العظات
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج10
فِى إِصحاح 21 ، 22 قِصَّة داوُد الطرِيد إِشارة لِمُطاردة مملكة الظُلمة لأولاد الله
الأصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ :-
أثناء مُطاردة شَاوُل لِداوُد إِنصرف شَاوُل عَنْ أمور المملكة وَلَمْ ينتبِه لِسلامِة المملكة إِنْ كَانَ حولها أعداء فَهذا لاَ يهِمّه00داوُد هُوَ الَّذِى يهِمّه00فِى غفلة شَاوُل وَإِنشغاله بِداوُد تجمَّع الفلسطِينيُّون فِى حربٍ ضِدّ شَاوُل [ فَأخبرُوا داوُد قائِلِين هُوذا الْفِلِسْطِينيُّونَ يُحارِبُون قعِيلةَ وَينهبُونَ البيادِرَ ]00قالُوا لِداوُد أنَّ الفلسطِينيُّون ينهبُون قعِيلة لِماذا لَمْ يذهبُوا لِشَاوُل المَلِكَ لِيُخبِرُوه بِما يفعلهُ الفلسطِينيُّون ؟ لأِنَّ الشَّعْب رأى أنَّ هذا أمر لاَ يهِم شَاوُل وَأنَّ داوُد رغم أنَّهُ مُطارد إِلاَّ أنَّ ثِقة الشَّعْب فِيهِ كَمَلِكَ وَمُحامِى عنهُمْ كبِيرة00وَجمِيل مِنْ داوُد أنَّهُ عِندما سمع هذا الخبر لَمْ يتسرَّع بَلْ [ فَسأل داوُد مِنَ الرَّبِّ قائِلاً أأذهبُ وَأضربُ هؤُلاء الْفِلِسْطِينيِّيِنَ0 فَقَالَ الرَّبُّ لِداوُد اذْهبْ وَاضرِبِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ وَخَلِّصْ قعِيلةَ ] صَلّى داوُد لله وَسألهُ أأذهب وَأضرب الفلسطِينيِّيِنَ ؟ جيِّد الإِنسان الَّذِى يأخُذ مشورة الله [ هأنذا فَإِرسلنِى ]00شَاوُل لَمْ يتحرَّك لأِنَّ طاقاته كُلّها أضاعها فِى حربه ضِدّ داوُد وَتغاضى عَنْ عدوّه الحقِيقِى أى الفلسطِينيُّون كثِيراً ما تتغاضى النَّفْسَ عَنْ عدوّها الحقِيقِى00داوُد كَانَ معهُ سُتمائة رجُل فتعجَّب رِجاله وَقالُوا لَهُ نحنُ مطارِيد وَليس بِنا قوَّة لِلحرب [ ها نحنُ فِي يهُوذا خائِفُون فكمْ بِالحرِيِّ إِذا ذهبنا إِلَى قعِيلةَ ضِدَّ صُفُوفِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ ]00كلامهُمْ أثرّ فِى داوُد فرجع لله مرَّة أُخرى[ فَعاد أيضاً داوُدُ وَسأل مِنَ الرَّبِّ فَأجابهُ الرَّبُّ وَقَالَ قُمِ انزِلْ إِلَى قعِيلة فَأنِّي أدفعُ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ لِيَدِكَ ]00إِذهب لاَ تخف أنَا معك00[ فَذَهَبَ داوُدُ وَرِجالُهُ إِلَى قعِيلةَ وَحارب الْفِلِسْطِينيِّيِنَ وَساق مواشِيهُمْ وَضربهُمْ ضربةً عظِيمةً وَخلّصَ داوُد سُكَّانَ قعِيلةَ ] داوُد هُنا يظهر كمخلِّص فِى حِين أنَّهُ مُضطهد مِنْ شَاوُل هذِهِ إِشارة إِلَى النَّفْسَ الأمِينة وَإِشارة إِلَى الكنِيسة وَمُسحاء الرَّبِّالعالم يُبغِضُنا لكِنْ دورنا أنْ نُخلِّص العالم00وَرغم أنَّ شَاوُل يرمُز لِرئِيس العالم وَيُحارِب داوُد إِلاَّ أنَّ داوُد خلَّصهُ لأِنَّ داوُد يشعُر بِمسئوليته نحو العالم00وَإِنْ كَانَ العالم يبغُض الكنِيسة لكِنْ الكنِيسة تُصَلِّى لِلعالم عَنْ الرؤساء وَجموعنا وَمداخِلنا وَمخارِجنا وَتُصَلِّى عَنْ الساكِنِين فِيها بِإِيمان الله لأِنَّ قلبها يحتضِن الكُلّ داوُد يُعلِن مسئوليته عَنْ بلده رغم أنَّ رئِيسها يُطارِدهُ00فرح داوُد وَالشَّعْب00تُرى ما هُوَ موقِف شَاوُل ؟ شَاوُل قَالَ فِى نَفْسَه إِنَّ داوُد فِى قعِيلة إِذاً قَدْ عرفت مكانه سأُحاصِرهُ فِى قعِيلة00بدلاً مِنْ أنْ يشكُره عَلَى إِنقاذه لِلمدِينة حاصرهُ لِيقتِلهُ [ فَأُخبِر شَاوُلُ بِأنَّ داوُد قَدْ جاء إِلَى قعِيلة0 فَقَالَ شَاوُلُ قَدْ نبذهُ اللهُ إِلَى يَدِي لأِنَّهُ قَدْ أُغلِق عليهِ بِالدُّخُولِ إِلَى مدِينَةٍ لها أبوابٌ وَعوارِضُ ]00كَانَ يجِب عَلَى شَاوُل أنْ يُفكِّر كيف يكُون داوُد سند لَهُ فَلِماذا يكُون ضِدَّهُ ؟ رغم أنَّ شَاوُل مَعَْ داوُد سيكُوِّنا قوَّة تهزِم أعداء الله أحياناُ النَّفْسَ تفقِد رُوح الحِكمة وَالحُب وَ لاَ تُدرِك عمل الله معها00الظُلمة أعمت شَاوُل وَلَمْ يُدرِك أنَّ الله أعطى داوُد الغلبة عَلَى جُليات00داوُد شعر بِهذِهِ المؤامرة وَكَانَ معهُ أبياثار الكاهِن وَطلب داوُد مشورة الله [ ياربُّ إِله إِسْرَائِيلَ إِنَّ عبدك قَدْ سَمِعَ بِأنَّ شَاوُلَ يُحاوِلُ أنْ يأتِي إِلَى قعِيلةَ لِكَيْ يخرِب المدِينة بِسببِي0 فهل يُسلِّمُنِي أهلُ قعِيلة لِيَدِهِ ]00أنَا خلّصتهُمْ معقُول يخونونِى وَيُسلِّمونِى لِشَاوُل ؟[ هل ينزِلُ شَاوُلُ كما سَمِعَ عبدُكَ0 ياربُّ إِله إِسْرَائِيلَ أخبِر عبدكَ0 فَقَالَ الرَّبُّ ينزِلُ0 فَقَالَ داوُد هل يُسَلِّمنِي أهلُ قعِيلةَ مَعَ رِجالِي لِيَدِ شَاوُلَ0 فَقَالَ الرَّبُّ يُسَلِّمُونَ ]00معقُول هُمْ خائِنُون لِهذِهِ الدرجة ؟ قَالَ الرَّبُّ نعم00مَا أجمل الحدِيث مَعَْ الله وَأنْ يأخُذ الإِنسان قرارات مِنْهُ [ عِند كثرة هُمُومِى فِى داخِلِي تعزياتُك تُلّذِذُ نَفْسِي ] ( مز 94 : 19 )[ أبثُ لديهِ ضِيقِي عِند فناء رُوحِي مِنِّي ] ( مز 141 مِنْ مزامِير صلاة النوم ) أخذ داوُد رِجاله السُتمائة وَخرجُوا00داوُد يعلم أنَّ نُصرته مِنْ الله وَأنَّهُ يجِب أنْ يتكِل عَلَى إِلههُ دائِماً00وَفِى هذا الموقِف كتب المزمور 54[ الَّّلهُمْ بِاسمِكَ خلِّصنِي وَبِقوَّتك أُحكُمْ لِي ][ وَكَانَ شَاوُلُ يطلُبُهُ كُلَّ الأيَّامِ ]00لِنرى الإِنسان الَّذِى يعِيش مُطارد مِنْ المَلِكَ وَجيشه وَلِنتخيِّل حال مَنْ معهُ00مُجرَّد أنْ تشعُر أنَّ دائِرة التجرُبة تضِيق حولك عليك تخيّل لحظة واحِدة مِنْ مُلَكَ داوُد عِندئِذٍ لَنْ تشعُر بِيأس فِى العالم قَدْ تعِيش مُطارد مُضطهد لكِنْ لَنْ يستمِر ذلِك [ فِي العالم سيكُون لَكُمْ ضِيق وَلكِنْ ثِقُوا أنَا قَدْ غلبتُ العالم ] ( يو 16 : 33 )00[ تَجْلِسُونَ أنتُمْ أيضاً عَلَى اثني عَشَرَ كُرسِيَّاً تَدِينُون أسباطَ إِسْرَائِيلَ الاِثني عَشَرَ ] ( مت 19 : 28 )00تخيّل هؤلاء السُتمائة رجُل عِندما يملُكَ داوُد [ فَقَامَ يُوناثان بنُ شَاوُلَ وَذهب إِلَى داوُد إِلَى الغابِ وَشدَّدَ يَدَهُ بِاللهِ ]00ذهب يُوناثان يُشدِّد داوُد00[ وَقَالَ لَهُ لاَ تخفْ لأِنَّ يَدَ شَاوُلَ أبِي لاَ تجِدُكَ وَأنتَ تملِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأنَا أكُونُ لَكَ ثانِياً وَشَاوُلُ أبِي أيضاً يعلمُ ذلِكَ ]00يُوناثان يقُولَ ذلِكَ وَهُوَ الورِيث الشرعِى لِلمَلِكَ وَداوُد بِالنسبة لَهُ مُنافِس مَا أجمل الإِتضاع وَالحُب00يُوناثان يُقّدِم داوُد عنهُ وَيقُول لَهُ أنَا أعلم إِنِّى بعدك الآباء يتخيّلُون لَمَّا مات شَاوُل فِى الحرب وَمات معهُ يُوناثان وَأصبح داوُد مَلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ بِدُون نِقاش لكِنْ لَوْ لَمْ يمُت يُوناثان فِى الحربِ هل كَانَ داوُد يتنافس معهُ عَلَى المُلَكَ ؟ لِذلِكَ يقُول الآباء عَنْ داوُد [ الله أراحهُ مِنْ هذا الموقِف ] يوجد قوم يُسمّى " الزيفيُّون " وَهُمْ يُشِيرُون إِلَى مَنْ يرضوا غرُور العالم هؤلاء ذهبُوا لِيتملّقوا شَاوُل [ فِي النُّزُولِ انزِلْ وَعلينا أنْ نُسَلِّمَهُ لِيَدِ المَلِكِ ]00قالُوا لِشَاوُل نحنُ مُمكِن نُحضِر لَكَ داوُد [ فَقَالَ شَاوُلُ مُباركُونَ أنتُمْ مِنَ الرَّبِّ لأِنَّكُمْ قَدْ أشفقتُمْ عَلَيَّ0 فَاذهبُوا أكِّدُوا أيضاً وَاعلمُوا وَانظُرُوا مكانهُ حيثُ تكُونُ رِجلُهُ وَمَنْ رَآهُ هُناكَ0 لأِنَّهُ قِيلَ لِي إِنَّهُ مكراً يمكُرُ ]أوِل مرَّة شَاوُل يُبارِك لكِنْ فِيما ينفعهُ وَيصِف داوُد بِالمكرأحياناً عدو الخير يصِف أولاد الله بِالمكر وَيقلِب الحقائِق وَيُفسِّر الأمور لِصالِحهُ فيجعل الإِنسان مُخطِئ وَيُلقِى خطأه عَلَى الآخرِين00[ أنِّي أُفتِّشُ عليهِ بِجمِيعِ أُلُوف يَهُوذا ]إِنِّى أجعلُ كُلّ طاقاتِى فِى البحثِ عَنْ داوُد مَا أصعب الإِنسان الَّذِى يجعل عدوّه الحقِيقِى يرتفِع عليه وَيُبدِّد طاقاته فِى أمور جانِبيَّة وَمَا أصعب أنْ تتحوّل الكنِيسة إِلَى إِنقسام داخِلِى وَحرب داخِليَّة00كَانَ يجِب عَلَى شَاوُل وَداوُد أنْ يسخَّرا طاقتهُما لِحرب الفلسطِينيِّيِنَ لأِنَّهُمْ عدو الله شَاوُل كَانَ قرِيب مِنْ داوُد لكِنْ الله تدخّل [ فَجاء رسُول إِلَى شَاوُلَ يقُولُ أسرِعْ وَاذهبْ لأِنَّ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ قَدْ اقتحمُوا الأرضَ ]00إِنتبِه يا شَاوُل قَدْ إِستغلّ الفلسطِينيُّون فُرصة الخِلاف بينك وَبين داوُد وَإِنشغالك بِهِ وَإِقتحموا بلدك00تخيّل عِندما تقتحِم مدِينة المَلِكَ وَقصر المَلِكَ وَيدخُلهُ الأعداء ؟[ وَصعد داوُد مِنْ هُناك وَأقَامَ فِي حُصُونِ عينِ جديٍ ]00هُنا تدّخل الله لِيُنقِذ داوُد[ خاصِم ياربُّ مُخاصِميّ قاتِل مُقاتِليَّ ] ( مز35 : 1 )[ أعمالُ يديك ياربُّ لاَ تترُكها ] ( مز 137 مِنْ مزامِير صلاة النوم )00موضُوع أنَّ داوُد فِى بلدٍ مُمكِن يُسلِّمهُ أهلِها وَالمَلِكَ جاء بِرؤوس يهُوذا لكِنْ الله يُنقِذ داوُد 0
الأصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ :-
إِستمرت المُطاردة00شَاوُل يُطارِد داوُد فِى مغارة كَانَ بِها هُوَ وَرِجاله00وَشعر داوُد بِشَاوُل [ فَقَالَ رِجالُ داوُد لَهُ هُوذا اليومُ الَّذِي قَالَ لَكَ عَنْهُ الرَّبُّ هأنذا أدفعُ عَدُوَّكَ لِيَدِكَ فَتَفْعَلُ بِهِ مَا يَحْسُنُ فِي عينيكَ ]00هذا هُوَ اليوم المُناسِب لِتأخُذ المملكة داوُد فكَّر وَذهب مِنْ وراء شَاوُل وَقطع جُزء مِنْ جُبَّتِهِ سِرَّاً[ فَقَامَ داوُد وَقطع طرف جُبَّةِ شَاوُلَ سِرَّاً0 وَكَانَ بعد ذلِكَ أنَّ قلب داوُد ضربهُ عَلَى قطعِهِ طرفَ جُبَّةِ شَاوُلَ ]00تألَّم فِى قلبِهِ لأِنَّهُ فعل ذلِكَ بِجُبَّة شَاوُل لِذلِكَ قَالَ الله [ فتَّشت فوجدت قلب داوُد عبدِي حسب قلبِي ]00فِى حِين أنَّ الغُلمان الَّذِين معهُ أثارُوه وَقَالَوا لَهُ أنَّ هذِهِ إِرادِة الله هل كُنت تتخيّل أنَّكَ ستكُون مَعَْ شَاوُل فِى مغارة واحِدة دُون أنْ يعلم أوْ يشعُر بِكَ ؟ لكِنْ الوصيَّة أنقذت داوُد [ لاَتمِسُّوا مُسحائِي ]( 1 أخ 16 : 22 )00كثِيراً مَا عدو الخير ينصُب لنا الفخ لكِنْ الوصيَّة تُنقِذ[ فَقَالَ لِرِجالِهِ حاشا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أنْ أعملَ هذا الأمرَ بِسيِّدِي بِمَسِيحِ الرَّبِّ فَأمُدَّ يَدِي إِليهِ لأِنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ0 فَوَبَّخَ داوُدُ رِجالَهُ بِالكلامِ ]00مَا أجمل القائِد الَّذِى لاَ ينساق لِلمُستوى الأدنى وَ لاَ يُسلِّم أُذُنيهِ لِلأحادِيث البطَّالة وَلِلطمع00سُتمائة رجُل لهُمْ وِجهة نظر وَواحِد لَهُ وَجهة نظر مُختلِفة يُوبِّخهُمْ بِها00كثِيراً مَا تغلِبنا الضغُوط لكِنْ داوُد قوِى [ وَأمَّا شَاوُلُ فَقَامَ مِنَ الكهفِ وَذهبَ فِي طَرِيقِهِ ]00وَمُجرَّد أنْ خرج شَاوُل مِنَ الكهف خرج خلفهُ داوُد وَناداهُ [ يَا سيِّدِي المَلِكُ0 وَلَمَّا التفتَ شَاوُلُ إِلَى ورائِهِ خرَّ داوُد عَلَى وَجهِهِ إِلَى الأرضِ وَسَجَدَ ]00خرج داوُد خلف شَاوُل أى كانا معاً وَشَاوُل لاَ يعلم وَرغم ذلِكَ لَمْ يمُد داوُد يدهُ عَلَى شَاوُل00وَالأعجب أنَّ داوُد يسجُد لِشَاوُل لِعدوِّهِ الَّذِى يُطارِدهُ فِى جمِيع يهُوذا وَالمُسبِّب لِلمرارة فِى حياته وَهُوَ أيضاً الَّذِى يحرِمهُ مِنْ الإِستقرارهل هذا أسلُوب مَسِيح الرَّبِّ ( شَاوُل ) ؟ هل يلِيق بِمَسِيح الرَّبِّ أنْ يُطارِد إِنسان لِهذِهِ الدرجة ؟ سجد داوُد لِشَاوُل سجُود الإِحترام00سِجُود العِبادة غير سِجُود الإِحترام00داوُد سجد لِعدوِّهِ فَكيف لاَ يسجُد لِمَسِيح الرَّبِّ ؟البطريرك وَالأُسقُف00مَسِيح الرَّبِّ00وَالدسقوليَّة تقُول عنهُمْ أنَّهُمْ وعاء وَمُستودع الرُّوح القُدس وَأنَّ الكاهِن عِندما يُسام يأخُذ مِنْ البطريرك أوْ الأُسقُف الرُّوح القُدس وَنحنُ نسجُد لِلرُّوح القُدس فِى ذلِكَ الشخص00وَفِى الكِتاب سُجُود كثِير مِنْهُ يعقُوب سجد لِعِيسُو كُلّ عَشَر خطوات مرَّة [ وَقَالَ داوُد لِشَاوُلَ لِماذا تَسمعُ كَلاَمَ النَّاسِ القائِلِين هُوذا داوُد يطلُبُ أذِيَّتَكَ0 هُوذا قَدْ رأتْ عيناك اليوم هذا كيفَ دفعك الرَّبُّ اليومَ لِيَدِي فِي الكهفِ وَقِيل لِي أنْ أقتُلَكَ وَلكِنَّنِي أشفقتُ عليكَ وَقُلتُ لاَ أمُدُّ يَدِي إِلَى سيِّدِي لأِنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ ]00لَوْ كُنت أوِد قتلك كُنت قتلتك اليوم[ فَانظُرْ يَا أبِي انظُرْ أيضاً طرفَ جُبَِّتكَ بِيَدِي0 فَمِنْ قَطعِي طرفَ جُبَّتِكَ وَعدمِ قتلِي إِيَّاكَ اعلمْ وَانظُر أنَّهُ ليس فِي يَدِي شَرٌّ وَ لاَ جُرمٌ وَلَمْ أُخطِئْ إِليكَ وَأنتَ تَصِيدُ نَفْسِي لِتأخُذها ]00ماذا تفعل معِى ؟ [ يقضِي الرَّبُّ بينِي وَبينكَ وَينتقِمُ لِي الرَّبُّ مِنْكَ وَلكِنْ يَدِي لاَ تكُونُ عليكَ ]00أنَا لَنْ أمُد يَدِى عليك لكِنْ يقضِى الرَّبُّ بينِى وَبينك [ وراء مَنْ خرجَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ0 وراء مَنْ أنت مُطارِدٌ0 وراء كلبٍ ميتٍ0 وراء بُرغُوثٍ واحِدٍ ]00لِماذا تشغِل نَفْسَكَ بِى ؟ هل يقبل أحد عَلَى نَفْسَه لقب كلب ميت أى ليس لَهُ ثمن ؟ مَا أجمل الإِتضاع وَالشعُور الحقِيقِى بِالإِنكسار وَالمذلَّة ماذا أقُول عَنْ نَفْسِى ؟ كلب ميت هُناك مَنْ يتعامل مَعَْ نَفْسَه عَلَى أنَّهُ مَلِكَ أوْ رئِيس وَآخر قَدْ يصِل بِنَفْسَه إِلَى كلب لكِنْ ليس ميت [ الإِتضاع خلّص كثِيرِين بِلاَ تعبٍِ وَتعب كثِير بِلاَ إِتضاع لاَ ينفع شئ ][ فَيكُونُ الرَّبُّ الدَّيَّانَ وَيقضِي بينِى وَبينكَ وَيَرَى وَيُحاكِمُ مُحاكَمَتِي وَيُنقِذُنِي مِنْ يَدِكَ] 00يقُول الآباء مَا أعظم عملكَ يا داوُد لأِنَّك فُقت نامُوس مُوسى لأِنَّهُ أثناء تِلَكَ الفترة كَانَ النَّامُوس هُوَ عِين بِعين وَسِن بِسِن[ إِنَّ داوُد إِرتفع عَنْ نامُوس مُوسى وَدخل نامُوس الحياة ]00أنتَ تنَّفستَ نسمات الخلِيقة الجدِيدة فِى يسُوعَ وَتنعم بِها وَإِنْ كَانَ يعِيش فِى ظِل النَّامُوس[ فَلَمَّا فَرَغَ داوُدُ مِنَ التَّكَلُّمِ بِهذا الكلامِ إِلَى شَاوُلَ قَالَ شَاوُلُ أهذا صوتُكَ ياابنِي داوُدُ0 وَرَفَعَ شَاوُلُ صَوتهُ وَبَكَى ]00قَدْ نتعجَّب مِنْ قول شَاوُل لِداوُد يا ابنِى00داوُد00رغم أنَّهُ قبلاً كَانَ يُنادِيهِ إِبن يَسَّى أى كَانَ غير قادِر عَلَى نُطق إِسمه مِنْ شِدَّة البُغضة لكِنْ هُنا المحبَّة تسبِى00المحبَّة أقوى مِنْ الموت [ ثُمَّ قَالَ لِداوُدَ أنتَ أبرُّ مِنِّي ]00عِبارة رائِعة لِنأخُذها تدرِيب عِندما نُدِين أحد نقُول هُوَ أبرُّ مِنِّي00عِبارة قالها يهُوذا عِندما زنى مَعَْ ثامار هُوَ زنى بِغرض الشهوة أمَّا هِي فَزنت بِغرض إِقامِة نسل لِذلِكَ قَالَ هِي أبرُّ مِنِّي شَاوُل يُصرِّح أخطر تصرِيح [ أنَّكَ تَكُونُ مَلِكاً ]00قِمَّة الإِتضاع وَالحُب مِنْ داوُد جعلت شَاوُل يقُول هذا التصرِيح وَهذا كَانَ قصد السيِّد المسِيح وَالكنِيسة أنْ يصِل بِالعالم أنَّهُ يعترِف أنَّهُ ديَّان الأرض رغم أنَّ العالم أهانهُ [ وَتَثْبُتُ بِيَدِكَ مَملكةُ إِسْرَائِيلَ0 فَاحلِفْ لِي الآنَ بِالرَّبِّ إِنَّكَ لاَ تقطعُ نَسْلِي مِنْ بَعْدِي وَ لاَ تُبِيدُ اسمِي مِنْ بيتِ أبِي ]00شَاوُل يطلُب مِنْ داوُد أنْ يحلِف لَهُ00الإِنسان الرُّوحِى يحمِل مهابة وَقوَّة رغم أنَّ العالم يضطهِد الكنِيسة إِلاَّ أنَّها تحمِل قوَّة وَسُلطان عَلَى العالم [ فَحَلَفَ داوُدُ لِشَاوُلَ0 ثُمَّ ذَهَبَ شَاوُلُ إِلَى بيتِهِ وَأمَّا داوُدُ وَرِجَالُهُ فَصَعِدُوا إِلَى الْحِصْنِ] 00هل يُفكِّر شَاوُل مرَّة أُخرى فِى مُطاردة داوُد ؟ المفرُوض لاَ00لكِنْ عدو الخير ينجح فِى إِثارِة شَاوُل مرَّة أُخرى رغم أنَّنا كثِيراً مَا نرى مواقِف تُوقِظ ضمائِرنا وَتُظهِر خِزى الأشرار لكِنَّنا ندخُل مِنْ جدِيد فِى حرب مَعَْ عدو الخير ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج9
الأصْحَاحُ الحَادِي وَالْعشْرُونَ :-
" دَاوُدُ الطرِيِد "
فارق داوُد يُوناثان وَتحقّق مِنْ شر شَاوُل وَتأكّد مِنْ أنَّ شَاوُل يرغب فِى الإِنتقام مِنْهُ وَ لاَ يطِيق رؤيتِهِ أوْ سماع إِسمه00فَبدأ داوُد يعِيش فِى مُطاردة مَعَْ شَاوُل00نعلم أنَّ داوُد رمز لِلمسِيح وَمادام يسُوعَ يحيا عَلَى الأرض بِالطبع سيكُون مُطارد مِنْ مملكِة الظُلمة الَّتِى هى مُمثَّلة فِى شَاوُل لأِنَّ [ وَجميِعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أنْ يعِيشُوا بِالتَّقوى فِي المسِيحِ يَسُوعَ يُضطهدُونَ ]( 2 تى 3 : 12 ) [ فَجَاء داوُد إِلَى نُوبٍَ إِلَى أخِيمالِكَ الكاهِنِ ]00" نُوب " مدِينة مِنْ مُدُن الملجأوَهى مُخصَّصة لِسُكنى الكهنة وَكان فِيها رئِيس الكهنة فِى ذلِك الوقت إِسمه أخِيمالِكَ الكاهِن وَهُوَ مِنْ عشِيرة عالِى الكاهِن [ فاضطرَبَ أخِيمالِكَ عِنْدَ لِقاءِ داوُد ]00تعجَّب أخِيمالِكَ مِنْ مجئ داوُد00داوُد الَّذِى لاَ يسِير إِلاَّ بِجيش كبِير وَ لاَ يُفارِق شَاوُل00داوُد مِنْ رِجال شَاوُل فِى الحرب الَّذِى لاَ يُمكِن أنْ يسِير وحدهُ [ وَقَالَ لَهُ لِمَاذا أنتَ وحدَكَ وَليس معك أحدٌ0 فَقَالَ داوُد لأِخِيمالِكَ الكاهِنِ إِنَّ المَلِكَ أمرنِي بِشئٍ وَقَالَ لِي لاَ يعلم أحد شيئاً مِنَ الأمرِ الَّذِي أرسلتُك فِيهِ وَأمرتُكَ بِهِ ]00لحظات يعِيشها داوُد الجبَّار لكِنْ فِى ضعف رأينا داوُد وَهُوَ فِى حالِة تخلِّى النِعمة عنهُ أى فِى حالة بشريَّة00خائِف00فَبدأ يلجأ لِلحِيل البشريَّة00لاحظنا فِى داوُد أنَّهُ لَمْ يُقبِل عَلَى خطوة فِى حياته دُون أنْ يُصَلِّى قبلها وَيستشِير الله لكِنْ هُنا يقُول الكِتاب أنَّهُ جاء إِلَى نُوب دُون أنْ يُصَلِّى00خُوفه مِنْ شَاوُل جعلهُ يسلُك بِطبِيعتهُ البشريَّة فَهرب00عِندما قابل أخِيمالِكَ وجدنا داوُد يتكلّم بِطرِيقة بِها إِلتواء سألهُ أخِيمالِكَ لِماذا جِئت وحدك ؟ أجابهُ داوُد المَلِكَ أرسلنِى فِى مُهِمَّة سرَّيَّة00سألهُ وَأين جيشك ؟ أجابهُ داوُد جعلتهُمْ يختبئِون فِى الخلف00كذب داوُد أكثر مِنْ مرَّة [ وَأمَّا الغِلمانُ فَقَدْ عَيَّنْتُ لهُمُ الموضِعَ الفُلاَنِيَّ وَالفُلاَنيَّ ]00لحظات ضعف يعِيشُها رجُل الله الجبَّار وَرجُل الإِيمان لجأ لِلكذب00أجمل ما فِى الكِتاب أنَّهُ ذكر الطبِيعة البشريَّة عَلَى حقِيقتها00وَمِنْ أجمل الأمور الَّتِى تُثبِت صِدق الكِتاب أنَّهُ لاَ يُدارِى ضعفات أنبيائه مِثال لِذلِكَ رجُل الإِيمان إِبراهِيم قَالَ لِلمَلِكَ أبِيمالِكَ وَهُوَ فِى مِصْرَ أنَّ سارة أُختهُ وَليست زوجتهُ00لَمَّا بُطرُس الرسُول يُنكِر00لَمَّا داوُد يكذِب00لأِنَّ الكِتاب يُرِيد أنْ يُرِيكَ أنَّ النِعمة تعمل فِى الضعف البشرِى وَأنَّها قادِرة أنْ تُقّدِس وَترفع الكِتاب بِذلِكَ يُرِيد أنْ يقُول لَكَ أنَّ مُعجِزة فِى حياة النَفْسَ البشريَّة لابُد أنْ تتِم بِنِعمة الله وَأنَّ الضعف البشرِى موجُود00وَليس قصد الكِتاب أنْ يُظهِر لَكَ الإِنسان فِى صُورة مِثاليَّة خياليَّة لِتقُول أين أنَا مِنْ كُلّ هؤلاء ؟00لاَ00هؤلاء هُمْ أيضاً لهُمْ نَفْسَ ضعفك داوُد خاف وَكذِب00لكِنْ ثِق أنَّ قوَّة الله وَنعمتِهِ قادِرة أنْ تعمل فِى الضعف البشرِى00بدأ داوُد يقُول لأخِيمالِكَ أنَّهُ جوعان وَرِجاله أيضاً فَهل يوجد لديهِ خُبز ؟[ وَالآنَ فماذا يُوجدُ تحت يَدِكَ0 أعطِ خمسَ خُبزاتٍ فِي يَدِي أوِ الموجُودَ ]00أخِيمالِكَ كَانَ يُعامِل داوُد بِكُلّ إِحترام وَوقار جِدَّاً لأِنَّ داوُد كانت لَهُ مكانة خاصَّة جِدَّاً فَقَالَ أخِيمالِكَ [ لاَ يُوجدُ خُبزٌ مُحلَّلٌ تحت يَدِي وَلكِنْ يُوجدُ خُبزٌ مُقَدَّسٌ إِذا كَانَ الغِلمانُ قَدْ حفِظُوا أنْفُسَهُمْ لاَ سِيَّما مِنَ النِّساءِ ]00إِنْ كان الَّذِينَ معك قَدْ حفِظُوا أنفُسهُمْ أطهار مُمكِن نُعطِيهُمْ أنْ يأكُلوا مِنْ الخُبز المُقدَّس00إِستثناء فِى سِفر اللاويين يحكِى عَنْ مائِدة خُبزِ الوُجوه الموجودة فِى خيمة الإِجتماع وَيقُول أنَّهُ يُوضع عليها إِثنى عشر خُبزة كُلّ سِتَّة خُبزات معاً00إِشارة إِلَى الإِثنى عشر سِبط وَكأنَّ الله يقُول أنَّ كُلّ سِبط لَهُ مكانة أمامِى فِى القُدس كخُبز أمام الله وَكان الخُبز يتغيَّر كُلّ سبت بِإِثنى عشر خُبزة جدِيدة أمَّا الخُبز القدِيم فيأكُلهُ الكهنة وَيُسمّى خُبز مُقدّس لاَ يأكُلهُ سِوى هارُون وَنسلِهِ إِذاً يجِب أنْ يأكُلهُ أخِيمالِكَ وَنسلهُ فقط لكِنْ أخِيمالِكَ وجد أنَّ داوُد هُوَ مسِيح الرَّبّ وَهُوَ رجُل حرب وَرجُل الله خلّص شعبه مِنْ أعدائه فَقَالَ لاَ مانِع أنْ يأكُل داوُد مِنْ هذا الخُبز تحت بند الحُب وَأنَّ المحبَّة أقوى مِنْ أى ناموس لِذلِكَ عِندما تكلّموا مَعَْ السيِّد المسِيح عَنْ السبت وَتقدِيسه قَالَ لهُمْ[ أمَا قرأتُمْ مَا فعلهُ داوُدُ حِينَ جاعَ هُوَ وَالَّذِينَ معهُ0 كيف دخل بيتَ اللهِ وَأكلَ خُبز التَّقدِمةِ الَّذِي لَمْ يحِلَّ أكلُهُ لَهُ وَ لاَ لِلَّذينَ معهُ بَلْ لِلكهنةِ فَقَطْ ] ( مت 12 : 3 – 4 ) 00أى أنَّ ناموس الحُب يعلو فوق ناموس الحرف[ فَأعطاهُ الكاهِنُ المُقَدَّسَ لأِنَّهُ لَمْ يكُنْ هُناك خُبزٌ إِلاَّ خُبزَ الوُجُوهِ المرفُوعَ مِنْ أمامِ الرَّبِّ لِكَي يُوضعَ خُبزٌ سُخنٌ فِي يومِ أخذِهِ ]00إِسمه " خُبز الُوجُوه " إِشارة لِحضُورهُمْ أمام الله وَأنَّ الله ينظُرهُمْ دائِماً [ وَكَانَ هُناك رجُل مِنْ عبِيد شَاوُلَ فِي ذلِكَ اليومِ محصُوراً أمامَ الرَّبِّ إِسمُهُ دُواغُ الأدُومِيُّ ]00بِدُون قصد تصادف وجُود رجُل مِنْ عبِيد شَاوُل وَرأى ما حدث بين أخِيمالِكَ وَداوُد وَكَانَ هذا الرجُل وَيُدعى دُواغُ الأدُومِيُّ محصُور أمام الرَّبِّ00يُقال هُنا شيئان :-
أوَّلاً أنَّ دُواغُ الأدُومِيُّ هُوَ العبد الَّذِى خرج أوَّلاً عِندما تعرَّفنا عَلَى شَاوُل وَهُوَ يبحث عَنْ الأتن الضائِعة00فَلِماذا ذهب دُواغُ إِلَى مدينة الكهنة وَترك شَاوُل ؟00يُقال أنّ أى إِنسان لديهِ أمرٍ عارِض أوْ تقدِمة أوْ ذبِيحة أوْ يُرِيد خلوة أوْ إِستشارة يذهب لِمدِينة الكهنة00وَيبدُو هُنا أنَّ دُواغُ كَانَ عِندهُ أمرٍ يستحِق إِستشارِة أخِيمالِكَ فَذَهَبَ لِمدِينِة الكهنة وَهُناك رأى داوُد وَما حدث يبدو أنَّهُ ذهب لإِيفاء دِين أوْ نذر00ذهب لِلتطهِير المُهِم أنَّهُ رأى داوُد وَقَالَ داوُد عنهُ هذا رئِيس رُعاة شَاوُل00سأل داوُد أخِيمالِك أعِندك سيف ؟ داوُد سأل أخِيمالِك شيئان خُبز وَسيف00أخِيمالِكَ يُرِيد أنْ يُكرِم داوُد فَقَالَ لَهُ عِندِى سيف00أجابهُ داوُد لِمَنَ ؟ قَالَ أخِيمالِك سيف جُليات الجبَّار [ فَقَالَ الكاهِنُ إِنَّ سيفَ جُلياتَ الْفِلِسْطِينِيِّ الَّذِى قتلتهُ فِي وادِي البُطمِ ها هُوَ ملفُوفٌ فِي ثوبٍ خلف الأفُودِ فَإِنْ شِئتَ أنْ تأخُذهُ فَخُذْهُ لأِنَّهُ ليس آخر سِواهُ هُنا0 فَقَالَ داوُد لاَ يُوجدُ مِثلُهُ أعْطِنِي إِيَّاهُ ]00أجمل هديَّة تُعطِيها لِى لأِنِّى فِى لحظِة ضعف شدِيدة وَمُحتاج أنْ أُعِيد ثِقتِى فِى عمل الله00أنَا مُحتاج ثِقة فِى نَفْسِى وَعمل الله00فَِأخذهُ داوُد أحياناً الله وسط ضعفِنا وَجهلِنا يكُون أيضاً معنا وَ لاَ يترُكنا00إِذا ربطنا المزامِير بِالأحداث نجِد إِرتباط رائِع فَنجِد مَثْلاً المزمور يقُول [ تيهانِي رَاقبتَ ] ( مز 56 : 8 )00حَتَّى وَأنَا زائِغ مِنك أنت معِى أنت تُدبِّر لِى حَتَّى فِى لحظات ضعفِى كيف أتشدّد00حَتَّى وَأنَا فِى كِذبِى وَأنَا خادِع تُدبِّر لِى سيف جُليات كى تُذكِّرنِى بِأنِّى لابُد أنْ أترُك هذا الضعف00تُرِيد أنْ تقُول لِى كما يقُول سِفر يُوئِيل [ لِيقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أنَا ] ( يؤ 3 : 10 )أراد الله أنْ يقُول لِداوُد لاَ تخف كما كُنت معك مَعَْ جُليات سأكُون معك الآنَ تشدَّد وَتشجَّع وَأترُك الضعف يكفِيك أنْ تنظُر إِلَى سيف جُليات وَتُشدِّد نَفْسَكَ وَتهدأ [ وَقَامَ داوُد وَهرب فِي ذلِكَ اليوم مِنْ أمامِ شَاوُلَ ]00لأِنَّ داوُد عِندما رأى دُواغُ الأدُومِيُّ تخيّل أنَّهُ أمام شَاوُل00ثُمّ فكّر أيضاً داوُد فِى ضعف وَقَالَ أين أهرب مِنْ شَاوُل فِى مكانٍ أمِين ؟ وَتخيّل أنَّ أفضل مكان يهرُب إِليه وَ لاَ يصِل إِليهِ شَاوُل فِيهِ أنْ يخرُج خارِج المدينة كُلّها وَيذهب إِلَى جتّ بلد جُليات الفلسطينِى00وَلَمَّا دخل جتّ قَالَ الفلسطينيُّون أليس هذا هُوَ داوُد الَّذِى قتل جُليات ؟ وَوجد داوُد النَّاس فِى جتّ مُتحفِّزة لَهُ جِدَّاً وَكُلَّ نظراتهُمْ سخط وَكُره وَإِنتقام[ فَقَالَ عبِيدُ أخِيش لَهُ أليس هذا داوُد مَلِكَ الأرضِ0 أليس لِهذا كُنَّ يُغَنِّينَ فِي الرَّقصِ قائِلاتٍ ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفهُ وَداوُد رِبواتِهِ0 فوضع داوُد هذا الكلام فِي قلبِهِ وَخاف جِدَّاً مِنْ أخِيش مَلِكَ جتَّ ]00خاف داوُد مِنْ المَلِكَ أخِيش وَمِنْ أهل جتَّ فماذا فعل ؟هُنا رأينا داوُد فِى منظر صعب جِدَّاً00وجدنا داوُد يدّعِى الجُنُون[ فَغيَّر عقلهُ فِي أعيُنهِمْ وَتظاهر بالجُنُونِ بينَ أيدِيهِمْ وَأخذ يُخربِشُ عَلَى مَصَارِيعِ البابِ وَيُسِيلُ رِيقهُ عَلَى لِحيتِهِ ]00داوُد الجبَّار يدَّعِى الجُنُون وَالسفه00لِلأسف [ فَقَالَ أخِيشُ لِعبِيدهِ هُوذا ترون الرَّجُلَ مجنُوناً فَلِماذا تأتُونَ بِهِ إِلَيَّ0 ألعلِيّ مُحتاجٌ إِلَى مجانِينَ حَتَّى أتيتُمْ بِهذا لِيتجنَّنَ عَلَيَّ0 أهذا يدخُلُ بيتِي ]00أِنَّهُ مجنُون ماذا أفعلُ بِهِ ؟هكذا قَالَ أخِيش مَِلِكَ جتَّ لَوْ ربطنا هذا الجُزء بِالمزامِير نربُطهُ بِمزمور 56 وَيقُول لَمَّا ذهب داوُد إِلَى فلسطِين [إِرحمنِي يا اللهُ لأِنَّ الإِنسانَ يتهمَّمُنِي وَاليومَ كُلَّهُ مُحارِباً يُضايقُنِي ]00الإِنسان يُزِيدُ همِّى وَأنَا لاَ أعلم ماذا أفعل00[ فِي يومِ خوفِي أنَا عليكَ أتَّكِلُ0 اللهُ أفتخِرُ بِكَلاَمِهِ عَلَى اللهِ توكَّلتُ فَلاَ أخافُ00تيهانِي راقبتَ0 إِجعل أنتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ00لأِنَّكَ نَجَّيتَ نَفْسِي مِنَ الموتِ0 نعم وَرِجليَّ مِنَ الزَّلَقِ لِكَىْ أسِيرَ قُدَّامَ اللهِ فِي نُورِ الأحياءِ ]00عِندما نجا داوُد مِنْ مدينة جتَّ قَالَ لله أنت نجَّيتنِى مِنْ أعدائِى وَتيهانِى راقبت00نعم الإِنسان يتهمَّمُنِى لكِنَّك أنت لاَ ترفُضنِى وَ لاَ تترُكنِى0
الأصْحَاحُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ :-
داوُد راجع نَفْسَه وَقَالَ أنَا لاَ أهرُب مِنْ شَاوُل فِى فلسطِين بَلْ سأعُود لِبلدِى00وَذهب إِلَى مغارة تُسمَّى عدُلاّمَ مِنْ مُدُن يهُوذا نقرأ عنها فِى سِفر التكوِين 28 00هِى مدِينة مِنْ المُدُن الَّتِى ورثها أولاد يعقُوب [ فَلَمَّا سَمِعَ إِخوتُهُ وَجَمِيعُ بيتِ أبِيهِ نزلُوا إِليهِ إِلَى هُناكَ ]00كُلّ المدِينة تُحِب داوُد فوجدناهُمْ مُتعاطِفِين معهُ وَقَالُوا لَهُ نحنُ أيضاً سنترُك بيوتنا وَنعِيش معك كما أنت طرِيد [ وَاجتمع إِليهِ كُلُّ رَجُلٍ مُتضايِقٍ وَكُلُّ مَنْ كَانَ عليهِ دينٌ وَكُلُّ رَجُلٍ مُرِّ النَّفْسِ فَكَانَ عليهِمْ رئيساً وَكَانَ معهُ نحوُ أربعِ مِئَةِ رَجُلٍ ]00تجمَّع معهُ أُناس كثِيرُون أرادوا أنْ يعِيشُوا معهُ00كُلّ مَنْ كَانَ عليهِ دينٌ وَكُلّ مُتضايِق وَكُلّ مُرِّ النَّفْسِ00هذِهِ هِى الفِئات الَّتِى تجَّمعت حول داوُد لأِنَّ داوُد يُشِير لِلمسِيح المُخلِّص وَالمُنقِذ الَّذِى لَوْ أردنا أنْ نكتُب مَا يُناسِبهُ نقُول[ تعالوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتعبِينَ وَالثَّقِيلِي الأحمالِ وَأنَا أُرِيحُكُمْ ] ( مت 11 : 28 )00لاَ تبحث فِى ضِيقك عَنْ مكان خارِج داوُد [ فِي مَا هُوَ قَدْ تألَّمَ مُجَرَّباً يقدِرُ أنْ يُعِينَ المُجَرَّبِينَ ]( عب 2 : 18 )00داوُد مُتضايِق يستطِيع أنْ يُعِين المُجَرَّبِين وَالمُتضايقِين00داوُد هارِب يقدِر أنْ يُعِين الهارِبين00لابُد أنْ أثِق فِى داوُد وَفِى حِمايتِهِ شَاوُل مَلِكَ لكِنَّهُ مرفُوض مِنْ الشَّعْب00رئِيس هذا العالم ليس لَهُ فِيهُمْ شئ00وَإِنْ كانُوا قَدْ وجدوا عِند شَاوُل راحة فَلِماذا ذهبُوا مَعَْ داوُد ؟ داوُد كَانَ مُخلِص رغم أنَّ شَاوُل كَانَ مَلِكَ00وَكما كَانَ لِداوُد مغارة أُدخُل لِمغارتِهِ وَأسترِح عِندهُ00ليس لَكَ مأمن إِلاَّ فِى مغارة مَعَْ داوُد00لأِنَّهُ بِسبب حُكم شَاوُل وَظُلمِهِ كثُر مُرِّى النَّفْسِ وَالمديونِين وَالمُتضايقِيِن هكذا بِسبب سيطرِة رُوح العالم عَلَى أولاد الله كثُرت الحرُوب وَالضِيقات00وَكأنَّهُ يُرِيد أنْ يقُول لَكَ أنَا وجدت لَكَ مغارة يسكُن فِيها داوُد كى تذهب إِليهِ وَتسكُن معهُ وَتسترِيح00الله يُرِيد أنْ يقُول لَكَ أنَا لَمْ أسمح بِالضِيق إِلاَّ لأِنِّى أوجدت لَكَ معهُ المنفذ00إِذهب إِلَى المغارة وَأسترِح معهُ عِندما تقرأ مزمور 57 يقُول إِنَّهُ لإِمام المُغنِّينَ مُذَهَّبَةٌ لِداوُدَ عِندما هرب مِنْ قُدَّامِ شَاوُلَ[ إِرحمنِي يا الله إِرحمنِي لأِنَّهُ بِكَ إِحتمت نَفْسِي وَبِظلِّ جناحيك أحتمِى إِلَى أنْ يعبُر الإِثم ( فِى بعض الترجمات " إِلَى أنْ تعبُر المصائِب " ) ]00كلِمات تنطبِق تماماً عَلَى داوُد00هُوَ يقُول لَكَ أنَا أُرِيد أنْ أدخُل بِكَ لِلمغارة وَنُلاحِظ أنَّهُ لَمَّا أتى المسِيح لِلعالم مُفتقِدهُ وُلِد فِى مغارة00يُرِيد أنْ يقُول لَكَ أنَّ المغارة هِى حِصن الكنِيسة كُلِّها00المؤمِنين كُلّهُمْ00إِجتمِعِى إِليهِ يا نَفْسِى عِندما تكُونِى مُرّة النَّفْسَ حِينما تكُونِى مُتضايِقة أوْ مديُونة00كُلّما ضغط عليكِ شَاوُل لاَ تُقاوِميه بَلْ إِهربِى إِلَى المغارة ، يقُول [ فَأهرُب إِليك ] لِذلِكَ يقُول الأصحاح [ وَذهب داوُد مِنْ هُناك إِلَى مِصفاةِ مُوآبَ وَقَالَ لِمَلِكِ مُوآبَ لِيخرُجْ أبِي وَأُمِّي إِليكُمْ حَتَّى أعلمَ ماذا يصنعُ لِيَ اللهُ ]00سمحوا لَهُ أنْ يُقِيم والِديه معهُ وَأصبح هذا المكان ملجأ هذا إِشارة لِلمسِيح الَّذِى رفع طبِيعتنا وَإِفتقدها لِنشعُر أنَّهُ قرِيب جِدَّاً لنا00إِنْ كَانَ شَاوُل يُعيِّرنا إِلاَّ أنَّ المغارة موجودة وَالله يحِل فِيها بِبهاء مجده وَهذا هُوَ طرِيق الملكُوت00وَمَنْ هُمْ المُلتفُّون حول داوُد ؟00لِنعبُر بِالزمن لِلأمامِ خمسة عشر سنة سنجِد أنَّ هؤلاء الأربعُمائة رجُل هُمْ رِجال المملكة00أى أنَّ داوُد لَمْ ينسى جمِيلهُمْ هؤلاء الَّذِينَ وقفوا معهُ فِى شِدتِهِ كُلّ نَفْسَ تُجاهِد مَعَْ المسِيح بِماذا تُكلَّل ؟ يقُول هؤلاء هُمْ الَّذِين سيجلِسُون معِى فِى ملكُوتِى وَيدِينُون أسباط إِسرائِيل الإِثنىّ عشر [ وَسَمَعَ شَاوُلُ أنَّهُ قَدِ إِشتهرَ داوُد وَالرِّجالُ الَّذِينَ معهُ ]00شَاوُل ليس فِى فِكره سِوى داوُد00سمع عنهُ لأِنَّ داوُد إِشتهر هُوَ وَمَنْ معهُ وَكبرُوا جِدَّاً فَتضايق00[ فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ الواقِفِينَ لَدَيهِ إِسمعُوا يا بنيامِينيُّونَ0 هل يُعطِيكُمْ جَمِيعكُمْ إِبنُ يَسَّى حُقُولاً وَكُرُوماً ]00شَاوُل جمع عبِيده كُلّهُمْ وَهُنا يظهر كَمْ كَانَ قلب شَاوُل ضيِّق لأِنَّهُ جمع كُلَّ عبِيده مِنْ سِبط بنيامِين الَّذِى هُوَ مِنهُ أيضاً أى أنَّ شَاوُل مربُوط بِاللحم وَالدَّم لِذلِكَ عيَّن كُلّ رِجال مملكته مِنْ سِبط بنيامِين شَاوُل رجُل جسدِى وَليس رُوحِى يُفّضِل عمل عِصابة مِنْ رِجال سِبطه حوله وَ لاَ يُرِيد جماعة رُوحيَّة00يوجد فرق بين القائِد الرُّوحِى وَالقائِد الجسدِى00الرُّوحِى ينقاد بِرُوح الله أمَّا الجسدِى فينقاد بِرُوح ذِهنه وَغِيرته وَحسده كَانَ شَاوُل يقُود شعبه بِطرِيقة جسدانيَّة فَكان يجمع الرؤساء مِنْ سِبطه00وَلكِنْ لِنرى السيِّد المسِيح وَهُوَ يختار تلامِيذه مِنْ كُلّ أُمَّه وَمِنْ كُلّ سِبط وَلِسان يجمع الصيَّاد وَالتاجر وَالفيلسُوف وَ بولس أيضاً كَانَ يذهب فِى رِحلة وَمعهُ واحِد مِثل برنابا وَتيموثاوُس00برنابا وَتِيطُس00برنابا يهُودِى وَتِيطُس أُممِى نقُول لِبولس إِنْ كُنت يهودِى قَدْ تُفّضِل يهودِى وَإِنْ كُنت أُممِى تُفّضِل الأُممِى00ماذا تكُون أنت ؟ يقُول أنَا قلبِى مُتّسِع وَيسع كُلّ أولاد الله ،الله يقُول كُلّ واحِد فِيكُمْ غالِى عِندِىالقدِيس يُوحنا ذهبىَّ الفم يقُول كُلّ واحِد فِى الرعيَّة مِثل الرعيَّة كُلّها أغلى مِنْ نُور عينىَّ00لكِنْ شَاوُل كَانَ قلبه ضيِّق لاَ يقُود بِرُوح الله بَلْ بِرُوح الجسد00شَاوُل كَانَ لاَ يطِيق وَ لاَ يحتمِل سماع إِسم داوُد فَكان يقُول " إِبن يَسَّى "00كَمْ يكُون القلب مُظلِم وَالنَّفْسَ مُقيَّدة وَمسبيَّة عِندما تُسيطِّر رُوح الغِيره عَلَى الإِنسان فَيقُول لهُمْ شَاوُل هل يُعطِيكُم إِبن يَسَّى حقُول وَكرُوم ؟ بدأ شَاوُل يُعطِيهُم إِغراءات بِرُوح العالم00هذا إِسلُوب عدو الخير لأِنَّهُ يعرِف أنَّ هذِهِ قَدْ تكُون نُقطة ضعف عِند الإِنسان فَيُغرِيه بِإِغراءات ماديَّة حقُول وَكرُوم قدِيماً عِندما كَانَ الحُكَّام الوثنيين يُعذِّبُون الشُهداء كُنَّا نجِدهُمْ يعِدُون الشهِيد بِإِغراءات ماديَّة وَعالميَّة00شَاوُل هُنا يستخدِم هذا الأسلُوب يُعطِى أهله كرامات وَعطايا00البعض يُحِب أنْ يجذِب النَّاس ليس بِصلاحِهِمْ بَلْ بِالعطايا وَالإِنسان عِندما يعلم أنَّ العطايا زائِله إِنْ كانت نَفْسَه مُستنِيرة يرفُضها لأِنَّهُ ماذ ينتفِع مِنها ؟[ وَهل يجعلكُمْ جَمِيعكُمْ رُؤساء أُلُوفٍ وَرُؤساء مِئاتٍ حَتَّى فتنتُمْ كُلُّكُمْ عَلَيَّ ]00بدأ شَاوُل يستعطِفهُمْ وَيقُول ألاَ يوجد فِيكُمْ واحِد يحزن علىَّ أوْ يكلّمنِى وَيساعدنِى ؟دُواغُ الأدُوميُّ كَانَ حاضِر هذا الأمر فَقَالَ لِشَاوُل أنَا رأيت داوُد فِى مدينة نُوب مَعَْ أخِيمالِكَ رئِيس الكهنة00لِلأسف دُواغُ الأدُوميُّ قَالَ نِصف الحقِيقة قَالَ أنَا رأيت أخِيمالِكَ يحتضِن داوُد وَيطعِمه وَأعطاهُ سيف00وَلَمْ يقُل أنَّ داوُد ذهب لأخِيمالِكَ وَلَمْ يكُنْ أخِيمالِكَ يعلم بِمجِئ داوُد00وَحماهُ وَأعطاهُ سيف00أخِيمالِكَ لَمْ يكُنْ يعرِف أنَّ داوُد سيأتِى لكِنَّهُ أكرمهُ00هُنا سنعلم ماذا فعل كِذب داوُد وِكِذب دُواغُ ؟ [ قَدْ رأيتُ ابنَ يَسَّى آتِياً إِلَى نُوبٍ إِلَى أخِيمالِكَ بنِ أخِيطُوبَ0 فسأل لَهُ مِنَ الرَّبِّ وَأعطاهُ زاداً وَسيفَ جِلياتَ الْفِلِسطِينِيِّ أعطاهُ إِيَّاهُ ]00أى أنَّ أخِيمالِكَ صَلّى لِداوُد وَأعطاهُ طعام وَسيف جُليات [ فَأرسل المَلِكُ وَاستدعى أخِيمالِكَ بنَ أخِيطُوبَ الكاهِنَ وَجَمِيعَ بيتِ أبيهِ الكهنة الَّذِين فِي نُوبٍَ فجاءوا كُلُّهُمْ إِلَى المَلِكِ ]00إِستدعى شَاوُل أخِيمالِك وَسألهُ ماذا فعل ؟[ فَقَالَ شَاوُلُ إِسمعْ يا ابنَ أخِيطُوبَ0 فَقَالَ هأنذا يا سيِّدِي ] شَاوُل كلَّم أخِيمالِك بِإِحتقار رغم أنَّهُ رئِيس كهنة وَلكِنْ لِنرى كيف أجابهُ أخِيمالِكَ ؟فَقَد أجابهُ بِوقارٍ رغم أنَّهُ رئِيس كهنة وَشَاوُل عاملهُ بِإِحتقارٍ00إِحذر أنْ تتعامل بِرُوح أهل العالم مَعَْ أحد حَتَّى وَلُوْ كَانَ ليس لديهِ إِحترام وَلَوْ إِنسان فاقِد الأدب لابُد أنْ تكُون أنت مؤدب [ فَقَالَ لَهُ شَاوُلُ لِماذا فتنتُمْ عَلَيَّ أنت وَابنُ يَسَّى بِإِعطائِكَ إِيَّاهُ خُبزاً وَسيفاً وَسألتَ لَهُ مِنَ اللهِ لِيقُومَ عَلَيَّ كامِناً كهذا اليومِ0 فَأجاب أخِيمالِكَ المَلِكَ وَقَالَ وَمَنْ مِنْ جَمِيعِ عبِيدِكَ مِثْلُ داوُد أمِينٌ وَصِهرُ المَلِكِ وَصاحِبُ سِرِّكَ وَمُكَرَّمٌ فِي بيتِكَ ]00ماذا فِى داوُد وَماذا حدث عِندما أعطيتهُ خُبز وَسيف ؟ أليس داوُد هُوَ صِهرُك وَمُكرَّم عِندك وَصاحِب سِرِّكَ ؟[ فهل اليوم إِبتدأتُ أسألُ لَهُ مِنَ اللهِ0 حاشا لِي0 لاَ ينسِبِ المَلِكُ شيئاً لِعبدِهِ وَ لاَ لِجَمِيعِ بيتِ أبِي لأِنَّ عبدكَ لَمْ يعلمْ شيئاً مِنْ كُلِّ هذا صغِيراً أوْ كبِيراً ]00إِنَّها ليست الأولى الَّتِى أُصَلِّى فِيها لأِجلِ داوُد وَأنَا لَمْ أكُن أعلم ما بينكُم شَاوُل غضُوب وَمُتسرِّع لاَ يستقصِى الحقائِق00وَدائِماً الإِنسان الَّذِى لاَ يضبِط نَفْسَه لاَ يعرِف كيف يتصرَّف فَنجِدهُ مُتسرِّع وَأهوج00[ فَقَالَ المَلِكُ موتاً تمُوتُ ]00معقُول إِنسان يتكلَّم معهُ بِكُلّ وقارٍ وَلُطفٍ وَيقُول لَهُ مَنْ فِى بيتِك مِثْل داوُد وَيكُونُ هذا حُكمك ؟مُشكِلة شَاوُل أنَّهُ لاَ يستشِير بَلْ مُتسرِّع وَ لاَ يُناقِش [ موتاً تمُوتُ يا أخِيمالِكُ أنتَ وَكُلُّ بيتِ أبِيكَ ]00ليس وحدك تموت بَلْ أنت وَبيت أبِيكَ00[ وَقَالَ المَلِكُ لِلسُّعاةِ الواقِفِينَ لديهِ دُورُوا وَاقتُلُوا كهنة الرَّبِّ لأِنَّ يَدَهُمْ أيضاً مَعَْ داوُد وَلأِنَّهُمْ علِمُوا أنَّهُ هارِبٌ وَلَمْ يُخبِرُونِي ]00تخيّل أنَّ شَاوُل يأمُر عبِيده أنْ يقتُلُوا كهنة الرَّبِّ كُلّهُمْ وَكانُوا خمسة وَثمانُون كاهِن ماذا يكُون موقِف عبِيد شَاوُل ؟ بِالطبع رفضوا قتل الكهنة00يا شَاوُل عبِيدك أبرّ مِنك أنت رئِيسهُمْ وَكَانَ يجِب أنْ تكُون قُدوتهُمْ00رفضُوا وَقَالُوا لاَ نمُد أيدِينا عَلَى مُسحاء الرَّبِّ وَإِنْ أردت أنت أنْ تُمِيتنا أمِتنا لكِنَّنا لَنْ نُمِيت الكهنة00هؤلاء العبِيد جدِيرِين بِالإِحترام لأِنَّهُمْ كسروا أمر المَلِكَ وَإِنْ كَانَ أمر المَلِكَ غلب [ فَلَمْ يرضَ عبِيدُ المَلِكِ أنْ يمُدُّوا أيدِيهُمْ لِيقعُوا بِكهنة الرَّبِّ0 فَقَالَ المَلِكُ لِدُواغَ دُرْ أنتَ وَقَعْ بِالكهنةِ ]00أحياناً الخطيَّة تُعمِى الإِنسان وَتجعلهُ يأخُذ قرارات مُتسرِّعة جِدّاً وَالحِقد يُعمِى قلبه وَالغِيره تجعلهُ يتسرّع لأِنّ الخطيَّة تُحطِم الحياة الرُّوحيَّة وَتُفسِد الطاقات وَالمواهِب وَتجعل الإِنسان مُقاوِم لِلكُلِّ حَتَّى نَفْسَهُ00لكِنْ هُنا عِندما وجد دُواغ الأدُومِيّ أنَّهُ قَدْ تسبَّب فِى هذا الموقِف قَالَ لِشَاوُل سأفعل أنَا حُكمك[ فَدار دُواغُ الأدُومِيُّ وَوَقع هُوَ بِالكهنةِ وَقتل فِي ذلِكَ اليومِ خمسةً وَثمانِينَ رَجُلاً لاَبِسِي أفُودِ كتَّانٍ0 وَضَرَبَ نُوبَ مدِينة الكهنة بِحدِّ السَّيفِ0 الرِّجالَ وَالنِّساء وَالأطفالَ وَالرِّضعانَ وَالثِيرانَ وَالحَمِيرَ وَالغنمَ بِحدِّ السَّيفِ ]00مدِينة بِأكملِها مدِينة الكهنة قتلها شَاوُل بِحدِّ السَّيفِ لَوْ رجعنا لِسِفر صَمُوئِيل الأوَّل الأصحاح الثانِى عِندما أراد الله أنْ يُعاقِب عالِى الكاهِن عَلَى تهاوُنِهِ فِى تربية أولاده قَالَ لَهُ أنت وَجَمِيع بيتك تموتُون شُبَّان00وَتحقَّق العِقاب بِموتِ الخمسة وَثمانِين كاهِن لأِنَّ الله قَالَ[ هُوذا أنَا فاعِلٌ أمراً فِى إِسْرَائِيلَ كُلُّ مَنْ سمِعَ بِهِ تطِنُّ أُذُناهُ ]00متى تحقَّق هذا الأمر ؟أمر خطِير تحقَّق الآنَ نعم لَمْ يعرِف أحد وقتها لِماذا تمَّ هذا الأمر00نعم يا الله أحكامك قَدْ تتأخر وَقَدْلاَ يُصدِّق البشر تدابِيرك00لكِنْ هُناك بقيَّة حفظها الله أحد أولاد أخِيمالِك كَانَ حارِساً لِخيامِ الكهنة إِسمهُ أبياثارُ الكاهِن00هُوَ الوحِيد الَّذِى نجا مِنْ مدِينة الكهنة بِأكملِها [ فَنَجا ولد واحِدٌ لأِخِيمالِكَ بنِ أخِيطُوبَ اسمُهُ أبِياثارُ وَهَرَبَ إِلَى داوُد ]00مسكِين أبِياثار00لَوْ علِم شَاوُل أنَّهُ نجا لقتلهُ [ وَأخبرَ أبِياثارُ داوُد بِأنَّ شَاوُلَ قَدْ قتل كهنة الرَّبِّ0 فَقَالَ داوُد لأِبِياثارَ عَلِمتُ فِي ذلِكَ اليومِ الَّذِي فِيهِ كَانَ دُواغُ الأدُومِيُّ هُناك أنَّهُ يُخبِرُ شَاوُلَ ]00قَالَ داوُد أنَا شعرت يوم رأيت دُواغ الأدُومِيُّ فِى نُوب أنَّهُ سيُخبِر شَاوُل جيِّد داوُد لأِنَّهُ يُلقِى بِالملامة عَلَى نَفْسِهِ [ أنَا سبَّبتُ لِجَمِيعِ أنْفُسِ بيتِ أبِيكَ ]00لَوْ كَانَ شَاوُل مكان داوُد لِمَا ألقى بِالملامة عَلَى نَفْسِهِ00يوم قدَّم ذبِيحة قَالَ لِصَموئِيل النبِى أنت تأخرت00وَيوم أخذ المُحرَّمات مِنْ الحرب قَالَ الشَّعْب هُوَ الَّذِى فعل00شَاوُل يُبرِّر نَفْسَه لكِنْ داوُد يلُوم نَفْسَه عِندما وجد داوُد أبِياثار هارِب قَالَ لَهُ [ أقِمْ معِي0 لاَ تخفْ0 لأِنَّ الَّذِي يطلُبُ نَفْسِي يطلُبُ نَفْسَكَ وَلكِنَّكَ عِنْدِي محفُوظٌ ]00جيِّد أنْ يعترِف داوُد بِخطأه وَيلوم نَفْسَه لاَ الآخرِين 00كَانَ مُمكِنْ يقُول شَاوُل مُختلّ لاَ يرى الله ماذا فعل ؟ قتل خمسة وَثمانِين كاهِن ؟! يا لِلظُلم00لاَ00داوُد قَالَ أنَا سبَّبت ذلِك لِبيت أبِيك رغم أنَّ اللوم كُلّه يقع عَلَى شَاوُل مَا أجمل الإِنسان المُعترِف بِخطأه00عِندما تتعامل مَعَْ موقِف أُنظُر لِلجُزء الَّذِى يخُصَّك وَأصلِح فِيهِ أنت غير مسئُول عَنْ الآخرِين لهُمْ مَنَ يدِينهُمْ [ لأِنَّكَ فِي مَا تدِينُ غيركَ تحكُمُ عَلَى نَفْسِكَ ] ( رو 2 : 1 )00أُحكُمْ عَلَى نَفْسَكَ فقط هُنا داوُد لَمْ يتكلَّم عَنْ خطيِّة شَاوُل أوْ قساوته00لكِنَّه قَالَ لأِبياثار كلِمة جمِيلة" أقِمْ معِي لاَ تخفْ "00كلِمة مِنْ المسِيح يقولها لِكُلّ إِنسان فقد الثِقة وَكُلّ إِنسان قَدْ أفنته الحرب حَتَّى النِهاية وَلَمْ تبقى فِيهِ إِلاّ البقيَّة القلِيلة جِدَّاً يقُول لَكَ أُهرُب لإِلهك00أقِمْ معِى وَ لاَ تخف00لاَ تجلِس معِى فترات مُتقطِِعة بَلْ كُنْ معِى فِى إِقامة دائِمة00نِداء لِكُلٍّ مِنَّا00أُدخُل المغارة وَأقِم معهُ وَ لاَ تخف أيضاً جيِّد مِنْ داوُد أنَّهُ يقُول لأِبياثار لأِنَّكَ " عِندِى محفُوظ " 00كُلّ واحِد مِنّا يُقِيم معهُ لاَ يخف لأِنَّهُ محفُوظ00رائِعة ثِقة داوُد رغم أنَّهُ هارِب طرِيد رغم أنَّ المفرُوض أنَّ الرُعب مَلَكَ عليك لكِنَّكَ تحمِى الآخرِين النَفْسَ المُتشدِّدة بِالله تكُون مملؤة رجاء وَتشعُر فِعلاً أنَّ[ إِنْ حاربنِي جيش فَلنْ يخاف قلبِي ] ( مز 26 مِنْ مزامِير باكِر ) مَا أجمل الإِتكال عَلَى الله وَمَا أجمل النَفْسَ المُستنِدة عَلَى عرِيسها أنَّها تشعُر بِقوَّة جبَّارة لاَ تحمِى نَفْسَها فقط بَلْ تحمِى الآخرِين أيضاً00أقِمْ معِى وَ لاَ تخف لأِنَّكَ عِندِى محفُوظ00هذا نِداء الله لَكَ فَلّبِى نِداءه سرِيعاً وَأقِمْ معهُ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج8
الأصْحَاحُ الثَّامِنَُ عَشَرَ :-
مُجرَّد أنْ إِنتهى الِلقاء بين شَاوُل وَداوُد بعد قتل جُليات [ وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ مِنَ الكلامِ مَعَْ شَاوُلَ أنَّ نَفْسَ يُوناثان تعلَّقتْ بِنَفْسِ داوُد وَأحَبَّهُ يُوناثان كَنَفْسِهِ ]00لِنرى كيف إِستخدم الله كُلّ نَفْسَ لِخلاص كُلّ أحد لِكى يُدّبِر الله الخلاص لِداوُد داخِل قصر شَاوُل وَيحمِيه مِنْ مكايده وضع الله صِمام أمان لِداوُد وَهُوَ يُوناثان إِبن شَاوُل الَّذِى تعلَّق بِداوُد كَنَفْسِهِ00وَمِنْ بعد غلبة جُليات أخذ شَاوُل داوُد إِلَى بيتِهِ وَدخل داوُد مَعَْ يُوناثان فِى عهدٍ [ وَخلع يُوناثان الجُبَّةَ الَّتِي عليهِ وَأعطاها لِداوُد مَعَْ ثيِابِهِ وَسيفِهِ وَقوسِهِ وَمنطقتِهِ] 00خمسة أشياء جُبَّة وَثِياب وَسيف وَقوس وَمنطِقة وَكأنَّ يُوناثان يقُول لِداوُد أنَا إِخترتك صدِيق مُعادِل لِى أنَا أُعطِيك سلاحِى وَثِياب فخرِى وَهذا يُمّثِل موقِف تجسُّد السيِّد المسِيح الَّذِى تخلَّى عَنْ ثوب مُلكِهِ مِنْ أجلِنا أيضاً يُشبِه عطايا الله لِلنَفْسَ البشريَّة فَهُوَ لَمَّا تجسَّد أخذ جسدنا وَأعطانا رِدائه وَأسلحته لِتغلِب بِها00النَفْسَ الأمِينة الَّتِى تدخُل مَعَْ الله فِى عهد محبَّة يُعطِيها أسلِحته لِتغلِب بِها يُعطِيها أقواله وَيستُرها بِثوبِهِ [ وَكَانَ داوُد يخرُجُ إِلَى حيثُما أرسلهُ شَاوُلُ0 كَانَ يُفلحُ0 فَجَعَلَهُ شَاوُلُ على رِجالِ الحربِ وَحَسُنَ فِي أعيُنِ جَمِيعِ الشَّعْبِ وَفِي أعيُنِ عبِيدِ شَاوُلَ أيضاً ]00بِدايِة العهد بين شَاوُل وَداوُد كان الوضع لطِيف لكِنْ عدو الخير يدخُل وَيُفسِد كُلّ جمال المحبَّة وَالصداقة وَيستخدِم فِى ذلِك آخرِين [ وَكَانَ عِندَ مَجِيئيِهِمْ حِين رَجَعَ داوُد مِنْ قتلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أنَّ النِّساءَ خرجت مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ بِالغِناءِ وَالرَّقْصِ لِلِقاءِ شَاوُلَ المَلِكِ بِدُفُوفٍ وَبِفرحٍ وَبِمُثَلَّثَاتٍ ]جاءت نِساء إِسرائِيل بِعدَّة الفرح لِيبتهِجُوا بِشَاوُل وَداوُد اللَّذان غلبا جُليات وَقُلن[ فَأجابتِ النِّساءُ اللاَّعِباتُ وَقُلنَ ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَدَاوُد رِبواتِهِ ]00الرِبوه عشرة آلاف أى نسبن العدد القلِيل لِشاوُل وَالعدد الكثِير لِداوُد وَهذا أثار شَاوُل الَّذِى أثار شَاوُل عاطِفة النِّساء الَّتِى قَدْ تُعّبِر بِطرِيقة تُثِير الآخرِين مِثل أُم يعقُوب وَيُوحنا الَّتِى أرادت أنْ يجلِس إِبنيها واحِد عَنْ يمِين المُخلِّص وَالآخر عَنْ يسارهِ حَتَّى قَالَ الكِتاب[العشرةُ إِغتاظُوا ] ( مت 20 : 24 )00هى قَالَت ذلِكَ بِعاطِفة الأُمومة لكِنَّها لَمْ تحسِبها بِطرِيقة صحِيحة أيضاً نِساء إِسرائِيل هتفن لِداوُد بِبساطة وَلَمْ يقصُدن إِثارة شَاوُل الَّذِى حمى غضبه جِدَّاً وَمِنْ هُنا بدأت مأساة سببها الغِيره [ فَاحتمى شَاوُلُ جِدَّاً وَساءَ هذا الكلامُ فِى عينيهِ وَقَالَ أعطينَ داوُد رِبواتٍ وَأمَّا أنَا فَأعطيننِي الأُلُوفَ0 وَبعدُ فقط تبقى لَهُ المملَكَةُ ]00إِذاً بعد ذلِكَ ستستقِر المملكة عَلَى داوُد وَبدأ يُعايِنهُ أى يُعامِلهُ كخِصم وَيُراقِبهُ أينما ذهب[ وَكَانَ فِي الغدِ أنَّ الرُّوحَ الرَّدِيَّ مِنْ قِبَلِ اللهِ إِقتحم شَاوُلَ وَجُنَّ فِي وسطِ البيتِ وَكَانَ داوُد يضرِبُ بِيَدِهِ كما فِي يومٍ فيومٍ وَكَانَ الرُّمحُ بِيَدِ شَاوُلَ ]00لِماذا جاء الرُّوح الردِئ لِشَاوُل ؟ لأِنَّهُ أسلم نَفْسَهُ لِشيطان الغِيره [ لاَ تملِكنَّ الخطيَّةُ فِى جسدِكُمُ المائِتِ لِكى تُطِيعوها فِي شهواتِهِ ] ( رو 6 : 12 ) حَتَّى لاَ تتطّور لأمور أردأ لابُد لِلإِنسان أنْ يُراجِع نَفْسَه وَيتمهل00مُشكِلِة الغِيره مُشكِلة خطِيرة تُواجِه النَفْسَ مادامت تحيا فِى جسد الضعف وَهى أنْ تنظُر لِغيرِها وَتحزن لِنجاحِهِ وَتصغر فِى عين نَفْسِها00لِنرى غِيرِه إِخوة يوسِف مِنْ يوسِف ماذا فعلت00وَغِيرِه سارة مِنْ هاجِرأيضاً قِيل عَنْ السيِّد المسِيح [ أسلمُوهُ حسداً ] ( مت 27 : 18 ) شَاوُل طارد داوُد مُطاردات مُتتابِعة وَهان مسِيح الرَّبّ عَلَى نَفْسِهِ لأِنَّهُ ترك الغِيره تملُك عليه00عِلاج الغِيره محبَّة مِنْ القلب قلب نقِى طاهِر بِشِدَّة00عِلاجها مِثل قلب يُوحنا المعمدان الَّذِى قِيل لَهُ أنَّ المسِيح يُعّمِد مِثلهُ فَأجابهُمْ [ ينبغِى أنَّ ذلِكَ يزِيدُ وَأنِّي أنَا أنقُصُ ]( يو 3 : 30 ) عِلاج الغِيره أنْ تُحِب قرِيبك كَنَفْسَكَ وَتشتهِى أنْ تُقّدِم غِيرك عَلَى نَفْسَكَ لأِنَّ بركته هى بركتك وَتقدُّمهُ مِنْ تقدُّمك لأِنَّنا كُلِّنا أعضاء فِى جسد واحِد أى نحنُ كُلِّنا فرِيق أحد الآباء يقُول [ فليبحث غيرِى عمَّا يشاء عِوضً عنك أمَّا أنَا فَمَا يلِّذنِى غيرك أنت ] هدف واضِح00بدأ الحسد يقتُل شَاوُل وَيجعلهُ يفقِد سلامه[ لاَ تُسرِع فِى الغضب وَ لاَ تكُون حاقِد وَ لاَ سرِيع الإِنفعال وَ لاَ هائِج وَ لاَ مُتحدِياً لِئلاَّ يكُون لَكَ مصِير قايِين وَشَاوُل ] هكذا يقُول الآباء لأِنَّ شَاوُل عِندما باغتهُ الرُّوح الردِئ جاء داوُد لِيضرب لَهُ فَحاوِل أنْ يضرب داوُد بِالرُّمح الَّذِى بِيَدِهِ00وَهكذا فارق رُوح الرَّبّ شَاوُل وَرغم أنَّ داوُد كَانَ عبد لِشَاوُل فِى القصر إِلاَّ أنَّ شَاوُل كَانَ يخاف داوُد لأِنَّ سِر النُصره فِى مدى إِتحاد الإِنسان بِالله قِيل عَنْ هِيرودِس أنَّهُ كان يهاب يُوحنا المعمدان رغم أنَّ هِيرودِس كان مَلِكَ وَالمعمدان كان إِنسان يحيا فِى البرارِى لكِنَّهُ كان بار وَقدِيس[ فَلَمَّا رأى شَاوُلُ أنَّهُ مُفلحٌ جِدَّاً فَزِعَ مِنْهُ0 وَكَانَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيهُوذا يُحِبُّونَ داوُد لأِنَّهُ كَانَ يخرُجُ وَيدخُلُ أمامهُمْ ]00" جميع يهُوذا وَإِسرائِيل " وَنحنُ نعلم هُنا أنَّ إِسرائِيل لَمْ تكُنْ بعد قَدْ إِنقسمت إِلَى مملكتان ( إِنقسمت إِلَى مملكتىَّ إِسرائِيل وَيهُوذا فِى عهد رحبعام إِبن سُليمان ) لكِنْ فِى ذلِكَ إِيحاء وَإِشارة إِلَى شخص المسِيح الَّذِى وحدَّ العهدين القدِيم وَالحدِيث اللذَّان إِتفقا عَلَى محبَّتِهِ00إِشارات وَرِمُوز خفيَّة فِى شخص داوُد عَنْ السيِّد المسِيح00وَهذا إِشارة لِلمسِيح الإِله المُتجسِّد الَّذِى رأيناهُ بِعيونِنا وَلمستهُ أيدِينا لأِنَّ الحياة أُظهِرت[ وَقَالَ شَاوُلُ لِداوُد هُوذا إِبنتِي الكبِيرةُ مَيْرَبُ أُعطِيكَ إِيَّاها إِمرأةً ]00لِماذا الآن قرّر شَاوُل أنْ يُزّوِج داوُد بِميرب ؟ لأِنَّ هدفه ليس إِكرام داوُد بَلْ لِكى ينال مِنْهُ[ إِنَّمَا كُنْ لِي ذا بَأسٍ وَحَارِبْ حُرُوبَ الرَّبِّ0 فَإِنَّ شَاوُلَ قَالَ لاَ تكُنْ يَدِي عليهِ بَلْ لِتكُنْ عليهِ يَدُ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ ]00مادُمت أنا غير قادِر عَلَى قتلِهِ فَلتكُنْ يَدِ الفِلِسْطِينيِّيِنَ عليهِ لِقتلِهِ00خِداع عدو الخير الَّذِى يجعل النَفْسَ تتخيّل أنَّها تعمل أعمال لها هيئِة البِرّ لكِنَّها بِداخِلها مملؤة شرلكِنْ داوُد أجابهُ بِإِتضاع [ مَنْ أنَا وَمَا هِيَ حياتِي وَعَشِيرَةُ أبِي فِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أكُونَ صِهْرَ الْمَلِكِ ]00مَنْ أنا ؟ قَالَ ذلِك بعدما غلب جُليات وَكانت لهُ كرامة عظِيمة وسط الشَّعْب00جمِيلة النَفْسَ الَّتِى تتحلَّى بِالإِتضاع حَتَّى وَإِنْ كانت هذِهِ النَفْسَ لها كرامة وسط النَّاس لكِنَّها تحتفِظ بِإِتضاعها حَتَّى النَفْسَ الأخِيروَداوُد كَانَ يعلم غِيره شَاوُل فَأراد أنْ يُطفِئها بِإِتضاعِهِ00شَاوُل أعطى إِبنتهُ ميرب لعدريئيل زوجة بعد أنْ رفض داوُد مُصاهرِة شَاوُل00لكِنْ شَاوُل لَمْ يهدأ بَلْ عرض عليهِ مِيكال إِبنتهُ الثانية وَكَانَ هذا أيضاً خِداع مِنْ شَاوُل وَخاصةً وَأنَّ مِيكال كانت تُحِبُّ داوُد[ فَأخبرُوا شَاوُلَ فَحَسُنَ الأمرُ فِى عينيهِ0 وَقَالَ شَاوُلُ أُعطِيهِ إِيَّاها فَتَكُونُ لَهُ شَرَكاً وَتكُونُ يَدُ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ عليهِ ]00الله يُدّبِر الأمور لكِنْ شَاوُل لاَ يستجِيب لها00كانت مُكافأة داوُد مِيكال إِبنة شَاوُل00وَالمسِيح كانت مُكافأته فِى حربه عَلَى الصلِيب الكنِيسة الَّتِى إِقترن بِها وَتزوّجها كعرِيس لها داوُد مُصّمِم عَلَى إِطفاء نار الحسد فِى قلب شَاوُل [ وَقَالَ شَاوُلُ لِداوُد ثانِيةً تُصاهِرنِي اليوم0 وَأمر شَاوُلُ عبِيدهُ0 تكلَّمُوا مَعَْ داوُد سِرّاً قائِلِين هُوذا قَدْ سُرَّ بِكَ المَلِكُ وَجميِعُ عبِيدِهِ قَدْ أحبُّوك فَالآنَ صاهِر المَلِكَ0 فَتكلَّم عبِيدُ شَاوُلَ فِي أُذُنيْ داوُد بِهذا الكلام0 فَقَالَ داوُد هل هُوَ مُستخفٌّ فِي أعيُنِكُمْ مُصَاهَرَةُ المَلِكِ وَأنَا رَجُلٌ مِسكِينٌ وَحقِيرٌ ]00مُصاهرِة المَلِك ليست بِالشئ الهيِّن وَالسهل وَأنا إِنسان مسكِين وَحقِيرإِذا لمست فِى إِنسان أنَّهُ يغِير مِنِّى فَلاَ أزِيد طياشتِهِ بَلْ يجِب أنْ أُطفِئ غِيرتهُ بِالحُب وَالإِتضاع00ما أجمل الإِتضاع00يقُول القدِيسُون [ أنَّ الكبرياء هُوَ الَّذِى أحضر السَّمائيين إِلَى الأرض وَالإِتضاع هُوَ الَّذِى أصعد الأرضيين لِلسَّماء ] [ وَعاد شَاوُلُ يخافُ داوُد بعدُ وَصَارَ شَاوُلُ عدُواً لِداوُد كُلَّ الأيَّامِ ]00لاَ يُمكِن أنْ يعِيش داوُد فِى هدوء وَسلام مَعَْ شَاوُل00وَأنت مسِيح الرَّبّ إِبن داوُد لابُد أنْ تعرِف أنَّك موضِع غِيره وَحسد وَإِضطهاد شَاوُل ( عدو الخير ) فَداوِم عَلَى الجِهاد00إِحذر لأِنْ شَاوُل يتعقبك وَيُرِيد أنْ يسلِبك مجدك وَإِنتصارك0
الأصْحَاحُ التَّاسِعَُ عَشَرَ :-
رغم أنَّ شَاوُل أراد قتل داوُد لكِنْ الله سمح أنْ يكُون يُوناثان وَمِيكال أحِبَّاء لِداوُد00مهما كُنت فِى داخِل قصر شَاوُل لكِنِّى سأحمِيك مِنهُ وَمِنْ عبِيده وَبِأعظم مِنْ يُوناثان وَمِيكال إِنَّ الرَّبّ ينجح فِى الدِفاع عَنْ أولاده وَالعالم لاَ ينجح فِى غلبتهُمْ00يُوناثان إِبن شَاوُل حاول أنْ يُقنِع شَاوُل أبِيهِ بِعدم قتل داوُد 00[ لاَ يُخطِئ المَلِكُ إِلَى عبدِهِ داوُد لأِنَّهُ لَمْ يُخطِئْ إِليكَ وَلأِنَّ أعمالهُ حَسَنَةٌ لَكَ جِدَّاً0 فَإِنَّهُ وضعَ نَفْسَهُ بِيَدِهِ وَقتل الْفِلِسْطِينِيَّ فَصَنَعَ الرَّبُّ خَلاَصَاً عظِيماً لِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ0 أنتَ رأيتَ وَفَرِحْتَ ]00يُوناثان يُذكِّر شَاوُل أبِيهِ بِأعمال داوُد الَّذِى فرَّحهُ وَأنَّهُ لَمْ يفعل أى شئ يُحزِنهُ لكِنْ شَاوُل يُثِير غيظه بِنَفْسَه [ فَلِماذا تُخطِئُ إِلَى دَمٍ برِيءٍ بِقتلِ داوُد بِلاَ سَبَبٍ ]00يُوناثان شُجاع وَوفِى هُوَ الَّذِى حارب عمالِيق 00[ فَسَمِعَ شَاوُلُ لِصوتِ يُوناثان وَحلف شَاوُلُ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ لاَ يُقتلُ ] 00بدأ يُوناثان يتشّفع عَنْ داوُد وَشَاوُل يسمع لَهُ وَيهدِأ لِنَفْسَهُ00النَفْسَ تحتاج لِنَفْسَ حكِيمة هادِئة لِتهدأ حلف شَاوُل لاَ يُقتل داوُد00شَاوُل مُترّدِد أمَّا يُوناثان فَهُوَ مِثال لِلإِنسان الَّذِى يُعطِى محبَّة مِنْ قلبٍ طاهِر رغم أنَّ العِلاقة بينه وَبين داوُد تُعتبر عِلاقِة مُنافسة لأِنَّ يُوناثان هُوَ المَلِكَ الشرعِى لكِنْ داوُد دُعى لِلمُلَكَ وَرغم كُلّ ذلِكَ فبينهُما حُب وَتقدِير أمَّا شَاوُل فَكبريائه نزع مِنْهُ كُلّ صلاح داوُد دخل فِى حرُوب جدِيدة مَعَْ الفِلِسْطِينيِّينَ وَإِنتصر فَعاد شَاوُل وَإِغتاظ عِندما أراد شَاوُل أنْ يُعطِى داوُد مِيكال وَقَالَ أنَّهُ فقِير لاَ يستطِيع أنْ يُعطِى مهر لِمِيكال لِذلِكَ طلب مِنْ داوُد مِئة فلسطِينِى لكِنْ داوُد أحضر لَهُ مِئتىَّ فلسطِينِى00لأِنَّ شَاوُل جعل مهر زواجه مِنْ مِيكال شِركاً لَهُ لِيُقتل بِيَدِ الفلِسْطِينيِّيِنَ لكِنْ الله كان يحِميه كَانَ الله يُرسِل لِشَاوُل الرُّوح الردِئ00مُمكِنْ أعجز عَنْ عمل أى شئ لكِنْ الله عيناهُ تُلاحِظ00يقُول سِفر الجامعة [ فوق العالِي عالِياً يُلاِحِظُ وَالأعلى فوقهُما ] ( جا 5 : 8 ) 00إِنْ كَانَ شَاوُل عالِى فيوجد مَنْ هُوَ أعلى مِنْهُ وَالأعلى فوقهُما يُلاحِظ00كُلّ مَا شَاوُل يُسلِّم نَفْسَه لِشيطان الغِيره كَانَ الرُّوح الردِئ يُباغِتهُ مِنْ قِبلَ الرَّبّ مِيكال علِمت بِمكِيدة شَاوُل حيثُ أراد أنْ يقتُل داوُد وَهُوَ نائِم فوضعت مكانهُ ترافِيم أى تِمثال وَعِندما جاء عبِيد شَاوُل لِيقتُلُوه وجدوا التِمثال مكانهُ فَعاتب شَاوُل إِبنتِهِ[ لِماذا خدعتِنِي فَأطلقتِ عَدُوِّي حَتَّى نَجَا0 فَقَالَتْ مِيكالُ لِشَاوُلَ هُوَ قَالَ لِي أطلِقِينِي لِماذا أقتُلُكِ ] وَبدأت قِصَّة المُطاردة بين داوُد وَشَاوُل00كُلّ مجد يأخُذهُ أولاد الله نتِيجة إِنتصارات عَلَى عدو الخير [ بِضِيقاتٍ كثِيرَةٍ ينبغِي أنْ ندخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ ] ( أع 14 : 22 ) كُلّ يوم عدو الخير يضع لِى شِرك جدِيد وَالله يُدّبِر طرِيقة لِخلاصِى المُهِم أنْ أكُون أداة أمِينة فِى يَدِ الله [ فَهَرَبَ داوُد وَنَجَا وَجاء إِلَى صَمُوئِيلَ فِي الرَّامَةِ وَأخبرهُ بِكُلِّ مَا عَمِلَ بِهِ شَاوُلُ] 00داوُد أحيا تذكار صَمُوئِيل وَكأنَّهُ يقُول أنَا إِذا تثاقلت الهمُوم علينا فَلنذهب إِلَى صَمُوئِيل المُرشِد الرُّوحِى وَمسِيح الله عَلَى الأرض وَمصدر صوت الله 00لِذلِكَ الكنِيسة هى مصدر تعزيَّة النَفْسَ وَأيضاً رِجال الكنِيسة قصَّ داوُد عَلَى صَمُوئِيل ما فعلهُ معهُ شَاوُل وَكيف كَانَ يُحاوِل قتلهُ حَتَّى أنَّهُ دخل عليهِ وَهُوَ فِى فِراشه مُحاوِلاً قتلهُ00فَأخذ صَمُوئِيل داوُد معهُ إِلَى مكان الأنبياء وَهُناك تنبَّأ وَأرسل شَاوُل عبِيدهُ لِيُطارِدوا داوُد وَهُوَ وسط الأنبياء فحلَّ رُوح الله عَلَى عبِيد شَاوُل فَتنبَّأوا هُمْ أيضاً مَعَْ الأنبياء لأِنَّهُمْ كانُوا فِى وسط رُوحِى مَعَْ الأنبياء فَأرسل شَاوُل عبِيد غيرهُمْ فَحدث معهُمْ نَفْسَ الأمر وَتنبَّأوا هُمْ أيضاً وَأرسل جماعة ثالِثة مِنْ العبِيد فَحلَّ عليهُمْ أيضاً رُوح الله وَتنبَّأوا00فّذَهب هُوَ بِنَفْسَه إِلَى مكان الأنبياء لِيقتُل داوُد فَحلَّ عليهِ هُوَ أيضاً رُوح الله وَجلس يتنبَّأ مِثلهُمْ [ فَذَهَبَ إِلَى هُناك إِلَى نايُوت فِي الرَّامَةِ000فَخَلَعَ هُوَ أيضاً ثِيابَهُ وَتنبَّأَ هُوَ أيضاً أمَامَ صَمُوئِيل وَانطرَحَ عُرياناً ذلِكَ النَّهَارَ كُلَّهُ وُكُلَّ اللَّيلِ0 لِذلِكَ يَقُولُون أشَاوُلُ أيضاً بينَ الأنبياءِ] 00يُعلِّمنا القدِيسين مِنْ هذِهِ القِصَّة أهميَّة الوسط الرُّوحِى حَتَّى لَوْ كانت النَفْسَ غير مُهيَّأة لكِنْ بِعشرِتها للرُّوحيين تتشبَّه بِهُمْ [ المُسايِرُ الحُكماء يَصِيرُ حَكِيماً وَرَفِيقُ الجُهَّالِ يُضَرُّ ]( جا 13 : 20 )00هل تُرِيد أنْ يكُون فِيك رُوح تسبِيح ؟ كُنْ فِى كنِيسة الله فَتنتقِل إِليك حرارتها حَتَّى وَلَوْ كانت بِكَ رُوح غِيره 0
الأصْحَاحُ الْعِشْرُونَ :-
لَمْ يطمئِن داوُد لِشَاوُل حَتَّى بعد انْ تنبَّأ فَذَهَبَ إِلَى يُوناثان وَقَالَ لَهُ[ ماذا عمِلتُ وَما هُوَ إِثْمِي وَماَ هِيَ خَطِيَّتِي أمَامَ أبِيكَ حَتَّى يطلُبُ نَفْسِي ]مِثل السيِّد المسِيح الَّذِى إِضطهدهُ العالم بِلاَ سبب [ كَخَطوةٍ بينِي وَبينَ الموتِ ]00شَاوُل أبِيك يُرِيد قتلِى00لِماذا ؟ يُجِيبه يُوناثان ماذا تُرِيد أنْ أفعل لَكَ وَسأفعله ؟ قَالَ يُوناثان لِداوُد ذلِكَ وَهُوَ يعلم أنَّهُ قَدْ يأخُذ داوُد مكانه فِى المُلَكَ قَالَ يُوناثان لِداوُد سأذهب اليوم الولِيمة وَ لاَ تذهب أنت فَإِذا إِفتقدك أقُول لَهُ أنَّكَ اليوم فِى بيت لحم لِتُقّدِم ذبِيحة سنويَّة مَعَْ العشِيرة فَإِنْ قَالَ حَسْناً كَانَ سلام أمَّا إِذا غضب إِذاً فَهُوَ مازال يُرِيد قتلك وَهكذا إِتفق داوُد مَعَْ يُوناثان وَذهب يُوناثان إِلَى الولِيمة وَتغيَّب داوُد فَقَالَ شَاوُل لعلّهُ قَدْ تغيَّب لِسببٍ مَا00وَفِى ثانِى يوم لِلولِيمة تغيَّب أيضاً داوُد فَسأل شَاوُل إِبنهُ يُوناثان عَنْ داوُد فَقَالَ لَهُ أنَّهُ قَدْ إِستأذن مِنِّى لِحضُور الذبِيحة السنويَّة فَحمى غضب شَاوُل وَقَالَ لِيُوناثان[ يا ابنَ الْمُتَعَوِّجَةِ المُتَمَرِّدَةِ أمَا علِمت أنَّكَ قَدِ اخترت ابنَ يَسَّى لِخِزيِكَ وَخِزيِ عَورةِ أُمِّكَ0 لأِنَّهُ مَادام ابنُ يَسَّى حَيَّاً عَلَى الأرْضِ لاَ تُثبتُ أنت وَ لاَ مملكتُكَ0 وَالآنَ ارسِلْ وَأتِ بِهِ إِليَّ لأِنَّهُ ابنُ الموتِ هُوَ ] شيطان الغِيره مَلَكَ عَلَى شَاوُل00كيف يقُول تِلَكَ الألفاظ وَهُوَ مسِيح الرَّبّ ؟الكِتاب ينطِق تِلَكَ الألفاظ بِحياء شدِيد ( خِزيك وَخِزى عورة أُمِّكَ ) قِيلت لأِنَّهُ قدِيماً كَانَ عِندما ينهزِم مَلِكَ فِى حربٍ كَانَ المَلِكَ الغالِب يأخُذهُ هُوَ وَزوجاته فِى سبى وَيجعل زوجاته زوجات لِعبِيده 00هذِهِ هِى ( خِزى عورة أُمِّكَ ) وَكأنَّ شَاوُل يقُول لِيُوناثان هذا داوُد الَّذِى أنت تُحِبَّهُ غداً سيأخُذ أُمّكَ وَزوجتك سرارِى لَهُ وَزوجات لِعبِيده00مادام إِبن الله مالِك عَلَى قلوبنا ستنتهِى مملكِة عدو الخيرإِحذر أنْ تُسلِّم نَفْسَكَ لِذاتك أوْ لِغضبك لأِنَّ [ الغضب حركِة جُنُون مَنْ يقتنِيها لِنَفْسِهِ يُحيِّرها وَيجعل النَفْسَ مِثلَ الوحُوش وَإِذا أكمل جَمِيع الحسنات وَفِى قلبِهِ غضب عَلَى أخِيهِ فَهُوَ000] شَاوُل حاول أنْ يضرب إِبنه بِالرُمح وَهُوَ فِى غضبه لأِنَّ رُوح الشَّر يجعل الإِنسان عنِيف00أحياناً يستخدِم الإِنسان سُلطانه فِى غير موضِعِهِ كما رفع اليهُود حِجارة عَلَى يسُوعَ ذهب يُوناثان حسب إِتفاقه مَعَْ داوُد إِلَى الحقل حيثُ كَانَ داوُد مُنتظِر وَمُختبِئ وَكَانَ يُوناثان معهُ غُلامه الصغِير وَضرب يُوناثان سهم بعِيد عَنْ غُلامه وَقَالَ لَهُ أُركُض وَأجمع السِهام الَّتِى أرمِيها وَلَمَّا وصل الغُلام إِلَى السهم ناداه يُوناثان أليس السهم دُونك فَصاعِداً وَكانت هذِهِ علامة مُتفق عليها بين داوُد وَيُوناثان لِيُعلِمهُ أنَّهُ فِى خطر00فَخرج داوُد مِنْ مخبأةِ وَتعانق هُوَ وَيُوناثان وَسجد داوُد لِيُوناثان ثلاث مرَّات إِحترام وَإِتضاع00السجُود لِلرَّبّ وحدهُ أمَّا هذِهِ السجدات فَهِى إِحترام إِذا كَانَ مسِيح الرَّبّ يسجُد إِحترام وَإِتضاع أفَلاَ أسجُد أنَا لِمسِيح الرَّبّ مِثلَ الأسقُف أوْ البطريرك ؟00تعانق داوُد مَعَْ يُوناثان وَبكيا لكِنْ محبِّة داوُد إِزدادت00إِشارة لأِنَّ محبِّة الله لَكَ أعظم مِنْ محبِّتك لَهُ وَأكثر ممّا تطلُب أوْ تسأل00مَا أعذب الحُب وَمَا أثمنه ؟الحُب هُوَ أجمل مِنْ كُلّ عطيَّة قَالَ يُوناثان لِداوُد [ إِذهبْ بِسَلاَمٍ0 لأِنَّنا كِلَينَا قَدْ حَلَفْنَا بِإِسْمِ الرَّبِّ قائِلينِ الرَّبُّ يكُونُ بينِي وَبينكَ وَبينَ نسلِي وَنسلِكَ إِلَى الأبَدِ ]00وَكانت أخِر مرَّة رأى فِيها داوُد يُوناثان حَتَّى مات يُوناثان فِى الحرب فَرثاهُ داوُد ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.
الثقة بالنفس
مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس { لأِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ } ( 2تي 1 : 7 ) .. { لأِنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ } ( 2تي 1 : 12) .. أحْيَاناً الإِنْسَان يَكُون مُتَرَدِّدٌ فِي كُلَّ أُمورُه .. يَكُون مَهْزُوز وَمِش ثَابِتْ وَمِش مُسْتَقِر .. مُتَزَعْزِع فِي كَلاَمُه حَاسِس إِنُّه قَلِيل الشَّأنْ .. حَاسِس كَإِنْ كُلَّ النَّاس بِتِكَلِّمْ عَنُّه .. حَاسِس إِنْ كُلَّ النَّاس بِتَحْتَقِرُه وَإِنُّه لاَ شِئ إِطْلاَقاً .. أقُولَّك .. لاَ .. دَه إِحْسَاس مُتْعِبْ عَشَانْ كِدَه أحِبْ أكَلِّمَك عَنْ الثِّقَة بِالنَّفْس فِي 3 خَطَوَات :-
1- الثِّقَة فِي الله أسَاس الثِّقَة فِي النَّفْس :-
عَايِز إِنْسَان وَاثِقٌ بِنَفْسُه يُبْقَى وَاثِقٌ فِي إِلهُه .. فِي إِنْ الله مَعَهُ وَإِلهُه قَوِي وَقَدِير وَضَابِطْ وَقَادِرٌ وَصَالِحٌ .. عَشَانْ كِدَه دَاوُد النَّبِي يِقُول إِيه { إِنْ سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأِنَّكَ أَنْتَ مَعِي } ( مز 23 : 4 ) .. إِيه الفَرْق بِين الغُرُور وَالثِّقَة فِي النَّفْس ؟ الغُرُور هُوَ الثِّقَة فِي إِمْكَانِيَاتَك الشَّخْصِيَّة وَدَه يِخَلِّي الإِنْسَان مَغْرُور مِنْ كَثْرِة مَا هُوَ وَاثِقٌ فِي إِمْكَانِيَاتُه مِش وَاثِقٌ فِي إِلَهُه .. إِنْ سِر نَجَاحِي إِنِّي شَاطِر .. عَقْلِي دَه مَفِيش أحْلَى مِنُّه .. لكِنْ الثِّقَة بِالنَّفْس هِيَّ ثِقَة بِإِلهِي .. دَه إِنْسَان وَاثِق فِي إِلهُه إِنْ هُوَ يِنَجَحٌ كُلَّ طُرُقُه .. وَالإِيمَان هُوَ الثِّقَة بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَان بِأُمور لاَ تُرَى ( عب 11 : 1) .. " يُوقِنْ " يَعْنِي مُتَأكِدٌ .. لَمَّا دَانِيَال إِتْوَضَعْ فِي جُبِّ الأُسُود كَانَ بِمَشُورِة نَاس أشْرَار رَاحُوا إِشْتَكُوه لِلمَلِك وَكَانْ المَلِك إِسْمُه دَارِيُّوس وَكَانْ بِيْحِبْ دَانِيَال النَّبِي لَمَّا دَانِيَال كَانْ فِي جُبِّ الأُسُود يِقُولَّك إِنْ دَارِيُّوس المَلِك النُّوم طَار مِنْ عِينُه وَقَلْقَان وَسَهْرَان طُول اللِّيل لَحَدٌ لَمَّا طِلِعْ الفَجْر ( دا 6 : 18) .. خُدُونِي وَدُّونِي عَنْد مَكَان الجُبِّ اللِّي فِيه دَانِيَال رَاح وَقَفْ جَنْب الجُبِّ يِقُولُّه إِيه { يَا دَانِيآلُ عَبْدَ اللهِ الْحَيِّ هَلْ إِلهُكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِماً قَدِرَ عَلَى أَنْ يُنَجِّيكَ مِنَ الأُسُودِ } ( دا 6 : 20 ) .. دَه بَقَى حَاسِس إِنْ إِله دَانِيَال إِله قَوِي وَمِش مُمْكِنْ يِسِيبُه .. رَاح دَانِيَال رَد عَلِيه وَقَالْ { يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ عِشْ إِلَى الأَبَدِ . إِلهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي لأَِنِّي وُجِدْتُ بَرِيئاً قُدَّامَهُ وَقُدَّامَكَ أَيْضاً أَيُّهَا الْمَلِكُ لَمْ أَفْعَلْ ذَنْباً } ( دا 6 : 21 – 22 ) .. عَشَان كِدَه صَعْب جِدّاً إِنْ أنَا أظْهَر بِإِيمَان أقَلْ مِنْ دَارِيُّوس المَلِك .. قِصِّة رَاحَاب الزَّانِيَة دِي لَمَّا جَالْهَا الجَوَاسِيس اللِّي مِنْ عَنْد يَشُوع كَانِتْ سَامْعَة عَنْ الله بِتَاع بَنِي إِسْرَائِيل قَالِتْ { عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ وَأَنَّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا وَأَنَّ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجْلِكُمْ } ( يش 2 : 9 ) .. خَبَّإِت الجَوَاسِيس وَقَالِتْ لُهُمْ { عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ } .. رَاحَاب الزَّانِيَة كَانْ عَنْدَهَا الثِّقَة بِإِلهَهُمْ رَغْم إِنْ الجَاسُوسِينْ مَاكَنْش عَنْدُهُمْ الثِّقَة بِإِلهَهُمْ بِالمِقْدَار اللِّي كَانْ عَنْد رَاحَاب القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ يِقُول { مِنْ العَار أنْ تَظْهَر إِنْتَ بِإِيمَان أقَلْ مِنْ إِيمَان الزَّانِيَة } يَارَبَّ لِتَكُنْ إِرَادْتَك .. { نَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا } ( 2أخ 20 : 12) يَارَبَّ أنْتَ تَعْلَمْ الصَّالِحٌ لِي أكْثَر مِنِّي وَدَه يِخَلِّيك وَاقِفْ ثَابِتْ هَادِئ مِطَّمِنْ .. لِيه ؟ لأِنْ مَفِيش حَاجَة يِقْدَر يِعْمِلْهَا مَعَاك أي إِنْسَان إِلاَّ بِإِرَادِة الله يِقُولَّك عَنْ القِدِيس الأنْبَا مَقَارْيُوس إِنُّه كَانْ بِيْصَلِّي بِحَرَارَة فَارِدٌ إِيدُه عَلَى الآخِر خَالِص مِين مِتْغَاظْ ؟ الشِيطَان .. عَايِز يِقُولُّه نَزِّل إِيدَك – الشِيطَان يِحَارِب بِكُلَّ الطُرُق – يِقُولَّك إِنْ الشِيطَان جَاتْ لُه فِكْرَة إِنُّه يِجِي مُنْدَفِعْ نَاحْيِة إِيدُه وَهُوَ مَاسِك سِكِّينَة .. وَفِعْلاً عَمَلْ كِدَه جِرِي عَلِيه وَمعَاه سِكِّينَة وَأبُو مَقَّار رَافِعْ إِيدُه وَمَانَزِّلْهَاش .. فَالشِيطَان إِتْعَجِّبْ فَسَألُه إِنْتَ مِش خَايِفْ ؟ رَد عَلِيه " إِنْ أرَادَ الله وَأمَرَك أنْ تَقْطَعْهَا فَاقْطَعْهَا طَالَمَا هُوَ أمَرَك .. وَإِنْ لَمْ يَأمُرَك فَأنْتَ لاَ تَسْتَطِيعْ أنْ تَقْطَعْهَا " فَخُزِيَ الشِيطَان جَمِيلٌ إِنْ أنَا أكُون حَاسِس إِنْ جَمِيعْ أُمور حَيَاتِي هِيَّ بِإِرَادِة الله جَمِيلٌ إِنْ قَدَاسِة البَابَا شُنُودَه لُه ثَلاَث عِبَارَات لِنَجْتَاز أي تَجْرُبَة :-
أ-رَبِّنَا مَوْجُودٌ شُعُورَك إِنْ الله مَوْجُودٌ تِتْقَوَّى .. وَلَوْ حَسِّيتْ إِنْ الله غَائِبْ وَإِنْتَ لِوَحْدَك فَخُفْت فَارْتَعَبْت .
ب-كُلُّه لِلخِير أنَا مِش عَارِف إِنُّه لِلخِير دِلْوَقْتِي لكِنْ وَاثِقٌ إِنُّه لِلخِير بَعْدِينْ .
ت-مِسِيرْهَا تِنْتِهِي لاَزِم تِنْتِهِي .. تِحِس إِنَّك شِدِيدْ مِش قَصَبَة تُحَرِّكْهَا الرِّيح مِش كِلْمَة تِجِيبَك وَكِلْمَة تِوَدِّيك .
ثِقَتَك فِي نَفْسَك إِنْ لَمْ تَكُنْ مَصْدَرْهَا وَمَنْبَعْهَا ثِقَتَك فِي الله فَهْيَ غُرُور وَسَتُؤَدِّي بِك إِلَى إِنْحِرَاف .. أي سُقُوط عَظِيم .. لكِنْ ثِقَتَك فِي نَفْسَك اللِّي مَصْدَرْهَا الله سَتُؤَدِّي بِك إِلَى ثَبَات عَظِيمْ وَرَصِيدْ عِشْرِتَك يِزِيدْ لأِنْ فِي كُلَّ مَرَّة إِنْتَ بِتُدْخُلْ فِي أمرٍ مَا فَإِنْتَ مِحْتَاجٌ لِثِقَة .. إِنْتَ بِتَلْجَأ لِرَبِّنَا وَيَكُون سَنَدَك وَمَعُونْتَك وَإِنْ الله يِنَجِّيك يُحْكَى إِنْ فِي مَرْكِب مَاشْيَة فِي البَّحْر فِيهَا نَاس بِتِتْفَسَّحٌ .. اللِّي بِيِلْعَبْ وَاللِّي نَايِمْ وَاللِّي بِيَاكُلْ وَاللِّي بِيِشْرَب .. وَفَجْأة البَحْر هَاجٌ وَالأمْوَاج تَتَلاَطَمْ وَالأمر بِيِتْأزِّم وَكُلَّ وَاحِدٌ بِيِلْعَبْ وَقَّفْ اللِّعْب وَخَافُوا .. وَلاَقِينَا طِفْلَة صَغِيرَة رَايْحَة جَايَة فِي المَرْكِبْ وَبِتِلْعَبْ وَمَبْسُوطَة فَغَضَبُوا مِنْهَا وَسَألُوهَا إِنْتِ مِينْ وَمِينْ أهْلِك .. إِنْتِ مِش شَايْفَة البَّحْر هَايِج ؟!!! فَالبِنْت قَالِتْ لُهُمْ أنَا بَابَا القُبْطَان بِتَاع المَرْكِبْ دِي وَأنَا كُلَّ رِحْلَة يِطْلَعْهَا بَكُون مَعَاه .. وَأنَا يَامَا رِكِبْت مَعَ بَابَا رَحَلاَت كِتِير .. يَامَا عَدِّتْ عَلَى بَابَا مَوَاقِفْ كِتِير زَي كِدَه .. دَه بَابَا سَوَاق شَاطِر .. يِقُولَّك إِنْ البِنْت دِي أشَاعِتْ فِي المَرْكِب كُلُّه الهُدُوء وَالسَّلاَمٌ وَالطُمَأنِينَة .. طِفْلَة صَغِيرَة عَنْدَهَا ثِقَة فِي قُدْرِة أبُوهَا .. هَلْ إِنْتَ عَنْدَك ثِقَة فِي قُدْرِة أبُوك السَّمَاوِي وَإِنُّه قَادِر إِنُّه يُنْقِذَك وَيُنَجِّيك مِنْ كُلَّ شِدَّة وَمِنْ كُلَّ مِحْنَة وَتَجْرُبَة وَضِيقَة وَكُلَّ أمْر رَدِئ ؟ يِقُولَّك إِيه { لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ } ( يو 16 : 33 ) .. وَمُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يِقُول إِيه{ هُوَ سَلاَمُنَا } ( أف 2 : 14) .. لَوْ تِلاَحِظْ إِنْ فِي القُدَّاس أبُونَا يُرَدِّدٌ كَلِمَة{ ~Irhnh paci " السَّلاَم لِلكُلَّ " } .. كُلَّ دَه عَشَان يِدِّيك هُدُوء وَسَلاَمٌ .
2- مَعْرِفِة إِمْكَانِيَاتَك وَمَوَاهِبَك : -
مَابْقَاش حَاسِس إِنْ أنَا ضَعِيفْ وَقَلِيل وَمِش عَارِفْ حَاجَة .. لاَ .. مِنْ المُؤسِفْ جِدّاً خُصُوصاً فِي وَسَطْ جَوْ التَّعْلِيمْ بِتَاعْنَا اللِّي مِش بِيِهْتَمْ بِحَاجَات مُهِمَّة جِدّاً وَلكِنْ بِيَهْتَمُّوا بِأُمور تَانْيَة أقَلْ أهَمِيَّة إِنْ يِعْرَف الإِنْسَان مَوَاهْبُه وَقُدْرَاتُه .. لَوْ كُلَّ إِنْسَان يِعْرَف مَوَاهْبُه وَقُدْرَاتُه وَاسْتَثْمَرْهَا !! .. كُلَّ وَاحِدٌ فِينَا رَبِّنَا عَاطِي لُه مِيزَة فِي شَيْءٍ مَا لَوْ إِسْتَثْمَرْنَا المَوْهِبَة دِي مَا نَظَرْنَا لِبَعْض نَظْرِة غِيرَة أوْ ضَعْف أوْ حَسَدٌ .. لاَ .. كُلَّ وَاحِدٌ لاَزِم يِعْرَف إِنْ رَبِّنَا عَاطِي لُه نِعْمَة .. يِقُولَّك فِي الخَارِجٌ إِنُّهُمْ يِسَاعْدُوا الوِلاَدٌ مِنْ سِنْ 3 أوْ 4 سِنِين إِنُّه يِعْرَف إِمْكَانِيَاتُه وَمَوَاهْبُه مِثْل المُوسِيقَى أوْ الرَّسْم أوْ العَزْف أوْ الغُنَى أوْ طِفْل عَنْدُه مَوْهِبَة قِيَادِيَّة .. إِعْرَفْ نَفْسَك – هذِهِ نِعْمَة – مَفِيش إِنْسَان بِلاَ مَوْهِبَة فِي وَاحِدٌ مُحِبْ لِلهُدُوء وَآخَر لِلقِرَاءَة وَآخَر قِيَادِة المَجْمُوعَة وَآخَر الصَمْت وَالقِرَاءَة .. فِي إِنْسَان يِحِبْ يِفَكَّر فِي الأُمور العَقْلِيَّة وَالفِكْرِيَّة وَالذِّهْنِيَّة أوْ الحَرَكِيَّة أوْ الإِجْتِمَاعِيَّة .. رَبِّنَا خَلَقْنَا مُتَنَاغِمِينْ مُتَكَامِلِينْ .. كُلَّ وَاحِدٌ عَنْدُه مَوْهِبَة لاَزِم يِكْتِشِفْهَا نِلاَحِظْ إِنْ البِنْت تَمِيل لِلشَّخْص وَالوَلَدٌ يَمِيل لِلشِئ وَالعُنْف .. وَرَبِّنَا سَمَحٌ بِذلِك عَشَانْ الوَلَدٌ يِمِيل لِلشِئ مِنْ أجْل إِنُّه هَيْكُون سَبَبْ لِجَلْب الرِّزْق لِبِيتُه وَلأِوْلاَدُه .. فَرَبِّنَا عَاطِي لُه رُوحٌ قِتَالِيَّة أمَّا البِنْت فَرَبِّنَا عَاطِي لَهَا رُوحٌ حَالِمَة هَادِئَة مِنْ أجْل تَرْبِيِة أوْلاَدْهَا وَتَكُون مَصْدَر حَنَان لُهُمْ فَلَوْ كَانْ الوَلَدٌ بِالرِّقَة وَالحَنَان دَه مَا اسْتَطَاعَ أنْ يَجْلِبْ رِزْق لِبِيتُه .. وَلَوْ لاَقِينَا البِنْت بِالعُنْف وَبِالشِّدَّة دِي مَا اسْتَطَاعَتْ أنْ تُرَبِّي أوْلاَدْهَا .. الله يُكَمِّلْنَا بَعْضَنَا بِبَعْض .. كُلَّ وَاحِدٌ ضَرُورِي لِلآخَر أُنْظُر كَيْفَ تُنْجِحٌ مَوْهِبَتَك .. كَيْفَ تُنَقِّيهَا ؟ كُلَّ وَاحِدٌ عَنْدُه نِعْمَة لكِنْ النِّعْمَة دِي لِوَحْدَهَا مَتِنْفَعْش كُلَّ وَاحِدٌ رَبِّنَا عَاطِي لُه مَوْهِبَة .. كُلِّنَا نَغَمَة فِي قِيثَارَة لكِنْ نَغَمَة وَاحْدَة تُعْطِي نَغَمَة نَشَاذٌ مَالْهَاش مَعْنَى .
وَاحِدٌ مِنْ الفَلاَسِفَة يِقُولَّك إِيه { أُدْخُل إِلَى ذلِك الإِنْسَان الَّذِي تَجْهَلُه } مِينْ دَه ؟ إِنْتَ إِعْرَف نَفْسَك وَإِمْكَانِيَاتَك وَاكْتِشِفْ مَوْهِبْتِك .. أبَاءْنَا الرُّسُلْ كَانُوا يَقِفُوا قُدَّام مُلُوك وَوُلاَه بِثِقَة وَدَافْعُوا عَنْ مَسِيحْهُمْ وَعَنْ مَسِيحِيَتْهُمْ .. يُقَفْ قُدَّام مَلِك .. قُدَّام سَيَّاف وَلاَ يِتْهَز وَهُوَ عَارِف إِنْ رَقَبْتُه هَتِتْقِطِعْ بَعْد لَحَظَات وَمَعَ ذلِك لاَقِينَاهُمْ وَاقْفِينْ بِثَبَات القِدِيس بُولِيكَارْبُوس وَقَّفُوه وَسَطْ النَّار عَشَانْ يِحْرَقُوه فَقَالُوا نُرْبُطُه لأِنْ طَبِيعِي جِدّاً إِنْ أي إِنْسَان وَاقِفْ وَهَيِجِي عَلَى النَّار هَيِجْرِي .. فَالقِدِيس طَلَبْ مِنْهُمْ وَتَرَجَّاهُمْ إِنُّهُمْ مَايُرْبُطُهُوش وَقَالْ لُهُمْ " أوْعِدْكُمْ إِنِّي مِش هَهْرَب " .. وَفِعْلاً وَقَفْ ثَابِتْ وَلَمْ يَهْرَب .. القِدِيس أنْدَرَاوُس وَهُمَّ بِيُصْلُبُوه نِزْلِتْ أمْطَار وَرُعُودٌ فَاللِّي بِيُصْلُبُوه نَفْسُهُمْ هِرْبُوا وَجَرُوا .. فَالْمَسِيحِيِّينْ جُمْ يِفُكُّوه فَرَفَضْ إِنُّهُمْ يُفُكُّوه إِيه دَه ؟ وَاثِقٌ وَمُتَأكِدٌ مِنْ اللِّي بِيِعْمِلُه حَتَّى لَوْ كَانْ فِي ضِيقٌ أوْ شِدَّة .
3- الخِبْرَة وَالإِتِّزَان :-
لِنَفْرِضْ إِنَّك إِنْسَان مُحِبْ لِلهُدُوء وَالخِلْوَة فَعَلِيك إِنَّك تِكُون مُتَزِنْ مِش فِي كُلَّ الأوْقَات تِنْعِزِل عَنْ النَّاس .. لاَ .. فِي وَقْت تُقْعُدٌ فِيه مَعَ أصْحَابَك وَفِي وَقْت مَعَ نَفْسَك .. الإِتِّزَانْ مَطْلُوب حَيَاتَك مَعَ الله بِتَاخُدٌ حَقَّهَا وَحَيَاتَك مَعَ النَّاس بِتَاخُدٌ حَقَّهَا وَمَعَ بِيتَك وَأُسْرِتَك وَدِرَاسْتَك وَاهْتِمَامَتَك بِتَاخُدٌ حَقَّهَا .. مِنْ الفُنُون اللِّي عَلَى الإِنْسَان إِنُّه يِتْعَلِّمْهَا وَيُتْقِنْهَا فَنْ إِدَارِة الوَقْت إِزَاي تُدِير يُومَك ؟ مَرَّة جَتْ بِعْثَة صِينِيَّة مَصْر عَشَان تِعْمِلْ لِنَفْسَهَا مَصَانِعْ تِعْمِلْ فِيهَا حَاجَات صِينِيَّة وَلكِنْ بِأيْدِي مِصْرِيَّة .. يِقُولَّك البِعْثَة دِي جَتْ وَمِشِيت مِنْ غِير مَا تِعْمِلْ أي مَشْرُوع .. لِيه ؟ قَالُوا عَشَانْ إِحْنَا لاَقِينَا إِنْ المَصْرِيِّينْ فِيهُمْ حَاجْتِينْ مِش مُمْكِنْ يِتْوَفَرُوا مَعَانَا أبَداً .. إِيه هُمَّا ؟ يِقُولَّك السَّهَر الكِتِير وَالصَحَيَانْ مِتْأخَّر وَيِمُوتُوا فِي الأجَازَات وَدِي فِعْلاً عَادِتْنَا كَمَصْرِيِّينْ نِكْرَه الشُّغْل لاَزِم تِكُون مُتَزِنْ عَشَانْ تَثِقٌ فِي نَفْسَك .. إِعْرَفْ إِنَّك فِي بِدَايِة حَيَاتَك لاَزِم يِكُون فِي تَعَبْ وَتَضْحِيَات .. مَفِيش حَدٌ نِجِحٌ إِلاَّ بِتَعَبْ .. النَّجَاحٌ بِيِجِي مِنْ ألْف فَشَلْ .. هَلْ عِنْدَك الإِتِّزَانْ إِنَّك تِسْتَحْمِلْ ألْف فَشَلْ وَلاَ تَيْأس ؟!!! الخِبْرَة فِي حَيَاتَك تِدِّيك ثِقَة فِي نَفْسَك إِنَّك تِتْعَلِّمْ مِنْ أخْطَائَك كُلَّ خَطَأ فِي حَيَاتَك هُوَ رَصِيدٌ لِيك .. لَوْ سَألْت سُؤَال لَوْ تَكَرَّر عَلِيك المَوْقِفْ اللِّي أخْطَأت فِيه قَبْل كِدَه هَتِتْعَامِلْ مَعَاه إِزَّاي ؟ أكِيدٌ إِنْتَ إِكْتَسَبْت خِبْرَة وَثِقَة تِخَلِّيك تِتْعَامِلْ مَعَ المَوْقِفْ بِطَرِيقَة مُخْتَلِفَة .. إِذاً إِنْتَ كَسَبْت .. إِتْعَلِّمْ مِنْ المَاضِي وَمِنْ أخْطَاءَك إِدْرِس أخْطَاءَك وَاقْبَلْهَا وَعَالِجْهَا .. إِعْرَفْ إِنْ رَصِيدٌ الحَيَاة كُلُّه رَبِّنَا عَايْزُه يِكُون فِي صَفَّك حَتَّى بِأخْطَاء لكِنْ لَوْ إِسْتَفَدْت مِنْهَا إِتْعَامِلْ مَعَ الأخْطَاء بِنَظْرَة جَدِيدَة .. نَظْرَة تِبْنِيك وَتِفِيدَك مِش بِنَظْرَة تُحْبِطَك وَتِيَأسَك .. وَاتْعَلِّمْ مِنْ خِبْرَات الآخَرِين .. إِسْمَعْ وَاتْعَلِّمْ .. أحْيَاناً لاَ نَسْمَعْ خِبْرَات بَعْض وَمُمْكِنْ نَاخُدٌ الأمر بِاسْتِخْفَاف .. فِي مَثَلْ يِقُولَّك إِيه { إِعْرَف شِئ عَنْ كُلَّ شِئ } .. كُنْ مُسْتَمِعْ جَيِّدٌ أحْيَاناً لَمَّا نِتْقَابِلْ مَعَ بَعْض دَايْماً كُلَّ وَاحِدٌ فِينَا بِيْكُون عَايِز يِتْكَلِّمْ مِش بِتِدِّي لِنَفْسَك فُرْصَة إِنَّك تِسْمَعْ .رَبِّنَا يِكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج7
الأصْحَاحُ السَّادِسَُ عَشَرَ :-
" مَسَحَ داوُد مَلِكاً "
رفض الله شاوُل مِنْ المُلك بِسبب تعدياته الكثِيرة00مرَّة قدَّم ذبِيحة وَعِندما سألهُ صَمُوئِيل النبِى عنها قال لَهُ لأِنَّكَ تأخرت عَنْ المجِئ00وَفِى حرب عمالِيق قَالَ لَهُ الله حرِّم كُلّ شئ لِعمالِيق فوجدناه إِحتفظ بِبعض الذبائِح وَبعض الغنائِم ، وَلَمَّا سألهُ صَمُوئِيل النبِى قَالَ أنّ الشَّعْب هُوَ الَّذِى فعل ذلِك وَإِحتفظ بِبعض المواشِى وَالغنم لِتقدِيم ذبائِح لله فَرأينا صَمُوئِيل النبِى يقُول لَهُ عِبارة جمِيلة [ هَوذا الإِستماعُ أفضلُ مِنَ الذَّبِيحةِ وَالإِصغاءُ أفضلُ مِنْ شحمِ الكِباشِ ] ، الله لاَ يفرح بِذبائِح مِثلما يفرح بِالطاعة لِكلامه00صَمُوئِيل أعلن أمام شاوُل أنّ الرَّب قَدْ رفضهُ وَوجد آخر غيرهُ [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ حَتَّى متى تنُوحَ عَلَى شَاوُلَ وَأنَا قَدْ رَفضتهُ عَنْ أنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ ] ، صَمُوئِيل لازال يبكِى عَلَى شَاوُل رغم أنَّ الله رفضهُ فِى بِدايِة السِفر قُلنا أنَّ هذا السِفر هُوَ سِفر الصلاة00صَمُوئِيل رجُل مُصَلِّى00إِنْ كانت لديهِ مُشكِلة مَعَْ شَاوُل كيف يحِلّها ؟ هل بِالتوبِيخ وَالكلام ؟ بِالصلاة00مُمكِن يوبّخ لكِنْ ليس لِلحظات ثُمَّ يمضِى الأمر وَينتهِى00لاَ00كان يمضِى وقت طوِيل فِى الصلاة مِنْ أجل شَاوُل وَليتنا نتعلَّم ذلِكَ عِندما تُصادِفنا مُشكِلة مَعَْ شخصٍ مَا بدل ما نتكلَّم نُصَلِّى مِنْ أجله00حَتَّى أنَّ الله قَالَ لِصَمُوئِيل هل أنت أحنّ مِنِّى عَلَى شَاوُل00صَمُوئِيل يُمّثِل قلب مُتسِع جِدَّاً00قلب يحمِل صلاح الله00يحمِل قلب بِحسب قلب الله 00ينُوح عَلَى إِنسان رفضه الله إِلاَّ أنَّهُ عِندهُ آراء فِى توبة الكثِيرِين وَهذا يُعرِّفنا مسئوليتنا نحو إِخوتنا ، حَتَّى الَّذِينَ تركُوا الإِيمان وَالجاحِدين وَالغير مُستمِعِين لِصُوت الله هل أنَا أُصَلِّى مِنْ أجل إِخوتِى وَالضُعفاء وَالمُعانِدِين وَالمُتمردِين ؟ 00صَمُوئِيل لاَ يُصَلِّى فقط بَلْ وَينُوح وَالنواح درجة أعلى مِنْ البُكاء 00هُوَ بُكاء بِحُزن مِنْ هُنا يقُول لَهُ حَتَّى متى تنُوح عَلَى شَاوُل وَأنَا قَدْ رفضتهُ ؟ وَلِنرى الدرجة الَّتِى يصِل لها القلب الواسِع بِالإِيمان أنَّهُ ينُوح عَلَى إِخوتِهِ الساقِطين تحت نِير الخطايا قَالَ الله لِصَمُوئِيل إِطوِى صفحة شَاوُل [ إِملأْ قرنكَ دُهنْاً وَتعالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبيتلحمِيِّ ] 00إِملأ قرنك دُهن وَأنَا أُرسِلك إِلَى يسَّى البيتلحمِى أبو داوُد مُجرّد أنْ تتخلَّص مِنْ شَاوُل أنَا أُرسِلك لِبيت يسَّى [ لأِنِّي قَدْ رأيتُ لِي فِي بنِيهِ مَلِكاً ] 00أنت يا الله تعلم شعبك كُلّه00كُلَّ أولادك بيت بيت وَشخص شخص وَقرية قرية نعم أعرِفهُمْ الله يقُول لِصَمُوئِيل أنَا رأيت لِى فِى أولاد يسَّى أحدهُمْ ينفع مَلِكَ لإِسرائِيلَ وَكما يقُول المزمُور [ عينايَ عَلَى أُمناء الأرضِ ] ( مز 101 : 6 )00أىّ الله يعرِف الكُلّ[ العارِف قلب كُلّ أحد القُدُّوس المُسترِيح فِى قديسيه ]هُوَ يقُول أنَا قَدْ رأيت لِى فِى بيت يسَّى مَلِكَ 00يا الله الَّذِى لاَ يعلمهُ النَّاس أنت تعلمهُ00الصبِى الصغِير داوُد الَّذِى فِى قرية صغِيرة وَلَهُ سبعة إِخوه غيرهُ أنت تعرِفهُ أحياناً يضربنا عدو الخير ضربة صعبة وَهى أنْ نتساءل هل يعرفنا الله وَيشعُر بِنا ؟ماذا أُمَثِل لله ؟ أنَا واحِد وسط ملايِين ؟00لاَ00الله يعرفك وَكما قَالَ لأرميا[ قبلما صَوَّرتُكَ فِي البطنِ عرفتُك وَقبلما خرجتَ مِنْ الرَّحِمِ قدَّستُكَ ] ( أر 1 : 5 )وَكما يقُول لِيعقُوب [ أنت لِي ]00أنت مِلكِى الله يُرِيد أنْ يُقِيم لِنَفْسِهِ أشخاص يختارهُمْ لِيعملُوا لِحِساب ملكوته00نِعمة العهد الجدِيد جعلتنا كُلِّنا ملُوك [ وَجعلنا مُلُوكاً وَكهنةً للهِ ] ( رؤ 1 : 6 )00الله يُرِيد أنْ يُعلِن غايتهُ فِينا وَيُقِيم مِنْ كُلٍّ مِنَّا مَلِكَ لَهُ وَمسِيح لَهُ الله يُحِب ذلِكَ وَيُرِيد أنْ يملُكَ عَلَى كُلّ نَفْسَ لَهُ وَيُعطِيها أنْ تصلُح لِمملكة وَكما يقُول عَنْ النَفْسَ البشريَّة [ فَبسطتُ ذيلِي عليكِ000 فَصِرتِ لِي 000 فَصلُحتِ لِمملكةٍ ] ( حز 16 : 8 – 13 ) قَالَ الله لِصَمُوئِيل قَدْ رأيت لِى مَلِكاً فِى بيت يسَّى [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ كيف أذهبُ0إِنْ سَمِعَ شَاوُلُ يقتُلُنِي ] 00صَمُوئِيل حركته محسُوبة هُوَ مِنْ حقَّه يذهب لأىّ مكان لِيُقِيمْ طقُوس دِينيَّة لكِنْ ليس مِنْ حقَّه أنْ يمسح مَلِكَ فِى وجُود مَلِكَ الله حلَّ لَهُ المُشكِلة فَقَالَ لَهُ خُذ لِنَفْسَكَ ذبِيحة وَقدِّمها عَنْ بيت يسَّى البيتلحمِى وَأجمع القرية كُلّها وَبِذلِكَ يكُون لَكَ الحقَّ فِى أنْ تدخُل القرية00ذهب صَمُوئِيل كما قَالَ لَهُ الله وَجمع أهل القرية كُلّهُمْ وَلكِنْ هذا الأمر لَمْ يكُونُوا مُعتادِين عليه قَالَ لَهُ الله [ خُذْ بِيدِكَ عِجلةً مِنَ البقرِ وَقُلْ قَدْ جِئتُ لأِذبح لِلرَّبِّ0 وَأدعُ يَسَّى إِلَى الذبِيحةِ وَأنَا أُعَلِّمُكَ ماذا تصنعُ وَأمسحْ لِيَ الَّذِي أقُولُ لَكَ عَنْهُ ] 00أنَا أعلم مَنَ الَّذِى ستمسحهُ لِى00الَّذِى أقُولُ لَكَ عنهُ00لَوْ عرفنا أنَّ الله إِختارنا ملُوك لتعاملنا مَعَْ أنفُسِنا بِإِحساس مُختلِف00لَوْ عرفنا أنَّنا مُختارِين لعرفنا إِرادة الله أنَّهُ يُعطِينا كرامة عظِيمة كما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالته لأهل أفسُس [ كَمَا إِختارنا فِيهِ قبل تأسِيسِ العالم ِلِنكُون قدِّيسيِن وَبِلاَ لُومٍ قُدّامهُ فِي المحبَّةِ ] ( أف 1 : 4 )00عِندما أعرِف إِنِّى مُختار مِثْلَ داوُد أعرِف كَمْ أعطانِى الله مَا لاَ أستحِقهُ فَأتعامل مَعَْ نَفْسِى بِطرِيقة مُختلِفة وَقَالَ الله لِصَمُوئِيل [ إِمسح لِيَ الَّذِي أقُولُ لَكَ عَنْهُ0 فَفَعَلَ صَمُوئِيلُ كما تكلَّمَ الرَّبُّ وَجَاءَ إِلَى بيتِ لَحمٍ ] وَمِنْ الآنَ نضع صُورة لِداوُد وَنُطّبِقُها عَلَى المسِيح وَسنجِد أوجه مُقارنة أكثر مِنْ 20 – 30 نُقطة 0
أوَّلاً :- داوُد وَالمسِيح مِنْ بيت لحم00عِندما ذهب صَمُوئِيل لِبيت لحم [ فَإِرتعد شُيُوخُ الْمدِينةِ عِنْدَ إِستقبالِهِ وَقَالُوا أسَلاَمٌ مجِيئُكَ ] 00أجِئت فِى سلام ؟نحنُ بلد صغِيرة لِماذا جِئت ؟ أحياناً النِفُوس الغير مُهيَّئة لِعطايا الخلاص ترتعِد فِى حِين أنَّ النِفُوس المُهيَّئة لِعطايا الخلاص تمتلِئ بِالسلام00هل أنَا نَفْسِى مُهيَّئة لَمَّا تأخُذ عطايا الخلاص ؟هل ترتعِد أم تمتلِئ بِالسلام ؟قَالَ لهُمْ صَمُوئِيل [ سَلاَمٌ0 قَدْ جِئتُ لأِذبحَ لِلرَّبِّ0 تَقَدَّسُوا وَتعالوا معِي إِلَى الذَّبِيحةِ] 00 أنَا أُرِيد أنْ أُقّدِم ذبِيحة وَأشكُر الله00وَكلِمة " تقدَّسُوا وَتعالوا معِى لِلذَّبِيحة "نقولها بِإِستمرار لأِنْفُسِنا وَنحنُ ذاهِبِين لِكُلّ قُدَّاس لأِنَّهُ لابُد أنْ نُقّدِس أنفُسِنا لِلذَّبِيحة إِحذر أنْ تتقدَّم لِلذَّبِيحة بِدُون تقدِيس صادِق لأِنَّ الذَّبِيحة تحتاج تقدِيس فِكر وَقلب وَنَفْسَ بِالتوبة وَالإِستعداد قَالَ صَمُوئِيل النبِى لِيسَّى البيتلحمِى هات أولادك لِى واحِد واحِد00فَأتى بِالبكرِ وَهُوَ أَلِيآبَ وَتوقَّع صَمُوئِيل أنَّ البِكر هُوَ الَّذِى يختاره الله00وَسأل الله هل هُوَ الَّذِى تُرِيده يارب ؟ فَقَالَ الرَّبّ [ لاَ تنظُرْ إِلَى منظرِهِ وَطُولِ قامتِهِ ] 00طُول القامة يُذكِّرنا بِشَاوُل الَّذِى كان أطول إِنسان فِى البلد كُلّها[ لأِنَّهُ ليس كما ينظُر الإِنسان لأِنَّ الإِنسان ينظُر إِلَى العينين وَأمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ ينظُرُ إِلَى القلبِ] 00إِحذر أنْ تنظُر لِلمظهر لاَ تختار الطوِيل أوْ ذُو العينين00الإِنسان ينظُر لِلعينين لكِنْ الله يختار بِحسب القلب[ وجدت داوُد عبدِي حسب قلبِي ]00لِذلِكَ الكِتاب يقُول[ لاَ تحكمُوا حسب الظَّاهِر ] ( يو 7 : 24 )00لاَ تغتر بِالمظهر وَ لاَ تُقيِّم الأمور مِنْ الخارِج 00حاوِل أنْ تكُون لَكَ نظرة عمِيقة لِلأمُور00فَقَالَ لَهُ [ فَدَعَا يَسَّى أبِينادابَ وَعَبَّرَهُ أمَامَ صَمُوئِيلَ0 فَقَالَ وَهذا أيضاً لَمْ يخترهُ الرَّبُّ0 وَعَبَّرَ يَسَّى شَمَّةَ0 فَقَالَ وَهذا أيضاً لَمْ يخترهُ الرَّبُّ0 وَعَبَّرَ يَسَّى بَنِيهِ السَّبْعَةَ أمَامَ صَمُوئِيلَ فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى الرَّبُّ لَمْ يخترْ هؤُلاءِ ] بدأ يَسَّى يدعِى أولاده السَّبعة كُلّهُمْ لكِنْ الله لَمْ يختار مِنهُمْ أحد00وَسأل صَمُوئِيل يَسَّى أليس لديك أولاد أُخرى ؟ يَسَّى عبَّرَ عَلَى صَمُوئِيل كُلَّ أولاده الَّذِينَ كانُوا فِى الذَّبِيحة وَقَدْ تخيَّل أنَّهُمْ هُمْ أولاد يَسَّى فقط وَليس لَهُ آخر لَمْ يحضر الذَّبِيحة 00لكِنْ يَسَّى قَالَ لَهُ يوجد ولد صغِير فِى الحقل حَتَّى لاَ نترُك كُلِّنا عملنا وَ لاَ نتغيَّب عَنْ رعية الغنم فَأخذت أولادِى الكِبار لأِنَّهُمْ أهم وَتركت الصغِير يرعى الغنم [ بَقَي بعدُ الصَّغِيرُ وَهُوذا يرعى الغنمِ0 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى أرسِلْ وَأتِ بِهِ ]داوُد رقم ثمانية بين إِخوتِهِ 00وَرقم ثمانية يُشِير إِلَى الحياة الجدِيدة لأِنَّ الله خلق الخلِيقة فِى سِتَّة أيَّام وَإِستراح فِى اليوم السَّابِع00وَرقم ثمانية يُشِير لِحياة جدِيدة حياة أُخرى وَالمسِيح جاء لِيُعطِينا حياة جدِيدة 00حياة أُخرى00الملكُوت السَّماوِى00هذا هُوَ رقم ثمانية فِى داوُد إِذاً داوُد إِشترك مَعَْ المسِيح مِنْ حيثُ المولِد مدِينة بيت لحم وَفِى رقم ثمانية أيضاً رقم ثمانية يُشِير دائِماً إِلَى ما هُوَ فوق الزمان أىّ الأبدِى وَالمسِيح مَلِكَ سماوِى00وَكُون أنَّ داوُد أخِر إِخوته إِذاً لاَ يُعتبر أنَّ المسِيح جاء رأس الخلِيقة فِى البِداية لأِنَّ رأس الخلِيقة هُوَ آدم لكِنَّهُ جاء فِى مِلء الزمان مولُود مِنْ إِمرأة00إِذاً وجه التشابُه كبِير هُنا أيضاً داوُد يرعى الغنم وَالمسِيح شبَّه نَفْسَه بِالراعِى الصالِح وَسيرعى خِراف الله الناطِقة أىّ شعبه وَكنِيسته00قَالَ صَمُوئِيل لِيَسَّى إِحضِر الصغِير [ فَأرسل وَأتَى بِهِ0 وَكَانَ أشقرَ مَعَْ حَلاَوَةِ العينينِ وَحَسَنَ الْمنظَرِ ] 00جمِيل المنظر جِدَّاً وَهادِئ00أشقر أىّ بِهِ ملامِح الجمال وَمُرِيح لِلنَفْسَ جِدَّاً00إِذاً حَتَّى فِى الملامِح تطابُق بين داوُد وَالمسِيح الَّذِى قِيل عَنْهُ [ حلقةُ حلاوة وَكُلّهُ مُشتهياتٌ ] ( نش 5 : 16 )00[ أبرعُ جمالاً مِنْ بنِي البشر0 إِنْسكبتِ النِّعمةُ عَلَى شفتيك ] ( مز 45 : 2 ) [ فَقَالَ الرَّبُّ قُمِ إِمسحهُ لأِنَّ هذا هُوَ ]00ما أروع تدابِيرك يارب تختار الصغِير الَّذِى بِلاَ قِيمة تختار المنسِى وَالغير محسُوب أهل لِلذَّبِيحة00نعم يارب أحكامك غير أحكام البشر00أىّ لَوْ أخذنا رأى يَسَّى فِى أولاده يقُول أنَّ السَّبعة أبناء الكِبار أهم مِنْ الصغِير( داوُد ) كُلَّ إِبن مِنْ السَّبعة مُهِمْ أمَّا الثامِن فَلاَ00أترُكهُ مَعَْ الغنم00ألاَ يوجد عِندك يا يَسَّى آخر يرعى الغنم لِنأخُذ داوُد وَنمسحهُ مَلِك ؟ يقُول00لاَ00يكفِيهِ الغنم00لكِنْ هذا هُوَ مَنَ إِختارهُ الله فَقَالَ الله لِصَمُوئِيل قُمْ إِمسح لِى داوُد [ فَأخذَ صَمُوئِيلُ قرنَ الدُّهنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسطِ إِخوَتِهِ 0 وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى داوُد مِنْ ذلِكَ اليومِ فَصَاعِداً ] 00الله يُحِب أنْ يختار المُذدرِى وَغير الموجُود00يختار الَّذِى قَدْ لاَ يُعطِيه النَّاس أهميَّة أوْ قِيمة كافية00هذِهِ حِكمة الله وَلِنُلاحِظ أنَّ كُلَّ البركات الَّتِى أُعطيت فِى العهد القدِيم لَمْ تُعط لِبكر بَلْ لآخرلِكى يُمّهِد أذهاننا أنَّ الَّذِى سيأتِى إِنْ لَمْ يكُنْ هُوَ رأس الخلِيقة بِحسب الخلِيقة آدم إِلاَّ أنَّهُ سيصِير رأس الخلِيقة آدم الثانِى وَيصِير أخونا البِكر وَمُتقدِمنا فِى كُلَّ شئ وَقائِد موكِب نُصرتنا فَنجِد أنَّهُ مِنْ البِداية مُنذُ هابِيل وَقايِين وَالبركة لهابِيل00إِسماعِيل وَإِسحق أخذ إِسحق الوعد وَالبركة رغم أنَّهُ ليس البِكر بِحسب الجسد00عِيسُو وَيعقُوب أخذ يعقُوب البركة رغم أنَّهُ الأصغر00أولاد يهُوذا فارِص وَتارِح كانت البركة لِتارِح الأصغر00أفرايِم وَمِنسَّى أولاد يوسِف وضع يعقُوب أبِيهِ يديهِ معكُوسة عَلَى رأس أفرايِم وَمِنسَّى رغم أنَّ يوسِف حاول أنْ يُصّحِح وضع يدىّ يعقُوب لكِنَّهُ رفض وَجعلهُما بِشكل علامِة الصلِيب لِيأخُذ الأصغر البركة00وَعِندما كلَّمهُ يوسِف لِيُعطِى البركة لِلبكرِ وَأنَّهُ أخطأ الوضع قَالَ لَهُ يعقُوب أُصمُت هذا أصح ، هُنا الله يُمّهِد أذهاننا لِلمسِيح الَّذِى سيصِير بِكر الخلِيقة وَكلِمة " داوُد " تُعنِى " محبُوب " [ وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِندِ شَاوُل وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيٌّ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ ]00هل أنت يارب تُجرِّب النَّاس بِالشَّرُور ؟ هل مِنْ المُمكِنْ أنْ تضع فِى إِنسان رُوح ردِئ ؟00لِنرى أنَّ الرُّوح يأتِى وَيعمل فِينا كُلِّنا لكِنْ مَعَْ غير مُستحقِيه لاَ يبقى الرُّوح أبداً00لاَ يبقى فِى مَنَ يتهاونُون بِهِ بِسبب عدم ثباتِهِم وَثبات عزمِهِم فِى الحِفاظ عَلَى نِعمة الرُّوح وَعِندما يستهزأ الإِنسان يكُون هُوَ الَّذِى رفض رُوح الله فَيُهيئ بِذلِكَ نَفْسَه لِيكُون مسكن لِلرُّوح الردِئ دُون مُقاومة 00إِذاً مَنْ الَّذِى يسمح لِلرُّوح الردِئ أنْ يأتِى ؟الشخص نَفْسَه00نعم هُوَ بِسماح مِنْ الله لكِنْ الَّذِى فعل ذلِكَ هُوَ الشخص نَفْسَه مَعَْ تهاوُن شَاوُل هذا ما حدث00بغتهُ رُوح ردِئ00فَلاَ تقُل أنَّ الله هُوَ الَّذِى أرسل الرُّوح الردِئ بَلْ شَاوُل هُوَ الَّذِى رفض قبُول رُوح الرَّبّ00بدأ شَاوُل يكتئِب وَيحزن وَيُصبِح ذِهنه غير موزُون فَأتُوا إِليهِ بِحُكماء فَقَالُوا أنَّ بِهِ شيطان وَالعِلاج أنْ يأتُوا إِليهِ بِإِنسان يعزِف لَهُ00مَنَ ؟ قالُوا يوجد إِبن لِيَسَّى البيتلحمِى يُجِيد العزف وَالترنِيم [ فَأجاب وَاحِد مِنَ الغِلمانِ وَقَالَ هُوذا قَدْ رأيتُ إِبناً لِيَسَّى البيتلحمِيِّ يُحسِنُ الضَّربَ وَهُوَ جَبَّارُ بأسٍ وَرجُلُ حربٍ وَفصِيحٌ وَرجُلٌ جَمِيلٌ وَالرَّبُّ مَعَْهُ ] 00سِر قوَّتِهِ أنَّ الرَّبّ معهُ00لِنرى تدابِير الله أنَّهُ سمح أنْ يكُون لِداوُد مواهِب كثِيرة لِيستخدِمها لِمجد إِسمه وَلِيُعِدّه لِلمملكه فَأىّ مكان أفضل لِداوُد لِيتعلَّم سِياسِة المملكة فِيهِ ؟ هُوَ قصر المَلِكَ00كيف يدخُلهُ وَهُوَ راعِى غنم بسِيط ؟ يقُول الله أُرسِل رُوح ردِئ لِشَاوُل فَيحتاج لإِنسان يعزِف لَهُ وَأُرسِل لَهُ داوُد لِيعزِف لَهُ وَبِذلِكَ يدخُل القصر وَيتعلَّم وَيتربّى عَلَى رِعاية المملكة [ ما أبعد أحكامهُ عَنِ الفحصِ وَطُرُقهُ عَنْ الإِستقصاءِ ] ( رو 11 : 33 )أفضل مكان يُعِد فِيهِ مُوسى لِيكُون قائِد لِلشَّعْب هُوَ قصر فرعُون وَتربَّى مُوسى فِى قصر فرعُون لِيقُود الشَّعْب00أيضاً تربَّى داوُد فِى قصر شَاوُل كى يُعِدّهُ الله قائِد وَمَلِك لِلشَّعْب00تدابِير فائِقة يعجز الإِنسان عَنْ وصفها لِذلِكَ طاقِتنا وَمواهِبنا الله يستخدِمها لِمجده00داوُد كان موهِبة صغِيرة جِدَّاً لكِنْ الله إِستخدِمها إِستخدام عجِيب مواهبك بسِيطة ضعها فِى يد الله لِيستخدِمها لِمجده00داوُد يعرِف العزف وَالترنِيم وَيضرب بِالمقلاع00شئ بسِيط قَدْ لاَ يهتم الإِنسان بِهِ لكِنْ الله يُعِد بِها الإِنسان لِخلاصه أُنظُر الله يُرِيد أنْ يستخدِم مواهِبك الضعِيفة لِيتمجّد بِها00فَكَانَ داوُد يذهب لِشَاوُل لِيعزِف لَهُ 00[ وَكَانَ عِندما جاء الرُّوحُ مِنْ قِبَلِ اللهِ عَلَى شَاوُلَ أنَّ داوُدَ أخَذَ العُودَ وَضَرَبَ بِيدِهِ فَكَانَ يرْتاحُ شَاوُلُ وَيَطِيبُ وَيذهبُ عَنْهُ الرُّوحُ الرَّدِيُّ ]00بعض الآباء يُفّسِرُون القِيثارة الَّتِى كان يعزِف بِها داوُد أنَّها كلِمة الله الَّتِى تُعلَّمِنا صُوت الخلاص وَتُعطِى قوَّة عَلَى غلبة الرُّوح الشَّرِير 0
الأصْحَاحُ السَّابِعَُ عَشَرَ :-
" جُليات وَ دَاوُدَ "
قِصَّة جُليات وَداوُد نركِّز فِيها عَلَى بعض النِقاط00الشعبان مُجتمِعان فوق الجِبال لِلحرب كُلٍّ مِنهُما ينتظِر نزول الآخر كى يُحارِبهُ00وَهُما خائِفان مِنْ بعضِهِما وُكُلٍّ مِنهُما لَهُ تارِيخ طوِيل فِى الحرُوب 00وَكان معرُوف أنَّ الشَّعْب الَّذِى ينزِل أوَّلاً مِنْ فوق الجبل يستطِيع الشَّعْب الآخر أنْ يضربهُ مِنْ فوق بِسهُولة00لِذلِكَ لاَ ينزِل الإِثنان وَ لاَ يترُكان المكان فوق الجِبال وَتمُر الأيَّام وُهُما مُترصِدان لِبعضِهِما بِالأسلحة فَخرج جُليات مِنْ شعب الأعداء مادام الأمر لاَ يسِير جيش ضِدّ جيش فَليكُنْ رجُل ضِدّ رجُل00إِذاً الشخص رمز لِلمجموعة00إِنْ غلبت أنَا تكُونوا لنا عبِيد وَإِنْ غلب هُوَ نكُون لكُمْ عبِيدإِذاً الحرب هى ليست شخص لِشخص بَلْ شعبين ضِدّ بعضِهِما00هذِهِ الحرب تُشِير لِلحرب الرُّوحيَّة00عِندما تُحارِب عدو الخير وَتغلِب أنت تكُون الكنِيسة كُلّها غالبة وَلكِنْ عِندما تُغلب مِنْ عدو الخير تجعل الكنِيسة كُلّها مغلُوبة وَهذا هُوَ سِر التوبة وَالإِعتراف أنَّهُ عِندما غُلِبت الكنِيسة كُلّها أمام عدو الخير إِذاً لابُد أنْ تأتِى وَتعتذِر لِلكنِيسة كُلّها الَّتِى غلبتها مِنْ عدو الخيرلِنرى الصِفات الَّتِى قِيلت عَنْ جُليات [ فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ إِسمُهُ جُلياتُ مِنْ جَتَّ طُولُه سِتُّ أذرُعٍ وَشِبرٌ ]00" جَتَّ " أحد دول فلسطِين الَّتِى ذهب لها تابُوت العهد فَضُرِبت بِالبواسِير00طولهُ سِتَّة أذرُع وَشِبرٌ وَالذِراع حوالِى 45سم أىَّ طُولهُ ثلاثة أمتار[ وَعَلَى رَأسِهِ خُوذَةٌ مِنْ نُحاسٍ وَكَانَ لاَبِساً دِرْعاً حرشفيَّاً وَوزنُ الدِّرعِ خمسةُ آلاَفِ شاقِلِ نُحاسٍ0 وَجُرمُوقَا نُحاسٍ عَلَى رِجليهِ وَمزراقُ نُحاسٍ بينَ كتِفيهِ ]00يحمِل دِرع وزنةُ خمسة آلاف شاقِل فِضَّة وَالشاقِل يُساوِى 12 – 15 جم أىّ حوالِى 75كجم الدِرع فقط00وَيحمِل دِرُوع أُخرى00كُلّ جُزء مِنْ جسدهِ حَتَّى الأذرُع وَالأرجُل مُغطَّاه منظره مهُول بِآلات الحرب الَّتِى يحمِلها [ فَوَقَفَ وَنادى صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ لِماذا تخرُجُونَ لِتَصْطَفُّوا لِلحربِ أمَا أنَا الْفِلِسْطِينِيُّ وَأنتُمْ عبِيدٌ لِشَاوُلَ0إِختارُوا لأِنْفُسِكُمْ رَجُلاً وَلِينزِلْ إِلَيَّ0 فَإِنْ قَدَرَ أنْ يُحارِبنِي وَيقتُلنِي نصِيرُ لَكُمْ عبِيداًوَإِنْ قَدَرْتُ أنَا عليهِ وَقتلتهُ تَصِيرُونَ أنْتُمْ لنا عبِيداً وَتخدِمُونَنَا ]00عِندما يُغلب الإِنسان مِنْ شهوتِهِ يُذِل نَفْسَه وَالكنِيسة كُلِّها [ وَقَالَ الْفِلسْطِينِيُّ أنَا عيَّرتُ صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ هذا اليوم0 أعطُونِي رَجُلاً فَنَتَحَاربَ مَعاً0 وَلَمَّا سِمَعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ الْفِلِسْطِينِيّ هذا إِرتاعُوا وَخافُوا جِدَّاً ]00إِرتعب اليهُود لأِنَّ الحرب أصبحت الآن رجُل ضِد رجُل00وَمَنَ الَّذِى سيُضّحِى بِنَفْسِهِ لِيُحارِب هذا الْفِلِسطِينِى00أصبح الشَّعْب كُلّه فِى أزمة صعبة وَرهِيبة00داوُد حَتَّى الآنَ لَمْ يأتِ وَمادام المسِيح غير موجُود إِذاً الغلبة مُستحِيلة00مادام داوُد غير موجُود ستكُون فِى موقِف شَاوُل وَالشَّعْب مُرتعِد00لاَ تدخُل الحرب بِقُدراتك وَذاتك لأِنَّ الحرب لِلرَّبّ00وَكما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول [ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ0هَادِمِينَ ظُنُوناً وَكُلَّ عُلْوٍ يرتفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ00] ( 2 كو 10 : 4 – 5 ) 00قادِرِين بِالله وَليس بِذواتنا [ وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّ يتقدَّمُ وَيقِفُ صباحاً وَمَساءً أربعِينَ يَوْماً ] 00كُلَّ يوم صباحاً وَمساءً يقُول نَفْسَ الكلام لِمُدّة 40يوم00كلام سخِيف00أليس لديكُمْ رجُلاً يأتِى لِيُحارِبنِى رقم أربعِين هُو حاصِل ضرب 4 x 10 00عشرة رقم يُشِير لِلكمال00رقم أربعة يرمُز لِلإِتجاهات الأربعة لِلأرض00أىّ رقم 40 يُشِير إِلَى مِلء أزمِنة العالم 00المُعيِّر يقِف وَيُعيِّر الأرض كُلّها وَكُلّ أولاد الله فِى كُلّ زمان وَكُلّ مكان حَتَّى جاء داوُد لِيُحارِب كمال الأزمِنة أربعِين يوم حَتَّى يأتِى مِلء الزمان [ فَقَالَ يَسَّى لِداوُد إِبنِهِ خُذْ لإِخوتِكَ إِيفَةً مِنْ هذا الفرِيكِ وَهذِهِ العشر الخُبزاتِ وَأركُضْ إِلَى الْمحلَّةِ إِلَى إِخوتِكَ ]00أبناء يَسَّى السَّبعة دخلُوا الحرب أمَّا الثامِنْ داوُد فَهُوَ صغِير وَغير كُفء فِى نظر النَّاس 00فَأرسلهُ أبوه وَمعهُ طعام لِيفتقِد سلامِة إِخوته " الإِيفة " تُساوِى ثلاثة كِيلات00يَسَّى قَالَ لِداوُد خُذ هذِهِ الثلاثة كِيلات فرِيك وَالعشر خُبزات وَأذهب إِطمئِن عَلَى إِخوتك00عِندما نقرأ الكِتاب بِتدقِيق نجِد أنَّ هذِهِ هى نَفْسَ مُكوِّنات ولِيمة أبِينا إِبراهِيم قدَّم فِيها ثلاثة كِيلات دقِيق وَعشر خُبزات إِبراهِيم أدرك بِالسِر الولِيمة الَّتِى تصِله إِلَى العشاء الأخِير وَإِستقبال المسِيح وَالغلبة00الثلاثة هى الثالُوث وَالعشرة هى الوصايا00إِذا تحمَّلت بِسِر الثالُوث القُدُّوس وَتزيَّنت بِالوصايا العشر سيُقّدِم لَكَ المسِيح الغلبة لاَ محالة ( تك 18 ) داوُد أتى بِإِرسالية مِنْ الأب أىّ يَسَّى لِيطمئِن عَلَى إِخوتِهِ [ إِفتقِدْ سَلاَمَةَ إِخوتِكَ وَخُذْ مِنْهُمْ عُرْبُوناً ]00عِندما أتى المسِيح قِيل عنهُ أنَّهُ خُبز الحياة00وَأتى المسِيح أيضاً مِنْ عِند الآب لِيفتقِد سلامتنا وَفِى نَفْسَ الوقت أتى وَمعهُ خُبز وَقوَّة الحياة خُذْ مِنهُمْ عربُون أىّ هات مِنهُمْ علامة تدُل عَلَى سلامِتهُمْ لأِنِّى خائِف عَلَى إِخوتك هات علامِة سلامة رِسالة أوْ مندِيل أوْ00أىّ شئ مِنهُمْ يدُل عَلَى سلامِتهُمْ قدِيماً كَانَ معرُوف أمر العربُون00مِثال لِذلِكَ يوسِف عِندما أراد إِخوته أنْ يثبِتُوا لأبِيهِ يعقُوب أنَّهُ مات جاءوا بِقمِيصه مُلُّوث بِالدم 00أىّ لابُد مِنْ علامة محسُوسة يُخاطِبُون بِها بعضهُمْ [ وَكَانَ شَاوُلُ وَهُمْ وَجَمِيعُ رِجالِ إِسْرَائِيلَ فِي وادِي الْبُطْمِ يُحارِبُونَ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ0 فَبَكَّرَ داوُدُ صباحاً وَترَكَ الغنمَ مَعَْ حَارِسٍ ]00بكَّر داوُد00إِستعداد وَطاعة لأِبيِهِ وَالمسِيح أطاع الآب [ مِنْ أجلِ السُّرُورِ الموضُوعِ أمامهُ00] ( عب 12 : 2 )[ مَعَْ كونِهِ إِبناً تعلَّمَ الطَّاعَةَ00] ( عب 5 : 8 ) داوُد أطاع [ وَذَهَبَ كما أمرُه يَسَّى وَأتَى إِلَى الْمِتراسِ وَالجيشُ خارِجٌ إِلَى الإِصطِفَافِ وَهتفُوا لِلحرْبِ0وَإِصطفَّ إِسْرَائِيلُ وَالْفِلِسْطِينيُّونَ صَفَّاً مُقابِلَ صَفٍّ ]00ذهب داوُد وَرأى الأزمة وَسأل وَعرف الأمر00وَلنرى ماذا قَالَ داوُد [ فَكَلَّمَ داوُدَ الرِّجالَ الواقِفِينَ معهُ قائِلاً ماذا يُفعلُ لِلرَِّجُلِ الَّذِي يقتُلُ ذلِكَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَيُزِيلُ العارَ عَنْ إِسْرَائِيلَ0 لأِنَّهُ مَنْ هُوَ هذا الْفِلِسْطِينِيُّ الأغلفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ] 00هل أنت يا داوُد آخر غير الَّذِى نراهُ نحنُ ؟ هل لَكَ عُيُون غير عيوننا ؟ ألم تخف مِنْ جُليات مِثلنا أم لأِنَّكَ أتيت لِتنظُر تتكلَّم بِهذا الكلام ؟ هل تتكلَّم مِنْ فراغ ؟النَفْسَ الَّتِى بِها قوَّة الله وَمُختبِره عمله تشعُر أنَّها مُحمَّله بِقوَّة تفُوق طاقِة جيش [ إِنْ يُحارِبنِي جيش فَلْن يخافَ قَلبِي ] ( مز 26 مِنْ مزامِير صلاة باكِر ) 00عِندما نقرأ هذا الكلام نقُول أنَّهُ كبِير جِدَّاً عَلَى داوُد الصغِير00لاَ00داوُد مملؤ إِيمان وَثِقة فِى قوَّة وَعمل الله يقُول داوُد مَنْ هذا الفلسطينِى الأغلف حَتَّى يُعيِّر صُفُوف الله الحيِّ [ فَكَلَّمَهُ الشَّعْبُ بِمِثْلِ هذا الكَلاَمِ قائِلِينَ كذا يُفعلُ لِلرِّجُلِ الَّذِي يقتُلُهُ ]00بدأوا يقُولُون لَهُ عَلَى المُكافأة00وَلمحهُ أخوه الأكبر ألِيآبَ وَسألهُ ماذا أتى بِكَ إِلَى هُنا [ فَحَمِيَ غَضَبُ ألِيآبَ عَلَى داوُد وَقَالَ لِماذا نَزَلْتَ وَعَلَى مَنْ تركْتَ تِلْكَ الغُنيماتِ القلِيلةَ فِي الْبَرِّيَّةِ ]00لِماذا تركت الغنم ؟ وَبدأ ألِيآبَ يُوّبِخ داوُد[ أنَا عَلِمْتُ كِبرياءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ لأِنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِكَىْ تَرَى الحَرْبَ ]00أنت ولد مغرُور وَمُتكّبِرمُنذُ أنَّ مسحهُ صَمُوئِيل وَإِخوتهُ يغِيرُون مِنهُ00يقُول لَهُ ألِيآبَ أنَا عالِم غرُورك وَشرّ قلبك أنت أتيت لِترى الحرب وَتتطفَّل عَلَى ما يحدُث00داوُد يُجِيب بِمُنتهى الحِكمة[ فَقَالَ داوُد ماذَا عمِلتُ الآنَ ]00إِنِّى أسأل فقط00داوُد فِى قلبِهِ وَنيتِهِ أنْ يدخُل الحرب مَعَْ شَاوُل وَلَمْ يستطِيع أنْ يُخبِر إِخوته فِى المرَّة السابِقة أراد يُوناثان أنْ يدخُل الحرب وَلَمْ يستشِر شَاوُل00عِندما تُحمل النَفْسَ بِقوَّة الله تشعُر أنَّها غير مُحتاجة لِمشُورة أحد 00وَكما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول أنَّ الله سُرّ أنْ يختاره مِنْ بطن أُمِّهِ [ لِلوَقتِ لَمْ أستشِرْ لحماً وَدَماً ] ( غل 1 : 16 )0الإِعلان فِى القلب يكُون إِعلان فائِق يفُوق طاقِة البشرعِندما ندرِس الكِتاب المُقدَّس نجِد دائِماً أنَّ الَّذِينَ يعملُون أعمالاً عظِيمة يعملُوها فِى صمت00نحميا ظلَّ 4 – 5 أيَّام فِى أُورُشلِيم يتفقّد السُور دُون أنْ يُخبِر أحد وَلَمْ يتكلَّم00إِبراهِيم عِندما قدَّم إِبنه إِسحق ذبِيحة لَمْ يُخبِر أحد00يُوناثان لَمَّا دخل الحرب لَمْ يتكلَّم مَعَْ أحد00وَداوُد هُنَا لَمْ يتكلَّم مَعَْ أحد إِلاَّ شَاوُل كى يستأذِنهُ [ فَقَالَ داوُد لِشَاوُلَ لاَ يسقُط قلبُ أحدٍ بِسببِهِ0 عبدُك يذهبُ وَيُحارِبُ هذا الْفِلِسْطِينِيَّ] 00لِنرى كيف تكلَّم داوُد مَعَْ شَاوُل لأِنَّ داوُد لَمْ يكُنْ قَدْ ذهب لِشَاوُل لِيعزِف لَهُ مُنذُ فترة فَنْسَى شَاوُل داوُد نظراً لِطُول الفترة وَلِمرض شَاوُل [ فَقَالَ شَاوُلُ لِداوُد لاَ تستطِيع أنْ تذهب إِلَى هذا الْفِلِسْطِينِيِّ لِتُحارِبَهُ لأِنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنذُ صِباهُ ]00موقِف إِخوة داوُد بِهِ حسد وَرفض وَالمسِيح كَانَ مرفُوض مِنْ إِخوتِهِ [ إِلَى خاصتِهِ جاء وَخاصتهُ لَمْ تقبلهُ ] ( يو 1 : 11 )00 [ أسلموهُ حَسْداً ]( مت 27 : 18 ) قَالَ شَاوُل لِداوُد أنت غُلام صغِير وَهُوَ رجُل حرب مُنذُ صِباه00داوُد يُرِيد أنْ يدخُل الحرب بِأىّ وسِيلة [ فَقَالَ داوُد لِشَاوُل كَانَ عبدُك يرعَى لأِبيِهِ غَنَماً فَجاءَ أسَدٌ مَعَْ دُبٍّ وَأخَذَ شَاةً مِنَ القطِيعِ0 فَخَرجتُ وراءهُ وَقتلتُهُ وَأنقذتُها مِنْ فِيهِ وَلَمَّا قَامَ عَلَىَّ أمسكتُهُ مِنْ ذَقْنِهِ وَضربتُهُ فَقتلتُهُ ]00لاَ تخف فَأنَا قتلت أسد وَدُب مِنْ قبل أرجُوك إِسمح لِى00النَفْسَ المملؤة بِعمل الله تشعُر بِقوَّة خفيَّة لاَ نستطِيع أنْ نصِفها[ وَهذا الْفِلِسْطِينِيُّ الأغلفُ يكُونُ كواحِدٍ مِنهُما لأِنَّهُ قَدْ عَيَّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ ]لاَ تخف هذا الفلسطِينِى سيكُون مِثلهُما00لِنرى الغِيره وَالثِقة فِى عمل الله وَالرجاء00يُوناثان كَانَ واثِق أنَّ الله سيدفع لَهُ الشَّعْب قبل الحرب وَقُلنا مَا أجمل أنْ يثِق الإِنسان فِى عمل الله قبل الشئ وَليس بعده 00هكذا داوُد لَهُ نَفْسَ الثِقة [ وَقَالَ داوُد الرَّبُّ الَّذِي أنقذنِي مِنْ يَدِ الأسدِ وَمِنْ يَدِ الدُّبِّ هُوَ يُنقِذُنِي مِنْ يَدِ هذا الْفِلِسْطِينِيِّ ]00شَاوُل قَالَ لَهُ إِذهب وَألبِسُهُ زى الحرب وَلَمْ يسترح فِيهِ داوُد فخلعهُ00فَقَالَ لَهُ شَاوُل هل ستذهب لَهُ بِدُون عِداد حرب ؟ موقِف مُضحِك الأسلِحة هى قُدرات البشر أسلِحة بشريَّة00داوُد لَمْ يدخُل بِأسلِحة بشريَّة رفضها وَلَمْ يحتمِلها00النَفْسَ الَّتِى تعِيش فِى ثِقة فِى عمل الله لاَ تحتمِل وَ لاَ تثِق فِى قُدرات البشر وَ لاَ أسالِيب البشر بَلْ ترفُضها [ إِذْ قَدْ طرحنا عنَّا ] أىّ طرحها هُنا نجِد داوُد يأخُذ بِيدِهِ عصا وَالعصا هى الصلِيب إِشارة خفيَّة عَنْ الصلِيب فِى الكِتاب [ وَأخَذَ عصاهُ بِيدِهِ وَانتخبَ لَهُ خمسةَ حِجارةٍ مُلْسٍ مِنَ الوادِي وَجعلها فِي كنفِ الرُّعَاةِ الَّذِي لَهُ أيْ فِي الجِرَابِ وَمِقلاَعَهُ بِيدِهِ وَتقدَّمَ نحو الْفِلِسْطِينِيِّ ]00أخذ عصاهُ وَخمسة حِجارة مُلس أى ملساء وَتقدَّم بِالحِجارة وَالمقلاع نحو الفلسطينِى وَعِندما نظرهُ جُليات تعجَّب مَعَْ حلاوة منظرِهِ وَصِغر سِنِّهِ وَمظهرهُ المُدلّل00منظر مُضحِك منظر داوُد مَعَْ جُليات فَقَالَ جُليات [ ألَعَلِّي أنَا كلبٌ حَتَّى أنَّكَ تأتِي إِليَّ بِعِصِيٍّ0 وَلعن الْفِلِسْطِينِيُّ داوُد بِآلِهتِهِ0 وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِداوُد تَعَالَ إِليَّ فَأُعطِي لحمكَ لِطُيُور السَّماءِ وَوُحُوشِ البرِّيَّةِ ]جُليات لعن داوُد وَألِهتهُ وَقَالَ لَهُ إِنْ كُنت قَدْ جِئتُ لِتُحارِبنِى فَتَعَالَ نعلم أنَّ العصا هى الصلِيب وَالحِجارة فِى الكِتاب المُقدَّس دائِماً تُشِيرُ لِلمسِيح وَهُوَ قَالَ عَنْ نَفْسَه [ فَالحجر الَّذِي رفضهُ البنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رأسَ الزَّاوِيَةِ ]( 1 بط 2 : 7 )00وَمُعلّمِنا بولس الرسُول قَالَ عنَّا نحنُ كنِيسة العهد الجدِيد حِجارة الله الحيَّة00وَمِنْ علامات الخلاص فِى نهر الأردُن أنَّهُمْ رفعُوا حِجارة مِنْ النهرِأيضاً فِى سِفر الرؤيا قَالَ الَّذِى يغلِب أُعطيه حصاه بيضاء أى حِجارة00رمز لِلمسِيح داوُد قَالَ لِجُليات [ أنت تأتِي إِلَيَّ بِسيفٍ وَبِرُمحٍ وَبِتُرسٍ0 وَأنَا آتِي إِليكَ بِاسمِ رَبِّ الجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ ]00أنت معك أسلِحة بشريَّة أمَّا أنَا فَمعِى ربّ الجُنُود00ثُمَّ قَالَ لَهُ كلِمة رائِعة [ هذا اليومَ يحبسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي ]كلِمة فِى مُنتهى القوَّةألم ترى منظرهُ يا داوُد ألم تخفَ مِنْ هيئِة جُليات ؟ يقُول داوُد00لاَ00ثُمَّ يُكمِل كَلاَمَه لِجُليات [ فَأقتُلُكَ وَأقطعُ رأسكَ0 وَأُعطِي جُثثَ جيشِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ هذا اليوم لِطُيُورِ السَّماءِ وَحيواناتِ الأرضِ فَتعلمُ كُلُّ الأرضِ أنَّهُ يوجد إِله لإِسْرَائِيلَ ] 00سبق وَقُلنا أنَّ الشَّعُوب تتعارف عَلَى الآلِهه بِالنُصرة فِى الحرُوب وَالإِله الأقوى هُوَ الَّذِى يغلِب فِى الحرب إِنْ كان شعب يعبُد بقره وَآخر يعبُد الشَّمس وَدخلا فِى حربٍِ معاً فَإِذا غلب الشَّعْب الَّذِى يعبُد الشَّمس إِذاً إِلههُ هُوَ الأقوى وَالكُلّ يعبُد الشَّمس 00لِذلِكَ أحبَّ الله إِستخدام الحرُوب فِى العهد القدِيم لِيُعلِن نَفْسَه كَإِله وَليس لإِنَّهُ يغوِى الحرُوب 00لِذلِكَ يقُول عنهُ المزمُور [ القاهِر فِي الحرُوب هذا هُوَ مَلِكَ المجد ]أنت أتيت لِتُكلّمنا عَنْ السَّلام فَلِماذا الحرُوب ؟ يقُول لأِنَّهُ هُوَ الأسلُوب الَّذِى كانُوا يتعارفُون بِهِ قدِيماً عَلَى الآلِهه 00لاَ يفهمُون مجد الإِله إِلاَّ مِنْ الحرب00دخل داوُد وَأخذ المقلاع [ وَضرب الْفِلِسْطِينِيَّ فِي جبهتِهِ فَارْتَزَّ الحجرُ فِي جبهتِهِ وَسقط عَلَى وَجهِهِ إِلَى الأرضِ] 00داوُد أخذ الخمس حِجارات معهُ إِحتياطِى لكِنَّهُ مِنْ الأُولى أصاب الفلسطِينِى رغم أنَّ كُلَّ ما فِى جُليات كان مُختبئ تحت آلات الحرب إِلاَّ جبهتِهِ00نساهاالله لَهُ تدبِير يعرِف كيف يغلِب 00يقُول الآباء[ لَمْ يُدرِك جُليات أنَّ جبهتهُ مكشُوفة ]00الله يعرِف كيف يجعلنِى أغلِب سيرى لِى أسلُوب لِلغلبة وَإِنْ كان المنظر لاَ يُوحِى بِالغلبة لكِنَّهُ سيجعلنِى أغلِب لَمْ يُدرِك جُليات أنَّ السيف وَالرُمح لاَ يقدِر أنْ يحمِيهِ لكِنْ مِقلاع الكِلاب يستطِيع أنْ يهِزّ كيانه 00كلام قوِى 00داوُد يُرِيد أنْ يُمِيته وَلَمْ يكُن معهُ سيف فَأخذ سيف جُليات وَقطع رأسهُ[ وَأخذ داوُد رأسَ الْفِلِسْطِينِيِّ0 وَأتَى بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ0وَوَضع أدواتِهِ فِي خيمتِهِ] 00المجد لَكَ يارب صُورة رائِعة لِغلبة أولاد الله وَغلبة الله عَلَى الصلِيب إِذْ محى الصك المكتُوب عليناوَعِندما يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول[ إِذْ جرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أشهرهُمْ جِهاراً 00] ( كو 2 : 15 ) 00هذِهِ عادة قدِيمة فِى الحرُوب عِندما يغلِب شعب آخر فِى حربٍ يأتِى بِقاداتِهِ وَيُجرِّدهُمْ مِنْ رُتبهُمْ وَيزِفّهُمْ وسط الشَّعْب الغالِب مُجرّدِين مِنْ رُتبهُمْ 0داوُد لَمْ يزِف جُليات مهزُوم بَلْ زفَّ رأسهُ00المسِيح غلب الشيطان سحقهُ وَأتى بِرأسِهِ وَوضعهُ فِى البُحيرة المُتقِدة بِنارٍ وَكبرِيت00وضعهُ فِى خيمتِهِ00مَا أجمل أنَّنا نُعلِن إِنتصار الله فِى حياتنا وَالإِنسان الَّذِى كَانَ أداه فِى يَدِ الشيطان يُقّدِم أعضاءه أداهَ بِر فِى يَدِ الله وَيُصبِحُ عبد لِلقداسة الشَّعْب كُلَّه تعجَّب وَهتف وَشعب فِلِسطِين هرب00سأل شَاوُل عَنْ داوُد فَقَالَ لَهُ أبنير رئِيس الجيش أنَّهُ لاَ يعلمهُ وَهُوَ ليس مِنْ الجيش لأِنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ الجيش لعرِفهُ أبنير00فَسألهُ شَاوُل [ إِبنُ مَنْ أنتَ يَا غُلاَمُ0 فَقَالَ داوُد إِبنُ عبدِكَ يَسَّى البيتلحِمِيِّ ]00داوُد يقُول " عبدك " بعد أنْ إِنتصر وَجعل الشَّعْب ينتصِرمَا أجمل النَفْسَ الَّتِى تغلِب وَتتضِع00وَسنرى فِى الإِصحاحات القادِمة مزِيد مِنْ إِتضاع داوُد رغم إِنتصاراته ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.