الكتب

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة يوحنا الرسول الثالثة

مقدمة موضوع الرسالة بعث بها الرسول يوحنا إلى "غايس"، وهي الصيغة اليونانية للاسم اللاتيني "كايوس"، ومعناه "فرحان". مدحه فيها من أجل محبته وكرم ضيافته بالنسبة للخدام. من هو غايس؟ يصعب معرفة شخصيته، وقد ورد هذا الاسم كثيرًا في العهد الجديد. غايس الذي من أهل كورنثوس (رو 16: 23)، ويرى البعض أنه هو نفسه الموجهة إليه هذه الرسالة، وهذا غير أكيد. غايس آخر من أهل كورنثوس (1 كو 1: 14). غايس المكدوني، كان رفيقًا للرسول بولس في أفسس عندما حدث فيها شغب بزعامة ديمتريوس الصائغ (أع 19: 23-29). غايس الدربي، انتظر الرسول بولس ومن معه لمرافقته إلى أورشليم (أع 20: 4)، ربما كان أحد المنتدبين من الكنيسة لتقديم عطايا للقديسين المحتاجين هناك.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة يوحنا الرسول الثانية

مقدمة كاتب الرسالة كتب يوحنا الحبيب هذه الرسالة التي تليها. كتبهما في أفسس، لأنه لو كتبهما في بطمس لأشار إلى ما يعانيه في النفي. لمن الرسالة؟ تعتبر هذه الرسالة هي السفر الوحيد في الكتاب المقدس الموجه إلى سيدة، لأنه "... ليس ذكر وأنثى لأنهم جميعًا واحد في المسيح يسوع" (غلا 3: 28). ولقد اختلف المفسرون في معرفة شخصيتها: 1. يرى القديس جيروم أنها سيدة مختارة أي لم يذكر الرسول اسمها. وهذا هو الرأي الغالب. وربما لم يكتب الرسول اسمها نوعًا من الاحتشام بكونها سيدة أو منعًا من تعرضها لمضايقات الدولة الرومانية. 2. يرى البعض أن قوله "إلى كيرية المختارة" أي إلى السيدة "أكلسكتا"، كيرية تعني "السيدة" واسمها "أكلسكتا" أي المختارة. 3. يرى البعض أن اسمها "كيرية". 4. ويرى فريق رابع أن كيرية تعني السيدة وهي تعني بصورة رمزية إلى كنيسة معينة، إذ هي عروس المسيح المختارة. وهذا الفريق يفسر قول الرسول "أولاد أختك" [13] بمعنى أولاد الكنيسة التي يرعاها الرسول. مميزاتها تتسم بنفس روح كتابات الرسول يوحنا حيث يركز على "الحق" الذي تقوم عليه الكرازة حيث تنادي بالمسيح وعلى "الحب"، إذ ليس "حق" بغير حب، ولا حب حقيقي بغير "الحق" أي المسيح.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة يوحنا الرسول الاولى

رسائل يوحنا الثلاث نسبت الكنيسة الأولى الرسائل الثلاث إلى يوحنا الحبيب تلميذ ربنا يسوع، ويلاحظ وجود تشابه بين هذه الرسائل وبعضها البعض. فتتشابه الرسالتان الأولى والثانية من جهة: 1. غاية كتابتهما، وهو أن يكون فرحنا كاملاً (١ يو ١: ٤؛ ٢ يو ١٢). 2. تتركزان حول وصية "المحبة" التي يلزم أن تترجم إلى سلوك عملي في حياتنا كأولاد للَّه. 3. هذا السلوك العملي الذي يلازم الإيمان المستقيم يفرز أولاد اللَّه الثابتين في النور وأولاد إبليس الماكثين في الظلمة والرافضين الابن، سواء من جهة الإيمان به عقيديًا، أو رفض عمله في حياتهم العملية. وتتشابه الرسالتان الثانية والثالثة من جهة الأسلوب. ويمكنك إدراك هذا بمقارنة العبارات التالية: ع ١ من الرسالة ٢ مع ع ١ من رسالة ٣. ع ٤ من الرسالة ٢ مع ع ٣-٤ من رسالة ٣. ع ١٢ من الرسالة ٢ مع ع ١٣-١٤ من رسالة ٣.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بطرس الرسول الثانية

كاتب الرسالة ثارت بعض الشكوك في أمر كاتب هذه الرسالة، وكما يقول القديس إيرونيموس أن هناك قلة تشككوا من جهة كاتبها بسبب الاختلاف في الأسلوب والصياغة بين الرسالتين، غير أنه عاد فأكد أنها للرسول بطرس وحسبها ضمن رسائل الكاثوليكون في رسالته إلى Paulinius، موضحًا أن سرّ الاختلاف بين الرسالتين هو اختلاف المترجمين. وفيما يلي الأدلة على صحة نسبتها للرسول. أولاً: حاول بعض الكتاب أن يحصوا عدد الكلمات اليونانية المشتركة بين الرسالتين فوجدوا: أن 369 كلمة استخدمت في الرسالة الأولى دون الثانية، 230 كلمة استخدمت في الثانية دون الأولى، 100 كلمة استخدمت في الرسالتين. ونلاحظ الآتي: أ. 6/1 الكلمات مشتركة بين رسالتين صغيرتين ليس بالدليل الكافي للتشكيك، بل بالعكس هي نسبة ليست بالقليلة. ب. يجهل الرسول بطرس اليونانية، فمن ترجم له الأولى خلاف من ترجم الثانية. ج. اختلاف موضوع الحديث والهدف يقلل من وجود كلمات مشتركة. ثانيًا: قبلتها الكنيسة الأولى، إذ يذكر يوسابيوس المؤرخ[1] أن القديس إكليمنضس السكندري اقتبس منها. ويؤكد كل من القديس جيروم وFirmilians أسقف قيصرية وتلميذ العلامة أوريجينوس أنها للقديس بطرس. اقتبس منها القديس إكليمنضس الروماني الكثير. هناك كلمات أو عبارات وردت في كتابات الآباء الرسوليين متناثرة لم ترد إلا في هذه الرسالة مثل: طريق الحق، لا متكاسلين ولا غير مثمرين، ملكوت أبدي، الكلمة النبوية، معاين، الأسنى[2]...

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بطرس الرسول الاولى

مشكلة الألم والحياة الجديدة لهذه الرسالة أهميتها الخاصة في حياة الكنيسة، إذ تعالج مشكلة الألم، هذه التي يئن منها كل إنسان، تشغل فكره، وتهز كل كيانه، خاصة حين يسقط تحت ضيقٍ جسدي أو نفسي أو أدبي، فيشعر بالحاجة إلى من يضمد جراحاته العميقة، لا على مستوى فلسفي نظري، وإنما على مستوى الحياة الواقعية العملية. والرسالة في جوهرها دعوة لمقابلة الألم لا بنظرة سوداوية قاتمة، وإنما بروح الرجاء الحي، خلال تمتعنا بميلاد جديد غالب للألم بل وللموت نفسه، إذ يقوم على قوة "قيامة يسوع المسيح من الأموات" (1: 3). عِوَض الارتباك بمرارة الألم يرفعنا الرسول إلى بهجة التمتع بالميراث الأبدي، فننعم بفرح لا ينطق به ومجيد (1: 8)، وعِوَض الانغماس في متاعب الحياة القاتلة للنفس يرفعنا إلى انتظار مجيء القدوس خلال الحياة المقدسة (1: 15-16)، مدركين دورنا الحقيقي كحجارة حية في البيت الروحي الكهنوتي (2: 5).إن كانت هذه الرسالة قد كُتِبَت إلى "المتغربين من شتات بُنتُس وغلاطية..." (1: 1)، فغالبًا لم تُكتَب من أجل اليهود الذين تشتتوا عن وطنهم، بل من أجل جميع المؤمنين، ايًا كان أصلهم، وقد عانوا التشتت بسبب إيمانهم، إذ واضح إنه يُحَدِّث أيضًا مؤمنين من أصل أممي (5: 14، 18؛ 2: 10؛ 4: 3). فالتغرُّب والتشتيت هنا يشير إلى كل مؤمن يشعر بتغرُّبه عن موطنه السماوي (في 3: 20). إنها رسالة موجهة إلى كل إنسان متألم في غربته!

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة يعقوب الرسول

رسائل الكاثوليكون تلقب الكنيسة الرسائل السبع (يعقوب، ورسالتي بطرس ورسائل يوحنا الثلاث، يهوذا) بالكاثوليكون أي الجامعة[1]، وذلك لأنها اتسمت بالعموميَّة، فلم تُكتب إلى جماعة معينة أو كنيسة خاصة أو مدينة أو شخص كما هو الحال في رسائل معلمنا بولس الرسول. وإن كانت الرسالتان الثانية والثالثة من رسائل معلمنا يوحنا الحبيب قد وُجهتا إلى شخصين معينين لكن لصغرهما يمكن اعتبارهما امتدادًا للرسالة الأولى، خاصة وأنهما يحملان نفس الطابع والأسلوب. هناك تشابه بين الرسائل وبعضها البعض وعلى وجه الخصوص بين: أ. رسالة بطرس الأولى ويعقوب. ب. رسالة بطرس الثانية ويهوذا. ج. بين رسائل يوحنا الثلاث. تعطي الكنيسة اهتمامًا لهذه الرسائل فتحتم قراءة فصل معين أو أكثر على المؤمنين في أكثر المناسبات وخاصة في الليتورجيات الكنسية... يقول القديس إيرونيموس عن هذه الرسائل إنها امتازت بالإسهاب مع الإيجاز؛ إسهاب في المعاني مع إيجاز في العبارات مما يجعلها صعبة الإدراك كما ينبغي.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين

لهذا السفر أهمية خاصة في الكتاب المقدس بكونه السفر الذي يربط العهدين – القديم والجديد – معًا. يعلن للمسيحيين الذين من أصل عبراني أنهم وإن كانوا قد طردوا بواسطة السنهدريم من الهيكل اليهودي وحرموا من خدمته فقد صاروا خارج المحلة يشاركون مسيحهم في صلبه خارج أورشليم لكي يدخل بهم إلى هيكله السماوي، ينعمون بخدمته الفائقة، ويتمتعون بالذبيحة الحقيقية الفريدة. هو سفر إنفتاح السماء على المطرودين والمحرومين. ولِما عُرف هذا بصعوبته لذلك آثرت أن يكون التفسير مبسطًا ومختصرًا قدر الإمكان حتى لا يتشتت فكر القاريء.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول إلى فليمون

هذه رسالة شخصية وجهها الرسول بولس إلى صديقه فليمون من أجل عبده[1] الهارب أنسيموس الذي التقى بالرسول في روم،ا وآمن على يديه وتاب واعتمد، وبعد فترة أعاده الرسول ومعه هذه الرسالة. بالرغم من صغر هذه الرسالة لكنها عذبة، وتحمل في كل سطر حلاوة الروح الرسوليّة المملوءة حبًا، بل حملت تطبيقًا عمليًا للمبادئ المسيحيّة. 1. كشفت عن الأبوّة الروحيّة السماويّة التي تربط الراعي برعيّته في المسيح يسوع في أعلى درجاتها، والتي تتمثّل في الاهتمام الفردي بكل مخدوم. فقد نسيَ الرسول المأسور أن يسجل لصديقه عن السجن وأتعابه وآلامه الجسديّة، غامرًا الرسالة بمشاعر الحب تجاه فليمون وتجاه أنسيموس. 2. أوضحت روح الحب الذي يغمر به صديقه، فأمره لكن في انسحاق، وقبل أن يطلب حبه تجاه أنسيموس يفيض عليه بالحب. كان يكفي أن يكتب الرسالة دون إرسال العبد، لكنه لم يفعل هذا، ليس لشيء إلاَّ لكي يهب فليمون فرصة التسامح الاختياري فيكون إكليله أعظم! 3. خلال هذه الرسالة تتكشف الروح الرسوليّة في الكنيسة، وهي تشغيل الطاقات في المسيح يسوع في أكمل صورها الإيجابية. فكان يمكن أن نحكم على بولس أنه رسول ناجح لو تاب أنسيموس على يديه وآمن واعتمد وردّه إلى فليمون كعبد. لكن الرسول يرى في أنسيموس طاقة قوية، فحوّل اتجاهها من الشر إلى الخير بالروح القدس، فرسمه شماسًا كما يقول القديس إيرونيموس. وصار أنسيموس الخادم النافع للخدمة.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول إلى تيطس

مقدمة أهمية الرسالة كتب القديس بولس إلى تلميذه تيطس الأسقف المسئول عن رعاية جزيرة كريت كلها. وقد اتسم باستقامة الإيمان والسلوك بحسب روح الكنيسة، لهذا لم تأتِ الرسالة لتشرح عقيدة إيمانية، ولا لتصحيح أفكارٍ لاهوتية، بل لتترجم الإيمان المستقيم في حياة الأسقف.لقد كشفت لنا جانبًا هامًا ومفهومًا عميقًا للحياة المسيحية، إنها ليست عقائد ذهنية ولا فلسفات جدلية، بل هي حياة وروح يعيش بها الأسقف كما الشعب كل في نطاق مسئوليته وحدود عمله. نستطيع أن نقول أن هذه الرسالة تمثل لنا الفكر الرسولي من جهة العمل الرعوي الذي يتركز في الآتي: 1. سيامة أسقف وشمامسة هذا هو العمل الأول لرئيس الأساقفة ألا يحنى ظهره وحده ليحمل نير المسيح، بل في محبة يطلب رعاة وخدامًا يشاركونه حب المسيح في العمل الكرازي الرعوي.هذه هي روح الكنيسة الأولى... توجيه كل الطاقات للعمل. فمن وُهب عطية الرعاية فليقام للخدمة، كما البتوليون والأرامل والشعب، الكل يعملون حتى الأطفال الصغار ينبغي أن يعيشوا بروح الخدمة والكرازة بصورة أو أخرى.لكن يليق ألا ننُشغل بكثرة العمل أو تزايد عدد الخدام بل يلزم التدقيق الشديد في اختيار رجال الكهنوت، فيُفحص المرشح من جهة حياته الخاصة والعائلية وعلاقته بالمؤمنين وغير المؤمنين، وقدرته على التعلم والتعليم الخ. 2. عرض لنا بعد ذلك صورة مبسطة للتوجيهات الرعوية التي يليق بالأساقفة أن يقدموها لكل فئة من فئات شعبهم لاختبار الحياة مع ربنا يسوع خلال سلوكهم اليومي. وهو بهذا يطالب الرعاة ألا يقدموا لرعيتهم قواعد جامدة، ولا قوانين صارمة، بل يعلنون "المسيحية" كحياة مع السيد المسيح، يتذوقها الشيخ ويستطعمها الطفل، يعيشها الرجل وتختبرها السيدة، يتقبلها السيد ويستريح لها العبد. وباختصار يجد كل إنسان راحته في الرب يسوع خلال حياته اليومية. 3. وأخيرًا يترجم لنا الرسول الحياة مع ربنا يسوع في سلوكنا مع الآخرين. فلا يعيش المؤمن كمعتصبٍ أعمى، ولا يخلق لنفسه مجتمعًا مستقلاً داخل المجتمع، ولا يغلق على نفسه بل يكون متفتحًا للجميع... يخضع للرؤساء والسلاطين بفرحٍ وسرورٍ كما للرب، يحب الجميع ويتسع قلبه للكل دون أن يداهن أو يمالق على حساب الحق!

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل