المقالات
27 أغسطس 2023
من يعمل مشيئة الله
إنجيل هذا الصباح المبارك يتكلم عن موقف من مواقف حياة ربنا يسوع المسيح المباركة ربنا يسوع جالس وحوله الجموع الغفيرة وجاءوا وقالوا له أن السيدة العذراء وأولاد خالته خارجاً يدعونه – وكان أولاد الخالة وأولاد العم والعمة يُقال عنهم إخوة – إذاً أولاد خالة ربنا يسوع بالنسبة له إخوته جاءت السيدة العذراء وأختها مريم التي لإكلوبا وأولادها وقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك بالطبع السيدة العذراء لها كرامة كبيرة والمفروض أن ربنا يسوع يعمل حساب للقرابة﴿ وكان الجمع جالساً حوله فقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك فأجابهم قائلاً من أمي وإخوتي ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها أمي وإخوتي ﴾ ( مر 3 : 32 – 34 ) من هي أمي وإخوتي ؟ هل أنا أتيت لأعيش في حيز عائلة ضيق ؟ لا أنا لم آتي لذلك إذاً من هي أمك وإخوتك ؟ فقال ﴿ لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي ﴾ ( مر 3 : 35 ) الموقف هنا به وضوح شديد من ربنا يسوع أنه لم يضع إعتبار لنسب الجسد بل أهم شئ عنده هو النسب الروحي فضَّل حِفظ الوصايا عن أمه وإخوته وهنا نتكلم في :-
1- حِفظ الوصايا :-
تخيلوا أن السيدة العذراء موجودة خارجاً وهو يقول لا يهمني وجود السيدة العذراء خارجاً لا تعتبر السيدة العذراء أمي العذراء التي نقول عنها خزانة حاوية أسرار اللاهوت والتي حل عليها الروح القدس وظللها التي المولود منها يُدعى إبن الله المباركة في النساء التي قيل عنها﴿ نساء كثيرات نلن بركات أما أنتِ ففقتِ عليهنَّ جميعاً ﴾السيدة العذراء بكل كرامتها عندما أتت لرب المجد يسوع قال من هي أمي وإخوتي ؟ إذاً ربنا يسوع رفع مستوى حِفظ الوصايا فوق مستوى قرابة الجسد رفض أن تُكرم العذراء لأنها أمه بل هو لا يود ولا يحب أن يُكرم العذراء لأنها والدته بل تكريم السيدة العذراء جاء من حفظها للوصايا لأنها صنعت إرادة الله لأنها صنعت إرادة الله فلذلك هي التي تنال الكرامة والمجد هذا هو سر الكرامة الذي يحب رب المجد يسوع أن يكرم به عبيده وأولاده في أحد المرات سمعت إمرأة كلام ربنا يسوع وأُعجبت جداً بحديثه وتعاليمه وبدأت تتأثر وانجذب قلبها لروعة كلامه وله .. فقالت له بانفعال ﴿ طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما ﴾( لو 11 : 27 ) طوباها من حبلت بك لكنه رفض هذا التكريم أيضاً وقال لها ﴿ بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ﴾( لو 11 : 28 ) حِفظ كلام الله والسمع لوصاياه أفضل من أن تكون العذراء أمه بالجسد كرَّم جداً حافظي وصاياه وحقهُ أكثر جداً من الذين لهم قرابة بالجسد له ﴿ وقال ها أمي وإخوتي ﴾ نحن نستحق أن يكون لنا علاقة برب المجد يسوع وميراث غالي وثمين ينتظرنا لكن بشرط مهم وهو أن نكون حافظين لوصاياه لدرجة أنه لما قالوا له ها أمك وإخوتك خارجاً قال لهم ﴿ من أمي وإخوتي ﴾﴿ ثم نظر حوله إلى الجالسين ﴾ نظر إلى كل من حوله وقال الجالسين حولي هؤلاء هم أمي وإخوتي الذين يسمعون كلامي ﴿ كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم ﴾ ( يع 1 : 22 ) والكنيسة تقول لنا ﴿ أما أنتم فطوبى لأعينكم لأنها تُبصر ولآذانكم لأنها تسمع فلنستحق أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة ﴾عندما نسمع ونعمل بأناجيله أصير أنا أخوه وأخته وأمه وأستحق أن أدخل في رعية أهل الله كما قال معلمنا بولس الرسول ﴿ فلستم إذاً بعد غُرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله ﴾ ( أف 2 : 19) أي من رعوية أهل بيته أي أسرته وعائلته أي أفراد عائلته المقدسة هذا من يصنع مشيئته لذلك عندما نكون من عائلة رب المجد يسوع ونصنع مشيئته نصير كما قال﴿ عظم من عظامي ولحم من لحمي ﴾ ( تك 2 : 23 ) صرنا أعضاء في جسده شرف لا نستحقه أبداً عندما نعمل بوصاياه نصير أعضاء حية في جسده الحي المبارك الكريم هذه هي الكنيسة مجتمعة الآن وتؤمن أننا جسده أعضاء حية ثابتة لسنا أقاربه فقط بل نحن فيه في كيانه لذلك داود يقول ﴿ أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت وشريعتك في وسط أحشائي ﴾ ( مز 40 : 8 ) كون إني أعمل مشيئتك يا إلهي أفرح﴿ شريعتك في وسط أحشائي ﴾ الأحشاء تدل على أعماق الإنسان أي أنت يارب كلمتك داخلي ساكنة كما قال بولس الرسول ﴿ لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنىً ﴾ ( كو 3 : 16) – تسكن بغنى – كما قال أيضاً داود النبي ﴿ أُخبر باسمك إخوتي في وسط الجماعة أُسبحك ﴾ ( مز 22 : 22 ) صرت واحد من العائلة أمجد وأسبح الله وأكرمه حِفظ الوصية ليس حِفظ للتلاوة بل فِعل وأمانة وسلوك وحياة هذا ما يكرم الإنسان ويعطيه شرف الإنتساب لربنا يسوع لذلك في سفر أشعياء يقول ﴿ ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهرٍ سلامك وبرك كلجج البحر ﴾ ( أش 48 : 18) لو سمعت وصاياي واتبعت تعاليمي وعرفت قيمة تعاليمي لكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر – حِفظ الوصايا – من أخي وأختي وأمي ؟ الذي يسمع كلام الله ويحفظه هؤلاء من لهم التطويب هؤلاء الذين لهم شرف الإنتساب لله معلمنا بولس الرسول كان يقول لهم ﴿ شكراً لله أنكم كنتم عبيداً للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها ﴾ ( رو 6 : 17) الأمين لله يسمع التعليم فيطيع من القلب هذه هي الطاعة التي تعطيني إنتساب لرب المجد لذلك هناك آية جميلة في عرس قانا الجليل أن السيدة العذراء قالت للمدعوين ﴿ مهما قال لكم فافعلوه ﴾ ( يو 2 : 5 ) وكأنه نداء السيدة العذراء للمتكئين في العرس المدعوين كلهم تقول لهم مهما قال لكم إفعلوه وصايا رب المجد يسوع مهما قال لنا نفعل حتى لو لم يكن لي قرابة معه لا إبن خالته أو عمته ولا يربطني جسد لكن أفعل الوصية فأصير قريبه أخوه أخته وأمه هذا ما يعطيني شرف النسب .
2- نسبنا لرب المجد يسوع :-
نسبنا مع المسيح ليس نسب دموي جسدي بل روحاني ماذا يفيد إبن لأبيه لكنه كاسر لكلام أبيه ولا يشعر إتجاهه بأي محبة بل قد يجد الأب من إبنه خاصةً كل مقاومة وبغضة ماذا تفيد هذه البنوة ؟ هذه بنوة لا تفيد بل قد تكون مُضرة بالإنسان لذلك ربنا يسوع ينبه أذهاننا لنوع أرقى من بنوة الجسد وهو بنوة الروح وهنا قال ﴿ الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ﴾( رو 8 : 14)عندما أنقاد بروح الله أكون إبنه وهذا أجمل ما في علاقتنا والنسب بيننا وبين الله صدقوني يا أحبائي من كثرة محبتنا لله وكثرة تنفيذنا لوصاياه سنشعر بالفعل أنه محب ألصق من الأخ وتشعر فعلاً أنه أب بل كلمة أب قليلة عليه تشعر فعلاً أنه يسد كل إحتياجاتنا ومُغنينا ومشبعنا هذه هي عظمة نسبنا لربنا يسوع ليس عظمة نسبنا ليسوع مجرد علاقة شكلية أو علاقة جسد ودم لا ﴿ الذين ولدوا ليس من دمٍ ولا من مشيئة جسدٍ ولا من مشيئة رجلٍ بل من الله ﴾( يو 1 : 13) هذه هي العلاقة التي تربطنا بربنا يسوع لأن حقيقةً كان اليهود عندهم النسب الجسدي سبب إفتخار واعتقدوا أن هذا الأمر يكفي عندما نقرأ رسالة رومية التي قد يقول البعض أنها رسالة صعبة غير مفهومة نجد أن الإثنى عشر إصحاح الأوائل منها تدور حول هذا الأمر أن اليهود يفتخرون على الأمم ويقولون لهم أنتم أقل منا بكثير فمن عرفكم بالمسيح وبالأسرار الإلهية ؟ اليهود الذين دخلوا الإيمان وصاروا مسيحيين يحتقرون الأمم الذين دخلوا الإيمان كانوا يتواجدون معاً في كنيسة واحدة ويصلوا معاً لكن اليهودي يشعر أنه أفضل بكثير من الأممي ويقول له أنت جديد في الأمر من أنت ؟ يقولون نحن أبناء إبراهيم الذين أخذنا الوصايا والعهود والإشتراع نحن أبناء الموعد المبارك جاء معلمنا بولس الرسول وقال لهم ما معنى أنكم أولاد إبراهيم ؟ هل عندما بارك الله إبراهيم كان ذلك قبل الختان أم بعده ؟ فصمتوا قال لهم أريد أن أسمع منكم الله بارك أبونا إبراهيم قبل الختان إذاً ما فضل اليهودي وما نفع الختان إن كان الله قد باركه قبل الختان إذاً هو أب للجميع اليهودي والأممي فلا تقل أن أبوك إبراهيم أبوك أنت وحدك فقط وليس أب للأممي إذاً يا معلمنا بولس أنت لغيتنا إغتاظ اليهود وقالوا له سنقول لك أمر آخر لا تستطيع أن تجادل فيه وهو أن المسيح جاء من نسلنا نحن جاء من الأسباط فما رأيك إذاً ؟ فقال لهم معلمنا بولس بحكمة واستنارة روح أعلم أنه أتى منكم بحسب الجسد نعم أنتم إسرائيليون ولكم المجد والتبني والعهود ولكم العبادة والمواعيد ولكم الأباء ومنكم المسيح بحسب الجسد ثم يقول ﴿ لأن ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعاً أولاد بل بإسحق يُدعى لك نسل ﴾ ( رو 9 : 6 – 7 ) إذاً من إسماعيل ؟ هو إبن إبراهيم لكن قال ليس كل من هو من نسل أبونا إبراهيم يكون إبنه ليس كل من هو من نسله هو مبارك .. يوجد إنسان مبارك وإنسان غير مبارك فقال لهم ليس كل من في النسل يدخل الوعد إذاً قد يكون إنسان في النسل وليس في الوعد أي إنتبهوا نعم المسيح جاء من نسلكم لكن قد تكونوا في النسل لكن ليس في الوعد هذه النقطة قد لا تكون كافية لكم﴿ بإسحق يُدعى لك نسل ﴾ ثم قال لهم كلمة أصعب ﴿ بل رفقة أيضاً وهي حُبلى من واحدٍ وهو إسحق أبونا قيل لها إن الكبير يُستعبد للصغير ﴾ ( رو 9 : 10 ؛ 12) لو قلتم أن إسماعيل هو إبن هاجر ولا تدخلنا في مقارنة بين هاجر وسارة لكن رفقة كان في بطنها إثنان يعقوب وعيسو وهي حبلى من رجل واحد هو أبونا إسحق وقال ﴿ أحببت يعقوب وأبغضت عيسو ﴾ ( رو 9 : 13) إذاً أمر نسب الجسد لا تكفي لأنه قد يكون إبن لأبيه بحسب الجسد لكن لا يكون إبن مبارك لأنه غير سالك بحسب الدعوة الأمر خطير جداً لأنه ليس لأني منتسب للمسيح أكون مسيحي الأمر خطير لأنه ينطبق علينا الآن لأنه ليس كل شخص مُعمد هو مسيحي ليس كل شخص مُعمد سيرث الملكوت المفروض أن كل معمد يرث الملكوت لماذا ؟ لأن شرط ميراث الملكوت أن تحفظ الوصايا فماذا يفيد العماد بدون حِفظ الوصايا ؟ ماذا يفيد إني أكون إبن لإسحق لكني شريرهل سيشفع فيَّ إسحق ؟ لا بل بالعكس ستصير بنوتي لإسحق سبب دينونتي لأنها نعمة لم أعمل بها لو أنا غير عامل بالمعمودية ستصير المعمودية دينونة عليَّ لأنها نعمة لم أعمل بها ووزنة وإمكانية وعطية إلهية أعطاني الله إياها ولم أعمل بها إلى هذه الدرجة ؟ نعم لذلك الأمر يحتاج إنتباه منا حتى لا تتخيل أن كل إنسان إسمه مسيحي وأن المسيحية صانعة قديسين وأنه ينتمي لشخص المسيح المبارك المصلوب المقام الممجد يكتفي بذلك فقط ويشعر أنه أفضل إنسان في العالم وينظر للديانات الأخرى بإحتقار لا ليس كوني مسيحي يكفيني لأرث الملكوت بل لابد أن أكون عامل بمسيحيتي لابد أن أكون من ضمن الذين سيرثون ليس بالشكل بل بحفظ الوصايا والعمل بها إذاً كل إنسان يحتاج أن يتشرف بنسبه للمسيح يتشرف بحفظ الوصايا الأب الكاهن له طِلبة على المذبح في القداس الكيرلسي يقول فيها ﴿ نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر لا تخزنا بخزي الأبدي ولا تطرحنا نحن عبيدك ولا تصرفنا عن وجهك ولا تقل لنا إنني لست أعرفكم ﴾ مشكلة لو كنا معمدين وحوله في الكنيسة ويقول لنا لا أعرفكم كيف يارب وأنا معمد أنا إبنك وكنت دائماً في الكنيسة وكذا و يقول لا أعرفك كيف ؟ يقول لك لأنك لم تحفظ العهد والوصايا حياتنا تحتاج إنتباه منا تحتاج أن تنقاد بروح الله لكي نستحق أن نكون أبناء الله .
3- التطبيق العملي :-
عندما أراد ربنا يسوع أن يسلم أمه السيدة العذراء لإنسان يحفظها سلمها ليوحنا الحبيب وقال له﴿ هوذا أُمك ﴾ ( يو 19 : 27 ) رغم أنها ليست أمه بالجسد إذاً قد تكون السيدة العذراء أمي وهي ليست أمي بالجسد بل بالروح – لكن بشرط – فمن تمتع بشرف أن تكون السيدة العذراء في بيته وتكون أمه ؟ الذي تبع رب المجد يسوع إلى الصليب من تبع ربنا يسوع حتى الصليب إستحق أن تكون السيدة العذراء في بيته ضيفة مباركة إتبع ربنا يسوع حتى الصليب تأخذ السيدة العذراء أُماً لك ليس بالكلام بل بالفعل كل التلاميذ أحبوا السيدة العذراء لكن من تبع المسيح حتى الصليب ؟ يوحنا الحبيب لذلك أخذها وقال له * هوذا أمك * ( يو 19 : 27 ) الإنسان يحتاج أن ينتقل من المعرفة إلى الفعل يحتاج أن ينتقل من المسيحية بالإسم إلى المسيحية بالفعل – مسيحية حقيقية – لابد أن أقيس نفسي على عمق وواقع الوصية أين أنا من الوصية ؟ الإنجيل يقول لنا وصايا ونحن حقيقةً بعيدين عنها عندئذٍ يقول لك أنت لم تحفظ وصيتي أنا لا أعرفك من هي أمي وأخي وأختي ؟ من يصنع إرادة الله لا فائدة من أي شفاعة بدون أن أكون عامل بمشيئة الله لا فائدة من أي علاقة أو أي نسب أو أي شرف أكتسبه وأقول كان لي وأنا قرأت وأنا أعرف و أبداً إحفظ عهد وصاياه تأخذ بنوته وتأخذ بركته وشرف إنتسابك له ويقول عنك هم أولادي لذلك من ألقاب ربنا يسوع أنه * أخونا البكر * * بكر الخليقة * ( كو 1 : 15) ربنا يسوع هو أخونا الكبير جعلنا عندما نصلي كلنا نقول له ﴿ يا أبانا الذي في السموات﴾ رفع المستوى الشكلي والنسب وجعله أبونا﴿ الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله ﴾( رو 8 : 16) صار أبي وأصبحت أعرف صوته وأميزه ويعرفني صار أبي السماوي هذه هي العلاقة التي أراد ربنا يسوع أن يكرمنا ويشرفنا بها أين أنا من وصية ﴿ لا تهتموا للغد ﴾ ( مت 6 : 34 ) ؟ حياتي ممتلئة قلق على غداً وبعد غد بل وإلى عشرة أعوام قادمة إذاً أنا لا أعمل بالوصية بل أعرفها فقط أين أنا من وصية ﴿ أحبوا أعداءكم ﴾ ( مت 5 : 44 ) ؟ أين أنا من الباب الضيق ﴿ إجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق ﴾ ( لو 13 : 24 ) ؟ عندما يعيش البعض أي تجربة يرفضها ويتذمر يريدون الباب الواسع لكن المسيح لم يذكر الباب الواسع بل كلمنا عن الباب الضيق ومدح السالكين فيه وصايا كثيرة تحتاج من الإنسان مراجعةعندما يقول ﴿ اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم ﴾ ( مت 6 : 33 ) وصايا كثيرة نعرفها لكن نكسرها ولا نعيش جوهرها كحقيقة عندئذٍ يقول لك ما فائدة أنك عرفت الوصايا هل عشتها ؟ مثل الشاب الغني الذي قال له ما هو المكتوب ؟ فقال الشاب ﴿ هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ﴾ ( لو 18 : 21 ) أين أنا من وصية صلوا كل حين ولا تملوا ( لو 18 : 1) ؟ أين أنا من السلوك بالروح ؟ من ﴿ صلوا بلا انقطاع ﴾( 1تس 5 : 17) ؟ أين أنا من ﴿ إسهروا وصلوا ﴾ ( مت 26 : 41 ) أين أنا من الأمانة ومن تحديد الهدف ؟ أين أنا من وصية ﴿ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15) العالم إبتلعنا ونسينا أنفسنا وفكرنا أننا بهذا نكتفي وأننا نرضي الله أين ومتى نرضيه ؟ هل نرضيه على مستوى الشكل كما نفعل ؟ المفروض أن حياتنا تنتقل نقلة جديدة لحياة جديدة كواقع ملموس من الأمور التي عندما يقرأها الإنسان يحزن على نفسه وعلى ما فعله هؤلاء الموقف الذي نقرأه في سفر الخروج 31 ، 32 الله أخذ موسى النبي على الجبل لكي يعطيه العهد والوصايا ويعلن عن ميثاق حب بينه وبين الإنسان يقول له إفعل هذا ﴿ تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك ﴾ ( مر 12 : 30 ) ولا تشتهي لا تسرق أعطاه وصايا يضمن له بها الحياة والبر والتقوى تخيل الإنسان موضع حب الله وانشغاله !! الله أخذ موسى النبي على الجبل يكتب له الوصايا بأحرف من نور والشعب أسفل الجبل قال أن موسى النبي تأخر ويشتكي لهارون فقال لهم هارون ماذا تريدون أن أفعل لكم ؟ قالوا نصنع عجل مثل آلهة الأمم التي حولنا وجمعوا ذهبهم وعملوا به عجل وصرخوا له قائلين هذه آلهتك التي أخرجتك من أرض مصر( خر 32 : 4 ) وصاروا يسجدون للعجل ويصرخون هذا هو الإله الذي أخرجنا من أرض مصرفي الوقت الذي فيه يصنع الله حب الإنسان يصنع بغضة في الوقت الذي فيه الله مشغول بخلاص الإنسان وحياته الأبدية ويريد أن يربطه معه بعهد حب لا ينفصل نجد الإنسان منصرف تماماً عن الله أحياناً نشعر من قسوة هذه القصة وهذا التناقض إن الأمر ينطبق علينا نحن الآن رب المجد يسوع على المذبح يصرخ ﴿ خذوا كلوا هذا هو جسدي ﴾ والإنسان مُصر على خطاياه﴿ يُعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا ﴾ والإنسان مُصر على خطاياه ويقيم لنفسه إله آخرإله من المادة وإله من الذات والشهوة أقام لنفسه إله آخر يعبده ويقول لنفسه هذا هو إلهك أنا إلهي المادة وذاتي إلهي سلطاني وأولادي وعملي أقمنا آلهة أخرى في الوقت الذي فيه الله مذبوح لأجل خطايانا ولأجل تبريرنا كم نحن محتاجين أن ننتقل نقلة عميقة في حياتنا لنستحق شرف الإنتساب لرب المجد يسوع ربنا يسوع يقبلنا كأولاده وإخوته وأمه ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
26 أغسطس 2023
انجيل عشية يوم الأحد الثالث من شهر مسری
تتضمن الحث على فهم الأقـوال الالهيـة وتـأمل معانيها ومدح الفضيلة وذم الرذيلة . مرتبة على قـول البشير : " وفيما هو يتكلم بهذا رفعت أمرأة صوتها مـن الجمـع وقالت له : طوبى للبطن الذى حملـك .. أمـا هـو فـقـال : بـل للذيـن يسمعون كلام الله ويحفظونه ' ( لو ١١ : ٢٧-٣٦ ) إذا كانت أقوال ربنا له المجد تتلى كل يوم . فما بالنا لا نتقدم إلـى سـماعها بهدوء ونشاط . ونقابلها بالتعظيم والوقار . ونبحث عن معانيها كما ينبغى . ونسـارع مجتهدين إلى العمل بموجبها . وإلا فلماذا ترتفع إلى ذروة الفضيلة ؟ وكيـف نـسـمع ربنا له المجد يعطى الطوبي للذين يسمعون الأقـوال ويغرسـونـها فـي أراضـي افهامهم . ونوجد نحن هكذا مهملين . وإذا كان الأغنياء الهائمون بأموالهم يتعـاهدون الدخـول إلـى خزائنـهم . ويتفقدون أمتعتهم . ويحفظون تلك الامتعة من فساد الارضة والسوس . ويعرضونـها تارة للندي . وترة للشمس . وتارة يقفلون الخزائن عليها . فما بـالك يـاهذا لا تفتقـد نفسك كذلك . بل تدعها هائمة خالية من الفضائل . تارة يفسدها السكر . وتـارة حـب المال . وتارة حب الرتب العالية . وتارة الاهمال والنسيان . من فيا للعجب ! كيف تصون ثيابك وتحافظ عليها من المفسدات وتـدع نفسـك الشريفة معرضة لشائر المهلكات ؟ وكيف يعجبك قبح الرذائـل ولا تنظـر حسـن صورة الفضيلة وبهاء مجدها . فأن قلت وهل للفضيلة صورة يتأملـها النـاظرون ؟ أجبتك نعم لها رأس وعينان . وفم ويدان ورجلان . وغير ذلك الاعضـاء التـى تفوق سائر الاجسام حسناً . فإن قلت وما رأس الفضيلة وباقي اجزائها ؟ قلت : خـوف بالاتضاع والعفاف . ووجهها مسفراً بالخشوع مــن خـشـية الله . وعيناهـا مكحلتان بالوقار والحياء . أما فهما فمزين بجواهر الحكم الإلهية والتسابيح وأغــانى الروح ، وقلبها ينبوع الفهم والرحمة . ويداها محليتان بالعطاء والاسعاف . وقدماهـا مجدتان بالسعي في قضاء حاجات المقلين . وزيادة المحبوســــــين وافتقـاد البائسـين واشباه ذلك . مكللاً فما بالنا نصف فلاناً بكثرة المال . وفلاناً بكثرة الحشــــم . وفلانـاً بخصـب الزراعات . وفلاناً يسعة المتاجر . وأمثال هذه الزائلات . ونهمل صانعي الفضيلـة . ونعرض الفائزين . ولم لا نقول أن فلاناً كصير الصدقات . وفلانـاً يقبـل الغربـاء . وفلاناً يقرض المعسرين . وفلاناً يفرج عن المتضايقين ؟ وننظر بعين الرحمـة إلـى عمل الحسنات . ونبتعد عن الاغتباط بالزائلات . والتشبه بأصحابها . حيث أن ذهبـهم وفضتهم قد صدئا . وثيابهم أكلتها الأرضة والسوس . وكنوزهم قـد تطـرق إليـها اللصوص . ولو أمكنني أن أريكم نفوس الأغنياء لجذبها إلى الوسط لتروها فنــهربوا من قباحتها . لأنها مظلمة مصدئة مدنسة متآكلة جهاتها . فمن هذا يظلمها حب المـلل . ومن هنا بصدئها حب الجسد . ومن هنا يثقبها عطب الزراعات . ومن هنـا خسـارة المتاجر . ومن هنا جور المظلومين . ومن هنا غصب الغاصبين . ومن هنا فوات ما الله .تربح فيه الامثال ولم يبادر اليه سريعا . اما نفوس الفقراء الطائعين الله ربهم . فأنك تراها تلمــع كـالذهب وتضـئ كالجواهر الكريمة . وتزهو كالورد . وتنتشر رائحتها مثل نشر العنبر الفائق . سـالمة من الصدأ والوسخ . متعالية عن بواعث المفسدات . لانهم حيث لا مال لهم ولا قنايـا عالمية . فلا يتسلط عليهم سوس ولا أرضه . ولا سراق ولا غاضبون ولا شئ مـن العوارض الأرضية . فالغنى ربما يقف أمام ولاة الارض وحكامها . أما الفقير فيقـف أمام ملك السماء والارض . ذاك يفرح بخدمة البشر المائتين سريعاً . وهذا يخدم الله الحي الدائم . ذاك يتصرف في اليسير من المقتنيات . أما هذا فينظر إلى العـالم كلـه كالبهاء وينزله منزلة لعبة يلعب بها الصبيان . فما الذي يكون أشرف من هذا الفق الذي يملك في السموات والأرض ؟ وما هي الحاجة إلى العبيـد والحشـم والخيـل والمراكب ؟ وهو عتيد أن يحلق في الهواء ويركب متـن السـحاب ويكـون مـع ير المسيح دائماً . فسبيلنا يا معشر المؤمنين . أن نهمل الفانيات بطبائعها . ونطلب الغني الـذي لا يزول کی نتمتع في نعيم ربنا وإلهنا يسوع المسيح . الذي له المجد دائمـاً أبـداً . امین .
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
25 أغسطس 2023
مائة درس وعظة ( ٢٨ )
ليكون الجميع واحداً « الوحدانية »
« ليكون الجميع واحداً ( يو ١٧ : ٢١)
أولاً : مصادر الوحدانية :
١- المسيح القدوس : شهوة قلب المسيح الوحـدانية ، لذلك نجد وصيته الأخيرة في الصلاة الوداعـيـة « ليكون الجميع واحـدا » ( یو ١٧ : ٢١ ) .
۲- الكتاب المقدس : الوحـدانيـة خيط رفيع يربط الكتاب المقدس كله .
٣- الكنيـسـة الـواحـدة : كنـيـسـتنا الأرثوذكسية تعلمنا الوحدانية عندما نتناول من خبزة واحدة وكأس واحد .
ثانياً : صورة الوحدانية :
« جسد واحد ، وروح واحد ، كما دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد » ( أف ٤ : ٤ ).
۱- جسد واحـد : الكنيسة جسد المسيح والمسيح رأس الكنيسة .
۲- روح واحـد : روح الله الذي سكن في كل واحد فينا بالمعمودية .
۳- رجـاء واحـد : ننتظر مجيء السيد المسيح له المجد .
ثالثاً : الوحدانية والإيمان :
« رب واحـد ، إيمان واحـد ، مـعـمـودية واحدة » ( أف ٤ : ٥ ) . من جهة الإيمان لنا :
۱- رب واحـد : لنا التزام واحـد بطاعـة الوصية ، ولنا علاقة يومية بالكتاب المقدس .
٢- إيمان واحـد : بقيت الكنيسة واحـدة إلى مـجـمـع خلقيدونية سنة ٤٥١ م ، ودخل الانقسام الكنيسة عندما اختطلت الكنيسة بأمور سياسية .
۳- مـعـمـوديـة واحـدة : هي باب الأسرار .. كلنا مولودون من المعمودية التي هي « رحم الكنيسة » .
رابعاً : الوحدانية والأبوة :
« إله وأب واحـد للكل ، الذي على الكل وبالكل وفي كلكم » ( أف ٤ : ٦ ) . من جهة أبوة الله : ۱- على الكل : الرئاسة الأبوية بمفهـوم العناية الإلهية والرعاية .
۲- بالكل : هذا الإله يعـمـل بالكل ، خلق الله كل إنسان فينا فريداً عن الآخر ، وخلقه لرسالة لكي يعمل بها .
٣- في كلكم : الله يسكن في داخلنا لأنه افتدانا كلنا .
خامساً معوقات الوحدانية :
۱- ضعف المحبة : « لكن عند عليك : أنك تركت محبتك الأولى » ( رؤ ٢: ٤) المحبة الأولى التي عاشـتـهـا الكنيسة الأولى .اسع أن تجدد محبتك لربنا كل يوم .
۲- عناد الذات : ربمـا هـذا هـو أخـطـر الأسباب . إذا دخل الإنسـان في دائرة العناد ، يعرف أنه ضاع . حضور هذا الإنسان يصنع اضطراباً مثل هيرودس الملك .
۳- سوء الظن : ضـعف قـد يصل إلى المرض النفسي . « لا تظن السوء » ( ۱ کو ١٣ : ٥ ) ، التمس الأعذار للآخرين . « ليس أفـضـل للإنسـان من أن يرجع بالملامـة على نفـسـه في كل شيء » ( أحـد الآباء » .
٤- عـدم فـهـم الأخـر : الله لم يخلق الـبـشـر بـصـورة واحـدة ، ، فالإنسـان عـالـم صغير من يستطيع أن يفهمه .
سـادسـا : عـلامـات الوحدانية :
١- حـضـور المسـيح : « حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بـاسـمـى فـهناك أكـون في وسطهم » ( مت ١٨ : ٢٠).
٢- مناخ الفرح : « فتمموا فرحی حـتى تفتكروا فكراً واحـداً .. » ( في ۲ : ۲ ) . الفرح بنجاح الآخرين .
۳- تنامى المحبة : « من لا يـحـب لـم يـعـرف الـلـه » ( ١ يو ٤ : ٨ ) .
٤- طول الأناة : احـفظ وحدانية الروح بطول الأناة .
المزيد
24 أغسطس 2023
شخصيات الكتاب المقدس إمبلياس الرسول
أمبلياس: إسم لاتينى معناه متسع وهو خدم فى رومية (رو16: 9).
امبلياس خدم في رومية، أصبح أسقف علي أحد مدن روسيا، استشهد . سلموا على امبلياس حبيبي في الرب (رو16: 8)
إمبلياس او إمبلياتس الرسول
اسم لاتينى معناه " متسع " وهو احد السبعين رسولا وكان احد المسيحيين فى رومية وقد ارسل اليه الرسول بولس سلامه وتحياته حينما ارسل اليهم رسالته فيقول " سلموا على امبلياس حبيبى فى الرب " (رو 16: 8).وقد دفن فى هذه المقبرة بعد سفك دمه شهادة للسيد المسيح.
المزيد
23 أغسطس 2023
الغضب البشري
أحيانًا يوجد غضب مقدس من أجل الله، ولكنه لا يتصف بالعصبية وفقدان الأعصاب، إنما هو غيرة مقدسة أما الغضب البشرى فيقول عنه يعقوب الرسول " لأنه غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع1: 20) وما أكثر أقوال الآباء القديسين في ذم الغضب قال ماراوغريس "صلاة الغضوب ها بخور نجس مرذول، وقربان الغضوب ذبيحة غير مقبولة" وقال أيضًا "أن الغضب هو حركة للجنون يجعل النفس مثل الوحوش عينا الغضوب شريرتان مملوءتان دم أما وجه الوديع فهو بهي، وعيناه تنظران بحشمة" وكان الأنبا أغاثون يقول لو لن الغضوب أقام أمواتًا، فما هو مقبول عند الله، ولن يقبل إليه أحد من الناس قال شيخ إن الذي يخاصمه أخوه ولا يحزن قلبه، فقد تشبه بالملائكة فإن خاصمه هو أيضًا، ثم رجع لساعته فصالحه، فهذا هو عمل المجاهدين أما الذي يحزن أخوته، ويحزن منهم، ويمسك الحقد في قلبه، فهذا مطيع للشيطان، مخالف لله، ولا يغفر له الله ذنوبه إذا لم يغفر هو لأخوته وقال مار إفرام السرياني السخوط يقتل نفسه وهو غريب من الملامة وعادم الصحة، لان جسمه يذوب كل حين، ونفسه مغمومة، وهو ممقوت من الكل وقال مار افرام أيضًا من يخفى في قلبه حقدا، يضاهى من يربى في حِجرة حية الدخان يطرد النحل، والحقد يطرد المعرفة من القلب وقال أنبا اشعياء الغضب هو أنك تريد أن تقيم هواك وتغلب بالمقاومة، وما قطعت هواك الاتضاع وقال القديس اغسطينوس ما هو الغضب؟ إنه شهوة الانتقام وان كان الله على الرغم من إساءاتنا، إلا أنه لا يشاء أن ينتقم لنفسه منا، فهل نطلب نحن أن ننتقم لأنفسنا، ونحن نخطئ في كل يوم إلى الله؟!
وقال القديس اغريغوريوس أسقف نيصص إن الغضب يجعل المرارة السوداء تنتشر في الجسد كله وقال القديس يوحنا الأسيوطي سلاح الغضب يؤذى صاحبه الغضب في القلب مثل السوس في الخشب وإن رجعنا إلى الكتاب المقدس، نجده يقول "لا تسرع إلى الغضب، لان الغضب يستقر في حضن الجهال" (جا 7: 9)، ويقول أيضًا "لا تستصحب غضوبا، ومع رجل ساخط لا تجيء " (ام22: 24).
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
22 أغسطس 2023
آية وتأمل وقول لكل يوم
حارين في الروح
{ غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الاِجْتِهَادِ حَارِّينَ فِي الرُّوحِ عَابِدِينَ الرَّبَّ }(رو 12 : 11)
الإنسان الروحي الذي يعمل فيه روح الله، يكون نشيط ولا يتكاسل في جهاده وحياته بل يعبد الله بنشاط ويكون حار في الروح وتشمل الحرارة الروحية كل حياته وتوبته وصلواته و خدمته ومحبته لله والغير. عن هذه النار الإلهية قال الرب { جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ }(لو 12 : 49). نضرم نار الروح القدس فينا بالصلاة لتحرق الخطايا وتنقينا من الآثام وتشعل فينا المحبة كنار تشعل ولنا غيرة الروحية علي مجد الرب { اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ }(نش 8 : 6). وكلما فترت محبتنا وحرارتنا علينا أن نشعل حرارة الروح فينا بكل الوسائط الروحية المناسبة ونبتعد عن البرودة الروحية والخطية. لقد تابت مريم المصرية وتدرجت من خاطئة تائبة إلى قديسة راهبة تنمو في النعمة، إلى أن وصلت إلى درجة السواح، واستحقت أن يتبارك منها القديس الأنبا زوسيما. كذلك الحرارة الروحية التى تاب بها أوغسطينوس الشاب، حتى أصبح راهباً وأسقفاً، وأحد القديسين الذين لهم كتابات وتأملات روحية انتفعت بها أجيال كثيرة. يعوزنا الوقت أن نتحدث عن الحرارة الروحية التي تاب بها القديس موسى الأسود، حتى أصبح من آباء الرهبنة الكبار. إن الروح القدس يوقد في القلب ناراً، ويشعله بمحبة الله. لذلك كل من يحيا بالروح يمتلئ قلبه بالحب. وتكون المحبة في قلبه ناراً. تشتعل في قلبه نار من جهة محبته للناس والسعي إلى خلاصهم الروح القدس يهب حرارة روحية وعندما حل على التلاميذ والرسل في يوم الخمسين حل عليهم كالسنة من نار { وظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم} (أع 2 : 3). والنار أعطت حرارة واستنارة وطاقة ألهبت قلوب الرسل فصاروا حارين في الروح (رو12: 11). فالتهبوا بمحبة الله والناس وسعوا بغيرة روحية من أجل خلاص كل نفس ومعرفتها لربنا يسوع المسيح. لقد تغير القديس بطرس بعد حلول الروح القدس عليه من رجل خائف ينكر معرفته بالمسيح الى قوة روحية بعظة واحدة رد أكثر من ثلاثة آلاف وقال لرؤساء اليهود { نحن لا نستطيع أن لا نتكلم} (أع 4: 20). لقد ألقوا بطرس في السجن، وهددوه وأهانوه، ولكنه احتمل ولم يستطع أن يصمت. وبعد إطلاق سراح بطرس ويوحنا من سجنهما. صلى الرسل { ولما صلوا، تزعزع المكان اللذة كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس. وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة} (أع 4: 31). لقد كانت الكنيسة تصلي بالروح وكان لصلواتهم مفعولها ونتائجها التي أتت بنفوس كثيرة للمسيح أننا نحتاج لخدام حارين يهتموا بنموهم الروحي وصلواتهم ويهتموا بخلاص كل أحد ويلتهب قلبهم بمحبة الله وملكوته. وعندما نصلي { ليأت ملكوتك} نقولها من كل قلوبنا ومشاعرنا ونعمل من أجل انتشار ملكوت الله بحماس روحى يقود الناس إلى الإيمان والتوبة. نسعى للامتلاء بالروح. ونشبع بكلام الكتاب المقدس الذى يحطم قساوة قلوبنا وكنار تلهب القلب { أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ }(ار 23 : 29). فتنتقل حرارة الروح منا إلى من هم حولنا فالحرارة تبعث الدفء في من حولنا وتلهب قلوبهم بالمحبة كما أنها تنير لنا وتهدينا لنأخذ من نور المسيح، شمس البر ونستنير بالإيمان ونكون ناقلي لنور المسيح الذى نقلنا من عالم الظلمة الى نوره العجيب الله يحبنا وفى محبته أعلن لنا أبوته، وتجسده لأجل خلاصنا، وأعطانا روحه القدوس ووعدنا بالحياة الأبدية والمحبة هي التي تبعث الدفء الروحي وروح الحياة في النفوس ومحبة الله تنسكب فى قلوبنا بالروح القدس. المؤمن الذي اختبر محبة الله يبادله المحبة و يحب أخاه. {ايها الاحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله }(1يو 4 : 7). وهذه هي وصية الرب لنا { وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا (يو 1 : 34) }.
من الحكم وأقوال القديسين: -
فلنتوسل إذًا إلى الله بإيمان والمحبة والرجاء الكثير، لكي يمنحنا النعمة السماوية، نعمة الروح، لكى ما يحكمنا ويضبطنا ذلك الروح نفسه أيضًا، ويقودنا إلى كل إرادة الله وينعشنا ويحيينا بكل أنواع إنعاشه وإحيائه لكى بواسطة عمل الروح هذا وفاعلية النعمة، والنمو الروحاني نتقدم، لنحسب أهلا لإدراك كمال ملء المسيح. القديس مكاريوس الكبير
إن أنقي الذهب يجب أن يمر بأكثر النيران حرارة.
من الشعر الروحي:-
"لك منا كل الحب"
لما الظلمة والشر ينتشر ونلاقي أنفسنا في وقت الضيق
نصلي ونرفع قلوبنا وايدينا وعيوننا نحوك يا احن صديق
أنت تعزي وتصبر وروحك يكون لينا سلام ونور ورفيق
ملناش غيرك يا إلهنا كلك حكمة وتشق لينا في البحر طريق
نورك يشرق في القلب ويهون طريقنا الكرب ومعاك نفيق
انت وعدت انك هتكون معانا وها نعبر معاك طريقنا الصعب
فيك رجائنا وقوة إيماننا وأنت ملجأنا وتستحق منا كل الحب
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
21 أغسطس 2023
لقب "والدة الإله" في الصلوات الطقسية بكنيستنا
إن لقب "والدة الإله" يتردد كثيرًا في صلوات الكنيسة الجامعة الطقسية كمصطلح مقبول كنسيً،ا تم قبوله على مستوى الكنيسة الجامعة في مجمع مسكوني وهو المجمع المسكوني الثالث في أفسس 431م. وهذا اللقب هو لقب مُحبَّب إلى قلوب أبناء الكنيسة المخلصين المحبين للقديسة العذراء مريم والدة الإله ويحلو لهم ترديده.في القداس الإلهييرتل كل الشعب لحن: "بشفاعة والدة الإله القديسة مريم يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا".ونفس العبارة تقال في الهيتنيات قبل قراءة البولس. في مقدمة قانون الإيمان التي وضعها البابا كيرلس عامود الدين؛ تُتلى في رفع بخور العشية وباكر وفي القداس الإلهي وفي كل الصلوات الطقسية والتي نقول فيها: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله".وفي مجمع القداس يقول الكاهن: "وبالأكثر القديسة المملوءة مجدًا العذراء كل حين والدة الإله القديسة مريم".في صلاة الأجبيةفي كل ساعة من سواعي الصلوات السبع نجد القطعة الثالثة والسادسة (إن وُجدت ثلاث قطع أخرى) من قطع الصلوات التي تُتلى بعد قراءة الإنجيل كلها مخصصة للسيدة العذراء ويتردد فيها لقب "والدة الإله".في تسبحة نصف الليلهناك ثيئوطوكية أي "تمجيد لوالدة الإله" لكل يوم من أيام الأسبوع، وهي كلها تشرح سر التجسد الإلهي.. علاوة على أن جزءًا من ثيئوطوكية الأحد يُرنَّم كل يوم بعد الهوس الأول، بالإضافة إلى ثيئوطوكية اليوم، وكلها يتردد فيها لقب والدة الإله، كما أن هناك الشيرات التي تُقال في تسبحة يوم السبت. وبعد مجمع التسبحة تقال الذكصولوجيات وهي تماجيد للقديسين وفي مقدمتها ذكصولوجية السيدة العذراء التي يبدأ بها المرتل كل الذكصولوجيات، وأخرى للسيدة العذراء أيضًا تقال في ختام الذكصولوجيات. وهذه الذكصولوجيات يتردد فيها لقب "والدة الإله".وهناك ذكصولوجية باكر التي تقال بعد صلاة باكر كل يوم وبها جزء تمجيد للسيدة العذراء تُلقَّب فيه بلقب "والدة الإله".كما أن هناك كثير من ألحان الكنيسة الخاصة بالمناسبات الكنسية يتردد فيها لقب "والدة الإله" مثل اللحن العريق الذي تردّده كنيستنا والكنائس اليونانية وهو لحن "أومونوجينيس" الذي يقال في يوم الجمعة العظيمة وفي سيامة الآباء البطاركة وفي تقديس الميرون ويرد فيه لقب "والدة الإله".
نيافة مثلث الرحمات الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
المزيد
20 أغسطس 2023
لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب الأحد الثانى من مسرى
نقرأ في إنجيل لوقا البشير أصحاح 5 : 27 – 39{ وبعد هذا خرج فنظر عشاراً اسمه لاوي جالساً عند مكان الجباية فقال له اتبعني فترك كل شيءٍ وقام وتبعهُ وصنع له لاوي ضيافةً كبيرةً في بيتهِ والذين كانوا مُتكئين معهم كانوا جمعاً كثيراً من عشارين وآخرين فتذمر كتبتهم والفريسيون على تلاميذه قائلين لماذا تأكلون وتشربون مع عشارين وخطاةٍ فأجاب يسوع وقال لهم لا يحتاج الأصحاء إلى طبيبٍ بل المرضى لم آتِ لأدعو أبراراً بل خُطاةً إلى التوبة وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيراً ويُقدمون طلباتٍ وكذلك تلاميذ الفريسيين أيضاً وأما تلاميذك فيأكلون ويشربون فقال لهم أتقدرون أن تجعلوا بني العرس يصومون ما دام العريس معهم ولكن ستأتي أيام حين يُرفع العريس عنهم فحينئذٍ يصومون في تلك الأيام وقال لهم أيضاً مثلاً ليس أحد يضع رقعة من ثوبٍ جديدٍ على ثوبٍ عتيقٍ وإلا فالجديد يشقه والعتيق لا تُوافقهُ الرقعة التي من الجديد وليس أحد يجعل خمراً جديدةً في زقاقٍ عتيقةٍ لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فهي تُهرق والزقاق تتلف بل يجعلون خمراً جديدةً في زقاقٍ جديدةٍ فتُحفظ جميعاً وليس أحد إذا شرب العتيق يُريد للوقت الجديد لأنه يقول العتيق أطيب } هذا الجزء يتحدث عن مقابلة ربنا يسوع المسيح مع متى أو لاوي العشار الذي كان يجلس في مكان الجباية معروف عنه أنه ذو سمعة رديئة في المجتمع قديماً الشعب اليهودي كان مُستعمر من الرومان وهؤلاء الرومان كانوا يأخذون ضرائب باهظة من الشعب اليهودي ولأن تحصيل الضرائب يأتي بتمرد من الشعب عليهم فأمر الرومان بعض اليهود بتحصيل الضرائب من جميع اليهود ثم قسَّم الرومان البلاد إلى أحياء لجمع الضرائب وأسندوا التحصيل إلى أحد اليهود ليُحصِّل كما يريد ويُعطيهم ما يطلبون كان مُحصِّل الضرائب يأخذ ضِعف الضريبة من الشعب لكي يعطي الرومان ثم يأخذ هو الباقي وبسبب ذلك كان هذا الشخص مكروه جداً عند الشعب ومنهم " لاوي " لأنه كان مُحب جداً للمال ومكروه جداً عند الشعب الرب يسوع رأه يجلس عند مكان الجباية يحصَّل من الناس الضرائب فقال له اتبعني عندما شاهد اليهود هذا تذمروا جداً كيف يقول له هذا مع أنه شخص خائن ومُحب للمال { فتذمر كتبتهم والفريسيون على تلاميذه قائلين لماذا تأكلون وتشربون مع عشارين وخطاةٍ فأجاب يسوع وقال لهم لا يحتاج الأصحاء إلى طبيبٍ بل المرضى لم آتِ لأدعو أبراراً بل خُطاةً إلى التوبة } أحياناً الإنسان يظن أن الله يقف مع الأبرار وأن الله يترفق أكثر بالأبرار في حين أن الإنجيل يقول لنا أن الله يترفق أكثر بالخطاة من ألقاب ربنا يسوع المسيح أنه طبيب أنفسنا وأجسادنا وأرواحنا إنه يعرف أن يُداوي كل جراحات النفس كل الأثقال وكل الأمراض والعِلل إنه خبير في معالجة الجنس البشري كلما زاد المرض كلما زاد الإحتياج إلى طبيب يقول الأباء القديسين { كل ما كان المرض أصعب كل ما أُعلِنت قدرة الطبيب في حياتك لأن الطبيب يُمدح بمرضاه } يرى كذلك الرب يسوع أن كل ما زادت الخطية كلما زاد الخاطئ إحتياجه للرب يسوع فإنه يُعلن قدرته فينا مهما كانت الخطايا كلما وقفت أمامه بثقة في شفاؤه ومرضي يأتي إليَّ بانكسار أو مذلة كل ما قدرة سيدي تُعلن في حياتي فالخطية لا تفصل عن المسيح بل تأتي به إلى المسيح فأصعب إختبار أن أقف أمامه وأنا أعرف إني خاطئ وأعترف له بإني غير مستحق لكني أثق في محبته فإن قدرة الطبيب أقوى من قوة المرض الرب يسوع أحب أن يُعلن قدرته في نوعيات من الخطاة ذات خطايا كبيرة وكثيرة مثل لاوي الرجل الذي يُحب العالم ( مال ، سلطة ) ثم يتحول " لاوي " إلى " متى " أحد التلاميذ وأحد المُبشرين الأربعة ويُحدثنا عن الملكوت ويكتب إنجيله فكيف يارب يتحول شخص من جابي ضرائب إلى إنسان يتكلم عن الملكوت ؟ فإن أروع ما كُتب عن أمثال الملكوت كان إنجيل متى خاصةً أصحاح " 13 " عن ملكوت السموات كيف يُقيم الله المسكين من التراب والبائس من المزبلة ؟ فإنها عظمة قُدرته كطبيب الله قادر أن يُعلن مجده فينا قادر أن يغيَّر القلب والإهتمامات قادر أن يصنع بنا مجداً حتى لو كنا في الخطايا كذلك صنع مع زكا العشار الصارم مُحب المال فأنت تعرف أن الشخص اليهودي عنده عِشق للعالم والمال والأرض فيأتي الرب يسوع ويفطم الشخص عن طبعه الأصلي وخطاياه تخيل شخصية زكا عندما يقول { ها أنا يارب أُعطي نصف أموالي للمساكين وإن كنت قد وشيت بأحدٍ أرد أربعة أضعاف } ( لو 19 : 8 ) فإن قصة الأربع أضعاف هذه كانت في الشريعة هذه هي نعمة السيد نعمة وقدرة الطبيب الطبيب الحقيقي يقول لزكا { أسرع وانزِل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك } ( لو 19 : 5 ) أيضاً السامرية المرأة المُلوثة والخاطئة التي لا تستطيع أن تواجه الناس وخرجت في الظهيرة حتى لا يراها أحد بسبب حرارة الجو فيقول لها أنا أواجهك إذا كان العالم كله رفضِك أنا أقبلِك إنه جذبها بطريقته الشافية لأنه يحب أن يُعلن قدرته في مرضاه يأتي أيضاً بشاول المُضطهد والمُتعب المغرور المُتكل على عصاه وغِناه فيجعله إناء مختار له { لأني سأُريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي } ( أع 9 : 16) يأتي بالإمرأة المُمسكة في ذات الفعل لا يوجد أكثر من هذا إنسان مربوط برباطات ثقيلة ويقول لها " أما دانِك أحد " ( يو 8 : 10 ) هل نحن لدينا الثقة في شخص ربنا يسوع المسيح بهذا المقدار ؟ مهما كانت ضعفاتنا ومهما كانت خطايانا فإن عدو الخير يحاول أن يقنعنا إنه لا رجاء ولا شفاء وأن خطايانا أثقل من أن تشفي وتغفر ما أجمل أن يقول { والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم } ( لو 9 : 11) وكان يضع يديه على كل واحد منهم فيشفيهم وجميع الذين لمسوه نالوا شفاءً الإنجيل يجعلني متمسك بالمواعيد أحد الأباء القديسين وهو يصلي – القصة موجودة في بستان الرهبان – كان يقف هذا الراهب ويقول " هل أنت يارب إله قديسين فقط ؟ هل أنت إله أبرار فقط ؟ إن كنت تقف مع القديسين فما الحاجة وإن كنت تقف مع الأطهار فليس بجديد ولكن إظهِر مجدك فيَّ أنا المحتاج إلى نعمِتك " هذه هي قدرة وتغيير ربنا يسوع المسيح في حياتنا إقرأ في سفر الملوك عن منسى الملك أنه صنع الشر أمام عيني الرب لإغاظتهِ فإنه بنى مرتفعات في داخل الهيكل لعبادة الأصنام وأضل الأمة كلها ( 2مل 21 : 1 – 7 ) هل هذا يمكن أن تكون له رحمة توبة ؟ " 55 " سنة أفسد المملكة تماماً وأضل شعب الله قيلَ عنهُ إنه أُخِذَ في سبي ولمجرد إنه رفع قلبه ربنا قَبَل توبته وبعدها رجع إلى مملكته لكي يُعلن إنه يقبل توبة الخطاة هذه هي قدرة السيد لافتقاده لأولاده عظيمة هي مراحمه في الخطاة ثق في هذه القدرة مهما تثاقلت عليك الأخطاء ومهما ضعُفت نفسك لذلك نحن نصلي لله ونقول { يا من زعزع صخور الأوجاع المضادة وهدَّأت أمواج الشهوات الثقيلة } لذلك يقول لنا الرب أحياناً " أريد أن أُعلن قدرتي فيك قدرة شفائي " فأحد الأباء القديسين يعاتبنا على لسان ربنا ويقول { تدعوني الطبيب الحقيقي ولا تثق في شفائي }هو يريد أن يشفيك وأنت تبتعد وتلتمس الأعذار{ تدعوه سيداً ولا تُطيعوه تدعوه أباً ولا تُكرموه تدعوه ملِكاً ولا تُمجدوه } إظهِر جراحاتك للطبيب وهو يشفيك لاوي وهو يجلس عند مكان الجباية كان مغموس في الشرور أجمل شئ في الرب يسوع إن صلاحه يُدركك في أي مكان حتى لو كنت بعيداً هو يُكلمك مثل ما فعل مع شاول وهو ذاهب لاضطهاد الكنيسة ويكلم السامرية وهي في عمق خطاياها ينادي للممسوكة في ذات الفعل وهي في أعماق الخطية ينادي علينا الله ويقول إنه مازال هناك رجاء في الشفاء فلبِّي دعوة الشفاء ويُعلن قدرة الطبيب في حياته أصعب شئ أن يصل المريض إلى حالة من اليأس وعدم رغبة في الشفاء وأخطر منها المريض الذي لا يعرف مرضه وأن يكون المرض قد تأصل والإنسان في غفلة على المريض أن يعرف أن المرض أفسد أشياء كثيرة منها اتصاله بالله وأفسد رحمة النفس ورِبح الملكوت ويجعل الإشتياق لربنا ضئيل فهناك مرض لأن الخطية تضرب جذورها في الأعماق بالتدريج ولا تكتفي بمرحلة ولكن قدرة الطبيب تجعلني أقول " يارب أنا عرفت إلى أي مدى الموقف خطير ولكن أنت الرب القدير إن كان مرضي صعب فإن قدرتك أعظم من ذلك "الشخص الذي يُعالج عند طبيب يحتاج شروط بسيطة جداً :-
1- أشعر بالمرض .
2- رغبة في الشفاء .
3- ثقة في الطبيب .
4- تسليم وطاعة كاملة .
كل يوم إظهِر جراحاتك تقف أمامه وتقول أنت هو الطبيب الحقيقي عندما نرى ما هي أكثر الخطايا التي تضرب الإنسان هم عدة خطايا يترك الإنسان نفسه فيهم :-
1- جمع المال .
2- الإنشغال بالسلطة والكرامة .
3- الشهوات والملذات .
الكل مُستعبد للخطية والحل في الطبيب الحقيقي الخطورة أن يكون الإنسان مضروب بكل هذه الضربات ولا يشعر وعندما تُكلمه على الدواء يقول لك إنه غير محتاج للدواء لا تتساهل مع الأمور الصغيرة حتى لا تكبر داخلك كل هذه الأمور إنسان لا يستطيع الصلاة ولا التسامح وغير قادر أن يفكر في الأبدية والإستعداد لها ولا يستطيع أن يمارس أي عمل روحي يُقال على الثعلب الصغير أنه أخطر من الثعلب الكبير لأن الصغير يدخل من أي مكان حتى لو كان صغيراً وهذا الثعلب الصغير يأكل أكثر من الثعلب الكبير فإنه يأكل بغشامة من كل جزء حتى يفسد كل الكرم الخطية البسيطة عندي مثل الرياء والكسل وإلخ هي التي تُفسد الكرم أو حياتي لأنها تأكل في كل شئ التساهُل مع الخطية أو قبول المرض يحتاج الطبيب فلا تؤجل العلاج حتى لا يصير حاله إلى حال أردأ ما أجمل ما نقوله في القداس { هب لنا يا غني بالمراحم إشفي أيها الرؤوف نفوسنا الشقية بمراحم وأسرارك المُحيية } هذا هو عمل ربنا وجميل أن يكون عند الله أدوية لكل أسقامنا عندما تقف أمامه وتقول له على سبيل المثال إنك مُحب للمال فيقول لك أن العلاج في العطاء مثلما قال للشاب الغني { بِع كل مالك } ( مر 10 : 21 ) الدواء عكس المرض لأنه يقتل المرض وإن كان أحد مُحب للسلطة ويعيش من أجل الذات وأهم ما في الدنيا كرامته دواءه هو " من أراد أن يكون أولاً فليكن آخر الكل " ( مر 9 : 35 ) ضع نفسك تحت الكل وأنت تحيا من لديهِ حُب للعالم وملذات العالم دواءه " العالم يمضي وشهواته معهُ " ( 1يو 2 : 17) على الإنسان أن يعرف ضعفه ويعترف أمام المسيح أنه يخضع للوصية فالوصية قادرة أن تعطينا شفاء من كل أمراضنا من أجل هذا عندما يشعر إنسان أن جسده يثور عليه فعليهِ أن يخضع جسده وأن يذلّه بالصوم ويقف للصلاة لأنها علاج للجسد وعندما يكون إنسان أناني يعطي غَيْرُه جميل أن يكتشف الإنسان ضعفه والأجمل أن نثق في الطبيب حتى إن كانت خطايانا ثقيلة وكثيرة الجميل في لاوي أنه ترك كل شئ وتبعه فحاول أن تعرف ما هي إمكانية الحياة والتغيير حاول أن ترفض الماضي كله لأن هذا هو أجمل وأكبر إختبار تعيشه في حياتك أن ترفض كل أثقال الماضي الله القادر كما غيَّر موسى الأسود السامرية لاوي زكا قادر أن يغيَّرنا نحن أيضاً الله هو الذي يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
19 أغسطس 2023
انجيل عشية يوم الأحد الثاني من شهر مسری
تتضمن الحث على التواضع واجتناب الرياء . مرتبـة على مثل الفريسي والعشار . ( لو ۱۸ : ۹-۱۷ ) إذا كان ربنا له المجد لكثرة رحمته لنا ومحبته لجنسنا ينبهنا من غفلتنـاويصدنا عن الأمور المخالفة لمشيئته فيأمرنا تارة بالامتناع عن التفاخر بـــالأموال . وتارة عن الكبرياء . وتارة عن الشهوات البدنية وبالتواني عن عمل الفضيلة وأمثـال ذلك . ولهذا ضرب المثل بالخاطئ المتواضع والصالح المفتخـر . فأظـهر فضيلـة التواضع ورذيلة الكبرياء . فما بالك تجنح إلى حب المال ، وتهوى المناصب العاليـة . وتفتخر بالأمور الباطلة وتتباهى على المقلين وتتناظر مع المكثرين ؟ ولـو أمعنـت النظر جليا لرأيت طالب الرفعة على الناس أشد تعبا ونصبا . لأن الذي يطلب العلـو على الذين في الوهاد المنخفضة يسكن في قمة الجبل . فلا يلتذ بعلو المكان بقدر مـا يكايد من الخوف وحر الصيف وبرد الشتاء وعواصف الرياح وسـطوة الوحـوش الضارية ، وكذلك أقول في طالب الرئاسة والحاسد لـثروة الأغنيـاء فـإن الملـوك والعظماء وذوى الغني لا يلتذون بالنعم التي حصلوا عليها كما يتألمون مـن مشـقة تلك النعم وهمومها . لأن الملوك يتكلفون إستخدام العسـاكر وإجتـلاب المـهمات الحربية ومقاومة الاعداء وتدبير المملكة . ويخافون حتـى مـن افـراد عائلاتهم ويتوهمون في طعامهم وشرابهم . ويكونون دائما على حذر في حال نومهم وقيامـهم وجلوسهم وركوبهم . وجميع هؤلاء الآباء العظماء يمرضون بالروح مرضـا كـثـير الأعراض . كالوحوش المذكورة سابقا . فينبت لبعضهم رأس الحب الرئاسـة . ورأس للأفتخار . ورأس لحب الغلبة . ورأس للتظاهر بالصوم والصـلاة والصدقـة . ورأس للرياء والتظاهر بالزهد في الدنيا ممن يغيرون على حكامها كالذئاب الخاطفة . وهـم لأجل إبتعادهم عن الله ومخالفتهم لوصاياه . يعــدون لأنفسـهم عذابـا عظيمـا . إذ يقصدون المديح من الناس وهم في الحقيقة أهل للمذمة . والسيد له المجد يقول وأنـت إذا صليت فادخل مخدعك وصل إلى ابيك سرا . وإذا صنعت رحمة فـلا تصـوت قدامك بالبوق وإذا تصدقت فلا تعلم شمالك بما صنعت يمينك حتى تكون صلواتـك وصدقاتك الله وحده لننال الثوب الجميل في قيامة الصديقين . وأنا لا أقول هذا طلبـا لإفاء الصدقات مطلقا . بل لكي لا يكون التظاهر بها هـو الغايـة المقصـودة . وإلا فالمتحنن بضميره والمتصدق طاعة لأوامر الله ، لا طلبا للمديح من الناس . يكون لـه الثواب عند الله سواء كان ذلك سرا أم علانية . غير أن الصدقات الخفية أفضل لأنـك تطلب بها رضى الله مجردا . وتستر من تصدقت عليه من نظر الناس . وترفع عنـه الخجل من الاصحاب والمعارف . وهو قد يكون من أرباب البيوت الكبيرة المحترمة لا يريد الظهور بأخذ الصدقة فيموت جوعا ولا يرضى بمذلـة نفسـه . وإذا كـانت الصدقة منك مجردة في سبيل الله لا للافتخار . يكون ثوابك مضاعفا . لأنك لم تقبـل المجد من المادحين . ويا للعجب كيف أن الذين يتعلمون الصراع ورمي السهام وعمـل الزجـاج والخزف وغير ذلك من الصناعات يكابدون الاتعاب ويجتهدون في اعمالـهم ينالوا المديح من أرباب تلك الصنائع ! ؟ لان هذا هو الذي يعطيهم الإرتفاع وحسـن الصيت بخلاف مديح غيرهم من الذين لا يعرفون تلك الصناعة فإنه لا يفيدهم شيئا . فإذا كان هؤلاء فما بالك أنت لا تتبع مثل هذا فـي الفضيلـة . لكنـك تعـد كنوزك للصوص والخاطفين ؟ لان من يصنع الفضيلة لطلب المديح من الناس تؤخـذ أمواله مجانا بما إن الذين يراءى أمامهم بصلاته يسلبون أجر صلاته . وهؤلاء يـأخذ الذين يراءون أمامه أجر صدقاتهم . لان سيدنا له المجد يقول عن المرائيـن : الحـق أقول لكم أنهم قد أخذوا أجرهم . ومن أخذ أجرة فقد ضاع عمله باطلا . فسبيلنا أن نتجنب الإفتخار بعمل الصالحات أمام الناس . ونفكر دائمـا فـي نقائصنا لنفوز بملكوت ربنا . الذي له المجد إلى الابد آمین..
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد