المقالات

21 سبتمبر 2025

إنجيل قداس الأحد الثانى من شهر توت لو 10 : 21 - 28

"و في تلك الساعة تهلل يسوع بالروح و قال احمدك ايها الاب رب السماء و الارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء و الفهماء و اعلنتها للاطفال نعم ايها الاب لان هكذا صارت المسرة امامك و التفت الى تلاميذه و قال كل شيء قد دفع الي من ابي و ليس احد يعرف من هو الابن الا الاب و لا من هو الاب الا الابن و من اراد الابن ان يعلن له و التفت الى تلاميذه على انفراد و قال طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه لاني اقول لكم ان انبياء كثيرين و ملوكا ارادوا ان ينظروا ما انتم تنظرون و لم ينظروا و ان يسمعوا ما انتم تسمعون و لم يسمعوا و اذا ناموسي قام يجربه قائلا يا معلم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية فقال له ما هو مكتوب في الناموس كيف تقرا فاجاب و قال تحب الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل قدرتك و من كل فكرك و قريبك مثل نفسك فقال له بالصواب اجبت افعل هذا فتحيا". يعوزك شيء واحد وفيما هو خارج إلى الطريق ركض واحد وجثا وسأله أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لارث الحياة الأبدية ؟ فقال له يسوع أنت تعرف الوصايا لا تزن لا تقتل الخ فاجاب وقال يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثي فنظر إليه يسوع وأحبه وقال له يعوزك شيء واحد أذهب وبع كل مالك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعنى حاملا الصليب فاغتم على القول ومضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة ثم قال الرب للتلاميذ ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله . سؤال للغنى : ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ ان هذا الشاب على ما يبدو مهتم بحياته الابدية وميراث الملكوت فتراه يركض ويجثوا أمام الرب يسوع ويسأل كيف يرث الحياة الأبدية ؟ ولكن يسوع يمتحن قلب الذين يطلبون الملكوت وكثيراً ما يجيب على سؤالهم بسؤال ولكن سؤال يسوع ليس لعدم معرفته بأحوالنا ، ولكنه يدخلنا مباشرة إلى النور والطريق المؤدى إلى الحياة ويشجعنا لكي تدخل فيه فالرب يسوع يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون وهو لا يشاء موت الخاطى ولا يسر بهلاكه . بل ان الفتيلة المدخنة والقصبة المرضوضة لها رجاء عنده . سؤال يسوع : أنت تعرف الوصايا : لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تسلب وأكرم أباك وأمك العجيب جداً أن الرب يسوع لم يذكر له الوصايا من أولها و تحب الرب إلهك من كل قلبك الخ إن الرب في حنانه يساله أولا عن الوصايا التي يعرفها والوصايا التى يحفظها وعندما أجاب الشاب بالايجاب نظر إليه الرب نظرة مملوءة حب ، نظرة تشجيع قائلا : يعوزك شيء واحد أذهب وبع كل أملاكك وأعط الفقراء ، فيكون لك كنز في السماء وتعال أتبعنى حاملا الصليب وهنا يكشف الرب أمراً في غاية الأهمية والخطورة :ماذا تنفع الوصايا بدون محبة الله من كل القلب ؟ قد يقول واحد "اللهم انى أشكرك انى لست مثل سائر الناس الخاطفين والظالمين والزنا أصوم مرتين كل أسبوع وأعطى عشراً من كل أموالى ؟ و لكن يا عزيزي هل تحب الله من كل القلب ؟ ما هي علاقتك الشخصية بالله هكذا قال الرب لهذا الشاب يعوزك محبتى من كل القلب أذهب أفعل هذا فمضى حزيناً لأنه كان يحب آخر؟ يحب العالم ، يحب المال من أراد أن يكون محباً للعالم فقد صار عدواً لله اني أؤثر يا ربى أن أكون فقيراً من أجل حبك على أن أكون غنياً بدونك أختار التغرب معك على الأرض أفضل من امتلاك السماء بدونك . هناك نوع من المعرفة الكاذبة للوصايا الإلهية معرفة عقلانية مثل إنسان يحفظ وصايا المسيح عن ظهر قلب . ويناقش في الأمور الروحية ، ويتخيل في نفسه أنه يعرف الإنجيل بينما هو مرتبط بمحبة المال ، محبة العالم ، محبة الشهوات لمثل هذا الإنسان يقول الرب يسوع يعوزك شيء واحد أذهب وبع وتعال أتبعنى حاملا الصليب ان هذا الشاب لا يزنى ولا يقتل ولا يسرق ويكرم أباه وأمه فماذا يطلب منه الرب أكثر من هذا ؟ ألا يستحق مثل هذا الشاب التقى في عيني نفسه وفي عيني المجتمع أن يدخل الملكوت ؟ لو وجد مثل هذا الشاب في مجتمعنا الآن لمدحه الجميع من أجل أخلاقياته ومن أجل استقامته و لكن الملكوت لا يوهب من أجل الأخلاق ، ولكنه يعطى للمحبين لله من كل القلب ومن كل النفس ومن كل القدرة . هذا الأساس يجعل الفريسى الذى يصلى إلى الله ويصوم مرتين في الاسبوع ، مستحقاً للسكوت ولكن الرب يسوع يطالبنا بالوصية الأولى والعظمى ، تحب الرب إلهك من كل القلب ومن كل الفكر ومن كل القدرة وبدون هذه الوصية يصير كل شيء باطلا هناك أمثلة كثيرة طلب الرب إليهم أن يعملوا أموراً خارقة و فائقة للطبيعة فعملوها بفرح ووصلوا إلى ملكوت الله موسى أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله ، حاسباً عار المسيح عنده غنى أفضل من كل خزائن مصر ابراهيم قال له الله سر أمامى وكن كاملا فسمع الصوت الإلهى وأطاع و لما قال له الله اترك أهلك وعشيرتك ، خرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي و لما قال له الله خذ ابنك وحيدك الذي تحبه و قدمه لى محرقة على الجبل الذي أعلمك به قام باكراً وقدم ابنه ولم يمسك ابنه الوحيد ولاوى قال له الله اتبعنى فقام من مكان الجباية وترك كل شيء وتبع الرب وهكذا بقية التلاميذ وتركنا كل شيء وتبعناك ،أما هذا الشاب فعندما قال أذهب وبع أملاكك واعط للفقراء فاغتم على الفور ومضى حزيناً . أين ما كان يبدو من اهتمام من أجل الملكوت ؟ لقد كان يركض ويجثو على ركبتيه أمام المخلص ويسأل بلهفة . و لكن عندما طلب منه أن يبذل شئ من أجل الملكوت اغتم هو يريد أن يحصل على الملكوت ولا يريد أن يبذل من أجل الملكوت .يريد أن يأخذ ولا يريد أن يعطى .مع أن ملكوت المسيح هو "الغبطة في العطاء أكثر من الأخذ " القديس العظيم الأنبا أنطونيوس سمع هذا الفصل من الإنجيل فى القرن الرابع ، فمضى على الفور وباع كل ما كان له ( ٣٠٠ فدان من أجود الأرض ) . ومع أن الشاب الذي سمعها لم تنفعه الكلمة . ولكن القديس أنطونيوس قبلها بفرح وخبأها في قلبه وخضع لناموسها ونفذها بشجاعة فرفعته الكلمة الإلهية إلى فوق وصار من أكبر القديسين الذين أرضوا الرب . اتبعني حاملا الصليب. هذا هو ملكوت المسيح الحقيقي ، وطريق الخلاص الذي يرفضه كثيرون ، لأن البعض يرسم صورة خيالية للملكوت ويطلبون راحتهم ومتعتهم ويتصورون الملكوت فرصة للذات البشرية وللتمتع ولكن ملكوت المسيح يبدأ بإنكار الذات و صلب الذات فنحن في المسيح نموت لنحيا حياة أبدية ونصلب معه لنقوم فيه ونسلك فى الحياة الجديدة الذين لا يقبلون صلب المسيح لا يكون لهم نصيب في مجده و قيامته، ومن الأمور اليقينية أن غنى هذا الشاب صار صخرة عثرة أمام خلاصه لقد صار غناه ترف ورفاهية وتلذذ وشهوات وما أبعد هذا الطريق عن الصليب ما أحوجنا إلى الصليب الذي يضع حداً لطغيان الأمور العادية في حياتنا ويسمر إنساننا العتيق ويصلبه فنتحرر من كل رباطات وعبودية هذا العالم ونختبر حرية مجد أولاد الله . المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
20 سبتمبر 2025

مشيئة الله

من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية بركاته على جميعنا آمين ” لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة “ ( رو 12 : 2 ) كيف أعرف مشيئة الله ؟ أولاً سمات مشيئة الله :- 1- مشيئة الله صالحة :- كلمة " صلاح " في الكتاب المقدس وردت بأكثر من معنى إما إنها شئ حسن وباليونانية تُدعى" كيلوس " أي الخير النسبي وهناك معنى آخر بإنه شئ حسن جداً لطف أو وداعة وصاحبه لا يأذي ولكنه لا يُقدم عمل إيجابي وهناك معنى ثالث وهو " أغاثوس " أي الصلاح المُطلق أو الخير الإيجابي العطاء الذي بلا حدود ولا يتوقف على الآخر وهذا النوع من الصلاح هو المقصود بالنسبة لحديثنا عن الله فإنه صالح رغم تعدياتنا تُضئ بشمسك على الأبرار والأشرار وتُضئ على كل المسكونة وعندما تُعاقب فإنك تُعاقب من أجل النجاة والخلاص إن الله إرادته صالحة دائماً ولا تتوقف على شرك أو خطيتك يريد الله أن يقودنا إلى ينابيع الفرح إنه يريد أن يسدد كل احتياجاتنا . 2- مرضية :- الرضا هو كمال القبول أي تعطينا قدر من الفرح والكفاية والسرور ولا تجعلنا نحتاج إلى شئ آخر إن مشيئة الإنسان عاجزة جداً أن تُرضي الإنسان فتجد الإنسان غير راضي عن حياته لكن مشيئة ربنا تعمل للإنسان إرضاء كامل حتى ولو كانت مؤلمة وإن وُجِد إنسان غير راضي ذلك لأنه لا يوقن أنه خاضع لإرادة الله وهذه سمة من سمات المجتمع وعليك أن تعرف أن الرضا من سمات الفردوس يجب أن يكون هناك إيمان كامل بأن الله جعلني في هذا الوقت في هذه الظروف كجزء من خطة خلاصي . 3- كاملة :- الله يهتم بالكل أيضاً يهتم بالروحيات كما يهتم بالجزئيات إن مشيئته كاملة وتعطي اعتبار لكل الأمور ولا تجعل في الإنسان أي عجز أو احتياج . 4- مباركة : مشيئة الله تعطي بركة للإنسان في حياته وتُزيد على النمو الروحي ومن انسكاب نعمة الله وتُزود من تودُّده من الروح القدس عدم الرضا يأتي بتمرد ثم عصيان ثم الفراق عن الله ولكن الإقتراب إلى الله يأتي بفرح وسلام وشبع وسرور وبركة بركة الله تُنمي في الروح وتُزود علاقتك بالله يجب أن تعرف أن كل ظروف حياتك بسماح من الله لجلب البركة جميل أن تقول له " يارب أقدم لك إرادة حياتي من أجل أن تقودني أنت " . ثانياً قنوات مشيئة الله :- 1- الإنجيل ( كلمة الله ) :- عن طريق كلمة آية موقف ستجد الإنجيل يسندك ويؤيدك القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ” إن الجهل بالكتاب المقدس هو علة جميع الشرور “ فكلمة ربنا هي التي تُحكِّمك للخلاص ويقول ” سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي “ ( مز 119 : 105) فالإنجيل هو من أهم قنوات الإرشاد الإلهي في القراءة اليومية ستجد كلمة توقفك أو تُعزيك أو تسندك جميل أن تقول لربنا ” برأيك تهديني “ ( مز 73 : 24 ) وفي رسالة تيموثاوس الثانية يقول ” تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تُحكِّمك للخلاص “ ( 2تي 3 : 15) ينبغي التركيز أيضاً في قراءات الكنيسة للحصول على المشورة فالإنجيل يُخاطبكم بما تستريحوا إليه فالإنجيل هو رسالة الله لنا وعلينا أن نستوعبها . 2- روح الصلاة :- لا تفعل شئ في حياتك بدون الصلاة أُطلب في الصلاة أن الله يُحقق إرادته في حياتك قل له” تكلم يارب لأن عبدك سامع “ ( 1صم 3 : 9 ) إحذر من المشورات الخاصة ولا تخضع لفكرك بل لإرادة الله إن صوت الرب صوت وديع وهادي ما أجمل ما قيل في سفر أرميا النبي عندما أخذ وعد على نفسه أن لا يُنادي باسم الرب بسبب رفض الناس لكلامه ولكن الله لم يتركه فوجدناه يقول ” قد أقنعتني يارب فاقتنعت وألححت عليَّ فغلبت “ ( أر 20 : 7 ) جاء هذا من روح الصلاة روح الصلاة تعطينا فهم ووعي عند الخضوع لكلمة الله يعطينا الله هذا الوعي مثل ما حدث مع إيليا النبي فقط هيئ أُذنك للسمع أُطلب من الله أن يعطيك تأييد لإرادته وسماع صوته . 3- الشهادة الداخلية :- أي تشعر بسلام ورضاء وفرح شديد جداً داخل قلبك تجاه عملٍ ما فهي علاقة داخلية أن ضميرك وقلبك الذي يسكنه روح الله راضي وسعيد وشاكر حتى أن في سفر يهوديت يقول ” يؤيد كل مشورة قلبك “ ( يهوديت 10 : 8 ) ولكن يكون القلب قد صلى وخضع لمشورة الله ” ليس لك مُشير أنصح منه “ ( سيراخ 37 : 17) من يقود الله حياته يشعر برضى كامل وفرح كامل في سفر العدد يقول ” فماً إلى فمٍ وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز وشِبه الرب يُعاين “ ( عد 12 : 8 ) الله يتحدث إلى موسى مباشرةً الله الذي سكن داخلنا سيُحدثنا داخلنا شهادة داخلية القلب فرحان والعقل مقتنع نحن في عهد النعمة والله سكن فينا وهذا هو امتياز المؤمنين أن يحدثنا الله بطريقة مباشرة . 4- الإرشاد الروحي :- كل النقاط السابقة ينبغي أن تُعرض على المرشد الروحي أب الإعتراف في سفر الأمثال يقول” المقاصد تُثبَّت بالمشورة “ ( أم 20 : 18) الله إستودع كلمته وفكره في الإنجيل وعندما أُخضِع فكري في الإنجيل بهذا بخضع فكري لفكر الله الله آمِّن الكنيسة على فكره ولذلك ينبغي أن أراجع فكري على الكنيسة والكنيسة تعلمنا أن نطيع مُرشدينا من عاش بلا مدبر لا تكون له سلامة ويقول الكتاب ” حيث لا تدبير يسقط الشعب أما الخلاص فبكثرة المُشيرين “ ( أم 11 : 14) راجع فكرك مع أب الإعتراف بطاعة وإخلاص أُطلب صوت الله بروح تضرع نرى بولس عندما ذهب لاستشارة باقي الرسل بكل وداعة لمراجعة الإنجيل يقول ” لما سرَّ الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمتهِ أن يُعلن ابنه فيَّ لأُبشِّر به بين الأمم للوقت لم أستشر لحماً ودماً “ ( غل 1 : 15 – 16) . ثالثاً تحذيرات :- 1- التشاؤم :- هناك آية صريحة في الإنجيل تقول ” لا تتفاءلوا ولا تعيفوا “ ( لا 19 : 26 ) . 2- القرعة :- أُسلوب لا يتفق مع العهد الجديد في مشورة الله قصة القرعة كبيرة جداً في الكتاب المقدس ولكن في العهد القديم . 3- مشورة الأشرار :- السحرة والدجالين وخلافه . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
19 سبتمبر 2025

تجويد التعليم الكنسي

تشمل منظومة الخدمة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ثلاث ركائز أساسية هي: “التعليم – التكريس – الرعاية”، وهذه الثلاثة مترابطة وغير منفصلة عن بعضها في العمل الكنسي لتكميل وتجميل الخدمة الكنسية. إن “المعلم والمكرس والراعي” يجب أن يكونوا في المتقدم إلى العمل الكنسي ولكن بنسب متفاوتة، فمثلاً خادم مدارس الأحد يكون معلمًا بمقدار ومكرسًا ساعات من وقته بمقدار وراعيًا لمن يخدمهم بمقدار.. وهكذا خادم الشباب والأب الكاهن والأب الأسقف والراهب الكاهن، ويأتي نجاح هذه المنظومة عندما تتم في إطار إداري مؤسسي منضبط وفعال. أود في هذا المقال الحديث عن الركيزة الأولى “التعليم”: وخاصة تجويد التعليم الكنسي على كل مستوياته في فصول مدارس الأحد واجتماعات الشباب وعظات العشيات والقداسات والنهضات ومحاضرات المؤتمرات والخلوات وفصول إعداد الخدام امتدادًا إلى التعليم الرسمي في الكليات الإكليريكية والمعاهد الكنسية على تنوعها الدراسي لاهوتيًا واجتماعيًا. ويضاف إلى ذلك المناهج التي تُقدم وتُدرس وكيف يتم تجويدها باستمرار وفقًا لاحتياجات كل قطاع خاصة ونحن نعيش في زمن متسارع بصورة غير مسبوقة في النواحي التكنولوجية والرقمية والذكاء الاصطناعي وكل ما هو جديد في العالم يظهر كل يوم وكل ساعة لقد كانت مدرسة الإسكندرية التي أسسها مارمرقس الرسول في كرازته في الإسكندرية وقبل استشهاده هي اللبنة الأولى في التعليم الكنسي، ويقول العلامة إكليمنضس السكندري: “لقد صاغ الآباء التعليم باستنارة الروح القدس مع الاستفادة الناتجة من دراستهم الفلسفية والأدبية والعلمية التي كانت سائدة في عصرهم واكتسبوها وتعلموها لكي يتواصلوا مع العالم المحيط بهم”. وهكذا امتد التعليم عبر آباء الكنيسة في كل أقوالهم وكتاباتهم وشروحاتهم، وقبل كل ذلك في حياتهم وسيرهم. وصارت مهمة التعليم الكنسي تولد في الكنيسة أي من خلال الليتورجيا ونظام الصلاة الجماعي والشخصي، وتمتد من جيل إلى جيل ليس على مستوى التاريخ بل على مستوى الحياة لأنه كما يقول سفر الأمثال: “بِلاَ رُؤْيَا يَجْمَحُ الشَّعْبُ” (أم 29: 18) وإذا قمنا برسم خريطة للمعاهد والكليات الكنسية المنتشرة بين ربوع كنائسنا في مصر وفي الخارج سنجد الصورة كما يلي: الكلية الأم بالأنبا رويس القاهرة منذ 150 سنة، وأعيد تأسيسها عام 1893م في حبرية البابا كيرلس الخامس ولها قسم مسائي تأسس عام 1946م. وهذه هي الفروع: الإسكندرية (1972م) وأيضًا مركز تيرانس (2015م) طنطا (1976م) المنوفية (1977م) شبرا الخيمة (2000م) دمنهور (2002م) بورسعيد (2003م) المحلة (2005م) كما يوجد عدد من الفروع في الوجه القبلي: الدير المحرق (1973م) المنيا (1976م) البلينا (1976م) الأقصر (2004م) وكذلك توجد عدد من الكليات خارج مصر: جيرسي سيتي (1989م) لوس أنجيلوس (1989م) (حاليًا ACTS) سیدني (1982م) ملبورن (2001م) (حاليًا كلية القديس أثناسيوس) إنجلترا (1997م) أكاديمية Teach (2020م) ألمانيا ( 2006م) ويمكن أن نضيف إلى هذه القائمة مراكز كنسية أخرى تابعة للكنائس والإيبارشيات وأيضًا بعض المراكز بجهود شخصية مثل مركز دراسات الآباء، مدرسة الإسكندرية-… إلخ.كما يوجد معهد الدراسات القبطية ومعهد الرعاية والتربية ومعهد المشورة-.. إلخ ومعنى ذلك أننا أمام خريطة واسعة في التعليم الكنسي تحتاج أن تعمل بمعايير الجودة والإتقان والفعالية، وهذا يتطلب جهدًا كبيرًا من الجميع، أساتذة ومختصين ومحاضرين جامعيين في الإدارة والتعليم ومراقبة الجودة تحت إشراف الآباء الأساقفة والكهنة ويوجد لنا في المجمع المقدس لجنة الإيمان والتعليم كإحدى اللجان المجمعية وأعضاؤها كلهم من المطارنة والأساقفة وتشرف على سلامة التعليم والاعتراف الكنسي بالكليات والمعاهد الجديدة. كما أصدر المجمع المقدس في عام 2014م لائحة الأكاديمية اللاهوتية لتكون إطارًا محكمًا لعمل الكليات والمعاهد الكنسية بأسلوب علمي وأكاديمي. ونشرت هذه اللائحة حتى تقوم كل كلية أو معهد كنسي بتوفيق الأوضاع حتى تصير عضوًا في الأكاديمية ولا ننسى أنه في عام 1962م قام القديس البابا كيرلس السادس بسيامة أسقف عام للتعليم في خطوة تاريخية في مسار التعليم الكنسي، وقد صار فيما بعد البابا شنوده الثالث. وكانت هذه السيامة بمثابة عملاً تنظيميًا في التعليم الكنسي في التربية الكنسية وفي الكلية الإكليريكية. وبعدها بخمس سنوات قام القديس البابا كيرلس السادس بسيامة الأنبا غريغوريوس أسقفًا عامًا للدراسات العليا والبحث العلمي والثقافة القبطية مما أثرى العملية التعليمية بصورة أوسع كذلك عقدت الكنيسة عدة مؤتمرات دراسية حول التعليم كان من أشهرها ما عقد في يونيو 2013م وشارك فيه ممثلو معظم الكليات والمعاهد الكنسية القبطية تحت عنوان: بين الواقع والمأمول في المعاهد اللاهوتية أما الآن فنحن نشعر بالاحتياج الشديد إلى ضبط التعليم الكنسي بمعايير الجودة الجامعية والأكاديمية لتصل إلى درجة الاعتماد الأكاديمي، خاصة وأن بعض الكليات في الخارج نالت هذا الاعتماد مثل کلية Acts (لوس أنجيلوس) – أكاديمية تيتش (لندن) – كلية القديس أثناسيوس (ملبورن أستراليا). ولدينا عدة أفكار في هذا الصدد نستعرضها للمناقشة وإبداء الرأي بأوراق بحثية بهدف التجويد والتطوير بالصورة التي نأملها لكل كلياتنا ومعاهدنا: إنشاء مجلس التعليم الكنسي ويتكون من 24 عضوًا حاملي درجة الدكتوراه في تخصصات عديدة ويكون نصف الأعضاء من الإكليروس (أساقفة/ كهنة/ رهبان) والنصف الآخر من العلمانيين (أساتذة رجال ونساء)، ويقوم هذا المجلس بعمل بحثي لترقية التعليم الكنسي بكل مستوياته بطريقة علمية خالصة. مجلس الأكاديمية اللاهوتية يضم ممثلين من كافة الكليات الإكليريكية والمعاهد الكنسية المعترف بها وذلك لتوحيد الجهود ومستويات التعليم وتنشيط الأساليب التدريسية بكافة نواحيها… والإتاحة العلمية لهيئات التدريس. إنشاء كيان كنسي يضم صفوة الأساتذة يقومون بمناقشة الرسائل العلمية الكنسية ويساعدون الشباب والآباء في إعدادهم هذه الرسائل على أسس علمية راقية، كما يقوم هذا الكيان بنشر الرسائل وتبادلها مع الكليات والمعاهد بهدف إثراء العملية التعليمية الكنسية. إرسال واستقبال البعثات الدراسية وتبادلها مع المؤسسات التعليمية بهدف إعداد كوادر معاصرة تتناسب مع تجديد العمل الدراسي والتعليمي في الكليات والمعاهد الكنسية. النشر العلمي الرصين والاستعانة بالمكتبة البابوية المركزية ومركز المخطوطات القبطية الورقية والرقمية والبحث في كنوز الآباء العديدة. الاهتمام والمتابعة الدورية لمعايير الجودة والحوكمة والرقمنة لكل مراحل التعليم الكنسي وعلى كل المستويات حقًا المشوار طويل ولكن يجب أن نسرع فيه بكل قوة حتى يكون لكنيستنا المكانة اللائقة بين كنائس العالم، ونحن نستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوينا (فيلبي 13:4). قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
18 سبتمبر 2025

بدعة نوفاتوس

ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى تحت عنوان " نوفاتوس، طريقة حياتة، وهرطقته " 1 - بعد هذا أنتفخ نوفاتوس، وهو قس فى كنيسة روما، فى عجرفته على هؤلاء الأشخاص كأنه لم يعد لهم أى رجاء فى الخلاص، حتى ولو عملوا كل ما يتصل بالتحديد الحقيقى التقى، ثم تزعم شيعة أولئك الذين فى كبرياء أوهامهم دعوا أنفسهم "كثارى" وهى كلمة يونانية معناها " تقى" 2 - وعلى أثر ذلك أنعقد مجمع كبير جداً فى روما من ستين أسقفاً، وعدد وافر من القسوس والشمامسة، وفى الوقت نفسه تناقش رعاة الأقاليم الأخرى على حدة فى أماكنهم فيما يجب أن يعمل، فصدر قرار بالإجماع بأن نوفاتوس، ومن أشتركوا معه، ومن شايعوه فى رأيه عديم الإنسانية المبغض للأخ، يجب أن تعتبرهم الكنيسة خارجين عنها،، وأنهم يجب أن يشفوا أمثال هؤلاء الأخوة الذين سقطوا فى التجربة، ويقدموا لهم أدوية التوبة. 3 - وصلت إلينا رسائل كرنيليوس أسقف روما إلى فابيوس أسقف كنيسة أنطاكية، تبين ما تم فى مجمع روما، وما رؤى مناسباً فى أعين جميع الذين فى إيطاليا وأفريقيا والأقطار المجاورة، وصلت أيضاً رسائل أخرى كتبت باللغة اللاتينية، منسوبة إلى سيبريان ومن معه فى أفريقيا، وهى تبين أنهم أتفقوا على ضرورة مساعدة من سقطوا فى التجرية، كما أتفقوا على أنه يقطع من الكنيسة الجامعة مبتدع الهرطقة وكل من أشتركوا معه. 4 - وأرفق بهذه رسالة أخرى لكرنيليوس عن قرارات المجمع، وهناك رسائل أخرى عن أخلاق عن أخلاق نوفاتوس، خليق بنا أن نقتبس منها بعض الفقرات لكى يعرف شيئاً عنه كل من يطلع عليها. 5 - وفى الكلمات التالية نرى كرنيليوس يحدث فابيوس عن نوفاتوس (المبتدع): " وأريد أن أحدثك لكى تعرف لكى تعرف كيف أن هذا الرجل أشتهى الأسقفية منذ زمن طويل، ولكنه اخفى هذه الرغبة الجامحة وأيقاها لنفسه فقط، مستخدماً أولئك المعترفين الذين ألتصقوا به منذ البداية كستار لتمرده. 6 - " وأن مكسيموس، أحد قسوسنا، وأربانوس، الذى حصل مرتين على أعظم شرف بإعترافه، وسيدونيوس وكيليرينوس، وهو رجل تحمل كل أنواع العذاب بشهامة نادرة وبفضل نعمة الرب، وتغلب على ضعف الجسد بقوة إيمانه، وقهر الخصم بإقتدار - هؤلاء فضحوه وكشفوا حيله ونفاقة وأضاليله وأكاذيبه وصداقته الزائفة، فرجعوا إلى الكنيسة المقدسة، وصرحوا بحضور الكثيرين من الأساقفة والقسوس وعدد وفير من العلمانيين بكل حيلة وخبثه وشرورة التى أخفاها زمناً طويلاً، وقد فعلوا هذا ببكاء وأسف شديد، لأنهم كانوا قد تركوا الكنيسة وقتاً ما بسبب إغراءات ذلك الوحش الماكر الخبيث "... وبعد ذلك بقليل يقول. 7 - " وكان غريباً جداً أيها الأخ الحبيب، ذلك التغيير الذى رأيناه يحدث فيه فى وقت قصير، لأن هذا الشخص الغريب جداً، الذى أقسم بأغلظ الإيمان أن لا يسعى للأسقفية، ظهر بغتة كأسقف كأن ماكينة قد قذفت به بيننا. 8 - " لأن هذا المتصلف، المدعى الدفاع عن عقيدة الكنيسة، إذ حاول الحصول على الأسقفية التى لم تعط له من فوق، أختار أثنين من رفاقه تنازلا عن خلاصهما، وأرسلهما إلى ركن صغير مهمل فى إيطاليا، لعله ببعض الحجج المزورة يستطيع أن يخدع ثلاثة أساقفة سذج وفى غاية البساطة، فأكدوا وشددوا بأنه من الضرورى أن يذهبوا سريعاً إلى روما مع أساقفة آخرين حتى يمكن حسم كل نزاع قام هناك بوساطتهم ووساطة أساقفة آخرين. 9 - " وعندما وصلوا أغلق عليهم مع بعض اشخاص آخرين مثله، لأنهم كما قلنا كانوا فى غاية البساطة، وفى الساعة العاشرة، إذ سكروا وأعتلت صحتهم، أجبرهم بالقوة أن يرسموا أسقفاً بوضع الأيدى بطريقة مزيفة باطلة، ولأن الأسقفية لم تأت إليه أنتقم لنفسه وأختلسها بالحيلة والخيانة. 10 - وبعد ذلك بوقت قصير عاد إلى الكنيسة أحد هؤلاء الأساقفة باكياً ومعترفاً بتعديه، ونحن تحدثنا معه كما إلى أحد العلمانيين، وتشفع من أجله كل الشعب الحاضرين، ثم رسمنا خلفين للأسقفين الآخرين، وأرسلناهما إلى حيث كانا. 11 - ولم يدر هذا المنتقم من الأنجيل أنه يجب أن يكون هناك أسقف واحد فى كنيسة جامعة ، ومع ذلك فإنه لم يجهل (فكيف كان ممكناً أن يجهل) أنه كان فيها 46 قسيساً، وسبعة شمامسة مساعدين ، وأثنان وأربعون قندلف وأثنان وخمسون طاردى الأرواح النجسة وقارئون وبوابون، وأكثر من ألف وخمسمائة أرملة وشخص فى ضيقة ينعمون كلهم بنعمة ورحمة السيد. 12 - على أن كل هذا الجمع الغفير، اللازمين فى الكنيسة، وكل الذين كانوا بنعمة الرب أغنياء وممتلئين، وكل الشعب الذى لا يحصى، هؤلاء كلهم لم يستطيعوا أن يرجعوه عن غطرسته ووقاحته أو يردوه إلى الكنيسة. 13 - بعد قليل يضيف أيضاً هذه الكلمات: " وأسمع لى أن اقول اكثر: بسبب أى أعمال أو تصرفات كانت له الجرأة لكى يناضل من أجل السقفية؟ هل لأنه نشأ فى الكنيسة منذ البداية، وتحمل آلاماً كثيرة فى سبيل النضال عنها، وجاز وسط أخطار كثيرة من أجل المسيحية؟ يقيناً أن هذا لم يحصل. 14 - ولكن الشيطان الذى دخله وسكن فيه طويلاً كان هو علة أعتقادة، وإذ أسلمه طاردوا الأرواح حل به مرض شديد، ولما بدأ كأنه أوشك على الموت قبل المعمودية بالرش على السريسر الذى كان مضجعاً عليه، إن جاز لنا القول أن شخصاً كهذا قبل المعمودية. 15 - وعندما شفى من مرضه لم يقبل الأشياء الأخرى التى يفرضها قانون الكنيسة، حتى ولا ختم الأسقف، وإن كان لم يقبل هذا فكيف يمكن أن يكون قد قبل الروح القدس؟ 16 - بعد ذلك بقليل يقول ايضاً: " وفى وقت الأضطهاد أنكر انه قس، وذلك بسبب الجبن والخوف على حياته، لأنه لما توسل إليه الشمامسة ورجوه أن يخرج من الغرفة التى حبس نفسه فيها، ويقدم المساعدة اللازمة كما كان يحتمه الواجب على القس أن يساعد الأخوة الذين فى الخطر والمحتاجين للمساعدة، لم يأبه لتوسلات الشمامسة، بل أنصرف فى غضب، وقال أنه لا يرغب فى أن يكون قساً بعد، إذ كان معجباً بفلسفة أخرى. 17 - وعلاوة على أشياء أخرى قليلة أضاف الكلمات التالية: " لأن هذا الشخص العجيب ترك كنيسة الرب التى إذ آمن حسب فيها أهلاً للقسيسية بفضل الأسقف الذى رسمه قسيساً، وقد أعترض على هذا كل الأكليروس، وكثيرون من الشعب، لأنه كان لا يحل أن يقبل أيه رتبة كهنوتية، شخص رش على فراشة بسبب مرضه كما تم له، ولكن ألسقف طلب أن يسمح له برسامة هذا الشخص فقط. 18 - ثم يضيف إلى ذلك جريمة أخرى هى أسوأ جرائم هذا الشخص كما يلى: " وعندما قدم القرابين، ووزعها على كل واحد، ألزم ذلك الرجل الشقى وهو يناوله أن يحلف بدل البركة، وإذ أمسك يديه بكلتا يديه لم يرد أن يطلقه إلا بعد أن حلف بهذه الكيفية (وقد أردت أن أثبت كلماته): أحلف لى بجسد ودم ربنا يسوع المسيح أن لا تتركنى ولا ترجع إلى كرنيليوس. 19 - " ولم يشأ الشقى أن يذوق قبل أن يربط نفسه بهذا الرباط، وبدلاً من أن يقول آمين وهو يتناول الخبز قال لن أعود إلى كرنيليوس " 20 - وبعد ذلك يقول أيضاً: " ولكن اعلم أنه قد أصبح الآن مجرداً ومهجوراً، لأن الأخوة يتركونه كل يوم ويرجعون إلى الكنيبسة، وموسى أيضاً، الشهيد المبارك، الذى أستشهد بيننا أستشهاداً مجيداً عجيباً، إذ شهد جرأته وحماقته وهو لا يزال حياً، ورفض الأختلاط به أو بالقسوس الخمسة الذين فصلوا أنفسهم معه عن الكنيسة " 21 - وفى ختام رسالته يقدم قائمة عن الأساقفة الذين اتوا إلى روما، وحكموا على سخافة نوفاتوس، مع ذكر أسمائهم فى الإيبوشيات التى كانوا يرأسونها. 22 - ويذكر أيضاً من لم يحضروا إلى روما، ولكنهم عبروا بالرسائل عن موافقتهم على آراء هؤلاء الفلاسفة، ويذكر أسمائهم والمدن التى أرسلوا منها رسائلهم، وقد كتب كرنيليوس هذه المور إلى فابيوس أسقف أنطاكية. ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى تحت عنوان " هرطقة نوفاتوس ": " ونحن بحق نشعر بالكراهية نحو نوفاتوس الذى قسم الكنيسة ودفع ببعض الأخوة إلى الكفر والتجديف، وادخل تعاليم كفرية عن الرب (الذات) واخرى على ربنا يسوع المسيح الكلى الرأفة، مدعياً بأنه غير رحيم، وعلاوة على كل هذا فإنه يرفض المعمودية المقدسة، ويقلب الإيمان والأعتراف اللذين يسبقانها, ويمنع عنهم كلية الروح القدس، أن كل هنالك رجاء أن يبقى معهم أو يعود إليهم وفيما يلى ما كتبه الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة عن هرطقة وبدعة نوفاتوس.. فى موضوع قبول الذين أنكروا ألإيمان بالمسيح فى الرسالة إلى فابيوس أسقف أنطاكية قال: " وممن كان أنكروا فى الشدة جماعة عادوا غلينا فقبلناهم بفرح لمعرفتنا بفرح من يريد توبة الخاطئ ولا يريد موته حتى يرجع فيحيا." فبعد أن ذكر هذا الموضوع ذكر هرطقة وبدعة نوفاتوس فقال عنها: " وكان قس (نوفاتوس) من أهل روما قد أفتخر وقال: " ليس يجوز أن نقبل أحداً ممن أنكر المسيح فى زمان الشدة والإضطهاد ورجع إلى الرب لأجل أنهم سقطوا ولم يصبروا بل يصيروا من ضمن المخالفين (للأيمان) وكان يسمى الذين تثبتوا " الأنقياء " وكان هذا القس رئيساً على جماعتهم فإجتمع بروما مجمع (محلى) حضره ستون أسقفاً وقساً وشمامسة بسبب هذا القس وغيره وكتبوا غلى كل مكان بما جرى منه وكان أنسان يسمى نواتوس مساعداً لهذا القس كان يساعده على إخراج كل من يريد الرجوع إلى البيعة (الكنيسة) فمضى يمنعهم أن يقدموا للناس الدواء وهو التوبة والندامة والصوم والسهر والبكاء والتضرع إلى الرب فى المغفرة فكتب كهنة روما إلى كهنة أنطاكية بما جرى فجاوبوهم وأتفقوا جميعاً أن يقبلوا العائدين إلى البيعة (الكنيسة) ويغفروا لهم ويعاونوهم على التوبة لأن الرب هو الذى يقبلهم، ثم أخرجوا القس المفتخر والمتعاظم على هؤلاء العائدين وأحضروا لهم كتب نواس نواتوس بمساعدتهم وعرفوا ما كتبه نواتوس لأجلهم، ثم حدث أن نواتوس أغتصب الأسقفية بغير أستحقاق وأقام ثلاث سنين، ورسم كهنة قوما جهالاً لا يعرفون شيئاً، ثم وهمهم أنه رئيس أساقفة، فكانوا يكرمونه لأجل ذلك حتى وصلت أخباره إلى روما فصار بينهم أختلاف وفرقة كبيرة، ثم اجتمع بعد ذلك جماعة من الأساقفة، وأبطلوا جميع ما كان نواتوس فعله بكذبه، وأعلموا كا الذين قبلوه أنهم قوم ساذجون لا معرفة لهم، وأن كل من أوسمه وعمله لا صحة له، وحينئذ تقدم واحد ممن أوسمه نواتوس وأعترف بخطيته وبكى فقبلوه وسامحوه، وكاتبوا رسائل عن نواتوس الكراسى وحذروهم من قبول نواتوس ولا شئ من تعليمه، وكان عدد من أشتهر أمره ووسمهم 47 قساً وسبعة شمامسة وسبعة أبودياقنين وسبعة أغنسطس وبوابين، وعمل أعمال أشياء أخرى لا حاجة إلى ذكرها وكتب البابا ديوينيسيوس إلى جميع المواضع (البلاد) كتباً (رسائل) يأمر بقبول من يرجع عن إنكاره وجعل هذا قانوناً يبقى لكل من يعود عن غلطة ويكتشف أنه مخطئ، وكتب أيضاً إلى قونون أسقف الأشمونيين كتاباً له شخصياً دوناً عن ألاخرين بهذا المعنى كتب المؤرخ القس منسى فى كتابه تاريخ الكنيسة القبطية:" وفى ذلك الحين مات فابيانوس أسقف روما وأقيم كرنيليوس خلفاً له فإستولى روح الحسد على نوفاسيوس أحد كهنة روما وأسكر أسقفين وجعلهما يوسمانه أسقفاً على كرسى روما، وما أن بلغ أمنيته حتى نشر بدعة جديدة مؤداها رفض توبة الذين يجحدون الإيمان أو يقعون فى أثم كبير وبوجوب إعادة العماد الذى يتم على أيدى الهراطقة، وكذلك عماد الأرثوذكسيين الذين يتساهلون فى قبول الهراطقة التائبين، ولما علم نوفاسيانوس أن كرنيليوس أحتج عليه لدى ألأساقفة أرسل للبابا ديونيسيوس البطريرك الأسكندرى رسالة يقول له: " إن الشعب أرغمنى على قبول الأسقفية، فأرسل إليه البابا ديونيسيوس رسالة يقول فيها. ديونيسيوس يهدى سلامه إلى أخيه نوفاسيوس: وبعد.. فإذا صح ما قلته وصدق أعتذارك فى أنك قبلت الوظيفة بطريقة غير قانونية ضد رغبتك فعليك أن تبرهن ذلك بأن تترك هذه الوظيفة برغبتك وتعتز لها بإرادتك لأن الواجب علينا أن نحتمل كل شئ ونذوق كل هوان وعذاب لا أن نسئ إساءة تؤثر فى كنيسة المسيح التى أفتداها بدمة وأعلم هداك الرب أن المجد الأسمى والشرف الأعظم يكونان لنا كاملين إذا نحن متنا شهداء لأجل الكنيسة من أن نسهل لأبنائنا تقديم الذبائح للأوثان وإنكار الإيمان... ومن رأيى أن الذى يموت شهيداً لأجل الكنيسة فهو يفيد الكنيسة ونفسه ايضاً، والنتيجة أنك أقنعت أخوانك وحملتهم على اتمام مبادئ الأتفاق والوئام فتكون حسناتك قد زادت عن سيئاتك، وإلا إن لم تستطع التأثير عليهم وخالفوا وساطتك فأعمل على الأقل لخلاص نفسك زأهرب بها، وفى الختام أهديك تحيتى وسلامى على امل أنك راغب فى السلام عامل على توطيد دعائمه بإسم ربنا يسوع المسيح " أ. ه وكتب هذا البابا إلى جميع الكراسى المسيحية لكى يقطعوا الشركة مع نوفاسيانوس، وظر على أكليروس كنيسة رومية معاملته وأوصاهم بالتمسك بكرنيليوس أسقفهم الشرعى حتى كانت نتيجة سعيأن أعتزل نوفاسيانوس الكرسى الرومانى وتركه ل كرنيليوس الذى عقد مجمعاً حرم فيه خصمه والبدعة التى جاهر بها.
المزيد
17 سبتمبر 2025

الكنيسة

يقول قانون الإيمان "[نؤمن] بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية" فما هي الكنيسة التي يعنيها قانون الإيمان؟ كلمه (كنيسة) تدل على ثلاثة أمور وهي: أ‌- مبني الكنيسة. ب- جماعة المؤمنين. ج- الرئاسة الكنسيّة أو رجال الكهنوت. مبنى الكنيسة من جهة دلالتها على مبنى الكنيسة قول الرسول عن أكيلا بريسكلا "الكنيسة التي في بيتهما" (رو 16: 5) وقوله حين تجتمعون في الكنيسة، أسمع أن بينكم شقاقات" (1كو 11: 18) وقوله أيضًا "أعلم في كل مكان في كل كنيسة" (1كو 4: 17). وواضح في قانون الإيمان أنه لا يعني مبني الكنيسة. وإلا ما كان يقول "كنيسة واحدة". إنما يقصد الكنيسة العامة، كل جماعة المؤمنين. الكنيسة جماعة المؤمنين كما يقول سفر أعمال الرسل عن نشأة الكنيسة الأولى "وكان الرب في كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون" ( أع 2: 47) أي يضم إلى جماعة المؤمنين يقول نفس السفر أيضًا "وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم" أي حدث اضطهاد على جماعة المؤمنين الذين في أورشليم (أع 8: 1) وأيضًا كتب "فكان بطرس محروسًا في السجن وأما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله" (أع 12: 5) أي أن جماعة المؤمنين كانوا يصلون وكتب أيضًا أن المسيح أحب الكنيسة وسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها، مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة (أف 5: 25، 26) والمقصود بالكنيسة هنا جماعه المؤمنين الذين صلب المسيح لأجلهم، لكي يقدسهم، ويطهرهم بالمعمودية عن طريق الكلمة أي الكرازة والتعليم. الكنيسة بمعنى الرئاسة الكنسية أي الكهنوت قيل في الخصومات والمصالحات "وأن لم يسمع منهم فقل للكنيسة. وأن لم يسمع للكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار" (مت 18: 17) فالمقصود أنه يحتكم إلى الرئاسة الكنسية، وليس إلى كل جماعة المؤمنين! لذلك قال بعدها مباشرة "الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض، يكون مربوطًا في السماء وكل ما تحلونه على الأرض، يكون محلولًا في السماء" (مت 18: 18) وطبعًا المقصود بكلمة (الكنيسة) في قانون الإيمان، هو جماعة المؤمنين برئاستهم الدينية ثم يشرح صفات هذه الكنيسة فيقول: كنيسة واحدة. كنيسة واحدة أي أنها كنيسة واحدة في الإيمان، في العقيدة. واحدة في الفكر والتعليم وواحدة في الروحانية وقد قيل في الرسالة إلى أفسس "جسد واحد، وروح واحد كما دعيتم في رجاء دعوتكم الواحد. رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة" (أف 4: 4-5) الكنيسة واحدة في الإيمان والعقيدة، واحدة في الفهم والفكر اللاهوتي. لذلك كل من كان يخرج عن هذا الإيمان الواحد، كانت الكنيسة تفصله عن عضويتها وتبقي هي واحدة في إيمانها. وهكذا فعلت مع كل المبتدعين والهراطقة في زمن المجامع المقدسة قال الرب في حديثة الطويل مع الآب "لست اسأل من أجل هؤلاء فقط بل من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم ليكون الجميع واحدًا. كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا ليكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد" (يو 17: 20-22) وعن وحدة الكنيسة، قال السيد المسيح "ولي خراف أخر ليست في هذه الحظيرة، ينبغي أن آتي بتلك أيضًا فتسمع صوتي، وتكون رعية واحدة لراع واحد" (يو 10: 16) وهذا الراعي الواحد هو السيد المسيح، الذي قال في نفس الإصحاح "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو 10: 11، 14) الكنيسة واحدة، لأنها جسد واحد ورأس هذا الجسد هو المسيح وقد كتب في الرسالة إلى أفسس أن المسيح هو رأس الكنيسة" (أف 5: 23) كذلك ورد في الرسالة إلى كولوسي أن السيد المسيح هو رأس الجسد، الكنيسة" (كو 1: 18) وقيل "جسده الذي هو الكنيسة" (كو 1: 24) لذلك طبيعي أن تكون الكنيسة واحدة لأن السيد المسيح له جسد واحد ونحن جميعًا أعضاء في هذا الجسد، كما قال الرسول "لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (أف 5: 30) والكنيسة واحدة لأنها عروس المسيح الواحدة وهكذا قال القديس يوحنا المعمدان "لست أنا المسيح، بل أني مرسل أمامه من له العروس فهو العريس وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه، فيفرح فرحًا " (يو 3: 28-29) وقد ورد هذا المعنى أيضًا في الرسالة إلى أفسس (أف 5: 31-32، 25) وواضح أن السيد المسيح له عروس واحدة هي الكنيسة، كما قال الرسول "خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2) وطبيعي أن تكون عروس المسيح واحدة، كما رمز إليها في سفر النشيد بقوله "واحدة هي حمامتي كاملتي" (نش 6: 9) مادامت الكنيسة واحدة، فماذا تعني كلمة (كنائس) حينما ترد في الكتاب المقدس؟ كلمه كنائس المقصود بها الأمكنة، تمييزًا لكل واحدة بمكانها كما قيل "وأما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة، فكان لها سلام، وكانت تبني وتسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر" (أع 9: 31) كذلك نسمع في سفر الرؤيا عن السبع الكنائس التي في آسيا التي في أفسس، سميرنا، برغامس، ثياتيرا، ساردس، فيلادلفيا، لاوديكية" (رؤ 1: 11) ولكن كل هذه الكنائس عبارة عن أعضاء في الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية إنها كنيسة واحدة: هنا على الأرض وأيضًا في السماء يجتمع الكل معًا في أورشليم السمائية، مسكن الله مع الناس يكونون له شعبًا (شعبًا واحدًا) وهو يكون إلهًا (رؤ 21: 2-3) وهذا الشعب الواحد، أو الكنيسة الواحدة، أو كل جماعة المؤمنين الذين يرثون الملكوت، هم الذين قال عنهم القديس يوحنا الرائي: "بعد هذا نظرت، وإذا جمع كثير، لم يستطيع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة، واقفون أمام العرش وأمام الحمل، متسربلين بثياب بيض هؤلاء الذين أتوا من الضيقة العظمي. وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الحمل "(رؤ 7: 9-14) وهذه الكنيسة الواحدة التي في السماء تشمل الملائكة أيضًا فهي تضم الملائكة القديسين وأرواح القديسين الذين انتقلوا من البشر، والذين سينتقلون من الآن إلى آخر هذا الدهر كلهم -ملائكة وبشرًا- هم شعب الله، وأبناء الله، وأهل بيت الله، ورعيته (أف 2: 19). كنيسة مقدسة عن قداسة الكنيسة قال بطرس الرسول "كونوا أنتم أيضًا مبنيين كحجارة حية، بيتًا روحيًا، كهنوتًا مقدسًا لتقديم ذبائح روحية، مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1بط 2: 5) وقال أيضًا "وأما أنتم فجنس مختار، وكهنوت ملوكي أمه مقدسة، شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى النور العجيب" (1بط 2: 9) إنها كنيسة مقدسة بدم المسيح كما قيل في سفر الرؤيا "الذي أحبنا، وغسَّلنا من خطايانا بدمه" (رؤ 1: 5) وأيضًا في رسالة يوحنا الأولى ( عن الآب) "ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو 1: 7) وقيل في المزمور الخمسين "انضح عليَّ بزوفاك فأطهر" (مز 51: 7) والزوفا هي التي كانوا يغمسونها في دم الذبيحة في العهد القديم، وينضحون بها للتطهير وللتفكير والكنيسة مقدسة في المعمودية حيث يموت الإنسان العتيق، ويقوم إنسان جديد مقدس على صورة المسيح كما قيل "لأن جميعكم الذين اعتمدتم بالمسيح، قد لبستم المسيح" (غل 3: 27) أي لبستم البر والقداسة والطهارة التي للمسيح وهكذا قال الرسول "كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أيضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 27) والكنيسة مقدسة في سر المسحة المقدس، حيث تدهن بزيت الميرون المقدس، فتتقدس بالروح القدس الذي يحل في المعمدين ويصبحون هياكل مقدسة لله، كما يقول الرسول "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله" (1كو 6: 19) وطبيعي أن هيكل الله مقدس، الذي هو أنتم (1 كو 3: 17) وهكذا يقول الرسول أيضًا "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح" (1كو 6: 15) وهذا أيضًا برهان على قداستها الكنيسة هي جماعة المؤمنين. والمؤمنون كانوا يدعون قديسين في الكنيسة أيام الرسل كما يقول القديس بولس الرسول "سلموا على كل قديس في المسيح يسوع" (في 4: 21) وكما أرسل إلى القديسين الذين في أفسس"(أف 1:1) قائلًا لهم "الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح. كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لنكون قديسين وبلا لوم " ( أف 1: 3-4) وقال في رسالته إلى العبرانيين "أيها الأخوة القديسون شركاء الدعوة السماوية" (عب 3: 1) وهكذا ينشد الغالبون لله القائلين "عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شيء يا ملك القديسين" (رؤ 15: 3) وفي مجيئه الثاني سيأتي الرب "في ربوات قديسيه" (يه 14) ولذلك يقول الرسول "لكي تثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة أمام الله أبينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه" (1 تس 3: 13) والكنيسة مقدسة، لأنها على صورة الله في القداسة كما قال "كونوا قديسين، لأني أنا قدوس" (1 بط 1: 16) (لا 11: 44) "مكملين القداسة في خوف" (2كو 7: 1) "لأن هذه هي إرادة الله قداستكم" (1 تس 4: 3) ولما كانت الكنيسة مقدسة، لذلك لا تسمح بوجود خطاة داخلها وهكذا قال القديس بولس الرسول "اعزلوا الخبيث من بينكم" (1 كو 5: 13) وفي تفصيل ذلك قال "إن كان أحد مدعوًا أخا، زانيًا أو طماعًا أو عابد وثن أو شتامًا أو سكيرًا أو خاطفًا، أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا" (1كو 5: 11) وبالمثل من كان منحرفًا من جهة العقيدة، يقول القديس يوحنا الرسول "إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه، يشترك في أعماله الشريرة" (2 يو 1: 11) ولهذا كانت الكنيسة تعزل الهراطقة والمبتدعين من عضويتها فيصدر ضدهم حكم excommunication فيطردون من جماعة المؤمنين لأنهم فقدوا قداسة التعليم، وما أسهل أن ينشروا انحرافاتهم العقيدية بين أعضاء الكنيسة إن بقوا داخلها وكما يشترط القداسة في الكنيسة على الأرض، كذلك في السماء كما قيل عن مدينة الله أورشليم السمائية "ولن يدخلها شيء دنس ولا ما يصنع رجسًا وكذبًا.." (رؤ 21: 27) وأيضًا لأنه لا شركة للنور مع الظلمة، ولا خلطة للبر مع الإثم (2 كو 6: 14) سواء في الكنيسة على الأرض أو في السماء أن الكنيسة مقدسة في حياتها وروحياتها، ومقدسة في تعاليمها وفي أسرارها، ومقدسة في قيادتها وشعبها في كل شيء. كنيسة جامعة جامعة، أي تجمع كل المؤمنين، في وحدة الإيمان الكنيسة الجامعة هي التي جمعت اليهود والأمم وجمعت كل الجنسيات والشعوب واللغات، في إيمان واحد هي التي جمعت كل الكنائس المحلية معًا، في كنيسة واحدة تضم الكل، في عقيدة واحدة، بقوانين كنيسة واحدة. فليست الكنائس المحلية مثل جزر في المحيط، لا ترتبط الواحدة بالأخرى بل كلها تكون معًا في الكنيسة واحدة جامعة الكنيسة الجامعة هي التي تضم الكل في حياة الشركة، وكما يشتركون في الأيمان الواحد، يشتركون أيضًا معًا في الأسرار المقدسة، وفي التناول من مذبح واحد وعبارة جامعة تترجم بكلمة Catholic، من جهة المعنى اللغوي للكلمة، وليس من جهة العقيدة (أي المذهب الكاثوليكي) وللحرص لئلا يختلط المعنى، فأن البعض يترجم عبارة جامعة بكلمة Universal والكنيسة الجامعة كانت تعقد المجامع المسكونية التي تضم كل قيادات الكنيسة الجامعة. Ecumenical Councils ليبحث الكل معًا في أمور الإيمان، وفي تنظيمات الكنيسة، ليكون تعليم واحد لكل الكنائس معًا وأول مجمع مسكوني أنعقد في نقية سنة 325 م واشترك فيه 318 من القيادات الكنسية بطاركة وأساقفة حاليًا نتيجة للخلافات في الإيمان بين الكنائس، ليس من السهل أن ينعقد مجمع مسكوني للكنيسة الجامعة إنما يمكننا مثلًا بمشيئة الله أن ينعقد مجمع يضم كنائسنا الأرثوذكسية فقط الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة، هي أيضًا كنيسة رسولية. كنيسة رسولية وكلمة (رسولية) تدل على معنيين أنها كنيسة أسسها الرسل وأنها كنيسة تسير حسب تعاليم الآباء الرسل، ولا تعارضها وفي ذلك قال الرسول "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه هو حجر الزاوية" (أف 2: 20) على أساس الرسل في التعليم الذي أخذوه من المسيح كما قال لهم السيد الرب "تلمذوا جميع الأمم وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19، 20) وهكذا قال بولس الرسول "تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا" (1كو 11: 23) والتسليم الذي أخذه الرسل من الرب، تركوه لنا في رسائلهم، وفي حياة الكنيسة، وفي قوانينهم وتعاليمهم وهذا ما يعرف باسم التقليد الرسولي Apostolic Tradition. تسلمته الكنيسة جيلًا بعد جيل. كما قال بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس "وما سمعته (تسلَّمته) مني بشهود كثيرين، أودعه أناس أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضًا" (2تي 2:2) هو إذن تعاليم من السيد المسيح، وبخاصة ما قاله للرسل خلال الأربعين يومًا بعد القيامة هذا سلموه لتلاميذهم الذين سلموه لآخرين، وانتقل جيلًا بعد جيل حتى وصل إلينا وهناك أشياء لم يكتبوها بل قالوها فمًا لفم (2 يو 12) (3 يو 13، 14) وصلت إلينا كذلك بالتقليد يضاف إلى هذا حياة الكنيسة أيام الرسل التي انتقلت إلينا مثال ذلك القداسات التي كانوا يقيمونها، وطريقتهم في التعميد وفي إقامة الكهنة وفي كل صلوات الأسرار الكنسية والصلوات الليتورجية هذه مارسوها وعاشوها، وبقيت في حياة الكنيسة عبر الأجيال. وهذا ما تحياه الكنائس الرسوليه القديمة نذكر كمثال تسلسل وضع اليد للكهنوت من الرسل هذا الذي يسمونه Apostolic Succession فالكاهن حاليًا قد أخذ وضع اليد والنفخة المقدسة (يو 20: 22) من أسقفه وأسقفه هذا أخذ ذلك من رئيس الأساقفة أو البطريرك أو البابا وذلك أخذ عن سابقه، حتى نصل إلى الآباء الرسل الذين أخذوا نفس السلطان من السيد المسيح وهذا يثبت أقدمية وشرعية كل كنيسة رسوليه أما الكنائس غير الرسولية فمن أين وصل إليهم السلطان؟! قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب قانون الإيمان
المزيد
16 سبتمبر 2025

الأذن الروحية

الأذن وأهميتها فى الحياة الروحية.. الأذن هي أداة الإصغاء وسماع كل ما يقال وهي بمثابة جهاز لاستقبال كل الاحاديث والاراء التى حولنا بأنواعها ولنا الاختيار والحرية لقبول ما نسمع أو رفضه حسب ما يقرر عقلنا وحكمتنا ونتجاوب معه وفقا لمعتقداتنا ومبادئنا وعلينا أن نسأل أنفسنا عن ما هو مستحق أن نصغي إليه ونسمعه أو نبتعد عنه ونلقى به جانبا ؟. ومن الواجب إن نفتح آذاننا لسماع أقوال الله لكي نخلص بها وهو قد كلمنا قديماً بالأنبياء وبأنواع كثيرة وقد كلمنا أخيراً في ابنه الحبيب (عبر1:1-2). أن الغاية التى نضعها فى أهتمامنا الاول هي سماع صوت الله وكلامه {من له أذنان للسمع فليسمع}(مت 15:11 و9:13 و43 ومر9:4 و23 و16:7). وفي سفر الرؤيا كرر الرب أمره للكنائس السبع بقوله: {من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس} (رؤ7:2). كما انه لاهمية الوقت وكثرة الأصوات من حولنا علينا ان نعطي الاهمية لمن يستحق ونهمل أو نبتعد عما هو مؤذى أو ضار. أن الله بحكمته خلق الإنسان كاملاً ولديه الأعضاء الضرورية لحياته وسعادته وبناءً على هذا يجب أن يكون الإنسان حريصاً ليفتح أذنيه أو يغلاقها بحكمة وأفراز وتمييز لأن الاذن من الابواب الهامة التى تدخل منها المؤثرات إلى حياتنا. الله يدعونا لسماع صوته والاستجابة له {أيها العطشى جميعاً هلموا إلى المياه والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن. استمعوا لي استماعاً وكلوا الطيّب ولتتلذذ بالدسم أنفسكم. أميلوا آذانكم وهلمّوا إليً اسمعوا فتحيا أنفسكم واقطع لكم عهداً أبدياً مراحم داود الصادقة} ( أش 1:55-3). أوالرب يعدنا ان يحل فينا بالايمان متى سمعنا وفتحنا له قلوبنا {إن سمع أحد صوتي وفتح الباب ادخل إليه} (رؤ20:3). ان أنذارات الله لنا يجب ان نصغى لها ونعمل بها { كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم} (يع22:1). فلنكن مستعدين ان نسمع ونعمل لتكون لنا البركات التي تتضمنها كلمة الله {من يحول أذنه من سماع الشريعة فصلاته أيضاً مكرهة)} (أم 9:28). وعلينا أن نعرف صوت الله ونميزه عن الأصوات التي نسمعها ويكون لنا الحكمة والتمييز بين الغث من الثمين فحتى الحيوانات التى لا تفهم مثلنا، تميز صوت راعيها وتعرفه فتتبعه ولا تتبع الغريب، فكم بالأحرى نحن الخليقة العاقلة يجب أن نميز صوت راعيها السماوي لكي تتبعه دون سواه، فنكون خرافة الخاصة { خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني} (يو27:10). فمسرة الرب أن نسمع ونصغى ونطيع لصوته كأفضل ذبيحة {هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب. هوذا أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش} (1صم 15 : 22). هناك أناس يعطوا أذان صاغية لابليس واعوانه فيوقعوا بهم فى الخطية والشر كما فتحت أمنا حواء أذنيها وسمعت للحية والشيطان وقبل أن تنظر حواء الى الشجرة الممنوعة وقبل أن تذوق طعمها بفمها فتحت أذنها لخداع إبليس وكذبه وحيلته. وعندما سمعت لمشورته الشريرة سمحت له بالدخول إلى حياتها وتمَّ له ما أراد بإسقاط رأس الخليقة البشرية بالخطية. وما دمنا في هذا العالم فالمجرب موجود ويحاول أن يقنع الشخص ليفتح له الباب ومن واجبنا أن نكون حريصين لنبقي أبواب حواسنا وفكرنا مقفلة في وجهه حتى لا يتمكن من الدخول إلى القلب ونطيع الكلمة الإلهية القائلة: {لا تعطوا إبليس مكاناً}(أف27:4). علينا أن نسد آذاننا الروحية لكي لا تخدعنا أنغام مغريات الدنيا لأنها تقودنا إلى الهلاك. الأذن المختونة... الأذن المختونة أي الطاهرة التى تقدست وختمت بمسحة الميرون ويقدسها الروح القدس ويجعل الجسد والنفس والروح مكرسة للرب لهذا نجد القديس استفانوس الشهيد يوبخ مقاومي كلام الله ورسالته الخلاصية { يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان انتم دائما تقاومون الروح القدس} ( أع 51:7). والكتاب يحدثنا عن الأذن المثقوبة بمثقب خاص يجعلها مخصصة ومقدسة للرب وسماع أقواله ومستعدة لخدمته. فمن العادات المعروفة أن الأمهات يثقبن آذان البنات ليوضع فيها الحلق لأجل الزينة، ولكن الكتاب المقدس يخبرنا عن نوع من الأذن المثقوبة لغاية أفضل فالعبد الذي يحب سيده يقدمه سيده إلى الله ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ويثقب سيده أذنه المثقب فيخدمه إلى الأبد. (لا17:15). فلنجعل آذاننا مثقوبة بمثقب سيدنا العظيم لكي نظل طيلة أيام حياتنا ملازمين له وثابتين وملتصقين به كدليل على محبتنا له واستعدادنا لخدمته كل الزمان والى أن يأتي الوقت الذي نكون معه في الأبدية. الرسائل التي أرسلها الرب إلي الكنائس السبع التي في آسيا كل منها تشمل عبارة أنا عارف أعمالك وتنتهي بعبارة {من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس}(رؤ 2 : 7). أن الله يرسل رسائل للناس، يبعث كلمته للكل، للأبرار وللأشرار معًا، للذين يحبونه وللذين تركوا محبتهم الأولي. يرسل حتى إلي ملاك كنيسة ساردس الذي قال له الرب {إن لك اسمًا أنك حي وأنت ميت} (رؤ1:3). فكل إنسان في الحياة لأبد أن تصله رسالة من الله ويتكلم في قلبه ويرسل له كلمه تناسبه بأية الطرق، عن طريق الكتاب أو عن طريق عظة أو عن طريق نصيحة من إنسان وحتى قايين قبل أن يقتل اخاه قال له عند الب خطية رابضة، وإليك اشتياقها، وأنت تسود عليها (تك7:4). من له أذنان للسمع فليسمع... قالها السيد المسيح كثير وفى مناسبات عدة، قالها بعد كلامه عن يوحنا المعمدان (مت15:11). وبعد مثل الزارع (مت9:13). (مر9:4). وبعد شرح مثل الحنطة والزوان (مت43:13). (مر22:4). وبعد كلامه عن أن ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الإنسان (مر16:7). وبعد كلامه عن الملح الذي يفسد (لو35:14). وهكذا قال في سفر الرؤيا للكنائس السبع "من له أذنان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس "سبع مرات (رؤ3:2). فالروح القدس مازال يكلم الكنائس ويعمل فينا، ويرشدنا إلي جميع الحق (يو13:16). ويذكرنا بكل ما قاله الرب لنا (يو26:14). فلماذا كرر السيد المسيح له المجد هذه الجملة .. لاهمية الأذن ولكي نعطي اذان صاغية لصوت الرب ونسجيب لدعوته. كما سمع أبراهيم صوت الرب واطاعه حتى حين أمره الرب أن يقدم أبنه وحيده محرقة للرب لذلك باركه الله، وكمثال الاباء الرسل والتلاميذ الذين تبعوا المخلص واستجابوا لدعوته فالقديس متي حالما سمع كلمة الله {اتبعني } ترك مكان الجباية وتعبه (مت9:9). وكذلك بطرس وأندراوس تركا السفينة والشباك والأهل، حالما سمعا عبارة هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس (مر1: 17،18). ونحن فى كل قراءة فى الإنجيل نكرر تطويب الرب لمن يسمع كلام الرب { ولكن طوبى لعيونكم لانها تبصر ولاذانكم لانها تسمع} (مت 13 : 16) ذلك لأن هناك آناس لهم آذان لا تسمع (مز11:8) (رؤ21:28). حتى مع السيد المسيح فى خدمته على الارض كان كثير من معاصريه، لهم آذان ولكنها لا تسمع، كالشاب الغني الذى كلمه السيد المسيح، وقدم له ما ينفعة. ولكنه مضي حزينًا، ولم يسمع للرب لأن هناك شهوة فى القلب منعته وقد يأتى الحسد أو الخوف أو الاستهتار أو الامبالاه ليمنع طاعتنا لصوت الرب. فلكي تسمع الأذان ينبغي أن تكون لنا رغبة في أن نسمع، ولدينا الجدية ان نطيع وننفذ. هبنى حكمة... هبنى يارب نعمة وحكمة لكي أسرع الى أستماع صوتك والاصغاء الأستجابة والفهم حتى اصنع كل ما يرضيك كل حين جميع أيام حياتى. أبعد عني أصوات الشر والأغواء وهبنى حكمة لكي أميز صوتك بين كل الاصوات وأتبعك من كل قلبى وأصنع مشيئتك كل حين. علمنى يارب لكي تكون لى الأذن المدربة للتمييز بين الخير والشر، وأعطنى حكمة كي أسد أذني عن كل ما لايرضى صلاحك. هبنى أذان مدربة للتمييز بين الخير والشر، تطرب لسماع صوتك وتفرح باصوات الشكر والتسبيح وتبعد عن سماع كلام الذم أو المديح وتعمل بكلامك المقدس وهبنى قلب مدقق لكي أتكلم الكلام الصالح للغير والذى يبني نفوسهم على الإيمان الأقدس، أمين. القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
15 سبتمبر 2025

روحيات الشهيد

ونحن نحتفل بعید النیروز المعروف بعید الشھداء نتكلم عن روحیات الشھید القویة التي أعطته أن یقدِّم حیاته بفرح لیشھد للمسیح بدمه، وھي أقوى شھادة، لأنھا تفوق شھادة الفم أو السلوك الروحي فقط ویقول القدیس بولس "إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِیتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْیَوْنَ" (رو ۸: 13) ،ویقول أیضًا "مَنْ یَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ یَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ یَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ یَحْصُدُ حَیَاةً أَبَدِیَّةً" (غل ٦: 8) ولا شك أن الروح أقوى من الجسد وھي مصدر حیاة الجسد، وخاصة أرواح القدیسین، فھي أرواح كبیرة شبعت من الله لأنھا عاشت بقداسة،لذلك كانوا أقویاء أمام الموت فشھدوا للمسیح بدمائھم لأنھم تدربوا روحیًا بحب المسیح الذي أحبنا حتى الموت على الصلیب، فغلب الموت وأعلن الحیاة الأبدیة بقیامته وھكذا استطاع الشھداء أن یغلبوا الموت بشھادتھم للمسیح حتى الدم لأنھم تدربوا في مدرسة الإیمان بالثقة في محبة المسیح وبقیادة الروح للجسد انتصر ھؤلاء القدیسون على الخطیة ونالوا الحرارة الروحیة فلم یُعانوا من الفتور الروحي بل تعودوا بحیاتھم تحت قیادة روح الله أن یكونوا حارین في الروح وعابدین الرب (انظر رو۱۲: 11) لذلك كان الشھید یُصر على الصلاة قبل الاستشھاد لكي ینال قوة یغلب بھا الموت فیصیر شاھدًا قویًا لقیامة المسیح وصعوده لیُعد لنا مكانًا في الأبدیة دائمًا تبدأ الحیاة مع الله بالتوبة، وتنمو ھذه الحیاة بخبرة روحیة قویة وحرارة روحیة أیضًا، فلا یعاني الشخص من الفتور الروحي الذي یجعل الروح ضعیفة تخضع لحروب الشیطان وتجتذبھا فخاخ الشیطان لذلك فالصلاة بالروح تكون: حارة، فیھا الإیمان والثقة، وفیھا الانسحاق وروح الخضوع ﻟﻠﮫ، وحدیث الحب للمسیح مخلص العالم. لذلك یوصینا الكتاب المقدس ویقول "حَارِّینَ فِي الرُّوحِ" (رو ۱۲: 11) ومن أھم المبادئ الروحیة: ۱- "مَغْبُوطٌ ھُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ" (أع ۲۰: 35) لأن الذي یُعطي یعطیه الله. ۲- "مَنْ یَرْفَعُ نَفْسَه یَتَّضِعُ وَمَنْ یَضَعُ نَفْسَه یَرْتَفِعُ" (لو ۱٤: 11) فطوبى للمساكین بالروح لأن لھم ملكوت السموات. ۳- من وجد نفسه یضیعھا ومن أضاع نفسه لأجل المسیح یجدھا (انظرمت ۱۰: 39) مثل الشھداء بسفك دمھم. 4- "بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَیْئًا" (یو ۱٥: 5) لأن مسیحنا القدوس ھو مصدر كل قدرة للنصرة الروحیة. ٥- "مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَه الآخَرَ" (لو ٦: 29) بمعنى عدم الانتقام لأنفسنا ممن یھینوننا دائمًا. ٦- صلوا كل حین ولا تملّوا (انظر لو۱۸: 1) بمعنى الصلة المستمرة مع الله لكي ننال قوة روحیة تعیننا. ۷- "مَنْ ھُوَ حَكِیمٌ وَعَالمِ بَیْنَكُمْ، فَلْیُرِ أعَمَاله باِلتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فيِ وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ، وَلكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَیْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَزُّبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ. لَیْسَتْ ھذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ ھِيَ أَرْضِیَّةٌ نَفْسَانِیَّةٌ شَیْطَانِیَّةٌ لأَنَّه حَیْثُ الْغَیْرَةُ وَالتَّحَزُّبُ، ھُنَاكَ التَّشْوِیشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَھِيَ أَوَّلاً طَاھِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً، عَدِیمَةُ الرَّیْبِ وَالرِّیَاءِ"(یع۳: 13 -17) وشتان بین الحكمة الروحیة في صفاتھا وبین الحكمة النفسانیة في صفاتھا كما ذكر القدیس یعقوب في الآیات السابقة. نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد
14 سبتمبر 2025

إنجيل قداس الأحد الأول من شهر توت لو ٧ : ٢٨ - ٣٥

"لأنى أقول لكم أنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه و جميع الشعب إذ سمعوا العشارون برروا الله معتمدين بمعمودية يوحنا وأما الفريسيون والناموسيين فرفضوا مشورة الله من جهة أنفسهم غير معتمدين منه ثم قال الرب فمن أشبه إناس هذا الجيل وماذا يشبهون يشبهون أولاداً جالسين في السوق ينادون بعضهم بعضاً ويقولون زمرنا لكم فلم ترقصوا نحنا لكم فلم تبكوا لأنه جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزاً ولا يشرب خمراً فتقولون به شيطان جاء إبن الإنسان يأكل ويشرب فتقولون هوذا إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة والحكمة تبررت من جميع بنيها" . يوحنا المعمدان منذ أيام احتفلت الكنيسة بإستشهاد القديس يوحنا المعمدان (۲توت ) والكنيسة تضع القديس يوحنا المعمدان مقدما على مصاف القديسين والشهداء والنساك لأن يوحنا المعمدان بشهادة الرب نفسه أعظم مواليد النساء وقد حباه الرب بميزات فريدة و فائقة إذ ولد بوعد ورؤيا وكلام رئيس ملائكة من أبوين بارين سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم وامتلأ من بطن أمه من الروح القدس وسجد وارتكض بابتهاج أمام مركبة الشاروبيم العذراء القديسة وهي حاملة ابن الله الكلمة في بطنها ،كما رقص داود أمام تابوت العهد وهو الملاك الذى أرسله الرب قدامه بنبوات سابقة ليهيء الطريق قدامه ويرد قلوب الآباء ويهيي للرب شعباً مستعداً وهو الناسك ساكن البراري منذ نشأته والزاهد في العالم بكل مباهجه والعجيب في ملبسه ( وبر الأبل ومنطقه من جلد على حقويه ، وفي ما كله (كان يأ كل جراداً وعسلا برياً ) وفي انعزاله في القفار وهو وريث روح إيليا الناري وقوته والمتكلم بالحق بلا مواربة وبلا مجاملة وبلا خوف لا من رؤساء العالم ولا من كلام الناس وهو المتمسك بالله وبالحق الإلهى لا يتقلب ولا يتغير ولا يشاب قصبة تحركها الريح ولا متنعم في حرير وقصور الملوك وريائهم وتلونهم، بل ثابت فى إلهه كالجبل تعصف به الزوابع والاعاصير فيهزأ بها راسخاً لا يتزعزع وهو صوت الصراخ للغافلين والمتوانين في برارى العالم ليهدى التأئهين وينبه السكارى ويبكت الخطاة ويوقظ الضمير ويلهب القلب ، ويعمد بماء التوبة كل من يقبل إليه. ويكفى يوحنا المعمدان - الكاهن ابن الكاهن - أنه يستحق أن يعمد مخلصنا الصالح فى نهر الأردن ويرى الروح نازلا ومستقراً عليه ويسمع صوت الآب من السماء ( هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ) ويوحنا المعمدان هو الذي قدم المسيح للعالم على أنه حمل الله وكررها مراراً فهو بعين روحانية نبوية نظر إلى الحمل مذبوحاً مقدماً عن حياة العالم وهو أعلن لنا المسيح الذي يعمد بالروح القدس والنار ، والمسيح الديان الماسك رفشة في يده وينقى بيدره ويجمع القمح إلى المخازن ، أما التين فيحرق بنار لا تطفأ . روح إيليا وروح ايزابيل وقفت ايزابيل الشريرة في أيام إيليا تقاوم طريق الله وتخدم أنبياء البعل والنجاسات ، وعندما قتل إيليا بروحه الناري أنبياء البعل وبنى مذبح الرب المنهدم ورد الشعب رجوعاً إلى طريق الحياة مع الله ، هاجت ايزابيل واقسمت بوعد أن تقتل إيليا وتنتقم منه هكذا أيضاً وقفت هيروديا في أيام يوحنا المعمدان عندما شهد للحق ، ووقف ضد شهوات هيرودس و نجاسة هير وديا ، وقفت تتحين الفرص وتدبر المكائد حتى ألقى هيرودس الملك يوحنا المعمدان في السجن ولم تهدأ حتى قطع رأس يوحنا وقدم لها على طبق . وسواء كانت ايزابيل في أيام إيليا أو هيروديا أيام يوحنا المعمدان فانه لا يجب أن ننظر إليهما كمجرد أفراد ولكن الذهن الروحي يدرك أن ايزابيل وهيروديا تمثلان مبدأ ( الفداء لحق الله ومقاومة عبيد الله الحي وكل من يغار الرب غيرة روحية ) وقد تكتمل أمامنا شخصية ايزابيل وهيروديا عندما نقرأ عن المرأة الزانية التي رآها القديس يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا جالسة على وحش له سبعة رؤوس وعشرة قرون ( السبعة رؤوس هي ٩٤م ٩٩سبعة ملوك والعشرة قرون أيضاً عشرة ملوك). إذن حيثما يوجد روح إيليا وروح يوحنا المعمدان ( روح الحق ) توجد روح ايزابيل وروح هيروديا (روح المقاومة ) ،وفى جميع الحالات نجد أن روح ايزابيل اخضعت السلطان الزمنى لمصلحتها فآخاب الملك وهيرودس ومن على شاكلتهم ليس أكثر من آلات طيعة في يد روح الزنى والشهوات روح ایزابیل . لا يحل لك ان روح يوحنا المعمدان لا تموت وصوت يوحنا المعمدان لا يسكت بموت الجسد قيل ان رأس يوحنا المعمدان وهي موضوعة على الطبق كانت تصرخ فى وجه هيرودس لا يحل لك أن تأخذ هيروديا إمرأة أخيك زوجة لك ، لقد أرادت هيروديا أن تسكت هذا الصوت الصارخ فطلبت أن يموت ولكن الصوت كان يزداد صراخاً في الضمير في الداخل . ولكن إلى متى تظل روح ايزابيل وهيروديا والمرأة الزانية تتمتع بسلطان وقوة وسطوة على أولاد الله ؟ إلى متى تطلب نفس إيليا وتقتل يوحنا المعمدان وتسكر من دم القديسين وشهداء الرب يسوع ؟! لان التاريخ فى الكتاب المقدس يعزينا جداً إذ يذكر نهاية ايزابيل الأليمة كيف أكلت الكلاب جسمها ولحست دمها ، وسفر الرؤيا يثبت إيماننا من جهة سقوط المرأة الزانية ودينونتها و في يوم واحد ستأتى ضرباتها موت و حزن وجوع وتحترق بالنار لان الرب الإله الذي يدينها قوى . اولاد الله : الآن نحن أولاد الله والروح الساكن فينا هو روح الحق ذاته الذي يعمل فى إيليا وملأ يوحنا المعمدان وروح ايزابيل تقف مضادة للحق في كل زمان وفى كل مكان . تستخدم شهواتها وسلطانها هيا يا اخوة نشهد للحق بلا خوف ونسلك بالروح ولا نكمل شهوة الجسد.هيا نشهد للحق في داخل أنفسنا، وقبل أن نقف أمام هيرودس الملك نقف كل واحد أمام نفسه وهي مائلة للشر ونقول و لا يحل لك ، هلم نراجع أنفسنا كم أخذنا بالوجوه وكم جاملنا الناس على حساب كلمة المسيح ؟ كم جبنا وإمتلانا خوفاً من مجرد تهديدات من روح ایزابیل فتركنا الحق وخفنا على مصالحنا ومادياتنا ومراكزنا وتنكرنا للمبادىء في لحظة من الزمان ؟ كم مرة تغاضينا عن الشهادة للحق واعتذرنا أمام أنفسنا وأمام الآخرين بعدم مسئوليتنا عن الناس ؟ كم مرة احتفظنا بسلامنا خوفاً من مواجهة روح ايزابيل وفضلنا البعد والإنطواء عن الشهادة للحق ؟ إن صوت يوحنا يصرخ في ضميرنا ودم الشهادة للحق هو أغلى ما في كنيستنا هو كنزها و سرها لان كنيستنا هي أم الشهداءليعطينا الرب روح الشهادة له في السر والعلن بلا خوف المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
13 سبتمبر 2025

تبرِير الإِنْسَان فِي المَسِيح يَسُوع

مِنْ رِسَالة بُولِس الرَّسُول لِلعِبرانِيين 10 : 19 – 23 [ فَإِذْ لَنَا أيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَة بِالدُّخُولِ إِلَى الأقْدَاسِ بِدَمِ يَسُوعَ طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً بِالحِجَابِ أيْ جَسَدِهِ وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بيتِ اللهِ لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ وَمُغْتَسِلةً أجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً لأِنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أمِينٌ ] بُولِس الرَّسُول هُوَ الَّذِي تَكَلَّم عَنْ الخِيمة وَأنَّ الَّذِي يدخُل قُدس الأقداس هُوَ رَئِيس الكهنة فقط الآنَ يَقُول لَنَا بُولِس لَنَا كُلِّنَا ثِقة بِدم يَسُوع أنْ ندخُل إِلَى الأقداس الإِنْسَان تبرَّر فِي المَسِيح يَسُوع فَمَا هُوَ :- 1- مفهُوم التبرِير فِي المَسِيح يَسُوع :- الإِنْسَان بِالخَطِيَّة إِنْسَان غِير مقبُول لدى الله تَمَاماً بَلْ مطرُود مِنْ حضرَتِهِ مهمَا عمل هُوَ غِير بَار أمام الله [ لأِنَّهُ لَيْسَ مولُود إِمرأة يَتَزَكَّى أمامه ] ( مِنْ صَلاَة الصُلح ) الخَطِيَّة خَاطِئة جِدّاً الَّذِي يُحِب الله يكره الخَطِيَّة فَكَمْ يَكُون الله نَفْسه القُدُّوس البَار ؟ الَّذِي مَلاَبِسه بيضاء أبسط شِئ يِظهر عليهَا فَكَمْ يَكُون الله !! إِذاً الإِنْسَان بِالخَطِيَّة مطرُود تَمَاماً مِنْ حضرِة الله لِذلِك جعل الله كَارُوبان بِسيفٍ مِنْ نار عَلَى حِراسة شجرة الحياة كي يُهلِكان كُلَّ مَنْ يقترِب مِنْهَا . لِمَاذا لاَ يدخُل قُدس الأقداس أحد إِلاَّ رَئِيس الكهنة فقط وَمرَّة وَاحِدة فِي السنة فقط وَيملأ المكان بِالبُخُور كي لاَ يرى التَابُوت ؟ لأِنَّ الخَطِيَّة عَمَلِت حَاجِز[ هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أنْ تُخَلِّصَ بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بينكُمْ وَبينَ إِلهِكُمْ ] ( أش 59 : 1 – 2 ) لِذلِك يوجد حِجاب لِيمنع الإِنْسَان مِنْ أنْ يدخُل لِقُدس الأقداس وَمنقُوش عَلَى الحِجاب كَارُوب كي يمنعه إِذاً كَيْفَ يَتَبَرَّر الإِنْسَان أمام الله ؟ يستَحِيل الخَطِيَّة جعلته مطرُود وَدينُونة الله مُرعِبة يِمكِنْ يِكُون فِكرِنَا عَنْ الخَطِيَّة غِير وَاضِح لكِنْ أي خَطِيَّة فِي دَاخِل الإِنْسَان هِيَّ تَعَدِّي وَكسر لِلنَّامُوس أي إِحتِقار لله وَرفضه لِذلِك الله موقِفه مِنْ الخَطِيَّة صعب جِدّاً كَيْفَ يَتَبَرَّر أمام الله ؟ كَيْفَ سَيُرفع الحِجاب ؟ يَقُول الله لاَ أي عمل بِهِ خَطِيَّة أوْ مُجرَّد شهوة تدخُل القلب تجعل الإِنْسَان غِير مقبُول أمامِي إِنْ عَملت خَطِيَّة وَاحدة تَصِير مُستوجِب الموت العُمر كُلَّه [ لأِنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ فَقَدْ صَارَ مُجرِماً فِي الكُلِّ ] ( يع 2 : 10) مُوسى النَّبِي عِندما نزل مِنْ الجبل بعد أنْ تَسَلَّم لوحيّ الشَرِيعة مِنْ الله كَانَ فِي حال عَظِيم وَلكِنَّهُ عِندما رأى الشَّعْب يعبُد العِجل الذَّهَبِي كسر لوحيّ العهد فحرمهُ الله مِنْ الدُخُول لأرض المِيعاد خطأ وَاحِد حرمهُ مِنْ أرض الموعِد وَكسر لوحيّ العهد إِشَارة لِكسر الإِنْسَان لِلنَّامُوس لِذلِك عِندمَا أعطاه الله لوحيّ العهد مرَّة أُخرى طلب مِنْهُ أنْ يضعهَا فِي تابُوت وَكَأنَّ الله قَادِر أنْ يحفظهَا دَاخِله أي أنَا غِير قَادِر عَلَى تنفِيذ الوَصِيَّة إِلاَّ بِالمَسِيح يَسُوع الوَصِيَّة فوق طَاقِتنَا لِذلِك لاَ نِنَفِذهَا إِلاَّ بِالمَسِيح يَسُوع أي أمر صَغِير يجعل الإِنْسَان مطرُود مِنْ حضرة الله حَتَّى خَطَايا السهوعدم فِعل الخِير إِذاً مَاذا نفعل ؟ مُجرَّد الإِنشِغال عَنْ الله لِذلِك يَقُول [ الجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا معاً ] ( رو 3 : 12 ) حَتَّى الأبرار وَالأنبِياء لِذلِك ذكر الكِتاب أخطاء الأنبِياء إِذاً مَا هُوَ مفهُوم التبرِير ؟ هُوَ أنْ تُعطِي إِنْسَان محكُوم عَليه بِالإِعدام بَرَاءة وَبعد البَرَاءة يَعِيش حياة جَدِيدة أي يُفك سِجنه وَبعده يَعِيش فِي قصر إِذاً البِرَّ هُوَ يَتَحَوَّل الإِنْسَان مِنْ خَاطِئ إِلَى بَرِئ وَمِنْ بَرِئ إِلَى بَارإِنْسَان مديُون دَفعت عنْهُ الدِين ثُمَّ أعطيته رَصِيد كَبِير لِحِسَابه الخَاص أي مِنْ مديُون إِلَى بَرِئ إِلَى غَنِي البِرَّ هُوَ رفع سُلطان الخَطِيَّة لأِنَّ الخَطِيَّة جَعَلِت الإِنْسَان مُجرِم وَعليهِ حُكم حَتَّى أنَّ أرمِيَّا قَالَ قلب الإِنْسَان نَجِيس ( أر 17 : 9 ) إِنْ كَانَ الله ينسِب لِمَلاَئِكته حَمَاقة وَالسَّماء أمامه غِير طاهرة فَمَا حُكمه عَلَيَّ أنَا الخَاطِئ ؟ يَقُول مَارِأفرآم السُريانِي [ ويل لِي لأِنَّ الخَطِيَّة لَمْ تترُك فِيَّ عضو سَلِيم وَلاَ حَاسَّة بِلاَ فساد ] [ أُذكُر يَاربَّ طِلبة مَنْ عَاهدك أنْ يُرضِيك يوماً وَكَذِب ] الإِنْسَان مِنْ قُدرته الشَخصِيَّة لاَ يُمكِنْ أنْ يُرضِي الله يوماً وَاحِداً هذَا حَال الإِنْسَان البعِيد عَنْ الله مطرُود تَمَاماً مِنْ حضرَتِهِ لَيْسَ لَهُ رَجاء أنْ يَتَقَدَّم لله لأِنَّ الله كُلَّه طَهَارة وَأنَا كُلِّي نَجَاسة [ لأِنَّ تَصَوُّر قلبِ الإِنْسَان شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ ] ( تك 8 : 21 ) إِذا عملنَا إِحصاء لِشرَّ الإِنْسَان نَجِده شِرِّير عشرُونَ سَاعة فِي كُلَّ أربعة وَعشرُونَ سَاعة فَكَيْفَ نَتَقَدَّم إِليكَ يَا الله وَنَتَصَالح معك ؟؟ 2- تدبِير التَبرِير :- لاَبُد أنْ يدخُل إِنْسَان بِالدم عَلَى الأقل إِنْسَان وَاحِد وَمرَّة وَاحِدة فِي السنة وَكَانَ هذَا الأمر يحتمِله الله مُتَغَصِّب وَهذَا رمز لِلمَسِيح " رَئِيس الكهنة " وَيملأ قُدس الأقداس بِالبُخُور كي لاَ يرى التَابُوت وَكَأنَّ الله يَقُول لَنَا أنَا لاَ أحتمِل رؤياكُمْ لِذلِك دَبَّر التبرِير مُنْذُ سقُوط آدم[ نسل المرأة يسحق رأس الحَيَّة ] ( تك 3 : 15) نسل المرأة أي نسل العذراء آدم كي يستُر عُريه بعد السُقُوط صنع لِنَفْسه ثوب مِنْ ورق التِين لكِنْ الله أتى وَصنع لَهُ أقمِصة مِنْ جِلد لِيستُر عُريه مِنْ أينَ أتى الله بِالجِلد ؟ جِلد ذَبِيحة صنعهَا الله أمام آدم وَكَأنَّ الله يَقُول لَهُ سترك يَا آدم سَيَكُون بِالدم وَالذَبِيحة وَأكثر الله الذبائِح كي يُعلِنْ أنَّهُ بِسفك الدم قَدْ يَتَبَرَّر الإِنْسَان أمام الله لاَ يُمكِنْ أنْ تقِف أمام الله أوْ تنال المغفِرة بِدُون ذَبِيحة وَبدأ دم الذَبِيحة يُعطِي لُون مِنْ ألوان الصُلح وَوَضَعَ الله قَانُون وَنَاموس الذبائِح وَهُوَ أنَّ رَئِيس الكهنة فِي يوم الكَفَّارة يأخُذ مِنْ دم الذَبِيحة فِي إِناء وَيدخُل قُدس الأقداس وَينضح مِنْ دم الذَبِيحة عَلَى الكَارُوب حَتَّى يصمُت الكَارُوبان وَهُمَا وَاقِفان ينظُران لِلدم [ فَأرَى الدَّمَ وَأعْبُرُ ] ( خر 12 : 13) وَكَأنَّ الدم صنع صُلح بينَ الله وَالإِنْسَان وَلكِنَّهُ صُلح مؤقت لِذلِك كَانَ غِطاء التَابُوت مُحكم جِدّاً عَلَى التَابُوت وَيرمُز لِلمَسِيح وَالتَابُوت يرمُز لِلعدل الإِلهِي وَكَأنَّ المَسِيح وَفَّى كُلَّ العدل الإلهِي أمام الآب وَكَأنَّهُ يَقُول لن تَتَمَتع بِالغِطاء إِلاَّ إِذا تَمَتعت بِالتَابُوت وَلن تَتَمتع بِالكَفَّارة إِنْ لَمْ تَتَمَتع بِالمَسِيح يَقُول بُولِس الرَّسُول أنَّ خرُوف الفِصح الَّذِي يُرش دمه عَلَى البِيت جعل المَلاَك المُهلِك يعبُر إِذاً الدم عمل كَفَّارة وَفدى مِنْ الموت [ لأِنَّ فِصْحَنَا أيضاً المَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأِجلِنَا ] ( 1كو 5 : 7 ) أي أنَّ خرُوف وَاحِد فقط عَنَّا كُلِّنَا كَانَ هُوَ فِصحُنَا وَهُوَ المَسِيح لِمَاذا كانت الذبائِح فِي العهد القدِيم كَثِيرة ذَبائِح سَلاَمة وَمُحرقة وَقُربان وَ ؟ مِنْ أجل عدم كِفَايتهِمْ وَلأِنَّ الذَبائِح عَاجِزة أنْ تُطفِئ غضب الله لِذلِك تَتَكَرَّر حَتَّى أنَّ مذبح المُحرقة كانت ناره لاَ تُطفأ وَكُلَّ هذَا لاَ يُبَرِّر الإِنْسَان أمام الله لأِنَّ الذَبِيحة الَّتِي تُطفِئ غضبه كَانَ لاَبُد أنْ يَكُون بِهَا شرُوط خاصة جِدّاً وَهيَ أنْ تَكُون بِلاَ عِيب وَلاَ محدودة وَإِنْسَانِيَّة كي تفدِي الإِنْسَان أمام الله لَكِنْ الحيوان ذَبِيحة غِير كاملة لِذلِك ظلَّ الإِنْسَان بَعِيد عَنْ الله وَبدأ الله يِمَهِد ذِهن الإِنْسَان لِتبرِيره حَتَّى جَاءَ المَسِيح وَمُجَرَّد أنْ جَاءَ وَتَجَسَّد وُلِدَ فِي مِزود كي يُعَلِّمنَا أنَّهُ الحمل الرَّافِع خَطِيَّة العالم وَكَأنَّهُ يَقُول أنَا ذَبِيحة أنَا فِصحكُمْ مِنْ بِدَايِة تَجَسُّده يُعلِن أنَّهُ ذَبِيحة لِذلِك كَانَ يَجِب أنْ نَكُون قَدْ تعرَّفنَا عليه إِنَّهُ فِصحِنَا وَلِذلِك أيضاً كانت مُهِمة القِدِيس يُوحَنّا المعمِدان أنْ يِعَرَّف النَّاس عليه [ هُوَذَا حَمَلُ اللهِ ]( يو 1 : 29 ، 36 )هذَا هُوَ حَمَلَكُمْ فِيهِ كَمُلت كُلَّ الرمُوز وَالذَبِيحة وَلأِنَّ المَسِيح فوقَ الزمن كانت ذَبِيحته مُمتَدَّة عَلَى المَاضِي وَالحَاضِر وَلِذلِك كانت الذَبِيحة فِي العهد القدِيم مُستَمِدَّة قُوَّتهَا مِنْ ذَبِيحة المَسِيح جَاءَ المَسِيح وَوُلِدَ فِي مِزود أي إِنَّهُ حَمل وَأي حَمل يحدُث لَهُ شيئان هُمَا ذبح وَأكل وَالمَسِيح ذُبِحَ وَأُكِل أنَا سَآتِي إِليكُمْ لأُذبح مِنْ أجلِكُمْ وَتأكُلُونِي خرُوف الفِصح وَالمن كَانَا لاَبُد أنْ يؤكَلاَ لاَ يكفِي أنْ نذبح الحَمل فقط لاَبُد مِنْ أكله وَلاَ يكفِي أنْ نجمع المن لاَبُد أنْ نأكُله أيضاً لاَ يكفِي أنْ يُصلب المَسِيح لاَبُد أنْ يؤكل المَسِيح فِصحِنَا قَدْ ذُبِحَ رَئِيس الكهنة كَانَ يدخُل بِدم الخرُوف إِلَى قُدس الأقداس وَالمَسِيح دخل إِلَى قُدس الأقداس بِدم نَفْسه وَلأِنَّهُ رَئِيس كهنة دخل بِنَفْسه رَئِيس كهنة عَلَى رُتبة ملكِي صَادَق أي كهنُوت خُبز وَخمر كهنُوت هَارُون كَانَ كهنُوت دَمَوِي يقتُل لكِنْ كهنُوت ملكِي صَادَق كهنُوت حياة دخل المَسِيح أمام الآب بِدم نَفْسه فَوَجَدَ فِدَاء أبَدِي[ فَإِذْ لَنَا أيُّهَا الإِخوةُ ثِقَة بِالدُّخُولِ إِلَى الأقداسِ بِدَمِ يَسُوعَ طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً بِالحِجَابِ أيْ جَسَدِهِ ]( عب 10 : 19 – 20 ) مَا الَّذِي منعنا مِنْ الدُّخُول إِلَى قُدس الأقداس ؟ الحِجَاب السَيِّد المَسِيح عِندما دخل قُدس الأقداس أبطل الحِجَاب فِي نَفْسه بَلْ وَجعلهُ المَسِيح نَفْسه وَنقضهُ لِذلِك عِندما أسلم الرُّوح عَلَى الصَلِيب إِنشق حِجاب الهِيكل لأِنَّ الحَاجِز نُقِض فَكَرَّس لَنَا طَرِيق بِالحِجَاب أي جَسَده بدلاً مِنْ أنْ يمنعكُمْ العدل الإِلهِي أنَا سَأُوَفِّيه وَأجعل نَفْسِي كُبري لِتدخُلُوا إِلَى الأقداس لِذلِك لَنَا ثِقة نَحْنُ المطرُودِين أنْ ندخُل إِلَى الأقداس التبرِير أي أنَّ الإِنْسَان يُصبِح بار لكِنْ الإِنْسَان الخَاطِئ مَازَالَ مرفُوض أمَّا الخَاطِئ التَائِب فَهُوَ مقبُول [ لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمانِ مرشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ وَمُغْتَسِلَةً أجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ ] ( عب 10 : 22 ) مرشُوشة قَدِيماً كانت توجد ذَبِيحة التطهِير لِلأبرص وَلأِنَّ البَرَص مُرتَبِط بِالخَطِيَّة قَدِيماً لِذلِك كَانَ لَهُ شَرِيعة تطهِير وَهيَ أنْ يأتِي الكَاهِن بِإِناء صَغِير بِهِ ماء وَعصفورين وَخَشَبة وَقِطعة مِنْ الزُوفَا " فرع نبات " يُذبح عصفُور وَيُسفك دمه عَلَى الماء وَبِفرع الشجرة يأخُذ مِنْ الدم بِالماء وَيَرُش عَلَى العصفُور الحي وَعَلَى الأبرص وَيَطِير العصفُور الحي وَبِذلِك يَتَطَهَّر الأبرص ثُمَّ يخلع الأبرص ثِيابه وَيغسِلهَا وَيِحلق شعره وَيَستَحِم لأِنَّهُ تَطَهَّر وَالثِياب هِيَ الأعمال الخَارِجِيَّة وَيغسِلهَا أي يِطَهَرهَا وَالشعر يُمَثِّل الخَطَايا النَابِعة مِنْ القلب فيحلقه أي يخلعهَا مِنْ قلبه وَيَستَحِم أمَّا الآن لَمْ نَعُد مُحتاجِين لِلرش بِدم عصفُور لأِنَّنَا أصبحنا الآن مرشُوشة قُلُوبُنَا وَلاَ نحتاج لِلإِستِحمام لأِنَّنَا أنقياء بِالمعمودِيَّة وَالتوبة لأِنَّنَا مرشُوشِين بِدم المَسِيح فَنَتَقَدَّم بِثِقة لِلأقداس كُلَّ وَاحِد يأخُذ جَسَد المَسِيح وَدمه يختلِط بِجَسَده وَعِندما يَتَقَدَّم لله يرى فِيهِ دم إِبنه فَيُصبِح بار فِي المَسِيح يَسُوع وَمَادَامت لَنَا توبة وَتَنَاوُل نَقُول بِقلب صَادِق فِي يَقِين الإِيمان أنَّ لَنَا ثِقة لِلدُّخُول لِلأقداس لِلأسف نَحْنُ نُمَارِس الأسرار دُونَ أنْ نفهم أنَّهَا أسرار وَنَتَنَاول دُونَ أنْ نشعُر بِالغُفران رغم أنَّنَا أخذنا دمه إِذا كَانَ دم الخرُوف عِندما يُرش عَلَى البيت ينال البيت حياة وَالمَلاَك يحترِم دم الخرُوف لأِنَّهُ رمز لِلمَسِيح فَمَا بالِي أنَا المرشُوش بِدم المَسِيح نَفْسه وَبِذلِك يُصبِح التَنَاوُل لَهُ قُوَّة وَجَبَرُوت وَسُلطان لِذلِك يَقُول بُولِس الرَّسُول [ لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجاء رَاسِخاً لأِنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أمِينٌ ] ( عب 10 : 23 ) لِلأسف البرُوتُوستانت إِستخدِمُوا كَلِمة تبرِير كَثِيراً حَتَّى أنَّنَا نخاف أنْ نستخدِمهَا لكِنْ لاَ نَحْنُ أبرار فِي المَسِيح يَسُوع نَحْنُ قِدِيسِين فِيهِ وَلَنَا ثِقة لِلقُدُوم إِليهِ وَلَنَا غُفران الشِّرِّير صَارَ بِالمَسِيح بار نَحْنُ كُلُّنَا خُطاه [ لأِنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ المَسِيحُ لأِجلِنَا ] ( رو 5 : 8 ) لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالَتِهِ لأِهل رُومية [ الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أجلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأِجلِ تبرِيرِنَا ]( رو 4 : 25 )[ فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرنَا بِالإِيمانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ الَّذِي بِهِ أيضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُول بِالإِيمانِ إِلَى هذِهِ النِّعمةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ ] ( رو 5 : 1 – 2 ) نعم نَحْنُ مُقِيمُونَ فِي نِعمة المَسِيح وَعَظَمِة تبرِيره لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول [ فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أهملنَا خَلاَصاً هذَا مِقدارُهُ ] ( عب 2 : 3 )[ لأِنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الموتُ بِالوَاحِدِ فَبالأوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فيض النِّعمةِ وَعَطِيَّةَ البِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الحيوةِ بِالوَاحِدِ يَسُوعَ المَسِيحِ ]( رو 5 : 17 )[ فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الحُكمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هكَذَا بِبرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتبرِيرِ الحيوةِ لأِنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَان الوَاحِدِ جُعِلَ الكَثِيرُونَ خُطَاةً هكَذَا أيضاً بِإِطَاعَةِ الوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الكَثِيرُونَ أبراراً ] ( رو 5 : 18 – 19 ) نَحْنُ أبرار فِي المَسِيح بِطَاعِة المَسِيح المَسِيح لَمَّا جَاءَ قدَّم طاعة لِلآب عِوض عَنْ عِصيان الإِنْسَان ( خَطِيَّة آدم ) فَخضع لِمَشِيئة الآب حَتَّى الموت موت الصَلِيب لَمَّا رأى عِصيان آدم طرده وَطردنا وَلَمَّا رأى طاعة المَسِيح قبلنَا [ يُعطَى عَنَّا خَلاَصاً وَغُفراناً لِلخَطَايا ]( مِنْ الإِعتِراف الأخِير لِلكَاهِنْ ) [ إِنْ أخْطَأ أحد فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ ] ( 1يو 2 : 1 )[ دَمُ يَسُوعَ المَسِيح ابنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ ] ( 1يو 1 : 7 ) إِحذر أنْ تستهتِر بِدم المَسِيح وَإِلاَّ نَكُون مُحتقرِينه كَيْفَ لاَ يَكُون عِندِي الثِقة الَّتِي كانت فِي دم العصفُور الَّذِي يُطَهِر الأبرص ؟ المَسِيح فِي الفِصح يُقال أنَّهُ ذَاقَ وَأعطَى مكانِة كُلَّ وَاحِد فِينَا عِنْدَ الآب هِيَ مكانة المَسِيح وَكَمَا سُرَّ الآب بِالإِبن يُسَرُّ بِنَا بِمَسَرِّة إِبنِهِ لأِنَّنَا نأخُذ دمه وَصِرنَا ورثة عِندمَا برَّرنَا لَمْ يُعطِينَا فِداء فقط بَلْ بِرّ أيضاً كَانَ مُمكِنْ يُعطِينَا بِرَّ مُباشرةً دُونَ فِداء لكِنَّنَا كُنَّا سَنَعُود وَنُخطِئ مرَّة أُخرى وَنُطرد مرَّة أُخرى لِذلِك أعطانا البِرَّ بِدَمِهِ هُوَ وَشَفَاعَتِهِ هُوَ إِذا أتينا بِمَصَابِيح لَهَا ألوان كَثِيرة وَوَضعنَاهَا خلف لُوح زُجاجِي لونه أحمر فَإِنَّنَا سَنَرَاهَا كُلَّهَا حمراء اللُون هكَذَا نَحْنُ بِخَطَايانَا كُلَّهَا إِذا إِختلطنا بِدم المَسِيح سَيرىَ الآب فِينَا دم إِبنه لكِنْ إِذا بعدنا عَنْ دم المَسِيح سَنُطرد وَسَيُنَفَّذ علينَا عقُوبة أصعب مِنْ عقُوبات العهد القدِيم لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِمكانية دم المَسِيح وَإِنْ لَمْ نلتَصِق بِدَمِهِ نَكُون نُهِينه وَنُهِين فِداءه لكِنْ المَسِيح مَوَاعِيده حَقِيقِيَّة وَغير كَاذِبة وَإِذْ قَالَ أنَّهُ طَهَّرنَا مهما فعلنا خَطَايا فَهُوَ يُطَهِّرنَا بِدَمِهِ لِذلِك لَنَا سَلاَم مَعَ الله [ إِذاً لاَ شَيء مِنَ الدَّينُونةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ ] ( رو 8 : 1 ) هَلْ رَأيت وَعرفت مَاذا يُرِيد أنْ يُعطِينَا المَسِيح ؟ هُوَ يُرِيد أنْ يُعطِينَا إمكانِيات ثبات وَغُفران حَتَّى لاَ تَتَسَلَّط علينَا الخَطِيَّة الله مُصَمِّم عَلَى خَلاَصنَا وَأبَدِيِتنَا وَبِرِّنَا هُوَ يِطَهِرنَا وَنَحْنُ نشكُره وَنُمَجِّده وَنَتَمَتَع بِصَلِيبه وَنَقُول لَهُ " قُدُّوس قُدُّوس " وَنُبَارِك عظمته بِفرح عِندما يَجِد خَلِيقته تُسَبِّحه وَيَقُول الَّذِينَ فديتهُمْ مَجِّدُونِي وَهُمْ قَادِرُونَ أنْ يهزِمُوا جيُوش غُرَباء بِدَمِي لِذلِك نَحْنُ نَسْعَى كَسُفَراء عَنْهُ كَإِنَّهُ يَعِظ بِنَا ( 2كو 5 : 20 ) رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل