العظات
رسالة معلمنا بولس الرسول الاولى إلى اهل كورنثوس ج1
رسالة بولس الرسول الأولى لأهل كورنثوس رسالة عميقة ومملؤة معانى روحية نافعة لتعليمنا فى أجيالنا المعاصرة0
مقدمة عن الرسالة
مدينة كورنثوس عاصمة لأخائية فى ذلك الوقت وحاليا اليونان00 وهى مدينة معروفة بالثقافة العالمية والفلسفة والشر والدنس والخلاعة حتى أنها تعتبر مضرب المثل فى الدنس موقعها تجارى حساس ومشهورة بالغنى وعندما يجتمع المال والشهوة والمعرفة العقلية البعيدة عن الله ينشأ عن ذلك ناس بعيدين عن الله ومشهورين بالدنس ونقرأ عن كرازة بولس الرسول لها فى سفر أعمال الرسل إصحاح " 18 " حيث ذهب إلى أكيلا وبريسكلا صناع الخيام وأقام عندهم لكن الكرازة كانت بطيئة أو شبه مرفوضة فكان يكلمهم عن الله لكن بشارته لم تتفق مع عقولهم لذلك فكر بولس الرسول أن يترك المدينة لكن كلمه الله فى رؤيا وقال له لاتترك المدينة " تكلم ولا تسكت لأن لى أناس كثيرون فى هذه المدينة " فظل بها سنة ونصف 00 بولس ظل فى مدينتين فترة طويلة للكرازة وليس للسجن 00 ظل فى مدينة أفسس سنتان وفى كورنثوس سنة ونصف " 18 شهر " فإقترب من الناس وأقتربوا منه فحول المدينة إلى معرفة الله وأصبحت مدينة مملؤة بعمل الروح وملتهبة بعمل الله لذلك تحدث فى رسالته لها عن مواهب الروح القدس لأن كرازته فيها كان لها ثمر وأصبحت منارة لمعرفة الله وهذا عزاء لنا أن الله يعلم النفوس التى تقبله فبولس كان سيترك المدينة لكن الله يعرف أن له فيها شعب00 جيد أن تتعامل مع الله وأنت تعلم أنه يعرفك ولك مكانه عنده كتبت الرسالة عام 53 ميلادية ثم زارها مرتين كإفتقاد كتب الرسالة عام 57 ميلادية من مدينة أفسس .
البابا كيرلس الحب والإتضاع
1/ مرحلِة مَا قبل الرهبنة :
مرحلة تِلفِت نظرنا مرحلِة مَا قبل رهبنته وَهُوَ مَازالَ عِلمانِي وسط مُجتمع وَضُغُوط وَأوجاعه وَكَانَ إِسمه الأخ عَازِر .. كَانَ حاله إِنَّه إِنسان مَسِيحِي يُمَجِّد الله وَيخاف الله فِي كُلَّ أموره وَلَمْ يشعُر أبداً إِنَّه فِي خُلطة مَعَ أهل العالم أوْ إِتِفاق مَعَ فِكرهُمْ وَأعمالهم الردِيئة .. كَانَ يُمَجِّد الله فِي كُلَّ أمور حياته وَيُعلِنْ مَسِيحِيته وَسط مَنْ حوله .. كُلَّ مَنْ حوله كَانَ يرى فِيهِ إِنسان فرِيد وَهذَا مَا نَتَعَلَّم مِنْهُ لأِنَّنَا وسط العالم لاَ نُحَافِظ عَلَى أنْفُسَنَا وسط ضُغُوط وَإِغراءات العالم لَكِنْ الإِنسان الَّذِي مَسِيحه دَاخِل قلبه وَيحفظ نَفْسه وَمَزَامِيره دَاخِل فِكره وَقلبه لاَ يُؤثِّر عليه العالم كَانت المَزَامِير دَاخِل قلب البابا كِيرلُس مُنذُ أنْ كَانَ عِلمانِي .. كَانت كَلاَم حيّ دَاخِله رُبَّمَا آيات كَثِيرة فِي المَزَامِير لَمْ تلفِت نظرنا إِلاَّ عَنْ طرِيق البابا كِيرلُس لأِنَّ الإِنسان الرُوحانِي يلفِت الله نظره لِكِنُوز الكِتاب .. [ وَجِدَ كَلاَمُكَ فَأكَلْتُهُ فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي ... ] ( أر 15 : 16) إِذا دخلت حُجرته وَهُوَ عِلمانِي تَجِدهَا مُزَيَنة بِعَدِيد مِنْ الآيات .. كَلِمة الله أمام عينيهِ دَائِماً .. فِي بيته إِنسان ودِيع هَادِئ لَهُ خفائه وَصَلَوَاته الخاصة وَهُوَ لَمْ يَكُنْ رَاهِب بعد .. بينما نَحْنُ يخدعنا عدو الخِير وَيقُول لَنَا أنَّ الحياة المَسِيحِيَّة صعبة فِي العالم لَكِنَّهَا قَاصِرة عَلَى الرُهبان وَرِجال الدِين .. لاَ الحياة المَسِيحِيَّة لِكُلَّ إِنسان .. عَلَى كُلَّ إِنسان أنْ يَكُون بِيته كَنِيسة وَلَهُ عِشرِته وَخفائه مَعَ الله وَلَهُ مذبح فِي بِيته وَلَهُ سهرات وَأصوام وَتقوى وَبِر وَعفاف كَانَ البابا كِيرلُس مشهُور بِالعطاء وَالوداعة وَالصمت قَلِيل الكَلاَم وَلاَ يتكلَّم إِلاَّ لِلبُنيان .. صِفات تُؤهِل النَّفْس أنْ تَكُون مسكن لله .. الإِنسان المُنزَعِج بِأُمور كَثِيرة صعب إِنَّه يستقر فِيهِ الله .. تعلَّم مِنْ الأخ عَازِر أنْ تَكُون شَاهِد لِلمَسِيح فِي بِيتك وَعملك .. إِشهد لَهُ بِكُلَّ قُوَّة وَجبرُوت دُونَ أنْ يَكُون لَكَ زِي مُعَيَّن لأِنَّ الآباء يَقُولُون [ إِنَّ الشكل وَالزِي لاَ يُخَلِّصان ] القِدِيس الأنبا روِيس لَمْ ينال أي رُتبة لَكِنْ لَهُ كرامة عظِيمة فِي السَّماء لأِنَّ الكَنِيسة لَهَا ترتِيب عجِيب تضع مَثَلاً إِستفانُوس رَئِيس الشمامِسة فِي المجمع قبل مَارِمرقُص رَئِيس البطاركة لأِنَّ السَّماء لَيْسَ لَهَا ترتِيب بَلْ لَهَا مَعَايير خفايا الإِنسان الأخ عَازِر عَاشَ وسط العالم لَكِنْ لَمْ يعِش العالم دَاخِله .. كَانَ وسط العالم إِنسان مُختلِف وَالَّذِي لاَ يحيا هذَا الفِكر يَكُون قلبه خراب .. لاَبُد أنْ تَتَمَسك بِوَصَايا الله .
2/ مرحلِة أبُونَا مِينا المُتَوَحِد :-
عِندما تختلِي النَّفْس مَعَ الله تصفو وَتُحَلِّق فِي السَّماوات .. الوِحدة تُعطِي الإِنسان صفاء وَسكُون وَيكتشِف بِهَا أكبر كِنز دَاخِله وَهُوَ الله السَّاكِن فِيهِ .. عِندما يجلِس الإِنسان وحده وَيصمُت يهدأ مِنْ الإِضطِرابات الكَثِيرة وَيُصبِح مسكن لله .. رأينا فِي أبُونَا مِينا المُتَوَحِد نموذج يُقارب المراتِب السَّماوِيَّة لأِنَّ الإِنسان لَمَّا يخلو لِنَفْسه يرفعه الله لِمَرَاتِب مَلاَئِكِيَّة .. رأينا فِيهِ مَحَبَّة لِلصمت وَالسكُون وَالأصوام .. كَثِيرُون لَهُمْ فُرص يُتاجِرُونَ بِهَا وَلاَ يُتاجِرُون بينما المسِيحِي الصَحِيح الحقِيقِي هُوَ مَنْ يِتاجِر وَيِربح .. الَّذِي يفهم خِطَّة الله فِي حياته هُوَ إِنسان سَمَاوِي أبُونَا مِينا المُتَوَحِد كَانَ يستثمِر وقته فِي قِراءة الكِتاب المُقَدَّس وَالتَّسبِيح وَالصَلَوَات .. كَانَ يُدَاوِم عَلَى صلوات التَسبِحة وَالأجبية .. أصعب شِئ أنْ لاَ نفهم كِنز أُرثُوذُكسِيِتنا .. الَّذِي يسأل مَا فائِدة صلوات الأجبية وَالأسرار الكَنَسِيَّة نسأله مَا رأيك فِي البابا كِيرلُس ؟ يَقُول هُوَ رجُل صَلاَة .. نُجِيبه الَّذِي صنع هذَا الإِنسان هُوَ الكَنِيسة بِأسرارهَا .. [ إِنْ لَمْ تعرِف الطرِيق فَاخرُج عَلَى آثار الغنم ] .. الإِنسان الكَنَسِي يعلم وَيعِي اللاهوت وَأسرار الكَنِيسة وَأسرار الله .
3/ مرحلِة البابا كِيرلُس البطريرك :-
عِندما صَارَ بطريرك لَمْ يفقِد حُبَّه لِلوِحدة وَالسكُون وَلَمْ يفقِد رُوح رهبانِيته وَوَدَاعته
قصص ومواقف للبابا المتضع
كان فيه شماس اسمه عم فكرى راجل طيب بتول وأصيب بمرض طلع بسببه من شغله وكان بيحب أبونا مينا المتوحد ويصلى دايما معاه التسبحة وقداسات وفى مرة قال له ياأبونا مينا عاوزين نتفق اتفاق..قال له نتفق ياابنى..قال له الكاهن يصلى صلاته مضبوط والشماس يقول مرده مضبوط والعريف يقول مرده مضبوط ماحدش ياكل التانى!!رد ابونا مينا باتضاع موافق ياابنى . وفى يوم أبونا كان مستعجل وعنده التزام معين بعد القداس ففى اثناء قول عم فكرى (ايها الجلوس قفوا ) أبونا مينا بدأ يكمل الصلاة ..زعل عم فكرى وساب القداس وطلع قعد على باب الكنيسة ولم يدخل الا بعد أن طلع له أبونا مينا واعتذر له واشترط على أبونا يلتزم بالاتفاق اللى بينهم ..وأبونا قال له خلاص ياعم فكرى انا موافق تعال ياابنى نكمل القداس والله يحالك
بساطه وحب وإتضاع وأبوه وإحتمال ليس فى قدرة بشريه ولكن إنتصار عمل نعمه هناك غلبه على العتيق إنسان تحول إلى حمل وتخلص من صفات الذئاب لم يخاطب نفسه بكرامته كبطريرك ولكنه يعرف أن كرامته ليس فى رتبته ولكن ان يعمل برتبته وهى تزيد من مسؤلياته وأعباؤه وإلتزامه .
من أكثر الأمور التى تزعج الإنسان ذاته تئن تشكو تطلب الإنتقام الكرامه التأمين الحماية مبارك من أستطاع أن يغلب ذاته – أجمل ما تراه على الأرض منظر إنسان متضع مشهد سماوى ليس من الارض
قيل عن البابا كيرلس من خلال علاقته بالرئيس عبد الناصر أنهم كانوا يلمسون بركه حتى من السائق او المرافق للبابا كيرلس ويتعاملون معهم كأنهم قادمون من السماء
*بساطة الملبس :
فى رحلة البابا الثانية لأثيوبيا قام رئيس شمامسة الكاتدرائية وقتها بإعداد ما يلزم قداسة البابا للسفر وتبين أن مالديه من ملابس داخلية ومناديل وشرابات لاتليق بمثل هذه الزيارة (إذ كانت ملابسه الداخلية غير جاهزة بل تفصل من قماش خشن ومسرجة باليد )فاشترى له بعض الاحتياجات المطلوبة ..وعند وصوله للحبشة اكتشف وجود هذه الملابس فوجه عتاب لتلميذه :ليه ياابنى نتبطر على ماأعطاه لنا الله ؟ فيه ناس محتاجين كتير ويشتهون من الملابس مانعزف نحن عنه (ان كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما )
وكلنا نذكر فخامه الملابس التى أحضرها له هيلا سولاسى ورفض لبسها وحين دخل إلى المحفل ضجت القاعه من التصفيق أحبائى ليس البهاء بالملابس (لا تجعل أغلى مافيك ملابسك ) هل ذهبت إلى مزار البابا كيرلس ورايت حذاؤة أو ثيابه كم هى بسيطه تجد أن هناك علاقه بين الداخل والخارج كل ماكان الداخل مشبع ومكتفى تجد الخارج بسيطا ومعبراًوالعكس الفراغ الداخلى والفقر يطلب تعويضه بالخارج
يحكى القمص لوقا سيداروس أنه عند نياح البابا كيرلس وأثناء إرتداء ثياب الكهنوت لوضعه بها فى الصندوق وجدوه يلبس هذه الملابس الخشنه من الداخل
وقف شاعر أمام أمير وقال له أنت غالى جداً وأستطيع أن أدفع لك (مبلغ كبير جداً )وتبقى معى لتشجينى بأشعارك وهنا سأله أنا كم أساوى عندك وحاول أن يتهرب من الإجابه ومع الإلحاح قال رقم بسيط فغضب الأمير وقال إن هذا الرقم بالكاد يكون رقم ملابسى قال وهذا ما قيمت ثمنه
أنت تعطي قيمه للأشياء وليس الاشياء تضيف إليك بيت لحم والناصرة صارت مزار العالم ولهفه للجميع بسبب وجود المسيح فيهما – كم يساوى منديل للبابا كيرلس – القيمه ليس فى المنديل بل من إستخدمه
كم غنى وكم ملك وكم امير عبر على هذه الحياه - من نذكرهم الآن
*بساطة المأكل :
وصلت قداسة البابا هدية من أحد أولاده المهاجرين بأمريكا عبارة عن 12 تفاحة أمريكانى فاستدعى أبونا ميخائيل داود وقال له فيه جوة تفاح خد لك واحدة وأعطى أبونا اقلاديوس وعوض ووديع وفهيم كل واحد واحدة ..فقال وانت ماخدتش حاجة ياسيدنا ؟ قال له : طيب خلى واحدة للبطرك من نفسه ..قال هذا ولكنه أعطاها بعد ذلك لأحد الزوار .
كان لطيفا فى توجيهاته وَعِندما كَانَ الشَّعْب يَتَعَامل معهُ كبطريرك كَانَ يُخاطِب نَفْسه بِكَلِمات تبدو لِلنَّاس مرح [ عِيشنا وَشُوفنا الولد بقى بطرك ] .. وَعِندما كَانَ يطلُب طلب وَالنَّاس كُلَّهَا تِلَبِّي طلبه كَانَ يَقُول لِنَفْسه [ جَلَبِيته لِحد رُكبِته وَعشرة فِي خِدمِته ] .. كَانَ فِي كرامة لَكِنْ أمام نَفْسه بِلاَ كرامة .
• مرةسمع شماس معجب بصوته قوى , فقال له ياابنى دارى على شمعتك تنور , خلى بالك على نفسك
• كان هناك شخص كبير بالسن منحنى يحضر القداسات وهو يأخذ لقمه البركه يقول لسيدنا صلى لأمى ياسيدنا وهكذا فى كل قداس إلى أن فى مرة قال له يأخى واجعتنى بأمك - ذهب وجدها ماتت
• كان حين يطلب من أحد تلاميذه كوب ماء أو شاى وينسى ويتأخر يطلب بعد فترة وإذ كانوا يعتذرون له لا يعاتبهم ويقول أنا عارف المشغوليات
• صلاح الإنسان يجعله يلتمس الأعذار ولا يكثر من إلقاء اللوم على الآخرين وهناك شعار جميل من يتبعه يستريح أن لا يطلب كل واحد منكم ماهو لنفسه بل ماهو للآخر أيضاً
• (علينا واجبات وليس لنا حقوق )
• عدم الإدانة :
مرة طلب من تلميذه يقرأ له الجوابات الواردة فلاحظ تلميذه إن فيه جواب جاى لسيدنا به سب وقذف لسيدنا فامتنع عن قراءته وقال له :حاللنى ياسيدنا أقطعه . قال له لا ياابنى إقرأ .. لعل الله ينظر الىٌ ويرحمنى .
كان لما يأتى له كاهن يشكو من أسقف رغم مهاجمه هذا الأسقف للبابا كان يرفض أن يتكلم مع الكاهن ويفضل أن يذهب يستسمح أسقفه الأول بُولِس الرَّسُول يَقُول كَانَ مُمكِنْ يَكُون لَنَا كرامة لَكِنَّنَا رفضناهَا .. لأِنَّ الَّذي يطلُب الكرامة تهرب مِنْه وَالَّذِي يهرب مِنْهَا تأتِي إِليه وَلنرى كرامة البابا كِيرلُس فِي السَّماء وَعَلَى الأرض رغم إِنَّه كَانَ يهرب مِنْهَا عَلَى الأرض .. لَوْ كَانَ أحب الكرامة عَلَى الأرض كَانَ سينالها لِفِترة مُؤقتة قَصِيرة وَيَا لِلخُسارة يَا ليتهُ مَا طلبهَا جَيِّد أنْ يحتفِظ الإِنسان بِإِتِضاعه وَهُوَ فِي منصِب .. دَاوُد النَّبِي عِندما إِنتصر وَمَلك بدأ روح الغرُور يملأه وَبدأ يَتَمَشَّى عَلَى السطح وَنظر وَاشتهى وسقط وَعِندما أرادَ أنْ يِدَارِي خَطِيته أتى بِأورِيَّا الحِثِّي وَعِندما رفض أُورِيَّا الرجُوع لِبِيته أسكره فرفض أيضاً رجوعه لِبِيته فَأرسله دَاوُد لِلحرب وَبِيده خِطاب موته لِيضعوه فِي الصفُوف الأُولى فِي الحرب فَيَموت .. دَاوُد الَّذِي قَالَ عَنْ نَفْسه إِنَّه كلب مَيِّت عِندما مَلك تَكَبَّر أجمل شِئ أنْ يَكُون الإِنسان فِي كرامة وَلاَ يطلُبهَا وَيِحافِظ عَلَى إِتِضاعه وَالَّذِي يشتكِي لَهُ عَلَى آخر لاَ يقبل مِنْه كَلِمة كَمَا كَانَ يفعل البابا كِيرلُس السَّادِس لأِنَّ [ مُشِيعُ المَذَمَّةِ هُوَ جَاهِلٌ ]( أم 10 : 18) .. لَمْ يَشِع مذمَّة بينَ النَّاس بَلْ أشَاعَ السَّلام وَالمحبَّة بينَ شعبه وَلَمْ ينقِل كَلِمة مِنْ أحد عَلَى آخر وَيَقُول لَهُمْ أنَّ الله لاَ يُحِب مُشِيعِي المذمَّة لأِنَّهُ أرادَ أنْ يرفع أولاده لِمراتِب رُوحِيَّة عالية وَكَانَ يِعالِج الأُمور بِحِكمة وَلَمْ يراه أحد أبداً فِي إِحساس عَظَمِة البطريرك .. لَمْ يرتدِي مَلاَبِس ثمِينة لأِنَّهُ كَانَ يشعُر أنَّ كُلَّ مجد إِبنة المَلِك مِنْ دَاخِل ( مز 45 : 13 ) لاَبُد أنْ لاَ تعبُر علينا درُوس حياته لِكي تنتقِل لَنَا فَضَائِله لأِنَّ هذِهِ هِيَ الكَنِيسة وَهؤلاء هُمْ آباءنا رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
البابا كيرلس والتسبيح
التسبيح عمل ملائكة
فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة باسمه (عب 13 : 15)
البابا كيرلس عاشق للتسبيح القداسات العشيات رفع بخور باكر الأجبيه التسبحه بصفه يوميه ودائمه لدرجه هوجم وطلب أن يعين بطريرك بدلاً منه ليقوم بمهام قيادة الكنيسه وقال نحن لا نريد عريف (معلم ألحان) ولكن نريد بطرك كان يمكن أن يرفع بخور باكر فى ليالى الأعياد فى أكثر من كنيسه تصل إلى ثلاث أو أربع مرات
يمسك الدف بيده ويسبح
التسبيح هو أرقى درجات التعبير عن محبه الله يمكن أن يحضر 500 عظه وان يصلى 100 ولكن من يسبح
الحياة فى المسيح من حفظ وصاياة وشركة آلامه تحول الإنسان إلى قيثارة إلهية تبعث الفرح وتنطق بالتسبيح، وتنشىء حالة من الفرحٍ الداخليٍ هو ثمر الروح القدس الذي يبهج المؤمن بتقديم نفسه ذبيحة حب لله في ابنه. هذه البهجة تعلن بالتسبيح خلال الشفاه المعترفة باسمه، وخلال القلب الداخلي، كما خلال العمل بتنفيذ الوصية، كأن التسبيح ليس مجرد كلمات تنطق بها الشفاه وإنما هي طبيعة يعيشها المؤمن، يعلنها في قلبه بالمشاعر المملوءة حبًا لله، وبالشفاه خلال كلمات التسبيح، وبالعمل الصالح الروحي. يعلق القديس چيروم على كلمات المرتل "لتصفق الأنهار بالأيادي" قائلاً: [إن المؤمنين وقد صاروا أنهارًا تفيض عليها المياه من النهر الأصلي ربنا يسوع تصفق بالعمل الروحي المستمر كما بالأيدي، تسبح للثالوث القدوس بالسلوك الحيّ.]والتسبيح له علاقه بالتوبه والحياة مع الله والحب مع الله التى تنشىء لونا من العشق والتغنى والتلذذ بالوجود فى الحضرة الغلهيه أكبر فترة ومن المعروف أن ما يقال بالكلمات يختلف كثيراً عما يقال باللحن فهو يعطى الكلمات معنى آخر والكنيسه العاشقه للمسيح والمعترفه بمحبته وموته وقيامته والشاهده لاعماله حولت الكلمات إلى تسبيح وأنغام وحين يشبع القلب بالحب يمتلىء بالفرح ويملك على القلب سلام لا يمكن التعبير عنه إلا بالتسبيح لذلك كل صلوات الكنيسه تسبيح القراءات الاجبيه التسبحة حاله من الفرح والغناء إنها أرقى اللغات إنها لغه القلب لغه المشاعر التى تعبر أقوى منة الكلام التى تعد اقوى من لغه اللسان التسبيح أرقى ألوان الحديث مع الله لأنه حديث مع الله عن الله هو محور الحديث
هل رأيت شخصأ طبيباً كان أو مهندساً وقام بعمل فريد ومدحه الحاضرون فى شكل شعر أو غناء إنه أقصى عمل يمجد الشخص كذلك التسبيح لذلك لا يستطيع أن يسبح من لم يختبر حلاوه العشره مع الله
ليس الأموات يباركونك يارب لكن نحن الاحياء نباركك من الآن وإلى الابد حينما يفعم القلب بحرارة الروح تنفك عقده اللسان إنها طعام السمائيين هو يكون لهم طعام حياة حلواً فى حناجرهم أفضل من العسل إذا نطقوا به تفرح قلوبهم وترتفع إلى العلا عقولهم لغه السماء ترتبط بالحب والشكر والإيمان والإقرار بأعماله المجيده والعديده إحنا بنعمل مؤتمرات لإعداد خدام إسكندريه وحين أريد أن أتعرف على مستوى نوعيات أعضاء المؤتمر لا أجد أصدق من التسبحه لأعرف ولابد من شرح وتعلم وممارسه لنشترك مع السمائيين ونربطها بجهادنا الروحى ونجد فى الهوس الأول تسبحه موسى وبنى إسرائيل التى تعبر عن بهجه إنتصار بعد ذل وعبوديه صاروا من عبيد إلى مملكه الله المرهبه فأمتلأوا قوة وفخراً وأشكروا الرب لإنه صالح ورؤوف ونعلن إعتزازنا بإلهنا الذى نجانا من أتون النار وأنقذنا وينقذنا وسينقذنا من كل عمل ردىء فلم تعد التسبحه تخص أشخاص فى التاريخ بل هى تسبحتى أنا ولسانى أنا وتعلن إنتصارى أنا وتصير تعليات الله فى حنجرتى أنا التى تعد أجمل آله موسيقيه أمام الله وصرنا نحن الفتيان الجدد الذين جزنا فى الماء والنار وأخرجنا إلى الراحه وصرنا نحن الذين نجونا من أفواة الأسود وألقينا فى النيرا ولم تحترق ثيابنا بل حرقت قيودنا نسبح ونغنى ونعلى هوس إيروف آريؤو تشاسف حضر إلى شاب للإعتراف وكان مهموماً عصبياً وكان يوم سبت ويوجد معترفين كثيرين وقلت له بلطف إحضر جزء من التسبحه وتعال بدل أن تجلس وتقلق وجدته فى نهايه التسبحه مبتسماً وقال لى أشكر الله أسترحت إن حضرنا تسبحه بالروح نخرج مبررين وإعتبرها مؤشر صادق لميزان عشرتك مع ربنا وإلى أى مدى تفاعلت مع عمله وخلاصه وعطاياة ونردد مع الملائكه آمين البركه والمجد والحكمه والشكر والكرامه والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين آمين أنتدب البابا كيرلس كاهن للصلاه فى كنيسه بعيده عن منزله ولا يوجد بها مصلين إلا أعداد قليله وبدا ابونا لا ينتظم على الذهاب وحين ساله البابا كيرلس وعلم منه بذلك قال له روح يابنى وماتزعلش المذبح والملائكه والقديسين الأبديه لا تبدأ فى الابديه ولكنها تبدأ هنا على الأرض ولغه السماء هى التسبيح وطعامها فلنا ان تقنها ونحن لازلنا هنا لئلا نجد أنفسنا غرباء هنا وغير متفاعلين وغير مشاركين
اساسات البيت المسيحى
اساسات البيت المسيحى
الكنيسة هي جماعة المؤمنين المجتمعين في وجود الله .. { لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم } ( مت 18 : 20 ) .. الزوج والزوجة والأولاد والله موجود في وسط البيت .. إذاً البيت كنيسة .. ولكن أحياناً يغيب هذا المفهوم عن أذهاننا .. وأحياناً نجد الكثير من الناس من الخارج شكلهم كويس ولكن حياتهم من الداخل غير سعيدة بالرغم من عدم وجود أي سبب لعدة مظاهر مثل النفور وعدم الإنجذاب ولون من ألوان التوتر .. شئ من التحدي في البيت يجعله بيت غير سعيد وممكن يكون بسبب الصراع على من يكون القوى العليا في البيت ومن الذي يتخذ القرارات في البيت .. شئ صعب أن تكون حياتنا الداخلية هي التي بها التعب .. فعندما تأتي المشاكل أو الضيقات من الخارج يكون الحال أهون من المشاكل التي من صنع إيدينا ومن الداخل .
فما معنى الكنيسة التي في بيتك ؟ ما معنى أن نعيش في البيت فرحانين مع بعض وقانعين ؟ ما معنى أن نعيش كجماعة يتمجد الله فيهم ؟ كيف نعيش في بيتنا الذي يكون كسفينة وسط أمواج العالم ؟ كيف نعيش سعداء في بيتنا ؟
هناك " 5 " كلمات كعنوان لعظة اليوم .. في صلاة سر الزيجة أبونا يستخدم " 5 " أشياء هي :-
1/ الدبلة .
2/ الزنار .
3/ البرنس .
4/ الأكاليل .
5/ اللفافة .
1- الدبلة
2- لماذا تُنقل من اليمين إلى اليسار ؟ لأن الجهة اليسار قريبة من القلب رمز للمحبة .. وهذا الإصبع بالذات يوجد به عصب يصل للقلب مباشرةً فنضع فيه الدبلة كعربون حب قلبي نقي صافي .. وتكون الدبلة رمز لعهد الحب .
وأبونا هو الذي يُلبِس الدبلة وليس العريس كعلامة أن الله هو الذي يربط هذه الزيجة .. ولذلك ليس من حق الإنسان أن يقطع هذا العهد لأن ما جمعهُ الله لا يُفرقهُ إنسان ( مت 19 : 6 ) .
والدبلة رمز للحب الذي يجب أن يكون في البيت .. محبة التضحية والبذل والتفاني .. وأن كل شخص يبحث عن كرامة الآخر وليس كرامته الشخصية .. لا تظن أن البيت يمشي بالصُراخ والتصميم على الرأي .. لا .. بل يسير بالمحبة .. يوجد أنواع من المحبة
أ/ محبة الإيروس ← محبة أنانية .. هي محبة الأخذ .. هي محبة تجعل ذاتي ولذتي فوق كل شئ .
ب/ محبة الفيلو ← هي محبة إنسانية إجتماعية بشرية .. هي محبة الأخذ والعطاء .
ج/ محبة الأغابي ← هي محبة العطاء .. وهي المحبة المسيحية .. محبة على قياس محبة المسيح لنا وللكنيسة .
بولس الرسول يقول { أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحبَّ المسيح أيضاً الكنيسة } ( أف 5 : 25 ) .. محبة الأغابي محبة العطاء والبذل .. محبة عطاء وليست محبة إستهلاكية .. { مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ } ( أع 20 : 35 ) .
لا تظن أنك عندما تعطي كثيراً وتبذل وتضحي فإنك ستُصبح ضعيف .. لا تظن أن العطاء ضد الرجولة ولا تظني أن في العطاء ضياع للكرامة وللشخصية .. لا .. فإن هذه المحبة هي كمثل محبة المسيح للكنيسة .. إذاً الدبلة هي تذكار المحبة الدائم .. المحبة غير المشروطة .. إجعل قلبك بلا جدران .. بلا حدود للحب .. لا تجعل محبتك شرط كمحبة الشخص الآخر ومقابل المحبة هو حضور الله .
وعلى مستوى أولادنا يحتاجون أن نقدم لهم الأغابي .. وأحياناً نحبهم محبة إيروس ( أنانية ) .. فأحياناً نريدهم أن يصيروا ناجحين لأني أنا أبوه .. محبة أنانية ذاتية لحساب الذات .. وهذه المحبة لن تدوم لأن الولد سيكبر وسيستقل عنك وستجد نفسك خارج حياته .. ولكن إصنع واهتم بمحبة الأغابي مع أولادك ولا تحبهم بمحبة مفسدة فالتدليل الزائد مُفسد .. لأنه عندما يكبر سيُصدم من المجتمع .. القديس كبريانوس يقول { ليكن لك محبة بلا تدليل وحزم بلا قسوة } .. وأحياناً نجد أب آخر مُرعب بالنسبة لأولاده .. لا هذا مطلوب ولا ذاك مطلوب .
2- الزنار :
شريط أحمر يربطه أبونا على العريس رمز لدم المسيح .. يُربط على الإنسان مرتين في عمره يوم عماده ويوم إكليله .. علامة الفداء والخلاص .. لهم سمة على جباههم ( رؤ 20 : 4 ) .. يكون في البيوت التي لا تهلك .. بيت عليه علامة الدم .. بيت طهارة .. بيت بركة .
راحاب الزانية عندما خبأت الجواسيس الذين من شعب الله فأعطت لهم علامة " حبل قُرمزي " فلا يؤذوا هذا البيت عندما يدخلون المدينة .. لأن عليها علامة الحب الأحمر .. علامة الدم .. دم الخلاص .. ربنا يسوع المسيح هو غافر كل آثامي باستمرار لذلك نحن أيضاً يجب أن نتحلى بالغفران .. يجب أن نغفر لبعض .. مثل ما المسيح يغفر لنا بدون شروط وبطريقة سهلة ومتاحة للكل .
3- البرنس :
البرنس رمز للعبادة في البيت .. لا يلبسه إلا الكاهن والعريس يوم زواجه لأنه سيكون كاهن البيت .. سيُصبح رب البيت .
في العهد القديم قبل كهنوت هارون لم يكن هناك كهنوت فكان رجل البيت هو كاهن البيت الذي يُقدم الذبائح لله .. والرجل هو المسئول عن الحياة الروحية في البيت .. عن الصوم والصلاة والكتاب المقدس وحماية الأولاد من الأصحاب والحياة الروحية للزوجة إذا كانت كسلانة أو سهيانة في أمور البيت .. هذه مسئولية الزوج .. هو كاهن البيت .. فهل أنت قائم بدورك هذا ؟ هل تقدم ذبائح الحمد والتسبيح في بيتك أم لا ؟
في روسيا الشيوعية أُغلِقت الكنائس أكثر من " 100 " سنة ولم يكن مسموح أن يتكلم أحد عن المسيحية .. وعندما جاء الرئيس ميخائيل جورباتشوﭪ كانت جدته مسيحية مؤمنة وهي التي شجعته على فتح الكنائس وكانت الكنائس مليانة بالناس لأن الكنائس كانت مفتوحة في بيوتهم .. وكل بيت يوجد فيه حجرة للصلاة وركن للأيقونة .. كل بيت فيه مكان للعبادة .. كنيسة في بيتك .
تعرفت على أسقف روسي له كنيسة هنا في الأسكندرية في شارع صفية زغلول .. رجل تقي جداً مثل السواح وعرفت إنه تعلم الإيمان من أمه في البيت .
أعطيك تدريب عملي في البيت .. يجب أن يكون لك مع أسرتك جلسة للإنجيل كل يوم . يجب أن يكون هناك وقفة صلاة جماعية واحدة في اليوم .
في عيد أي قديس نقول المديح مع بعض مع الأولاد .. أعرف صديق كان يعمل حفلة لأولاده في كل عيد قديس ويجيب تورتة ويعمل حفلة وجعل أولاده يُحبون القديسين ويُحبون الإحتفال بهم .
لا يكون كل تركيز الأهل على الأكل فقط .. فما الفائدة من الأكل وإبني لا يخاف الله ؟!!
4- الأكاليل :
عربون أكاليل المجد السماوي .. وتُذكرهم الكنيسة أن لهم أكاليل سماوية .. وعليك أن تحافظ على إكليلك .. أكاليل أمانة حسنة غير مضادة ولا محاربة هي أكاليل غير مغلوبة لا تُنزع منك .. الكنيسة تضمن لك الحياة الأبدية من خلال سر الزيجة فتعطيهم الأكاليل وتفرح بأولادها وهم لابسين الأكاليل .. فهي خطوة في طريق الملكوت .
إوعى الأبدية تغيب عن ذهنك .. الزواج إسلوب ضمان للسماء .. شئ يحفظك ويقدسك ويرفعك ولا تعيش لنفسك بل للآخر .. وشئ يعطيك أولاد تذهب بهم للسماء .. القديس يوحنا فم الذهب يقول { إن كنا نمدح البتولية إلا أن الزواج هو الذي أتى بالبتوليين } .
5- اللفافة :
تُوضع فوق يد العريس والعروس .. أساس طقس الإكليل كان يتم في القداس وهذه اللفافة للتناول يتناول بها العريس ويُرسلها إلى العروسة تستخدمها في التناول لتقول لهم الكنيسة أن المسيح وحَّدهم .. وفي الإكليل يضع الإثنين أيديهم على بعض وفوقهم اللفافة لننظر إليهم على أنهم يد واحدة جمعها الله .
لابد أن نواظب مع بعض على الحياة الكنسية .. اللفافة تُمثل العبادة في الكنيسة ( القداس ، العشية ) .. إجعل أولادك معك في القداس ونعيش بكمال الحب والمغفرة ونعيش بجسد المسيح المكسور .. فعندما أكسر جسدي مع أولادي أكون كسيدي .. مين فينا مهتم إنه يحضر العشية مع أسرته ؟ ومن يهتم بإبنه إنه يكون شماس ؟
أحياناً الأهل هم الذين يعطلون أولادنا ونُميت إشتياقاتهم الروحية .. أبونا بيشوي كامل وهو شاب ذهب يفتقد أحد الشباب ففتح له أبو الولد وقاله الولد عنده ثانوية عامة وليس لديهِ وقت للكنيسة هذا العام .. فقال له أبونا طيب ممكن أجي أنا كل إسبوع أو إثنين لأقص له الدروس التي أخذناها في الكنيسة .. فقال له لا .. لا يوجد لديه وقت وإبني لابد أن يُصبح دكتور .. وبالفعل عدت السنين وذهب الأب ليسأل على هذا الخادم وقاله إبني أصبح دكتور ولكن أنا عندي مشكلة كبيرة هي إن إبني دكتور وارتبط عاطفياً ببنت ممرضة غير مسيحية وبدأ إيمانه يهتز وأنا فكرت إنه كان بيحبك وبيسمع كلامك فقلت أجي وأقولك عشان تساعده .. ما الفائدة من أن إبني يُصبح دكتور وليس في قلبه مخافة الله ؟ { هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب } ( أش 8 : 18) .. يجب أن نقدم لله حساب عن الأولاد الذين أعطانا إياهم .. في السماء ليس المهم أن يكون دكتور ولاَّ محامي ولاَّ غيره لكن المهم أن يكون عنده تقوى .
ربنا يجعل بيوتنا بيوت بركة وطهارة وصلاة .. ربنا يسند كل ضعف فينا .. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين
مثل الوكيل الأمين
مثل الوكيل الأمين
هو من أمثال السيد المسيح { يارب ألنا قلت هذا المثل أم للجميع أيضا. فقال الرب فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يُقيمه سيده على خدمه ليعطيهم العلوفة في حينها. طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا بالحق أقول لكم إنه يُقيمه على جميع أمواله }( لو 12 : 41 – 44 ). الوكيل الأمين الحكيم هو مَثَل من أمثال ربنا يسوع التي هي كلها تخدم نفوسنا .
الوكيل أي إنسان مؤتمن على شئ .. الأمانة قليلة والوكلاء الأمناء قليلون .. يجب أن يكون كل شخص فينا هو وكيل أمين .. ما هي الأشياء التي ائتمني يسوع عليها ؟ ما هي مكافأة الأمانة ؟ ربنا يسوع ائتمني على ثلاثة أشياء:-
1/ نفسي .
2/ بيتي وأولادي .
3/ إخوتي وأحبائي .
1/ نفسي
أكثر شئ يجب أن يفهمه الإنسان أن الإنسان ليس مِلك لنفسه ولكنه أمين على نفسه – وكيل عليها – ولكن مع إغراءات العالم وحروب عدو الخير يقتنع الإنسان أن حياته هي مِلك له وليست مِلك لربنا .. ويقول لا يوجد إثبات إني مِلك لله .. فأنا الذي أقرر .. أي شئ أفعله .. حياتي هيَّ حياتي ومِلكي .. فعندما أريد أن أفعل أي شئ أفعله وينسى إنه وكيل .
يجب على الإنسان أن يفهم إنه مؤتمن على حياته وإنه سيقدم حساباً عنها أمام الله ويجب أن يعطي أيامه وكل نسمة في حياته لله .. القديس أثناسيوس قال عن أنبا أنطونيوس أنه كان يتنفس المسيح .. أي أن المسيح هو كل شئ في حياته .. لذلك الإنسان يجب أن يعرف أن أيامه ولحظاته وأوقاته وعمره ومواهبه وتفكيره وكل ما فيه هو مِلك لله ويجب أن يرده مع ربح ولا تقول { فلنأكل ونشرب لأننا غداً نموت } ( 1كو 15 : 32 ) .. سيأتي وقت وستعطي حساب وكالتك .. ماذا فعلت بالأيام التي أعطِتها لك ؟ ماذا فعلت بمشاعِرك ؟ هل أحببت بها نفسك وبيتك فقط ؟ أنا أعطيتك طاقة عاطفة كبيرة لماذا قصرتها على نفسك فقط ؟ أيامك ماذا فعلت فيها ؟ الزمن هو أحد الوزنات التي نحن مؤتمنون عليها .. وكل لحظة هي عطية من الله .. كل ما نملُك هو عطية من الله .
الوكيل الحكيم .. الحكمة مهمة جداً .. الحكيم يعرف كيف يتاجر وكيف يربح .. { ولد فقير وحكيم خير من ملك شيخ جاهل } ( جا 4 : 13) .. كل عطية من ربنا يجب أن نوجهها بشكل صحيح .. نحن عايشين من أجل رسالة .. ويوجد أشخاص عندها ملل ووقت فراغ ولا تعلم ماذا تفعل ولا تعلم لماذا هي عايشة .. نحن موجودين لنمجد الله ونربح الملكوت .. بولس الرسول قال { لي الحياة هي المسيح والموت هو رِبح } ( في 1 : 21 ) .
الله أعطاني نفسي ليس لكي أهلك ولا لكي أبددها .. الله ينتظرنا في الأبدية منذ الأزل .. خلقنا له لنتمجد به ولنشاركه مجده وبهاءه وحضوره الإلهي .. يجب أن أكون حريص على خلاص نفسي وأن أُشارك الله قصده من خلقتي وأن أقدم نفسي له وأن أتمتع بخلاصه ومواعيده وحفظت كتابه ووصاياه فيقول لي { نعماً أيها العبد الصالح والأمين كنت أميناً في القليل فأُقيمك على الكثير } ( مت 25 : 21) " الكثير " أي المجد الأبدي .. ومن يُدرك المجد الأبدي لا يعيش في كسل ولا تواني
{ طوبى للذين يعملون الأن بكل قوتهم فإن لحظة واحدة في ذلك المجد سوف تُنسيهم كل أتعابهم } .. كل تعب وصوم وتسامح .. الخسارة عند ربنا هل خلاص الإنسان ؟ الله يريدك أن تخلُص .. لن ينفع أن نتحجج أمام الله ونقوله في الأخر أعذرنا لم نقدر ولم يسعفنا الوقت أن نربح أنفسنا .. ولكن يوجد من هم في نفس عمرنا وظروفنا وقد جاهدوا وربحوا الملكوت هم من سيدينونا لأن لهم نفس ظروفنا .أول أمانة أنا إئتُمِنت عليها هي نفسي .. نفسي هي وديعة مِلك لله وموجودة عندي .. المشكلة أن الله يعطينا وقت طويل ثم يطلب الوديعة .. فأحياناً يظن الإنسان أن هذه الوديعة مع الوقت أصبحت مِلكي .. لا .. إنها وديعة لديَّ .. مبارك الإنسان الذي يتذكر أن عمره ونفسه ليسوا ملكي ولكن يجب أن أقدمها مع الله مع رِبح .. طاقتي .. مواهبي .. غرائزي .. حياتي .. عواطفي .. إمكانياتي الشخصية كلها لله .
2/ بيتي وأولادي :
بيتي وأولادي ليسوا ملكي ولكنهم مِلك لله .. { البنون ميراث من الرب .. وثمرة البطن عطية منه } ( مز 126 – من مزامير الغروب ) .. والأم تكون إشبين أي مؤتمنة على إبنها وهي وكيلة على إبنك ويجب أن تقدمه لله مع رِبح .. يشوع قال { أما أنا وبيتي فنعبد الرب } ( يش 24 : 15) .. { هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب } ( أش 8 : 18) .
قدمي لأولادِك نموذج حسن من بداية حياته .. شجعيه على معرفة ربنا من بداية حياته .. إغرسي فيه فضائل كواقع حقيقي في حياتِك بدل ما يكبر وتتحيلي عليه عشان يروح الكنيسة أو لكي يعترف .. مرة أم أعطت لإبنها عشرة جنيهات كي يعتِرِف فأبونا قالها لن ينفع لابد أن يرى نموذج حي .. هل وجد فيكِ نموذج حي للحياة الروحية ؟ هل علمتيه المحبة أم كان يسمع في البيت المقارنة بينه وبين أولاد خالاته وفي نفس الوقت نقوله { تحب قريبك كنفسك } ( مت 22 : 39 ) فيُصبح الولد ممزق يسمع كلام مين؟
ما أجمل زكريا وأليصابات اللذين قال عنهما الإنجيل { كانا كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم } ( لو 1 : 6 ) وبسببهم وُجِد يوحنا المعمدان .. يجب أن نقدم أولادنا لربنا بلا عيب .. كثيراً ما نهتم بالأكل والشرب والملابس ولا نهتم بالحياة الروحية .. نهتم بأجساد أولادنا ولا نهتم بخلاص نفوسهم .. أولادنا فقدوا الرؤية الروحية بسبب أن الأسرة نسيت الحياة الروحية ومهتمة فقط بالأجساد .. أين الأسرة التي تعمل تمجيد للقديسين في أعيادهم ؟ ولو أولادي غير ملتزمين يجب أن يقدم الأباء والأمهات صلوات بدموع أمام الله ليتغيروا مثل مونيكا التي صلت 20 سنة من أجل إبنها .. نحن كثيراً نصلي من أجل أبنائنا لكي ينجحوا أو يسافروا أو يشتغلوا أو يتجوزوا ولكننا لا نصلي من أجل خلاص نفوسهم .
بيتي وأولادي هم عطية من الله يجب أن نحافظ عليها ونقدمها لله بدون خسارة بل بربح .. أغرس الفضائل والصلوات في أولادي .. البيت هو الذي يربي ويعلِّم ويسلِّم كل المبادئ للأولاد .. أنت مسئول عن الأولاد أمام الله .. نقدم لهم الوجبة الروحية الدسمة التي تُغذيهم روحياً .. الناس مهتمين فقط بالتعليم الذي أصبح هو الإهتمام الأول والأخير للأباء .
أبونا بيشوي كامل وهو شاب ذهب يفتقد أحد الشباب ففتح له أبو الولد وقاله الولد عنده ثانوية عامة وليس لديهِ وقت للكنيسة هذا العام .. فقال له أبونا طيب ممكن أجي أنا كل إسبوع أو إثنين لأقص له الدروس التي أخذناها في الكنيسة .. فقال له لا .. لا يوجد لديه وقت وإبني لابد أن يُصبح دكتور .. وبالفعل عدت السنين وذهب الأب ليسأل على هذا الخادم وقاله إبني أصبح دكتور ولكن أنا عندي مشكلة كبيرة هي إن إبني دكتور وارتبط عاطفياً ببنت ممرضة غير مسيحية وبدأ إيمانه يهتز وأنا فكرت إنه كان بيحبك وبيسمع كلامك فقلت أجي وأقولك عشان تساعده .. ما الفائدة من كونه دكتور ولكنه فقد خلاص نفسه .
3/ أمين على إخوتي وعلى الآخرين
من أصعب صفات جيلنا الإنغلاق على النفس والأنانية الشديدة وعدم حب العطاء وأن الإنسان يعيش لنفسه .. وأحياناً يكون إهتمامنا بأولادنا ليس سببه حب إبني أكثر ما هو بسبب حبي لنفسي .. ولكن الله طلب من إبراهيم أن يقدم إبنه وحيده إسحق ليُذكِّره أن إسحق هو مِلك لله .. لا تنشغل بالعطية عن العاطي .. ونحن أحياناً ننشغل بأولادنا عن الله ونبعِد عن ربنا بسبب أولادنا أو أبعد أولادي عن ربنا
الإنسان المسيحي يشعر بمسئولية تجاه الكل .. بولس الرسول يقول { من يضعُف وأنا لا أضعُف .. من يعثُر وأنا لا ألتهب } ( 2كو 11 : 29 ) .. هل أشعر بغيرة على كل أحبائي الذين لا يعرفون طريق الله ؟ هل بسأل عن أصدقائي وأصحابي الذين لم يحضروا القداس والعشية ؟ هل أنا وكيل حكيم أمين على كل من حولي أم أنا أعيش فقط في دائرة ذاتي ؟ المسيحي نور ولا يمكن أن يُوقد سراج ويُوضع تحت المكيال .
نحن يجب أن نشعر بمسئولية تجاه حتى غير المؤمنين ونصلي من أجلهم والكنيسة تقول { غير المؤمنين ردهم } .. الكنيسة وكيلة أمينة عن الخليقة كلها وتشفع في الكل .. والزوج أحياناً يكون بعيد عن ربنا ويحصر نفسه ودوره في توفير المال فقط للأسرة ويكتفي بأن أولاده وزوجته يذهبون إلى الكنيسة .
القديس أوغسطينوس كتب في إعترافاته أن أمه كانت تشعر بمسئولية تجاه زوجها مع أنه كان سكِّير وفاسق وكثيراً ما كان يهينها ويضربها ويحتقرها .. والقديس أوغسطينوس كتب عنها " كنت أراها تخدمه بكل إكرام واتضاع كمن يخدم جلالك يا الله " .. رغم كل عيوبه .. مسئولية الزوجة أن تصلي من أجل زوجها .
المكافأة
{ طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا .. بالحق أقول لكم إنه يُقيمه على جميع أمواله } ( لو 12 : 43 – 44 ) .. الأمانة تجعل الله يأتمن الإنسان على كل شئ .. على مجد الأبدية .. وعلى عطايا الروح السماوية .. ونعرف حرية مجد أولاد الله .. لدرجة أن الله يعطيه سلطانه ومجده حتى وهو على الأرض .. الذي يفكر في المكافأة تهون عليه الأتعاب والمحاربات والمضايقات .. { الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج } ( مز 125 – من مزامير الغروب ) .. فكَّر في المكافأة فتستهين بالتعب .. يكفي أن نسمع من الله كلمة " طوبى لذلك العبد " .. يكفى أنه يُقيمني على جميع أمواله .. أحد القديسين قال { أطِع الله يُطاوعك الله } .. فمهما يطلب من الله لا يرفضه له الله .. حتى أنه يُصبح للإنسان سلطان حتى على الطبيعة .. تُمطِر .. يُوقِف المطر .
الأكاليل منتظرانا .. الله يعدها لمحبي إسمه القدوس
الله الذي إئتمننا يجعلنا أُمناء فيما إئتمنا عليه ويساعدنا على خلاص نفوسنا وأولادنا وأزواجنا وكل من حولنا ويمتعنا بالنصيب الصالح
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين
مكانة المرآة فى المسيحية
مكانة المرآة فى المسيحية
الحياة المَسِيحِيَّة رَفَعَت قِيمة المرأة بعد أنْ كانت مكانتها ذلِيلة وَحَقِيرة وَيُنظر لها نظرة مُتَدَنِيَّة غير آدَمِيَّة..الوثَنِيَّة وَاليَهُودِيَّة وَالإِسلام وضعُوا المرأة فِي مَكَانة أقل مِنْ العبِيد . إِحتقار شدِيد . تَجَاهُل وَازدِراء ثُمَّ جاءت المَسِيحِيَّة وَقَلَبت كُلَّ هذِهِ الموازِين بعد أنْ كانت يُنظر لها نظرة مُتَدَنِيَّة أصبحت المرأة فِي كرامةوَيُنظر لها فِي نَقَاوة وَصَلاَح وَأدب وَوَقار وَكما قَالَ بُطرُس الرَّسُول ( مُعطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامةً كالوارِثاتِ أيضاً مَعَكُمْ نِعمة الحيوةِ )( 1بط 3 : 7 )اِذا نظرنا لِلتارِيخ وَمُعاملته مَعْ المرأة سَنشكُر الله أنَّهُ أقامنا فِي هذِهِ النِّعمة وَأعطانا الحياة المَسِيحِيَّة. وَإِذا كانت الدِيانات الأُخرى تُقَلِل مِنْ شأن المرأة فَإِنَّ المَسِيحِيَّة تقُول [ غير أنَّ الرَّجُلَ ليسَ مِنْ دُونِ المرأة وَلاَ المرأةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ في الرَّبِّ ] ( 1كو 11 : 11) نحنُ فِي نِعمة عَظِيمة .الدِيانات الأُخرى تنظُر لِلمرأة عَلَى أنَّها عَثَرة وَشهوة. هِيَ جسد فقط بينما المَسِيحِيَّة رَفَعت المرأة فِي الكرامة. وَبِالطبع العذراء هِيَ نُقطة التَحَوُّل لِلمرأة فِي الكنِيسة وَتُلَقِبها بِحواء الجدِيدة وَأصبحت هِي عِلَّة الخَلاَص بدلاً مِنْ عِلَّة السُقُوط كَحَواء الأولى [ مُبَارَكَة أنتِ فِي النِّساءِ ] ( لو 1 : 28 ) وَأصبحت العذراء سبب إِزالة اللعنة بدلاً مِنْ حواء الأولى سبب اللعنة. العذراء أصبحت نموذج لِحلول الله. نموذج لِلرِقة وَتمجِيد الله .نرى نظرة المُجتمع فِي العصُور المُظلِمة قبل المسِيح نَجِدها نظرة إِهانة وَاحتِقار وَفِي الإِسلام نَجِد نظرة نفزع لِمعرِفتها فَمَثَلاً ليسَ لِلمرأة حق فِي أنْ تأكل فِي بيت زوجها دون إِذنه لأِنَّ هذا الطعام مِنْ تعبه وَإِنْ أرادت أنْ تأكل تأكل طعام غير صالِح .. عبده وَنظرة حقِيرة .. لهُمْ أنْ يحجِروا عَلَى المرأة وَكُلَّ شيء فِيها عورة حَتَّى صوتها .. وَلِنرى المَسِيحِيَّة [ غير أنَّ الرَّجُلَ ليسَ مِنْ دُونِ المرأة وَلاَ المرأةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ في الرَّبِّ ] .. [ ليسَ ذكر وَأُنثى لأِنَّكُمْ جَمِيعاً واحِد فِي المسِيحِ يَسُوعَ ] ( غل 3 : 28 ) كرامة أعطاها المسِيح لِلمرأة فرق كبِير .وَلِنرى المسِيح الَّذِي كانت نِساء أرامِل تعوله مِنْ أموالِهِنَّ وَيُعطِي كرامة لِمريم وَمرثا إِخوة لِعازر وَلِنرى قِصَّة لِعازر [ مريم الَّتِي كَانَ لِعازرُ أخُوها مَرِيضاً ]( يو 11 : 2 ) أى نَسَبُوا لِعازر إِلَى مريم إِذاً المعرِفة الأولى كانت مَعَْ مريم وَنَسَبُوا القرية لإِسم مريم .. المسِيح غيَّر وِجهة النظر لِلمرأة . كانت المريمات هُنَّ أوِل إِنطِلاقة لِلكِرازة بِالقِيامة وَأخذن كرامة الخِدمة وَكما قَالَ بُولِس الرَّسُول [ غير أنَّ الرَّجُلَ ليسَ مِنْ دُونِ المرأة وَلاَ المرأةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ في الرَّبِّ .لأِنَّهُ كما أنَّ المرأة هِيَ مِنَ الرَّجُلِ هكذا الرَّجُلُ أيضاً هُوَ بِالمرأةِ ] ( 1كو 11 : 11 – 12 ) .أعظم ناس مولودِين مِنْ إِمرأة " أعظم موالِيد النِّساء " أى إِنسان عظِيم يرجع الفضل لأمه الَّتِي جاءت بِهِ لِلدُنيا لِذلِك المَسِيحِيَّة تُعطِي كرامة لِلمرأة ..كَثِيراً مَا نشعُر أنَّ المرأة قلِيلة الشأن أمام الرجل فَمَثَلاً هُناكَ مَنْ يقُول لِماذا مجمع القُدَّاس ليسَ بِهِ قِدِيسات لِماذا المرأة لاَ تَكُون كاهِن ؟ لابُد أنْ تقبلِي طبعك كَفَتاة وَتشكُرِي الله .الرجل اليهُودِي كَانَ يُصَلِّى " أشكُرك يا الله لأِنَّكَ لَمْ تخلِقَنِي إِمرأة " – نظرة دُونِيَّة – .
فِي أحداث القِيامة كُلَّ الَّذِينَ كَانَ لهُمْ دور جوهرِي كُنَّ نِساء .. المجدلِيَّة أوِل مُبَشِرة لِلقِيامة وَتَجَرَّأت وَقالت [ قُلْ لِي أينَ وَضَعْتَهُ وَأنَا آخُذُهُ ] ( يو 20 : 15) .. المَجدلِيَّة بِذلِك وَبَّخِت الرِجال بِشَجَاعتها الرِجال كانُوا خائِفِين فِي العُلِيَّة وَالأبواب مُغَلَّقة بينما المجدلِيَّة طلبت حَبِيبها فِي شجاعة وَجَرَاءة مُنقَطِعة النَظِير .
الله لَهُ حِكمة مِنْ خلقِهِ الإِنسان رجل وَإِمرأة وَلِنقبل تَدَابِير الله فِي حياتِي وَالله خلقنِي كذلِك لأِنَّ لِي رِسالة وَأنا أشكره عَلَى ذلِك .. وَلِنرى بعض نِساء الكِتاب مثلاً أستِير المَلِكة خلَّصت الشَّعْب كُلَّه بِحِكمِتها وَجمالها الَّذِي لَمْ يعرِف الرِجال أنْ يعملوه عملته أستِير .. رَاعُوث إِستحقت أنْ تنتزِع إِستحقاق نسل المسِيح بِتَعَبها .. رَاعُوث الَّتِي قِيلَ عنها إِنَّها قَلِيلاً مَا لَبَثت فِي الرَّاحة وَجَذَبت قلب بُوعز .
مريم أُم القِدِيس مرقُص صَارَ بيتها عُلِيَّة صِهيون أوَّل كَنِيسة وَتأسَّسَ فِيهِ سِر الشُكر وَنالت الكنِيسة كُلَّها فِيهِ عَطِيَّة الرُّوح القُدس .. أيضاً حَنَّة أُم صَمُوئِيل النَّبِي لِنرى صلواتها وَتضرُعاتها .تُعطِي نموذج لِلصلاة أمام عالِي الكاهِن وَحُبَّها تكرِيس إِبنها وَعَطِيتها لَهُ لله فِي مَحَبَّة كامِلة رغم أنَّها كانت إِمرأة عاقِر وَكانت فَنَنَة كُلَّ يوم تُعَيِّرها لَكِنَّها لَمْ تبخل بِإِبنها عَلَى الله .. تُعطِي الله ليسَ مِنْ إِعوازها فقط بَلْ إِبنها
مريم النَّبِيَّة الَّتِي قادت الشَّعْب كُلَّه فِي تسبِحة .. لَمْ تكُنْ مريم أوَّل مرَّة تُسَبِح بَلْ هِيَ مُدَرَّبة عَلَى التَّسبِيح بَلْ هِيَ إِنسانة مُتقِنة لِلتَّسبِيح وَالشَّعْب رَنَّم خلفها .
والحياة المَسِيحِيَّة تحتقِر المرأة كانت ترفُض تِلكَ النماذِج .. لِنرى أبِيجايِل الَّتِي نجَّت زوجها مِنْ الموت وَعَشِيرتهُ كُلَّها مِنْ غضب داوُد .. أيضاً دَبُورَة القاضِية نَجَّت إِسْرَائِيل كُلَّه وَيَاعِيل أماتت سِيسرا قائِد جيش الأعداء .. لِذلِك لابُد أنْ نعرِف أنَّ لنا رِسالة الله أوجدنا لها فَلاَ نحتقِر ذواتنا وَلاَ نشعُر أنَّنا أقل مِنْ غِيرنا .بِما أنَّنا فِي فترة عِيد الرُسُل لِنرى دور المرأة فِي الكنِيسة الأولى .. أوَّلاً يحضرُون الكنِيسة مَعْةالرِجال فِي تسبِيح [ وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تعلِيم الرُّسُلِ وَالشَّرِكَةِ وَكسرِ الخُبزِ وَالصَّلَوَاتِ ] ( أع 2 : 42 ) [ بَلْ ينتظِرُوا موعِد الآبِ الَّذِي سَمِعتُمُوهُ مِنِّي ] ( أع 1 : 4 ) كَانَ لَهُنَّ دور فِي تجهِيز المؤمِنات أى عِندما تدخُل المرأة لِلإِيمان جَدِيداً يُسَلِّمها الرُسُل لِلنِساء التَقِيات فَيُعرفنها الحياة المَسِيحِيَّة .. تُعَلِّم أولادها خوف الله .. كَانَ الرُسُل يُجَنِدُونَ النِساء لِتجهِيز المؤمِنات لِلمعمودِيَّة لِكي يُعَمِدَهُنَّ الرُسُل .. كُنَّ يهتَمِمِنَ بِالفُقَراء وَكُنَّ يحمِلنَ رسائِل الرُسُل لِلكنائِس لِذلِك كَانَ هُناك طقس الشَّماسات أوْ المُكرَّسات وَالكِتاب عرَّفنا عنها عَلَى أنَّها رُتبة " دِياكُون " وَهِيَ نَفْس رُتبة الشَّماس ..حَتَّى أنَّ طقس تكرِيس البِنت يُقال فِيها { يا الله خالِق الرجل وَالمرأة الَّذِي مَلأَ بِروحه مريم وَدَبُورَة وَحَنَّة وَلَمْ يستنكِف إِبنك الوحِيد أنْ يُولد مِنْ إِمرأة إِقبل نَفْس عبدِتك فُلاَنة } .. الله لَمْ يخلِق الرجل فقط دونَ المرأة لِذلِك قَبَلت الكنِيسة نذر
المرأة أنْ تَكُون راهِبة أوْ مُكَرَّسة حَتَّى الكنِيسة الأولى قَبَلت تكرِيس الأرملة وَتُحَوِّل طاقتها الفعَّالة إِلَى رِسالة وَعمل داخِل الكنِيسة .. فِي رِسالة بُولِس الرَّسُول إِلَى تِيمُوثَاوُسَ
[مشهُوداً لها فِي أعمالٍ صَالِحةٍ إِنْ تَكُنْ قَدْ رَبَّتِ الأولاد أضافت الغُرَباء ] ( 1تي 5 : 10 ) .. لَمْ يكُنْ زمان ملاجِئ فكانت خِدمة الغُرباء مُنتشِرة وَكَانَ ذلِك عمل الأرامِل .
كَانَ يوجد نوع مِنْ السيِدات يتفرغنَ لِلعِبادة مِثلَ حَنَّة إِبنة فنُوئِيل الَّتِي ظلَّت 84 سنة مُلاَزِمة الهيكل عابِدة الرَّبَّ . كانت نِساء تخدِم بِالمُسَاعدات أوْ غسل الأرجُل لِلغُرَباء وَالقِدِّيسِين .كن عابِدات أوْ فِي خِدمة المرأة وَمِنهُنَّ مَنْ يحِث البنات عَلَى الحِشمة لأِنَّ زمن الأُمم كَانَ فِيهِ عدم التحفُظ فَتَرَكَ الرُسُل هذِهِ الخِدمة لِمُكرَّسات الكنِيسة لِيُعَرِّفنَ الفتيات أنَّ جَسَدَهُنَّ هُوَ جسد المسِيح فَيَلِيق بِهِ الحِشمة .. أيضاً كَانَ لَهُنَّ دور فِي تبشِير غير المؤمِنات وَنَصِيحة الحدثات .
فَإِقبلِي طبعِك هذا لأِنَّ لَكِ رِسالة مِنْ الله .. كثِير مِنْ الأعمال لاَ تستطِيع عملها إِلاَّ المرأة .لَكِ دور تُمَجِّدِي بِهِ الله وَلَكِ رِسالة .. أخطر شيء أنْ يرفُض الإِنسان طبعه وَلاَ يعرِف إِرادة الله فِي حياته .. أنا لِي رِسالة لِمَنْ حولِي فِي التعلِيم وَفِي القدوة وَالتَّصَرُّف .. رِسالة مَعَْ كُلَّ مُحِبِيَّ وَأوجدنِي الله لِذلِك لِكي أشهد لَهُ وَأُبارِكهُ وَأُمَجِدَهُ .. هكذا كانت طغمة الشَّابَّات وَالمُكَرَّسات فِي الكنِيسة الأولى يخدِمنَ القِدِّيسِين وَيُعدِدنَ الأغابِي بعد القُدَّاسات وَيُبَشِرنَ وَ.. دور فعَّال .
نَمَاذِج مِنْ الكَنِيسة الأولى
طَابِيثا:- [ وَكَانَ فِي يَافَا تِلمِيذة اسمُها طَابِيثا الَّذِي ترجمتُهُ غَزَالة . هذِهِ كانت مُمتَلِئةً أعمالاً صَالِحةً وَإِحساناتٍ كانت تعملُها ] ( أع 9 : 36 ) .. شَهَدَ لها الكِتاب أنْ كَانَ لها إِحسانات لِلأرامِل وَالفُقَراء وَعِندما ماتت مِنْ شِدَّة حُزنهُنَّ عليها جِئنَ إِلَى بُطرُس الرَّسُول الَّذِي لَمْ يكُنْ يعرِفُها فَعرَّفنهُ عليها .[ فَوَقَفَتْ لديهِ جمِيعُ الأرامِل يبكِينَ وَيُرِينَ أقمِصَةً وَثِياباً مِمَّا كانت تعملُ غَزَالةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ ] ( أع 9 : 39 ) .. هذِهِ هِيَ طَابِيثا مِنْ أعمالها تعرِفُها وَكما يُقال " وَإِنْ ماتت فَهِيَ تتكلَّم بعد أعمالها تشهدُ لها " .. نموذج لِلفتاة المُحِبَّة .. الله سَمَحَ لِلمرأة أنْ يكُون لها طبع رقِيق .. تعمل لإِخوتها .. الكنِيسة الأولى عاشت حياة مُشتركة بينَ المرأة وَالرجل مَا رأينا فِيها إِحساس العثرة وَلاَ رفض لِلمرأة فِي الخِدمة .. بُولِس الرَّسُول وَضَعَ شرُوط لِلمرأة الخادِمة ليسَ رفض مِنْهُ بَلْ لِكي تلِيق بِالخِدمة .
بنات فِيلُبُّسَ المُبَشِر:- فِي سِفر الأعمال كَانَ رجل يُسَمَّى فِيلُبُّس المُبَشِر لَهُ أربعة بنات عذارى كُنَّ يتنبأنَ .. وَالنُبُّوة هِيَ عطِيَّة الرُّوح القُدس .. وَلِنرى تُبُّوة أغَابُوس الَّذِي تنبأ لِبُولِس أنَّهُ سَيُقَيد وَيذهب لأورشلِيم .
أفُودِيَةَ وَسِنتِيخِي:- فِي رِسالة بُولِس الرَّسُول لأِهل فِيلِبِّي تكلَّم عَنْ أفُودِيَةَ وَسِنتِيخِي اللتينِ جَاهدتا مَعْ بُولِس فِي الإِنجِيل كَمَا قَالَ .. أى أنَّهُ يُمكِن لِفَتاة أوْ شابَّة أنْ تُجاهِد مَعْ رَسُول فِي الكِرازة .
ترِيفينا وَترِيفُوسَا:- فِي رِسالة بُولِس الرَّسُول لأِهل رُومية [ سَلِّمُوا عَلَى مريم الَّتِي تَعِبت لأِجلِنا كَثِيراً سَلِّمُوا عَلَى ترِيفينا وَترِيفُوسا التَّاعِبَتَينِ فِي الرَّبِّ . سَلِّمُوا عَلَى برسِيسَ المحبُوبةِ الَّتِي تعِبت كَثِيراً فِي الرَّبِّ ] ( رو 16 : 6 – 12 ) .. نَماذِج خالِدة فِي الكنِيسة الأولى .. بنات آنِية ضَعِيفة لَكِنْ غلبنَ طبعَهُنَّ وَهذا عمل الرُّوح .
لِيدِيَّةُ بَيَّاعةُ الأُرجُوان:- الَّتِي كانت أُمَمِيَّة بائِعة عطُور فِي فِيلِبِّي وَبُولِس الرَّسُول لَمْ يخجل مِنْ الكرازة لِمجموعة سيِدات يبتعنَ فِي الأسواق .. وَانفتحَ قلب لِيدِيَّةُ وَاعتمدت هِيَ وَأهل بيتِها عَلَى يد بُولِس قالت لَهُمْ [ إِنْ كُنتُمْ قَدْ حَكَمتُمْ أنِّي مُؤمِنة بِالرَّبِّ فادخُلُوا بيتِي وَامكُثُوا . فَألزَمتنا ] ( أع 16 : 15 ) .. أى أعربت لَهُمْ عَنْ إِنَّها لاَ تَكُون مقبُولة فِي الإِيمان إِنْ لَمْ يدخُلوا بيتها فَألزمتهُمْ .. كَثِيراً مَا كَانَ بُولِس يحتاج بيت يُقِيم فِيهِ فَكَانَ بيته هُوَ بيُوت المؤمِنِين وَأعطىَ الله المرأة رِقَّة وَعَاطِفة إِتجاه الخِدمة فقد لاَ يُلاَحِظ الرجل أينَ يمكُث الرَّسُول بُولِس وَماذا يأكُل وَ . لَكِنْ المرأة بِحِسَها كانت تُلاَحِظ .
فِيبِي:- الشَّماسة خادِمة كنخريا مِنْ مدِينة كُورنثُوس قَالَ عنها بُولِس [ كَي تقبلُوها فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلقِدِّيسِينَ ] ( رو 16 : 2 ) .. كانت فِيبِي فتاة مُثَقَفة مِنْ عائِلة غَنِية جِدّاً وَعِندما قَبِلت الإِيمان عاشت مُتَبَتِلة وَخَدَمت وَكانت تُسافِر مَعْ بُولِس فِي البِلاد حَتَّى أنَّها كانت فِي كُورنثُوس وَعِندما ذَهَبَ بُولِس إِلَى رُومية ذَهَبت إِليهِ فَأرسل معها رِسالة إِلَى أهل رُومية[ كُتِبت إِلَى أهلِ رُومية مِنْ كُورنثُوس عَلَى يَدِ فِيبِي خَادِمة كَنِيسة كنخريا ] ( رو 16 : 27 ) حَمَلت رِسالة بُولِس عبرَ البِحار وَكانت أيضاً مُهِمِتها أنْ تشرح الرِسالة وَليسَ إِرسالها فقط ..نَماذِج خادِمة .. أكثر شيء يِتعِب أنْ يعِيش الإِنسان فِي نَفْسه وَلاَ يشعُر بِرِسَالته .. لَكِنْ الَّذِي يذوق عمل الله فِي حياته يغلِب طبعه وَيغلِب نَفْسه .
أكِيلاَ وَبِرِيسكِلاَّ :- إِثنان مُتَزَوِجان فَتَحَا بيتَهُمَا كنِيسة وَأصبح مكان إِجتماع المؤمِنِين وَفَتَحَا بيتهُمَا لِبُولِس وَالَّذِي يفعل ذلِك يعلم كم مخاطِر سَتُقَابِلَهُ .. كَانَا يذهبان مَعَْ بُولِس فِي كُلَّ مكان ذهبا خلفهُ كُورنثُوس وَأفسُس وَ. [ يُسَلِّمُ عليكُمْ فِي الرَّبِّ كَثِيراً أكِيلاَ وَبِرِيسكِلاَّ مَعَ الكنِيسةِ الَّتِي فِي بيتِهِمَا ]( 1كو 16 : 19 ) ذَهَبَا إِلَى رُوما [ الَّلذَينِ وَضَعَا عُنُقَيهِمَا مِنْ أجلِ حياتِي ] ( رو 16 : 4 ) لأِنَّهُمَا جَعَلاَه يكرِز مِمْ بيتِهِمَا وَظَلاَّ مَعْهُ حَتَّى آخِر لحظات حياته .. يُوحنَّا فم الذَّهب لَهُ مُلاَحَظات أنَّ بُولِس الرَّسُول كَانَ يُقَدِّم إِسم بِرِيسكِلاَّ عَنْ زوجها أكِيلاَ لأِنَّها قدَّمت مشاعِر وَعمل وَخِدمة لِلرَّبَّ .. أبُلُّوس السكندرِي أرادَ أنْ يدخل الإِيمان فَشَرَحت لَهُ بِرِيسكِلاَّ الإِيمان بِأكثر تدقِيق حَتَّى قِيلَ عَنْهُ فِيما بعد أنَّهُ كَانَ خَبِير بِطُرُق الرَّبَّ .
كَثِيرات شَهِيدات وَكَثِيرات خادِمات وَكَثِيرات . ليسَ المرأة مِنْ دُون الرجل فِي المسِيح أنتِ لَكِ رِسالة وَلَكِ دور فِي الكنِيسة لأِنَّ الكَنِيسة ليست مُقتصِرة عَلَى الكاهِن وَالشَّماس وَالرجل فقط . لاَ . لَكِ دور فِي التعلِيم وَالقدوة وَإِحضار وَإِفتِقاد البعِيدات وَلتشعُرِي وَتعرفِي أنَّ الله حمَّلَكِ رِسالة وَمُنتظِر عطِيِتِك وَأنَّهُ لَمْ يرفُضِك أوْ يرفُض خدمِتِك .
توجد قِدِيسة ذُكِرت فِي بِدايِة العصر الرَّسُولِي وَهِي عذراء عفِيفة .. هِيَ تكلا تعلَّمت عَلَى يد بُولِس الرَّسُول وَكانت جمِيلة وَمُثَقَفة وَغَنِية جِدّاً وَمِنْ عائِلة مرموقة .. كانت تُرافِق بُولِس وَكانت مِثال لِلبتولِيَّة وَالطهارة وَتعلِيم النِساء. كانت تُساعِد بُولِس وَتُكَلِّم النِساء عَنْ الفضِيلة فَكَانَ جمالها ليسَ جمال بشرِي بَلْ جمال رُوحِي يجذِب لِلمسِيح فَحَاربها الشيطان فَأرادت أُمها أنْ تخطُبها لِرجل وثنِي وَلَمَّا رَفَضَت وشت بِها أُمها لِلحاكِم عَلَى إِنَّها مسِيحِيَّة وَهُنا دخلت تكلا فِي سلسِلة عذابات وَإِهانات حَتَّى أنَّها وُضِعت فِي النَّار. ثُمَّ عملت فِي بيت عذارى عاشت فِيهِ وَقالت تسبِيح وَلِيمة العشر عذارى. ألقاها الحاكِم فِي النَّار فَأرسل الله أمطار غزِيرة أطفأت النَّار. ثُمَّ رَافقت بُولِس مرَّة أُخرى فَوَضَعُوها فِي جُب أفاعِي وَرغم ذلِك لَمْ تصمُت بَلْ جالت تُبَشِر وَصَارت عظِيمة فِي الكنِيسة. كونها فتاة فَغِنَاها وَثقافتها وَجمالها وَضَعَتهُ تحت أرجُل الله وَصارت خادِمة .
إِستخدِمِي إِمكانِياتِك لِعمل الخِدمة وَاخرُجِي مِنْ دائِرة نَفسِك وَاعرفِي عَمَلِك وَدورِك فِي الكنِيسة. كم فتاة تعرفِيها بعِيدة عَنْ الله ؟ كم نَفْس سيسألِك الله عنها تعالِي بِها لله وَقُولِي لَهُ [ هَا أنَا وَالأولاد الَّذِينَ أعطانِيهُم اللهُ ] ( عب 2 : 13 ). إِحساسنا بِعدم المسئولِية هُوَ سبب الفتور فِي حياتنا لَكِنْ لَوْ قلبِي مُلتهِب أكون مُشتاق إِلَى [ أُعَلِّم الأثمة طُرُقك وَالمُنَافِقُونَ إِليكَ يرجعُون ] ( مز 50 ). هل تعلمِي دُورِك فِي الكنِيسة وَمَكانتِك فِي السَّماء ؟ إِنَّ فِي الكنِيسة ليسَ المرأة مِنْ دُونَ الرجل .
ربِّنا يسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِياً آمِين
دور الأسرة فى زواج الآبناء
دور الأسرة فى زواج الآبناء
يوجد عدة أمور في حياتنا نحتاج فيها أن نعرف ما هي إرادة الله الصالحة فيها ولا نعيش حسب فكرنا البشري ومن ضمن هذه الأمور موضوع الإرتباط واختيار شريك الحياة لأولادنا. مز" 142 "نصليه في باكر{ عرفني يارب الطريق التي أسلك فيها لأني إليك رفعت نفسي إنقذني من أعدائي يارب فإني لجأت إليك علمني أن أصنع مشيئتك لأنك أنت هو إلهي روحك القدوس فليهدني إلى الإستقامة }أحياناً نمشي بفكرنا البشري ونُقيِّم الأمور بفكرنا البشري وهناك ثلاث أنواع من الإرادة :- إرادة الإنسان - إرادة الناس- إرادة اللهفكيف نعيش بحسب إرادة الله؟ هناك أربع نقاط سلبية ونقطتين إيجابيتين في موضوع الإرتباط واختيار شريك الحياة .من الأمور السلبية في هذا الموضوع هي :- التسرع - السطحية - الضغط والسيطرة -كثرة الشروط
النقاط الإيجابية :- نعاملهم كأبنائنا - الإتزان
أولاً:الأمور السلبية
1-التسرع
أحياناً نأخذ قراراتنا بتسرع بدون تأني ولا دراسة ولا تفكير في الأمر وبدون صلاة من أجله وخصوصاً في موضوع إرتباط الفتاة ودائماً ينتقل للفتاة شعور أن الأهل يريدون أن يتخلصوا منها وأي عريس يأتي يوافقون عليه كبير صغير مناسب غير مناسب يعمل لا يعمل مهاجر مستقر في البلد أي شئ يوافق الأهل عليه وهذا يرجع لضعف الإيمان لأن الأهل يقولون نحن غير ضامنين أن يأتي شخص تاني مناسب ولكن أشعياء يقول{ كن لي ضامناً }( أش 38 : 14) الله هو الضامن نحن لا نضمن حياة أولادنا ولا حياة أنفسنا الله هو الرازق ومُعطي جميع الخيرات
الإرتباط موضوع هام لا يحتاج للتسرع أبداً ولكنه يحتاج صلوات لطلب إرشاد الله{ عرفني يارب الطريق التي أسلك في لأنك أنت هو إلهي روحك القدوس فليهدني إلى الإستقامة }يجب أن يكون قرارنا آتي من المذبح ومن الصلاة .يوجد إنسان عندما نجلس ونتكلم معه رصيد الراحة يزيد ويوجد شخص كلما تكلمنا معه رصيد الراحة إليك يقل يجب التأني وأن الإنسان يعطي لنفسه فرصة الأباء ينصحونا بثلاث أشياء.صلي وفكر وإستشير. الله لا يريدك أن تلغي عقلك فكَّر في الشخصية والطباع والبيئة والسن موضوع الإرتباط مثل شراء – شروة على بعضها – مجموعة أشياء في شنطة واحدة بسعر واحد ( تعليم ، شكل ، سن ، توافق ، عائلة ، ..)الإستشارة تتم عن طريق الحكماء وناس محايدين وكل الناس تحب جداً أن تستشير الكهنة ولكن الحقيقة في هذا الموضوع بالذات الكهنة لا يقدرون أن يقولوا على أي إنسان إنه غير جيد الكاهن مهمته أن يستر ويعالج عيوب أولاده ولا يفضحهم فإن جاءت عروسة تسأل عن شاب عند أب إعترافه مش ممكن يقولها إنه مش كويس لأنه أبوه ولا يجب أن يفضح أمور إبنه .
لو عاوز تسأل إسأل أهل جيران أصدقاء عمل ممكن أبونا يقول كلمات يجب أن نفهمها مثل نتأنى أو نصلي أو إدرسوا بعض كويس لغتك تُظهِرك( مت 26 : 73 )طريقة كلام الإنسان تُظهر سلوكه ويجب أن نساعد أولادنا على الإختيار إهتمامات الإنسان وطريقة قضاء وقت فراغه تُظهر شخصيته أصدقاءه شخصيتهم تدل على شخصيته الميول والإتجاهات توضح ما بالداخل .
2- السطحية
كثيراً ما نحكم على العريس من خلال شكله وملابسه .. لكن الأمر محتاج لدراسة عميقة .. يوجد بنات بيقولوا نقدر نقيِّم الولد من الشوز والساعة .لا المهم الداخل المهم طريقة فكره واحترامه لأهلي ومعاملاته وأصحابه لا تنظروا للأمور بسطحية أحياناً يأتي عريس للبنت يكون أكبر منها بـ 18 سنة والأم تقول ما أنا الفرق بيني وبين زوجي 12 سنة يعني الفرق 6 سنين مش مشكلة لا يوجد فرق في الأجيال في التعليم .. في الثقافة في طبيعة الحياة اليوم عن طبيعة حياتِك التي عشتيها إنتِ من 30 سنة
3- الضغط والسيطرة
أحياناً عندما يقتنع الأهل بعريس معين يضغطون على البنت أو العكس يضغطون الأهل والأولاد يتزوجون رغم إرادتهم وتبدأ المشاكل بعد الزواج ويقولون أنا تزوجته غصب هذا غير صحيح لا تضغطوا على أولادكم في اختيار شريك حياتهم أحياناً نوافق على عريس لأنه من طرف أسرتي وأحياناً لا أوافق على عريس لأنه من الطرف الآخر هذه أمور خاطئة لا نكون ذاتيين هكذا
أحياناً الأهل يعاملون عريس البنت بشكل غير جيد لأنهم يجدون أن البنت تحبه جداً فيشعرون بالقلق وأنهم خارج الموضوع فينقلبون عليا. والعكس عندما يجدون البنت تتعامل معه بشكل غير جيد يخافون عليه ويعاملوه بشكل جيد يجب أن نساعد أولادنا ولا نكون ذاتيين وننظر إلى مصالحنا الذاتية ونساعدهم في مرحلة عدم اكتمال نضجهم ليتخذوا القرار السليم
4- كثرة الشروط
في جلسة الإتفاق وكل طرف يريد أن يأخذ من الطرف الثاني أقصى ما يمكن طالما نحن رضينا أن نناسب هذه العائلة وطالما رضينا أن نعطي بنتنا لهذه العيلة فلا يجب أن نبخل بالمال لأنه ليس أهم من بنتنا وفي نفس الوقت يجب ألا نُزيد من كثرة الشروط مثل الحفلة بعد الإكليل التي تتكلف الآلاف والشبكة التي نشترط ثمنها وعِلَب الملبِس الغالية أمور كثيرة نثريات تتطلب الآلاف لماذا كل هذه الأمور المتعبة التي تُرهق العريس وتأخذ ما لديهِ وكان من الأفيد أن يستثمر هذه النقود في أشياء أهم ؟
ويوجد عادات غريبة عند السيدات مثل أن بيچامة العريس تشتريها العروسة في مرة والدة العريس قالت لإبنها أن أهل العروسة يجب أن يشتروا لك البيچامة وبالفعل قال كده لخطيبته وخطيبته بدورها قالت لوالدتها فغضبت وقال إحنا اشترينا حاجات كتيرة جداً وإنتم بتتكلموا على البيچامة وانتهت الخطوبة بسبب البيچامة
أشياء غريبة نركز عليها كأساس للزواج ولكن الحقيقة الموضوع أهم من ذلك بكثير ويجب التفكير فيه بطريقة مختلفة لاحظوا أن هذه الأمور تظل محفورة في القلب ويظل العريس فاكر كل هذه الشروط
ثانياً:الأمور الإيجابية
1-أتعامل مع العريس كأنه إبنى
هل إبني إمكانياته زيادة ويقدر يعمل كل حاجة ؟ العريس مثل إبني أُقدِر ما يشتريه لأنه اشتراه بعناء وبتعب وبعمل جمعية يدخر كل شهر جزء من ثمنها ولا يكون الأمر أن العريس عندما يشتري أي شئ نقوله عادي ما كل الناس بتشتري كده هذا أمر مُتعب يجب أن نتعامل كأسرة يجب على الأهل أن يُقدروا أن أولادهم عليهم مسئولية تجاه أسرة الطرف الثاني ولا يغضبون ويغارون من ذلك بل يُقدروا أن هذا واجب إبنهم أو إبنتهم أن يهتم بعائلة زوجته يجب أن نلغي إسلوب الإستقطاب والإستحواذ
2-الإتزان :
أحياناً نجد تطرفات في التعاملات مثل أن العريس يأتي في أي وقت وممكن يبات عندنا ويخرجوا في أي وقت وأُسر أخرى ممنوع التليفونات ممنوع الكلام .ممنوع .ممنوع يجب الإتزان (الطريق الوسطى خلصت كثيرين) يجب أيضاً الإتزان في فترة الخطوبة . الخطوبة الطويلة مشاكلها كثيرة والخطوبة القصيرة جداً أيضاً خطر لعدم تعرفهم على بعض لا يجب عمل خطوبة لو العريس غير مستعد لأن طول المدة تعمِل مشاكل .الأولاد في الإعدادية عاوزين يتجوزوا مش مهم مين عاوز يتجوز لكن المهم مين قادر إنه يتجوز ؟! يوجد أمام الولد عدة مشاكل يجب أن يحلها قبل الإرتباط مثل الدراسة. الجيش. الشقة. البحث عن العمل. يجب أن يحل هذه المشاكل قبل أن يقرر الزواج .
ربنا يعلمنا ويرشدنا الطريق التي نسلُك فيها .الله يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته .ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين
العائلة أيقونة الكنيسة
العائلة ايقونة الكنيسة
{ أما أنا وبيتي فنعبُد الرب } ( يش 24 : 15) الأسرة هي الصورة الجميلة للكنيسة الزوج والزوجة والأولاد .فالأسرة هي البنية الأساسية للكنيسة لأن الكنيسة هي جماعة المؤمنين. إذاً الأسرة هي الخلية الأساسية في تكوين بُناء جسم الكنيسة. وكلما كانت الأسرة تعيش الصلاح والتقوى والعبادة ومخافة الله كلما كانت ركائز الإيمان فيها سليمة وصحيحة وكلما كانت تعيش بالروح. وكلما كانت الأسرة غالبة العالم ومنتصرة عليه كلما كانت الكنيسة كلها قوية
الله سمح بالزواج والإنجاب كواسطة للخلاص والنمو الروحي ونمو الكنيسة يكون عن طريق الأُسر والبيوت هي المكان الرئيسي للعبادة وتكون الكنيسة المحبوبة لديهِ – لدى الله – هي التي في بيتك .لذلك أعظم العطايا التي أعطاها ربنا يسوع لنا أعطاها في بيت ( بيت مارمرقس وأمه مريم ) .هذا هو البيت الذي تأسس فيه سر الشركة حيث أعطى سر الإفخارستيا بكسر الخبز وحلَّ الروح القدس أيضاً في بيت مارمرقس يوم الخمسين إذاً يمكن أن يكون البيت مكان للأسرار الإلهية وممكن أن يكون بيتي مكان يؤسس فيه الله أسرار ضرورية وأساسية للخلاص .إذاً الأسرة هي أساس الكنيسة .. فيجب أن يكون في الأسرة التقوى والقداسة والوحدة ويُقال كما أن الأقانيم الثلاثة يوجد بينهم تمايُز ووحدة كذلك الأسرة رغم اختلاف الأشخاص إلا أنهم في وحدة. البيت هو صورة الله فيجب أن يكونوا في اتفاق ووحدة في محبة الله ومن أساسيات الأسرة المسيحية وجود اتحاد روحي لأن في الزواج سمحت الكنيسة للزوجين أن يعيشوا مع بعض حياة روحية حيث ألَّفهم الروح مثل قيثارة .. وسنتكلم عن أربع ركائز كأساس للأسرة المسيحية وهم من طقس الإكليل :- الدبلة - الزنار - البرنس . الأكاليل .
1/ الدبلة :
هي علامة عقد وعلامة حب وإعلان أنه صار الشخصين في شركة واحدة وضمان واتفاق أنهم يحيوا في إخلاص وفي وحدة وفي أمانة وأن كل شخص صار إسمه على التاني وفي الخطوبة تُلبس الدبلة في البيت وفي الزواج تُلبس في اليد اليسرى لتصير قريبة من القلب لأنك تعطي للشخص الآخر محبة خالصة من القلب .
في الخطوبة العريس يُلبِس العروسة الدبلة وأبونا يبارك فقط أما في الإكليل الكاهن هو الذي يُلبِس العروسين الدِبَل رمز لأن الله هو الذي يضع يده عليهم ليباركهما ويجمعهما ويصيران واحد{ الذي جمعهُ الله لا يُفرقه إنسان }( مر 10 : 9 )والدبلة رمز للمحبة الخالصة الشديدة يجب أن تكون المحبة في الأسرة شديدة ولكن للأسف أحياناً نجد أن المحبة تكون ضعيفة جداً بين أعضاء الأسرة والعلاقات أصبحت متوترة ومهزوزة وأصبحت الأسرة كاسرة للمحبة. لكن يجب أن تكون المحبة ظاهرة في الأسرة لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق .
من الأمور الصعبة أن نعيش في بيت واحد وكل واحد مُتجنب الآخر. أو متصارع مع الآخر على مَن الأفضل ومَن الأقوى ومَن الذي تمشي كلمته في البيت ومَن الذي يقود البيت. يجب أن تتواجد المحبة في بيوتنا{ من لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة } ( 1يو 4 : 8 ) أعظم الفضائل هي المحبة ولو الإنسان لا يعيش المحبة في بيته لا يستطيع أن يحب أحد وعدو الخير يعطينا أسباب لعدم المحبة .. كل واحد يشعر بأسباب تجعله لا يحب الآخر وكل واحد ينظر إلى أخطاء الآخر وينسى أخطاءه{ لا تنظروا كل واحدٍ إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضاً } ( في 2 : 4 )
زوجين أتقياء ومُحبين لله ومواظبين على الكنيسة وفي يوم بعد القداس الناس قالوا للكاهن " يا بونا فلان وفلانة عاوزينك في البيت عشان يوجد مشكلة بينهم " فذهب أبونا فوجدهم زعلانين فالرجل قال لأبونا " يا بونا أنا حصلت على علاوة وعاوز أشتري لها بالطو وهيَّ عاوزة تشتري ليَّ بدلة " وهذا هو سبب المُشدة بينهما { لا تنظروا كل واحدٍ إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضاً }
الإنسان الذي يعرف الله يبذل نفسه من أجل الآخرين. لو كل واحد نظر لنفسه ولأقاربه وإخوته ونسى الطرف الآخر وإخوته وأقاربه ! لماذا هذا الإنفصال ؟ الدبلة تُذكرك بالمحبة والإتحاد التام بالشخص الآخر .أروع ما يُميز المسيحية حب من نوع إسمه " حب الأغابي " هناك ثلاث أنواع من المحبة :
أ/ حب للجسد والشهوة ← هو حب أخذ .
ب/ حب الأخذ والعطاء ← تبادُل أخذ وعطاء
ج/ حب الأغابي ← حب العطاء دون الأخذ .
وحب يسوع من نوع الأغابي لأنه أعطى دون أن يأخذ يسوع يعطينا ولا ينتظر أن يأخذ شئ منا لأنه ضابط الكل هذا هو الحب الذي يجب أن يحياه المسيحي في بيته وفي حياته
مرة إنسان دخل الدير فعلموه النسك والزهد والإتضاع والمحبة والبذل. وبعد " 10 " سنين في الدير قال لأب إعترافه " كل ما تعلمته في الدير أتذكر به أمي فهي كانت تفعل كل هذه الأمور. فأنا لم أراها تكسر رغيف جديد دائماً تأكل الكِسَر الباقية منا وتأكل جزء بسيط من أكلها وتترك الباقي زيادة لأي أحد يريد المزيد ". وكان عدد إخواته كتير فكان أول واحد يصحى الصبح تكون معاه الساعة " 6 " الصبح وتفطره وأخر واحد يجي الساعة " 2 " بالليل فكانت تصحى وتسهر عشان تعشيه حب بذل بلا مقابل .من معطلات المحبة الذات والكرامة فأحياناً يرفض طرف الخضوع للطرف الآخر لئلا تُجرح كرامته ولكن الله لم يُشفق على ابنه بل بذلهُ لأجلنا أجمعين تدريب لنا ألا نُشفق على ذاتنا أعيش للأخر وأتخلص من الأنانية والذاتية الذات التي عملت بيني وبين الأخر سور أُخرج من سلطان ذاتك. النظرة المادية والأنانية والذاتية أمور مُتعبة للحياة الروحية
2/ الزنار :
الشريط الأحمر علامة الدم. علامة ربنا يسوع المسيح. أي إننا لنا سمة على جباهنا كما في سفر الرؤيا. وعلامة الدم رمز للغفران الغفران هو الشئ الثاني بعد الدبلة ( المحبة ). كما غفر لك الله كثيراً ورحمك هكذا إغفر أنت أيضاً وارحم. إغفر لمن أساء إليك أو أهانك أو عمل موقف خاطئ في حقك. سبب زيادة المشاكل عدم المغفرة. بيتنا يجب أن يكون مؤسس على علاقة الدم ( الغفران ). حياتنا يجب أن يكون فيها غفران.أحياناً أولادنا نجدهم يخفون أمور حياتهم عن البيت لأنهم يخافون من رد فِعل الأبوين فلا يقولون شئ. ويتعود أن يمشي بلا مشورة ويقولون لأصدقائهم وذلك بسبب عدم وجود مغفرة في البيت. لو يوجد تفاهم ومغفرة للأخطاء في البيت سيقول الأولاد عن أخطائهم. ولكن الخوف من العقاب أو الملامة الشديدة تجعلهم يسكتون ولا يعلم البيت أو الأهل أي شئ عن حياتهم .
من مشاكلنا عدم غفراننا لبعض والأولاد يشعرون بعدم المغفرة بين الأب والأم يوجد مبدأ في الحياة يقول" هل تسمعني هل تفهمني هل تشاركني ؟" ممكن لا يوجد عندك حل لمشكلة زوجِك فعلى الأقل إسمعي وافهمي مشكلته وحاولي تشاركيه .من أساسيات الراحة النفسية أن أجد من يسمعني. وأحياناً يقولوا عن إنسان أن " أُذنه حلوة " أي يسمع جيداً من يكلمه أحياناً البيت لا يوجد فيه دفئ المحبة ولا المغفرة .
3/ البرنس :
البرنس هو لِبس الكهنوت والإستثناء الوحيد للِبس البرنس هو للعريس يوم فَرَحه لأن الكنيسة تعتبر الزوج هو كاهن البيت وهو المسئول عن العبادة والمسئول عن ذبائح العبادة وعن قيادة البيت في رحلة الملكوت .في العهد القديم أيام أبونا إبراهيم وإسحق ونوح لم يكن هناك كهنوت لأن الكهنوت جاء في أيام موسى وهارون وفي أيام الأسباط في سبط لاوي وكان رب الأسرة هو الذي يقدم الذبائح لله عن أُسرِهم فالزوج هو المسئول عن العبادة في الأسرة .هل بيتنا فيه ركن للصلاة ؟ فيه مكان للصلاة ؟
الزواج هو وسيلة للخلاص مثل الرهبنة تماماً .وكما يوجد أساسيات للعبادة في الرهبنة هكذا في البرنس حياتنا الزوجية في البيت غير منفصلة عن حياتنا الروحية في الكنيسة .لابد أن يكون هناك اتفاق بين حياتنا في البيت وحياتنا في الكنيسة يجب أن أصلي في بيتي وليس في الكنيسة فقط { بيوت صلاة بيوت طهارة بيوت بركة } .
يجب أن نقف نصلي مع بعض فالصلاة أو قراءة الإنجيل مع بعض تُذوِّب أي خلافات وهي أساس وضمان للفضيلة والقداسة والتقوى هذا يعطي للإنسان إحساس أنه يعيش في مخافة الله بدل من أن نضيع وقتنا أمام التليفزيون ونقول لا يوجد وقت للصلاة وللحياة الروحية لو الإنسان جمع الوقت الذي يقضيه من عمره في الأمور التافهة سيقول يارب أنا لا أستحق هذا العمر .
4/ الأكاليل :
أكاليل بركة يُكللوا لأنهم صاروا ملوك وأنهم أكاليل كعربون للإكليل السماوي أكاليل بركة وخلاص أكاليل مجد مرتفع وغير فاني أكاليل فرح وتهليل أكاليل فضيلة وعدل أكاليل بهجة .لأن الأسرة التي فيها محبة وغفران وعبادة مع بعض من الطبيعي أن يكونوا مُكللين .الزواج بجميع إلتزاماته وضيقاته وآلامه هو طريق للمجد عندما نجتازها بسلام نُهيأ للإكليل السماوي لا تظن أبداً أن الزواج طريق يمنع الإنسان عن الخلاص بل هو طريق يساعد الإنسان على الخلاص وهو خطوة إلى المجد السماوي .يجب أن تعرف أن طريق الزواج هو طريق لتهيئة المؤمنين للسماء من يريد الإكليل يجب أن يحتمل المشاكل والضيقات . أكاليلك منتظراك في السماء .أكاليل من نور أكاليل نعمة غير مغلوبة .أكاليل مجد مرتفع وغير فاني أكاليل أمانة حسنة غير مضادة ولا محاربة هذه هي الأكاليل التي تنتظرك لتوضع على رأسك في النهاية {نعماً أيها العبد الصالح والأمين كنت أميناً في القليل فأُقيمك على الكثير أُدخل إلى فرح سيدك} ( مت 25 : 21 ) أنت كنت أمين على بيتك وعلى زوجتك أنت احتملت وصبرت ولم تكل أنت شهدت ليَّ وساعدت أولادك على الخلاص أنت قدمت أولادك ذبائح حب لله أنت كنت أمين في بيتك تعال كن أميناً في بيتي أولادنا هم أمانة الله إستودعنا إياهم .
حنة النبية عندما أعطاها الله إبن نذرته لله وتركته في الهيكل عندما كان سِنُّه سنتين .وكانت تذهب كل سنة تزور إبنها ومعها جلابية جديدة وكأنها تُعلن تجديد نذره لله وتعلن عدم ندمها على إنها أعطته لله هذه هي الأسرة التي تربي أولادها في خوف الله ومن شروط الأسقف أو الكاهن أن يكون قد ربى أولاده في مخافة الله .الأسرة هي أيقونة الكنيسة .أجمل صورة ممكن أن تُوضع في الكنيسة هي صورة أسرة تعبد الله .الله يعطينا أن تكون بيوتنا بيوت صلاة .. بيوت طهارة .. بيوت بركة .ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته .ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين