الكتب

نوح البار

إن تدبير الله من أجل الخلاص كان تدبيرًا عجيبًا جدًا، فقد كان فى كل خطوة يدبر ويضع محطات على الطريق وعلامات لكى تأخذ البشرية دروسًا عميقة، ولكى يتقوى الإيمان ويتأسس ويترسخ فى قلوب الكل. ومن جانب آخر لكى تقتنع البشرية بالخلاص، لأن فكرة الفداء والخلاص بالتجسد الإلهى كان من الصعب جدًا على الإنسان أن يقبلها فلو كان الله قد صنع الفداء بمجرد سقوط الإنسان، لكانت الخليقة كلها سوف تعترض وتقول هل من داعٍ؟.. لكن الله قد دبر ورسم المخطط كله، واستخدم كل الوسائل الممكنة من أجل إصلاح حالة الجنس البشرى، وبالرغم من هذا كله لم يمكن إصلاحه إلا بعد أن جاء السيد المسيح وصنع الفداء.

أخنوخ الصديق

حيث كثر الناس على الأرض، وكانت بذرة الشر تسرى فى البشرية، سواء فى نسل قايين كنسل ملعون معجون بالشر بجملته، أو فى نسل شيث النسل البار المقدس حيث كانت تحاربهم الشرور وإغراءات الخطية، بل إن بعضهم قد زاغوا وفسدوا. لذلك احتاجوا إلى من يعظهم ويرشدهم إلى حياة البر والقداسة وإلى طريق التقوى وعندما وُلد أنوش حينئذ ابتدئ أن يدعى باسم الرب، وهذه كانت المرحلة الأولى للكرازة بالنسبة للناس غير التائبين وأيضًا للناس الأشرار أن يدعوهم للتوبة. ويكرز بالخلاص الذى كان الرب مزمعًا أن يصنعه. وإن كانت مناداة الأشرار من نسل قايين لم تكن ستؤدى إلى خلاصهم، لكن على الأقل سوف تكون دليلاً على إدانتهم فى يوم الدينونة.

هابيل وقايين

فى سلسلة شخصيات من العهد القديم، وبعد أن تكلّمنا عن شخصية أبينا آدم وعلاقة ذلك بآدم الجديد وهو السيد المسيح، نتكلم عن شخصية أخرى هامة؛ وهى شخصية القديس البار هابيل الذى ذكره معلمنا بولس الرسول كأحد أبطال الإيمان فى بدايات تاريخ البشرية. ونحن إذ نريد أن نعيش أحداث الكتاب المقدس فى العهد القديم، نرى صورة الفادى، نرى صورة السيد المسيح معلقًا على الصليب مخلصًا للبشرية "لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً" (1كو2: 2). هذا هو الهدف الذى كان يسعى إليه كل الأنبياء ليظهروا ماذا أعد الله من أجل خلاص البشرية "فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ" (رؤ19: 10).

مزمور يارب إليك صرخت

المزامير هى صلوات موحى بها من الله. أوحى بها الروح القدس، وهى تحمل وعود من الله للإنسان ليس فقط هى كلمات يقولها الإنسان لله، ولكنها أيضًا تحمل كلمات من الله للإنسان المزامير أو الصلاة بالمزامير هى الوسيلة التى لها نستطيع بها أن نجمع قراءة الكتاب المقدس مع الصلاة فى آن واحد. وتمتاز المزامير التى كتبها داود النبى بنغمة خاصة ومشاعر معيّنة، وترتبط ارتباطًا خاصًا بشخصية داود المرهَفة وكتابنا هذا تأمل فى المزمور الثامن من صلاة النوم فى صلوات الأجبية، وهو من المزامير التى كتبها داود النبى، ذو المزمار والقيثار والعشرة أوتار.. وهو المزمور المائة والأربعون (المائة والحادى والأربعون فى الترجمة البيروتية).

مزمور أعترف لك يا رب

يصلّى هذا المزمور فى صلاة النوم وفى الخدمة الثالثة من صلوات نصف الليل.. ومزامير داود لها مذاقتها الخاصة كما أن لها خبرات خاصة مع الله. لها لذتها وحلاوتها ونغمتها؛ وكأن فى ثنايا المزمور تدخل قيثارة داود لتعزف نغماته بوضوح بين السطور والكلمات.. أعترف لك يا رب من كل قلبى داود النبى يشكر الله بكل مشاعره وحواسه، شكراً لا يشوبه تذمر.. "أعترف لك يا رب من كل قلبى" أعترف أنك قد أجزلت الإحسان والتعطف والرحمة، أشكرك على هذا العطف والإحسان، أشكرك يا رب من كل قلبى.. ربما يشكر الإنسان؛ لكن شكره أحياناً يكون مشوباً بالتذمر، أو التردد، أو بعدم الرضا والتطلع إلى ما هو أفضل مما أخذه. لكن كلما شكر الإنسان من كل قلبه؛ هذا الشكر يتقبلَّه الله كذبيحة شكر مقبولة، رائحة رضا وسرور.

مزمور على أنهار بابل

بعد أن انتهينا من التأمل فى بعض ترانيم المصاعد التى هى خمسة عشر مزمور، وآخرها مزمور "ها باركوا الرب يا عبيد الرب.. يأتى هذا المزمور -الذى نصلّيه فى صلاة النوم والستار وفى الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل- الذى هو من ذكريات السبى لا شك أن هذا المزمور قد كُتب فى مدة السبى وليس فى أيام داود النبى، وهذا يتضح من كلماته. وعلى سبيل التعميم تُنسَب المزامير كلها لداود النبى، لكن من المعروف أن داود النبى لم يكتب كل المزامير، إنما هو الذى أسس سفر المزامير ثم أُضيف إليه مزامير أخرى لعدة كُتّاب آخرين من بعده منهم سليمان الملك.

مزمور ها باركوا الرب

مزمور "ها باركوا الرب" الذى يقال فى صلاة النوم وصلاة الستار وفى الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل، هو آخر مزمور من مزامير المصاعد التى هى خمسة عشر فى عددها، التى معها كانوا يصعدون درجات حتى يصلوا إلى بيت الرب، وفى هذا المزمور الخامس عشر يتضح أنهم بعدما صعدوا الخمس عشرة درجة وقفوا عند هذه الأخيرة، فهتفوا بهذا المزمور الذى يخبرهم بوصولهم إلى بيت الرب فقال:ها باركوا الرب يا عبيد الرب القائمين فى بيت الرب، فى ديار إلهنا

مزمور أذكر يارب داود

ما هى ترنيمات المصاعد ؟ كان أثناء صعودهم درجات سلم الهيكل يقولون على كل درجة من درجاته مزمور من هذه المزامير، وعددها خمسة عشر مزموراً؛ عشرة متضمنة حالياً فى صلاة الغروب وخمسة فى صلاة النوم.. من ضمنها مزمور "فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب. وقفت أرجلنا فى ديار أورشليم.. لأن هناك صعدت القبائل.." لذلك دعيت ترانيم المصاعد. وربما أيضاً دعيت ترانيم المصاعد لأن الشعب كان يرتل بها أثناء صعودهم إلى جبل صهيون المرتفع المبنية عليه مدينة أورشليم.

مزمور هوذا ما أحسن وما أحلى

من ترانيم المصاعد هذا المزمور الذى يُصلَى فى صلاة النوم وصلاة الستار وأيضاً فى الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل؛ هو من ترانيم المصاعد. كما سبق وقلنا أن ترانيم المصاعد هى مزامير صغيرة تقال على درجات هيكل سليمان. كان يترنم بها الشعب والمرنمون أثناء دخولهم الهيكل، على درجات الهيكل التى هى خمس عشرة درجة. على كل درجة كانوا يتلون مزموراً..

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل