العظات
فضائل فى العذراء
بسم الاب والابن والروح القدس الى واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين
ايام السيده العذراء ايام كلها افراح مليئة فضائل وبركات نتكلم في اربع شخصيات قصدهم اربع فضائل في السيده العذراء واحد الملاك قصاده ايمان اثنين يوسف قصاده صمت ثلاثه اليصابات قصادها خدمه اربعه سمعان الشيخ قصاده الآلام
اولا الملاك قصاده ايمان
السيده العذراء بنت بسيطه نادره نفسها لحياه البتوليه نادره نفسها ان تكون نظيره الى الله،فجاء لها الملاك وهي داخل بيت يوسف الصديق جاء لها الملاك وهي مخطوبه ليوسف البار قال لها ها انتى تحبلين وتلدين ابنا ويدعى اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا تحبلين ! كيف! قالت له كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا؟! كان من حقها ان تستغرب وجدنا قال لها الروح القدس يحل عليكى وقوه العلى تظللك القدوس المولود منك يدعى ابن الله وجدنا السيده العذراء بإيمان وبساطه شديده تقول له هوذا انا امه الرب ليكن لى كقولك الانجيل يقول لنا طوبى للتي امنت بما قيل لها من قبل الرب الملاك قصاده ايمان يبشرها بشيء مستحيل امر صعب وعجيب عذراء تكون حامل ؟! من قبل الروح القدس امر عجيب لو كان حصل قبل ذلك مع اي حد في التاريخ كله كنا نقول مثل ما حصل مع فلان عندما نقول عن زكريا واليصابات نقول له انك سوف يكون لديك ولد فيقول كيف وانا في سنه كبير و كم من نساء ولدوا في العهد القديم كبار السن ساره ورفقة ورحيل نساء كثيره جدا ولدوا من بعد عقم السيده العذراء لم يكن أحد قبلها ولد بهذة الطريقة او بعدها يولد بهذه الطريقه كون ان السيده العذراء تؤمن بأنها هتلد رغم انها عذراء هذا امر فائق للعقل البشري واي امر فائق للعقل البشري هو ايمان ما هو الايمان الثقه بما يرجى الايقان بأمور لا ترى الايمان هو تصديق كل ما هو الهي حتى وان كان ضد فكر البشرهذا هو الايمان السيده العذراء آمنت بما قيل لها من قبل الرب ايمانها قوي لديها تصديق لمواعيد الله لكنه ضد الطبيعه وضد العقل حتى ضد رغبتها وضد سمعتها طوبى للتي امنت بما قيل لها من قبل الرب معلمنا بولس الرسول يقول لانه بدون ايمان لا يمكن ارضاءه لكي تعيش مع الله بصوره صحيحه زود رصيدك في الايمان اجعل لديك ايمان بمواعيد الله في العالم سيكون لكم ضيق ثقوا انا قد غلبت العالم هذا وعد لابد ان يكون لديك هذا الايمان من يمسكم يا مس حدقه عيني هل لديك ايمان بالحياه الابديه هل لديك ايمان انك طالما عايش مع الله يعطيك فرح وسلام! هل لديك ايمان بأن الخبز والخمر الذي على المذبح يتحولوا يكونوا جسد ودم حقيقي هل لديك هذا الايمان مصدق الامور التي فوق العقل تجعل عقلك يكون تحت كلام الله أو فوق كلام اللة ما هي درجه الايمان ؟! هذه الغلبه التي نغلب بها العالم ايماننا ما الذي يميز انسان عن انسان الايمان ؟! هل لديك ايمان بمواعيد الله هل لديك ايمان ان الله يحفظ حياتك ويحفظ دخولك وخروجك هل لديك ايمان ان الله يرتب لك بكره ام خايف وقلقان هل مصدق مواعيد الانجيل هل مصدق بركات الانجيل هل مصدق نعمه الانجيل ؟! السيده العذراء امنت رغم انها قال لها شيء ضد رغبتهاعندما تأتى ببنت شابه ورهبه واتي بسيده متزوجه وقول للثلاثه انت تكوني حامل اكثر واحده ما تصدقشهى مين ؟! الراهبه خبر مزعج جدا الست العذراء وضعت في قلبها انها تعيش في بتوليه طول العمر وعاشت نظيره الى الله وذهبت لبيت يوسف وهذا رجل كبير في السن ليس بغرض الزواج ومع ذلك جاء يقول لها انت ستكوني حامل امر بالنسبه لها صعب ومع ذلك امنت طوبى للتي امنت بما قيل لها من قبل الرب جميل الانسان الذي يصدق مواعيد الله جميل الانسان الذي يكون مطمئن سلمنا فسرنا نحمل احدى السيدات في الكتاب المقدس اسمها المرأة الشونامية ليس لديها اولاد ذهب لها اليشع النبى وصلى لها وقال لها سيكون لديك ابن فشكرت الله كبر الولد واصبحت فرحان به رجع ابنها في يوم من الايام من الحقل تعبان شوية شمس اتو في دماغه نام سخن المهم انه مات ماذا فعلت السيدة الشوناميه ماذا فعلت؟! اغلقت عليه الباب ولم تقول لاي انسان فذهبت الى زوجها وقالت لة انى ذاهبة الى رجل الله ولم تقول له ان ابنها مات فذهبت الى اليشع فقابلها تلميذه وقال لها انه مشغول فاصرت ان تقابله فقال لها ماذا تريد مني ؟! اسلاما لك؟ قالت له سلاما اسلاما لرجلك ؟! قالت له سلام قال لها اسلاما للصبي؟! قالت له سلام فقالت له كنت اريد ان تصلي للصبي لانه مات فقال لها اتي معك بتلميذى قالت له انت لابد الذي تأتي معي دخل اليشع صلى للولد فقام من الموت ايمان هذه المرآه ايمان السيده العذراء كلام الملاك للسيده العذراء كان ممكن جدا لم تصدقه زكريا الكاهن عندما جاء له المكان الملاك لم يصدقه فقال ستظل اخرس لحين ان تولد امراتك رغم ان زكريا لم يكن كبير لهذه الدرجه الكاهن اليهودي كان يبدأ خدمه تحت التدريب عنده 25 سنه ويبدا خدمه حقيقيه من سن 30 سنه ويتوقف عن ان يدخل الهيكل ويقدم بخور في سن ال 50 سنه البشاره التي جاءت لزكريا كان سنة لم يأتي الى الخمسين سنه ليس مستحيل على هذا الرجل ان يأتي باولاد ومع ذلك لم يصدق السيده العذراء امنت لانها سيده عجيبه كون انة لديه زوجه ولم يصدق امال هي اللي ما عندهاش رجل ومصدقه الايمان لابد ان نقيس ايماننا على ايمان السيده العذراء نصدق كلام الله ام لا نطاوعه ام لا اقول له انا تحت امرك يا الله حتى لو كان الامر لم اصدقه ولم استوعبه هوذا انا امه الرب ليكن ليك كقولك واحد الملاك قصاده ايمان .
اثنين يوسف قصاده صمت
تخيلوا السيده العذراء عندما جاء لها الملاك لم تعد تفكر مثلنا وبدأ يوسف نظرات الشك تبدا في عينة واحتملت مريم نظرات الشك وقالت يا رب انت الذي تتكلم وفعلا جاء الملاك وتكلم مع يوسف وطمن يوسف وعرف يوسف معنى مريم يعني ايه كرامتها يعني ايه يسوع يعني ايه الذي في بطنها يعني ايه المولود منها معقوله الانسان يكون بريء ولم يدافع عن نفسه معقول الانسان يكون واخد هذه الكرامه من الله ولم يريد ان يقول الى الناس اي انسان يأخذ كرامه يريد ان اللي ما يعرفش يعرف دي عندها خبر كبير جدا كان ممكن السيده العذراء تكون شغوفه ان هي تقول لكل الذي يقابلها لكن السيده العذراء كانت تفضل جدا ان اخبرها واسرارها تكون بداخلها بينها وبين الله كانت قليله الكلام جدا جدا نادرا ما تجد السيده العذراء تتكلم انظر عندما قالت التسبيحه الخاصه بها ماذا قالت كلام التسبيحه بتاع الست العذراء يدل على انها انسانه تعرف ان تتكلم كويس جدا لكنها تفضل الصمت مين الذي يدافع عنها الله تتكلم تقول ممكن يتعلمه من صمتى اكثر ما يتعلمه من كلامي واما مريم فكانت تحفظ جميع هذه الامور متفكرا بها في قلبها كانت تفضل انها تحتمل نظرات الشك عن انها تدافع عن نفسها السيدة العذراء كانت تحب الصمت جدا ضع قصاد يوسف صمت كتير الكلام يدل على فراغ القلب قليل الكلام يدل على أن القلب مليان القديس ارسانيوس يقول كتيراما تكلمت وندمت اما عن السكوت فلم اندم قط البابا كيرلس السادس كان يقول لاولادة عبارة بسيطة جدا قبل ما تتكلم ابلع ريقك لكى تعطى فرصة لنفسك أن تفكر احيانا الإنسان يكون عقلة فى لسانة لم يفكر اطلاقا لابد ان يكون عقلك فى عقلك لابد ان تفكر كثيرا فى الكلام قبل أن تنطق بة السيدة العذراء كان فى أسرار كثيرة جدا جدا كان من الممكن أن تنطق بها ولم تقول بها شيئا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين .
دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 3
الأصْحَاحُ الخامِسُ :-
* مسح داوُد مَلِكاً *
تكلَّمنا قبلاً عَنْ أنَّ سِبط يهُوذا فقط هُوَ الَّذِى مسح داوُد مَلِكاً عليهِ أمَّا باقِى الأسباط الإِحدى عَشَرَ فملَكَ عليهُمْ إِبن شاوُلَ وَعِندما شعرُوا بِضعفه وَحدثت حرُوب جاء الإِحدى عَشَرَ سِبط إِلَى داوُد لِيُعلِنْ مُلكه وَملكُوته علِيهُمْ داوُد يُمثِّل رب المجد فِى مُلكِهِ فمُلكِهِ كَانَ عَلَى ثلاثة مراحِل أوِل مرَّة مُسِح وَهُوَ صغِير فِى بيت أبِيه وَثانِى مرَّة مُسِح داوُد عَلَى يهُوذا فقط أمَّا ثالِث مرَّة فمُسِح عَلَى باقِى أسباط إِسْرَائِيلَ00هذِهِ المراحِل الثَّلاثة تُمثِّل ملكُوت رب المجد يسُوعَ فالمرحلة الأُولى مُسِح داوُد مَلِكاً وَهُوَ فِى بيت أبِيهِ تُمثِّل مُلَكَ المسِيح مُنذُ الأزل فِى حِضن أبِيهِ ( مملكة الله الأزلِيَّة ) وَالمرحلة الَّتِى مَلَكَ فِيها داوُد عَلَى يهُوذا تُمثِّل مملكِة المسِيح مِنْ خِلاَلَ الرَّمز وَالنبُّوات فِى العهد القدِيم وَأخِيراً المرحلة الثَّالِثة وَهِى مُلَكَ داوُد عَلَى إِسْرَائِيلَ كُلِّهِ تُمثِّل مُلَكَ المسِيح عَلَى العهد الجدِيد عَلَى كُلّ الأنفُسَ وَكُلّ المسكُونة [ وَجاء جمِيعُ أسباطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى داوُد إِلَى حبرُون وَتكلَّمُوا قائِلِينَ هُوذا عظمُكَ وَلحمُكَ نحنُ ]00أراد باقِى الأسباط كسب وِد داوُد لأِنَّ موقِفهُمْ كَانَ صعب فهُمْ قبلاً كانُوا ضِد داوُد وَحاربوه وَالآنَ يقُولُون لَهُ نحنُ عظمُكَ وَلحمُكَ وَيُرِيدُون مُلكه عليهِمْ [ وَمُنذُ أمسِ وَما قبلهُ حِينَ كَانَ شاوُلُ ملِكاً علينا قَدْ كُنت أنت تُخرِجُ وَتُدخِلُ إِسْرَائِيلَ وَقَدْ قَالَ لَكَ الرَّبُّ أنت ترعى شعبِي إِسْرَائِيلَ وَأنت تكُونُ رئِيساً عَلَى إِسْرَائِيلَ ]00داوُد لَمْ يُعاتِبهُمْ بِكلِمة وَكَانَ يجِب أنْ يُعاتِبهُمْ وَيقُول لَهُمْ أنَّهُمْ رفضوهُ قبلاً وَمِنْ حقِّهِ أنْ يرفُضهُمْ لكِنَّهُ عاملهُمْ بِقلبٍ مُتسِّع وَحُب عالِى جِدّاً وَهُنا نتذكَّر بِقولِهِمْ نحنُ لحمُكَ وَعظمُكَ بِالمسِيح وَعِلاقتنا بِهِ فنحنُ لحم مِنَ لحمِهِ وَعظم مِنَ عِظامِهِ نحنُ أعضائه رعِيَّة أهل بيت الله وَخاصَّتهُ00[ وَخاصَّتِى تعرِفُنِي ]( يو 10 : 14 )00نحنُ أعضائه00يقُولُون لَهُ أنت تدخُلَ وَتخرُج أمامنا كثِيراً نحنُ نعرِفكَ00داوُد تدرَّب عَلَى الحُب وَإِنْ كَانَ تدرَّب عَلَى الحرب داوُد يعرِف كيف يُحارِب وَمتى يغفِر وَيصفح00لَمْ يبدأ داوُد أبداً حرب وَلكِنْ عِندما تُعلن حرب كَانَ يقُود وَيُحارِب وَهذا جمال داوُد00لِذلِكَ عِندما أتى الأسباط الإِحدى عَشَرَ لَهُ لِيخضعُوا وَيُعلِنُوا مُلكِهِ عليهِمْ لَمْ يُعاتِبهُمْ بَلْ قابلهُمْ بِقلبٍ مُتسِّع جيِّد فِى علاقِتنا بِالمسِيح أنَّنا نشعُر بِإِتساع قلبه لنا وَأنَّهُ يحتوِينا فِى كُلّ مرحلة وَكُلّ ظرف مِنْ ظرُوف حياتنا وَرائِع بُولُس الرَّسُولَ عِندما يُطبِّق ذلِكَ الكلام فيقُولَ هؤلاء أعداء داوُد جاءوا يصطلِحُوا معهُ وَيُعلِنُوا مملكته عليهِمْ هؤلاء هُمْ كنِيسة العهد الجدِيد هُمْ الجِنس البشرِى الَّذِى يُمكِنْ أنْ يكُون فِى مرحلة مِنْ المراحِل فِى عداوه مَعَْ الله لكِنْ جاء الله وَقبلهُمْ فِى مملكته وَصالِحهُمْ وَهُمْ بعد أعداء كما قَالَ بُولُس الرَّسُول فِى رِسالة رُومية [ لأِنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنحنُ أعداء قَدْ صُولِحنا مَعَ اللهِ بِموتِ ابنِهِ ] ( رو 5 : 10 )00هُنا داوُد صالحهُمْ وَهُمْ بعد أعداء [ وَجاء جمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ إِلَى المَلِكِ إِلَى حبرُون فقطع المَلِكُ داوُدُ معهُمْ عهداً فِي حبرُونَ أمام الرَّبِّ وَمسحُوا داوُد مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ ]00ما أروع محبِّتكَ يا داوُدالشَّعْب الناقِم المُتمرِّد الَّذِى دخل معك فِى حرب وَلَمْ يقبل مُلَكَكَ تدخُلَ معهُمْ فِى عهد اليوم ؟! نعم داوُد يُمثِّلَ قلب الله المُتسِّع وَغُفرانه كثِير الصَّلاَحَ وَمراحِمهُ الجدِيدة كُلّ صباح هُنا رأى داوُد أعدائه آتِينَ إِليهِ لَمْ يُعاتِبهُمْ بَلْ دخل فِى عهدٍ معهُمْ وَفتح قلبه معهُمْ فمسحُوهُ مَلِكاً عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ00يُقالَ أنَّ داوُد أثناء هذِهِ الفِترة كَانَ عُمره ثلاثُون سنة وَلمَّا مَلَكَ مَلَكَ أربعُون سنة فِى المملكة00[ كَانَ داوُدُ ابنَ ثلاثِينَ سنةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ أربعِينَ سنةً0 فِي حبرُونَ مَلَكَ عَلَى يهُوذا سبع سنِينٍ وَسِتَّةَ أشهُرٍ0 وَفِي أُورُشلِيمَ مَلَكَ ثلاثاً وَثلاَثِينَ سنةً عَلَى جمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيُهوذا ]00مَلَكَ سبع سنِين أوَّلاً عَلَى يهُوذا ثُمَّ ثلاَث وَثلاَثِينَ سنة عَلَى إِسْرَائِيلَ وَيهُوذا [ وَذهب المَلِكُ وَرِجالُهُ إِلَى أُورُشلِيمَ إِلَى اليبُوسِيِّينَ سُكَّانِ الأرضِ ]00مادام سيملُكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ كُلّها يذهب إِلَى أُورُشلِيم كَانَ أوَّلاً فِى حبرُون وَالآنَ يذهب إِلَى أُورُشلِيم00توجد مدِينة حصِينة فِى أُورُشلِيم لِلأسف تُرِكت لِمجموعة مِنْ الأُمم إِسمهُمْ اليبُوسِيُونَ الَّذِينَ يُقالَ عنهُمْ أنَّهُمْ أيَّام عهد يشُوع بن نُون أنَّهُ عِندما مَلَّكَ يشُوع سِبطِ يهُوذا عَلَى أُورُشلِيم لَمْ يترُكَ هؤلاء اليبُوسِيُونَ مكانهُمْ وَلَمْ يستطِع أهل يهُوذا أنْ يُخرِجُوهُمْ فظلُّوا فِى أُورُشلِيم [ وَأمَّا اليبُوسِيُّونَ السَّاكِنُونَ فِي أُورُشلِيمَ فَلَمْ يقدُر بنُو يهُوذا عَلَى طردِهِمْ فسكن اليبُوسِيُّونَ مَعَْ بنِي يهُوذا فِي أُورُشلِيمَ إِلَى هذا اليومِ ] ( يش 15 : 63 ) ذهب داوُد لِيملُكَ عَلَى أُورُشلِيم لكِنَّهُ رفض أنْ يملُكَ عَلَى أُورُشلِيم وَهؤلاء الأُمم فِيها وَكَانَ لَهُمْ قلعة حصِينة عظِيمة مُسلَّحة بِأسلِحة وَمبناها حصِين جِدّاً فذهب داوُد المَلِكَ إِلَى هذِهِ القلعة فَإِستهزأ بِهِ اليبُوسِيُّونَ وَكلَّموه بِطرِيقة ساخِرة [ فكلَّمُوا داوُد قائِلِينَ لاَ تدخُلُ إِلَى هُناما لَمْ تنزِعِ العُميان وَالعُرج ]00لاَ تدخُلَ إِنْ لَمْ تنزع العُميان وَالعُرج00ما قصدِهِمْ ؟قالُوا لِنفرِض أنَّ الجالِسيِن فِى القلعة عُميان وَعُرج أى رِجال بِلاَ بصِيرة أوْ قُوَّة 00أنت لَنْ تستطِيع أنْ تدخُل المدِينة حَتَّى وَإِنْ كَانَ رِجالها عُميان وَعُرج بِلاَ قُوَّة فنحنُ مدِينة حصِينة مِنْ ذاتها حَتَّى وَإِنْ كانت بِلاَ رِجالَ هُمْ مُعتمِدُون عَلَى حصانِة مدِينتِهِمْ وَواثِقِينَ أنَّهُ لَنْ يستطِيع أنْ يملُكَ عليهِمْ00هؤلاء رمز لِعدو الخِير الَّذِى جاء يُشارِكَ أولاد الله مملكتهُمْ00رمز لِعدو الخِير الَّذِى يأتِى وَيبنِى وسط مدِينتنا وَقُلُوبنا وَهياكِلنا قِلاَعَ لَهُ وَيستقِر وَهُوَ هادِئ مُطمئِن أنَّ لَهُ قِلاَعَ داخِلنا وَيبنِى داخِلَ كُلّ نَفْسَ فِينا بُرج لِليبُوسِيُّونَ يقُولَ لَكَ يوجد بُرج لِلشَّهوة وَبُرج لِمحبِّة العالم وَبُرج محبِّة المال وَبُرج محبِّة المظهر وَتعظُّم المعِيشة وَ000كُلّ هذِهِ أبراج لَهُ داخِلنا وَيقُول لَكَ لَنْ تستطِيع هدم هذِهِ الأبراج حَتَّى وَإِنْ كَانَ ليس بِها جُنُود حَتَّى لَوْ كَانَ الَّذِينَ بِداخِلها عُميان وَعُرج عدو الخِير يُحاوِلَ أنْ يبنِى لِنَفْسَه مراكِز لِذلِكَ يقُول بُولُس الرَّسُول [ هدمِ حُصُونٍ ]( 2 كو 10 : 4 )00[ وَأخذ داوُدُ حِصنَ صِهيُون0 هِيَ مدِينةُ داوُد ]00قَالَ داوُد هذا الحِصن أنا أُرِيده وَأجعله حِصن المملكة وَأسكُن فِيه هذِهِ هِى مملكِة يسُوعَ المسِيح الَّتِى تدخُلَ فِى صِراع مَعَْ مملكِة العالم وَملكُوته00هُنا يُعلِن الله إِنتصاره وَهُنا يأتِى داوُد رمز المسِيح إِبن داوُد الحقِيقِى وَيُقِيم بِصلِيبه ملكوته وَيحتل القُلُوب الَّتِى سبق وَملكها عدو الخِير وَيحتل القُلُوب الَّتِى كانت مراكِز لِعدو الخِير لِذلِكَ نقُولَ لَهُ يارب ليتكَ تأتِى وَتحتل مراكِز اليبُوسِيِّينَ الَّتِى بِداخِلنا وَتهدِم حصُونهُمْ وَتجعلها مدِينة لَكَ وَلِكُلّ عملَكَ وَمجدك وَتُعلِن مجدك فِيها وَتطرُد مِنها كُلّ عمى بصِيره وَعُرج رُوحِى وَتجعل كُلّ عمى فِيها إِنفتاح بصِيرة رُوحِيَّة وَكُلّ عُرج فِيها نشاط وَحركة وَقُوَّة وَإِقتدار[ وَقَالَ داوُدُ فِي ذلِكَ اليومِ إِنَّ الَّذِي يضرِبُ اليبُوسِيِّينَ وَيبلُغُ إِلَى القناةِ وَالعُرج وَالعُميِ المُبغضِينَ مِنْ نَفْسِ داوُد لِذلِكَ يقُولُونَ لاَ يدخُلِ البيتَ أعمى أوْ أعرجُ0 وَأقام داوُدُ فِي الحِصنِ وَسمَّاهُ مدِينة داوُد0 وَبنى داوُدُ مُستدِيراً مِنَ القلعةِ فداخِلاً ] جعل داوُد حولها دائِرة وَالدائِرة دائِماً تُشِير إِلَى الأعمال السَّماوِيَّة وَكأنَّهُ يقُولَ أنَّ الله قادِر أنْ يُحوِّل حصُون عدو الخِير إِلَى مكان يُعلِن فِيه ملكُوته السَّماوِى00[ وَأقامنا معهُ وَأجلسنا معهُ فِي السَّماوِيَّاتِ ] ( أف 2 : 6 ) داوُد أخذ مِنْ حِصن اليبُوسِيِّينَ مركز لَهُ وَعمل حولهُ مُستدِير وَهذا هُوَ عمل الله فِى النَّفْسَ يأتِى وَيُسيِّج حولِى وَيبنِى حولِى مُستدِير وَحول أفكارِى وَمشاعِرِى وَقُدراتِى وَبعد أنْ كانت شهواتِى تغلِبنِى وَالعالم يغلِبنِى يبدأ ملكوته ينتصِر داخِلِى وَيبدأ عمل نِعمة الله تتعاظم داخِلِى وَهُنا نقُول مَعَْ داوُد [ الرَّبُّ نُورِي وَخلاصِي مِمَّنَ أخافُ0 الرَّبُّ ناصِرُ حياتِي مِمَّنَ أجزعُ ] ( مز 26 مِنْ مزامِير صلاة باكِر )00حِصنِى هُوَ الله غير حِصن اليبُوسِيِّينَ ثُمَّ بدأت ممالِكَ أُخرى حول داوُد تخضع لَهُ وَتخافه وَلِكى تسترضِيه أرسلت لَهُ هدايا 00[ وَأرسلَ حِيرامُ مَلِكُ صُور رُسُلاً إِلَى داوُد وَخشب أرزٍ وَنجَّارِينَ وَبنَّائِينَ فبنوا لِداوُد بيتاً ]00أرادوا أنْ يُعلِنُوا حُبّهُمْ لَهُ فبنوا لَهُ بيتاً00كُلّ ما ننتصِر فِى حروبنا كُلّ ما ننال سَلاَمَ مَعَْ الله وَكُلّ ما يُثمِر سلامُنا مَعَْ الغِير وَننال هِيبة وَكرامة مِنْ كُلِّ مَنَ حولنا هُنا نجِد الفِلِسْطِينيُّونَ أعداء شعب الله وَمملكِة داوُد حِينما شعرُوا بِإِستقرار المملكة وَمُلَكَ داوُد وَإِحتلاله لِحصُون اليبُوسِيِّينَ إِغتاظُوا وَأعلنُوا الحرب عَلَى داوُد00[ وَسمِعَ الفِلِسْطِينيُّونَ أنَّهُمْ قَدْ مسحُوا داوُد مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ فصعد جمِيعُ الفِلِسْطِينيِّينَ لِيُفتِّشُوا عَلَى داوُد ]00داوُد فِى حرب مُستمِرة مَعَْ الفِلِسطِينيُّونَ ثُمَّ مَعَْ شاوُلَ وَالآنَ مَعَْ الفِلِسطِينيِّينَ مرَّة أُخرى ثُمَّ بدأ أبشالُوم00حرُوب مُستمِرة وَهذا نصِيب الجِهاد الرُّوحِى00 النَّفْسَ المُجاهِدة مَعَْ المسِيح لاَ تهدأ وَ لاَ تسكُنْ00هذا عمل الله وَهذِهِ سِمات الَّذِى يحيا مَعَْ الله لاَ يسترِيح أبداً إِلاَّ فِى الأبدِيَّة[ وَلمَّا سمِعَ داوُدُ نزل إِلَى الحِصنِ0 وَجاء الفِلِسْطِينيُّونَ وَانتشرُوافِي وادِي الرَّفائِيِّينَ ]00حاصرُوا الوادِى وَأصبح داوُد فِى مأزق ماذا يفعل ؟00[ وَسألَ داوُدُ مِنَ الرَّبِّ قائِلاً أأصعدُ إِلَى الفِلِسْطِينيِّينَ0 أتدفعُهُمْ لِيَدِي ]00مُبارك داوُد الَّذِى لَمْ يسأل إِرادتهُ البشرِّيَّة بَلْ فِى كُلّ أمر يسأل الله لِذلِكَ كُلّ ما يصنع ينجحُ فِيهِ سأل داوُد ماذا أفعل يارب أأحارِب ؟ إِنْ قَالَ الله نعم يذهب وَإِنْ قَالَ لاَ لاَ يُحارِب عكس شاوُلَ كانت قرارته مِنْ ذاته لِذلِكَ إِنتزع المُلَكَ مِنْهُ00[ فَقَالَ الرَّبُّ لِداوُد اصعد لأِنِّي دفعاً أدفعُ الفِلِسْطِينيِّينَ لِيَدِكَ ]00هُنا إِطمأنّ داوُد [ إِنْ يُحارِبُنِي جيش فلن يخاف قلبِي0 إِنْ قَامَ عَلَيَّ قِتال فَفِي هذا أنَا أطمئِنُ ] ( مز 26 ) نقُول لِداوُد أنَّ معايير الحرب هِى ما هِى قُوَّة الفِلِسْطِينيِّينَ وَما هِى قُوَّتكَ ؟ يُجِيب داوُد لاَ تِفرِق كثِيراً فأنا سآخُذ قُوَّتِى مِنَ الله [ الإِتكالُ عَلَى الرَّبِّ خيرُ مِنْ الإِتكالِ عَلَى البشر0 الرَّجاءُ بِالرَّبِّ خيرُ مِنْ الرَّجاءُ بِالرُؤساء ] ( مز 117 مِنْ مزامِير الغرُوب )00وَأخذ داوُد جيشهُ[ فجاء داوُدُ إِلَى بعلِ فراصِيم وَضربهُمْ داوُدُ هُناكَ وَقَالَ قَدِ اقتحم الرَّبُّ أعدائِي أمامِي كاقتِحامِ المِياهِ ]00لِنرى جبرُوت عمل الله مِثلِ ينبُوع ماء قوِى يندفِع وَيقتحِمْ كُلّ شئ أمامهُ وَلِنرى قُوَّة الفِلِسْطِينيِّينَ وَرهبتهُمْ لكِنْ الإِنسان أمام عمل الله يقِف وَلِنرى عمل الله[ قُمْ أيُّها الرَّبُّ الإِله وَلِيتفرَّق جمِيعُ أعدائكَ ] ( أوشِيَّة الإِجتماعات )[ لِذلِكَ دعى اسم ذلِكَ الموضِعِ بعلَ فراصِيم0 وَتركُوا هُناكَ أصنامهُمْ فنزعها داوُدُ وَرِجالُهُ ]00الفِلِسْطِينيُّون تركُوا أصنامهُمْ الَّتِى أخذُوها لِيحتمُوا بِها فِى الحرب وَعِندما هُزِمُوا تركُوها وَهربُوا فنزعها داوُد لكِنْ الفِلِسْطِينيُّونَ لَمْ يصمُتوا[ ثُمَّ عاد الفِلِسْطِينيُّونَ فصعدُوا أيضاً وَانتشرُوا فِي وادِي الرَّفائِيِّينَ ]00عدو الخِيرلاَ يهدأ00القدِيس أبو مقَّار يقُول أنَّ عدو الخِير لاَ يكتفِى بِحربك مرَّة واحِدة وَهُوَ مِثْلَ الذُباب مهما تطرُدهُ يعُود بِلاَ حياء هكذا الفِلِسْطِينيُّونَ إِنهزموا ثُمَّ عادُوا مرَّة أُخرى[ فسأل داوُدُ مِنَ الرَّبِّ فَقَالَ لاَ تصعد بَلْ دُر مِنْ ورائِهِمْ وَهلُمَّ عليهِمْ مُقابِلَ أشجارِ البُكا وَعِندما تسمعُ صوت خطواتٍ فِي رُؤُوسِ أشجارِ البكا حِينئِذٍ احترص لأِنَّهُ إِذْ ذاكَ يخرُجُ الرَّبُّ أمامكَ ]00كَانَ يجِب أنْ يكُون داوُد واثِق بِنَفْسَه لأِنَّهُ إِنتصر عليهِمْ قبل ذلِكَ وَأنَّهُ قادِر أنْ يضربهُمْ لكِنَّهُ سأل الرَّبُّ مرَّة أُخرى لأِنَّهُ واثِق أنَّ إِنتصاره كَانَ مِنْ الله لِذلِكَ لَمْ يتكِل عَلَى ذِراعه بَلْ سأل الرَّبُّ مرَّة أُخرى أصعب شئ أنْ يتكِل الإِنسان عَلَى ذاته أوْ قُدراته وَإِنْ كَانَ الله قَدْ نصرك المرَّة السَّابِقة فليس معنى ذلِكَ أنَّكَ المُنتصِر لابُد أنْ تُرجِع الفضل لله00سألهُ داوُد أأصعد00أجابهُ الرَّبُّ لاَ تصعد بَلْ دُر خلفهُمْ وَأنزِل فِى وادِى حيثُ هُناك أشجار البُكا وَحِينما تسمع صوت خطواتٍ إِعلم أنَّ الله يخرُج أمامك أشجار البُكا تُشِير إِلَى وادِى البُكاء وَالآباء يقُولُون أنَّ سِر النُصرة هُوَ وادِى البُكاء أى المكان الَّذِى يُعلِن فِيهِ الإِنسان إِتضاعه أمام الله وَيسكُب نَفْسَه أمامه وَكما يقُول الكِتاب[ طُوباكُمْ أيُّها الباكُون الآنَ لأِنَّكُمْ ستضحكُونَ ] ( لو 6 : 21 ) وادِى البُكاء هُوَ ساحِة الجِهاد وَالمُثابرة الَّتِى مِنْ خلالِها قَدْ تغلِب الفِلِسْطِينيِّينَ وَالله يرانا خاضِعِينَ لَهُ عِندئِذٍ يُمهِّد لنا طرِيق النُصرة وَيُحطِّم الأعداء أمامنا0
الأصْحَاحُ السَّادِسُ :-
داوُد أعلن مُلكه عَلَى كُلّ إِسْرَائِيلَ وَإِحتلّ أرض اليبُوسِيِّينَ وَإِحتلّ حِصنهُمْ وَغلب الفِلِسْطِينيِّينَ مرتين وَبدأت المملكة تستقر لكِنْ كَانَ هُناكَ شئ ينقُص المملكة وَكانت داخِل قلب داوُد وَلَمْ يُفكِّر فِيها أحد سِواه وَكَانَ حزِين بِسببِها وَهُوَ تابُوت العهد الَّذِى كَانَ مُنذُ أنْ أُنتزِع وَلَمْ يكُن فِى المملكة بَلْ كَانَ فِى بيت أبِيناداب وَأراد داوُد أنْ يُحضِرهُ لِيُعلِنْ أنَّ المَلِكَ الحقِيقِى هُوَ الله وَأنَّ الفضل لَهُ فِى كُلّ شئ وَيُعلِنْ أيضاً أنَّهُ ليس المَلِكَ الغالِب بَلْ الله هُوَ المُحارِب وَالغالِب وَليس داوُد هُوَ المَلِكَ الفذ00أراد داوُد أنْ يقُول لِلشَّعْب أنَّ الله هُوَ المَلِكَ الحقِيقِى وَالمُدبِّر وَواهِب الغلبة00وَالتابُوت يُمثِّل حضُور الله الغير منظُور وَقُوَّتهُ [ وَجمع داوُدُ أيضاً جمِيعَ المُنتخبِينَ فِي إِسْرَائِيلَ ثلاثِينَ ألفاً0 وَقام داوُدُ وَذهب هُوَ وَجمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي معهُ مِنْ بعلة يهُوذا لِيُصعِدُوا مِنْ هُناكَ تابُوت اللهِ الَّذِي يُدعى عليهِ بِالاِسمِ اسمِ ربِّ الجُنُودِ الجالِسِ عَلَى الكرُوبِيمِ ]00أحضر داوُد ثلاثِينَ ألفاً مِنْ مُنتخبِى إِسْرَائِيلَ لِيُحضِر التابُوت00أراد أنْ يُحضِر التابُوت لِيُعلِنْ أنَّ الله هُوَ سِر فرح الشَّعْب00أراد أنْ يُحوِّل قُلُوبهُمْ لله نَفْسَه [ فَأركبُوا تابُوت اللهِ عَلَى عجلةٍ جدِيدةٍ وَحملُوهُ مِنْ بيتِ أبِيناداب الَّذِي فِي الأكمةِ وَكَانَ عُزَّةُ وَأخُيُو ابنا أبِيناداب يسُوقانِ العجلة الجدِيدةَ ]00هُنا حدث خطأ مِنْ الشَّعْب وَهُوَ أنَّهُ كَانَ يجِب أنَّ تابُوت العهد لَهُ حلقات مِنْ المعدن تُوضع بِها عصوينِ خشبِيَّة مِنْ الناحِيتان لِيُحمل عَلَى الأكتاف ( خر 25 : 13 – 14 ) لكِنْ الأُمم الَّذِينَ ذهب لَهُمْ التابُوت لَمْ يعرِفُوا هذِهِ الوصِيَّة فكانُوا يضعُون التابُوت عَلَى عجلة تجُرَّها ثِيران شعب الله نسوا هذِهِ الوصِيَّة لأِنَّهُمْ لَمْ يتعاملوا مَعَْ التابُوت مِنْ فِترة فتعاملوا مَعَْ التابُوت مِثلَ الأُمم لأِنَّهُمْ خافُوه فوضعوه عَلَى عجلة تجُرَّها ثِيران رغم أنَّ وصِيَّة الله تقُول أنَّ كُلّ محتويات الخِيمة لها طرِيقة خاصَّة لِحملها ففِى سِفر العدد يقُول أنَّ الجرشُونِيِّينَ يحمِلُون أقمِشة الخِيمة الَّتِى فِى العوارِض الجانِبِيَّة وَالأسقُف00أمَّا بنُو هرارِى فهُمْ يحمِلُون الأعمِدة00وَبنُو قهَّات يحمِلُون ما بِداخِلَ القُدس وَقُدس الأقداس وَمائِدة خُبز الوجوه وَمذبح البخُور وَيحمِلُون كُلّ هذا بِطُرُق خاصَّة وَكَانَ يجِب أنْ يُغطَّى وَيحمِلُون التابُوت هُنا عَلَى الأكتافِ لكِنَّهُمْ نسوا فوضعوهُ عَلَى عجلة تجُرَّها ثِيران وَكَانَ عُزَّة وَأخُيُو يقُودُون العجلة وَلَمْ تسِر الثِيران بِسُرعة واحِدة وَكاد التابُوت أنْ يسقُط فحاول عُزَّة أنْ يمنع سقُوطِهِ فضربهُ الله وَمات لأِنَّهُ كَانَ يجِب ألاَّ يلمِس التابُوت الله لاَ يُرِيد ثِيران بَلْ يُرِيد أولاده بنُو قهَّات00يقُول الآباء [ إِنَّ الله يُرِيد أكتافنا لِكى نكُون محمُولِينَ عليهِ ]00يُرِيد أكتافنا وَليس ثِيران00يُرِيد أنْ يسكُنْ فِينا وَ لاَ يسكُنْ فِى مبانِى فِخمة00لاَ يُرِيد إِمكانِيات بشرِيَّة أوْ مادِّيَّة00يُرِيد أكتافنا نحمِلهُ عليها وَيسكُنْ قُلُوبِنا00يُرِيد أُورُشلِيمنا الدَّاخِلِيَّة00لاَ يُرِيد أنْ نتعامل معهُ مِثْلَ الأُمم بَلْ يُرِيد نِفُوسنا تهتِف لَهُ وَتصِير سماء لَهُ وقع رُعب عَلَى الشَّعْب عِندما مات عُزَّة رغم أنَّهُمْ كانُوا [ يلعبُونَ أمامَ الرَّبِّ بِكُلِّ أنواعِ الآلاتِ ]00بِالطبعِ لأِنَّهُمْ كانُوا فرِحِين بِالتابُوت فكانُوا يلعبُون أمامه بِالدِفُوف وَالصُّنُوج وَ000[ وَلمَّا انتهوا إِلَى بيدرِ ناخُونَ مدَّ عُزَّةُ يَدَهُ إِلَى تابُوتِ اللهِ وَأمسكهُ لأِنَّ الثِّيرانَ انشمصت0 فحمى غضبُ الرَّبِّ عَلَى عُزَّة وَضربهُ اللهُ هُناك لأِجلِ غفلِهِ فمات هُناك لدى تابُوت اللهِ ]00حزن الكُلِّ لأِجلِ عُزَّة وَبدأ الموكِب المُفرِح يتحوَّل إِلَى خوف وَرُعب فأدخلُوا التابُوت بيت عُوبِيد لأِنَّ داوُد خاف أنْ يُدخِلهُ بيتهُ وَمملكتهُ00وَظلَّ فِى بيت عُوبِيد ثلاثة أشهُر00ثُمَّ قِيل لِداوُد أنَّ الله بارك بيت عُوبِيد فعاد وَأخذهُ عِندهُ وَيا لِلفرحة [ وَكَانَ كُلَّما خطا حامِلُوا تابُوتِ الرَّبِّ سِتَّ خطواتٍ يذبحُ ثوراً وَعِجلاً معلُوفاً0 وَكَانَ داوُدُ يرقُصُ بِكُلِّ قُوَّتِهِ أمام الرَّبِّ ]00فرحة وَبهاء وَمجد حضُور الله وسط أولاده لأِنَّ التابُوت فِى العهد القدِيم كَانَ يُمثِّل التجسُّد الإِلهِى وَلأِنَّ ما التابُوت إِلاَّ حضُور الله إِذا كَانَ داوُد رقص عِندما وجد التابُوت لأِنَّهُ شعر بِحضُور الله فكم يلِيق بِنا نحنُ الَّذِينَ نرى عمل الله داخِل الكنِيسة لأِنَّ هذا هُوَ حضُور الله الأزلِى وسطنا00[ عظِيم هُوَ سِرُّ التقُّوى اللهُ ظهر فِى الجسدِ ] ( 1 تى 3 : 16 )00لِذلِكَ غنَّى داوُد المزمُور الثَّلاَثُونَ [ لأِنَّ لِلحظةٍ غضبهُ0 حيوة فِي رِضاهُ0 عِند المساء يبِيتُ البُكاءُ وَفِي الصَّباحِ ترنُّمٌ ]00هذا بِسبب ما حدث لِعُزَّة ( لحظة غضبِهِ )00أى لاَ تُذكِّرُونا بِما حدث [ وَكَانَ داوُدُ مُتنطِّقاً بِأفُودٍ مِنْ كتَّانٍ ]00علامة النقاوة الداخِلِيَّة00وَإِنْ كَانَ داوُد مَلِكَ وَنبِى إِلاَّ أنَّهُ كَانَ لَهُ إِشتياق غير عادِى فِى قلبِهِ لِعمل الكهنُوت00العمل مِنْ أجل الله00وَنحنُ نعلم أنَّ الكهنُوت عمل غير أرضِى لأِنَّهُ يُشارِكَ المسِيح فِى ملكُوته السَّماوِى[ وَلمَّا دخل تابُوتُ الرَّبِّ مدِينة داوُد أشرفت مِيكالُ بِنتُ شاوُلَ مِنَ الكوَّةِ وَرأتِ المَلِكَ داوُد يطفُرُ وَيرقُصُ أمام الرَّبِّ فَاحتقرتهُ فِي قلبِها ]00رأت داوُد يرقُص فَإِحتقرتهُ فِى قلبِها 00[ فَأدخلُوا تابُوت الرَّبِّ وَأوقفُوهُ فِي مكانِهِ فِي وسطِ الخيمة الَّتِي نصبها لَهُ داوُدُ وَأصعد داوُدُ مُحرقاتٍ أمام الرَّبِّ وَذبائِح سلامةً ]00لأِنَّ داوُد إِنسحب بِكُلِّ كيانه لِيرى التجسُّد00كلِمة الله00وَالخلاص وَعمل الله داخِل شعبه فَلَمْ يملُكَ نَفْسَه وَأعلن داوُد عَنْ فرحُة فأقام خيمة لِلتابُوت وَذبح ذبائِح سلامة وَمُحرِقاتٍ00لأِنَّ التجسُّد غايتهُ ذبِيحة ذبِيحة الصلِيب لِذلِكَ داوُد لَمْ يُحضِر التابُوت فقط بَلْ قدَّم أيضاً ذبائِح[ فخرجت مِيكالُ بِنتُ شاوُل لاِستقبالِ داوُد وَقالت ما كَانَ أكرم مَلِكَ إِسْرَائِيلَ اليوم حيثُ تكشَّفَ اليوم فِي أعيُنِ إِماءِ عبِيدِهِ كما يتكشَّفُ أحدُ السُّفهاءِ ]00مِيكال لَمْ يسعِفها بِرَّها لِترى كما رأى داوُد وَلَمْ تستطِع أنْ تُشارِكَ داوُد فرحة الرُّوحِى لأِنَّ قامتها لَمْ تستوعِب مجد الحدث مِثْلَ إِنسان يحضر القُدَّاس وَيكُون مِثْلَ داوُد لاَ يتمالَكَ نَفْسَه مِنْ الفرح وَآخر مِثْلَ مِيكال لاَ يفهم وَإِنْ رأى إِنسان مُتجاوِب مَعَْ القُدَّاس يصِفه بِالهُوس كما وصفت مِيكال داوُد بِأنَّهُ أحد السُّفهاء وَكأنَّها تقُول لَهُ كيف تنزِل بِمكانتكَ فِى نظر عبِيدكَ لِهذِهِ الدرجة كإِنسانٍ تافِه غضب داوُد [ فَقَالَ داوُدُ لِمِيكال إِنَّما أمام الرَّبِّ الَّذِي اختارنِي دُونَ أبِيكِ وَدُونَ كُلِّ بيتِهِ لِيُقِيمنِي رئِيساً عَلَى شعبِ الرَّبِّ إِسْرَائِيلَ0 فلعبتُ أمام الرَّبِّ ]00يقُول لها الَّذِى جعلنِى أرقُص أمام التابُوت الله الَّذِى إِختارنِى دُون أبِيكِ وَكُلِّ بيتِهِ فهل ستُعامِلِينِى بِفِكر شاوُل أبِيكِ الَّذِى لَمْ يشعُر بِحلُول الله وَ لاَ مجده فتجرَّأ وَقدَّم ذبِيحة الله إِختارنِى دُون بيت أبِيكِ ليتكَ تنسى ثقافتك القدِيمة لأِنَّ الله إِختارنِى لِرِسالة أنا أشعُر بِها جيِّداً وَأعرِف كيف أتعامل مَعَْ مجد حلُول الله00[ وَإِنِّي أتصاغرُ دُونَ ذلِكَ وَأكُونُ وضِيعاً فِي عيني نَفْسِي وَأمَّا عِند الإِماءِ الَّتِي ذكرتِ فَأتمجَّدُ ]00كُلّ ما يشعُر الإِنسان بِعمل الله وَمجد حلُوله كُلّ ما يتصاغر وَيتضَع أمامه وَما هُوَ الإِتضاع إِلاَّ الشعُور بِحلُول الله لأِنَّنا أمامه نتصاغر تلقائِيَّاً بُطرُس الرَّسُول عِندما شعر بِالمسِيح داخِل سفِينتهُ قَالَ [ اخرُج مِنْ سفِينتِي ياربُّ لأِنِّي رجُل خاطِئٌ ] ( لو 5 : 8 )00وَإِشعياء النبِى عِندما رأى مجد الله يملأ الهيكل قَالَ[ ويل لِي إِنِّي هلكتُ لأِنِّي إِنسان نجِسُ الشَّفتينِ ] ( أش 6 : 5 )00أيضاً أبُونا إِبراهِيم قَالَ[ شرعتُ أُكلِّمُ المولى وَأنَا تُراب وَرماد ] ( تك 18 : 27 ) هُنا داوُد يتصاغر أمام مجد الله وَيقُول أنا لستُ سفِيه بَلْ أنا أتضِع أمام الله بينما أمام العبِيد أتمجَّد00هذا عمل الصلِيب الَّذِى جعلنا نُمجِّد المسِيح وَلَمْ نحسِبهُ سفِيه[ أظهرت مِنْ الضعفِ ما هُوَ أعظم مِنْ القُوَّة ][ وَلَمْ يكُنْ لِمِيكالَ بِنتِ شاوُلَ ولد إِلَى يومِ موتِها ]00عاقب الله مِيكال فجعلها لاَ تلِد بنِين ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدياً أمِين.
الحروب الروحية
مُعَلِّمنَا بُولِس فِي رِسَالْته إِلَى أهل أفَسُس إِصْحَاح 6 يَقُول { فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ مَعَ السَّلاَطِينِ مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ مَع أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ } ( أف 6 : 12) نِتكَلِّم عَنْ حُرُوب الشَّيْطَان وَكَيْفَ نَنْتَصِر عَلِيهَا أوَّلاً لاَزِم تِعْرَفُوا إِنْ الشَّيْطَان دَه كَانْ رَئِيس مَلاَئِكَة وَاتحَارِب بِالغُرُور وَالكِبْرِيَاء وَأرَادَ أنْ يَكُون مُعَادِلاً لله فَطُرِدَ الشَّيْطَان مِنْ حَضْرِة الله مِنْ الفِرْدُوس إِلَى أسْفَل الأرْض أقدَر أقُول لَكُمْ إِنْ أكْتَر وَاحِد كَانْ يَتَمَتَع بِالعِشْرَة مَعَ الله هُوَ الشَّيْطَان عَشَان كِدَه أكْتَر وَاحِد يُغَار مِنْ إِنْ حَدْ يِتمَتَع بِالعِشْرَة مَعَ الله هُوَ الشَّيْطَان .. لِيه ؟ لأِنَّه عَارِفْهَا وَعَارِف جَمَالْهَا .. الشَّيْطَان لأِنَّهُ كَانَ فِي حَضْرِة رَبِّنَا وَسَقَطْ مِنْ هذِهِ المَنْزِلَة أصْبَح عَدُو لِلَّذِي يِقَرَّب إِلَى الله عَشَان كِدَه إِسمه عَدُو الخِير .. بِيحَارِب الإِنْسَان فِي جَمِيع مَرَاحِل عُمْره بِجَمِيع الأسَالِيب وَلاَ يَهْدأ وَلاَ يَتْعَبْ وَلاَ يَيأس .. فِي كُلَّ مَرَاحِل الإِنْسَان مِنْ الطُفُولَة إِلَى الشَيْخُوخَة حَتَّى آخِر لَحْظَة .. فَالإِنْسَان مُعَرَّض لِحَرْب مِنْ الشَّيْطَان .. فَالشَّيْطَان إِسْمه المُعَانِد .. المُقَاوِم .. عَدُو الخِير .. عَشَان كِدَه أقدَر أقُول لَكُمْ عَشَان تِقدَر تِحَاربه صَحِيح لاَزِم تِعْرَف قَصْده إِيه .. هَدَفه إِيه عَارْفِين فِي الجِيش لَمَّا يِحِبُّوا يِعَلِّمُوا الجُنُود القِتَال لاَزِم يُعْطُوهُمْ مَادَّة إِسْمَهَا " عَدُو "بِمَعْنَى إِنْ إِحْنَا مَثَلاً زَمَان كُنَّ بِنحَارِب إِسْرَائِيل لاَزِم يُقَال لُه إِنْ إِسْرَائِيل الجِيش بِتَاعه كَام جُنْدِي لاَزِم نُقُولَّه مُعِدَادْتهُمْ يِكُون شَكْلَهَا إِيه .. إِمكَانِيَاتهُمْ إِيه .. مَادَّة إِسْمَهَا " عَدُو " .. هُوَ كَمَان بِيكَلِّمهُمْ عَنْ مَصْر .. مَصْر قُوَّاتهُمْ عَدَدهُمْ إِيه .. بِيحَارْبُوا إِزَاي .. بِهذَا لَمَّا نِحَارِب العَدُو لاَزِم نِعْرَفه وَنِعْرَف حِيَله وَخِدَاعه .. لاَزِم أعْرَف إِنَّه يِسْتَخْدِم كُلَّ شِئ حَوْلَنَا لإِيِذَائِي .. الهَدَف إِنِّي أبْعِد عَدُو الخِير لاَ يَعْنِيه قَلِيلاً أوْ كَثِيراً أنْ تَسْقُط وَلكِنْ يَعْنِيه أنْ تَبْعِد .. يِهْتَمْ جِدّاً إِنْ إِحْنَا نِبْعِد عَنْ رَبِّنَا .. لاَ يَهِمْ إِنْ آدَم يَأكُل مِنْ الشَّجَرَة لكِنْ هَمُّه إِنْ آدَم يِبْعِد عَنْ رَبِّنَا .. كِدَه هُوَ نَجَح عَارِف إِنْ آدَم لَمَّا هَيَاكُل مِنْ الشَّجَرَة مِش هَيِقدَر يِقَرَّب لِرَبِّنَا فَالشَّيْطَان هَدَفه الوَحِيد إِنْ إِحْنَا نِبْعِد عَنْ رَبِّنَا .. أسْقُط فِي خَطِيَّة بَعْدَهَا لاَ أسْتَطِيع أنْ أُصَلِّي .. أخْشَى أنْ أعْتَرِف .. لاَ أقْدِر أنْ أتَنَاوَل .. هُوَ كِدَه نَجَح مِش إِنِّي أفْعَل الخَطِيَّة .. لاَ إِنِّي أبْعِد عَنْ رَبِّنَا هُوَ كِدَه نَجَح الَّذِي هُوَ أهَمْ مِنْ الخَطِيَّة هُوَ إِنِّي أبْعِد عَنْ رَبِّنَا أسْقُط فِي خَطِيَّة بَعْدَهَا لاَ أسْتَطِيع أنْ أُصَلِّي .. وَعَدُو الخِير لاَ يَهِمُه أنْ تَسْقُط كَثِيراً أوْ قَلِيلاً بَلْ يَهِمُه أيْضاً أنْ نَيأس أنْ أحِس إِنْ أنَا مَفِيش فَايْدَة مِنِّي وَهَافضَل كِدَه وَأوحَش مِنْ كِدَه .. دَه قَصْد العَدُو إِنِّي أبْعِد عَنْ رَبِّنَا خَطْوَة بِخَطْوَة حَتَّى إِنْ المَسَافَة بِينِي وَبِين رَبِّنَا تُصْبِح كَبِيرَة جِدّاً وَأقُول إِنِّي بَعِيد عَنْ رَبِّنَا جِدّاً أسْلِحِة مُحَارَبَتْنَا لاَزِم تِكُون أسْلِحَة رُوحِيَّة وَلاَزِم نِعْرَف إِنْ إِحْنَا بِنُقَاوِم أجْنَاد شَر رُوحِيَّة فِي السَّمَاء .. عَدُو الخِير لاَ يُوْجَد عِنْده كِبِير وَلأِنَّه إِذَا كَانْ تَجَرَّأ عَلَى رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَذَهَب لإِسْقَاطه .. يَسُوع إِنْتَهَره أوِّل مَرَّة وَتَانِي وَتَالِت مَرَّة وَبَعْد كُلَّ هذَا قَالَ { فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ } ( لو 4 : 13) .. إِذَا كَانْ لَمْ يَتْرُك نَبْع القَدَاسَة وَنَبْع البِّر هَلْ هَيترُكْنَا نَحْنُ ؟ يَسْتَغِل نِقَاط الضَعْف حَتَّى مَعَ يَسُوع .. كَانَ صَائِم أرْبِعِينَ يَوْم دَخَل لُه مِنْ إِتِجَاه الأكل .. مِنْ نِقَاط الضَعْف وَيِنَوَع فِي الخَطَايَا .. يِسْتَخْدِم الأشْيَاء الَّتِي يُمْكِنْ أنْ يِهْزِمْنَا بِهَا عَشَان كِدَه وَاحِد مِنْ القِدِّيسِين يِقُول { وَيْلاَه مِنْكَ أيُّهَا العَدُو كَثِير الخِدَاع .. طُوبَى لِمَنْ أبْغَضَك .. طُوبَى لِمَنْ حَارَبَك وَلَمْ يَكِل } .. الشَّيْطَان يِحَارِب فِي كُلَّ الأوْقَات وَبِكُلَّ الأسَالِيب وَإِنْ حَتَّى لَمْ يَنْجَح فِي حَرْب سَوْفَ يَأتِي مَرَّة أُخْرَى .. القِدِيس أبُو مَقَّار يِقُول { العَدُو بِلاَ حَيَاء } .. لاَ يُوْجَد عَنْده دَم زَي الذُبَاب .. لاَزِم أعْرَف إِنَّه عَشَان هُوَ أعْطَانِي فِكْرَة وَأنَا حَارِبْتَهَا أصْبَحْت قِدِيس .. لاَ .. سَوْفَ يَأتِي وَقْت تَانِي فِي ظُرُوف تَانْيَة وَيِحَارِبْنِي .. ثَلاَث أشْيَاء بِدَاخِلْنَا عَدُو الخِير يِقَدِّمهُمْ لِيُحَارِبْنَا بِهُمْ :-
1- الجسد:-
يَعْنِي الأكل .. الشُرْب .. الغَرِيزَة .. الشَّهوَة .. الشَّيْطَان عَمَل لَهُ مَكْتَب دَاخِل الغَرِيزَة ..عَامِل فَرْع فِي الشَّهوَة .. فَرْع فِي الأكل .. يَسْتَخْدِم الأُمور الطَّبِيعِيَّة الَّتِي بِدَاخِلْنَا مِنْ نِقَاط ضَعْف لإِنْ الإِنْسَان مَخْلُوق جَائِع رَبِّنَا سَمَح بِذلِك عَشَان نِفْضَل نَأكُل وَنُشْكُر رَبِّنَا فَرَبِّنَا قَصْده إِنْ إِحْنَا نِفْضَل بِاسْتِمْرَار جَائِعِين .. دِي وَسِيلِة تَعْبِير عَنْ مَحَبِّته لِينَا .. كَانْ مُمْكِنْ رَبِّنَا يِشَبَعْنَا بِطَرِيقَة تَانْيَة نَاخُد طَاقِتْنَا مِنْ الشَّمْس وَنِمْشِي بِهَا .. رَبِّنَا جَعَلْنَا دَائِماً جَائِعِين عَشَان ثِمَار الأرْض دِي كُلَّهَا مِنْ خِيره هُوَ فَأشْعُر إِنِّي بَاخُدْ مِنْ إِيدِيه هُوَ وَآكُل فَأشْكُر عَشَان كِدَه قَبْل مَا نَأكُل نُصَلِي وَنَقُول { تَبَارَكْت يَارَبَّ يَا مَنْ تَعُولَنَا مُنْذُ حَدَاثَتْنَا وَتَهِبْنَا خَيْرَاتَك ...... تَفْتَح يَدَك فَتَشْبَع كُلَّ حَيَّ رِضَى ..... } ( مِنْ صَلاَة قَبْل الأكل ) يَعْنِي أنَا هَاكُل مِنْ إِيِدِيك إِنْتَ يَارَبَّ .. يِيجِي عَدُو الخِير يِحَوِّل الأكل بَدَل وَسِيلِة حُب بِينِي وَبِين رَبِّنَا وَشُكْر يِحَوِله إِلَى غَرِيزَة نَهْم .. عَدُو الخِير يِسْتَخْدِم الجَسَدْ كَوَسِيلَة لِحَرْبِنَا وَيِعْمِل لِنَفْسه مَرْكَز بِدَاخِل كُلَّ نُقْطِة ضَعْف فِي الجَسَدْ .. لاَزِم أعْرَف كِدَه .. الإِنْسَان عِنْدَمَا يِغْلِب المِيدَان المُهِمْ قَوِي دَه فِي الجَسَدْ لِلعَدُو وَيِخْزِيه تِلاَقِي الشَّيْطَان يِتخِزِي .. عَشَان كِدَه تِلاَقِي الكِنِيسَة تُكْثِر مِنْ الأصْوَام لِيه ؟ عَشَان الإِسْتِمْرَار .. يِيجِي عَدُو الخِير يِقُولِّي كُل .. أقُولُّه أنَا مِش هَاكُل إِلاَّ بِأمر إِلهِي مِش هَاكُل إِلاَّ بِإِذْن كِنِيسْتِي .. الَّلِي هَا تقُولِّي عَلِيه هَا أكلُه .. أنَا مِش عَايِش بِالطَّعَام .. أنَا الطَّعَام دَه وَسِيلِة حُب بِينِي وَبِين رَبِّنَا .. الَّلِي هَا تقُولِّي عَلِيه كِنِيسْتِي هَاكله .. الصُوْم دَه فِيه سَمَك أقُول حَاضِر .. الصُوْم دَه مَفْهُوش سَمَك أقُول حَاضِر .. النَّهَارْدَة صُوْم إِنْقِطَاعِي أقُول حَاضِر .. أصْبَح الأكل لَيْسَ غَرِيزَة وَلكِنَّهُ وَسِيلَة حُب وَطَاعَة بِينِي وَبِين رَبِّنَا بَدَل مَا يِسْتَخْدِمه العَدُو وَسِيلِة تَمَرُّد وَعِصْيَان زَي مَا إِسْتَخْدِمه مَعَ أبُونَا آدَم أبُونَا آدَم قَبْل مَا يَاكُل مِنْ الشَّجَرَة كَانْ بِيَاكُل مِنْ إِيد رَبِّنَا .. العَدُو بِيِسْتَخْدِم نُقَطْ رَبِّنَا هَدَفِه مِنْهَا جَمِيل لكِنْ هُوَ يِعْمِل لُه فِيهَا مَكْتَبْ .. فَرْع عَشَان يُهْلِك الإِنْسَان .. الجَسَدْ .. الأكل وَالشُرْب وَالغَرِيزَة .. رَبِّنَا سَمَح إِنْ يِكُون فِي الإِنْسَان غَرِيزَة .. لِيه ؟ لِبَقَاء النُوع .. لَوْ الغَرِيزَة مِش مَوْجُودَة كَانْ نُوع الإِنْسَان إِنْدَثَرْ فَرَبِّنَا حَب يِحْفَظ نُوع الإِنْسَان بِوُجُود الغَرِيزَة .. الغَرِيزَة تُبْقَى فِتْرَة هَادِئَة فِي الإِنْسَان حَتَّى سِنْ مُعَيَّن ثُمَّ تَسْتَيْقِظ .. الغَرِيزَة تُسْتَخْدَم فِي إِطَار مُقَدَّس وَجَعَل لَهَا زَوَاج لإِسْتِمْرَار الزَّرْع البَشَرِي .. هذَا قَصْد الله مِنْ الغَرِيزَة أيْضاً هِيَ وَسِيلِة تَعْبِير عَنْ الحُب .. الغَرِيزَة فِي الإِنْسَان غِير الحَيَوَان تَمَاماً .. الغَرِيزَة فِي الحَيَوَان بِلاَ عَقْل بِلاَ عَاطِفَة .. الغَرِيزَة فِي الإِنْسَان بِتَعَقُّل وَبِعَاطِفَة وَمَشَاعِر .. رَبِّنَا سَمَح الغَرِيزَة فِي الإِنْسَان تِكُون بِالتَنَاسُل لِلإِقْتِرَاب وَلِلوِحْدَة يُوْجَدْ بَعْض حَيَوَانَات الغَرِيزَة عَنْدُهُمْ تِكُون فِي مُوسِم مُعَيَّن فَقَطْ .. يِقُولُوا مَثَلاً دَه مُوسِم التَكَاثُر عَنْد القُطَط .. لُهُمْ شَهْر فِي السَنَة وَبَاقِي أيَّام السَنَة لاَ شِئ نِهَائِي .. رَبِّنَا قَال الإِنْسَان لَدَيْهِ عَقْل هُوَ تَاج الخَلِيقَة كُلَّهَا .. يِعْرَف مَتَى يِسْتَخْدِمْهَا .. مَتَى يُوَجِهَهَا ؟ لأِنَّهُ يَسْتَخْدِمْهَا بِعَقْل وَعَاطِفَة .. الشَّيْطَان يِعْمِل فِي الغَرِيزَة فَرْع .. يِلْعَب فِي الإِنْسَان بِالغَرِيزَة وَيحَرَّك غَرِيزته وَيُثِيرْهَا وَيَسْتَخْدِم الأسَالِيب المَشْرُوعَة وَغِير المَشْرُوعَة مِنْ رُؤيَة وَمِنْ كَلاَم وَمِنْ ألْفَاظ وَمِنْ حَرَكَات .. لِيه ؟ لِكَيْ يُحَرِّف الإِنْسَان عَنْ قَصْد الله مِنْ الغَرِيزَة .. فَالعَدُو يِعْمِل مَرْكَز لُه فِي الجَسَدْ .. أبُونَا الكَاهِنْ وَهُوَ عَلَى المَذْبَح يَتَضَرَّع لِرَبِّنَا وَيَقُول لَهُ { إِبْطِل سَائِر حَرَكَاته المَغْرُوسَة فِينَا } .. قَدِّمُوا غَرِيزْتكُمْ غَرِيزَة مُقَدَّسَة لله .. لاَ تَجْعَل الغَرِيزَة تَكُون مَيْدَان لِعَدُو الخِير يَلْهُو بِهَا .. { إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ } ( 1كو 3 : 17 ){ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ } ( غل 5 : 24 ) نَحْنُ لاَ نُنْكِر أنَّهُ يُوْجَدْ فِينَا غَرِيزَة وَلكِنَّهَا غَرِيزَة مُقَدَّسَة لأِنَّ الله يَسْكُنْهَا وَالرُّوح القُدُس يَضْبُطْهَا .. عَدُو الخِير يُرِيد أنْ يُحَارِبْنَا حَرْب الغَرِيزَة وَحَرْب الأكل وَالشُرْب يَجِدْ أوْلاَد الله غَرِيزْتهُمْ مُقَدَّسَة وَالأكل وَالشُرْب عَنْدُهُمْ مِتْرَفَعِين عَنَّه .. أيَّام الصِيَام فِي الكِنِيسَة كَثِيرَة لكَيْ نُعْلِنْ أنَّنَا لاَ نَحْيَا لِغَرِيزِة أكل أوْ شَرَاب لأِنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَبِهِ نَتَحَرَّك وَبِهِ نُوْجَدْ ( أع 17 : 28 ) .. لِهذَا بَدَلاً مِنْ أنْ تَكُون الغَرِيزَة مَجَال يَسْتَخْدِمْهَا العَدُو لِتَهْدِيدْنَا تَكُون مَجَال لِتَقْدِيسْنَا .. الله سَمَح أنْ يَكُون نِير الغَرِيزَة قَوِي لكَيْ يَكُون إِحْتِيَاجْنَا إِلَى الله قَوِي .. لَوْ إِنْتَصَرْنَا فِي حَرْب الغَرِيزَة بِسِهُولَة مُمكِنْ نُشْعُر إِنِّنَا لَيْسَ فِي حَاجَة إِلَى رَبِّنَا .. سَمَح الله أنْ يَكُون إِحْتِيَاج الغَرِيزَة قَوِي لكَيْ مَا يَكُون إِحْتِيَاجِي إِلَى الله أقوَى فَأتَعَلَّم الصُّرَاخ .. سُؤِلَ أحَدْ القِدِّيسِين " مَا الَّذِي عَلَّمَك الصَّلاَة " ؟ .. أجَابَ مِنْ أكْثَر الحَاجَات الَّتِي عَلَّمَتْنِي الصَّلاَة حُرُوبِي .. غَرَائِزِي .. شَهَوَاتِي بَدَلاً مِنْ حُرُوبَكُمْ وَغَرِيزَتَكُمْ تِبْعِدْكُمْ عَنْ رَبِّنَا تِكُون مَجَال لإِقْتِرَابِي مِنْ رَبِّنَا .. لِمَاذَا ؟ لإِنْ أنَا ضَعِيف يَارَبَّ وَالشَّيْطَان تَاعِبْنِي وَعَدُوِي قَدْ إِرْتَفَعَ عَلَيَّ .. { إِلَى مَتَى يَارَبُّ تَنْسَانِي ؟ }( مز 12 مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. إِلَى مَتَى يَارَبَّ ؟ تَعَالَ لكَيْ مَا تَتَرَاءف عَلَيَّ .. إِجْعَلُوا حُرُوب عَدُو الخِير فِي صَفُّكُمْ بَدَلاً مِنْ أنْ تَكُون الحُرُوب تِجْلِب يَأس تِكُون وَسِيلَة نِقْرَع بِهَا عَلَى بَاب مَرَاحِم الله الخَطَايَا هِيَ أكْثَر شِئ يِجْلِب حَرَارَة فِي الصَّلاَة وَتَرْكِيز فِي القُدَّاس .. يَارَبَّ إِرْفَع عَنِّي يَارَبَّ أعْطِينِي نِعْمَة .. يَارَبَّ قَوِّينِي الصَّلَوَات الكَنَسِيَّة دَائِماً فِيهَا رُوح التَّضَرُع وَالإِنْسِحَاق .. لِمَاذَا ؟ لإِنْ الإِنْسَان يُرِيد تَقْدِيم تُوبَة وَيَأخُذْ رَحْمَة .. إِنْسَان يَطْرِق عَلَى بَاب مَرَاحِمْ رَبِّنَا .. وَاثِق مِنْ رَحْمِته .. هُنَا العَدُو يُخْزَى وَيَتَسَاءَل وَهُوَ مُتَعَجِب أنَّهُ وَقَّع فُلاَن فِي الخَطِيَّة وَيَقِف يُصَلِّي ؟!! لاَزَالَ يُرِيد أنْ يَتَنَاوَل ؟!! ألَمْ يَخْجَل مِنْ الإِعْتِرَاف ؟!! { أنْتَ تَضْرَب بِمَرْزَبَّة وَأنَا أضْرَب بِمَرْزَبَّة وَسَنَرَى مَنْ يَغْلِب أنْتَ أم مَرَاحِمْ الله } يَحْكِي بُسْتَان الرُّهْبَان عَنْ قِدِيس كَانَ العَدُو يُحَارِبَهُ كَثِيراً وَلكِنَّهُ ضَجَرَ مِنْهُ وَيَقُول { ضَجَرَ شَيْطَان اليَأس مِنْ حُسْن رَجَائُه } .. وَقَالَ لَهُ لاَ أعُود أُهَاجِمَك بَعْد لأِنَّكَ بِهذَا تَأخُذ أكَالِيل أكْثَر لأِنَّ عِنْدَمَا أقَعْ وَأقُوم تَكُون المُحَصِّلَة إِكْلِيل وَفِي النِهَايَة فُوْزت بِالإِكْلِيل وَلَنْ يَذْكُر لِي الله السُقُوط .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ الدَّاعِي الكُلَّ لِلخَلاَص ( مِنْ الطِلْبَة الَّتِي تُقَال فِي آخِر كُلَّ سَاعَة ){ خَطَايَاكَ لاَ أّذْكُرُهَا } ( أش 43 : 25 ) .. فَالشَّيْطَان مِسْتَخْدِم الجَسَدْ لكَيْ يِبْعِدْنِي بِهِ عَنْ رَبِّنَا .. مَيْدَان حَرْب قَوِي لِلشَّيْطَان كَثِيرُون سَقَطُوا بِالجَسَدْ .. أقْوِيَاء سَقَطُوا بِالجَسَدْ .. كَمَا أنَّ الجَسَدْ هُوَ وَسِيلَة يَسْتَخْدِمهَا العَدُو فِي حَرْب لإِسْقَطْنَا هُوَ هُوَ وَسِيلَة لإِكْرَام الله نَفْس الجَسَد الَّذِي يَسْقُط هُوَ هُوَ الجَسَد الَّذِي يَصُوم هُوَ هُوَ الجَسَدْ الَّذِي يَسْجُدهُوَ هُوَ الجَسَدْ الَّذِي يَخْضَع لِرَبِّنَا .. فَأنَا بَعْلِن لِرَبِّنَا بَدَل الجَسَدْ مَا يِكُون فِي مِلْكِيِة الشَّيْطَان يِكُون جَسَدْ فِي مِلْكِيِة رَبِّنَا جَسَدِي هذَا رَافِع إِيدِي لَك .. جَسَدِي هذَا صَائِم .. جَسَدِي هذَا الَّذِي يُرِيد النُوْم وَالرَّاحَة يَسْجُد .. وَكَمَا يَسْتَخْدِم الجَسَدْ لإِيذَائِي وَإِذْلاَلِي وَسُقُوطِي أسْتَخْدِم الجَسَدْ لِقِيَامِي وَتَقْدِيسِي الله سَمَح أنْ يَكُون نَفْس الجَسَدْ الَّذِي يَجُوع هُوَ هُوَ نَفْس الجَسَدْ الَّذِي يَصُوْم .. نَفْس الجَسَدْ الَّذِي بِهِ الغَرِيزَة وَيَشْتَهِي يَكُون نَفْس الجَسَدْ الَّذِي يَعْبُد رَبِّنَا .. نَفْس الجَسَدْ الَّذِي يَكُون إِنَاء لِلهَوَان يَكُون إِنَاء لِلكَرَامَة وَالمَجْد .
2- النفس:-
الغُرُور جَسَدْ أم نَفْس ؟ .. نَفْس .. صِغَر النَّفْس جَسَدْ أم نَفْس ؟ .. نَفْس .. الحُزْن .. الكَآبَة .. كُلَّ هذَا مَوْجُود فِي تَكْوِين الإِنْسَان " الغُرُور .. صِغَر النَّفْس .. الحُزْن .. الكَآبَة " .. عَدُو الخِير يِعْمِل لُه فَرْع لإِنْ هذِهِ مَرَاكِز قَوِيَّة .. فَعَدُو الخِير يِعْمِل لُه مَرْكَز فِي كُلَّ فَرْع سَوَاء الحُزْن أوْ الكَآبَة أوْ اليَأس أوْ الإِكْتِئَاب .. عَدُو الخِير يُدْخُل وَيِجِيب غُرُور وَبُغْضَة مَعَ الَّلِي حَوَالَيَّ .. كُلَّ هذَا نَفْس يِجِيب إِحْسَاس إِكْتِئَاب إِنْ أنَا لَيْسَ فِيَّ فَايْدَة .. يِجِيب إِحْسَاس حُزْن إِنْ الحَيَاة لَيْسَ بِهَا شِئ مُفْرِح .. يِجِيب إِحْسَاس إِنْ كُلَّ النَّاس بِتِكْرَهَك وَلَيْسَ مَنْ يَهْتَمْ بِيَّ .. كُلَّ هذَا فِي النَّفْس وَلَيْسَ لَهُ عِلاَقَة بِالجَسَدْ .. مُنْذُ قَلِيل ضَرَبْنِي بِالجَسَدْ وَالآن يَضْرَبْنِي بِالنَّفْس .. يُسْقِطَنِي فِي الجَسَدْ ثُمَّ يُسْقِطَنِي فِي الحُزْن .. خَطَايَا الجَسَدْ تُجْلِب لُوْن مِنْ ألْوَان التَّمَرُّد .. خَطَايَا الجَسَدْ تُجْلِب مَعَهَا عُنْف .. الوَلَدْ أوْ البِنْت عَصَبِي فِي البِيت وَلَيْسَ هُنَاك شِئ عَجْبُه لأِنَّ جَسَدُه غِير مِرْتَاح وَبِالتَّالِي نَفْسُه غِير مِرْتَاحَة العَدُو يَعْمَل فِي كِلاَ الجِهَتِين .
العَدُو كَثِير الخِدَاع .. عَدُو الخِير يَقُول لِلبِنْت مَفِيش حَدْ بِيحِبِّك .. مَفِيش حَدْ بِيِهْتَمْ بِيكِ حَتَّى صِحَابِك بِيْسِيبُوكِ وَحَتَّى فِي البِيت مُهْتَمِّين إِمَّا بِأخُويَا أكْتَر مِنِّي أوْ بِإِخْوَاتِي أكْتَر مِنِّي حَتَّى tacwni تَهْتَمْ بِزَمِيلاَتِي أكْتَر مِنِّي أمَّا عَنْ أبُونَا فَهُوَ مِش مُهْتَمْ بِيَّ خَالِص عَدُو الخِير مَعَ البِنْت يَسْتَخْدِم الجُزْء النَّفْسَانِي وَالعَاطِفِي لإِذْلاَلهَا .. يَجْعَلْهَا تَشْعُر أنَّهَا بِلاَ قِيمَة .. عَدُو الخِير يِقَيِد الإِنْسَان بِشِئ مِنْ أجْل شِئ آخَر عَدُو الخِير مُخَادِع كَثِير الخِدَاع إِحْذَر مِنْ النَّفْس .. لِنَفْرِض وَاحْدَة جَمِيلَة حَصَلِت عَلَى مَجْمُوع أكْتَر مِنْ زَمِيلاَتهَا مِنْ عَائِلَة غَنِيَّة .. عَدُو الخِير يَجْعَلْهَا تَغْتَرْ .. أصْعَب شِئ الإِنْسَان يِعِيش فَاقِد مَعْنَى حَيَاته لاَ يَعْلَم الهَدَف مِنْ حَيَاته .. حَاسِس إِنْ الأيَّام بِلاَ قِيمَة .. الحَيَاة جَمِيلَة فِي الْمَسِيح يَسُوع .. رَبِّنَا أرْسَلْنَا لِنَحْيَا لَهُ وَنُمَجِّده وَنَفْرَح بِهِ .. هذَا هَدَف رَبِّنَا مِنْ حَيَاتْنَا رَبِّنَا أعْطَى لَنَا رِسَالَة أنْ نُعْلَِنْ إِسمه { بِمَوْتِكَ يَارَبَّ نُبَشِّر } ( مَرَدْ الشَّعْب بَعْد رُشُومَات الجَسَدْ وَالكَأس ) .. رَبِّنَا أرْسَلْنَا لِكَيْ نَكُون شُهُود لَهُ وَسُفَرَاء لَهُ .. أعِيش لِكَيْ أُمَجِّده وَأفْرَح بِهِ وَلِكَيْ أُهَيِئ نَفْسِي لِلأبَدِيَّة .. لكِنْ عَدُو الخِير عَمَلُه يِسْرَق مِنِّي الهَدَف وَيِسْرَق مِنِّي طَعْم الحَيَاة وَيُحَوِّل حَيَاتِي إِلَى رُوتِين وَكَآبَة .. هذَا كُلُّه يَأتِي مِنْ النَّفْس .. يَسْتَغِل النَّفْس مِنْ أكْتَر الحَاجَات الَّتِي يَسْتَغِلْهَا العَدُو النَّفْس .. لِمَاذَا ؟ القِدِّيسِين يَقُولُوا إِنْ النَّفْس مَوْضُوعَة بَيْنَ الجَسَدْ وَالرُّوح .. النَّفْس فِي يَدَهَا تِكَسِّب الجَسَدْ أوْ الرُّوح .. إِنْ إِنْحَازِت النَّفْس لِلجَسَدْ صَارَ الإِنْسَان جِسْدَانِي وَإِنْ إِنْحَازِت النَّفْس لِلرُّوح صَارَ الإِنْسَان رُوحَانِي .. وَلِنُعْطِي أمْثِلَة .. اليُوْم سَنَسْهَر نِعْمِل تَسْبِحَة هَلْ النَّفْس تِفْرَح ؟ اليُوْم سَنَسْهَر نِعْمِل حَفْلِة summer وَسَنُوَزَع جَاتُوه وَمُوسِيقَى وَأنْوَار .. لَوْ كَانْ فِيه فَرَح تِكُون النَّفْس مُنْحَازَه لِلجَسَدْ وَيَكُون الإِنْسَان جِسْدَانِي مَاذَا يَعْنِي النَّفْس تَنْحَاز لِلرُّوح ؟ مَثَلاً الَّلِيلَة لِيلِة عِيد قِدِيس .. نِسْهَر مِنْ أجل هذَا القِدِيس .. نِلاَحِظ النَّفْس فِرْحَانَة .. النَّفْس هِنَا نَفْس رَوحِيَّة .. الوَاحِد يِقُول " أنَا نِفْسِي فِي كَذَا " .. " نِفْسِي " تَأتِي مِنْ " نَفْس " .. النَّفْس تَأمُر الجَسَدْ وَالنَّفْس تَأمُر الرُّوح .. هَلْ أنَا نِفْسِي فِي أكْلَه أم صَلْوَة ؟ نِفْسِي فِي قُدَّاس أم أُغْنِيَّة ؟ نِفْسِي فِي فِيلم أم سِيرِة قِدِيس ؟ عَدُو الخِير عَرَف إِنْ مِيدَان النَّفْس مُهِمْ جِدّاً فَاسْتَخْدِمه بِشَرَاسَة فَابْتَدأ يِخْدَع الإِنْسَان عَنْ طَرِيق أكْلَه يِحَسِّسه إِنَّه مَبْسُوط .. مُشَاهَدِة فِيلم يِحَسِّسه إِنُّه مَبْسُوط النَّفْس عِنْدَمَا تَكُون فِي يَدْ الْمَسِيح تَكُون نَفْس رُوحِيَّة .. بِالتَدْرِيج عِنْدَمَا أتَذَوَق الفَرَح الرُّوحَانِي أحْتَقِر الفَرَح الجِسْدَانِي .. الإِنْسَان الَّذِي يَفْرَح بِالفَرَح الجِسْدَانِي مِسْكِين لأِنَّهُ لَمْ يَتَذَوَق الفَرَح الرُّوحَانِي وَسَيَبْقَى عُمْرُه كُلُّه مِسْكِين حَتَّى يَتَذَوَق الفَرَح الرُّوحَانِي .. العَالَم كُلُّه بِاسْتِثْنَاء فِئَة صَغِيرَة جِدّاً هُمْ الَّذِينَ تَذَوَقُوا الفَرَح الرُّوحَانِي .. لاَ تَتَعَجَبُّوا عِنْدَمَا تَرُوا النَّاس كُلَّهَا تَسِير وَرَاء الفَرَح الجِسْدَانِي رَبِّنَا قَال البَاب ضَيَّق " ( مت 7 : 13 ) لَمْ يَخْدَعْنَا .. قَال أنْتُمْ قَطِيع صَغِير ( لو 12 : 32 ) قَال { مَا أضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤدِّي إِلَى الحَيَاة . وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ }( مت 7 : 14) .. الغُرُور .. صِغَر النَّفْس .. الضَّعْف .. كُلَّ هذَا يَسْتَخْدِمه العَدُو لِحِسَابه لإِذْلاَلْنَا .. العِلاَج النَّفْس تَكُون رُوحِيَّة .. النَّفْس تَجِد مَسَرِّتهَا فِي الْمَسِيح .. النَّفْس تَجِد شَبَعْهَا فِي الْمَسِيح لاَ أقُول زَمِيلْتِي تَرَكِتْنِي وَأبُونَا غِير مُهْتَمْ بِيَّ .. لِيه ؟ النَّفْس هِنَا فَقِيرَة .. لاَ .. نَفْسِي شَبْعَانَة بِالْمَسِيح .. وَلَوْ زِمِيلْتِي تَرَكِتْنِي لِتَتَحَدَّث مَعَ زَمِيلَة أُخْرَى لَنْ أتَأثَّر .. لِيه ؟ لأِنِّي شَبْعَانَة بِالْمَسِيح .. رَاحْتِي فِي رَاحِة زِمِيلْتِي .. هَلْ أُرِيد إِمْتِلاَْكَا كَنُوع مِنْ أنْوَاع الأنَانِيَة ؟ لِنَفْرِض لَوْ زِمِيلْتِي خَرَجِت مَعَ زَمِيلَة أُخْرَى مَزْعَلْش تَحْت بَنْد إِنْ هِيَّ مَا قَالِتلِيش دِي النَّفْس المِرْتَاحَة دَاخِلِياً لكِنْ التَعْبَان دَاخِلِياً كُلَّ حَاجَة تِصْعَب عَلِيه نَفْسه وَتَقْرِيباً زَعْلاَن مَعَ 99.9 % مِنْ النَّاس وَ 0.1 % عِلاَقَة مُهَدَّدَة مِنْتَظَرَة أي خَطَأ لِتَكْتَمِل النِسْبَة وَتُحَقِّق الرَقَم القِيَاسِي 100 % .
3- العالم:-
كُلَّ العَالَم هُوَ كُلَّ مَا حَوْلَنَا مِنْ مُبْتَكَرَات وَاخْتِرَاعَات وَالتَّطَوُرَات وَالتِلِيفِزْيُون وَالدِش وَالكُمْبِيُوتَر وَالمُوبَايِل .. عَدُو الخِير نَجَح فِي إِنْ يِعْمِل لُه مَكْتَب دَاخِل هذِهِ التِكْنُولُوجْيَا .. كَيْفَ يُسَخِر عَدُو الخِير هذَا الإِخْتِرَاع لِخِدْمِته هُوَ ؟ حَتَّى الفُنُون الرَاقِيَة الَّتِي يُمْكِنْ أنْ يَكُون لَهَا دُور فِي تَرْبِيِة الإِنْسَان مِثْل الرِيَاضَة وَالرَسْم وَالفَنْ وَالشِعْر وَالمُوسِيقَى فَتَح لُه فِيهَا مَكْتَب .. جَعَل الفُنُون الَّتِي هَدَفْهَا تَرْتَقِي بِالإِنْسَان فِي مَشَاعْره كَهَدَف مِنْهَا رَبِّنَا خَلَقه مِثْل هَدَف رَبِّنَا مِنْ الأكل وَالغَرِيزَة أيْضاً فِي هَدَف لِرَبِّنَا مِنْ المَشَاعِر .. حَتَّى الأُمُور المَوْجُودَة فِي العَالَم رَبِّنَا لُه مِنْهَا هَدَف .. لكِنْ عَدُو الخِير يِنْجَح فِي إِنْ هُوَ يِحَرَّف كُلَّ الأهْدَاف فَكَمَا حَرَّف الجَسَدْ وَالغَرِيزَة حَرَّف الفُنُون .. بَدَل مَا يِكُون مَجَال لِلإِرْتِقَاء بِمَشَاعِر الإِنْسَان جَعَلَهُ مَجَال لِلإِنْحِطَاط وَالإِسْفَاف وَمَجَال لِحَرْب الغَرِيزَة وَالشَّهْوَة وَخُصُوصاً عَصْرِنَا هذَا عَدُو الخِير إِسْتَخْدِم الأُمُور كَيْفَ يُوَظِفْهَا لِتَكُون فِي صَالحه .. لَيْسَ المُهِمْ مَا يَقُوله المُطْرِب وَلكِنْ المُهِمْ الحَرَكَة وَالمَنْظَر .. سَألُوا المُوسِيقَار عَبْد الوَهَاب عَنْ إِنْحِطَاط الفَنْ فَأجَابَ لأِنَّ أهَمْ عُنْصُر فِي الفَنْ مَات وَهُوَ جُمْهُور المُسْتَمِعِين .. النَّاس أصْبَحِت مُنْسَاقَة وَرَاء تَيَار الشَّر فَكُلَّ مَا كَثُرَ الشَّر كَثُرَ الإِغْرَاء .. العَالَم الشَّيْطَان إِسْتَخْدِمه لِيُبْعِد بِهِ أوْلاَد الله عَنْ الله .. وَمِنْ ضِمْن ألقَاب الشَّيْطَان " رَئِيس هذَا العَالَم " .. المُوضَة إِسْتَخْدِمْهَا الشَّيْطَان وَكُلَّ يُوْم جِدِيد .. لِيه ؟ مُوضَة .. قَنَوَات فَضَائِيَّة .. شِئ جَمِيل إِنْ مُمْكِنْ قَنَاة تُبَث فِي العَالَم كُلُّه لكِنْ الشَّيْطَان يِسْتَخْدِمْهَا بِطَرِيقَة صَعْبَة لِدَرَجِة إِنْ فِي آبَاء فِي البُيُوت يِقُولُوا إِنْ الدِش شِيطَان .. وَالشَّيْطَان يِسَهِّل الأُمُور لِلنَّاس فَلَيْسَ شَرْط الغَنِي هُوَ فَقَطْ مَنْ يَمْتَلِك الدِش وَلكِنْ هُنَاك الوَصْلَة بِأرْخَص الأسْعَار .. إِخْتِرَاع كَسَح الدُنْيَا فِي شُهُور مِش مُهِمْ الوَاحِد يِكُون عَنْده دُش لكِنْ عَنْده دِش عَدُو الخِير جَوْهَر حَرْبه وَاحِد لكِنْ طُرُقُه مُخْتَلِفَة فَيَسْتَخْدِم العَالَم وَيُزَيِنه وَيُغْرِي .مِنْ يُوْم أبُونَا آدَم مَا سَقَطْ جَعَل لُه الشَّجَرَة جَمِيلَة { الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأكْلِ وَأَنَّهَا بَهْجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَلاَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ } ( تك 3 : 6 ) .. الخَطِيَّة تُقَدِّم لَنَا فِيهَا لَمْعَة بَرَّاقَة .. فِي العَالَم أكل وَلِبْس وَأجْهِزَة وَإِكْسِسْوَرَات أشْكَال وَأنْوَاع .. الشَّيْطَان إِسْتَخْدِم الأسَالِيب دِي لِيَكُون الإِنْسَان طَمَّاع وَلاَ يَكْتَفِي وَلاَ يَشْكُر لِيُشْعِر الإِنْسَان إِنُّه يَنْقُصه الكَثِير وَيَعِيش مُتَمَرِّد وَخَاضِع وَسَاجِد لِلعَالَم وَكَأنَّهُ كَمَنْ يُحَرِّك العَرَائِس .. الحَلْ فِي الْمَسِيح .. إِشْبَع بِالْمَسِيح تِدُوس عَلَى كُلَّ دَه وَتِكُون كُلَّ الحَاجَات دِي مَوْجُودَة لكِنْ إِنْتَ غَالِبْهَا غِير مَذْلُول لِشِئ وَلاَ حَاسِس بِكُلَّ مَبَاهِج هذَا العَالَم أنَا شَبْعَان بِك يَارَبَّ .. القِدِيس أُغُسْطِينُوس يَقُول { مَنْ يَقْتَفِي آثَارَك لَنْ يَضِل قَطٌ وَمَنْ إِمْتَلَكَك شَبَعَت كُلَّ رَغَبَاتُه } مُبَارَك إِنْتَ يَارَبَّ يُوْم مَا تُمْلُك عَلَى إِنْسَان تُعْطِيه قُوَّة وَنِعْمَة أقْوَى مِنْ كُلَّ العَالَم يَقُول القِدِيس أُغُسْطِينُوس { جَلَسْتُ عَلَى قِمَّة العَالَم يَوْمَ أحْسَسْتُ أنَّنِي لاَ أُرِيدُ شَيْئاًوَلاَ أشْتَهِي شَيْئاً } .. وِلاَد رَبِّنَا يِقُولُوا لُهُمْ مَثَلاً عَنْ فِيلم لُه قِصَّة جَمِيلَة وَيَتَسَاءلُوا هَلْ لَدَيْكُمْ الرَّغْبَة فِي رُؤيِته ؟ يُجِيبُوا .. لاَ .. لِيه ؟ مِش هَا يِفْرِق مَعَايَا .. لَنْ يُضِيف لِيَّ شِئ .. لكِنْ لَوْ فِي تَفْسِير لِسِفْر لَمْ أعْرِفه هذَا يُضِيف لِيَّ شِئ .. سِيرِة قِدِيس .. { النَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ } ( أم 27 : 7 ) لَوْ عَدُو الخِير فَاتِح لُه كُلَّ المَرَاكِز دِي لكِنْ رُوح رَبِّنَا مَالِك عَلِينَا .. رُوح رَبِّنَا مَالِك كَيَانَّا الله قَادِر أنْ يُغْلِق كُلَّ الفُرُوع الَّلِي فَاتِحْهَا عَدُو الخِير دَاخِلْنَا وَأوِّل لَمَّا المَكَاتِب الخَاصَّة بِهِ تِتقِفِل جُوَّانَا مَكَاتْبه الخَارِجِيَّة تُقْفَل أيْضاً الَّلِي نَفْسه شَبْعَانَة بِالْمَسِيح وَالَّلِي جَسَده مُقَدَّس بِالْمَسِيح لاَ مُوضَة وَلاَ سِينِمَا وَلاَ دِش وَلاَ شِئ يِجْذِبه لكِنْ المَغْلُوب مِنْ جُوَّاه مَذْلُول مِنْ بَرَّاه .. قَدَاسِة البَابَا فِي كِتَاب " حَيَاة التُوبَة وَالنَقَاوَة " يِقُول { إِنْ جَاهِدْت مَعَ الله تَسْتَرِيح فِي جِهَادَك مَعَ العَدُو } .. رَبِّنَا يُسْكُنْ فِيك العَدُو يُخْرُج .. الأنْبَا أنْطُونْيُوس إِتحَارِب بِكُلَّ هذَا لكِنْ كَانَ يَقُول { قُمْ أيُّهَا الرَّبَّ الإِله وَلِيَتَفَرَّق جَمِيعُ أعْدَائَك } وَكَأنَّهُ يَهِش الشَّيَّاطِين كَمَنْ يَهِش قَطِيع كِلاَب عَايِز تِغْلِب تَسَلَّح بِآيَات .. المَزْمُور يَقُول { مَغْبُوطٌ هُوَ الرَّجُل الَّذِي يَمْلأ جَعْبَته مِنْهُمْ }( مز 126 – مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) .. " الجُعْبَة " يَكُون فِيهَا أسْهُمْ زَي الَّلِي مَعَ الرَّاجِل الصَيَّاد كُلَّ العَدُو مَا يِيجِي أضْرَبُه بِسَهم .. القِدِّيسِين يِقُولُوا { حَارِب فِكْرَة بِآيَة } .. فِكْرِة لَيْسَ لِي لاَزْمَة فِي الحَيَاة أقُول لَهُ { لِي الْحَيَاة هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ } ( في 1 : 21 ) .. فِكْرِة إِنْ مَفِيش حَدْ بِيحِبِنِي أقُولُّه { أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي } ( في 4 : 13) .. فِكْرِة فُلاَنَة أحْسَن مِنِّك .. { تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ } ( لا 19 : 18) .. { الْمَحَبَّةُ لاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا } ( 1كو 13 : 5 ) .. فِكْرَة تُحْبِط لِلأرْض وَآيَة تِرْفَع لِلسَّمَاء .. { فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ مَعَ السَّلاَطِينِ مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ } الحَلْ فِي الْمَسِيح يَسُوع .. فِي آيَة .. فِي سِيَر القِدِّيسِين .. الحَلْ فِي التُوبَة وَالإِعْتِرَاف المُسْتَمِر .. أكْشِف حِيَل الشَّيْطَان فِي حَيَاتِي .. الحَل فِي الذَّبِيحَة .. الحَلْ فِي الْمَسِيح الَّلِي يُعْطَى عَنَّا خَلاَص وَغُفْرَان لِلخَطَايَا ( مِنْ الإِعْتِرَاف الأخِير لِلكَاهِنْ ) رَبِّنَا يِبَارِك حَيَاتكُمْ .. يِدِّيكُمْ نُصْرَة عَلَى العَدُو .. يَسْحَق العَدُو تَحْت أقْدَامِكُمْ سَرِيعاً رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 2
الأصْحَاحُ الثَّالِثُ :-
يبدأ الأصحاح بِعِبارة جمِيلة [ وَكانت الحربُ طوِيلة بين بيتِ شاوُل وَبيتَ داوُد وَكَانَ داوُدُ يذهبُ يتقوَّى وَبيتُ شاوُل يذهبُ يضعفُ ]00كانت الحرب طوِيلة بين بيت شاوُل وَبيت داوُد وَهذِهِ هِى حقِيقة الحرب الرُّوحِيَّة فِى حياة أولاد الله أنَّ بيت شاوُل سيظل مُترَّبِص وَيُحارِب بيت داوُدالإِنسان الَّذِى يتخيَّل أنَّ الحرب سوف تنتهِى فِى يومٍ ما فهذا إِنسان مخدُوع بُولُس الرَّسُول يقُول [ لَمْ تُقاوِمُوا بعد حَتَّى الدَّم ] ( عب 12 : 4 )00إِذا تابعنا حرب شاوُل وَداوُد نجِد فِيها وقفات نقُول عندها تنتهِى حربهُما لكِنْ نجِد شاوُل مازال مُترَّبِص لِداوُد00هذِهِ هِى حرب الظُلمة مَعَْ النُّور وَالشَّر مَعَْ البِرِّ00حرب كسب الأبدِيَّة لِذلِكَ لاَ توجد فِترة هدوء أوْ هُدنة فِى هذِهِ الحرب وَلَنْ تنتهِى عِند عُمر مُعيَّن أوْ عِندما تستقِر الحياة00لاَ هِى حرب طوِيلة مُستمِرة00البرُوتُوستانت الَّذِينَ يُنادُون بِالخلاصَ فِى لحظة نقُولَ لَهُمْ أنَّ الحرب طوِيلة [ الَّذِي يصبِرُ إِلَى المُنتهى فهذا يخلُصُ ] ( مت 10 : 22 ) 00وَمادام داوُد يستشِير الله وَيعلم أنَّ غلبتهُ هِى مِنْ الله بِالتأكِيد سيتقُّوى بيته وَيضعُف بيت شاوُل00الَّذِى يعلم أنَّ الله يُعلِّم يدهُ القِتال ( مز 18 : 34 ) بِالتأكِيد هذا سيغلِب وَيتقوُّى عاش داوُد فِترة طوِيلة مَلِكَ عَلَى مملكِة يهُوذا فقط دُون باقِى الأسباط00تُرى ما هِى مشاعِره فِى تِلَكَ الفترة ؟ كَانَ صامِت لَمْ يسعى لِلمملكة كُلّها00سبع سنوات وَنِصف صامِت لاَ يسعى لِمُلَكَ إِسْرَائِيلَ كُلّه رغم أنَّهُ يعلم أنَّ بيت شاوُل يضعُف وَهُوَ يتقوَّى لكِنَّهُ كَانَ هادِئ يختبِر عمل يد الله معهُ جيِّد أنْ يختبِر الإِنسان عمل الله فِى حياته وَينتظِر أنْ يُعطِيه الله المُلَكَ وَ لاَ يسعى هُوَ إِليه بِطُرُق ذاتِيَّة00وَلِنتعجَّب كيف أتى المُلَكَ لِداوُد ؟ عَنْ طرِيق أبنيرُ بنُ نيرٍ رئِيس جيش شاوُل عدوَّه00الله يستخدِم طُرُق عجِيبة00داوُد لَمْ يتلهَّف عَلَى المُلَكَ وَلَمْ يسعى إِليه الَّذِى يتمسَّك بِالله عِندما تزداد عليه الحرب ينال المُلَكَ مِنْ الله00 وَكانت أيَّام حبرُون لِداوُد أيَّام حلوة كَانَ الله يُعزِّيه فِيها بدأت تحدُث وقِيعة بين أبنير وَإِيشبُوشث إِبن شاوُل00وَلأِنَّ أبنير كَانَ رجُل حرب مغرُور بِدُون مبادِئ وَجرِئ دخل عَلَى إِحدى سرارِى المَلِكَ إِيشبُوشث وَزنى معها وَعِندما جاء إِبن شاوُل لِيُعاتِبهُ بدأت علامات الكبرياء وَالغضب تظهر عليه وَبدأ يقُول لأشبُوشث إِبن شاوُل أنَّهُ لاَ شئ بِدُونه وَأنَّهُ لولاه ما كَانَ قَدْ مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ00وَهُنا نقُول لأشبُوشث[ ملعُون الرَّجُلُ الَّذِي يتَّكِلُ عَلَى الإِنسان وَيجعلُ البشر ذِراعهُ ] ( أر 17 : 5 )00[ طُوبى لِمَنْ إِلهُ يعقُوب مُعِينُهُ وَرجاؤُهُ عَلَى الرَّبِّ إِلهِهِ ] ( مز 146 : 5 ) تطاول أبنير عَلَى إِبن شاوُل00ثُمَّ بدأ أبنير يحسِب الأُمور مِنْ جدِيد وَوجد أنَّ بيت شاوُل يضعُف فَإِستغلَّ فُرصة هذِهِ المُشكِلة وَقَالَ أنَّهُ سيفعل لِداوُد كما قَالَ الله وَسيبنِى لِداوُد مملكته00[ هكذا يصنعُ اللهُ بِأبنير وَهكذا يزِيدُهُ إِنَّهُ كما حلف الرَّبُّ لِداوُد كذلِكَ أصنعُ لَهُ لِنقلِ المملكةِ مِنْ بيتِ شاوُلَ وَإِقامةِ كُرسِيِّ داوُد عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يهُوذامِنْ دان إِلَى بِئرِ سبعٍ ]00وَكأنَّ أبنير يشعُر أنَّهُ قادِر أنْ يُقِيم كُرسِىِّ داوُد لكِنَّهُ لَمْ يعلم أنَّ الله هُوَ الَّذِى يستخدِمه لِهذا الغرض لأِنَّ لله طُرُق عدِيدة فِى تدابِيره [ وَلَمْ يقدِرُ بعدُ أنْ يُجاوِب أبنير بِكلِمةٍ لأِجلِ خوفِهِ مِنْهُ ]00لِماذا كَانَ إِبن شاوُل خائِف مِنْ أبنير ؟ لأِنَّهُ كَانَ يشعُر أنَّهُ أخذ المملكة بِخدِيعة وَليس مِنْ يد الله لِذلِكَ كَانَ يشعُر بِالضعف وَالخِيانة داخِله وَلأِنَّهُ كَانَ مُتكِل عَلَى ذِراع بشر وَخِطط عقلِيَّة لِذلِكَ خاف مِنْ أبنيرهُنا بدأ أبنير يتودَّد وَأراد أنْ ينضم إِلَى جيشِهِ فأجابهُ داوُد [ يقُولُونَ اقطع عهدك معِي وَهُوذا يدِي معك لِردِّ جمِيعِ إِسْرَائِيلَ إِليكَ0 فقال حسناً0 أنَا أقطعُ معكَ عهداً إِلاَّ إِنِّي أطلُبُ مِنكَ أمراً واحِداً وَهُوَ أنْ لاَ ترى وجهِي ما لَمْ تأتِ أوَّلاً بِمِيكالِ بِنتِ شاوُلَ حِينَ تأتِي لِترى وجهِي ]00داوُد غير مُتسرِّع لَمْ يُرَّحب بِكلاَمَ أبنير بِسُرعة بَلْ قَالَ أنَّ لَهُ شرط لِيقبل أبنير وَهُوَ أنْ يأتِيه أوَّلاً بِمِيكال إِبنة شاوُل زوجتهُ وَكأنَّ داوُد غير مُتلهِّف عَلَى أمر المملكة وَأيضاً لأِنَّ مِيكال كَانَ لها معزَّة خاصَّة عِند داوُد لأِنَّها أنقذتهُ مِنْ مكِيدة شاوُل أبِيها وَكأنَّ داوُد يُرِيد أنْ يرُد لها الجمِيل وَأيضاً أراد داوُد بِطلبه هذا أنْ يُعِيد نسبه لِشاوُلَ لِيُذِيب المشاكِل وَالحساسِيَّة بينه وَبين بيت شاوُلَ حَتَّى إِذا مَلَكَ عَلَى كُلّ الأسباط يكُون مُلكه فِى سلام00داوُد حكِيم وَيُرِيد سلام00جيِّده حِكمة داوُد00وَمسكِين الإِنسان الَّذِى يُحقِّق ذاته بِذاته دُون إِرضاء الله يجِب أنْ نشعُر بِالرِّضا عَلَى أنفُسنا إِذا أرضينا الله هذا هُوَ المُلَكَ فِى الفِكر الرُّوحِى المُلَكَ عَلَى النَّفْسَ بينما المُلَكَ فِى الفِكر البشرِى هُوَ السُلطة التَِّى تجعل الإِنسان يتكبَّر فِى سِفر القُضاة قِصَّة عَنْ أحد أبناء جدعُون الَّذِى قتل إِخوته السبَّعُون لِكى يملُكَ لكِنْ أحد إِخوته هرب وَفِى أحد المرَّات وقف أمامه أخوه الهارِب وَأمام الشَّعْب وَقَالَ لَهُمْ قِصَّة رمزِيَّة وَهِى أنَّ الأشجار أرادت لها مَلِكَ فطلبت مِنْ الزيتُونة أنْ تملُكَ عليها فرفضت وَقالت أأترُك دُهنِى وَمُسطارِى وَأملُكَ عليكُمْ00فطلبت الأشجار مِنْ التِينة فرفضت التِينة وَقالت أأترُك ثمرِى وَحلاوتِى وَأملُكَ عليكُمْ00فطلبت الأشجار مِنْ الكرمة فرفضت الكرمة وَقالت أأترُك ظِلِّى وَخمرِى وَأملُكَ عليكُمْ00فطلبت الأشجار مِنْ العوسج فوافق وَالعوسج هُوَ نبات ضعِيف قلِيل الثمر يقتُل نَفْسَه بِنَفْسَه بِالحرِيق الذَّاتِى00قَالَ الأخ الهارِب أنَّ أخوه القاتِل كالعوسج إِفرحُوا بِهِ وَهُوَ يفرحُ بِكُمْ النَّفْسَ الغنِيَّة مِنْ الداخِل لاَتتلهَّف عَلَى العالم بَلْ تشعُر بِغِناها الداخِلِى لِذلِكَ داوُد لَمْ يتلهَّف بِأبنير الَّذِى حاول أنْ يُقنِع شُيُوخ إِسْرَائِيلَ00[ قَدْ كُنتُمْ مُنذُ أمسٍ وَما قبلهُ تطلُبُونَ داوُد لِيكُونَ ملِكاً عليكُمْ0 فَالآنَ افعلُوا0 لأِنَّ الرَّبَّ كلَّم داوُد قائِلاً إِنِّي بِيَدِ داوُدَ عبدِي أُخلِّصُ شعبِي إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدْ الفِلِسْطِينيِّينَ وَمِنْ أيدِي جمِيعِ أعدائِهِمْ ]00هُنا نتعلَّم درس خطِير وَهُوَ أنَّ العِلاقات البشرِيَّة غير آمِنة مُتذبذِبة تعتمِد عَلَى المصالِح البشرِيَّة الشَّخصِيَّة بينماالعِلاقات الرُّوحِيَّة عِلاقات ثابِتة مهما واجهتها مشاكِل ما هُوَ مبدأ أبنير ؟ مَعَْ أى مَلِكَ هُوَ مَعَْ شاوُل أم داوُد ؟ صعبة النِفُوس المُتردِدة الَّتِى تبحث عَنْ مصلحة00أبنير يعلم أنَّ الله يُعطِى داوُد المُلَكَ فلِماذا إِذاً يُحارِب بِجيش شاوُل وَكَانَ قائِدهُ ؟ وَالآنَ هُوَ يُحارِب بِجيش داوُد وَهُوَ القائِد [ حَتَّى متى تعرُجُون بين الفِرقتينِ0 إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ الله فَاتَّبِعُوهُ وَإِنْ كَانَ البعلُ فَاتَّبِعُوهُ ] ( 1 مل 18 : 21 )00كثِيراً ما يأخُذنا شاوُلَ وَنكُون قاده لِلعالم وَعِندما نجِد أنَّ العالم فانِى نذهب لِداوُد وَنكُون معهُ قادة [ فجاء أبنيرُ إِلَى داوُد إِلَى حبرُونَ ]00الآنَ أتى أبنير لِيرى داوُد00[ فصنع داوُدُ لأِبنير وَلِلرِّجالِ الَّذِينَ معهُ ولِيمةً ]00إِتساع قلب داوُد00لأِنَّ أبنير كَانَ قائِد جيش شاوُل مُنذُ أيَّامٍ لكِنْ إِتساع القلب ليس بِغرِيب عَنْ داوُد الَّذِى رثى شاوُلَ[ وَقَالَ أبنيرُ لِداوُد أقُومُ وَأذهبُ وَأجمعُ إِلَى سيِّدِي المَلِكِ جمِيعَ إِسْرَائِيلَ ]00مُنذُ قلِيلَ قَالَ أبنير لأِشبُوشث أنَّهُ سيسحب مِنهُ المُلَكَ وَالمملكة وَالآنَ يقُول لِداوُد سيِّدِى المَلِكَ00الشخص مهما لَمْ يكُنْ فِيهِ مخافة الله لكِنْ أولاد الله يجعلوه يحترِمهُمْ وَيُوقرهُمْ بِتقدِيم المحبَّة لَهُ00[ فيقطعُون معكَ عهداً وَتملِكُ حسب كُلِّ ما تشتهِي نَفْسُكَ فأرسل داوُدُ أبنير فذهب بِسلامٍٍ ]00أطلق داوُد أبنير00داوُد يُحرِّكَ أبنير وَهُوَ فِى سكُونٍ لأِنَّهُ يعلم أنَّ الله يعمل وَيُرسِل مَنَ يُرسِل رجع يُوآب وَلَمْ يكُنْ يعلم بِهذِهِ المُقابلة وَعِندما علِم بِها بدأ يقلق مِنْ وجُود أبنيرهل داوُد يُرِيد أبنير أم يُوآب رئِيس جيشٍ لَهُ ؟ هذا الأمر أتعب يُوآب جِدّاً وَأيضاً كَانَ هُناكَ ثأر قدِيم لَهُ مَعَْ أبنير وَهُوَ قتل عسائِيل أخوه00يُوآب أرسل لأِبنير وَطلبهُ وَفِى البِداية شكَّك يُوآب داوُد فِى أبنير وَقَالَ لَهُ أنَّهُ جاء لِيتجسَّس عليه ثُمَّ خرج مِنْ عِند داوُد [ وَأرسل رُسُلاً وراء أبنير فردُّوهُ مِنْ بِئرِ السِّيرةِ وَداوُدُ لاَ يعلمُ ]00فرجِع أبنير إِلَى حبرُون دُون علمِ داوُد00[ وَلمَّا رجِع أبنيرُ إِلَى حبرُونَ مالَ بِهِ يُوآبُ إِلَى وسطِ البابِ لِيُكلِّمهُ سِرّاً وَضربهُ هُناك فِي بطنِهِ فمات بِدمِ عسائِيلَ أخِيهِ ]00أخذهُ يُوآب لِيُكلِّمهُ سِرّاً وَهُناك ضربهُ فِى بطنِهِ فقتلهُ بِخِدعة وَالمعرُوف أنَّ وصِيَّة العهد القدِيم تُجرِّم القتل عامةً وَبِالأكثر القتلِ بِخِدعة[ ملعُون مَنْ يقتُلُ قرِيبهُ فِى الخفاءِ ] ( تث 27 : 24 )00سمِعَ داوُد وَعلِم أنَّ ذلِكَ التصرُّف يتسبَّب فِى مُشكِلة وَيتخيَّل النَّاس أنَّ القتل كَانَ بِعلمِ داوُد00هُنا عبَّر داوُد عَنْ حُزنِهِ عَلَى موت أبنير بِمُنتهى الصِدق00[ فَقَالَ إِنِّي برِيءٌ أنَا وَمملكتِي لدى الرَّبِّ إِلَى الأبدِ مِنْ دمِ أبنير بنِ نيرٍ0 فليحُلَّ عَلَى رأسِ يُوآبَ وَعَلَى كُلِّ بيتِ أبِيهِ ]00إِذا كَانَ داوُد يعلم بِقتلِ أبنير ما كَانَ يستطِيع أنْ يقُول ذلِكَ ثُمَّ بدأ يلعن بيت يُوآب [ وَ لاَ ينقطِعُ مِنْ بيتِ يُوآب ذُو سيلٍ وَأبرصُ وَعاكِز عَلَى العُكَّازةِ وَساقِط بِالسَّيفِ وَمُحتاجُ الخُبزِ0 فقتل يُوآبُ وَأبِيشايُ أخُوةُ أبنير لأِنَّهُ قتل عسائِيلَ أخاهُما فِي جِبعُونَ فِي الحربِ0 فَقَالَ داوُدُ لِيُوآب وَلِجمِيعِ الشَّعْبِ الَّذِي معهُ مزِّقُوا ثِيابكُمْ وَتنطَّقُوا بِالمُسُوحِ وَالطِمُوا أمام أبنير0 وَكَانَ داوُدُ المَلِكُ يمشِي وراء النَّعشِ0 وَدفنُوا أبنير فِي حبرُونَ ]00كُلّ هذا داوُد يُثبِت أنَّهُ برِئ مِنْ قتلِ أبنير وَعلِم كُلّ الشَّعْب أنَّهُ برِئ وَبدأ يرثِى أبنير وَقَالَ أنَّ يُوآب وَإِخوتهُ دمويين0
الأصْحَاحُ الرَّابِعُ :-
* أخِر مملكِة شاوُلَ *
قِصَّة صغِيرة تقُول أنَّ بعض الرِّجال ( إِثنان ) قالاَ لِنقتُلَ إِبن شاوُل وَنُنهِى مملكِتةُ وَبِالفِعل دخلاَ عَلَى إِيشبُوشث وَهُوَ نائِم وَقطعا رأسهُ وَأرسلُوها لِداوُد00[ هُوذا رأسُ إِيشبُوشث بنِ شاوُلَ عدُوِّكَ الَّذِي كَانَ يطلُبُ نَفْسَكَ وَقَدْ أعطى الرَّبُّ لِسيِّدِي المَلِكِ انِتقاماً فِي هذا اليومِ مِنْ شاوُلَ وَمِنْ نسلِهِ ]00فَأجاب داوُد[ فَأجاب داوُدُ ركاب وَبعنة أخاهُ ابنِي رِمُّونَ البئِيرُوتِيِّ وَقَالَ لهُما0 حيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي فدى نَفْسِي مِنْ كُلِّ ضِيقٍ ]00خِبرة إِنسان إِختبر عمل الله [ إِنَّ الَّذِي أخبرنِي قائِلاً هُوذا قَدْ مات شاوُلُ وَكَانَ فِي عيني نَفْسِهِ كمُبشِّرٍ قبضتُ عليهِ وَقتلتُهُ فِي صِقلغ0 ذلِكَ أعطيتُهُ بِشارةً0 فكم بِالحرِيِّ إِذا كَانَ رجُلاَنِ باغِيانِ يقتُلاَنِ رجُلاً صِدِّيقاً فِي بيتِهِ عَلَى سرِيرِهِ ]00يُرِيد أنْ يقُول أنَّ الَّذِى قتل شاوُل أثناء القِتالِ قتلتهُ فكم يكُون مَنْ قتل إِنسان نائِم آمِن[ وَأمر داوُدُ الغِلمانَ فقتلُوهُما وَقطعُوا أيدِيهُما وَأرجُلهُما وَعلَّقُوهُما عَلَى البِركةِ فِي حبرُونَ ]00قتلهُما داوُد00هذا يُعلِن أنَّ داوُد فِى أعماقه نقِى وَ لاَ يُفكِّر بِحقدٍ وَغِيرة البشر00إِنسان مِثلَ داوُد يقُولَ أنَّ إِبن شاوُلَ صدِّيق00إِذا كَانَ أبوه لَمْ يستطِع أنْ يفعل معهُ شئ لكِنَّهُ إِنتقم لَهُ الإِنسان يحتاج لِنقاوة القلب00يحتاج لِقلبٍ مملؤ صفح00مسكِين مَنَ يحمِل كلِمة أتعبتهُ فِى صدرِهِ00مسكِين مَنْ يتخيَّل أنَّهُ لاَ يُخدش وَ لاَ يُهان00أحياناً هذِهِ الإِهانات ضرورة لِخلاص نَفْسَه00الآباء يقُولُون أنَّ الله أحياناً يُرسِل مَنَ يُضايِقنا لِخلاصنا فَلاَ نرفُضهُمْ بَلْ لِنفعل كما فعل داوُد0يقُول مارِإِسحق [ لاَ تتضايق مِنْ الَّذِينَ يُشارِكُوكَ فِى صُنع إِكلِيلَكَ ]00لأِنَّ إِحتمالَكَ لأِعدائكَ وَمحبَّتكَ لَهُمْ يُزِيد إِكلِيلَكَ00الَّذِى لَهُ فِكر رُوحِى يشعُر أنَّ العقبات بِسماح مِنْ الله وَيرى مِنْ خِلالها يد الله وَأنَّ الله يسمح بِذلِكَ لِنقاوة نَفْسَه لأِنَّ الله لاَ يُجرِّب بِالشَّرُور وَكُلّ أعماله رحمة وَحقّ وَخِيرالله يُعطِينا قلب داوُد قلب حسب قلبه قلب نقِى مُتسِّع ويُعطِينا مملكة داخِل أنفُسنا وَليس مُلَكَ أرضِى ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدياً أمِين.
دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 1
يتكُّون سِفر صَمُوئِيلَ الثَّانِى مِنْ أربعة وَعشرين أصحاح وَينقسِم إِلَى قسمان :-
1- القِسم الأوَّل إِنتصارات داوُد المَلِكَ وَالنبِى مِنْ أصحاح 1 إِلَى 10
2- القِسم الثَّانِى ضعفات داوُد المَلِكَ وَمتاعِبه مِنْ أصحاح 11 إِلَى 24
فِترة مُلَكَ داوُد النبِى أربعُون سنة00بدأ رجُوعه لِلمملكة أوَّلاً مَلَكَ عَلَى سِبط يهُوذا فقط وَظلَّ هكذا سبعة سنوات وَنِصف بينما كَانَ يملُكَ إِيشبُوشث إِبن شاوُل عَلَى باقِى أسباطِ إِسْرَائِيلَ00وَكَانَ خِلاَلَ هذِهِ الفِترة داوُد مُكتفِى بِمُلكِهِ عَلَى يهُوذا وَلَمْ يدخُل فِى حرُوب حَتَّى أعلن الله مُلكِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ كُلِّهِ سِفر صَمُوئِيلَ الثَّانِي بِهِ أهم صِفات داوُد المَلِكَ وَالنبِى لِذلِكَ سندرِس السِفر وَمعهُ مفاتِيح المزامِير كُلِّها فنجِد المزمُور يتطابق مَعَْ القِصَّة بِأُسلُوب بدِيع وَعِندما نعِى معنى المزمُور وَمتى قِيلَ سنعرِف كيف نتفاعل مَعَْ الله.
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج13
الأصْحَاحُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ :-
تجمَّع الفلسطِينيُّون لِمُحاربة جيُوش إِسْرَائِيلَ وَكَانَ داوُد مُختبِئ عِند أخِيش المَلِكَ فِى بلدة جتّ وَصقلغ الفلسطِينيَّة00بدأت جيُوش العدو تتجمَّع لِمُحاربة إِسْرَائِيلَ وَأصبح داوُد فِى مأزق لأِنَّ أخِيش سيطلُب مِنْهُ أنْ يدخُل معهُ الحرب ضِد إِسْرَائِيلَ00داوُد الَّذِى قتل جُليات وَحارب حرُوب الرَّبَّ هُوَ نَفْسَه مُعرَّض أنْ يكُون ضِد إِسْرَائِيلَ [ فَقَالَ أخِيش لِداوُد اعلم يقِيناً أنَّكَ ستخرُجُ معِي فِي الجيشِ أنتَ وَرِجالُكَ ]00داوُد عِنده حِكمة وَإِستنارة فَأجاب أخِيش بِكلِمة ليس بِها رفض أوْ وعد 00[ فَقَالَ داوُد لأِخِيش لِذلِكَ أنتَ ستعلمُ مَا يفعلُ عبدُك0 فَقَالَ أخِيش لِداوُد لِذلِكَ أجعلُكَ حارِساً لِرأسِي كُلَّ الأيَّامِ ]00مواقِف كثِيرة فِى حياة الإِنسان تحتاج رُوح حِكمة كى يتغلَّب عليها بدأ يُسمع بِالحرب عِند شَاوُل00مُجرَّد أنْ سمع شَاوُل أنَّ الفلسطِينيُّون تجمَّعوا[ خاف وَاضطرب قلبُهُ جِدّاً ]00مَا سِر خوفِهِ ؟ لأِنَّهُ ترك مواعِيد الله وَدبرَّ مُلكِهِ بِطُرُق بشريَّة لِذلِكَ تخلَّت عنهُ عِناية الله وَيملُكَ عليهِ الخُوف00سِر خُوف شَاوُل هُوَ عِصيانه لله عِدَّة مرَّات00الَّذِى يعصى الله يشعُر أنَّهُ بعِيد جِدّاً عنهُ بدأ شَاوُل يحتار [ فَسأل شَاوُل مِنَ الرَّبِّ فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ ]00لِماذا يارب ؟ يقُول الله لأِنَّ مخافتِى ليست فِى قلب شَاوُل 00سِر عدم الإِستِجابة هِى عصيان شَاوُل00لِماذا نقُول أنَّنا نُصَلِّى وَ لاَ نشعُر بالله فِى الصلاة ؟ لأِنَّ العِيب مِنَّا وَليس مِنْ الله راجِع نَفْسَكَ أوَّلاً هل أنت تُطِيع وصاياه ؟ وَكما يقُول الآباء [ أطِع الله يُطِيعك الله ]00لُوْ كُنت يا شَاوُل تُطِيع الله كَانَ الله سيسمعُك بِدلِيل أنَّ الله يسمع لِداوُد00الله يجعل النَّفْسَ الأمِينة لَهُ تشعُر أنَّها فِى حضنِهِ وَقبضة يدِهِ وَتشعُر بِأمان00شَاوُل خاف لأِنَّهُ قتل 82 كاهِن فِى يومٍ واحِد وَالآنَ يُرِيد أنْ يسمع صوت الله00الَّذِى بقى مِنْ الكهنة واحِد فقط وَهُوَ هارِب الآنَ مَعَْ داوُد فَكيف يلتمِس شَاوُل صوت الله ؟[ إِلتمِس سلاماً لاَ مُلكاً وَأقتن فهماً لاَ ذهباً ] هكذا قَالَ أحد القدِيسين شَاوُل فضلّ المُلَكَ عَنْ السلام وَالمُطاردة عَنْ أنْ يحيا فِى وصايا الله00عِندما لاَ يستجِيب الإِنسان لِصوت الله يُسلِّط الله عليهِ أعدائه وَهذا ما حدث مَعَْ شَاوُل00[ فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ لاَ بِالأحلامِ وَ لاَ بِالأُورِيمِ وَ لاَ بِالأنبياء ]00طُرُق إِستِجابة الله وَإِعلان نَفْسَه لِلشَّعْب دبرَّ شَاوُل طرِيقة صعبة وَهِى العرافه [ فَقَالَ شَاوُل لِعبِيدِهِ فتِّشُوا لِي عَلَى امرأةٍ صاحِبَةِ جانٍّ فَأذهب إِليها وَأسألها ]00شَاوُل الَّذِى يقُود المَلِكَ فِى طُرُق مخافِة الله وَالَّذِى كَانَ يجِب أنْ يتعلَّم مِنهُ الشَّعْب كيف يُطِيعُوا الله00يبحث شَاوُل الآنَ عَنْ إِمرأة صاحِبة جانٍّ00يا لِلغباوة الَّتِى تُصِيب الإِنسان البعِيد عَنْ الله00صعب عَلَى إِنسان يعرِف الله وَيشعُر بِهِ أنْ يسلُكَ ذلِكَ المسلَكَ أخبرُوا شَاوُل عَنْ إِمرأة فِى مكانٍ مُعيَّن [ فَتنكَّر شَاوُل وَلبِس ثِياباً أُخرى وَذهب هُوَ وَرَجُلانِ معهُ وَجاءُوا إِلَى المرأةِ ليلاً وَقَالَ اعرِفِي لِي بِالجانِّ وَأصعِدِي لِي مَنْ أقُولُ لَكِ ] 00تنكَّر مَلِكَ إِسْرَائِيلَ لِيسأل عرَّافه عِندما يملُكَ الشيَّطان عَلَى إِنسان يجعلهُ ينسى كُلَّ المبادِئ00صورة ضعف00شَاوُل كَانَ قَدْ أصدر قرار بِطرد كُلَّ العرَّافِين مِنْ المملكة لِذلِكَ ذهب لِلمرأة العرَّافه مُتنكِّر00قَالَت المرأة لِشَاوُل وَهِى لَمْ تُعرِِّفهُ أنَّ المَلِكَ منع العرافه وَرغم أنَّ القدِيسين قالُوا أنَّها عرفته ليس مِنْ شكلهِ لكِنْ مِنْ طوله لأِنَّهُ كَانَ مُميَّز جِدّاً[ فَحلف لها شَاوُل بِالرَّبِّ قائِلاً حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّهُ لاَ يلحقُكِ إِثمٌ فِي هذا الأمرِ ]00قَالَت لَهُ ماذا تطلُب ؟ فطلب رُوح صَمُوئِيل النبِى00وَبِالفِعل فعلت ذلِكَ00كيف تحضَّر رُوح صَمُوئِيل النبِى عَلَى يَدِ عرَّافه ؟ بِسماح مِنْ الله وَلَوْ بِقوَّة الشيَّطان لِيسمع شَاوُل صوته لأِنَّ الشيَّطان يستطِيع أنْ يُغيِّر شكله لِملاك مِنْ نور وَأنَّهُ مُمكِن يظهر عَلَى أنَّهُ الله فِى النِهاية وَيجلِس عَلَى كُرسِى المملكة وَيضِل النَّاس قَالَ شَاوُل لِلمرأة إِصعِدِى لِى رُوح صَمُوئِيل [ فَقَالَ صَمُوئِيل لِشَاوُل لِماذا أقلقتنِي بِإِصعادِك إِيَّايَ0 فَقَالَ شَاوُل قَدْ ضاق بِي الأمرُ جِدّاً0 الْفِلِسطِينيُّونَ يُحارِبُوننِي وَالرَّبُّ فارقنِي وَلَمْ يعُد يُجِيبُنِي لاَ بِالأنبياء وَ لاَ بِالأحلامِ فَدعوتُك لِكى تُعلِمنِي ماذا أصنعُ0 فَقَالَ صَمُوئِيل وَلِماذا تسألُنِي وَالرَّبُّ قَدْ فارقك وَصَارَ عدُوَّكَ0 وَقَدْ فعل الرَّبُّ لِنَفْسِهِ كما تكلَّم عَنْ يَدِي وَقَدْ شقَّ الرَّبُّ المملكة مِنْ يَدِكَ وَأعطاها لِقرِيبكَ داوُد0لأِنَّكَ لَمْ تسمع لِصوتِ الرَّبِّ وَلَمْ تفعلْ حُمُوَّ غضبِهِ فِي عمالِيق لِذلِكَ قَدْ فعل الرَّبُّ بِكَ هذا الأمر اليومَ0 وَيدفعُ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ أيضاً معك لِيَدِ الْفِلِسْطِينيِّينَ وَغداً أنت وَبنُوك تكُونُون معِي وَيدفعُ الرَّبُّ جيش إِسْرَائِيلَ أيضاً لِيَدِ الْفِلِسْطِينيِّينَ ]00ستُهزمُون فِى الحرب وَستموت أنت وَبنُوك [ فَأسرع شَاوُل وَسقط عَلَى طُولِهِ إِلَى الأرضِ وَخاف جِدّاً مِنْ كلام صَمُوئِيل وَأيضاً لَمْ تكُنْ فِيهِ قُوَّةٌ لأِنَّهُ لَمْ يأكُلْ طعاماً النَّهار كُلَّهُ وَاللَّيْلَ ]00شَاوُل مَلَكَ عليهِ إِحساس الضعف وَالذُل وَالمهانة لأِنَّ الَّذِى يترُك الله فِى خفائه يشعُر بِسُلطان ظُلمة داخِلهُ وَعقوبات الله شَاوُل عِنده إِحساس بِالندم عَلَى الماضِى وَإِحساس بِتخلِّى الله عنّه هكذا مَنَ يختار لِنَفْسَه الفساد يجمع مرارة مِنْ يومٍ لِيومٍ حَتَّى أخِر لحظة فِى حياته وَفِى النِهاية يحصُد هلاك بينما الَّذِى يسمع لله يجمع لِنَفْسِهِ فرح مِنْ يومٍ لِيومٍ لِينال فِى النِهاية نجاة مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ فَإِنِّي أنَا الآنَ أُسكبُ سكِيباً وَوقت إِنحلالِي قَدْ حضر0 قَدْ جاهدتُ الجِهاد الحسن أكملتُ السَّعي حفِظتُ الإِيمان وَأخِيراً قَدْ وُضِع لِي إِكلِيلُ البِرِّ00]( 2 تى 4 : 6 – 8 )00بينما شَاوُل يخاف لأِنَّهُ زخَّر لِنَفْسَه غضب0
الأصْحَاحُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ :-
الله يتدخَّل بِطرِيقة عجِيبة لِيُنجِّى داوُد00الشَّعْب الفلسطِينِى نَفْسَه وَقائِد الجيش رفضُوا دخُول داوُد الحرب معهُمْ لأِنَّهُمْ لاَ يضمنوه [ أليس هذا داوُد عبد شَاوُل مَلِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَانَ معِي هذِهِ الأيَّامَ أوْ هذِهِ السِّنِينَ وَلَمْ أجِد فِيهِ شيئاً مِنْ يومِ نُزُولِهِ إِلَى هذا اليومِ ]00هكذا قَالَ لِلشَّعْب لكِنَّهُمْ رفضوه [ وَقَالَ لَهُ رُؤساءُ الْفِلِسْطِينيِّينَ أرجِع الرَّجُل فَيرجع إِلَى موضِعِهِ الَّذِي عيَّنتَ لَهُ وَ لاَ ينزِل معنا إِلَى الحربِ وَ لاَ يكُونَ لنا عدُوّاً فِي الحربِ ]00وَبِالفِعل دعاهُ المَلِكَ وَقَالَ لَهُ[ حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّكَ أنت مُستقِيم وَخُرُوجُكَ وَدُخُولُكَ معِي فِي الجيشِ صالِح فِي عينيَّ لأِنِّي لَمْ أجِد فِيك شرّاً مِنْ يومٍ جِئتَ إِليَّ إِلَى اليومِ وَأمَّا فِي أعيُنِ الأقطابِ فلستَ بِصالِحٍ0فَالآنَ ارجِع وَاذهب بِسلامٍ وَ لاَ تفعل سُوءاً فِي أعيُنِ أقطابِ الْفِلِسْطِينيِّينَ ]00داوُد كَانَ غير مُحتمِل الفرح الَّذِى شعر بِهِ لِنجاته مِنْ هذا الموقِف فقد كَانَ يقُول لِنَفْسَه كيف يكُون حاله وَهُوَ ضِد شعبه إِذا كَانَ شعبه مُتعاطِف معهُ فكيف يروهُ فِى جيش الأعداء يُحارِب ؟عِندما يعجز الإِنسان عَنْ موقِف يتدخَّل الله00داوُد لَمْ يحِل المُشكِلة لكِنْ الله تدخَّل[ وَلكِنَّ الله أمِين الَّذِي لاَ يدعكُمْ تُجرَّبُونَ فوق مَا تستطِيعُون بَلْ سيجعلُ مَعَ التَّجرِبةِ أيضاً المنفذ00] ( 1 كو 10 : 13 )00[ الرَّبُّ يُقاتِلُ عنكُمْ وَأنتُمْ تصمُتُونَ ]( خر 14 : 14 )00[ قِفُوا وَانظُرُوا خلاص الرَّبِّ00] ( خر 14 : 13 )00الَّذِى يُسلِّم حياته لله الله يُدبِرها لَهُ بينما لَوْ دبرَّنا حياتنا بِأنفُسِنا نُعِيق عمل الله أجمل شئ شِهادِة أخِيش لِداوُد00رغم أنَّهُ رجُل وثنِى إِلاَّ أنَّهُ حلف بِالله الحىّ[ حيٌّ هُوَ الرَّبُّ ]00مَنْ الَّذِى عرَّفهُ الله ؟00داوُد00[ علِمتُ أنَّكَ صالِح فِي عينيَّ كملاك الله ]00جيِّد أنْ تنال شِهادة مِنْ الَّذِينَ هُمْ خارِج الإِيمان00ما أعظم شِهادِة الخارِجِين عَنْ الإِيمان عَنْ نقاوِة قلبِك00جيِّد أنْ يرى النَّاس أعمالكُم الحسنة فيُمجِّدوا أباكُمْ الَّذِى فِى السَّموات داريُوس المَلِكَ الَّذِى كَانَ يُحِب دانيال قَالَ لَهُ مُشِيريه الَّذِينَ ألقُوا بِدانيال فِى جُب الأسُود إِذهب أيُّها المَلِكَ فِى الصباح الباكِر وَأجمع أشلاء دانيال إِذا وجدت00 وَهُوَ يقُول لَهُمْ دانيال حىّ وَيذهب فِى الصباح وَيُنادِى [ يا دانيال عبد اللهِ الحيِّ هل إِلهكَ الَّذِي تعبُدُهُ قدِرَ عَلَى أنْ يُنجِّيكَ مِنَ الأُسُودِ ] ( دا 6 : 20 )00مِمَنْ عرف الله الحىّ ؟ مِنْ دانيال وَيسمع صوت دانيال الحىّ00ما أجمل أنْ يرى النَّاس عمل الله فِى أولاد الله عاد داوُد لِبلدِهِ وَلَمْ يدخُل الحرب مَعَْ الفلسطِينيِّينَ 0
الأصْحَاحُ الثَّلاثُونَ :-
عِندما عاد داوُد إِلَى بلدِهِ وجد كارِثة00وجد العمالِقة قَدْ دخلوا صقلغ لأِنَّها كانت بِلاَ رِجال فأخذوا مواشِيهُمْ وَنِساءهُمْ وَأولادهُمْ [ وَلَمَّا جاء داوُد وَرِجالُهُ إِلَى صقلغ فِى اليوم الثَّالِثِ كَانَ العمالِقةُ قَدْ غزُوا الجنُوب وَصقلغ وَضربُوا صقلغ وَأحرقُوها بِالنَّارِ0 وَسبُوا النِّساء اللَّواتِي فِيها0 لَمْ يقتُلُوا أحداً لاَ صغِيراً وَ لاَ كبِيراً بَلْ ساقُوهُمْ وَمضوا فِي طرِيقِهِمْ ]00أخذُوهُمْ أحياء وَلَمْ يقتِلُوا أحد 0
[ فدخل داوُد وَرِجالُهُ المدِينة وَإِذا هِي مُحرقةٌ بِالنَّارِ وَنِساؤُهُمْ وَبنُوهُمْ وَبناتُهُمْ قَدْ سُبُوا ]00صعب أنْ يترُك إِنسان بلده ثلاثة أيَّام وَيعُود فيجِد بلده مُحرقة وَنِساءه وَأولاده فِى السبىّ00[ فرفع داوُد وَالشَّعْبُ الَّذِينَ معهُ أصواتهُمْ وَبكواحَتَّى لَمْ تبق لَهُمْ قُوَّةٌ لِلبُكاءِ ]00بكُوا جمِيعهُمْ حَتَّى تعبُوا مِنْ البُكاء وَكَانَ داوُد لَهُ زوجتان " أخِينُوعم " معناه " مصدر البهجة " وَ " أبِيجايِل " معناه " مصدر الحِكمة "00عدو الخير يسبِى مِنَّا مصدر البهجة وَالحِكمة فكيف تكُون حياتنا ؟ [ فتضايق داوُد جِدّاً لأِنَّ الشَّعْبَ قالُوا بِرجمِهِ لأِنَّ أنْفُسَ جمِيع الشَّعْبِ كانت مُرَّةً كُلُّ واحِدٍ عَلَى بنِيهِ وَبناتِهِ ]00كَانَ يجِب عَلَى داوُد أنْ يترُك بعض مِنْ رِجاله وَيدخُل بِالبعض الآخر الحرب وَيترُك البعض لِلحراسة لكِنَّهُ لِكى يُثبِت إِنتمائه إِلَى أخِيش أخذ جيشه كُلّه لِذلِكَ لَمَّا وجدوا أنَّ نِساءهُمْ قَدْ سُبُوا مَعَْ أولادِهِمْ أرادوا رجم داوُد [ وَأمَّا داوُد فتشدَّدَ بِالرَّبِّ إِلهِهِ ]00أجمل شئ أنْ يتشدَّد الإِنسان بِالله فِى لحظات الظُلمة00لِذلِكَ كَانَ داوُد يقُول [ لِيتشدَّد وَلِيتشجَّع قلبُكَ وَانتظِر الرَّبَّ ] ( مز 27 : 14 )كثِيراً ما تغلِبنا خطايانا وَكثِيراً ما تُؤخذ مِنَّا أخِينُوعم وَأبِيجايِل وَنحزن حَتَّى لاَ تبقى فِينا قُوَّة لِلحُزن00ماذا نفعل ؟ نترجَّى الله00[ لِماذا أنتِ مُنحنِية يا نَفْسِي وَلِماذا تئِنِينَ فِيَّ ]( مز 42 : 5 ) هكذا قَالَ داوُد فِى المزمُور فِى مزامِير داوُد نجِد نغمة حُزن شدِيدة تتحوَّل لِنغمِة فرح شدِيد فِى المزمُور الواحِد 00لِذلِكَ عِندما يتحوَّل حُزنك إِلَى فرح تكُون توبة مِنْ الله لكِنْ إِذا لَمْ يتحوَّل حُزنك لِفرح يكُون إِكتئاب وَليس توبة00التوبة هِى حُزن00 الندم عَلَى الخطيَّة الَّذِى يتحوَّل إِلَى فرح لِذلِكَ يُسّمِيه الآباء الحُزن المُضِئ أوْ الحُزن الحامِل الفرح00داوُد كَانَ حُزنه مُضِئ وَليس حُزن ردِئ00قَالَ داوُد هاتُوا أبياثار الكاهِن لِيُصَلِّى [ فَسأل داوُد مِنَ الرَّبِّ قائِلاً0 إِذا لحِقتُ هؤلاء الغُزاة فهل أُدرِكُهُمْ0 فَقَالَ لَهُ الحقهُمْ فَإِنَّكَ تُدرِكُ وَتُنقِذُ ]00حَتَّى متى نبكِى ؟ لِنسأل الله لَوْ خرجنا خلف الغُزاة هل نلحقهُمْ ؟أجابهُ الرَّبُّ [ تُدرِك وَتُنقِذ ]00مُبارك هُوَ الله00لِماذا يارب تسمح بِالتجرُبة ؟ يُجِيب لِكى تُدرِك وَتُنقِذ00عِندما تكُون معك أخِينُوعم وَأبِيجايِل لاَ تشعُر بِهُما لكِنْ عِندما يُؤخذا مِنك وَتُدرِك وَتُنقِذ فَإِنَّكَ تفرح ذهبُوا خلف العمالِقة وَفِى الطرِيق وجدوا إِنسان مصرِى عبد لإِنسان عمالِيقِى كَانَ مرِيض وَمُتعب فَتركهُ سيِّدهُ00فسأل داوُد العبد المصرِى هل رأيت العمالِقة مَعَْ مَنَ لنا ؟أجابهُ أنَّهُ رأى00فأطعمهُ داوُد وَرِجاله وَأخذوهُ معهُمْ هذا الإِنسان المرِيض رمز لِلنَّفْسَ البشريَّة المُستعبده لِلشيَّطان فتهلك وَتُترك00عدو الخير يُفقِد الإِنسان كُلَّ طاقاته وَيترُكهُ00ما الحل ؟ الحل أنْ يتقابل المصرِى مَعَْ داوُد الحىّ00مَعَْ الله لِيُطعِمهُ00أعطوه أقراص زبِيب وَهذا لَهُ إِشارة فِى الكِتاب عمل الله يحمِل النَّفْسَ الَّتِى أهانها عدو الخير00 داوُد أخذهُ وَأعطاهُ طعام وَحملهُ معهُ لأرض المعركة لِيرى النُصرة الحقِيقيَّة وَيفرح وَيتهلَّل وَبِالفِعل أخذهُ معهُ لِمكان تواجُد العمالِقة فوجدهُمْ يرقُصُون وَيأكُلُون لِفرحِهِمْ بِالغنِيمة فَإِنتظر داوُد حَتَّى العتمة ( الليل )[ فضربهُمْ داوُد مِنَ العتمة إِلَى مساء غدِهِمْ وَلَمْ ينجُ مِنهُمْ رجُل إِلاَّ أربع مِئة غُلامٍ الَّذِينَ ركبُوا جِمالاً وَهربُوا0 وَاستخلص داوُد كُلَّ مَا أخذهُ عمالِيقُ وَأنقذ داوُد امرأَتيهِ ]الكِتاب يُركِّز عَلَى زوجتىّ داوُد لأِنَّهُما رمز لِلفرح وَالحِكمة [ وَلَمْ يُفقد لَهُمْ شئ لاَ صغِير وَ لاَ كبِير وَ لاَ بنُون وَ لاَ بنات وَ لاَ غنِيمة وَ لاَ شئ مِنْ جمِيع مَا أخذُوا لَهُمْ بَلْ ردَّ داوُد الجمِيعَ ]00ما أجمل قوَّتك يا الله وَذِراعك الرَّفِيع هل يُعقل أنْ يسبُوا الجمِيع وَيعُود داوُد بِالجمِيع دون نقص !!!00نعم [ يسقُطَ عَنْ يسارك ألُوف وَعَنْ يمِينك ربوات ] ( مز 91 مِنْ مزامِير صلاة السَّاعة السَّادِسة ) بعض رِجال داوُد تعبوا فِى الطرِيق فتركُوهُمْ لِحراسِة الأمتِعة فَقَالَ الرِّجال الَّذِين دخلوا الحرب أنَّ هؤلاء لاَ يأخُذُون مِنْ الغنِيمة بَلْ نِساءهُمْ وَأولادهُمْ فقط [ فَقَالَ داوُد لاَ تفعلُوا هكذا يا إِخوتِي لأِنَّ الرَّبَّ قَدْ أعطانا وَحفِظنا ]00ما أجمل سُلطان الحُب وَالرِقَّة الَّذِى يُسخِّر لَكَ مَنَ حولَكَ [ وَمَنْ يسمعُ لَكُمْ فِي هذا الأمرِ0 لأِنَّهُ كنصِيبِ النَّازِلِ إِلَى الحربِ نصِيبُ الَّذِي يُقِيمُ عِند الأمتِعةِ فَإِنَّهُمْ يقتسمُون بِالسَّوِيَّةِ ]00مَنَ الَّذِى خلَّصنا ؟ أليس الله هُوَ مُخلِّصَنا ؟! ليس نحنُ00الكُلَّ الَّذِى ذهب إِلَى الحرب وَالَّذِى بقى مَعَْ الأمتِعة00داوُد لَمْ يُحارِب لِنَفْسَه أوْ إِنتقم لِنَفْسَه بَلْ لله00كُلَّ مدِينة كَانَ داوُد يدخُلها كانت تُعطِيه الأمان لأِنَّهُ حنُون وَمُحِب00داوُد قسَّم الغنائِم عَلَى الكُلّ لأِنَّهُ سخِى0
الأصْحَاحُ الحادِي وَالثَّلاثُونَ :-
قِصَّة موت شَاوُل00الكِتاب هُنا يُقِيم مُقارنة بين مُعاملات الله مَعَْ داوُد وَمَعَْ شَاوُل00فَإِنَّ داوُد قَدْ سُبِيت زوجتيهِ وَأولاده وَدخل مِنْ أجلِهِمْ حرب وَإِنتصر بينما شَاوُل[ وَحارب الْفِلِسْطِينيُّونَ إِسْرَائِيلَ فهرب رِجالُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أمامِ الْفِلِسْطِينيِّينَ وَسقطُوا قتلى فِي جبلِ جلبُوع ]00بعد إِسترداد الغنائِم مَعَْ داوُد هُنا يسقُط إِسْرَائِيلَ قتلى [ فَشدَّ الْفِلِسْطِينيُّونَ وراء شَاوُل وَبنيهِ وَضرب الْفِلِسْطِينيُّونَ يُوناثان وَأبِيناداب وَملكِيشُوع أبناء شَاوُل0 وَاشتدَّتِ الحربُ عَلَى شَاوُل فَأصابهُ الرُّماةُ رِجالُ القِسِيِّ فَانجرحَ جِدّاً مِنَ الرُّماة0 فَقَالَ شَاوُل لِحامِل سِلاَحِهِ استلَّ سيفكَ وَاطعنِي بِهِ لِئلاَّ يأتِي هؤُلاء الغُلفُ وَيطعنُونِي وَيُقبِّحُونِي0 فَلَمْ يشأ حامِلُ سِلاحِهِ لأِنَّهُ خاف جِدّاً0 فَأخذ شَاوُل السَّيفَ وَسقط عليهِ ]00لَمْ يكتفِى الفلسطينيُّون بِهزِيمة إِسْرَائِيلَ بَلْ قالُوا نقتُل المَلِكَ وَأولاده فقتلوا أبناءه الثلاثة وَأصابُوا شاوُل بِالرِّماح إِصابة قويَّة فَقَالَ لِعبدِهِ أُقتُلنِى لكِنْ العبد خاف فسقط هُوَ عَلَى سيفِهِ وَمات00نِهاية مُؤسِفة لَمْ يحِسبها لِنَفْسِهِ فِى حِساباته البشريَّة كَانَ شَاوُل يُطارِد داوُد مِنْ أجل المُلكَ فَمات هُوَ وَأولاده كُلّهُمْ 00لَوْ كَانَ داوُد فِى هذِهِ الحرب كَانَ مُمكِن أنْ يموت هُوَ الآخر لكِنْ الله حفظهُ وَأخرجهُ خارِج إِسْرَائِيلَ فجعلهُ مُطارد مِنْ شَاوُل وَأعطاهُ المُلكَ بِدُون أى صِراع أوْ نِزاعات حَتَّى يكُون مُلكِهِ مِنَ يَدِ الله وَليس مِنَ يَدِ بشرٍ00تدابِير الله لِذلِكَ عِندما قالُوا لَهُ ها شَاوُل أمامك أُقتلهُ قَالَ لَهُمْ قَدْ يأتِى يوم وَيموت أوْ يهلك فِى حربٍ أوْ يُهلِكهُ الله00الله قادِر أنْ يُخلِّص سوف يضربهُ00جيِّد أنْ يترُك الإِنسان أموره فِى يَدِ الله وَيختبِر كلِمته [ الرَّبُّ يُجازِي عنكُمْ ]00إِذا كَانَ شَاوُل يطلُب نَفْسَ داوُد إِلَى النِهاية إِلاَّ أنَّ الله يُخلِّص بدأ الفلسطينيُّون يعرَّوا القتلى لِيعرِفُوا مَنَ قُتِل وَلَمْ يعرِفُوا أنَّ شَاوُل قَدْ قُتِل فوجدوه[ وجدوا شَاوُل وَبنيِهِ الثَّلاثة ساقِطِين فِي جبلِ جلبُوعَ0 فقطعُوا رأسهُ وَنزعُوا سِلاَحَهُ وَأرسلُوا إِلَى أرضِ الْفِلِسْطِينيِّينَ فِي كُلِّ جِهةٍ لأِجلِ التَّبشِيرِ فِي بيتِ أصنامِهِمْ وَفِي الشَّعْبِ ]إِهانة لِمَلِكَ إِسْرَائِيلَ أخذوهُ وَقطعُوا رأسه وَنزعُوا سِلاحه [ وَوضعُوا سِلاَحَهُ فِي بيتِ عشتارُوث وَسمَّرُوا جسدهُ عَلَى سُورِ بيتِ شانَ ]00صعب أنْ ينسِبُوا إِنتصارِهِمْ إِلَى آلِهتهِمْ وَصعب أنْ يُهان مسِيح الرَّبَّ هكذا00هذا نصِيب تارِكِى الله بعض الَّذِينَ فِى يابِيش جِلعاد الَّذِينَ أنقذهُمْ داوُد مِنْ ناحاش العمُونىُّ[ أخذُوا جسد شَاوُل وَأجساد بنيِهِ عَنْ سُور بيتَ شانَ وَجاءُوا بِها إِلَى يابِيش وَأحرقُوها هُناك ]00إِنتهِت حياة شَاوُل فِى عار وَخِزى وَحُزن ما أبعد الفارِق بين تدابِير الله وَتدابِير الإِنسان00وَهكذا رأينا عمل الله فِى سِفر صَمُوئِيل الأوَّل ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج12
الأصْحَاحُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ :-
قِصَّة مُشابِهة لِلَّتِى حدثت فِى الأصحاح الرَّابِع وَالعشرُون وَهِى مُطاردة شَاوُل لِداوُد مازالت مُستمرة00شَاوُل المَلِكَ فِى قرية أوْ مجموعة إِسمها الزِّيفيُّونَ هؤلاء كانُوا مُحبِين لِلمناصِب مشهورِين بِالرَّياء لِلرؤساء وَكانُوا يتوددُون لِشَاوُل وَيقولُون لَهُ نحنُ مُشفقِين عليك وَنُرِيد أنْ نخدِمك00نحنُ سوف نُحضِر لَكَ داوُد00كيف ؟قالُوا لِشَاوُل نحنُ سوف نعلم فِى أى مكان هُوَ موجُود الآن وَنُخبِرك لِتأتِى لِتمسِكَ بِهِ00أرادوا مُساعدة شَاوُل فِى مُطاردته لِداوُد إِشارة إِلَى أنَّ الحرب لاَ تهدأ بين مملكِة الظُلمة وَمملكِة النَّورنعم رأينا فِى الأصحاح الرَّابِع وَالعشرُون أنَّ داوُد عِندما وجد شَاوُل فِى المغارة وَكانت أمامه فُرصة لِيتخلَّص مِنْ شَاوُل لكِنّه رفض وَقطع جُزء مِنْ جُبَّتِهِ وَقَالَ لِشَاوُل أنَّهُ كَانَ قادِر عَلَى قتلِهِ وجدنا شَاوُل يبكِى وَيقُول لِداوُد " أنت إِبنِى داوُد " وَحلف لَهُ وَوعدهُ أنَّهُ لَنْ يعود لِمُطاردته مرَّة أُخرى فِى حِين أنَّهُ هُنا فِى هذا الأصحاح يعود لِمُطاردته00إِشارة إِلَى أنَّ عدوَّنا لاَ يهدأ وَلَنْ يسترِيح لاَ يُمكِن لِلحرب بين النَّفْسَ وَعدو الخير تقِف عِند حد مُعيَّن لِذلِكَ يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ فَإِنَّ مُصارعتنا ليست مَعَْ دمٍ وَلحمٍ ] ( أف 6 : 12 )00عدو الخير يترقبنا وَلَنْ يطمئِن وَلَنْ يسترِيح إِلاَّ بِهلاكنا وَلكِنْ فِى نَفْسَ الوقت أولاد الله الواثِقِين فِى مواعِيده يجِب أنْ يحيوا فِى يقظة مُستمِرَّة لاَ يقُول أحد أنَّهُ عاش مَعَْ الله فِترة ثُمَّ يأخُذ راحة00لاَ00الحياة مَعَْ الله لاَ تعرِف السكُون وَالهدوء بَلْ فِى يقظة دائِمة وَإِتحاد دائِم لأِنَّهُ رُبما لحظة تُفسِد جِهاد سِنِين [ ثُمَّ جاء الزِّيفيُّونَ إِلَى شَاوُل إِلَى جِبعة قائِلِين أليس داوُد مُختفِياً فِي تلِّ حخِيلة الَّذِي مُقابِل القفرِ ]00نحنُ نعلم مكان داوُد00شَاوُل لَمْ يُناقِش أوْ يُفكِّر بَلْ [ فَقَامَ شَاوُل وَنزل إِلَى برِّيَّةِ زِيفٍ وَمعهُ ثلاثةُ آلافِ رجُلٍ مُنتخبِي إِسْرَائِيلَ لِكى يُفتِّشَ عَلَى داوُد فِي برِّيَّةِ زِيفٍ ]00لأِنَّ مملكِة الظُلمة فِى إِستعداد دائِم لِمُحاربة أولاد الله عدو الخير جاهِز دائِماً لِلحرب يُعِدّ العُدَّة فِى سهر دائِم لِكيما يقضى عَلَى أولاد الله00ظهر الشيَّاطِين لِلقدِيس أبو مقَّار وَقالُوا لَهُ نحنُ نخاف مِنك00فسألهُمْ لِماذا ؟ أجابوه نحنُ لاَ نعرِف كيف نأتِى إِليكَ00ويلاه مِنْكَ يا مقَّاره00أنت فِيك أشياء لاَ نعرِف كيف نُقاوِمها وَبِكَ أشياء قرِيبة مِنَّا " أنت تسهر وَنحنُ لاَ ننام00أنت تصُوم وَنحنُ لاَ نأكُل00أنت تتعب وَنحنُ نتعب لكِنْ إِتضاعك يُخزِينا دائِماً "00الَّذِى يحيا فِى حالة دائِمة لِلوجُود فِى حضرة الله يحيا إِتضاع دائِم 00عدو الخير فِى ذلِكَ لاَ يستطِيع أنْ يأتِى إِليهِ فِى أى لحظة الأسبُوع الماضِى كَانَ عِيد القدِيسة يُوستينا الَّتِى لَمْ يستطِع السَّاحِر أنْ يُمارِس سِحره عليها وَالشَّيطان لَمْ يستطِع أنْ يُقهِرها لأِنَّها كانت دائِماً تُصَلِّى00الَّذِى يحيا فِى يقظة دائِماً حَتَّى وَإِنْ كَانَ عدو الخير يتربَّص لَهُ دائِماً لكِنّه لَنْ يجِد الفُرصة [ فَقَامَ شَاوُل وَنزل إِلَى برِّيَّة زِيفٍ وَمعهُ ثلاثةُ آلافِ رجُلٍ مُنتخبِي إِسْرَائِيلَ ]00ألِهذِهِ الدرجة داوُد حَتَّى أنَّهُ أخذ معهُ ثلاثة آلاف رجُل مِنْ أفضل رِجال إِسْرَائِيلَ00أحياناً عدو الخير يجهِّز كُلَّ قوَّاته لِمُحاربة مسِيح الرَّبِّ00كُلّ نَفْسَ تُرضِى الله كُلّ قوَّات عدو الخِير ضِدَّها[ لِكى يُفَتِّشَ عَلَى داوُد فِى برِّيَّة زِيفٍ ]00رغم أنَّ شَاوُل قطع عهد مَعَْ داوُد وَبكى ( لِنقرأ فِى الأصحاح الرَّابِع وَالعشرُون 24 : 16 – 18 ) [ فَلَمَّا فَرَغَ داوُد مِنَ التَّكلُّم بِهذا الكلام إِلَى شَاوُل قَالَ شَاوُل أهذا صوتُك يا ابنِي داوُد0 وَرفع شَاوُل صوتهُ وَبكى0 ثُمَّ قَالَ لِداوُد أنت أبرُّ مِنِّي لأِنَّكَ جازيتنِي خيراً وَأنَا جازيتُك شرّاً0 وَقَدْ أظهرت اليوم أنَّكَ عملت بِي خيراً لأِنَّ الرَّبِّ قَدْ دفعنِي بِيَدِكَ وَلَمْ تقتُلنِي ] الأمر مَعَْ شَاوُل كيف حدث وَرغم ذلِكَ مُجرَّد أنْ عرف مكان داوُد عاد لِيُطارِدهُ وَمعهُ ثلاثة آلاف رجُل مِنْ مُنتخبِى إِسْرَائِيلَ00عدو الخير إِسلُوبه لاَ يتغيَّر وَكُلّ نَفْسَ تحيا فِى سُلطان عدو الخير يكُون هذا إِسلُوبها حَتَّى لَوْ عاهدت الله أنْ تعِيش معهُ عهودها مؤقتّه كما قَالَ أرميا النبِى [ هل يُغيِّرُ الكُوشِيُّ جِلدهُ ] 00" الكُوشِى " هُوَ الشخص الداكِن اللون هل يستطِيع أنْ يُغيِّر جِلده وَلُونه ؟00لاَ يُمكِن00[ أوْ النَّمرُ رُقطهُ ] ( أر 13 : 23 )أى نُقط جِلد النمر00النمر لاَ يستطِيع أنْ يُغيِّر شكل جِلده00أى أنَّ عدو الخير سيظل كما هُوَ فِى مُطاردته لأولاد الله [ وَنزل شَاوُل فِي تلِّ حخِيلة الَّذِي مُقابِل القفرِ عَلَى الطرِيق0 وَكَانَ داوُد مُقِيماً فِي البرِّيَّةِ ]00وَمُجرَّد أنْ علِم داوُد أنَّ شَاوُل نزل إِلَى البرِّيَّة أرسل جواسِيس مِنْ رِجالِهِ حيثُ كَانَ معهُ سُتمائة رجُل وَقالُوا لَهُ أنَّ شَاوُل وَمعهُ ثلاثة آلاف رجُل يبحثُون عنك فَقَالَ لَهُمْ راقِبُوا الوضع فراقبوا شَاوُل حَتَّى نام شَاوُل وُكُلّ مَنَ معهُ حَتَّى رئِيس جيشِهِ أبنِيرُ إِبن نيرٍ00فعادوا لِداوُد يقولُون لَهُ الآن فُرصة لِتنتقِم لِنَفْسَكَ [ فَقَامَ داوُد وَجاء إِلَى المكان الَّذِي نزل فِيهِ شَاوُل وَنظر داوُد المكان الَّذِي اضطجع فِيهِ شَاوُل وَأبنيرُ بنُ نيرٍ رئِيسُ جيشِهِ0 وَكَانَ شَاوُل مُضطجِعاً عِند المِتراسِ وَالشَّعْبُ نُزُول حواليهِ0 فَأجاب داوُد وَكلَّمَ أخِيمالِكَ الحِثِّيَّ وَأبِيشاىُ ابن صُرُوِيَّة أخا يُوآب قائِلاً مَنْ ينزِلُ معِي إِلَى شَاوُل إِلَى المحلَّةِ ]00فَقَالَ أبِيشاى أنزِل معك [ فجاء داوُد وَأبِيشاى إِلَى الشَّعْب ليلاً وَإِذا بِشَاوُل مُضطجِع نائِم عِند المتراسِ وَرُمحُهُ مركُوز فِي الأرضِ ]00أى رُمحهُ بِجانِب رأسِهِ فِى وضع إِستعداد حَتَّى إِذا حدث شئ أوْ شعر بِقلقٍ يقُوم قَالَ أبِيشاىُ لِداوُد [ قَدْ حبس الله اليوم عدُوَّكَ فِي يَدِكَ0 فدعنِي الآنَ أضربهُ بِالرُّمحِ إِلَى الأرضِ دُفعةً واحِدةً وَ لاَ أثنِي عليهِ ]00ضربة واحِدة تكفيه المُهِم أنْ تسمح لِى بِضربة 00[ فَقَالَ داوُد لأِبِيشاى لاَ تُهلِكهُ فَمَنِ الَّذِي يمُدُّ يَدَهُ إِلَى مسِيح الرَّبِّ وَيتبرَّأُ ]00مرَّة ثانية يرفُض داوُد قتل شَاوُل00بِالفِعل أنت يا داوُد أظهرت لُطف وَصلاح حسب قلب سيِّدك00شَاوُل جاء لَكَ بِثلاثة آلاف رجُل يطلُب نَفْسَكَ وَرغم ذلِكَ داخِل قلبك كَمْ صفح كبِير جِدّاً !!00نعم00لِذلِكَ داوُد يُمّثِل مسِيح الرَّبّ00يُمّثِل الرَّب يسُوعَ الغافِر لِصالِبيه بِالفِعل يستحِق داوُد أنْ يُقالَ عنهُ أنَّ قلبه حسب قلب الله00عجِيب هذا اللقب00قَدْ يُلقب إِنسان بِأى لقب لكِنْ أنْ يُلقب بِأنَّ قلبه بِحسب قلب الله فهذا عجِيب00داوُد إِستحق هذا اللقب مِثل نوح لُقِبّ بِالبار وَإِبراهِيم بِخلِيل الله وَأبو الإِيمان وَمُوسى النبِى بِالحلِيم وَيوسِف بِالطاهِر وَأيوب الثابِت00كُلّ إِنسان لَهُ لقب أمَّا داوُد فلقبه أنَّ قلبه حسب قلب الله إِذا كَانَ عدوّهُ جاء لَهُ بِثلاثة آلاف مِنْ مُنتخبِى إِسْرَائِيلَ وَجاءت لَهُ فُرصة لِقتلِهِ وَيقُول لاَ تُهلِك مسِيح الرَّب00داوُد لَمْ تكُنْ فِى أيَّامِهِ شرِيعِة العهد الجدِيد قَدْ وُضِعت وَ لاَ إِرتقى النَّامُوس لِدرجِة محبِّة الأعداء لكِنْ بِرُوح النبوَّة الَّتِى كَانَ يحمِلها داوُد كَانَ يحيا فِى نِعمِة العهد الجدِيد قبل مجِئ المسِيح المُتجسِّد لأِنَّهُ كَانَ يحمِل رمزاً فِعلياً وَإِشارة لِمجِئ المسِيح نَفْسَه [ وَقَالَ داوُد حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّ الرَّبَّ سوف يضربُهُ أوْ يأتِي يومُهُ فيمُوتُ أوْ ينزِلُ إِلَى الحربِ وَيهلِكُ0 حاشا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أنْ أمُدَّ يَدِي إِلَى مسِيح الرَّبِّ ]00قَالَ داوُد سيأتِى يوم وَيضربهُ الله أوْ يموت أوْ ينزِل لِلحرب وَيهلك لكِنْ حاشا لِى أنْ أمُدّ يَدِى لِمسِيح الرَّبَّ00مُبارك داوُد الَّذِى قابل عدوّه بِلُطف00مُبارك الَّذِى لَمْ ينتقِم لِنَفْسَه بَلْ وضع إِتكاله عَلَى الله [ لِي النقمةُ أنَا أُجازِي يقُولُ الرَّبُّ ] ( رو 12 : 19 )00أنا أنتقِم لَكَ00الَّذِى يضع إِتكاله عَلَى الله يشعُر أنَّ الله يتبنَّى أمره [ وَالآنَ فخُذِ الرُّمح الَّذِي عِند رأسِهِ وَكُوز الماء وَهلُمَّ ]00أخذ داوُد شيئان علامة أنَّهُ كَانَ قرِيب جِدّاً مِنْ شَاوُل00أخذ الرُّمح وَكُوز الماء الخاصين بِشَاوُل [ وَذهبا وَلَمْ يَرَ وَ لاَ علِم وَ لاَ انتبه أحد لأِنَّهُمْ جمِيعاً كانُوا نِياماً لأِنَّ سُبات الرَّبِّ وقع عليهِمْ ]00فِعلاً شئ عجِيب فهل يُعقل أنَّ ثلاثة آلاف رجُل ينامُون وَ لاَ يشعرُون بِشئ00لأِنَّ هذا عمل إِلهِى00كَانَ مُمكِن أنْ يكُون واحِد مِنهُمْ أوْ حَتَّى إِثنان فِى حالِة قلق أوْ يُجافِى بعضهُمْ النَّوم لكِنْ سُبات الرَّبَّ وقع عليهُمْ كُلّهُمْ يد الله قرِيبة مِنك جِدّاً [ الرَّبُّ يُقاتِلُ عنكُمْ وَأنتُمْ تصمُتُونَ ] ( خر 14 : 14 ) هُوَ حارِس لنا00إِنْ كَانَ الله لَمْ يستخدِم قوَّة مُعيَّنة وَهِى أنْ يُخلِيهُمْ مِنْ أسلحتهُمْ لكِنْ جعلهُمْ يُغلبُون مِنْ أمرٍ آخر لَمْ يستطِيعُوا أنْ يفلِتوا مِنْهُ00إِستطاع أنْ يغلِبهُمْ بِطبعِهِمْ بِطبع النَّوم00إِنْ كانُوا قَدْ إِتكلوا عَلَى أسلِحتهِمْ وَكثرة عددِهِمْ لكِنْ الرَّبَّ غلبهُمْ بِطبعِهِمْ جيِّد أنْ يُسلِّم الإِنسان أمره لإِلههُ الَّذِى هُوَ قادِر أنْ يستخدِم أسالِيب قَدْ لاَ تفهمها فَتقُول لَهُ [ اللَّهُمْ بِإِسمِكَ خلَّصنِي ، وَبِقوَّتِكَ أُحكُم لِي ]( مز 53 مِنْ مزامِير صلاة السَّاعة السَّادِسة )00قلب داوُد هُنا حسب قلب الله [ وَعبر داوُد إِلَى العبرِ وَوقف عَلَى رأسِ الجبلِ عَنْ بُعدٍ وَالمسافةُ بينهُمْ كبِيرة وَنادى داوُد الشَّعْب وَأبنير بنَ نيرٍ قائِلاً أما تُجِيبُ يا أبنيرُ0 فَأجاب أبنيرُ وَقَالَ مَنْ أنتَ الَّذِي يُنادِي المَلِكَ ]00داوُد مِنْ بعيد لَمْ يكُن مُتضِح الملامِح [ فَقَالَ داوُد لأِبنير أما أنت رجُل وَمَنْ مِثْلُكَ فِي إِسْرَائِيلَ0 فلِماذا لَمْ تحرُس سيِّدكَ المَلِكَ ]00أنت رئِيس الجيش فلِماذا لَمْ تحرُس سيِّدك المَلِكَ00داوُ يتكلَّم عَنْ شَاوُل بِأدبٍ وَوقارٍ [ لأِنَّهُ قَدْ جاء واحِد مِنَ الشَّعْبِ لِكي يُهلِك المَلِكَ سيِّدكَ0 ليس حسناً هذا الأمر الَّذِي عمِلت0 حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّكُمْ أبناءُ الموتِ أنتُمْ لأِنَّكُمْ لَمْ تُحافِظُوا عَلَى سيِّدِكُمْ عَلَى مسِيح الرَّبِّ0 فَانظُر الآنَ أين هُوَ رُمحُ المَلِكَ وَكُوزُ الماء الَّذِي كَانَ عِند رأسِهِ ]00قُل لِى يا أبنير أين كُوز الماء وَالرُّمح اللَّذان لِلمَلِكَ ؟وَإِلتفت أبنير فوجد شَاوُل مُنتبِه لِلحدِيث [ وَعرف شَاوُل صوت داوُد فَقَالَ أهذا هُوَ صوتُكَ يا ابنِي داوُد ]00عاد شَاوُل يحِن لِداوُد00هل كَانَ يجِب أنْ تشعُر أنَّ داوُد سيُهلِكك كى تحِن لَهُ ؟ شَاوُل شخص مُذبذب وَهذِهِ صِفة ردِيئة إِنسان لاَ يعلم ماذا يُرِيد مِنْ نَفْسَه وَمِنْ مَنَ حولهُ حَتَّى قِيل عنَّهُ [ أشَاوُل أيضاً بين الأنبياء ] ( 1 صم 19 : 24 )00وسط الأنبياء كَانَ شَاوُل نبِى وَوسط الآخرُون كَانَ شخص آخر ليس لَهُ شخصيَّة موّحده ثابِتة [ فَقَالَ داوُد إِنَّهُ صوتِي يا سيِّدِي المَلِكَ ]00داوُد يُظهِر حُب وَخضُوع لِشَاوُل رغم أنَّهُ قادِر أنْ يُهلِكه وَرغم أنَّهُ لَمْ يتطاول عَلَى شَاوُل أوِل مرَّة وَلَمْ يتطاول عليهِ أيضاً المرَّة الثانية لكِنَّهُ حفظ أدبه مَعَْ شَاوُل أحياناً يحيا الإِنسان الإِتضاع وَهُوَ فِى موقِف ضعف لكِنْ أجمل شئ أنْ يحيا الإِتضاع وَهُوَ فِى موقِف قوَّة وَنجاح00كَانَ يُقالَ عَنْ داوُد أنَّ ( نجاحه كَانَ يُزِيد إِتضاعه )00عِندما قتل جُليات وَعِندما كَانَ شَاوُل فِى قبضة يَدِهِ أوَّل مرَّة لَمْ يتكبّر وَأيضاً هذِهِ المرَّة ظلّ مُتضِع [ ثُمَّ قَالَ لِماذا سيِّدِي يسعى وراء عبدِهِ لأِنِّي ماذا عمِلتُ وَأىُّ شرٍّ بِيَدِي0 وَالآنَ فَلِيسمع سيِّدِي المَلِكَ كلام عبدِهِ0 فَإِنْ كَانَ الرَّبُّ قَدْ أهاجكَ ضِدِّي فليشتمَّ تقدِمَةً ]00رغم إِنِّى عبدك فلِماذا تسعى خلفِى00ماذا يُهِيجك علىَّ ؟ إِنْ كَانَ الله قَدْ أهاجك علىَّ فَلتُقدِّم أنت ذبِيحة وَأنا ذبِيحة لِيرضى الله وَلكِنْ إِنْ كَانَ النَّاس [ وَإِنْ كَانَ بنُو النَّاسِ فليكُونُوا ملعُونِين أمام الرَّبِّ لأِنَّهُمْ قَدْ طردُونِي اليوم مِنْ الاِنضمامِ إِلَى نصِيب الرَّبِّ قائِلِين اذهب اعبُد آلِهةً أُخرى ]00لاَ تسِير خلف النَّاس فَأنا عبدك وَأنت سيِّدِى لأِنَّ بنُو النَّاس كانُوا سبب طردِى مِنْ الإِحتفال وَالعِبادة فِى قصَّة هرُوب داوُد هُناك ما أحزنه وَلَمْ يُظهِره وَهُوَ عدم إِشتراكه مَعَْ بنِى إِسْرَائِيلَ فِى المُناسبات وَالعِبادة وَالإِحتفالات الدِينيَّة00يقُول أنا محرُوم مِنْ العِبادة لِذلِكَ قَالَ فِى مزموره[ مَا أحلى مساكِنك ياربَّ الجُنُود0 تشتاقُ بَلْ تتُوقُ نفسِي إِلَى دِيارِ الرَّبِّ ]( مز 83 مِنْ مزامِير صلاة السَّاعة السَّادِسة )00قَالَ ذلِكَ لأِنَّهُ كَانَ محرُوم مِنْ الهيكل نحنُ فِى نِعمة أنَّنا دائِماً أمام مذبح الله00نِعمة قَدْ لاَ نشعُر بِها إِلاَّ إِذا منعتنا الظرُوف00داوُد يقُول لِماذا طردنِى النَّاس مِنْ نصِيب الرَّبَّ ؟[ لأِنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ خرج لِيُفتِّشَ عَلَى بُرغُوثٍ واحِدٍ0 كما يُتبعُ الحجلُ فِي الجِبالِ ]00داوُد مرَّة أُخرى يتضِع رغم أنَّهُ فِى موقِف قوَّة المرَّة السابِقة قَالَ عَنْ نَفْسَه كلب ميِّت وَهذِهِ المرَّة يقُول أنَّهُ برغُوث00الإِنسان المُقترِب مِنْ الله يعرِف معنى الإِتضاع وَهُوَ مُقابلة الله فيحدُث فِى النَّفْسَ فِعل تلقائِى وَهُوَ أنَّ النَّفْسَ تصبُر عِندما كَان بُطرُس فِى السفِينة وَأطاع يسُوعَ جاءهُ الصيد بِسمكٍ كثِير قَالَ لَهُ فِى سجُود [ اخرُج مِنْ سفِينتِي ياربُّ لأِنِّي رجُلٌ خاطِئٌ ] ( لو 5 : 8 )00لأنَّهُ تقابل مَعَْ الله فشعر بِإِتضاع داوُد النبِى يقُول [ جعلتُ الرَّبَّ أمامِي فِي كُلّ حِينٍ ] ( مز 16 : 8 )00وَلأِنَّهُ فِى حضرة الله دائِماً فَكان مُتضِع00البعِيد عَنْ الله لاَ يعرِف الإِتضاع أشعياء النبِى صرخ [ ويل لِي إِنِّي هلكتُ لأِنِّي إِنسان نجِسُ الشَّفتينِ ]( أش 6 : 5 )00عِندما إِقترب لله وَنظر مجدهُ يملأ الهيكل الإِتضاع الحقِيقِى هُوَ معرِفة الله فتعرِف السجُود بِحق00داوُد شبَّه نَفْسَه أيضاً بِالحجلُ فِى الجِبال وَ ( الحجلُ ) هُوَ ( طائِر صغِير ) قَالَ شَاوُل [ قَدْ أخطأتُ0 ارجع يا ابنِي داوُد لأِنِّي لاَ أُسِيءُ إِليك بعدُ مِنْ أجلِ أنَّ نَفْسِي كانت كرِيمة فِى عينيك اليوم0 هُوذا قَدْ حُمِقتُ وَضللتُ كثِيراً جِدّاً ]00مرَّة أُخرى يعُود شَاوُل وَيندم00أعاد داوُد لَهُ رُمحه وَكُوز الماء وَذهب كُلٍّ مِنهُمْ فِى طرِيقِهِ 0
الأصْحَاحُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ :-
بعد إِعلان عمل الله فِى حياة داوُد وَنجاحه العظِيم00يظهر ضعف داوُد[ وَقَالَ داوُد فِي قلبِهِ إِنِّي سأهلِكُ يوماً بِيَدِ شَاوُل فَلاَ شئ خير لِي مِنْ أنْ أُفلِتَ إِلَى أرضِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ ]00واضِح إِنِّى سأموت وَأهلك فِى يومٍ ما بِيَدِ شَاوُل وَالأفضل أنْ أذهب لأرض الفلسطِينيِّيِنَ حَتَّى ييأس شَاوُل مِنَ مُطاردتِى ثانِى مرَّة يذهب داوُد لأرض فلسطِين 00المرَّة الأوَّلى ذهب وحدهُ وَإِصطنع الجُنُون 00أمَّا هذِهِ المرَّة فذهب وَمعهُ سُتمائة رجُل وَكأنَّهُ يسقُط فِى حِمايتِهِ وَفِى نَفْسَ الوقت هذا غرض سياسِى وَهُوَ أنْ يوظّفُوه لِحسابهُمْ وَيذِلّوا بِهِ شَاوُل[ فييأس شَاوُل مِنِّي فَلاَ يُفتِّشُ عَلَيَّ بعدُ فِي جمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ فأنجُومِنْ يَدِهِ ]00وَذهب داوُد إِلَى أخِيش مَلِكَ جتّ وَطلب مِنهُ أنْ يحيا معهُ فَلَمْ يرفُض الكِتاب أمِين فِى كُلّ حدث يُظهِر القوَّة وَالضعف لأِنَّ الكِتاب هُوَ رِسالة الله لِى أنا الإِنسان بِكُلِّ ضعفاتِى00عِندما قَالَ إِبراهِيم أبو الآباء عَنْ سارة أنَّها أُخته لَمْ ينساها الكِتاب00وَقَالَ إِبراهِيم لِسارة كُلّ مكان نذهب لَهُ قولِى أنَّك أُختِي ( تك 20 : 13 ) لِيهرب مِنْ المشاكِل أظهر ذلِكَ الكِتاب وَكما يقُول الآباء عَنْ الكِتاب [ لَمْ يُخبِرُنا عَنْ الله بِقدر ما يُخبِرُنا عَنْ الإِنسان العامِل فِيهِ الله ]00أى كيف يُقدِّس الله الإِنسان لِذلِكَ الإِنسان المُقدَّس بِالله هُوَ كِتاب مُقدَّس00الله العامِل فِى أولاده يحكِى عَنْ مُوسى النبِى وَضعفاته وَبنِى إِسْرَائِيلَ وَضعفاتهُمْ لِيشرح لنا كيف يتقدَّس الإِنسان بِالله هُنا طلب داوُد مِنْ أخِيش المَلِكَ وَقَالَ [ إِنْ كُنتُ قَدْ وجدتُ نِعمةً فِي عينيكَ فلِيُعطُونِي مكاناً فِى إِحدى قُرى الحقلِ فَأسكُنَ هُناك ]00لِماذا طلب داوُد ذلِك الطلب ؟ لِكى يبقى حُر فِى عِبادتِهِ وَلِكى لاَ يُخالِط الأمُم مُبارك داوُد الَّذِى حَتَّى فِى هروبه كَانَ يُؤّمِن نَفْسَه00يُرِيد أنْ يحيا فِى حضرة الله حَتَّى وَإِنْ كَانَ فِى أرض فلسطِين00ركّز عَلَى كيف يعِيش وَليس أين يعِيش00داوُد هرب بِالجسد فقط وَليس بِالرُّوح هل أنا حافِظ نَفْسِى فِى نقاوة مِنْ شوائِب مَنَ حولِى أم أتشبَّه بِمَنَ حولِى وَأقُول أنَّها الظرُوف00داوُد طلب مكان مُنعزِل لِكى يتعبَّد [ وَلِماذا يسكُنُ عبدُك فِي مدِينة المملكةِ معكَ ]00قَالَ أخِيش خُذ مدِينة صقلغ وَهِى مدِينة إِشتهرت بِملُوك يهُوذا وَهِى جنُوب أورُشلِيم00بدأ داوُد يغزو مَنَ حولهُ مِنْ شعُوب وَيغلِبهُمْ [ وَضرب داوُد الأرض وَلَمْ يستبقِ رجُلاً وَ لاَ امرأةً وَأخذ غنماً وَبقراً وَحَمِيراً وَجِمالاً وَثِياباً وَرجع وَجاء إِلَى أخِيش ]00النَّفْسَ الَّتِى تُرِيد النقاوة لابُد أنْ تُهيَّأ لِحرُوب الرَّبَّ وَتُقاوِم عدو الخير المُترّبِص لها00هذِهِ الشَّعُوب إِشارة لِلصُوص الَّذِينَ يسرِقون أغلى ما فِينا00إِشارة لِعدو الخير00لاَ تجعل الفساد يتسلَّل لَكَ بَلْ إِغلِبه بِنِعمة الله الكِتاب يصِف ضعف آخر لِداوُد00عِندما سألهُ أخِيش مَنَ غزيت ؟ أنكر داوُد الشَّعُوب الَّتِى حاربها وَقَالَ أسماء شعُوب مِنْ بنِى إِسْرَائِيلَ لِكى يطمئِن لَهُ أخِيش فَقَالَ أنَّهُ غزا[ عَلَى جنُوبِيِّ يهُوذا وَجنُوبِيِّ اليرحمئيلِيِّينَ وَجنُوبِيِّ القِينييِّنَ0 فَلَمْ يستبق داوُد رجُلاً وَ لاَ امرأةً حَتَّى يأتِي إِلَى جَتٍّ إِذْ قَالَ لِئلاَّ يُخبِرُوا عنَّا قائِلِين هكذا فعل داوُد0 وَهكذا عادتُهُ كُلَّ أيَّامِ إِقامتِهِ فِى بِلادَ الْفِلِسْطِينيِّينَ0 فصدَّق أخِيشُ داوُد قائِلاً قَدْ صَارَ مكرُوهاً لدى شعبِهِ إِسْرَائِيلَ ] صدَّق أخِيش لِذلِكَ جعل داوُد عندهُ حِيل بشريَّة عملها داوُد لِكى يحيا[ الداعِى الكُلّ إِلَى الخلاص لأِجل الموعِد بِالخيرات المُنتظرة ]( مِنْ الطِلبة الَّتِى تُقال أخِر كُلّ ساعة )00الله لَمْ يتخلَّى عَنْ داوُد وَلَمْ يُزِيل مِنْهُ نقاوتهُ لكِنَّهُ يُظهِر ضعفه وَيُعالِجه ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج11
الأصَحْاحُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ :-
يبدأ بِموت صَمُوئِيل النبِى [ وَمَاتَ صَمُوئِيل فَاجَتمعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَنَدَبُوهُ وَدفنُوهُ فِي بيتِهِ فِي الرَّامَةِ ]00كَانَ الموت فِى العهد القدِيم حُزنه شدِيد لأِنَّهُ لَمْ يكُنْ لديهُمْ رجاء القيامة فَكانُوا يعملون مناحة فَنَرَى إِبراهِيم وَصَمُوئِيل كَانَ الموت مناحة أمَّا الآنَ فَهُوَ خطوة لِلأبديَّة00لكِنْ هُنا رغم بِرّ صَمُوئِيل إِلاَّ أنَّ موته كَانَ مُحزِن يحتاج ندب وَدفن فِى الرَّامَةِ ( رام تايِم )00[ وَقَامَ داوُدُ وَنَزَلَ إِلَى برِّيَّةِ فَارَانَ ]00فِى هذا الموقِف لَمْ يحتمِل داوُد أنْ يظل هارِب بَلْ بِجراءة شارك فِى مناحِة صَمُوئِيل النبِى ثُمَّ ندخُل فِى قصَّة عمِيقة وَهِي قصَّة نابال وَأبِيجايِل [ وَكَانَ رَجُلٌ فِي معُونٍ وَأملاكُهُ فِي الكرملِ وَكَانَ الرَّجُلُ عظِيماً جِدّاً وَلَهُ ثلاثةُ آلافٍ مِنَ الغنمِ وَألفٌ مِنَ المعزِ وَكَانَ يَجُزُّ غَنَمَهُ فِي الكرملِ0 وَاسمُ الرَّجُلِ نَابَالُ وَاسمُ امرَأَتِهِ أبِيجايِلُ ]00يصِف الكِتاب نابال وَيحكِى الكِتاب هذِهِ القِصَّة الَّتِى قطعت المُطاردة بين شَاوُل وَداوُد نابال غنِى جِدّاً عِندهُ ثلاثة آلاف مِنَ الغنم وَألف معزِ يُرّبِيهُمْ فِى المراعِى وَداوُد وَرِجاله السُتمائة كانُوا فِى البرَّيَّة وَلِقوَّتهُمْ كَانَ عملهُمْ فِى البرَّيَّة هُوَ حِمايِة رُعاة المراعِى يحمِيهُمْ مِنْ الوحُوش وَالجيُوش المُحِيطة وَداوُد كَانَ ناسِك وَزاهِد فَكانَ عمله هذا فِى مُقابِل مَا يعطوه إِيَّاه وَكَانَ نابال عِنده غنم كثِير فَكَانَ يحتاج مجهُود مِنْ داوُد وَرِجاله فِى حمايتِهِ وَكَانَ عَلَى نابال أنْ يعرِف أنَّهُ مديُون لِداوُد وَكَانَ موسم جز الغنم موسم خير موسم غنِى جِدّاً لأِنَّ كَمْ الغنم كَانَ كثِير فَتُعطِى كميَّة صُوف كبِيرة جِدّاً تُعطِى ثمن كثِير00وَكَانَ لابُد أنْ يُحاسِب نابال داوُد فِى هذا الموسم لكِنّهُ لَمْ يسأل فِى داوُد وَيصِف الكِتاب نابال وَزوجتهُ [ وَكَانَتِ المرأةُ جَيِّدةَ الفهمِ وَجَمِيلةَ الصُّورةِ0 وَأمَّا الرَّجُلُ فَكَانَ قَاسِياً وَرَدِئ الأعمالِ0 وَهُوَ كَالِبِيٌّ ]00أبِيجايِل حسنِة الفهم قبل الصورة لأِنَّ الكِتاب مدح حِكمتها لأِنَّ [ الحُسنُ غِش وَالجمالُ باطِل ] ( أم 31 : 30 )00 أمَّا نابال فَهُوَ كالِبِى أى مِنْ سِبط كالِب بن يفُنَّه وَورث أرض جيِّدة فربَّى بِها غنم كثِير وَزادت ثروتهُ [ فَسَمِعَ داوُد فِي البرِّيَّةِ أنَّ نابال يَجُزُّ غَنَمَهُ0 فَأرسل داوُد عشرة غُلمانٍ وَقَالَ داوُد لِلغِلمانِ اصعدُوا إِلَى الكُرمَلِ وَادخُلُوا إِلَى نابال وَاسألُوا بِاسمِي عَنْ سَلاَمَتِهِ ]00رِسالة أرسلها داوُد لِنابال رِسالة رقِيقة وَجمِيلة وَلطِيفة تحمِل حُب وَرُقىّ00أوَّلاً إِسألُوا عَنْ سلامتِهِ لأِنَّهُ كَانَ يسمع عَنْ نابال أنَّهُ قاسِى وَردِئ الأعمال لكِنّهُ لَمْ يكترِث بِقسوتِهِ فَسأل عَنْ سلامتِهِ [ وَقُولُوا هكذا0 حَيِيت وَأنتَ سالِمٌ ]00كُلّ مالَكَ أنت وَبيتك سالِم00[ وَالآنَ قَدْ سَمِعْتُ أنَّ عِندكَ جزَّازِينَ0 حِينَ كَانَ رُعاتُك معنا لَمْ نُؤْذِهمْ وَلَمْ يُفقد لَهُمْ شئٌ كُلَّ الأيَّامِ الَّتِي كانُوا فِيها فِي الْكُرمُلِ ]00نحنُ لَمْ نُؤذِى رُعاتك وَلَمْ يُفقد مِنهُمْ شئ هذا إِسلُوب الرَّاعِى الَّذِى يُحافِظ عَلَى رعيته00 هذا هُوَ إِسلُوب يعقُوب عِندما حاسب خاله لابان00الله هُوَ الرَّاعِى الصالِح وَداوُد هُنا راعِى00الله هُوَ حارِسنا وَحارِس كرمِنا وَقطِيعنا وَيقُول لِكُلّ واحِد مِنّا حِين كَانَ رُعاتك معنا لَمْ نُؤذِيهُمْ00الرُعاه هُمْ الخُدَّام [ اِسألْ غِلمانَكَ فَيُخبِرُوكَ ]00واضِح أنَّك لَمْ ترى الصورة جيِّداً فَإِسأل غلمانك[ فَلِيجِد الغِلمانُ نِعمةً فِي عينيك لأِنَّنَا قَدْ جِئنَا فِي يومٍ طيِّبٍ0 فَأعطِ مَا وجدتهُ يَدُكَ لِعَبِيدِكَ] 00ليت غلمانِى يجِدوا نِعمة فِى عينيك لأِنَّ اليوم يوم طيِّب00وَالَّذِى تجُود بِهِ أعطِيهِ لِعبِيدك00[ وَلاِبنِكَ داوُدَ ]00عِبارة جمِيلة رغم أنَّ داوُد هُوَ الَّذِى قتل جُليات وَخلّص الشَّعْب وَهُوَ الَّذِى أعيُن الكُلِّ تترجاه [ فَأجاب نابال عبِيدَ داوُد وَقَالَ مَنْ هُوَ داوُدُ وَمَنْ هُوَ ابنُ يَسَّى0 قَدْ كثُر اليومَ العبِيدُ الَّذِينَ يفحصُونَ كُلُّ واحِدٍ مِنْ أمامِ سيِّدِهِ ]00داوُد كَانَ مشهُور جِدّاً عِند كُلّ الشَّعْب لكِنْ نابال أظهر نَفْسَه بِأنَّهُ لاَ يعرِفهُ وَتعامل معهُ كَأنَّهُ نكِرة وَتكلَّم عنّهُ بِإِسلُوب تحقِير وَإِستهزاء وَقَالَ قَدْ كثُر الجماعات الَّذِينَ ليس لهُمْ عمل سِوى التسُّول وَالسلب وَالمطرُودِين مِنْ أمام سيِّدهُم وَيُرِيدُون أى عمل لأِنَّهُمْ سيّئُون00وَيصِف داوُد بِأنَّهُ عبد هارِب مِنْ وجه سيِّدِهِ وَمطرُود بينما لَمَّا قَالَ مَنْ هُوَ داوُد كَانَ واضِح أنَّهُ يعرِفهُ [ أآخُذُ خُبزِي وَمَائِي وَذَبِيحِي الَّذِي ذبحتُ لِجَازِّيَّ وَأُعطِيهِ لِقومٍ لاَ أعلمُ مِنْ أينَ هُمْ ]00معقُول آخُذ خيرِى وَأُعطيه لِمَنْ لاَ أعرِفهُ00بُخل وَشُح00غلمان داوُد مؤدبِين رجعُوا إِلَى داوُد وَأبلغُوه الرِسالة بِحُزنٍ وَإِنْ كانُوا قَدْ إِحتملُوا أمام نابال فِى صمتٍِ لكِنْ أمام داوُد تكلّموا وَثارُوا فَأثارُوا داوُد الَّذِى قَالَ لَهُمْ[ فَقَالَ داوُد لِرِجالِهِ لِيتقلَّدْ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُمْ سيفهُ0 فَتقلَّد كُلُّ واحِدٍ سيفهُ0 وَتقلَّد داوُد أيضاً سيفهُ0 وَصعِد وراء داوُد نحوُ أربعِ مِئَةِ رَجُلٍ وَمَكَثَ مِئتانِ مَعَ الأمتِعَةِ ]00أخذ داوُد معهُ أربعمائة رجُل لأِنَّهُ كَانَ ثائِر جِدّاً الكِتاب أمِين فِى سرد الأُمور حَتَّى فِى إِظهار ضعفات الأنبياء00فَمَثلاً عِندما ضعُف داوُد بِضعفِ البشر وَيظهر فِى جتّ كَأنّهُ مجنُون00وَعِندما يضعُف إِبراهِيم وَيكذِب وَبُطرُس يُنكِر00هُنا داوُد أيضاً إِنفعل إِنفعال بشرِى سرِيع00النَّاس سِمعُوا مَا فعلهُ داوُد [ فَأخبر أبِيجايِل امرأةَ نابال غُلامٌ مِنَ الغِلمانِ قائِلاً هُوذا داوُد أرسل رُسُلاً مِنَ البرِّيَّةِ لِيُبارِكُوا سَيِّدنَا فَثَارَ عليهِمْ ]00كَانَ يجِب عَلَى الغُلام أنْ يُبلِغ نابال نَفْسَه لكِنْ لأِنَّهُ يعلم أنَّهُ قاسِى وَردِئ الأعمال أخبر زوجتهُ حكِيمة الفهم وَحكى الغُلام القِصَّة عَلَى أبِيجايِل مِنْ البِداية[ وَالرِّجال مُحسِنُون إِلينا جِدّاً 000كَانُوا سُوراً لنا ليلاً وَنهاراً ]00شهد الغُلام لِداوُد وَرِجاله أنَّهُمْ كانُوا مُحسِنِين لَهُمْ وَوصفهُمْ وصف رائِع أنَّهُمْ كانُوا سُور لِغِلمان نابال ليل وَنهارعملنا نحنُ كعبِيد داوُد الحىَّ لِلعالم كُلّه حَتَّى غير المُستحِق أنْ نكُون لَهُمْ سُور ليل وَنهار00هذِهِ هِي مسئوليَّة الكنِيسة وَرِجالها00نحنُ صِمام أمان لِلعالم وَشفِيع عنهُ لدى الله [ كُلَّ الأيَّامِ الَّتِي كُنَّا فِيها معهُمْ نرعى الغنمَ ]00العبد كَانَ واثِق فِى أبِيجايِل وَحِكمتِها وَيعلم أنَّها ستستجِيب00[ وَالآنَ اعلمِي وَانظُرِي ماذا تعملِينَ لأِنَّ الشَّرَّ قَدْ أُعِدَّ عَلَى سيِّدِنَا وَعَلَى بيتِهِ وَهُوَ ابنُ لئِيمٍ لاَ يُمكِنُ الكلامُ معهُ ]00الشَّرَّ أصبح واضِح لِذلِك فضَّلت أنْ أتكلَّم معكِ لأِنَّ نابال لَنْ يسمع لِى[ فبادرت أبِيجايِل وَأخذت مِئتي رغِيفِ خُبزٍ وَزِقَّيْ خمرٍ وَخمسة خِرفانٍ مُهيَّأةٍ وَخمس كيلاتٍ مِنَ الفرِيكِ وَمِئتي عُنقُودٍ مِنَ الزَّبِيبِ وَمِئتي قُرصٍ مِنَ التِّينِ وَوَضعتها عَلَى الحمِيرِ0 وَقَالَت لِغِلمانِها اعبُرُوا قُدَّامِي هأنذا جائية وراءكُمْ0 وَلَمْ تُخبِرْ رَجُلها نابالَ ]00جهَّزت أبِيجايِل هديَّة ضخمة وَالعبِيد يُطِيعُوها وَلَمْ تُخبِر نابال لأِنَّها تعلم أنَّهُ سيعترِض وَالموقِف يتصاعد 00هُنا ظهرت حِكمة أبِيجايِل بِالتدرِيجِ [ وَفِيما هِي راكِبة عَلَى الحِمارِ وَنازِلة فِي سُترةِ الجبلِ إِذا بِداوُد وَرِجالُهُ مُنحدِرُونَ لاِستقبالِها فَصادَفتهُمْ ]00صادفت أبِيجايِل داوُد وَرِجاله الأربعُمائة بِسيوفهُمْ وَفِى نيَّتهُمْ سفك الدَّم [ وَقَالَ داوُد إِنَّمَا باطِلاً حفِظتُ كُلَّ مَا لِهذا فِي البرِّيَّةِ فَلَمْ يُفقدْ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ شئٌ فَكافأنِي شرّاً بدلَ خيرٍ ]00واضِح إِنِّى تعبت فِى حِمايتِهِ بِلاَ مُقابِل00[ هكذا يصنعُ اللهُ لأِعداء داوُد وَهكذا يزِيدُ ]00عِبارِة قَسَمَ عَنْ أنَّ الله قادِر أنْ يفعل بِأى إِنسان [ إِنْ أبقيتُ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ إِلَى ضوءِ الصَّباحِ بائِلاً بِحائِطٍ ]00لَنْ أترُك لِنابال أى شئ حَتَّى الصَّباح حَتَّى بائِل بِحائِط 00 " بائِل بِحائِط " أى كلب00أى لَنْ أترُك لِنابال حَتَّى وَلَوْ كلب00أى سأجعل أرضه خرِبه هذا كُلّه حَتَّى ضُوء الصَّباح [ وَلَمَّا رأت أبِيجايِلُ داوُد أسرعت وَنزلت عَنِ الحِمار وَسقطت أمام داوُد عَلَى وَجهِها وَسَجَدَتْ إِلَى الأرضِ وَسقطت عَلَى رِجليهِ ]00واضِح أنَّ داوُد مشهُور حَتَّى أنَّ أبِيجايِل عرفتهُ فَكيف لَمْ يعرِفهُ نابال ؟أبِيجايِل لَمَّا رأت داوُد نزلت عَنْ الحِمار وَسجدت عَلَى الأرض سجُود الإِحترام وَالوقار وَأمسكت بِقدميهِ00هذِهِ عِبارة فِى الكِتاب مُتكرِّرة وَتُشِير إِلَى قمَّة التوسُل00راعُوث أمسكت قدمىّ بُوعِز وَأبِيجايِل أمسكت قدمىّ داوُد وَالمريمات أمسكتا قدمىّ يسُوعَ [ وَقَالَت عَلَيَّ أنَا يَا سيِّدِي هذا الذَّنبُ ]00هذا خطأى أنَا وَكأنَّ أبِيجايِل تعترِف بِحماقِة زوجِها فِى مرارة وَتنقِلها لِحسابها وَتُحاوِل أنْ تُنقِذ حياة زوجها بِنسب حماقتِهِ لها00رائِعة هِي أبِيجايِل [ وَدع أمتَكَ تتكلَّمُ فِي أُذُنيكَ وَاسمعْ كَلاَمَ أمتَكَ0 لاَ يضعنَّ سيِّدِي قلبهُ عَلَى الرَّجُلِ اللَّئِيمِ هذا عَلَى نابال لأِنَّ كاسمِهِ هكذا هُوَ0 نابال اسمُهُ وَالحماقةُ عندهُ0 وَأنَا أمتَكَ لَمْ أرَ غِلمانَ سيِّدِي الَّذِينَ أرسلتهُمْ ]00تُرِيد أبِيجايِل أنْ تقُول لِداوُد هُوَ إِسمُهُ " نابال " وَمعناه " حماقة أوْ أحمق " وَهُوَ بِالفعلِ أحمق فَلاَ تتجاوب مَعَْ كلامِهِ الردِئ00أنا لَمْ أرى غِلمانك عِندما أرسلتهُمْ [ وَالآنَ يا سيِّدِي حيٌّ هُوَ الرَّبُّ وَحيَّةٌ هِي نَفْسُكَ إِنَّ الرَّبَّ قَدْ منعك عَنْ إِتيانِ الدِّماءِ وَانتِقامِ يَدِكَ لِنَفْسِكَ ] 00فِى رِفق تكلَّمت أبِيجايِل مَعَْ داوُد وَلكِنْ بِقوَّة وَموضُوعيَّة وَكأنَّها بِدالَّة وَمحبَّة وَفِى نَفْسَ الوقت بِعِظة وَتعلِيم ماذا ستفعل يا داوُد هل تأتِى بِسيُوف ؟ الأمر لاَ يستحِق كُلّ هذا الإِنفعال00إِسمع رِسالة مِنْ قِبْلَ الله00هل يلِيق أنْ ينتقِم داوُد لِنَفْسِهِ ؟ أنت المعرُوف عنك التسامُح وَالحُب كيف تنتقِم لِنَفْسِكَ ؟[ وَالآنَ فَليكُنْ كنابال أعداؤُكَ ]00لِيكُن أعدائك حمقى كَنابال00أبِيجايِل تعلم أنَّ لَهُ أعداء وَمُطارِدِين00[ وَالآنَ هذِهِ البركةُ الَّتِي أتت بِها جارِيتُك إِلَى سيِّدِي فَلتُعطَ لِلغِلمانِ السَّائِرِينَ وراء سيِّدِي ]00تتكلَّم بِإِسلُوب كُلّه إِتضاع00تقُول لَهُ هذِهِ البركة لاَ تلِيق بِكَ بَلْ هي لِلغِلمان السَّائِرِينَ وراءك [ وَاصفح عَنْ ذنبِ أمتِكَ لأِنَّ الرَّبَّ يصنعُ لِسيِّدِي بيتاً أمِيناً لأِنَّ سيِّدِي يُحارِبُ حُرُوبَ الرَّبِّ وَلَمْ يُوجد فِيكَ شَرٌّ كُلَّ أيَّامِكَ ]00نسبت حماقة زوجها لِنَفْسَهَا وَتقُول الله يصنع لِسيِّدِى بيت أمِين لأِنَّك تُحارِب حُرُوب الرَّبَّ حُرُوب مِنْ نُوع آخر وَليس فِيكَ شرّ كُلّ أيَّامِكَ فَهل يلِيقُ بِكَ ذلِكَ الإِنفعال الَّذِى يُنسِبُ لَكَ حماقة طول أيَّامكَ [ وَقَدْ قَامَ رجُل لِيُطارِدَكَ وَيطلُبَ نَفْسَكَ وَلكِنْ نَفْسُ سيِّدِي لِتكُنْ محزُومةً فِي حُزمة الحيوة مَعَ الرَّبِّ إِلهِكَ وَأمَّا نَفْسُ أعدائِكَ فَلِيرمِ بِها كما مِنْ وسطِ كفَّةِ المِقلاعِ ]00هِي تُكلِّمهُ هُنا عَنْ شَاوُل الَّذِى يُطارِدهُ وَهُوَ لاَ يستحِق أنْ تنطِق بِإِسمِهِ لأِنَّهُ لاَ يصِح مُطاردة مسِيح الرَّبِّ تقُول لَهُ لِتكُنْ نَفْسَكَ محزُومة مَعَْ الرَّبِّ إِلهك فَلِماذا تهتم بِالدِفاع عَنْ نَفْسَكَ لأِنَّ نَفْسَكَ محزُومة فِى حزمة حياة الرَّبِّ00الله مُحتضِنك فَكيف تُحارِب نابال ؟ [ وَيكُونُ عِندما يصنعُ الرَّبُّ لِسيِّدِي حَسَبَ كُلِّ مَا تكلَّم بِهِ مِنَ الخيرِ مِنْ أجلِكَ وَيُقِِيمُكَ رَئِيساً عَلَى إِسْرَائِيلَ ]00أنا أعلم أنَّ الله فِى يوم مِنْ الأيَّام سيُتّمِمْ الله وعدهُ وَتُصبِحُ رئِيس لإِسْرَائِيلَ [ أنَّهُ لاَ تكُونُ لَكَ هذِهِ مصدمةً وَمعثرة قلبٍ لِسيِّدِي أنَّكَ قَدْ سفكتَ دماً عفواً أوْ أنَّ سيِّدِي قَدِ انتقمَ لِنَفْسِهِ0 وَإِذا أحسن الرَّبُّ إِلَى سيِّدِي فَاذكُرْ أمتَكَ ]00تقُول لَهُ سيُذكر تارِيخك كُلّ الأيَّام فَهل يلِيق أنْ يُقال أنَّكَ حاربت نابال ؟ تعبِيرات قويَّة بِرِقَّة وَعُمق وَحِكمة وَمَنَ يُعوِزهُ حِكمة فَليطلُب مِنْ الله ليتنا نتعلَّم الحِكمة بِدُون تسرُّع00أبِيجايِل كانت رقِيقة وَقويَّة إِنسانة جيِّدة الفِهم[ الجوابُ الَّليِنُ يصرِفُ الغضب ] ( أم 15 : 1 )00 ترفع مِنْ شأن داوُد وَتقُول لَهُ كيف تُحارِب نابال00المفرُوض أنَّكَ ستملُكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ أى أنت أكبر مِنْ أمر نابال بِكثِيرمِنْ أمثِلة الحِكمة فِى الإِنجِيل جدعُون00ففِى أحد المرَّات لَمْ يُدعى سِبط أفرايِم لِحربٍ مَعَْ باقِى إِسْرَائِيلَ فَغضب سِبط أفرايِم لكِنْ جدعُون حلّ المُشكِلة بِكلِمة رقِيقة وَقَالَ لَهُمْ وجدنا الحرب بسِيطة وَأنتُمْ أفضل مِنْ هذِهِ الحرب البسِيطة [ أليست خُصاصةُ أفرايِم خيراً مِنَ قِطافِ أبِيعزر ] ( قض 8 : 2 ) " خُصاصة " أى " بقايا " وَكأنَّهُ يقُول لَهُمْ بقايا أفرايِم أفضل مَا عِندنا00كلِمة هدّأت الأمر كُلّه أبِيجايِل تقُول لِداوُد أنا أعلم أنَّكَ ستملُك فَلاَ تنسانِى بَلْ كافِئنِى وَأذكُرنِى أعطنِى مِنْ عطايا الله الَّتِى سيُعطِيك إِيَّاها00هذِهِ كلِمة تُذكِّرنا بِاللص اليمِين الَّذِى قَالَ لِلسيِّد المسِيح[ اذكُرنِي ياربُّ متى جِئتَ فِى ملكُوتِكَ ] ( لو 23 : 42 ) كُلٍ مِنّا يقُول لله أُذكُر يارب عبدك00داوُد يقُول لله [ اُذكُر ياربّ كلامك الَّذِي جعلتنِي عليهِ أتكِل ]00داوُد هُوَ المسِيح00جمِيلة النَّفْسَ الَّتِى تعترِف بِخطأها أمام إِبن داوُد وَتطرح نَفْسَهَا تحت قدميهِ وَتتوسل إِليه وَتُقدِّم لَهُ تقدِمات توبتِها وَتطلُب مِنْهُ أنْ يذكُرها [ فَقَالَ داوُد لأِبِيجايِلَ ]00كما أنَّ شَاوُل كَانَ مُتسرِّع فِى الشَّرَّ كَانَ داوُد عَلَى عكسه يتراجع عَنْ الشَّرَّ00[ مُبارك الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أرسلَكِ هذا اليومَ ]00وَكأنَّ داوُد يُرِيد أنْ يُخَبِّئ السيف جيِّد أنْ يتراجع الإِنسان عَنْ الشَّرَّ وَيكُون سرِيع الندم00يقُول أحد الآباء[ لَقَدْ فكَّر داوُد أنْ يكُون كاسِر لِكلِمتِهِ عَنْ أنْ يحتفِظ بِقسوتِهِ ] [ مُباركٌ عقلُكِ وَمُباركة أنتِ لأِنَّكِ منعتنِي اليوم مِنْ إِتيانِ الدِّماء وَانتِقامِ يَدِي لِنَفْسِي ]00بدأ يمدحها داوُد وَيقُول لها مُباركة أنتِ00جيِّد الإِنسان الَّذِى يسمع المشورة وَيعمل بِها وَمَا أخطر النَّفْسَ الَّتِى ليس لها مُشِير وَتعتدّ يِرأيِها[ طرِيقُ الجاهِل مُستقِيم فِي عينيهِ0 أمَّا سامِعُ المشُورةِ فَهُوَ حَكِيمٌ ] ( أم 12 : 15 )00أكثر خطورة أنْ يكُون الإِنسان مُرشِد لِنَفْسَه فَهُوَ يتساقط كأوراق الخرِيف جيِّد الأنبا أنطونيُوس أنْ يسمع لِلمرأة الَّتِى كانت تستحِم فِى ماء النهر وَتقُول لَهُ أنت راهِب فَلاَبُد أنْ تدخُل البرّيَّة00فَكانت سبب بركة لَهُ وَلِلبرّيَّة وَلِلرهبنة [ وَلكِنْ حىٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي منعنِي عَنْ أذِيَّتِكِ إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُبادِرِنِي وَتأتِي لاِستقبالِي لَمَا أُبقِيَ لِنابال إِلَى ضوءِ الصَّباحِ بائِل بِحائِطٍ0 فَأخذ داوُد مِنْ يَدِهَا مَا أتت بِهِ إِليهِ وَقَالَ لها اصعدِي بِسلامٍ إِلَى بيتِكِ اُنظُرِي0 قَدْ سَمِعْتُ لِصوتِكِ وَرفعتُ وجهَكِ ]00داوُد يقُول لها كأنَّهُ لَمْ يحدُث شئ أنا تناسيت كُلّ شئ وَعادت أبِيجايِل لِزوجِها [ وَإِذا ولِيمة عِندهُ فِي بيتِهِ كولِيمة مَلِكٍ ]00كَانَ نابال يصرِف وَيُنفِق لِلترف وَالشَّرَّ حَتَّى أنَّهُ كَانَ فِى وضع سُكر00[ وَكَانَ نابال قَدْ طاب قلبُهُ وَكَانَ سكران جِدّاً0 فَلَمْ تُخبِرهُ بِشئٍ صغِيرٍ أوْ كبِيرٍ إِلَى ضوءِ الصَّباحِ0 وَفِي الصَّباحِ عِند خُرُوجِ الخمرِ مِنْ نابال أخبرتهُ امرأتهُ بِهذا الكلامِ ]00فِى الصَّباح أخبرت زوجِها بِكُلّ مَا فعلت فَكانَ رد فِعلهُ[ فَمَاتَ قلبُهُ داخِلهُ وَصار كحجرٍ ]00أى خاف وَإِرتعب [ وَبعد نحو عشرة أيَّامٍ ضرب الرَّبُّ نابال فَمَات0 فَلَمَّا سَمِعَ داوُد أنَّ نابال قَدْ مات قَالَ0مُباركٌ الرَّبُّ الَّذِي انتقمَ نِقمة تعيِيرِي مِنْ يَدِ نابال وَأمسكَ عبدهُ عَنِ الشَّرِّ وَردَّ الرَّبُّ شرَّ نابال عَلَى رأسِهِ ]00وَكأنَّهُ يشكُر الله أنَّهُ إِنتقم لَهُ لكِنْ داوُد لَمْ ينسى أبِيجايِل وَحِكمتِها فَلَمَّا سَمِعَ بِموت نابال أرسل فِى طلبِها[ وَأرسلَ داوُد وَتكلَّمَ مَعَْ أبِيجايِلَ لِيتَّخِذَهَا لَهُ امرأةً ]00وَكَانَ رد فِعلها[ فَقَامت وَسجدت عَلَى وجهِها إِلَى الأرضِ وَقَالَتْ هُوذا أمتُكَ جارِية لِغسلِ أرجُلِ عبِيدِ سيِّدِي ]00رد وَإِجابه تُذِيب القلب00ليس لِغسل أرجُل سيِّدِى فقط بَلْ أرجُل عبِيد سيِّدِى لِذلِكَ عِندما نعتذِر أوْ نشكُر فَهذا جيِّد لأِنَّهُ[ مِنْ فضلةِ القلبِ يتكلَّمُ الفَمُ ] ( مت 12 : 34 ) 00 حِكمِتها جعلتها تنال نِعمة فِى عينىّ مَنَ حولها أمَّا إِذا كانت بِدُون حِكمة فَكانت ستُصبِح شرَّيرة مِثل إِيزابِل رغم جمال وَحِكمة أبِيجايِل لَمْ تتكبّر بَلْ إِتضعت00أصعب شئ أنْ يأخُذ إِنسان عطايا الله وَيُنسِبها لِنَفْسَه00الله يُعطِى الكُلّ مواهِب00أبِيجايِل أخذت عطايا00حِكمة وَجمال لكِنَّها كانت مُتضِعة القدِيسين يقُولُون أنَّ أبِيجايِل هِي كنِيسة العهد القدِيم الَّتِى لَمَّا مات النَّامُوس خطبها إِبن داوُد لِنَفْسِهِ00لابُد لِصَمُوئِيل ( الأنبياء ) أنْ يموت وَنابال ( النَّامُوس ) أنْ يموت لِتصِير أبِيجايِل حُرَّة وَتُصبِح مِلك لِداوُد نَفْسَ التشبِيهات قَالَها مُعلّمِنا بولس الرسُول00قَالَ مادام النَّامُوس موجُود فَلَنْ نستطِيع أنْ نقترِن بِالمسِيح لكِنْ عِندما نرفُض نابال مِنْ حياتنا ننال إِستحقاقات القران بالله00لأِنَّ أبِيجايِل كانت تحيا مَعَْ نابال وَلكِنْ ليس بِحسب نابال هكذا نحنُ نعِيش فِى العالم وَلكِنْ ليس بِحسب العالم وَحماقتهِ00لِذلِكَ عينا الله علينا لِيقترِن بِنا00[ ثُمَّ بادرت وَقَامت أبِيجايِلُ وَركبت الحِمار مَعَْ خمسِ فتياتٍ لها ذاهِباتٍ وراءها وَسارت وراء رُسُلِ داوُد وَصارت لَهُ امرأةً ]00هُنا يُمّثِل إِتحاد الله بِالكنِيسة وَحُريَّة النَّفْسَ مِنْ نابال وَحماقتهِ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.