العظات

بين يعقوب والمسيح ج2

الهروب من الشر : ===================== لما بارك إسحق إبنه يعقوب خرج يعقوب ودخل بعده عيسو أخيه وقال لإسحق قد أحضرت ما طلبته فباركني الأن يا أبي .. فقال إسحق قد باركتك .. أجابهُ عيسو لا يا أبي . من سفر التكوين بركاته على جميعنا أمين .. [ وحدث عندما فرغ إسحق من بركة يعقوب ويعقوب قد خرج من لدن إسحق أبيه أن عيسو أخاه أتى من صيده .. فصنع هو أيضاً أطعمةً ودخل بها إلى أبيه وقال لأبيه ليقُم أبي ويأكل من صيد ابنهِ حتى تُباركني نفسك .. فقال له إسحق أبوه من أنت .. فقال أنا ابنك بكرك عيسو .. فارتعد إسحق ارتعاداً عظيماً جداً .. وقال فمن هو الذي اصطاد صيداً وأتى به إليَّ فأكلت من الكل قبل أن تجئ وباركتهُ .. نعم ويكون مباركاً ] ( تك 27 : 30 – 33 ) . كان يمكن لإسحق أن يقول قد خدعني شخص سأتراجع عن كلامي .. لكننا وجدناه يقول " نعم يكون مُباركاً " .. هذا يعني أن الروح هو الذي يقود الأحداث .. [ فعندما سمع عيسو كلام أبيه صرخ صرخةً عظيمةً ومُرةً جداً وقال لأبيه باركني أنا أيضاً يا أبي .. فقال قد جاء أخوك بمكرٍ وأخذ بركتك .. فقال ألا إن اسمهُ دُعيَ يعقوب .. فقد تعقبني الآن مرتين .. أخذ بكوريتي وهوذا الآن قد أخذ بركتي ] ( تك 27 : 34 – 36 ) .. عيسو استهان بالبكورية ولكنه لم يُدرك أن البركة والبكورية مرتبطين معاً . [ ثم قال أما أبقيت لي بركةً .. فأجاب إسحق وقال لعيسو إني قد جعلتهُ سيداً لك ودفعت إليه جميع إخوته عبيداً وعضدتهُ بحنطةٍ وخمرٍ .. فماذا أصنع إليك يا ابني .. فقال عيسو لأبيه ألكَ بركة واحدة فقط يا أبي .. باركني أنا أيضاً يا أبي .. ورفع عيسو صوتهُ وبكى .. فأجاب إسحق أبوه وقال له هوذا بلا دسم الأرض يكون مسكنك وبلا ندى السماء من فوق .. وبسيفك تعيش ولأخيك تُستعبد ولكن يكون حينما تجمح أنكَ تُكسر نيرهُ عن عُنقك ] ( تك 27 : 36 – 40 ) . موقف صعب لماذا بركة واحدة ؟ لأن ربنا يسوع من كم نسل جاء ؟ أتى من نسل واحد وهو من نسل إسحق .. الأمر يسير في اتجاه واحد .. ماذا حدث بعد ذلك ؟ .. [ فحقد عيسو على يعقوب من أجل البركة التي باركهُ بها أبوه .. وقال عيسو في قلبه قرُبت أيام مناحة أبي .. فأقتُل يعقوب أخي ] ( تك 27 : 41 ) .. قال عيسو أن أبوه قد كبر في العمر فليقتُل يعقوب حتى ينال هو البركة قبل موت أبيه .. حِيَل بشرية للأسف تُزيد الفجوة ولا تحل المشكلة . [ فأخبرت رفقة بكلام عيسو ابنها الأكبر .. فأرسلت ودعت يعقوب ابنها الأصغر وقالت له هوذا عيسو أخوك مُتسلٍ من جهتك بأنه يقتُلك .. فالآن يا ابني اسمع لقولي وقم اهرب إلى أخي لابان إلى حاران وأقم عنده أياماً قليلةً حتى يرتد سخط أخيك .. حتى يرتد غضب أخيك عنك وينسى ما صنعت به ] ( تك 27 : 42 – 45 ) .. رفقة تقول " أيام قليلة " لأن رفقة تحب يعقوب ولا تستطيع الإبتعاد عنه لكن حيلتها جعلته يبتعد .. هي تخيلت أنها أيام قليلة لكن يعقوب ظلَّ عشرون سنة عند لابان وماتت رفقة قبل عودة يعقوب . دخلت رفقة لاسحق وقالت له قصة بينما قالت ليعقوب اهرب .. [ ثم أُرسِل فآخذك من هناك .. لماذا أُعدم اثنيكما في يومٍ واحدٍ ] ( تك 27 : 45 ) .. رفقة عقل مدبر .. ثم قالت لاسحق [ مللت حياتي من أجل بنات حث .. إن كان يعقوب يأخذ زوجة من بنات حث مثل هؤلاء من بنات الأرض فلماذا لي حياة ] ( تك 27 : 46 ) .. دخلت على إسحق بقصة . [ فدعا إسحق يعقوب وباركهُ وأوصاه وقال له لا تأخذ زوجةً من بنات كنعان .. قم اذهب إلى فدان أرام إلى بيت بتوئيل أبي أمك وخذ لنفسك زوجةً من هناك من بنات لابان أخي أمك .. والله القدير يُباركك ويجعلك مُثمراً ويُكثِّرك فتكون جمهوراً من الشعوب .. ويُعطيك بركة إبراهيم لك ولنسلك معك لترث أرض غربتك التي أعطاها الله لإبراهيم .. فصرف إسحق يعقوب فذهب إلى فدان أرام إلى لابان بن بتوئيل الأرامي أخي رفقة أم يعقوب وعيسو ] ( تك 28 : 1 – 5 ) . يعقوب يهرب من الشر والهروب من الشر يُذكرنا بهروب ربنا يسوع من وجه هيرودس .. [ قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر ] ( مت 2 : 13) .. هيرودس يتعقب يسوع ليقتله ورسالته لم تُكتمل فهرب . طاعة يعقوب لوالديه : ========================= دعا إسحق يعقوب وقال له إذهب إلى فدان أرام إلى لابان بن بتوئيل وخذ لنفسك زوجة من هناك .. يعقوب شخصية هادئة مُطيعة .. أطاع رفقة أمه والأن يُطيع إسحق أبيه .. [ وأنَّ يعقوب سمع لأبيه وأمه وذهب إلى فدان أرام ] ( تك 28 : 7 ) .. نحن نأخذ أجزاء مُضيئة من حياة الشخص .. أبونا يعقوب كان مُطيع كالمسيح له المجد كان مُطيع للعذراء مريم ويوسف البار كما قال عنه الكتاب [ وكان خاضعاً لهما ] ( لو 2 : 51 ) . لم يُعاتب إسحق يعقوب إبنه بكلمة بل أكد لعيسو بركة يعقوب وقال له ستكون بلا دسم الأرض مسكنك وبلا ندى السماء من فوق و ....... ونادى يعقوب وقال له [ الله القدير يُباركك ويجعلك مُثمراً ويُكثِّرك فتكون جمهوراً من الشعوب .. ويُعطيك بركة إبراهيم لك ولنسلك معك لترث أرض غربتك التي أعطاها الله لإبراهيم .. فصرف إسحق يعقوب ] .. الله تمم إرادته عن طريق أشخاص وكأن الله يقود الأمور ويُحركها فسمح أن يعقوب يُبارَك بهذه الطريقة لأنه وعده بالبركة من بطن أمه .. [ الكبير يُستعبد للصغير ] ( رو 9 : 12) . الموت والقيامة : =================== يعقوب مُدلل وليس ذو مسئولية وطبعه رقيق ويعلم أنه خرج بمشكلة وأن عيسو شرس ويتعقبه وأيضاً يعقوب يشعر بالذنب مما فعله بعيسو .. [ فخرج يعقوب من بئر سبعٍ وذهب نحو حاران .. وصادف مكاناً وبات هناك لأن الشمس كانت قد غابت ] ( تك 28 : 10 – 11) .. الطريق صار ظلمة ولم يستطع يعقوب إكمال المسير فنام .. [ وأخذ من حجارة المكان ووضعهُ تحت رأسهِ فاضطجع في ذلك المكان ] .. نجد هنا بعض العبارات السرية وهي " الشمس كانت قد غابت " .. و " أخذ حجارة " .. و " اضطجع ". [ ورأى حُلماً وإذا سُلم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء .. وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها .. وهوذا الرب واقف عليها فقال أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحق .. الأرض التي أنت مُضطجع عليها أُعطيها لك ولنسلك ويكون نسلك كتراب الأرض وتمتد غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً .. ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض .. وها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب وأردك إلى هذه الأرض لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به .. فاستيقظ يعقوب من نومه وقال حقاً إن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم .. وخاف وقال ما أرهب هذا المكان .. ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء .. وبكَّر يعقوب في الصباح ] ( تك 28 : 12 – 18 ) . هذا مشهد الصليب .. الشمس غائبة وهو اضطجع ورأى سُلم منصوب للسماء واستيقظ وبكَّر وأخذ وعد بالرجوع .. موت وقيامة .. يعقوب رسم صورة حية لعمل المسيح على الصليب .. [ ولما كان المساء ........ وضعهُ في قبرٍ كان منحوتاً ] ( مر 15 : 42 – 46 ) .. لذلك قال " أخذ حجارة " .. أمور تُمهد لعمل المسيح على الصليب .. [ أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت ] ( مز 3 : 5 ) .. هذا ما فعلهُ أبونا يعقوب .. والسُلم المنصوب للسماء هو الصليب الذي صالح الأرض بالسماء وجعل رؤية الأمور السماوية مُتاحة للأرضيين وصنع تواصُل .. والإنسان المطرود من حضرة الله وجد وسيلة تصِله بالسماء وهي الصليب .. هل تريد أن تتمتع برؤية الله والملائكة ؟ بالصليب .. يقول بعض الآباء أن السُلم هو العذراء مريم التي صارت طريق للصلح بين السماء والأرض . مشاهد الكتاب مملوءة عزاء وبهجة وفرح .. تأمل المشهد وادخل عمقه وتمتع بالبركة .. [ وأخذ الحجر الذي وضعهُ تحت رأسهِ وأقامهُ عموداً وصب زيتاً على رأسهِ ] ( تك 28 : 18) .. ما هو الزيت ؟ هو الروح القدس الذي حل بعد القيامة .. 1/ الشمس غابت 2/ أخذ حجر 3/ اضطجع 4/ بكَّر في الصباح 5/ صب زيت مشاهد الموت والقيامة وحلول الروح القدس رأيناها في أبينا يعقوب . دعا يعقوب ذلك المكان بيت إيل أي العُلية أي الكنيسة .. ما هي الكنيسة ؟ هي صليب وقيامة وعمل الروح القدس .. الكنيسة هي حجر صُبَّ عليهِ زيت .. ومن هنا أتت فكرة تدشين المذبح .. عندما يُصب زيت على حجر يُدشن ويسكن الروح القدس ذلك المكان ولم يعد بعد حجارة بل صار موضع سكنى الله .. بيت إيل . [ ونذر يعقوب نذراً قائلاً إن كان الله معي وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائر فيه وأعطاني خبزاً لآكل وثياباً لألبس ] ( تك 28 : 20 ) .. أبونا يعقوب رجل بسيط يريد أن يأكل ويلبس فقط أي يريد أن يحيا حياة بسيطة وعندما عاد قال تذكرت هذا المكان .. أنا خرجت بعصاي وكان طلبي حياة بسيطة ملبس وطعام فقط .. صغير أنا عن جميع ألطافك يا الله .. [ ورجعت بسلام إلى بيت أبي يكون الرب لي إلهاً .. وهذا الحجر الذي أقمتهُ عموداً يكون بيت الله وكل ما تعطيني فإني أُعشِّرهُ لك ] ( تك 28 : 21 – 22 ) .. بيت لله .. أي أقام كنيسة . ذلك العصر كان مشهور بالعبادات الوثنية فكان معروف أن الوثن له مقر .. وحتى أولاد الله تأثروا بذلك الفكر وتخيلوا أن الله في مكان العبادة فقط ولذلك عندما ذهب أبونا إبراهيم إلى مصر لم يُصعد ذبيحة وعندما عاد إلى حاران أصعد الذبيحة .. وكذب لأنه يعلم أن مصر ليس بها الله بل موجود في حاران .. هذا فكر أخذوه من الفكر الوثني أن الله محدود في مكان . حجر وَضَع يعقوب عليه رأسه ونام ورأى به رؤية سماوية .. وصب عليه زيت .. مادام يعقوب مُدلل في بيت أبيه كانت بركات كثيرة تنتظره لكنه كان محروم منها وعندما خرج من بيت أبيه نالها .. عندما كان يضع ثقته في والديه كان السُلم موضوع ولم يراه لكن عندما خرج من اطمئنان والديه ووضع رأسه على حجر في العراء رأى رؤية سماوية . ليتك لا تضع اطمئنان لنفسك بمن حولك .. أحياناً يريد ربنا يسوع أن يدخل وأنت لا تعطيه الفرصة بارتباطك بمن حولك .. إخلي المكان ليسوع وسترى بركات كثيرة تنتظرك المهم أن تشعر أنك أنت والله فقط في العالم .. أحياناً يسمح الله لك بتجارب لتعرف أن سلامك في الله وعزاءك في الله وليس في رفقة وإسحق .. لن تسمع صوت الله وترى السُلم كما فعل مع يعقوب وتنال بركة مادمت مع رفقة وإسحق . [وها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب وأردك إلى هذه الأرض لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به ] .. هذه كلها وعود الله له .. ونلاحظ أن الله لم يُعاتب يعقوب بكلمة واحدة عما فعله مع أخيه .. نعم قد يكون عاقبهُ فيما بعد لكن الأن ليس وقت عتاب لأن يعقوب كانت حالته النفسية مُرَّة .. بينما فيما بعد قال له الله أنت خدعت ستُخدع وتختبر ما فعلتهُ مع أخيك وأبيك .. معاملات الله معنا جميلة وقوية .. [ الإتكال على الرب خير من الإتكال على البشر .. الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء ] ( مز 118 : 8 – 9 ) .. ضع ثقتك في الله . ترك أبونا يعقوب الحجر وسار في طريقه .. الحجر كان بالنسبة ليعقوب سُلم للسماء وصوت الله وبيت الله ورؤيا .. بعد مدة لو مر شخص آخر على هذا الحجر ماذا يُمثل له ؟ لا شئ .. الأمور الروحية تختلف من شخص لآخر .. من يعرف قيمتها ؟ من يعرف قيمة الكنيسة ؟ هو من تذوقها وتذوق مواعيد الله والبركة .. ماذا تُمثل لي الكنيسة والمذبح ؟ كثيرون المذبح بالنسبة لهم مكان مثل أي مكان وآخرون المذبح بالنسبة لهم سماء .. [ إذا ما وقفنا في هيكلك المقدس نُحسب كالقيام في السماء ] .. بركات وملائكة وقديسين والله و ...... والذي لم يستمتع بمذاق هذه البركات يكون المذبح بالنسبة له مكان عادي . يُحكى عن المتنيح البابا كيرلس السادس أنه عندما تصدُر أي حركة من شخص في المذبح أو كان شماس يخلع ملابس الخدمة ويضعها على المذبح كان ينتهره لأنه كان يشعر أنه في السماء وليس في مكان أرضي .. بينما آخر يتخيل أن المذبح ما هو إلا حجر .. لا .. هذا موضِع سُكنى الله . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

ابينا يعقوب كرمز للمسيح

من سفر التكوين إصحاح 25 : 19 – 34 .. { وهذه مواليد إسحق بن إبراهيم .. ولد إبراهيم إسحق وكان إسحق إبن أربعين سنةً لما اتخذ لنفسه زوجةً .. رفقة بنت بتوئيل الأرامي .. أخت لابان الأرامي من فدان أرام .. وصلى إسحق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقراً .. فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته .. وتزاحم الولدان في بطنها فقالت إن كان هكذا فلماذا أنا ؟ فمضت لتسأل الرب .. فقال لها الرب في بطنك أمتان ومن أحشائك يفترق شعبان شعب يقوى على شعبٍ وكبير يُستعبد لصغيرٍ .. فلما كملت أيامها لتلد إذا في بطنها توأمان .. فخرج الأول أحمر كله كفروة شعرٍ فدعوا اسمه عيسو .. وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدعى اسمه يعقوب .. وكان إسحق ابن ستين سنة لما ولدتهما .. فكبر الغلامان وكان عيسو إنساناً يعرف الصيد .. إنسان البرية .. ويعقوب إنساناً كاملاً يسكن الخيام .. فأحب إسحق عيسو لأن في فمه صيداً .. وأما رفقة فكانت تحب يعقوب .. وطبخ يعقوب طبيخاً فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا .. فقال عيسو ليعقوب أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت لذلك دُعي اسمه أدوم .. فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك .. فقال عيسو ها أنا ماضٍ إلى الموت فلماذا لي بكورية ؟ فقال يعقوب إحلف لي اليوم .. فحلف له فباع بكوريته ليعقوب .. فأعطى يعقوب عيسو خبزاً وطبيخ عدسٍ فأكل وشرب وقام ومضى فاحتقر عيسو البكورية } . قصة تبدو عادية لكن أبونا يعقوب مملوء برموز للسيد المسيح .. يعقوب شخصية مملوءة بضعفات .. مكر وخداع وكذب وحيل بشر ومع ذلك نقول إنه رمز للمسيح .. قد تقول ليتك تختار شخص آخر يرمز للمسيح يكون به صفات أفضل من يعقوب .. لكن نجيب ونقول أن الله إستخدم كل إنسان .. إستخدم البشرية بكمال ضعفها .. رغم كل ضعفات يعقوب قال عنه الكتاب { يعقوب إنساناً كاملاً يسكن الخيام } .. عبارة أعلى من يعقوب لذلك عندما تقرأها لا تفكر في يعقوب عندئذٍ وفكر في المسيح الذي في يعقوب . مثلما قال الكتاب عن إبراهيم { فقال الرب هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله } ( تك 18 : 17) .. هل الله يقول لإبراهيم كل شئ ؟ .. لا .. لكنه يريدك أن تفكر في الإبن المذخر فيه كل كنوز معرفة الآب .. هنا يعقوب يرمز للمسيح في كماله .. نعم ربنا يسوع كماله مطلق لكن رغم أن أبينا يعقوب مملوء ضعفات لكنه أيضاً مملوء بركات كما قال الكتاب { بركات أبيك فاقت على بركات أبويَّ } ( تك 49 : 26) .. الله سمح إنه يكون أب لأسباط إسرائيل وسُميت الأمة اليهودية بإسمه وليس بإسم إسحق .. إذاً هو شخصية مهمة لليهود بل هو جذر الأمة اليهودية . مراحل حياة أبينا يعقوب : ============================= ثلاثة مراحل مرت في حياة أبينا يعقوب :0 1. مرحلة في بيت أبيه إسحق  وترمز لمرحلة الناموس والأنبياء .. أي مرحلة ما قبل المسيح .. هذه هي مرحلة وجود يعقوب في بيت أبيه . 2. مرحلة أخذ البكورية وهروبه من بيت أبيه  وترمز لمرحلة المسيح البكر لذلك كانت مرحلة تشتيت ومطاردة ورفض وهذا ما حدث مع السيد المسيح كانت تشتيت للأمة اليهودية .. فبرغم أن يعقوب صار غني جداً إلا أنه كان مُشتت .. هكذا الأمة اليهودية الآن مشتتة رغم أنهم أغنياء جداً ومتحكمين في الإقتصاد بخبث ومكر . 3. مرحلة الرجوع إلى بيت أبيه ترمز لمرحلة تجميع الأمة اليهودية . جيد أن تدرس كل شخص وبجانبه المسيح لأن كل غوامضه وروائعه لن تفهمها إلا في المسيح يسوع . الكمال : ======== قيل عن أبينا يعقوب أنه { إنساناً كاملاً يسكن الخيام } .. عندما تقرأ عبارة مثل * إنسان كامل .. جبار بأس .. مُخلص * كما قيل عن يوسف العفيف .. هي كلمات فوق قدرة الشخص لذلك أنظر إلى المسيح الذي في الشخص .. أبونا يعقوب كماله نسبي لكنه رمز لكمال المسيح المُطلق رغم إنه أخذ شكلنا البشري .. أبونا يعقوب كماله نسبي بينما كمال المسيح كمال مطلق .. { ولم يكن في فمه غش } ( أش 53 : 9 ) . إنسان الجسد وإنسان الروح : ================================== لماذا يعقوب بالأخص جاء بجانبه شخص ؟ دائماً في كل مرحلة من مراحل حياة أبينا يعقوب عيسو لم يتركه رغم أن يعقوب تركه إلا أن عيسو كان دائماً يتعقبه حتى في فترة هروبه إلى لابان كان عيسو في ظله لأنه كان هارب منه .. هذا إشارة إلى إنسان الجسد وإنسان الروح .. عيسو لا ينفصل عن يعقوب .. البركة في إنسان الروح والحرب في إنسان الجسد .. الشراسة في إنسان الجسد والهدوء في إنسان الروح .. { الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر } ( غل 5 : 17) . خرج أولاً عيسو ويتعقبه يعقوب .. كان مُمسك بعقبه .. هذا إشارة إلى إنسان الروح والجسد .. لذلك يقول أن عيسو إشارة لآدم ويعقوب إشارة للمسيح .. عيسو يشير لإنسان الجسد إلى آدم الأول ويعقوب يشير لإنسان الروح إلى آدم الثاني .. من الذي أتى أولاً ؟ آدم الأول ومنه جاء الموت لذلك كان محتاج إلى علاج .. يقول لا تخف العلاج يتعقبه .. أي حرب من حركات الجسد لا تخف منها لأنه يتعقبها يعقوب إنسان الروح .. لذلك يقول معلمنا بولس الرسول { الإنسان الأول من الأرض ترابي .. الإنسان الثاني الرب من السماء } ( 1كو 15 : 47 ) .. { صار آدم الإنسان الأول نفساً حية وآدم الأخير روحاً محيياً } ( 1كو 15 : 45 ) .. { كأنما بإنسانٍ واحدٍ دخلت الخطية إلى العالم .... } ( رو 5 : 12) .. الإثنان في بطن رفقة يتزاحمان .. { في بطنك أمتان } .. في الحياة تيارين شر وخير .. نعم الشر يزداد لكن هناك صوت إلهي يتعقب الإنسان .. بينما في السماء يوجد تيار واحد . صار بكراً : ============ الإنسان الأول عيسو قال ليعقوب { أطعمني من هذا الأحمر } .. نحن نعلم أن يعقوب كان متعجل .. نعم الله قال قبل أن يولد { كبير يُستعبد لصغيرٍ } .. لكن يعقوب أراد أن ينفذ هذا الأمر بفكره .. فقال لعيسو أعطني البكورية .. لكن للأسف عيسو إنسان لا ينظر إلى الله .. كانت البكورية في العهد القديم تمثل قوة النسل وفيه يأتي المسيح .. لذلك عيسو باع المسيح عندما باع البكورية وأيضاً رفضه .. أيضاً البكر هو الكاهن الذي يقود العائلة ويقدم عنها ذبائح لذلك كان مقدس . عيسو رفض كل هذه البركات وقال { أنا ماضٍ إلى الموت } .. هل تبيع البكورية بقليل عدس ؟ بركات جميلة وعظيمة تضيع من الإنسان بسبب أمور تافهة .. ولننظر إلى شمشون بماذا باع البركة ؟ عيسو باع البكورية هذا آدم الأول .. آدم كانت سقطته بالطعام وعيسو أيضاً سقطته بالطعام .. آدم إشتهى وأكل وعيسو إشتهى وأكل .. بينما يعقوب إنسان الروح إنسان جهاد يعقب إنسان الجسد ويأخذ منه البكورية .. آدم الثاني صار بكر الخليقة كلها .. يعقوب كان ترتيبه الثاني ورغم ذلك صار الأول هكذا المسيح ترتيبه الثاني آدم الثاني لكنه صار بكر الخليقة كلها .. وكما صار بآدم الأول الموت هكذا صار بآدم الثاني المسيح الحياة وصار مسئول عن الخليقة كلها .. صار كاهن الخليقة كلها وقدم نفسه عن الخليقة كلها وذلك لأن آدم الأول إستهتر بالبكورية .. إستهتر بصورة الله فيه .. لذلك جاء المسيح ليسحق الشيطان على الصليب .. تعقبه وسحق عقبه .. يعقوب تعقب عيسو . صار يعقوب هو البكر وحلف عيسو ليعقوب وباع بكوريته واستهان بها .. معقول شهوة ضئيلة تُفقد الإنسان مجده وأبديته ؟ هكذا نحن كثيراً ما نبيع الأبدية بأمور تافهة .. ربنا يسوع يقول لك أريدك أن تكون كاهن الأسرة لكنك تقول له ليس لديَّ وقت .. الإنسان يجب أن يعيش اللحظة .. يعقوب صار كاهن الأسرة البكر لأن البكر يأخذ نصيب إثنين ويأتي منه المسيح ويأخذ قوة النسل .. لكن عيسو لم ينظر إلى كل هذه البركات . لبس طبيعتنا البشرية : ========================== في سفر التكوين إصحاح 27 : 1 – 29 .. { وحدث لما شاخ إسحق وكلَّت عيناه عن النظر أنه دعا عيسو إبنه الأكبر وقال له يا ابني .. فقال له هأنذا ( لم يكن إسحق قد عرف ما قد حدث بين ولديه ) .. فقال إنني قد شخت ولست أعرف يوم وفاتي فالآن خذ عدتك .. جعبتك وقوسك واخرج إلى البرية وتصيد لي صيداً واصنع لي أطعمة كما أحب وأتني بها لآكل حتى تباركك نفسي قبل أن أموت .. وكانت رفقة سامعة إذ تكلم إسحق مع عيسو إبنه .. فذهب عيسو إلى البرية كي يصطاد صيداً ليأتي به .. وأما رفقة فكلمت يعقوب إبنها قائلةً إني قد سمعت أباك يكلم عيسو أخاك قائلاً ائتني بصيدٍ واصنع لي أطعمةً لآكل وأباركك أمام الرب قبل وفاتي .. فالآن يا ابني اسمع لقولي في ما أنا آمرك به .. اذهب إلى الغنم وخذ لي من هناك جديين جيدين من المعزى فأصنعهما أطعمةً لأبيك كما يحب .. فتحضرها إلى أبيك ليأكل حتى يباركك قبل وفاته .. فقال يعقوب لرفقة أمه هوذا عيسو أخي رجل أشعر وأنا رجل أملس .. ربما يجسني أبي فأكون في عينيه كمتهاونٍ وأجلب على نفسي لعنة لا بركة .. فقالت له أمه لعنتك عليَّ يا ابني .. اسمع لقولي فقط واذهب خذ لي .. فذهب وأخذ وأحضر لأمه فصنعت أمه أطعمةً كما كان أبوه يحب .. وأخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الأصغر .. وألبست يديه وملاسة عنقه جلود جديى المعزى وأعطت الأطعمة والخبز التي صنعت في يد يعقوب ابنها .. فدخل إلى أبيه وقال يا أبي .. فقال هأنذا .. من أنت يا ابني ؟ فقال يعقوب لأبيه أنا عيسو ( الأمر كله خداع في خداع ) بكرك قد فعلت كما كلمتني .. قم اجلس وكُل من صيدي لكي تباركني نفسك .. فقال إسحق لابنه ما هذا الذي أسرعت لتجِد يا ابني ؟ فقال إن الرب إلهك قد يسر لي .. فقال إسحق ليعقوب تقدم لأجسك يا ابني أأنت هو ابني عيسو أم لا ؟ فتقدم يعقوب إلى إسحق أبيه فجسه وقال الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو ولم يعرفه لأن يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو أخيه فباركه .. وقال هل أنت هو ابني عيسو ؟ فقال أنا هو ( ثالث مرة يخادع ) .. فقال قدم لي لآكل من صيد ابني حتى تباركك نفسي .. فقدم له فأكل وأحضر له خمراً فشرب .. فقال له إسحق أبوه تقدم وقبِّلني يا ابني .. فتقدم وقبَّله فشم رائحة ثيابه وباركه .. وقال انظر ! رائحة ابني كرائحة حقلٍ قد باركه الرب فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض وكثرة حنطةٍ وخمرٍ .. ليستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائل .. كن سيداً لإخوتك وليسجد لك بنو أمك .. ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين } .. كل هذه بركات في المسيح يسوع . الثياب يعقوب رمز للمسيح ونحن تباركنا فيه ولما تباركنا فيه لبس هو ثيابنا أي جسدنا وأخذ طبيعتنا . الشعرويرمز للخطايا .. أي ربنا يسوع أخذ طبيعتنا وحمل خطايانا . ربنا يسوع أخذ جسد من السيدة العذراء وصارت طبيعته كطبيعتنا وأخذ صورة إنسان لكي يُخبئ داخلها طبيعته كما فعل أبونا يعقوب لبس ثياب عيسو ليختبئ داخلها .. ربنا يسوع كان في صورة إنسان وجلسوا معه وسمعوا صوته و ..... إذاً هذا ثوبه وعلامات إنسانيته وكما يقول الكتاب { والكلمة صار جسداً وحل بيننا } ( يو 1 : 14 ) .. وكلمة * حل بيننا * في اللغة اليونانية تعني * نصب خيمته * .. أخذ ثياب عيسو الإنسان الجسداني .. ربنا يسوع أخذ جسدنا الإنسان الفاسد وحوَّله إلى غير فساد . أما الشعر فهو يرمز للخطية .. لماذا ؟ لأنه مادة تنبت من الجسد .. نعم هو شئ ظاهري لكن منبته من الجسد لذلك الشخص النذير لا يحلق شعره كأنه قد ترك خطاياه خلفه .. الشعر رمز للفساد فساد الإنسان الداخلي لذلك اليد والعنق ليس بهما شعر وعندما لمس إسحق يعقوب وجده كعيسو .. هكذا عدو الخير الشيطان يرى ربنا يسوع ويتخيل أنه إنسان { حمل الله الذي يرفع خطية العالم } ( يو 1 : 29) .. يعقوب أملس لكنه لبس شعر لكي يصير مثل عيسو .. ربنا يسوع أملس بلا خطية لكنه إتحد بالناسوت رمز للمسيح المتجسد الذي بلا خطية لكنه صار خطية لأجلنا .. حامل خطايانا لذلك كما قال أشعياء النبي { حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين } ( أش 53 : 12) .. حمل في نفسه خطايانا لكي يُلبسنا البر .. الذي لا يوجد في فمه غش حمل خطايانا . لذلك أبونا إسحق قال كلمة محيرة { الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو } .. ربنا يسوع إحتاروا فيه ويتساءلون من أنت ؟ حتى أنه سأل تلاميذه { من يقول الناس إني أنا ؟ } ( مر 8 : 27 ) .. أجابوه حتى الآن الناس لم يعرفوك البعض قال أنك يوحنا والبعض قال أنك نبي و ..... فخاف أن يكون حتى التلاميذ أنفسهم لم يعرفوه فسألهم { وأنتم من تقولون إني أنا ؟ } ( مر 8 : 29 ) .. وفرح جداً عندما قال له بطرس { أنت هو المسيح إبن الله الحي } ( مت 16 : 16) .. أحسنت يا معلمنا بطرس أنك عرفتني رغم إني لبست الشعر .. رغم أنه قيل عني كلمات بها إفتراء لكنك عرفتني .. صوتي صوت يعقوب لكن شكلي شكل عيسو . ربنا يسوع به الطبيعتان ينام في السفينة وينتهر الريح فتسمع له .. يبكي على لعازر ويأمره فيقوم .. من أنت ؟ أنا الصوت صوت يعقوب والشكل شكل عيسو .. به الطبيعتان رغم أن شكله مثلنا أخذ جسدنا لكنه بلا خطية . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

النظرة المسيحية للزواج

يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالتهُ إِلَى أهل أفسُس 5 : 22 – 33 :0 [ أيُّها النِّساءُ إِخضعنَ لِرِجالِكُنَّ كما لِلرَّبِّ لأِنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأسُ المرأةِ كما أنَّ المسيِحَ أيضاً رأسُ الكنِيسةِ وَهُوَ مُخلِّصُ الجسدِ وَلكِنْ كما تخضعُ الكنِيسةُ لِلمسيِحِ كذلِكَ النِّساءُ لِرِجالِهُنَّ فِي كُلِّ شيءٍ أيُّها الرِّجالُ أحِبُّوا نِساءَكُمْ كما أحبَّ المسيحُ أيضاً الكنِيسةَ وَأسلمَ نَفْسَهُ لأِجلِها0لِكى يُقَدِّسها مُطَهِّراً إِيَّاها بِغسلِ الماء بِالكلِمةِ0لِكى يُحضِرَها لِنَفْسِهِ كنِيسةً مجِيدةً لاَ دنس فِيها وَ لاَ غَضْنَ أوْ شيءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ بَلْ تكُونُ مُقَدَّسَةً وَ بِلاَ عيبٍ0كذلِكَ يجِبُ على الرِّجالِ أنْ يُحِبُّوا نِساءَهُمْ كأجسادِهِمْ0مَنْ يُحِبُّ إِمرأتهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ0فإِنَّهُ لَمْ يُبغِضْ أحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ بَلْ يقُوتُهُ وَيُرَبّيهِ كَمَا الرَّبُّ أيضاً لِلكنِيسةِ0لأِنَّنا أعضاءُ جِسمِهِ مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظامِهِ0مِنْ أجلِ هذا يترُكُ الرَّجُلُ أبَاهُ وَأُمَّهُ وَيلتصِقُ بِإِمرأَتِهِ وَيكُونُ الإِثنانِ جَسَدَاً واحِداً0هذا السِّرُّ عظيِمٌ وَلكِنَّنِي أنا أقُولُ مِنْ نحوِ المسيِحِ وَالكنِيسةِ0وَأمَّا أنتُمُ الأفرادُ فليُحِبَّ كُلُّ واحِدٍ إِمرأتهُ هكذا كَنَفْسِهِ وَأمَّا المرأةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا ] عجيِب بولس الّذى يُشّبِه عِلاقِة الرجُل بِالمرأة كعِلاقِة المسيِح بِالكنِيسة ، وَيُوصِى الرِّجال أنْ يُحِبُّوا زوجاتهُمْ كما أحبّ المسيِح الكنِيسة وَأسلم نَفْسَهُ لأِجلِها بِلاَ شكٍ أنّنا موجُودِين فِى مُجتمع أهان الزواج وَأنقص مِنْ قِيمتهُ وَجعل النظرة لِلزواج بِها دنس وَعدم لِياقة ، حتَّى أنّهُ مُمكِنْ يكُون قَدْ إِرتبط فِى ذهنِنا الزواج بِالدنس ، أمَّا مِنْ جِهتنا فَمِنْ كثرِة كلامنا عَنْ القديسين أصبحت نظرتنا لِلزواج دُونيَّة ، وَأنّ الّذى لَمْ يستطع الرهبنة يتزّوج وَكأنّهُ عَنْ غير إِقتناع 0 توجد بعض إِنطباعات عَنْ الزواج فِى رأى الشباب وَ الشابَّات : 1/ الشباب & الزواج قيد يحِد حُريَّة الرجُل وَتُصبِح الزوجة رقيبة على كُلّ تصّرُّفاته & لاَ أرى داعِى لِلإِرتِباط وَتحّمُل مسئولية أُسرة ، وَلكِنْ لولا الإِحتياج إِلَى الإِستقرار ما كُنتُ أرتبِط & الزواج فُرصة شرعيَّة بين الرجُل وَالمرأة أىّ مُجرّد رُخصة بينما النظرة المسيِحيَّة & الزواج إِستقرار وَإِشباع عاطِفِى وَنَفْسِى وَرِحلة إِتجاه الملكُوت ، حيثُ أوجد الله مُعيِن نظيِر لآدم فِى عِلاقة راقية نقيَّة طاهِرة وَهى تعبيِر عَنْ حُب داخِلِى ، وَلكِنْ إِنْ صارت العِلاقة جسديَّة فِى حد ذاتها ضاع هدف قُدسيَّة الزواج 2/ الشابَّات & الزواج خُوف مِنْ المجهُول & عِندما تأتِى سيرة الزواج ينتابنِى شِعُور بِعدم الإِرتياح & العِلاقة الجسديَّة فِى الزواج هى خِدمة مُقَدّمة لِلرجُل & الزواج هُوَ سِجن صغيِر فِيهِ يتحكّم السجَّان فِى أسيرُه البرىء ، وَالأعجب أنّهُ الأسيِر البرىء يُقَدِّم نَفْسَهُ لِلسجنِ بِإِرادتِهِ الواعية كُلّ هذِهِ آراء غير واعية ، أمَّا الرأى المسيِحِى الصحيِح فَهُوَ أنّ الزواج رِحلة مُقَدّسة لِلملكُوت ، وَالعِلاقة الزوجيَّة تُعّبِر عَنْ الحُب الداخِلِى بين الزوجين كُلّ هذِهِ الآراء الخاطِئة جاءت نتيجة التكوِين النَفْسِى لِلشخص مُنذُ وِلادتِهِ ، التَّى تقُول أنَّها أسيِرة لِلزوج ، أوْ الّذى يقُول أنّ الزواج قيُود عليه ، هذا نتيجة تكوينه الشخصِى وَالنَفْسِى ، وَلكِنْ لابُد مِنْ أنْ يكُون هُناك مرونة وَتنازُلات بين الطرفين 0 لابُد أنْ يكُون فِى التكوِين النَفْسِى لِلإِنسان وَتكوِينه الإِجتماعِى أنْ يبنِى على نظريات صحيِحة وَقوِّة الشخصيَّة ، وَهذا يجعلهُ أنّهُ قادِر أنْ يسيِر بِرأى الطرف الآخر 0 الثِقة بِالنَفْسَ تجعل الإِنسان يُطيِع مَنْ حولهُ ، هُناك بعض التركيبات النَفْسَيَّة مُنذُ الطِفُولة ، إِذا رأت حالِة زواج غير صحيِحة فِيها سيطرة أوْ تعّسُف ينطبِع فِيها إِنطباع غير صحيِح عَنْ الإِرتباط الأمر يحتاج لِتأنِّى وَصلوات وَنُضج رُوحِى ، لابُد أنْ يكُون عِند الإِنسان وعى وَتجاوُب وَتعّقُل وَمعرِفة رأى الله ، الإِنسان الحُر فِى داخِله لاَ يعرِف معنى السقُوط ، وَبِالتالِى لاَ يشعُر أنّ الزواج سِجن أوْ قيُود أمَّا رأى أنّ الزواج هُوَ مُجرّد عِلاقة جسديَّة فَهذا نِتاج المُجتمع وَثقافاته وَهذِهِ نظرة فقيرة قاصِرة فِى الحياة المسيحيَّة العِلاقة الجسديَّة مِنْ أسمى العِلاقات التَّى يُمكِن أنْ يتخيّلها بشر ، لأِنَّها عِلاقة مُقّدسة ، لأِنّ المرأة مُقَدّسة فِى الرجُل وَالرجُل مُقَدّس فِى المرأة 0 الزواج هُوَ سِر ، هُوَ تعبيِر عَنْ الحُب الزوجِى وَتأكيِد لهُ ، هُوَ رِباط الرُّوح القُدس ، لاَ يليِق أبداً أنْ يرتبِط الزواج بِالعِلاقة الزوجيَّة لأِنّهُ يجِب أنْ يكُون مُعتمِد على الحُب وَليس على أساس العِلاقة الجسديَّة أوْ الإِنجاب بل هُوَ أرقى بِكثيِر 0 العِلاقة الجسديَّة هى فرع مِنْ أفرُع الزواج بِدليِل أنّ الكنِيسة تضع قانُون لها ، فمثلاً الصُوم لهُ إِنضِباطات فِى العِلاقة وَكأنّ الزواج هُوَ حُب مُنضبِط ، الزواج هُوَ إِرتباط شخصان أمام المذبح وَيُدهنان بِالميرُون وَيحِل عليهُما الرُّوح القُدس وَيقُول لهُما الكاهِن00كلّلهُما00بارِكهُما00قدِّسهُما00وَيُقّرِب رأسيهُما مِنْ بعضِهِما البعض علامِة خضُوع كليهُما لِبعضٍ ، لِذلِك يُوصِيهُما الكاهِن [ لِيخضع كُلٍّ مِنكُما لِبعضٍ ] ، خُضوع مُتبادل 0 هذا سِر عظيِم ، وَالكاهِن يُصّلِى وَالشَّماس يُرتِل وَيدخُل العروسان الكنِيسة فِى موكِب وَيُقال لهُما اللحن الملُوكِى " لحن أبؤورو " ، لأِنّهُما سيفتحان كنيسة جدِيدة ، وَيُصّلِى لهُما الأب الكاهِن لِيحفظ الله عِلاقتهُما بِغيرِ دنسٍِ 0 وَعِندما يُسلِّم الكاهِن العروس لِعرِيسها يضع أيديهُما فِى بعضٍ وَيضع عليها لِفافِة التناوُل لأِنّ الطقس الأصلِى أنّ صلاة الإِكليِل تتم مَعَْ القُدّاس ، وَاللِفافة التَّى يتناول هُوَ بِها يُعطِيها لِعروسه لِتتناول هى أيضاً بِها لأِنّ الله وحدّهُما ، وَالكاهِن يجعل العروسان يسجُدان أمام المذبح ، نحنُ الّذين أهنَّا كنِيستُنا وَإِمتهنَّا أسرارُنا 0 صلاة الإِكليِل ساعة خالِدة مُقَدّسة يدخُل فِيها إِثنان يخرُجان مِنها واحِد ، وَيقُول لهُما الكاهِن [ كما بارك الله فِى سارة لإِبراهيِم وَفِى رِفقة لإِسحق وَفِى راحيِل لِيعقُوب بركِة الله تُباركُكما ] 0 لمَّا يكُون الإِنسان مُنحنِى تحت يد الكاهِن وَيأخُذ المسحة وَالبركة تُصبِح أُسرتهُ نواه لِكنيسة ، وَكما قال القديس يُوحنا ذهبىّ الفم وَالقديس أُوغسطينُوس [ أنَّنا نمدح كثيراً البتوليَّة وَلكِنْ مَنَ الّذى أتى لنا بِالبتوليين ] ، الزواج مُكرّم عِند الله جِدّاً 0 أحياناً الإِنسان يُوضع فِى مُجتمع يُشّوِه الصُورة فينضح عِندهُ معرِفة سلبيَّة ، الجهل بِالشيء يولِّد عِند الإِنسان رأى أنّ هذا الشيء غير لائِق ، أىّ أمر ممنُوع مشكُوك فِى نقاوتِهِ ، لِذلِك لابُد أنْ يعرِف الإِنسان المعرِفة المُقَدّسة الصحيِحة عَنْ الزواج 0 غاية الزواج فِى المسيِحيَّة :0 ================================ فِى دراسة بِها إِحصائِيات لأُِناس تكلّموا عَنْ غاية الزواج وجدوا أربع أنواع مِنها :0 1/ الزواج لُون مِنْ ألوان الإِشباع العاطِفِى ، وَهذا يُمّثِل الغالِبيَّة بِنسبة 40% مِنْ الشباب ، 44% مِنْ الشابَّات 0 2/ الزواج إِستقرار وَبِنسبة 14% مِنْ الشباب ، 24% مِنْ الشابَّات 0 3/ الزواج دافِع حسِّى أوْ جسدِى بِنسبة 38% مِنْ الشباب ، 16% مِنْ الشابَّات 0 4/ الزواج بِدافِع الإِنجاب بِنسبة 8% مِنْ الشباب ، 18% مِنْ الشابَّات 0 الشابَّات نسبِتها أكثر فِى العاطِفة وَالإِستقرار وَالإِنجاب ، بينما الشباب عِندهُ الدافِع الحسِّى بِنسبة أكبر 0 الطبيعِى أنّ الشاب يحتاج لِلشابَّة وَالعكس ، ربّ المجد عِندما خلق حوَّاء قال [ ليس جيِّداً أنْ يكُونَ آدمُ وَحدهُ00] ( تك 2 : 18 ) ، يوجد تجاذُب وَميل وَمُشاركة فِى أعماق كُلٍّ مِنهُما 0 كُون أنّ الشاب وَالشابَّة عِندهُما عاطِفة هذا ليس خطأ ، المُهِم أنْ تكُون عاطِفة مُتَعَقِلة وَليست بِنسبة 100% عاطِفة ، العاطِفة تحتاج لإِنضباط وَترشيِد وَتَعَقُل ، بِلاَ شك أنّ العاطِفة غريزة طبيعيَّة ، وَلو نتخيَّل أنّ الله لَمْ يضع ميل مُتبادل بين المرأة وَالرجُل ماذا كان يحدُث ؟ كيف تستمِر الخليقة ؟ لِذلِك هذا الإِنجذاب مُبارك لأِنّهُ مِنْ الله ، المُهِم أنّهُ يكُون بِتَعَقُل مُقَدّس0 اللذّة الحسيَّة عِند الشباب أعلى ، توجد قاعِدة مُهِمّة يقولها عُلماء النَفْسَ فِى الزواج المسيحِى أنّ الآخر شخص وَليس شيء ، يوجد فرق بين شخص وَشيء ، شخص لهُ حقُوق وَإِرادة وَعاطِفة ، بينما الشيء ليس لهُ حقوق أوْ إِرادة 0 القديسين يقُولُون [ نحنُ ننظُر لِلمرأة مِنْ خلال العذراء لاَ مِنْ خِلال حوّاء ] ، نحنُ نسينا السقُوط القديم وَأصبحنا نُكرِّم العذراء أُم الأحياء ، لِذلِك الزواج المسيحِى عِلاقة مُكرّمة 0 لابُد أنْ يكُون عِندنا نظرة صحيحة لِلغريزة فِى الإِنسان ، مُمكِنْ إِنسان يُرِيد حياة رهبنة لأِنّهُ ينظُر لِلزواج على أنّهُ دنس ، هذا لاَ يصلُح لِلرهبنة 0 لابُد أنْ نُصّحِح نظرتنا لِلزواج ، الله خلق التجاذُب لِكى يمِد الخليقة كُلِّها ، قديماً عِندما كان يحدُث تخاصُم بين قبيلتين لِكى يتصالحا يتِم زواج رجُل مِنْ قبيلة مِنْ إِمرأة مِنْ القبيلة الأُخرى وَيكُون نِتاج هذا الزواج طِفل علامِة صُلح بين القبيلتين ، دمجهُما معاً لأِنّ الطفل إِبن القبيلتين ، لِذلِك منع الله بنِى إِسرائِيل مِنْ الزواج بِالأُمم 0 فِى المسيحيَّة كُلّ شيء طاهِر لِلطاهِرين مادام القلب نقِى وَخاضِع لله ، فِى الزواج يُصبِح الإِشتياق إِشتياقان أىّ إِضافة رُوحيَّة ، مُمكِنْ الزواج يُعطِى فُرصة لِلإِنطلاق لله مادام القلب نقِى وَخاضِع لله وَكُلّ شيء سيتقدّس 0 وَإِذا نظرنا لِلزواج على أنّهُ إِنطفاء لِلشهوة ستزداد نِيران الشهوة ، الزواج لهُ نظرة رُوحيَّة وَليست جسديَّة لأِنّهُ إِذا نظرنا لهُ على أنّهُ شيء جسدانِى ، الجسد لاَ يشبع ، وَكما يأكُل إِنسان بِدُون تعّفُف مهما تقدّم لهُ طعام لاَ يشبع وَ لاَ يقنع 0 الجانِب الحسِّى عامةً غير قادِر على إِشباع الإِنسان لأِنّهُ غير قادِر على الدخُول لأعماق الإِنسان ، بينما الجانِب الرُّوحِى هُوَ الّذى يُشبِع الإِنسان لإِنّهُ يعرِف أعماقه ، لابُد أنْ نتعلّم القناعة وَالإِكتفاء وَالشُكر فِى كُلّ شيء فِى حياتنا ، وَأنْ نتعلّم التّعفُف فِى كُلّ سلوكنا 0 فِى غياب الحُب وَالجانِب النَفْسِى وَالرُّوحِى تفقِد الأُمور الجسديَّة كُلّ معناها ، وَلكِنْ إِذا كانُوا موجودين يُصبِح الجسد خادِم لهُمْ 0 الجانِب الحسِّى فِى الزواج لابُد أنْ يكُون بِجانِبِهِ جانِب رُوحِى وَنَفْسِى وَعاطِفِى وَإِلاّ يُصبِح الإِنسان حيوان وَيخرُج مِنها الطرفان مُتباعِدان أكثر وَليس مُتحِدان ، كما فِى حالِة مُمارسة الخطيَّة يعقُبها عُزلة وَوِحدة وَتأنيِب ضمير 0 أمَّا مِنْ ناحية الإِستقرار فَلاَبُد أنٍْ نعرِف أنَّها مشيئة الله ، نحنُ فِى يدِهِ ، لنا نصيب عِندهُ ، وَلابُد أنْ تسير أمورنا بِرأى الله ، هُوَ مُعطِى جميِع الخيرات ، هُناك مَنَ يُرِيد إِستقرار مادِّى ، وَآخر إِستقرار مكانِى ، وَآخر إِستقرار تقليِدِى ، كما غيرِى هكذا أنا ، المفرُوض أنّ فِكر الإِنسان فِى الإِستقرار هُوَ أنّهُ يحتاج لِمزِيد مِنْ النُضج النَفْسِى وَالإِجتماعِى وَأنّ الله لهُ مشيئة فىَّ وَ ما علىَّ إِلاّ أنْ أخضع لهُ 0 أمَّا الإِنجاب فَهُوَ ثمرِة الحُب وَالإِرتباط المُقدّس لأنّ [ البنُون ميراث مِنْ الرّبّ ، وَثمرِة البطن عطيّةٌ مِنهُ ] ( مز 126مِنْ مزامير الغرُوب ) ، الوحدة الجميلة التَّى صنعها الله أعطى لها هديَّة هى طِفل ، الأطفال هُمْ الحُب مُتجسِّد ، وَعدم الإِنجاب لاَ يُلغِى الزواج ، لِذلِك يجِب أنْ يكُون لنا نظرة صحيحة مُقَدّسة لِلزواج 0 ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

اسحق كرمز للمسيح ج3

سفر التكوين 24 نجد فيه أمر بديع ومعاني سرية تفوق الزيجة والخطوبة وكل كلمة لها قصة ... قصة زواج إسحق : ======================= { وشاخ إبراهيم وتقدم في الأيام .. وبارك الرب إبراهيم في كل شيءٍ .. وقال إبراهيم لعبده كبير بيته المستولي على كل ما كان له } .. « عبده كبير بيته المستولي على كل ما كان له » قول مبالغ فيه مثل قوله « هل أخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله » .. فليس من المعقول أن الله يعرَّف أبينا إبراهيم كل شئ .. لكن هذه عبارة مسيانية هكذا هذه العبارة التي تتكلم عن عبد إبراهيم كبير بيته المستولي على كل ما كان له يقصد بها الروح القدس الأمين الخاضع والمستولي على كل ما له .. { ضع يدك تحت فخذي فأستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجةً لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم .. بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجةً لابني إسحق } .. قديماً عندما كان شخص يريد أن يحلف على أمر غالي كان يضع يده تحت فخذه لأن الفخذ كان يرمز للنسل أي كأنه يحلف بنسله .. أبونا يعقوب جعل يوسف يضع يده تحت فخذه لكي لا يدفنه في مصر لذلك قال الكتاب أنه { أوصى من جهة عظامه } ( عب 11 : 22 ) . هنا أبونا إبراهيم إستحلف أليعازر الدمشقي أن لا يأخذ زوجة لإبنه إسحق من هذه الأرض .. { فقال له العبد ربما لا تشاء المرأة أن تتبعني إلى هذه الأرض .. هل أرجع بابنك إلى الأرض التي خرجت منها .. فقال له إبراهيم إحترز من أن ترجع بابني إلى هناك } ( 5 – 6 ) .. لا تخف سيرسل الله ملاك يمهد لك الطريق .. { الرب إله السماء الذي أخذني من بيت أبي ومن أرض ميلادي والذي كلمني والذي أقسم لي قائلاً لنسلك أعطي هذه الأرض هو يرسل ملاكه أمامك فتأخذ زوجةً لابني من هناك } .. من هذا الملاك ؟ هذا هو يوحنا المعمدان . الكتاب المقدس ليس قصص يحكي قصة كيف تزوج إسحق أو كيف تزوج كل شخص لكن كل أمر له معنى .. هذه القصة بها أربعة عناصر مهمة هم أبونا إبراهيم .. أليعازر الدمشقي .. إسحق .. ورفقة .. أبونا إبراهيم يمثل الآب .. وأليعازر الدمشقي يمثل الروح القدس .. وإسحق الإبن .. ورفقة تمثل الكنيسة أو النفس البشرية .. الله أرسل الروح القدس ليخطب الكنيسة للمسيح .. ليخطب كل نفس للمسيح .. عمل الروح القدس هو أن يأخذ منه ويعطيك .. ناقل الخيرات .. هذا هو أليعازر الدمشقي .. إسحق هو العريس الإبن .. ورفقة العروس هي النفس .. ملاك الله يهيئ الأمر هو يوحنا المعمدان . { وإن لم تشأ المرأة أن تتبعك تبرأت من حلفي هذا .. أما ابني فلا ترجع به إلى هناك .. فوضع العبد يده تحت فخذ إبراهيم مولاه وحلف له على هذا الأمر .. ثم أخذ العبد عشرة جمالٍ من جمال مولاه ومضى وجميع خيرات مولاه في يده } .. جميع خيرات مولاه في يده .. هل جميع خيرات إبراهيم تُوضع على العشرة جمال ؟ بالطبع لا لكنها عبارة مسيانية خلاصية .. فمن الذي أخذ خيرات الآب لينقلها لنا ؟ الروح القدس .. والعشرة جمال هم العشر وصايا .. الوصية تحمل لنا خيرات الله .. هل أخذت يا أليعازر خير أبونا إبراهيم كله ؟ نعم .. الوصية بها خير الله .. الإنجيل به خير الله كله . لقاء عند البئر : ================== { فقام وذهب إلى أرام النهرين إلى مدينة ناحور .. وأناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء وقت المساء وقت خروج المستقيات } .. أوقف الجمال العشر أي الوصايا عند بئر الماء وقت المساء وكل كلمة من هذه الكلمات لها معنى روحي .. تخرج البنات المستقيات وقت غروب الشمس .. { وقال أيها الرب إله سيدي إبراهيم يسر لي اليوم واصنع لطفاً إلى سيدي إبراهيم } .. أليعازر شخص وفي جميل .. عندما يكون في وضع إختيار يصلي .. { ها أنا واقف على عين الماء وبنات أهل المدينة خارجات ليستقين ماءً .. فليكن أن الفتاة التي أقول لها أميلي جرتك لأشرب فتقول إشرب وأنا أسقي جمالك أيضاً هي التي عينتها لعبدك إسحق وبها أعلم أنك صنعت لطفاً إلى سيدي } .. وضع علامة .. الفتاة التي أقول لها أميلي لأشرب تقول لي إشرب وأنا أسقي جمالك أيضاً .. كون إن البنت تضع جرتها في البئر وترفعها والجرة ثقيلة تحتاج لمن يساعدها فكون أن تملأها وترفعها ثم تعاود الأمر مرة أخرى لأجل شخص فهذا أمر صعب جداً . { وإذ كان لم يفرغ بعد من الكلام إذا رفقة التي وُلدت لبتوئيل إبن ملكة إمرأة ناحور أخي إبراهيم خارجة وجرتها على كتفها } .. لم يكن يعرف أن رفقة إبنة أخي إبراهيم .. { وكانت الفتاة حسنة المنظر جداً وعذراء لم يعرفها رجل .. فنزلت إلى العين وملأت جرتها وطلعت } .. في البداية أُعجب أليعازر الدمشقي بشكل رفقة لكن الشكل لا يكفي المهم أن تكون متعاونة .. { فركض العبد للقائها وقال إسقيني قليل ماء من جرتك .. فقالت إشرب يا سيدي وأسرعت وأنزلت جرتها على يدها وسقته } .. أنزلت جرتها عن كتفها ووضعتها على يدها هي وسقته .. { ولما فرغت من سقيه قالت أستقي لجمالك أيضاً حتى تفرغ من الشرب } .. الكتاب كرر كلمة « أسرعت » مرات أي هي لا تعمل لحسابها كأنها تعمل لحسابه هو . { فأسرعت وأفرغت جرتها في المسقاة وركضت أيضاً إلى البئر لتستقي .. فاستقت لكل جماله } .. من الواضح أنها ملأت جرتها أكثر من مرة لأن الجمال معروفة أنها تحتمل العطش وأيضاً عندما تشرب تشرب كثيراً .. أليعازر وقف ينظر ويتأمل .. { وحدث عندما فرغت الجمال من الشرب أن الرجل أخذ خزامة ذهبٍ وزنها نصف شاقل وسوارين على يديها وزنهما عشرة شواقل ذهبٍ وقال بنت من أنتِ } .. تقريباً خطبها دون أن يعرف من هي .. من هي رفقة ؟ هي النفس الخادمة الباذلة .. هي الكنيسة جرتها على كتفها لا لتسقي نفسها بل لتسقي أولادها فتُسرع لتروي عطشهم بسرعة وبذل .. أليعازر يتفرس .. الروح القدس يراقب النفس .. كيف تصلي ؟ هل بكسل ؟ كيف تأتي للكنيسة ؟ هل تأتي متأخرة ؟ جالس ليراقب قلب كل شخص .. يتفرس فينا صامتاً .. الروح القدس يقول هذه النفس تستحق مكافأة وأنا معي خير الآب كله .. ماذا أعطاها ؟ أعطاها خزامة ذهب وسوارين ذهب .. خطب النفس للمسيح . لماذا قال الكتاب عن رفقة « فتاة حسنة المنظر جداً عذراء لم يعرفها رجل » ؟ لأن الكنيسة عروس بلا عيب .. لم يعرفها رجل أي عذراء عريسها المسيح لا تحب غيره ولا ترتبط بغيره لذلك كل نفس لكي يخطبها الروح القدس للمسيح لابد أن يجد بها جمال وعذراوية أي لا ترتبط بمحبة العالم لذلك جاء لها بخزامة وأساور .. { قالت له عندنا تبن وعلف كثير ومكان لتبيتوا أيضاً } .. قال أليعازر في نفسه أن طلبي هو أن أشرب وجمالي تشرب فقط لم أطلب طعام لي ولجمالي ومكان لنبيت لكنها أعلنت له كل هذا .. لذلك النفس الأمينة لله يستريح عندها الله .. { إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً } ( يو 14 : 23 ) .. النفس التي ترحب بسكنى الله داخلها هي نفس عروس للمسيح .. رفقة كانت شخصية قوية وشديدة وفي المستقبل قال عنها الكتاب أنها كانت تميل ليعقوب وليس لعيسو .. دائماً الشخص يميل للذي يُكمل طبعه .. هي كانت شديدة ويعقوب كان وديع فكانت تميل له . لم يحتمل أليعازر عمل الله معه .. { فخر الرجل وسجد للرب وقال مبارك الرب إله سيدي إبراهيم الذي لم يمنع لطفه وحقه عن سيدي } .. دلَّه الله على أخوه إبراهيم أحب الناس إلى قلبه وعندهم كل الأمور .. رفقة نشيطة .. النفس النشيطة روحياً يحبها الله .. قصت رفقة الأمر كله لأهلها وأرتهم السوارين والخزامة وأليعازر واقف عند الجمال .. أليعازر تقابل مع رفقة عند البئر وقت المساء والمسيح تقابل مع الكنيسة عند المعمودية والصليب ( وقت المساء ) .. وعبارة رفقة أنها جميلة جداً عذراء لم يعرفها رجل فهذه كلها عبارة مسيانية . { فقال أدخل يا مبارك الرب .. لماذا تقف خارجاً وأنا قد هيأت البيت ومكاناً للجمال } .. هذه كلمات لابان أخو رفقة لأليعازر .. دعوة إلى الله .. لأن حقيقة لابان لا يستطيع أن نقول عنه أنه على هذه الدرجة من التقوى لكنها خطة دبرها الله لإتمام قصده .. صوت الله لكل نفس يقول تعال يا مبارك الرب لماذا تقف خارجاً وأنا قد هيأت كل شئ لك .. الوليمة مُعدة وبركات وعطايا و ..... كل الأشياء مُعدة لك في بيته فلماذا تقف خارجاً .. الكنيسة تُسمى مستشفى لأنه يدخلها الإنسان مريض فيصح ويُشفى . أليعازر قال لن أستريح حتى أقول ما عندي .. { لا آكل حتى أتكلم كلامي } .. قال مولاي إبراهيم رجل عظيم وقد تزوج من سارة والآن يريد أن يزوج إبنه واستحلفني أن أتخذ زوجة لإبنه من أرضه و .... فوجدت إبنتكم وقد قدمت لي أعمال كذا وكذا .. وظل أليعازر يحكي ما حدث عند البئر مع رفقة ولابان يستمع له ثم قال لتسمحوا لي أن { آخذ إبنتك لإبن سيدي } .. فقال لابان { من عند الرب خرج الأمر لا نقدر أن نكلمك بشرٍ أو خيرٍ هوذا رفقة قدامك } .. الأمر كله من الله لن أستطيع أن أقول كلمة ولتأخذ رفقة زوجة لإبن سيدك . { وكان عندما سمع عبد إبراهيم كلامهم أنه سجد للرب إلى الأرض وأخرج العبد آنية فضة وآنية ذهب وثياباً وأعطاها لرفقة } .. الروح القدس يعزيك ويرى أمانتك وكلما إزدادت أمانتك كلما أعطاك عطايا ومسرات بلا حدود حتى نقول كفانا كفانا .. نفس الجمال التي سقتهم رفقة هم نفس الجمال التي حملتها لإسحق .. أطعمتهم وروتهم فساروا بها وحملوها .. الجمال هي الوصايا التي تريد أن تستريح داخلك إن أرحتها أراحتك وإن أتعبتها أتعبتك .. الله قال لقايين كل من وجدك تظن أنه يريد أن يقتلك فظل هارب .. لكن إن أطعمت الجمال وأشبعتها تسير بك جيداً . إرتباط دون أن تراه : ========================= { فأكل وشرب هو والرجال الذين معه وباتوا .. ثم قاموا صباحاً فقال إصرفوني إلى سيدي } .. قالوا له لتظل معنا عشرة أيام أخرى لتمكث معنا الفتاة .. لكن رفض .. فقالوا له لنسأل الفتاة .. { فدعوا رفقة وقالوا لها هل تذهبين مع هذا الرجل .. فقالت أذهب } .. النفس لا تسر مع الله قهراً بل برضاها .. هل رفقة تعرف إسحق ؟ لا .. لكن أليعازر كلمها عنه .. نحن لم نرى المسيح لكن الروح القدس أخبرنا عنه بكل شئ فأحببناه .. « ذاك الذي لم تروه تحبوه » .. هل تتركي بلدِك وتذهبي إلى رجل لا تعرفيه ؟ نقول لا .. هذا الرجل أجمل وأنقى وسأذهب له . في الطريق إلى العريس : ============================= قال لهم أليعازر { لا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي } .. أنا في حياتي مازلت أهيئ نفسي بالتوبة ومتى تهيأت لا تعوقوني والمسيح ينتظرني بالمجد .. ذهبت رفقة معه .. { فصرفوا رفقة أختهم ومرضعتها وعبد إبراهيم ورجاله وباركوا رفقة وقالوا لها أنتِ أختنا .. صيري ألوف ربواتٍ وليرث نسلك باب مبغضيه } .. خمسة وعشرون يوماً رحلة من بيتها إلى بيت عريسها ورفقة تسمع من أليعازر عن إسحق يقول لها عريسِك جميل وديع عفيف كل خير أبيه له .. يصف إسحق وهي تزداد شوقاً له .. ولنعتبر هذه الخمسة وعشرون يوماً هي رحلة حياتنا والروح القدس يزيد إشتياقنا ويتوبنا ويعزينا ويرشدنا .. وإن خطر على بال رفقة فكرة الرجوع أثناء الرحلة لن يتركها أليعازر بل يُرجعها عن هذه الفكرة .. أحياناً الإنسان العتيق يريد أن يُرجعنا عن طريقنا لكن الروح القدس يُعيدنا عن هذه الفكرة . اللقاء مع العريس : ====================== { وخرج إسحق ليتأمل في الحقل عند إقبال المساء .. فرفع عينيه ونظر وإذا جمال مقبلة ورفعت رفقة عينيها فرأت إسحق } .. أي مجد هو لقاءها بعريسها .. أجمل ما يوصف .. هذه هي لحظة المقابلة السعيدة بين النفس والمسيح .. { فأخذت البرقع وتغطت } .. كان يجب عليها أن تفعل العكس لكن مجد وبهاء ووقار عريسها جعلها تتغطى هكذا نحن أمام المسيح .. أليعازر حكى لإسحق وإبراهيم ما حدث .. الروح القدس كما يعرفنا بالمسيح هكذا يعرفنا للمسيح .. { خطبتكم لرجلٍ واحدٍ لأُقدم عذراء عفيفة للمسيح } ( 2كو 11 : 2 ) . زواج إسحق من رفقة : ============================ { فأدخلها إسحق إلى خباء سارة أمه وأخذ رفقة فصارت له زوجة ً وأحبها .. فتعزى إسحق بعد موت أمه } .. سارة هي كنيسة العهد القديم ورفقة هي كنيسة العهد الجديد .. رفقة حلت محل سارة .. إسحق لم يجد فتاة يرتبط بها من مكان سكنه فأخذ فتاة بعيدة .. هذه هي كنيسة الأمم .. نحن الأمم أدخلنا في إيمانه وعزيناه بعد موت أمه لأن كنيسة العهد الجديد صارت تعزية لله بعد كنيسة العهد القديم . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

ابونا إسحق كرمز للمسيح ج2

الإبن الوحيد الحبيب : ====================== يقول سفر التكوين .. ﴿ وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم فقال له يا إبراهيم . فقال هأنذا . فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك . فبكر إبراهيم صباحاً وشدَّ على حماره وأخذ اثنين من غلمانه معه وإسحق إبنه وشقق حطباً لمحرقةٍ وقام وذهب إلى الموضع الذي قال له الله . وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيدٍ . فقال إبراهيم لغلاميه إجلسا أنتما ههنا مع الحمار . وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما . فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحق إبنه وأخذ بيده النار والسكين . فذهبا كلاهما معاً . وكلم إسحق إبراهيم أباه وقال يا أبي . فقال هأنذا يا ابني . فقال هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمحرقة . فقال إبراهيم الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني . فذهبا كلاهما معاً . فلما أتيا إلى الموضع الذي قال له الله بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط إسحق إبنه ووضعه على المذبح فوق الحطب . ثم مدَّ إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح إبنه . فناداه ملاك الرب من السماء وقال إبراهيم إبراهيم . فقال هأنذا . فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً . لأني الآن علمت أنك خائف الله فلم تُمسك إبنك وحيدك عني . فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه مُمسكاً في الغابة بقرنيه . فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضاً عن إبنه . فدعا إبراهيم إسم ذلك الموضع يهوه يرأه . حتى إنه يُقال اليوم في جبل الرب يُرى . ونادى ملاك الرب إبراهيم ثانيةً من السماء وقال بذاتي أقسمت يقول الرب . أني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تُمسك إبنك وحيدك أباركك مباركةً وأُكثِّر نسلك تكثيراً كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر . ويرث نسلك باب أعدائه . ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض . من أجل أنك سمعت لقولي . ثم رجع إبراهيم إلى غلاميه . فقاموا وذهبوا معاً إلى بئر سبعٍ . وسكن إبراهيم في بئر سبعٍ ﴾ ( تك 22 : 1 - 19) – قصة – لكن كلها أسرار ورموز .. تتكلم عن المسيح أكثر جداً مما تتكلم عن إسحق .. يبدو إسحق أنه بطل القصة لكن حقيقةً ربنا يسوع الفادي والراعي هو بطل القصة .. بالطبع هي ليست قصة لكنها واقع . ﴿ خذ ابنك وحيدك الذي تحبه ﴾ .. من هو وحيدك حبيبك ؟ هو الإبن الحبيب للآب .. الإبن الوحيد الجنس .. الذي في حضن الآب هو خبر .. الإبن المحبوب .. هذا صوت أتى من السماء ليعلن لنا ﴿ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ﴾ ( مت 3 : 17 ) .. وقال عنه يوحنا الحبيب ﴿ الآب يحب الإبن ﴾ ( يو 3 : 35) أنه الإبن المحبوب من الآب .. ﴿ الإبن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر ﴾ ( يو 1 : 18) . ﴿ أصعده هناك محرقة ﴾ .. " محرقة " أي تأخذ حطب ونار وتضع إبنك في النار وتشعله مع الحطب بالنار وتتركه حتى يحترق بالكامل .. ما هذا ؟ هذه ذبيحة الصليب .. الإبن عُلق على الصليب حتى أسلم الروح – هذه محرقة – أي يمر بمراحل الألم كمراحل المحرقة .. حتى متى ؟ حتى آخر نفس حتى أسلم الروح .. النار لن تنتهي قبل أن ينتهي هو .. الألم لن ينتهي قبل أن ينتهي هو .. هذه هي المحرقة .. هذا هو الصليب .. محرقة الصليب .. لم يقل له خذ إبنك وحيدك حبيبك فقط لي وصمت بل وقال وقدمه لي محرقة . إسحق القائم في المسيح : ====================== ذهب إلى جبل المريا الذي قلنا أنه جبل الجلجثة وبنى عليه الهيكل .. ﴿ وذهب إلى الموضع الذي قال له الله وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيدٍ . فقال إبراهيم لغلاميه إجلسا أنتما ههنا ﴾ .. واضح أن إبراهيم رأى شئ في اليوم الثالث حتى أنه تشدد قلبه وتكلم مع غلاميه وإبنه بجدية .. ماذا رأى ؟ رأى الموضع من بعيد .. ﴿ وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما ﴾ .. كيف يرجع كليهما والله قال لأبينا إبراهيم قدمه لي محرقة .. ماذا رأى ؟ رأى القيامة .. الموضع هناك من بعيد .. القيامة أمامه في اليوم الثالث .. ﴿ إبن الإنسان يُسلم إلى أيدي الناس فيقتلونه وبعد أن يُقتل يقوم في اليوم الثالث ﴾ ( مر 9 : 31 ) – إيمان – نرجع إليكما .. لذلك معلمنا بولس الرسول جعل أبونا إبراهيم في قمة رجال الإيمان ليس لأنه قدم إبنه ذبيحة بل لأنه أيقن أنه سيعود به .. ﴿ بالإيمان قدم إبراهيم إسحق وهو مجرب .. قدم الذي قبل المواعيد وحيده ﴾ ( عب 11 : 17) . الله قال له بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض ( أع 3 : 25) وكان إسحق وقت تقديمه ذبيحة لم يتزوج بعد فكيف إذاً يكون له نسل ويُبارك ؟ ﴿ قدم الذي قبل المواعيد وحيده الذي قيل له إنه بإسحق يدعى لك نسل إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضاً﴾ ( عب 11 : 17 – 19) .. لذلك قال ( في اليوم الثالث ) .. ماذا حدث ؟ حدث أنه إنفتحت بصيرته الداخلية ورأى روح القيامة فأيقن إبراهيم أن إبنه سيعود له .. لو ربطنا الأحداث نجد ربنا يسوع يقول ﴿ أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي ﴾ ( يو 8 : 56 ) .. ما هو يومه ؟ ﴿ أبصر الموضع من بعيدٍ ﴾ .. رأى القيامة .. رأى وتهلل .. بهجة القيامة .. إذ حسب أن الله قادر على القيامة .. رأى وحسب إبنه هو المسيح القائم .. لما رأى الموضع شعر أن أمر مهم سيحدث لذلك لا يليق أن يراه الغلامين لأنهما لن يستوعباه .. ﴿ فقال إبراهيم لغلاميه إجلسا أنتما ههنا مع الحمار وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما ﴾ .. من هما الغلامين ؟ من هما الغلامين الذين رأيا ترتيب كل هذه الأمور وعند اللحظة الحاسمة قال لهما إنتظرا ههنا ؟ هما الأمة اليهودية التي رأت كل النبوات لكن لحظة الصليب والقيامة والتجسد لم يستوعبوها لذلك قال لهما لتكونا بعيدين . بعد تمام الأمور ورجوع أبينا إبراهيم بإسحق إبنه وجد الغلامان ينتظران .. ﴿ ثم رجع إبراهيم إلى غلاميه . فقاموا وذهبوا معاً إلى بئر سبعٍ ﴾ .. هذه هي عودة اليهود إلى المسيح في النهاية سيعرفوه بعدما رفضوه .. الذين لمسوا أحداث الصليب لكن لم يؤمنوا به سيعودون له في نهاية الأيام .. ﴿ القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤ الأمم ﴾ ( رو 11 : 25) .. نحن الأمم دخلنا في الإيمان بالمسيح واليهود لم يدخلوا حتى الآن لكنهم سيدخلون الإيمان في نهاية الأيام . تركه الجميع لكن الآب لم يتركه : ================================== الكل تركوا أبينا إبراهيم وظل هو وإسحق فقط في وقت الذبيحة .. هذا رمز لربنا يسوع الذي تركه الجميع حتى تلاميذه ساعة الصلب .. ﴿ تأتي ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونني وحدي وأنا لست وحدي لأن الآب معي ﴾ ( يو 16 : 32 ) .. هذا إبراهيم وكأن إسحق هو الذي يتكلم ويقول ستتركوني وحدي ولكني لست وحدي بل أبي معي .. ( ذهب كلاهما معاً ) .. ثم يقول أبونا إبراهيم ( نرجع إليكما ) .. كثيراً ما تكررت عبارة * كلاهما معاً * . بعض الهراطقة قالوا أن اللاهوت إنفصل عن الناسوت وقت الصليب .. لكن هذا رد الإنجيل أن اللاهوت لم يفارق الناسوت حتى وقت الصليب بل .. كلاهما معاً .. مثل الحديد المتحد بالنار إذا طرقناه يتأثر الحديد بالطرق وليس النار لكن كلاهما لا ينفصل عن الآخر .. هكذا تألم الناسوت واللاهوت لم يفارقه .. الآب لم يفارق الإبن لذلك لا نفصل ذبيحة الآب عن ذبيحة الإبن .. ﴿ هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ﴾ ( يو 3 : 16) .. لذلك قال معلمنا بولس الرسول ﴿ الذي لم يشفق على إبنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيئ ﴾ ( رو 8 : 32 ) .. إذاً ذبيحة الآب هي ذبيحة الإبن والإبن أطاع . كلنا نعرف أن أبونا إبراهيم كان عمره مائة وعشرون سنة تقريباً وكان عمر إسحق خمسة وعشرون أو ثلاثون سنة تقريباً أي كان في سن الشباب وبقوته .. عندما يجد أبيه يقيده ويقدمه محرقة كان يمكنه أن يهرب ولن يستطيع إبراهيم أن يلحق به لأنه شخص مُسن .. لكن إسحق أطاع طاعة كاملة وترك أبيه يقيده بحب .. هذه ذبيحة المسيح ذبيحة حب كاملة .. أسلم ذاته مثل شاة تُساق للذبح لذلك عندما ربطه ووضعه على المذبح كان إشارة لربنا يسوع الذي ترك رجليه ويديه للمسامير . حمل خشبة الصليب : ===================== وحمل إسحق الحطب .. ﴿ فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحق إبنه﴾ .. كان يمكن أن يقول إبراهيم أن إسحق سيُقدم محرقة يكفيه هذا وأحمل أنا عنه الحطب .. لكن لا .. حمل إسحق الحطب لأنه رمز للمسيح الذي حمل الصليب حمل آثام شعبه لذلك قال أشعياء النبي ﴿ وتكون الرياسة على كتفه ﴾ ( أش 9 : 6 ) .. لم تكن رياسة كما نتخيل بل كانت رياسة حمل خطايا لذلك الكهنوت في الكنيسة كهنوت رعاية أكثر من كرامة .. يحمل مسئولية . حديثه مع الآب : ================= جيد أن إسحق دخل في حديث مع إبراهيم أبيه .. ﴿ وكلم إسحق إبراهيم أباه وقال يا أبي . فقال هأنذا يا ابني . فقال هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمحرقة ﴾ .. هذا يذكرنا بحديث ربنا يسوع مع الآب في بستان جثسيماني ﴿ إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك ﴾ ( لو 22 : 42 ) .. لذلك قال معلمنا بولس الرسول ﴿ سُمع له من أجل تقواه ﴾ ( عب 5 : 7 ) .. أي الإبن كان رمز للبشرية وكأنه يحمل آلام الجنس البشري كله الماضي والحاضر والمستقبل فسمع له من أجل تقواه .. لذلك إسحق رمز للمسيح في قوته وشبابه وطاعته حتى الموت وفي الغلامين الأمة اليهودية . القيامة من الموت : ================= في النهاية القيامة رجع إسحق حي .. أي بعد أن كان في خطوة التسليم للموت عاد حي .. ﴿ فناداه ملاك الرب من السماء وقال إبراهيم إبراهيم . فقال هأنذا . فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً . لأني الآن علمت أنك خائف الله فلم تُمسك إبنك وحيدك عني . فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه مُمسكاً في الغابة بقرنيه ﴾ .. هذا الفداء .. الخروف عِوض إسحق .. تقدمة إبراهيم عِوض إسحق .. يُشير الآباء أحياناً إلى إسحق أنه رمز للمسيح وأحياناً أنه النفس البشرية .. الله لم يطلب من أبينا إبراهيم مال أو أرض أو عبيد أو .... بل طلب أمر صعب طلب إبنه والوصية تقول ﴿ تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ﴾ ( مت 22 : 37 ) .. قدم لله إسحاقك أي أجمل ما في حياتك .. الله يريد إسحق كل نفس .. أجمل ما فينا نقدمه له .. لذلك لا تتخيل أن أي تقدمة لله ليس لها قيمة بل هي مقبولة وكما يقول الآباء ﴿ ليس العطاء أن تعطي ما أحتاجه بل ما أنت تحتاجه ﴾ .. هذا هو العطاء الحقيقي .. أن تعطي أغلى ما عندك .. إعطي إسحق . القيامة كانت بإسحق أنه رجع حي رمز للمسيح القائم .. الموت لم يقدر أن يمسكه .. ﴿ أين شوكتك يا موت .. أين غلبتك يا هاوية ﴾ ( 1كو 15 : 55 ) .. لذلك نقاط كثيرة كان يمكن أن تُقال عن الربط بين إسحق والمسيح .. عندما يقول إسحق يُربط فكَّر في المسيح .. إسحق يحمل الحطب فكَّر في المسيح .. إبراهيم مد يده بالسكين ليذبح إسحق ( الآب سُرَّ أن يقدمه محرقة ) .. كان إسحق بلا ذنب وحدث له ذلك هكذا ربنا يسوع لم يفعل خطية لكنه صار خطية لأجلنا ( 2كو 5 : 21) . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

ابونا إسحق كرمز للمسيح ج1

يقول سفر التكوين عندما حدث الظهور الإلهي لأبينا إبراهيم عندما ظهر له ملاكين ليعلنا له هلاك سدوم وعمورة .. ﴿ وقالوا له أين سارة امرأتك .. فقال ها هي في الخيمة .. فقال إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك إبن .. وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه .. وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء .. فضحكت سارة في باطنها قائلةً أبعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ .. فقال الرب لإبراهيم لماذا ضحكت سارة قائلةً أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت .. هل يستحيل على الرب شيء .. في الميعاد أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة إبن فأنكرت سارة قائلةً لم أضحك لأنها خافت .. فقال لا بل ضحكتِ ﴾ ( تك 18 : 9 – 15) . هنا يدخل الملاكان بقصة سدوم وعمورة وينتهي الإصحاح بعد مفاوضة أبونا إبراهيم مع الله .. ثم يبدأ الإصحاح التاسع عشر ويحكي قصة هلاك سدوم وعمورة .. ﴿ دخان الأرض يصعد كدخان الأتون ﴾ ( تك 19 : 28 ) وتحولت إمرأة لوط إلى عمود ملح .. ثم يبدأ الإصحاح العشرون ويحكي أن أبونا إبراهيم سكن جرار وأرسل أبيمالك ملك جرار ليأخذ سارة ثم تعود لأبينا إبراهيم . ثم يأتي الإصحاح الحادي والعشرون ويقول ﴿ وافتقد الرب سارة كما قال وفعل الرب لسارة كما تكلم .. فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابناً في شيخوخته .. في الوقت الذي تكلم الله عنه .. ودعا إبراهيم إسم إبنه المولود له الذي ولدته له سارة إسحق .. وختن إبراهيم إبنه وهو ابن ثمانية أيامٍ كما أمره الله .. وكان إبراهيم إبن مائة سنةٍ حين ولد له إسحق إبنه .. وقالت سارة قد صنع إليَّ الله ضحكاً .. كل من يسمع يضحك لي .. وقالت من قال لإبراهيم سارة تُرضع بنين حتى ولدت إبناً في شيخوخته .. فكبر الولد وفُطم وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحق ﴾ ( تك 21 : 1 – 8 ) . قصة تبدو وكأنها تمس شخص لكن لا .. الله يريد أن يقول هذا تحقيق لميعاد .. هو إبن الموعد .. دارت أحداث كثيرة ثم تم الوعد .. هكذا ربنا يسوع أخذنا به الوعد ودارت أحداث كثيرة ثم وُلد يسوع بالتجسد .. هكذا أبونا إبراهيم ظل فترة طويلة حتى أن سارة قالت له تزوج هاجر وولدت له إسماعيل .. لكن هذا ليس إبن للوعد بل إبن للجسد .. تحقق الوعد بعد عشرون عام .. إن كنت يا الله تريد أن تعطيه إبن كنت أعطيته إياه منذ أن وعدته ولا تتركه عشرون عام ينتظر تحقيقه .. لكن الله يقول لأن هناك زمان الحياة .. ﴿ إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ﴾ .. كلمة كبيرة على أبونا إبراهيم . هناك كلمات ترفعنا فوق الحدث .. في سدوم وعمورة قال الله لأبينا إبراهيم ﴿ هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله ﴾ ( تك 18 : 17) .. كلمة أيضاً فوق مستوى أبينا إبراهيم بل هي عبارة بين الآب والإبن .. الإبن أُعطيَ الحكم كله أُعطيَ ما يفعله الآب هذه عبارة مسيانية .. هكذا عبارة * زمان الحياة * عبارة مسيانية .. * زمان الحياة * أي زمن الخلاص زمن ما بعد الموت .. زمن البداية زمن التجسد .. ﴿ ويكون لسارة امرأتك إبن ﴾ .. هذا ما يقال بحسب تعبير الكتاب .. في رسالة معلمنا بولس الرسول لأهل غلاطية ﴿ ملء الزمان ﴾ ( غل 4 : 4 ) لماذا ؟ الله سمح أن تنقطع عن سارة عادة النساء لأن الوعد أخذه أبونا إبراهيم وسارة عمرها سبعون عام وتم تحقيق الوعد وعمرها تسعون عام .. أمر غير منطقي في الوعد وتحقيقه .. أمر يفوق الخيال .. عندما تقول لشخص أن المسيح تجسد يضحك كما ضحكت سارة .. لكن ﴿ هل يستحيل على الرب شيء ﴾ ؟ .. قال الله هذه العبارة وكأنه يزجرها .. هل الله بحسب فكرِك الصغير يا سارة ؟ ﴿ وافتقد الرب سارة كما قال وفعل الرب لسارة كما تكلم فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابناً في شيخوخته في الوقت الذي تكلم الله عنه ﴾ .. زمن الحياة أي زمن الخلاص .. زمن دبر فيه الله للبشرية مجيئه .. نعم الوعد موجود لكن متى تحقق ؟ كما يشاء الله .. هكذا فعل مع أبينا إبراهيم . الله إستخدم أبونا إبراهيم وسارة لإتمام مقاصده .. هكذا في التجسد الله إستخدم السيدة العذراء ويوسف البار والمذود والرعاة لإتمام مشيئته .. حرك الزمن حسب مشيئته .. قد نقول له أن الوعد في الأصل غير منطقي وعندما تأخر تحقيق الوعد زاد عدم تصديق .. لكن الله يقول لنا أنا أدبر أموري .. لماذا تأخر التجسد خمسة آلاف سنة ؟ منذ سقوط آدم وأنت يارب تقول ﴿ نسل المرأة يسحق رأس الحية ﴾ .. كم عام يتأخر الوعد ؟ سنة ؟ خمس سنوات .. عشر سنوات .. عشرون .. ؟ لكن لو تأخر مائة سنة قد تنسى البشرية بل وقد لا تراه .. لكن هو إنتظر ملء الزمان أي ظل يملأ الزمن حتى صار غير محدود .. أرسل إبنه غير المحدود لما جاء ملء الزمان .. إنتظرت الخليقة زمن طويل مترقبة النسل الذي يسحق رأس الحية . الله يدبر أنبياء ونبوات ورموز وحكمة و ..... تجد ترتيب عجيب وظهورات لله .. هل يظهر الله ؟ نعم ليمهد الأذهان .. تقابل مع يعقوب وصارعه .. يظهر لموسى ويسمعه .. يسكن وسط شعبه من خلال الخيمة رمز للتجسد .. ثم أتى الأنبياء والرموز والأحداث والأشخاص حتى أن أشعياء النبي قال ﴿ يُولد لنا ولد ونُعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويُدعى إسمه عجيباً مُشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام ﴾ ( أش 9 : 6 ) .. عندما نسمع أشعياء النبي نقول أن الأمر قد إقترب لكن متى ؟ قال له أشعياء النبي ﴿ ليتك تشق السموات وتنزل ﴾ ( أش 64 : 1) .. يقول له الله إنتظر قليلاً .. متى يارب ؟ يقول له إنتظر وقت قليل .. وكان الوقت القليل سبعمائة سنة .. ما هذا ؟ هذا هو الوعد وتحقيقه .. إسحق إبن وعد قال الله لإبراهيم سيكون لسارة إبن .. هكذا ظل الله يرتب للتجسد حتى عندما يأتي ملء الزمان يتجسد .. لما كبرت سارة حبلت وولدت إبن .. إبن الوعد لا يأتي بطريقة عادية طبيعية . قال معلمنا بولس الرسول ما الفرق بين ميلاد إسماعيل وميلاد إسحق ؟ ميلاد إسماعيل ليس بوعد بل بشطارة فكر .. ﴿ الذي من الجارية وُلد حسب الجسد وأما الذي من الحرة فبالموعد ﴾ ( غل 4 : 23 ) .. لذلك إسحق إسمه إبن الموعد .. إبن ليس بحسب الجسد بل بحسب الروح .. أي يؤكد أنه بحسب الروح .. أي نضع علامة على إبراهيم وسارة لأنه ليس إبن بحسب القدرة والفكرة الجسدية بل بحسب الوعد .. لذلك ربنا يسوع هو إبن وعد ويكون للبشرية من يسحق رأس الحية .. يكون للبشرية آدم جديد .. أعطيك إبن تتحقق فيه المواعيد هكذا إنتظرت البشرية ربنا يسوع ليحقق الوعد بسحق رأس الحية . إذاً ميلاد إسحق المعجزي يمثل ميلاد ربنا يسوع المعجزي .. ربنا يسوع له ميلادان الميلاد الأزلي وكان له أب وليس له أم .. والميلاد الزمني ولم يكن يحتاج فيه لأب لأنه موجود فكان له أم وليس له أب .. في الزمن ميلاده إحتاج أم لذلك جاء بوعد .. متى ؟ نحو زمان الحياة . جيد أن تضحك سارة وإسم إسحق معناه * ضحك أو بهجة أو سرور * .. إن كنا نقول إسحق = سرور وبهجة وضحك .. أيضاً المسيح = بهجة وسرور – مسرة – .. ﴿ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ﴾ ( مت 3 : 17) .. نزع الكآبة عن البشرية .. تخيل كمية البهجة التي دخلت إبراهيم وسارة بميلاد إسحق حتى أنه أقام له حفل ختان وفطام عظيمة والكتاب ركز على وليمة فطام إسحق .. ﴿ فكبر الولد وفُطم وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحق ﴾ .. هذا يُشبه للمخلص لأنه غيَّر الزمن هكذا المسيح بهجة الخليقة لأنه أدخل المسرة للبشرية وقال عنه ﴿ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ﴾ .. قيلت هذه العبارة عن المسيح في ميلاده وعماده فكما كان إسحق سبب بهجة والديه هكذا المسيح بهجة الآب لأنه إبن الوعد .. لأنه إبن لم يأتي بحسب الجسد بل جاء بمعاناة . صفات إسحق : ================= كان هادئ جداً .. عكس طبع إسماعيل الذي كان شرس .. إسحق كان مُسالم حتى مع أعدائه .. كان هادئ روحاني .. يجلس عند الحقل في الغروب .. لذلك الله يقدس كل طبع .. كل شخص له بصمته في طبعه .. عليك أن تقدس طبعك ولا تغيره .. نمي طبعك وقدسه .. إسحق هادئ .. جيد أن يظل هادئ ليس هدوء الكآبة بل هدوء الوداعة .. كان إسحق يميل للعزلة حتى أنه عندما أرادوا أن يزوجوه قال لهم ما ترونه جيد إفعلوه .. وعندما رأى رفقة كان جالس في الحقل وقالوا له هذه زوجتك فدخل بها خباءة أمه – وداعة بهدوء – عكس الإنطواء لأنه سلبي .. المنعزل شخص ليس سلبي بل حوَّل حياته صعيدة لله .. إسحق كان يقدس الوقت كان مطيع لإبراهيم هكذا كانت شخصيته .. حتى في طاعته عندما قدمه أبوه ذبيحة كان رمز للمسيح الذبيح . جبل المُريا : ============== ﴿ إذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة ﴾ ( تك 22 : 2 ) .. إسحق والمسيح شخصية مطيعه مسالمة سيقدم نفسه ذبيحة .. أرض المريا لها سلسلة في الكتاب .. تبدأ من سفر التكوين وتنتهي في الجلجثة لأن المريا هي نفس المنطقة التي صُلب فيها المسيح أي الجلجثة .. ووسط هذه الفترة أرض المريا هي الأرض التي بُنيَ عليها الهيكل .. إذاً المريا هي قصة تقديم ذبائح لله بدايةً من إسحق ونهايةً بالمسيح مروراً في الوسط بالهيكل .. إذاً الذبيحة هي أمر في فكر الله .. قال له على جبل المريا .. هي نفس الأرض التي صُلب عليها المسيح هي جبل خارج أورشليم وهو نفس الجبل الذي بُنيَ عليه هيكل أورشليم .. بل هو نفس الجبل الذي تقابل فيه إبراهيم بعد رجوعه من معركة كدرلعومر مع ملكي صادق وقدم ذبيحة خبز وخمر .. ﴿ وشرع سليمان في بناء بيت الرب في أورشليم في جبل المريا حيث تراءى لداود أبيه ﴾ ( 2أخ 3 : 1) .. هكذا يقول أنا أُهيئ جبل لي لأقدم ذبيحتي المقبولة المرضية .. أُهيئ قلبك وأريك عليه أروع المشاهد مشهد ملكي صادق ومشهد ذبح إسحق ومشهد الهيكل لترى مشهد ذبح المسيح . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

ابونا ابراهيم كرمز للمسيح ج2

إبراهيم يقع في سُبات ورعبة عظيمة : ================================================= أبونا إبراهيم وقع عليه سُبات وكان الله قال له سأقيم معك معاهدة لذلك طلب منه أن يأتي بكبش وعجل وعنزة ويمامة وحمامة ويشق الحيوانات وكان أبونا إبراهيم يزجر الجوارح التي نزلت على الحيوانات المشقوقة لكن أبونا إبراهيم كان يزجرها وهذا رمز للراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف . (أ) السُبات رمز لتسليم الروح : ==================================== ظل أبونا إبراهيم يزجر الجوارح حتى الغروب وتعب ووقع ونام .. ما معنى يقع ينام ؟ ﴿ ولما صارت الشمس إلى المغيب وقع على أبرام سُبات ﴾ .. الشمس غابت وإبراهيم نام هذه إشارة للحظة تسليم الروح على الصليب .. ﴿ وإذا رعبة مظلمة عظيمة واقعة عليه ﴾ (تك 15 : 12) .. عندئذٍ أفاق أبونا إبراهيم من سُباته ورأى ﴿ وإذا تنور دخان ومصباح نارٍ يجوز بين تلك القطع ﴾ ( تك 15 : 17) .. حدث سُبات أي موت صغير .. فقد وعي .. إغماء أي موت صغير .. رعبة مظلمة عظيمة واقعة عليه وكأنه يصف مشهد صلب المسيح .. ﴿ ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة ﴾ ( مت 27 : 45 ) . (ب) الدفن : ============ ﴿ وأما أنت فتمضي إلى آبائك بسلامٍ وتُدفن بشيبة صالحة ﴾ ( تك 15 : 15) .. هذا مشهد الفداء .. مشهد تحطيم مملكة العدو وانتصار المسيح على الموت وقهر الموت .. إبراهيم وقع عليه سُبات ورعبة عظيمة .. قيل أنه رأى المستقبل وأنه سيكون أمة عظيمة – إذاً نشكرك يارب – لكن بعد ذلك قيل له أن هذه الأمة ستُستعبد في أرض مصر ربعمائة سنة .. تخيل عندما يعرف شخص مستقبل أولاده أنهم سيذلوا ويُستعبدوا ثم يتحرروا .. يقول الآباء من حكمة الله أنه لا يُرينا المستقبل لأنه بالتأكيد هناك أحداث صعبة سنمر بها وبالتالي سنخاف إن عرفناها .. لكن عندما تأتي الشدة ويعطينا الله نعمة تسندنا فيها وتمر ثم تأتي شدة أخرى ويرسل الله نعمة تسندنا سنتحمل لكن أن نرى شدائد حياتنا دفعة واحدة فهذا صعب جداً .. لذلك نشكره أنه يجعلنا نحيا اليوم ونفرح اليوم لكن إن عرفنا أنه ستأتي شدة بعد عشرة سنوات سنعيش في خوف عشر سنوات . (ج) الظلمة رمز لإختفاء شمس البر عن الأرض : ========================================================== أبونا إبراهيم وقع عليه رعبة وظلمة وسُبات ونتيجتهم مصالحة .. ﴿ ثم غابت الشمس فصارت العتمة ﴾ ( تك 15 : 17) .. الشمس هي رئيس الحياة .. هذه فترة إختفاء المسيح بالجسد في القبر .. فترة لم يحتملها التلاميذ وخافوا وأغلقوا أبواب العلية عليهم . (ء) تنور الدخان ومصباح النار : ===================================== ثم ﴿ وإذا تنور دخان ومصباح نارٍ يجوز بين تلك القطع ﴾ هذه هي القيامة .. لأن من علامات المعاهدة قديماً أن يمر المتعاهدين ممسكين بأيدي بعضهما البعض وسط الحيوانات المشقوقة ليعلنوا أنه إن خالف أحدهما المعاهدة يشقه الله من وسطه مثل هذه الحيوانات المشقوقة وهذه العبارة قالها ربنا يسوع عن العبد البطال لأنه خائن .. لم تستمر الظلمة بل صار عمود تنور دخان ومصباح نار .. النار والدخان رمزان للحضور الإلهي لأن هذا التشبيه الإلهي يستطيع البشر أن يحتمله .. الدخان كثيف والنار مرعبة وكما قال الكتاب ﴿ إلهنا نار آكلة ﴾ ( عب 12 : 29 ) . عندما تحدث المعاهدة كان يجب أن يمر أبونا إبراهيم وسط الحيوانات المشقوقة .. لكن مع من ؟ هل مع كدرلعومر ؟ الله يقول لا .. معي أنا .. بل سأمر وحدي لأن عهدي يتوقف على بري وصلاحي أنا .. لأني أنا أمين ولن أجعل أمانتي تتوقف عليك يا إبراهيم لذلك سأمر وحدي .. صليبي عهد يرفع كل شخص والذي يخون سيظل عهدي معه .. عهدي مع كل خاطئ مهما خان وستظل ذراعاي مفتوحتان لكل البشر .. إذاً عهدي مع الله يتوقف على صلاح الله وليس على بري أنا .. الله يقول سأجوز وحدي في الوسط .. تنور دخان .. الدخان والنار تبدد الظلمة هكذا حلول ربنا يسوع يبطل الخطية .. والحيوانات المشقوقة رمز للكنيسة والمسيح يحل في وسطها .. هذا أيضاً رمز لما حدث مع التلاميذ في العلية حيث جاء المسيح وسطهم والأبواب مغلقة . الفداء له شقان شق رعبة وظلمة وشق نار ودخان .. العتمة والظلمة خطوة رئيسية لظهور التنور والدخان .. الموت والقيامة متعاقبان والإثنان يخدمان خدمة الفداء .. ﴿ الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا ﴾ ( رو 4 : 25 ) .. عجباً يا الله الذي صنعت خلاص وسط الأرض كلها عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب لذلك تصرخ كل الأمم المجد لك يارب .. أنت تريد إقامة عهد معنا عهد به دم .. مشاهد قد تبدو غامضة لأنها تحققت في المسيح .. رعبة .. ظلمة .. سُبات .. غياب الشمس .. كل هذا بدون وضع الصليب أمامي سيصير الأمر غامض .. إن لم أضع الصليب أمامي سأقول يؤجل فهمها لأنها إشارة للخلاص . 7/ شفاعة إبراهيم : ====================== قال الله ﴿ هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله ﴾ ( تك 18 : 17) .. لن أفهم هذه العبارة إلا في المسيح يسوع .. نعم إبراهيم هو حبيب الله وخليله لكن لن أفهمها إلا في المسيح يسوع .. هذه تشير لمعرفة الإبن لكل شئ .. الآب في الإبن والإبن في الآب والإثنان مشيئة واحدة .. الله يريد أن يستشير أبونا إبراهيم .. نعم هي قصة حقيقية لكن عبارة ﴿ هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله ﴾ تشير للإبن المسيح .. جيد أن نتشفع بأبينا إبراهيم ونقول له ﴿ من أجل إبراهيم حبيبك ﴾ .. الله أعلن لأبينا إبراهيم ﴿ إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جداً ﴾ ( تك 18 : 20 ) .. أبونا إبراهيم قال لله لن أخالف رأيك .. قال الله سأرسل ملاكين لأحرق المدينة .. لكن لوط في المدينة .. ترك لوط إبراهيم ولم نسمع عنه إلا في معركة كدرلعومر عندما سُبيَ وفي سدوم وعمورة .. وكان الأمر قد مر عليه عشرون عام ولوط قاطع العلاقة مع أبينا إبراهيم ولم يشكره على ما فعله معه .. يبدو أن الأمر كان فيه مشكلة .. كان لوط وأسرته في سدوم وعمورة وتشفع إبراهيم عنهم لله .. هنا يعلن أن شفاعة المسيح لا تتوقف على برنا بل على صلاحه هو . أبونا إبراهيم يقول لله ﴿ أديان كل الأرض لا يصنع عدلاً ﴾ ( تك 18 : 25 ) – دالة – يقول له إن كان في المدينة خمسون شخص بار .. ولم يجد .. جادل مع الله لو كان بها خمسة وأربعون بار .. أربعون بار .. حتى وصل العدد إلى خمسة أبرار .. أبونا إبراهيم جادل مع الله ستة مرات – شفاعة – إن كانت شفاعة أبونا إبراهيم إلى هذه الدرجة إذاً لنفرح لأن شفاعة الإبن كم تكون ؟!! إن كان الله يوافق أبونا إبراهيم فكم تكون شفاعة المسيح الإبن ؟!! جيد أبونا إبراهيم عندما يقول لله ﴿ إني قد شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد ﴾ ( تك 18 : 27 ) .. جيد أن تتكلم مع الله بهذه الآية .. أفضل شئ يعطي الإنسان دالة عند الله هو الإنسحاق الخارج من أعماق الإنسان .. أُسجد له وقل له أنا تراب ورماد .. داود النبي يحنن قلب الله ويقول له ﴿ أعمال يديك يارب لا تتركها ﴾ ( مز 137 – من مزامير النوم ) .. أنا عملك لا تتركني . أبونا إبراهيم يستمر في شفاعته حتى يصل العدد إلى عشرة أبرار والله يسمع له لكن لم يكن هناك عشرة أبرار .. إن كانت شفاعة أبينا إبراهيم التوسلية مقبولة أمام الله فكم تكون شفاعة الإبن يسوع الكفارية ؟!! ربنا يسوع شفاعته قوية لأنه مساوي للآب ومحبوب ويتشفع بدم نفسه يشفع كل حين عنا .. شفاعة دائمة وليست مؤقتة مثل شفاعة إبراهيم بل شفاعة بروح أزلي .. الله قبل شفاعة إبراهيم حتى أنه وصل إلى عشرة أبرار .. بينما شفاعة ربنا يسوع عن كل البشر .. ﴿ إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً ﴾ ( 1يو 2 : 1 – 2 ) .. صالحنا لنفسه .. وحد .. شفاعة أبينا إبراهيم في سدوم وعمورة كانت مقبولة والله سمع له لكن لم يجد العشرة أبرار .. بينما شفاعة الإبن يسوع لدى الآب أقوى ومقبولة فتمسك به وبشفاعته ومادمت أنت داخله لن يقدر أحد أن يفصلك عنه . في أحد المرات كنت لدى سيدنا البابا لأنال بركته وكان الزحام شديد وكان هناك سيدة مريضة بمرض خطير وتريد نوال بركته هي أيضاً لكن كان لابد من تصريح للدخول وعندما رأتني تمسكت بي جداً لتدخل معي وكأننا واحد وهي جزء مني .. وبالفعل حاولت حتى دخلنا وأخذنا بركته معاً .. هكذا تمسك بالمسيح جداً وكن جزء منه لتضمن أن تدخل معه وكأنكما واحد .. ﴿ يثبت فيَّ وأنا فيه ﴾ ( يو 6 : 56 ) .. وعندما تقف أمام الآب ليس لك دالة أو بر ولكن وأنت داخل إبنه تأخذ كل ثقتة وقبوله أمام الآب .. تمسك بالإسم الحلو المملوء مجد الجوهرة كثيرة الثمن .. لنا شفيع . 8/ شفاعة لأبيمالك لصلاة إبراهيم : ======================================== بعد كل هذا نجد إبراهيم ولأنه بشر نزل جرار وكذب وقال عن سارة أنها أخته لأن أبيمالك أراد أن يأخذها .. وأبيمالك ليس هو إسمه وإنما لقبه مثل * فرعون * – لقب – وقال الله لأبيمالك لا تقترب إلى سارة .. وصلى أبونا إبراهيم عن أبيمالك وزوجته وجواريه .. ﴿ لأن الرب كان قد أغلق كل رحمٍ لبيت أبيمالك بسبب سارة إمرأة إبراهيم ﴾ ( تك 20 : 18) .. تمسك بشفاعة ربنا يسوع فتُشفى ولن تُخزى .. يصلي لك فتشفى ولترى معجزات المسيح .. ﴿ المحتاجون إلى الشفاء شفاهم ﴾ ( لو 9 : 11) .. كل من لمسه شُفيَ . 9/ ملء الزمان : ================== أيضاً الوعد الذي أعطاه له بالنسل .. الله إفتقد إبراهيم وعمره مائة سنة .. والمائة رمز للملء والنهاية لأن بعد رقم مائة نجد مائة وواحد مائة وإثنان و ..... أي نحتفظ برقم المائة وتظل معنا .. حتى عند رقم المائتان وما بعدها نجد أننا نحتفظ فيها بالمائة لأن المائتان مضاعف للمائة فتقول مائتان وواحد مائتان وإثنان و ...... المائة سنة هي ملء الزمان .. يارب كان يمكنك أن تعطيه النسل قبل المائة سنة بكثير .. يقول نعم لكني إنتظرت ملء الزمان .. هذا هو ملء الزمان الذي أرسل فيه إبنه مولود من إمرأة .. ظل يعد لمجيئه حتى أتى في ملء الزمان هذا هو الملء أي الإعداد لمجيئه .. ﴿ وكان إبراهيم إبن مئة سنة حين وُلد له إسحق إبنه ﴾ ( تك 21 : 5 ) .. ملء الزمان الذي أعد الله فيه ملء التاريخ وملء الزمان ليأتي إسحق .. هكذا ملء الزمان والتاريخ ليأتي ربنا يسوع أعده الله بالوعود والنبوات واللغة والأحداث والرموز و ....... ليأتي المسيح . 10/ الطاعة الباذلة : ======================= قال الله لأبينا إبراهيم ﴿ خذ إبنك وحيدك الذي تحبه إسحق واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة ﴾ ( تك 22 : 2 ) .. هذه إشارة لتقدمة الآب للإبن إبنه الوحيد حبيبه محرقة .. أي يحرق للنهاية .. الآب جعل الإبن يتألم للنهاية حتى تسليم الروح أي محرقة أي يحرق للنهاية وربنا يسوع إجتاز ألم وألم و ...... والآب يقدم الذبيحة .. أبونا إبراهيم كان يعلم ماذا سيفعل في إسحق لذلك أبونا إبراهيم يظهر فيه ربنا يسوع بقوة ولذلك قال له ﴿ وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض ﴾ ( تك 12 : 3 ) .. يبارك فيك وفي نسلك .. نسله يبارك الشعوب .. أي المسيح .. زكريا الكاهن أدركها بالروح وقال ﴿ ويذكر عهده المقدس القَسَم الذي حلف لإبراهيم أبينا ﴾ .. أي الأمر أتى من فوق قَسَمُه لإبراهيم .. ﴿ ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس القَسَم الذي حلف لإبراهيم أبينا ﴾ ( لو 1 : 72 – 73 ) يذكره بالوعد . معلمنا بولس الرسول لا يترك هذا الأمر بل يعلن لليهود أن البركة ليست لأهل الختان فقط .. أهل الختان يقولون أن إبراهيم هو أبونا نحن فقط لكن معلمنا بولس بمهارة يقول لهم هل أخذ إبراهيم الوعد بالبركة قبل الختان أم بعده ؟ قالوا قبل الختان .. إذاً البركة لنسل كل الأمم وليس لليهود فقط .. لأنه إن كان الأمر هو بركة جسد فكان بالأولى أن يأخذها إسماعيل لأنه إبن لإبراهيم أيضاً بالجسد ولكن لأنها بركة روح فكانت لإبن الوعد إسحق وليس لكل أولاد إبراهيم .. إذاً ليس كل أولاد إبراهيم هم أولاده .. ﴿ لا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعاً أولاد ﴾ ( رو 9 : 7 ) .. ﴿ لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم ﴾ ( يو 8 : 39 ) .. شخصية أبينا إبراهيم شخصية غنية ومفرحة .. أدخل داخلها وخذ نصيبك منها للإشتراك في بركته لأنك نسله بالحق . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

ابونا ابراهيم كرمز للمسيح ج1

شخص ربنا يسوع مرسوم في الكتاب عبر الأحداث والشخصيات والرموز وهذه من الأساليب الرائعة لدراسة الكتاب المقدس .. تدرس الشخصية لتجد المسيح داخلها .. أي لو درست الشخصيات فهذا مجال دراسة لكن لكي ترى ربنا يسوع داخلها فهذا مجال آخر .. أول شخصية نبدأ بها دراستنا أبونا إبراهيم . أبونا إبراهيم شخصية محبوبة لدى كل البشر .. كلنا نعلم مكانه أبونا إبراهيم عند اليهود ومكانته عند إخوتنا المسلمين ومكانته عندنا نحن المسيحيون .. شخصية محبوبة من الكل .. ربنا يسوع تكلم عن أبينا إبراهيم وقال ﴿ أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي ﴾ ( يو 8 : 56 ) .. والكتاب المقدس لكي يقرب شخصية ربنا يسوع لليهود قصد معلمنا متى الرسول أن يأتي بنسب المسيح من نسل أبونا إبراهيم ليقول لهم أن المسيح ليس بغريب عنكم هو أيضاً إبن لإبراهيم .. أبونا إبراهيم شخصية متعددة الجوانب حتى أنه قيل عنه ﴿ خليل الله ﴾ ( يع 2 : 23 ) أي صديق لله .. وكُتب عنه أن الله كان يتكلم مع إبراهيم كمن يكلم صاحبه – شئ جميل – .. تخيل أن إبراهيم صديق لله !! هل إلى هذه الدرجة ؟ هل وصل الود بين الله وإبراهيم إلى هذا الحد أن الله يقول سأفعل شئ لا أستطيع أن أخفيه عنك ؟ .. حتى أن الكنيسة تتكلم عن أبينا إبراهيم وتقول ﴿ من أجل إبراهيم حبيبك وإسحق عبدك وإسرائيل قديسك ﴾ .. إختارت لإبراهيم لقب * حبيبك * فهو حبيب الله لبره ولتقواه . لذلك من أعظم شخصيات الكتاب على الإطلاق بل وعلى مستوى التاريخ كله أبونا إبراهيم قيل عنه ﴿ إبراهيم خليلي ﴾ ( أش 41 : 8 ) .. * خليل * تعني * المختار * .. علاقة قوية جداً أن الله أحبه واختاره وصادقه ولا يُخفي عنه شئ بل ويخبره بكل ما في داخله .. يهوشافاط الملك عندما كان في أزمة قال لله من أجل إبراهيم خليلك ( 2أخ 20 : 7 ) .. إذاً شفاعة أبونا إبراهيم قوية عند الله .. لذلك الكنيسة في أواخر السنة يوم 28 مسرى تقيم تذكار للآباء البطاركة إبراهيم وإسحق ويعقوب .. وعندما ينتقل شخص تقول الكنيسة أنه ذهب إلى حضن إبراهيم وإسحق ويعقوب .. أيضاً في مثل الغني ولعازر يقول ﴿ حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم ﴾ ( لو 16 : 22 ) .. وكأن إبراهيم هو رمز للتقوى وكل من يحيا البر والتقوى يكون مكانه بجوار أبونا إبراهيم . جيد أن نتأمل في شخصية أبونا إبراهيم حتى أنه في سفر أشعياء يقول ﴿ أنظروا إلى الصخر الذي منه قطعتم ..... أنظروا إلى إبراهيم أبيكم ﴾ ( أش 51 : 1 – 2 ) .. كأن الله يقول أريدك أن تنظر إلى أبيكم إبراهيم كثيراً .. الله يريدنا أن نتأمل في شخصية إبراهيم لذلك دُعي أب لجميع المؤمنين .. وقال له ﴿ بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض ﴾ ( أع 3 : 25 ) . هناك نقاط كثيرة في حياة أبينا إبراهيم : ============================================== 1/ الترك والإخلاء : ====================== في سفر التكوين 12 ﴿ وقال الرب لأبرام إذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك ....... فذهب أبرام كما قال له الرب ...... فأتوا إلى أرض كنعان ﴾ ( تك 12 : 1 – 5 ) .. أترك أرضك وعشيرتك .. إبراهيم ترك أرضه وبيته وتغرب في أرض كنعان .. هذا رمز لربنا يسوع في حالة الإخلاء والترك أنه ترك السماء ونزل إلى الأرض .. الله الآب قال ليسوع أترك السماء وانزل إلى الأرض .. لماذا ؟ لكي تفتقد الإنسان .. فترك مجد السماء وأخلى ذاته آخذاً شكل عبد .. فكان ترك أبونا إبراهيم أول إشارة للمسيح في تركه عندما جاء ووُلِد في أرض يهوذا في أرض كنعان التي تغرب فيها أبونا إبراهيم . علامات سرية في الكتاب في الأسماء والمدن والأماكن والطبائع .. هنا يقول له إذهب إلى كنعان لذلك في رسالة فيلبي يقول له ﴿ الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس ﴾ ( في 2 : 6 – 7 ) .. مبدأ الإخلاء .. أبونا إبراهيم في تركه لأهله وبلده وعشيرته ومجده كان صورة لإخلاء ربنا يسوع لمجده السماوي وظهوره في شكل عبد . جاء ربنا يسوع لا يجد أين يسند رأسه وأبونا إبراهيم عاش وسط العالم كغريب .. أبونا إبراهيم عاش في العالم كغريب ليس له أين يسند رأسه وكلنا نعلم أن أبونا إبراهيم لم يكن له مكان يعيش فيه بل كان يعيش في خيام .. لماذا لم يكن لك بيت يا أبونا إبراهيم وأنت لك كل هذا الغنى والغنم و ...... ؟ يقول لأني أنتقل من مكان لمكان .. نقول له أنت غني إتخذ لك بيت في كل مكان تذهب إليه .. يقول لك أنت لا تعلم أنا بالحقيقة أحقق رمز لشئ لا أعرفه وهو أن أحيا غريب لا أجد أين أسند رأسي .. أي أبونا إبراهيم يقول لك أنا أحقق حياة المسيح على الأرض لأنه يوجد تطابق بيني وبين المسيح .. وأنا أتيت لتفهم أنه من الممكن أن يوجد إنسان غني لكنه لا يجد أين يسند رأسه ولا يجد مكان يعيش فيه .. من هذا ؟ هذا هو المسيح الذي أتى من سماه وترك مجد الآب وعاش في العالم كغريب وفقير لا يجد أين يسند رأسه .. أبونا إبراهيم حقق صورة المسيح الذي أتى في الجسد .. أول نقطة تراها بين أبونا إبراهيم وربنا يسوع المسيح هي الترك والإخلاء والغربة .. ليس له أين يسند رأسه .. يترك أرضه وعشيرته ويتغرب .. يحقق صورة المسيح في شخصه . 2/ النزول إلى مصر : ======================== ﴿ وحدث جوع في الأرض فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك ﴾ ( تك 12 : 10) .. هذا يذكرنا بهروب المسيح لأرض مصر .. الجوع الذي كان يحدث في الأرض كان يحصد موتى .. ليس مجرد أناس جوعى بل أناس تموت .. فإنحدر لمصر إشارة لربنا يسوع الذي كان في خطر موت يحيط به فهرب لأرض مصر .. ﴿ لأن الجوع في الأرض كان شديداً ﴾ .. نزول إبراهيم لأرض مصر ليتغرب هناك إشارة لنزول المسيح لأرض مصر وهروبه من وجه هيرودس الذي كان مزمع أن يطلب نفسه .. حياة الأنبياء ورموز الكتاب المقدس وأحداث الكتاب لا تتكلم عن نفسها بل عن شخص المسيح .. ونحن نقرأ قصة الحية النحاسية نجد أنها لا تتكلم عن نفسها بل تتكلم عن المسيح . موسى النبي عندما رفع يديه غلب عماليق .. كان بذلك لا يتحدث عن نفسه بل كان يتكلم عن المسيح له المجد .. الحدث نفسه غير مفهوم لكن القصد منه واضح لو فهمت أنه الصليب الذي يعطي نصرة ستفهمه .. لذلك نزول أبونا إبراهيم إلى مصر الحدث نفسه غير مفهوم لكن لو سألته يقول لك إني مقاد بالروح القدس أنا سالك بالروح وأحقق المسيح في حياتي .. المسيح مرسوم منذ قبل تأسيس العالم والآن أمهد ذهنك للمسيح كما قال يوحنا المعمدان ﴿ من له العروس فهو العريس ﴾ .. قالها على لسان كل الأنبياء .. ﴿ وأما صديق العريس ﴾ ( يو 3 : 29 ) .. إذاً لدينا الآن ثلاثة شخصيات عريس وعروس وصديق العريس .. العريس هو المسيح والعروس هي نحن وصديق العريس هم الأنبياء .. الأنبياء كل عملهم ليس أن يظهروا بل أن يفرحوا بالعريس والعروس . عمل أبونا إبراهيم أن يقربنا لله .. عمله أن يحقق المسيح في نفسه .. عمله أن يجعلنا نعرف كيف نتمتع بالمسيح ونحن بعد في الجسد .. العجيب أن أبونا إبراهيم عندما نزل إلى مصر كان معه عائلتة سارة زوجة ولوط إبن أخيه .. وهم معاً صورة للعائلة المقدسة يوسف البار والعذراء مريم وسالومي وكأن ربنا يسوع يقول أن الطفل يسوع والعذراء مريم ويوسف البار وسالومي الذين كانوا في الرحلة إلى أرض مصر كان يرمز لهم أبونا إبراهيم وسارة ولوط في هروبهم إلى مصر .. إتفق مع فكر الإنجيل . 3/ إبراهيم ينتصر على كدرلعومر : ======================================== أبونا إبراهيم كان متغرب وانفصل عنه لوط وكان هناك ملك إسمه كدرلعومر ملك ظالم عمله أن يستولى على الأمم .. عمله أن يسبي .. عمله أن يأخذ جزية .. فكان يأخذ جزية من كل البلدان المحيطة به .. فإتفقت هذه البلدان المحيطة على محاربة كدرلعومر حتى لا يأخذ منهم جزية فحاربوه لكنه للأسف إنتصر وسباهم وكسرهم .. أبونا إبراهيم عرف أن لوط إبن أخيه كان من ضمن السبايا فأخذ معه 318 من أفضل غلمانه وحارب كدرلعومر لكي يرد لوط ومن له ليس فقط لوط بل وكل المسبيين . ﴿ فلما سمع أبرام أن أخاه سُبي جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاث مائة وثمانية عشر وتبعهم إلى دان وانقسم عليهم ليلاً هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التي عن شمال دمشق واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطاً أخاه أيضاً وأملاكه والنساء أيضاً والشعب ﴾ ( تك 14 : 14 – 16) .. كدرلعومر يمثل الشيطان الذي سبى أولاد الله وأذلهم وفرض عليهم الجزية وجعلهم يعيشون بدون كرامة وأخذ أملاكهم .. رمز لعدو الخير الذي عمله أن يأخذ منا السلام والقداسة والطهارة والبر ويفقدنا عشرتنا مع الله .. عمله أن يأخذ منا ضريبة بدون وجه حق فأعطيه وقت ومشاعر و ...... حتى أنه لا يريد أن يأخذ إلا عمري وهذه ضريبة بدون وجه حق .. يسبيني نفسياً وأدبياً وجسمانياً .. هو كدرلعومر عدو شرس بطال .. ما هو حقه ؟ ليس له أي حق .. ما حق عدو الخير فينا ؟ ليس له أي حق .. مجرد سيطرة .. إذاً ؟ يقول الله لا تخف سأردك .. الله هو الذي يردك لكن هنا يحققه أبونا إبراهيم .. ﴿ انقسم عليهم ليلاً هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التي عن شمال دمشق واسترجع كل الأملاك ﴾ .. من الذي إسترجع كل الأملاك ؟ هو يسوع . حارب كدرلعومر وكانت معركة محسومة وانتصر على عدو الخير ورد أبانا آدم وبنيه إلى الفردوس وأخذ الأملاك .. أخذ كل ما قد سباه وتحدى الموت وكما أخذ كدرلعومر لوط وزوجته وأولاده وكل ممتلكاته وأبونا إبراهيم رده هو وكل ماله .. في الصليب أيضاً نزل ربنا يسوع إلى الجحيم وسبى سبياً وأعطى عطايا وأعاد السبايا .. تعالوا كل شخص فُقد منه شئ سأرده له .. كل إنسان إستعاد كرامته .. الإنسان الذي طُرد من حضرة الله رجع إلى الفردوس .. الإنسان الذي سُلبت كرامته الأولى أعادها الله له وجعله مع الملائكة جعله يسبح ويمجد .. أدخله إلى الفردوس مرة أخرى .. ﴿ صعد إلى العلاء سبى سبياً وأعطى الناس عطايا ﴾ ( أف 4 : 8 ) . معركة كدرلعومر ورد السبي ورد الأملاك كانت إشارة واضحة لمعركة الصليب بين ربنا يسوع والشيطان التي فيها إسترد ربنا يسوع المسبيين والتي فيها يسوع جرد الرياسات والسلاطين وأظهرهم ظافراً بالصليب .. قال لكدرلعومر ليس لك حق في أولادي لماذا تأخذهم أنا سأردهم وآخذهم .. ما حقك فيهم ؟ هم أولادي وقد دُعي إسمي عليهم .. لكن كدرلعومر محترف حرب وظالم ألا تخاف منه يا أبونا إبراهيم ؟ يقول كيف أخاف منه ؟!! تقول له لكنك يا أبونا إبراهيم ليس لك أدوات حرب .. يقول لا كيف تقول ذلك ؟ أنا معي أدوات حرب لكن ليست كأدواته . ربنا يسوع تسأله كيف ستحارب الشيطان وهو محترف حرب ؟ يقول سأحاربه على الصليب .. الشيطان لا يحتمل الإتضاع ولا يحتمل من يحتمل الإهانات بفرح .. لا يحتمل الإنسان الذي يحب أعدائه سأغلبه بكل ذلك .. سأغلبه بأسلحة مختلفة عن التي في أذهانكم .. أبونا إبراهيم حارب كدرلعومر دون أن يحسب حسابات نفقة لأنه كان واثق من الإنتصار .. ﴿ تبعهم إلى دان وانقسم عليهم ليلاً هو وعبيده ﴾ .. عندما رد أبونا إبراهيم الأملاك أخذ كل شئ أي إنتصر على كدرلعومر بطريقة جعلته لا يأخذ أي شئ من إبراهيم .. ما هذا ؟ هذه عظمة الإنتصار .. عندما رد الأملاك من كدرلعومر من ضمن الناس الذين رد أملاكهم ملك سدوم . 4/ إبراهيم يرفض الأملاك : =============================== أراد ملك سدوم أن يرد الجميل لإبراهيم فقال له لك كل الأملاك أنت خلصتني من السبي وخلصت الرجال مع النساء والأطفال لذلك لك كل الذهب والأملاك .. لكن أبونا إبراهيم رفض وقال له في تك 14 ﴿ رفعت يدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض لا آخذن لا خيطاً ولا شراك نعلٍ ولا من كل ما هو لك ﴾ ( 22 – 23 ) .. * شراك نعل * هو الخيط الذي يخاط به الحذاء .. حتى الخيط لن آخذه .. قديماً كانوا يحاربون من أجل الغنائم كما كان عماليق محترفي حرب لكي يعيش على الغنائم .. لكن إبراهيم لم يأخذ شئ فقد كان ملك سدوم يتخيل أنه محترف حرب لكن إبراهيم لم يكن كذلك . لماذا يا أبونا إبراهيم لم تأخذ شئ ؟ يقول ﴿ فلا تقول أنا أغنيت أبرام ﴾ ( تك 14 : 23 ) .. هنا أبونا إبراهيم رمز للمسيح الذي يقول مملكتي ليست من هذا العالم .. أنا سأولد في مذود .. نقول له لماذا يارب لتدخل بيت قيصر ؟ يقول لا لن يكون لي بيت ولا حتى أين أسند رأسي ولا قوت يوم واحد .. كان يقطف السنابل ليأكل أو يقطف تين عندما يجوع .. ولا شراك نعل .. ﴿ مجداً من الناس لست أقبل ﴾ ( يو 5 : 41 ) .. ﴿ مملكتي ليست من هذا العالم ﴾ ( يو 18 : 36 ) .. سأُصلب عُريان لكي تعلم إني سأصلب العالم من أجلك .. كلما أحب الإنسان الله عرف كيف يغلب من داخله .. أبونا إبراهيم غلب من داخله غلب المقتنيات .. أمامه أمور مغرية ذهب وفضة وأملاك لكنه شخص غالب حقق رمز للمسيح الذي أتى للعالم لكنه ليس من هذا العالم .. أتى ليعيش فترة ومتى إرتفع يجذب إليه الجميع .. أبونا إبراهيم أعطانا نموذج وصورة لعدم محبة القنية والفقر والغلبة كما كان المسيح له المجد . يقول القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ هو وخاصته لم يكن له قوت يوم واحد أما نحن فنطلب رزق لسنين عديدة .. هو لم يكن له أين يسند رأسه أما نحن فنطلب مجالس مزينة ﴾ .. أبونا إبراهيم كان غريب في كل مكان .. تخيل شكل أبونا إبراهيم ولغته وملابسه وعُملاته .. نحن ملامحنا تظهر موطننا أي بلد هو هكذا الملامح والزي والشكل واللغة والعملات تعلن دائماً أن أبونا إبراهيم شخص غريب عن كل مكان عاش فيه وبذلك حقق مبدأ مهم جداً أن العالم ليس له .. الله إختاره دون قبائل الأرض كلها ليصنع معه عهد لأنه وجد فيه صفات يريدها الله .. كان العالم يعيش في ظلمة وظلام والله أضاء أبونا إبراهيم شمعة وسط هذه الظلمة .. هو بداية النسل المبارك ﴿ يتبارك في نسلك جميع أمم الأرض ﴾ ( تك 22 : 18) .. أنت تتحقق فيك شخص المسيح . 5/ إبراهيم يزجر الجوارح : =============================== عندما غلب أبونا إبراهيم في معركة كدرلعومر قلق هل سيصمت كدرلعومر أم يحاول أن يعاود الحرب مع أبينا إبراهيم ؟ تخيل أن كدرلعومر سيدبر حرب أخرى ضده فقلق لكن الله طمأنه وقال له ﴿ لا تخف يا أبرام أنا ترس لك ﴾ ( تك 15 : 1) .. الله يعلم ضعف البشر فأقام مع أبينا إبراهيم عهد .. قديماً كان من عادة الشعوب عندما تقيم عهد بينها أن يأتوا بحيوانات تُشق في وسطها مثلاً خروف .. ماعز .. عجل تُشق هذه الحيوانات ويمر وسطها المتعاهدين عهد سلام أبدي من يخونه يُشق من الوسط .. فمنظر الشق والدم يجعل الخيانة بعيدة .. الله قال لأبينا إبراهيم هات عِجلة ثلثية وكبش ثلثية وعنزة ثلثية ويمامة وحمامة تشق الكل من الوسط ماعدا الحمامة واليمامة .. اليمامة والحمامة رمز للشخص الروحاني لأنه شخص لا ينقسم بينما العِجلة والكبش والعنزة رمز للشخص الجسداني المنقسم على ذاته .. أبونا إبراهيم شق الحيوانات من الوسط وانتظر الطرف الآخر للمعاهدة الذي سيمر معه وسط الحيوانات المشقوقة وهو لا يعرفه هل هو كدرلعومر ؟ كيف وهو شخص لا يحبني ولا أحبه ؟ تُرى من يكون ؟ بالطبع الحيوانات المشقوقة تنزف وأتت الجوارح تحوم حولها لتأكلها فظل أبونا إبراهيم يزجر الجوارح حتى تعب ونام . زجر الجوارح .. الجوارح رمز لعدو الخير والحيوانات المشقوقة والطيور رمز للإنسان الجسداني واليوناني المعرضين لحرب عدو الخير الذي يريد أن يجعل النفس لا تشعر بإطمئنان ولا يريد المعاهدة مع الله تتم كما قال الله لقايين ستعيش خائف .. أبونا إبراهيم لا يستطيع أن يتمم المعاهدة وحده فكان يزجر الجوارح الصعبة التي تريد أن تأكل الحيوانات .. إبراهيم رمز لربنا يسوع الذي يريد أن يدخل في معاهدة مع الإنسان لكن عدو الخير يهيج على الإنسان والرب يزجره .. ﴿ أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف ﴾ ( يو 10 : 11) .. يبذل نفسه عنها ويزجرها .. الأجير يرى الذئب فيترك الخراف ويهرب .. كان يمكن لإبراهيم أن يترك الجوارح تأكل الحيوانات .. لا .. لأنه ليس أجير لذلك كان يزجر الجوارح . ربنا يسوع لما تكلم عن مثل الإستعداد قال عندما تأخر السيد عن الخادم صار الخادم يأكل ويشرب ويسكر وجاء سيده جعل نصيبه مع عديمي الإيمان ويشقه من وسطه .. هذه فكرة من ينقض العهد يُشق من وسطه بينما الأمين الحكيم يقيمه سيده على ماله .. أبونا إبراهيم لما نزل لأرض مصر كان إشارة للمسيح ولما ترك أرضه وعشيرته كان إشارة للمسيح .. ولما غلب كدرلعومر كان رمز للمسيح ولما رفض الأملاك كان رمز للمسيح لأن مملكته ليست من هذا العالم . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل