العظات
دعوة للفرح الجمعة الثانية من شهر مسرى
باسم الأب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد آمين, فتحل علينا نعمته وبركته الآن و كل آوان و إللا دهر الدهور كلها آمين.
إنجيل هذا الصباح يا أحبائى يُكلمنا عن نعم "اراكم فتفرحون" الانسان عايش فى دائره من الافراح والاحزان وتجد الفرح مسلوب وتجد فيهم حزن ماالذى ياتى بالانسان بالحزن .القديس يوحنا ذهبى الفم قال اتركواالعبوس للاشرار من علامات السلامه مع الله هى الفرح لدرجه ان ربنا فى العهد القديم قال لا اراك الا فرحا عارف الذى ياتى وهو زعلان لا انا لااراك الا وانت فرحان تريد ان تتاكد من سلامه علاقه انسان مع الله مها كانت ضيقاته وتجاربه تجده فرحا .تعالوا نشوف اسباب الحزن عند الانسان , أكثر شئ يُسبب الحزن للإنسان هى الخطية , إنسان يعيش مغلوب , مقهور , حزين , لا يستطع أن يُحقق معنى حياته , فتجده من داخله مُمذق , الخطية هى مُحزنة و مألمة , فتجد الإنسان بداخله صراع و يعيش مغلوب و يعيش مهموم , لا يوجد حُزن تجده فى الإنسان مهما كان يتظاهر بأنواع الأفراح الكثيرة , إلا وتجده إنسان مهزوم من داخله و تجده حزين و تجده مُحبط و فاشل , 1)الخطية , هى أكثر الأشياء التى تُسبب حزن للإنسان . 2) الهموم, تجد الناس تعيش مهمومة , لماذا ؟ لأنهم دائما يُفكروا فى غدا و ما الذى سوف يفعلوه , و تجد علامات إستفهام على أشياء كثيرة , فتجد الإنسان يعيش مهموم, و هذا الهم يؤدى إلى الحُزن و عدم الفر ح , و إذا قلت له افرح , يقول لك , ما الذى أفرح لأجله ؟؟ فيقول لك أنا لدى و لدى و عندى وعندى..... فعنده مرض أو ضيقة أو مشكله أو إبن أو زوج أو زوجة ... , و عندما يُفكر فى بعض همومه , يجد عنده جدل و هذا الجدل يأخذه إلى أسفل , فيجعله يعيش مهموم و حزين و مكسور , و ماذا أيضا يُسبب للإنان الحُزن؟؟, أقول لك , أشياء كثيرة جدا تُسبب للإنسان الحُزن , و من أكثر الأشياء التى تُسبب للإنسان الحُزن أيضا إنه يشعُر إنه فاشل , إنه لم يُحقق الذى يأمل إنه يُحققه , فتجد الواحد ينظر إلى نفسه و ينظر إلى حياته و يقارن نفسه بأقاربه أو أحباؤه أو معارفه أو مُجرد أحد يكون يعرفه أو حتى واحد يسوق سيارة فخمة فى الشارع , و تجده يقوم يعمل مُقارنات و يأتى له إحساس من داخله , إنه لا يساوى شئ و عندما يِعر الإنسان إنه لا يُساوى شئ , يأتى له الفشل و الحزن , فأسباب الحزن كثيرة جدا , إن الإنسان يضع أمامه هدف و لا يُحققه , تجده حزين , أو إنه كان نفسه أن يقتنى شئ و لم يقتنيه تجده حزين أوإنسان إقتنى شئ و فُقد منه تجده حزين , إذا أشياء كثيرة جدا تجلب الحُزن للإنسان و لكن من إين يأتى الفرح فى وسط كل هذة الدائرة المُتعبة ؟؟ أقول لك بأمانة , إنك لا تجد أى فرح خارج عن المسيح , لأنك إذا أتيت لترى أسباب الحُزن تأتى لك الإجابة فورا , تجد إنه بالحق الهم , لا يوجد له حل إلا داخل لامسيح , و الفشل لا يوجد له حل إلا داخل المسيح , الخطية ليس لها حل إلا فى المسيح , إذا " أراكم فتفرحون" فإذا أردتنى أنت أن أفرح , فكيف أفرح , ليس من الممكن أن أفرح فى غياب المسيح. فالقديس مارإفرام رجل شاعر , مشاعره مُرهفة جدا فيشبه اللقاء مع الله " بأنه توجد أرملة , بنت صغيرة شابة , تزوجت ثم فقدت عريسها فى أيام , فبالتأكيد حُزنها سيكون حزن شديد جدا , فيقول عنها " ليس من فقدت عريس صِبلهل و التقت إلا و نست إنه كان لها ميتا " فما الذى جعلها تنسى إن لها ميتا , فنقول له " إن لقاءك يُزيل كل الأحزان " أريد أن أفرح لا يوجد فرح خارج المسيح . فإذا تقابلت معه تنسى همومك . أحبائى هُنك خطورة فى حياتنا إن هُناك مسيح نظرى فى حياتنا , هذا المسيح النظرى سوف لا يحل لى أمورى , سوف لا أشعر به أبدا , هذا المسيح النظرى من الممكن أن نكون سمعنا عنه أو قرأنا عنه أو من الممكن أن تكون رأيناه فىمواقف و لكن هُناك شئ يُسمى المسيح العملى , عندما نسمع مُعلمنا داود يقول " الذى يغفر جميع ذنوبك الذى يُشفى جميع أمراضِك الذى نجّا من الحُفرة حياتك " فمن هو المسيح الحى ؟؟ فإذا سألنا السامرية تقول لنا , هذا الذى قال لى كل ما فعلت و الذى شعرت معه إننى وُلدت من جديد , من هذا ؟؟ القديس يوحنا يقول لك :" الذى سمعناه و الذى رأيناه و الذى لمسته أيدينا " هُناك مسيح آخر غير المسيح النظرى , الذى نشعُر فى هذا المسيح النظرى إن كل المكان مُجرد كلام , فأقول لك لا , المسيح ليس كلام فقط , هو لم يأتى و ترك عرشه الإلهى و إقترب مننا جدا و شابهنا فى كل شئو أخذ جسدنا و أخذ لحمنا و عاش حياتنا و أكل من أكلنا و شرب من شُربنا و عاش نفس الطبيعة التى نحن نعيشها , حتى يظل يعيد عنا فى النهاية, لا المسيح عملى , المسيح تلامس مع حياتنا جدا و إقترب مننا جدا , فتقول لى إين الحل من كل هذا الحُزن ؟؟؟ أقول لك الحل فى المسيح , فإذا جلست معالمسيح كل يوم تشعر إن مشاكلك حُلت و رُفعت , فيأخذها هو و يقُدملك الحل و المسرة , يأخذ حُزنك فيُعطى لك فرحه " أراكم فتفرحون " جميل جدا إن الحُزن و اليأس الذى كان يُخالط التلاميذ و جالسين فى العُلية مُغلقة و لكن يقول لك , ففرح التلاميذ إذا رأوا الرب , فمتى يفرح الإنسان ؟؟ عندما يري المسيح , متى أتخلص من أحزانى الكثيرة و همومى الكثيرة , عندما أشعر إنه يُشاركنى فيها , و لكنه لا يُشاركنى فقط بل إنه يرفعها عنى و هو يُريد أن يجعل هذا الحُزن هو مصدر اللقاء و تتحول ضعفاتى هى مصادر قوة فى حياتى , فإنه لا يريد فقط منى أن أعيش فى الضعف و اتهزم و لكنه يريدأن يُحول كل ماكان يُضعفنى فى حياتى إلى قوة و يرييد أن يجعل الأشياء المُقلقة و المخيفة و المتعبة و التى تجعل الإنسان فى هم هى وسيلة لقاء و ساعتها يقول لنا " يتحول حزنكم إىل فرح" إذا حتى يبحث الإنسان عن إنه كيف ينبغى أن يفرح , يقول لك إياك تُفكر إنك تفرح إنك تأخذ يومين فى مكان آخر , فهذا يأتى بفرح نفسانى , و هذا الفرح النفسانى , يزول بزوال المؤثر و من الممكن أثناء وجودك فى مكان آخر تُغير جو , يأتى لك مُكالمة تليفون تُزعججك و تُتعبك , ففى أى مكان من الممكن أن تذهب إليه طالما المسيح ليس بموجود فإذا الهم موجود و الحُزن موجود و الفشل موجود . متى يفرح الإنسان ؟؟ فى لقاؤه , من إمتلكه شبعت كل رغباته , الذى أقتفى آثاره لم يضل قط , الذى رأى وجهه لا يحتمل أن يحيى بدون وجه السرور و السعادة , هذة هى الحياة , و لهذا أستطيع أن أقول لك , إن أردت أن تفرح , لا يوجد فرح خارج المسيح , نمى عشرتك معه ليس على مستوى المعرفة أو الكلام , راجع نفسك , ماذا يساوى المسيح فى حياتى؟؟ ما المفاعيل فى حياتى التى تثبت إننى أعرفه و إننى أتكلم معه و إننى أشعر بقوته و قدرته و غُفرانه و محبته و خلاصه و صلاحه فى حياتى أنا الخاصة , فعنما أشعر أنما بهذة المحبة و هذة القُدرة و هذا الصلاح و هذا الغفران . فلماذا أعيش فى هم؟ لماذا تخاف ؟؟ هو ضابط الكل هو معه مفاتيح الحياة و الموت , هو الذى يفتح و لا أحد يُغلق و يُغلق و لا أحد يفتح , فلماذا أخاف , إذا الإنسان الذى يعيش خارج دائرة المسيح أشياء كثيرة جدا تُقلقه و تحزنه , ليس مُجرد خبر , مجرد كلمة , فكيان الإنسان كله يُقلب , فإذا شئ ألمه فى رجله , كيانه يُقلب , إذا شئ فى معدته ألمه , تجده كيانه كله يُقلب و يذهب بالتفكير إلى بعيد و الذى يراه يجده و كأنه كبر 20 سنه . فنا كل هذا ؟؟ إنسان يعيش يتمسك بأمور أرضية و زمنية و لا ينظر إىل المسيح , فتجده الزمن يضحك عليه و العدو يلهو به و ضعف الجسد يغلبه و هموم الحياة تُخنقه , فكل هذا من إين يأتى؟؟ أتى من إنه يعيش خارج دائرة الإتكال و دائرة التسليم , فتجده لا يقتنى الفرح , " أراكم فتفرحون " إذا أردت أن تفرح إفرح بلقاؤم إياك أن تنام بدون إن تتقابل معه , تنام بهمك , تنام بهمك وتأخذه معك هذا لا ينفع , أنت من المفترض أن يكون لك وقفة صغيرة بالليل , تقول له " أبُث لديك ضيقى عند فناء روحى منى " أتكلم معه , أرى ضعفاتى فى هذا اليوم و أضعها عليه و هذا سبب الحُزن و الخطية , فالخطية عندما تبات بداخل الإنسان , يوم مع يوم مع يوم تتراكم و تعمل فى الإنسان طبقات عازلة , و لمن عندما أكشف نفسي أمامه كل يوم , أنا اليوم أحزنتك و أنااليوم أتت لى فكرة سيئة و أنا اليوم أهنت فُلان , أعطى لى يا رب توبة و نعمة و أقف نعه , وأشعر إن يومى إنتهى بسلام و أشعر إننى قادر أن أستقبل يوم جديد و أُكمل الحياة فى فرح و سلام و سرور , فالفرح يأتى من المسيح , فلا يوجد فرح خارج المسيح , مسكين الإنسان الذى يبحث عن الفرح فى تحقيق ذاته فى مجال معين أو من ملكية أو من كرامة , أبدا , فالذى ستأخذه اليوم سوف تجده غدا قدم و تجد غدا صعد الذى هو أحدث منه و تجد نفسك ذهقت , فهذة هى الحياة , الحياة يغلُب عليها الملل و الحياة يغلُب عليها القدم , الحياة يغلُب عليها الزمن , لكن الإنسان الذى يعيش فى المسيح يسوع لا يغلبه الزمن و الملل لا يخنقه و الأحزان لا تخنقه , لأنه ألقى نفسه بالكمال على النعمة التى يؤتى بها عند إستعلان ربنا يسوع المسيح إذا" اراكم فتفرحون " فتعالى إحيا فى دائرة المسيحة, تجد حياتك فيها شُكر و بالرغم من إنك يوجد أشياء كثيرة جدا ينقُصنى إلا إنك تشعر إن حياتك كلها من يده جميلة , فتفرح و تشكر على كل حال و من أجل كل حال , فتُصبح قابل لحياتك . فاليوم ترى أشياء كثيرة جدا يُريدها الإنسان و المجتمع و عدو الخير ينجح فى إنه يُكثر رغبات الإنسان و طلباته و الذى كان عنده شئ واحد لا يكتفى به و يريد منه 2 أو 3 و كل شئ يقدم بشرعة و كل شوية , أشياء جديدة نراها , شئ مُزهل فى سرعة التجديد , و تجد الإنسان جعان بإستمرار , يشعر إنه ليس يمتلك و محروم بإستمرار , فمن هذا ؟؟ أقول لك هذا الذى لم يقتنى الحقيقة و الشبع و المسيح , عندما تقتنى المسيح , لا تشعر إنه تحتاج إلى شئ مهما كان , لا تشعر إنه من الممكن أن يغلبك شئ أو يُقدرك , فكثيرا من الىباء يقول لك " لا يوجد شئ يستطيع أن يُقدرنى " لماذا لا يوجد شئ يستطيع أن يُقدره ؟؟ لأنه من داخله شبعان بالمسيح لا يحتاج إلى شئ و مُتكل على المُخلص . مرة سألوا قداسة البابا شنودة ربنا يُنيح نفسه وقالوا له:" لماذا نراك مُبتسم و فرحان فى كل وقت حتى فى أثناء المشاكل الكبيرة ؟؟"فقال لهم " أنا لا آخذ المشكلة و أضعها بداخلى , فما الذى يفعله فى المُشكلة و هناك هموم كبيرة جدا خارج الكنيسة و بداخلها ؟؟ فقال:" أنا لا أضع الشكلة بينى و بين المسيح , أنا أضع الله بينى و بين الُمشكلة فأرى المسيح و لا أرى المُشكلة , فعندماأضع المُشكلة بينى و بين المسيح أنا أرى المُشكلة و لا أرى المسيح و لكننى أضع المسيح بينى و بينها , فأرى المسيح و لا أرى المُشكلة , بل المشكلة تُقربنى أكثر بالمسيح ..."أراكم فتفرحون" و كلنا نعلم إنه له 3 كلمات مشهورة جدا " 1)ربنا موجود: فهذة الكلمة إذا قلتها بإيمان , ترتاح , و تعيش فى إطمأنان , ,2) مسيرها تنتهى:يعنى يعرف إنه زمن و متغير و متقلب ,3) كله للخير " فما كل هذا الإيمان , أقول لك هذا هو المسيح , إنسان يعيش مع المسيح , هذا منهج حياة , فيقول ربنا موجود , تقول مسيرها تنتهى , تقول كله للخير , فوضع المشكلة على المسيح و ألقاها وراء ظهره , المُشكلة , لم تأخذة و تغرق و لكنه وضع المُشكلة فى يد القادر أن يرفع , هذا هو الإنسان الذى تجده فرحان , فيقول لك " أراكم فتفرحون " لا أراك إلا فرحا , فالخطية حلها فى المسيح و التوبة , الإنسان الذى يُقدم توبة بإستمرار تجده إنسان مُقتنع بحياته و تجده إنسان مرفوع و تجده إنسان قائم , فمن إين أتت له؟ آتية له من روح الجهاد العميقة التى يُعطيها له الله , فتجده إذا كان الخاج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما و تجده من داخله , هناك قوة , هناك نُصرة , تجده غالب لأوجاعه و أحزانه و آلامه و تجاربه , لدرجة إن حتى خطاياه لا تكون وسيبة إبتعاد بل وسيلة إقتراب و لهذا يقولوا عن واحد من الآباء القديسيين , كان يُعلمك تلاميذه الصلاة ,فقالوا له من هو معلمك ؟؟ من الذى علمك أنت الصلاة ؟؟ نحن نراك تتكلم فى منهج مُرتفع جدا فى الصلاة , فمن الذى علمك الصلاة ؟؟ فقال لهم الذى علمنى الصلاة ,هى تجاربى و أحزانى , فأحزانى هى التى علمتنى الصلاة , فعندما صليت فرحت و عندما كانت التجربة أصعب تقربت إلى الله أكثر و بعمق أكثر , غعندما صليت أكثر و بعمق أكثر تجاربى علمتنى الصلاة و فى الصلاة رأيت الله . عنما يتعب الإنسان من أمورالغد , فما هو الحل؟؟ , أقول لك لا يوجد حل أجمل من التسليم , أجمل من إنك تشعر إن حياتك كلها مُدبرة من يده , إجتهد فى حياتك بكل الأشكال , لكن لا تقلق لا ترتعب لا تخاف , لا تكن غير مؤمن بل مؤمن بل ثق فى القادر أن يحفظ و أن يرفع , يقول لك " القادر أن يصنع معنا أكثر جدا مما نسأل أو نطلب , مما نفهم أو نفتكر" فالإنسان الذى يدخل فى دائرة عمل الله فى حياته , يتعغير كليا , تجده يعيش نفس الضغوط و من الممكن أكثر و تجده يعيش فى دائرة من الممكن إن واحد غيره يعيش فيها , يكون مهموم و مهزوم و يكون حزين و مُكتأب , لكن لا , الذى يعيش فى المسيح يسوع تجده , متكل و مبتسم و راضى و قابل و شاكر و مُسلم و يتوب , عندما تُتعب الخطية الإنسان يا أحبائى و تُعجه , ليس لها حل غير إنه يُقدم عنها توبة حتى يقوم منها و يُرفع منها و لكن حتى نجلس لكى نتأمل فى خطايانا فقط دون أن نتوب , فالخطايا , سوف تُصبح سبب أحزان , أقول لك لا , إجعل الخطية تكون سبب توبة و التوبة الحقيقية بالتأكيد تُفرح الإنسان , لا يُمكن أن تعيش لحظة حُب على خطية إلا عندما يأتى لك مشاعر فرح فى نفس اللحظة و لهذا أقول لك : أمر الفرح هو أمر مُهم جدا للحياة الروحية , حتى تشعُر إنك بالفعل عرفت المسيح , يجب أن تكون فرحان من داخلك , مهما كانت همومك مهما كانت ضغوتك , مهما كانت ضعفاتك , مهما كانت الظروف المُحيطة بك " أراكم فتفرحون " الله يُعطينا يا أحبائى أن نفرح فيه , وأن لا تكون لنا حياة خارجه و أن نُلقى بخطايانا و همومنا و أحزاننا و حتى أوجاعنا عليه و نفرح لأننا قد ألقينا عليه كل همومنا ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين .
بحكمة فعل ذلك الجمعة الرابعة من شهر بؤونة
الكنيسة تقرأ لنا في إنجيل هذا الصباح يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا إصحاح 16 عن مثل وكيل الظلم .. إنسان غني عنده وكيل ومعروف إن من سمات هذا العصر الذي عاش فيه ربنا يسوع إن الأفراد الأثرياء جداً يكون لديه شخص وكيلاً لأعماله وخصوصاً الأعمال المالية .. فالرجل الغني يكون عنده الوكيل لأعماله المالية .. فهناك من وشى به .. فيه إنسان أراد أن يتخلص من الذي عليه فوشى عليه .. فهو جاء على وتر حساس بالنسبة لصاحب المال أنه يبذر أمواله .. ﴿ ما هذا الذي أسمع عنك ﴾( لو 16 : 2 ) .. الوكيل يفاجأ بين لحظة وأخرى يجد نفسه بلا عمل .. بلا دخل .. لا يستطيع أن ينفق على أسرته ولا على بيته .. ﴿ لأنك لا تقدر أن تكون وكيلاً بعد ﴾ ( لو 16 : 2 ) ففكر هذا الوكيل ﴿ ماذا أفعل لأن سيدي يأخذ مني الوكالة ﴾ ( لو 16 : 3 ) .. فقد كان لدي كرامة .. كان الناس يحترمونني .. ﴿ لست أستطيع أن أنقب وأستحي أن أستعطي ﴾ .. فقال هذا الوكيل ﴿ قد علمت ماذا أفعل حتى إذا عزلت عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم ﴾ .. فقد دعى المديونين وسألهم ﴿ كم عليك لسيدي .. فقال مئة بث زيتٍ فقال له خذ صكك واجلس عاجلاً واكتب خمسين ﴾ * البث * وحدة يهودية .. وآخر قال عليَّ 100كر قمح فيقول له خذ صكك واكتب 80 في هذه القصة قد عمل هذا الوكيل تصرف غير أمين .. فالمثل إسمه وكيل الظلم .. ربنا يسوع لما حكى هذا المثل أراد أن يظهر الحكمة في تصرفه فأظهر هذا المثل الحكمة العالية عند الوكيل وقال بحكمة فعل هذا ( لو 16 : 8 ) .. الحكمة في وكيل الظلم جعله ينظر إلى الأمام .. آمن المرحلة القادمة فهو يقول لنا فكر في المرحلة القادمة أنها غير آمنة وغير مستقرة وغير مستمرة فهو أراد أن يؤمن المرحلة القادمة لأنها أهم فاكتب بدلاً من 100 أكتب 80 حتى متى عزلت يقبلونني في بيوتهم فإحساس هذا الوكيل يجب أن ينتقل إلينا .. فنحن في خطر فالوضع الذي نحن فيه الآن سوف يضيع .. الوضع الذي نحن فيه الآن حيأخذ مننا .. الوضع الذي أنا فيه الآن سوف أتركه فكل الإمكانيات الكرامة حتأخذ مننا .. فكل هذا الوضع هو وضع غير مستقر فعليَّ أن آآمن الفترة القادمة .. فلابد أن أدرك أن في هذه المرحلة نحن معرضين فيها للوشاية .. للحروب .. للظلم .. للضياع .. للفقرللتغيير السريع .. فيجب علينا أن نؤمن الفترة القادمة على اعتبار أنها الثابتة ليس فيهل غش ولا خداع ولا وشاية فلذلك يجب أن نهتم بالفترة القادمة فربنا يسوع قال هذا المثل الذي لوكيل الظلم وقال عنه بحكمة فعل هذا .. فجميل أن لا ينظر الإنسان إلى هذا الزمان على أنه زمان الحياة الوحيد .. يقول القديس أوغسطينوس ﴿ إن لك حياة واحدة ولك نفس واحدة فلا تضيعهما ﴾ .. فالفترة التي أنت عايش فيها على الأرض إجتهد فيها لتؤمن الفترة القادمة .. ﴿ إذ بحكمة فعل ﴾ .. ﴿ أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم ﴾ ( لو 16 : 8 ) .. فكيف أن أبناء الملكوت لا يفكروا في كيفية ضمان الملكوت ؟ لذلك يجب أن تضمن الملكوت .. كن مثل وكيل الظلم .. إنسى المرحلة التي أنت فيها الآن .. ثبت فيك إحساسك بأن الحياة التي أنت فيها غير آمنة وغير مستقرة .. ثبت فيك إحساس أن هذا الزمان إسمه زمان الظلم .. زمن كله غش فهو بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل ( يع 4 : 14) .. الإنسان معرض فيه للضياع .. سموه الآباء فترة غربة فترة مؤقتة .. فكر كثيراً في زواله فهو غير آمن ومعرض فيه للوشاية ومعرض للظلم .. العدو يوشي بك .. العدو يسلب قدراتك ومقتنياتك فالمفروض أن تكون حكيم فكر كثيراً في المرحلة القادمة أحد الآباء يقول ﴿ إن كنت حكيماً لا تستبدل زمان بزمان ﴾ .. لا تشعر أن هذا الزمان هو زمن الأمان بل لا تطلب الراحة في زمان التعب لئلا في زمان الراحة الحقيقية يوضع النير في عنقك أنت الآن في زمن التعب إقتني فضائل .. آمن الملكوت .. إصنع رحمة .. إصنع صداقات .. إملأ وقتك إشتياقات .. إملأ وقتك صلاة .. إملأ قلبك بأفكار مقدسة .. هذا هو الذي يؤمن المرحلة القادمة هذا هو ما صنعه وكيل الظلم لأنه نظر إلى الأمام فأتى بكل مديون وكتب له قيمة أقل .. فالمرحلة القادمة هي الأكثر قبولاً واستمراراً لا نقول ليس لدينا وقت لنصلي .. ليس لي مال لأعطي العشور فأنت بهذه الطريقة تكون قد حصرت نفسك في هذا الزمان .. فالزمان الذي نحن فيه الآن معرض للضياع وبين لحظة وأخرى يمكن أن يوشى بك فتطرد .. ﴿ إبليس خصمكم كأسدٍ زائرٍ يجول ملتمساً من يبتلعه هو ﴾ ( 1بط 5 : 8 ) العدو يوشي بنا فيقول أعرض عليه شهوة .. هذا مواظب على الكنيسة .. أعطيه مال عن طريق الغش فأسمع الكلمة ﴿ أعطِ حساب وكالتك ﴾ .. المرحلة القادمة لو إنت مؤمن عليها لا تخاف .. لا تقلق فأنت متوقعها بين لحظة وأخرى وهي أمام عينيك باستمرار فأمن هذه اللحظة .. فوكيل الظلم هذا كان رجل لديه نظرة مستقبلية الحكمة تتطلب من الإنسان في أن يفكر في الشئ كثيراً .. يفكر في غربته على الأرض فالفترة القادمة أكثر بكثير من الأيام القليلة التي نحياها الآن أبونا يعقوب عندما سؤِل عن عمره قال ﴿ أيام سني غربتي مئة وثلاثون سنة قليلة وردية ﴾( تك 47 : 9 ) .. فالأيام قليلة والوقت مقصر .. في كل يوم يجب أن نفكر كثيراً في تجميع ما يؤمن المرحلة القادمة على اعتبار إنها الأهم فهي الدائمة .. هذا هو وكيل الظلم .. وكيل الظلم فكر كيف يقبلوه في بيوتهم ويقبلوه في مظالهم بعد أن يطرد .. هذا هو الإنسان الذي يفكر أن يكون له مكان في الأبدية .. السماء مكان يقبل فيه .. فكر كثيراً في أنك تصنع لنفسك مكان .. يقول الكتاب ﴿ في بيت أبي منازل كثيرة ..... أنا أمضي لأعد لكم مكاناً ﴾ ( يو 14 : 2 ) .. من يوم المعمودية وأنت لك مكان فلذلك زين مكانك .. حسن مكانك .. جمل مكانك .. تمسك بمكانك .. إمسك بالحياة الأبدية التي لها دُعيت .. فمنذ ولادتك وأنت مدعو إلى الأبدية فالله ينتظرنا في الأبدية منذ أن أنشأنا فلا تستحسن أحياناً حياة الأرض عن الأبدية فلا تكون مشغول جداً بدقائق وأيام .. فلا تفكر في الهموم فعدو الخير ناجح جداً في أن يلهي الإنسان وينسيه الإهتمام بحياته الأبدية .. فعندما تفكر في الأبدية وزوال العالم عدو الخير يأجل التفكير في مثل هذه الأمور ثم ينسيك إياها لأن التفكير فيها يجعل لك إشتياقات روحية .. فعدو الخير يجتهد بكل طاقته ليلهينا عن هذه الحقيقة الهامة فيقول آجلها دلوقتي .. خليها بعدين .. فمن أسلحته الفتاكة التأجيل فيجعل الإنسان يلهو بحياته .
عدو الخير فكر في خطة وذلك لينصرف الناس عن خلاصهم ففكر في عدة طرق :-
أ) لا يوجد ربنا أصلاً ..... فقال الشيطان أن الآخرين لن يصدقوا هذا الكلام .
ب) المسيح لم يأتي على الأرض ..... فقال الشيطان أن الآخرين لن يصدقوا هذا الكلام .
ج) المسيح لم يصلب ..... فقال الشيطان أن الآخرين لن يصدقوا هذا الكلام .
د) أنه جاء وصلب وهناك توبة ولكن نأجل الأمر حتى تعيشوا حياتكم فكان هذا هو أفضل إقتراح .
فعدو الخير لا يستطيع أن يقول أنه ليس هناك توبة ولا خلاص ولا صليب ولكنه يشير بأن تنتهي أولاً من الهموم التي لديك .. إنتهي أولاً من المرحلة التي أنت فيها فيقع الإنسان في مشكلة خطيرة وهي كما سماها الآباء * تسويف العمر الباطل * .. فيقول * غداً .. بعدين * .. فيقسى القلب وتزداد قساوته وينسى الأبدية ويفكر الإنسان في المرحلة التي هو فيها الآن الإنجيل اليوم يعلمنا أن نكون حذرين .. أن نسلك بلياقة وبتحفظ لأن الوشاية تنتظرك فأنت معرض الآن لأن تطرد في أي لحظة فيذكرني أن الوضع الآن آمن ومستقر ولكن عندما تطرد ماذا تفعل ؟ لذلك فلنفكر كثيراً في الأبدية .. فلنجعل الأبدية في قلوبنا .. إجعل الأبدية في قلبك .. إجعل الأبدية تشغلك وتكون هي لهفة قلبك واشتياقك باستمرار .. لذلك راجع نفسك باستمرار أين هو قلبك ؟في القداس أبونا يقول ﴿ أين هي قلوبكم ؟ ﴾ .. والشعب يرد ﴿ هي عند الرب ﴾ .. فيكون الفكر فوق والإشتياقات فوق في رسالة بولس الرسول لأهل فيلبي يقول ﴿ فإن سيرتنا نحن هي في السموات ﴾ ( في 3 : 20 ) .. فيكون كل حاجة في السماء فتتوقع أن سيرة حياتك كلها تكتب فوق وليست على الأرض فيكون مكانك في أعلى .. فكر كثيراً في حياتك .. مكانك .. نصيبك .. فكر في المرحلة القادمة كيف ستقضيها وكيف ستعيشها فإن كنت حكيم لا تستبدل زمان بزمان .. ﴿ فمن يأتمنكم على الحق ﴾ ( لو 16 : 11 ) .. فإن هذه الحياة هي فترة مؤقتة زائلة فكيف أئتمنك على الأبدية ؟ فإن لم تكن أميناً في الأيام القليلة فكيف تكون أمين في الأبدية ؟ فإن كنت غير أمين في دار الظلم فمن يأتمنك على الحق ؟ من يأتمنك على المسيح ؟ من يأتمنك على الأبدية والخلود ؟أحد الآباء القديسين يقول ﴿ أعطني يا الله ألا أركض إلى الظل كأنها الحق ﴾فهذه الأيام هي مثل ظل شجرة فمن يستند عليها يقع لأنها ظل فلا تكون مسنود على الزمن فيأخذك وتقع فإستند على الحق .. فإن لم تكن أمين في مال الظلم كيف يأتمنك على الحق ؟ كيف ربنا يأتمنا على الأبدية ونحن غير أمناء على مال الظلم ؟ كيف ربنا يأتمنا على الأبدية ونحن غير أمناء على الوصايا ؟ فربنا يطلب مننا أن نضحي ببعض الوقت لنعطيه له .. نضحي ببعض الأموال القليلة التي هي أصلاً منه ولكن نحن نأخذها لأنفسنا .. فربنا هو الذي يعطينا المدينة التي من ذهب التي لها أساسات .. العروس المزينة .. يمتعك بكل الخيرات لذلك أنظر كثيراً إلى هذا الوكيل من أجل أن تأكلك الغيرة لتتعلم منه الحكمة تعلم منه أنه في زمن يسود فيه الغش أن لا تضع قلبك فيه فهو غير آمن بل هو إلى زوال فانقل إشتياقاتك الحقيقية إلى ما هو آمن وما هو آتي ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
الاهتمام بالداخل الجمعة الثالثة من شهر بؤونة
يُقرأ علينا اليوم إنجيل معلمنا لوقا الإصحاح 11 وجزء من الإصحاح 12 .. فربنا يسوع المسيح إحتك كثيراً بالكتبة والفريسيين فأثناء ما كان يقول أجمل تعاليم على وجه الأرض كان يليق بالموجودين أن يتنقى قلبهم ومع تنقية القلب تتنقى الحواس والمشاعر .. فالمفروض أن يسروا بالكلمة داخل قلوبهم من أجل أن يعيشوا بها ولكن ما حدث هو أن الكلام لم يعجبهم لأنه كان يكشف عن أمراض كثيرة كانت في داخلهم ..﴿ وفيما هو يكلمهم بهذا إبتدأ الكتبة والفريسيون يحنقون جداً ويصادرونه على أمورٍ كثيرةٍ وهم يراقبونه طالبين أن يصطادوا شيئاً من فمه لكي يشتكوا عليه ﴾ ( لو 11 : 53 – 54 ) فبدلاً من أن يسمعوا ويستفادوا ويتغيروا من الداخل كان الفريسيون من جواهم يريدون أن يمسكوا عليه كلمة .. كان بداخلهم مكر يريدون أن يغلطوه .. يريدون أن يتكلموا بشئ ردئ فبالرغم من أنهم كتبة وفريسيين ولهم كرامة في أعين الناس إلا أنه كانت هناك فئات كثيرة كانت موجودة يسمعون كلام الرب يسوع فكان منهم :-
1.المرددين فكانوا يطبقوا الشريعة جداً .. فمثلاً حتى لا ينظر الشخص إلى إمرأة ليشتهيها فكانوا يغطون وجوههم أثناء سيرهم في الطريق فكانوا يتخبطوا في الحائط وهم لا يروا فسموا بالمرددين .
2.الغيوريين لهم معرفة غزيرة بالناموس وهم غيورين على الناموس والشريعة حماة الناموس .
3.الناموسيين حافظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب .
4.الفريسيين وهم مدققين في الوصايا ومن شدة تدقيقهم كانوا يعشرون النعناع .
5.الكتبة لاهوتيين فهم يمثلوا أصحاب معرفة عالية .
فهو كان جالس معهم يعلمهم وهم كانوا يستمعوا إلى أجمل التعاليم .. فمن جهة المعرفة فهو كان أكثر معرفة فالغيورين هم غيورين على الشريعة .. هم حماة الناموس .. الناموسيين هم حافظي أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب .. والمفروض أن الكلام يغير وربنا يسوع في منتهى الوضوح والحب فهو يخشى عليهم من الإستمرار في هذا الحال .. فكان يقول لهم ﴿ تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء ﴾ ( لو 12 : 1) .. فالخمير هو شئ صغير جداً ولكن بمجرد أن يوضع في شئ ينتشر سريعاً .. فهم كانوا متشبعين بهذه الروح كان أهم شئ عند الإنسان هو بره الخارجي ولكن يسوع كان يعلمهم الإهتمام بالداخل فهو كان يقول لهم ﴿ أبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانيةً ﴾ ﴿ لا تظهر للناس صائماً ﴾ ( مت 6 : 18) .. عيش جوهر التقوى .. إفحص القلب من الداخل وانظر ميوله واشتياقاته .. فالهدف هو ربنا يسوع المسيح ولكن إذا ضاع الهدف يضيع الإنسان .. فالإنسان يجب أن يعرف نفسه بشدة وما هو الذي يريده .. أما هم فكان الإهتمام بالنسبة لهم بالخارج .. بالشكل .. بأراء الناس عنهم ربنا يسوع المسيح عايزني أخفي الفضائل والضعفات أظهرها في الخارج أما هم فكانوا يعيشون في العكس تماماً فكانت العيوب والضعفات يخفوها والفضائل يظهروها .. فهناك الكثير من الأفكار والإنفعالات والكلام والنظرات والتصرفات التي تظهر علينا .. لذلك إذا أردت أن تبدأ بداية حلوة مع ربنا أدخل إلى أعماق نفسك فهذا هو الذي يحتاج إلى تنهد .. إلى أنين .. إلى صلاة فبداخل الإنسان حاجات يحتاج أن يسجد كثيراً من أجلها .. يرفع قلبه كثيراً ويصرخ كثيراً يقول القديس مارإسحق السرياني ﴿ الذي يبصر خطاياه أفضل من الذي يبصر ملائكة ﴾ هذه هي دعوة ربنا يسوع للإنسان أن يعيش في خفاء قلبي .. في إنسان داخلي .. في كرامة .. في خفاء .. يفضح الأمور الرديئة باستمرار .. لا يستحي أن يظهر ضعفه .. فالرياء هو أن الإنسان يظهر عكس ما بداخله .. فيجب على الإنسان أن يعيش حياة الخفاء .. إن الأمور الهامة جداً لابد أن تكون مخفية فربنا سمح إن الحاجات المخفية أهم من الحاجات الظاهرة .. فمثلاً العين تتكون من الشبكية وقنوات فالمهم هو المكونات الداخلية للعين وليس الشئ الظاهري الذي هو لون العين مثلاً .. فمن أهم القلب والرئة والكلى ولا الأهم هو لون البشرة الخارجي ؟ فالمهم هو الحاجات المخفية فهي أهم من الحاجات الظاهرة فلذلك إهتم بالداخل .. إفحص قلبك .. فاليوم موجود بالطب تشخيص بالليزر ليعرف ما بالداخل ولكننا نقول أنها أمراض جسدية تتعب وقتاً ولكن التعب الروحي فهي أمراض تحتاج إلى أنين .. تحتاج إلى صراخ ولذلك أدخل للداخل فكل ما الإنسان ينظر إلى الخارج يتوه ولا يتقدم وفي أغلب الأوقات يكون راضي .. فكلما تنظر تجد نفسك أنك في الموازين إلى فوق ( مز 62 : 9 ) .. لذلك هو محتاج إلى سنين وسنين لكي يتوب الشجرة نريد أن نأخذ منها ثمر .. نريد أيضاً أن تظلل لكن الورق فقط مظهره خداع بل أنه يضعف الشجرة فالورق يأخذ العصارة من الشجرة .. الورق ممكن أن يكون حماية فهو شكل فقط فلذلك أنظر إلى إشتياقاتك الروحية .. إصنع ثماراً تليق بالتوبة ( مت 3 : 8 ) .. أنظر إلى عشقك إلى الطهارة أنظر إلى مدى حبك للعطاء .. مدى حبك لإخوتك .. مدى حبك لحياة الخفاء .. أنظر مدى حبك إلى كل الذين يضايقونك ويؤذوك .. هذا هو الثمر .. إفحص نفسك جيداً ولا تضع لنفسك مقاييس سيئة فلذلك قال الآباء القديسين ﴿ قيس نفسك على .. المسيح .. الوصية .. القديسين ﴾أنظر إلى السيد المسيح وقف أمامه ستجد أن أمامك الكثير جداً .. أنظر إلى الوصية تلاقي نفسك إنت بتعمل إيه منها .. إنت فين منها ؟!! أنظر إلى القديسين نلاقي إن هم النموذج العملي للوصية .. هم صورة المسيح أنظر إلى نفسك فعندما تنظر إلى نفسك تلاقي إنك بعيد جداً وهنا أنت بدأت تمشي الطريق صح فالبداية الصحيحة هي أنك تكتشف نفسك صح .. لذلك أقول لك إهتم بخفاءك .. أنظر إلى إشتياقاتك .. راقب تخيلاتك .. أنظر إلى دوافعك .. إعرف كل ما هو غير مرئي بداخلك .. العمارة لما تتبني نهتم بالأساس فالأساس هو الأهم .. إهتم بالداخل .. أنظر إلى داخلك .. لما الإنسان يذوق نعمة ربنا يبتدي يحب ربنا جداً ولما يحبه نلاقيه يحب الصلاة ويحب يعمل الخير ولا يظهره ويتفنن في كيفية إخفاء أموره فربنا يسوع المسيح أعطاه نعمة أو عطية وشرطه له إنه يخفيها ولا يظهرها .
في قصة في تاريخ الكنيسة للقديس باسيليوس .. فقد كان القديس باسيليوس له علاقة قوية بالسيدة العذراء والكنيسة كانت ضعيفة جداً في القرن التاسع والعاشر ولكن هو كانت علاقته قوية بأم النور .. فكان في زيارة لإحدى الكنائس والمفروض إن عند دخول الأسقف الشمامسة والشعب كله يقولوا لحن ~أك إزمارؤوت* أي مبارك الآتي بإسم الرب * .. وكان الشعب فقير جداً في الألحان الكنسية فبدلاً من أن يستقبلوه بالألحان إستقبلوه بالتصفيق والتهليل والزغاريد .. هو من الداخل يشعر أنه غير مستحق لكل هذا فما يحدث كان من الخارج فقط وفي الحقيقة كان يبكت نفسه .. وفي وسط هذا الهتاف لمح طفلة صغيرة صامتة لا تهتف معهم فسألها * إنت مش بتقولي معاهم ليه ؟ * .. ففي الحال هللت معهم فازداد الشعب في الهتاف والتهليل فسأل ما هي الحكاية فعرف إن هذه الطفلة كانت خرساء لا تتكلم ولا تسمع فلما سألها القديس باسيليوس حدثت المعجزة ونطقت مما أبهج الشعب بالأكثر .. ولكن رد فعل الأسقف كان البكاء الشديد وعاتب السيدة العذراء لأنها كشفت سره وظل حابس نفسه في حجرته أربعون يوماً الإنسان الذي يحيا مع الرب يسوع يتفنن في أن لا يظهر ما يقوم به وليس هو فارغ من الداخل .. الإنسان الذي يحيا مع الرب يسوع يخفي فضائله وعيوبه يظهرها .. فالقديس باسيليوس عاتب السيدة العذراء لأنها كشفت شئ موجود فيه فلذلك أنظر إلى نفسك من الداخل هل أنت ترضي ربنا من الداخل ؟ ﴿ تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء ﴾ .. فالشكل من الخارج ليس هناك أروع من ذلك ولكن الجوهر صعب .. فكلما إكتشف الإنسان ما بداخله كلما يجد أتعاب ومشاكل ويرميها كلها على الرب يسوع وهذا يسبب فرح للإنسان فكلما زادت الأتعاب كلما فرح الإنسان أكثر وأكثر لأنه رماها على السيد المسيح .. فالجميل أن تكتشف أخطاءك أكثر فكلما تكتشف أكثر تفرح أكثر .. ﴿ حزنكم يتحول إلى فرحٍ ﴾( يو 16 : 20 ) .. ولكن لماذا ؟ ﴿ الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة ﴾( 2كو 7 : 10) .. كأنه شايل حاجة ثقيلة جداً ورماها على المسيح فهو يفرح فرح لا حدود له ربنا يعطينا أن نفحص ما بالداخل .. نراقب قلوبنا .. تصوراتنا فكلما نتنقى ونتزكى أمامه كلما نعرفه ونحبه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
اسماؤكم مكتوبة فى ملكوت السموات الجمعة الأولى من شهر بؤونة
تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا لوقا إصحاح ١٠، عن الرسل الذين عينهم ربنا يسوع المسيح وأرسلهم للخدمة،وعادوا يخبروه بما فعلوا فكانوا في حالة بهجة، لأن خدمتهم أثمرت فيقول الكتاب المقدس "رجع السبعون بفرح قائلين يارب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك"،بالطبع كانوا هم أنفسهم غير مصدقين أنفسهم أنهم يجدواعلى سبيل المثال شخص عليه روح شرير بمجرد أن ينطق باسم يسوع الروح الشرير يهرب و يخاف ويطرد،فكانوا سعداء جداً بهذا الأمر،وبالطبع عندما طرد الأرواح الشريرة من الناس أصبح لهم نعمة كبيرة جداً في أعين الكل،فكانوافي حالة زهو،عائدين بفرح يقولوا له وهذا أصعب شيء وهو الشياطين فيقولون له حتى الشياطين تخضع لنا باسمك أي أنه يريد أن يقول له المهام الأقل من ذلك قد فعلناها فنحن فعلنا أشياء كثيرة جداً،جداً، جيده فهم عائدين فرحين جداً،فقال لهم أنا رأيت الشيطان ساقطا من السماء مثل البرق،يريد أن يقول لهم أن خدمتكم هذه وعمل الخلاص الذي يتم عن طريقكم هو هدم ونهاية لمملكة إبليس، فأنا رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق،"ها أنا أعطيتكم السلطان لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوات العدو ولا يضركم شيء"،لا يوجد أجمل من ذلك،لا يوجد فرح أجمل من فرح الشخص الذي يعرف أن هذا الشيطان قد هزم ،قال لهم لا تفرحوا بهذا، لاتفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل أفرحوا أن أسماءكم مكتوبة في السموات،يقوم بتحويل نظرهم من أسفل إلى أعلي،يقوم بتحويل نظرهم من الانتصار الأرضي إلى الانتصار السماوي،يقوم بتحويل نظرهم من مجد الأرض إلى مجد السماء، وهذا هو هدف ربنا يسوع المسيح،لا تفرحوا بهذا، يريد أن يقول لك أنه من الممكن أن تكون في الأرض مقاييس كثيرة جداً لكن أهم شيء هو أن المعيار الذي يكون أمامك هو أن تزن نفسك بميزان السماء لا تزن نفسك بميزان الأرض، حتى وإذا كانت الشياطين تخضع لك، حتى إذا كنت ترى أنك قد وصلت لأكبر درجة كنت تتمناها،يقول لك هذه غيركافي،الذي تفرح به أن اسمك مكتوب في ملكوت السماء شيء جميل جداً أن يكون الإنسان يا أحبائي دائم التذكر لاسمه المكتوب في ملكوت السماء،سفرالرؤيا قال لك أن هناك سفر اسمه "سفر الخروف"، ماهذا؟! هذايوجد فيه أسماء الأشخاص المفديين ،قال لك هذا يوجد فيه أسماءالأشخاص الذين نجوا من الضيقة العظيمة، قال لك هذا يوجد فيه أسماء المنتصرين،هذا هوالذي لابد أن يشتاق إليه الإنسان دائمًا أن اسمي يكون مكتوب في هذا السفر، افرحوا أن أسمائكم مكتوبة في ملكوت السماء، شيء جميل ياأحبائي أن الإنسان يتذكر دائمًا اسمه الذي كتب في ملكوت السماء، أحد الآباء القديسين يقول ثلاثة أمورتسبق أي خطية ماهي؟! قال لك الكسل، الغفلة، النسيان،ماذا يقصد بالغفلة والنسيان؟يقول لك أن الإنسان يتلاهى عن خلاص نفسه، يتلاهى عن مجد السماء،يتلاهى أن هناك دينونة،يتلاهى أن هناك ثواب وعقاب، غفلة ونسيان،فطالما هناك غفلة ونسيان وملكوت السماء غير موجود في قلب الإنسان ستجد الإنسان يعيش كأنه يعيش على الأرض فقط الكسل، الغفلة، النسيان،لذلك من أكثر الحقائق التي يحاول عدو الخير جاهداً أن يخفيها تماماً أن هناك ملكوت، وأن هناك دينونة،أنه يجعل الإنسان باستمرار يضع ثقته في الأرض ويضع يقينه في كل ما هو مرئي، في حين أن الكتاب المقدس يقول لنا"غير ناظرين إلى الأمور التي ترى بل الأمور التي لا ترى، لأن الأمور التي ترى وقتية أما الأمور التي لا تري فأبدية"، "لا تفرحوا ولكن افرحوا بأن أسمائكم مكتوبة في ملكوت السماء"، يريد أن يقول لهم أنتم أيها الرسل فرحين جداً أنكم أنتم الآن أخرجتم الشياطين،شفيتم مرضى،والناس سمعوا لكم، الناس أحبوكم،الناس احترموكم، كل هذاجيد لكن الأفضل الذي يفرحك بالفعل أنك تكون من الناس التي اسمائهم مكتوبة في ملكوت السماء الآباءالقديسين يعلمونا يقول لك تذكر دائماً الملكوت لكي ما تأخذك غيرة أعمالك،تذكر الملكوت كثيراً، تذكردائماً أن هناك أبدية،تذكردائماً الأماكن المعدة للقديسين لكي ما يكون لك هذا الشوق، أحد الآباء كان يحكي رؤية المتنيح الأنبا يؤانس أسقف الغربية يقول أن الله أعطاه رؤية أنه ارتفع إلى السماء وظل يشاهد الأماكن المقدسة في السماء وكرامات القديسين،وكان منبهرجداً،تخيل أنت عندما يشاهد مجد ربنا يسوع ويشاهد مجدالسيدة العذراء في السماء والملائكة،ويشاهد القديسين بكرامتهم، الشهداء، البطاركة، الأنبياء،ويقولوا له أن هذا هوأشعياء العظيم في الأنبياء، ويقولوا له هذه أمنا سارة، ويقولوا له هذا أبونا إبراهيم أبو الآباء، شاهد كرامات في السماء مناظر فائقة،ورأى مار جرجس،ورأى الأنبا انطونيوس،ورأى كل طغمات السماء،ثم وجد مكان جميل جداً لكن الكرسي الذي فيه فارغ، كان الذي يصطحبه في زيارته لهذه الأماكن كلها ويريه إياها كانت السيدة العذراء قال لها هذا المكان الفارغ لمن؟! قالت له سوف أقول لك في النهاية، ظل يزور الأماكن كلها إلى أن في النهاية قالت له أن الكرسي الفارغ لك أنت إلى أن تكمل جهادك وتكمل رسالتك وتأتي،ومن وقت أن شاهد هذه الرؤية وهو ازداد في اشتياقه، في حرارته، وفي عبادته، وفي أصوامه، وفي صلواته،ما رأيك أنت عندما تقول يارب أنا أريد أن أحافظ على مكاني في السماء،منذ وقت عمادنا يكون اسمنا كتب في السماء، للأسف نحن الذين من الممكن أن نمحيه،هولايمح ونحن الذي ننمحو، هو أعطانا مكان جيدولكن نحن من الممكن أننا الذين نفقد هذا المكان،معلمنا بولس الرسول يقول لك في رسالة العبرانيين"فلنخف،أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته،يرى أحد منكم أنه قد خاب منه"، هو أعطانا وعد وأعطانا المكان فهو يوم أن وعد بني إسرائيل أنهم يدخلون أرض الميعاد أكان يقصد أن جميعهم يدخلون أم كان يريد اثنين فقط يدخلوا؟!، كان يريدهم كلهم يدخلون، لكن يوجد منهم قد هلكوا لعدم إيمانهم ولزيغانهم لأنهم نظروا إلى الخلف، لأنهم نظروا إلى قدوراللحم،لأنهم نظروا إلى الأرض، لم يذكروا أرض الميعاد في قلبهم ففقدوا أرض الميعاد في الميراث، هذا هو،تذكر دائما أن اسمك يكون مكتوب في ملكوت السماء، تذكر دائما أنك تصنع صدقات، تصنع عبادة الإنسان الذي ذكر الملكوت في قلبه يا أحبائي تجده لديه غيرة في عبادته،غيرة في خدمته، غيور على خلاص نفسه، ينقي نفسه من أي شائبة، لماذا؟ لئلا يفقد مكانه،أنت عندما يكون هذا الفكر في ذهنك باستمرار، لماذا الكنيسة جلبت شهداء؟ لأن الملكوت في فكرهم، تجد أريانا الوالي الرجل الذي كان مشهور جداً بالافتراء على المسيحيين كان وقت أن يذهب إلى مكان يجد المسيحين يأتوا له صفوف، يأتوا له صفوف من بلاد أخرى،ويفترض أننا نعرف أن أريانا الرجل الوالي الذي يفتري على المسيحين يكون موجود في مكان المسيحين يهربوا منه ويذهبوا أي بلد أخرى يختبئوا فالمنطق يقول ذلك، لكن كون أنه يذهب مكان المسيحيين يتكاثروا عليه، كون أنه يأتي هنا الإسكندرية يجد 3٠,000 مسيحي أتواإليه من دمنهور سيرعلى الأقدام، 60 كيلو سيرا على الأقدام، تقريبا أربعة أيام سيرا علي الأقدام، من بعد 60 كيلو لكي يستشهدوا، هذه الأشخاص كان فكر السماء داخل قلوبهم كيف يكون شكله؟، ما مدى تعلق هؤلاء الناس بالأرض والأرضيات؟،ما مدى ارتباطهم بالشهوة؟،ما مدى ارتباطهم بالمال؟،ما مدى ربطاتهم العاطفية مع أهلهم ومع ذويهم؟،ماهذا!أشخاص لديهم شهوة الملكوت أصبحت فوق أي شهوة،أصبحت فوق أي شهوة، شهوة وجودهم على الأرض، شهوة علاقاتهم، شهوة الماديات، شهوة الكرامة كل هذا زال،لماذا؟! يقول لك جعل الأبدية في قلبه، يقول لك هكذا"وجعل الأبدية في قلبهم"، أجعل الأبدية في قلبك،أفرح أن اسمك مكتوب في ملكوت السماء،نحن كل يوم نقول له، كل لحظة نقول له:ليأتي ملكوتك، ملكوتك هذا أنامنتظره، أنا أعيش من أجله،عندما يتذكر كل فرد مكانه، كل فرد فينا له مكان، كل فرد فينا له كرامة، له إكليل،الذي يكون لديه هذا الإكليل يكون غيور في أعماله، وفي حياته، تعرف الشهيدة ثيؤدورا التي يقال عنها أنها كان عرض عليها أن شخص ينقذها من الاستشهاد، دخلوا عليها مجموعة من الجنود يريدون أن يقطعوا رقبتها فأحد الجنود قال لها ارتدي الزي الخاص بي،اخرجي في زي جندي وأنا هنا استشهد، فهو يعرض عليها النجاة، يقول لها هيا ارتدي الزي الخاص بي،واخرجي خارجاً واهربي، فتقول له عبارتها الشهيرة "لا لن تسرق إكليلي"،هل تأخذ إكليلي؟!، لا هل أنت تظن أني خائفة من الموت؟لا أنا لست خائفة من الموت فأنا في اشتياق للقاء الحبيب، لاتسرق إكليلي،"لاتفرحوابهذا بل أفرحوا بأن أسماءكم مكتوبة في ملكوت السماء" نحن هذه الفترة نعيش في فترة انتظار تذكارنياحة القديس العظيم الأنبا آبرام،شاهدنا كم كان الملكوت في قلبه،شاهدنا كم هي مكانة السماء في قلبه، كلنا نتذكر الكلمة عندما قالوا له أين أنفقت النقود التي نبني بها الكنيسة الجديدة، الكاتدرائية الجديدة، قال لهم نحن قد قمنا ببنائها بالفعل، قالوا له أين بنيتها فلا زالت قديمة مثلما هي،أين بنيتها؟! فقال لهم بل نحن قد قمنا ببنائها فوق،قلبه فوق، فكره فوق، اهتماماته فوق، فقد بناها فوق وإنتهى الأمر جميل الإنسان يا أحبائي الذي يكون قلبه مرفوع في السماء، الكنيسة تقول لك "أين قلوبكم" ،"ارفعواقلوبكم" ،نجيب ونقول "هي عند الرب"، مبارك الإنسان يا أحبائي الذي ذكر السماء يكون في قلبه باستمرار، وبالتالي عندما يكون فكر السماء في قلبه كثيراً فإذا عرض عليه خطية أو فكرة أو كلمة قبيحة أو نظرة رديئة أو شهوة أو أمر يغضب الله ويغضب صلاح الله فماذا يكون موقفك بعد ذلك؟تجد انت الله افتقدك،عزاك،تجدالله سند لك.
جميل يا أحبائي الإنسان الذي يكون لديه هذه السعادة، سعادة التفكير الدائم في ملكوت السماء، التفكير الدائم في الميراث، التفكير الدائم في المواضع المقدسة، جميل الإنسان يا أحبائي الذي يكون لديه هذه الغيرة وهذه الأمانة وهذا الحب، وأنه يكون باستمرار يفكر ويراجع نفسه أنا أين مكاني؟هل مكاني أنا أفقده أم أنا كلما اجاهد أنا أربحه؟، لذلك الكنيسة يا أحبائي تجتهد أن تدربك على السماء وأنت على الأرض،السماء هي عبادة، السماء هي تسبيح،السماء هي سجود، السماء هي خضوع،السماء هي إحساس بالوجود الدائم في حضرة الله،السماء هي بهجة،الكنيسة ماذا تفعل لنا يا أحبائي؟ تسبيح، بهجة، حضور إلي الله، حضور للمسيح،حضور للملائكة، حضور للقديسين،نحن الآن كأننا في جزء من السماء نقضيه على الأرض،نظل نقضي السماء على الأرض إلى أن نشتاق جداً للسماء، لاتفرحوا بهذا بل افرحوا بأن أسمائكم مكتوبة في ملكوت السموات لذلك تجد أن الإنسان بدأت تقل اهتماماته بالأرض،يقل اهتمامه بالأمور المرئية، يقل اهتمامه بكرامته، كذلك يقل اهتمامه بالمقتنيات في أنه يكون لديه....،.....،لماذا؟! لأنه يظل يفكر في السماء فتجد أنه يحب أن حياته يكون فيه اخفاء، يحب أن يكون هناك سر بينه وبين الله، يحب أن يكون هناك عشرة بينه وبين القديسين،وبينه وبين الملائكة،بدأوا أصدقائه لا يكونوا أسفل، بدأوا أصدقائه يكونوا فوق،بدأت ثقته تكون فوق وليس أسفل،بدأت ممتلكاته تكون فوق وليس أسفل، بدأ ينسحب تدريجيا من الأرض إلى السماء، ومن هنا قال له"حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك"،يبدأ مركز ثقل اشتياقات الإنسان ينتقل تدريجيا من الأرض إلى السماء إلي أن يظل يقول له"متي أترائي أمامك يارب"،معلمنا داود كان يئن، يئن ويقول له "ويل لي فأن غربتي قد طالت علي"، معلمنا بولس الرسول كان يقول "ويحيأنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت"،متى أخلص؟،متى أخلص من جسد هذا الموت؟،متى أعتق من حياة الأرض وآخذ الميراث السماوي الذي ينتظرني؟ لذلك ربنا يسوع يصحح ذهن الرسل والتلاميذ ويقول له لا تفرح بهذا، أهم ما عليك أنت كخادم باستمرار أن تتذكر هل مكانك في السماء محفوظ أم أنك تفقده؟،تذكر باستمرار، باستمرار تذكر أن اسمك مكتوب في ملكوت السماء، تذكر باستمرار أنك من المدعوعين للوليمة ومن الممكن أنك أنت الذي تفقد هذه الدعوة،أنك لايكن عليك ثياب العرس،ثياب العرس التي هي التوبة،الفضائل، الاستعداد هذه هي ثياب العرس،لذلك الذي يذهب إلي حفلة مهمة يظل يفكر من قبلها كثيراً، تجدهذا الموضوع ينشغل به أشخاص كثيرة جداً،عندما يكون لديه مناسبة،فمنهم من يقوم بتفصيل فستان مخصوص والتي تجدها تؤجل مناسبة لأنه اليس لديها شيء ترتديه،يقول لك أنا لست لدي ما أرتديه انتظرقليلاً عندما أجهز زي،يقول لك لا لابد من ثياب العرس هذه نقطة مهمة، فنحن كذلك،فنحن طالما لدينا وعد بدخول السماءلابد أن نفكر في ثياب العرس التي نرتديها، ما الفضائل؟ قال لك أنه هذه الثياب هي "تبررات القديسين"هذا هو ثوبنا،هذا البر لنا، رداء التسبيح، رداء الفضيلة هذا هوالذي أنت تفكر فيه،قال لهم "أفرحوا أن أسمائكم مكتوبة في ملكوت السماوات" ،ملكوت السماء يا أحبائي ملكوت أبدي، ملكوت كله بهجة، كله فرحة، من الخسارة أن نفقده، القديس يوحنا ذهبي الفم يقول كلمة قاسية قليلاً يقول لك "أنه من الغباء، من الغباء أن يكون لك ملكوت وتفقده"،لماذا تفقده؟ يقول لك من الغباء أنك تتمسك بأمور الأرض لكي تخسر أمور السماء،يريد أنيقول لك هذه مقارنة تعلن عن أن الإنسان الذي يتمسك بالأرض عن عدم سلامة عقله،كون أن الإنسان يتمسك بالأرض ويخسر السماء،القديس يوحنا ذهبي الفم يقول أنه من الغباء،القديس انطونيوس يسمي العقل هو الفضيلة، والجنون هو الرذيلة، يسمي الخطية هي الجنون لأنه إنسان يعيش اختلال عقل لأنه يفقد الغالي بالرخيص،لأنه يهين الجسد المقدس، لأنه يدنس هيكل الله، فأسماه بالجنون.لذلك أستطيع أن أقول افرح أن اسمك مكتوب في السماء،افرح أن الله سجل اسمك،وضمن تسجيل اسمك على حساب فدائه ودمه وجسده، على حساب أنه هزم مملكة الشيطان، قال لك لكنني لم أهزم مملكة الشيطان فقط لا فأنا هزمت مملكة الشيطان ليسل مجرد أعلن افتخار لا لكي يرثوا أبنائي ملكوت السماء ربنا يعطينا يا أحبائي أن نتفكر في مكاننا في السماء، وأن نتذكر أن أسماءنا مكتوبة ولنحذرأن لا نفقدها ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .
أثمار الروح الجمعة الثالثة من شهر بشنس
تنشغل الكنيسة في الفترة ما بين عيد الصعود وعيد حلول الروح القدس إستعداداً لحلول الروح القدس .. ويقول الإنجيل وقف يسوع في وسط الجموع وصاح قائلاً { إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب } ( يو 7 : 37 ) .. معروف عن يسوع أنه لم يصيح قط وهذا معناه أنه أراد التنبية على شئ خطير جداً جعله يفعل هذا .. كان هذا في العيد وهو يطلب منهم هذا .. يقول { من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي } ( يو 7 : 38 ) .. معلمنا يوحنا حتى لا نتحير قال لنا أنه كان يتكلم عن الروح الذي لم يكن قد أُعطيَ بعد ( يو 7 : 39 ) لهذا وضعت الكنيسة هذا الجزء للمؤمنين المزمعين أن يقبلوه بعد يومين في عيد حلول الروح القدس .. من التشبيهات البديعة في الكتاب المقدس عن الروح القدس أنه « ماء » لأنه لا يوجد مكان ذات قيمة ليس به ماء .. مثل قطعة الأرض الصحراوية المقفرة التي ليس لها قيمة .. ولكن عند دخول الماء إليها قيمتها تزداد ويظهر بها الحياة من خضرة ومباني وأُناس نحن أيضاً نختلف فيما بيننا ولكن الفرق في وجود الماء فينا « الروح القدس » .. الماء الذي يُروي ويُشبع لهذا خلق الله الماء أولاً ثم الأرض .. الماء يُبنى عليه الكون كله .. فإنها من أسرار الحياة .. لأنه يستطيع الإنسان الإستغناء عن الطعام لكن صعب الإستغناء عن الماء .. نسمع في العهد القديم{ سواقي الله ملآنة ماءً } ( مز 65 : 9 ) .. أي ينابيع الروح .. لهذا يجب أن نتودد للروح القدس حتى يتجدد في داخله وتجري من بطنه أنهار ماء حية من صفات الماء التنظيف وهذا هو عمل الروح القدس لأنه يقدس ويطهر من الإتساخ الذي حدث لعينك ولجسدك وعقلك وأفكارك .. هو المسئول أن يعتقق .. من تشبيهات الروح القدس أنه « نار » .. وعمل النار حرق الشوك .. قديماً كان من ثمار الخطية على الإنسان أن الأرض تُنبت لك شوكاً وحسكاً( تك 3 : 18) .. والإنسان الذي وقع في الخطية في قلبه شوك وحسك في فكره وحواسه .. إجعل الروح القدس داخلك باستمرار حتى يُرجعك إلى صورتك الأولى يقول يسوع المسيح عن الروح القدس أنه يبكت على خطية .. بر .. ودينونة ( يو 16 : 8 ) .. يبكت عن خطية عند لومه لك عليها .. ويبكت على بر عندما يقول لك لماذا لم تُمتع نفسك وتأخذ بر المسيح ؟ .. قديماً حزقيال النبي رأى رؤية جميلة جداً { ثم أرجعني إلى مدخل البيت وإذا بمياهٍ تخرج من تحت عتبة البيت نحو المشرق لأن وجه البيت نحو المشرق ( أي كنيسة العهد الجديد ) والمياه نازلة من تحت جانب البيت الأيمن عن جنوب المذبح ( أي مياه كثيرة ) ثم أخرجني من طريق باب الشمال ودار بي في الطريق من خارج إلى الباب الخارجي من الطريق الذي يتجه نحو المشرق وإذا بمياه جارية من الجانب الأيمن .. وعند خروج الرجل من المشرق والخيط بيده قاس ألف ذراعٍ وعبرني في المياه والمياه إلى الكعبين ثم قاس ألفاً وعبرني في المياه والمياه إلى الركبتين .. ثم قاس ألفاً وعبرني والمياه إلى الحقوين .. ثم قاس ألفاً وإذا بنهرٍ لم أستطع عبوره لأن المياه طمت مياه سباحةٍ نهرٍ لا يعبر } ( حز 47 : 1 – 5 ) .. هذه هي ينابيع الروح المتدفقة من الله وكنيسته .. الروح القدس الذي يريد الله أن يمتع شعبه به وأزال منك آثار خطايا وظلمة لأن ينابيع المياه من أجل نقاوتنا وبرنا .. ونحن نشتكي من عدم وجود مياه تخيل لو رأينا المياه لم تأتي عند الناس لأنها لا تخرج من عند الهيكل .. عندما يكون هناك نفوس منكسرة ومنسحقة وتإن من ضعفاتها وخطاياها .. قديماً من كذب على الروح القدس يموت .. من نشاط الروح القدس قديماً في كورنثوس .. يقول بولس الرسول عن الولد الذي أخطأ { إعزلوا الخبيث من بينكم } ( 1كو 5 : 13) .. أما الآن أصبحت الناس متآلفة مع ضعفاتها وخطاياها لأن الروح القدس ضعيف .. عمل الروح القدس فينا أن يملأنا بينابيع مياه حية لأجل الضعيف الذي بيننا .. لكي يجرف منك تيارات الشر المتراكمة .. ينابيع تعطيك سر حياة عِوَض عن الموت نرى أن المواعيد العظيمة في الكتاب المقدس أُعطيت عند آبار لأن الآبار إشارة للروح القدس .. أبونا إبراهيم أخذ الوعد بعد حفره للبير .. إسحق نبش الآبار التي ردمها الفلسطينيين .. إسحق تعرف على رفقة لكي يتزوج بها عند بير .. يعقوب يتقابل مع راحيل عند بئر .. المكان عندما يكون فيه بئر إذن هو صالح للحياة .. الله حفر بئر داخل كلٍ منا من يوم العماد .. إشرب وإشبع لأن مشكلة البئر عندما تتركه ولا تأخذ منه مثل الروح القدس فتودد إلى الروح القدس .. ولهذا يقول داود النبي { وروحك القدوس لا تنزعه مني } .. لأنه رأى شاول عندما فارقه روح الرب ودخله روح ردئ فجاءوا بداود لكي يعزف ويرنم له .. عندما أخطأ داود خاف جداً أن يفارقه روح الرب فأخذ يتودد إليه .. الروح القدس هو الذي يحرك الضمير .. هو المسئول عن تجديد ملامحنا التي أفسدتها الخطايا إقرأ عن ثمار الروح القدس .. محبة .. فرح .. سلام .. طول أناة .. لطف .. صلاح .. إيمان ( غل 5 : 22 ) .. عندما تكتشف أن حياتك غير منتظمة تُحرم من كل هذا لأن الروح القدس لا يعمل داخلك وتبذل مجهود بلا فائدة .. الأمور لا يمكن أن تتحسن لو تغيرت الظروف .. المشكلة داخل الإنسان دائماً مثل أبونا آدم فلا يوجد أسعد منه في الفردوس ولكن عندما إهتز بداخله طُرد من الفردوس .. المشكلة أنه يجب أن يراجع الإنسان ما بداخله من ميوله وأفكاره .. يجب أن يكون بداخله مقدس ومشاعره مقدسة وتسأل الروح القدس أن ينقيك رأينا قديسين أفواههم مملوءة نعمة .. وآباء الروح متجدد داخلهم .. رأينا عطايا الروح القدس السخية .. نحن أخذنا الروح القدس وعلينا أن ننشطه في هذا العيد .. فأننا لم نأخذه ثانياً ولكن نتقبله لكي يشتعل من جديد بداخلنا .. لا توجد خطية تقوى على الروح القدس .. لا توجد خطايا بلا حل فالروح القدس قادر أن يغير .. قادر أن يجعل من إنسان محب للمال إلى شخص يعطي أمواله .. قادر أن يحول من شاول الطرسوسي إلى رجل الله .. بولس الملئ بالروح القدس .. قادر أن يغير ميول وإتجاهات .. قادر أن يغير أي ضعف .. الروح القدس هو روح قداسة .. هو الذي يعطينا التوبة ويعطينا روح صلاة وبر ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين
كما أحببتنى كذلك أحببتهم الجمعة الأولى من شهر بشنس
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحناالإصحاح 17 التي نقول عليها صلاة يسوع الوداعية، هناك كلمتين جاءوا في هذه الصلاة يكشفوا لنا عن مشاعر ربنا يسوع المسيح الحقيقية تجاهنا نحن المؤمنين، معروف جداً أن الإنسان عندما يصلي يخرج الكلام الذي يجول في أعماق أعماق قلبه، ربما عندما يتكلم يمكن أن يكون كلامه عليه تحفظات فمن الممكن أن يقول كلام يكون فيه شيء من المجاملة، لكن عندما يصلي يكون هذا الكلام الذي ينبع من أعماق القلب، إذن ما هو الكلام الذي يقوله يسوع عننا وهو يصلي الذي ينبع من أعماق القلب؟!، يطلب لنا طلبة جميلة جداً،يقول للآب مثلما أنت أحببتني أنا أحببتهم،والذي أريده منهم أنهم يحبوك مثلما أنت أحببتني ،يقول لك ذلك"أنا أحببتهم كما أحببتني"،المستوى الذي أنت أحبتني به أيها الآب لي أنا الابن أنا قدمت لهم نفس مستوى الحب، كما أحببتني أنا أحببتهم، وفي النهاية يقول له "لتكون فيهم المحبة التي أحببتني بها"،وكأن هناك ثلاثة قنوات قناة الآب أعطت للابن،والابن أعطى لنا لكي نحن نحب الآب والابن بنفس المستوى الذي الآب يحب به الابن،فنصل في النهاية أن ١=٢=٣، فمن الممكن أن 1= 3،(ثلاثة)الذي هونحن، (واحد)الذي هو الآب،(اثنين) الذي هوالابن،مستوى محبة الله الآب للابن نفس مستوى محبة الابن لنا، ونفس مستوى محبة الابن لنا هي التي تصل بنا لمحبة الآب بنفس المقدار،لهذا العمق يا ربي، يقول لك نعم، أنا أحببت الابن منذ تأسيس العالم،وأنا عندما أحب الابن أحبكم فيه لأنكم في الابن،فأناعندما أحب الابن لن أحب الابن وأنتم خارج منه بل وأنتم داخله، فأنا عندما أرى الابن أراكم،عندما أحب الابن أحبكم، ومن هنا نحن أيضاً كلما اتحدنا بالابن اتحدنا بالآب، هذه هي الوحدة.
ربما أحدكم يقول لي بذلك يكون هناك انفصال، أقول لك أبدا، لا يوجد انفصال،مثلما النفس والجسد والروح تكون في وحدة، ليس من الممكن شخص جسده يكون لايحب نفسه، وليس من الممكن نفسه تكون لا تحب جسده، الجسد خادم للنفس،النفس خادمة للجسد، والاثنين يعيشوا في وحدة واحدة، وفي حب واحد، هكذا الآب وهكذا الابن،فإذن إنهم الآب والأبن نحن أين وضعنا؟! قال لك لا أنتم موضع حبي، ويقول لك في رسالة أفسس "الذي اختارنا فيه لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة"،الذي أحبنا قبل تأسيس العالم، أحبنا أنحن موجودين؟!، هل نحن في الخلقة كنا موجودين؟ لا لم نكن موجودين، لكن في الخلقة أعلن حبه لنا وإن كنا غير موجودين،لأنه يحبنا قبل أن نوجد، أحبنا أولا، تلاحظ أنت الخلقة وكأنها مثل شخص يريد أن يستقبل ضيف عزيز جداً فيهيئ له كل شيء، لا توجدأشياء احتاجها الإنسان صنعت بعدما جاء،بل كل الخليقة صنعت أولا ثم جاء الإنسان، تلاحظ أن الله في ستة أيام يهيئ الخليقة كلها، يخلق أولا ثلاثة عناصر الذين هم العناصر الرئيسية،الذين هم النور، الماء، الأرض، كل هذا في أول ثلاثة أيام، في الثلاثة أيام التي تليهم يخلق العناصر الذين بداخلهم،الذين داخل النور، الذين داخل الماء،الذين داخل الأرض، فتجد في أول ثلاثة أيام يخلق وبعد ذلك يخلق الشمس والجلدهذا في اليوم الرابع،الذي هو مقابل اليوم الأول،اليوم الخامس مقابل اليوم الثاني، اليوم الثاني الذي خلق في المياه مقابل اليوم الخامس الذي خلق فيه كلما يحيا في المياه،اليوم السادس مقابل اليوم الثالث الذي خلق فيه الأرض يخلق كل الدبابات وكل الزروع التي تدب على الأرض،يظل يجهز،يجهز لمن؟لأن هناك زائر مهم جداً يأتي في اليوم السادس، يأتي الإنسان بعدما أعد الله كل شيء يقول نصنع الإنسان على صورتنا كشبهنا، كل هذا!، موضوع حب الله، موضوع حب الله، موضوع انشغاله، موضوع اهتمامه،أحببتهم كما أحببتني،جاء الابن لكي يبلغنا رسالة محبة الآب لنا،الآب بعيد عنا،لم نكن نستطيع أبدا أن نحتويه ،أو نفهمه، ولا ندرك أعماقه، من الذي جعلنا نعرف الآب؟ الابن لذلك نحن في قداس القديس غريغوريوس نقول"أظهرت لنا نورالآب"،أنت الذي أعلمتني،أنت الذي أعلمتني طبيعة الآب،أنت الذي جعلتني أحبه،لأنه كان بالنسبة لي غير معروف،فأنت عرفتني به،فعندما عرفتني به أنا أحببته،هذا هو الحب الكامن في قلب ربنا يسوع المسيح تجاهنا، ومن هنا يقول لك الحب الذي أنا أوصله لك ذلك لكي ما في النهاية أريدك أن تحب الآب مثلما أنا أحببتك جميل الإنسان الذي مصدر الحب داخله يكون من الآب ،يكون من الابن،يكون من الله،فأي حب خارج الله هوحب غاش، حب أناني، حب مصلحة،حب رياء، عندما تريد أن تعرف أنت بداخلك محبة أم لا، أسأل عن مصدرها، إذا تأكدت أن هذه المحبة من الله ستجدها محبة ثابتة، محبة دائمة، محبة غير مترددة، لماذا؟ لأن المحبة البشرية محبة غير ثابتة، هوائية، طوال الوقت تزداد وتقل، لكن المحبة التي من الله هي محبة ثابتة،ما هو مستوي محبة الله لنا؟ يقول لك محبة بلا حدود، محبة بلا مقابل، محبة بلا سبب، محبة ثابتة، قبل أن أوجد وأثناء ما أوجد وبعدما وجدت، هذه هي محبة الله الآب لنا،لذلك يقول لك عندما أنت تتشبع بمصدر هذه المحبة ستكون أنت أيضاً كذلك،ستكون أنت أيضاً مشبع بنفس هذا المستوى العالي من المحبة،فبذلك يكون فيك محبة من الله لذلك الذي محبته ثابتة، الذي محبته لا تنتظر مقابل،الذي محبته تحب أن تعطي، أن تكرم، نتأكد أنها بذلك محبة من الله، هي محبة من الله،هي محبة ثابتة،محبة صادقة، يقال أن هناك ثلاثة مستويات:-
١- مستوي حب الأخذ.
٢-مستويحب أخذوعطاء.
٣- مستوى حب عطاء.
أولا: مستوى حب الآخذ:
يقول عنه أنه درجة متدنية جداً، يقال عنها اسمها الإيروس،هذا حب الأخذ، حب الملكية.
ثانيا: مستوى حب آخذ وعطاء:
هذا المستوي أرقى قليلاً، أخذ وعطاء،منفعة متبادلة، اسمه الفيلو،الفيلو الذي هو تعطني فأعطيك،لا تعطني لن أعطيك، فأخذ وعطاء.
ثالثا: مستوى حب العطاء :
هي محبة أجمل، هي الأغابي،التي هي محبة عطاء دون أخذ،من الذي يستطيع أن يعيش محبة الأغابي؟ الذي أخذ من الله، الذي اكتشف أن الله يحبه بهذا المقدار،الذي اكتشف أن الله يحبه بلاسبب،الذي اكتشف أن الله يحبه دون أن يكون محتاج إلى حبه،هل الله محتاج لمحبتنا؟!هومكتفي بذاته،هو الكائن،هوأحبنا بلا سبب، حب عطاء مطلق،عندما يكون داخلك حب عطاء مطلق أعرف أن محبتك هذه من الله، أعرف أن محبتك هذه ثابتة، أعرف أن محبتك هذه محبة قوية،هي محبة من الله،إذن أي محبة خارجة عن محبة العطاء هي محبة غير أمينة،تريد أن تكون محبتك محبة أمينة خذ باستمرار من مصدر المحبة، أحببتهم كما أحببتني، رأينا ربنا يسوع المسيح يسأل عن الضال،يطلب الكل،يصلي من أجل الكل،يحب المسيئين، يحب المبغضين،من أين أحضر هذه المحبة؟ قال لك كما أحبني الآب، أناجئت لأنقل لكم أعمق ما في قلب الله تجاهكم التي هي محبته، جئت لأحبكم كما أحبني الآب
لذلك أريد أن أقول لك على نقطة هامة وهي أن معاملتنا مع الآخرين هي انعكاس لإحساسنا بالله، كلما تشبعنا من محبة الله كلما عكسنا على من حولنا محبة، وكلما كانت علاقتي مع الله متوترة كلما كانت علاقتي مع من حولي متوترة لماذا؟مثلما هو يقول "كما أحبني الآب هكذا أحببتكم"،أنتم أيضاعندما تكتشف محبة الله لك تصبح تحب كل من حولك،ويقولون أن الأنسان كأنه أمام مرآه، يشاهد فيه انفسه،هذه المرآه هي الآخر،من حولي، كلما أشاهد في هذه المرآه أخطاء هي في الحقيقة أخطاء في أنا،فإذاشاهدت عشرة أخطاء فهم في الحقيقة أخطائي أنا،إذاشاهدت ثلاثون فهم في الحقيقة أخطائي أنا،لأنه في الحقيقة الآخر بالنسبة لي انعكاس لصورة الله، فكلما كانت الصورة مشوهة أعرف أن هناك خطأ في علاقتي بالله، لذلك عندما تجد نفسك اقتربت من الله ستشعر أن كل من حولك ممتازين،وعندما تبتعد عن الله تشعرأن كل الذين حولك سيئين،من أين أتى كل ذلك؟!هل من حولك هم الذين تغيروا أم أنت الذي تغيرت؟ أنت الذي تتغير،هنا يقوللك"أحببتهم كما أحببتني"،ما رأيك عندما نعيش نحن نفس المستوى من المحبة؟،نحب كل من حولنا كما أحبنا الله،لذلك الله يطالبنا بحب للآخرين على مقدار محبته لنا،عندما يجد محبتنا للآخرين مهتزة يقول لك أنت بذلك لا تستحق محبتي، أنت تريد أنني أحبك،أغفر لك،أعطي لك وأنت لا تغفر للآخرين، تريد أنني أظل أعطي لك وأنت تحاسب من حولك على كل هفوة، وماذا بعد ذلك؟!، هنا يريد أن يقول لك حب من حولك كما أدركت محبة الله لك،كلما يكتشف الإنسان كم يتأنى الله عليه تجده يتأنى على الآخرين، كلما يكتشف الإنسان أن الله يعطيه بلا حدود وبلا سبب وبلا مقابل هو يعطي من حوله بلا حدود وبلا سبب ولا مقابل، كلما يكتشف كم أن الله غافر له جميع آثامه فيغفر هولمن حوله جميع آثامهم لذلك يا أحبائي من أخطر الأمور الروحية هي إدراك الإنسان لمحبة الله في قلبه، عندما أنا أدرك هذا الحب فإن حياتي تنجح لماذا؟ لأني سوف أتأكد أنه حتى إذا أنا سيء فهويحبني فسوف يقبلني، فأتوب ،فأنا متأكد أنه لابد أن أعيش مع من حولي بكل الحب، أنا متأكد أني سأذهب إلى ملكوت الحب،الذي قال عنه معلمنا بولس رسول ملكوت ابن محبته، لماذا؟قال لك لأن هذه هي العلامة التي تدخل بها الملكوت علامة الحب، أكثر حقيقة عدو الخير يحاول أن يشوهها مقدار محبة الله لي،يحاول أن يشوهها لأنه عندما أكتشف أن التوبة سهلة، والقبول سهل، والمعاملة مع الآخرين سهلة،و عندما هذه تتشوه أشعر أن توبتي صعبة وبعيدة، وأشعر أن منحولي جميعهم أعداء،وأشعرأنه هناك فواصل كثيرة جدًا بيني وبين الله، بيني وبين نفسي، بيني وبين الآخر،عدو الخير يحاول أن يطمس هذه الحقيقة، أسهل وسيلة تذهبك للتوبة هي أن تشعربمقدار محبة الله،اكتشف محبة الله لك،محبة كما أحب الآب الابن،إلى أن تنغرس هذه المحبة داخلك، تثبت داخل قلبك،فأنت تحب الله بنفس مستوي محبة الآب للابن،ومحبة الابن للآب، دخلنا في شركة هذا الحب، لذلك تجد في القداس الكاهن يحدثك عن "محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة وموهبة وعطية الروح القدس تكون معك"، يريد أن يقول لك محبة الآب هذه تدخل داخلك،تسكن فيك،هذه المحبة محبة تغسلك،محبة ترفعك،محبة تنقيك،لحظه صدق أمام الله، لحظة تكتشف فيها أنك محبوب لديه، تسترد الثقة المفقودة،تسترد مكانك الذي يضيع،تسترد كرامتك التي تتلوث،تسترد فيها الصورةالإلهية، لحظة ما تكتشف مقدار محبة الله لك، اكتشفها كل يوم،أبحث عنها تجدها،وعود كثيرة جدًا بالمحبة،يقول لك "هكذا أحب الله العالم"، مواعيد كثيرة،مواعيد كثيرة للمحبة القادرة أن تغير حياة الإنسان وتغير طريقه،لابد أن تثق أنه مثلما يقول لك يوم بألف سنة وألف سنة بيوم، يوم مع الله يمكن أن يعطيك ألف سنة،يوم مع الله يمكن أن يعوض لك أزمنة، يعوض لك جهل كثير،يوم مع الله يصلح الماضي كله،يوم اكتشفت فيه محبة الله حياتك كلها تتغير،لأن يوم بألف سنة، أنا أريد أن أقول لك يمكن أن تكون لحظات وتغسل ماضي لسنين،وأنت إلى أن تكتشف أن الله غافر،أن الله يحبك،أن الله يشملك برعاية، أن الله يعطيك رغم ابتعادك، ومن هنا ماذايحدث؟نقول له كل هذه المحبة لي يارب وأنا بعيد، يالغباوتي،يالشقاوتي لهذه الدرجة، أنا قد حكمت على نفسي حكم، أنا الذي كنت حاكم على نفسي بالإعدام وأنت معطني البراءة، أنا الذي حاكم على نفسي بالابتعاد وأنت تريدأن تقترب مني،أنا الذي أحكم على نفسي أنك أنت لم تحبني،لذلك لاأستطيع إدراك محبتك،وأنت كل هذاتحبني،يقول لك نعم أنت موضع انشغالي،أحد الآباء يقول "أنا أريدك وأنت تتأمل على صليب ربنا يسوع المسيح تجده وكأنه يقول لك أنا فضلت أن أموت على أن أحيا بدونك،حقا لماذا هو قد مات؟ !مات لكي يأخذنا معه،لأنه إذا لم يكن مات لم يكن مات عنا،إذن حكم الموت كان سوف يظل علينا، أذن نحن كنا سنظل مائتين،قال لك لا بل عوضاً عن أنك أنت تموت أنا قد مت نيابة عنك، فأنا فضلت أن أموت على أن أحيا بدونك،لهذه الدرجة!، وهل تموت من أجلال أبرار؟!قال لك أبدا بل عن خطاة العالم، عن كل قاسي، كل عاتي، لكن المهم يقبل، المهم أن يقول أقبلني، يقول أعطني أحبك مثلما أحببتني،أعطني أن أكتشف مقدار محبتك داخل قلبي،لا يوجد أجمل من الحياة مع الله، لا يوجدأجمل من اكتشاف محبةالله داخل القلب،عندمايكتشف الإنسان يا أحبائي محبة الله في قلبه تصبح حياته تسبيح،حياته شكر،حياته توبة،لاتوجدخطية تغلبه، حتى وإن كان يسقط إلا أن رجاؤه متجدد، حتى وإن كان يضعف إلا إن محبة الله تغلب أي ضعف في داخله، يقول لناهكذا"أني أحببتهم كما أحببتني"،وجدناه يحب العشار، الفريسي، وجدناه يحب الخاطئة والزانية والزاني، وجدناه متأني على الكل،من أين أتيت بهذه المحبة؟! يقول لك كما أحببتني أنا أحببتهم، لدرجة أنه يصل بك إلى نفس مقدار المحبة، ستجد نفسك أخذت المحبة من الله، من مصدر أمين، من مصدر نقي،شبعت بها،واغتنيت بها،فتجدك تظل تفيض على من حولك بحب، بحب أمين، لأن مصدره جاء من الله،راجع مدى إدراكك لمحبة الله لك،كلما أدركت محبته وعنايته كلما تغيرت حياتك،إذا كان على مستوى البشريقول لك عندما شخص يحب شخص آخر الأمور تختلف كثيراً بينهم،يقول لك الحب يصنع المستحيل ، فإذا كان هذا على مستوى البشر فعلى مستوى الله ماذا يحدث؟!،لذلك لا تتعجب عندما تجد أشخاص يتركوا كل شيء ويتبعوه،و عندماتجد أشخاص تذهب وتسعى للاستشهاد، عندما تجد أشخاص تمارس أعمال فضيلة ونسك بطريقة قوية جداً،ماهذا؟! يقول لك حينما أدركوا مقدار محبتي في قلوبهم، عندما يدرك الإنسان مقدار محبة الله في قلبه،يقول لك حينما أدركوا مقدار محبته في قلوبهم ما صبروا أن يمكثوا في أفراح العالم ساعة واحدة، لماذا؟! لم يحتملوا،الذين يقول عنهم الشيخ الروحاني "أولئك يارب الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس"،فلماذا تذهبون لتعيشوا بمفردكم؟!قال لك لكي أتمتع بهذا الحب، لأنه من الممكن أن الناس تعوق محبتي، لأنه من الممكن أن أشياء أخرى تأخذ وقتي، أنا أريدأن أعطي له كل قلبي، كل كياني، لهذه الدرجة!،لايمكن أن شخص يفعل هذا إلا إذا أدرك مقدار محبة الله في قلبه، أبحث عنها ستجدها،لا توجد حقيقة في حياتنا أثبت وأهم من مقدار محبة الله لنا، هي القادرة أن تعيننا، تغيرنا،تقدسنا، تهبنا حب لكل من حولنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينابنعمته لإلهنا المجد دائماأبديا آمين .
القيامة فى حياتنا الجمعة الأولى من شهر برمودة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته و بركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
بالقيامة يا أحبائي أخذنا معرفة جديدة لشخص رب المجد يسوع،عشنا معه أيام تجسده، شاهدنا تعاليمه،شاهدنا معجزاته، شاهدنا أسلوب معاملته مع الكل،كل ذلك كان جزء بسيط من معرفتنا بربنا يسوع المسيح، لكن الذي أعطى عمق ومجد في المعرفة هو القيامة،إذا تخيلنا أن حياة ربنا يسوع انتهت بموته على الصليب ووضعه في القبر وقد انتهت القصة إلى ذلك،الذي أعطى لحياة ربنا يسوع مصداقية وقوة وانتشار وميراث معه في ملكوت السموات هو معرفة القيامة،لذلك عندما أحب معلمنا بولس يقول أنه يعرفه قال "لأعرفه وقوة قيامته"،طريقة معرفتنا بربنا يسوع من خلال القيامة، لابد أن ننظر إلى كل التدابير من خلال القيامة،كل النبوات التي قيلت عنه ننظر لها من خلال القيامة، التجسد والميلاد البتولي ننظر إليه من خلال القيامة،الختان من خلال القيامة، العماد من خلال القيامة،التعاليم من خلال القيامة،الصليب من خلال القيامة،فالقيامة نستطيع أن نقول عليها هي التي أعطتنا شركة الميراث لذلك نستطيع أن نقول أننا في القيامة عرفنا مركزنا الجديد في المسيح يسوع،عرفنا مركزنا الذي في الأبدية،عرفنا أننا قد غفرت خطايانا، وعرفنا أننا أصبح لنا مكان في الأبدية،وعرفنا أن الموت لن يسود علينا،كل هذا أخذناه بالقيامة، لذلك يقول لك "ولدنا ثانية برجاء حي بقيامة يسوع المسيح"،لذلك يا أحبائي الكنيسة تحاول أن تنقل القيامة في مشاعرنا،وفي حواسنا وتجعلنا نحتفل بها خمسون يوم لكي تقول لك لا تدع هذا الحدث يمضي منك،احذر ألا تكون قوته قد دخلت حياتك وصارت داخل ذهنك ومشاعرك ودمك،احذر أن تكون القيامة بالنسبة لك فكرة،احذر أن تكون القيامة بالنسبة لك حدث،احذر أن تكون القيامة بالنسبة لك ماضي،القيامة ليست فكرة،ليست حدث، ليست ماضي،بل القيامة نعمة،القيامة حياة، القيامة سلوك، لذلك معلمنا بولس الرسول يقول لك "فكما أقمتم أيضا معه بإيمان الله الذي أقامه من الأموات"، لابد أنك أيضا تشعر بنصيبك في قيامته من الأموات،يقول لك أقامنا معه، لماذا؟ لأنه لم يقم وتركك،لا لم يكن هدف رب المجد يسوع أبدا أن يقوم هو لكي يعلن أنه بطل،أو مجرد أنه شيء خارق للطبيعة فعله لكي العالم كله يمجده لشخصه، لا ليس هوهدفه أبدا أبدا، لكن هدفه أنه يغلب لك أنت،هدفه أن ينقل لك قوةفعله داخلحياتك أنت،هدفه أنك تكون إنسان قائم،تكون إنسان غالب، تكون إنسان تسلك بقوة ونعمة القيامة في حياتك ،لذلك يا أحبائي لا تحصر ربنا يسوع المسيح في زمن،لاتحصره فيحدث،لا تحصره في مكان،لا تحصره في أشخاص،لا حدث، لازمن، لا شخص،لا مكان، المسيح أعلى من ذلك بكثير، مسيح القيامة هو مسيحنا نحن، القيامة تحدث لنا، وكأن الكنيسة بحكمتها تعطيك خمسين يوم تعيش القيامة لكي تذكرك أن المسيح القائم من الأموات يجول في وسطنا يباركك ويعلن قيامته في حياتك،حتى إذا كنت أنت لم تذهب إلى القبرفهو يأتي إليك،مثلما فعل مع التلاميذ،فهناك الذي ذهب إلى القبر إذأعلن له،لكن الذي لم يذهب هوجاء له،هوأعلن نفسه لكل الفئات،يذهب للعلية والأبواب مغلقة، يذهب في شوارع المدينة يعلن نفسه لكل إنسان، الذي لديه اشتياقات أعلى وهو الذي يأتي له يعلن نفسه،الذي ليس عنده وبطيء القلب، والذي ترك، والذي ندم على الوقت الذي أمضاه مع ربنا يسوع أيضا هو يأتي له مثلما فعل مع تلميذي عمواس،هذه هي قوة القيامة التي تريدنا الكنيسة أن نشعر بها، لذلك تعطي لك خمسون يوم نحتفل بالقيامة،تكون بهجة قوة القيامة يا أحبائي هي التي تجعلنا نتحرك،هي التي تجعلنا نئن بخطايانا،هي التي تعطينا إحساس بأن حياتنا تبدلت،أستطيع أن أقول لك أن الصليب أعطى لنا عطايا والقيامة أعطت لنا عطايا، الصك الذي علينا محي بالصليب هذا جيد،لكن لا يكفي أن شخص مايدفع لك الدين الذي عليك وأنت لا تزال رصيدك صفر، شخص دفع الدين الذي عليك إذن أصبحت براءة، لكن القيامة تعطيك البر الجديد، ليس فقط تمحو لك الخطايا لا بل تعطيك أيضاً بر،مات لأجل خطايانا، قام لأجل تبريرنا،الصليب فعل والقيامة فعلت،والإثنين لفائدتنا،لذلك أستطيع أن أقول لك هذا الصليب محى الصك الذي يخصك فيه لذلك أنت تمجد الصليب،لكن الصليب أنت تنظر إليه من خلال القيامة،والقيامة تنظر إليها من خلال الصليب،الاثنان وجهان لعملة واحدة،فالذي يلاحظ منكم أن صليب زفة القيامة هونفسه صليب زفة الصليب،لكن هوالصليب له وجهين، أحياناً نستخدمه من الوجه الأمامي حيث صورة يسوع المصلوب عليه، وأحياناً نستخدمه من الوجه الخلفي حيث صورة القيامة،لأنهما وجهان لعملة واحدة، المسيح القائم هو المسيح المصلوب، والمسيح المصلوب هو المسيح القائم، كل الذين شاهدوه على الصليب شهدوا أنه إله،فنظروا القيامة من خلال الصليب،أيضا جميع الذين رأوه وهو قائم رأوه قائم مصلوب لماذا؟ لأنه يؤكد علي حقيقة صليبه، يقول لك عندما ذهب للتلاميذ أراهم يديه، جنبه،اراهم جراحاته، حتى الملاك عندما جاء ليتحدث مع المريمات قال لهم أنتم تريدون يسوع المصلوب؟ !لأن اقتران الصليب بالقيامة هذا مؤكد، كل نعمة أخذناها في الصليب تأكدت بالقيامة، وكل فعل عمله الصليب استمر بالقيامة، وكل ما لم نستطيع أن نفهمه في حياة ربنا يسوع فهمناه بالقيامة،الضعف الذي شاهدناه فيه أثناء الصليب نستطيع أن نقول أننا باركنا هذا الضعف من خلال القيامة، من هنا القيامة أنارت الحياة كلها،من هنا القيامة عرفتنا شخص ربنا يسوع المسيح من جديد، كشفت لنا أسرار،كشفت لنا سرخلود وحياة أبدية،في الصليب يقول القديس يوحنا ذهبي الفم "في الصليب مات الموت وفي القيامة أخذنا الأبدية"،فهو لا يكفي أنه غلب الموت لا في الصليب مات الموت،أما في القيامة فأخذنا الأبدية،من هنا أستطيع أن أقول لك أنك أنت اليوم في فترة الخماسين أحذر أن تأخذ ها فترة استهتار بل فترةعطايا،فترة نعمة،فترة ثبات، هي فترة مجيدة في الكنيسة، عدو الخير أحياناً يستغل هذه الفترة للكسل،الاستهتار،الطعام،الشراب، أبدا أنت لابد أن تعرف أنك انتقلت إلى مرحلة جديدة بالقيامة، أنت أصبحت أكثر قوة في القيامة،أنت الآن أصبح فيك إنارة الحياة والخلود، أنت الآن أصبح جسدك منضبط، جسدك هذاأنت قمت بترويضه لمدة٥٥يوم،من هنا تقول لك أنت ان تقلت بجسدك من فعل جسداني لفعل روحاني،أنت جسدك لم يعد يسيطر عليك نهائيا، هذه هي بهجة الخماسين،وهذه هي قوة القيامة،أن الإنسان تاب،ندم،تذلل،في فترة الصوم الكبير فان فجر فيه نورالإنسان الجديد،فبدأ يسلك بروح القيامة،لذلك عدوالخير أحيانا يحاول أن يقول لنا أن أيام القيامة هذه أيام كسل وفتور، فبذلك لن نعلم ماذا تريد الكنيسة أن تقول لنا؟!،ونكون لم نستفيد من الصوم، وكنا نضحك على أنفسنا 55يوم، صوم انقطاعي، صلوات، قداسات،يقول لك لابد أن تعرف ما هو الهدف؟،ما هوالقصد؟،القصد أن حياتك تتغير، تتبدل،القصدأن يكون هناك إنسان جديد قد ولد داخلك، تسلك بروح القيامة في هذه الفترة لكي أنك بدلاً من أن تسلك بحسب الجسد أصبحت تسلك بحسب الروح، وقد يكون القديس أوغسطينوس أعطى تفسير للكلمة التي أحيانا تحيرأشخاص كثيرة جداً وهي الكلمة التي قالها ربنا يسوع لمريم المجدليةعندما قال لها "لا تلمسيني"،هناك تفاسيركثيرة جداً لهذه الكلمة لكن هناك تفسير جميل للقديس أوغسطينوس حيث يقول لك أن رب المجد يسوع يريد أن ينقلها من المحسوس إلى غيرالمحسوس،يريد أن يقول لها قد انتهينا من حكاية اللمس هذه لأنك أنتي الآن من المفترض في نور القيامة،وفي معرفة القيامة،تتبدل معرفتك بربنايسوع المسيح من مستوى اللمس إلى مستوى شركة الحياة،هذا مستوى أعمق، هذاهوالذي نحن الآن نعيش به،المستوى الذي نعيش به أننا نعيش في نورالقيامة وبهجة القيامة،من هنا نحن نعيش غالبين ومنتصرين،تأتي الكنيسة تجدها قامت بعمل قطمارس لفترة القيامة لأنها تتعامل معها بوقار خاص، تجد آحاد القيامة لها فكر متدرج مثلما كان لفكر أسابيع الصوم فكرمتدرج، تحدثك عن الثبات في المسيح،أنه نورالحياة، وماء الحياة، وهو خبز الحياة، وأنه طريق الحياة،تريد أن تثبت فيك معرفتك بالمسيح لكن في ضوء القيامة،كل حدث فعله المسيح أنت إذافهمته بطريقة مجردة بعيد عن القيامة سوف تفهمه بطريقة مختلفة، تخيل أنت عندماهو قال لهم أنا أنقض هذا الهيكل وأبنيه في ثلاثة أيام،تلاحظ المشكلة التي حدثت عندما قال لهم ذلك،بالطبع هذا الهيكل شيء عزيز عليهم جداً،الأمه اليهودية الهيكل بالنسبة لها هو رجائهم ليس في الدهرالآتي لا بل رجائهم في الدهر الحالي،هم ناظرين إليه أنهم ركزقوتهم، سر بركتهم، لم يقصدوا البركة الروحية لكن بركتهم كازدهار عالمي،كسطوة، كنفوذ،كأموال، فعندما يقول لهم أنا أنقض هذا الهيكل فهذه كارثة بالنسبة لهم، لذلك هو كان يقول لهم هذا الكلام، يقصد جسده، يقصد القيامة،أنه سوف ينقضه ويبنيه في ثلاثة أيام كان يقصد القيامة، تعاليم كثيرة جداً لربنا يسوع إذا نظرنا لها خارج القيامة لا نفهمها، لكن أنظر لها من خلال القيامة، عندما يقول لك"أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولومات فسيحيا"،تسمع منه هذه الكلمة قد تندهش،من الممكن أن تقول أنه قد بالغ قليلاً في كلامه،من يستطيع أن يقول هذه الكلمة؟، هل هناك بشريستطيع أن يقول أنا القيامة والحياة؟!، فهي كلمة صعبه جداً،يقول لك نعم كان من الممكن أن لا تفهمها لأنه هو لازال موجود علي الأرض لكن عندما أنت الآن ترى هذه الآية وتتلامس معها وهو قائم فأنت تقول آمين، حقا أنت هو القيامة والحياة لماذا؟ لأنك تذوقت هذا فيه،عندما هو قال أنا هو القيامة والحياة يقول لك لكي أنت أيضا تمسك بهذا الرجاء،عيش في القيامة والحياة،عيش في نعمة القيامة كممارسة يومية كان المتنيح أبونا بيشوي كامل يقول لك أجمل أيقونة للقيامة صورتين نقول له نعم يمكن أن يكون الفن القبطي،يمكن أن يكون أيقونةالفنان (فلان)، يقول لك أبدا بل أجمل أيقونة للقيامة هي أيقونة تائب وأيقونة شهيد، أجمل أيقونة للقيامة تائب لماذا؟! غلب موت الخطية،انتصرعلى الضعف البشري، تحول جسده من جسد شهواني إلى جسد روحاني،هذه أجمل أيقونة للقيامةلذلك في كنائس الروم أحياناً يجعلوا زفةالقيامة بها أيقونات قديسين توبة وشهداء، لماذا؟ يقول لك لأن هؤلاء هم التطبيق العملي لفكر القيامة،هم التطبيق العملي لروح القيامة،هم نماذج حية للقيامة،قديس تائب مثل القديس أوغسطينوس، القديس موسى الأسود هذا تائب،تريد أن تبتهج بالقيامة مارس التوبة من داخلك، وانتصر على الضعف، وانتصر على كل ما هو يميل للجسد،انتصر على روح الموت التي داخلك بذلك تشعر بالقيامة،أنهاحقا ليست شيء يمس ربنا يسوع المسيح وقد انتهت،لابل هذا حدث يمس حياتي أنا، يمس قيامتي أنا،أيقونة شهيد لماذا؟انتصر على الموت، لم يعد الموت يهمه،أصبح يسرع للموت، من هذا الذي يسرع للموت؟يقول لك الذي لديه رجاء القيامة، الذي لديه فكرأبدي،الذي لديه فكر أبدي الموت بالنسبة له لا يكون مزعج،من الذي لم يصبح الموت بالنسبة له مزعج؟السالكين بروح القيامة، لذلك معلمنا بولس يقول لك "عالمين أن الذي أقام يسوع سيقيمنا نحن أيضاً بيسوع"، نحنا أيضاً سنقوم، إذا كان قد قام فهو قام لأجلنا نحن كمؤمنين،يالبهجة النفس يا أحبائي التي تعيش في نعمة القيامة، يا لفرحة روح القيامة عندما تسيطر على مشاعر إنسان، تجد فكره تبدل، جسده تبدل، مشاعرهتبدلت،اصبح يعيش بفكر آخر، الناس منحوله لها اهتمامات مختلفة،لكن هو قائم، هوغالب كل هذا،هو هذا الكلام بالنسبة له جاهد فيه وفي النهاية حسم لفعل القيامة،انتهى، القبروالظلمة والنتنة والموت والماضي هذا كله انتهى تماما، فقداصبحت تسلك فيجدة الحياة بروح القيامة،أصبح لديك أنت نعمة الانتصار،هذاهوفعل القيامة الذي ربنا يسوع المسيح لم يريد أن يقوم لنفسه،لم يريد أن يقوم لنفسه بل هو أقامنا معه كل فعل عمله المسيح يا أحبائي فقد عمله من أجلنا،فمات من أجلنا،قام من أجلنا، صعد من أجلنا، حل الروح القدس من أجلنا،وصنع آيات وعجائب من أجلنا،لا توجد آية أو معجزة صنعها ربنا يسوع المسيح لكي يعلن قدرته هو، أبدا إطلاقاً،فكثيراً كان يكون هناك إلحاح في طلب معجزات ولم يكن يصنع معجزات، المعجزة لم تكن بالنسبة له غاية ولكن كانت وسيلة للتعبيرعن محبته لنا،شفقه،وسيلة للتعبير عن شخصه، عن رحمته،عن محبته، عن أبوته، عن مشاعره تجاهنا،لذلك يقول لك أقام ابن الأرملة،أقام لعازر، كل ذلك ينقل لنا فعل بركات في حياتنا،ليس مجرد أنه يعلن نفسه بطل،لذلك المسيح عندما مات فقد مات لأجلنا،عندما قام فهوقام لأجلنا،عندما صعد فهو صعد من أجلنا، ما الفائدة أن يقوم المسيح وأولاده لم يقوموا؟!، هو قام نحن أيضاً نقوم،هو قائم نحن أيضا لابد أن نكون قائمين، وإلا كان فعله سيكون لنفسه،وهو لم يرد أن يكون لنفسه هو لنا لذلك يا أحبائي فترة الخماسين فترة مذاقة جديدة لنعمة القيامة في حياتنا، لا تأخذها بكسل،لا تأخذها على هدوء فترة للتراخي،أبدا بل هي فترة للتمتع ببركات جديدة تذوقها بطعم جديد،أي أنه من الممكن أن الكنيسة على سبيل المثال تقرأ لك في فترة الصوم الكبيرإنجيل السامرية ستجد أيضا في فترة الخماسين يقرأ إنجيل السامرية لكن يقول لك لاانتبه لأن القصد هنا له غاية والقصدهنا له غاية أخرى، ما القصد؟! أقول لك في الأولى التوبة والثانية التمتع بماء الحياة، الأول نركز فيه على توبة السامرية ورجوع السامرية لكن الثانية نركز فيها على الجزء الثاني عندما رجعت السامرية كيف عاشت؟،كيف أحبت المسيح؟،كيف تبعته؟،كيف خدمته؟،هذه هي الفكرة التي تحتاج أن تعيشها في فترة القيامة، فترة مبهجة، فترة كلها بركات لذلك أرجو أن الله وهويعطينا نعمة القيامة ألا تكن بالنسبة لنا فكرة أو نظرية أو حدث قديم، لا أبدا فهو حدث يتجدد داخلنا باستمرار،كل فعل لصليبه نقل لنا،ثبت فينا من خلال نعمة القيامة، من هنا أستطيع أن أقول لك أنك أنت في هذه الفترة تأمل في قيامتك أنت، تأمل في ما هي الضعفات التي لا تستطيع أنت أن تتخلص منها، كيف يكون المسيح خارج القبروأنا داخل القبر؟،كيف يكون المسيح قام من أجلي أنا لكي ما أنا أقوم وأنا لم أقم بعد؟!،إذن يارب أنت تساعدني أنني أقوم،أنت يارب الذي تفك قيودي، أنت الذي تحل رباطاتي،أنت الذي تعطني قوة قيامة جديدة في حياتي،أنت أعطيتني فترة خماسين لكن أنا أشعر فيها بالكسل،كيف أرفع قلبي ومشاعري،كيف أسلك بروح القيامة؟، هذاهو الهدف من فترة القيامة أنني أثبت في المسيح لذلك أحيانا تجد القداسات لم تعد ممتلئة مثل الصوم الكبير يقول لك من المفترض أن أكثر فترة تتناول فيها هي فترة الخماسين، يقول لك كيف فهي فترة راحة؟ أقول لك لا بل هي فترة ثبات في المسيح، من أكثر الوسائط التي تنقل لك فعل القيامة في حياتك هوالجسد والدم،لأن هذاهو الذي يجدد فيك روح القيامة،الذي يعطيك نعمة القيامة،هذا هو خبز الخلود،من هنا أستطيع أن أقول لك لا تظن أن فترة الخماسين فترة للإهمال أو للتراخي بل هي فترة ثبات، فترة تقديس، فترة قيامة، فترة تعرف فيها ربنا يسوع المسيح بمعرفة جديدة لذلك لاتندهش أن التلاميذ عرفوه من جديد في القيامة، لذلك لا تتعجب عندما يقول لك أنه فتح أذهانهم لمعرفة الكتب في القيامة، ولكن هذا الكلام كله كانوا يعرفوه لكن كل ما عرفوه هي معلومات القيامة أنارتها كلها،كلها نورت بالقيامة،فمن الممكن أن نكون نعرف أشياء كثيرة وعندما نعيش القيامة سوف نعرفها بطريقة جديدة،لو لم نعيش القيامة نعرفها كأحداث أو كمعلومة وليس هو هذا قصد الكنيسة أبدا وليس قصد الإنجيل،وليس قصد ربنايسوع أننا نعرفه كأحداث أو كمعلومة،هذه الأحداث والمعلومات من الممكن أن تخرج لنا ناس فلاسفة لكن جمال كنيستنا وجمال حياتنا أنها لم تخرج فلاسفة لكن تخرج قديسين،تخرج قديسين عاشوا ما قدعرفوه، مارسوا محبة ربنا عمليا، تذوقوها واختبروها، من هنا أصبحت القيامة بالنسبة لحياتهم هي فعل القيامة تعطيك حياة جديدة، القيامة تعطيك نعمة انتصار، القيامة تفرحك بتوبتك،القيامة ثبات في المسيح ربنايمتعنا بروح القيامة ويثبتنا في شخصه القائم من الأموات يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين.
نيقوديموس الذى أتى إليه ليلا الجمعة الثانية من شهر برمهات
قي إنجيل معلمنا يوحنا التلميذ والبشير أصحاح " 3 " يتكلم عن إنسان إسمه نيقوديموس رئيس اليهود – أي المجلس الأعلى لليهود – .. هو أحد أعضاءه .. وهذا المجلس مُكون من " 72 " عضو من مشايخ اليهود يتحكموا في كل الأمور المدنية الخاصة بمصالح اليهود .. هو واحد من أعضاء هذا المجلس ذو شأن كبير جداً وكان رجل لديهِ تساؤلات عند ربنا يسوع .. يرى حياته ونِفسه يقترب إليه ولكن مركزه منعه .. تجنب الإحتكاك والحديث في الأماكن العامة والأوقات المعروفة فذهب إليهِ ليلاً القديس يوحنا يقول في إنجيله كلمة في منتهى الرقة تُعبِّر عن الحدث .. لم يقُل عليه أنه خائف أو جبان أو أي صفة سلبية واكتفى أن يقول عليه أنه " أتى إليهِ ليلاً " رغم أنه كررها أكثر من مرة .. " الذي أتى إليهِ ليلاً " .. نعرف أن نيقوديموس هو الذي ذهب مع يوسف الرامي ليُنزِلوا جسد يسوع من على الصليب .. ويتذكرها القديس يوحنا فيقول " الذي أتى إليهِ ليلاً " أيضاً نيقوديموس هذا لديهِ المعرفة ولكن ليس له حياة .. عنده معلومات ولكن ليس عنده الإيمان الحي .. في أحداث الصليب لم نجد منه أي تعاطف رغم إنه بعد ذلك لم يحتمل ما رأه من تعذيب ربنا يسوع المسيح على الصليب .. وفي النهاية طلب الجسد مع يوسف الرامي ولذلك نقول بسبب الخوف من اليهود والمركز الإجتماعي والوضع بين الناس يعوق بركات كثيرة جداً على الإنسان .. حسابات الإنسان كثيراً ما تكون خاطئة .. ينظر الإنسان للأرض ولم ينظر إلى فوق وقلبه أيضاً كذلك .. حسب حساباته بسبب الخوف من اليهود المولود أعمى لم يخاف أن يُطرد من المجمع مثل نيقوديموس .. لم يخاف أن يقول أن هذا الرجل جعلني أُبصِر .. أحياناً يحتاج الإنسان أن يعمل هذه المفاضلة في حياته ويختار .. لذلك يقول الأباء القديسين في شرحهم للكتاب المقدس أن نيقوديموس هذا له إيمان الظلمة أو الظلام .. إيمان بالليل .. الإيمان الذي لا يستطيع أن يُعلنه .. إيمان غير مُعلن .. إيمان ناقص عنصر مهم جداً حي وفعال ونشيط .. يقول الأباء القديسين أن الإيمان النشيط يُحوِّل الخائف إلى شهيد .. مثل معلمنا بطرس الرسول أصبح لديهِ قوة بعد أن كان خائف لذلك عبَّر يوحنا في رقة عن هذا الإنسان ولم يقل أنه كان خائف أو جبان ولكن عبَّر بكلمة واحدة " أتى إليهِ ليلاً " .. كما قال أيضاً معلمنا يوحنا عن يهوذا عندما أعطاه الرب يسوع لقمة يقول { أخذ اللقمة خرج للوقت وكان ليلاً } ( يو 13 : 30 ) أي هذا العمل للظلمة التي دفعته لذلك قال نيقوديموس { يا مُعلِّم نعلم أنكَ قد أتيتَ من الله مُعلِّماً } ( يو 3 : 2 ) .. هذه الكلمة تدل على أنه لديه يقين في أن ربنا يسوع عنده شئ فريد جداً .. كلمة " مُعلِّم " يقصد بها مرتبة عالية جداً مثل أستاذ جامعة .. مثل " رب .. رابي .. ربوني " .. هناك ثلاث درجات عند اليهود :-
الرب ← مُعلِّم جماعة صغيرة من الأطفال .
رابي ← مُعلِّم أكثر قليلاً .
ربوني ← مُعلِّم المُعلِّمين .
هنا يقول له " ربوني " .. { يا مُعلِّم نعلم أنكَ قد أتيتَ من الله مُعلِّماً لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معهُ } إنه مبهور بالآيات والتعاليم وعقله يقول أنه رابوني .. هو شخص ربنا يسوع المسيح .. هو مُعلِّم رغم أنه لم يتخرج من مدارسهم الرسمية .. هو على يقين أن معرفته كبيرة جداً .. كلمة " نعلم " أي الجميع يعلم والمجلس كله يعلم .. يوجد عند اليهود قديماً اعتقاد أن أي أحد يقوم بعمل آيات يُبقى يأخذ رتبة أو درجة أو كرامة أعظم من المُعلِّم .. لدرجة عندما يريدون قياس تقوى إنسان تُقاس بالآيات .. هذا الفكر راسخ عندهم .. أي الآيات دليل على أن المسيح رجل الله – قياس يهودي – أي أنه بدأ يؤمن أنه من عند الله ومُرسل من عنده ولكن لا يستطيع أن يعرف ويتأكد من هو المسيح وكرامة المسيح وماهيته نرى ربنا يسوع المسيح يُجاوبه إجابة مختلفة جداً وكأنه يُجيب عن أفكاره التي لم يُعلن عنها .. فقال الرب يسوع له { الحق الحق أقول لك } – إعلان عن التأكيد واليقين – { إن كان أحد لا يُولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله } .. وكأنه يقول له " إنتظر رويداً لأن هذا الكلام كله أسرار .. هذا الكلام يحتاج إلى خليقة جديدة .. وتحتاج أن تولد من فوق " .. تعجب نيقوديموس وقال { كيف يمكن الإنسان أن يُولد وهو شيخ } .. فيرد ربنا يسوع المسيح ويقول له { المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح } يريد أن يقول له هناك ولادتين واحدة من الجسد والأخرى من الروح .. فرق كبير بين ما يُنتسب للسماء بميلاده الجديد وبين ما يُنتسب إلى الأرض بميلاده الجسدي .. كل هذا يحتاج إلى إدراك على مستوى الأسرار وليس على مستوى التحليل العقلي .. لذلك حياتنا المسيحية تتلخص في أن المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح وعنده دعوة مختلفة ويقين مختلف وحياة مرفوعة إلى فوق وإيمان يسلُك به ويقين في أمور غير مرئية .. هذا لأنه مولود من الروح نحن أخذنا عطية كبيرة جداً .. أخذنا ميلاد الروح .. هذا الرجل بكل معرفته لا يستوعب .. ولكن أنت بميلادك الفوقاني تقول " أؤمن وأعترف وأُصدِق " .. كيف تُصدق أن الخبز يتحول إلى جسد ؟أو كيف تُصدق أن الماء عندما ينزل فيه الطفل فإنه يُولد بالروح ويكون له نصيب في ملكوت السموات ؟ حذاري أن تكون مولود بالروح وتسلُك بالجسد .. وأنك مدعو أن تكون من مواطني السماء وأنت تعيش كمواطنين الأرض .. وأن يكون لديك المواعيد العظمى والثمينة وأنت ملهي في الأرض خسارة أن تحصر عقلك في الأمور التي تُرى .. بل أُحصر نفسك في الأمور التي لا تُرى .. أنت تسلُك كروحاني .. فهل قيود الجسد وروح العالم طاغية عليك وتقودك وتُنسيك طبيعتك ؟
أجاب يسوع وقال { إن كان أحد لا يُولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله } .. إيمان على مستوى روحي وميلاد جديد يحصل عليهِ الإنسان وطبيعة جديدة .. آه لو أدرك الإنسان أنه مولود من الروح وأعطى فرصة للروح تقوده وصدَّق المواعيد وسلك بالإيمان سيجد الكثير إختلف في حياته وأدرك أنه لا يعيش بالطعام والشراب .. أدرك معنى العفة ومعنى الحياة وجمال الأبدية .. كل هذا يأتي بالروح .. الروح في الميلاد الجديد يبطُل مفعوله .. الروح يريد أن يقوم بثورة في الداخل ونحن من نُقيِد الروح هذه كل اشتياق روحي يقودني له أتعطل وأعطل النعمة .. وهنا قال له الرب يسوع { الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب .. هكذا كل من وُلد من الروح } يريد أن يقول له أنه يأخذ الأمور على مستوى العقل فاجعلني أُحدِّثك على مستوى العقل .. فهل رأيت الريح تأتي شديدة جداً ولكنك لم تشاهد شئ ولكنك حاسس وشاعر وسامع ولكن لم ترى .. ولكنك تعرف أن هناك شئ لأنها قامت بشئ ملموس .. أوقعت شجر أو بيت ويوجد صوت الروح كذلك لا نعرف الأبعاد ولكن نعرف أفعالها .. ممكن أعطي فرصة أكبر للروح ليظهر مفعولها في حياتي .. لذلك أقول الروح القدس وروح الله والميلاد الفوقاني أعطاك تصديق لأمور لا يستطيع الآخرون أبداً أن يُدركوها أو يفهموها – أبداً – .. من قادر أن يفهم التجسد أو الصليب أو المعمودية أو الأسرار والكتاب المقدس والمواعيد وطبيعة الحياة السماوية وتفاهة العالم .. كل هذا يحتاج إلى الروح .. وأنت أخذت الروح التي تجعلك تُصدق كل هذه الأسرار .. الروح الذي يُغيِّر كيانك وفِكرك .. هل يصح أن أسلُك كما الذين لم يأخذوا هذه الروح .. كيف ؟إن أخذت الروح هل أسلُك كإنسان سماوي في ميولي واتجاهاتي وأفكاري أم يحكمني قانون العالم والجسد ؟ الروح القدس عمله سري لذلك شبَّههُ بالريح ولكنك تُدركه وتُدرك آثاره .. الكنيسة تريد أن تقول لك أنك في فترة الصوم هدفها أن نُطيع الروح والريح التي بداخلنا نخضع لها ونسلُك بالإيمان وأتحول من ميل للعالم إلى ميل للسماء .. كل نداء بر ورغبة قداسة أطاوعها أحياناً نرى أُناس درجة حياتهم الروحية تصل إلى العجب .. حياة عفة وتسامح وصوم ويُعطي ويبذل .. كل هذا يُثير العجب .. فيقول لا تتعجب لأن الأمور الروحية تحتاج إلى إيمان وتصديق ووعي لا تأخذ الأشياء بفتور ومظاهر بل أُدخل للجوهر والأعماق وكل الأسئلة لها إجابة .. إطرح نفسك .. وإن كان نيقوديموس أتى إليهِ ليلاً تعال أنت إليهِ نهاراً .. وإن كان نيقوديموس خائف فلا تخف أنت .. تكلم معه في كل وقت وهو مستعد على أن يجاوبك ويعطيك على قدرة استيعابك ويُعطيك على مستوى استعدادك .. أعطي أكثر من استحقاقات نيقوديموس .. لم يقل له لماذا تأتي ليلاً .. لم يصرِفه ولكنه أطال أناته وتكلم معه وإن كان لم يُظهر داخله ما بداخله ولكن عن طريق أسئلة جاوب عنها بفكره وعدم إيمانه هذا هو أجمل ما في شخص ربنا يسوع .. أطرح نفسي أمامه ويعلمني أسرار .. عليَّ أن أصدق وأخضع وأفعل وأغيَّر إنساني الداخلي وأتحول في النهاية إلى تلميذ لربنا يسوع المسيح .. لذلك الكتاب المقدس ومُعلمي الكنيسة يقول أن نيقوديموس هذا صار تلميذاً لربنا يسوع .. هذا هو التحول الذي النفس مدعوة له .. إن كان الإنسان في البداية متردد وخايف المسيح يقول لنا إنه يدعونا أن نُولد من فوق وعليك أن تسلُك بالروح ويتغير كيانك على مستوى فِعل حياة داخلية ربنا يعطينا أن نُدرك ونسلُك بالروح وأن نكون أُمناء لدعوتهم ونسلُك حسب ميلادنا الفوقاني ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته وبركته له المجد دائماً أبدياً آمين