الكتب
حياة التوبة و النقاوة
ليست التوبه يا إخوتي هي عمل المبتدئين في الحياة مع الله ، إنما التوبة هي للجميع ، حتي للقديسين وهي جزء من صلواتنا اليومية كل إنسان محتاج إلي توبة ، مهما عظم مركزه ، ومهما علا قدرة وارتفع في الحياة الروحية . كلنا محتاجون إلي توبة ، بل إننا محتاجون إليها في كل يوم ، لأننا في كل يوم نخطئ . ولا يوجد إنسان بلا خطية ، ولو كانت حياته يوماً واحداً علي الأرض بالتوبة نهيئ أنفسنا لسكني الرب وبالنقاوة نعاين الله أي نراه (متي 5: 8) . التوبة هي بدء الطريق إلي الله ، وهي رفيق الطريق حتي النهاية ولذلك كانت التوبة من اولي الموضوعات التي ألقيت فيها محاضرات عديدة من بداية عملي كأسقف للتعليم من حوالي عشرين سنة عشرات المحاضرات ألقيتها عن التوبة في القاعة المرقسية بدير الأنبا رويس ، وفي إجتماعات الشباب و الاسرات الجماعية . كما ألقيت محاضرات أخري مركزه في كنيسة الملاك بدمنهور ، وفي كنيسة مارجرجس بالمحلة الكبري ، وفي بعض البلاد الأخري ، وبخاصة في السنوات من 1965 إلي 1969وكنت أشتهي منذ زمان ، أن تصدر كتاب عن حياة التوبة ولقد جمعت محاضرات فعلاً ، وقدم للمطبعة في اغسطس 1971 ، وتم طبع ثلاث ملازم منه . ثم جاءت مسئوليات البطريركية فشغلتني عنه وعن أصدار أي كتاب آخر لمدة طويلة ، كانت فيها اعباء العمل متشبعة جداً لم تعطني فرصه للكتابة علي مدي سنوات . إلي ان شاء الله أخيراً أن أقدمه للمطبعه بعد اثنتي عشرة سنة وبسبب تأخير صدور كتاب ( حياة التوبة ) هذا ، كان كثير من احبائي يستعجلونني ، قائلين في لطف : ها قد تأخرت توبتنا بتأخر صدور الكتاب . أفترضي أن تحمل مسئولية هذا التاخير أمام الله ؟ وكنت أجيبهم بالعبارة التي أكررها باستمرار " صلوا لكيما يعطيني الرب وقتاً "...ثم أعطاني الرب وقتاً ، وقدمت الكتاب إلي المطبعة ، وما هو قد وصل أخيراً إلي يديك . ولعل تأخره كان فرصة لأن أضيف إليه محاضرات أخري ألقيتها في الكاتدرائية الكبري فيما بعد في السبعينات وبعد ، أتظنون أنني استطعت جمع كل مايو قلناه عن التوبه ؟ كلا بلا شك . فموضوع التوبة متسع ومتشعب ، وقد دخل في موضوعات أخري كثيرة من الحياة الروحية ، ودخل في تأملاتنا عن المزامير وقطع الأجبية ، وسفر الرؤيا ، وسفر النشيد ورومية 12 ، ورجال الكتاب المقدس ،وفي محاضراتنا عن الخلاص وقد أصدرنا بعض كتب أخري صغيرة غير هذا الكتاب ، تحت عنوان " سلسة حياة التوبة و النقاوة "صدرت منها كتب ( اليقظة الروحية )،ـ الشهر الروحي ) ، الرجوع إلي الله )، وكتاب ( مخافة الله ) في طريقة إلي المطبعة أيضاً علي أنني لكي استكمل لك هذه المجموعة عن حياة التوبة أتوقع أن أصدر لك قريباً كتاب ( الحروب الروحية ) الذي ربما يصدر في مجموعة من الكتب الصغيرة أولاً ، ثم يجمع في كتاب كبير ليشمل الحروب الروحية بوجه عام ، ثم حرب كل خطية تعطل التوبه ، علي حدة ويبقي موضوع ( التوبة و النقاوة ) مفتوحاً ... أنه حياة ...
تأملات فى سفر يونان النبى
آن سفر يونان النبي مملوء بالتأملات الروحية الجميلة . وهدفنا في هذه المحاضرات أن نعرض لهذا السفر ممن الناحية الروحية البحتة وليس من جهة الجدل اللاهوتي . دروسا نافعه لحياتنا . نستفيد من عمل الله ، ومن فضائل الناس ، ومن أخطائهم وما أجمل ما فعلته الكنيسة إذ اختارت هذا السفر ليكون مقدمة للصوم الكبير ، يسبقه بأسبوعين ، بقصة جميلة للتوبة ، وللصوم ، حتى نستقبل أيام الأربعين المقدسة بقلب نقي ملتصق بالرب والعجيب أن كثيرين من الذين يدرسون سفر يونان ، يركزون على أهل نينوى وصومهم ، وينسون ركاب السفينة ، وينسون يونان النبي ومشكلته . فماذا كانت مشكلة يونان ؟
تأملات فى حياة القديسين يعقوب ويوسف
إنها بعض المحاضرات ألقيتها علي طلبة الكلية الإكليريكية في العام الدراسي 1969 / 1968 حينما كنت أدرسهم مادة ( العهد القديم ) . ثم عدت إلي الحديث عن أبينا يعقوب وابنه يوسف في المحاضرات الروحية التي كانت ألقيها علي الشعب في الكاتدرائية المرقسية الكبري بالقاهرة . وذلك خلال عامي 1994 ، 1995 أي بعد أكثر من ربع قرن وأخيراً جمعت هذه المحاضرات ونظمتها ، وأضفت عليها . لكي أقدمها لك أيها القارئ العزيز في هذا الكتاب الذي بين يديك . إنها محاولة للدخول في شرح الحياة الروحية لآبائنا الأولين من شخصيات الكتاب المقدس في العهد القديم ولقد يبق أن نشرت لكم عن آدم وحواء . وقايين وهابيل وموسي وفرعون ويونان النبي . والآن عن يعقوب ويوف . وغن شاء الله سأصدر لكم كتاباً عن ( حياة داود ) أتوقع أن يكون في أيديكم بعد حوالي الشهر علي أن حياة كل من أبينا يعقوب وإبنه يوسف ، تشمل دروساً روحية كثيرة من عمل الله فيهما كان أبونا يعقوب إنساناً ضعيفاً أمام شدة أخيه عيسو ، وأمام مكر وخداع خاله لابان ، وأمام صراع زوجتيه ليئة وراحيل ، وأمام أخطاء أبنائه ، وما في قلوبهم من تآمر ، ومن قسوة .. فكان لابد أن يسنده الله بمعونة خاصة . قصته هي قصة إنسان يتدرج في العلاقة مع الله . من لقاء في برية .. إلي صراع لطلب البركة .. إلي ملاك يصاحبه طول حياته ، إلي منحه روح النبوة ..كيف حدث هذا ؟ إنه ما تحويه هذه الصفحات أما قصة يوسف الصديق ، فهي قصة إنسان يتولي الله تدبير حياته كلهاه . بخطة إلهية محكمة وحكيمة قصة الفتي المدلل .. التي تنتهي إلي قصة الحاكم الحازم . قصة الإنسان الناجح في كل موقع يوجد فيه ، كابن وعبد وسجين ووزير .. الإنسان الوفي لوالده ولأخوته مضطهدية .. والأمين لله في طاعته ، وفي الشهادة لأسمة القدوس كيف عاش ؟ وكيف قاد الله حياته ؟ وكيف نما في حياة الفضيلة ؟ هذا ما سوف تحدثك عنه هذه الصفحات بعد هذا الكتاب عن يعقوب ويوسف وما يليه عن حياة داود .. سأحاول أن أتابع معكم نشر سير قديسي العهد القديم . فعندي مسودات لكثير من الكتب ، تحتاج أن أخرجها من مكتبتي الخاصة في الدير ، وأنقحها ، وأعيد كتابتها ،وأقدمها للمطبعة ، بفضل صلواتكم ختاماً أرجو لكم جميعاً كل خير
القمص ميخائيل ابراهيم
من الصعب على صفحات من الورق ، أن تحتوى إنساناً كبيراً كالقمص ميخائيل خدماته وفضائله أوسع بكثير من احتمال هذا الكتاب القصص و الأخبار و الكلمات ، التى وصلت إلى أيدينا عنه ، تحتاج إلى مجلدات، لكى تستوعبها جميعها ، وتحتاج أيضاً إلى وقت ، لترتيبها واخراجها لذلك قدمنا هذا الكتاب كعينة ، انقاذاً للوقت ، ريثما نرجع إليه فى طبعة أخرى ، تستوفى بعض نقصه أقدمه إلى كل راع ، وكل كاهن ، وكل خادم ، بل إلى كل مسيحى ، كصورة للحياة لمسيحية الحقة ، وكمثال للخدمة 00 وأقدمه إلى معهد الرعاية فى كنيستنا ، لتدريسه إنه كتاب لا يصح أن يستغنى عنه بيت مسيحى نقدمه للقراء فى الذكرى الثانية لنياحة راحلنا الطوباوى وأود أن أشكر كل من اشترك فى تحريره ، وفى طبعه وتوزيعه كل الأحباء الذين ساهموا فى تقديم مادة هذا الكتاب ، من ذكرياتهم الطيبة مع صاحب هذه السيرة العطرة ، فى حياته ككاهن ، أو كزملاء له فى العمل أو فى الخدمة قبل عمله فى الكهنوت وكل من تعب معنا ، ليصل هذا الكتاب إلى يديك مجرد اسم القمص ميخائيل ، بركة فكم بالأولى هذه الأخبار كلها التى بين يديك شكراً للرب على نعمته ومعونته
موسي و فرعون
قمت بتدريس العهد القديم في الكلية الاكليريكية قبل رهبنتي من سنة 1949 م ، وعدت لتدريسه في نفس الكلية بعد أن صرت أسقفاً لها سنه 1962 م ومن الأمور التي اهتممت بها : شخصيات الكتاب ، و الرموز في الكتاب . و تعرضت بالتحليل الروحي لكل شخصيات العهد القديم تقريباً ، منذ أبينا آدم ولدي من مادة شخصيات الكتاب كم وفير جداً نشرت منه من قبل آدم وحواء ، وقايين وهابيل ، وأيضاً يونان النبي . وها أنا أنشر سيرة موسى النبي .. وأرجو أن أنشر باقي شخصيات الكتاب تباعاً ويهمني في حياة كل هؤلاء ، الجانب منها ، و الدروس الروحية التي نتعلمها من سيرهم . وموسى النبي ، لا يتسع كتاب واحد لنشر سيرته وخطة الروحي . فإلي اللقاء في الكتاب التالي إن شاء الله .
ناظر الإله الإنجيلى مرقس الرسول القديس والشهيد
إننا مدينون بإيماننا لهذا القديس العظيم الذى كرز فى بلادنا باسم المسيح ، وسفك دمه الطاهر على أرضنا من أجل توصيل كلمة الرب إلينا ونحن مدينون أيضاً لهذا القديس الذى كان أول من كتب لنا إنجيلاً يسجل فيه حياة السيد المسيح وأعماله وفداءه للبشرية ونحن مدينون لهذا القديس الذى تسمت أول كنيسة فى بلادنا على إسمه ، وفيها دفن جسده الطاهر ، ومن عند ذلك الجسد كان الباركة يختارون 0 وكان أول عمل لهم هو التبرك بقبره ، واحتضان رأسه الطاهرة وإلباسها كسوة جديدة هذا القديس العظيم الذى بشر باسم المسيح فى مصر ، وفى ليبيا ، وفى قبرص ، وفى بعض بلاد آسيا ، وفى رومه وبعض بلاد أوروبا ، وتكرمه كثيراً فينيسيا ، وتلمس بركاته مدن وبلاد عديدة هذا الرسول ، والكاروز ، والإنجيلى ، والشهيد ، ناظر الإله ، الذى كان بيته أول كنيسة فى العالم ( أع 12 : 12 ) وفى بيته أسس الرب ير الافخارستيا وفيه ايضا حل الروح القدس على التلاميذ هذا القديس ، صانع الكثير من المعجزات ، الذى يرمز إليه بأسد ، وهذا الأسد أيضاً هو رمز إنجيله وطابعه كم كان أشد تقصيرنا نحو هذا القديس فى الماضى ولكننا الآن نحاول بكل ما نستطيع أن نكرمه من كل قلوبنا ، كأب لجميعنا استقبلنا رفاته باحتفال عظيم ، وبنينا الكائدرائية الكبرى على إسمه ، وكثرت على إسمه الكنائس الجديدة فى كل موضع ،وبخاصة فى بلاد المهجر ، حيث يفتخر أبناؤنا فى الخارج،،رج بأنهم هذا الكاروز العظيم وأطلق اسمه على أول أسقف لنا فى فرنسا وأصبحت أعياده ذكرى طيبة تبعث فى القلب إحساسات عميقة على ان أجمل ما نقدمه لهذا الكاروز العظيم ، هو أن نتبع ريقه ، ونكمل عمله فى الكرازة والتبشير ، متذكرين جهاده من أجل الإيمان ، وأسفاره الكثيرة ، وخدماته فى قارات العالم الثلاث المعروفة وقتذاك ، وتعبه وهو يسير المسافات الطويلة ماشياً على قدميه ، حتى تمزق حذاؤه فلتكن روحه معنا ، وليعطنا الرب أن نسير مع هذا الرسول على الطريق 0 فلا نفتخر باطلاً بأننا أبناء القديسين ، دون أن نعمل عملهم ، مكملين رسالتهم وهذا الكتاب ، ما هو إلا لون من العرفان بالجميل نحو كاروزنا العظيم ، وتعريف لأبنائه المنتشرين فى أقاصى الأرض بسيرته الطاهرة التى جاهدت وتعبت من أجل توصيل الإيمان إلينا وضح هذا الكتاب سنة 1968 ، فى مناسبة رجوع رفات مارمرقس إلى مصر وتأسيس الكاتدرائية المرقسية الكبرى بمنطقة الأنبا رويس ونفذت طبعته من ذلك الحين ، وأعيد طبعه مرة أخرى ونفذت زمن ورأينا من الفائدة أن نعيد طبعه مرة ثالثه نشكر كل من تعبوا فى صدور هذه الطبعة ، وفى مقدمتهم أسرة مطبعة الأنبا رويس ( الملحقة بالكاتدرائية الكبرى )
تأملات فى حياة داود
في تأملاتي في العهد القديم ، كان من أحب الشخصيات إلى قلبي ، وأكثرها تأثيراً في نفسی ، داود النبي والملك : في رقته وشاعريته ، وفي شجاعته وبسالته ، وفي نبله ومثالياته ، وفـي بعض عباراته المأثورة ، وفي مزاميره وصلواته ، وفي علاقته بالله وعلاقة الله به ، وفي قصة حياته وما تحوى من أحداث .. وقد كان موضوعاً لبعض عظاتي في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في سنة ١٩٧٠ م ، وكنت أتحدث عنه بكل عواطفى وانفعالاتي وتأثرى .. وهأنذا أقدم سيرته لكم بعد 33 عاماً ، من واقع تلك العظات وما أضفته عليها .. أقـدم لكم هذا الإنسان النادر ، في مواهبه المتعددة ، وفي شخصيته الجامعة للكثير من الصفات والعواطف ، وفي أهم مواقفه التي سجلها له التاريخ في شتى علاقاته الإنسانية .. وقد عرضت سيرته في هذا الكتاب في سبعة أبواب : شخصية داود في صباه – داود ومواجهته لجليات - داود ومطاردة شاول الملك له مـع مقارنة بين نبل داود وغدر شاول - داود ومحبته لأعدائه وبكائه عند موتهم – ثم ما وقع فيه هذا القديس من خطايا ، وعمق توبته . وتحدث عن السنوات الأخيرة لداود ، وما تم فيها مـن أحـداث جسام ، منها تعيينه لسليمان ابنه خليفة لـه . وأخيراً فصل كبير عن مزامير داود .. وبعض كلماته المأثورة . أرجو أيها القارئ العزيز ، أن يصاحبك روح الله في قراءة هذا الكتاب ..
أيوب الصديق ولماذا كانت تجربته؟
كثير من الناس لا يعرفون عن تجربة أيوب الصديق، سوى الإصحاحين الأولين الخاصين بالتجربة، والإصحاح الأخير الخاص بنهايتها، دون قراءة كل السفر والتأمل فيه وهو يشمل 42 إصحاحًا! وقد رأينا في هذا الكتاب أن ندخل إلى أعماق السفر كله، في تأمل لما ورد فيه آية آية وقد كان موضعًا لمحاضرة ألقيتها في الإسكندرية سنة 1963 (منذ 35 سنة). ثم محاضرة ألقيتها في القاهرة. ثم كتبت مقالًا عنه في جريدة وطني سنة 1972. وقد شاء الله أن نصدر هذا الكتاب عنه ليشمل كل ما سبق مع إضافات لماذا سمح الله بتجربة أيوب على الرغم من كماله واستقامته؟قطعًا، كان ذلك لفائدته روحيًا، لكي يتخلص من حروب روحية، تتعبه، حتى لو لم يكن يشعر بها كان بارًا، يعرف عن نفسه أنه بار. وكان هذا يتعبه فلما اتهمه أصحابه بأنه لا بد أن تجربته كان سببها خطاياه وعقوبة الله له، حينئذ ثار عليهم أيوب، وبدأ يدافع عن نفسه. وفي دفاعه وقع في الافتخار، وفي البر الذاتي. وفي عتاب شديد مع الله!!أصحاب أيوب الذين أخطأوا في حقه كانوا ثلاثة، هم أليفاز التيماني، وبلدد الشوحي، وصوفر النعماتي، فماذا كانت أخطاؤهم؟ كان هناك رابع هو "أليهو بن برخئيل البوزي من عشيرة رام". وهو الوحيد الذي لم يوبخه الله. فماذا قال؟ثم تكلم الله من العاصفة. فماذا قال موبخًا أيوب هذا ما ستقرأ عنه في هذا الكتاب وستقرأ عن كيف انتهت تجربة أيوب. وماذا كانت نتائجها؟ وكيف أعاد الله البناء الروحي لأيوب، على أساس من الانسحاق.
تأملات فى حياة القديس أنطونيوس
كانت كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا هي الفرع الرئيسي ، الذي أقوم فيه بخدمة التربية الكنيسية قبل سيامتى راهبا فلما شاء الله أن أنزل للخدمة ، كان من الطبيعي أن أدعى من هذه الكنيسة، لألقى كلمة عن القديس الأنبا أنطونيوس ،في الأسبوع الروحي الذي تقيمة هذه الكنيسة كل عام بمناسبة عيد الأنبا أنطونيوس ،فى 22 طوبة( آخر يناير ) وهذا الكتاب ثمرة عدة محاضرات ، ألقيت في كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بشبرا . وكان يحيرني فى كل عام ، اختيار الموضوع الذي أقوله، وقد غطى المتكلمون قبلي جميع النقاط! وأتذكر أنني قلت لشعب الكنيسة فى أحد أعياد الأنبا أنطونيوس : أن القديس الأنبا أنطونيوس له فضائل عديدة. ولعلكم قد سمعتم الكثير عنه في حفلاتنا التى تقام فى الكنيسة كل عام وفى طريقي فى هذه الليلة إلى ههنا ، كان يجلس معي فى العربة الأب الموقر القمص إبراهيم عطية. فقلت له: لست أدرى عن آي شئ أحدث الناس فى هذه الليلة ، فقد سمعوا كثيرا عن الأنبا أنطونيوس، وليس من جديد؟!كل عام يسمعون كل شئ عن الأنبا أنطونيوس ، أو يخيل لنا أن كل شئ قد قيل فما هو الجديد الذي يمكن أن يقال لهم عن الأنبا أنطونيوس ؟ لست أعلم فأجابني أن المياه يشربها الناس كلهم ، ولا يسأمونها أبدًافقلت: ولكن المياه لا يشربها العقل . أن المعدة لا تسأم الشيء المتكرر ، أما العقل فيسأمه. لو كان العقل يشرب الماء باستمرار ، لتبرم منه حقا، ماذا نقول عن الأنبا أنطونيوس ؟ ولعلني أكون قد اخترت بعض النقاط التى لم يتعرض لها المتكلمون هذه أقدمها لك أيها القارئ المحبوب ، فى هذا الكتاب.