المقالات

12 مارس 2024

الصوم الكبير لاهوتيا كنسيا روحياً

الكنيسة والصوم الكبير يعتبر الصوم الكبير ربيع الحياة الروحية فى الكنيسة كلها فيه تنمو الاشتياقات الروحية وتزدهر ، وتمتلئ البيعة بموجة نسكية ويسود جو العابدين مسحة من التقشف والاعتكاف والصلوات الممتدة والصمت والتأمل العميق والصوم الكبير يمتد تاريخه إلى العصر الرسولى ، فالمؤمنون يصومون فيه على مثال صوم الرب ، ويختمونه بأسبوع البصخة وعيد الفصح ، وقد جاء في تعاليم الرسل بخصوص الأربعين المقدسة ما نصه " فليكن عندكم جليلا صوم الأربعين تذكارا للفضائل والحسنات التى للرب ، وليكمل هذا الصوم قبل الفصح ويكون بدؤه من يوم الاثنين الثانى من السبوت وكماله يوم الأحد الذي قبل الفصح ، وبعد هذا اهتموا أن تكملوا أسبوع الفصح المقدس وتصوموا كلكم بخوف ورعدة " (دسقولية ١٨ ف ۱۰ ) والكنيسة توصى أبنائها بالصوم الأربعيني لأنها تسير فى إثر خطوات الرب نفسه وتهتدى بهديه وتختط نفس الدرب الذي سار عليه عندما كان في الجليل والناصرة ، إن الكنيسة هي امتداد التجسد ، لهذا تحرص على أن تكون حياة الرب المتجسد نموذجاً يتبعه كل عضو في الجسد ، فقد جاء تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواته ، والصوم هو أحد أركان الحياة التي عاشها الرب على الأرض إذ صام أربعين يوماً وأربعين ليلة بسر لا ينطق به ، ، وهكذا رسم للكنيسة أن تصوم معه لكى تتم من خلال هذه الحياة النسكية مقاصده الإلهية وتدابيره المقدسة في هذا العالم فطاعة الكنيسة لمنهج الرب أمر يفسر لماذا حرصت الكنيسة طيلة عصورها علـى عدم التنازل عن حياة الصوم والتقشف، وبالأخص هذا الصوم الذي قدمه الرب نموذجا يحذى وليس الصوم هدفاً فى حد ذاته ، وإنما هو مجال لممارسة الفضائل الروحية من صلاة وخلوة واعتكاف وصمت وهدوء وتأمل ونسك وبذل ورحمة واحتقار لأباطيل العالم ، هذه هى الترجمة العملية لمنهج الرب الذى عاش مصلوبا منذ تجسده حتى موته بالجسد فالصوم هو أحد قسمات الصليب الذى حمله الرب وأوصى الكنيسة أن تحمله معه " إن أراد أحد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ( مت ١٦ : ٢٤ ) ، وفى هذا يقول الرسول بولس " إني حامل في جسدى سمات الرب يسوع " (غلا ٦ : ١٧).وإذا كان الرب قد أخلى نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب فليس العبد أفضل من سيده ولا التلميذ أفضل من معلمه فالمؤمن مطالب أن يجحد ترف الحياة وأباطيلها الفارغة ومباهجها الزائفة ليحيا مع المسيح في منهجه النسكى ليغلب كما غلب هو ، والرب وعد أن يعمل في الكنيسة بروحه القدوس طالما الكنيسة أمينة في شهادتها مصلوبة لأجل عريسها وتهدف الكنيسة من الصوم الأربعينى - فضلاً عن بركات الصوم الروحية - أن تعد المؤمنين لاستقبال أسبوع البصخة المقدسة بعد ضمه إلى نهاية الصوم ، فهذا الأسبوع هو قمة الحياة الروحية وعمق حياة الشركة المقدسة ومنتهى السمو للنفس المكرسة الخاضعة الهادفة أن تتحد مع المسيح فى آلامه وموته وقيامته ، فيكف إذا لشعب لاه أن يستقبل أسبوع الآلام ؟ وكيف يمكن لجماعة متخمة بالأطعمة والموائد وخمار هذا العالم أن تتبع المسيح فى أحزانه وآلامه المقدسة، وكيف يمكن لشعب منهزم لخطايا وشهوات عدة أن يعيد عيد النصرة والغلبة والقيامة المجيدة ؟ الصوم الأربعيني هو المجال الذى تتدرب فيه النفس الروحانية على الانطلاق والتحليق في السماويات وتقديم عهود التوبة والانسحاق وعربون النية الحقيقية للموت مع ذاك الذي مات لأجلنا وقام . نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات المتنيح الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن كتاب الصوم الكبير لاهوتيا و كنسيا وروحيا
المزيد
11 مارس 2024

يوم الاثنين من الأسبوع الأول (مر ۹: ۳۳: الخ)

" وَجَاءَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ. وَإِذْ كَانَ فِي الْبَيْتِ سَأَلَهُمْ: «بِمَاذَا كُنْتُمْ تَتَكَالَمُونَ فِيمَا بَيْنَكُمْ فِي الطَّرِيقِ ؟» فَسَكَتُوا ، لأَنَّهُمْ تَحَاجُوا فِي الطَّرِيقِ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ فِي مَنْ هُوَ أَعْظَمُ. فَجَلَسَ وَنَادَى الاثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ أَوَّلاً فَيَكُونُ آخِرَ الْكُلِّ وَخَادِماً لِلْكُلِّ». فَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ ثُمَّ احْتَضَنَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ قَبلَ وَاحِداً مِنْ أَوْلادِ مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي، وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي». فَأَجَابَهُ يُوحَنَّا قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ، رَأَيْنَا وَاحِداً يُخْرِجُ شَيَاطِينَ باسْمِكَ وَهُوَ لَيْسَ يَتْبَعُنَا ، فَمَنَعْنَاهُ لأَنَّهُ لَيْسَ يَتْبَعُنَا» . فَقَالَ يَسُوعُ: «لَا تَمْنَعُوهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَصْنَعُ قُوَّةً بِاسْمِي وَيَسْتَطِيعُ سَرِيعاً أَنْ يَقُولَ عَلَيَّ شَرًّا. لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا. لأَنَّ مَنْ سَقَاكُمْ كَأْسَ مَاءٍ بِاسْمِي لأَنكُمْ لِلْمَسِيحِ، فَالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَا يُضِيعُ أَجْرَهُ. وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ الصَّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي، فَخَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحَى وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ فَاقْطَعْهَا . خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ يَدَانِ وَتَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ، إِلَى النَّارِ الَّتِي لَا تُطْفَأُ. حَيْثُ دُودُهُمْ لَا يَمُوتُ وَالنَّارُ لَا تُطْفَأُ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ مَنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ رِجْلَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ فِي النَّارِ الَّتِي لَا تُطْفَأُ. حَيْثُ دُودُهُمْ لَا يَمُوتُ وَالنَّارُ لَا تُطْفَأُ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ النَّارِ. حَيْثُ دُودُهُمْ لَا يَمُوتُ وَالنَّارُ لَا تُطْفَأُ. لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُمَلِّحُ بِنَارٍ، وَكُلِّ ذَبِيحَةٍ تُمَلِّحُ بِمِلْحِ الْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلَكِنْ إِذَا صَارَ الْمِلْحُ بَلَا مُلُوحَةٍ، فَبِمَاذَا تُصْلِحُونَهُ ۚ لِيَكُنْ لَكُمْ فِي أَنفُسِكُمْ مِلْحٌ، وَسَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً ". العثرة وواجبنا إزاءها هذا المسلسل من البتر لليد والرجل وقلع العين هو منهج النسك العالي للذين أعثرهم العالم وهم لا يريدون أن يعيشوا في الخطية. ولتوضيح هذا القانون الروحي الصارم يلزم أن نفهم أن حياة الطهارة والبر والقداسة في وسط عالم الخطية والعثرات تتطلب احتمال فداحة الثمن. فالذي يريد أن يعيش طاهر اليد لا يمدها للحرام، أيا كان الحرام نوعه، سواء نجاسة أو سرقة أو اختلاس أو تزوير أو غش أو إيذاء بالضرب، فإن ضبط اليد من جهة اليد نفسها وما يحركها من فكر وضمير ونية وإرادة يحتاج إلى شدة وعنف وإصرار وقطع في الضمير والقلب والنية وربط اليد بالإرادة، بحيث أن هذه الشدة وهذا العنف لا يقل عنفهما ألماً من آلام قطع اليد وما يتأتى من ذلك من آلام وعجز وفضيحة. هكذا يصور المسيح منهج ضبط اليد لكي لا تمتد للحرام من العنف والصعوبة ما لا يقل عن قطعها بالإرادة أو بالقانون.ويلاحظ القارئ أن المصدر الذي تداعى منه ذكر هذا القانون النسكي هو نفسه الآية السابقة التي تنص على عدم إعثار أحد الصغار، وإلا فخير لمن يعثر ولداً أن يُربط عنقه بحجر رحى ويُلقى في البحر. فالإعثار هو الذي ربط الحديث السابق بهذا الحديث. فانظر عزيزي السامع وتأمل الغرامة المريعة التي يستحقها من يعثر ولداً فلكي نتخطى الإعثار لابد من جهاد ومجاهدة ضد الذات والجسد. جهاد يساوي على الأقل في الألم والمعاناة الغرق في لجة البحر أو قطع اليد أو الرجل أو قلع العين. فلو تأملت معي عقوبة إنسان ترك لعينه الحرية أن تنظر في الأجساد وتشتهي وتملأ شهوتها في القلب ماذا تكون؟ عقوبتها ما هو لعقوبة الزنى الفعلي. لا زناة يدخلون ملكوت الله فانظر فداحة الغرامة. إذا علينا أن نُحوّل هذه الغرامة إلى مجاهدة إرادية في الإرادة والفكر والضمير والعين ذاتها.هذا هو المنهج النسكي الصارم الذي يقترحه المسيح أن نسلكه بالإرادة لكي ننجو من نار جهنم ودودها. أما نارها فأشد وأقصى من نار الأرض عشرات المرات، فهي نار الندم الذي يحرق الضمير ويظل يحرقه إلى أبد الآبدين. أما الدود فهو الإحساس بالخسارة التي تلاحق الضمير والنفس بلا نهاية .ونعيد ونؤكد أن هذه الوصايا هي على مستوى الروح، بمعنى أن نقطع وتهلك وتميت ونصلب هي كلها بالنية من الداخل، بالروح، وهذا الإجراء الروحي لهو أشد فعالية مئات المرات من الإجراء الجسدي.فهذه الأفعال القاطعة بالنية بالروح في الداخل قادرة بالفعل أن تبطل وتشل حركة هذه الأعضاء، لأن الفعل بالنية إذا كان صادقاً وعلى مستوى التكميل يقابله عند الله قبول شديد باعتبار أن الإنسان يكون في نظره قد أكمل الفعل، فيكمله هو له بأن يُحوّله إلى الضد.وأعظم مثل لذلك هو ما صنعه المسيح يوم الخميس الكبير، إذ صلب نفسه بالنية وقدم جسده مكسوراً ودمه مسفوكاً قبل أن يتمم ذلك فعلياً بالجسد على الصليب يوم الجمعة، فصارت ذبيحة يوم الخميس على مستوى ذبيحة الصليب يوم الجمعة.أو كما صنع إبراهيم لما أكمل بالنية ذبح ابنه؛ فكان أن حسب الله لإبراهيم أنه أكمل فعلاً وحقاً ما أمره به حتى دون أن يكمله جسدياً.هكذا عوض تكميل قطع الأعضاء جسدياً لبتر الخطايا منها، يحفظها الله في إطار نعمته ويُحولها إلى أعضاء مقدسة ترتعب من الخطية وتعمل الصلاح بحرية، وتؤول لدى صاحبها إلى قداسة وفخر وبجد، تماماً كما قال المسيح حرفياً: «من يُهلك نفسه من أجلي يجدها» ، «يحفظها إلى حياة أبدية».هنا الإهلاك بالنية يُحوّله المسيح إلى تكميل روحي حيث يبطل عمل الذات ويلاشي سلطانها بنعمته لتتحول إلى ذات مقدسة للمسيح، أي لا تعود بعد تتبع أمور العالم؛ بل تتبع الله لتكميل أمور الله.يقول بولس الرسول: لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته، ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية؛ بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات، وأعضاءكم آلات بر لله»، هنا عامل القطع والخصي والإهلاك والإماتة والصلب هو من عمل الروح، والروح إذا تسلط على الجسد يضبطه ويقمعه ويشل حركته ويحوله إلى أداة الصلاح عوض النجاسة والإثم.المسيح هنا لا يخاطب إنسان الجسد؛ بل يخاطب الروح في الإنسان لتتسلط على خطية الجسد لتقطع منه أصول الخطية وعروقها. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
10 مارس 2024

الصوم والتوبة أحد رفاع الصوم الكبير

احد رفاع الصوم الكبير و الكنيسه بتستقبل الصوم بشغف بأشتياق لانه لان دي حاجه مجرباها الكنيسه ومختبراها وهي عارفه هي بتعمل ايه وعارفه مفعولها ايه وعارفه نتائجها ايه عشان كده الكنيسه كنيسه عاشقه للصوم تدخر لنا روحانيه عميقه جدا قداسات بوفرة، لحن خاص بالصوم فى فية انكسار ،يساعد النفس على المذله والتوبه اصوام انقطاعيه ،قراءات عميقه، نبوءات ،كل هذا احبائي ،لاجل ان يكون الصوم خطوه في توبه الانسان وفي بناء الانسان الروحي عشان كده عايز اقول النهارده بلاش يكون فكرنا في الصوم بس احنا مش مقبلين على الصوم عشان خاطر نغير اكل كل استعدادنا للصوم نجيب شويه اكل صيامي،، قصه الاكل دي قصه سنويه في موضوع الصوم ، في ناس نباتيه ،،في ناس يقول لك اصل ده ملوش في الاكل ، في حد يقول لك ده نفسه مسدوده، وفي معتقدات اخرى مختلف بتدان الصوم الصوم بالنسبه لنا فكر مختلف تماما ،،وهو انسان بيقدم جسده ذبيحه، إنسان يجعل سكين الروح على الجسد، وبيضبط جسدة ويسمو بجسده بيعلو بطلباتة وبيقدم روح نشيطة وفكر مرتفع سماوي هو ده فكر الصوم ، حالة الاكتفاء بأننا هنصوم نغير اكل،، دي لابد ان احنا نغيرها من فكرنا ومن قلبنا،، مش هنغير اكل، لابد إننا نغير سلوك نغير حياة نغير اهتمامات نغير برنامج ،هنغير طباع هو دة الصوم ما يعديش الصوم احبائي الا وينفجر فيك إنسان روحاني جديد ما يعديش يوم من الصوم الا و تحس انك اخذت خطوه جديده في طريق الملكوت،، ما يعديش الصوم الا وتكون مسكت فضيله واثنين،، واجتهد ان انت تقتنيهم،، ما يعديش الصوم الا وتكون في خطيه مربوط بها رباط وثيق الا وتجتهد انها تتفك منها هو ده الصوم اية اللى فى قلبك بالنسبه للصوم دلوقتي عاوز تصوم لية و هتبتدي تصوم بأنة روح هتبتدى وانت كسلان هتبتدى إنسان وبتقول النهارده انا عايزه اكل كل اللي نفسي فيه وانت بتقول يامهون وتظل تحسب فى الأيام هتعدى أمتى تملي يقولوا كده الانسان الروحاني يحسب كم يوم مر من الصوم ويزعل و الإنسان الجسداني يحسب كم يوم عدى من الصوم ويفرح واحد ينظر ان ده ثقل ،،واحد ينظر ان ده وسيله خلاص ،، ياما بنشتكي من ان طباعنا ثبتت فينا يا ما بنشتكي من خطايا وضعفات لها جزور جوانا طب اية الفرصه الفرصه هو الصوم عشان كده احبائي جيد جدا في الصوم ان نصم عن كل شرجيد جدا في الصوم احبائي ان يكون عندنا ضعفتنا قدام عينينا وبنجتهد امام وجة اللة ونترجى وجه ربنا ونسجد قدام تحننه من اجل ان يقبل من خلال صومنا يقبل حياتنا هو ده الاشتياق اللي المفروض ندخل به للصوم هو ده الفكر الروحي اللي لازم نقابل به الصوم اكثر حاجه تجيب غضب الله على الانسان وغضب الله على البشريه كلها هى الخطية القديس يوحنا ذهبي الفم يقول لك الخطية هى كارثه الشعوب الخطيه دي جايين نعمل بها اية جاين نعمل بها رضا الله الصوم هو ارضاء الله هو الاقتراب الى الله الصوم هو الامتناع عن الشرور ده بيعمل ايه بيجيب بركات ثمار الخطايا بتاعه الانسان الخطيئه اللي خرجت ابونا ادم وامنا حواء من الفردوس تعال اقرا شويه في الكتاب المقدس شوف الخطيه عملت ايه انظر الى سدوم وعموره الخطية أتت بنار من السماء وحرقه البلد باللي فيها الخطية خاطئة جدا الخطيه عملت الطوفان كون ان ربنا يهلك جميع بين البشر الا ثمانيه بس نوح وزوجته واولاده وازواجهم بس الكتاب المقدس كله عايز يصور لك شناعه الخطيه شناعه الخطيه يعمل ايه يجيب لك حاجه زي الطوفان يقول لك خلي بالك اتمسك بالبر وعيش بالوصايا حتى لو كنت قليل حتى لو كان العالم كله عايش ضد وصيه الله تقرأ الكتاب تلاقي عمال يوريك ثمر البر وثمر الخطيه يقولك توب واتغير وغير نفسك وقلبك وغير اعماقك يوريك ايه اللي سبى بني اسرائيل في العهد القديم؟ الخطيه ربنا سامحلهم بالسبى والمذله والإهانة اية اللى جعل الارض تتشق وتبلع التعدي اية اللي ذل شمشون الجبار الخطية عاوز يقول اد ايه الخطيه مذلة ومهينه ايه اللي في الاخر هيجعل يبقى في ناس سكان الجحيم سكان العذاب الابدي الخطيه والتعدى طب الصوم ايه الصوم ان نكف عن الخطايا ان نتصالح مع الله بنقدم له نفسنا وبنقول له يا رب ها انا ذاه بقدم لك جسدي ورغباتي بقدملك كياني ومشاعري وعواطفي و ابسط دليل على ان انا باقول لك يا رب انا بحبك وعاوز اقدم لك نفسي انا هامتنع عن الاطعمه ابسط دليل هقدم لك به خضوع وطاعه ان انا اقول لك يا رب هاعيش بحسب وصاياك مش هعيش بحسب شهواتي ودة دليل بسيط بقدمه لك وياريت اكون قدرت أعبر عن اللي جوايا عن طريق شويه الاكل اللي انا امتنعت عنهم كل يوم وانت بتاكل فكر في كده فكرة تقول له يا رب لعله اكون بعبر لك عن اللي جوايا اللي جوايا اكبر من كده بكثيرعشان كده تلاقي نفسك، عاوز تشد على نفسك اكثر عاوز تبطل تدليل الجسد عايز تتحكم في نفسك اكثر،عاوز تنشط الروح اكثر ،عاوز تقف تصلي فترات اطول،وعاوز تتناول أكثروتقرا الانجيل اكثر وتشبع بربنا اكثر ليه؟ لان دة هدف الصوم عشان قالك ارجعوا الي ارجع اليكم ارجعوا بالبكاء بالنوح بالصوم بالصلاة قدسوا صوما نادوا بأعتكاف اجمعوا الشعب قدسوا الجماعة اجمعوا الشيوخ نادوا بأعتكاف ايه ده عاوز يقول لك فى الصوم حاول ما يكونش برنامج اليوم بتاعك عادي،، لازم يكون مختلف اعمل الضرورى فى الصوم الاهتمامات بتاعتك اللي فيها بيضيع فيها وقت كثير حاولت تقللها قد كده الصوم مناسبه خطيره؟ طبعا اشعياء النبي يقول لك هلموا ايها الجياع والعطاش تعالوا تعالوا كلوا واشربوا بلا فضه بلا ثمن اشتروا خمرا ولبناً ايه الخمر واللبن ده؟! الفرح الروحي تعال خذ فتره انقطاع تكون طويله شويه وشوف نفسك وانت جاي تأكل الساعه 4:00 ولا الساعه 5:00 تحس ان انت مش عايز تأكل ..تحس ان انت فى فرحه جعلك تنسى الجوع تبص تلاقي ابتدا الجسد طلباته تقل وابتديت انك شاعر انك بتتحكم في نفسك وابتدا لسانك يبقى اهدى وابتدا طبيعتك تبقى وديعة اد كده الصوم اقول لك طبعا الصوم بيغير في الانسان حاجات كثيره جدا قال لك ممكن طبع الوحوش يروض كذلك الجسد الجسد ممكن يروض لما تتحكم في رغباته هو الصوم ايه فرصه ان انت تقدر تضبط جسدك وبتضبط رغبات جسدك علشان كده احبائي مقبلين على الصوم بأشتياق بنيه ورغبه مقبلين على الصوم واحنا عاوزين نشوف ايه اللي ممكن نقدمه لربنا من خلال الصوم مش اللي ممكن نقدمه لنفسنا مش عاوزين نتحايل على الصوم ونقعد نعمل اصناف كثير ونغيره الدنيا فيها تطوير واصناف كثيره تجعل الانسان ممكن يدلل جسدة ما يحسش بالصوم لا حاول ان انت تضيق على نفسك على قد ما تقدر على قد ما تقدر كلما ماتت حته في الجسد اتولدت حته في الروح و كل ما عاشت حته في الجسد ماتت حته في الروح فأحنا في الصوم عاوزين نموت مراكز في الجسد عشان تحيا مراكز في الروح عاوزين نقدم توبه عن سلوك واعمال قال لك كده اول ما سمعوا كلمه معلمنا بطرس الرسول يوم ال 50 قالوا له طب ماذا نعمل.. قال لهم توبوا لابد ان نعرف ان الصوم هو توبه تغيير توبه يعني مطانيا ومطانيا يعني تغيير اتجاه تغير عقل تغيير اهتمامات، تغيير فكر، يلا نضع ضاعفاتنا قدام عينينا و قدام ربنا ونقدم توبه عند ضعافتنا وكل واحد زي ما يقول لك كده كل واحد عارف ضربه قلبه كل واحد فينا عارف وجعه كل واحد فينا عارف ايه الاشياء اللي مرجعاه لوراء طب يلا اذا كنا عارفين ضربات قلبنا يلا نحط ضربات قلبنا في الصوم قدام ربنا اللى مربوط بألم واللى مربوط بعاطفه واللي مربوط بجسد واللي مربوط بشهوه واللي مربوط بمال واللي مربوط بعلاقات والذي بعد تماما عن اي ممارسة روحيه ضع ضعفاتك قدامك في الصوم وقل له يا رب انا زي ما هبتدي انى هصوم عاوز ابتدي لك ان انا اصوم نفسي عن هذه الاخطاء ودة احبائي بداية ونموه الإنسان فى النعمة والفضيلة وانت قاعد دلوقتي قول طب انا المفروض اعمل ايه فى الصوم؟ اقول لك صلي اكثر اقرا اكثر انقطع فترات اطول اعمل مطانيات لما تأكل تاكل بغير لذه لما تأكل قول لحاجة الجسد فقط بيقول لك كده اجتهد انك تأكل ما تحتاجه وليس ما تشتهيه ضع لنفسك هذه الاشتياقات في الصوم وابتدى بيها واول من النعمة تلاقي واحد ابتدا يضع سكين على الجسد ربنا يعطيك زي ما اعطي ابونا ابراهيم خروفا عوضا عنه عندما وضع السكين على اسحاق اعطاة خروفا عوضا عنة اول ماتضع سكينا على جسدك فى الصوم وتقول انا هبعد عن كذا وعن كذا هتلاقى ربنا مش تحس انك محرم مش هتشعر انك متضايق،،مش هتحس ان نفسك في حاجه ابدا مش هتشعر ان الصوم طويل لانه بيعطيك النعمه البديله اللي بيخليك تتلذذ بها خد بالك ما فيش نعمه تعطى بدون سكين مرفوع ما كانش ممكن ابدا ربنا وابونا ابراهيم قاعد في بيتهم يقول له خلاص اعتبر نفسك قدمت اسحاق وخد خروف بداله واطلع اذبحوا لا لا لا لازم يأخذوا معاة ويمشي معاة المشوار ويطلعه فوق المذبح ويربطوا ويرفع السكين ده رحله الصوم بتاعتنا واخذين جسدنا معانا وجعلينوا يخضع وعمالين نضع علية وصاقات ونقولة ما تعملش ماتعملش وبنرفع عليه سكين عمل النعمه من اول ما الاراده الروحيه تقوى فى حياتكم تلاقى عمل النعمة البديله تأتي تلاقي فيك فرح روحي ومسره وقوه بعد ما كنت اول ماتفتح عينك عاوز تأكل ابتدات تبقى ناسي حكايه الاكل وابتدى الوقت يعدي ولا تشعر بجوع ولا حاجه اية اللي جرى هو انا تغيرت؟ اقول لك اه في نعمه بديله في تعويض ايه المطلوب في الصوم واحد يلاقي نفسه بيكلم كثير واحد بياكل كثير واحد عينة مش منضبطة واحد عنده طمع واحد عنده غيره واحد عنده ادانه هو دة اللي بالاولى لازم نصوم عنه لان هو ده هدف الصوم الحقيقي مش مجرد بس تغيير في انواع اطعمه هو ده حط الضعفات بتاعتك قدامك وقل له يا رب انا خطيتى امامى في كل حين لك وحدك اخطات يا رب انت تعلم ضعفي و اقدم لة ضعفي وقدم جسدي قدامه فيبتدى ربنا يفكني من رابطه وربطه وربطه وابتدت نفسي المتربطه دي ابتدت تنطلق في افاق جديده وابتدت تأخذ قوه ودفعه ايه البركات دي اقول لك دى بركات كثيره الكنيسه مجبرة الصوم دة سنين وسنين كنز وشهوه قلب الكنيسه انك تلاقي فى الصوم ان الناس بتتغير وطبيعها بيتغير تبقى فتره محبوبه جدا في ضمير الكنيسه عشان كدة أقدر أقول لك ان ده قوة ونعمه ورحمه كبيره جدا مافيش شخص تاب الا لما صلى مافيش واحد صام الا ماصلى التوبه مفتاحها الصوم والصلاة والكنيسه بتقول لك صوم وصلي في الصوم عشان تتوب ضع خطيتك قدامك في الصوم ماتصمش بس أكل لا ضع الخطايا بتاعتك في الصوم وقدم نيه توبة عنها وابتدى فعلا اجتهد ان انت تتعتق منها هو ده الصوم ما اجمل إنسان واقف صائم امام الله وبيطلب يتضرع لربنا عن ضعف ربنا يفكة عنه اكثر طلبة محبوبه لربنا طلبة التوبه اكتر طلبة تدخل لحضره ربنا وتجد استجابه ان الانسان يقول ارحمني قال له من ساعة تضرعاتك انا سمعت وقضيه الامر قال كده لدنيال من ساعة ماتبدا تقدم مشاعر توبة ثق فى الله نقرأ فى سفر الاخبار، عن ملك شرير جدا اسمة منسى ابوة كان ملك بار تقى جدا الملك حزقيا فمنسى قام وعاد وعمل مرتفعات اماكن عباده الاوثان اللي كان ابوه هدمها هو بناها ثاني وعمل مرتفعات جوه الهيكل تخيل انت كده لما يبقى جوه هيكل ربنا اماكن لعباده الاوثان اضل اسرائيل ارضى الله طبعا الملك الماعند عبد الاوثان واضل اسرائيل وطبعا الملك مادام عبد الاوثان الشعب كله بقى بيعبد الاوثان اضل يهوذاعمل الشر فى يا عيني الرب لاغاظته ياااااة كلمة شنيعة عمل الشر في عيني الرب لاغاظته واحد بيعمل الشر عشان يغيظ ربنا مش بضعف لا دة عاوز يغيظ ربنا استمر ع الحال ده 50 سنه 50 سنه الشر والمملكه في شر بسببه ربنا في الاخر عمل ايه سمح له انه يسبى وقضوا اعداءة بخزامه وجرو زي الحيوان لا مؤاخذه يعني بسلسله في رقبته ومجرور تقرا آية واحده بس في سفر الاخبار قالك لما لقى ضيقة نفسه فصلى الى الرب وعندما صلى فرد الرب له مملكته وقبل توبته معقوله يا رب صلوة تتوب الإنسان عند كل الشرور دي وكل السنين دي اقولك اه بس قول لة ارحمني كده اقف بقلب تائب معلمنا داود اعطانا مفتاح بيقولك القلب المنكسر المتواضع لا يرزله الله ماهى الاشياء التي تساعد الانسان وتجعل قلبة منكسر متواضع انك تكون صايم الكنيسه عارفه ان الصوم وسيله للمذله والاتضاع عارفه ان الصوم من اكثر الوسائل اللي تجعل الإنسان يبقى منسحق جرب تقول انا لما اروح مش هأكل هستنى شوية وهصلى قبل ما أكل لما تصلي قبل ما تأكل يحصلك اية؟ صلاة مختلفه خالص لانك قبل ما تصلي نصرت الروح على الجسد احيانا يقول لك لما تيجي تاكل وانت صايم حاول انك تتباطئ في اعداد الأكل ليه يعني اسف في الكلمه يعني اتلكع فى تجهز الاكل خذ لك ربع ساعه نصف ساعه لان الانسان النهم في الاكل انة لو صام صام وراح اكل بنهم يبقى برضة لسه الجسد مشاغب اكله ببطء واكله ما يحتاجه ارفع يدك عن الطعام قبل ما بطنك تنتهي ده ايه دة تعالى كدة خد الصوم بالاسلوب ده وشوف ايه اللي يجرى تلاقي حاجات كثير تنضبط فى داخلك وكأن الاكل ده هو مجرد وسيله بتعبر بها عن ما هو اعمق واهم بكثير من حكايه الأكل تعال كده قدم توبه عن خطايا متكرر وشوف قبول الله لك اللي بيزرعوا فينا عدو الخير بيقول لك انت ما فيش فائده ما ينفعش ودي حاجه من زمان اقول لك لا ابدا يزرع فيك شيئين يايقولك انت كويس قوي وانت احسن من غيرك بكثير يا يزرع فيك فكره ثانيه يقول لك انت وحش قوي وما فيش فائده منك يا كده يا كده ويمكن فى اليوم الواحد يجيب لك الفكره دي والفكره دي عشر مرات شوية يقول لك انت كويس قوي واحسن من غيرك بكثير وشويه يقول لك انت وحش قوي وما فيش منك فائده قولة أنا مقبوله لدى اللة ولا أنا وحش قوي لانى عايش مع المسيح واثق انة هيقبلنى ولا حلووو قوى لانى لو حلو قوى فدة برضة من المسيح ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
09 مارس 2024

إنجيل عشية أحد رفاع الصوم الكبير( مر ١١ : ٢٢ - ٢٦ )

" فأجاب يسوع وقال لهم : ليكُنْ لَكُمْ إِيمان بالله.لأني الحَقِّ أقولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ قَالَ لهذا الجَبَلِ انتَقِلْ بل يؤمِنُ وانطرح في البحر! ولا يشك في قلبه،أنَّ ما يقوله يكون، فمهما قال يكون له لذلك أقولُ لَكُمْ كُلُّ ما تطلبونَهُ حِينَما تُصَلُّونَ، فآمنوا أن تنالوه، فيكون لكُم.ومتى وقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شيء، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أيضًا أبوكم الذي في السماوات زلاتِكُمْ " وإن لم تغفروا أنتُمْ لا يَغْفِرْ أبوكُمُ الذي في السماواتِ أيضًا زَلَّاتِكُمْ ". إنجيل باكر أحد الرفاع: (لو ١٧: ٣ - ٦) اعتاد الآباء أن يسموا الأسبوع الأول من الصوم الكبير المقدس بأسبوع الاستعداد للدخول الحقيقي إلى حياة الصوم وروح الصوم وكان الاستعداد للصوم حسبما عاشوا هو تنقية الجو المحيط بهم من كل ما لا يناسب الصوم وبصفة خاصة الوجود في سلام مع كل أحد وتصفية أي نوع من الخلافات بين الإخوة أعني أن هذا الأسبوع كان يُصام لحساب المحبة الأخوية وتوطيد العلاقات ونبذ كل خلاف أو خصام أو قطيعة الخ، لأنه من المعروف جدًا أنه إذا صام الإنسان وهو في حال خصام أو عدم سلام قلبي مع إخوته فإن صومه يكون كمن يجمع إلى كيس مثقوب. ألم يقل الرب إذا قدمت قربانك على المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك اترك قربانك واذهب أولاً واصطلح مع أخيك"فقد جعل الرب الصلح مع الأخ والأقربين أفضل من تقديم القرابين، بل وبدونه لا تُقبل قرابين لذلك وضع الآباء فصل إنجيل عشية هذا اليوم كلمات الرب الصارخةوالصريحة من نحو السلام الكامل والمحبة الأخوية وقد مارست الكنيسة عمليًا هذا الكلام منذ الجيل الأول في خدمة الافخارستيا إذ تصير القبلات المقدسة والمحبة هي موضوع الصلاة وموضوع الممارسة حين نقبل بعضنا بعض بقلب طاهر وضمير صالح قبل أن نتقدم إلى شركة التناول من جسد ودم ابن الله إذ نصير مستحقين لتحقيق هذه النعمة فينا بسبب محبتنا بعضنا لبعض التي هي علامة مسيحيتنا وعنوان تبعيتنا للمسيح بهذا يعرف الناس أنكم تلاميذي إن كان لبعضكم حب بعض"نعود إلى كلمات الرب إن أخطأ إليك أخوك وتاب فاغفر له وإن أخطأ إليك سبع مرات في اليوم ورجع إليك سبع مرات في اليوم قائلاً أنا تائب فاغفر له هذا القبول للإخوة يرتكز على الروح الذي فينا روح المسيح غافر الخطايا ويرجع إلى تمتع الإنسان نفسه بنعمة غفران الخطايا وإدراكه الحقيقي لقيمة هذه النعمة فإن تمتع بها يستطيع أن يعطيها أيضًا إذ يصير سريع الصفح وكثير الغفران مدركًا تمامًا أنه بمقدار ما يغفر يُغفر له، وبقدر ما يتسع قلبه لأخيه يقبل من الرب أضعاف قبول والكلام هنا كثير كرره ربنا يسوع في تعاليمه المحيية فمرة يقول"أخطأ إليك أخوك اذهب وعاتبه" هو أخطأ وأنت تذهب تسعى إليه لكي تربح أخاك وتربح نفسك وبينما المنطق العالمي أن الذي أُسيئ إليه هو صاحب حق وإذا أتى إليه المسيئ وسامحه يُحسب صاحب فضل فإن ناموس المسيح يتخطى هذه العقبات النفسية ويرتفع بنا إلى علو السماوات فيصير الإنسان قادرًا بالنعمة على كسر حواجز الشر ويرتمي في حضن أخيه ويقبله ويربحه المسيحي الحقيقي لا يخسر له أخا مهما كانت الأحوال! رسالتنا في المسيح هي رسالة ربح النفوس بحكمة الروح وسلطان المحبة. سبع مرات في اليوم إن رقم سبعة يُعبر دائمًا عن الكمال فإن كان الأخ يُخطئ إليك سبع مرات أي إلى أقصى درجة ممكن أن نتخيلها أو لا نتخيلها فهناك باب المسيح المفتوح لقبول أعتى الخطاة ويمين المسيح تقيم ليس من العثرات والسقطات بل قادرة أن تقيم من الأموات !!.قلب المسيح متسع اتساعًا أبديًا، يسبي النفوس ويخضع الوحوش فمن يؤتمن على قلب يسوع يستطيع أن يحفظ وصايا يسوع هذا هو إنساننا الداخلي المخلوق من جديد بقوة قيامة المسيح من الأموات هذه هي الطبيعة الجديدة،والطبيعة الجديدة من يحياها يغلب بها كما غلب ذاك الذي هو رأسنا جرب قول الرب أخضع ذاتـك لــه واطلب معونة المسيح واكسر حاجز الشر لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير لا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في حينه إن كنا لا نكل الإنسان هو الذي يُحجّم عمل الروح القدس فيه ويحصره في أطار المحدودية حين يقول أنا حاولت مرة ومرتين ولم أفلح في أن اقتني أخي وأربحه أنا عملت ما علي أن أفعله ولا أستطيع أن أفعل أكثر هذا يكفي وهذه حدودي؟. هنا يصير الإنسان قد أغلق على نفسه، وحبس الروح الذي لا حدود له ولا يُعطي بكيل الروح يا إخوة لا يحد بحدود والعمل الروحي يستطيع أن يعمل ويعمل حتى الكمال ولا يكف ولا يكتفي ولا ييأس حتى من الفتيلة المدخنة والقصبة المرضوضة.الحفاظ على محبة الإخوة هي رسالتنا وهدفنا المحبة القلبية هي كنزنا ليس بسهولة نبيعها أو نفرط فيها سبب ضعف الكنيسة الآن هو القصور في تكميل المحبة وعدم السعي الجاد في أثر الصلح بالروح. العاجز في تكميل المحبة يركن دائما على أعذار وأعذار ولكنها غير مقبولة لدى المسيح لأن المسيح هو الحب الكامل حتى للأعداء . زد إيماننا : قال الرسل للرب إذ سمعوا كلامه عن هذا الحب السماوي السامي الفاخر سبع مرات في اليوم - بل إلى سبعين مرة - قالوا للرب إذ أدركوا أن الأمر يحتاج إلى إيمان وتصديق قلبي لكلام المسيح وتبعية مطلقة وإلقاء كل الحياة على رجاء كلمة المسيح.قالوا زد إيماننا أي زودنا بهذا الإيمان القوي القادر على بغض البغضة وكره الكراهية زد إيماننا لكي نستطيع أن نغفر سبع مرات في اليوم فقال الرب لو كان لكم إيمان كحبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم"يارب زد إيمان أولادك بأن المحبة هي البقاء والحياة وأن البغضة والقطيعة هي الموت بعينه من يحب أخاه فقد أحب الله ومن يبغض أخاه يبقى في الموت من يبغض أخاه فهو قاتل نفس ما أجمل أن نبدأ صومنا بهذا الاستعداد الروحي في السعي نحو السلام وتكميل المحبة الذي جعلته الكنيسة منطلق المسيرة والدافع الروحي للحركة هو الآب. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
08 مارس 2024

الرعاة اضبطهم

ضمن سلسلة صلوات نصلیھا في القداس ونتأمل فیھا على التوالي نصل الیوم إلى عبارة: "الرعاة اضبطھم". ما اﻟﻤقصود بكلمة " الرعاة" المقصود بالرعاة كل من یقوم بعمل الرعایة،ولیس فقط الكھنة والأساقفة، لأن ھناك طلبة أخرى تأتي في مجموع ھذه الطلبات ننتقل فیھا إلى الكلام عن الإكلیروس وھي: "أعطِ بھاءً للإكلیروس" ھنا المقصود ھو الأسقفیة والقسیسیة والشماسیة. أما كلمة "الرعاة" فھي كلمة واسعة جدًا، فكل منكم راعٍ في الدائرة الخاصة به. ﻛﻠمة "الرعاة " تشمل: ۱- الوالدان أو من یقوم بالرعایة في البیت: كل أب وأم جمعھما الله ثم أعطاھما أبناءً لرعایتھم، یظلان یرعیان الطفل في حضنھما یومًا بعد یوم إلى أن ینمو ویتربى ویشبع برعایتھما الكاملة. ۲- الخادم (فصل) أو الكاھن (كنیسة وشعب) أو الأسقف (إیبارشیة واسعة): كل منھم على مستوى معین من الرعایة. ۳- المدرس: المعلم الشاطر ھو من یرعى تلمیذه إلى أن یكبر، وحینما یصیر له شأن سیتذكر معلمه ویقول "تربیت على یدي فلان". كلنا ندین بالفضل لمن علّمونا إنھم رعاة. ٤- أي مسئول في المجتمع: لو كان موظفًا صغیرًا أو مسئولاً كبیرًا عن مدینة، أو قریة، أو محافظة، ھو راعي. ٥- الراھب: لأنه راعي لنفسه منذ أن اتخذ القرار أن یعیش في الدیر، صار مسئولاً عن نفسه، لأنه ذھب للرھبنة بحثًا عن خلاص نفسه.أود أن ألفت النظر لشيء لطیف وھو أن الكتاب المقدس استخدم صورتین من صور الحیاة الاجتماعیة، یعتبرا أكثر مشھدین في المجتمع القدیم ویتكرران في الكتاب المقدس، وھما صورة الراعي (المھنة الأكثر انتشارًا)، وصورة العریس. فنقول عن المسیح إنه الراعي الصالح، وأول معجزة عملھا كانت لما حضر في عرس قانا الجلیل. إن المسیح ھو راعي النفوس وھو عریس النفس. ما معنى "اضبطهم"؟ كلمة "اضبطھم" ھي من الفعل "ضبط" بمعنى التزام، وھي تتضمن الیقظة، وما ھو صحیح، والإبداع، والمسئولیة. ھناك رعاة مضبوطون وھناك رعاة غیر مضبوطین.یقول السید المسیح: "أَنَا ھُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ،وَالرَّاعِي الصَّالِحُ یَبْذِلُ نَفْسَه عَنِ الْخِرَافِ. اَلسَّارِقُ لاَ یَأْتِي إِلاَّ لِیَسْرِقَ وَیَذْبَحَ وَیُھْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَیْتُ لِتَكُونَ لَھُمْ حَیَاةٌ وَلِیَكُونَ لَھُمْ أَفْضَلُ. وَأَمَّا الَّذِي ھُوَأَجِیرٌ، وَلَیْسَ رَاعِیًا، الَّذِي لَیْسَتِ الْخِرَافُ لَه، فَیَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً وَیَتْرُكُ الْخِرَافَ وَیَھْرُبُ، فَیَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَیُبَدِّدُھَا" (یو ۱۰: 11-13) تلاحظون أن الراعي "یبذل" أما الأجیر غیر المنضبط فیھرب ویترك مسئولیته. یھرب كیانیًا (بمعنى أن یكون مھملاً) ولیس مكانیًا. وآه من الراعي الذي یھرب ویترك مسئولیته. الفعل "ضبط" من ۳ أحرف ھي اختصار لثلاث كلمات مھمة ض ھي "ضمیر"، أي شخص عنده ضمیر حي،ویقظ، وشعور بالمسئولیة. ب ھي "بار"، والبر ھو الفضیلة، أي من یسلك بطریقة صحیحة. ط ھي "طموح"، دائمًا عنده طموح للأفضل،وإبداع للمستقبل، یرید أن یحسن ویطور، ولا یستسلم للیأس. كيف يكون الراعى غير منضبط؟ ۱- یكون عنده عدم إحساس بالمسئولیة أي یكون مھملاً. ۲- یقدم أعذارًا وتبریرات للأخطاء، لكن من یرید أن یعمل لا یبحث عن أعذار، فالزارع إن لم یرع البذرة ویھتم بھا لن تخرج ثمرًا. ۳- ھو غیر راضِ ومتذمر وناقم على المجال الذي یرعاه، ویقع في خطأ مقارنة نفسه بالآخرین. ٤- یكتفي بالشكلیات والمظاھر الخارجیة، وھذه لا تدع الإنسان یصل إلى الملكوت. ما معنى راﻋﻲ منضبط؟ ھناك آیة جمیلة لیتكم تحفظونھا تقول: "كُل مَنْ یُجَاھِدُ (روحیًا) یَضْبُطُ نَفْسَھه فِي كُلِّ شَيْءٍ" ( ۱كو9: 25 )، یضبط نفسه في كل شيء، أي یكون عنده: ۱- ضبط الفكر: یعجبني مرنم إسرائیل الحلو وھو یقول "اخْتَبِرْنِي یَا لَلهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِیقٌ بَاطِلٌ،وَاھْدِنِي طَرِیقًا أَبَدِیًّا" (مز ۱۳۹ : 23- 24) یفسرھا البعض أن داود یطلب من الله أن یعمل معه جراحة استكشافیة. وقال داود النبي أیضًا: "لِتَكُن أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِیَّةً أَمَامَكَ یَا رَبُّ" (مز19 :14 ). إیاك كراعٍ أن تخطئ بلسانك: "اجْعَل یَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ" (مز ۱٤۱ :3) ھذا یبین خطورة الأمر. فالراعي یجب أن تكون عنده نقاوة ولا یقع في تفاھات، ولا یعمل ما لا یلیق. ۲- ضبط الفم: الراعي في أي مستوى لا تكون عنده حدة ولا غضبیة ولا عصبیة ولا ألفاظ حادة أوجارحة. أحیانًا الآباء یقولون لفظًا جارحًا لأولادھم یظل الأبناء یتذكرونه كل حیاتھم. كراعٍ اعلم أن كلمتك محسوبة، وفعلك محسوب. سفر الأمثال یقول "أَمَّا الضَّابِطُ شَفَتَیْھِ فَعَاقِلٌ" (أم19:10) ۳- ضبط القلب: القلب ھو الإحساس والشعورالداخلي. والقلب المنضبط لا یعتمد على الأوامر، بل یعتمد على العلاقة بینه وبین الله. ھو یصلي من أجل ابنه وابنته، أو مخدومیه إلخ. والصلاة ھي التي تساعده في التربیة والرعایة. كما أن الراعي المنضبط لا یفتخر بذاته، ولیس عنده كبریاء بل یبذل نفسه عمن یرعاھم ویقدم لھم من حیاته. ٤- ضبط النفس: یقول سفر الأمثال "مَالِكُ رُوحِه خَیْرٌ مِمَّنْ یَأْخُذُ مَدِینَةً" (أم ۱٦: 32) الراعي المنضبط یضبط انفعاله وأحكامه في دائرة رعایته. ومن أھم صفاته الابتسامة.كذلك ضبط السلوك وضبط الحواس.والراعي الشاطر ھو من یھتم بالوقت ولا یضیع وقته فیما لا یفید. الصورة اﻟﺠميلة للراﻋﻲ اﻟﻤنضبط اﻟﻨاجح (انظر يو1:10-14) ۱- یرعى بدافع الحب: لأن الحب ھو مفتاح قلب الإنسان، فھو یحب من یرعاھم، ویحوط علیھم. ۲- الرعایة لیست وظیفة: الوظیفة لھا أجر،لكن الرعایة ھي أن یضع الراعي قلبه وأن یقدمه من أجل من یرعاه. فالسید المسیح قال: "أَنَا ھُوَالرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ یَبْذِلُ نَفْسَه عَنِ الْخِرَافِ". ۳- لا یھرب وقت الأزمات، بل یكون رجلاً،یقف ویسد ویتصرف، ولابد أن ینجح، وعنده شجاعة في مواجھة المواقف. ٤- یعیش بالأمانة الشاملة: "كُنْ أَمِینًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِیكَ إِكْلِیلَ الْحَیَاةِ" (رؤ10:2) یكون أمینًا في كل شيء: في العلاقات، المعاملات،الأقوال، التصرفات، وأمینًا في العین، والأذن،والید. ٥- یقدر أن یشبع من ھم في مجال رعایته: مثل والدین یكون دخولھما إلى البیت مفرحًا لأولادھما،أو مدرس حصته محببة. كن مفیدًا ومشبعًا لمن ترعاھم من كل النواحي وفي كل شيء. ٦- یرعى بفرح: یقوم بدوره بفرح، ویعتبر من یرعاھم سبب سعادته وھذه نقطة جوھریة. ۷- عنده حكمة وتعقل وإنسانیة: بعیدًا عن أي شدة، مثل راعي الخراف، الذي یبحث عن مكان الخضرة والماء والظل، ویراقب بعینیھ كل القطیع.لم نرَ راعیًا أبدًا یضرب الخروف بعنف. اﻟﺨلاصة أنت أیھا الراعي، كیفما یكون مستوى مسئولیتك(بیتك، الفصل، المدرسة، الكنیسة، المجتمع)، لابد أن تكون على مستوى ھذه المسئولیة الكبیرة،واذكر أن لله ھو راعي حیاة كل البشر، ونحن نستمد منه ھذه الرعایة. فإن أردت أن تكون راعیًا،كن راعیًا منضبطًا، والراعي المنضبط ھو الملتزم والناجح. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
07 مارس 2024

البدع والهرطقات في المسيحية

البدع جمع ( بدعة » وهى الشيء المبتكر غير التقليدي، والهرطقات جمع « هرطقة » وهى كلمة دخيلة على اللغة العربية من اللغة اليونانية ، وهى تعنى إختيار لرأى ما مع تفضيله على غيره من الآراء وكانت تستعمل للدلالة على مذاهب الفلسفة ثم أخذت الكلمة طريقها إلى الدين فصارت تطلق على الفرق أو الطوائف الفكرية داخل الدين الواحد ، وقد صارت تعنى الشقاق الضار بسلامة الكنيسة والتعليم الكاذب المخالف للتعليم الرسولى وأصبحت الهرطقة جريمة شنعاء يعد مؤسسها أو المنتمى إليها عدواً الله وللكنيسة المقدسة ، وقد ذهب بعض القديسين إلى أنه يتقبل على نفسه أي اتهام في أخلاقه إلا الاتهام بالهرطقة .وقد نشأت المسيحية كديانة على مسرح الحياة في العالم القديم وسط ديانات عديدة وتيارات فكرية وفلسفية متنوعة مهدت للمسيحية طريقها وشكلت صعوبات بالغة أمامها في نفس الوقت نتيجة لمحاولة بعض المتنصرين من معتنقى الديانات والفلسفات التوفيق بينها وبين المسيحية التي اعتنقوها ، فكان الخلط والإنحراف والبلبلة الفكرية التي أقلقت الكنيسة كثيراً ، وقد كان الشيطان عدو كل خير وراء هذه الإنحرافات، كما كانت الكبرياء والاعتداد بالرأى تسير جنباً إلى جنب مع الهرطقات ، رغم أن هذه البدع قد دفعت الكنيسة إلى البحث، وحضت المؤمنين على الدفاع عن إيمانهم الصحيح بالتصدى لهذه الأفكار المنحرفة التي كانت تخبو ثم تعود للظهور من جديد مع اختلاف أسماء المبتدعين الذين يدخلون عليها أحياناً بعض التحويرات والتعديلات على مر العصور. القرن الأول : (۱) و (۲) النصرانية المتهودة والأبيونية[ السبتيون القدامي ] أراد أصحاب هذا الإتجاه ربط أنفسهم بالناموس اليهودي القديم، وإدماج المسيحية باليهودية بحيث يصبح الإنجيل هو الناموس القديم محسناً أو مكملاً واعتبار السيد المسيح مجرد نبي أو موسى الثانى منكرين طبيعته الإلهية ووظائفه كملك وكاهن كان هؤلاء فى ظاهرهم مسيحيين بالإسم، وفي حقيقتهم يهوداً ، وقد مارسوا وأتموا ناموس موسى الأدبي والطقسي واعتبروه ملزماً لهم ، وأنه لازم للخلاص ، ولم يفهموا المسيحية على أنها ديانة عامة مسكونية جديدة متحررة من الناموس القديم ومن هؤلاء «أبيون» الذى عاش فى القرن الأول بعد خراب أورشليم الذى ارتأى أن السيد المسيح ولد من يوسف ومريم ولادة طبيعية ، وامتاز عن البشر بالفضيلة والطهارة وأنه لا يكفى الإيمان به للخلاص، بل ينبغى أن يتحد بإتمام الختان وحفظ يوم السبت ،وتبعه كثيرون، وكان يقدم لأتباعه الخمير الصرف والفطير، حتى قيل أنه لما ذهب إلى روما أخذ معه هذه العادة عند اسكندر أسقفها نحو سنة ۱۲۰م. كما انتشرت هذه الأفكار في فلسطين والأقطار المجاورة والمراكز التي تشتت فيها اليهود بعد خراب أورشليم، وقد أشار إليهم بولس الرسول ( الأخوة الكذبة » ( ٢ كو ١١ : ٢٦ وغل ٢ : ٤ ) . وقد أقلقوا سلام الكنيسة وبخاصة في أنطاكية وغلاطية وقاوموا قانونية رسوليته وتعقبوه من مدينة لأخرى . « والأ بيونيون » إسم عبراني ( أبيونيم) تعنى فقراء أو مساكين وهذه التسمية إما أنهم أطلقوها على أنفسهم لينالوا الطوبي التي أعطاها السيد المسيح للمساكين بالروح وإما أطلقها عليهم المسيحيون لأنهم فقراء ومساكين في أفكارهم المنحرفة ، وقد انتشروا في فلسطين والأقطار المجاورة وامتدوا إلى روما وإلى جميع مراكز الشتات، والأبيونية بدعة ظهرت في أيام المسيحية الأولى لكنها لم تصبح مذهباً له أتباع إلا فى أيام حكم الإمبراطور تراجان ( ٢ ٥ - ١١٧م) . والأ بيونيون فريقان : ۱ - متزمتون : يحفظون ناموس موسى حفظاً حرفياً و يقدسون السبت، و يعتبرون الختان لازماً للخلاص، وأوجبوا على المسيحيين حفظ الناموس القديم كشرط لخلاصهم، ومن جهة إيمانهم في المسيح فقد أنكروا لاهوته وأزليته، ورفضوا اعتباره اللوغوس أو كلمة الله وحكمته ، كما أنكروا ميلاده المعجزى من العذراء مريم واعتبروه إنساناً عادياً كسائر البشر ولد حسب الطبيعة من يوسف ومريم ، وأنه هو النبى الذى تنبأ عنه موسى، ورفضوا الإعتقاد بأن المسيح خضع للموت ، ولكنهم اعتقدوا أن المسيح سيأتي ثانياً في مجد ملكي وأنه يعد لنفسه ولأتباعه لاسيما من أتقياء اليهود ملكاً ألفياً على الأرض . ۲ - معتدلون : يحفظون الناموس اليهودي لكنهم لا يلزمون الجميع به ، ولا يتعصبون ضد من يرفضون حفظه وكانوا يحتفلون بيوم الأحد، ولا يعترضون على ميلاد المسيح المعجزى من العذراء بغير زواج وعلى آلامه وموته ، وإن كانوا يشتركون مع المتزمتين في إنكار لاهوته وأزليته مذكرة الأنبا غريغوريوس أسقف عام البحث العلمي - ۱۹۷۲ - الكلية الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس ) .
المزيد
06 مارس 2024

المسيحية ديانة قوة

إن ما تدعو إليه المسيحية من وداعة وتواضع، لا يعني مطلقًا أنها ديانة ضعف، بل ديانة قوة فالكتاب يصف المؤمنين بأنهم "كسهام بيد جبار" (مز 120: 4)، ويقول عن الكنيسة أنها "جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش بألوية (أي من عدة لواءات)" (نش 6: 10) هذه القوة من عمل الروح القدس في المؤمنين لهذا قال لهم الرب "ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم. وحينئذ تكونون لي شهودًا" (أع 1: 8) ولهذا يقول الكتاب "وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع، ونعمة عظيمة كانت على جميعهم" (اع 4: 23).. كان "ملكوت الله قد أتى بقوة" إن قمة القوة في المسيحية تبدو في قول الرسول "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" ويقول أيضًا عن القوة في الخدمة "أتعب أيضًا مجاهدًا بحسب عمله الذي يعمل في بقوة" (كو 1: 29) إنها قوة على الرغم من المقاومات، فيقول الرب لبولس "لا تخف بل تكلم ولا تسكت. لأني أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤذيك" (أع 18: 9، 10) بل هي قوة على جميع الشياطين بسلطان فعندما أرسل السيد المسيح تلاميذه "أعطاهم قوة وسلطانًا على جميع الشياطين" (لو 9، 1). ونحن نشكره في صلواتنا لأنه "أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو"المسيحيون أقوياء، لأنهم صورة الله، والله قوى والسيد المسيح على الرغم من وداعته واتضاعه كان قوي. قيل عنه "تقلَّد سيفك على فخذك أيها الجبار. استله وانجح واملك". كان قويًا "وكانت قوة تخرج منه" (لو 6: 19) "الله لبس القوة وتمنطق بها"، "صنع قوة بذراعه". أظهر قوته بآيات وعجائب "يمين الرب صنعت قوة"والقوة في المسيحية قوة لها طابع روحي قوة في الانتصار على الخطية والعالم والشيطان، قوة في الاحتمال، قوة في العمل وفي الخدمة، قوة في الشخصية وتأثيرها وقيادتها للآخرين، قوة في الدفاع عن الإيمان قوة بعيدة عن أخطاء العنف والاعتداء وقهر الآخرين. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
05 مارس 2024

جوهر الصوم

"ما ألذُّ وأطيب خبز الصوم لأنه معتوق من خمير الشهوات "القديس نيلُس كلمة صوم هي كلمة عبرية الأصل؛ צום (تس وم)، والصوم في معناه اللُّغوي هو الانقطاع عن الطعام، إلاّ أن المعنى الروحي للصوم يترجّى الحواس والقلب والذهن، هو صوم الكيان الإنساني بجملته بحثًا عن الله بعيدًا عن مجاذبات المادة التي تحيط بنا حتى في صميم أجسادنا الترابيّة. وقد يعتقد البعض أن الصوم ينحصر في التوقف عن الطعام أو في تغيير نوع الطعام!! إلا أنه، في جوهره، يبدأ بتوقف حركة الطعام، ليتهيّأ الجسد للدخول في عباءة الروح السابحة نحو الله؛ فالروح لا تنطلق بمعيّة الجسد الممتلِئ والمنغمس في طلب غذاءه، ولكنها تنطلق حينما يُخضِع الروح، الجسد، في رحلة الأبدية ولقد صام المسيح على الجبل قبل البدء في خدمة الخلاص والفداء العلنيّة، وهذا لكيما يرشدنا إلى نقطة البداءة في أي عمل يتطلّع للأبدية ويسعَى للملكوت، فالمسيح لم يكن في حاجة جسديّة للصوم، وذلك لنقاوة روحه الإلهيّة التي لم تنفصل عن الجوهر الإلهي، وبالتالي لم تتدنّس بالميل للتراب والتلوث بالشهوة ولكن كان صوم المسيح، بجانب حمله للبشريّة في جسده الصائم، كما تحدث الكثير من الآباء، هو بمثابة درس تعليمي لمن يريد أن يخطو أولى الخطوات بالروح، ولمن يريد أن يضع يده على المحراث في تلك الرحلة التي تمتد بمدى الحياة في الجسد ولقد أدركت الكنيسة ذلك الدرس الأولي والبدائي، في الحياة بالروح، وقنّنت الصوم وجعلته موسميًّا، لكي تستحث المسيحيّين لتذوق دسم الصوم بعيدًا عن دسم الغذاء، وأيضًا لكي تحيي حياة الشركة بين أعضاء الكنيسة، حينما يقولون بفمٍ واحد “لا للمادة” و“نعم للروح”، هنا تصبح الشركة في الكنيسة ليست مفهومًا نظريًّا ولكن واقعًا يظهر في التوقُّف الجماعي عن الطعام، واستبداله بالصلاة، غذاء الروح إنَّ الصوم هو صرخة يطلقها الجسد المتألّم بالخطيئة، حتى تتدخّل الروح، برفع أيديها العقليّة إلى السماء، لينزل سكيب الطهارة والنقاوة -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- ليغمر الجسد والروح معًا.. فالإنسان ليس كيانًا مجزَّئًا، يمكنه أن يتطهّر في الروح بينما يبقَى الجسد متدنسًا خاطئًا مائتًا!! كما لا يمكن للجسد أن يتطهّر بمعزل عن الروح، فالإنسان كيانًا متكاملاً يسعَى بجملته للأبديّة، بالجسد وبالروح والصوم يمنحنا القدرة على التفطُّن والتيقُّظ لتلك الحرب التي تدور أحداثها على أرض قلوبنا الداخليّة، ذلك الصراع القائم بين روح الله وروح العالم، بين صورة الله وصورة إبليس، بين منطق الزمن ومنطق الأبديّة هنا ويبقَى الصوم هو الوقت المثالي الذي نستطيع فيه أن نرتحل داخل ذواتنا حاملين مصباح الروح بحثًا عن الزوان الذي بذره الشيطان على أرضيّة قلوبنا ونحن سكارى بالطعام والشراب واللّذة ندخل حاملين كلمة الله، لكيما تُنَقِّي ذلك الحقل الداخلي، ونحن في صلاة، تترجّى التطهُّر من رائحة الدنس، التي تفوح من جذور الخطيئة المتعفّنة في تربة قلوبنا وحينما نصوم فإننا نُفقِد نبتة الشر والخطيئة، الضاربة قلوبنا، قوَّتها، فيسهل على الروح انتزاعها من جذورها، باذرًا عوضًا عنها، بذار السلام السمائي الذي هو عربون ملكوت السموات الصوم هو رياضة روحيّة لترويض الغرائز قبل أن يكون عمل جسدي يستهدف البطن!! فهو بمثابة السكين الباتر لأجنحة الغرائز والتي تريد أن تتحكّم في مسيرة الإنسان وتصيّره عبدًا لمتطلباتها؛ فالجسد يريد أن يأكل ويشرب ويمرح دون حدود وضوابط، يتعدّى احتياجه الطبيعي في محاولة مستمرّة لاستدامة اللّذة بإعطائها ما تنشده على الدوام وهذا يؤول في النهاية إلى ضمور في قوى الإنسان الروحيّة التي تنمو فقط من خلال ضبط الجسد وتقنين حاجته حسب الطبيعة وليس حسب اللّذة في النهاية يجب أن تدرك أنّ الصوم ليس عملاً بطوليًّا، بل هو نعمة إلهيّة، نقرع باب مراحم الله حتى نتأهّل لها، من أجل كسب جولة هامة وأساسيّة في معاركنا الروحيّة؛ ألا وهي ضبط الجسد كمدخل لضبط الذهن والقلب. ولكن الصوم إن تحوّل إلى جهد ذاتي صرف، فإنه يقود الشخص للكبرياء والشعور بالتفوّق والتميُّز عن الآخرين، وهو شعور يبتعد بالإنسان بعيدًا عن مساكن الروح، ويجعله يحيا خدعة العبادة من خلال الصوم، وهو في واقع الأمر يتعبّد لذاته لذا فإنّ الصوم والصلاة يجب ألا يفترقا؛ فالصوم مدخل لضبط الحواس والقلب والذهن، والصلاة مدخل لرفع الصوم كذبيحة مقبولة أمام الله، لأنها نابتة من بين وديان التواضع والوادعة والشعور بالاحتياج والمعونة دنس قلوبنا، فلنطهره بالمحبة بواسطة الصلاة والصوم والأعمال اللائقة عن إبصالية واطس (للأربعين المقدسة) أبونا الراهب سارافيم البرموسي
المزيد
04 مارس 2024

ذبيحة الصوم

ما هو تعريف الصوم؟ الصوم هو انقطاع عن الطعام لفترة من الزمن، وبعد ذلك نأكل أكلاً بسيطًا خاليًا من الدسم الحيواني من هذا التعريف البسيط يتّضح لنا أنّ الصوم ليس مجرد تغيير بعض الأطعمة الحيوانيّة بأخرى نباتيّة، ولكنّه أولاً انقطاع عن الأكل، وإمساك البطن جيّدًا، وضبط شهوة الطعام فينا. لماذا نُسمِّي الصوم ذبيحة؟! لأنّنا كما أنّنا نقدِّم في عبادتنا لله ذبائح روحيّة مثل الصلاة والتسبيح والعطاء وطاعة الوصيّة، فإنّ الصوم أيضًا هو ذبيحة حُبّ روحية، فيها تضحية عظيمة المقداربمعنى أنّه: 1- في الصوم يذبح الإنسان إرادته الشهوانية ناحية بعض الأطعمة المُحبّبة اللذيذة، التي تجعله أحيانًا يغرق في الجسديات. 2- في الصوم يقدّم الإنسان جزءًا من لحمه ذبيحة للمسيح، فمثلاً: قد يبدأ الصيام بوزن معيّن لجسده، وينتهي من الصيام بوزن أقلّ! فكأنّه من أجل محبته للمسيح يكون قد قدّم له بعضًا من لحمه كذبيحةٍ له! 3- الصوم يساعد على ضبط الجسد؛ فتستطيع الروح أن تنطلق، وتنتعش، وتنمو. ما هي فوائد الصوم في حياتي؟! 1- يدرّبني على ضبط النفس، وهي صفة هامة ومفيدة، إذ تحميني من كثير من الأخطاء والأخطار، وتجعلني محبوبًا، قويًّا، متعفِّفًا، وناجحًا في أعمالي. 2- يعلمني الصبر وهي صفة أساسية ولازمة للخلاص، فالذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص (مت13:24)، والذين يصمدون في الإيمان، ومحبة المسيح إلى النهاية هم الذين سينالون الفرح، والمجد الأبدي. 3- يحفظني من الشَرَه، والنَهَم، وهي عادات مُضِرَّة، ومكروهة. 4- هو شركة آلام مع المسيح.. فألم الجوع والحرمان هما تَقدِمَة ومشاركة حُبّ بسيطة مع الربّ يسوع في آلام صليبه وإن كنا نتألم معه فبالتأكيد سوف نتمجّد معه (رو17:8). 5- يعطيني الفرصة أن أنطلق بروحي مع ضبط جسدي بالصوم وعندما تنطلق الروح بالصلاة والقراءة والتأمُّل تتمتع بالمسيح أكثر فيمتلئ قلبي بالسعادة إذ تتحقق فيّ كلمات الإنجيل؛ أنّ "اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام" (رو6:8). 6- يمنحنّي قوّةً وانتصارًا على عدو الخير فالصوم مع الصلاة قوّة ضاربة ضدّ الشيطان وحروبه كما علّمنا ربّنا يسوع المسيح أنّ جنس الشياطين لا يتمّ التغلُّب عليه إلاّ بالصوم والصلاة (مت17: 21). كيف أقدم ذبيحة الصوم؟ 1- المحبة هي الأساس أضع محبّة المسيح أمام عينيّ، وأحتمل من أجله الجوع، والعطش، وأقدّمهما ذبيحةً له. 2- فترة الانقطاع هي عنصر رئيسي في الصوم أحتاج أن أتفق عليها مع أب اعترافي، وألتزم بها. 3- من المهم الانتباه لصوم الفم واللسان والفكر والحواس عن الخطيّة وليس فقط صوم البطن. 4- الأصوام الكنسية بركة كبيرة لا ينبغي أن أهملها أبدًا بأيّ حُجّة تافهة. 5- من الضروري أن يكون الصوم مصحوبًا أيضًا بالصلاة، والتغذية الروحيّة بوجه عام، من قراءة وقُدّاسات وتسابيح.. الصوم والصحّة الجسديّة: مؤكَّدٌ إنجيليًا وعِلميًا أن الصوم ليس عملاً من أجل الصِّحّة الجسدية! فداود النبي يقول"ركبتاي ارتعشتا من الصوم، ولحمي هُزِلَ عن سِمَنٍ" (مز24:109) "أَذللتُ بالصوم نفسي" (مز13:35) "أبكيتُ بصوم نفسي، فصار ذلك عارًا عليَّ" (مز10:69). ومعروفٌ عِلميًا أن الطعام الصيامي يفتقر إلى بعض الأحماض الأمينية الأساسية Essential Amino Acids التي لا توجد إلاّ في البروتين الحيواني.وعلى هذا فالصوم حقيقةً يُضعِف الصحّة بمقدارٍ ما، ويجب أن نكون على وعيٍ بهذا ولكن، هذا الأمر يكون مُزعِجًا فقط للجسدانيين، الذين ينظرون للصوم كعمل جسدي فقط، وليس عملاً روحيًا وذبيحة حُبّ نقدّمها للمسيح الصوم هو عمل محبّة من الدرجة الأولى، وجانب لذيذ من تذوُّق الصليب في حياتنا فنحن نصوم ونقدِّم أجسادنا كذبيحة طاهرة، لكي نُحسَب أهلاً أن نَحمِل في جسدنا إماتة الربّ يسوع، وبالتالي تظهر حياة يسوع مُشرقةً في جسدنا المائت (2كو4: 10-11) لذلك ما أجمل أن ينتهي الصوم بالتناول من الأسرار المقدّسة، فبالشّركة في الجسد والدم الطاهرين تَكمُل ذبيحتنا ويُتوَّج بذلنا، بهذه الشركة المجيدة مع المسيح المذبوح لأجلنا، الذي ذُبِحَ واشترانا لله أبيه (رؤ5: 9) ما أروع أن يكون الحُبّ متبادَلاً بهذه الصورة! القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء بشيكاجو.
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل