المقالات

19 نوفمبر 2018

ظروف شباب المرحلة الثانوية

هناك ظروف قديمة وجديدة تحيط بهذه المرحلة، لابد من التعرف عليها، حتى نحسن التعامل مع شبابها المبارك... لاشك أن هناك مستجدات هامة لدى شباب المرحلة الثانوية، فى هذه الأيام، نذكر منها : 1- العملية التعليمية : ولاشك أنها ليست على ما يرام، فهى فى أفضل صورها عملية تلقين لا تكوين... بمعنى أنها تهتم بحشو الذاكرة - وليس الذهن - بكمية ضخمة من المعلومات فى مجالات واسعة من المعرفة.. وكل ما يطلبونه من الشباب هو أن يحفظ هذه المعلومات غيباً، ويسكبها سكيباً فى ورقة الإجابة فى إمتحان واحد خطير آخر العام. هذا بينما يؤمن العالم كله بأهمية التربية قبل التعليم، والتكوين قبل التلقين. لهذا يعتمدون فى الخارج على تكوين روح البحث لدى التلميذ، وعلى تحريك ذهنه للفهم والإبتكار والإبداع. وهذا ما نشاهده فى الغرب، إذ يطلبون من التلميذ تحضير ورقة بحث فى موضوع ما، ربما يختاره هو، ويبحث عن مادة الموضوع فى المكتبة، ولدى المدرس، والأسرة، والكنيسة، حتى تكتمل العناصر، ويتقدم ببحثه، ويناقشه فيه المدرس والزملاء.. وأكثر من مرة حضر شباب من أمريكا أو استراليا، ليدرس مثلاً الفرق بين الشباب القبطى داخل وخارج مصر، من خلال استبيانات وإحصائيات فى مجالات مختلفة: شخصية وعائلية وكنسية... بهدف معرفة ما يجب أن ننتبه إليه فى خدمة الشباب، هنا أو فى المهجر... وقد استفدنا كثيراً من هذه البحوث الميدانية. كذلك نجد العملية التعليمية الآن فيها فاقد رهيب للوقت، فالشباب يذهبون فى الصباح الباكر إلى المدرسة، وتكون الفائدة قليلة جداً، لتكدس الفصول وارهاق المدرسين، وظروفهم الصعبة. ثم يبدأ الشباب فى مدرسة أخرى بعد الظهر، فى فصول التقوية، أو الدروس الخصوصية، حيث الشرح أفضل، ولكن لشباب مرهق... ولا يتبقى سوى سويعات قليلة فى المنزل للاستذكار. هذا كله عبء ضخم على شبابنا الغض، الذى لا يجد فرصة للنمو الروحى والثقافى والإجتماعى والبدنى من خلال الأنشطة والاجتماعات الكنسية والمهرجانات... ولاشك أن تمديد الثانوية العامة إلى عامين بدلاً من عام واحد، أصبح عبئاً كبيراً على شباب المرحلة الثانوية، بحيث لم يعد لديهم النفس الهادئة، أو الوقت المناسب، لتكوين شخصياتهم المتكاملة: روحياً وثقافياً ووجدانياً وبدنياً وإجتماعياً... هذه العناصر الخمسة فى الشخصية الإنسانية، لم يعد من الممكن إشباعها، بينما الشباب يعيش الأرق والإرهاق، مع عملية تعليمية تلقينية مؤسفة. أن شباب المرحلة الثانوية فى هذه الأيام، لا يتمتع حتى بالإجازة الصيفية، حيث الملحق (والتحسين سابقاً)، وحيث ضرورة الاستعداد للعام الدراسى بدروس خصوصية فى الصيف، تمهيداً للعام الدراسى الجديد. وقد لاحظنا ذلك أثناء خدمتنا لهذه المرحلة، فبعد أن كنا نقدم لهم مادة دسمة فى المهرجان، على الأقل أثناء دراستهم فى الصفين الأول والثانى، حيث كانوا يواظبون على الخدمة الكنسية، وبالتالى يستوعبون الكثير من المعلومات اللاهوتية والعقيدية والطقسية والتاريخية والكتابية، مع فنون وآداب ورياضة وكومبيوتر.. مع الإندماج المفرح فى الحياة الكنسية والأنشطة الصيفية... صار شبابنا المرهق المهموم بالثانوية العامة، كثير الغياب عن الكنيسة، ولذلك اضطررنا إلى تخفيض حجم النشاط الكنسى والدراسات والمهرجان، تقديراً لظروفهم... 2- أسلوب الامتحان : ولاشك أنه أسلوب مؤسف، فالشباب يستذكر طوال العام، بمجهود ضخم، ليتم تقييمه من خلال الحفظ وليس الفهم، ومن خلال امتحان واحد فى ساعتين.. وربما أصيب الشاب أو الشابة بوعكة صحية أو مجرد انفلونزا، فيضيع الإمتحان، ويضيع المجهود، ويضيع المستقبل. أى توتر يمكن أن ينشأ عن هذا الأسلوب؟!! الإمتحان فى الخارج يرتكز على الفهم، ويستمر طوال العام من خلال الأسئلة، والإختيارات، والبحوث، والمتابعة الشخصية من المدرس، ولذلك تكون نفسية الشباب هادئة، وإذا فشل مرة، ينجح فى المرة التالية...إن تقييم شبابنا من خلال ورقة واحدة، فى ساعة معينة، ويوم محدد... أمر مثير للتوتر.. فإذا ما حدثت مشكلة فى المنزل، أو مرض، أو وفاة... ضاع كل شئ!! هذا بالإضافة إلى اعتماد الإمتحان على التذكر وليس التفكير، وعلى الحفظ وليس الفهم... ونحن جميعاً نعلم إمتحانات الخارج، التى كثيراً ما تكون من خلال "الكتاب المفتوح" (Open book)، ولا يستطيع الإجابة على الأسئلة إلا كل من درس المادة واستوعبها تماماً. وهكذا لا يرتبط الامتحان بحالات من التوتر والقلق والإحباط كما يحدث فى بلادنا، ليس فقط على مستوى الشباب، بل أيضاً على مستوى أسرهم... وهذا ما نراه فى بيوتنا أثناء أيام الإمتحانات، والأيام السابقة عليها... 3- سلبيات الإعلام : وما يواجهه شبابنا فى هذا العصر من تنوع لوسائل الإعلام، إلى استمرارية تأثيرها على مدى 24 ساعة يومياً إلى سهولة الوصول إلى السلبى منها، وبطريقة لا يستطيع الوالدون اكتشافها بسهولة. هناك الآن شرائط الكاسيت وما تحمله من أغانى هابطة، وشرائط الفيديو والكثير منها يحمل إنحلالاً وإثارة، والبث من الأقمار الصناعية على عشرات القنوات على مدى الليل والنهار، وشبكة الانترنيت وما تقدمه من إباحية وإنحلال. وبالطبع فنحن لا نرى كل الوسائل الإعلاميةشراً، بل نقصد أنها تقدم للشباب الكثير من الإيجابيات فى المعلومات والتواصل والثقافة والتسلية البرئية، ولكنها تحمل - مع ذلك - سلبيات خطيرة، لها أثرها فى شبابنا، سواء فى إعثاره أو فى تعويقه عن الجهاد الروحى، ناهيك عن صعوبة النمو الروحى فى هذا الجو الصعب. لقد أصبحت الخطيئة "محيطة بنا بسهولة" كما يقول الرسول بولس (عب 1:12). الأمر الذى يحتاج إلى إفراز وتوعية وتغذية وبدائل وجهاد كثير، ينبغى أن يبذله شبابنا المبارك، عملاً بقول الكتاب "إمتحنوا كل شئ، وتمسكوا بالحسن" (1تس 21:5). 4- سلبيات الوسط المدرسى : لاشك أن الوسط المدرسى لم يعد كما كان فى الماضى، سبباً فى إنماء المعرفة وتربية الخلق القويم، إذ أنه صار حافلاً بسلبيات كثيرة منها: أ- التكدس فى الفصول، الذى يعوق علمية التعلم، ناهيك عن عملية التربية. ب- التدنى العام فى المجتمع، واهتزاز القيم، وتآكل الطبقة الوسطى، وصعود نوعيات غير متحضرة إلى السقف بسبب دخلها المادى المتزايد. ج- انتشار ظاهرة المخدرات بين الشباب، فضلاً عن التدخين والشيشة. د- تنامى ظاهرة العنف بين الشباب، بتأثير التكدس فى المساكن، وصعوبة العيش، وازدحام الطريق، والتوتر اليومى العام، ومشاهد العنف فى وسائل الإعلام، وشيوع مبادئ منحرفة كالبلطجة، وأخذ القانون باليد، وليس بالوسائل المشروعة. هـ- التدنى الخلقى فى اللفظ والتعامل اليومى، بتأثير الأفلام والمسلسلات، وما تحويه كثيراً من عبارات وألفاظ غريبة وغير لائقة، تنزل بسرعة رهيبة إلى الشارع والمنزل والمدرسة ويتبادلها الشباب فى سلوكهم اليومى. و- الفوارق الطبقية وما تثيره من حراك إجتماعى وأحقاد بين فئتى الأغنياء والفقراء، وحتى الموظفين، الذين أصبحت دخولهم المادية لا تساعدهم على الحياة الكريمة. ز- تأثيرات الأسرة على الطفل والفتى والشاب، والتى يأتى بها إلى المدرسة، مشحونة بالسلبيات الخطيرة. ى- روح التهريج واللامبالاة والسخرية والتهكم، التى تسود فئات كثيرة، بسبب الإحباط والمتاعب الإقتصادية.. وهذه كلها أمور لها تأثيرها على شباب المرحلة الثانوية، وتستدعى من الكنيسة أن تكون "الأسرة البديلة"، التى يمكن أن تقوم "بإعادة تربية" للكثير من الشباب (Re- education Process). 5- أزمة المستقبل : ويالها من أزمة، بين شبابنا المكافح!! فمع تزايد الأعداد، بسبب الإنفجار السكانى، وتكدس الفصول، وضعف العملية التعليمية، والتنافس المحموم على الحياة والعمل، وصعوبة إختيار الدراسة التى يحبها الشباب، وأكثر منها صعوبة الحصول على عمل مجز بسبب البطالة المنتشرة، والركود العام فى الإقتصاد. هذه كلها أمور مقلقة لشبابنا، إذ لا يرى المستقبل بهيجاً ولا واضحاً ولا مأموناً... الأمر الذى يصيبه بتوتر فى أعماقه، قد يظهر على السطح فى صورة أشكال من العنف، أو أنواع من التهريج والسخرية والسلوك غير السوى، بل أنه قد يدفع الشباب إلى نوع من الإحباط والاكتئاب، ثم إلى التدخين والمخدرات، مع رفقاء السوء، وما أكثرهم!! 6- اختلاف الأجيال : وهو عامل آخر نضيفه إلى الظروف المحيطة بشباب المرحلة الثانوية، حيث كثيراً ما يحدث انفصال بين الوالدين وأبنائهم وبناتهم فى هذه المرحلة، ويكتفى الوالدون بالعمل على جمع المال، المطلوب طبعاً، وربما يستغرقون فى ذلك بطريقة تحرم الأولاد والبنات من عطف والديهم، واستماعهم إليهم، ومشاركتهم آمالهم وآلامهم. أضف إلى ذلك إمكانية سفر الوالدين أو أحدهما إلى الخارج، طلباً لمزيد من الدخل، مما يعرض الشباب إلى جوع عاطفى، و صداقات سيئة، وإنحرافات خطيرة. فإذا ما أضفنا إلى ذلك إحساس شباب ثانوى بأنهم كبار، ومحاولاتهم الاستقلال والاستغناء عن نصيحة الوالدين ومشورتهم، واستماعهم إلى أصدقائهم أكثر من والديهم، يتضاعف حجم المشكلة، وتتزايد الفجوة إتساعاً. وفى نفس المجال، إذا ما حاول الوالدين تربية أبنائهم وبناتهم بأسلوب ما تربوا هم عليه فى عهود سابقة، دون تفهم لما يدور حول الأجيال الجديدة من أمور، ودون تفاهم وحوار معهم... تتزايد الفجوة أكثر فأكثر. أضف إلى ذلك ما يمكن أن يحدث من أخطاء فى التربية مثل القسوة، أو التدليل، أو التفرقة فى المعاملة بين الأبناء والبنات، الأمر الذى يجعل من إختلاف الأجيال خلافاً، ثم إنحرافاً. هذه بعض الظروف التى تحيط بأبنائنا وبناتنا فى المرحلة الثانوية، فكيف يكون أسلوب التعامل الفعال معهم، وهم يجتازون مرحلة صعبة، وظروفاً أصعب... نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
16 أكتوبر 2019

مفهوم الحرية

نود فى هذا الباب أن نعرض على التوالى بعض المفاهيم ، لأمور معينة فى الحياة الروحية ، والحياة الاجتماعية وسنبدأ بموضوع الحرية ونناقشه معا ، مع أبنائنا الشباب : أولا : إن الله يحب لكل إنسان أن يكون حرا 0 وقد خلق الإنسان بإرادة حرة وقال له فى آخر سفر التثنية ( انظر قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير ، والموت والشر أشهد عليكم اليوم السماء والأرض قد جعلت قدامك الحياة والموت ، البركة واللعنة فاختر الحياة ، لكى تحيا أنت ونسلك إذ تحب الرب إلهك ، وتسمع لصوته وتلتصق به ، لأنه هو حياتك) ( تث 30 : 15 –20 ) ثانيا : يقابل الحرية حساب ومسئولية 0 فالإنسان أو الكائن غير الحر ، لا يحاسب على أفعاله أما مع الحرية فيوجد حساب على كل ما يفعله الإنسان خيرا أو شرا فينال المكافأة على أعماله الخيرة كما توقع عليه العقوبة فى أعماله الخاطئة أو الشريرة آدم وحواء كانا حرين وأمامهما وصية الله يمكن أن يطيعاها أو يخالفاها 0 وقد خالفا الوصية0 وأوقع الله على كل منهما عقوبة مسببة ( تك 3 : 9 – 19 ) والعقوبة على الخطأ الذى يفعله الإنسان بحريته ، هى عقوبة مزدوجة : على الأرض وفى السماء وقد ينجو الإنسان من العقوبة على الأرض ولكن تبقى العقوبة فى العالم الآخر قائمة ، لا تمحى إلا بالتوبة ( لو 13 : 3 ، 5 ) كما أن الخير الذى يفعله الإنسان بحرية إرادته ، له مكافأة مزدوجة أيضا 0 وإن لم ينل الإنسان مكافأة على الأرض ، فأجره محفوظ فى السماء ( أبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك على علانية ) ( مت 6 : 4 ، 6 ) 0 ثالثا : ليس من حقك إطلاقا أن تنال حرية مطلقة 0 فأنت حر فى كل ما تفعله ، بحيث أنك لا تعتدى على حقوق أو حريات الآخرين 0وبحيث أنك لا تكسر وصايا الله ، ولا تخالف القانون والنظام العام الذى جعل من أجل سلامة وراحة الآخرين فليس من حقك مثلا أن تركب سيارة وتخالف قواعد المرور ، وتقول أنا حر ، أسير حيثما أشاء !! وليس من حقك أن ترفع صوتك فى ضوضاء تزعج بها الآخرين ، وتقول أنا حر أرفع صوتى كما أشاء !! وليس من حقك أن تأخذ معك ورقة تغش بها فى الامتحان ، وتقول أنا حر ، استعمل ما أشاء من أوراق !! كذلك كما تستخدم حريتك ، بحيث لا تضر الآخرين ولا تخالف النظام العام 0 فأنت أيضا من حقك أن تستخدم حريتك ، بحيث لا تضر نفسك لأن نفسك ليست ملكا لك إنها ملك لله الذى خلقها وفداها ، وملك أيضا للمجتمع الذى رعاك ورباك وله عليك حقوق يجب أن تؤديها ولذلك فقتل الإنسان لنفسه بالانتحار ، جريمة يعاقب عليها الله ولا يوافق عليها القانون 0 ونفس الوضع ينطبق على من يضر نفسه عن طريق التدخين أو المخدرات 0 فليس من حقه أن يقول أنا حر ، أدخن كما أشاء ، وأتعاطى المخدرات كما أشاء ‍‍‍‍‍!! لأنه ليس من حقه أن يهلك نفسه 0 وليس من حقه أن يحرم المجتمع من وجوده مؤديا واجبه نحو المجتمع 0 رابعا : الضوابط التى توضع على الحرية ، هى لفائدتك وليست لتقييدك 0 ومن فائدتها أنها تمنعك عن الإضرار بنفسك ، ومن الإضرار بغيرك ، ومن الإضرار بالمجتمع ، ومن مخالفة وصايا الله النهر له شاطئان ، لا يقيدان مجراه ، وإنما يحفظانه وإذا لم تكن للنهر شواطئ ، فإنه سينسكب ويفيض على الجانبين ، ويغرق الأرض ، ويحولها إلى مستنقعات 0 أترى يستطيع أى نهر أن يحتج على وجود شاطئين له ، ويقول إنهما يقيدان حريتى ؟!كذلك أنت الشاطئان بالنسبة إليك ، هما وصايا الله ، وقوانين أو تقاليد المجتمع 0 أو الشاطئان هما الدين والتربية 0 وكلاهما لفائدتك فالطفل الذى يرفض التربية ، ويحسبها تقييدا لحريته ، والشاب الذى يرفض نصيحة أبويه أو معلميه أو مرشديه ، ويرى ذلك تقييدا لحريته ، لابد أنه سيفسد ، ويفقد الطريق السليم السوى ، ويضل فهو الضلال هو إسم آخر للحرية ، أو نتيجة لها ؟‍! خامسا : الحرية الحقيقية هى أن يتحرر الإنسان من الأخطاء 0 فيتحرر من الخطايا والسقطات ، ويتحرر من العادات الرديئة يتحرر من كل المشاعر الرديئة ، ويتحرر عقله من الأفكار المنحرفة ومن كل خطأ فكرى يتحرر أيضا من الخضوع للشيطان وكل أعوانه 0 ويتحرر من كل قيادة تفرض سلطانها على إرادته ، لتقوده حسب هواها فى مسيرة منحرفة هذه هى الحرية ، التى قال عنها الكتاب ( إن حرركم الإبن ، فبالحقيقة تكونون أحرارا ) ( يو 8 : 36 ) سادسا : الذى يتحرر داخله من الخطيئة ، يمكنه أن يستخدم الحرية الخارجية بطريق سليم 0 فمثلا الذى يتحرر من الكراهية والقسوة والعنف والظلم ، يستطيع أن يستخدم حريته فى التعامل مع الناس بطريق سليم أما إن كان ظالما أو قاسيا ، وقال أريد أن استخدم حريتى فى التعامل كما أشاء فإنه سوف يؤذى غيره بقسوته وبظلمه ، أو بعدم تحرره من القسوة والظلم كذلك الذى لم تتحرر عفته من الشهوات الجسدية ، فإنه ، حينما يستخدم حريته لتنفيذ شهواته ، لابد سيؤذى نفسه وغيره وفيما يظن أنه يستخدم حريته ، يكون قد أضاف قيودا جديدة على عفته ونقاوته وأيضا الفتاة التى تقول ألبس كما أشاء ، وأضحك وألهو كما أشاء وبهذا الأسلوب تعثر غيرها وتسقطه ، وتسقط هى أيضا معه هذه الفتاة لم تتحرر بعد من الداخل لذلك تستخدم حريتها الخارجية بطريقة ضارة لها ولغيرها والطالب الذى يلعب طول العام ويهمل دروسه ، ويقول أنا حر !! إنما يضر نفسه باسم الحرية الخاطئة ويفقد مستقبله 0 لأنه لم يتحرر فى الداخل من سيطرة اللهو عليه إذن نصيحتنا لك استخدم حريتك لفائدتك وفائدة غيرك وتحرر أولا من الداخل ، قبل أن تمارس الحرية الخارجية 0 سابعا : يضغط على نفسه ، ليصل إلى حرية الحقيقة 0 فلا يعطى ذاته كل ما تطلب ، لئلا يصل إلى تدليل النفس ، ويفقد سيطرته على نفسه ، وبالتالى يفقد حريته الحقيقية وهكذا يدخل هذا الإنسان فى تداريب روحية لضبط النفس ، لضبط اللسان فلا يقع فى أخطاء 0 لضبط الأعصاب حتى لا يثور ويفقد غضبه معارفه وأصدقاءه وأيضا تداريب لضبط الفكر ، حتى لا يسرح فى أمور تضره 0 بل يدخل فى تداريب لضبط الحواس ، ولضبط الجسد بالصوم والسهر ، وضبطه فى البعد عن الشهوات حتى لا ينساب فى الملاهى والملاذ الجسدية ويفقد روحياته هل يجوز أن يقول أحد أسلك حسب هواى ، بحريتى ، ولا بضبط نفسه ويغصبها على عمل الخير ؟! وإن سلك هكذا ، أيكون حرا أم مقيدا بشهواته ؟! مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عن كتاب عشرة مفاهيم
المزيد
19 يونيو 2020

خِدْمَةُ الْمُصَالَحَةِ

عندما صالح الله الخليقة لنفسه، في التجسد أولاً باتحاد اللاهوت بالناسوت، ثم على الصليب، وهب للرسل بعد ذلك إمكانية مصالحة الناس مع الله، ودعاها خدمة المصالحة: «وَلَكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ» (2كو 5: 18) وعندما أراد القديس بولس أن يلخِّص عمل الرسل، ومن بعدهم الآباء الأساقفة والقسوس في الكنيسة، لم يجد غير خدمة المصالحة ليوضِّح كلامه، المصالحة التي تقوم على فداء المسيح لخطايا وأخطاء الآخرين، لأنه لا مصالحة بدون مغفرة: «أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ» (2كو 5: 19) وهكذا تأسست الكنيسة على خدمة المصالحة، بدءًا من الرسل الذين أرسلهم الرب يسوع كسفراء عنه، يتكلمون باسمه، ويحملون رسالته إلى كل الأمم، لا يعبِّرون عن رأيهم الشخصي، بل يكونون أمناء لمن أرسلهم، ومهمتهم الأولى والرئيسية هي مصالحة الشعب مع الله: «إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ» (2كو 5: 20) والمصالحة لا تعني مجرد الصُلح بعد الخصام، لكنها تعبير: أولاً عن التبرير والخلاص الذي يمنحه الله: «وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ» (رو 5: 8-9)؛ ثم ثانيًا: عن العودة إلى شركة كاملة بعد الانفصال، كما يحدث في حالة انفصال زوجين، ثم عودتهم لحياة الشركة مرة أخرى: «وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوصِيهِمْ لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا. وَإِنْ فَارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا» (1كو 7:10-11)؛ «أمين هو الله الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا» (1كو1: 9) وكما أن علاقة السفير بمن أرسله تعمل على تحقيق خدمة المصالحة بين الشعوب، وتكون سبباً لنجاحه في المهمة المنوط بها؛ هكذا أيضاً بقدر ما يكون للأسقف من علاقة ودالة قوية عند الله بسبب صلاته وخضوعه لمشيئة الله كل حين، بقدر ما تكون خدمة المصالحة قوية وفعالة؛ إذ يمكنه أن يصلي عن شعبه، أو مع شعبه، في كل حين، كما يقول القديس بولس الرسول: «يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضاً إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ» (غل 4: 19). أو كما يقول القديس إغناطيوس الأنطاكي (107م) في رسالته إلى أهل أفسس: [إن كانت صلاة اثنين معاً لها هذه القوة (مت 18: 19)، فصلاة الأسقف والكنيسة أقوى]، بسبب سر الإفخارستيا أو التناول الذي هو سبب وحدة الأسقف مع الشعب. نيافة الحبر الجليل الانبا إبيفانيوس الأسقف الشهيد رئيس دير القديس أبو مقار
المزيد
11 مايو 2020

ظهورات السيد المسيح بعد القيامة

هناك (11) ظهور: + الظهور الأول (مت 28) للمريمتين (مريم المجدلية ومريم الأخرى). + الظهور الثاني (يو 20) لمريم وهي تبكى عند القبر عندما ظنته أنه البستاني فظهر لها المسيح مخصوص لكي يقول لها لا تبكى وللآسف نحن نبكى حتى الآن على الموتى، المسيح يحب أن نعيش القيامة بالإيمان قبل أن نعيشها بالعيان، كما قال لأرملة نايين لا تبكى، لأنه كان يعرف أنه سيقيمه. + الظهور الثالث (لو 24) لتلميذيّ عمواس. + الظهور الرابع (يو 20) للتلاميذ العشرة في العلية. هؤلاء الأربع ظهورات في نفس يوم القيامة. + الظهور الخامس (يو 20) للتلاميذ ومعهم توما الأحد الجديد، أول يوم أحد بعد القيامة. + الظهور السادس للتلاميذ جميعًا في الجليل. السيد المسيح أصر على أن يُقابل التلاميذ في الجليل، لأن الجليل هو المكان الذي تقابل فيه مع التلاميذ لأول مرة، وكان يريد أن يبدأ مع التلاميذ بداية جديدة وأراد أن يقول لهم هلم ننسى ما مضى الإنكار والخيانة والهروب وهلم نتقابل وكأننا نتقابل لأول مرة شيء رائع. + الظهور السابع (يو 21) كان في بحر طبرية صيد 153 سمكه. وفي بحر طبرية كان هناك سبع تلاميذ. + الظهور الثامن (يو 21) لبطرس وحده في العتاب "يا سمعان ابن يونا" أتحبني أكثر من هؤلاء؟!" + الظهور التاسع (1 كو 15) ليعقوب وحده أول رسول شهيد. + الظهور العاشر (1 كو 15) لخمسمائة أخ. + الظهور الحادي عشر(مت 28) على جبلالصعود. = هناك ثلاث معجزات صنعها الرب بعد قيامته، وأكد بها ناسوته: أ‌- بقاؤه على الأرض بجسد القيامة أربعين يوم. ب‌- الاحتفاظ بالجراحات في جسد القيامة. ج- الأكل مع التلاميذ لأن جسد القيامة لا يأكل. صفات جسد القيامة: من واقع حديث معلمنا بولس الرسول (1 كو 15) يظهر جسد القيامة أنه: - أولًا: نوراني - روحاني - لا يفسد. - ثانيًا: خالد لا يقوى عليه الموت مرة أخرى يحيا إلى الأبد. س) لماذا أحتفظ المسيح بآثار الجراحات في جسد القيامة؟ ج) لكي يُستعلن كذبيحة أمام الآب السماوي. نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد
11 سبتمبر 2020

علامات المجيء الثاني ونهاية العالم كالآتي ج5

8 - حدوث علامات عظيمة غير معتادة في السماء (لو25:21) ووجود حيرة عظيمة وارتباك شديد وضجيج وعواصف " وعلى الأرض كرب أمم بحيرة البحر والأمواج تضج " (لو25:21) والخوف من شر ما سيحدث في المستقبل " والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة لان قوات السماوات تتزعزع " (لو26:21) . 9 - الاضطهاد الشديد للمسيحية وانتشار الكراهية للمسيحيين واضطهادهم في أماكن كثيرة (مت9:24؛مر9:13و13) . وهذا ما حدث منذ بدأ المسيحية وعلى مر العصور فقد اضطهد اليهود المسيحية منذ الشهر الأول لحلول الروح القدس وظل اليهود يتعقبون المسيحيين في كل أنحاء الإمبراطورية الرومانية ثم عانت المسيحية من الاضطهاد الشديد على ايدى الأباطرة الرومان وعلى رأسهم نيرون في القرن الأول ودقلديانوس في القرن الرابع الميلادي ، كما عانت المسيحية من الاضطهاد في فترات كثيرة من العصور الوسطى وفى العصر الحديث وكانت أقسى هذه الاضطهادات في العصر الحديث هي التى حدثت في الدول الشيوعية التى حاولت القضاء على المسيحية واستئصالها من جذورها . 10 - الارتداد عن الدين وعبادة الشيطان تكلم الكتاب أيضا عن انتشار الارتداد بصورة واسعة (مت10:24؛2تس3:2؛1تى 1:4-4) . والارتداد الذي تكلم عنه الكتاب هو ارتداد شديد وغير مسبوق عن معرفة الحق والبعد عن الله (2تى1:3-9؛3:4-4) . ويصاحب هذا الارتداد انتشار اللهو والعربدة " لأنه كما كانوا في الأيام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك " (مت38:24) ، وانتشار الجهل بالموقف من النهاية (مت39:24) .وقد تميز هذا القرن بالارتداد الشديد عن الإيمان المسيحي ، خاصة في الكاثوليكية والانجليكانية وفى البلاد الأوربية ! واتجه كثير من الناس إلى الإلحاد ( عدم الإيمان بوجود الله ) والمادية ومذهب المتعة والشيوعية ، واعتبر البعض أن وجود الله غير ضروري في حياة الإنسان ! واتجه البعض إلى عبادة الشيطان التي تنادى بعكس ما تنادى به المسيحية تماماً ، يقول انتون لافى مؤسس عبادة الشيطان في مجلة المراهق الأمريكية عدد يونيو 1993م "بدلا من أمر الأعضاء أن يقمعوا دوافعهم الطبيعية ، نعلمهم انه يجب أن يتبعوها ، ويشمل ذلك الشهوة الجنسية ، والرغبة في الانتقام ، والدافع للحصول على الممتلكات المادية " أي يحرضونهم على الزنى والقتل والسرقة .. الخ ، يحرضونهم على الشر ، قال أحد عبدة الشيطان " أؤمن بأن يعيش المرء حياته إلى حدها الأقصى ، أنا أرى قوتين في الطبيعة : الخير والشر . كل الأمور التي يقول الناس أنها شر هي الأمور التي تسعدك . فالخطايا تقود إلى المسرة العاطفية ، الجسدية العقلية " !! وقال شيطاني آخر " ماذا هناك ليعيش المرء من اجله ؟ سنعيش ليومنا ونفعل ما نريد ، فليس هناك مستقبل". وتتلخص عبادة الشيطان في أقوالهم الآتية : * الصلاة لا فائدة منها ؛ فهي تبعد الناس عن النشاط المفيد ! * استمتع باللذة بدلاً من التقشف ؛ مارس الخطايا المسيحية السبع المميتة بفرح ( * الطمع ، الكبرياء ، الحسد ، النهم ، الشهوة ، الكسل ) !! * إذا لطمك إنسان على أحد خديك فألطمه أنت على الأخر ! *افعل للآخرين كما يفعلون بك ( أي إذا شتموك فاشتمهم ، وإذا سرقوك فأسرقهم ..الخ ) ! * مارس النشاط الجنسي وأستمتع به بحرية بحسب احتياجاتك ( التي قد تتحقق افضل في الزواج الأحادي ، أو بممارسة الجنس مع الكثيرين الآخرين ؛ أو باشتهاء أفراد الجنس المغاير ؛ أو باللواط ( الشذوذ الجنسي ؛ رجل مع رجل أو امرأة مع امرأة ) أو ثنائي الجنس ( المخنس ) ؛ استخدم الولع الجنسي كما تريد ؛ بنفسك أو مع شخص آخر أو مع اكثر من واحد ) !! * الشيطاني لا يحتاج إلى قوانين تحكمه ( كل شئ بالنسبة له مباح ولا يقيده شئ )! 11- الارتداد عن الإيمان القويم ( الارتداد الأدبي والأخلاقي والارتداد العقيدى ) ؛ وكما انتشرت العبادة الشيطانية بين الكثيرين خاصة في البلاد المتقدمة والتي تعطى حرية بلا حدود . انتشرت أفكارها أيضا في العالم بين الذين لا يؤمنون بالشيطانية وبين الذين لا يعرفون شيء عنها أو حتى الذين لم يسمعوا عنها ، وكان ذلك في صورة ارتداد شديد عن الأيمان القويم والدين عموما . 1 - الارتداد الأدبي والأخلاقي ؛ فقد أنتشر الزنى والشذوذ الجنسي بجميع أنواعه فلم يعد من الضروري بالنسبة للكثيرين في معظم بلاد العالم أن تكون الفتاة عذراء قبل الزواج ! كما لم يعد الكثيرون يخجلون من العلاقات المحرمة بين الرجل والمرأة بل وبين الرجل والرجل والمرأة ، والتي أصبحت مقبولة في جزء كبير من المجتمع الغربي ، على أساس أن ذلك من الحرية الشخصية !! وتقول إحصائية حديثة أن 95% من العلاقات الجنسية تحدث خارج الزواج !! ومن ثم قفزت نسبة الأمهات غير المتزوجات بصورة درامية واصبح المواليد من أمهات غير متزوجات يُعد أكثر من نصف المواليد في الولايات المتحدة . ويضطر معظم أولئك لترك أطفالهن بعد الولادة في دار للأمومة أو وكالة تبنى !! ومن هنا انتشر مرض نقص المناعة الطبيعية ، الإيدز ، ذلك المرض الرهيب الذي يصاب به الملايين ، بسبب الزنى عموماً والعلاقات الشاذة بصفة خاصة . وبسبب الزنى والإباحية الجنسية نتجت مسألة الإجهاض التي تقضى على ملايين الأجنة قبل أن ترى النور ، وتقول إحدى الإحصائيات أن أكثر من مليون مراهقة ينجبن كل سنة في الولايات المتحدة وحدها ! وبالتالي فهناك الملايين مثلهن في بقية أنحاء العالم . ويضطر معظم أولئك وغيرهن للإجهاض حيث يتم اكثر من مليون و400,000 حالة إجهاض قانونية سنويا في الولايات المتحدة وحدها ! وفى العام الماضي وحده تمت حوالي 9,7500 عملية إجهاض تمت في ألمانيا ، ويتم اكثر من 50 مليون حالة إجهاض أخرى في أنحاء العالم سنوياً ! كما خرج علينا العلم الحديث بقضية أكثر خطورة من الناحية الأخلاقية ، وهى الأم التي تحبل بدلاً من غيرها !! والأباء الذين يتنازلون عن أبنائهم للغير لعدم تفرغهم لرعايتهم !! وأنتشر وزاد عدد الشواذ جنسيا حتى صارت لهم نقاباتهم الخاصة كما يدافع بعض أعضاء جماعات حقوق الإنسان عن حقوق هؤلاء الشواذ وأصبح لهم صوت مؤثر في الانتخابات في أمريكا لدرجة أن الرئيس الأمريكي بيل كلنتون حضر أحد اجتماعاتهم ‍‍!! وصار زواجهم ، زواج رجل من رجل وامرأة من امرأة شئ عادى وحق طبيعي لهم وذلك على الرغم من قول الكتاب " أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله لا تضلوا لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مابونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله " (1كو8:6،9) ، " وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني (رؤ21 : 8) وتحول الكثير من الناس إلى " الأنا " وزاد الطمع والجشع وحب الذات ، الأنانية ، واصبح كل واحد منهم يهتم بنفسه فقط " أنا وبعدى الطوفان " ! " أن جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك " !! وزادت معدلات السرقة والنصب والقتل والاغتصاب ، وصارت تجارة المخدرات ، التي تتسبب في دمار حياة الملايين من البشر وفى وفاة أعداد لا تحصى ، اكبر تجارة في العالم ( 300 ألف مليون دولار أمريكي في السنة حسب إحصائية لسنة 1990م .ونتيجة لطبيعة العصر المادي ولكل الأسباب السابقة قل الاهتمام بالدين إذ انهمك الناس في أعمالهم واصبح الدين بالنسبة للكثيرين ، خاصة الكاثوليك والانجليكان في الغرب ، مُركز في العماد والزواج والموت . وتقول بعض الإحصائيات أن نسبة حضور الكاثوليك ، الذين يحضرون القداس بصفة عامة لا تتعدى 30% ، ولا تتعدى 5% في كل من فرنسا وألمانيا وشمال أمريكا ، ولا تزيد النسبة في بريطانيا الانجليكانية عن 10% والنسبة نفسها في أيرلندا الكاثوليكية . وتقول إحصائية كاثوليكية أن 75% من الكاثوليك في الولايات المتحدة لا يؤمنون بتحول الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه. اصبح الكثيرون بسبب إيمانهم بنظريات علمية خاطئة ولم تثبت صحتها ، مثل نظرية التطور الداروينية ، ملحدين أو على الأقل يشكون في وجود الله . والأغرب بل والأعجب إن كثير من رجال الدين في الغرب حاولوا التوفيق بين النظريات العلمية ، والتي لم يستطع حتى المؤيدين لها أن يبرهنوا عليها بصورة كاملة ، مثل نظرية التطور لداروين ، وبين الكتاب المقدس ، فنجد رجل دين يؤمن بأن أصل الإنسان قرد !! أو أن الله هو الذي وضع البذرة الأولى للخليقة وتركها تتطور !! وبالتالي فقصة الخليقة بالنسبة لهم مجرد روايات رمزية فلكلورية !! كما لم يؤمن البعض ، خاصة في الكنيسة الانجليكانية البريطانية ، بعصمة الوحي ، ورأوا في المسيحية ، والأديان عموماً ، مجرد ديانة اجتماعية تقدم المبادئ والمثل والأخلاق ، وأغفلوا دور العقيدة والحياة الأبدية . كما لم يهتم بعضهم بميلاد المسيح من أم عذراء ولا بقيامته الجسدية من الموت ولا بلاهوته !! ونتيجة لهذه الأفكار الهدامة نادى البعض منهم بزواج الشواذ جنسياً ! ورسامة المرأة كاهنة ! ورسموا بالفعل “ 32 كاهنة “ في أواخر 1994 وبداية 1995م !! مناقضين بذلك الكتاب المقدس مما دفع حوالي 700 من كهنة هذه الكنيسة للإعلان عن نيتهم في ترك الكنيسة الإنجليزية والانضمام إلى الكنيسة الكاثوليكية ، وقدم 35 منهم استقالتهم . وطالب عدد كبير من رجال الكنيسة الكاثوليكية برسامة المرأة كاهنة !! ولكن البابا يوحنا بولس الثاني رفض ذلك بحزم وأعلن " أن الكنيسة ليست لديها سلطة على الإطلاق أن تمنح الرسامة الكهنوتية للنساء وأن هذا الحكم يجب أن يلتزم به بشكل قاطع كل المؤمنين في الكنيسة " . 2 – البدع والهرطقات ، حيث يتحدث الكتاب عن ظهور هرطقات عديدة مصحوبة بمعجزات شيطانية (مت11:24؛و24؛مر22:13؛1تى1:4-4) وفيما يلي أخطرها: أ – شهود يهوه ؛ وهناك أيضاً الانتشار المريع والخطير لبدعة شهود يهوه التي تنكر لاهوت المسيح وتعتبره إلهاً ثانيا بعد الله ‍‍‍‍‍‍‍‍‍!! وتقول أنه الملاك ميخائيل ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!! وتنكر عقيدة الثالوث وقيامة المسيح بالجسد ووجود الروح وتناقض معظم ما تنادى به الكنيسة المسيحية بطوائفها الثلاث ؛ الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت . فقد بلغ عدد جماعاتهم في العالم حتى آخر عام 1995 م 78,620, وبلغ عدد الذين تناولوا من العشاء الرباني بحسب طقوسهم 13,147,201 غير عدد الذين انضموا إليهم عام 1995 وحدة 338, 491 ألفاً ، وبلغ إجمالي ما أنفقوه على مبشريهم في هذا العام (1995) وحدة 895, 955, 57 دولار ( برج المراقبة1 يناير 1996) . والأرقام الباقية مذهلة !! ب - وهناك الكثير من البدع الأخرى غير شهود يهوه مثل المورمون فقد ادعى زعيمهم جوزيف سميث النبوة ! ويسمون كنيستهم ب " كنيسة يسوع المسيح لقدسي أواخر الأيام " ويؤمنون أن الله الآب كان أنسانا مائتا ذات يوم ثم أصبح إلهاً !! وأن الله الآب والمسيح قد تزوجا بالعديد من الزوجات !! وأنهم هم وحدهم الذين سيدخلون السماء الثالثة . وهناك أيضا جماعة العلم المسيحي ، التى أسستها مارى ايدى بيكر في أواخر القرن التاسع عشر ، وتؤمن هذه الجماعة أن الله والطبيعة شيء واحد وينكرون العالم المادي ! ويقولون أن يسوع والمسيح اثنان ؛ يسوع الذي تجسد والمسيح الذي هو فكر الله والله . وادفنتست اليوم السابع الذين يقدسون السبت مثل اليهود ويركزون على الملك الألفي وهم اكثر من ابتدعوا تحديد يوم محدد للمجيء الثاني ! وبدعة الطريق العالمي الذين ينكرون لاهوت المسيح ! .. الخ 12 - انتشار الإنجيل في العالم كله (مت14:24؛مر10:13) وعلى عكس ما سبق فقد رافق الارتداد انتشار الإنجيل في كل أنحاء العالم حسب وعد السيد المسيح " ينبغي أن يكرز أولاً بالإنجيل في جميع الأمم " ( مر10:13) ، وبصفة خاصة في هذا القرن العشرين ، ولم يعد هناك دولة واحدة في العالم لم تصلها البشارة بالإنجيل ، فتعلن جمعية الكتاب المقدس الأمريكية ، أن الكتاب المقدس اصبح الآن في متناول 98% من سكان العالم ، وانه قد ترجم سواء بأكمله أو جزئياً إلى أكثر من 1900 لغة ولهجة مختلفة ، وقدر أن توزيعه بلغ 3,000,000,000 ( ثلاثة مليارات نسخة ) . وتحول الملايين في كل أنحاء العالم إلى المسيحية في القرن العشرين ، خاصة النصف الثاني منه ، وعلى سبيل المثال ، وليس الحصر ، فقد بلغ عدد المؤمنين في الصين 75 مليون ، وبلغت نسبتهم في مقاطعة فنجو ( Fungo ) وحدها ( التي تتكون من 70,000 نسمه ) 90% من عدد السكان حتى دعيت بمقاطعة المسيح ، كما بلغ عددا لمؤمنين في إندونيسيا 20 مليون ، وتحولت رواندا بعد ظهور العذراء فيها إلى المسيحية ، أما كوريا الجنوبية فلم يكن فيها سنة 1900م كنائس تذكر ، وفى سنة 1986م اصبح 20% من سكانها مسيحيين ، وفى سنة 1992م وصلت النسبة إلى 40% أي تضاعف العدد في ست سنوات ، في سنة 1986 كان عدد الكنائس بها 25,000 كنيسة وفى سنة 1992 بلغ 37,000 كنيسة . ولم يعد هناك دولة واحدة ليس بها مؤمنون أو كنيسة ، حتى ولو كانت مؤقتة. القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب المجيء الثاني متى يكون وما هي علاماته؟
المزيد
17 أغسطس 2020

الثيؤتوكوس والدة الإله

أمومة القديسة مريم في الكتاب المقدس: يشهد الكتاب المقدس لأمومة القديسة مريم لله، إذ نرها في الكتاب المقدس تلقب ابنها "الله" يو 20: 28، فتكون هي أم الله.وفي البشارة يتحدث الملاك غبريال عن الطفل الذي تحبل به أنه ابن العلي و"القدوس" و"ابن الله".وعندما دخلت القديسة مريم بيت نسيبتها اليصابات وسلمت عليها، ركض الجنين في أحشائها بابتهاج (لو 1: 41، 44)، وامتلأت اليصابات من الروح القدوس الذي وهبها إدراك سر التجسد الإلهي. فنرى اليصابات السيدة التي بلغت سن الشيخوخة،زوجة الكاهن والحاملة في أحشائها نبي عظيم تتصاغر جدا أمام هذه الفتاة اليتيمة الفقيرة صغيرة السن، إذ تكشفت فيها أنها أم ربها، فقالت " من أين لي أن تأتي أم ربي إلى؟" لو 1: 43. هكذا بينما كان العالم كله يجهل كل شيء عن البشارة للقديسة مريم إذ بالقديسة اليصابات تعلن أمومة مريم لربها، رغم عدم وجود أي علامة ظاهرة لهذا الحدث الإلهي.والأمر المدهش في هذه الأحداث العجيبة (ركوض الجنين بابتهاج وامتلاء اليصابات بالروح القدس وشهادتها لأمومة العذراء لربها) تمت بمجرد اصفاء اليصابات لسلام مريم، وكأن ابن الله الساكن في أحشاء القديسة مريم قد تكلم بنفسه على فم أمه، وعمل خلال تصرفاتها. أمومة القديسة مريم في الكنيسة الأولى:- برزت العقيدة الخاصة بالقديسة مريم وتطورت خلال صراع الكنيسة ضد الهرطقات، كان ذلك لتأكيد حقيقتين تخصان السيد المسيح: أ‌- أن يسوع المسيح قد ولد ميلادا حقيقيا من القديسة مريم، فلم يكن يسوع خيالا بل حمل جسدا حقيقيا مولودا من أم حقيقية. ب‌- أن يسوع المسيح المولود من القديسة مريم هو ابن الله الأبدي الذي بلا بداية. (أما الأهم الهرطقات فهي الغنوصية والمانية والأريوسية والنسطورية). 1- الغنوصية:- تقوم أغلب النظم الغنوصية على الفصل ما بين الله الخالق والكائن الإلهي السامي. ففي نظر البعض أن العالم المادي هو شر جاء نتيجة سقوط الحكمة "صوفيا". ويقسم الغنوصيون البشر إلى طبقتين أو ثلاث، هم: أ‌- الروحيون، يتمتعون بإشراقة من الجوهر الإلهي الروحي، ويعودون إلى أصلهم أي إلى الكائن الإلهي السامي، وذلك بواسطة المعرفة (الغنوصية) وممارسة طقوسها. ب‌- بقية البشر أي الجسدانيون أو الماديون، وهم منهمكون في العالم المادي مصيرهم الهلاك الأبدي. ج- يضيف البعض طبقة ثالثة متوسطة، وهي جماعة المسيحيين غير الغنوصيين، هؤلاء يبلغون حالة وسطى خاصة بالله الخالق، وذلك خلال إيمانهم وأعمالهم الصالحة. أما عن المسيح ففي نظرهم جاء عن الإله السامي، يقدم الغنوصية أي "المعرفة"، وهو كائن إلهي لم يأخذ جسدا بشريا حقيقيا ولا مات. بهنا لم يقبلوا تجسد المخلص ولا ولادته من امرأة. إحدى الأشكال الغنوصية تدعى Docetism، وهي هرطقة هددت كيان الكنيسة الأولى، أخذت أسمها عن كلمة dokein اليونانية التي تعني "يبدو" أو "يظهر هكذا" إذ نادت هذه الهرطقة بأن يسوع المسيح لم يصر أنسانا حقيقيا بل بدى هكذا كأنه يحمل جسدا. أنه عبر في العذراء دون أن يأخذ من جسدها شيئا. يقول القديس ايريناؤس أن ساتيرنانيوس (حوالي عام 120) قد أعلن بأن المخلص لم يولد، ولا تجسد ولم يكن له شكل... إذ يرى أن الزواج وإنجاب وعلم أيضا فالنتينوس في القرن الثاني بأن السيد المسيح قد أتحد بالإنسان يسوع "الذي ولد خلال مريم وليس من مريم، عبر فيها كما من قناة".أما مرقيون فعلم بأن يسوع لم تكن له نفس بشرية ولا تجسد أرضي. أنه لم يولد من مريم بل ظهر فجأة في اليهودية في تجسد خيالي كشخص كامل النمو مستعد للبدء في الخدمة حالا. أما إبليس Appeles فقد قبل أن يكون للسيد المسيح جسدا حقيقيا، لكنه جسد سماوي، نزل إلى هذا العالم من السماء، وليس من مريم. وقد حذر آباء الكنيسة مثل القديسين أغناطيوس أسقف أنطاكية ويوستين وايريناؤس والعلامة ترتليان والعلامة أوريجين المسيحيين من هذه التعاليم كما واجهوا الهراطقة مؤكدين حقيقة أمومة القديسة مريم بقصد تأكيد سر التجسد أي حقيقة ناسوتية المسيح. كتب القديس أغناطيوس إلى أهل تراليا: "سدوا آذانكم عندما يحدثكم أحد من هؤلاء الذين يأخذون جنبا من يسوع المسيح، الذي هو من نسل داود ابن مريم، الذي ولد ميلادا حقيقيا. 2- المانية Manichaeism:- مؤسس هذه البدعة هو ماني أو مانس أو مانخيوس من القرن الثالث النظام الماني في أصله هو وليد التقاليد الغنوصية القادمة من شرق بلاد فارس والتي تقوم على افتراض وجود صراع بين النور والظلمة، وبين الله والمادة. أما هدف ممارسة الدين عندهم فهو أدراك عناصر النور التي أغتصبها الشيطان من عالم النور وسجنها في ذهن الإنسان، وأن يسوع وبوذا والأنبياء وماني أنما جاءوا لهذا العمل. ظهور آدم كان غايته استعادة النور المسجون. أما يسوع "النور المتلألئ" فقد خلص آدم برؤيا. والممارسات الدينية عندهم من امتناع عن أكل اللحم والزهد في الحياة الجنسية هي وسائل لتحقيق استمرار تحرر هذا النور تدريجيا. أذن لا تعجب أن رأينا أتباع ماني قد ظنوا أن يسوع المسيح ليس ابن لمريم بأي حال من الأحوال. لهذا قام القديس الكسندروس، بابا الإسكندرية، يدافع عن حقيقة ناسوتية السيد المسيح وبالتالي عن أمومة القديسة مريم الحقة له، مقاوما الغنوصيين وأتباع ماني. وقام القديس أثناسيوس بنفس الأمر، إذ يقول "كان جسد الرب جسدا حقيقيا... مثل جسدنا". كما يقول القديس أمبروسيوس "قدمت العذراء شيئا من عندياتها ولم تعطه شيئا (جسدا) غريبا عنها بل من جسدها، قدمته بطريقة غير عادية لكن العمل (إعطاء الجسد للابن) كان عاديا، قدمت للثمرة جسدها". 3- الأريوسية:- أما اتباع أريوس، فعلى خلاف الغنوصيين والمانيين، أنكروا أن يسوع بن مريم هو ابن الله غير المخلوق، الواحد مع الآب في الجوهر الإلهي. أنكروا لاهوت السيد المسيح وبالتالي أنكروا أمومة القديسة مريم لله. لهذا فإن آباء الإسكندرية مثل القديسين الكسندروس وأثانسيوس في مواجهتهم للاريوسية لقبوا القديسة مريم "الثيؤتوكوس" (والدة الإله). ففي الخطاب الدوري الذي وجهة القديس الكسندروس للأساقفة (حوالي عام 319م) حيث أعلن حرمان أريوس استخدام لقب "ثيؤتوكوس" بطريقة يفهم منها أن هذا اللقب كان مستخدما بطريقة لا تحتمل المناقشة، إذ كتب هكذا: " أننا نعرف القيامة من الأموات، فان البكر هو يسوع المسيح الذي حمل جسدا حقيقيا وليس شكليا، مولودا من مريم الثيؤتوكوس (والدة الإله)". هكذا يسجل لنا قلمه لقب "الثيؤتوكوس" بطريقة طبيعية تاركا هذا الانطباع أن هذا اللقب كان دارجا مستقرا ولم يكن موضع نقاش في أيامه.وفي الجدال مع الأريوسية ركز القديس أثانسيوس على هذه الحقيقة أن السيد المسيح مولود من الأب، حمل هيئته الجسدية من الأرض غير المفلحة دائمة البتولية، الثيؤتوكوس.كما سجل القديس أمبروسيوس أسقف ميلان لحنا لعيد الميلاد علمه لشعبه لسند إيمانهم في المسيح يسوع بكونه الله الحقيقي لمواجهة الأريوسية: "تعالى يا مخلص العالم!اظهر ميلادك من البتول!ليعجب العالم كله من ميلاد كهذا يليق بالله!" 4- النسطورية:- وقف القديس كيرلس السكندري في بازيليكا والدة الإله (عام 431) يتحدث أمام آباء مجمع أفسس، قائلا: "السلام لمريم والدة الإله، كنز العالم كله الملوكي، المصباح غير المنطفئ، إكليل البتولية، صولجان الأرثوذكسية، الهيكل غير المفهوم، مسكن غير المحدود، السلام لك، يا من حملت غير المحوي في أحشائك البتولية المقدسة" في الحقيقة الصراع الذي قام بين القديس كيرلس الإسكندري ونسطور لم يقم أساسا حول لقب القديسة مريم "الثيؤتوكوس" بل حول شخص السيد المسيح نفسه وأننا نستطيع أن نلخص الظروف التي دفعت القديسة كيرلس ليدخل هذا النزاع هكذا في العاشر من شهر أبريل عام 428م رسم نسطور الكاهن بإنطاكية وتلميذ تيؤدور أسقفا على القسطنطينية. وقد أعتاد أن يستخدم لقب خريستوكوس (والدة المسيح) للقديسة مريم وليس "ثيؤتوكوس"، لكن ملامح المعركة وضحت تماما عندما قام أحد كهنته يسمى أنسطاسيوس الذي جاء به من أنطاكية يعظ أمامه في ديسمبر عام 428 م قائلا: "ليته لا يسمي أحد مريم " ثيؤتوكوس"، لأن مريم لم تكن إلا امرأة، ومن المستحيل يولد الله من امرأة". وقد أكد نسطور نفسه هذا التعليم علانية، مقدما في عظاته تمييزا بين الإنسان يسوع المولود من مريم وابن الله الذي سكن فيه. في رأيه يوجد شخصان في المسيح: ابن مريم وابن الله، اتحدا معا اتحادا معنويا ولا أقنوميا. فالمسيح لا يسمى " الله" بل حامل الله " ثيؤبورون" على نفس المستوى الذي دعي إليه القديسون بالنعمة الإلهية التي توهب لهم هكذا فإن مريم لم تكن أما الله بل للإنسان يسوع الذي سكن فيه الله الرأس.انتقد نسطور وأتباعه المجوس لأنهم سجدوا أمام الطفل يسوع، ونادوا بأن اللاهوت قد أنفصل عن الناسوت في لحظة الصلب.بلغ ذلك إلى مسامع القديس كيرلس بابا الإسكندرية، فانتهر فرصة كتابة الرسالة الفصحية السنوية عام 429م ليكتب دون أي تلميح إلى شخص نسطور مؤكدا التعليم الخاص بالتجسد في عبارات واضحة وبسيطة، موضحا اتحاد ناسوت السيد المسيح الحقيقي الحقاني الكامل بلا هوته في الشخص الإلهي الواحد.وبعد أربعة شهور كتب رسالة أخرى إلى الرهبان في ذات الشأن بلغت هذه الرسائل مسامع نسطور فأثارت غضبه جدا، وطلب من شخص يسمى Photius أن يجيب عليها.أرسل القديس كيرلس إلى نسطور رسالتين يوضح فيهما طبيعة السيد المسيح كابن الله المتجسد، شخص واحد... معلنا أنه الله من حق القديسة مريم أن تدعى " ثيؤتوكوس". وفي رسالته الثانية كتب هكذا: "لسنا نقول بأن الكلمة صار جسدا بالتحول، فهو لم يتحول إلى إنسان كامل بنفس وجسد، بل الحرى أتحد الكلمة أقنوميا بطريقة غير موصوفة ولا مدركة بالجسد الحي بنفس عاقلة، وهكذا صار إنسانا ودعي ابن الإنسان.كما أنه لم يولد أولا من العذراء القديسة كإنسان عادي وبعد ذلك نزل عليه " الكلمة"، الحرى أتحد " الكلمة" بالجسد في الأحشاء ذاتها.لهذا السبب دعي " الآباء القديسون" بثقة العذراء القديسة " ثيؤتوكوس"، لا بمعنى أن طبيعة الكلمة أو اللاهوت قد تقبل بدءا جديدا من العذراء القديسة، بل يقال أنه ولد منها حسب الجسد مادامت نفسه العاقلة التي تحيي الجسد أتحد بها الكلمة أقنوميا مولودا منها.هكذا كتب إليك بدالة الحب التي لي في المسيح، متوسلا إليك كأخ محملا إياك المسئولية أمام السيد المسيح وملائكته المختارين أن تفكر وتعلم معنا هكذا لحفظ سلام الكنائس ورباط الحب والمودة القائم بين كهنة الله".بعد هذا أنعقد مجمع محلي بالإسكندرية بعث رسالة مجمعية إلى نسطور يوضح ذات التعاليم التي وردت برسائل القديس كيرلس، مذيلة بما يسمى " الأثنى عشر بندا أو الأثنى عشر حرمانا".جاء في الحرمان الأول: "من لا يتعرف بأن عمانوئيل هو الله حقا، وبالتالي فإن القديسة العذراء هي " الثيؤتوكوس" إذ ولدت كلمة الله المتجسد حسب الجسد فليكن محروما" وفي الثاني والعشرين من شهر يونيو عام 431م انعقد المجمع المسكوني الثالث بأفسس تحت رئاسة البابا كيرلس، الذي جرد نسطور من الكهنوت وحرمه، كما قرأت الرسالة التي وجهها القديس كيرلس لنسطور، ووافق على الحر ومات الأثنى عشر، وأدان المجمع رأى نسطور في شخص السيد المسيح، وثبت بكل وقار لقب "الثيؤتوكوس". القمص تادرس يعقوب ملطى القديسة مريم فى المفهوم الأرثوذكسى
المزيد
24 أكتوبر 2019

التناقض المزعوم بين الأسفار وبين سفر التكوين ح4

7- وبين اصحاح 1 : 31 " و راى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا و كان مساء و كان صباح يوما سادسا" وص 6 : 6 "فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض و تاسف في قلبه".ففى الاول ان الله راى كل ما عمله فاذا هو حسن الثانى قيل فحزن الرب انه عمل الانسان فى الارض فنجيب لا صحه لتناقض بين قولين يحتمل ان يكون احداهما ينص عن الموضوع من جهه بينما الاخر ينص عنه من جهه اخرى. فذلك قال اولا انه سر بالنسبه لما كانت عليه الحال وقت السرور ثم حزن بعد ذلك من جهه اخرى لان الانسان سلك سبيل الشر، فهو سر من جهه وحزن من جهه اخرى هذا ولا ينبغى ان يؤخذ قوله (فحزن الرب انه عمل الانسان) على الفكر بانها تدل على ان الله كما لو لم يكن عالما بما سيحدث من الانسان فحزن لما راى منه ما راى. مع انه يصح اعتبار هذه الايه داله على ان الله تنازل ليبدى فى الازمان ما انطوت عليه الوهيته منذ الازل من النفور التام ممن يرتكبون الاثام وياتون الفجور. 8- وبين اصحاح 2 : 2 " و فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل".واش 40 : 28 "اما عرفت ام لم تسمع اله الدهر الرب خالق اطراف الارض لا يكل و لا يعيا ليس عن فهمه فحص" ففى الاول ان الله (استراح) وفى الثانى انه لا يكل ولا يعيا. فنجيب ان لفظ (استراح) مجاز بمعنى كف عن العمل وانتهى منه، لا انه سبحانه وتعالى تعب فاستراح لانه (قال فكان وامر فصار). 9- وبين اصحاح 4 : 15 " فقال له الرب لذلك كل من قتل قايين فسبعة اضعاف ينتقم منه و جعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده".وص 9 : 6 "سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه لان الله على صورته عمل الانسان".فى الاول يقال عن لقايين (وجعل الرب لقايين علامه لكلى لا يقتله كل من وجده) وفى الثانى يقول (سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه) فنجيب ان شريعه العقاب على القتل لم تقرر كقانون للهيئه الاجتماعيه الا بعد الطوفان. وكل حكومه نظاميه لا تسن قانونا الا اذا وجد من خالفه غير انه لا يتحتم عليها ان تنفذه فى اول واحد يخالف ذلك القانون لانه لم يعرف قبل صدور القانون ان ما عمله كان خطا، فقايين لم يكن يعرف ان القتل جريمه ولكنه بعد ان قتل اخاه استيقظ ضميره وخاف ان يقتله احد، فاصدر الرب شريعه القتل لكى لا يخاف قايين، ولم يكن يعرف الشريعه ولا يصح ان ينفذ فيه القضاء لانه اول من خالفه. 10- وبين اصحاح 5 : 24 " و سار اخنوخ مع الله و لم يوجد لان الله اخذه".و2 مل 2 : 11" و فيما هما يسيران و يتكلمان اذا مركبة من نار و خيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء".وبين يو 3 : 13 ” و ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء".ففى الاول ان اخنوخ وايليا صعداالىالسماء بجسديهما، والثانى يقول (وليس احد صعد السماء الا الذى نزل من السماء) اى المسيح. فنجيب ان معنى ذلك لا ينبغى ان يؤخذ حرفيا لان المخلص يتكلم باعتباره سموه عن غيره، فاخنوخ وايليا صعدالىالسماء وهما يجهلان اسراراها اما المسيح فهو الوحيد الذى صعد اليها وهو عالم بها لانه هو مبدعها. واخنوخ وايليا لم يظهرا فى السماء بسلطان المسيح ومقامه وعمله فهو دون سواه الذى استرضى الاب وفتح طريق الفداء وقرب الخاطىء واعد المنازل السماويه للارضيين الذين نزل اليهم وقادهمالىتلك الامجاد. المتنيح القس منسى يوحنا عن كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
المزيد
19 يناير 2019

ثلاثية عيد الغطاس

أهنئكم أيها الأحباء بعيد الغطاس المجيد، أحد الأعياد السيدية الكبرى، وهو العيد الذي يتوسط خمسة أعياد تأتي في فترة أربعين يومًا منذ ميلاد وتجسد ربنا يسوع المسيح. هذا العيد يأتي قبله عيدان: عيد الميلاد وعيد الختان، ويأتي بعده عيدان: عيد عرس قانا الجليل وعيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل؛ وهذه الأعياد الخمسة في فترة أربعين يومًا تبدأ من عيد الميلاد. مشهد يوم عماد السيد المسيح مشهد هام جدًا في الكتاب المقدس وفي حياتنا. وأدعوك معي الآن أن تتجول بذهنك ونأتي لنقف للّحظة التي أتى فيها السيد المسيح وسط جموع أخرى أتت إلى يوحنا المعمدان عند نهر الأردن لكي ما تتجاوب هذا النداء الذي أطلقه يوحنا: «توبوا لأنه قد اقترب منكم ملكوت الله». إننا أمام ثلاث مفردات مهمة: السيد المسيح ويوحنا المعمدان والماء. أريد أن أحدثكم عن هذه الثلاثة. السيد المسيح: عندما تجسد رأته لأمنا العذراء مريم ويوسف النجار. والرعاة والمجوس زاروه وهو طفل رضيع. وبعد ذلك قُدِّم للهيكل في اليوم الأربعين الذي هو عيد دخول المسيح الهيكل، ورآه بعض الكهنة. ثم جاء الهروب إلى مصر، وكثير من المصريين رأوه. وظهر في سن 12 سنة وسط المعلمين الكبار في الهيكل، وصار يجادلهم. وبقي في الناصرة من سن 12 إلى 30 سنة يعمل نجارًا، لأنه معروف عند اليهود أن من لم يتعلم حرفة يتعلم السرقة. وجاء العام الثلاثون في عمر الرب المتجسد، وهو سن النضج بحسب اليهود، وفيه هذه السن بدأ المسيح خدمته الجهارية بواقعة العماد المقدس. أتى السيد المسيح وسط الجموع، ولم يكن يوحنا يعرفه قبلًا. وحين وصل إليه المسيح انزعج يوحنا ورفض أن يعمّد الرب، فرد عليه السيد المسيح وقال له برقة بالغة: «اسمَحِ الآنَ، لأنَّهُ هكذا يَليقُ بنا أنْ نُكَمِّلَ كُلَّ برٍّ» (مت3: 15)، فقام يوحنا المعمدان بعماد السيد المسيح وحدثالظهور الإلهي "الثيئوفنيا". وهذا الظهور الإلهي حدث لكي يُعلّن لنا الله الواحد المثلث الأقانيم: الابن في الماء، وصوت الآب من السماء «هذا هو ابني الحَبيبُ الّذي بهِ سُرِرتُ»، والروح القدس في شكل حمامة يظهر ويستقر على الابن (مت3: 16، 17). ويظهر لنا إيماننا بوحدانية الثالوث حين نقول في بداية قانون الإيمان: "نؤمن بإله واحد..."، لكن هذا الواحد الذي نؤمن به هو «الله محبة»، محبته متدفقة لا تقف. وفي عيد الغطاس الآب المحب صار منه هذا الصوت «هذا هو ابني الحَبيبُ الّذي بهِ سُرِرتُ»، والابن المحبوب ربنا يسوع المسيح كان صاعدًا من الماء، والروح القدس في شكل حمامة. ونحن دومًا نمارس سر المعمودية في سن مبكرة جدًا، والطفل عمره أيام، نغطّسه في الماء ثلاث غطسات كما دُفِن المسيح ثلاثة أيام، ولذلك يقول الكتاب: «مَدفونينَ معهُ في المَعموديَّةِ، الّتي فيها أُقِمتُمْ أيضًا معهُ» (كو2: 12). المسيح دُفِن وقام بعد ثلاثة أيام، ونحن نجتاز هذه الخبرة من خلال المياه، مدفونين في مياه المعمودية. والمعمودية هي أول سر يناله الطفل بعد ميلاده، وهو بعد صغير جدًا، ويتعمد على إيمان والديه، ومثلما يرضعانه الغذاء واللبن، هكذا يغذونه بالإيمان، فيشبّ قويًا مكتوبًا اسمه في السموات، ويصير مولودًا من الماء ومن الروح. هذا هو الجزء الأول في المشهد. يوحنا المعمدان جاء ثمرة لصلوات كثيرة مرفوعة من زكريا الكاهن أبيه وأمه أليصابات، وفي الوقت المناسب جاءت إليه البشارة وأنجبت اليصابات ونزع الله عارها. ويوحنا المعمدان نسمّيه خاتم أنبياء العهد القديم. وُلِد قبل السيد المسيح بستة أشهر، وعاش في البرية ناسكًا متقشّفًا زاهدًا، ولذلك كانت هيئته مهيبة. وعندما نزل إلى ضواحي اليهودية لكي ما يكرز للناس بالتوبة وأن يعدّوا طريق الرب، كان يريد أن يوقظ ضمائر الناس، لأن الخطية تجعل الضمير نائمًا. وتعلمون أن نهاية يوحنا المعمدان أنه قُطِعت رأسه، وفضّل أن حياته تنتهي بلا رأس عن أن يحيا بلا ضمير، اختار أن ينال الاستشهاد لكن لا يبيع ضميره الحي. وكان في كرازته ينادي للبشر «توبوا، لأنَّهُ قد اقتَرَبَ ملكوتُ السماواتِ» أو ملكوت الله في شخص المسيح، فالمسيح اقترب مجيئه، إلى أن جاء المسيح وتعمد منه. يوحنا المعمدان هو الذي قال بعين النبوة عن شخص المسيح: «هوذا حَمَلُ اللهِ الّذي يَرفَعُ خَطيَّةَ العالَمِ!» (يو1: 29). "حَمَل" يعني ذبيحة، "الذي يرفع" وذلك بالصليب، "خطية العالم كله": فالسيد المسيح لم يأتِ لجنسية أو لشعب معين، ولكن جاء لكل العالم: «هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّةُ» (يو3: 16). يوحنا المعمدان نسميه أيضًا "السابق"، لأنه سبق المسيح بالزمن بستة أشهر. و"الصابغ" لأنه قام بعماد السيد المسيح. وأخيرًا "الشهيد" لأن حياته انتهت مستشهدًا ولم يرد أن يبيع ضميره وقبل الموت، وظل ضميره حيًا. وهكذا صار صوت يوحنا المعمدان هو صوت الحق. الماء الماء عنصر الحياة على الأرض، وأينما وُجِد الماء وُجِدت الحياة. كزكب الأرض 70% من مساحته هي ماء، وأنت أيها الإنسان 70% من وزنك هو مياه في الجسم، ولذلك الماء هو أغلى شيء لأن فيه حياة البشر. في بدء الخليقة فصل الله الماء عن الأرض، والماء له دور في تاريخ الخلاص في الطوفان وفي عبور بني إسرائيل البحر. والماء له تاريخ طويل جدا سواء في الهلاك أو في الشفاء. تذكروا معي أن السيد المسيح تقابل مع السامرية عند المياه، وشفى المريض الذي له 38 سنة عند بركة المياه، وانفتحت عينا المولود أعمى من خلال المياه. وفي الكنيسة توجد قداسات تقديس الماء، وفي كل القداسات نستخدم المياه سواء في تقديس الأسرار أو نرشه للبركة في ختام الصلوات. والماء علامة حياة فنحن نولد من الماء والروح. وهذه فرصة طيبة أن ألفت نظركم إلى قيمة الماء في حياتنا، نحن المصريين نعيش حول نهر النيل في حوالي 8% من مساحة البلاد لأننا نحيا حول النهر. وفي العهد القديم كان نهر النيل أحد آلهة قدماء المصريين وكانوا يعبدونه. ونهر النيل كما تعرفون ممتد لأكثر من أربعة آلاف كيلو متر، ويمر على عشر بلاد، مصر هي البلد الأخير في مجراه. ومع ازدياد عدد السكان بالنسبة لموارد المياه المتاحة، فلابد أن ننتبه إلى قيمة نقطة المياه. هناك حوالي مليار من البشر -كبار وصغار- لا يجدون مياهًا للشرب! ولذلك يا إخوتي الأحباء لابد أن نلتفت جدًا لقيمة المياه، ومَن يهدر المياه أو يسيء استخدامها فهذه تُعتبَر خطية. الأدوية التي تنقذ حياة الناس تُصنع من الماء، الماء للشرب، الماء للأكل، الماء للزرع، الماء للحياة... حينما تشرب ماءً ضع في الكوب على قدر ما تشرب فقط، وكذلك عندما تغسل أي شيء، فكّر كيف تقتصد في الماء. ونحن في عيد الغطاس نحتفل بتذكار ميلادنا في المعمودية، ويا ليت كل أسرة تذكر تاريخ معمودية أولادها وبناتها وتحتفل به كما تحتفل بعيد الميلاد الجسدي. لا نقول هذا لأن المعودية تذكار تاريخي، ولكن تذكار للتوبة ولنقاوة القلب، وأننا دُفِنّا مع المسيح وقمنا من بين الأموات. قديمًا في عيد الغطاس كانوا يخرجون من الكنيسة ويزورون نهر النيل، وكان البطريرك يأخذ من ماء اللقان وياقي منه في النيل لتقديس مائه، ونصلي طوال السنه: "اذكر يا رب مياه النهر باركها". نصلي لكي يحفظ مسيحنا بلادنا من كل شيء، كما نصلي من أجل كل المسئولين فيها، ومن أجل القيادة السياسية وكل من يحملون هم هذا الوطن، ونصلي أن يحفظ الله بلادنا من أي شر. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
12 سبتمبر 2019

النيروز ( رأس السنة القبطية للشهداء )

في هذا اليوم تعيد الكنيسة برأس السنة القبطية للشهداء ويسمى النيروز وهي كلمة فارسية معناها اليوم الجديد . وفيه تقام الاحتفالات تكريما لشهداء المسيحية وتخليدا لذكراهم وتبركا بحياتهم . إيمانا من الكنيسة والمؤمنين بفاعلية صلواتهم وطلباتهم . وقد بدأ تقويم الشهداء في بداية حكم الإمبراطور دقلديانوس سنة 284م والكنيسة تقدم لأبنائها تاريخ المسيحية المبكرة في أبهي صورة . حينما قدم المسيحيون ذواتهم في عهد ذلك الإمبراطور . نماذج للحب والبذل والأيمان والاحتمال ومحبة الأعداء بل ان الكنيسة تقدم قصة الكرازة بالإنجيل للعالم أجمع وللخليقة كلها وهي بذلك تعلم ان الإيمان المسيحي في طوره المبكر حفظ وانتشر بسفك دماء الشهداء والقدوة أكثر من انتشاره بالوعظ والتعليم . فلنحفظه يومًا مقدسا بكل طهر ونقاوة ، ولنبتعد عن الأعمال المرذولة ، ولنبدأ سيرة جديدة مرضية . كما يقول الرسول بولس ان كل شئ قد تجدد بالمسيح . الأشياء القديمة قد مضت . هوذا أشياء جديدة قد صارت . وكل شئ هو من قبل الله . هذا الذي رضي عنا بالمسيح . وأعطانا خدمة المصالحة (2كوه : 17 - 18 ) وقال إشعياء النبي "روح السيد الرب على لان الرب مسحني لأبشر المساكين ، أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق و للمأسورين بالإطلاق (اش 61 : 1) ، وقال داود النبي "بارك رأس السنة بصلاحك . تمتلئ بقاعكم دسما (مز65 : 11) . فلنطلب من الرب ان يحفظنا بغير خطية ويساعدنا على العمل بمرضاته . بشفاعة القديسة مريم العذراء وجميع الشهداء والقديسين . آمين .
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل