الله، وبالصلة بينكما البعض يظنون الصلاة مجرد ألفاظ ينتقونها وينمقونها، بينما لا توجد بينهم وبين الله صلة أريد أن اضرب لكم مثلا لنفرض أن أمامنا لمبات كهربائية قوية جدًا، ونجفات جميلة، وكشافات، ومع ذلك هي ليست متصلة بالتيار الكهربائي فما قيمتها إذن؟ وما فائدتها للإنارة؟! لا شيء كذلك في صلاتك لابد أن تشعر بهذا التيار يجري في عروقك.. 8 - تشعر بلذة في الوجود مع الله. تري الصلاة متعة روحية. وهكذا إن بدأت الصلاة، لا توجد قدرة علي إنهائها كلما تريد أن تختم صلاتك، لا تستطيع بل تقول له "دعني أبقي معك فترة أخري يا رب لا أريد أن أفارقك لا أريد أن اقطع حديثي معك" وتتشبه بعذراء النشيد التي قالت "أمْسَكْته ولم أرخه" (نش 4:3). 9 - هذه الصلاة هي تنقية للقلب.. مع الصلة مع الله يتطهر القلب، ويستحي الذهن أن يتقبل أية فكرة خاطئة أو يتعامل معها يقول لنفسه "كيف أفكر في هذا الأمر، وأنا الذي كان كل فكري مع الله؟! "وهكذا تراه يصد كل فكر خاطئ يأتي إليه بل أن الصلاة تجعله يزهد هذا العالم وكل ما فيه كما قال الشيخ الروحاني "إن محبة الله غربتني عن البشر والبشريات" أي جعلتني غريبا عنها، لأني صرت من وطن آخر سمائي سئل القديس يوحنا الأسيوطي مرة "ما هي الصلاة الطاهرة؟!" فقال " هي الموت عن العالم " أي أن الإنسان الذي ينشغل قلبه مع الله بالتمام في الصلاة، يكون العالم ميتًا بالنسبة إليه لا يحيا فيه هو يصلي والعالم لا وجود له في زمنه لا يحس بهذه الدنيا وما فيها.. 10 - الصلاة شرف بالنسبة إلي الإنسان، وتواضع بالنسبة إلي الله: فمن نحن التراب والرماد، حتى نتحدث إلي الله ملك الملوك ورب الأرباب؟! حقًا إن هذا شرف عظيم بالنسبة إلينا، لا نستحقه وهو تواضع من الله إذ يتحدث إلينا بينما قد نجد صعوبة في التحدث إلي بعض عبيده من البشر!! 11- الصلاة هي اخذ وليست عطاء.. احذر من أن تفكر في وقت من الأوقات، أنك حينما تصلي، إنما تعطي الله وقتًا، وتعطيه مشاعر! ولذلك تعتذر عن الصلاة أحيانًا وتقول "ليس لدي وقت !" كلا، بل أنت في الصلاة تأخذ من الله الكثير، تأخذ بركة، وعشرة طيبة، ومتعة روحية، وهبات لا تحصي وهكذا نقول لله في القداس "لست أنت محتاجًا إلي عبوديتي، بل أنا المحتاج إلي ربوبيتك" أنا المحتاج أن أخذ منك حينما أصلي يريحني ويسعدني مجرد الشعور بأنني في حضرتك الشعور بالأمان في حضرة الله القوي والمتحنن والرحيم في حضرة الآب الذي يحب أولاده، ويمنحهم من قلبه ومن عطفه. 12 - الصلاة هي أغنية نقدمها إلي الله من قلوب سعيدة به. داود النبي حينما كان يغني مزاميره، لم يكن يصلي بالمزمار فقط بل أحيانًا بالعود، وبالقيثارة، والعشرة الأوتار وأحيانًا معه جوقة عجيبة من المغنين والموسيقيين، يستخدمون هذه الآلات الموسيقية، وأيضا البوق والصنج والصفوف والدفوف وباقي آلات العزف الكل معًا يغنون للرب أغنية جديدة، في فرح بالرب كما حدث مع مريم النبية أخت موسى وهرون، إذ أخذت الدف في يديها، وخرجت وراءها النساء بدفوف ورقص، وهي تقول "رنموا للرب، فإنه قد تعظم.." (خر 15: 20،21) حقًا ما أجمل أن تكون الصلاة أغنية يقول الرسول "بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب" (أف 5: 19).. 13 - إذن فالصلاة هي وقت فرح بالرب: وهكذا نجد غالبية صلواتنا ملحنة ومنغمة ولها موسيقاها، تغني بها للرب أغنية جديدة وبالمثل صلاة القداس الإلهي، هي أيضا أغنية روحية مرتلة وكذلك صلوات الإبصلمودية وكل التسابيح حتى قراءة المزمور والإنجيل أثناء القداس الإلهي هو أغنية نقدمها إلي الله إنها قلوب فرحة بالرب،تقف أمامه وتغني لا نضرب علي أوتار عود، بقدر ما نضرب علي أوتار قلوبنا فالألحان عندنا هي صلاة، والصلاة هي لحن، هي أغنية كلما نوجد في حضرة الله، تمتلئ قلوبنا فرحًا بالرب، ونغنى له في كل المناسبات بكل عواطفنا حتى في مناسبات الحزن، نغني أيضًا في حضرة الرب بأسلوب الحزن، إنما هي عواطف مقدمة لله قديمًا كان كل مزمور له لحن، مثل المزامير الأخيرة التي تكون الهوسات الثاني والثالث والرابع هذا هو العنصر العاطفي في الصلاة وهنا نذكر ان الصلوات المقبولة لها صفات: صفات الصلاة المقبولة ليست كل صلاة مقبولة أمام الله فهناك صلوات رفضها، مثل صلوات المرائين، وصلوات قساة القلوب الذين قال لهم "حين تبسطون أيديكم، أستر عيني عنكم، وإن أكثرتم الصلاة، لا أسمع أيديكم ملآنة دمًا" (أش 1: 15) فما هي صفات الصلاة المقبولة إذن؟ 1 - ينبغي أولًا أن نصلي بفهم: بحيث كل كلمة تقولها في الصلاة، تكون فاهما لمعناها، كل كلمة تقولها لها عمقها عندك كل كلمة في صلاتك، يشترك فيها اللسان مع العقل، والقلب، والمشاعر، والجسد يشترك فيها الإنسان كله كما نقول في بعض صلواتنا " قلبي ولساني، يسبحان القدوس" فالصلاة ليست مجرد كلام بل لسانك يتحدث، وعقلك مركز في الكلام ومعانيه،وتشترك بمشاعرك وكل قلبك،وروحك تقود العملية كلها 2 – وأيضا يشترك جسدك وتشترك حواسك في الصلاة: جسدك يشترك بالركوع، بالسجود، بالخشوع، برفع اليدين، ورفع النظر إلي فوق وجمع الحواس، فلا يتشتت السمع والبصر هنا وهناك، ولا تتشتت الحركات، بل يكون الإنسان ثابتًا، باحترام شديد في صلاته يعرف أمام من هو واقف إن الشاروبيم والسارافيم وهم يقفون أمام الله، بجناحين يغطون وجوههم، وبجناحين يغطون أرجلهم، من هيبة الله الذي يقفون أمامه فكم بالأولي نحن إن الأب الكاهن في صلاة الصلح في القداس، يمسك لفافة أمام وجهه، رمزًا لهيبة الله الذي هو يقف أمام عظمته. 3 – وهكذا ينبغي أن تكون الصلاة أيضا بفكر مجتمع، غير مشتت: فلا يصح أن تتكلم مع الله،وأفكارك شاردة في موضوعات أخري بل حاول أن تجمع أفكارك وتركزها في الصلاة ويحسن أن تمهد لذلك بقراءة روحية أو بترتيلة أو تأمل ولا تقف للصلاة وعقلك مشغول بشتى الموضوعات البعض يغمض عينيه أثناء الصلاة حتى لا ينشغل بصره بأمور تجلب له أفكارًا المصلي الحقيقي لا يحس بكل ما حواليه هو مع الله فقط، وحده كما أن الإنسان إذا صلي بفهم، سيصلي حتما بتركيز وعمق كما يقول داود "من الأعماق صرخت إليك يا رب" (مز130: 1) من عمق قلبي من عمق مشاعري من عمق احتياجي من عمق مشاكلي وسقطاتي أريد أن أرتفع إليك. 4 – مثل هذه الصلاة لابد أنها تكون بحرارة: لأن الإنسان يسكب نفسه أمام الله، انظروا إلي حنة التي صارت أمًّا لصموئيل النبي، يقول الكتاب عنها إنها "صلت إلي الرب، وبكت بكاءً،ونذرت نذرًا" وإنها كانت تتكلم في قلبها، وشفتاها فقط تتحركان، وصوتها لا يسمع حتى أن عالي الكاهن ظنها سكري" (1صم 1: 10-13) بكل عواطفها كانت تصلي، بكل حرارة، بنفس منسكبة أمام الله وما أجمل ما قيل عن إيليا النبي أيضا إنه "صلي صلاة" (يع 5: 17) ماذا تعني عبارة "صلي صلاة".؟ تعني أنها ليست أي كلام بل صلاة لها عمقها ولها حرارتها يصلي صلاة، أي يصلي بالمعني العميق لهذه الكلمة فقد يقف كاهن أمام المذبح، وتشعر في أعماقك أنه يصلي بينما يقول كاهن آخر نفس القطعة من القداس، فتلحظ أنه يتلو كلامًا ولا يصلي وقد تسمع لحنًا واحدًا من اثنين من المرتلين، فتحس أن أحدهما يصلي، أما الآخر فيقدم نغمات وألحانًا بلا روح، بلا صلاة هناك إنسان يزعم انه يصلي، ولا يصل إلي السموات من صلاته شيء بينما آخر يصلي، فإذا واحد من الأربعة والعشرين كاهنًا الذين تحدث عنهم سفر الرؤيا، يأتي ومعه مجمرته الذهبية، فيحمل فيها هذه الصلاة لتصعد كرائحة بخور أمام الله إنه صلي صلاة بعض الملائكة في السماء يشتمون رائحة بخور زكية، فيبحثون عن سببها، ويكون أن (فلانًا) قد وقف يصلي الصلاة بحرارة، قد تظهر في ألفاظ الصلاة أو في قوتها، أو في لهجتها، وقد تظهر في دموع تصاحب الصلاة أما عبارة أن الإنسان يسكب نفسه في الصلاة، فلست أجد ألفاظًا في اللغة يمكن أن تعبر عنها أتركها لكم لتفهموها بأنفسكم. ولكن علي الأقل أقول إن الإنسان يعصر نفسه عصرًا، ويسكبها أمام الله. 5 – تصلي أيضًا بتأمل.. فمثلًا إن صليت الصلاة الربية، ووصلت إلي عبارة ليأت ملكوتك، يمكن أن تدخل إلي عمق مفهوم هذا الملكوت، كأن يملك الله علي قلوب الناس وأفكارهم،وعلي أهدافهم ووسائلهم أو أن تتأمل ملكوت الله علي الأمم والشعوب والممالك إلى لا تعرفه أو تسرح في الملكوت الأبدي في أورشليم السمائية وهكذا تجد نفسك -في تأملاتك- وأنت داخل في عمق أعماق هذا الملكوت. 6 – صفات أخري كثيرة: هناك صفات أخري كثيرة للصلاة المقبولة، كأن تكون صلاة بحب كما سبق أن قلنا، وكذلك صلاة بخشوع، وصلاة بإيمان يؤمن المصلي أن الله سيستجيب صلاته، أو علي الأقل يؤمن أن الله سيعمل ما فيه الخير له. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب أبانا الذي في السموات
المزيد
22 يوليو 2025

"بالحقيقة نؤمن بإله واحد" ( ٢)

بدأ آباء مجمع نیقیة شرح قانون الإیمان بإعلان وحدانیة الجوھر الإلھي، ویعلل القدیس كیرلس السكندري ھدف ذلك، وھو ھدم آراء الیونانیین القائلین بتعدد الآلھة من أساساتھا،فقد عبر عنھم معلمنا القدیس بولس الرسول، قائلاً "وَبَیْنَمَا ھُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّھُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُھَلاَءَ وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ یَفْنَى بِشِبْه صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي یَفْنَى وَالطُّیُورِ والدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ الَّذِینَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ" (رو ۱: 22 , 23, 25). الكتاب المقدس بعھدیه یؤكد وحدانیة الله: قال الآباء بإله واحد تابعین الكتب المقدسة من كل جھة ومظھرین جمال الحق لكل إنسان وھذا ما فعله موسى الحكیم قائلاً "إِسْمَعْ یَا إِسْرَائِیلُ الرَّبُّ إِلھُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (تث ٦: 4) ویقول في موضع آخر "لاَ یَكُنْ لَكَ آلِھَةٌ أُخْرَى أَمَامِي" (خر ۲۰: 3) ، وأیضًا "أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَه غَیْرِي" (إش ٤٤: 6) فوضع الآباء الممجدون قاعدة للإیمان بضرورة أن نقول إن الله واحد متفّرد بالطبیعة وبالحق، ومن ثم أنھم یؤمنون بإله واحد (القدیس كیرلس الكبیر، رسالة ٥٥: 11) ھكذا أیضًا یؤكد العھد الجدید على وحدانیة الله "اللهُّ وَاحِدٌ وَلَیْسَ آخَرُ سِوَاهُ" (مر ۱۲: 32) ، وقال معلمنا بولس الرسول "اللهَ وَاحِدٌ" (رو ۳ : 30, ۱كو ۱۲: ٦، غل ۳ :20)، وقال معلمنا یعقوب الرسول "أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَّ وَاحِدٌ حَسَناً تَفْعَلُ" (یع ۲: 19). الكائن غیر المحدود الكامل لابد أن یكون واحدًا: من طبیعة غیر المحدود الكامل أن یملك كل شيء، ولا یمكن أن یزاد شيء على كمال طبیعته، وھو ضروري الوجود، ویملأ الكل وجوھر الله روح بسیط (یو ٤: 24) لیس له جسم سواء "أَجْسَامٌ سَمَاوِیَّةٌ أو أَجْسَامٌ أَرْضِیَّةٌ" ( ۱كو ۱٥: ٤۰ ) لأن الأجسام محدودة (أجسام البشر أو الملائكة) مكانیًا وزمانیًا، أما جوھر الله فھو "مِلْءُ الَّذِي یَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ" (أف ۱: ۲۳). الكون الواحد برھان على أن الخالق واحد: برھن القدیس أثناسیوس الرسولي على وحدانیة الله بقوله "لأننا یجب أن لا نتوھم أن ھناك أكثر من ضابط وخالق واحد للخلیقة، فالدیانة السلیمة الحقیقیّة تعتقد أن بارئھا واحد، والخلیقة نفسھا تُشیر إلى ھذا بوضوح، لأنه إن كان لا یوجد سوى كون واحد لا أكثر، فإن ھذا برھان قاطع على أن خالقه واحد إن كان الكون قد خُلق بآلھة متعددة لصارت حركاته عدیدة ومخالفة بعضھا للبعض، لأنه إذا التفت الشيء إلى كل واحد من خالقیه فإن حركاته تكون مختلفة بالتبعیة وھذا ینتج عنه اضطراب وعدم نظام، لأنه حتى السفینة لا یمكن أن تسیر مستقیمة إذا قادھا كثیرون، ما لم یمسك الدفة ربان واحد،والقیثارة لا تُعطي نغمات متوافقة إن ضرب علیھا كثیرون، ما لم یضرب علیھا عازف واحد إذًا طالما كانت الخلیقة واحدةً والكون واحدًا، ونظامه واحدًا، فیجب أن نُدرك أن سیدھا وخالقھا واحد أیضًا" (رسالة إلى الوثنیین ۳: 39: 1-6). الله واحد لكنه لیس جوھرًا فردیًا Monad , بل وحدة ثالوثیة Trinity: وھو لیس مجرد وحدة Unit من الوحدات بل ھو شركة، فالتمركز حول الأنا ھو موت الشخصیّة الحقیقیّة مثال المحبة لا یمكن للمحبة أن تقوم في عزلة بل ھي تفترض وجود الآخَر –إن محبة الذات ھي إلغاء للمحبة (حب الذات ھو الجحیم في حد ذاته)- حب الذات إذا ما بلغ منتھاه إنما یدل على نھایة كل فرح وكل معنى فاﻟﻠﮫ واحد مثلث الأقانیم، كل أقنوم یوجد في الاثنین الآخرین بفضل حركة محبة متبادلة لا تتوقف [أنا أحب لھذا أنا كائن]. القمص بنيامين المحرقى
المزيد
21 يوليو 2025

الحوار والتفاهم في الاسرة

( ايها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب.لان الرجل هو راس المراة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة و هو مخلص الجسد ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة و اسلم نفسه لاجلها لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها و لا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة و بلا عيب كذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم من يحب امراته يحب نفسه فانه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته و يربيه كما الرب ايضا للكنيسة لاننا اعضاء جسمه من لحمه و من عظامه من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكون الاثنان جسدا واحدا هذا السر عظيم و لكنني انا اقول من نحو المسيح و الكنيسة و اما انتم الافراد فليحب كل واحد امراته هكذا كنفسه و اما المراة فلتهب رجلها(اف22:5-33) مفهوم الحوار واهدافه .. هو حديث بين طرفين أو اكثر وذلك لأهداف معينة منها توصيل أو اقناع الأخرين بفكرة أو حثهم علي اداء عمل أو للتخلي عن فكر أو عمل ما. وقد يكون هدف الحديث هو اشاعة روح التقارب أو الدف العاطفي والروحي وازالة الحواجز النفسية وتقوية العلاقات الاجتماعية. يجب ان يقوم الحوار علي المحبة والرغبة في اقتناء فهم عميق للأخر من أجل تعميق الشركة بين الأطراف خاصة في الأسرة بدون عزلة أو أنطواء والتوازن بين الذاتية والنحن وفي الحوار الذي يهدف الي التفاهم علي اهداف مشتركة للحياة الأسرة المسيحية مرتبطة بعضها ببعض ارتباطاً شديداً جداً. وهذا الارتباط مصدره المسيح، فهم أعضاء فى جسد واحد يكملون بعضهم بعضاً، ويحتاجون إلى بعضهم بعضاً ويتعاونون مع بعضهم بعضاً ولذلك كان الحوار هو أسلوب الترابط، وأسلوب التعامل، وأسلوب مواجهة كل ظروف الحياة التى يتعرضون لها خلال رحلة الحياة التى يسيرون فيها معاً والحوار هو الحديث الودود بين أفراد الأسرة للتفاهم فى أمر من الأمور. أو لتبادل وجهات النظر فى أمر من الأمور أو لاتخاذ قرار فى شأن أحد الأمور التى تهم كيان الأسرة. لا يجب أن ينتهى الحوار بين الزوجين بخصام أو انفعال أو اتخاذ قرار وقت الغضب .الحوار الذى يأخذ شكل عتاب على خطأ غير مقصود حين ينتهى بالاعتذار يكون حواراً ناجحاً والاعتذار عن الخطأ لا يشين كرامة الشخص الذى اعتذر. علامة الحب هو التسامح والتغاضى عن أخطاء الآخر، ولذلك القلب الكبير هو القلب المتسامح، ولكن يجب خلال العتاب أن نستفيد من أخطائنا . الحوار بين الزوجين يجب أن نختار له الوقت المناسب والمناخ المناسب.و الحوار بين الزوجين لا يأخذ شكل غالب ومغلوب أو رئيس ومرؤوس بل اثنين فى قارب واحد يتحاوران للوصول إلى الأفضل أسس الحوار الاسري حواريقوم علي المحبة والاحترام .. بالمحبة نحاول ان نكتشف الأخر وننميه في محبة صادقة مخلصة ليصل الطرفان الي الشركة الأتحادية بعيداَ عن الأنانية والحوار يجب ان يحترم الأخر كانسان متميز (هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله)تك 17:18.والمحبة يجب ان تكون عملية نظهر فيها محبتنا العملية بتقديم كلام يبني الأخر ويشجعة ويساندة ويقدره ويلغي الحواجز النفسية بين الأطراف سواء الزوجين أو الابناء . القبول والتفاهم ..المسيح قبلنا كما نحن لا كما يحب ان نكون ومحبتة القوية دافع لنا للتغير للأفضل فعلينا أن نقبل الأخرين لأسيما أهل بيتنا بنقائصهم وبالحب والصبر يكونوا أفضل .(لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا لمجد الله) (رو 15 : 7) يجب ان تكون لنا الأذن الروحية التي تفهم وتقدر وتشجع فقد نجد البعض يعيشوا في بيت واحد وكأنهم في فندق ولا يعرف الواحد ماذا يتعب أو يفرح الأخر . يجب ان نفهم التنوع في نفسية الناس ولا نهمل المواهب والظروف المحيطة بهم . كل واحد منا وسط ضغوط الحياة العاصرة يجب ان يظهر العواطف الطيبة والتقدير والمساندة للأخر فالناس تحتاج للحب أكثر من حاجتها للخبز يجب ان يحرص الزوج علي اشباع حاجة الزوجة للأمان need of security فتشعر بوفاء زوجها واخلاصة وعدم طيش عينية أو افكارة . ويجب ان تشبع الزوجة حاجة زوجها الي القيمة need of significant فتشعرة بانه شخص مميز ليس له مثيل . تيموثاوس الأبن الصريح في الأيمان 1تي2:1 صراحة الايمان تعني صراحة الرأي والمشاعر والأنفعالات والمعاناة .صراحة الخروج من الذات للانفتاح علي الأخر في انسجام واصغاء وقبول وبذل . يعبر فيها كل طرف للأخر أنه يسمعة ويفهمة ويقدره. اسلوب الحوار .. الحوار في الأسرة المسيحية يجب ان يقوم علي الشعور بوجود الله داخل البيت بابوتة وحنانه ورحمته لهذا يلتزم الأطراف فية الأدب واحترام المشاعر ونعطي كل طرف الفرصة لشرح وجهة نظره حتي لو مخالفة (مقدمين بعضنا بعضاَ في الكرامة ) ويعطي للأخر فرصة وبالأكثر امام الناس ان يعبر عن رأية. ونقلل من أوجة الخلاف التي تدعوا للتكامل والحرص الشديد في استخدام كلمة (لا) التي تغلق باب الحوار والمحبة وتعيق التواصل (كذلك ايها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الاناء النسائي كالاضعف معطين اياهن كرامة كالوارثات ايضا معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم )(1بط 3 : 7). أسلحة تدمر الحوار ... الأنسان بصفة عامة لايريد ما يعرية نفسياً امام الاخرين ولهذا يلجأ الي الأسلحة الدفاعية أثناء الحوار ومنها الاساليب الاتية اوغيرها . الثورة والغضب كوسيلة لمنع الأخر من الدخول في حوار نفسي وروحي مما يجعل الطرف الأخر ينطوي علي ذاتة ويخيب أملة ويبرد في علاقته وتصيبه الامراض . الدموع وهي وسيلة الزوجة خاصة اما لاستدرار عطف أو لتحقيق طلبات دون نقاش أو جدال أو رفض الزوج وهذا اسلوب يجب علاجة عند ابنائنا منذ الطفولة المبكرة. النقد وسيلة لقتل الحوار ان ينتقد طرف نقداَ لاذعا ولنلاحظ ان النقد والشكوي الدائمة والتذمر هم مقبرة الحياة الزوجية السعيدة (ليو تولستوي وزوجتة الغيورة الشاكية) كذلك الابناء في حاجة لاب حقيقي وأم رقيقه يتألموا لألم ابنائهم ويشاركوهم اهتماماتهم ويفرحوا لفرحهم . الصمت أو الثرثرة بعض الناس يتخذوا الصمت وسيلة لأهمال الحوار أو تجاهله والبعض يثرثر في اشياء ليست لها قيمة لصرف النظر عن مشكلة أو اخفاء شئ عن الأخر. الالحاح يتعب الطرف الاخر خاصة لو متعب الاعصاب أو استخدام وسائل الضغط النفسي أو العاطفي لنيل هدف مما يعكر الحياة الزوجية ويجعلها تقوم علي المصلحة والمنح والمنع (فقالت له كيف تقول احبك و قلبك ليس معي هوذا ثلاث مرات قد خذلتني و لم تخبرني بماذا قوتك العظيمة) (قض 16 : 15) افشاء الاسرار . يجب ان يكون لكل بيت الأسوار العالية التي تحمية من تطفل الأخرين ومن اقتحام العابثين وتمنحة الخصوصية دون تدخل الاهل فلا يجب ان تخرج اسرار البيت من احد اطراف البيت الي الاصدقاء أو حتي الاهل مما يخدش الثقة بين الزوجين ويجرحها. خطوات عملية في الحوار الأسري احرصا علي تناول وجبات الطعام معاً أو الوجبة الرئيسية منها في جو اسري دافئ تسمعوا لبعضكم البعض وتعرفا ما ضايق أو اسعد الاخر في يومة وما يجب ان يقوم به ويشجع كل واحد الأخر . ليكن لكم الأهتمامات المشتركة أو هواية مشتركة معا لينموا الحب والوحدة بينهما (المشي –صيد السمك – الرحلات – القرأءة) التكيف مع صفات الطرف الاخر والابناء وعدم الأختلاف بل الأتفاق علي اسلوب التربية بين الاب والام حتي لا ينقسم البيت ويوجد الصراع بدلاً من الحب ولا يجب ان ينتقد طرف الأخر امام الأبناء بل يظهر لة الاحترام والتأييد . نقاط تستحق المراعاة كثيراً ما يراعي كل إنسان مشاعر الطرف الآخر الغريب عنه، حتى يكتسب ثقته واحترامه وتقديره، لكن لماذا نحرص على تطبيق قواعد وأصول الإتيكيت مع الآخرين ولا نطبقها مع أهل بيتنا وأقرب المقربين لنا؟ إذ نحن غالباً لا نلقي بالاً لطريقة تعاملنا مع إنسان عزيز علينا، يعيش معنا في الاسرة الواحدة. ولماذا نحرص على ألا نجرح مشاعر الآخرين ونبالغ في الاهتمام بهم ولا نلقي بالا لطريقة تعاملنا مع شريك الحياة فنجرح مشاعره بقصد أو بغير قصد ولا نحاول الاعتذار له؟ هل لأننا نفترض فيه أن يتفهم وأن يسامح؟ أم لأننا نعتقد أن أصول الإتيكيت تطبق فقط حين نتعامل مع الغرباء،أما الجفاء والغلظة تستعمل مع الأقرباء . إن تحقيق السعادة الزوجية يتطلب مراعاة الاحترام المتبادل ومراعاة مشاعر الطرف الآخر. لذلك على كل زوجين في بداية حياتهما الزوجية الاتفاق على مجموعة من القواعد تكتب في شكل وثيقة أو اتفاق يشمل كل ما تثري به الحياة ومن قواعد الأخلاق التي يحث عليها الدين وأصحاب العقول المستنيرة والتي يسميها البعض إتيكيتاً قبل الدخول إلى الغرفة يجب طرق الباب أو الاستئذان. -عند الدخول إلى البيت أو الغرفة أو السيارة نلقي التحية -الخروج من الغرفة نسأل من فيها: هل يريد شيئاً قبل الانصراف؟ -عندما نقلب شيئاً أو نغير موضعه مما يخص شريكنا نعيده إلى وضعه الأول. لا نقرأ خطابا أو ورقة لا تخصنا. إذا أخطأ أحدنا في حق الآخر فليعتذر له بدون خجل. إذا اعتذر المخطئ فليقبل الآخر اعتذاره بدون الإكثار في اللوم. الحديث يجب أن يكون هادئا بعيدا عن السباب أو استخدام ألفاظ خارجة. احترام هوايات الطرف الآخر وتقديرها وعدم الإقلال من شأنها. لا تقابل عصبية أحدنا واندفاعه بعصبية مماثلة. لا داعي لخلق المشكلات والنبش في الماضي أثناء كل خلاف أو مناقشة. تقسيم العمل بينكما, ويؤدي كل طرف المطلوب منه من تلقاء نفسه. - عدم الكذب مهما يكن الأمر أو الخطأ فالكذب أبو الخطايا, فقل الحق ولو كان مراً، لكن بطريقة لطيفة غير جارحة. -الحديث بيننا يجب أن يكون هادئاً ومحترماً، وليس فيه سباب. -نقول الحق ولو كان مراً، ولكن بطريقة لطيفة غير جارحة. -من يحتاج إلى نصيحة، نقدمها له بحب وبلا تعالٍ. -إذا حلّت مناسبة سعيدة لأحدنا فلنشارك جميعاً فيها دون اعتذار. -إذا عجز أحدنا عن أداء مهمة واحتاج للعون فلنعاونه دون إبطاء. التسامح والعفو . -ولا يكذّب أحدنا الآخر إذا تحدث أمام الناس، وروى قصة شاهدناها معاً فنقص منها شيئاً أو زاد، بل ندعه يكملها كما أراد. -فليحب كل منا لشريكة ما يحبه لنفسه وليعمل على راحته قدر استطاعته. -الصبر على الشدائد عبادة، وشكر الله دوماً واجب. -الصلاة والثقة بالله هي أساس النجاح واليقين. -فلينادِ كل منا الأخر بلقب يحبه، ولا يرفع الكلفة في الحوار والمزاح سراً أو جهراً.. والبيت التي تشيد في مجرى السيل يهدمها السيل، والأسرة التي تتكون على محبة القدير والصلوات المشتركة والتقرب من الاسرار المقدسة و وقراءة الانجيل وطاعته لا تقلعها الريح مهما كانت قوتها بل تثبت وتأتي بثمار كثير علي الارض وترث ملكوت السموات. الحوار مع الأبناء "أيها الأولاد أطيعوا والديكم فى كل شئ لأن هذا مرضىُّ فى الرب. أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا". (كو3: 20-21 " أيها الأولاد أطيعوا والديكم لأن هذا حق . أكرم أباك وأمك التى هى أول وصية بوعد لكى يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض. وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره " . (أف6: 1-4) الحوار مع الأبناء له أصول يجب أن نتعلمها ونتقنها حتى لا نكون سبباً فى فشل أبنائنا. فالحوار مع الأبناء هو لغة العصر، ولم يعُد أسلوب السلطة والأمر يصلح لأبناء هذا الجيل، ولذلك يجب أن نلاحظ ما يلى فى حوارنا مع الأبناء الاستماع أكثر من التكلم مهم جداً حين نتحاور مع أبنائنا وذلك لكى نتعرف على مشاكل ومتاعب أبنائنا احترام الأبناء مهم جداً أثناء الحوار فلا يجب أن نسخر منهم أو يكونوا مادة للفكاهة والضحك عليهم لأن هذا الأمر يقودهم إلى التمرد والعصيان فى خروج الأبناء عن إطار احترام والديهم أثناء الحوار يجب أن نتغاضى عن ذلك الخطأ ولا ننهى الحوار بل نؤجله إلى فرصة أخرى إذا لم نوفق فى الحوار في بعض الأحيان. فى حوارنا مع أبنائنا يجب أن نعرف أن لكل ابن شخصية مستقلة تختلف عن الآخرين، وظروف أبنائنا تختلف عن ظروفنا نحن، ولذلك يجب ألا نحكم عليهم من خلال مقارنة ظروفهم بظروفنا أو بظروف أشخاص آخرين التوجيه والإرشاد مسئولية الوالدين، ولكن يجب أن يكون فى إطار المحبة وفى إطار احترام شخصيات الأبناء، وفى حدود إمكانياتهم، مع ضرورة عدم إشعار الأبناء بالتسلط والأوامر لأن أسلوب الأمر والسلطة يُقابل أحياناً بالتمرد والعصيان، ولذلك يجب ألا يكون الحوار هو الوسيلة لإصدار الأوامر وإملاء السلطة الأبوية، ويجب عدم استعمال السلطة الوالدية أثناء الحوار . احترام خصوصيات الأبناء مهم جداً لأن التدخل الزائد فى خصوصياتهم يقودهم إلى الغيظ والاستقلال المتطرف عن الوالدين. فى الحوارات مع الأبناء يجب أن نقودهم إلى أن يشعروا بباقى أفراد الأسرة وأنهم ليسوا بمفردهم وهكذا نزرع فيهم التعاون والمشاركة الحوارات مع الأبناء يجب أن يكون لها هدف ومن بين أهدافها زرع الفضائل المسيحية فى الأبناء منذ نعومة أظافرهم. من بين الحوارات مع الأبناء استعراض المشاكل العامة وأن يعطى كل فرد رأياً مثل مشكلة الهجرة والسفر للخارج ومشكلة سوء استخدم الكمبيوتر والانترنت أثناء الحوار مع الأبناء يجب أن نلتزم بالمصداقية وعدم الكذب، وإلا فقدنا كل تأثير إيجابى فى تربية الأبناء. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
20 يوليو 2025

انجيل قداس يوم الأحد الثاني من شهر أبيب

تتضمن الحث على الاتضاع وذم التكبر والتحذير منه مرتبة على قوله تعالى" إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات "( مت ۱۸ : ۱- ۹ ) أرايت ياصاحب كيف تداوى الأمراض بأضدادها وكيف يمنح ذوو الامراض بإستعمال هذه الأدوية ما يطلبون ويشتهون كما يوافق ذواتهم في تلك الحياة الدائمة وليس كما يوافق طلبتهم وشهوتهم في هذه الحياة الزائلة فكما داوى هنا محبى التقدم والرئاسة على من سواهم لقوله " إذا اراد أحد أن يكون أولا. فيكون آخر الكل " كذلك صنع فيما تقدم مع محبى المال ومحبى المجد الباطل فقال :" إن كنت تتظاهر بالصدقة والصلاة والصوم لتظفر بالشرف. فلا تصنع هكذا لئلا تضيع تعبك. لكن أعمل ذلك في خفية لتظفر بمطلوبك كما ينبغى في الوقت المناسب " وقال أيضا " إن أردت أن تكثر من مالك لتستغنى. فلا تكثره في هذا العالم بل افتقر ههنا لنستغنى بكنوزها هناك " وقال أيضا " إن اردت التقدم على الكل فاختر المرتبة الأخيرة الحقيرة لتظفر بالمرتبة الأولى العظيمة " وذكر الأمرين معا لنهرب من الردى ونطلب الجيد. وذكر الأمم لأنهم كانوا مرذولين بسبب رداءة أفعالهم "إنن تلك الرئاسة الباطلة هى رئاسة الخوف والاضطرار ولذلك فإنها تزول بسرعة أما الرئاسة الناتجة عن الإتضاع فهى من الإختيار ولذلك تثبت فإن :القديسين الكبار الذين كانوا يتضعون أكثرهم الذين كانوا أعظم من كل الناس وهم الذين لم يبطل انتقالهم من هذه الحياة شرفهم بل ظل ذكرهم يثبت متزايدا ويدوم إلى الانقضاء وإني لأعجب من المتكبر بالرئاسة الباطلة لأنه من جهة تكبره لا يرى الناس شيئا ويتوهم أنه لا يوجد أحد فى طبقته وأن ليس أحد يستحقها سواه ومن جهة طلبه الرئاسة والشرف الباطل فإنه يتظاهر لكل أحد ويطلب منه ذلك فهو يطلب الشرف من الذي لا يراه شيئا وهو مستعبد لضعفات كثيرة كالغضب والحسد وايثار الرئاسة والشرف أما المتضع النفس فهو غير منفعل بشئ من ذلك فمن هو إذن العالي؟ ومن هو المنخفض؟ أهو المتعالى المنفعل ؟ أم المنخفض الذي هو ليس منفعل؟ حقا أن الطائر الذي وقع في يد الصياد ليس هو العالي وإنما الذي لا يقع في يد الصياد هو العالى وقد عرفنا ذلك سيدنا عندما قال " ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو فإن ذاك الذي كان عاليا قويا ســـقط بتشامخه حتى صار ينسحب على الارض ويدوسه الارضيون والإنسان الذي كان على الأرض ضعيفا ارتفع بإتضاعه حتى أعدت له السماء أرضا ووطئ قوة ذاك الذي كان عاليا فمن هو الذي يذل ؟ أهو الذى يحاربه الله القوى وحده؟ أم الذي يعينه تعالى؟ معلوم أنه المحارب لا المعان وقد قال الكتاب " إنه تعالى يقاوم المستكبرين ويعطى نعمة للمتواضعين" وقال الله تعالى: " إلى هذا انظر. الى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي " فأيهما الطاهر العالي؟ أهو الذي يكون قربانه مقبولا لدى الله ؟ أم هو الذي يرفض قربانه؟ قال النبي " ذبائح الله هي روح منكسرة القلب المنكسر المنسحق يا الله لا تحتقره " وقال ايضا " مستكبر العين ومنفتح القلب لا أحتمله " فالمتكبر يعاقب مع الشيطان كمـــا قـــال الرسول " يجب أن يكون الاسقف غير حديث الايمان لئلا يتصلف فيسقط في دينونة ابليس ( وقد تسبق عقوبته هنا عقوبته هناك مع المحال كما حدث لفرعون الذي تعظم وقال " لست أعرف الرب " فأستهانت به الضفادع والذباب وغرق في البحر مع جنوده وسلاحه وخيوله أما ابراهيم فكان على العكــــــس إذ قال: " أنا تراب ورماد " وكان يعلو دائما لتمسكه بفضيلة التواضع. فإنه وقع في يد المصريين وغيرهم ثم نجا ظافرا طلب الانسان الأول المساواة بالله وهى فوق قدر الانسان فأضاع ما كان له فالكبرياء إذن تنقص ولا تزيد. أما الاتضاع فأنه لا ينقص من قدرنا شيئا بل يضيف الينا ما هو ليس لنا فسبيلنا أن نهرب من الكبرياء ونتمسك بالتواضع لنستريح في العاجل ونشرف في الأجل بنعمة ربنا وإلهنا يسوع المسيح الذى له المجد مع ابيه الصالحوالروح القدس إلى البد آمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
19 يوليو 2025

صفات الخادم

هُناك أربعة صِفات للخادِم أو لِرجُل الله أو لإِنسان الله ، سوف نأخُذهُم مِنَ خِلال أربع شخصيات تُسمّيهُم الكنيسة رؤساء الآباء :- فِى الألقاب التّى تُقال عنهُم الآباء البطارِكة لأنّ بطرك يعنِى بطرِيرشيس ، بطرِى = أب ، شيس = رئيس ، بطرِيرشيس = رئيس آباء سنأخُذ أربع صِفات رؤساء الآباء بحيث نبحث وراءهُم لِنجِد فيهُم صِفة مُتكامِلة لِرجُل الله :- 1/ أبونا إِبراهيم – الأُبوّة وَالحُب :- مِنَ الواضِح فِى صِفات أبونا إِبراهيم أنّهُ أب مُحِب ، أول إِنسان أقام الله معهُ عهد بعدما أعلن الله غضبة على الإِنسان وَالبشريّة قال لهُ سأجعلك أُمّة عظيمة وَتكون مُباركاً ، وَأجعل نسلك مُباركاً ، لِدرجِة أنّنا نعتبِر أبونا إِبراهيم هُو الشمعة التّى أضاءت فِى جنس البشريّة ، وَظلّت هذِهِ الشمعة تتوالى ، تتوالى ، لِغاية لمّا جاء ربِنا يسوع المسيح لأنّ أبونا إِبراهيم كان فِى صُلبِهِ إِسحق ، الّذى فِى صُلبِهِ يعقوب وَيعقوب فِى صُلبِهِ الإِثنى عشر أسباط إِسرائيل ، الّذى بينهُم سِبط يهوذا الّذى جاء مِنهُ ربّ المجد يسوع المسيح ، فنستطيع أنْ نقول أنّ أبونا إِبراهيم صاحِب الشمعة التّى إِخترق بِها ظُلمة البشريّة لِغاية لمّا وصّلِتنا لِربِنا يسوع المسيح وَقال لهُ تتبارك فيك جميع قبائِل الأرض ، وَمِنَ أكثر صِفات أبونا إِبراهيم أنّهُ مُحِب ، أب ، راعِى ، مُتسِّع القلب ، نشعُر فِى أبونا إِبراهيم بأنّهُ شفيع ، بأنّهُ إِنسان لاَ يهتِم بِما لِنَفْسَه وَلكِن بِما للآخر ، نشعُر فِى أبونا إِبراهيم أنّهُ لاَ يحيا لِنَفْسَه فقط وَلكِن للآخرين أيضاً مثلاً فِى قِصّة أبونا لوط إِبن أخو إِبراهيم ، يعنِى أصغر مِنّه فِى السِن ، وَلمّا حدث خِصام بين رُعاة إِبراهيم وَرُعاة لوط وجدنا أبونا إِبراهيم هُو الّذى يأخُذ خطوة السلام وَيقول[ لاَ تكُن مُخاصمة بينِى وَبينك وَبين رُعاتِى وَرُعاتك ] ، لاَ داعِى للخِلاف أو الإِنقسام ، إِختار المكان الّذى تُريِده وَأنا أسير عكسه ، وجدنا هُنا الإِحتمال رغم أنّهُ فِى الأُبوّة معروف أنّ الصغير يُطيع الكبير ، وَلكِن أبونا إِبراهيم كأب أخضع نَفْسَه للوط كإِبن لهُ الخِدمة تحتاج مِنّا إِلَى إِتساع قلب ، تحتاج حُب ، تحتاج رِعاية ، تحتاج تضحية ، نرى تنازُل أبونا إِبراهيم للوط رغم أنّهُ يستطيع أنْ يقول لهُ أنت تذهب هُنا أوْ هُناك ، لكِن نجِده يُخضع نَفْسَه للوط ، لِماذا ؟ حُب وَلمّا سمع أنّ أبونا لوط فِى سدوم وَعمورة وَأنّهُ سُبِى وَوقع تحت أسر الملوك إِنزعج وَأخذ معهُ 318 رجُل ، وَأحياناً الآباء يقولوا أنّ هؤلاء ألـ 318 المُجتمعين فِى نِقية رِجال الإِيمان الّذين ذهبوا لإِنقاذ الكنيسة ، وَهُنا أبونا إِبراهيم جمع رِجاله ، وَذهب لإِنقاذ لوط رغم أنّ لوط لاَ يستحِق هذِهِ المحبّة ، لكِن وجدنا أبونا إِبراهيم لهُ حُب وَإِتساع وَيُدافِع عَنِ لوط حتّى وَإِنْ كان أخطأ فِى حقِّهِ الخادِم المفروض لاَ ينظُر إِلَى ما هو لِنَفْسَه وَلكِن إِلَى ما هو للآخرين ، الخِدمة قلب مُلتهِب بِمحبّة الآخرين مِنَ خِلال محبّة الله ، قلب يِأن لضعف الآخرين ، أبونا إِبراهيم لمّا سمع أنّ لوط مسبِى لَمْ يحتمِل ، وَنحنُ هكذا محبِتنا وَأُبوِّتنا لأولادنا تُعطينا أنْ نِأن عليهُم ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ مَنَ يضعُف وَأنا لاَ أضعُف ، مَنَ يعثُر وَ أنا لاَ ألتهِب ، مَنَ يمرض وَ أنا لاَ أمرض] ، سامحونِى أحبائِى نحنُ نخدِم بالشكل كم مُشكِلة نسمعها وَ لاَ نِأن ، كم ولد وَبِنت نسمع عنهُم ظروف صعبة وَ لاَ نِأن ، ناس محتاجة تغيّر الشقة لاَ تستطيع أوْ لاَ تُحِب أنْ تصنع معهُم شىء ، فنرُد عليها قائلين ، قدِّمِى مِنَ أجلهُم صلاة ، حُب ، إِحتضان ، مشورة ، فِى ناس أُقدِّم لها محبّة وَناس تحتاج أُقدِّم لها مشورة ، وَناس تحتاج أُقدِّم ما فِى طاقة يدِى مُعلّمِنا بولس الرسول كان رجُل فقير وَهُو نَفْسَه قال [ أنا تدرّبت أنْ أجوع وَأنْ أعطش ، حاجاتِى وَحاجة الّذين معِى خدمتهُم هاتان اليدان ] ، أىّ أنّهُ كان يعمل بيديِهِ ، لَمْ يكُن معهُ مال كثير لِيحِل مشاكِل النّاس ، وَلكِن معهُ طاقة حُب وَمعهُ أُبوّة ، نقرأ عنهُ فِى رِسالة تسالونيِكِى [ هكذا كُنّا حانّيين إِليكُم ، كُنا مُترفّقين بِكُم كما تترفّق المُرضِعة بأولادِها ] ، وَ فِى غلاطية يقول [ يا أولادِى الّذين أتمخّض بِهُم إِلَى أنْ يتصّور المسيح فيهُم ] ، مُخاض الوِلادة (آلام الوِلادة ) = أنا أتألّم فيكُمْ لابُد أنْ يكون لنا إِهتمام يصِل إِلَى إِهتمام الأب ، الأُم ، المُحِب ، مُعلّمِنا بولس الرسول دائِماً لمّا يُرسِل رسائِل يقول [ يا أولادِى الّذين أشتاق إِليكُمْ ] ، مُشتاق فِعلاً ، نقرأ فِى رِسالتة لرومية يبعت لـ 25 إِسم لِيُسلّم عليهُم ، وَيقول لهذا أنت قريبِى ، أنت نسيبِى ، كيف يكون نسيبك وَأنت لَمْ تتزوّج ، ما هذا ؟ كُلّهُمْ أقربائِى وَأنسبائِى لأنّ كُلّهُم إِستضافونِى يا بولس أنت كرزت إِلَى شِبه للعالم كُلّه ، كيف تتذكّر كُلَّ واحِد بإِسمه ؟ أب ، فاكِر طبعاً فِى رِسالتة الثانية لِتلميذه تيموثاوس [ أنا مُشتاق جِداً أنْ آراك ذاكِراً لك دموعك ] ، يقولوا أنّ تيموثاوس هُو الإِبن البِكر لبولس الرسول ، وَيقولوا أنّهُ فِى لحظِة القبض علي بولس الرسول ، وَكان تيموثاوس واقِف ينظُر ، فلّما وُضِع الحديد فِى يد بولس وَأقتيد إِلَى السِجن لَمْ يحتمِل تيموثاوس هذا المنظر لأنّهُ يرى فِى بولس أُبوّة ؟ فكيف يحدُث فيِهِ هكذا ، فبكى وَرآه بولس لِذلِك يقول لهُ لاَ تعتقِد إِنِّى قَدْ نسيت دموعك ، أنا مُشتاق إِليك جِداً ، - أب - ، الخِدمة أحبائِى لابُد أنْ يكون فيها روح ، نحنُ لَمْ نكُنْ مُدرّسين فِى مدرسة ، لاَ نُعطِى تعاليم لاَ يوجد فيها أىّ حُب أوْ أىّ عِلاقة ، الخِدمة ليست تلقين ، إِحفظوا فقط وَبِهذا تنتهِى الخِدمة ، لاَ هذِهِ خِدمِة روح ، خِدمِة رفع قلب فِى مرّة خادِم ذهب مَعَ أولاده فِى رِحلة وَكان معهُ أولاد أشقياء وَإِتأخّروا قليلاً عَنِ ميعاد التجمُّع مِنَ الدير ، فالخادِم لَمْ يُطيل باله عليهُم وَأخذ أُتوبيس الرِحلة وَمشى ، فجاء أب لأحد هؤلاء الأولاد وَذهب لهذا الخادِم وَسألهُ لو إِبنك كُنت تركته وَمشيت ؟ لمّا لَمْ يعرِف يرُد قال أنا إِبنِى لاَ يفعل هكذا ، صحيح لو هذا الولد إِبنه كان تركهُ ؟! أم يلتمِس لهُ العُذر وَيقول بيلعب ، أو مُمكِن يكون فِى الحمّام ، أو تائِه ، ليس فقط أن يلتمِس لهُ العُذر ، لاَ00دا يقوم وَيبحث عنهُ بِشغف ، لابُد تكون مشاعِر الأُبوّة هكذا ، لأنّ الأُبوّة الروحيّة أغلى وَأسمى مِنَ الأُبوّة الجسديّة لأنّ مُمكِن واحِد مِنَ المخدومين يشتِكِى لنا مِنَ أبوة أوْ أُمة ، إِذن هُو يثِق فينا وَيُحِبِنا أكثر مِنَ أهل بيته ، لأنّ الأُبوّة الروحيّة أغلى مِنَ الأُبوّة الجسديّة هل نُعطِى نحنُ هذِهِ الأُبوّة ؟ أبونا إِبراهيم أب بالفِعل ، نرى موقِفه فِى سفر التكوين إِصحاح 18 لمّا إِستضاف الثلاثة الّذين أتوا لِيُعطوا لهُ البُشرى بِميلاد إِسحق ، مُمكِن نصنع لكُم طعام ليسنِدكُم وَيقول [ كسرة خُبزٍ ] ، وَيُنادِى سَارَة ، وَنجِد أنّ كسرة الخُبز هذِهِ عِبارة عَنِ عجل ، كيلات دقيق ، كُلَّ هذا على ثلاثة أشخاص ، أب كريم مُحِب ، عِنده روح عطاء لاَ يُمسِك هكذا الأب ، لكِن لمّا يكون بخيل على أولاده ، إِذن فِى حاجة خطأ ، لأنّ الأب مَعَ أولاده لازِم يكون سخِى ، وَنحنُ أيضاً مَعَ أولادنا الروحيين يجِب أنْ نكون أسخياء فِى العطاء ، فِى عطاء الجسد ، عطاء الطاقة ، عطاء الحُب ، عطاء البذل ، لِذلِك الإِنجيل فِى رِسالة العبرانيين يقول [ لاَ تنسوا إِضافِة الغُرباء التّى بِها أضاف أُناس ملائِكة وَهُمْ لاَ يدرون ] ، يقصِد بِذلِك أبونا إِبراهيم وَعِندما أراد الله أنْ يحرِق وَيُهلِك سدوم وَعمورة قال[ هَلْ أُخفِى عَنْ إِبراهيم ما أنا فاعِلهُ ] ، وَبدأ يتكلّم معهُ ، وَيرُدّ عليهِ إِبراهيم وَيقول[ أديَّان كُلّ الأرضِ لاَ يصنعُ عدلاً ] ، بدأ إِبراهيم يحزن ، لِماذا ؟ أنت غير ساكِن فِى سدوم وَعمورة ، فكان مُمكِن الله يقول هاهلِكها ، فإِبراهيم يوافِق ، لكِن هو أقام نَفْسَه مُحامِى عنها ، وَرُبّما هُو لاَ يعرِفها وَيعرِف أنّها تستحِق ، لأنّ خطاياها عظيمة ، الأُبوّة تُعطِى الإِنسان حنو ، ترفُقّ مُمكِن أجِد ظروف عِند شخص كان ولد أو بِنت مُتعِب جِداً فِى الخِدمة ، الواجِب أنْ لاَ أقسوا عليهُم لأنِّى عارِف ظروفها وَبيتها ، وَأنا أدرى بِهُم ، فإِنْ كان البيت على هذا الوضع وَبِمقدار هذِهِ الشقاوة فقط فهذا جيِّد جِداً هكذا صنع أبونا إِبراهيم وَهُو يعلِم نقائِصهُم ، لأنّ أبونا إِبراهيم رجُل تقِى وَبار وَ يعتقِد أنّ النّاس كُلّها أبرار ، لِدرجِة أنّهُ قال لربِنا رقم لاَ يُمكِن حد يفلِت أبداً ، قاله لو فيها 50ألاَ تصرِف غضبك !! وَربِنا عاوِز يقول لهُ إِنت طيّب جِداً يا إِبراهيم الإِنسان البار يشعُر أنّ مَنَ حوله أبرار ، وَالشّرير يشعُر أنّ حتّى الأبرار أشرار ، فِى الكنيسة لو شعرت أنّ كُلّ النّاس قديسين إِذن أنا ذُقت المسيح ، لكِن لو إِنتقيت عيوب النّاس إِذن أمامِى وقت طويل حتّى أصِل ، أنا مرآه لِمَنَ حولِى ، بحسب ما أنا أفكّر أرى الآخرين ، وَأبونا إِبراهيم لأنّه رجُل بار ظلّ ينزِل مَعَ ربِنا مِنَ 50 لغاية 10 ، ما هذا الّذى يحدُث ؟ أُبوّة ، شفاعة لِذلِك كنيستنا القبطيّةالأُرثوذوكسيّة تُحِب جِداً لقب الكاهِن ، إِنّهُ أب ، Father ، لاَ يقول أحد لأبونا يا حضرِة القس ، لأ بل أبونا يوحنا ، أبونا داوُد ، الأُبوّة كجُملة أوْ عِبارة هى أقرب للقلب ، نحنُ لاَ نتعامل مَعَ ألقاب أوْ مناصِب ، نحنُ نتعامل مَعَ أُبوّة حانية ، هذِهِ هى كنيستنا ، كنيسة قلب مُفعّم بِحُب الله الّذى يفيض على الآخرين بِحُب ، وَخِدمتنا هل فيها اُبوّة وَحُب ؟! أم خِدمة شكليّة وَجافّة ؟ هل الّذى يتعامل معنا يلمس الأُبوّة وَالحُب وَيراها بوضوح أم لاَ ؟ نُقطة مُهِمّة جِداً أنْ نشعُر بأنين الّذين حولنا ، وَنكون إِيجابيين فِى محبِتنا لهُم ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ إِنْ كُنّا لاَ نرضى أنْ نُعطيكُم إِنجيل المسيح فقط ، لاَ بل أنْ نُعطيكُم أنفُسَنَا ] ، أُريد أنْ أُعطِى لكُم نَفْسَى ، [ ما مِنَ شىء مِنَ الفوائِد وَ إِلاّ أخبرتكُم بِهِ ] ، هل يُعقل أنْ أُخفِى عنكُم فايدة وَأنتُم أولادِى ؟ صدّقونِى لو خدمنا خِدمة فيها روح لن نشتكِى مِنَ عدم إِنتظام الأولاد ، لن نشتكِى أنّ هُناك جيل موجود لاَ يُحِب الكنيسة ، مَنَ هى الكنيسة ؟ الكنيسة ليست صور وَحِجارة ، الكنيسة نحنُ وَأنتُم الحِجارة الحيّة ، لو عِشتُم أنتُم الكنيسة لصارت الكنيسة تجرِى فِى دم أولادِها ، وَلو نظروُكُم وَأنتُم مُسبِّحين وَمُرنِّمين وَعاشقين لكنيستكُم ، يُظهِر أولادكُم لهُم عِشق للكنيسة ، وَالعكس لو نظروا جفاء وَقسّوة وَجُمود وَنِفوس جامِدة ليس بِها صلاح ، يظهر أولاد صورة لنا بالضبط ، لِذلِك أحبائِى فِى خِدمِة الأُبوّة الإِنسان يكون لهُ قلب مُتسِّع ، يِإن لأولاده مرّة واحِد مِنَ الأباء الأساقِفة المُتنيحيين مِنَ 10 – 15 سنة كان إِسمه الأنبا مكسيموس مُطران القليوبيّة ، وَذهب لهُ شاب يقول لهُ أنا مُتزوِّج حديثاً وَزوجتِى غاضِبة وَبيتِى سيُخرب وَذلِك لأنِّى بِدون عمل ، فسألهُ سيِّدنا : وَأنت فِى أىّ مجال تعمل ؟ فقال لهُ فِى أشياء عديدة ، وَلكِن المُتمكِّن فيها هى السِواقة ، فأحضر سيِّدنا أحد أولاده فِى المُطرانيّة وَطلب مِنهُ أنْ يُغيِّر فِى اليوم التالِى أوراق سيّارِة سيِّدنا المرسيدس إِلَى سيّارة تاكسِى أُجرة ، فرّد الخادِم صعب ياسيِّدنا ، قال لهُ ياأبنِى أنا لاَأحتاج إِليها ، وَعِندما أُريد أنْ أذهب إِلَى مكان عشرين شخص يوصّلنِى ، لكِن هذا الرجُل بيته سيُغلق ، إِسمع الكلام ، وَفِعلاً ذهب وَغيّر السيّارة مِنَ مرسيدس إِلَى أُجرة ، قلب أب لاَ يحتمِل أنْ يرى إِبنه فيِهِ ضعف ، فِى حُب لدينا ؟ نعم ، لكِن حُب بحدود ، فِى حين الحُب الّذى بحسب قلب الله حُب ليس لهُ حدود الله ينيِّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل نقرأ لهُ كِتاب إِسمه ( الأُبوّة المُستمِرّة ) ، ما هى هذِهِ الأُبوّة ؟ أُبوّة بمعنى الكلِمة ، نشعُر فيها أنّهُ أب ، راعِى ، سند لأولاده وَشفيع يُقدِّم عنهُم صلوات وَأنين ، يربُطه بِهُم عاطِفة روحيّة أقوى مِنَ العاطِفة الجسديّة هل لنا صلوات عَنِ أولادنا أم لاَ ؟ إِذا أردت أنْ تعرِف مقياس الحُب الّذى تُحِبّه لأولادك وَهل هى محبّة بحسب قلب الله ؟ إِسأل نَفْسَكَ سؤال واحِد هل تُصلّى مِنَ أجلُهُم ؟ أُترُك المظاهِر ، فعِندما تُقابِل الولد أوْ البِنت نتحايِل وَنراضِى وَنقبِلّ ، كُلَّ ذلِك مقبول ،وَلكِن المُهِم هل تُصلّى مِنَ أجلُهُم وَمِنَ أجل ضعفاتهُم ؟ هذا هُو الحُب الّذى بحسب قلب الله ، وَهذِهِ هى الأُبوّة الروحيّة لكِن القُبلات مِنَ الخادِمات وَالخُدّام إِلَى المخدومين وَالرعاية وَالحنو هذِهِ هى مشاعِر طبيعيّة وَليست مشاعِر روحيّة ، وَمُمكِن هذِهِ الأفعال تُغذِّى الذات البشريّة على إِعتبار أنّ الأولاد أحبّوا شخص الخادِم وَأرتبطوا بِه ، لكِنّها ليست أفعال لحساب الله وَ لاَ لحساب ملكوته السماوِى وَ لاَ لحساب مملكته ، هذا لحساب مملكتِى أنا الشخصيّة ، لكِن لو أنا أئِن مِنَ أجلُهُم أمام الله ، إِذنْ هذا هُو الحُب الّذى بحسب قلب الله ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ نُحضِر كُلَّ إِنسان كامِلاً للمسيح يسوع ] أنين ، حُب ، الله ينيِّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل مُمكِن إِذا وجد إِبنة تعمل الخطيّة وَأخلاقها لاَ تليق ، لِكى يحتضِنها كان مُمكِن يجعلها تمكُث عِنده فِى منزِلُه أيّام وَأسابيع وَشهور ، لِدرجِة أنّهُ كان هُناك بِنت موجودة عِنده فِى منزِلُه وَلها عِلاقة بشاب غير مؤمِن ، وَأثناء وجودها فِى منزِلُه كانت تتصِل بِهِ مِنَ تليفون أبونا وَهُو لاَ يعرِف ، فأنا أُريد أنْ أقول حتّى وَلو كانِت النوعيّة التّى أمامنا مُتعِبة أوْ قاسية ، لازِم أكون أب ، فالأُبوّة لاَ تتجزّأ مثلما فعل ربِنا يسوع المسيح فِى مثل الإِبن الضال ، نرى ماذا فعل الإِبن ؟ وَ ما الّذى فعلهُ الأب ؟ الإِبن : لو تكرّمت إِجعلنِى كأحد أُجرائِك 0 الأب : وقع على عُنُقه وَقبّلهُ ، وَقال إِلبِسوه الحُلّة الأُولى وَخاتِم فِى يدِهِ ، وَأذبحو العِجل المُسَمَّنَ ، إِبنِى هذا كان ميّتاً فعاش ، إِنّهُ فرح فِى السماء 0 الإِبن : لو تكرّمت إِجعلنِى عبدك عِندك 0 الأب : لاَ أنت أعظم مِنَ العبد ، أنت الأب لَمْ يُعاتبه أوْ يلومه بِكلِمه رغم أنّهُ يستحِق العِتاب وَيستحِق الطرد وَليس فقط العِتاب ، لكِن أُبوّته تشمل لو أردنا أنْ نتعلّم الأُبوّة التّى تشمل ننظُر إِلَى محبّة الله لنا وَكيف تشملنا وَصابِر علينا ، وَرغم كُلَّ خطايانا نقول لهُ ( يا أبانا الّذى فِى السموات 000) ، قَدْ عرفنا محبّة أبونا إِبراهيم ، اُبوّته ، شفاعة صاحِب الميثاق مَعَ البشريّة ، وَمُعاملته للوط وَإِستضافتهُ للغُرباء 0 2/ أبونا إِسحق – الطاعة :- أبونا إِسحق مِنَ أكثر الحاجات التّى نعرِفها عنهُ أنّهُ مُطيع ، لِدرجِة أنّهُ صار رمز لِربِنا يسوع المسيح الّذى أطاع حتّى الموت موت الصليب ظهرت هذِهِ الطاعة فِى أشياء عديدة ، فهو أطاع ليس فقط فِى أمر تقديم نَفْسَه ذبيحة ، بل وَ أيضاً فِى أمر خاص جِداً مِنَ أُمور حياته الخاصّة ، فعِندما أراد أبونا إِبراهيم تزويجه ، وَقال أنا موجود فِى أرض غريبة وَ لاَ أُريد بِنت مِنَ بنات هذِهِ البلد ، وَأراد بِنت تقيّة وَتعرِف الله ، فأرسل لِيعازر الدمشقِى لِكى يذهب وَيخطُب لهُ واحدة مِنَ بنات الله ، فبدأ لِيعازر الدمشقِى يُصلّى إِلَى الله وَيقول أنت يسِرّ لعبدك الأمر ، وَقال لِربِنا علامة أأخُذها منك التّى أطلُب مِنها أنْ تسقينِى فتسقينِى أنا وَ جِمالِى تكون هى البِنت التّى أأخُذها لسيِّدى إِسحق وَتقابل مَعَ رِفقة وَطلب مِنها ، وَسقتهُ هُو وَجِماله ، وَعرضت عليه أنْ يذهب إِلَى منزلهُم لأنّ لديهُم تِبن وَعلف وَمكان للجِمال ، وَكان تجرِى أمامه أُمور فعرِف أنّها مِنَ الله ، وَهُنا لِيعازر الدمشقِى كان موكلّ بأمر خاص جِداً أمر زواج وَإِرتباط لإِسحق ، وَما رأيكُم فِى هذِهِ التّى أحضرها لإِسحق ؟ وَالمفروض أنّهُ يرضى بِها دون أنْ يراها وَلاَ يليق أنْ ترجع ، فهُم الّذين إِختاروا وَهذِهِ هى التّى مِنَ الله ، هذِهِ الطاعة ، طاعة عجيبة طاعة تُعطيه أنْ يكون إِنسان خاضِع لمشيئة الّذين حوله ، - طاعة - ، طاعة تجعلة إِنسان يشعُر أنّهُ يتعامل مَعَ كُلَّ الأُمور على أنّها مِنَ يد الله ، هذا هُو القلب الّذى يشعُر بِمحبّة ربِنا ، وَأنّ الله يقوده فِى كُلَّ حياته ، طاعة بحسب قلب الله ، طاعة حقيقيّة ، عِندما يكون لدى الإِنسان إِيمان وَتسليم نأخُذ مِنهُ هذِهِ الطاعة السِنكسار يقول أنّ أبونا إِسحق لحظِة لمّا قُدِّم على المذبح مَعَ أبونا إِبراهيم كان عُمره حوالِى 36 أوْ 37 سنة أحد الآباء يقول أنّ[ الطاعة هى عدم تمييز وَلكِن وفرة مِنَ التمييز ] ، أىّ أنّ أبونا إِسحق أطاع أنْ يموت ، وَهذا ليس عدم تمييز وَلكِن وفرة مِنَ التمييز ، لأنّهُ واثِق فِى عمل الله ، إِنْ أردت أنْ أموت يارب فأموت ، وَأبونا إِبراهيم لمّا كان ذاهِب بإِسحق قال للغُلامان نذهب وَنرجِع إِليكُما ، عِنده إِحساس أنّهُ سيرجع معهُ ، لاَ يعرِف كيف وَلكِن سنرجع !وَلمّا ذهبوا قال لهُ إِسحق ياأبِى هوذا الحطب وَالسكّين وَالنّار ، أين الخروف ؟ فقال لهُ الله الّذى أمرنا أنْ نذهب وَنسجُد هُو يرى حملاً للمُحرقة أبونا إِسحق عدم تمييز مِنهُ أنْ يأخُذ رِفقة ، لكِن أمر يحمِل وفرة مِنَ التمييز ، مُمكِن القديس يحنِس القصير لمّا يأخُذ خشبة علشان يسقيها لتصير شجرة أمر فيِهِ عدم تمييز ، وَلكِن وفرة مِنَ التمييز نواجِه فِى جيلنا أُناس عِندها تمرُّد ، عِناد ، عصيان ، الطاعة بالنسبة لهُم أمر خيالِى ، كيف أطيع هكذا ؟ ناقشنِى ، إِقنعنِى وَيُقال أنّ الشىء الّذى زعزع مُلك شاول هُو عصيانه لصوت الله على فم صموئيل النبِى ، ربِنا قال تدخُل حرب وَالغنائِم التّى تأخُذها فِى أشياء لك وَالأُخرى تُقدِّم لربِنا ، لكِن شاول خالف الأمر وَأخذ لِنَفْسَه أشياء مِنَ التّى لله ، وَلِكى يُسكِّت ضميره كان يأخُذ مِنها وَيُقدِّم ذبائِح لربِنا ، فجاء صموئيل وَقال لهُ ما الّذى فعلت ؟ فقال لهُ لَمْ أُخطىء ، أنت قُلت لِى خُذ الغنيمة وَأنا قدّمت مِنها ذبائِح [ هوذا الرّبّ قَدْ رفضك ، هوذا الإِستماع أفضل مِنَ تقديم الذبائِح وَالإِصغاء أفضل مِنَ لحم الكِباش لأنّ التمرُّد كالعرافة ] الإِنسان المُتمرِّد الّذى ليس لديهِ طاعة كأنّهُ يعمل مِثل العرّافين ، كُلَّ كلِمة يقول إِقنعنِى ، أحد الأباء فِى أمريكا قالِى الأولاد عِندنا كُلَّ شىء تقول إِقنعنِى ، لاَ توجد عِندهُم طاعة وَ لاَ يسمعوا عنها أبداً ، لِدرجِة أنّ واحِد منهُم يقول لهُ إِقنعنِى أنّ هذا المذبح وَهذا هُو الجسد وَالدم ، كيف أقنعهُم ؟ وَالرّوح القُدس هُو الّذى يُحوّلهُم إِذا كان الرّوح القُدس يُطيع الكاهِن ، يقول الكاهِن للرّوح يحِل إِنسان مِنَ الخطيّة ، فيفعل ، وَ أيضاً يقول للرّوح القُدس لِيُقدِّس القرابين [ نسألك أيُّها الرّبّ إِلهنا نحنُ عبيدك الخُطاة غير المُستحقين ، إِظهر وجهك على هذا الخُبز ، ليحِل روحك القُدّوس علينا وَعلى هذِهِ القرابين وَيُنقِلها وَيُقدِّسها وَيُظهِرها وَيُظهِرها قُدساً لقديسيك ] لِكى يكون الخُبز هُو جسدك المُقدّس وَالدم هُو دمك الكريم ، ما الّذى يحدُث هُنا ؟ الرّوح القُدس يُطيع الكاهِن ، فإِذا كان الرّوح يُطيع الكاهِن ألا نُطيع نحنُ !! أمر صعب ، تخيّلوا أنّ الروح القُدس يُطيع الإِنسان ، فكم يليق بالإِنسان أنْ يفعل ؟ لِذلِك الخادِم طاعة ، نرى إِحتياج الخِدمة وَنصنعه ، كلِمة ( حاضِر ) تُريح وَتبنِى ، لأنّ إِقنعنِى وَأقنعك مُمكِن تخسّرنا بركات عديدة 0 3/ أبونا يعقوب – الجِهاد :- الجِهاد هُو إِستجابة لدعوة الله ، حياة أبونا يعقوب جِهاد مُنذُ يوم ميلاده مِنَ وَهُو فِى بطن أُمّه وَهُو يُجاهِد ، وَرأينا قمّة جِهاده عِندما صارع مَعَ الله فِى صورة ملاك ، حينما قال لهُ[ لن أُطلِقك إِنْ لَمْ تُباركنِى ] ، لِدرجِة أنّ الإِنجيل يقول أنّ الملاك لَمْ يقوى عليه فضربهُ فِى حُقِهِ ، وَكأنّ الله جعل نَفْسَه مغلوباً لنا ، مثلما يقول القديس أُوغسطينوس[ تحنّنُك غلبك وَتجسّدت ] ، إِذا أنت صارعت معِى سوف أتغلِب لك مِثل الأب الّذى يلعب مَعَ إِبنه ليُظهِر مَنَ فيهُما يديهِ أقوى ، وَيظِل الأب وَيُحاوِل مَعَ إِبنِهِ وَكأنّهُ مغلوب ، وَيُعطيه كلِمات تشجيعيّة ، إِنت قوِى ، شاطِر ، وَالله أيضاً يسمح أنْ يتغلِب لنا أمام جِهادنا ، مثلما قال الله ليعقوب [ لاَ يُدعى إِسمُك فِى ما بعدُ يعقوب بل إِسرائيل 0 لأنّك جاهدت مَعَ الله وَالنّاس وَقَدَرْتَ ] الخادِم مُجاهِد لهُ صِراع مَعَ الله ، واحد مِنَ القديسين يقول[ ليتنا نُكلِّم الله عَنِ أولادنا أكثر ممّا نُكلِّم أولادنا عَنِ الله ] ، الخادِم يوصلّ الله للنّاس وَالنّاس لله ، يُقدِّمهُم لهُ وَ يُقدِّمهُ لهُم ، مُجاهِد ، فِى جهاد فِى حياة الخادِم نرى أبونا يعقوب ، قبلما يُقابِل أخيهِ عيسو ظلّ يُصلّى وَيُجاهِد وَيُصارِع ، وَأرسل لهُ هدايا كثيرة كعربون محبّة ، وَعِندما رأهُ مِنَ بعيد ظلّ يسجُد وَ يقوم ، سبع مرّات ، إِنسان مُجاهِد فِى حياته لاَ يأخُذ الأُمور ببساطة نحنُ ياأحبائِى نحتاج نأخُذ بركات كثيرة بِدون جِهاد ، حتّى أصوامنا فِى تراخِى ، نطلُب راحة وَكأنّنا نُريد مسيح بِدون صليب ، بِدون جُلجُثة ، بِدون بُستان جثسيمانِى ، مِنَ غير ألم ، إِعطوا لنا مسيح يُعطِى لنا راحة بإِستمرار ، خِدمة بِلاَ تعب ، فضائِل بِدون جِهاد لاَ توجد فضائِل بِدون جِهاد ، يعقوب صارع وغلب حتّى طلوع الفجر ، أىّ أنّهُ صارع حتّى أخر نسمة مِنَ الليل ، هذا هُو الجِهاد ، لنا جِهاد مَعَ الله ، لِماذا حياتنا فقيرة بالفضائِل ؟ نبحث فِى أنفُسنا وَنضع أيدينا على الخطر ، لِماذا تخلوا حياتنا مِنَ الفضائِل ؟ لأنّهُ لاَ توجد محبّة ، بذل ، عطاء ، عِفّة ، قداسة ، بِر ، جِهاد ، تسمع عَنِ ناس تقول صلاة( أبانا الّذى فِى السموات 00) وَهى على السرير ، وَبعد ذلِك نشتكِى مِنَ السقطات وَحروب العالم وَمِنَ الضغوط ، أحد الأباء يقول [ إِعلم ياإِبنِى أنّ الرخاوة لاَ تمسِك صيداً ] ،و [ العامِل بيد رخوة يفتقِر ] ، [ إِخبرنِى عَنِ بطّال جمع مالاً ] ( البطّال = ماله ينتهِى ) ، وَيجِب أنْ يجمع مِنَ جديد ، الحياة المسيحيّة بحسب تعبير القديسين هى أنْ نجمع زيتاً فِى أنيتنا ، وَالزيت يحتاج إِلَى جِهاد يعقوب جاهِد حتّى مَعَ لابان خاله لِكى يأخُذ راحيل وَعمل بِها 14 سنة ، لِدرجِة أنّ خاله يقول لهُ يوم أتيت لِى كُنت صغير وَاليوم خارِج معك ثروة كبيرة ، فردّ عليهِ يعقوب وَقال [ كُنتُ فِى النَّهار يأكُلنِى الحرُّ وَ فِى الَّليل الجليدُ ] ، أنا غنمُة 00 غنمُة كُنت أرعاها لأولادك ، كُنت اسهر وَأتعب ، وَفِى نَفْسَ الوقت أعلن الفضل لله حينما قال[ صغير أنا يارب على جميع ألطافك وَجميع الأمانة التّى صنعت مَعَ عبدك ] 0حقاً أنا أتيت بِمُفردِى وَاليوم خارِج معِى 12 إِبن وَآلاف غنم وَبقر وَزوجات وَ عبيد ، وَكان فِى البِداية معهُ عصا فقط حياتنا الداخِليّة محتاجة جِهاد ، محتاجين سواعِدنا تشتّد بعض الشىء ، نُقوّم الرُكب المُسترخية ، نُشدِّد اليد حينما نقوم للصلاة ، الصلاة تكون صلاة حقاً ، وَالقُدّاس نذهب إِليه مُبكِراً ، وَنرفع قلوبنا لله بِكُلَّ جديّة وَنشاط ، وَوقت السِجود نسجُد ، وَوقت التضرُّع نتضرّع ، أمر مُهِم جِداً الجِهاد فِى حياتنا ، أبونا يعقوب كان مُجاهِد 0 4- أبونا يوسِف – الألم وَ المجد بالطبع كُلُنا نعرِف أنّ حياة يوسِف لَمْ تكُن سهلة وَلَمْ يأخُذ فِى حياته شىء بِدون جِهاد لكِن كُلَّ هذا كان بسماح مِنَ الله وَبيع كعبد ،وَنُلاحِظ أنّ يوسِف يُمثِل ربِنا يسوع المسيح0 1- يوسف إتباع كعبد والسيد المسيح جاء وَأخذ شكل العبد ( إِنسان ) 2- يوسف الإِبن المحبوب لدى أبيه والسيد المسيح هُو الإِبن الوحيد لأبيهِ 3- يوسف صاحِب القميص المُلّون الكنيسة تُمثِلّ ذلِك القميص بِمواهِب الرّوح وَالكنيسة مُزّينة بِها 4- يوسف أبغضهُ إِخوتهُ و ربنا يسوع قال أبغضونِى 5- أُلقى فِى السِجن 6- يوسف جُرِّد مِنَ ثيابه والسيد المسيح إِقتسموا ثيابِى وَعلى لُباسِى إِقترعوا 7- يوسف فِى السِجن أحاط بِهِ مسجونان والسيد المسيح أحاط بِهِ لصّان 8- يوسف تزوّج أُممية إِسمها ( أسينات ) والسيِّد المسيح بسط يديهِ على الصليب لِكى يأخُذ اليهودِى وَالأُممِى 9- لاَ يوجد مجد بِدون ألم ، فِى كُلَّ قصّة حياته لَمْ يتذّمر وَلَمْ يشتكِى ، وَهُو فِى عُمق أعماق السِجن لَمْ يشتكِى ، وَهُو يُباع لَمْ يتذّمر ، وَهُو فِى منصِبه العالِى لَمْ يطلُب مِنَ إِخوته إِنتقام منهُم ، إِذن أين الألم فِى حياتنا ؟ ما الّذى نحتمِله ؟ ليس فقط الإِحتمال ، لقد أصبحت حياتنا كُلّها تذمُّر على كُلَّ شىء ، وَإِذا أرسل الله لنا تجرُبة يجِب أنْ نحتمِل وَنشكُر وَنصبِر ، وَنعلم أنّ كُلَّ شىء بِسماح مِنَ الله واحِد مِنَ القديسين مرّة سأل أولاده مَنَ الّذى باع يوسِف ؟ أجابوه إِخوته ، ردّ لاَ ، أجابوه الغيرة ، ردّ لاَ ، قال لهُم الله هُو الّذى باع يوسِف ، سماح الله ، إِرادة الله ، يجِب أنْ نشعُر أنّ حياتنا إِذا كان فيها ألم هُو مِنَ يد الله ، مَنَ منّا كان عِنده ألم وَشعر أنّ الله هُو الّذى صنع معهُ هكذا ، [ أنتُم أردتُم بِى شراً وَلكِن الرّبّ أراد لِى خيراً ] مُعلّمِنا داوُد النبِى يقول [ خير لِى أنّك أذللتنِى ] ، الّذى أذلّ داوُد النبِى الله وَليس شاول ، وَإِنْ كان الله قَدْ قاد شاول لإِزلال داوُد وَذلِك بِسماح مِنَ الله ، لابُد أنْ نشعُر أنّ حياتنا مِنَ الله وَنقبل الألم فِى خدمِتنا وَنُصِر أنْ يكون فيها ألم لِكى يكون فيها مجد أين الألم الّذى نتألّمهُ فِى الخِدمة ؟ مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ وُهِب لكُم لاَ أنْ تؤمِنوا بِهِ فقط ، لاَ بل أنْ تتألّموا أيضاً مِنَ أجلهِ ] ، عِندما يأتِى الأولاد إِلَى الأُسرة وَنُعطيهُم الدرس وَالترنيمة ، أين الألم هُنا ؟ لكِن نرى بولس الرسول يقول [ فِى أسهار ، فِى ضربات ، فِى سجون ،00] ، فِى كورنثوس الثانية سجل آلامات بولس ، لِكى نعرِف أنّنا إِلَى الأن لَمْ نخدِم ، نحنُ نكرِز للمسيحيين الأتقياء فقط وَ نعتقِد أنّنا نتعب ، مِنَ فينا عِنده إِستعداد للتعب ؟ نشتكِى مِنَ عدم إِنتظام الخُدّام ، وَهُمْ يشتكون لأنّ ظروف منعتهُم ، وَإِنْ حضروا وَتكلّمنا معهُم فِى أمرٍ ما يتذّمروا وَيشتكوا ، وَإِنْ إِعتذرت خادِمة لها 100 عُذر تقوله ، وَآخرون لاَ يعملون لأنّ مَنَ حولهُم لاَ يعملوا هُم أيضاً ، فنكون مثلهُم ، مَنَ مِنّا عِنده إِستعداد يقول [ مِنَ أجلك نُمات النّهار كُلّه ] لابُد أنْ أتعب وَأعمل وَأفتقِد وَأُحضِر أولاد ، خِدمِة تعب ، فِى كنيسة العذراء محرم بك كان الله ينيّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل عِنده عجلة ، وَأثناء الكلِمة الإِفتِتاحيّة كان ينظُر إِلَى أُسرته وَيرى مَنَ الّذى لَمْ يحضر وَيذهب على العجلة يُحضِره وَيأتِى ، - قلب نار - ، وَنحنُ نقول مَنَ يحضر يحضر وَالعكس ، هذِهِ ليست خِدمِة ألم ، ما أجمل الخادِم الّذى يسعى للأعمال التّى بِها تعب وَ التّى بِها مشقّة وَإِتضاع وَبذل ، [ إِنْ كُنّ نتألّم معهُ لِكى نتمجّد أيضاً معهُ ] ، [ عالِمين أنّ آلام الزمان الحاضِر تُنشِىء لنا ثِقل مجد أبدِى ] ، فِى مجد ينتظِرنا ، وَكُلَّ أتعاب خِدمِتنا ربِنا يحسِبها لِنا فِى قصّة الراهِب الّذى كان عين المياه بعيدة عَنِ القلاية ، وَأراد أنْ يُقرِّب القلاية مِنَ عين الماء ، وَأثناء ذلِك وجد الملاك يسير ورائهُ ، فقال لهُ ماذا تفعل ؟ ردّ عليهِ قائِلاً كُنت أحسِب لك الخطوات التّى كُنتُ تمشيها كُلَّ ليلة وَأحسِب لك التعب ، فقال إِذنْ لن أُقرِّب القلاية مِنَ عين الماء إِذا كان الوضع هكذا ، سوف أبعِدها أكثر كُلَّ جِهاد لنا يُحسب لنا ، الإِنجيل يؤكِد أنّ [ كأس ماء بارِد لاَ يضيع أجره ] ، ما الّذى نُريده أكثر مِنَ هذا ؟ وعد مِنَ الإِنجيل ، كُلَّ عمل نعمِلهُ محسوب لِنا ، إِذن هيا بِنا نتعب وَنُزوِّد تعبنا وَنترُك الخِدمة التّى براحة ، فهى مرفوضة أمام الله ربِنا يُعطينا وَيُثبِّت كلِماته وَيجعلها أنْ تكون حياة لنا وَيُكمِلّ نقائِصنا وَيسنِد كُلَّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل