المقالات

04 ديسمبر 2022

ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية

انجيل هذا الصباح المبارك احبائى فصل من بشارة معلمنا مار مرقص بيتكلم عن الشاب الغني بينما كان السيد المسيح خارج على الطريق..قابل شاب لبسة أنيق وشكلة وسيم..جرى وسجد امام الرب يسوع ((جسى على ركبتية )) وسأل الرب يسوع ايها المعلم الصالح ماذا أعمل لارث الحياه الابديه... سؤال جميل.. سؤال مفرح ..كل حاجه عملها الشاب ده جميله.كونة يتخلى عن وقارة ومظهرة ويجري وبعد مايجرى يسجد !و يكلم ربنا يسوع المسيح يقول له ايها المعلم الصالح ده اقرار منه اقرار جميل جدا كان في العرف اليهودى الذى يقول لة انت المعلم كانه بيعترف انه تلميذ من تلاميذة..وكانة عايز يقول له اعتبرني تلميذ من تلاميذك هاقول لك يا معلم بس ما قالوش معلم بس ..قال له معلم صالح .الشاب جرى وسجد وقال لة يا معلم يعنى تعتبرنى واحد من تلاميذك.. مش بس معلم وصالح... لدرجه ان ربنا يسوع المسيح ترك سؤال ماذا اعمل لارث الحياه الابديه وركزة على كلمه صالح... قال له يسوع لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد وهو اللة ....وكأن عايز يقول له انت بتقر ان اللة ؟! انت وصلت لهذه الدرجه من الايمان؟! انك جاي تسجد لي وتقول انى معلم صالح؟! في الحقيقه في الترجمه العربيه الامر صعب شويه فهمو لانه كلمه صالح تقال على اي شئ... لكن في الترجمه اليونانيه اليونانى دى لغة غنية ..و كلمه صالح فى اليونانى لها عدت معانى ممكن رجل طيب يتقال عنه صالح ...لكن بمعنى...ممكن رجل خير يتقال عنة صالح وممكن رجل يسامح فى حقة يتقال عنه صالح... صالح دى اللي الكنيسه بتقولها اللي هي آغاثو...ودى بمعنى لا مجرد واحد طيب ولا مجرد واحد خير ولا مجرد احد يهينوا ويغفرلوا.....المعنى هنا ان الصالح االذى لا يتوقف عن اللي قدامه هي دي كلمه صالح الذى قالها الشاب الغنى الصلاح الالاهى الذى يشرق شمسه على الابرار والأطهار الصلاح الالهى الذى يعطى ا دون ان ياخذ الصلاح الاهى اللي مش يسامح اللي لى عنده اللي يسامح اللي لى ضدة دي كلمه صالح هنا...عشان كده .ربنا يسوع المسيح عندما سمع منه انة يدعوة بالصلاح الذى يخص الله ...سالة يسوع لماذا تدعونى بالصالح..ليس احد صالح الا اللة ...وبكلامك بتقر اننى اللة ...وهذة شهادة جميلة جدا كان يحب الرب يسوع ان يسمعها ....لكى يشاهد هل الناس متلامسة مع تدبيرة الإلهى حسين بية..هو مين ....وعندما جمع تلاميذه في قيصريه فيلبس.. قال لهم ماذا يقول الناس اني انا؟ هو مش مجرد عايز يسمع انهم يقولوا.عنة طيب او كويس او انسان اخلاقك كويسه....لا كان يريد أن يسمع انة هو اللة ...بالنسبه لاهتمام ربنا يسوع المسيح ان يشعر ان الناس شاعرين بالرساله بتاعتة... ان هو الله الظاهر في الجسدفقال لة ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية...الشاب الغنى كان فى أشياء جميلة ...جرى امام يسوع ولم يرد ان تفوتة الفرصة للذهاب الى الرب يسوع ..وسالة سؤال رائع ...ماذا اعمل يارب لارث الحياه الابديه عاوز اضمن الحياه الابديه اعمل ايه؟! قال لة يسوع.. انت تعرف الوصايا وكانة عاوز يقول له. سؤالك اجابتة عندك كتير احبائى ..نسأل أسئلة كتير واجباتها بتكون عندنا؟!كلمة ربنا جوانا مخزونة جوانا ...لو حبيت اسئل ضميرى الصح من الغلط .....الاقى الصح معلن...بس انا اللى مابحبش او انا اللى مااقدرش او انا اللى بكسل...قال لة يسوع الوصايا... انت تعرف الوصايا وفجأة ربنا يسوع المسيح لم يكلمة على اول وصية وكأنة بيقول هذة الوصية تنقصك الشاب ...وهى أنك تحب الرب الهك من كل قلبك وكل فكرك تكلم عن الوصايا اللي بعد كده لا تقتل لا تزنى لا تسرق لا تشهد بالزور لا تظلم اكرم اباك وامك فقال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ...فنظر اليه يسوع واحبة....نظر لة يسوع نظرة مملوءة حب ..مملوءة جاذبية..مملوءة جاذبية...نظر لة نظرة يستعطف بها قلبة... عايز يقول له سيبك من اللي انت حافظه وقال لهم اتريد ان تكون كاملا؟! يعوزك شيء واحد اذهب بيع كل مالك واعطيه للمساكين... فتربح كنزا في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب... سمع الكلام ده اتصدم اجابه غير متوقعه تماما... كل ما لك ؟!ورجل غني ؟!ما كنتش افتكر منك الرد دة يا رب يسوع...كان ممكن تقولى اعطى المكتوب في الوصايا (العشور) ربما يكون الشاب الغني ده بيعمل كده بس الشاب اتصدم لما اتصدم من كتر رغبه واشتياق الولد انة يبقى ضامن للحياة الأبدية..فاغتم زعل وحزن وهذا يدل على صدق مشاعر هذا الشاب... كان ممكن يسخر بيه ويقول لة كلامك مش مقبول....لكن اغتم دى فى الترجمه اليوناني يقولك اغتم وخزيا ورجع..ومضى حزينا..لانة كان ذا أموال كثيرة... (لانة عندما تزيد الأموال لدى الإنسان تتسلط علية اكتر وتمتلكة اكتر )وهذا هو نفس الشئ الذى حزن الشاب الغنى لانة كان ذا أموال كثيرة...يسوع المسيح حب يحول الدرس لدرس عام مش مجرد شخص ومضى.....الشاب مضى حزيننا . فنظر يسوع لتلاميذه وقال لهما مااعثر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله فخاف التلاميذ من الكلام فاجابهم يسوع ايضا وقال ما اعثر دخول المتكلين على الاموال الى ملكوت اللة بدأ يوضح اكثر مش بس المال لاتكال على المال ..مرور جمل من ثقب ابره ايصر من ان يدخل غنى الى ملكوت الله...وكلمة ثقب ابره هنا تحتاج إلى تفسير اوضح... لان ممكن احنا نكون فاكرين ثقب ابره..ابره الخياطه لا .... انما المدن قديما كان لها أبواب فكانت الابواب تظل مفتوحه للغروب ..ولان كان يوجد اعتداءات وعدم امان.فكانت البلد لها صور و لها ابواب ..وعندما ياتى الغروب يقفلوا الابواب...ولأجل بعض حالات استثنائيه... دخول فراد وطلوع افراد... حاجات بسيطه للطوارئ... كان يوجد ابواب صغيره جدا يا دوب تعدي فرد منحنى.... ده الباب الصغير ده اسمه ثقب ابره...فاذا شخص اتى بجمال محملة..يقول له خلاص الباب اتقفل لابد من أن تقيم هنا حتى الصباح ..قال يسوع لهم دخول جمل من ثقب إبرة ايصر من دخول غنى ملكوت السماوات.... فبهتوا الى الغايه كلهم ..بس الشاب اختم لكن دول بهتوا اصلهم مش اغنيه زى الشاب الغنى...فقالوا لة ...من يستطيع ان يخلص اذا كان الامر اللي بتقوله ده فخلاصننا كدة زي دخول جمل من ثقب ابره ... فنظر اليهم يسوع وقال عند الناس غير مستطاع لكن عند الله كل شيء مستطاع أولا سؤال: ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية: جميل جدا ان الانسان يبقى مشغول بميراث الحياة الأبدية... جميل الانسان الذى يكون فى اشياق لدخول الحياه الابديه ما اجمل ان الانسان اللي يبقى مشغول بالابديه الابديه اللي تبقى في قلبة الذى يفكر فيها كثير مشغول بيها كثير و يتخيلها ويتهيئها...الذى يدور على مكانةفي السماء كرمته مكتوب مجدة في السماء بيدور على نصيب الحياة الأبدية. جميل الانسان الذى يعيش هذا الاهتمام يا ترى انا اعمل ايه عشان اروح السماء يا ترى انا لي مكان في السماء؟! ليا نصيب في السماء اسمي مكتوب في السماء ؟انا ليا ضمان دخول السماء؟ سؤال جميل لابد من التفكير بة كثير ...عشان ادخل السماء طب ماذا اعمل؟؟ اعمل ايه يا رب عشان اروح السماء ؟؟نلاقى ربنا بيجاوب لكل واحد حسب ظروفة لو واحد ذا امور كثيره يقول لة بيع مالك... لو واحد مرتبط بأرض يقول لة اترك الارض..لواحد مرتبط بشهوة يقول له اترك هذة الشهوه... ربنا عشان يدخلني السماء لازم يضمن ان قلبى لا يوجد فية الا السماء... ربنا عشان يدخلني السماء لازم يعرف ان انا بكل قلبي وكل فكرى و كل مشاعري وكل اهتماماتى وكل وجدانى.. انا مشغول بالسماء.. ما عنديش حاجه تشغلني اكثر من السماء ..هو ده الانسان الذى يستحق ميراث الحياه الأبدية... شئ رابطنى بالارض وعاوز اروح السماء مش هينفع....مش هينفع ان انا اجمع الشيئان في وقت واحد ...كش هعرف طول ما انا فكري وقلبي مشغولين بحاجة ثانيه غير السما يبقى السماء دي حاجه سنوية بالنسبه لي مش هعرف اخذها..المسيحي انسان مخلوق للسماء... المسيحي انسان اخذ ضمان السماء..المسيحي انسان ربنا سمح ان يكون عايش على الارض لكن مش من الارض... المسيحي انسان سماوى مولود من فوق ...((انعم علينا بالميلاد الفوقانى بواسطة الماء والروح )) احنا مولودين من فوق احنا ابناء الملكوت احنا ابناء السماء طب نعمل ايه عشان نعرف اننا هندخل السماء يا رب ...ااقول لك خلي اهتماماتك في السماء وقلبك في السماء وفكرك فى السماء.. خليك مشغول بالسماء... خلي اهتمامك اهتمام سماوي... هو ده الانسان اللي ممكن ربنا يعطى لة ميراث السماء...بيفكر في السماء قد ايه؟ شغلانى؟ هل بعتبرها وهم هل معتبره حقيقه..هل بنشغيل كثير بصفات السماء مجد السماء؟ جميل الانسان اللي يبقى مشغول بميرث الحياه الابديه... اول مازهنى يرتفع جدا جدا للحياة الابديه ..تلاقى الارض صغيره جدا تضائلت الكنيسة تعاملنا على اساس ان احنا ناس سماوين عشان كده تملى تيجى عليك وتطلب منك تترك كل شئ...ربنا يسوع يقول لك من طلب منك الثوب اعطية الرداء أيضا التوب كان يشبة القميص والرداء يشبة البدلة فكان الشعب اليهودي عنده اكثر من ثوب ..لكن يبقى عنده رداء واحد فقط .. لدرجه ان في بيت شويه ناس غلابه ممكن يبقى البيت كله عندهم رداء واحد...وكل ماواحد يروح مشوار مهم ياخذ نفس الرداء....لكن الأغنياء كل شخص عنده رداء ...تخيل انت ربنا يسوع بيقولك يطلب منك الثوب!! مش مشكله االثوب ده انت كمان تعطى له الرداء أيضا.... اية اللى يخليني اوصل للتضحيات دى؟! يقول لك اصل انت خلاص فكرك بقى في السماء اللي فكرة فوق ما يفرقش معاة..اللى شتمة واللى اهانة واللى ضايقة واللى ضربة...لانة خلاص بقيت من فوق وتنازلت عن أمور كثيرة جدا ....اعمل ايه لارث الحياه الابديه؟؟ ارفع قلبك ليها ارفع اشتياقاتك ليها اوعى تحط فكرك في الارض اوعى تعتبر المسيح انه مجرد وسيلة عشان تنمى انتمائك للارض. في واحد ياخذ المسيح عشان كدا..كل اهتماماتة وطلباتة تبقى أرضية...يقولك ربنا ياابنى انا جاى عشان احلك من الرباطات الأرضية ...انت جاى تطلب منى اهتمامات أرضية!!(الاكل والشرب والولاد والفلوس )بقى انا جاى اخذ منك حاجة انت تطلبها منى؟!انا بقولك اتحل من الأمور الأرضية..انت بتطلب أمور أرضية. ؟! عشان كده شعب بنى إسرائيل لما جاء لهم المسيح كان بالنسبه لهم حاجه غريبه جدا حاجه غير مقبوله بالمره.. بالمره ايه اللي جاي ده بيقول ان هو المسيا! طيب بما ان المسيا عاوزين منك سلطان فكنا من الدوله الرومانيه اعلن سلطانا عليهم واحنا اللى نستعبدهم...رفض وقال لهم لا قالوا لة انت ماسيا ازاى وهتعمل معانا اية ..قال لهم الكبير فيكم يكون كالاصغر قالوا لة ده كلام ما ينفعش معانا خالص ...طب هتديني فلوس !!يقول لهم لا ابدا بيعوا امتعتكم واعطوا صدقة...اليهودى زمان كان يعبد المال ..في جاي يقول لليهودى بيعوا امتعتكم و اعطوا صدقه؟! لا دة انت مش هتنفع معانا خالص.. ده انت ضد اهتماماتنا تماما ...جاى تكلمنا نتنازل ! احنا عاوزين نتمسك... عشان كده تاخذ بالك لحد النهارده كانت مشكله اليهود المال... عشان كده ربنا يسوع المسيح بالنسبالهم كان غير مقنع بالمره..لانهم ناس عاوزة سلطة ناس عاوزة ارض ناس عاوزة مال....ربنا يسوع المسيح جاء وقال لهم لا سلطة ولا مال ولا أرض..عشان كدة رفضوا الرب يسوع وقالوا عاوزين ماسيا على مزاجهم احيانا الواحد يبقى جواة كدة... عاوز المسيح الذى يحقق لة طلباته بس... انا لازم اقول له ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية... بس خد بالك حاجه مهمه جدا لما اطلب طلب زي كده يبقى عندي استعداد ان انا اعمل مش مجرد سؤال ...اخطر حاجه فينا احبائي ان تتحول حياتنا الروحيه الى حياه نظريه يعني كل حاجه عرفناها وبس .. عرفت الوصايا ؟اه عارفها ...عرفتها منذ حداثتى ..يعوزك...حول الامور النظرية إلى أفعال..ابتدى سامح ...حول الامور والمعلومات لفعل..الفعل صحيح مش سهل لة نفقة لكن لو انت مشغول بالحياة الأبدية هتلاقى نفسك بتسامح بسهولة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
10 ديسمبر 2022

إنجيل عشية الأحد الاول من شهر كيهك

إنجيل العشية - ( مر 14 : ٣-٩ ) المرأة التي دهنت يسوع بالطيب تمهيد بينما كان السيد المسيح في طريقه إلى أورشليم للمرة الأخيرة عرج على أريحا حيث زار زكا العشار في بيته وأنعم عليه بالخلاص ، ثم ألقى على سامعيه مثل عشرة الأمناء على نحو ما جاء في ( لو ۱۹ : ۱۲ – ۲۷ ) . وبعد ذلك تقدم صاعدا إلى أورشليم ومر بقرية بيت عنيا وهي على بعد ميلين من أورشليم ودخل سمعان الأبرص حيث أكرمته مريم بمسحه بالطيب ( ٢ ) . وفصل الأنجيل الذي يتناول مسألة تكريم مريم ليسوع يتكلم عن تقدمتها التي كان مبعثها الوفاء له وعن تذمر التلاميذ من هذا الصنيع " بدافع الغيرة الكاذبة على الفقراء ، ثم يشير إلى امتداح المخلص لعمل مريم ، ويقرر دوام ذكرها على الأيام تقدمة الوفاء : 3 - وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص وهو متكىء جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن . فكسرت القارورة وسكبته على رأسه . 3 - إن إقامة المخلص في قرية بيت عنيا على قربها من أورشليم تدل على أنه أسلم ذاته بأيثاره حينما دنت ساعته . وكان قصده من الإقامة هناك أن يعتزل أورشليم حينا من الزمن ، وهناك في بيت سمعان الأبرص صنعوا له عشاء ، كما ذكر يوحنا ، إكراما له وابتهاجا بزيارته . وسمعان الأبر ص هذا ربما كان والد مريم ومرئا ولعازر الذي أقيم من الموت ، أو أنه يمت إليهم بصلة القرابة ولو أن نوع هذه القرابة غير معلوم تماما ، ولا بد أن السيد كان قد شفاه برصه وإلا لما جاز له شرعا أن يخالط الناس . وكان من عادة القوم في تلك الأيام أن يتكثوا على الأسرة عند تناول الطعام ، وهذا ما سهل لمريم مهمة سكب الطيب على رأس المخلص وقدميه . وقد حفزها إلى ذلك عجائبه التي شاهدت ، وشفاؤه لسمعان الأبر ، ولعلها فعلت ما فعلت بوازع من إيمانها ومحبتها وثقتها بأنه يطهرها من خطاياها ويقول يوحنا إنها أخذت « منا من طيب ناردين ، والمنا وزن یونانی وروماني يعادل نحو مائة درهم ، وناردين معناه السنبل وهو النبات الذي كان يستخرج . ذلك الطيب ، وهو أثمن ما عرف يومئذ من الأطياب ، وكان يرد من بلاد الهند بعد استخراجه ، وهو سيال كالزيت ، ورائحته زكية . وكسرت مريم عنق الزجاجة التي كان بها الطيب أي كسرت ختمها ثم دهنت أولا رأس المخلص على نحو ما كان يحصل غالبا ، فامتلأ البيت من أريج الطيب لكثرته وجودته ، ثم زادت بأن . دهنت قدميه بعد أن مسحتهما بشعر رأسها من أثر التراب ، إذ كان يسير بالنعل فقط كعادة اليهود . ويجب أن يلاحظ أن مريم مسحت أولا ثم دهنت ، إذ لو كان المسح بعد الدهن كما قد يفهم من عبارة يوحنا ، فكأنها مسحت شعرها بالطيب لاقدميه . وقد أظهرت بمسح القدمين بالطيب الشين غناها وسخاءها ووفرة شكرها ومحبتها . أما اختيارها الدهن دون سواه فلأن العادة جرت في منه ذلك الزمان أن يمسح به أفاضل الناس وعليهم كالكهنة والملوك إكراما لهم وقد تقبل المخلص صنيعها لما لمسه فيها من تواضع وحسن نية وإخلاص . . الغيرة الكاذبة : وكان قوم مغتاظين في أنفسهم فقالوا لماذا كان تلف الطيب..هذا . ـ لأنه كان يمكن أن يباع هذا بأكثر ثلاثمائة دينار ويعطى للفقراء . وكانوا يؤنبونها . تمييز التلاميذ غيظا من إتلاف الطيب ، واجترأ يهوذا الأسخريوطي على الأعراب عن تذمرهم منوها بأحقية الفقراء لثمنه ، ولكن يوحنا الإنجيلي فضح رياءه بقوله إنه قال ما قال « ليس لأنه كان يبالى بالفقراء بل لأنه كان سارقا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه » ( يو ٦:١٢ ) . 5 – وزاد -هوذا على تذمره قوله عن الطيب إنه كان يمكن أن يباع بثلاثمائة دينار ويعطى للفقراء ، وهو قول ظاهره الغيرة ولو أنها غيرة صورية مردها أن يده لم تصل إلى ثمن الطيب فتختلس منه ( 1 ) ، وبمثل هذا الأسلوب يعمد الأشرار إلى إخفاء مقاصدهم السيئة ستار من التقوى . على أن التلاميذ لم يكتفوا بأظهار استيائهم من تصرف أخذوا يعنفونها . ومع أنه لا شيء مما نقدمه للمسيح يعتبر إتلافا مهما كان ثمينا كصرف الحياة في خدمته وبذلها من أجله كما يقول بولس الرسول . . ه من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح » ( في ۸ : ۳ ) إلا أن عدم حاجة السيد لهذا الطيب ، وما قاله عن الرحمة في مثل العذاري العشر وفي كلامه على يوم الدينونة وفى قوله للفريسيين « ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون لأنكم تعشرون التعنع والشيث والكمون وتركتم أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان » ( مت ۲۳ : ۳ ) ، كل هذا قد يبرر تساؤل الباحث عما إذا كان من الأفضل أن يعطى ثمن الطيب لالفقراء ما دامت الصدقة أوجب . وقد حل المخلص له المجد هذا الإشكال بأجابته التالية لتلاميذه امتداح الوفى : 6 – أما يسوع فقال اتركوها . لماذا تزعجونها . قد عملت في عملا حسنا . 7 ـ لأن الفقراء معكم في كل حين ومنى أردتم تقدرون أن تعملوا بهم خيرا . وأما أنا فلست معكم في كل حين . ۸ – عملت ما عندها . قد سبقت و دهنت بالطيب جسدي للتكفين 6 – طلب يسوع من تلاميذه أن يكفوا عن إزعاج المرأة ، ثم أشاد بصنيعها قائلا « عملت بی عملا حسنا » ، وكان يرمى من وراء ذلك إلى غرضين أولها تعليم التلاميذ أنه ما كان يليق بهم أن يكسروا حمية إيمانها ومحبتها بالتوبيخ ، إذ أن نقل الناس إلى الفضيلة الكاملة يجب أن يتم بالتدريج لادفعة واحدة ، وأنه كان من الواجب شكرها أولا على ما عملت ثم حثها بعد ذلك على الصدقة على الفقراء . وبناء على ذلك إذا قدم إنسان للكنيسة ستورا زائدة مثلا أو أوانى فضية أو ذهبية فوق ما تحتاجه فلا يجب أن نكسر حمية إيمانه بل نشكره ، ثم ننهه في رفق إلى خطأه ونحثه بعد ذلك على الفضيلة الكاملة التي هي مساعدة المساكين ، وإذا استشارنا قبل التقدمة أشرنا عليه مما يجب * أما غرض يسوع الثاني فهو إقامة الحجة على تلاميذه بأن ما فعلته المرأة هو ما قضى به الناموس إذ أن الوصية الأولى تقول « تحب الرب إلهك من كل قلبك . والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك » ( مت ۲۲ : ۳۷-۳۹ ) ، وهذا القول شدد علينا ألا نقدم على محبته شيئا من سائر الفضائل . وتطبيقا لذلك إذا وقفنا بالكنيسة وقت القداس الذي هو تقديس جسد الرب ودمه وجب أن يكون ذلك بخوف : ووقار وتمجيد وتسبيح وتقديس من كل قلوبنا ، وألا نلتفت إلى سواه حتى إذا قال الكاهن « أين عقولكم ، أجبناه بصدق قائلين « هي عند الرب » . ۷ – ولکی يبرر المخلص رضاه عن سكب الطيب وشكره لمريم على إيمانها قال لتلاميذه « إن الفقراء معكم كل حين . » أي لا يخلو منهم زمان ولا مكان ، ومن واجب الكنيسة العناية بأمرهم دائما ، سيما وقد أوصى الله عليهم في سفر هی التثنية حين قال « أعطه ولا يسوء قلبك عندما تعطيه لأنه بسبب هذا الأمر يباركك الرب إلهك في كل أعمالك وجميع ما تمتد إليه يدك . لأنه لا تفقد الفقراء من الأرض . لذلك أنا أوصيك قائلا إفتح يدك لأخيك المسكين والفقير في أرضك » ( تث 15 : ۱۰-۱۱ ) . ثم مضى المخلص يقول « وأما أنا فلست معكم كل حين » ( 1 ) أي سوف لا أكون عندكم بحضوري المنظور طويلا إذ أنى على وشك الموت والصعود إلى السماء ، ولذلك فلا يمكنكم إكرامى جسديا إلا في هذه الفرص . وتطبيقا لما تقدم فجسد المسيح ودمه ليسا موجودين طول النهار في الكنيسة بل القداس فحسب ، فالذي يقف في خلاله بمخافة ووقار وتكريم لا محالة ممدوح السيد كما مدحت من مریم قال وإيضاحا لحكمة امتداحه لعمل المرأة وخطأ التلاميذ في تذ مرهم إنها « فعلت ذلك لأجل تكفينى » ( ۲ ) أي أن ذلك كان منها إنذارا عموتى ودفى وقيامتي ، أو بمعنى آخر أنكم أنتم أصحابى تهربون عند صلبي فلا تحنطونى ولا تدفنوني وأما هذه فقد تقدمت لذلك بلا وجل .. وقد قصد بأشارته إلى موته ألا يتوهم التلاميذ إذا رأوا آلامه أنه غير عارف بما سيحل به. استدامة ذكره : . الحق أقول لكم حينما يكرز بهذا الأنجيل في كل العالم بخير أيضا ما فعلته هذه تذكارا لها ۹ – وختم رب المجد الحديث بقوله عن المرأة أن ذكرها سيشيع في أرجاء المسكونة بانتشار إنجيله في أنحاء العالم وترجمته إلى كل اللغات ، وهي نبوة من نبواته التي تمت وتبين صدقها منذ ألفي سنة . وتنفيذا لأمره الكريم رتبت الكنيسة الاحتفال بأعياد القديسين تخليدا لذكرهم ( 3 ) إنه تعالى حسب إكرامهم إكراما له واحتقارهم احتقارا له إذ قال السيد لتلاميذه « الذي يسمع منكم يسمع منى . والذي يرذلكم يرذلني . والذي ير ذلى يردل الذي أرسلي » ( لو 10 : 16 ) . وقال الرسول « إذا من ير ذل لا ير ذل إنسانا بل الله الذي أعطانا روحه القدوس » ( ۲ تس ٤ : ٨ ) ، ولاشكا أن إهانة السفير هي إهانة للملك الذي أرسله . . = ( 4 ) وهو جل شأنه أكرمهم في أعين شعبه ، والأمثلة على ذلك متوفرة فقد قال لأبيالك الذي أخذ زوجة إبرهيم « والآن رد امرأة الرجل فأنه نبي فيصل لأجلك فتحيا . وإن كنت لست تردها فاعلم أنك موتا تموت أنت وكل من لك ( تك ٢٠ : ٧ ) . وقال لهرون ومريم اللذين تكلما على موسى . الكوشية « أما عبدى موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل شيء . فما إلى في وعيانا أتكلم معه ..... فلماذا لا تخشيان أن تتكلا على عبدى موسى » ( عد ۸:۱۲ ) ولما أخذ اليشع رداء إيليا الذي سقط عنه حين ارتفاعه في المركبة النارية وضرب به الماء انفلق إلى هنا وهناك ( ٢ مل 1 : 14 ) . وكذلك الميت الذي خاف أهله من الغزاة ، فطرحوه في قبر اليشع لما مس عظام اليشع عاش وقام على رجليه ( ۲ مل ۲۱:۱۳ ) . ولما حمى غضب الله على أصحاب أيوب الثلاثة قال لهم « والآن فخذوا لأنفسكم سبعة ثيران وسبعة كباش واذهبوا إلى عبدى أيوب واصعدوا محرقة لأجل أنفسكم وعبدى أيوب يصلى من أجلكم لئلا أصنع كذلك قال مخلصنا للجموع عن يوحنا المعمدان « لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان » ( مت ۱۱:۱۱ ) . . معكم حسب حاقتكم لأنكم لم تقولوا في الصوان ٨:٤٢ ) عنهم أن ( 5 ) وقد حذر الله من إهانتهم ، فقد أتى إلى لابان الأرامى في حلم الليل وقال له « احترز من أن تكلم يعقوب بخير أو شر » ( تك ٢٤:٣١ ) ، وقال من يمسهم عس حدقة عينه ( زك ٢ : ٨ ) ، والذين يضايقونهم يجازيهم ضيقا ( ۲ تس ٦ : ١ ) ( 6 ) إنه عاقب للذين أهانوهم في حياتهم أو بعد وفاتهم فقد قال لقايين الذي قتل أخاه هابيل « متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها . تائها وهاريا تكون في الأرض ، ( تك ١٢ : ٤ ) ( عد ۱۲ : ۱۰ ) . ريم بالبرص لأنها تكلمت على موسى ثانيا : أن هذه الأعياد ليست مرتبة من الله ، ويرد على ذلك بأن الكتاب أثبتها والرسل مارسوها وشهد بصحتها أشهر مؤرخي البروتستنت . ) . ( ۱ ) قال بولس الرسول « ينبغي على كل حال أن أعمل العيد القادم في أورشليم » ( أع ۲۱:۱۸ ) ، ولا يمكن أن يكون هذا العيد عيدا يهوديا بعد ما حرم الرسول على المسيحيين الخضوع للطقوس اليهودية بقوله « فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت » ( كو ٧ : ٢ ) فهو إذن عيد مسیحی .. قال موسهيم المؤرخ البروتستنتى بعد أن تكلم على الأعياد في الكنيسة الجامعة « أضف إلى هذه الأعياد أعيادا أخرى اعتنق فيها الموت رجال قديسون لأجل المسيح التي بالأكثر احتمالا كانت أياما مقدسة وعظيمة منذ ابتداء الديانة المسيحية .. وجاء في كتاب تاريخ الانجليز المطبوع سنة 1839 « وكانوا يكرمون الشهداء ويعبرون عن ذكر يوم وفاتهم بمولدهم ويعيدون الأعياد عند قبورهم بغاية . السرور والمحبة والأحسان ». رأى الكنيسة : إن الكنيسة مدينة لهؤلاء الشهداء والقديسين الذين أناروها بتعالمهم وثبتوها . بدمائهم ، ولذلك رتبت منذ القدم أياما خاصة تحتفل فيها بذكراهم إقرارا بجميلهم وإطاعة لأمر المخلص القائل « حيثما يكرز بهذا الأنجيل في كل العالم بخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها » ( مر 9:14 ) ، وقول بولس الرسول « أذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله . أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بأيمانهم » ( - ۷:۱۳ ) ، وقول المزمور « ذكر الصديق يدوم إلى الأبد » ( مز ٦ : ١١٢ ) . وإذا كانت الشرائع المدنية قد أجمعت على إكرام من أتى عملا جليلا أفاد أمته ، فقام أهل العالم يحتفلون بذكرى أبطالهم ونوابغهم في كل علم وفن وأقاموا التماثيل لهم ، أفلا يجدر بالكنيسة أن تقوم ببعض ما يجب عليها نحو رجالها الذين بذلوا نفوسهم رخيصة من أجل المسيح ، والذين جعل فيهم مسرته ، وأهلهم لشركة ميراث القديسين في النور ( كو ۱ : ۱۲ ) ، وحفظ لهم إكليل المجد ( 1 بط 5 : 4 ) ، وجعل لهم أسمى مقام في دياره ( يو ١٤ : ١٧،٣ : ٢٤ ) ، بل جعل لهم حظ الجلوس معه في عرشه ( رو 15 : ۷،۲۱ : ۳ ) ، وأشركهم معه في مداينة الناس والملائكة ( مت ۲۸:۱۹ ، ۱ کو ٢ : ٦-٣ ) ولما كان دوام ذكر هؤلاء الصديقين لا يتم على الوجه المرغوب فيه إلا بالطرق الاحتفالية ، لذلك رتبت الكنيسة إقامة التذكارات لهم وعمل الرحمة على اسمهم ( مت ٤٢:١٠ ) ، وحفظ صورهم وتعاليمهم . وليس أدل على ذلك من أن القديسين الذين لم يحتفل بأعيادهم يكاد يكون ذكرهم مجهولا لدى الجميع ومع ما في إقامة الأعياد من مزايا أدبية وسياسية واجتماعية كتقوية الرابطة. الأرشيذياكون المتنيح بانوب عبده عن كتاب كنوز النعمة لمعونة خدام الكلمة الجزء الثانى
المزيد
11 أغسطس 2023

مائة درس وعظة ( ٢٦ )

عين مستنيرة « الاستنارة » « سراج الجسد هو العين ، فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا » ( لو ١١ : ٣٤ ) العين ليس المقصود بها العين الخارجية ، ولكن المقصود بها العين الداخلية الروحية ، عين قلبك . أولا : العين في الكتاب المقدس الكتاب المقدس يحدد لنا نوعين من العيون العين البسيطة النقية ، والعين الشريرة المظلمة . وترتبط العين في الكتاب المقدس بالآتي : ١- الوصـيـة : في المزمـور ۱۹ : « وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب » . ٢- التحذير : في سفر الجامعة « العين لا تشبع من النظر ، والأذن لا تمتلئ من السمع » ( جا ١ : ٨ ) . ٣- الوعـود : الله يسـتـخـدم الـعين ليـقـدم لنا وعوده . أ - « من يمسكم يمس حدقة عينه » ( زك ٢ : ٨ ) . ب - « عيني الرب على الأبرار ، وأذنيه إلى طلبتهم ، ولكن وجه الرب ضد فاعلى الشر » ( ۱ بط ٣: ١٢ ) . ج - « ما لم تر عين ، ولم تسمع اذن ، ولم يخطر على بال إنسان : ما أعده الله للذين يحبونه » ( ۱ کو ٢ : ٩) ثانيا : . العين في الفن القبطى نلاحظ مثلاً في رسم أيقونات القديسين ما يلي : - ١- العينان الاثنان : دائما ما ترسم العينان الاثنان تعبيرا على أن الإنسان له عينان واحدة داخلية وأخرى خارجية. ۲- الاستدارة : الاستدارة هي رمز لله لأنه ليس له بداية ولا نهاية . ثالثا : أهمية العين ١- مدخل للمعرفة : معظم ما تعرفه في حياتك وصل إليك من خلال عينيك . ۲- قائدة الجسد : العين تقـود الـجـسـد فكرا ومشاعر ومعرفة . ۳- مـدخـل للـعـثـرة : العين سبب في قـصـة السقوط . رابعا : العين الشريرة ١- طائشة : مثال ( الغني الغبي ) . ۲- ديانة : عين تدين وتنتقد ، مثال الفريسي الذي أقام وليمة للسيد المسيح . ٣- أنانية ٤- طماعة ه - شهوانية : وأمثلة هذه العيون كثيرة منها شمشمون ٦- قاسية خامسا : العين المستنيرة العين النقـيـة تبدأ بالنظر إلى الله وإلى يده التي تعمل ونضع أمامك العين النقية وهي عين فيها بعض الصفات منها : - ۱. عين الإيمان : عندما أرسل موسى رجالاً لكي ما يتجسسوا الأرض .عين الإيمان تعنى أن الله حاضر : فهو موجود . الله قادر : فهو قوى لا يعسر عليه أمر الله عـادل : فهـو يـعـمـل معنا في الحـاضـر والمستقبل . ۲- عين الرجاء : هي عين رؤيتها للأمور دائما إيجابية هي عين ترى التوبة وسط ضعف الخطية .عين الرجـاء هي نفس العين التي كانت عند المرأة السامرية . عين الرجاء هي نفس العين التي كانت عند الابن الضال .عين الرجـاء كـانت عند المريمات اللواتي في فجر القيامة فكرن في من يدفع الحـجـر ولكن هذا السؤال لم يمنعهن من الذهاب . ٣- عين الرضا : هي عين شـاكـرة وراضـيـة والإنسان الراضي الله يعطيـه نـعـمـا أكـثـر « شاكرين كل حين على كل شيء » ( أف ٥: ٢٠ ) ليست مـوهـبـة بـلا زيادة إلا التي بلا شكر ( القديس مارإسحق ). سادسا : - طريق الاستنارة لتمتلك العين المستنيرة ضع أمامك : ١- الوجود مع الله : تعلم كيف تكون في حضرة المسيح .في كل مرة تقف تصلي .. أنت في حـضـر المسيح . ضع أمامك أيقونة محبوبة لربنا يسوع توجه فكرك ومشاعرك . اقض فترة من الصمت لتسمع صوت المسيح . تعلم أيضا كيف تتكلم مع المسيح ، وتدرب على ذلك . ٢- الحياة بالإنجيل : كتابك المقدس تشتم فيه أنفاس الله وتستنير عيناك . اجعل الإنجيل مفتوحا دائما في بيتك وفي حياتك . ٣- الأماكن المقدسة : زيارة الأديرة والكنائس القديمة وقضاء فترة خلوة . زيارة أماكن رفات القديسين ونوال بركتهم بوعي وليست كعادة . زيارة المواضع المقدسة التي عاش فيها الآباء القديسون. ٤- مصاحبة القديسين : تعرف سيرتهم وتتمتع بأقـوالـهـم وتـتـمـثل بإيمانهم وتزور أماكنهم . من الطقوس الجميلة في الكنيسة أننا يوميا نقرأ سير القديسين من خلال السنكسار . من الـتـقـالـيـد الـجـمـيـلـة أننا نسمي أبناءنا بأسماء القديسين . ه . الخدمة العملية : مثل خدمة ذوى الاحتياجات الخاصة ، أو الذين ليس لهم أحد يخدمهم ... احفظ عينيك طاهرة لكي ما يكون جسدك كله طاهرا ، ودرب نفـسـك وأنت تقرأ في الكتـاب المقدس أن تجد كل الآيات التي تتكلم عن العين .
المزيد
02 نوفمبر 2022

القلب المطمئن المملوء بالسلام

ما أعمق القلب الذي يعيش في سلام داخلي، يملك الهدوء عليه، وكل ضيقات العالم لا تزعجه إنه يستمد سلامه من الداخل، وليس من الظروف المحيطة.. لذلك فإن الظروف الخارجية لا تزعزعه. حقًا، إنه ليس من صالح الإنسان أن يجعل سلامه يتوقف على سبب خارجي إن اضطربت الأحوال يضطرب معها، وإن هدأت يهدأ. سبب خارجي يجعله يثور، وسبب يجعله يفرح، وسبب يبكيه، وسبب يبهجه.. مثل هذا يكون كما قال الشاعر: كريشه في مهب الريح طائرة لا تستقر على حال من القلق الرجل القوى يجعل الظروف الخارجية تخضع لمشاعره، تخضع لقوة قلبه، لا أن تتحكَّم في انفعالاته. ولا يخضع هو لها إن حدث حادث معين، يتناوله في هدوء، يفحصه بفكر مستقر، ويبحث عن حل له. كل ذلك وهو متمالك لأعصابه، متحكم في انفعالاته. وبهذا ينتصر، ويكون أقوى من الأحداث، ويحتفظ بسلامه الداخلي.. وذلك لأن قلبه كان أكبر من الظروف وأقوى من الأحداث.. وما أصدق ذلك الكاتب الروحي الذي قال إن قطعة من الطين يمكنها أن تعكر كوبًا من الماء، ولكنها لا تستطيع أن تعكر المحيط يأخذها المحيط، ويفرشها في أعماقه، ويقدم لك ماءً رائقًا لذلك أيها القارئ العزيز، كن واسع القلب. كن رحب الصدر. كن عميقًا في داخلك. قل لنفسك في ثقة: أنا لا يمكن أن أضعف، ولا يمكن أن تنهار معنوياتي أمام الأخبار المثيرة، أو أمام الضغطات الخارجية. مهما حدث، فسأحاول أنى لا أنفعل. وإن انفعلت، سأحاول أن أسيطر على انفعالاتي.. سأبتسم للضيقات، وسأكون بشوشًا أمام الضغطات.. وسأثبت -بقوة من الله- حتى تمر العاصفة لا تفكر في الضيقة التي أصابتك، ولا في أضرارها ومتاعبها. بل فكر في إيجاد حل لها إن كثرة التفكير في الضيقة هي التي تحطم الأعصاب وتتعب النفس أحيانًا يكون التفكير في الضيقة أشد إيلامًا للنفس من الضيقة ذاتها. إن التفكير في الضيقات هو الذي يجلب الأحزان والأمراض والهم والفكر. وهو لون من الانهيار ومن الخضوع تحت ثقل الضيقة أما التفكير في إيجاد حل للضيقة، فهو الذي يعمل على سلام النفس وراحتها. ضع في نفسك أن كل ضيقة لها حل وكل ضيقة لها مدى زمني معين تنتهي فيه فكر في حل لضيقتك، فإن وصلت إليه تستريح. وإن لم تصل، ثق بروح الإيمان أن لدى الله لهذه الضيقة حلول كثيرة، وأنه -تبارك اسمه- قادر أن يعينك وأن يحل جميع إشكالاتك. وتذكر ضيقات سابقة قد حلها الله، ومرت بسلام.واحذر من أن يوقعك الشيطان في اليأس، أو أن يصور لك الأمر معقدًا لا حل له.. فإن الإنسان المؤمن لا ييأس.المؤمن يعرف أن الله موجود، وانه إله رحيم، ورحمته غير محدودة، وهو ضابط الكل، والعالم كله في قبضة يديه وأن الله يدبر كل شيء حسنًا، ولا بد أنه سيتدخل ويعمل عملًا.. لذلك فإن المؤمن يستريح في أعماقه، ويلقى على الرب كل همه، ويستودعه جميع إشكالاته أما الذي يستسلم لليأس، فإنه يضيع نفسه. وقد يتصرف في يأسه أي تصرف خاطئ يكون أكثر ضرارًا من المشكلة القائمة نفسها مثال ذلك الذي ييأس من مشاكل الحياة فينتحر.. أو مثال تلك الفتاة التي تخطئ، وتيأس من إيجاد حل لمشكلتها، فتستسلم للخطيئة وتضيع إن القلب القوى لا يستسلم للضيقات، والقلب الأقوى لا يشعر بالضيقة، لأنها لم تضايقه. وأتذكر أنني قلت في إحدى المرات إن الضيقة قد سميت ضيقة لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها ولو كان القلب متسعًا، ما شعر أنها ضيقة. لو كان متسعًا، ما تضايق منها.. الضيق إذن في قلوبنا، وليس في العوامل الخارجية.. وإن تعكرنا نحن، تبدو أمامنا كل الأمور متعكرة وإن تعبنا في الداخل، تبدو أمامنا كل الأمور متعبة.. أليس حقًا أن أمرًا من الأمور قد يضايق إنسانًا ما، وفي نفس الوقت لا يتضايق منه إنسان آخر، هو نفس الأمر ليس المهم إذن في نوع الأحداث التي تحدث لنا، بل المهم بالأكثر هو الطريقة التي نتقبل بها الأحداث ونتصرف معها الإنسان القوى الذي يصمد أمام الإشكالات، يزداد قوة والإنسان الضعيف الذي ينهار أمامها، يزداد ضعفًا فالإشكالات، فالإشكالات هي نفس الإشكالات ولكنها تقوى شخصًا وتزيده صلابة ومراسًا وحنكة، وتضعف شخصًا أخر، وتزيده انهيارًا وخورًا وحزنًا لذلك كونوا أقوياء من الداخل، وخذوا من الضيقات ما فيها من بركة، وليس ما فيها من ألم لقد سمح الله بالضيقات من أجل فائدتنا ونفعنا. وفي ذلك قال القديس يعقوب الرسول"احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة". إن المؤمن يشعر أن الله قد سمح له بالضيقة من جل نفعه، لذلك يفرح بالضيقة وبهذا يقدم لنا الكتاب درجة روحية أعلى من احتمال الضيقات، وهى الفرح بالضيقات إن المسألة تحتاج إلى إيمان لأنك ربما ترى الضيقة فقط ولا ترى الخير الإلهي الكامن فيها إن هذا الخير لا تراه بالعين المادية، ولكنك تراه بالأيمان، بثقتك في عمل الله المحب وحسن رعايته.. مثال ذلك يوسف الصديق: أحاطت به التجارب والضيقات حتى اتهم اتهامات باطلة وألقى في السجن. ولكن السجن كان طريقة إلى الملك إن أهل العالم قد تزعجهم التجارب، أما الإنسان المؤمن فهو ليس كذلك. إن المتاعب قد تحيط به من الخارج، ولكنها لا تدخل مطلقًا إلى داخل نفسه إنه كالسفينة الكبيرة التي تمخر عباب المحيط، تضطرب الأمواج حولها، وهى سائرة في رصانة نحو هدفها، طالما أن المياه ما تزال خارجها.. مسكينة تلك السفينة، إن وُجِدَ ثقب في نفسيتها، واستطاعت المياه أن تنفذ إلى داخلها..!! احذروا أيها الأحباء من أن تدخل المياه إلى أنفسكم واعلموا في كل ضيقة أن التجارب التي يسمح بها الله، لها شروط منها:- 1- أنها على قدر احتمالكم، 2- وأيضا كل تجربة معها المنفذ 3- وإنها لابد تؤول إلى نفعكم، إن أحسنتم استخدامها. إن الله في محبته للبشر، لا يسمح أن تحل تجربة بإنسان يكون احتمالها أكثر من طاقته. كل التجارب التي يسمح بها الله هي في حدود احتمالنا والتجارب القوية، لا يسمح بها الله إلا للناس الأقوياء الذين يحتملونها.. ما أجمل قول الكتاب "ولكن الله أمين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوها" (1 كو 10: 13). 4- والتجارب هي مدرسة للصلاة إنها تدرب الإنسان كيف يحنى ركبتيه أمام الله، وكيف يرفع قلبه قبل أن يرفع يديه، طالبًا العون من الله، الذي هو معين من لا معين له ورجاء من لا رجاء له عزاء صغيري القلوب، وميناء الذين في العاصف. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية
المزيد
30 أكتوبر 2022

إستبداد العدو وقوة المسيح

تِقْرَا عَلِينَا الكِنِيسَة فِي هذَا الصَّبَاح المُبَارَك إِنْجِيل الإِنْسَان اللِّي أُحْضِرَ إِلَى يَسُوع أعْمَى مَجْنُون وَأخْرَس صِرَاع بَيْنَ مَمْلَكِة الظُّلْمَة وَمَمْلَكِة النُّور صِرَاع بَيْنَ العَدُّو وَبَيْنَ الخَالِق الصِرَاع دَه المِيدَان بِتَاعُه – المِحْوَر بِتَاعُه – هُوَ النَّفْس البَشَرِيَّة ( الإِنْسَان ) الإِنْسَان هُوَ مَحْبُوب الله الإِنْسَان اللِّي قَالْ رَبِّنَا أنَا لَذِّتِي فِي بَنِي آدَم ( أم 8 : 31 )الإِنْسَان اللِّي رَبِّنَا خَلْقُه عَلَى صُورْتُه وَمِثَالُه( تك 1 : 27) وَبِالمَجْد وَالكَرَامَة تَوَجَهُ وَعَلَى أعْمَال يَدَيْهِ أقَامَهُ وَكُلَّ شَيْء أخْضَعَهُ تَحْت قَدَمَيْهِ( مز 8 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) الإِنْسَان دَه مَوْضِع غِيرَة وَحَسَد مِنْ الشَّيْطَان .الشَّيْطَان عَايِز يِشَوِه صُورِة الإِنْسَان وَعَايِز يِمْتِلِك الإِنْسَان عَشَان كِدَه تِلاَقِي إِنْ لَمَّا يِسَيْطَر الشَّيْطَان عَلَى إِنْسَان يِسَيْطَر عَلِيه إِلَى النِّهَايَة وَإِلَى مَا بَعْد النِّهَايَة مُسْتَبِد تَخَيَّل إِنْتَ اللِّي أُحْضِر إِلِيه أعْمَى مَجْنُون أخْرَس فَشَفَاه مُمْكِنْ إِحْنَا نِتْخَيِل أعْمَى يَعْنِي وَاحِد مِشْ بِيشُوف مَفِيش شَبَكِيَّة عَنْدُه حَاجَة فِي مَرْكَز الإِبْصَار فِي مُخُّه لاَ أبَداً دَه كَانْ رَاجِل عِينُه سَلِيمَة مَجْنُون طَيِّبْ لَمَّا شَفَاه لَقِينَاه رَاجِل عَاقِل أخْرَس لَقِينَاه بِيِتْكَلِّمْ إِيه الحِكَايَة ؟ قَالَّك دَه العَدُّو كَانْ مِسَيْطَر عَلِيه عَشَان كِدَه لَمَّا الشِيطَان خَرَج الرَّاجِل إِبْتَدَى يِتْكَلِّمْ إِبْتَدَى يِشُوف عَدُو الخِير مُسْتَبِد بِالإِنْسَان جِدّاً إِتْكَلِّمْ عَنْ نُقْطِتِين :- 1- إِسْتِبْدَاد العَدُّو . 2- قوة المسيح مُسْتَبِد لاَ يُشْفِق لَمَّا يَمْلُك عَلَى نَفْس يُبْقَى عَايِز يَمْتَلِكْهَا وَيَسْتَهْزِئ بِهَا إِلَى النِّهَايَة وَكَأنَّهُ لُون مِنْ ألْوَان التَّحَدِّي لِلخَالِق كَأنَّهُ بِيقُولُّه أدِي الإِنْسَان حَبِيبَك أدِي الإِنْسَان اللِّي إِنْتَ فَرْحَان بِه أدِي صُورَتَك تَحَدِّي مُسْتَبِد لِدَرَجِة إِنُّه عَايِز يَسْتَهِين وَيِنَكِل بِالإِنْسَان عَلَشَان خَاطِر يُعْلِن قُدَّام رَبِّنَا إِنْ النَّفْس اللِّي إِنْتَ خَلَقْتَهَا عَلَى صُورْتَك وَمِثَالَك لاَ تَسْتَطِيع أنْ تَنْطِق وَلاَ تَسْتَطِيع أنْ تَتَعَبَد وَلاَ تَسْتَطِيع أنْ تُسَبِّح دِي مِلْكِي أنَا إِنْتَ بِتْقُول إِنَّهَا مِلْكَك إِنْتَ ؟ لاَ دِي مِلْكِي أنَا .عَشَان كِدَه يِقُولَّك الأعْمَى الأخْرَس تَكَلَّمْ وَأبْصَر فَبُهِتَ الكُلَّ عَدُو الخِير لَمَّا يَمْلُك عَلَى إِنْسَان يَمْلُك عَلَى مَشَاعْرُه عَلَى ذِهْنُه عَلَى حَوَاسُه عَلَى أفْكَارُه يَمْلُك عَلَى تَصَرُّفَاتُه يَمْلُك عَلَى الكَيَان كُلُّه دَه جَوْهَر عَمَل العَدُّو خَلَّى الرَّاجِل مَجْنُون خَلاَّه أعْمَى خَلاَّه أخْرَس تِرُوح تِكْشِفْ عَلَى الرَّاجِل دَه عَنْد وَاحِد دُكْتُور عُيُون تِقُولُّه شُوف لِينَا الرَّاجِل دَه عَنْدُه إِيه ؟ يِقُولَّك مَالُه ؟ تِقُولُّه مِشْ بِيشُوف تِعْمِل لُه إِشَارَات تِجِيب لُه ضُوء تِلاَقِيه مِشْ بِيشُوف يِكْشِف عَلِيه يِلاَقِيه عُضْوِياً سَلِيم 100 % تَعَالَ نِكْشِف عَلِيه فِي حِكَايِة إِنُّه مِشْ بِيِنْطَق تِلاَقِيه عُضْوِياً سَلِيم 100 % إِيه الحِكَايَة ؟ العَدُّو إِسْتَطَاع إِنُّه يَتَمَلَّك عَلَى كَيَانُه وَعَلَى حَوَاسُه لِدَرَجِة خَلاَّه عَنْدُه قُدْرَة إِنُّه يِشُوف لكِنْ مَا بِيشُوفْش عَنْدُه قُدْرَة يِتْكَلِّمْ لكِنْ مَا بِيتْكَلِمْش عَنْدُه قُدْرَة يِفَكَّروَمَا بِيفَكَرْش دَه جَوْهَر عَمَل العَدُّو فِينَا يَا أحِبَّائِي يِسْلِب الإِنْسَان عَقْلُه وَبَصِيرْتُه وَفِكْرُه وَنُطْقُه يِسْلِب الإِنْسَان أغْلَى مَا يَمْلُك أغْلَى مَا يَمْلُك الإِنْسَان إِيه ؟ مَشَاعْرُه نُطْقُه فِكْرُه مَا هُوَ دَه اللِّي يِمَيِّز الإِنْسَان عَنْ بَاقِي المَخْلُوقَات ؟ الإِنْسَان عَاقِل نَاطِق مُفَكِّر فَطَالَمَا هُوَ عَاقِل نَاطِق مُفَكِّر فَهُوَ بِيِضْرَبُه فِي الحِتَّة دِي فَا يِخَلِّيه مَا يِعْرَفْش يِفَكَّر تِقُولِّي إِزَّاي ؟ أقُولَّك هُوَ لَمَّا يِكُون وَاحِد بِيِسْرِع لِهَلاَكُه يُبْقَى دَه كِدَه بِيفَكَّر ؟!! عَشَان كِدَه مُمْكِنْ عَدُو الخِير يِوْصَل بِإِنْسَان إِنُّه يَتَمَادَى مَعَ أفْكَارُه يِخَلِّيه يُحُطْ نَفْسُه فِي نَار شُوفْنَا المَجْنُون بِتَاع كُورِة الجِرْجِسِيِّين دَه كَانُوا يُرْبُطُوه بِسَلاَسِل وَيُرْبُط نَفْسُه هُوَ بِسَلاَسِل وَبَعْد كِدَه يِتْفَك مِنْهَا وَبَعْد كِدَه يِجْرِي إِيه دَه ؟ إِنْسَان فَاقِد صَوَابُه فَقَد عَقْلُه الآبَاء القِدِّيسِينْ أجْمَعُوا عَلَى أنَّ الخَطِيَّة هِيَ الجُنُون لأِنْ إِيه هُوَ الجُنُون غِير التَّفْكِير غِير المَنْطِقِي وَإِيه هُوَ الجُنُون غِير إِنْ إِنْسَان مُمْكِنْ يِعْمِل تَصَرُّفَات غِير طَبِيعِيَّة غِير مَحْسُوب لَهَا غِير مَسْئُولَة أقُولَّك مَا هِيَّ الخَطِيَّة كِدَه تَصَرُّفَات غِير مَسْئُولَة تَصَرُّفَات غِير طَبِيعِيَّة الكِبْرِيَاء جُنُون الشَّهَوَات جُنُون كُون إِنْ الإِنْسَان يِبِيع الأبَدِيَّة بِشِوَيِّة أيَّام عَايِز يَلْهُو بِهَا عَلَى الأرْض عَشَان يُشْبِع شِوَيِّة رَغَبَات وَيَارِيتْهَا تُشْبِع يُبْقَى دَه إِيه ؟ يُبْقَى دَه جُنُون جُنُون الخَطِيَّة عَشَان كِدَه أقْدَر أقُولَّك إِنْ نَفْس المُعْجِزَة دِي هِيَّ مُعْجِزَة بِتِحْصَل مَعَ رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح كُلَّ يُوم فِي تُوبِة كُلَّ إِنْسَان خَاطِي وَالعَدُّو عَايِز يَمْلُك نِفُوس جِدِيدَة وَرَبِّنَا يَسُوع عَايِز يِشْفِي نِفُوس جِدِيدَة لأِنُّه مَكْتُوب ﴿ لِلرَّبِّ حَرْب مَعَ عَمَالِيق ﴾ ( خر 17 : 16) الحَرْب لَمْ تَنْتَهِي وَالشَّيْطَان مَخَلَصْش شُغْلُه وَرَب المَجْد يَسُوع مَخَلَصْش شُغْلُه .. قَالَّك ﴿ أبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأنَا أعْمَلُ ﴾ ( يو 5 : 17) عَمَّال يُفُك نَاس مِنْ أسْر – أسْر خَطَايَا – يِشْفِي عُقُول مَرِيضَة مَرَضِتْ مِنْ سُلْطَان الخَطِيَّة إِكْشِف عَلَى عَقْلَك شُوفُه سَلِيم وَلاَّ لأ ؟ شُوف بِتْفَكَّر صَح وَلاَّ لأ ؟ بِتْفَكَّر فِي الأبَدِيَّة أدْ إِيه ؟ بِتْفَكَّر فِي مَصِيرَك الأبَدِي أدْ إِيه ؟ بِتِرْضِي رَبِّنَا أدْ إِيه ؟ بِتِقْدَر تِقُول لِلغَلَط لأ ؟ لَوْ مِشْ بِتِقْدَر تِقُول لِلغَلَط لأ يُبْقَى إِنْتَ مِشْ بِتْفَكَّر صَح تِقُولِّي مِشْ بَعْرَف أقُول لأ أقُولَّك يُبْقَى إِنْتَ مِشْ مَالِك إِرَادْتَك لَوْ مَا مَلَكْتِش إِرَادْتَك يُبْقَى إِنْتَ مَسْلُوب العَدُّو يِعْمِل كِدَه يِسْلِب الإِنْسَان أجْمَل مَا يَمْلُك وَأقْدَس مَا يَمْلُك يِضْرَب الإِنْسَان فِي قُدْس أقْدَاسُه فِين ؟ فِي عَقْلُه فِي حَوَاسُه فِي مَشَاعْرُه فِي بَصِيرْتُه هُوَ دَه جَوْهَر عَمَل العَدُّو جَوْهَر عَمَل العَدُّو إِنْ يِخَلِّي الإِنْسَان يُبْقَى لُه عِين وَلاَ يُبْصِر يُبْقَى لُه أُذُن وَلاَ يَسْمَع يُبْقَى لُه فِكْروَلاَ يُفَكِّر أدِي الجُنُون اللِّي بِيصِيب النَّفْس مِنْ جَرَّاء كَثْرِة الإِثم مِنْ جَرَّاء كَثْرِة فِعْل الشُّرُور يِسْلِب الإِنْسَان أجْمَل مَا عِنْدُه أدِي مُشْكِلِة العَدُّو لَمَّا يِسَيْطَر عَلَى إِنْسَان تِلاَقِي مَا يفَكَرْش صَح تِلاَقِي أفْكَارُه مِتْلَغْبَطَة تِلاَقِي كُلَّ أُمورُه مَوَازِينْهَا مِشْ مَوْزُونَة صَح دَه جَاي مِنِين ؟ جَاي مِنْ إِخْتِلاَل فِي دَاخِل المَوَازِينْ جَاي مِنْ إِنْ مُمْكِنْ يِبِيع حَاجَة غَالْيَة جِدّاً بِحَاجَة رِخِيصَة جِدّاً حَاجَة قَيِّمَة جِدّاً بِحَاجَة رَدِيئَة جِدّاً لَمَّا الإِنْسَان يِبِيع الأبَدِيَّة بِبِضْعِة أزْمِنَة أقُولَّك دَه مِشْ حَاسِبْ الأُمور صَح يُبْقَى دَه إِخْتِلاَل فِي العَقْل الخَطِيَّة هِيَّ الجُنُون مَجْنُون أعْمَى إِيه العَمَى ؟ إِنْ يِكُون لُه عِينِين لكِنْ مِشْ شَايِف مِنْ حِيث الوَظِيفَة الطَّبِيعِيَّة هُوَ لُه عِينين لكِنْ مِشْ شَايِف كَام وَاحِد فِينَا يِقُولَّك أنَا بَقْرَا الإِنْجِيل لكِنْ مَا بَفْهَمْش وَلاَ كِلْمَة أقُولَّك دَه عَامِل زَي صَاحِبْنَا الأوَلاَنِي العَقْل بِتَاعُه مِشْ مَوْجُود طَيِّب لَمَّا بِتِقْرَا أي حَاجَة تَانْيَة لِيه بِتِفْهَم ؟ نِفْرِض إِنْ فِي جُزْء صَعْب نِشُوف الجُزْء اللِّي بَعْدُه طَيِّب نِشُوف قِصَّة طَيِّب نِشُوف رَمْز طَيِّب نِشُوف آيَة تِلاَقِي الإِنْسَان مِشْ فَاهِم مِشْ فَاهِم لِيه ؟ لأِنْ العَدُّو سَيْطَر عَلَى مَرْكَز الفِكْر وَخَلاَّه غِير قَادِر عَلَى أي فِكْر رُوحَانِي وَخَلاَّه يِجِي عَنْد الرُّوحَانِي يُبْقَى بَلِيد يُبْقَى فِي سَيْطَرَة مِنْ العَدُّو خَلِّي بَالَك لأ دَه إِنْتَ لَمَّا تِلاَقِي جُزْء مِشْ فَاهْمُه إِفْضَل تَضَّرَع لِرَبِّنَا دَه الآبَاء القِدِّيسِينْ كَانْ يِقُولَّك لَمَّا يِلاَقِي جُزْء مِشْ فَاهْمُه يِفْضَل يِصَلِّي لِرَبِّنَا يُطْلُب فَهْم لِدَرَجِة إِنُّه يُطْلُب مِنْ رَبِّنَا إِنْ رَبِّنَا يِبْعَت لُه كَاتِب السِفْر عَشَان يِفَهِّمُه إِيه المَكْتُوب وَيُقْعُد يِبْكِي لَمَّا يِحَاوِل يِفْهَم ﴿ مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أذْهَانِكُمْ ﴾ ( أف 1 : 18) هُوَ عَايِز يِكُون عَنْدُه فِكْر جَاي مِنْ مَصْدَر الفِكْر لَمَّا وَاحِد يِقُول أعْمَى مَعْنَاهَا إِنْ فِي حَاجَات شَايِفْهَا لكِنْ هُوَ مِشْ شَايِفْهَافِي حَاجَات قُدَّام عِينُه مِشْ شَايِفْهَا أقُولَّك مُمْكِنْ الْمَسِيح يِكُون قُدَّام عِينِيك وَمَا تشُوفْهُوش يَامَا بِيِجِي لِينَا فِي صُورِة نَاس نِسَاعِدْهُمْ مِشْ بِنْشُوفْهُمْ يَامَا بِيِجِي لِينَا فِي صُورِة فِعْل أوْ حَدَث عَايِز يِخَلِّينَا نِشُوفُه مِنْ خِلاَلُه وَمِشْ بِنْشُوفُه مَوْجُود عَلَى المَذْبَح وَعِينِنَا الرُّوحِيَّة مُغْلَقَة دَه جَاي مِنِين ؟ جَاي مِنْ إِنْ العَدُّو مِسَيْطَر مِخَلِّي الحَوَاس بِتَاعِتْنَا شَكْلَهَا شَغَّال لكِنْ فِي جَوْهَرْهَا مِشْ شَغَّالَة . مَجْنُون أعْمَى أخْرَس الخَرَس مَعْنَاه وَاحِد مِشْ عَارِف يِتْكَلِّمْ وَاحِد مِشْ عَارِف يِنْطَق تِسْمَع وَاحِد يِقُولَّك أأقَفْ أصَلِّي مِشْ بَلاَقِي كَلاَم مِشْ بَعْرَف أتْكَلِّمْ وَلَوْ إِتْكَلِّمْت أتْكَلِّمْ وَأنَا مِشْ فَاهِمْ وَلأِنِّي صَلِّيت وَأنَا مِشْ فَاهِمْ فَا أحَاوِل أخْتِم الصَّلاَة فَيَتَسَائَل إِنْ الصَّلاَة دِي مِشْ مَقْبُولَة يُبْقَى أنَا بَلاَش أصَلِّي أحْسَن إِيه دَه ؟ دَه سَيْطَرِة العَدُّو عَلَى نُطْق الإِنْسَان وَعَلَى فَهْم الإِنْسَان وَعَلَى حَوَاس الإِنْسَان عَشَان تَزْدَاد الفَجْوَة عَشَان الإِنْسَان يِبْعِد أكْثَر وَأكْثَر طَيِّب إِيه المَطْلُوب ؟ لَمَّا ألاَقِي نَفْسِي مِشْ عَارِف أنْطَق أرْشِم الصَّلِيب عَلَى شَفَتَيَّ مُعَلِّمْنَا دَاوُد النَّبِي كَانْ يِقُول كِدَه ﴿ يَارَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ فَيُخْبِرَ فَمِي بِتَسْبِيحَك ﴾ ( مز 51 : 15) مِشْ عَارِف أتْكَلِّمْ لِسَانِي مَرْبُوط أنَا بَجِي أتْكَلِّمْ بَلاَقِي شَفَايْفِي مُغْلَقَة مِينْ اللِّي يِفْتَحْهَا ؟ إِنْتَ اللِّي تِفْتَحْهَا إِنْتَ اللِّي تخَلِّينِي أعْرَف أتْكَلِّمْ مَعَاك 10 دَقَايِق ½ سَاعَة سَاعَة سَاعْتِين ﴿ يَارَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ فَيُخْبِرَ فَمِي بِتَسْبِيحَك ﴾ عَشَان كِدَه المَزْمُور يِقُول ﴿ لَيْسَ الأمْوَاتُ يُسَبِّحُونَ الرَّبِّ ﴾ ( مز 115 : 17) الأمْوَات هُمَّ إِيه ؟ الأمْوَات بِالذُّنُوب وَالخَطَايَا مَيِعْرَفْش يِفْتَح فَمُه يِسَبَّح يُقَفْ فِي الكِنِيسَة النَّاس كُلَّهَا بِتْسَبَّح وَهُوَ وَاقِفْ مِشْ يِقُول إِيه مِشْ عَايِز يِقُول مِشْ مِتْجَاوِب جَاي مِنِين ؟ جَاي مِنْ إِنْ اللِّسَان مَضْبُوط جَاي مِنْ إِنْ اللِّسَان مَرْبُوط مِنِين ؟ مِنْ كَثْرِة الخُضُوع لِلعَدُّو يِسْلِب الإِنْسَان النُطْق الرُّوحِي يِخَلِّي مَفِيش تَسْبِيح لكِنْ القَلْب لَمَّا يِتْحَرِّك يَعْمَل الرُّوح إِتْفَرَّج بَقَى القِدِيس أُوغُسْطِينُوس يِقُولَّك كِدَه ﴿ حِينَمَا يُفَعَّمْ القَلْب بِحَرَارِة الرُّوح تَنْفَك عُقْدَة اللِّسَان ﴾ وَبِحَسَبْ تَعْبِير الكِنِيسَة يِقُولَّك * تَعْلِيَات الله فِي حَنَاجِرْهُمْ * جَاي مِنِين ؟جَاي مِنْ قَلْب مُفَعَمْ بِالرُّوح فَتِلاَقِي الكَلاَم طَالِع مِشْ بِمُجَرَّد لِسَان لأ مَجْنُون أعْمَى أخْرَس إِيه اللِّي بِيخَلِّي الوَاحِد يُقَفْ مِشْ بِيلاَقِي كَلاَم قُدَّام رَبِّنَا ؟ دَه إِنْتَ إِتْكَلِّمْ عَنْ تُوبْتَك وَاتْكَلِّمْ عَنْ تَسْبِيحُه وَتكَلِّمُه عَنْ عَظَمْتُه أُطْلُب عَنْ الآخَرِينْ دَه إِنْتَ تِوْصَل لِلدَّرَجَة إِنَّك مِشْ تِقُول مِشْ لاَقِي كَلاَم لكِنَّك تِقُول مِشْ عَارِف أوَقَفْ الكَلاَم مَجَرَبْتِش تُقْعُد مَعَ وَاحِد غَالِي عَلِيك تِتْكَلِّمْ مَعَاه سَاعَات وَالوَقْت يِعَدِّي وَتقُول الوَقْت عَدَّى بِسُرْعَة كُلَّ مَا تُدْخُل النَّفْس فِي عِشْرَة أجْمَل كُلَّ مَا تُدْخُل فِي وَقْفَة أطْوَل وَكُلَّ مَا تِتْكَلِّمْ بِمَشَاعِر أجْمَل وَكُلَّ مَا تِتْكَلِّمْ بِكَلاَم يِفَرَّحَك أكْثَر وَيُسْكُنْ جُوَاك وَيُغْنِيك وَيِشَبَّعَك الأخْرَس شُفِي لِيه ؟ وَقَفْ قُدَّامُه هُوَ اللِّي فَكْ العُقْدَة بِتَاعِت لِسَانُه هُوَ اللِّي عَلِّمُه يِقُول إِيه هُوَ اللِّي أعْطَى لُه لِسَان تَسْبِيح عَشَان كِدَه يِقُولَّك يُعْطِي لَك لِسَان تَسْبِيح عِوَض عَنْ الرُّوح اليَائِسَة يِفُك عُقْدِة اللِّسَان عَشَان كِدَه مُعَلِّمْنَا دَاوُد لَمَّا يِقُولَّك﴿ عَلَى أنْهَار بَابِل هُنَاك جَلَسْنَا بَكِينَا عِنْدَمَا تَذَكَّرْنَا صِهْيُون عَلَي الصَّفْصَاف فِي وَسَطْهَا عَلَّقْنَا قِيثَارَاتْنَا ﴾ لِيه ؟ مِشْ عَارِف يِتْكَلِّمْ لِيه ؟ مَسْبِي قَالُوا لَهُ رَنِّم لِينَا تَرْنِيمَة حَاوِل يِرَنِمْ لكِنْ مِشْ عَارِف فَقَالَ لَهُمْ ﴿ كَيْفَ نُرَنِّمُ تَرْنِيمَة الرَّبَّ فِي أرْضٍ غَرِيبَة ؟ ﴾ ( مز 137 : 1 – 2 ؛ 4 )الإِنْسَان المَسْبِي بِالخَطَايَا صَعْب جِدّاً يِكُون فِيه عِشْرَة بِينُه وَبِين رَبِّنَا فَكْ الرُّبَاط دَه إِتْحَل مِنْ القُيُود قَالُّه ﴿ إِنْحَلِّي مِنْ رُبُطِ عُنُقِكِ ﴾ ( أش 52 : 2 ) هُوَ دَه الفِكْر اللِّي الكِنِيسَة عَاوْزَه تِقُولَّك النَّهَارْدَة إِنْتَ وَاقِفْ قُدَّام مِين ؟ حَالْتَك هِيَّ دِي وَصَلْت إِنْ إِنْتَ مَجْنُون مِشْ عَارِف تُقَيِّم الأُمور صَح ؟!! إِبْتَدِيت تِسْعَى وَرَاء المَادِيَات أكْثَر مِنْ الرُّوحِيَات ؟!! إِبْتَدِيت تِشْتِرِي الأرْض بَدَل السَّمَاء ؟!! إِبْتَدِيت تِحِب الشَّر أكْثَر مِنْ الفَضِيلَة ؟!! دَه الجُنُون أعْمَى مِشْ شَايِف قُدَّام عِينِيك مِشْ شَايِف البِر مِشْ شَايِف التَّقْوَى مِشْ شَايِف الْمَسِيح أخْرَس مِشْ عَارِف تِصَلِّي مِشْ عَارِف تِتْكَلِّمْ كِلْمَة تِبْنِي مِشْ عَارِف تِصَالِح إِتْنِين مِشْ عَارِف وَاحِد يُبْقَى غَضْبَان تِهَدِّيه وَصَلْت لِلحَالَة دِي يِقُولَّك ﴿ أُحْضِرَ إِلَيْهِ ﴾ ( مت 12 : 22 ) وَصَلْت لِلحَالَة المَأسُوف عَلِيهَا دِي إِتْقَدِّم إِلِيه أقَفْ قُدَّامُه مِشْ مَطْلُوب مِنَّك غِير إِنَّك تِكْشِف جِرَاحَاتَك لِلطَّبِيب وَهُوَ يِشْفِيك إِعْرِض نَفْسَك عَلِيه مِحْتَاج تِشُوف لَك طَبِيب مَاهِر مِحْتَاج تُقَفْ قُدَّامُه بِوَضْعَك دَه مُجَرَّد تُقَفْ قُدَّامُه فِي حَالِة صَمْت وَانْكِسَار وَطَلَبْ شِفَاء إِنْتَ تِصْعَب عَلِيه يِتْحَنِّنْ عَلِيك وَيِفُك عُقْدِة لِسَانَك وَيِرَجَع لَك بَصِيرْتَك وَيِرَجَع لَك عَقْلَك المَفْقُود المَسْبِي عَشَان كِدَه لَمَّا إِتْقَدِّم الْمَسِيح بِسُلْطَانُه قَالْ لِلشِيطَان أُخْرُج وَالآبَاء القِدِّيسِينْ لَمَّا يَتَلَذَّذُوا بِالكِتَاب المُقَدَّس يِحِبُّوا يِجِيبُوا المَعَانِي بِاللُغَة اليُونَانِيَّة وَبَعْدِين يِشُوفُوا مَدْلُولاَتْهَا يِقُولَّك كَلِمَة * أُخْرُج * مَا كَنِتْش مُجَرَّد * أُخْرُج * دَه زَي وَاحِد بِيُكْرُش وَاحِد بِعُنْف فِي فَرْق لَمَّا أقُول لِوَاحِد * أُخْرُج * عَنْ لَمَّا أقُولُّه * إِتْفَضَّل إِطْلَع بَرَّه * فِي فَرْق فِي اللَهْجَة فِي الأُسْلُوب فِي المَعْنَى الْمَسِيح بِيقُولُّه أُخْرُج بِسُلْطَان مِشْ بِيِتْحَايِل مِشْ بِيِتْفَاوِض مِشْ بِيقُولُّه لَوْ سَمَحْت لأ دَه بِيقُولُّه أُخْرُج بِسُلْطَان حَلْ كُلَّ أُمورِي فِي إِيدُه هُوَ كَلِمَة مِنُّه تِشْفِي كَلِمَة مِنُّه تِحِل رَبَاطَات كَلِمَة مِنُّه تِخَلِّي العَدُّو اللِّي طِمِع فِيَّ وَامْتَلَكْنِي وَاتْصَارِع عَلَيَّ وَغَلَب هُوَ يِنْهِزِم وَيَتَرَاجَع عَشَان كِدَه صِرَاع الله وَالعَدُّو عَلَى النَّفْس صِرَاع عَنِيف جِدّاً مُنْذُ بِدَايِة الخَلِيقَة وَإِلَى اليُّوم الشِيطَان يِحَاوِل أنْ يَمْتَلِك النَّفْس وَلَمَّا يَمْتَلِكْهَا يِذِلَهَا وَيِسْلِبْهَا أغْلَى وَأجْمَل مَا تَمْلُك يِجِي رَب المَجْد يَسُوع يِقُولُّه لاَ دَه بِتَاعِي أنَا يُكْرُش بِقُوَّة بِجَبَرُوت بِسُلْطَان بِكَلِمَة التَّانِي يِتْخِزِي لِيه ؟ لأِنُّه عَارِف إِنْ هُوَ حَرَامِي وَعَارِف إِنْ دَه مِشْ مَكَانُه وَعَارِف اللِّي عَمَلُه دَه مِشْ مِنْ حَقُّه وَعَارِف إِنُّه مِشْ حَا يِقْدَر يِثْبَت قُدَّامُه لأِنْ دَه الخَالِق وَدَه القَوِي هُوَ اللِّي قَادِر اللِّي هُوَ نَفْسُه يُلْقِيه فِي بُحِيرَة هُوَ قَادِر إِنْ هُوَ يُهْلِكُه هُوَ نَفْسُه فَيِقُولُّه أُخْرُج فَيُخْرُج إِنْتَ مَعَاك قُوَّة جَبَّارَة المَفْرُوض تِقُولُّه ﴿ إِلهْنَا مَلْجَأنَا وَقُوَّتْنَا ﴾ ( مز 45 – مِنْ مَزَامِير الثَّالِثَة ) إِنْتَ لاَزِم تِكُون وَاثِق مِنْ قُدْرِتُه عَلَى الشِّفَاء اللاَنِهَائِيَّة غِير مَحْدُودَة لِيه فِيك رُوح ضَعْف ؟ لِيه حَاسِس إِنْ الأُمور بِتَاعْتَك هِيَّ كِدَه وَحَا تِفْضَل كِدَه وَمَفِيش حَلْ وَأنَا جَرَّبْت لاَ عَارِف أصَلِّي وَلاَ عَارِف أعِيش فَضِيلَة وَجُوَايَا رَغْبَة إِنْ أنَا أتْحَسِنْ بِس مِشْ مُمْكِنْ وَمِشْ حَا يِحْصَل أقُولَّك لِيه ؟ لِيه وَإِنْتَ فِي إِيدَك صَلِيب ؟!! لِيه وَإِنْتَ مُمْكِنْ تِنْطَق بِإِسْم يَسُوع ؟!! دَه إِسْم يَسُوع مُرْعِب دَه صَار أسْمَاء القِدِّيسِينْ اللِّي أرْضُوه مُرْعِب لِعَدُو الخِير فَكَمْ يَكُون إِسْم يَسُوع نَفْسُه ؟!! لِيه تُبْقَى إِنْتَ مَعَاك مَخَازِن لأِسْلِحَة إِلهِيَّة وَلِيه تُبْقَى عَايِش خَاضِع لِعَدُو ضَعِيف مَهْزُوم ؟!! لِيه ؟ عَشَان كِدَه قَالَ لَهُ أُخْرُج فَلاَقِينَا الأعْمَى شَاف وَالأخْرَس إِتْكَلِّمْ وَاللِّي كَانْ مَجْنُون لَقِينَاه فِي صُورَة مُتَعَقِّلَة نِقُول مَعْقُولَة هُوَ دَه ؟!! يِقُول آه هُوَ دَه يَا لِشَرَاسِة العَدُّو يَا لِشَرَاسِة العَدُّو اللِّي سَلَبِت الإِنْسَان كَرَامْتُه وَلاَزَالَتْ تِسْلِب الإِنْسَان كَرَامْتُه لَمَّا تشُوف نَفْسَك فِي حَالِة خُضُوع لأِعْمَال العَدُّو وَلَمَّا تشُوف نَفْسَك فِي حَالِة خُضُوع لِلوَصَايَا الإِلهِيَّة تِلاَقِي حَتَّى صُورْتَك إِخْتَلَفِت حَتَّى مَلاَمْحَك إِخْتَلَفِت صُوتَك إِخْتَلَف رُدُود أفْعَالَك إِخْتَلَفِت مَشَاعْرَك إِخْتَلَفِت كُلَّ شِئ لِيه ؟ لأِنْ كُلَّ حَاجَة رِجْعِت مَكَانْهَا لأِنْ إِنْتَ إِبْتَدِيت تِعِيش بِحَسَب الحَقَّ الإِلهِي وَبِحَسَب الصُورَة الإِلهِيَّة وَبِحَسَب صُورِة خَالِقَك وَابْتَدِيت تُمَجِّد إِلهَك اللِّي خَلَقَك مِنْ أجْلُه القِدِيس أُوغُسْطِينُوس كَانْ يِقُول لِرَبِّنَا كِدَه ﴿ خَلَقْتَنَا يَارَبُّ لَكَ فَلاَ وَلَنْ تَطْمَئِنْ نِفُوسْنَا إِلاَّ بِالحَيَاة مَعَك ﴾ أدِي الإِنْسَان اللِّي يُؤمِنْ بِقُوِّة الْمَسِيح تُؤمِنْ بِقُوِّة الْمَسِيح فِي حَيَاتَك إِنَّهَا قَادِرَة إِنْ هِيَّ تِغَيَّر قَادِرَة تُرُد إِلِيك كُلَّ مَا سُلِب مِنَّك وَتِرَجَع لَك المَفْقُود أزْيَد مِمَّا كَانْ تُعْطِيك نِعْمِة التَّسْبِيح وَنِعْمِة الرُؤيَة وَتُعْطِيك نِعْمِة العَقْل وَالقُدْرَة عَلَى التَمْيِيز بَيْنَ الأُمور المُتَخَالِفَة دَه عَمَل الْمَسِيح فِي الحَيَاة كُون إِنْ الإِنْسَان يِسَلِّم نَفْسُه لِلعَدُّو بِيَأس يُبْقَى إِنْتَ مِشْ عَارِف قُدْرِة إِلهَك يُبْقَى إِنْتَ مِشْ مُدْرِك هُوَ قَادِر يِعْمِل فِيك إِيه إِنْتَ لَوْ قُلْت دِلْوَقْتِي يَارَب أنَا ضَعِيف إِنْتَ اللِّي قَادِر تِغَيَّرْنِي أنَا بَلْتِجِئ إِلِيك بِكُلَّ ضَعْفِي بَلْقِي كُلَّ هَمِّي عَلِيك أنَا بَقُولَّك يَارَب إِنْتَ قُوَّتِي وَتَسْبِحَتِي أنْتَ مُعِينِي أنْتَ يَارَب اللِّي مُخَلِّص نَفْسِي إِقْتَرِب إِلَى نَفْسِي وَفُكَّهَا إِقْتَرِب إِلَى لِسَانِي المَرْبُوط وَإِنْتَ اللِّي تِفُكُّه إِقْتَرِب إِلَى عَقْلِي اللِّي إِتْشَل وَإِنْتَ اللِّي قَادِر تُرُد لُه التَّفْكِير السَلِيم إِقْتَرِب إِلَى بَصِيرْتِي وَاكْشِف لَهَا عَجَائِب وَاعْطِيهَا نِعْمَة عَشَان تِشُوفَك تِلاَقِي فِي قُوَّة دَخَلِت لَوْ وَاحِد عَامِل فِتِو يُدْخُل بِيت وَيِرُوح رَابِط كُلَّ اللِّي فِيه وَيِرُوح مِنَزِل كُلَّ العَفْش وَيِسْأل النَّاس وَهِيَّ مَرْبُوطَة فِين الدَّهَبْ ؟ النَّاس مَعَ الخُوف يِشَاورُوا لُه وَيِذِلُّهُمْ وَيِضْرَبْهُمْ وَيِمْنَع عَنْهُمْ الأكْل تَخَيَّل لَوْ وَاحِد لُه مَرْكَز كِبِير مُجَرَّد يُدْخُل يِشُوف المَنْظَر دَه كُلَّ حَاجَة تِتْغَيَّر الرَّاجِل المُسْتَبِد دَه خَلاَص تِلاَقِي فِي إِيدُه كَلاَبْشَات أصْغَر عَسْكَرِي مُمْكِنْ يِضْرَبُه فِين الحَاجَة اللِّي خَدْتَهَا ؟ يِقُول فِي المَكَان الفُلاَنِي يِرَجَع كُلَّ حَاجَة مَكَانْهَا وَيَعْتَذِر لِلنَّاس اللِّي عَمَل فِيهُمْ كِدَه وَيِرُوح وَيِتْسِجِن هُوَ دَه الصِرَاع اللِّي بِينْ رَبِّنَا وَبِينْ العَدُّو تَخَيَّل حَالِة السَلْب وَالنَهْب اللِّي إِنْتَ عَايِش فِيهَا دِي تَخَيَّل لَمَّا تُبْقَى رَاضِي عَنْهَا تَخَيَّل لَمَّا تِكُون قَاعِد تَصَالَحْت مَعَ سَالِبَك تَخَيَّل أي حَاجَة تِقُولُّه عَلِيهَا حَاضِر الله لَمْ يَخْلِقْنَا لِنَهْلَك وَلَمْ يَخْلِقْنَا لِكَيْ مَا نُوضَع فِي يَدْ أعْدَائْنَا وَلكِنْ هُوَ خَلَقْنَا لِكَيْ مَا نَكُون لَهُ ﴿ حِينَئِذٍ أُحْضِرَ إِلَيْهِ مَجْنُون أعْمَى وَأخْرَس ﴾ ( مت 12 : 22 ) كُلَّ وَاحِد فِينَا النِّهَارْدَة وَاقِفْ قُدَّامُه يِقُولُّه حَالْتِي لاَ تَخْتَلِف كَثِيراً عَنْ المَجْنُون الأعْمَى الأخْرَس دَه الرَّاجِل دَه اللِّي مَسْلُوب كُلَّ شِئ تَقْرِيباً أنَا زَيُّه أنَا طَاوِعْت شَهَوَاتِي إِلَى النِّهَايَة أفْقَدِتْنِي قُدْرَات كِتِير أنَا وَصَلْت لِدَرَجَة مِنْ الإِخْتِلاَل العَقْلِي المَوَازِين بِتَاعْتِي مِشْ مَظْبُوطَة أنَا مِشْ عَارِف أسَبِّحَك وَلاَ عَارِف أفْهَمَك وَلاَ عَارِف أفْهَم فَضَايْلَك دَه أنَا بَقِيت أقُول عَلَى النَّاس اللِّي بِيِعْمِلُوا فَضِيلْتَك دُول نَاس مِشْ مُتَعَقِلِين دَه أنَا اللِّي مِشْ مُتَعَقِل أقَفْ قُدَّامُه مُجَرَّد بَسْ إِنُّه يُحْضَر إِلِيه يِقُولَّك فَشَفَاه حَتَّى أنَّ الأعْمَى الأخْرَس تَكَلَّمْ وَأبْصَر( مت 12 : 22 ) رَبِّنَا يِدِّينَا أنْ نَلْمَس قُوَّة الْمَسِيح فِي حَيَاتْنَا وَأنْ نِتَضَايَق مِنْ إِسْتِبْدَاد العَدُّو وَأنَّ كُلَّ مَا إِزْدَاد إِسْتِبْدَادُه لِينَا كُلَّ مَا زَاد صُرَاخْنَا لِلقَادِر أنْ يُخَلِّصْنَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
08 ديسمبر 2022

شخصيات الكتاب المقدس يشوع بن يوصاداق

يشوع بن يوصاداق (عزرا 5: 2) اسم عبري معناه "يهوه خلاص"، وهو كاهن عظيم ابن يهوصاداق أو يوصاداق (عز 3: 2)، الذي سبي إلى بابل (1 أخبار 6: 15). وعاد يشوع مع زربابل (عز 4: 3 و2: 2). وكان يعينه على بناء الهيكل وإصلاح الأمور الدينية، وعلى الرغم من ذلك فقد تزوج بعض أولاده نساء غريبة (عز 10: 18). ويدعى أيضًا "يهوشع" (زك 3: 1 و3 و8 و9 حج 1: 1 و12 و14 و2: 2 و4). تعالوا نتعرف أكتر على يشوع بن يوصاداق ونشوف هنتعلم ايه؟ 1- يشوع المصلح كلنا عارفين لما شعب يتعرض للسبي هنلاقي الشعب يبعد عن عاداته واطفال يولدوا في أرض غريبة بعادات غريبة فكان دور يشوع هو اصلاح الامور الدينية وتثبيت الشعب وتعليمه الشريعة 2- يشوع والأولوية في أول فوج من الرجوع للسبي أول حاجة فكر فيها هو بناء بيت الرب أولا قبل بناء السور أو بناء المدينة لأن الاحتياج لقوة الله للعمل 3- يشوع وعدم التدقيق زي ما عمل عالي الكاهن كان مهتم جدا بخدمته فأهمل أولاده كذلك يشوع أهمل في التدقيق مع أولاده ونلاحظ في عزرا 10: 18 أن أولاده على خلاف الشريعة تزوجوا نساء غريبة تعالوا نطبق اللي اتعلمناه 1- اصلح من نفسك حتى يأتمنك الله لكي تكون ملجأ لمن يريد المشورة الصالحة فالكوب الفارغ لا يروي عطشان 2- اجعل دائما اولولية حياتك هي اللجوء لله اجعل باكورة يومك لله أول ما تفتح عينك تكون الصلاة وآخر ما تعمله هو الصلاة 3- أسرتك هي وزنتك التي يحاسبك عليها الله وتذكر أن الذي لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو أشر من غير المؤمن
المزيد
31 يناير 2023

قـانـونيـة الـتوبـة

التوبة القانونية ، الفعالة والمقبولة ، يجب أن تشمل الركائز التالية :- ١ - الندم الصادق : على كل ضعف أو سقطة أو عبودية رديئة . ٢ - العزم الأكيد : على ترك طريق الخطية والسير بحسب الله . ٣ - الإيمان الواثق : بشخص الفادي الحبيب ، الذي لا يرد خاطئاً تائبا . ٤ - الاعتراف الأمين : أمام الله بحضور الأب الكاهن ، وكيل سر التوبة ، الذي أخذ من الرب سلطة الحل والربط ، لبناء حياتنا وضمان استقامتها . ١ ـ الــنــدم : والحقيقة أنه لا جدال في أنه لا توبة بدون ندم ، وإلا فلماذا أتوب ، ما لم أشعر بفساد الخطية وقدرتها على تدمير حياتي . ولا توبة بدون عزم يهدف إلى تغيير مسار حياتي ، ويثور على ضعفاتي وبعدى عن الله ، ويهتم بأن يقترب الإنسان من الرب ليحيا . كذلك فالسيد المسيح هو غافر خطايانا ، ومنقذ حياتنا من الفساد ، ومكللنا بالمراحم والرأفات . الندم حقيقة علمية اختبارية قبل أن علم النفس تكون حقيقة دينية . ذلك أن يؤكد لنا الاحساس بالندم بعد خلال ما تسميه « sense of guilt ) . وهو ليس توهماً بسبب المعتقدات الدينية ، بدليل ندم الملحدين بعد أي ظلم أو خطأ يقترفونه . لأنه هناك في أعماق الإنسان « الشريعة الأدبية » أو « الضمير» « الناموس الأدبي الطبيعي » ... وهو الذي يوخز الإنسان حين يخطىء ، ويثنى عليه حين يصيب . أما في الفكر الفلسفي فالندم عند سارتر مثلاً قضية كبرى ، لم يستطع أن خلال مسرحيته الشهيرة يحلها من « الذباب » . فالثورة على الندم بالمزيد من الخطأ ، ترفع حدة الندم في قلب الإنسان ، ولا يريح الإنسان سوى التوبة والاعتذار والعودة إلى الصواب . ٢ ـ العـــــزم : العزم : أساسي جداً لصدق التوبة عن استنكاري للخطية ، وإدراكي لقوتها التدميرية الهائلة في الحياة نهر اعلان الانسانية . ولذلك فمهما بذلك الإنسان من جهد في سبيل التوبة والقداسة والنصرة ، فهو جهد في محله ، وثمار هذا الجهد مفرحة : السلام ، وراحة الضمير ، والقرب من الله ، والعلاقات الطيبة البناءة مع الناس ، والنجاح في كل مجالات الحياة . ٣ ـ الثقة في دم المسيح : الثقة في دم المسيح : ضرورة لا بد منها لعدة أسباب :- أ- فبدون دم المسيح تستحيل المغفرة ، إذ أن دم المسيح كان عوض موتنا نحن كحكم صدر علينا بسبب الخطية . والرب بصليبه دفع الدين ، وغفر لنا خطايانا « بدون سفك دم لا تحصل مغفرة » . كما أن دم المسيح هو الذي يطهرنا من تلوث الاثم ، « دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية » ( ١ يو ۱ : ۷ ) إنه الاغتسال اليومي بالتوبة ، الذي يطهر أعماقنا من الإثم . ب- كذلك فدم المسيح يقدسنا بمعنى أنه يخصصنا هياكل مقدسة لله .« يسوع . لكى يقدس الشعب بدم نفسه ... تألم خارج الباب » ( عب ۱۳ : ۱۲ ) . ج- وهو أيضاً يثبتنا في الرب ، « من يأكل جسدى و يشرب دمي ، يثبت في وأنا فيه » ( يو ٦ : ٥٦ ) . ... د- كما أنه يقيمنا ويحيينا حياة أبدية « من يأكل جسدى و يشرب دمي ، فله حياة أبدية ، وأنا أقيمه في اليوم الأخير » ( يو ٦ : ٥٤ ) . أي بديل إذن يمكن أن يعوضنا عن دم المسيح ؟ !! فلترجع إلى الرب بكل القلب ، واثقين في دمه القاني ، وحبه العجيب ، طالبين عمله الإلهى في قلوبنا المحتاجة وإلى مقال قادم حول « الاعتراف » . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
19 أغسطس 2022

حول التجلي الإلهي

صعد ربنا يسوع المسيح إلى جبل ثابور برفقة ثلاثة من تلاميذه وإذا به يصير مشعاً بكليته أمامهم، ورأوا برفقته موسى وإيليا يتحدثان إليه. ثم سمعوا صوتاً من السحابة يقول: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”.لقد وقع البعض في فخ تفسير التجلي تفسيراً سطحياً، وقالوا إنه مجرد نور حسِّي، كما فعل بعض الهراطقة، ولكن القديس بالاماس دحض مزاعمهم واستفاض في الرد عليهم في ثلاثياته المشهورة. ومما كتب القديس“… أن هذا النور… يسمو على سائر الكائنات فكيف نقدر أن نحتسب حسياً ما يسمو على سائر الكائنالت؟ أي كائن حسي ليس مخلوقاً؟ فكيف يكون ضياء الله مخلوقاً؟ فهذا النور ليس بحصر المعنى حسياً”[1]. يقع جبل ثابور في منطقة الجليل السفلي وعلوه حوالي 600 م. إن قلنا “الرب تجلى” لا نقصد بهذا أنه قد حصل أي تغيير للمسيح يسوع، فهو منذ البدء يلبس الألوهة، وقد ظهر للتلاميذ وللجميع كإنسان لابساً جسداً، بحسب ما تؤمن به الكنيسة أنه إله وإنسان معاً. إذن بالتجلي لم يحصل للرب أي تغيير، بل أنه كشف النقاب عن ألوهته المستترة تحت غطاء الجسد.يقول القديس يوحنا الدمشقي: “… اليوم تُرى أمور غير منظورة للعيون البشرية، جسد أرضي عاكساً تألقاً إلهياً، جسد مائت يدفق مجد الألوهة… تجلى أمامهم الذي هو على الدوام ممجد وساطع ببريق الألوهة، لأنه، إذ هو مولود من الآب من دون بداية، فهو يملك شعاع الألوهة الطبيعي الذي لا بدء له، وهو لم يكتسب في وقت لاحق الكيان ولا المجد…… إنه يتجلى إذن، فلا يأخذ ما لم يكن عليه، بل يظهر ما هو عليه لتلاميذه، فاتحاً أعينهم، وجاعلاً إياهم مبصرين بعد أن كانوا عمياناً…”[2] نلاحظ بدايةً في النص الإنجيلي أن الرب يسوع يطلق عبارة “ملكوت الله” على نور تجليه: “…إن بعضاً من الموجودين هنا لن يذوقوا الموت حتى يروا ابن البشر آتياً في ملكوته” (متى 16: 28، ولوقا 9: 27) لهذا ربط الآباء التجلي بالحياة الأبدية.قبل السقوط، كان آدم، الإنسان الأول، يتأمل في المجد الإلهي، ولكنه تحوَّل عن الجمال الأول وصار اهتمامه منصباً على كل ما هو أرضي. أما بالتجلي فقد أعاد الله للإنسان هذه الخاصيّة، هذه الرفعة، وسمح لبشر مائتين بأن يعاينوا مجده وجماله. بالتجلي شعّ يسوع بمحبته للبشر، و”دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب” (1 بط 2: 9)، هو الشمس التي لا تغيب. وقد قال الكتاب: “النور يظهر للصديقين والفرح لمستقيمي القلوب” (مز 66: 11) وأيضاً يترنم داود قائلاً للرب: “ثابور وحرمون باسمك يتهللان” (138: 13) متنبأً عن الفرح الذي يحل على الجبل بالتجلي. الله يحوّل الذين ينيرهم إلى شموس أخرى لأن متى يقول أيضاً “الأبرار يضيئون كالشمس في ملكوت أبيهم” (متى 13: 43). ما هذا النور الساطع؟ لمَ تشبهونه بالشمس وهو صانعها و”المتسربل بالنور كالثوب”، و”كوكب الصبح”، وهو “النور المولود من النور”؟ هل يمكن تشبيه الله الفائق المجد؟ الذي لا يُقارن؟ هل أراد أن يريهم “المجد الذي كان له “من قبل إنشاء العالم”؟. وابتغى أن يريهم الإله، ابن الله، المتخفّي وراء الجسد البشري والمتجسد لأجل خلاص البشر؟ يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: “لقد أراهم مجده”. ولكن، لماذا كتم الإله الذي قبل كل الدهور، ملك الملوك ورب الأرباب، عظمتَه ومجده كل الفترة التي أمضاها مع تلاميذه ولم يظهرهما إلا بهذه الطريقة؟ هل وجد أنهم كانوا، حتى تلك الساعة، عاجزين عن فهم ألوهته؟ يقول القديس افرام السرياني إنه بهذا “أراهم كيف ينبغي أن يأتي في ذلك اليوم الأخير بمجد لاهوته وبجسد ناسوته، وكيف سيتمجدون هم أيضاً”[3]. لم يكن هذا التجلي من أجله، بل من أجل تلاميذه (من أجل الكنيسة كلها). بسبب تواضعه أظهر لهم ألوهته ليروا مجده حتى لا يقعوا في الشك حين يرونه متألماً بالجسد ومائتاً على الصليب، عارياً مرذولاً. “عرفوه ابناً لمريم وأظهر لهم على الجبل أنه ابن الله. شاهدوه يأكل ويشرب، يتعب ويستريح، ينعس وينام، يخاف ويعرق، الأمر الذي لا يتناسب مع ألوهيته”[4]. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: “صعد إلى الجبل وتجلّى أمامهم، ولمع وجهه كالنور وصارت ثيابه بيضاء كالثلج. لقد شقّ جزئياً باب الألوهة وأراهم الإله الذي يسكن فيه وتجلى أمامهم… لماذا قال الإنجيلي: “أكثر من الشمس” لأنه ليس من كوكب أكثر ضياءً منها. ولماذا قال: “أكثر بياضاً من الثلج”، لأنه ليس من مادة أكثر بياضاً، ولكنه لم يشعّ هكذا، إذ “وقع التلاميذ أرضاً”. فلو كان يشع كالشمس لما وقع التلاميذ أرضاً، إذ كانوا يرون الشمس كل يوم ولا يقعون أرضاً، بل لأنه شعّ أكثر من الشمس وأكثر من الثلج، فلهذا، ولكونهم ما استطاعوا احتمال بهائه، وقعوا أرضاً…”والحقيقة أنه، إذ أشفق على تلاميذه، نزل إلى ضعفهم، أراهم من ألوهته فقط بقدر ما يستطيعون احتماله، “بحسب ما استطاعوا”، تقول الكنيسة في قنداق العيد. فماذا كان حدث لو أنه أراهم مجده الحقيقي؟ أما كانت الدنيا فنيت، لأنه “ينظر إلى الأرض فيجعلها ترتعد ويمسّ الجبال فتدخّن”؟ لو أنه أبدى جوهره، أما كانت الشمس انطفأت والقمر اضمحلّ والأرض فنيت؟ لهذا غلف نفسه بجسد وأتى بعذوبة ودون صخب.إلا أن بطرس، وقد استنار فكره بهذه الرؤيا المغبوطة جداً… لم يعد يريد أن ينفصل عن هذا النور، فقال للرب: “حسن أن نكون هنا….” (لو 9: 33). في الحقيقة لم تكن ساعة التجديد قد حلت بعد: ولكن حين تحلّ فإننا لن نعود بحاجة إلى مظال صنع أيدي الناس. وأكثر من ذلك فإنه ما كان يجب مساواة العبدَين بالسيد، بصنع ثلاث مظال متشابهة، فإن المسيح، كابن حقيقي، هو في حضن الآب (يو 1: 18)، بينما النبيّان، كخادمَين حقيقيَّين لإبراهيم، سوف يسكنان في أحضان إبراهيم. وإذ كان بطرس لا يفقه ما يقول، اقتربت غمامة مضيئة وظللتهم بظلها، قاطعةً حديث بطرس ومظهرةً أية مظلة هي التي تليق بالمسيح. (القديس غريغوريوس بالاماس). (الموعظة الثانية للقديس عن التجلي)[5] ولكن ما هي هذه الغمامة؟ وكيف تظللهم بظلها وهي مضيئة؟ يتساءل القديس غريغوريوس بالاماس: أليست هي النور الذي لا يدنى منه الذي يسكن فيه الله (1 تيم 6: 16) والذي “يلبسه كالثوب” (مز 53: 2-3) لأنه “جعل السماء مركبة له” (مز 53: 2-3) و”جعل الظلمة خباءً له” (مز 17: 12). غير أن الرسول بولس يقول إن الله هو “الوحيد الذي يملك الخلود… الساكن النور الذي لا يدنى منه” (1 تيم 6: 16)، أي إن النور والظلمات هي حقيقة واحدة، وإن كانت الغمامة تظللهم بظلها فبسبب سموّ شعاعها. إلا أن اللاهوتيين يؤكدون أيضاً أن هذا النور – الذي رآه الرسل فيما مضى – لا يدنى منه… كما يؤكد ديونيسيوس العظيم أن النور الذي لا يدنى منه الذي يقال إن فيه يسكن الله هو ظلمة ويضيف: “فيه يولد كل من هو أهل لأن يعرف ويتأمل الله”.(ديونيسيوس الأريوباغي، الرسالة الخامسة) (من الموعظة الثانية للقديس عن التجلي)[6] لقد برهن لنا الرسل أنه يتعذر على أي طبيعة مخلوقة حتى التحديق بالمجد الإلهي، لأنهم ما استطاعوا تحمّل هذه الرؤية الظاهرة لهم على الجبل، بل وقعوا أرضاً، وما كانوا قد رأوا سوى جزء بسيط من المجد الإلهي.يقول الدمشقي: “المجد لم يأتِ على الجسد من خارج بل من الداخل، من ألوهية كلمة الله الفائقة الألوهية والمتحدة بالجسد بحسب الأقنوم على نحو يتعذر وصفه”[7]. وقال فم الذهب إن النور كان على وجه موسى عابراً، مستشهداً بقول الرسول بولس في (2 كور 3: 7).الآب والكلمة والروح القدس يملكون هذا النور بالطبيعة أما الآخرون فيشتركون في النور بالنعمة. وهذا ما نراه في موسى وإيليا. ليست أول مرة يشترك موسى بالنور على جبل ثابور، بل في الماضي أيضاً حين رآه بنو إسرائيل مضيء الوجه ولم يتمكنوا من التحديق فيه (خر 34: 29) هذا ما يبرهنه أحد الآباء الذي يقول: “موسى تلقى على وجه مائت مجدَ الله غيرَ المائت”.“هذا المجد وهذا البهاء سوف يراهما الجميع حين يظهر الرب مشعاً من الشرق إلى الغرب. اليوم رآه الذين صعدوا مع يسوع، إلا أن أحداً لم يرَ جوهر الله ولا طبيعته. وهذا النور الإلهي قد أُعطي بمقياس، ومقسَّماً بدون تجزئة بحسب استحقاق الذين يتلقونه. والبرهان هو أن وجه يسوع يشع أكثر من الشمس وأصبحت ثيابه بيضاء كالثلج. ثم ظهر موسى وإيليا في المجد نفسه إلا أن أحداً منهما لم يشعّ بالقوة نفسها، كالشمس. أما التلاميذ فقد رآوا هذا النور لكنهم لم يتمكنوا من التحديق فيه. بالنتيجة فإن هذا النور يُعطى بمقياس وتجزئة ولكن من دون تقسيم. إنه يجعل الآخرين يعرفونه جزئياً الآن وجزئياً فيما بعد. لهذا يقول الرسول بولس الإلهي: “الآن نعرف جزئياً ونتنبأ جزئياً” (1 كور 13: 9). طبيعة الله لا تتجزأ على الإطلاق ولا هي قابلة للفهم على الإطلاق. ونحن، إذ ندير ظهرنا لهراطقة الأمس واليوم، نؤمن بأن القديسين يرون ويتلقون بالمشاركة ملكوت الله ومجده وبهاءه ونوره الذي لا يدنى منه ونعمته، ولكن لا جوهره…” (القديس غريغوريوس بالاماس ـ الموعظة الثانية)[8] كما ينقل القديس بالاماس، في ثلاثياته، عن القديس مكسيموس قوله إن “التلاميذ انتقلوا من الجسد إلى الروح القدس حتى قبل انتقالهم من هذه الحياة، وذلك من جراء تغيير قد طرأ على عمل حواسّهم أحدثه فيهم الروح القدس”[9]. لمَ سقط الرسل أرضاً؟ ولكن حين تلتمع السحابة المضيئة ويدوي صوت الآب من السحابة يختفي النبيّان ويسقط الرسل أرضاً ويبقى الرب يسوع وحده: حتى يعرف الرسل أن المقصود بابن الله هو وحده وعليهم أن يسمعوا له.“وقع التلاميذ أرضاً ووجوههم نحو الأرض” (متى 17: 6)، ولم يكن ذلك بسبب الصوت، فقد سمعوه مرات كثيرة في مناسبات أخرى: على الأردن، ولكن أيضاً في أورشليم عند اقتراب الآلام الخلاصية، فقد قال يسوع: “يا أبتِ مجِّد اسمك” فجاءه صوت من السماء يقول: “قد مجَّدتُ وسأمجِّد أيضاً” (يو 12: 28) وسمعه الجمع كله ولكن أحداً منهم لم يقع أرضاً. ولكن هنا لم يُسمع الصوت فقط، بل كان هناك أيضاً نور لا يُحتمل يلتمع في الوقت نفسه مع الصوت الذي يدوي. هكذا اعتبر الآباء الحاملو الإله بحصافة أن الرسل سقطوا على وجوههم ليس بسبب الصوت بل إشعاع النور الفائق الطبيعة “خوفاً” كما يقول مرقس (يو 9: 6) بسبب هذا الظهور الإلهي بالتأكيد. (القديس غريغوريوس بالاماس ـ الموعظة الثانية)[10] ماذا يفعل هنا موسى وايليا؟ ظهر لهما موسى وإيليا لأنهما يعتبران قطبين مهمَّين في العهد القديم، ولكنهما وهما يقفان الآن كخادمَين أمام سيد الكل ورب الأرباب.لقد أُحضر موسى من الجحيم (كل القديسين من العهد القديم كانوا في الجحيم، بحسب القديس أبيفانيوس في عظته الشهيرة في نزول المسيح إلى الجحيم) للدلالة على أنه إله الأحياء والأموات.يقول القديس يوحنا الدمشقي: “اليوم موسى يخدم كعبدٍ المسيح… وهذا ما يعنيه برأيي ظهرُ الله (خر 33: 23)، ويعاين بجلاء مجد الألوهة مخبوءاً في فجوة الصخرة كما يقول الكتاب. ولكن الصخرة إنما هي المسيح الإله المتجسد كما علّمنا بولس: “هذه الصخرة كانت المسيح” (1 كور 10: 4)”[11]. لقد كانا يتباحثان مع يسوع بخصوص آلامه وصلبه وقيامته، بخصوص “العمل الذي أعطاه إياه الآب” (يو 17: 4)، أي مجيئه إلى هذا العالم من أجل إتمام خلاص البشر. يسوع أتى وتجسد وليس في فكره غير الجلجلة، أي خلاصنا. يسوع ممتلئ بالمجد على ثابور وفكره في الجلجلة. وكذا كل من ودّ أن يتجلى فعليه أن يمر بالجلجلة. الذي به سررتُ يقول القديس نيقوديموس الآثوسي: “الذي به سررت” تعني بحسب القديس بالاماس، حسب مشيئة الله السابقة في سر تدبير ابنه بالجسد”[12]. لماذا غلب عليهم النوم؟ أليس هذا مفاجئاً؟ أن يناموا فجأة هكذا، على الجبل فيما هم يشهدون أموراً فائقة الوصف؟ يقول القديس اندراوس الكريتي: “… فهم، إذ عجزوا عن احتمال شعاع هذه البشرة التي لا عيب فيها، الذي انبجس كما من نبع، من ألوهة الكلمة، بطريقة فائقة الطبيعة من خلال البشرة التي اتحد بها بحسب الأقنوم، سقطوا على وجوههم، يا للمعجزة! في خروج كامل جداً خارج من الطبيعة، مأخوذين بنوم ثقيل وفزع، مغلقين حواسهم، موقفين تماماً كل حركة فكرية وكل فهم، هكذا كانوا سوية مع الله، في عمق هذه الظلمات الإلهية الفائقة النور وغير المنظورة…”[13] صوت الآب رفعهم يقول القديس افرام السرياني إن “صوت الآب أسقطهم وأما صوت الابن فقد رفعهم بالقدرة الإلهية لأجل تلك الألوهة الحالّة في جسده والمتحدة به بلا تغيّر”[14]. ماذا يعلّمنا التجلي؟ يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي: “… أنا أشعر بأنه سوف يأتي بالجسد كما ظهر للتلاميذ على الجبل حيث استعلن، والألوهة تنتصر على الجسد الشقي[15].. ويوافقه ذيونيسيوس الأريوباغي الذي يؤكد: “سوف يظهر الرب لخدامه الكاملين (في ذلك اليوم) كما رآه الرسل تماماً على جبل ثابور”. لنتأمل بعيوننا الداخلية هذا المشهد العظيم: طبيعتنا تستقر أبدياً مع نار الألوهة اللاهيولية، ولنترك هنا أقمصتنا الجلدية التي نلبسها منذ معصية آدم وسقوطه، ولنقف في أرض مقدسة مظهرين كل واحد منا بأن أرضه مقدسة بفضيلته وشوقه إلى الله، وبثقة من يقف في نور الله لنهرع كي نستنير من بهائه ونعيش إلى الأبد مستضيئين في مجد البهاء المثلث الشموس والواحد في آن، الآن وإلى دهر الدهور، آمين.
المزيد
26 أكتوبر 2022

الذين يعطون

تكلمنا عن القلب الحنون، الذي يعطف على الناس روحيًا. هذا القلب يعطف أيضًا ماديًا، وباستمرار يعطى وهذه هي شيمة الذين يعطون: يعطون بحب، وبسخاء وباستمرار، وبدون أن يطلب منهم.. وبراحة داخلية ما أجمل أن نشرك الله معنا في أموالنا، فيكون له نصيب منها وما نعطيه لله، لا نحسبه جزءًا ضائعًا من مالنا، وإنما نحسبه بركة كبيرة لباقي المال إذ أن الله عندما يأخذ من مالنا شيئًا، إنما يبارك هذا المال، فيزيد أكثر من الأصل بما لا يقاس. ويصبح مالًا مباركًا، ويعوضه الرب أضعافا من جهات أخرى. ونجد أننا بهذا العطاء قد زدنا ولم ننقص وفى الواقع أننا لا نعطى الله من مالنا، بل من ماله هو.. إن كل شيء نملكه هو ملك لله، ونحن مجرد أمناء عليه، مجرد وكلاء لله في هذا المال الذي استودعنا إياه لكي ننفقه في الخير. حقًا، ما الذي نملكه نحن؟! نحن الذين قيل عنا إننا:"عراة جئنا إلى الأرض، وعراة نعود إلى هناك".. الله هو المالك الحقيقي لكل ما نملك. وما أصدق داود النبي حينما قال لله "من يدك أعطيناك" وقد ظهر العطاء في التوراة في وصية العشور، حيث طلب الله من الناس أن يدفعوا العشور من كل ما يملكون ولكن العشور لم تكن كل شيء في العطاء.. كانت هناك أيضًا البكور، والنذور، والتقدمات، والقرابين، والنوافل وفي البكور كان الإنسان يعطي أوائل ثمار الأرض. أول حصيده يقدمه للرب، لكي يبارك الرب كل الحصاد. كما كان يقدم المولود البكر من كل حيواناته، حتى ابنه هو البكر، كان يقدمه لخدمة الرب، كما قال الرب في التوراة " قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم" ما أجمل أن نعطي البكور للرب: المرتب الأول الذي يتقاضاه الإنسان، والعلاوة الأولى وأول إيراد خاص يصل إليه. فمثلًا أجرة أول عملية يجريها الجراح يقدمها للرب وأول كشف للطبيب، وأول درس خصوصي للمدرس، وأول عمل يد للصانع. وهكذا يبارك الله كل أعمالنا لأنها بدأت به، وقدمنا أولى ثمارها له بل أن بكور الوقت نقدمها لله أيضًا.. الساعة الأولى في النهار نقدمها لله. أول كلمة ننطق بها كل يوم تكون كلمة موجهه إلي الله. أول عمل نعمله في يومنا يكون مختصًا بالله وعبادته. وبهذا يبارك الله يومنا ويقدسه وبنفس الوضع أول يوم في عامنا يكون يومًا للرب وفي عطائنا لا يصح أن نحاسب الله بالدقة الحرفية. فإن دفعنا العشور مثلًا، لا يجوز أن نقول لله: "كفاك هذا! ليس لك شيء عندنا بعد!" كلا، إن العشور والبكور هي الحد الأدنى للعطاء، وأما العطاء فلا حدود له، أنه يختص بالقلب الحنون العطوف الذي يعطي عن حب مهما كانت قيمة العطاء، دون أن يحاسب الله على ما يعطيه ولقد جاءت المسيحية فرفعت العطاء عن مستوى العشور. وقالت: "من له ثوبان، فليعط الذي ليس له". ولم تكتف بهذا، بل تطورت إلي العطاء بغير حدود. فقال السيد المسيح في الإنجيل المقدس: "مَنْ سألك فأعطه. ومَنْ طلب منك، فلا ترده"هكذا لم يقتصر العطاء على العشور والبكور والنذور.. بل بقى باب الكمال مفتوحًا لما هو أكثر من هذا فعندما جاء الشاب الغني إلي السيد المسيح يستلهم منه معرفة الطريق الذي يوصله إلي الحياة الأبدية، أجابه بتلك الوصية الجميلة الخالدة "إن أردت أن تكون كاملًا، أذهب وبع كل مالك وأعطيه للفقراء، وتعال أتبعني"هذه الوصية، نفذها القديس انطونيوس حرفيًا وبها أسس الحياة الرهبانية فباع ثلاثمائة فدان كان يملكها من أجود الأطيان، ووزع ثمنها على الفقراء، وعاش حياة الزهد والنسك وسير القديسين تحكي لنا صور عجيبة للعطاء فالقديس الأنبا سرابيون الناسك، رأى رجلًا فقيرًا، وإذ لم يكن له ما يعطيه، باع إنجيله وأعطاه ثمنه وفي ذلك الوقت لم تكن هناك مطبوعات، وكان الإنجيل مخطوطة ثمينة ثم مر بعد ذلك فرأى فقيرًا آخر وإذ لم يكن له شيء أخر يعطيه، خلع ثوبه وأعطاه له. ورجع إلي مسكنه بلا ثوب ولا إنجيل. فلما سأله تلميذه(أين إنجيلك يا أبي؟)، أجابه(كان هذا الإنجيل يقول لي "اذهب بع كل مالك وأعطيه للفقراء" فبعته لأنه كان كل ما لي).. فقال له تلميذه(وأين ثوبك؟) فأجابه(خلعته ليلبسه المسيح..) ولعل أجمل ما في العطاء، أن يعطى. الإنسان من أعوازه لأن الشخص الذي يعطى من أعوازه، إنما يفضل غيره على نفسه، بل يتعب لأجل إراحة غيره. وهذا هو منتهى الحب الذي فيه تزول الذاتية، وتحل في موضعها محبة الغير.. وقد مدح السيد المسيح الأرملة الفقيرة التي وضعت شيئًا ضئيلًا في الصندوق. وقال إنها أعطت أكثر من الجميع، لأنها أعطت وهي محتاجة إن القلب الحنون دائمًا يعطى. وإن لم يجد شيئًا يعطيه، فإنه يعطى كلمة حب و قد يوجد شخص يقترض لكي يعطى غيره. أو يطلب من الآخرين لكي يعطى للمحتاجين. ومن هنا نشأت الجمعيات الخيرية التي تجمع لتعطى ولكن أهم عطاء هو القلب ذاته. أعط الناس من قلبك، قبل أن تعطيهم من جيبك أعطهم عاطفة، قبل أن تعطيهم مالًا. أظهر لهم أنك شخص محب، وليس مجرد شخص محسن.. والعطاء الخالي من الحب يكون عملًا اجتماعيًا أو إداريا، ولكنه ليس عملًا روحيًا والقلب الحنون عندما يعطى، إنما يشعر أنه يتعامل مع الله ذاته من مال الله، يعطى عيال الله، دون أن يشعر بأي فضل من جهته هذا القلب العطوف يعطى للكل لا يقتصر على الأصدقاء والأحباء، وذوى القربى، وبنى جنسه، وأخوته في الدين والمذهب. كلا، بل يضع أمام عينيه أن يريح الكل، ويشفق على الكل. وبهذا يكسب الكل، ويحيط نفسه بجو من المحبة والقلب العطوف يعطى دون أن يطلب منه هو دائم التفكير في احتياجات الناس، دون أن يقولوا له يريد أن يريح الناس، يريد أن يسعدهم. وأن وضعت في يده مسئولية، يستخدمها لراحة الناس. وإن وهبه الله ثروة أو سلطة أو أية إمكانية، فإنه يستخدمها لأجل راحة الناس، كل الناس.والقلب العطوف لا يستطيع أن ينام، إن سمع أن هناك شخصًا متعبًا أو محتاجًا. بل يظل يفكر ماذا يفعل لأجله لذلك كان من المستحيل على مثل هذا القلب أن يؤذى أحدًا، لأنه يتألم لآلام الناس، أكثر من تألمهم هم. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل