المقالات

02 يناير 2023

أترى ماذا يكون هذا الصبي ( لو 1 : ٥٧-٨٠ )

في الثلاثة آحاد السابقة سمعنا عن صمت القديسة مريم وعن حوارها وعملها الكرازي ، أما وقد اقترب عيد ميلاد السيد المسيح ، فتقدم لنا الكنيسة ميلاد يوحنا المعمدان ، وقد سبق لنا الحديث عن عيد استشهاده في ميلاده يروي لنا القديس لوقا البشير أربعة أمور تمس علاقتنا بميلاد السيد المسيح ونمونا الروحي : 1- تسمية يوحنا [ 59-63 ] . 2- التساؤل : ماذا يكون هذا الصبي ؟ [ 66 ] . 3- تنبؤ زكريا عن الخلاص في بيت داود [ 67-79 ] . 4- كان الصبي ينمو ويتقوى بالروح [ ۸۰ ] . 1- تسمية يوحنا [ 59-63 ] . في يوم ختانه رفضت اليصابات تسميته " زكريا " باسم أبيه ، وقالت : " لا بل يسمى يوحنا " [ 60 ] . لم تذكر اليصابات أنها اتفقت مع رجلها على تسمية الابن ، لذلك تعجب الحاضرون عندما كتب على لوح أن اسمه يوحنا .فماذا وراء هذا الاسم الذي لم يتسم به أحد من عشيرتهما . إذ جاء هذا الطفل ليكون الصوت الصارخ في البرية ليعد الطريق للرب ، أراد الوالدين دون اتفاق سابق ألا يكون منتسبا للعشيرة ، بل ينتسب للرب الذي يعلن حنانه كحمل يحمل خطية العالم . هكذا يليق بإنسان الله ألا ينشغل بالزمنيات ، بل يضع نصب عينيه أن يتمم الرسالة التي وضعها الله له لبنيان ملكوته . في لقاء مع شيخ وزوجته ، سألتهما : ما هي رسالتكما ؟ في دهشة قال لي الشيخ : لم يرد هذا السؤال على ذهني مطلقا ، ولست أعرف ما هي رسالتي . طلبت منه أن يسأل الله في كل صلواته عن رسالته التي وضعها الله في خطته . 2- ماذا يكون هذا الصبي ؟ [ 66 ] . شعر جميع الجيران بأن يد الرب معه [ 66 ] ، وأن له رسالة فائقة لا يعرفها أحد . مسكين الإنسان الذي يكون كسمكة ميتة ليس لها طريق تسلكه ، بل تحركها أمواج البحر في اتجاهات متباينة . مع شعور المؤمن بضعفه يثق في عمل الله به وفيه ، فيقول مع الرسول : " أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني " ( في 4 : 13 ) . إنسان الله يضع أمام عينيه مركزه الجديد كابن الله يعتز بأبوة الله السماوي ، ويثق في تدبير الرب لكل حياته . 3- تنبؤ زكريا الكاهن عن الخلاص في بيت داود [ 67-79 ] . ما شغل قلب زكريا ليس أن الله نزع العار عن الأسرة ، إذ صار لها ابن يستلم منه الكهنوت ، ولا ماذا يقول الناس عنه ، إنما تذكر قول الملاك له : " ويكون لك فرح وابتهاج ، وكثيرون سيفرحون بولادته ، لأنه يكون عظيمًا أمام الرب ، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس ، ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم " ( لو 1 : ١٤-١٦ ) . تهلل الجنين يوحنا في بطن أمه ، وسكب فرحا وبهجة على أسرته ، وامتد الفرح إلى جيرانهم ، وسر به السمائيون إذ رأوه أنه عظيم في عيني الرب ، ويرد كثيرين إلى الرب إلههم ، ويتمتعون بمحبة الله وخلاصة ! 4- و كان الصبي ينمو ويتقوى بالروح [ ۸۰ ] . النمو المستمر علامة الحياة ، فإن كان قد امتلأ من الروح القدس وهو بعد في بطن أمه كقول الملاك ( لو 1 : 15 ) ، فهذا الملء يتجدد باستمرار خلال نموه ، فيزداد قوة بالروح ، هذا ما كان يسعى إليه الرسول بولس لعله يبلغ قامة ملء المسيح ( أف ٤ : ١٣ ) . القمص تادرس يعقوب ملطي كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج
المزيد
01 يناير 2023

تسبحة زكريا الأحد الرابع من شهر كيهك

الاحد الرابع من شهر كيهك المبارك اقترب موعد ظهور المخلص ومزمور اليوم يقول يا جالس على الشاروبيم اظهر انت المختفي المحتجب انت الذى التغمات السماءيه تقف حولك انت الجالس على الشاروبيم المبتعد عنا بعيدا بنقول لك اظهر تعالى وحل بيننا واسكن في وسطنا لخلاصنا يا اللة ارددنا ولينر وجهك علينا فنخلص الكنيسة بتعلن اشتياقها لقدوم المخلص انجيل النهارده انجيل ميلاد يوحنا المعمدان ابن زكريا النبي والكاهن كلنا نعلم أن يوحنا هو السابق السابق هيجي قبل السيد المسيح مادام جاء يوحنا يبقى المسيحي اقترب جداعشان كدة حكمت الكنيسة النهاردة انجيل يوحنا الاسبوع القادم ميلاد السيد المسيح عندنا تمت زمان اليصابات لتلد ابنا سمع جيرانها واقربائها ان الرب قد عظم رحمته لها ففرحوا معها طبعا اليصابات امراه عاقر ولدت ولد ابن في شيخوخه فكان حدث مفرح جدا ورأوا رجاءها فى قدوم المخلص بيزيد اليوم الثامن عاده اليهود انهم يختنوا الطفل وفي اليوم الثامن وهما بيختنوا يسموه الطفل ما يتسماش الا مع الختان بتاعه عندما جاءوا ليختنوا والصبي فسموه بأسم ابيه زكريا كان عاده اليهود لو الشخص تاخر كثير في الانجاب ويشعروا ان هو اواخر ايامه يسموا ابنه على اسمه على اساس اسمه يخلد فقالوا دي ما فيهاش كلام شئ عجيب المفروض اللى يسمى الشخص ابوه او امه لكن لان دة امر مفروغ منة قالوا يسموا الولد باسم زكريا فاجابت امة وقالت لا بل يدعى يوحنا اسم يوحنا معناه الله حنان حنان الرب اقترب من الانسان جدا يوحنا ويوحنا كان المبشر بالمخلص السابق اللي هيعد الطريق فاللة حنان معناه ان الله تحنن واشرق من العلا واعطي نصيب وحقق الوعود فقالت يسمى يوحنا فقالوا لها دة اسم غريب عنك لا يوجد أحد من عشيرتك اسمة يوحنا؟!!لانة كانوا لا يعلمون انها تتكلم بالروح مش عارفين أنها بتحقق مواعيد ومقاصد الهيه الانسان احبائي لما بيكون مطيع في يد الروح بيكون أداء بيكون محقق لمقاصد الله وده اللي احنا عاوزين نتكلم عنة شوية كيف أن الانسان يحقق مقاصد اللة ازاي الانسان يبقى جزء في رحله الخلاص ازاي انا وانت يبقى لينا دور في التبشير بالمخلص ازاي انا وانت نكون أمناء للروح القدس يبقى كل واحد فينا يبقى سابق كل واحد فينا منادى اليصابات بالروح قالت اسمة يوحنا قالوا لها ليس احد في عشيرتك يدعى بهذا الاسم ثم اشاروا الى ابية لماذا تريد ان تسمى الطفل؟ وكان لسه زكريا ما بيتكلمش فطلب لوحه وكتب اسمة يوحنا ..فتعجبوا ....لأنها رغبة الاثنين فى هذا الاسم ...وفتح فمة و لسانه وتكلم مبارك الله..اتكلم امتى؟ ما تكلمش اول لما الولد اتولد..لا.... اتكلم عندما اتوا الية بلوح وسمى الولد ...كان المفروض يتكلم اول ما الولد اتولد... تكلم بعد ما سمى الولد...ده معناه.. عندما الانسان يحقق قصد ربنا ينفتح لسانه... معناه ان الانسان لما يكون خاضع وامين...و يفعل ما لا يريد بل مايريد اللة منة.. هنا فقط تنفك عقده اللسان ...الاباء القديسين يقول لك حينما يرفع القلب بحراره الروح تنفك عقدة اللسان..كام واحد فينا يقف يصلى ويحس انه ما عندوش ولا كلمه يقولها.....كام مره واحد فينا يقف يصلي ويحس اكنه بلا عقل.. واكنة ما عندهوش ولا موضوع... تعالى كدة طاوع الروح شويه وقف شوية.. تعالى .اخضع.. اعمل كام سجدة...ابتدى صلى الصلاه الربانيه بحراره بقلب.. هتلاقي لسانك انفكت العقده بتاعتة... عشان كده يقول لك لما تعرف ان انت ابتديت تصلي بالروح معناها ان انت بتزيد صلاتك صلاة.....امتى تعرف ان انت بتصلى بالروح؟؟لما تحب ان انت تزيدها صلاة اول حاجه تكلم بها زكريا اية؟؟اية المتوقع من شخص لسانة اتفك...وبدا يتكلم؟المتوقع اول حاجه يقولها اشكرك يا رب ان انا ابتديت اتكلم.....ابدا لم يفعل هذا....لكنة بدأ يبارك الله الانسان احبائي لما يكون قلبه مشغول بربنا يبقى اهم حاجه عنده ازاي يتكلم عن ربنا.. مبارك اللة....تكلم مباركا اللة.... اية الكلام اللى ممكن يكون جوايا مش عارف اقوله...لازم يكون كلام بركه... لما ربنا يعمل معايا حاجه لابد ان اباركة.. اتحدث عن قوته وقدرتة وعظمته اتحدث عن اقتدارة...وابارك اللة.... ووقع خوف على جميع جيرانهم الخوف جاي منين؟ ان ربنا اقتربت من الانسان جدا.. اليصابات العاقر أصبحت حامل.. حاجه تثبت قدره ربنا...وتجعل الانسان قلبة يتحرك...يوجد اللاة عظيم.... والصبى اتولد وذكريا طول الفتره دي ما بيتكلمش ابتدا يتكلم فرأوا معجزات قدامهم... هي تقول يوحنا وهو يقول يوحنا.. فالناس خافت..وقع خوف على جميع جيرانهم ..وتحدثت بهذه الامور جميعها كل الناس تكلمت بهذه الامور في جبال اليهوديه لدرجه ان جميع السامعين اللي سمعوا ده حفظوا وبدأوا يتحدث بعضهم مع بعض....واللى كان شاغل عقلهم جدا ولا ذكريا ولا اليصايات....لكن الولد اللي كل ده بيحصل عشانه مين الولد اللي كانت العاقر جابتة ...مين الولد اللي سميا يوحنا... مين الولد اللي ابوه اول ما نطق اسمه وكتبه ابتدا ينطق ويتكلم.... فقالوا...اترا ماذا يكون هذا الصبى... ربنا عاوز يعمل تركيز كبير قوي من يوحنا فى اول لحظه يتولد فيها....لانة يريد كل الانظار تتجه الى يوحنا لكلامة واقوالة.... عشان لما يجي يتكلم الناس تسمع انسان يقولوا علية انة انسان اللة....انة جاء بمعجزات دة كل حياتة معجزات... لما يقول للناس توبوا لما يقول للناس صوت صارخ في البريه اعدوا طريق الرب .اصنعوا سبل مستقيمه..... لما يتكلم مع الناس يكونوا مصغيين لة ... لانه مش عادى.. دة طفل كله معجزات... فكان ربنا بيهيئ القلوب.. ليوحنا بيعدلوا...كأنة بيقول له زي ما انت بتتعدلى انا كمان هعدلك...اترى ماذا يكون هذا الصبى..الذى كان الرب معة.... جميل احبائى ان الانسان يشعر ان هو جزء من تدبير ربنا من صوت ربنا اللي بيبلغ بواسطتة برساله ..اليصابات كانت كدة ..زكريا كان كده ...يوحنا كان كده ...المفروض أن انا وانت لازم نكون كده نكون كل واحد فينا صادق للمخلص.. اجعل .الناس تشوف فيك ايد ربنا.. خلى الناس تشوف فيك عظائم...خلي الناس تشوف فيك عمل الله واضح في حياتك ..خلى الناس تنتفع من كل احداث حياتك..وأنك بتبارك الله..ان حياتك دى هى خادمة للخلاص...ولسانك يتكلم بعجائب هنا يتكلم زكريا من الروح القدس وتنباء قائلا.. مبارك الرب اله اسرائيل الذي افتقد وصنع خلاصا لشعبة...خد بالك هو ما بيتكلمش على نفسه خالص.. علامه ان الانسان ابتدي روح ربنا يشملوا..حكايه ان يكون متركز حوالين نفسه دى بينساها...بدا يتكلم.. مبارك الرب اله اسرائيل الذي افتقد وصنع خلاص لشعبة.. مش مجرد انة افتقدنى انا ووهبلى طفل .. لا...دة الموضوع اكبر من كده بكثير صنع خلاصا لشعبة اقام لنا قرن خلاصا في بيت داود فتاة... مش بيتكلم عن يوحنا ابتدي الروح يكشفلة ماهو اعظم من يوحنا الكلام اللي بيتقال ده عن مين؟ عن ربنا يسوع الذى صنع خلاصا لشعبة.... اقام لنا قرن خلاص من بيت داود فتاه..ده عن المسيح.. القرن يبقى رمز للقوه...بمعنى انة أقام لنا قوة خلاص من بيت داوود فتاة... كما تكلم على افواه انبياءة القديسين منذ الظهر...ابتدي يفتح صفحات قلبة ..ويجيب من كنوز نبوات العهد القديم ..وبدا يحقق نبواته....زى ما تكلم من افواة أنبياءة القديسين منذ الظهر خلاصا من اعبائنا ومن يد جميع مبغضينا ليصنع رحمه مع آبائنا ...ويذكر عهده المقدس...زكريا بيجيب الكلام ده منين ؟تفتح قلبى تلاقي الكلام ده تفتح عقلى تلاقى الكلام ده... انا مشغول بالكلام ده جدا... كلمة ربنا جوايا محتويانى...شملانى... ورفعانى..انا فيها الهج نهارا وليلا....عهدة المقدس فم انبياءة.. جميل الانسان احبائي اللى كلمه ربنا تبقى شغلاة..كلمة ربنا هي اللي مستخبية جواة....شوفنا الكلام ده في الست العذراء..ونشوف دلوقتي الكلام دة فى زكريا ...احيانا الانسان ماتعرفش تفهموا كويس الا لما يتكلم ...الست العذراء كلامها كان قليل قوي.. لكن لما تتكلم قالت ايه...تسبحة عجيبة ... الكلام ده كله جواك انتى يا بنت يا غلبان يا صغيره؟ الناس كلها شايفاكى صغيره وفقيره.. لكن لا لا لا انا ممكن اكون كده بحسب الظاهر لكن افتح قلبى تلاقي فيه كلمه ربنا متسطره محفوظه مشغول بها جدا ..زكريا اتكلم عن القسم الذي حلف لابائنا . ابراهيم ان يعطيه الخلاص من ايدى اعدائنا لنعبده بطهاره وحق قدامه جميع ايامنا....بيتكلم عن الخلاص و بيتكلم عن مبارك الرب الذي اقام لنا قرن خلاص بيت داود. فتاه.. بيتكلم عن مخلص بقوه واقتدار وعظمه..الانسان اللي مشغول ببشرى الخلاص وكلمه ربنا تلاقى عمل ربنا جوه واضح وتلاقي كلمه ربنا جواة شغوفة انها تعلن عن المخلص دة... افتح قلبك وعقلك شوف كلمة ربنا فى ؟؟ مشغول بية قد ايه ؟في مثل بيقول لك تكلم لكى اراك... تتكلم عشان اخذ بالي منك كويس . شايفك بعيني لكنى مش عارف افهمك..تكلم لكى أراك... زكريا تكلم شفت كويس زكريا ده...زكريا الجزء في خطه الخلاص..الخادم للخلاص... اللذى ييحقق المواعيد ..اللى بيتكلم بكلمة ربنا ويهيى القلوب للمخلص ... احبائى إحنا دلوقتى بنعد نفسنا لاستقبال,ابهى وأجمل اعياد ابكنيسه ..لان التجسد الإلهى هو بدا كل البركات . لولا التجسد ماكان العماد..ولولا التجسد ماكان الختان...ولولا التجسد ماكان الصليب والفداء ...ولولا التجسد ماكان القيامة والصعود لولا التجسد ماكان لنا الاشتراك فى بركات المخلص...دى بداية البركات... انت النهارده اعدادك لهذا الحدث العظيم الجليل على اي مستوى ..بشرتك بالخلاص و المخلص اللى جواك قد اقترب المخلص جدا..ماهى مشاعرك و ذهنك في ايه ؟؟مشغول بالمخلص اللي جاي ؟ قلبك في تحقيق نبوات؟قلبك فى كلام شغوف بعمل ربنا المخلص اللي جاي؟؟ مشتاق له...رتبت نفسك لية؟ مشغول به؟ احبائي احيانا بتتحول عندنا الاعياد الى مناسبات لنا وليس للمسيح ..احيانا تتحول الاعياد بالنسبه لنا مظاهر دون جوهر.... شوف زكريا فرحان بأية؟ فرحان انة جاب طفل؟ ابدا... في حاجة تانية مفرحاة اكثر من كده بكثير هو مش محصور في نفسه..هو محصور في ان دة جاء سابق للمخلص...انة جاء يتكلم بكلام يهيئ الطريق للمخلص.... انت ايها الصبي نبى العلى تدعى انت الطفل الصغير محدش عارف خالص قصتك انا عارفها انت مين. انت تتقدم سائرا امام وجه الرب الطفل الصغير ده زكريا ادرك ارسلتة.. انت تتقدم امام وجه الرب لتعد طرقه وتعطى علم الخلاص لشعبة ومغفرة خطاياهم.... الانسان احبائى ..الذي يكون اذنة قلبه في وعي روحي..يدرك ويفهم الأحداث التى تمر بة ده اقتراب المخلص من الانسان ... يا جالس على الشاروبيم اظهر من السماء تعال رد لينا البهجه المفقوده عشان ترجعنا مره ثانيه للفردوس الذى طردنا منة.. تعال عشان تبارك طبيعتنا التى فسدت.. تعال عشان ترجع لنا الحياه والخلود بعد حكم الموت....زكريا فاهم بيحتفل بايه... مش مجرد ختان الطفل ولا حدث يمسوا هو كشخص... لما تكلم تكلم عن خلاص لاسرائيل ولما تكلم عن الطفل اللي هو المفروض ابنن فرحان به ...قالة انت ليك رساله غيري انا مش مجرد ان انا جبت طفلين انت نبى العلى تدعى... انت تتقدم سائرا امام وجه الرب لتعد طرقه وتعطى علم الخلاص لشعبة... انت رسالتك مهم جدا يا يوحنا ...انت قدامك فترة ست شهور تهيئ قلوب لخلاص ولمغفرة خطايا... عايزك تهيى في ست شهور واحد هياتى ويتعمد منك.. ويروا السماء مفتوحه انت رسالتك رسالة عظيمه..لتعد طرقة وتعطى علم الخلاص لشعبه ومغفرة خطاياهم... وينطق بتسبحه جميله من اجل تحنن رحمه اللهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء ليطيى على الجالسين في الظلمه وظلال الموت لكي تستقيم ارجلنا في طريق السلام... ايه الكلام ده؟ روح ربنا جوايا ينطق بعظائم.. الانسان اللى روح ربنا جوايا يتكلم بكلام الله..فم الصديق يتلوا الحكمة ... ناموس الله في قلبه فلا تتعرقل خطوات... من اجل تحنن رحمه الهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء هو عارف ان في رحمه جايه عارف ان الذى فى العلاء اقترب مننا جدا جاء ليشرق علينا ليضيء على الجالسين في الظلمه وظلال الموت عشان يخلصنا من الظلمه لكي تستقيم ارجلنا في طريق السلام.. الحياه احبائي... لها هدف اثمى كثير جدا من مجرد الحياه هى رساله الحياه هي التمتع بالخلاص الحياه هي المسيح الحياه هي المخلص ...عندما تدرك هذة الحقيقه...تخلص من سلطان نفسك وذاتك وتحقق وعود جواك ...كلمه ربنا هتبقى شغلاك جدا تبقى سعيد بها جدا وممسك بها تماما...ويكون فى بهجه جواك الناس بتشتكى من الهموم والمتاعب والغلاء والضيق والتعب ...اقول لك ده يبقى واقع تحت اثقال كثيرة ..لكن المشغول بكلمه ربنا والمشغول بالمخلص يبقى عايش نفس الهموم بس يبقى مرفوع فوق منها ....عايش نفس العالم ونفس ضغوطة زكريا عايش الضغوط بتاعته الجيل بتاعتة..أكثر العصور ظلمة هو العصر الذي سبق مجيء المسيح تماما يعنى عصر ذكريا واليصابات كان البار فى ندرة نادرة جدا....عشان كدة قال الجالسين في الظلمة.. الشعب الجالس في الظلمه ابصر نورا.. المسيح جاء عشان يفتقد البشرية وهي في اقصى درجات ظلمها من بدايه سقوط ادم ابتدت الخطية وابتدت الخطية تتدرج وتتقوى وتتنوع وتزداد زي بالضبط اللي عنده مرض وتشخص بس ممكن انت تبقي شايفه كويس قدامك وتقول لا ده كويس كل ما يعدي عليه الوقت كل ماالمرض يشتغل جواة.. البشريه كانت كده فضلت تدرج تدرج في الظلمه والشهوه والابتعاد عن الله ويزداد الظلام جدا جدا إلى عصر ما قبل المسيح زكريا كان عايش في اقصى العصور ظلمة... لكن كان جواة كلمة ربنا فرحان بربنا... متهلل بربنا..لكن انت عايش عصر في نعمه في كلمه ربنا في مذبح في ذبيحة في اسرار في كهنوت في انجيل في ابرار وفي قديسين اية اللى معطل؟ عشان كده ازاي اكون انا جزء من تدبير الخلاص ازاي اكون جزء من انا اوصل كلمه ربنا حواليا ازاي افرح اللي حواليا ... ازاي ابشر اللي حواليا بمجيء المخلص... اتكلم بكلم زكريا ازاي اقول للى حواليا المخلص خلصنا من اعدائنا من ايدي جميع مبغضينا وحقق لنا القسم الذى حلف بة قديما لابينا ابراهيم ان يعطى خلاصا .. ويعطى قوة...شوف انت بقى لما تكون وعود الكتاب المقدس جواك..وانت حاسس بقوتها و تتكلم بها.. تبقى ايه مشاعرك... ايام احبائي الانسان يعيش فيها في فرحة وبهجة لان المخلص افتقدنا اقترب مننا جدا... يالا بهجتنا لان اللاة الجالس علي الشاروبيم ظهر.يالا بهجتنا لان الله اتى وحل بيننا يالا بهجتنا لان الكلمه صار جسدا وحل بيننا... يبقى عندنا حاجه ثانيه شغلانه اكتر من كدة؟ ولا اكل ولا شرب ولا لبس؟ لا ده احنا مشغولين بامر فوق كدة بكتير....ارفع نفسك شوف قصد الكنيسه من الاعياد وقصد ربنا من الاعياد اية.. دة قصد خلاصى يمس العقول والقلوب قبل ما يمس الاجساد الجسد لان النفس والروح فرحانين الجسد بيفرح فالكنيسه تقول لك افطر وعيد لكن مش هو ده بس المظهر اللي من بره لا دة بيخدم جوهر من الداخل الله يعطينا احبائى بهجة و ان نكون خدام للخلاص الله يعطينا ان نكون صادقين و نتكلم بكلماتة لكي نخبر بكلام انبياءة وببشاير خلاصة لكى نعطى فرحة وغلبة لكل انسان جالس في الظلمه لكي يشرق عليه النور من العلاء ..اللة يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتة ولالهنا المجد اللى الابد امين . القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
31 ديسمبر 2022

إنجيل عشية الأحد الرابع من شهر كيهك

تتضمن تبكيت الذين يتصرفون تصرف الخوارج مرتبة على قول البشير بفصل اليوم : " وكان يسير فـي كـل مدينة وقربه يكـرز ويبشـر بملكوت الله ... ومعـه الاثنـا عـشـر وبعض النساء ( لو ۸ : ۱-۳ ) إذا كانت النساء اللواتي عرفن قدر مواهب المسيح قد تركـن بيوتـهن ومصـالحن وخدمته بما لهن . فما لي ارى الآن أناسا كثيرين يتصرفون بعـد العمـاد تصـرف الخوارج . بل أشر من ذلك كثيرا . حتى أني لا أرى خصلة واحـــدة تمـيزهم عـنالخارجين عنه ولهذا يلتبس على الفرق بين المؤمنين بالمسيح وبين الخارجين عنهم . وذلك لأن المؤمنين بالمسيح حقيقة ينبغي أن يعرفوا خاصتـا الأعمـال الصالحـة المشرق نورها عليهم . وهذا ومن أشكالهم من ملابسـهم وإطراقـهـم إلـى الأرض من كثرة الحياء والوقار من فضيلة التواضع من كيفية المشـى في الشوارع من الكلام في الباقيات السمائية والإعراض عما لا ينبغي . يفعلون هذه ليس بطلب المديح من الناس بل لأنها صارت لهم طبيعة ولكـي ينتفع بها الناظرون لها أما الأن فأني لا أتمكن أن أفرق بين المؤمن وغيره كمـا أني لا استطيع تمييزه عن الخارجين عنا . فكيف وبماذا أميزك أيها الأخ العزيز عـن الباقين ؟ لأني أن اردت ان أعرفك من أصدقائك واصحابك فــأني اراك مصـاحب الزناة والاردياء ومفسودي السيرة . وتطيل الاقامة معهم في ميادين السباق وأمــاكن اللعب وأن أردت أن اعرفك من لباسك فلا أراك تتميز بملابـــــــس الحشـمة التـى يرتديها المؤمنين بل تتشبه بالخارجين في لبسهم وإن أردت أن أعرفك من الحيـاء والوقار والاطراق إلى الارض والسلوك كما ينبغي فأراك متقهقها ضاحكاً ، محدقـاً إلى كل رذيلة طائشاً ومذاراً وإن أردت أن أعرفك من كلامـك فـاراك مولعـاً بالهزء ، ومسارعاً في نقل احاديثك المغنين والمضحكين وما لا يفيد حيــاتك نفعـاً وإن أردت أن أعرفك من مائدتك التي ينبغي أن يقدم عليها ما يدفع ضرورة الجـوع فقط لا البذخ وغيره فأراك تهيئ الألوان اللذيذة . قاصداً اللذات والتفـاخر وإظـهار التعظم على المقلين وغيرهم . وإذا كنت مؤمنا وبماذا أسميك . لأني إن سميتك وحشـاً فكل واحد من الوحوش محافظ على طبيعة نوعه متميز بنقيصة واحدة . أمـا أنـت فتحوى نقائص الجميع . وإن سميتك شيطاناً . فانى أرى الشياطين لا يهتمون ببطونهم ولا يعشقون ما لغيرهم . وإذ كنا لا نشبه الوحوش ولا الشياطين . فكيف نعرف مـع المؤمنين حقاً ؟ وإذا كان الانصباغ في المعمودية بالمسيح مثـالا لموتنـا بالجسـد وانبعاثنا بالحياة الجديدة . فكيف نوجد نحن جسدانيين وكيف لا نسمع بولس الرسـول موبخاً لنا وصارخاً نحونا قائلاً : " اهتموا بما فوق لابما على الأرض . لانكم قد متـم وحياتكم مستترة مع المسيح فأميتوا أعضاءكم التي على الارض الزنا النجاسـة الهوة الردية الطمع فسبيلنا إذن أن نهرب من هذه النقائض . وان نتـأمل فـى صـفـات يسـوع المسيح إلهنا . ونسارع إلى الاقلاع عن آثامنا . ونتمسك بما يقربنا من ملكوت ربنـا . الذي له المجد والعظمة والاكرام إلى الأبد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
30 ديسمبر 2022

كيف تقضى ليلة رأس السنة ؟

الكل يعرف كيف يحتفل الأقباط بليلة رأس السنة الغالبية تذهب إلى الكنيسة وتقضى الوقت في صلوات وتسبيح . حتى إذا ما جاء نصف الليل ، ارتفع قلب كل واحد إلى الله ، في صلاة خاصة ، حتى يكون الله - تبارك إسمه هو أول من نخاطبه في بدء العام الجديد .وهذه الصلاة التي يفتتح بها العام الجديد تحوى أموراً كثيرة فيها اعتراف مركز بكل خطايا العام الماضي ، وابتهال لمغفرتها . وفيها كل الطلبات التي يرفعها القلب في بداية العام الجديد ، سواء ما يحتاجه المصلى ، أو ما يحتاجه أحباؤه وأقرباؤه ومعارفه ، أو صلاة من أجل الغير ، ومن أجل الكنيسة والوطن والعالم كله وفيها شكر على إحسانات الله الخاصة والعامة . كل هذا حسن ، ، ولكنه لا يكفى ينبغي أن يجلس الإنسان إلى نفسه و يفحصها ، و يدرك ما هي عيوبها الخفية والظاهرة ، عيوبها الثابتة والطارئة ، وأسبابها الداخلية مع المؤثرات الخارجية ، والطريقة العملية لإصلاح كل هذا وعرض كل هذا على الله وطلب معونة من روحه القدوس ينبغي معرفة كيفية التخلص من الخطايا المتكررة في كل اعتراف ، وأيضاً التخلص من العادات والطباع الخاطئة ولا يمكن أن تتخلص من أخاطئك الثابتة إلا إذا تخلصت أيضاً من أسبابها التي توقعك فيها نحن للأسف الشديد ، كثيراً ما نعالج النتائج ، ولا نعالج الأسباب ! بينما معالجة الأسباب ، تريحنا أيضاً من النتائج .على أن جهادك الروحي لا يجوز أن يقتصر على الجانب السلبي . فلا بد أن تفكر في الإيجابيات التي تنقصك .أقصد في الفضائل والروحيات التي يجب أن تتدرب عليها .كالوداعة والاتضاع ، والإيمان ، ومحبة الله ، ومحبة الخير . ثق إنك إن وصلت إلى محبة الله ، وثبتت في قلبك ، فستجد أن كل ضعفاتك قد تبددت تلقائياً إذن قضاء ليلة رأس السنة ، يحتاج إلى استعداد من الآن .تمهد من الآن لتلك اللحظات التي ستقف فيها أمام الله ، في بداية العام الجديد .تعد قلبك وفكرك وانسائك الداخلي وإن صدمت بحرب من حروب الشيطان في أول العام ، فلا تيأس .إنه لابد أن يحسد نيتك الطيبة .فليكن هذا العام مباركاً علينا جميعاً ، وعلى بلادنا ، وعلى العالم كله .لیکن عام سلام وحب وخير ۔۔
المزيد
29 ديسمبر 2022

الديانة الطاهرة النقيه عند الله

ونحن في نهاية هذا العام الميلادي يهمنا أن نراجع مبادئنا الروحية ، ومن الأمور الجميلة في الكتاب المقدس أنه يقدم لنا تعاريف محددة للموضوعات الكبرى ، وأهمية التعريف المحدد في حياتنا أن الإنسان يستطيع أن يقيس عليه نفسه . أحد التعاريف القوية التي يقدمها الكتاب المقدس هو تعريف « الديانة الطاهرة النقية عند الله الأب » . يقول القديس يعقوب الرسول : « إن كان أحد فيكم يظن أنه دين ، وهو ليس يلجم لسانه ، بل يخدع قلبه ، فديانة هذا باطلة . الديانة الطاهرة النقية عند الله الأب هي هذه : افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم ، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم » ( يعقوب ١ : ٢٦ ، ٢٧ ) . النقطه الأولى هي أن مفتاح الديانة النقية المقبولة أمام الله هو أن يلجم الإنسان لسانه ، وهذا تعبير قوي جدا ! لأن الأنشطة التي يعملها الإنسان في كل يوم هي متعددة جدا ، لكن يقف على قمتها نشاط الكلام والاستماع والكتابة والقراءة ، وهي أكثر أربعة أنشطه يمارسها الإنسان في كل يوم ، لهذا قال القديس داود النبي : « اجعل يا رب حارسا لفمي . احفظ باب شفتي » ( مزمور 141 : 3 ) . المفتاح الثاني هو قوله « الديانة الطاهرة النقية عند الله » ... لكي يعيش الإنسان هذا المفهوم لابد أن يعرف أن البشر على أنواع ثلاثة : 1- الإنسان الطبيعي ، وهو الذي يعيش الإنسانية من أفكار ومبادئ وما إلى غير ذلك باعتبار أن الإنسان هو قمة الخليقة ، فالله بعدما أوجد هذا الكون وضع على قمته الإنسان بمثابة المالك لهذه الخليقة والساكن في هذا القصر ( الخليقة ) ، وهناك إنسان ينحدر عن طبيعته الإنسانية فيصل إلى ما نسميه : 2- الإنسان الجسداني ، وهو الذي يعيش على مستوى التراب أو الجسد فقط ، وهذا شخص يقع في خطايا متنوعة وأشكال متنوعة من الخطايا ، إن كان حب الشهوة ، أو حب القنية ، أو حب التطلع والمناصب ، وبأية صورة من الصور ، وبهذا يمكن أن يعيش في الخطر والإرهاب والعنف وكل هذه الصور . وهناك إنسان يرتقي فوق الإنسان الطبيعي فيصل إلى 3- الإنسان الروحاني ، أي أن الروح هو الذي يقوده ، وهذا الإنسان هو صاحب الديانة الطاهرة النقية . ولكي تفرق بينهم نجد أن الإنسان الروحاني يعيش حياته ممزوجة بين الجهاد الروحي والنعمة الإلهية ، مبدؤه في الحياة أن يد الله هي التي تقود كل خطوة ، أما إذا كان إنسان على المستوى الطبيعي فهو إنسان يحاول أن يجاهد ولكن بدون نعمة ، فيظن أن الموضوع بقوته أو بممارسة الطقوس كافة سواء قراءات أو صلوات إلى آخره ، لذلك لا يجد تعزية ، ونجده يعيش في المجتمع الذي يملأ حياته . أما النوع المتدني جدا فهو الإنسان الجسداني ، وهذا الإنسان هو الذي لا يرتبط لا بجهاد ولا بنعمة . الديانة الطاهرة النقية عند الله الأب تحتاج هذا الإنسان الروحاني الذي يعرف تماما أن القداسة من الداخل ، ويعرف هذا الإنسان الروحي أن ، وصيه ربنا يسوع المسيح « بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا » ( يوحنا5:15) النقطة الثالثة عندما ندخل في تعريف . الديانة الطاهرة تضع لهذا التعريف جناحين : الجناح الأول في الديانة الطاهرة النقية هو افتقاد الأرامل في ضيقهم ، فكان في الحياة الاجتماعية القديمه في زمن السيد المسيح والقرون الأولى أن الفئات الأكثر ضعفا وتهميشا هم اليتامى والأرامل باعتبار أنه لا يوجد لهم أي سند ، وليس لهم دخل أو رعاية اجتماعية ، ولا أي اهتمام ، وبالتالي يصير الجناح الأول للديانة الطاهرة النقية هو افتقاد الأرامل واليتامي في ضيقهم . وليس المقصود هنا المساعدة المادية فقط ، ولكن المقصود هنا كل أوجه المحبة وأعمال الرحمة التي ممكن أن تقدم ، والمعنى الكبير في هذه الآية هو أن الإنسان لكي ما تكون ديانته طاهرة ونقية وحقيقية ، فلابد أن يبحث عن كل إنسان في ضيقة ( مثل الأيتام والأرامل ) أو محتاج ، ولا اقصد الاحتياج المادي بالتحديد - وإن كان له أهميته – ولكن اقصد الاحتياج حتى الإنساني . الجناح الثاني للديانة الطاهرة النقية عند الله هو « حفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم » ، وهي مسئولية شخصية . هنا يرشدنا أن الإنسان لا بد أن يحفظ نفسه بلا دنس من العالم ، فالعالم قد وضع في الشرير ، وكل إنسان مسئول عن نفسه . في الماضي كان الشر محدودا بحسب وسائل النقل أو المواصلات ، ولكن اليوم أصبح بلا حدود وبكل وسيلة ، ومتاح وعند أطراف الأصابع التي تقوم بالضغط على مجموعة أزرار في أي جهاز . فهل تحفظ أنت نفسك من دنس العالم ؟ في صلاة الساعة التاسعة نصلي ونقول : « أمت حواسنا الجسمانية » ، وليس المقصود الحواس نفسها بل المقصود هو إماتة الشر الذي بها ، فالحواس كما هي مداخل للمعرفة يمكن أن تكون مداخل للشر . والآن وأنت في آخر السنة ، وتريد أن تكون حياتك حياة حقيقية ، لابد أن يكون لك الجناحان ، فالجناح أن الثاني هو ان تعيش في هذه القداسة ، يقول الكتاب « لأن هذه هي إرادة الله : قداستكم » ( تسالونيكي الأولى 4 : 3 ) ، وبهذه القداسة والنقاوة يستطيع الإنسان أن يعاين الله ، والقديس يوحنا الدرجي يقول : « الإنسان الطاهر هو الذي يطرد الحب بحب » ، فهو يطرد حب الدنس أو الشهوة أو الخطية أو أي شيء بحب آخر أسمى منه ، هذا هو الإنسان الطاهر ، ففي قلبك توجد محبات كثيرة ( التليفزيون - النت - الموبيل ) ، ولكن يجب أن يتدرب الإنسان كيف يجب أن يطرد محبة هذه المساعدات على أي شكل من أشكال الخطية ، ويحولها إلى حب آخر . فاحترس لئلا تكون هذه النهضات العلمية وهذه التطورات سببا للدنس في العالم . قل لله : أنا أعدك مع اقتراب عام جديد أن أبدأ معك بداية جديدة ، وأعدك يارب أن إيماني وديانتي ومسيحيتي تكون طاهرة ونقيه وحقيقية ، وأعدك أن يكون لي هذان الجناحان ، افتقاد اليتامى والأرامل وكل من شابههم ، وأيضا حفظ الإنسان نفسه بلا دنس في العالم ، وأعدك يارب أن أعيش هذه المفاهيم ، وأن أعيش هذه المبادئ ، وأتمتع بها معك باستمرار . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
28 ديسمبر 2022

الله مغلوب من محبته

لا توجد خطية تغلب محبة الله، لأن الله مغلوب من محبته، هو قال لعروس النشيد: "حولي عني عينيك فإنهما قد غلبتاني " (نش 6 : 5). إن دموعنا أغلى عند الله من الوصية التي كسرناها، التوبة حصن يركض إليه الخاطئ مثل مدن الملجأ، الله نفسه هو الذي دعانا لكي نتفاوض ونتفاهم " هلموا نتحاجج ..." إنه يبحث لنا عن مخرج .. عن حلول. الله يريد أن يخلّص على كل حال قوماً، مثلما يودّ الشيطان أن ُيهلك على كل حال قوماً .. إن المشكلة هي في الخاطئ نفسه، فهو يخطي ويهرب من الله، وربما يسأله الله: أين أنت ؟ " فنادى الرب الإله ادم و قال له أين أنت" (تكوين 3 : 9) فيدافع عن نفسه ويبررها. الله يريد أن يمتلئ عرسه بالمدعوين هو أعدّ كل شيء وأعد لنا مكاناً في الملكوت. باب التوبة مفتوح وأمامه باب المغفرة. إن نهاية العام فرصة ثمينة للتخلّص مما يثقّل أعناقنا من خطايا، ونحن نشكر الله لأننا ما زلنا أحياء حتى الآن، والفرصة متاحة لنا لكي نقدّم توبة نقية، ولكي نبدأ عاما جديدا خالياً من الخطايا. وليكن عاماً مثالياً نحقق فيه ما لم نستطع تحقيقه في العام الذي أوشك على الانتهاء. هوذا صوت الرب المطمئن " من يقبل إلي لا أخرجه خارجا" (يوحنا 6 : 37). نيافه الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف المنيا وتوابعها
المزيد
27 ديسمبر 2022

نمجد ميلادك غير المُدرَك

تجسد الله الكلمة من العذراء القديسة مريم، دون زرع بشر. ووُلِد ميلادًا بتوليًا، ويرى إيسيذورس الفرميّ أن التجسد الإلهيّ في بطن العذراء بدون زرع بشر، ليس أمرًا مستحيلًا، فحواء خُلقت من ضلع آدم، أي بدون زرع بشر، إذ يقول: [«فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتًاعَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْمًا» (تك2: 21)، حيث أنه في الأول قد خُلِق آدم من تراب الأرض، إذًا ها أن الرجل من الأرض والمرأة من الرجل، والاثنان خُلقا بدون اتحاد جسديّ. فلأن المرأة كان عليها دَيْنٌ للرجل، لأنها صارت منه بدون زرع بشر (بذرة)؛ سدّدت له الدين بأن صارت أُمَّ الرب وأعطته جسدًا بدون زرع بشر. إذًا ليس من المستحيل على الطبيعة، لكن مثلما قد صار بالضبط بالفعل مع الأبوين الأولين، هكذا أكملَ بتدبير الرب، بالرغم من أن كل العجائب ترجع إلى هذا المولود ذاته] (رسالة إلى اليهود فيما يتعلق بالحبل الإلهيّ).يؤكد ذلك أيضًا القديس كيرلس الأورشليميّ (348 -386)، فيتسائل: [ كيف وُلدت حواء في بدء الخليقة؟ من هي الأم التي حملت بها؟ إن الكتاب يقول إنها وُلِدت من جنب آدم ... فهل تولد حواء من جنب آدم بدون أم، ولا يولد طفل من بطن عذراء بدون أب؟! إن هذا دَيْن للرجل على المرأة. لأن حواء وُلِدت من الرجل فقط دون أن تحبل بها أم. ولكن مريم العذراء أوفت الدَيْن وردت الجميل لأنها حبلت حبلًا بلا زرع رجل، بل حبلت بالروح القدس حبلًا بلا دنس] (الكلمة صار جسدًا).ويشرح القديس كيرلس الكبير هدف التجسد، موضحًا [لقد جاء الابن وصار إنسانًا لكي يحوّل طبيعتنا فيه هو، وابتدأ أولًا بالميلاد الذي جعله مقدسًا وعجيبًا، إذ جعله ميلادًا للحياة، لكي ننال نحن هذه النعمة وتصل إلينا منه لكي نولد «لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ» (يو1: 13)، وبالروح القدس تولد نفوسنا ميلادًا جديدًا روحيًا، مشابهًا لميلاد ذاك الذي هو بالطبيعة وبالحق الابن، وبذلك ندعو الله أبًا، ويؤهّلنا هذا الميلاد أن نبقى في عدم انحلال لأننا امتلكنا ليس طبيعة آدم الأول الذي فيه انحللنا، بل طبيعة آدم الثاني] (المسيح الواحد: 5).فحاجتنا لكي نصبح أبناء الله، أن يولد الكلمة المتجسد من عذراء دون زرع بشر، فالابن الوحيد، هو ابن بالطبيعة: لذلك نصلي في قانون الإيمان: [مولود من الآب قبل كل الدهور]، ونؤكد على ذلك أيضًا، أنه [مولود غير مخلوق]، فالمولود له نفس طبيعة الوالد، وله نفس خواصه وطبيعته، فلقب ابن غير مضاف إليه (حوار حول الثالوث 1)، في تجسده لم يخلق لنفسه جسدًا من خارج العذراء مريم، بل أخذ جسدًا حقيقيًا محْيِيًا بروح عاقلة من الطبيعة المخلوقة التى للعذراء مريم. بفعل الروح القدس اتخذ ناسوتًا خاصًا به جدًا، متحدًا به اتحادًا طبيعيًا وأقنوميًا، حقيقيًا، كاملًا، بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغير، فاحتفظ كلٌّ منهما بخصائصه، فالطبيعة الواحدة لها خصائص الطبيعتين معًا في آنٍ واحد، لذلك يُسمّى سر التجسد، وسر الاتحاد. مساوٍ لنا كالتدبير، من قِبَله أخذنا نعمة البنوة، وأصبحنا أبناء الله. لذلك ولُد الكلمة المتجسد من أم عذراء دون زرع بشر. القمص بنيامين المحرقي
المزيد
26 ديسمبر 2022

لماذا التجسد؟

٢- لكي نعرف الله : يقول القديس أثناسيوس الرسولي : [ لأنه أية منفعة للمخلوقات لو أنها لم تعرف خالقها ؟ أو كيف يمكن أن تكون عاقلة لو لم تعرف كلمة الآب الذي به خلقوا ؟ لأنهم لن يتميزوا بالمرة عن المخلوقات غير العاقلة لو أنهم انحصروا فقط في معرفة الأمور الأرضية ( تجسد الكلمة ١١ : ٢ ) . الصورة الإلهية في الإنسان كانت كافية في حد ذاتها لكي تجعلنا نعرف الله الكلمة ، ونعرف الأب بواسطته . وبالخطيئة تشوهت صورة الله في الإنسان وأكل من شجرة معرفة الخير والشر وأصبحت معرفته بعيدة عن الله خالقه !! وعجزت الطبيعة - كما عجز الناموس- عن أن ترد الإنسان إلى المعرفة الحقيقية . لذا تجسد أقنوم الحكمة والمعرفة لكي يعرفنا الآب « الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر » ( يوحنا ۱ : ۱۸ ) . يقول القديس أثناسيوس : [ لكي عندما يرون تلك الصورة -أي كلمة الآب- يمكنهم عن طريقه أن يصلوا إلى معرفة الآب ... لأن كلمة الله صار إنسانا لكي يرفعنا نحن ، وأظهر جسد لكي تحصل على معرفة الأب غير المنظور ] ( تجسد الكلمة 11 : 3 ، 54 : 3 ) . معرفة الله أمر واجب ، فقد قال عنها السيد المسيح : « وهذه هي الحياة الأبدية : أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته » ( يوحنا 17 : 3 ) ،والمقصود بمعرفة الله ليست المعرفة النظرية فقط ، ولكن المعرفة العملية والإيمان العملي بوجوده ، فعندما ندخل مع الله في حياة الإيمان ، ونعيش في وسائط النعمة ، نراه ونلمسه بالعين الروحية والحس الروحي . ليس المقصود بمعرفة الله المعرفة التامة ، لأن الله غير محدود ، وعقل الإنسان محدود ، فكيف يستطيع المحدود أن يحوي غير المحدود ، « أإلى عمق الله تتصل أم إلى نهاية القدير تنتهي ؟ ... » ( أيوب ١١ : ۷-۹ ) . يقول القديس غريغوريوس النزينزي : [ لا تستطيع اللغة ( البشرية ) أن تعبر عن اللاهوت ، وهذا قد أثبت لنا ، ليس فقط بالحجة بل عن طريق أحكم حكماء العبرانيين ( كتاب العهد القديم ) ؛ الذين أعطوا صفات ذات كرامة لله ولم يسمحوا لأي اسم دون المستوى أن ينسب لله ، لأنهم يرون أنه ليس من اللائق إن الله يسمح لخليقته أن تعادله ، فبالتالي كيف يقرون بأن الطبيعة غير المنظورة وغير المنقسمة ( البسيطة ) أن نعبر عنها بكلمات ضعيفة ، فنحن نتصوره من خلال صفاته ، فجوهر الله لم يتمكن مخلوق ولا عقل من تصوره أو احتوائه بالكامل ، ولم تتمكن لفظة من احتواء حقيقته احتواء كاملا ، ولكننا نتخذ مما حواليه طريقا إلى تخيله في ذاته ، ونرسم لنا صورة غامضة وضعيفة وجزئية عنه ، إن أعظم لاهوتي ليس من اكتشف « الكل » ، إذ أن القيود التي نحن فيها لا تسمح لنا أن نعاين الكمال ، بل من تفوق على غيره في التصور ، ومن حقق في ذاته صورة الحقيقة أفضل من غيره ( The fourth theological oration , L17 : 30 ) . كذلك يقول القديس يوحنا ذهبي الفم : [ لقد رأى الأنبياء الله ، لكنهم لم يروا جوهره إنما بدا لهم ذلك قدر ما يستطيعون ، وقد أعلن ذلك النبي : وكلمت الأنبياء وكثرت الرؤى وبيد الأنبياء مثلث أمثالا ( هوشع ١٢ : ١٠) ، كأن الله يقول : لا أعلن جوهري ذاته ، إنما أتنازل ( في رؤى ) بسبب ضعف الذين يرونني ، فالله يتنازل ويجعل نفسه منظورا ليس كما هو ، بل بالقدر الذي به يقدر الناظر أن يرى ، أي حسب ضعف الناظرين في الرؤية ( ضد الأنومبين 3 : 15 ، 4 : 19 ) . القمص بنيامين المحرقى
المزيد
25 ديسمبر 2022

لقاء العذراء بإليصابات

الأحد الثالث من شهر كيهك المبارك وفيه قمة قصد الكنيسة من الإحتفال بهذا الشهر وهو التمهيد للتجسد الإلهي والشركة في حياة التسبيح بربنا يسوع وتمجيد أمنا العذراء عرفت السيدة العذراء ببشارة الملاك وهذا كان إنجيل الأسبوع الماضي قال لها ﴿ الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلي تظللكِ ﴾ ( لو 1 : 35 ) أخذت البشارة ثم قال لها ﴿ هوذا أليصابات نسيبتكِ هي أيضاً حبلى بابنٍ في شيخوختها ﴾ ( لو 1 : 36 ) هنا الإنجيل يقول ﴿ فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات ﴾ ( لو 1 : 39 – 40 )العذراء تتمتع بروح إتضاع عالية وروح بذل وخدمة للآخرين عندها إستعداد لتحمل مشقة وسفر وتعب لا تنظر إلى ما هو لنفسها بل ما هو للآخر درس جميل نتعلمه أن الإنسان لا يشفق على ذاته وكيف يخرج من دائرة الإهتمام بذاته إلى دائرة الإهتمام بالآخرين كيف يفكر الإنسان في ألم الآخرين وتعبهم من أجمل الأشياء التي نحتاجها أن لا يفكر الإنسان في نفسه ولا ينحصر في إهتماماته ومشاكله ومتاعبه بل لابد أن يرى الآخر عندئذٍ يرى مشاكله تصغر عندما ينحصر الإنسان في مشاكله يراها كبيرة فينظر إلى ذاته ويزداد شفقة عليها ويحزن على نفسه ويحاول أن يجعل الآخر يهتم به من أجل ألمه لكن أفضل وسيلة للعلاج هي عكس هذا تماماً وهي بدلاً من أن يجعل الآخرين يرون ألمه يرى هو ألم الآخرين هكذا فعلت السيدة العذراء وقامت مسرعة وإن كانت أليصابات حبلى فالعذراء أيضاً حبلى وإن كانت أليصابات في شيخوخة فالعذراء صبية صغيرة السن لا تتحمل المسئولية عن إمرأة كبيرة كان يجب أن الكبير هو الذي يخدم الصغير في هذه الحالة لكن السيدة العذراء عندها روح إتضاع وبذل عالية وهذه الروح هي مدخل حلول الله في النفس الله لا يستريح إلا في النفس المتضعة لا يستريح ولا يسكن بقوة كما سكن في العذراء إلا إذا كانت النفس على هذا المستوى لأنه إن لم تتحلى النفس بروح الوداعة والخدمة والإتضاع ما كان الله رتب هذا الإختيار للعذراء . عندما سمعت أليصابات سلام العذراء مريم ﴿ إرتكض الجنين بابتهاجٍ في بطني ﴾ ( لو 1 : 44) بعض الترجمات تقول "سجد يوحنا الجنين الصغير " – سجد – وبعض الترجمات تقول " رقص " وكأنه من شدة فرحه قام يهتز هذا حضور ربنا يسوع الذي هو محسوس حتى بالنسبة للجنين الذي لم يتكون بعد ولم يكتمل بعد حضور المسيح يجب أن يصاحبه فرحة وسجود ومسرة بالروح وابتهاج نفس هل عندما أدخل الكنيسة تكون لي نفس البهجة ؟ هل عندما أتقدم للتناول تكون عندي نفس البهجة ونفس المشاعر ؟ هل عندما أقف للصلاة تكون عندي نفس الرنة المفرحة ونغمة الإبتهاج ؟ هذا هو حلول الله النفس التي تشعر بحضور الله إحساس الروح لا يسعفها أن تنطق بأي كلمات لكن يجد نفسه قد خرج عن شعوره فيجد جسده يهتز وهنا إمتلأت أليصابات من الروح القدس العجيب أن الكتاب ذكر لنا إنفعال الجنين قبل إنفعال أليصابات ﴿ صرخت بصوتٍ عظيمٍ وقالت ﴾ من شدة فرحتها لم تتكلم بطريقة عادية بل صرخت الكتاب يعلمنا عن صراخ الملائكة كما يقول قداس القديس إغريغوريوس﴿ يسبحون ويصوتون ﴾ هل الذي يسبح يصوت ؟ يقول نعم من شدة الإنفعال هنا أليصابات صرخت بصوت عظيم وقالت ﴿ مباركة أنتِ في النساء ومباركة هي ثمرة بطنِك فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ ﴾ ( لو 1 : 42 – 43 ) أجمل إعتراف سمعه ربنا يسوع على الأرض عندما قال لتلاميذه خاصته في آخر أيامه في قيصرية فيلبس عندما قال ﴿ من يقول الناس إني أنا ﴾ ( مت 16 : 13) قالوا إيليا وآخرون أرميا فقال لهم ﴿ وأنتم من تقولون إني أنا فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيح إبن الله الحي ﴾ ( مت 16 : 15 – 16) ؟ ربنا يسوع فرح جداً بهذا التصريح وقال له﴿ طوبى لك يا سمعان بن يونا ﴾ ( مت 16 : 17) اليوم أليصابات تقول ﴿ أم ربي ﴾ وهو لم يولد بعد وليس في آخر أيام حياته على الأرض لم تراه أليصابات يقيم موتى أو يشفي مرضى أو يعلم لكنه مازال جنين في بطن أمه وتقول " أم ربي "﴿ فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ ﴾ جيد أن تكون السيدة العذراء متضعة جداً وأليصابات متضعة جداً العذراء تعطيها الإكرام وأليصابات تعطيها الإكرام لذلك مزمور اليوم يقول ﴿ الرحمة والحق التقيا البر والسلام تلاثما ﴾ ( مز 85 : 10) ما هذا ؟ الله يعمل في أبراره لأنهم في النهاية هم الذين يهيئون له طريق الخلاص يريد أن يقول لك سأبارك جنس البشر وسآتي منهم وبذلك رحمته تقابلت مع عدله وحقه خلال العهد القديم كان هناك صراع بين الحق والعدل والرحمة والعدل الرحمة تقول خلص الإنسان من رباطاته يكفي أنه مطرود والعدل يقول لا الإنسان أجرم ولابد أن يفي الحق فماذا يفعل ؟ قال ﴿ يوم تأكل منها موتاً تموت ﴾ ( تك 2 : 17) إذاً لابد أن يموت الإنسان فمتى تلتقي الرحمة مع العدل ؟ تلتقي في المسيح يسوع وفي خلاصه ﴿ فهوذا حين صار صوت سلامِك في أذنيَّ إرتكض الجنين بابتهاجٍ في بطني فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب ﴾ ( لو 1 : 44 – 45 ) الروح القدس أعلم أليصابات بكل السر الإلهي وبكل التدبير الإلهي تقول لها طوباكِ ما سر طوباوية العذراء ؟ أنها آمنت أن يتم لها ما قيل من قِبَل الرب قد تسمع إنسانة أخرى وتقول هذا كلام صعب جداً كلام يفوق العقل كيف أكون حبلى ؟إقنعني هذا مستحيل هل تقصد إنسانة أخرى ؟ ﴿ الروح القدس يحل عليكِ ﴾ لو حدث ذلك مع إنسانة أخرى قبل العذراء كان يمكن للعذراء أن تصدق لكن عندما تكون هذه الحادثة هي الفريدة على الأرض – الحادثة الوحيدة – لم يوجد مخلوق حدث معه هذا الأمر لذلك نحن نصمم أن المسيح مولود لكن غير مخلوق ﴿ مولود غير مخلوق ﴾ لماذا ؟ لأنه ليس من نتاج زرع بشر لم يوجد رجل تسبب في إيجاده فلابد أن يكون إنسان كيف ؟ يقول آتي من إمرأة بشر لكن أيضاً لابد أن يكون إله قال يكون إله لكن لا يأتي بزرع بشر فاجتمع فيه الإلهي والإنساني إنسان كامل لأنه أخذ جسد من العذراء وإله كامل لأنه أتى من الروح القدس من هنا صدقت العذراء هذا الكلام رغم أنه كلام قد نجده نحن الآن كلام صعب إستيعابه لو أراد التاريخ أن يعيد نفسه ويكلم فتاة عذراء ويقول لها هذا الكلام لن تصدقه رغم أنه حدث من قبل مع السيدة العذراء سمعان الشيخ وهو يترجم النبوة لم يصدق ولم يستطع أن يكتب ﴿ ها العذراء تحبل ﴾( أش 7 : 14) ولم يرد أن يكتبها وقال سأكون إضحوكة للجميع وواضح أنه قد يوجد خطأ في الترجمة فكتب "ها الفتاة " ثم قال " ها إمرأة " لكنه وجد نفسه قد يكون متجاوز للنص فقال سأكون وسطي لن أكتب " ها العذراء " أو " ها إمرأة " بل سأكتب "ها الفتاة " وليفهم كلٍ كما يفهم كلمة " فتاة " تجعله على الحياد سمعان الشيخ لم يستطع أن يستوعب بينما السيدة العذراء إستوعبت لذلك قال الكتاب ﴿ طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب ﴾ جيد أن يعيش الإنسان مواعيد الله بسكوت ورعدة جيد أن يشعر أن مواعيد الله صادقة وأمينة مهما كانت تبدو مستحيلة أو فائقة عن الإستيعاب البشري لكنها مواعيد حقيقية غير كاذبة السيدة العذراء آمنت ولم نراها تجادل كثيراً أو تتكلم كثيراً لم تقل سوى ﴿ كيف يكون هذا ﴾( لو 1 : 34 ) قال لها الملاك ﴿ الروح القدس يحل عليكِ ﴾ ووجدنا إجابتها سريعة كأنه حديث لم يأخذ منها وقت طويل حديث به فعل الروح قالت ﴿ هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك ﴾( لو 1 : 38 ) لقد صدقت كلام الله لتكن مشيئته ثم وجدناها تفتح صفحة من صفحات قلبها وفكرها وتقول أروع كلمات ينطقها لسان بشر فتحت قلبها وأخرجت من كنوزه لأننا ما نعلمه عن السيدة العذراء قليل وكلماتها قليلة جداً بل ومعدودة جداً قالت تسبحتها ﴿ تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي ﴾ ( لو 1 : 46 – 47 ) وجدنا أن عندها ذخائر كنوز خرجت في هذه اللحظة من أين جاءت ؟ جاءت من نفس قريبة جداً من كلمة الله السيدة العذراء كانت دائمة القراءة في الكتاب المقدس كان الكتاب محفور في قلبها وفكرها لم تقرأ الكتاب لمجرد قراءة للعقل بل قراءة لتهليل الروح لم تكن قراءة للمعرفة بل قراءة للفهم والوعي الفتاة العذراء البسيطة التي لم تنل قسط من التعليم وجدناها تقول كلمات تفوق تصديق البشر الإنسان الذي فيه كلمة الله يبتهج بها فتصعد الكلمات إلى عقله وشفتيه فينطق بها بتلقائية وتدفق عندما يقال أن فلان يجيد اللغة الإنجليزية يقال أنه متدفق في اللغة السيدة العذراء لديها هذا التدفق في كلمة الإنجيل من أين ؟ من أنها كانت دائمة الممارسة فيه يدها في الإنجيل دائماً فتحت صفحات قلبها واتجهت نحو تسبحة حنة النبية في سفر صموئيل وبدأت تردد ما يشبهها ولكن بلسان حالها هي وهذا منهج نتعلمه في صلواتنا نجد أن الكنيسة عندما وجدت أن السيدة العذراء فعلت هذا الأمر قالت لنا إن أردتم التسبيح فلتسبحوا بالمزامير قولوا تسبحة موسى النبي عندما خرج من أرض مصر في الهوس الأول وقولوا تسبحة الثلاثة فتية في الهوس الثالث وقد يعترض البعض ويقول مالنا نحن والثلاثة فتية ؟ قد يعترض البعض على صلوات الأجبية ويقول لن أصلي بالمزامير بل سأصلي بكلماتي أنا نجيبه أن السيدة العذراء سبحت تسبحة حنة ونحن نفعل مثلها تقول لك الكنيسة سبح بمزامير 149 ، 150 في الهوس الرابع إستخدم المزامير والكتاب في تسابيحك فالسيدة العذراء تكلمك بتسابيح من الكتاب ومن شدة جمال الكلام تجد نفسك تقوله بمشاعرك أنت هذه هي العذراء تخيل عندما تقرأ في الكتاب وتشبع به تجد نفسك في الصلاة تصلي بكلام الإنجيل وأجمل قصد للإنجيل أن يتحول فينا إلى صلاة لذلك قل له ﴿ إفتح شفتي فيخبر فمي بتسبيحك ﴾( مز 51 : 15) عندما يرى إنسان مقابلة بين شخصين ويجد في المقابلة تسابيح يعرف أنها مقابلة سماوية ولنرى مقابلة العذراء مع أليصابات ثم نرى مقابلاتنا مع بعضنا البعض فيما نتكلم ؟ صعبة جداً مقابلاتنا لأن فكرنا غير مشغول بالله وقلبنا غير مشغول بالإلهيات ولأننا منغمسين في أوجاع الأرض نجد حديثنا كله أرضي تجد الناس في مقابلاتها تتكلم في أي شئ في السياسة في الغلاء في الإقتصاد في الرياضة لكن كي نتكلم معاً في كلمة الإنجيل نشعر بخزي لأنه ليس داخلنا هذه الأمور لماذا ؟ لأن كلمة الله ليست في القلب عندما تسكن كلمة الله في القلب يفرح وعندما يفرح نشعر داخلنا أننا لا نستطيع أن نسكت فنتكلم بأقوال الله﴿ إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله ﴾ ( 1بط 4 : 11) هذه هي العذراء جيد عندما تقرأ في سيرة الأنبا أنطونيوس عن مقابلته مع القديس العظيم الأنبا بولا وتتخيل ترى ماذا كانا يقولان في مقابلتهما ؟ وتشتاق أن تعرف حديثهما معاً كانا يتكلمان عن عظائم الأمور تكلما عن عمل الله مع البشر تكلما عن مراحم الله تكلما عن خير الله تكلما عن عظائم الأمور الإنسان الذي يفرح بالله يتكلم بالفرح لذلك دائماً يتكلم الإنسان بالأمور التي تشغله ويهتم بها دائماً يعبر الإنسان في أحاديثه عن حالته قد يذهب البعض إلى مكان معين فنسألهم هل أعجبك المكان ؟ وماذا أعجبك فيه ؟ شخص يقول المكان هادئ آخر يقول الطقس جيد آخر يقول المكان نظيف آخر يقول الناس هناك بهم جفاء كل شخص يتكلم عما يهتم به إذا لم تكن تعرف كيف تكون واضح مع نفسك لاحظ حديثك ستعرف إهتماماتك من كلامك أنظر فيما تتكلم فهذا هو ما يشغل قلبك هل تتكلم في الله ؟ تقول لا إذاً لم يشغل الله قلبك إذاً الله ثانوي في حياتك تريد أن تعطيه ساعة أو نصف ساعة مجرد إرضاء للضمير أو واجب أو خوف أو عادة عودونا عليها أهلنا لكن لا لابد أن ينبع الأمر من الأعماق من الداخل السيدة العذراء نطقت بهذه الكلمات وهي غير مهيئة لها لم تكن تحفظها لتسمعها لأليصابات بل فتحت أعماق قلبها هكذا تحاسب نفسك وتقول هذا ما نحاسب أنفسنا عليه لما نفتح أعماق قلوبنا ماذا نقول ؟ لذلك الذي يسبح الله هو قمة بهجة الحياة مع الله التسبيح هو أرقى لغة أجمل حالة روحية يشتاق لها الإنسان هي التسبيح عندما يتهلل الإنسان يرنم ﴿ أمسرور أحد فليرتل ﴾( يع 5 : 13) السيدة العذراء تتكلم ﴿ لأن القدير صنع بي عظائم وإسمه قدوس ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه ﴾ ( لو 1 : 49 – 50 ) تتكلم عن عظمة أعمال الله ما هي أعمال الله العظيمة في حياتها ؟ أعمال الله العظيمة هل أنا تلامست معها ؟ هل شعرت بعظمة الله في حياتي وبدأت أتكلم عنه أنه قدير ؟ والقدير قدرته أدركتني فصنعت بي عظائم هل أتكلم عن الله وأعماله وأترجمها لحياتي أنا وأعمال الله تتحول إلى فرحة لي ؟ هذه هي السيدة العذراء السيدة العذراء تعتبر كل أعمال الله لمجدها هي وفرحها هي وتهليلها هي لأن كل ما كتب كتب لتعليمنا وتذكيرنا تتكلم عن ﴿ أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين ﴾ ( لو 1 : 52 – 53 ) تعرف قصد الله وتعرف أنه إله المتضعين وأنه لن يستريح فيمن يجلس على الكراسي العالية أو الذين قلوبهم متكبرة لذلك نقول في القداس ﴿ الناظر إلى المتواضعات ﴾ " متواضعات " أي المتضعين البسطاء الله ينظر لهم مثل السيدة العذراء وأليصابات إنسان بسيط في مظهره لكن داخله حلول الله جيد هو الإنسان الذي لا يهتم بمظهره أو بما يقوله الناس عنه أترك كل هذاالكرامة الحقيقية في إرضاء الله والإرتفاع الحقيقي في سكنى الله جيد هو الإنسان الذي يفكر أن الغنى ليس غنى المال بل غنى الأعمال الصالحة كما قال بولس الرسول ﴿ أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيءٍ بغنىً للتمتع وأن يصنعوا صلاحاً وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة ﴾ ( 1تي 6 : 17 – 18) السيدة العذراء غنية في الأعمال الصالحة تقول ﴿ عضد إسرائيل فتاه ﴾ ( لو 1 : 54 ) لأنها تقرأ الكتاب المقدس جيداً تعرف أنه يوجد وقت إفتقاد لإسرائيل ووقت خلاص وزمن مقبول فقالت أنه ذكر رحمته ﴿ كما كلم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد ﴾ ( لو 1 : 55 )هل تعرف أن ما يحدث الآن هو تحقيق نبوات من أيام إبراهيم السيدة العذراء رابطه الكتاب كله في فكرها نعم هذا هو الإنسان الذي يعي حقيقة الكتاب ويتعامل مع كل جزء منه ببهجة ويعرف القصد منه السيدة العذراء تعرف ما هو قصد النبوات وما هو موضوعها ومحورها تعرف أن ما يحدث الآن هو تذكر رحمة الله لإسرائيل ونبوات إبراهيم أن بنسله تتبارك جميع قبائل الأرض ونسله قد أتى من العذراء في شخص ربنا يسوع جيد أن تقترب من مشاعر السيدة العذراء وكلما إقتربنا إلى مشاعرها كلما شعرنا بقيمة التجسد الإلهي وكلما إقتربنا من التجسد الإلهي كلما عرفنا ماذا يجب أن يكون الإنسان ليستحق حلول الله فيه السيدة العذراء نموذج للجنس البشري ونقول عنها في التسبحة أنها ﴿ فخر جنسنا ﴾أجمل ما في جنسنا ولأنها مننا فهي جنسنا هي فخرنا أجمل ما في جنسنا ربنا حل في إنسانة منا فصار حلول الله ليس في العذراء فقط بل في الجنس البشري كله ومن هنا عرفنا الله الطريق لاستحقاق حلوله فينا يقول ﴿ لتكن نفسك كمريم ﴾هل تعرف كيف يحل الله فيك ؟ كن مثل مريم ليكن لك روح خدمة واتضاع مثل مريم إحفظ الكتاب المقدس واقرأه واسهر معه قد أشعر بحزن عندما تهدر الناس الوقت بالساعات أمام تفاهات والكتاب المقدس مغلق الناس تتكلم كثيراً وطويلاً دون أن تقول كلمة من الإنجيل الناس لا تشعر بفرح بل ومنغمسين في هموم وأحزان لأنه لا يوجد فيهم فرح روحي الفرح الروحي يغلب إجلس مع إنجيلك تجد الناس تئن وتشكو وأنت تسندهم بآية أو موقف أو حادثة لماذا ؟ لأن داخلك الكتاب ﴿ فم الصديق يتلو الحكمة ولسانه ينطق بالحب ناموس الله في قلبه فلا تتعرقل خطواته ﴾ ( مز 37 : 30 – 31 )هذه هي السيدة العذراء ناموس الله في قلبهاإفتح إنجيلك واقضي معه أوقات طويلة المتنيح أبونا بيشوي كان عندما لا يجلس مع الإنجيل في اليوم ساعتين يكون متضايق وعصبي ساعتين وسط إنشغالاته الكثيرة فكان ينصح تاسوني أنچيل أن تجلس مع الإنجيل طويلاً لأنه محروم من الجلوس معه ويسألها كم من الوقت جلستِ مع الإنجيل اليوم ؟ تقول له ساعة يقول لها قليل جداً إجلسي معه أكثر ومنا من رأى إنجيله ولأنه كان كثير القراءة فيه فقد ملأ هوامشه تأملات وعندما إمتلأ أرسله إلى المطبعة ليضيفوا له صفحة بيضاء فارغة بين كل صفحة وصفحة في الإنجيل كي يكتب تأملاته هذه هي السيدة العذراء وهذه هي كلمة الله التي تهللت بها التي عندما تفتح قلبها تجد لسانها ينطق بأقوال الله ببساطة وسهولة ربنا يعطينا أن نستعد في هذه الأيام المقدسة لتجسده وحلوله المبارك فينا هذا السر العظيم أن يتحد الله بالإنسان وأن يحل فيه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل